23-03-16, 08:10 PM | #11 | |||||||||
نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء
| الغيمةُ الثانية : حبّةُ المطرِ الرابعة : بعد ما سَمع [ مُراد ] ما قالتهُ [ ميّادة ] أصبحَ يفكر كيف سيستعيدُ [ رشـا ] و أيّ قُربان يقدمهُ لها لتقبل قُربه ؟ . تمضي الثواني ، و الدقائق و الساعات و الأيام و تتكوّر لتعيد نفسها ! ، و كأن ما عشته قبل سنوات ، تعيشهُ الآن مرةً أخرى ، في كل هذهِ الفترة كان يحاول [ مُراد ] محادثة [ رشـا ] لكنها كانت تتجنبه ! و لم تعد تخرجُ مع أحدٍ مثلما كانت سابقاً ، فقط أصبحت مُنكبةً على الدراسة كَونَ هذهِ السنة هي السنة الأخيرة ، و لِتعوض الوقت الذي استهانت بهِ بدايةَ العام ، إلا أن جاءت فترةُ الاختبارات و انتهت ، قررت [ رشـا ] العودةَ فوراً لأرضِ الوطن ، فما الفائدةُ من المكوثِ هنا ؟ أخبرت بذلكَ [ أحمد ] و [ ميّادة ] ، لكنها حين كانت في المطار ، رأت [ مُراد ] فتوجهَ إليها قائلاً : رشـا ، حطي نفسِك مكاني لمرة وحدة بس و رح تفهمي . التفتت له و ببرود : أوكيه ، و بعدين ؟ نظرَ إليها [ مُراد ] منتظراً منها أيّةَ اجابة . فظلّا صامتينِ لوهله ، لكن [ رشـا ] تكلمت حين سمعت نداءَ رحلتها : خلاص انسى الي صار ، كل إلي صار عشاني كنت ما أبغى أندم لما أعرف النسبة . و قبل أن يتكلم [ مُراد ] أردفت [ رشـا ] : و الحين صار لازم أروح . فذهبت في سبيلها ، و [ مُراد ] يُراقبها دون أي كلمة وداع ! ، لم يكن [ مُراد ] يتوقع يوماً أن هذا ما سيحدث بينهما ، مع أنّ [ رشـا ] لم يكن حبها ظاهراً و لكن كان لهُ بريقٌ خاص في عينيها الداكنتين اللتان تبدوان كَغيمتين سوداوين وسطَ سماءٍ صافية . عادَ [ مُراد ٌ ] للواقع و فتح الصفحةَ التي تليها : [ الأول من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر : مساءَ اليومِ وصلتُ أخيراً لأرضِ الوطن ، فاستقبلتني أمي بِحُضن دامعٍ ككُل أمٍ ، و حُور ضمتني إليها و الشوق يلمع في قزحيتيّ عينيها ككل ِ أخت لم تولد من رحم ِ الأم ، و طبعاً جدتي أنا التي أنكببت في حُضنها ، و طبعاً بدون أي دموع .. فلطالما كنت متأكدة أن الدموع ليست سوى ضعف ] ! . ظنّ [ مُراد ] أن هذهِ الصفحةَ ليست مُهمة ، فقرأ التي تليها و كانت ملونةً على الهوامشِ باللون الأسود ، و خطُ الكتابةِ كان مُتجهاً تارةً يميناً و تارةً يسارا ً ! و كأن من كتبهُ ، كتبه باكياً : [ الثاني من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر : اليوم مسحت أمي بي الأرض ! ، قائلةً أنَ هناك اتصالاً قد وَرد إليها و محتواهُ باختصار أن ابنتها المحترمةَ [ رشـا ] على علاقةٍ بأحد الشُبان ، فقد كنتُ نائمةً حينَ دخلت أمي غرفتي و كأنها داخلةٌ لفتح الأندلُس ! فصرخت عليّ قائلةً : رشـا ! فحسِبت أن شيئاً سيئاً حدث لأحدهم و لم أكن أتوقع أنها تقصدني : قولي لي شاللي سويته بأمريكا ؟ اقتربت مني و الشرر يتطاير من عينيها و هي تقول بغضب : تكلمي يلا ، هذي الدراسة مالِك ؟ يعني انتي ما كنتي ناقلة عشان الأوضاع السياسية ؟ كنتِ تكذبي و أنا أصدقك . فقلتُ لها : أمي شاللي صاير ؟ فردت علي بغضب أشد مما سبق : شاللي صاير ؟ تسأليني شاللي صاير ؟ رايحة هناك و عارفة لك واحد و الله أعلم شصار بعد ! فقلتُ لها و علاماتُ الصدمةِ واضحةٌ على ملامح وجهي : أمي ، أنا بنتِك ؟ يعني تصدقي الناس و تكذبيني ، أحلف لك ما صار شي من الي فكرتي فيه . فقالت أمي و الغضب قد بلغ ذروته : تراك بنت أبوك شاللي يطلع من وراك ؟ يعني أنا ربيتك و تعبت فيك في النهاية هذا الي تسويه ، ما رح تكوني أقل من أخوك الي مسك دربه و شرد ! ، بس كنت غلطانة لو أبوكم أخذكم معه كنت ارتحت من شرك انتي و اخوك . فأردفت بعبارةٍ جرحت قلبي و جعلتهُ ينفلق ُ لنصفين : أنا ما رح أرتاح إلا لما يجي اليوم الي يقولوا لي فيه رشا ماتت و لحقت أبوها ، ما رح أذكر أخوك لأنه بالنسبة لي مات من زمان ! . عَضتت شفتاي محاولةً منع دموعي من الانحدار . حينها تدخلت [ حُور ] التي كانت تراقب كل شيءٍ بصمت منذ البداية و فتحة ٌ فاصلةٌ بين شفتها العليا و السُفلى توضح أنها فعلاً لم تكن أقل صدمةً مني : بس يا خالتي ، يمكن الي اتصل فيك ، كان كذاب ما كان المفروض تصدقيه . صرخت أمي على [ حور ] : حور ! ، لا تتدخلي و خليك بشغلك ، لا تحاولي تغطي عليها ، مع اني أشك انك رح تلحقيهم بيوم من الأيام . صُدمت و صُدِمَت [ حور ] أيضاً ، اتجهت امي بتجاهِ باب غرفتي العريض لتخرج حين وقفت فجأة و استدارت و اتجهت لِهاتفي الذي كان موضوعاً بجانب أحد الكتب على الطاولةِ المكتبية ، فأخذتهُ ، فقلتُ لها : أمي ، انتظري لازم تفهمي . فقالت أمي : ماني أمك و لا تحاولي تكسري قلبي عليك ، الحين عرفت حقيقتك . فالتفتت لتخرج ، حين قلتُ لها و الدموع تتراكم في عينيّ : الحين ؟ أيوا أكيد الحين ، لأنك بعمرك ما كنتي مثل أي أم ! لم أكد أكمل حديثي حتى تلقيّتُ صفعةً من أمي ، فلم أنطق بأي شيء ! بعدها خرجت أمي ، و نظرت إليّ [ حور ] بِحُزن و دموعها تتساقط بِخفة ، ابتسمت لها بمعنى أنني بخير ، فلطالما كانت [ حور ] فتاةً رقيقةً و حساسة بعكسي تماماً ! ، بعدها لحقت بِأمي التي هي خالتها التي اعتنت بها بعد موت والديها ، محاولةً فهم منها ما حدث ! . لكنني أعلم أنّ كل ما حدث بسببي والدي الذي تركنا . بعد أن أنتهى [ مُراد ] تلكَ الصفحةَ ظلّ يفكر بِحقيقةِ والدها ، فقرر أن يكمل القراءةَ علّه يجد شيئاً ما ، ففتح الصفحةَ التي تليها : [ الثالث من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر ، غصبُ أمي هو عينهُ الجحيم ! .. فاليوم قد رأيتُ [ حور ] و معها امرأةٌ متوسطةُ السن ، تقوم برسم بعض الزخارفِ الجميلة ف يديّ [ حور ] بالحناء ، فقلت لها أنني أيضاً أريد ! ، فاستغربت [ حور ] و بشدة ، أنا ؟ أنا التي أكره رائحتهُ و شكله و لم أزيّن به يديّ منذ سنين َ طويلة ! فبعد أن انتهت [ حور ] وضعت لي المرأةُ بعض الزخارف البسيطة كما أردت ، و كلُ هذا كان لِزفاف [ فارس ] ، فرحلتِ المرأة حينها سألتني [ حور ] : معجزة ياخي ! ، من متى ؟ فضحكت و كدت أقول أنّني أنا بنفسي لا أدري لماذا حين جاءت أمي و هي تقول : تستعد للمستقبل ! كنت أريد الرد عليها حين أمسكت [ حور ] يدي و ضغطت عليها بمعنى لا تنطقي بشيء ! فذهبت متوجهةً للمغسلةِ القريبة بعد أن أحسست أن يد [ حور ] تراخت و ابتعدت عن يدي ، فغسلتهُ و غسلتهُ و لكن لونهُ البرتقالي الباهت كَ حياتي الباهتة لا يزال باقياً ! ، فزدت سرعة و كثاقة تدفقِ المياه ! ، لكن دون جدوى ، فذهبتُ أمام عيني والدتي و [ حور ] لطاولة ِ الطعام القريبة و أخذت سكينا محاولةً كَشط كفيّ حينما سقطت عيني على يدٍ تمسكُ السكين ، كان [ فـارس ] ! ، فارس الذي لم أرهُ منذ ثلاثِ سنواتٍ إلا أيامَ العيدين ! و لم أحدثه منذ ستة أعوامٍ ربما ، لم ينطق بكلمةٍ ، فقط أبعدها ، فذهبت لغرفتي صاعدةً حبات الدرج حينها لحقتني [ حور ] خوفاً من أن أقص يدي كلياً ، فقالت و هي تغلق الباب خلفيّ : رشـا ، خالتي معصبة و تعرفيها لما تعصب ، انتِ امسكي اعصابك ! نظرتُ إليها بقهرٍ و أنا أقول : خالتك الي لما تعصب ما تعرف حد هي بسببها أبوي تركنا و بسببها أخوي مُراد راح و لا رجع ، و بسببها أنا رح ألحقهم ، خالتك هذي ما همها إلا نفسها . لم أكد أكمل كلامي ، فقط قطعتهُ [ حور ] بصفعتها التي طبعتها على خديّ ، فنظرتُ إليها و أنا في أشد حالاتِ الاستغراب ، فقالت و الدموع متكدسةٌ في عينيها : لا تتكلمي عن أمك بهذي الطريقة ! ، هي تحملت كل هالعذاب زوجها تركها و ترك لها بنت و ولد و الي زاد عذابها بنت اختها اليتيمة ، بس هي ربتنا و ما خلتنا نحتاج لشيء ، الناس كلها كانت حاسدتنا ، مُراد لما راح ما كان لخالتي أي دخل فيه ! شفتي هي شاللي تحملته ؟ ، و انتِ كلمتين منها ما تحملتيهم . كان كلامُ [ حور ] صحيحاً لكن غضب أمي مؤلم و كأنهُ شرارةٌ من شراراتِ الجحيم ! ، لكنني لم أرد عليها ، فقط صمتت و تجاهلتُ كلامها ، و ذهبت لِأكمل الروايةَ التي بدأت قراءتها مؤخراً ، ما إن خرجت [ حور ] حتى سالت دموعي ، أصبحت متأكدةً أنني ضعيفةٌ و هشةٌ و سريعةُ الكسرِ ! فذهبت لِمكتب والدي المهجور منذ رحيلهِ الغير مُبَرَرْ ، ذهبتُ و أنكبتت على الأرض و أنا أبكي بشدة ، و دموعي تتساقطُ على الأرض كحباتِ المطر المتساقطةِ بشدةٍ فصلَ الشتاء ! ، كنت أريدُ أن أسأل أبي لماذا تركنا ، فقد كانت أمي مختلفةً لكنّ رحيله هو من صنعَ منها انسانةً عصبيةً لا تتحمل أبسط الأشياء ! ، و ترمي الكلام بكل سهولة ، وضعتُ يديّ على فمي محاولةً إخفاءَ شهقاتي ، أحس أنني لم أبكي هكذا منذ زمن ، منذ ذلك الزمن الذي اختفى فيهِ أبي و بعدهُ [ مراد ] و لحقهما [ فارس ] و الآن [ مُراد ] .. بكيتُ بشدة ، أريدُ غسل كل الآلام العالقةِ بقلبي ، بعدها أوقفتُ دموعي و مسحتها بظاهرِ يديّ و وقفتُ و قلتُ لنفسي أنني لستُ محتاجةً لأي أحد ! ] . فتحَ [ مُراد ] الصفحةَ التي تليها فقد كان يريد معرفةَ ما الذي حدثَ لِـ [ رشـا ] بعد ذلك ، فقد كانت الصفحةُ مزخرفةً بزخرفةٍ طوليةٍ باللونين الزهري و الأصفر : [ الرابع من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر : اليومَ اتخذتُ قراراً سيجعل أمي تشعرُ بالراحةِ ، فقد حزمتُ حقيبتي و قررتُ الذهاب للمكوثِ عند جدتي ، عندما كنتُ متوجهةً للخارج ، سألتني أمي و لكنني لم أجبها ! ، فقالت و هي غاضبة : بس ما رح تطولي ، بكره انتي راجعة لأنها خطوبتك . فالتفتت إليها و أنا مصدومة . فقالت : ما رح أخليك على هواك ، و هذي كلمتي . فابتسمت لها كتلك الابتسامةِ التي ابتسمتها لِـ[مُراد ] من قبل ، و ذهبتُ لعند جدتي ، فجدتي هي الأمانُ بعينهِ ، و هكذا قضيتُ يومي مع جدتي ، محاولةً تناسي الخطبةَ القَسرية التي سترغمني عليها أمي ، فبهذا لم يصبح أحد في منزلِ جدتي سواي و هي و [ فارس ] ، فـ[فارس] منذ أن كان صغيراً تربى في حُضن جدتي و لا يزال إلى الآن ] . * أنتظر ردودكُم ، الجُزء القـادم ؟ يوم السبت . أعتذر لكنني لا أستطيع إرسال رسالة في ملفِ الزوّار لأي أحد بسبب ضيقِ الوقتِ لديّ . [ لـا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي أو دون ذكر اسم الرواية ] . التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 30-07-16 الساعة 09:27 AM | |||||||||
26-03-16, 06:57 PM | #12 | |||||||||
نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء
| الغيمةُ الثالثة : حبّةُ المطرِ الأولى : صفحةُ جديدة ، يومٌ جديد ، تاريخٌ جديد ، حدث جديد ! [ الخامس من يناير لعامِ ألفين و أحد عشر : في الحقيقةِ أن " سالفةَ " الخِطبةِ تلكَ حقيقة و لكنها ليست اليومَ كما قـالت أمي ، لأنَ اليومَ بالأساس هو ذلكَ اليوم الذي يسبق يوم الزفاف و يُسمى [ يوم الحناء ] الخاص بِـ [ فـارس ] لكنني متأكدة أنها قريبة ، قريبةٌ جداً ، و الأهم من ذلك أنني سأبقى مع جدتي ، لذا سأحاول نسيان ما سيحدثُ في المستقبل كونه مُستقبلاً و لكل حادثٍ حديث ! ، أعتقد أنّ اليوم جديرٌ بأن يُطلق عليهِ [ يوم الذكريات ] فَهُنا نشأتُ و ترعرعت لسنوات عديدة لا تقل عن عشرِ سنوات ، و لكنني لم أستطع الاستمتاعِ بذكرياتي ، فسرعانَ ما جاءَ معظمُ أهلِ أمي للبدء في التجهيزات لمساءِ اليوم ، و ذهبتُ كي أساعدهم اذا احتاجوا لي مع أنني لا أفقهُ شيئاً في هذا ! ، و اذا لم أفعل سيقول انني غير [ سِنعة ! ] ، لذا ذهبت ، فتوجهتُ بِصُحبةِ [ حُور ] للخيمةِ التي نُصِبَت في الساحةِ الشاغرةِ أمام منزل جدتي . ابتدأت [ حور ] الحديث قائلةً : لو يسووا الحنا فِ البيت يكون أحسن . فقلتُ لها : عادي ، كله واحد ، بس بكره وين ؟ فقالت تستهزء : بالشارع ! ، وين يعني ؟ بقاعة لاه . فقلتُ لها : شدراني أنا يعني ! حينها سمعنا صوتاً مُستهزءاً أمقته للغاية يقول : رشـأ ؟! فالتفتُ لِمصدرِ الصوت و أنا أحاول تهدئةِ نفسي . فقالت تلك الهَوجاءُ [ عبير ] ابنة خالتي التي تساويني عُمراً : سمعنا يقولوا انخطبتي ، ليش ما قلتي ؟ ترا عـادي ما نحسد ! فالتفتُ إليها قائلةً : و بعدين ؟ فقالت [ عبير ] بِخُبث : و لا خايفة لا يصير شي ؟ في النهاية يطلع من نوع الرجال إلي ينتمي له أبوك الله يرحمه ، ءء صح محد يعرف هو حي و لا ميت . فقالت [ حور ] : الرحمة للحي و الميت . لكنني طبعتُ على وجهها خمساً لن تنساهنَّ ما حيِيَت ، لدرجةِ أن الجميع التفت لِمصدرِ الصوت ، و كنتُ متأكدةً أن أمي كادت أن تقتلني في تلكَ اللحظة ! فجاءت خالتي والدةُ [ عبير ] لِتعرف ما الذي حدث ، عَرف الجميع أن ما حدثَ شيء كبير لأن الآنسة [ عبير ] ذرفت بعض الدموع . فقالت [ عبير ] و هي تمسك خدّها المصفوع ! : الله يصبر خالتي عليك . فابتسمتُ لها و قد اختفت علامات الغضب من على وجهي : آمين . كنت أريد أن أزيدها قَهراً ، لكن أمي قلبت كل شيءٍ حين جاءت و سحبتني من يديّ بعيداً عن أنظارِ الجميع . فقالت بغضب : مجنونة انتي ؟ شسويتي ؟ متى رح توقفي مشاكل ؟ فقلتُ لأمي بنفسِ النبرة ! : خلها تتأدب أول شي ، تراني رحمتها المفروض أذبحها . فسألتني أمس و غضبها يزداد : ليش ؟ ، شسوت ؟ فقلتُ و قلبي يحترق لأنني لا أدري هل دافعتُ عن شخصٍ ميتٍ أو حي ؟ : تتكلم على أبوي ؟ أكسر راسها . فقالت أمي بنبرتها الغاضبةِ المعتاد : و أكيد كان معها حق ، لا تنسي من يكون أبوك ، لو كان أب صح ما كان رماك أنتي و اخوك علي ّ . فقلتُ : أوكيه ؟ هو رمانا أنا و أخي كذا ، و انتي ؟ شوفي شسويتي فينا ؟ أخوي ما نعرف وينه ! ، و أنا رح تزوجيني غصب بعد ما مسحتي فيني الأرض . فتلقيتُ كفاً من أمي ، لم يكُن أقل قوةً عن كفِ ذاكَ اليوم ، و لكنني لم أرد عليها ، فقط خرجت متوجهةً لمنزلنا لأختلي بنفسي بواسطةِ سـيارةِ [ حُور ] ! ذهبت سريعاً لغُرفتي و أول شيءٍ فعلتهُ هو كسرُ الإطارِ الذي يحوي الصورةً العائلية الوحيدةَ لنا ، بعدها قمتُ بتكسيرِ بقايا الزجاجِ بيديّ كالمجنونة ! كنتُ أرى الدمَ ينصب منها لكنني تجاهلتُ ذلك ، بعد دقائق أحسست أن عقلي الذي فقدتهُ مؤقتاً قد عـاد ، لكن بعد ماذا ؟ بعد أن امتلئت يديَ اليُمنى جُروحا أما اليد اليُسرى لم يُصبها شيء و أنا أحمد الله على هذا كوني عسراء ، فلكنت ُ سأعاني صعوبةً في القيام بأعمالي ! . فقمتُ بلفها بِرِباطٍ طبي ، و باقِ الوقت مكثتهُ في صـالةِ المنزلِ لوحدي ، و لم أعُد لهناكَ مرةً أخرى ، انتصفَ الليل و لم يعودوا فنمتُ هناك في مكاني على الصالةِ ، و قد أدركت أنني أخطأت في طريقةِ حديثي مع أمي و لكنها تقهرني و أعلم أيضاً أن هذا ليسَ عُذراً و أيضاً تذكرتُ أنني افتعلتُ شجاراً ما كان يجبُ أن يحدث لأنني أذكر أن عبير في الأساسِ متزوجة و هي أم لطفلة و فقط كانت تريد اغاضتي ، أحسست انني أخطأت حين صفعتها مع انها أخطأت في حقِ أبي الحي الميت كثيراً أيضاً . فأنا مُتناقضة ] . بعد ما قرأ [ مُراد ] هذهِ الصفحةَ عرف أن [ رشـا ] كانت مشوشةُ تماماً لأن طريقةِ سردها لما حدث في ذلك اليوم لم يكن مرتباً جيداً و أسلوبها مختلف و بصراحة الأحداث مُختلِطة ! . [ السادس من يناير لعامِ ألفين و أحد عشر : اليومُ و لِأول مرة منذ سنوات أستيقطُ بهذا الشكل ، فقد أحسست أثناء نومي أنني أهوي من مكانٍ ما و أحسست بألمٍ في رأسي ، و ما إن فتحتُ عينيّ حتى رأيتُ النفسي قد سقطتُ من الأريكة ، مثلما كنتُ سابقاً أسقطُ من السرير ! فأقبلت [ حُور ] نحويّ : تعورتي ؟ قلتُ و أنا أمسح رأسي رأسي بكفِ يدي اليُسرى كوني عسراء : لا ما تعورت ، الا راسي ارتج قولي انتي ! قالت حور : أجيب ثلج و لا شي ؟ فقلتُ و أنا أبتسم : شكلِك نسيتي انني من صغري و أنأ أطيح لما أنام ، بس بكم آخر سنة تعدلت هههه ! قالت حور : اليوم رح تروحي ؟ فانقلبَ مزاجي فوراً : لا ، بس بليل بعد ما تخلص هَالسخافة رح أروح لبيت جدتي . حُور : ليش ؟ فقلتُ و أنا أقف و أشيحُ بوجهي لجانبٍ آخر : ما أتحمل أجلس هنا ، و بنفس الوقت لا تنسي آخر كلام قالته خالتِك ! . حُور : بخصوصِ الخطوبة ؟ قلت : أيوا . حُور : شدراك انتِ ؟ يمكن يكون هذا الشي خير ! ققلتُ : حور لا تبدأي بهذي المحضرات ! فقالت حُور : انتِ متضايقة عشـان كلام عبير عن عمي ؟ التفتُ لِـ [ حور ] أعتقد أنها المرةُ الأولى التي أسمعُ فيها أحداً يتكلمُ بحُسنٍ عن والدي الحي الميت ! . فقلتُ لها : كم الساعة ؟ نظرت إليّ [ حُور ] بنظرات تعني أنها تتعجب من تناقضي الكبير هذا ! ، لكنها ردت دون نِقاش في ماهيةِ الحديثِ السابق : 3 العصر ! فتوَّسعَ بؤبؤ عيني ، ففهمت [ حور ] ما أعنيه فقالت : كنت ببيت جدتي و انتي تعرفي انه لازم نكون هناك من الصباح و خالتي بعد ، فما بقى حد . فابتسمتُ لها ابتسامةَ سخرية : عـادي ! ، رح أروح أصلي الي فاتني قبل لا يأذن أذان العصر ! . بعد أن أديتُ فرضي ، ذهبت ُ للساحةِ الخلفيةِ لمنزلنا أنا و مضربُ التنس العتيق الذي أصبح مُعَمِّراً ! ، ففي الحقيقة هو لوالدي لذا أحبهُ و أحب اللعب بِه ! ، دائماً ما كان يُقال لي أنني ورثتُ حب هذهِ الرياضةِ من والدي ، فجلست أتمرنُ مع نفسي على الجدار ! إذا أن الكرة تصدمُ الجدار و تعود إليّ و هكذا ! ، قد كنتُ ألعبُ بسهولةٍ و سلاسة مع انني كنتُ أفكر في أشياءٍ أخرى عديدة كَعودتي لِـ أمريكا ، و غضاب أمي و كلام عبير و والدي الحي الميت و في النهاية تلك الخطبة القَسرية ! لكن حبل الأفكار بي انقطع حين سمعت [ حُور ] تناديني فصدمتِ الكُرة أعلى مقدمةِ رأسي ، فمسكت ذاك المكان : شكلي اليوم رح أفقد الذاكرة . بعد أن ذهبت لِـ [ حور ] أخبرتني أنها هي و أمي ذاهبتان لمكان العُرس مجدداً فقلت لها أنني لن أذهب ! فبقيتُ بنفسي لبعضِ الوقت ، حتى حلَّ المساء و ذهبتُ لبيت جدتي ! ، لأنني أريد المكوث معها ، هُروباً من كل شيءٍ مؤلم مثلما كنتُ صغيرة ! فمر الوقت و جدتي تحكي لي قصص الأولين من أقرانها ، فهي لم تستطع الذهاب للعرس بسبب آلامِ مفاصل رجلها ، لكنها في ذلك اليوم احتوتني و جعلتني أرسم ابتسامةً على شِفاههي نسيت كيفية رسمها منذُ مدة و في نفس الوقت قالت لي ، عبارة من المستحيل أن أنساها : [ تمسكي الله ، الله مَعك ] . هذا كانَ كُل ما حدثَ اليوم ، فظننتُ أنها بدايةٌ لأشياءٍ أجمل و أكثر اشراقاً ] . كان [ مُراد ] يريدُ معرفةَ ما حدث لاحقاً ! فهَّم بسرعةٍ ليفتح الصفحة التي تليها : [ السابع من يناير لعامِ ألفين و أحد عشر : لستُ سوى انسانةٍ منحوسة ! ، تمشي فِ الشارع المخالفِ للحظ ! و السعادة و الفرح ! .. اليوم حينما استيقظتُ صباحاً ، أول شيءٍ فعلتهُ هو النظر للساعة و تعجبت أنّ الساعة الآن الواحدة ظُهرا ً ، فخرجت مسرعة لغرفة جدتي فليس من عادتها أنّ تنام هكذا ! لكنني رأيتُ أمي و خالاتي و [ حُور ] و بعض النساء ، و الجميع يذرف دمعاً غزيراً ، فاقتربت مني [ حور ] و عدنا للغرفةِ التي كنتُ أنام فيها ، رشـا : شاللي صـاير؟ حُور ألقت خبراً كالصاعقةِ دون أيّة مقدمات : جدتي ماتت ! . ] لِهذا الحد انتهت تلكَ الصفحة ! [ العاشر من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر : مضت ثلاثةُ أيامٍ كانت مليئةً بِالحزن و انقضت أول عشرةِ أيام لي قَضيتهُ هنا في بلادي ! ، و كانت أياماً محفوفةً بِالمشاكل التي إلى الآن لم تنتهي ! ، و عبارة عبير التي قالتها يومِ أمسٍ لا يزال صداها يتردد في أذني [ شفتي كيف أنِك تجيبي النحس لكل مكان تكوني فيه ؟ ] ، في الحقيقة لم أندم أنني نمتُ ذلك اليوم مع جدتي ! ، و لن أندم أيضاً .. و لكنني الآن أحس بخوفٍ شديد ، كنت أظنُ أنّ أمي ستلغي تلك الخطبة السخيفة ّ! ، لكنها جاءت اليومَ و أكّدت لي أنها ستكون غداً ! ، و أنا و بِكُل صراحةٍ لا أريد التفكير في الشيء الذي سيحدث ! ] . أسرعَ [ مُراد ] في طيِّ هذهِ الصفحة و فَتْحِ التي تليها لأنهُ يعرف معظم ما حصلَ ذلكَ اليوم ! [ الثامن من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر : اليوم هوَ يومُ الخطبةِ اللعينة ِ تلك ! كلُ ما في الأمر أن أمي جرّتني جراً لِـ أقابل تلك الأسرة ، و كنتُ ابتسم من وراء قلبي و لو كان بمقدوري طردهم لَفعلتُ ذلك ! ، لكنني طبعاً أخشى بطش أمي ! و في نفس الوقت لم أُربى على فعلِ شيءٍ كهذا ، لكنّ ما إن أمعنتُ النظرَ في تلك المرأة ، أحسست أنّ شكلها ليس بغريب ، و بعد أن ذهبوا ، اقتربت مني [ حور ] و بيدها صَحيفة فبَسطتها و وضعتها امام عينيّ و قالت مازحة : تعرفي من هذا ؟ فقلت لها باستهزاء و لم أنظر للصحيفةِ حتى ! : زوجِك ! و أردفت بنبرتي العاديّة بعدها : يعني شعرفني فيه ؟ فقالت و هي تحاول استفزازي : عم أولادِك ففتحت عينيّ : انتي جنيتي ؟ ما كَنِك رحتي لبعيد ؟ أصلاً ما رح أتزوجه و رح تشوفي و .. لم أستطع إكمال حديثي بعد أن قرأت الاسم و تمعنتُ في الشكلِ : مُراد ؟! فأسرعت [ حور ] لترى الصورةَ جيداً : هذا هو ؟ فقلتُ بصدمة : ............ ] * أنتظر ردودكُم ، الجُزء القـادم ؟ يوم السبت . أعتذر لكنني لا أستطيع إرسال رسالة في ملفِ الزوّار لأي أحد بسبب ضيقِ الوقتِ لديّ . [ لـا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي أو دون ذكر اسم الرواية ] . التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 30-07-16 الساعة 09:26 AM | |||||||||
06-04-16, 11:04 AM | #13 | ||||||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة
| * أعتذر على قُصر البارت ، فقد أًصبت بوعكةٍ صحيةٍ شديدة و مفاجأة مُستمرة للآن . الغيمةُ الثالثة : حبّةُ المطرِ الثانية : [ لم أستطع إكمال حديثي بعد أن قرأت الاسم و تمعنتُ في الشكلِ : مُراد ؟! فأسرعت [ حور ] لترى الصورةَ جيداً : هذا هو ؟ فقلتُ بصدمة : لا ، هذا أخوه الكبير فنظرت [ حُور ] للاسم لِتنطق بِـ : فِراس !. فأردَفَت : عيل ليش قلتِ مراد ؟ شدخله ؟ فقلتُ : يعني إلي خطبني أكيد مُراد ! ، و انتي شعرفك انه هذا اخوه ؟ فقالت [ حور ] : خالتي قالت و جيت أخبرِك بس ! ، بس لا يكون عنده خوان ثانين و لا شي ! و يطلع الي خطبِك واحد منهم ! فقلتُ لها : لا ، ما في غير فراس ! فابتسمت [ حُور ] : اوكِ ابتسمي ! رح تتزوجي مُراد ! فقلت لها : و شاللي يفرح بالسالفة ؟ فصُدمت : شاللي يفرح ؟ انتي تحبيه صح ؟ و رح تتزوجيه و هالشي يفرح ! فقلتُ لها : ما كنت أبغى أتزوج سواء كان هالشخص مُراد أو غيره ، في النهاية رح يطلع مثل نوع أبوي ! ، و لا تنسي إلي صار قبل سنة ! نظرت إليّ [ حور ] مُستفهمة فقلت بايجاز محاولةً تخفيف أثرِ الجروح التي سأفتحهها من جديد لـِ [ حور ] : نوّاف ! فأشاحت [ حور ] وجهها بعيداً عني و خرجت بِكل هُدوء ! ] تذكر [ مُراد ] ما حدث لِـ [ حور ] فقد أخبرتهُ [ رشـا ] بذلك في أحد الأيامِ حين كانت تتحدثُ عن ذاكَ المعدنِ من الرجال ! : رشـا : أصلاً كلهم طينة وحدة ! ، و هذا إلي اسمه نوّاف ، لو يمسكوني اياه أذبحه ! ، بيوم العِرس طلَّق [ حور ] ، و قبل كذا سَرق الفلوس ! فتعجّب [ مُراد ] : اي فلوس ؟ رشـا : كان دايماً يجي لِـ [حور] يشحت الفلوس الي يشوفه يقول جاي من الشارع ! . بعدها أردفت : أصلاً هو جاي من الشارع ! فقال [ مُراد ]: يوَّلي أهم شي [ حور ] إلي رح ترتاح منه و من شره ! فقالت [ رشـا ] بنبرة غامضة : ما رح ترتاح ! كان مقصد [ رشـا ] هو أن [ حور ] طُوَّقت بحبِ ذاك المعتوه [ نواف ] ! و في نفس الوقت لن ترتاح من أفواهِ الناس !، فلا شك أنها ستصبح عِلكة تُأكل آلاف المرات و تُبصق و لكن كونها من عائلةٍ ذات أموال قد يشفع لها ، و يُفسر الأمر على أنه سرق أموالها و هذا هو بالفعل ما حدث ! . فتحَ [ مُراد ] الصفحة التي تليها و قَرأ : [ التاسع من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر : جاءتني اليوم أُمي و هي ترمي لي هاتفي المُصادر منذ زمن بسببِ الكلام الذي وصل فقالت : خذيه فيه رقم مُراد خطيبك أول ما تشوفيه رح تعرفيه و الأحسن انِك تتركي سوالفك القديمة ! فنظرت ُ إليها دون أن أقول أي شيء ! و مرّ اليوم كسابقاتِه ! . ] * أنتظر ردودكُم ، الجُزء القـادم ؟ يوم السبت . أعتذر لكنني لا أستطيع إرسال رسالة في ملفِ الزوّار لأي أحد بسبب ضيقِ الوقتِ لديّ . [ لـا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي أو دون ذكر اسم الرواية ] . | ||||||||
17-04-16, 07:33 PM | #14 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| * أعتذر على قُصر البارت ، فقد أًصبت بوعكةٍ صحيةٍ أُخرى أقعدتني في الفراش ليومين ! . الغيمةُ الثالثة : حبّةُ المطرِ الثالثة : فتحَ [ مُراد ] الصفحة التي تليها و قَرأ : [ التاسع من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر : جاءتني اليوم أُمي و هي ترمي لي هاتفي المُصادر منذ زمن بسببِ الكلام الذي وصل فقالت : خذيه فيه رقم مُراد خطيبك أول ما تشوفيه رح تعرفيه و الأحسن انِك تتركي سوالفك القديمة ! فنظرت ُ إليها دون أن أقول أي شيء ! و مرّ اليوم كسابقاتِه ! . ] عندما فتح مُراد الصفحة التي تليها وجد أن التاريخ المكتوب : [ ابريل عام ألفين و اثني عشر ] ! . فتأكد أنّ لا مصدر لديه لمعرفة ما حلَّ بِـ [ رشـا ] سوى [ أحمد ] و [ ميّأدة ] فاتصل على [ أحمد ] و ذهب منطلقاً بسيارتهِ لِمكانِ اللقاء ! . في تلكَ الفترة التي لم تكت عنها [ رشـا ] كان [ مُراد ] و [ رشـا ] يتحدثان كثيراً كثيراً جداً ! ، و أيضاً كانت تمرُ بعض الأيام التي يأتي فيها [ مُراد ] لزيارةِ [ رشـا ] . و في أحد الأيام قارسةِ البرودة بالنسبة لِدول الخليج ! كانَ جميعُ من في البيتِ نيام ، والهدوء يعمُ المكان حين استيقظت [ رشـا ] فجأةً هكذا ! ، و في اليوم التالي ، على جلسةِ الغداء : كانتا [ حُور ] و الأم يتحدثان بشكل عادي غير أن [ رشـا ] هادئة على غير العادة و لا تنطق بحرف ، [ حُور ] : رشا صاير شي ؟ قالت بنبرةٍ جافة جداً : لا . [ الأم ] : متأكده ؟ فإذا بِـ [ رشـا ] تسقط الأواني من على الطاولةِ و تصرخ في وجههم : ما تسمعوا انتو ؟ ما تفهموا ؟ شسالفتكم ؟ قلت لكم مرة وحدة ما في شي ، ويش ؟ ما في شي ! و ذهبت لِغرفتها و الغضب و الضيق يملآنها ! و [ حُور ] و [ الأم ] في حالةِ صدمة و استغراب ! . و ما حدثَ لِـ [ مُراد ] كان شبيهاً بهذا و أكثر ، إذا كان هو يحادثها و هي صامتة : [ مُراد ] : رشا تسمعيني ؟ [ رشـا ] بغضب : اسمع ، لك ساعه تحكي قصة حياتك ، خلاص روح ! و خرجت و تركته لوحده مثلما فعلت مع أمها و [ حور ] تماماً ! و مضى على ذلك يوما و تصرفاتُ [ رشـا ] السيئة تزداد سوءاً . و في إحدى الليالي ، أطلقت [ آهٍ ] خفيفة كونها غير معتادةٍ على الصراخِ حين تخاف ، فقد رأت [ مُراد ] على هيئةِ شيطان قبيح ، و الليلةِ التي تليها رأت نفس الشيء و الليلةِ التي تليها رأته على هيئةِ رجل هرِم ! ، و كانت عندما تسمع اسمهُ يجن جنونها و تود لو تقتله و ترتاح مِنه ، من شكله و اسمه و [ طاريه ] ! . و قد ذهبت في صباحِ اليوم التالي للطبيب لأنها كانت تشكو من آلامٍ شديدة في جسمها لكنه قال أنها بكل خير و عافية ! . و عادت للمنزل فرأت [ حُور ] و [ الأم ] تتبادلانِ أطراف الحديث فقالت : اسمعوا ، أنا رح ألغي هالزواج ! اتسعت مُقلتيّ [حور ] و الأم كذلك فأطلقتها بنفس الوقت : ويش؟ [ رشـا ] : الي سمعتوه ، لأنه هـ الانسان ما أطيق اشوفه و لا اسمع اسمه و لا أطيق حد يجيب طاريه قدامي ، أكرهه ، مرة جايني بشكل شيطان و مرة بشكل عجوز خرفان ! اتسعت مُقلتيّ [ الأم ] : من جدِك انتي تصير لِك كل هالأشياء؟ فصرخت [ رشـا ] بقهر : يعني ويش ؟ محد يكذب ف هالأشياء ، اليوم تقولي لهم خلاص بنتي ما تبغى ولدكم و الي يقولوه الناس يقولوه الله ياخذهم وراه ، و لا ترا والله أنتحر و أقتل نفسي و أنا حلفت ! . بعد ذلك فعلت [ الأم ] ما طلبتهُ [ رشـا ] منها ، لأنها عرفت أن [ رشـا ] تحت تأثيرِ سحر التفريق ! . و أخَّرت فصلها الدراسي الأخير حتى ينفكَ أثرُ هذا السحر ، فتخرج [ مراد ] قبلها و لم ترهُ بعد ذلك ! . و لكن الحقيقة أن ليست [ رشـا ] وحدها من عانت من تأثير السحر ، فالجميع تألم و تعب معها و لأجلها ! . في الوقت الحالي : سأل [ مراد ] ميّادة بدون مقدمات : وين رشـا ؟ أنأ أعرف انِك الوحيدة الي تعرفي كل شي عنها ! . فنظرت [ ميّادة ] إلى [ أحمد ] بعدها قالت : رشـا ماتت بعد ما انفك تأثير السحر بفترة ! . * أنتظر ردودكُم ، الجُزء القـادم ؟ يوم السبت . أعتذر لكنني لا أستطيع إرسال رسالة في ملفِ الزوّار لأي أحد بسبب ضيقِ الوقتِ لديّ . [ لـا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي أو دون ذكر اسم الرواية ] . | ||||
26-05-16, 02:50 PM | #15 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| - هذا جُزء بسيط كَ عربون اعتذار ! الغيمة الثـالثة : حبة المطر الرابعـة : نظرت [ ميّـادة ] إلى [ أحمد ] بعدها قالت : رشـا ماتت بعد ما أنفك تأثير السحر بِفترة . اتسعت عينيّ [ مراد ] و [ أحمد ] في وقتٍ واحد ، فالخبرُ كان كالصاعقةِ على الاثنين ، فقد كانت كلماتُ [ ميّـادة ] أقوى من أن يُصدقها [ مُراد ] .. كانت أكبر من أن يصدقها قَلبه ، أحس [ مُراد ] بِوخزٍ يؤلم قَلبه مما كوّن له ألماً .. ألماً لم يشعر بهِ أبداً في حياته ، لكن ّ [ أحمد ] نطق بكلماتٍ أحسها [ مُراد ] كالبلسم على قلبهِ يشفي الجروح و لكنه حقد على [ ميّادة ] .. أحمد : ميّـادة ! ، أردف و هو يلتفت لِـ [ مُراد ] : رشـا ما ماتت بس .. كان كل شيءٍ بخيرٍ في عينيّ [ مُراد ] إذا كانت [ رشـا ] بخير ، فقد كان يظنُ أنها بخير ، بكل خير ، حتى لو كانت بعيدةً عنه فهو لا يزال يُحبها و أحبها الآن أكثر و أكثر ! قال [ مراد ] و هو ينظر لِـ [ أحمد ] بنظراتِ قلق و سعادة في آنٍ واحد : بس ؟ ظلَّ [ أحمد ] و [ ميَّادة ] يتبادلانِ النظرات لِبعض الوقت ، و [ مُراد ] عالقٌ في الوسط لا يدري ما مغزى هذهِ النظرات ، و في نفسِ الوقت هو يريد أن يعرف لماذا كذبت [ ميّادة ] ! أحمد : رشـا فقدت الذاكرة ! . لا يعرف [ مُراد ] أَ يفرحُ ؟ أم يحزن ؟ .. يفرح لأنّ صدى ضحكاتها لا يزال يتردد على هذهِ الأرض ، و يحزن لأنهُ لم يعد جزءاً من حياتها ، فقد فقدت [ رشـا ] أوراق حياتها السابقة ، فقدتها بلا عودة . ابتلعَ [ مراد ] كل الحزن و القهر ليسأل : تعرفوا عنها شي ؟ [ ميّادة ] بنبرةِ حادة : لا ! جاء [ أحمد ] ليتكلم لكن [ مُراد ] قاطعه : و بعدين معاك انتِ؟ أبفهم ! . لم تنطق [ ميّادة ] بـأي حرف ، لكنها لم تكن تكره [ مُراد ] أبداً ، كل ما في الأمر أنها تحملهُ مسؤولية ما حدث و هي تعرف أنه لا ذنب له ! ، كانت تحقدُ عليهِ لأنهُ لم يقدم أيَّة مساعدة لِـ [ رشـا ] و هو الآن يُمثل أنه لا يعرف أي شيء ، فكلُ عائلته على علمٍ بذلك ، لِذا فهي متأكدة فقط أنهُ يكذب و يكذب و يكذب ! ، وقفت دون أن تنظر إلى وجه [ مراد ] فقط التفتت لِـ [ أحمد ] لِتقول : أنا راجعة . أحمد : ميَّـ.. لم يكمل [ أحمد ] لأن [ ميَّـادة ] لم تُعطهِ أيَّة فرصة ! ، فالتفت لِـ [ مراد ] : رشـا فِ نيوزلندا ! مراد : نيوزلندا ؟ أحمد : أيـوا ، عندها أهل هناك و فِ هالوقت تدرس بِـ [ .....] ، و أنا و [ ميّادة ] بعد ، انت قرر إلي رح تسويه ! . وقف و أردف : أنا بعد رايح . ، إن شـاء الله الغيمة التالية قريباً . عُذراً على الانقطـاع =) . | ||||
26-07-16, 01:02 AM | #16 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| الغيمة الرابعة : حبة المطر الأولى : لم يكُن أمام [ مُراد ] سوى خيارٍ واحد و هو الذهابُ و اللحاقُ بِـ [ رشـا ] ، لِذا عاد سريعاً للمنزل و هناك تصفح كُل شبكات و مواقع الطيران للذهابِ في أقرب رِحلة ، و الوقت الآن هو الـحادية عشر مساءً ، و أقرب رحلةٍ بعد ساعتين فَحجز دون أي يفكر بِالعواقب ! ، كان خارجاً ليخبر أحداً من أهلهِ بالأمر ، فرأى أمامه أخوهُ [ فِراس ] ، لِيسأله : ليش ما خبرتوني ؟ ردّ [ فراس ] و هو مستغرب : شاللي ما خبرناك ؟ مُراد : السحر ! قال [ فراس ] : أي سحـ ... بعدها استدرك الأمر و قال : عرفت ؟ بعدها أردف و عرف أن هذا السؤال ليس في محله ليجيب بصدق : أنا ما عرفت إلا متأخر و بنفس الوقت قالوا لا تخبروا مُراد ! قال [ مُراد ] و شُعلةٌ من الإصرار تخرج من عينيه : رح ألحقها . ابتسم [ فراس ] ليقول : نيوزلندا ؟ استغرب [ مراد ] : شعرفك ؟ فراس : إلي خبروك إياه خبروني إياه ! . مُراد : أوكيه ، خبروك ليش هي هناك ؟ فراس : الي سمعته انه جدتها أصلها من هِناك و أبوها عايش هناك من زمان ! . مُراد باستغراب : أبوها ؟ فراس : أنا ما أعرف التفاصيل ، اسأل ربعك ! عرف [ مراد ] أنَّ [ ميَّادة ] و [ أحمد ] يخفون عنهُ الكثير ، فالتفتَ لِـ [ فراس ] ليخبره بذهابهِ لكن [ فراس ] سبقه و وضع يده على كتفه و قال له : روح ، و أنا رح أحل كل شي هنا ! . ابتسم له [ مراد ] بامتنان و ذهب ! ، ذهب ليلحق [ رشـا ] قبل أن تبتعد و لا تعود أبداً . استغرق [ مُراد ] قُرابةَ اليوم تقريباً ليصلَ إلى نيوزلندا ! ، و ما فاجأهُ أنهُ رأى [ ميَّادة ] و [ أحمد ] أيضاً .. فاقترحوا عليهِ أن يعيش معهم ! ، ففي الحقيقة [ ميَّادة ] و [ أحمد ] أخوانِ من الرضاعة أيضاً ، وافقَ [ مُراد ] ! . بعد ساعات ، ذهبوا ثلاثتهم لمكانٍ كان قد سبق لِـ [ رشـا ] أن أخبرت [ ميَّادة ] و [ أحمد ] أن يأتيا إليهِ ، و ظنَّ الجميع أن هذهِ أيضاً فرصةٌ مناسبة لِكي تعرف [ مُراد ] . كان [ مُراد ] يُقارن بين هذا اللقاء و اللقاءِ الأول الحقيقي لهما حين سكبتِ القهوةَ على لوحتهِ التي كان يرسمها عليها [ ميَّادة ] ! حينما وصلوا للمكان المنشود ، فُتحت عينا [ مُراد ] بأكملها ، كانت الصدمة واضحة على وجهه حين كانا [ أحمد ] و [ ميّادة ] ينتظرانِ ردة فعله ! . ليقول لهما : سوزان ؟ هذي شجابها ؟ و لكن [ رشـا ] و [ سوزان ] اقتربتا منهم فلم يُجب عليهِ أحد ، و لكن موقف [ سوزان ] كان شبيهاً تماماً لموقف [ مُراد ] ! فقال [ أحمد ] : مُراد ، لِتقاطعهُ [ رشـا ] : ربيعك الي كنت تكلمنا عنه ؟ هزَّ [ أحمد ] رأسه بالإيجاب . كان [ مُراد ] سعيداً لرؤيتها ، فقد أصبحت [ رشـا ] أكثر عفويةً و مرحاً ، لم تعد تبدو عليها نظرات البؤس أو الحزن ! لِتقول [ سوزان ] : شجابك انت ؟ ليرد عليها [ مُراد ] : انتِ الي شجابك ؟ لِتقول [ رشـا ] باستغراب : سوزان تعرفيه ؟ لتقول [ سوزان ] : كان يدرس معي قبل كم سنة . لتردف : رشـا اختي . وقعَ أثر هذهِ الجملة على [ مراد ] كالصاعقة ، لينقل بصرهُ إلى [ ميًّادة ] و [ أحمد ] و اللذان بدورهما أكًّدا قول [ سوزان ] بتحريك رأسيهما فقط ! . في الحقيقة كان ينتابُ [ رشا ] شعورٌ لم تستطع تفسيره ، فهي منذ أن فقدت ذاكرتها لم ينتابها مثل هذا الشعور أبداً .. كانت تحس بأنها التقت هذا الذي يُدعى [ مُراد ] من قبل ، تحس أنه قريب رغم أنه في الحقيقة بعيد .. و بعد جلسةٍ شِبه طويلة مليئةٍ بأحاديث َ كثيرةٍ و متنوعة ، لم يكن [ مُراد ] يفكر إلا في طريقةٍ لتتذكرهُ [ رشا ] مع أن هذا الشيء مستحيل ، فقد طوت [ رشا ] أوراق الماضي للأبد ! ، و بعد أن انصرفوا الثلاثة [ مراد ، أحمد ، ميادة ] ، قالت [ رشـا ] لِـ [ سوزان ] : أحس إني شفت هذا الانسان قبل . ابتسمت [ سوزان ] بألم : ما أعتقد . لم تزِد [ رشـا ] كلمة أخرى لأنها تعلم أنه لن يصدقها أحد .. لكنها تصدقُ قلبها الذي يقول ُ لها أنها قد سبق و قابلت [ مراد ] في مكانٍ ما . تمرُ الأيام و تتقاطر الأشهر و لا يزالُ [ مراد ] يحاول تذكير [ رشـا ] بهِ ، و لكن بدون أيَّة فائدة ! ، و حين أرخى [ مُراد ] آمالهُ و أحلامه و قطعها تماماً ، تأتي [ ميّادة ] التي كانت تلومهُ و تجعلهُ السبب في كل ما حدث ! ، لتقول له : رح أساعدك ، رح أحاول أذكر رشا مع انني متأكده انه مافي فايدة ، بس اعرف انه هالشي عشان رشا ، ما عشانك . ، أستودعكُم الله الذي لا تضيعُ ودائعه . لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين . | لا أحلل نقل الرواية دون ذكر اسمي | . | ||||
30-07-16, 09:22 AM | #17 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| بسم الله ، لا تشغلكم عن الصلاة و ذكر الله . الغيمة الرابعة : حبة المطر الثانية : تمرُ الأيام و الأشهر و تنتهي ، و في الخامس عشر من شهر فبراير لعامِ ألفين و ثلاثة عشر ، و الذي كان يوماً ماطراً ، كانَ [ مُراد ] مستلقٍ على سريرهِ و عيناهُ مُرتكزتانِ على السقفِ ، في الحقيقة بعد كل ما حدثَ في الأمس يعتقدُ أنهُ فقد كل أملٍ قد يعيدُ له [ رشا ] ، و لكنه في ذاتِ الوقت نادم لأنهُ لم يفعل شيئاً حين طلبت عائلة [ رشـا ] منهُ الانفصال سوا الانفصال ! ، فلو أنه تخلى عن كبريائهِ سراً و حاول معرفةَ السبب ، لكان قد فعل شيئاً بكل تأكيد ، و في ذات الوقتِ كان يعتقدُ أن [ رشا ] فقدت ذاكرتها بسبب صدمة نفسية و ليس بسبب إصابة في الرأس كما هو الواقع ، لأنها لو فقدتها بسبب صدمةٍ نفسية لكان من السهلِ عليها استعادةُ ذاكرتها عن طريقِ المكان و الأشخاص كما يظن هو .. وقفَ [ مُراد ] بالقربِ من النافذة يراقب الغيوم الماطرة التي تشبه قزحيتي عينيّ [ رشا ] حين تذكر كل ما حصل بالأمس و ابتسم بسخريةٍ على نفسه : كان الجميعُ قد اتفقوا على اللقاء في مكانٍ قريب لطالما التقوا فيهِ خلال كل هذه الأشهر ، و لكن اليوم الأمر مُختلف لأن [ سوزان ] من طلبت منهم ذلك و قد جاءت دون [ رشا ] ، و لكنها جاءت بصُحبةِ [ حور ] التي لم يروها سوى مراتٍ عديدة تُحسب على أصابع اليدِ الواحدة ، كانت علاماتُ الاستياءِ ظاهرةً على كل ٍ من [ حور ] و [ سوزان ] حين قالت [ سوزان ] : رشا رح تتزوج ! . انتقلت أنظار الثلاثةِ [ مُراد ، أحمد ، ميّادة ] إليها و هي مفتوحةٌ بأكملها ، ففي الحقيقةِ ما سمعوهُ كان صدمةً بالنسبةِ لهم .. رشا ستتزوج ؟ ميّادة : أنتِ أكيد تمزحي ؟ سوزان : و هالشي ينمزح فيه ؟ حُور : هذي الحقيقة ! ، و بنفس الوقت عرسها الأسبوع الجاي . أحمد بصدمة : الأسبوع الجاي ؟ بهالسرعة ؟ حُور : أنا بعد انصدمت ، ليش بهالسرعة ؟ مع انها ما كانت تعرفه و لا شي . ميّادة : عادي .. نقدر نعتبره زواج تقليدي ، بس شالحل ؟ كانَ الجميع لا يريدُ من [ رشا ] أن تتزوج من هذا الشخص .. لا أحد يريد لأجلها و لأجل [ مُراد ] ، مع أن [ مُراد ] هو الشخص الذي يملك رغبةً أكبر لمنع هذا الزواج إلا أنه لم يتحدث و لم ينطق بأيًّة كلمة إلَّا حين ذهب الجميع و لم يبقى أحد سوى [ حور ] لأنها في الحقيقةِ كانت تُريد التحدث إليه . حور : صدقني أنا حاولت أمنعها بس ما قدرت ، هي مقتنعة ! . مُراد : إلي رح تتزوجه من هنا ؟ و لا رح ترجعوا الخليج ؟ حُور : لا ، أهله كلهم هنا .. أصلاً خالتي ما رضت ترجع و مراد ما رضى يرجع إلا عشان رشـا .. كلهم رجعوا لعمي مع انه بصراحة دمر حياتهم عشانها ، بس أنا و خالتي رح نرجع أول ما تتزوج رشـا . صمتت قليلاً ثم أردفت : قلت كل هذا ، لأنني أعرف انك مستغرب ليش رجعت رشا لأبوها و من هالكلام ، و اذا تبغى تعرف كيف عرف أبوها رح أخبرك ، عرف لأنه من زمان ما تركهم و كان يراقبهم من بعيد لبعيد ! . مُراد : هذا الشي ما يهمني بهالوقت ، بس خلاص رشا راحت و ما أقدر ارجعها . عاد [ مُراد ] بذاكرتهِ على صوتِ البرق ، كان يفكر للرجوعِ للمنزل فلو أن [ رشا ] ستتزوج و تكمل حياتها ، فلماذا يبقى هو هنا؟ ، فقد تعب من كل ما قد جرى له ، لكن حبل أفكارهِ انقطع للمرةِ الثانية بعد دقائق حين اتصل أخوهُ [ فراس ] و كانتِ الأجواء قد هدئت ! . فراس : شصار عليك ؟ مُراد : ما صار شي مهم ، خلاص هي راحت و ما رح ترجع . انصدم [ فراس ] و ظنَّ شيئاً آخر مخالفاً لمقصد [ مراد ] ليقول بأسى : الله يرحمها . ضحك [ مراد ] مع أنه لا رغبةَ له بالضحك ، لكن ردة فعل [ فراس ] أضحكته : بسم الله عليها ما ماتت . أردف بجدّية و أسىً ممزوجين : رح تتزوج . ليصمت و يردف من جديد : واحد غيري . حاول [ فراس ] بقدرِ المستطاع تخفيف أوجاعِ أخيه حتى يختم جمل المواساةِ بِـ : يومين و أكون عندك . مُراد : يومين و تكون عندي ؟ فراس : أيوا ، بعدها أردف بنبرةٍ لم يفهمها [ مُراد ] ءَهي عتاب أم ماذا ؟ : و لما تكون فاضي كلَّم أمي دايماً تسأل عنك . بعد ما أنهى [ فراس ] المكالمة ، وضعَ [ مراد ] الهاتف في جيبهِ ، و تذكر أمهُ فجأةً و كم هو مقصر في حقها ! ، مع أنها لطالما كانت ورقتهُ الرابحة ، إذا قال والدهُ له لا تدخلت أمهُ لتقنع والده بأيَّة طريقة ، و لطالما كانت سعيدة بأنه سيتزوج ، مع أنه في السابقِ كان يقول لها أنه لن يتزوج أبداً ، و لكن [ رشا ] دخلت حياته لتقلبها رأساً على عقب ، هو يعلم أن حياة أمهُ مملة ، فهي لا تملك إلا هو و [ فراس ] و والدهما مشغولٌ بالعمل و هما كذلك ، و في ذاتِ الوقت قد أكمل [ فراس ] التاسعة و العشرين من عمرهِ قبل أشهر و لا يزال كما هو ، لم يرتبط إلى الآن .. و أما هو فسيكمل بعد أشهر من الآن الـسابعة و العشرين ، فهو يكبر [ رشـا ] بعامين اثنين مع انهما درسا سويّة ، و لكن [ رشـا ] دخلت للدراسة في الصف الأول الابتدائي متقدمة بسنة ! ، حينما هو قد أجَّل سنةً دراسيةً كاملة في الفترةِ التي مرضت فيها أمه ، ليكون بقربها و لا يكون بعيداً عنها ، فلو أن [ رشا ] درست مع من هم في سنها و لو أن والدته لم تمرض ، لربما لما مرّ بما يمر به الآن ، و لكن هذا الكلام غير مفيدٍ الآن ، و في ذاتِ الوقت هو يتسائل ، فقد قضى مع [ رشا ] شهور عدة لكنها إلى الآن لم تتذكره ، و لم تلمح له حتى أنها تتذكره ! . ، في الجانبِ الآخر من المدينة ، كانت [ رشا ] جالسةً على طرفِ الغرفة و هي تمسك رأسها بكلتا يديها ، الصداعُ يغزو رأسها و ترى صوراً مشوشة كالعادة في هذه الـ6 أشهر ، بعد فقدانها لذاكرتها ! ، ترى مُراد .. ميّادة .. أحمد بكثرة ، تراهم أكثر من الجميع ، لكنها لم ترى أختها [ سوزان ] سوى مرتين اثنتين ، و لم ترى والدها أبداً .. كانت تحس بمشاعر غريبة منذ أن رأت ذاك الشاب المدعو [ مُراد ] لكنها الآن تعتقد ُ أنهُ قد كان جُزءاً من ماضيها الذي فقدته ، و في ذات الوقت الصُداع يزداد و صورٌ مشوشةٌ عديدة تزور ذاكرتها و ترحل سريعاً و هي لا تستطيع سوى أن تتألم .. و مع شدةِ الألم أصبحت تُبعثر الأشياء الموضوعةَ فوق تسريحتها و طاولتها المكتبيةِ و تصرخُ أحياناً ! ، فقد كانت [ رشا ] تعاني من هذا الصداع و الذكريات المشوشة على فتراتٍ متباعدة طوالَ هذهِ الأشهر الستة . في الجانبِ الآخر من المنزل كانت [ سوزان ] تجلسُ في حديقةِ المنزل أو كما يسمى الفناء الخارجي للمنزل ، كانت تفكرُ في أنها لم تكن بذلك السوء الذي يجعلها تقتل أحداً من أجل مسابقةٍ غبية لا تعنيها بتاتاً و لكن وُجب عليها التمثيل ، صحيحٌ أنها لم تكن تعرف أن [ رشا ] اختها و لكنها في ذات الوقت حتى لو كانت تعلم ، لما تغيّر شيء ! ، فلطالما حاولت أن تفعل شيئاً حسناً لِـ[ رشا ] ، فلطالما عاشت وحيدةً مع والدها دون أم أو أخت أو أخ .. لذا أرسلت مذكرة [ رشا ] التي وجدتها بين أشياءها لِـ [ مُراد ] ! .. قطع حبل تفكيرها ، صوتُ أخيها [ مُراد ] : أختي الجميلة . نظرت إليه [ سوزان ] : انقلع . ليرد عليها : الحياة غريبة ياخي .. صح ؟ نظرت للفراغ الذي أمامها دون أن تلتفتَ إليه : واجد ، لدرجة إني ما توقعت بيوم من الأيام انه واحد نفسك يطلع أخوي . ليردَ عليها بذاتِ النبرةِ التي تكلمت بها : و لا أنا توقعت انه وحدة مثلك تطلع اختي .. المهم كم عمرك بهذا الوقت ؟ سوزان رمقته بنظرةٍ بعدها أجابت : 22 .. خير ؟ مُراد يقول بعد تفكير : 5 سنوات ! . لتردَ عليه بدون أي انفعال مع انها فهمت مقصده : و انت أعتقد .. أمم 6 صح ؟ بعدها أردفت بنبرةٍ شبه حازمة : هذا الشي ما عاد يهم ، أهم شي أمك و البقية يروحوا من هنا بأسرع وقت . مُراد : حتى أبوي .. و ربعك ، لازم كلهم يروحوا من هنا . في الحقيقةِ علاقةُ [ سوزان ] بأخيها [ مُراد ] ليست متوترةً أو غير قوية .. هي قويةٌ فعلاً و لكن الاثنانِ يرفضان الاعتراف بالطرفِ الآخر كأخٍ .. أو بشكلٍ عام كقريب .. لماذا ؟! ، بعد يومين تماماً .. يسمعُ [ مُراد ] الذي كان جالساً يتأملُ الفراغَ بيأسٍ صوت الجرس ، ليفتح الباب ، فتفاجأ حين رأى أنهُ [ فراس ] ، ليقول : ما خبرتني كنت رح أجي المطار . ليرد عليه [ فراس ] : ما لازم ، و لا تستغرب كيف عرفت عنوانك ا.. قاطعهُ [ مُراد ] : أيوا .. الله يخلي أحمد . ليضحك [ فراس ] و تتضحَ غمازةُ وجنتهِ اليمنى ، ليقول [ مُراد ] : ادخل ، و لا تبغى تجلس قدام الباب ؟ بعد أن دخل [ فراس ] قال : حالتك صعبة ، لا تخاف إلي سويته بآخر شهرين ما بيروح ببلاش . التفتَ إليه [ مُراد ] و الحيرةُ ظاهرةٌ على وجهه : إلي عرفته إنه أول 6 شهور بعد ما يفقد الانسان ذاكرته هي أهم فترة ، و أحسن فترة ليتذكر . هزَّ [ مُراد ] رأسه بالإيجاب بمعنى أنه فهم ، و قد اشتعلتَ جذلةُ نور في قلبه ! . ، في ذاتِ الوقت ، في أحد المتنزهات القريبة ، كانت [ ميّادة ] تجلس لوحدها مُنتظرةً [ رشا ] ، ظلَّت تراقب ساعتها ، فقد تأخرت [ رشا ] لربع ساعة ! .. بعد دقائق جاءت : رشا : تأخرت ؟ أجابت [ ميّادة ] : لا . قالت [ رشا ] بنبرةٍ جادة : ميّادة ، اوعديني انك ما رح تكذبي عليّ؟ ركزّت [ ميادة ] عينيها المليئتين بالاستغراب على [ رشا ] : صاير شي ؟ أعادت [ رشا ] كلماتها بنفس النبرةِ الجادة .. لا بل أكثر جديّة : اوعديني انتي . قالت [ ميّادة ] بعد تفكيرٍ عميق و تردد واضح : أوكيه ، أوعدِك . لتقول [ رشا ] : أنا أعرف انك تعرفيني من كم سنة ، مُراد .. كان بحياتي صح ؟ يعني كنت اعرفه من قبل لا أفقد ذاكرتي . ظلّت [ ميادة ] صامتةً دون أن تنطق بحرفٍ واحد ، لِتردف [ رشا ] : من أول مرة شفته فيها و أنا حاسة بشي غريب ، شعور ما قدرت أفسره ، بس ميّادة انتِ أكيد تعرفي .. صح ؟ بعد تفكيرٍ دام للدقائق و توترٍ بدا واضحاً على وجهِ [ ميّادة ] قالت باقتضاب : صح . لتقول [ رشا ] : من كان ؟ قالت [ ميّادة ] باختصار : واحد كان يدرس معنا ، علاقتك فيه نفس علاقتك بأحمد . لتقول [ رشا ] : لا هو أكثر من كذا . لتقول [ ميّادة ] و هي تقف و تتحاشى النظر لعينيّ [ رشا ] و تنظر لساعتها : تعالي لنفس هالمكان الساعة 6 . و انصرفت تاركةً [ رشا ] في حيرة ، و لكنها كل ما حاولت تذكر من يكون هذا الانسان تحس بألامٍ في الرأس .. لكنها واثقة أن له مكانةً كبيرة في قلبها ، هي واثقة حتى لو لم يخبرها أحد .. فهي صحيحٌ أنها لا تعرف صلته بها في الماضي ، لكن قلبها يخبرها انها تعرفه ، و أن هنالك شيئاً قد حدثَ بينهما .. و يستحيل ُ أن تكذب عاطفتها ! . ، بعد أن رحلت [ ميّادة ] من المتنزة ، توجهت حيثُ يقطنُ [ مُراد ] ، هي تفعلُ كل هذا الآن كي لا تحسَ بتأنيبِ الضمير لاحقاً ! .. فهي لا تريدُ أن تكون سببَ تفريق أحد ! .. لذا طرقتِ الجرس مرةً واحدة ، و بعد لحظةِ صمتٍ طويلة ، فتح أحدهم الباب ، لتقول [ ميّادة ] : عطيني مذكرة رشا و لا تسأل ليش . ظلَّ [ فراس ] ينظرُ إليها طويلاً .. لتقول له [ ميّادة ] : مضيع شي بوجهي ؟ لتردف بعدها : مُراد .. جنيّت ؟ لتسمع صوتَ [ مُراد ] الذي وقف خلف [ فراس ] ، فلم تكن [ ميادة ] تعرف شكل [ فراس ] و ظنّت أنه [ مراد ] فالشبه بينهما كبير : من عند الباب ؟ أول ما رأى [ مراد ] الواقف أمام الباب : ميّادة ؟! لتقول له دون مبالاةٍ لِـ [ فراس ] : عطيني مذكرة رشا و لا تسأل ليش . علم [ مُراد ] أن [ ميّادة ] تفعل هذا لتساعده ، فما بدت ذات أسلوبٍ مستفز و عصبي إلا أنها في أعماقها طيبة ، ليذهبَ [ مُراد ] و يعطيها لِـ [ ميّادة ] التي حين استلمتها ذهبت دون أن تنطق بأي حرف ، طوالَ الطريق كانت تفكر ما إن كان ما ستقوم به سيصلحُ الأمور أم يفسدها ، نظرت لساعتها و التي كان عقربها الصغير يشير للخامسة و الكبير للرقم عشرة ، لذا ذهبت فهي تعلم أن [ رشا ] لن تتأخر ، بما أن الموضوع يخص ذاتها القديمة ، و كان ظنًّ [ ميّادة ] صحيحاً فحين وصلت ، كانت [ رشا ] جالسةً على أحد المقاعد ، اقتربت [ ميّادة ] منها و حين وصلت قالت : اقرأي هذي و رح تفهمي كل شي . بعد تلكَ الجُملة انسحبت [ ميّادة ] دون أيَّةِ كلمةٍ زائدة ! ، فلطالما حذرتهم [ أم رشا ] أنها لا تريد منهم أن يذكروا [ رشا ] بأيٍّ شيءٍ يخصُ ماضيها من أجل مصلحتها ، فَـ [ ميّادة ] تعلم أن [ أم رشا ] تريد مصلحتها و بما أن ماضي [ رشا ] مليءٌ بالآلام و البؤس ، لكن [ ميّادة ] تعرف أن مصلحة [ رشا ] تكمنُ في معرفةِ ماضيها و استعادته ! . ، بعد سويعاتٍ قليلة ، تماماً بعد أن أنهت [ رشا ] قراءةَ تلكَ المذكرة التي اكتشفت أنها لها في الماضي ، ففي الحقيقة توجدُ فيها الكثير من الألغاز التي لم تستطع حلها ، لكنها عرفت من يكون [ مُراد ] ، و مع كل هذا إلا أن آلام رأسها راودتها من جديد لدرجةِ أنها صارت تصرخُ من الألم ، حتى جاءت [ سوزان ] و رأتها على الأرضِ تمسك رأسها بكلتا يديها : رشا .. رشا صار لك شي ؟ .. رشا ! بعد لحظاتٍ طويلة ، توقف الألم فجأة ! .. و اختفتِ الصور المشوشة و الخيالات التي كانت تزورها كل يومٍ بصحبةِ الصُداع .. لتقول لها [ سوزان ] : ارتاحي انتي الحين ، و أنا برجع بعد شوي . بعد أن ساعدتها [ سوزان ] على الاستلقاء على السرير ، اطفأت المصابيحَ و خرجت ، و لكن [ رشا ] استيقظت بسرعةٍ حين رأت محتوى آخر رسالةٍ أرسلتها [ ميّادة ] ، لترتدي معطفها فالجو بارد ، و تتسللُ ببطئٍ حتى تخرجَ من الباب ِ الخلفيةِ دون عِلم أحد ، و تمشي لوحدها فِ الشارع متوجهةً لحيثُ يعيشُ [ مُراد ] . في نفس المنزل .. بعد نصف ساعة ، كانت [ سوزان ] في غُرفتها وسط مجموعةٍ من الصور التي لطالما مقتتها ، فقد وصلتها هذهِ الصورُ قبل أيام ، و بجانبها [ مُراد ] أخاها الذي هو أيضاً بنفس حالتها ، لتقول : ما رح يخلونا و يقطعوا الشر . لتردف : اعتقد اني خلاص رح أسلم نفسي ! . ليرمقها [ مُراد ] بنظراتٍ ما بين الغضبِ و الاستغراب : مجنونة انتِ ؟ مجنونة ! كانت تُريد أن تردَ عليه لكن رسالةً من رقمٍ غريب قطعت حديثها و قد كانت بالانكليزية : [ 90.2s ، استمتعي بالغوصِ في بحر الندم و العيش في سماء المُعاناة ] فتحت [ سوزان ] كلتا عيّنيها حين رأت نهاية الرسالة : [ vox 9 ] . و في ذاتِ الوقت كانت قد وصلت رسالة لِـ [ مُراد ] : [ 50.20M ، استمتع بالجنازةِ و ارتدِ الأسود و تحمّل نظراتِ اللوم Vox 9 ] . لينظر َ [ مراد ] أيضاً لِـ [ سوزان ] و يقولا في وقتٍ واحد : رشا ! ليخرجا في نفس الوقت و هما يجريان لغرفتها التي كانت خالية ، أمسكت [ سوزان ] بشعرها و أعادته للخلف كما تفعل حين تكون متوترة : وين راحت ؟! التفتت لِـ [ مُراد ] الذي كان قد وقعت عينهُ على المذكرةِ و فهم كل شيء ليخرجَ سريعاً و [ سوزان ] وراءه ، كانا يجريان و قلوبهما تخفق بقلقٍ و خوف ، كانا خائفانِ من أن يحصلَ مكروهٌ لِـ [ رشا ] ، ليقف [ مُراد ] عن الجري حين اتصلت به أمه لِتصدمهُ بصوتها المصدوم البائس ، بِـ : الحق ، اختك ماتت ! . ، لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين . اللهم صلِّ على محمد ، | لا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي | . أنتظر ردودكم و توقعاتكم فلا تفصلنا عن النهايةِ سوى بضعِ حبات مطر . | ||||
03-08-16, 09:38 AM | #18 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| شُكراً لِـ : Hastony عاشق مكة . فيلسوف آخر . على التقييم . بسم الله ، لا تشغلكم عن الصلاة و ذكر الله . الغيمة الرابعة : حبة المطر الثالثة : ليتوقف [ مُراد ] عن الجري حين اتصلت به أمه ، لتصدمهُ بصوتها المصدوم البائس ، بِـ : الحق ، اختك ماتت . ليصمتَ [ مُراد ] فترةً بعدها يرد بِـ: وين انتوا ؟ تعطيهِ أمه اسم المشفى ، فنزل من الرصيفِ ، ليوقف سيّارة أجرة و يذهب إلى هناك ، و [ سوزان ] وراءهُ و هي لا تعلم أصلاً ما الذي يحدث من حولها لكنها موقنة أن مكروهاً قد أصاب أحداً و تعتقد أنها [ رشا ] .. لتقول : شصاير ؟ .. جاوبني ! ليجيب [ مراد ] : رشا .. رشا ماتت . اتسعت عيّنا [ سوزان ] لتقوم بفعل حركتها المعتادة إعادة شعرها للوراء بواسطةِ أصابعها النحيلة : سوّاها .. سوّاها الكلب ! . ليرد [ مُراد ] : رح نتأخر ، ما وقف لنا أحد ! لترد عليهِ [ سوزان ] : خلينا نرجع للبيت و ناخذ سيارتك ، ما في حل غير هذا ! . أيَّد [ مُراد ] قرار [ سوزان ] ليعوداً جرياً كما قَدِما إلى هنا ! .. و بعد أن وصلا للبيت و توجهها للمشفى ، ذهبا لقسمِ الطوارئ فرأوا [ أمهم ، حور ، ميّادة ، أحمد ، والدهم ] كانت دموعِ الأم تنحدر و بجانبها [ حور ] التي لم تكن أقل منها حالاً ، و [ ميّادة ] و [ أحمد ] الواقفانِ بجانب بعضهما و الحزن و البؤس يملأُ وجهيهما ! ، و الوالدُ كان واقفاً أيضاً و بدا الحزن مرسوماً على وجهه ، بعدهما بدقائق وصل [ مراد ] برفقة [ فراس ] ، ليُصدم [ مُراد ] بمرارةِ الواقع ، كانت الثوانِي و الدقائق تسيرُ ببطئ كَـبطئ سير السلاحف ، كان الجميع بالكادِ يصبر ، كانوا يدعون بدواخلهم أن لا يصيبَ [ رشا ] أي مكروه ! ، مرّت الثواني و الساعات .. نظرت [ سوزان ] لِساعتها و كان العقربُ الصغير يشيرُ للرقم 10 و الكبير لِـ الرقم 11 .. تبقّت 5 دقائق و يكتملُ على وجودهِم هنا ساعتين ! .. كان [ مُراد ] بارداً ، هادئ الملامحَ من ظاهره ، و لكنّ باطنه عكس ذلك تماماً ، فهناك براكين تتفجر بداخله ، و حالهُ مُشابهٌ لِحال [ ميّادة ، أحمد ، مُراد الآخر ، سوزان و والدها ] ، بعكسِ [ حور ] و خالتها اللائي لم يكن باستطاعتهن تحملُ هذا و كبته في دواخلهن ! ، بعد لحظاتٍ فقط خرجَ الطبيب حينها ، فمن كان جالساً وقف على رجليه و لو لم يكن بمقدوره ! و من كان متكئاً ، قوّم نفسه ، الجميع عيونهم مرتكزة عليهِ و هي تحملُ أمنيةً واحدة أن تكون [ رشا ] بخير ، وضعَ الطبيبُ يدهُ على والدِ [ رشا ] و هو الأقرب إليه ، ليقول : أنا آسف ، لم نتمكن من انقاذها .. نزلت كلماته كالصاعقةِ على آذانِ الجميع ، فتغايرتُ ردات الفعل ، فهمنهم من انهارَ في مكانه و منهم من جَمَد و لم يستطع الحركة و منهم من انسحب بهدوء ليتعامل مع حزنهِ كما يشاء بعيداً عن الأحزان . و في الوقتِ الذي كان من المُفترضِ أن يعود فيه الجميعُ أدراجهم ، فمراسمُ الدفن ستكون غداً ، أوقفت إحدى الممرضات [ سوزان ] التي كانت تُخفي دموعها محاولةً كبح نفسها كي لا يراها أحد ، حين قالت لها : ميّادة ؟ لم تتكلف [ سوزان ] بسألها لماذا و كيف عرفتِ و غيرها من الأسئلة ، فقط أشرت على [ ميّادة ] ، و همَّت بالرحيل فهذا لا يعنيها . فابتعدتُ الممرضةُ و برفقتها [ ميّادة ] لتقفا في أحد الزوايا ، قالت الممرضة : انتِ ميادة ؟ حركت [ ميادة ] رأسها بِالإيجاب . لتقول لها : كانت المريضةُ تتمتمُ بكلماتٍ غريبةٍ و منها اسمكِ . ظلَّت [ ميادة ] في صدمة ، كيف و متى قامت [ رشا ] بذلك ! و لكن الأهم الآن ما الذي أرادت [ رشا ] أن تقولهُ لها .. أردفت الممرضة : هذا فقط ما أردت اخباركِ إياه ، و هذا رقمُ الطبيب فهو على معرفةٍ أكبر بالكلمات .. حدَّثيهِ في أي وقت . رحلت [ الممرضة ] و ظلَّت [ ميَادة ] غارقةً في بحر تعجبها و استغرابها ، ما الذي يحصلُ من حولها ! ، ظلَّت تتفحص الزوايا العُليا للجدران لتتأكد أنها ليست ممثلةً في دراما ! أو ضحيةً لأحد الكاميرات الخفيّة . ، بعد اسبوع : منذُ أن أُعلن موت [ رشا ] و [ مُراد ] بهذه الحالة ، لا يخرج ، لا يتحدث ، مكتئبٌ و يحبسُ نفسه في تلكَ الغُرفةِ و يبكي على الأطلال ! ، كان يتذكر الماضي من أول يومٍ جمعه بِـ [ رشا ] حتى آخر يومٍ ! .. كان يريدُ الانتحارَ و اللحاق بها ، نعم .. كان يريدُ التخلص من حياته ، لكن دخول [ فراس ] المُفاجئ أثناهُ عن قرارهِ حين قال : لا تقتل نفسك .. يعني انت تتوقع لو كانت [ رشا ] بيننا بهالوقت رح ترضى تشوفك كذا ؟ ظلَّ [ مُراد ] صامتاً و لم يُجب بأيَةِ كلمة ، ليصرخَ عليهِ [ فراس ] : جاوبني ! ليقولَ له [ مُراد ] باقتضاب : لا . رد [ فراس ] : عيل كون نفس ما المفروض انك تكون ! ، أنا ما أقول لك انسى ، لأنني اعرف انك ما رح تنسى بيوم و ليلة ! . صمتَ [ فراس ] بعدها أردف : اليوم رح نرجع .. تجهَّز . في ذاتِ الوقت في الجانب الآخر من المدينة ، كانت [ حور ] و خالتها قد تجهزتا للعودةِ للوطن أيضاً .. فقد قالت [ أم مُراد ] لزوجها بعبارةٍ صريحة أنها لم تكن لتأتي لولا حالةً ابنتها المستعصية و الآن قد رحلت ابنتها و رحل كل شيءٍ معها لذا سترحل هي الأخرى ، و لكن [ مُراد ] ابنها سيظل هنا ، و هي لم تمانع ، كونهُ قد خرجَ بإرادتهِ أيضاً من قبل . في ذاتِ الوقت أيضاً ، و لكن في مكانٍ مُختلف ، عادت لِـ [ أحمد ] ذكرى مُشابهةٌ لـما حصل لِـ [ مُراد ] أيضاً ، فقبل 5 أو 6 سنوات أحبَّ [ أحمد ] أيضاً ابنةً من بناتِ جيلهِ و لكنها اختفت فجأة ، في ذلك الوقت لم يكن [ أحمد ] ليبدلها بأخرى ، فقد انتظرها لسنتين اثنتين ، حتى يعرف فيما بعد أنها قد كذبت عليه و كانت تستغله ، لا أكثر و لا أقل ! ، و الأمر المثير للاشمئزاز أنها رأته في [ أمريكا ] لتطلبَ منهُ العودة ! ، ليجيبها بالرفض . ، بعد أيام .. بنيوزلندا ، حيث ُ يمكث [ مُراد ] و اخته [ سوزان ] و والدهما ، كانا [ مُراد ، سوزان ] جالسان في الفناء كعادتهما في آخر الأيام يلومانِ نفسيهما و يقطعهما الندم على ما حصل لِـ [ رشا ] ، فهما يُلقيان كاملَ المسؤوليةِ على نفسيهما ، حين جاءت الخادمة تقول لهما أن والدهما يريدهما .. الاثنانِ معاً .. و كالعادةِ في مثل هذه المواقف ظلَّا يتذكران ما فعلاهُ في آخر الأيام ، و لكن لا شيء سيء .. حينما وصلا ، وضعَ [ مراد ] يدهُ على الباب ، يطرقها بعدها دخل هو و [ سوزان ] وراءه ، ليريا والدهما يعطيهما ظهره ، و ما إن دخلا حتى التفَ لجهتهما و قال : 90.2s و 50.20M . اتسعت مقلتي [ سوزان ] و [ مُراد ] أيضاً حين سمعا اسماءهما الوهمية من فمِ والدهِما ، ليردف والدهما بنبرةٍ غضب و صوته عالٍ : هو هذا الي قدرتوا تسووه ؟ داخلين عصابات ؟ ما حصلتوا شي ثاني تسووه ؟ .. لا و بعد الشيخة سوزان داخله و عمرها 17 و الأستاذ الثاني 22 .. مجانين انتوا ؟ ليصرخَ عليهم أكثر : مجانين ؟ .. شفتوا شاللي صار باختكم ؟ ردّ [ مُراد ] بوقاحة لم يكن يحق له التحدث بها مع والده : انت المفروض آخر واحد تتكلم و تحاسبنا .. ما انت بعد هجرتنا عشان صفقة مخدرات توّرطت فيها ؟ أنا أعرف انك تورطت فيها و أساساً ما كان لك دخل فيها ، بس بعدها انجبرت تشتغل كم سنة مع العصابات لحد ما لقيت فرصة و شردت منهم ! .. ترا وضعنا نفس وضعك ، احنا ما رحنا نركض لهم .. سحبونا لعندهم نفس ما سحبوك . ظلَّ [ الأب ] يرمق [ مُراد ] بنظرات استغرابٍ و غضب في آنٍ واحد .. لتردف [ سوزان ] على كلام أخيها : هددونا فيك ! .. لو ما دخلنا كنت انت رح تنقتل ! .. و لنا سنة طالعين من كل هذا ، بس همه رح يظلوا ورانا لحد مَ نموت ! . أجابَ الوالد ببرود : تجهّزوا لتطلعوا من هنا بأقرب وقت .. و خذوا معكم ربعكم الـ2 . ما إن أنهى جملته حتى مد لهم بيده صورةً ، كانت صورة تجمع [ مُراد و اخته ، ميادة ، أحمد ] و عليها علامةُ كتلكَ العلامة التي تظهر حين تصوّب على أحدهم باستخدام بندقية أو ما شابهها من أسلحة . ،، بـــــــــــــــعــــــــ ـد ســــــــــــــــــــنـــ ـــــة : طوالَ هذهِ السنة التي مرَّت ، حاول الجميعُ مُساعدةَ [ مُراد ] و تخفيفِ الألم الذي يحس به ، صحيح أنهُ ليسَ الوحيدَ الذي يعاني و جميعهم أيضاً لكنهم يعلمون أنهُ لطالما أحبَّ [ رشا ] ، و كم كان سعيداً حين خطبها ، و كم كُسِر حين ألغت [ رشا ] تلكَ الخطوبة بسبب السحر الذي أُصيبت بِه ، و ما زادَ الطينَ بلةً هو فِقدانُ [ رشا ] لذاكرتها ، ليمضي [ مُراد ] طوال هذهِ السنة مُنعزلاً .. منطوياً ، بعيداً حتى عن أقربِ الناس إليه ، فلقد كانت كمية القهر التي تملأ قلبهُ لا يُحسد عليها أبداً ! ، و في ذاتِ الوقت استطاع والد [ رشا ] إخراج [ سوزان ] و [ مُراد ] و إرجاعِهما إلى أرض الوطنِ لمنزل والدةِ [ رشا ] التي في البدايةِ تعاملت معهما برسميةٍ كونهما قد عاشا في كنفِ والدهِما ! ، و لكنَّ مع الأيام قد حنَّ قلبها عليهما ، خصوصاً على [ سوزان ] تلك التي عاشت بدون أمٍ و أخوة ، و في ذاتِ الوقتِ فقد انسجمت [ حور ] مع [ سوزان ] في وقتٍ قصير .. و أيضاً قد بذل [ مُراد ] أقصى جُهدهِ ليكون صالحاً و أن يعوَّض أمهُ عن تلك الأيام ، و أما بالنسبةِ لِـ [ أحمد ] و [ ميّادة ] اللذان هما أبناءُ خالةٍ و أخوة من الرضاعةِ فقد ذهبوا لِـ أمريكا كونهما يملكانِ أقارباً من طرفِ والدتهم هناك ، و في ذاتِ الوقت فقد كانا يريدان إكمال تعليمهما ! ، فحب التعليم يجري في عُروقهما ! ، و في ذاتِ الوقت فأحمد يهربُ من شيءٍ ما بهذهِ الدراسة . ، في منزلِ [ مُراد ] الكبيرِ ، كان جالساً في مرسمهِ الخاص ، يحاولُ رسمَ صورةٍ لِـ [ رشا ] باستخدامِ آخر ذكرياتٍ له ُ معها ، فهو إلى الآن لم يعلم أن [ رشا ] قبل أن تموت كانت متوجهةً إليه ، قطعت أمهُ حبلَ أفكارهِ حين دخلت ، لتقول : مُراد ! ليلتفت إليها دون أيَّةِ كلمة ، لِتردف : مُراد .. حالتك كذا ما عاجبتني ، أنا تفهمت وضعك و سكتت عنك هالسنة و السنتين الي قبلها .. صمتت لِتكملَ بنبرةٍ حانيةٍ مكسورةٍ من الحزن : مُراد يا ولدي ، اطلع من هذا القفص إلي دخلت فيه .. أنا عندي حل و ما رح أرضى عليك طول حياتي لو رفضت ! . و لأولِ مرةٍ ينطقُ [ مُراد ] منذ أن دخلت أمه : ويش ؟ لِتقول له : تزوج ! .. قلت لك ما رح أرضى عليك لو رفضت . ليقول لها بنبرةٍ بائسة كسيرة : أوكيه ! . فهو لا يريدُ أن يخسر أمهُ مثلما خسِر [ رشا ] من قبل ! . ، لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين . اللهم صلِّ على محمد ، | لا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي | . أنتظر ردودكم و توقعاتكم فلا تفصلنا عن النهايةِ سوى بضعِ حباتِ مطر . +|| حبَّة المطر القادمة ستكون يوم الثلاثاء أو الأربعاء و بإذن الله أن تكون طويلة و مُرضية . | ||||
05-08-16, 07:47 PM | #19 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| أهـلاً ، قد يتعجب الجميع لماذا أنزلتُ حبة المطر اليوم بدلاً من يوم الثلاثاءِ أو الأربعاء ، و لكنني واجهتُ ظروفاً فجأة ستجعلني أنقطع لأكثر من أسبوعين تقريباً ! ، لذا اضطررت لتغيير خطتي في إنزالِ حباتِ المطرِ ، لذا قررت وضعَ حبة المطر هذهِ اليوم و الأخيرة يوم الخميس على الساعة الواحدة صباحاً إن شاء الله بتوقيتِ مكة ، لذا أتمنى أن أرى بصمة أولئك المختبئين وراءَ الكواليس . بسم الله ، لا تشغلكم عن الصلاة و ذكر الله . الغيمة الرابعة : حبة المطر الرابعة : | قبل الأخيرة | . لِتقول له : تزوج ! .. قلت لك ما رح أرضى عليك لو رفضت . ليقول لها بنبرةٍ بائسة كسيرة : أوكيه ! . فهو لا يريدُ أن يخسر أمهُ مثلما خسِر [ رشا ] من قبل ! . لِيردف بعد موافقته : بس أول شي بروح بهذي الـثلاثة أسابيع أمريكا ! . لتظهرَ علاماتُ الضيق على وجهِ أمه ، ليردف قبل أن ترفض : بعدها انتِ سوي إلي قلتيه ما رح أعترض . لتبتسم له و تقول : أوكيه بس ظلّ أسبوع واحد ما ثلاثة . ليحرك رأسهُ موافقاً بيأس ! بعدها خرج [ مُراد ] من مرسمهِ عائداً إلى غرفته ، ليبحث عن هاتفهِ و يخبر أحمد أنه سيأتي بعد يومين على الأغلب ! . ، بعد أيـام و أخيراً بعد أن وصل [ مُراد ] إلى أمريكا ، التقى بِـ [ أحمد ] بما أنهما سيعيشان معاً و هذا ما استغربه [ مُراد ] ، ليقول : عيل وين ميّادة ؟! لِيرد [ أحمد ] : من لما جينا و هي عايشة مع بنت خالتي . حرك [ مُراد ] رأسه بِـ الإيجاب بمعنى أنه فهم ، ليخرجا خارجَ المطار و يتوجهانِ لِسيارة سوداء َ مركونةٍ في مواقفِ المطار ، و بعد أن صعدا ، قال [ أحمد ] : سيّارة ميّادة ! . ليبتسم [ مُراد ] : و أخيراً حصلت الرخصة . ليبتسم [ أحمد ] في ذاتِ الوقت : محصلة رقم قياسي في الرسوب في اختبار السواقـة ! . و مضى الوقت و [ أحمد ] يحاول فتح مواضيعٍ شتى لِـ [ مُراد ] ، و [ مراد ] بالفعل قد تفاعل مع [ أحمد ] ! ، فهو يحاول تناسي موضوع زواجهِ شبه الإجباري ، لِيقف [ أحمد ] فجأةً على جانبِ الطريق ، ليسأله [ مُراد ] بِقلق : أحمد شفيك ؟ ليجيب [ أحمد ] بابتسامةٍ كعادته حتى و لو كان في وسطِ آلامه ! : صار لي صداع فجأة ! ، بس ثواني و يروح . ليقول له [ مُراد ] : أول مرة ؟ ليحرك أحمد رأسه بِـالنفي و يردف بالقول : بس عادي ، هذا لأني صرت ما أنام زين بآخر فترة . نظر إليه [ مُراد ] بشك : متأكد ؟ أحمد : أيوا . نزع [ مُراد ] حزتمه و قال قبل أن يفتح الباب : انزل ، أنا بسوق . ليتبادلا الأماكن ليزور عقل [ مُراد ] طيف [ رشا ] فجأةً و هي تناديهِ بِـ " الشوفير ! " ليبتسم و يشعرَ بالحزنِ في وقت واحد ، و يدعو في جوفهِ لها بالرحمة و المغفرة ، [ مُراد ] يعلم أنه لا يجب أن ينسى [ رشا ] و لكن في ذات الوقت عليهِ إخفاء حُزنهِ و كبح نفسهِ عن إظهار هذا الحزن أمام من هم قريبون منه ! ، فطوالَ هذهِ السنةِ بعد وفاةِ [ رشا ] قد أتعب و أقلق كل من حوله و بالأخص والديه و أخاه ! و في ذاتِ الوقت [ أحمد ] و [ ميّادة ] اللذين بالرغم من بعدهما المكاني عنه إلا أنهما حوله بقلوبهما ! ، في الحقيقة [ مُراد ] يشكر الله دائماً لأنهُ رزقه أصدقاء بنكهةٍ أخوية كهؤلاء الاثنان ، بعدها بدقائق أوقف [ مُراد ] السيارةَ في أحد المواقف لينزلا لمكان سكنهما و طبعاً كان ذلك بعد أن تلقى تعليماتِ [ أحمد ] .. و بعد أن دخلا للشقةِ التي سيعيشان فيها ، ذهب [ مُراد ] ليأخذ قسطاً من الراحة ، في حين أن [ أحمد ] الذي قطَّع الصُداع رأسه جلسَ على الأريكةِ البنيةِ اللون و هو يمكسه بكلتا يديه ، محاولاً تخفيفه .. فقط بعد نصف ساعة اختفى الألم تدريجياً ! . ، في اليومِ التالي ، في الخليج ِ ، في أحد المستشفيات كانا [ مُراد ] و [ سوزان ] قد خرجا للتو ، و توّجها للسيارةِ ، لتجلس [ سوزان ] على مقعدِ السائق و [ مُراد ] في مقعد الراكب الأمامي ، فهي لن تسمح لِـ [ مُراد ] بالقيادة ، ابتسم [ مُراد ] و هو يقول في داخلهِ أن [ سوزان ] لم تترك هذهِ الخِصلة التي أكتسبتها بسبب عملها في العصابة و هي الأمر و النهي ! ، لِتقول لهُ بعد أن حرّكت السيارةَ و دخلت في الشارعِ العام : عشرين مرة صرت قايلة لك ، لا تكثر من هَـ الحبوب ، أصلاً المفروض ما تقرب صوبها أبد . لِيقول [ مُراد ] : ما بيدي هالشي ! . ليصمت قليلاً بعدها يردف و هو يبتسم ابتسامةً بسيطة : تعرفي ؟ بصراحة أنا أحسدك لأنك قدرتِ تتخلي عن الحبوب المنومة بأسبوع بس ! . لترد عليهِ [ سوزان ] التي كانت تنظر ً للأمام : لأنني تعودت من صغري أحل مشاكلي بشكل واقعي و ابتعد عن هَـ الأشياء .. صح الإحساس بالذنب مقطعنا و الأرق يزورنا كل ليلة ، بس الحل ما الحبوب المنومة . لتصمت لبرهةٍ بعدها تردفُ : و انت صار خلاص لازم توّدع هَالحبوب تدريجياً ، و أعتقد كلام الدكتور واضح ! . ليقول لها [ مُراد ] بيأس : إن شاء الله . ففي الحقيقةِ ظلَّ [ مُراد ] و [ سوزان ] حاملين مسؤوليةَ وفاةِ [ رشا ] لِفترةٍ طويلة لينتهي بهما المطاف بالأرق و الأحلام المزعجة ! ، و مع ذلك فقد تخلت عنها [ سوزان ] بحلولِ أسبوعين بعكس [ مُراد ] الذي لم يستطيع التخلي عنها ! . ، في ذاتِ الوقت في أمريكا ، [ مُراد ] يُراقبُ الشوارعَ و البنايات و السيارات و الأشجار من النافذة بِملل ، ففي هذا الوقت [ أحمد ] في الجامعة و [ ميّادة ] كذلك و هو لا يعرفُ أحداً آخر ، زارهُ طيف [ رشا ] من جديد ليبتسم و يقول في داخلهِ أنهما لو تزوّجها قبل ثلاثةِ سنوات ، لكان الآن ربما لديهما طفل يثبت حبهما ! .. نفض [ مُراد ] رأسه من تلك الأفكار ، ففي كل الأحوال ستتغير حياتهُ بعد أسبوع ، فهو في الحقيقةِ لا يريدُ أن يتزوج بطريقةٍ تقليدية ، و في ذاتِ الوقت لا يريد العيش مع انسانةٍ لا يحبها و لو فقط أن أمه إذا أرادت فرض قرارها عليهِ ، عليها هي أيضاً أن تجد لهُ شابةً تُشبه [ رشا ] ، هو وحدهُ لا يدري كيف تجدُها و لكنهُ اذا لم يرتبط بِـ [ رشا ] ، فلا بأس بواحدةٍ تشبهها بما أن النتيجة واحدة و هي الارتباط بأخرى .. نفض [ مُراد ] رأسه مرة أخرى من هذهِ الأفكار التي لا طائل منها ، ليقرر الخروج و الذهابَ لأي مكان ، و ما إن خرجَ من المبنى حتى اصطدمَ بفتاةٍ لِتقولَ له : ما تشوف انت ؟ ليستغرب لكونها حدثته بِالعربية ، و لكنه لا يعطيها بالاً فقط ينصرفُ من أمامها ، فهو لا مِزاج له .. لِمثل هذهِ الأمور التافهة ! ، و ظلَّ عـلى هذهِ الحال يرى أطياف [ رشا ] أكثر من أي وقتٍ مضى ، حتى يعود للمكان الذي يسكن فيهِ و حين وقف أمامَ الباب ليدخل للشقة ، التفت لليمين بعد سماعِ صوتِ ارتطامٍ بالأرض ، ليرى أنها تلك الفتاةُ التي اصطدمَ بها أوقعت بعض الأكياس على الأرض ، ليدير المفتاح و ينزل مقبض الباب و يدخل ، ففي الحقيقةِ قد نال منهُ الملل ! ، لكنهُ قد سيزولُ بعد ساعة تقريباً لأن [ أحمد ] أخبرهُ أنهما سيخرجان و في نفس الوقت ستأتي [ ميّادة ] ، لذا فقد حاول [ مُراد ] كسر ذلك الملل ببرنامجٍ تلفزيوني .. و بعد ساعةٍ و بضع دقائق قد عاد أحمد و خرجا لمكانٍ قريب ، ليلتقيا بعدها بِـ [ ميّادة ] و التي كانت بصحبتها فتاة ببشرةٍ بيضاء و شعرٍ بنيٍ شبهِ فاتح ! ، و حين أمعن [ مُراد ] النظر عرف انها تلكَ الفتاة المجنونة التي صدمتهُ سابقاً ، و هي نفسَ الشيء لِتقول له : انت ؟ لينظر إليها بنظرةِ استخفاف دون أن يرد عليها ! ، ليقول له أحمد : بنت خالتي .. ميرا ! لتنظرَ [ ميرا ] لِـ أحمد و تقول : هو هذا مُراد الي تتكلموا عنه ؟ حرَّك [ أحمد ] رأسهُ بالإيجابِ ، و لم يتكلم [ مُراد ] أو [ ميرا ] عن تلكَ الحادثة التي حدثت ظهر اليوم ، و في ذاتِ الوقت كان [ مُراد ] يتسائل بداخلهِ بضيق ما الذي أدخل هذهِ الشابة المجنونة و غير الناضجة لحياته ! ، ليمضي الجميعُ الوقتَ فالتحدث في الكثير من المواضيع بما أنهم لم يلتقوا منذ فترةٍ طويلة ، ليصلوا عند الخبر الذي صدم [ ميّادة ] و [ أحمد ] ، حين قال [ مُراد ] : أمي تبغى تزوجني ، و ما رح ترضى علي لو قلت لا فقلت لها أوكيه ! . ليتبادلا [ مُراد ] و [ أحمد ] بعض النظرات بعدها تقول [ ميّادة ] : و الحل ؟ ليرد عليها [ مُراد ] : ما أعرف ! ، تراني قلت لها هـ الثلاثة أسابيع بروح أمريكا بعدها سوي إلي براسك . ليقول [ أحمد ] بابتسامة : رح يكون كل شي بخير لذاك الوقت .. صدقني ! . لينظر إليه [ مُراد ] بِـ "نص عين " : إن شاء الله ! . لتقول [ ميّادة ] : هي هالجملة إلي الأهل يستخدموها غلط " ما رح أرضى عليك " . لتسودَ لحظةُ صمتٍ على الجميع ، لتكسرهُ [ ميّادة ] لتقول بنبرةِ قلق : أحمد شوف الساعة ورانا بحوث . لتقف و تردف بِـ: أشوفكم . قالتها و هي تقصد [ ميرا ] و [ مُراد ] فـ [ أحمد ] قد ذهبَ معها ، ليبقيا الاثنان وحدهما ، ففي الحقيقةِ قد تناسى [ مُراد ] وجودها ! . لتقول هي : بسألك ، ليش ما تبغى تتزوج يعني ؟! نظرَ إليها [ مُراد ] بنظرةٍ بعدها يقول : يهمك ؟ في الحقيقةِ في هذا الوقت بالذات تذكر أنه كان يحدث [ رشا ] هكذا بعد أن رآها للمرة ِ الثانيةِ مع [ ميّادة ] لِيردف بعد أن تتكلم [ ميرا ] : أقصد و لا شي مهم ! .. لا تهتمي ! . قال لها هذا ، فهو لا يريد حكايةَ قصةِ حياتها لها ! ، و في ذات الوقت عدَّل أسلوبهُ معها لأنها ذكرته بِـ [ رشا ] ، ميرا : أوكيه ! ، عندك جنسية أمريكية ؟! ليقول لها [ مُراد ] مُتفادياً سؤالها الأحمق ! : أنتِ عمرك كم ؟ ، ما تحسي سوالفك طفولية ؟ لتضحك [ ميرا ] و تقول : 26 ! . تعجَّب [ مُراد ] من هذهِ الفتاةِ المجنونة فبعد أن حادثها بهذا الأسلوب لا تزال تضحك ، و في ذاتِ الوقت تخبره عن عمرها و حسب ما سمع فالنساء يكرهن سؤالاً كهذا ! .. و لكنها حين قالت 26 تذكر [ مراد ] أن [ رشا ] أيضاً من المفترضِ أن يكونَ عمرها هذهِ السنةَ 26 ، و في ذاتِ الوقت يريد [ مُراد ] قتل [ ميادة ] و [ أحمد ] اللذين تركاهُ مع هذهِ الفتاةِ المجنونة لوحده ! ، فمعظم أحاديثها غبية ! .. قطع حبلَ أفكاره صوت أغنيةٍ ألمانية ! ، ليتعجب أكثر من أمرِ هذه الفتاة التي جعلت نغمة رنين هاتفها أغنية ألمانية ، و حين ردَّت أيضاً تحدثت بالألمانية ! و بعد أن انتهت من المكالمة قالت : لا تستغرب ، أتكلم ألماني لأني كنت عايشه بالنمسا .. أصلاً جنسيتي نمساوية ! . ليهز رأسهُ بِـ الإيجاب ، فهو أصلاً لم يسألها لتحكي لهً قصةَ حياتها هذهِ ! ، في الحقيقةِ لا يدري [ مُراد ] أنها هذهِ المجنونةَ تحمل كميةً كبيرة من البراءة ! ، لِتقول له فجأة : انت الي ما اعرف من اسمك شوف أي واحد أحـلى ؟ لتمد هاتفها بِاتجاهِ [ مُراد ] و تريهِ صورتين لدفترين اثنين ، لينظر إليها [ مُراد ] و يفتحُ عينيهِ حين رأى دفتراً رمادياً بزخارف بيضاء ، مطابقة تماماً لألوان مذكرة ِ [ رشا ] فقط شكل الزخارفِ مختلف ، ليشجع [ ميرا ] عليه دون أيَّ تردد . لِتقولَ له بابتسامةٍ : هذا عشان أكتب فيه قصة حياتي ! . ليبادلها [ مُراد ] بابتسامةٍ : يمكن رح تحتاجي هالذكريات بيوم من الأيام . لِيردف و هو يضحك : طلع فيك عقل عـيل ! . لتضحك هي أيضاً : أيوا ، عيل شتحسب انت ؟ لا يدري [ مُراد ] لماذا تأقلم مع هذهِ الفتاةِ بسرعه ، ربما لأن بها شبهاً من [ رشا ] في بعضِ الأشياء ، صحيح أن شكلها مختلفٌ عن [ رشا ] فقط لون شعرها هو المشابه له ! ، ليبتسم [ مُراد ] و هو يظنُ أن القدر أعطاهُ [ رشا ] أخرى جديدة بشكل آخرٍ و بجنسية أخرى ! .. و هذا الذي كان يريدهُ هو ! ، فتاةً تشبه [ رشا ] تلكَ التي سيظل يحبها مع أنهُ في نفسِ الوقت يقول ُ أن هذهِ الفتاة شبه مجنونة ! . ، بعد أربعةِ أيام ! .. في الحقيقةِ كسر [ مُراد ] ملله في الأربعةِ الأيام الراحلة بصحبةِ تلكَ الشابة المجنونة [ ميرا ] ، فكَّر [ مُراد ] بأنه قد يحاول اقناعَ والدتهِ بزواجهِ من هذهِ الفتاةِ بدلاً من أن يتزوج فتاةً لا يعرفها ، و لكنهُ في ذاتِ الوقت غير مُقتنع بالزواجِ منها ! ، فهو يجدُ فيها الكثير من الأشياءِ التي تمنعهُ من ذلك ، ففي الحقيقةِ أن عقلها أصغرُ من عمرها ، و من يراها يعطيها عمر الـسابعةَ عشر بسبب هذا العقل الطفولي و غير المبالي ، لذا فقد قرر [ مُراد ] الآن أنه لن يتزوجَ هذهِ الشابةَ أبداً ، ففي الحقيقةِ صحيحٌ أنها تشبهُ [ رشا ] في بعضِ الأشياءِ ، و لكنه لا يستطيع تقبلها .. ضحك [ مُراد ] باستخفافٍ على نفسهِ فمن أصلاً عرض عليهِ الزواجَ منها ! .. قطعَ حبلَ أفكارهِ صوت هاتفهِ ، رفعهُ من على الطاولةِ و هو يقرأ على الواجهة اسم " فراس " ، ليجيب عليه و لم يكد يتحدث إلا أن أتاه صوتُ [ فراس ] فرحاً : رح أتزوجها . ليقولَ [ مُراد ] : من هي هذي الي رح تتزوجها ؟ ليرد [ فراس ] : حُووووووووووووووور . قال [ مُراد ] : أوكيه شوي شوي لا تفقع لي طبلتي بهَالصوت ، و أصلاً أنا مستغرب كيف حور رضت بواحد غبي مثلك . قال [ فراس ] مصطنعاً التعالي : حبيبي احمد ربك أنا أخوك ، نص الناس تتمنى و بعدين هذا يسموه حُب من النظرة الأولى . ابتسم [ مُراد ] باستخفاف : من النظرة الأولى هآ ؟ لاحظ [ فراس ] تغيّر [ مُراد ] النفسي : لو كنا أرسلناك من البداية عند ربعك ، كنت صرت زين من زمان . ليبتسم [ مُراد ] : أيوا ! . و بعد حديثٍ طويل ، أطفأ [ مُراد ] الهاتِف و هو يتذكر حين رأى [ فراس ] [ حور ] لأول مرة ! ، و بعدها أُعجب بها ، و في الحقيقة الآن أدركَ [ مُراد ] أن هذا الذي يُدعى الحب هو أفضل بعد الزواج أي بالطريقةِ التقليدية ، و لكن عائلتهُ منفتحة قليلاً لهذا قد عاش كُل هذهِ القصة ، التي من المستحيل أن يرضى بها المجتمع الخليجي ، و قطعَ حبلَ أفكارهِ من جديد دخولُ [ أحمد ] برفقةِ [ ميّادة ] و صوتُ نغمةِ الرسائل في هاتفهِ من رقمٍ غريب ، ليقرأ المكتوب بِـ الإنجليزية : " مُراد ، في الحقيقةِ كان اللعبُ عليكَ مُسلياً و التشبهُ بتلكَ التي احببتها كان مسلياً أكثر ، فقد حصلتُ على الأموال التي أريد من وراء غبائك .. ميرا . " و تذَّكر الرسالة التي وصلتهُ من البنكِ بسحبِ مبلغٍ كبير و قد ظنّ أنه [ فراس ] لذا لم يسأله ، و لكن الآن من الواضحِ أن [ ميرا ] تلك الممثلةُ البارعة للبراءة قد سرقته في غفلةٍ منه ، و قبل أن يمد الهاتف ليُري الرسالةِ لِـ [ أحمد ] و [ ميّادة ] ، قال أحمد : اختفت ميرا ! . ليمد لهُ [ مُراد ] الهاتف ، لتفتحَ [ ميّادة ] عينيها بأكملهما من الصدمة و [ أحمد ] لا يقلُ عنها صدمةً ! ليقولَ الاثنانِ في ذاتِ الوقتِ : مُستحيل ! . ليرد [ مُراد ] ببرود : لأنها بنت خالتكم ؟ ، لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين . اللهم صلِّ على محمد ، | لا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي | . أنتظر ردودكم و توقعاتكم فلا تفصلنا عن النهايةِ سوى بضعِ حباتِ مطر . +|| حبَّة المطر االأخيرة ستكون يومَ الخميس على الساعةِ الواحدةِ صباحاً إن شاء الله بتوقيتِ مكة . | ||||
27-09-16, 10:51 PM | #20 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| بسم الله ، لا تشغلكم عن الصلاة و ذكر الله . الغيمة الرابعة : حبة المطر الخامسة : | الأخيرة | . ليمد لهُ [ مُراد ] الهاتف ، لتفتحَ [ ميّادة ] عينيها بأكملهما من الصدمة و [ أحمد ] لا يقلُ صدمةً عنها ! ليقولَ الاثنانِ في ذاتِ الوقتِ : مُستحيل ! . ليرد [ مُراد ] ببرود : لأنها بنت خالتكم ؟ ليرد [ أحمد ] و [ ميّادة ] في نفسِ الوقـت : لا ، لأنه قاطعهما صوت انثوي ليس بغريب عنهم : لأنه ميرا هي رشا و رشا هي ميرا ! . التفت الجميعُ ناحيةَ الصوت ، ليروا [ مُراد ] و [ سوزان ] و لم ينتبهوا لدخولهم لأنهم أصلاً وضعوا الباب مفتوحاً من التوتر و الخوف على اختفاءِ [ ميرا ] أو بالأصح [ رشا ] ! . قال [ مُراد ] : شهذي الدراما إلي صايرة ؟ قالت [ سوزان ] : اسأل الآنسة ميّادة و السيد أحمد . ليلتفت [ مُراد ] إليهم ، و تقول [ ميّادة ] موّجهةً حديثها لِـ [ سوزان ] : و انتِ كيف عرفتي ؟! ابتسمت [ سوزان ] ، ليجيب اخاها [ مُراد ] : لا تستخفي بانسانة كانت رح تورث مكان vox بعد ما يموت ! . لتردف [ سوزان ] على كلامه : عصابة لها أكثر من 10 فروع فِ العالم ، شتتوقعي يطلع من المسؤلين عن الفرقة 2 و 3 ! . ليفتح الثلاثةُ أعينهم حين استوعبوا ما كانت ترمي إليهِ [ سوزان ] و [ مُراد ] الواقف بجانبها و الذي كان يبتسم بِـبرود ، لتقول [ سوزان ] : رح أجاوب على سؤالك إلي هو كيف عرفت ، أولاً طول الـ10 سنوات إلي التحق فيها vox بالعصابة ما سمعت انه واحد من ضحاياه عاش إلا مرة وحدة لإنسان كان حظة جداً حلو ، و رشا هي ثاني وحدة من أصل المئات من الضحايا ، و بعد و لا ضحية له تجلس بالعناية ساعتين ! لأنه مثل ما قلت لكم vox مستحيل أنه يفكر بحياة أحد و لا يتردد يقتل أحد ، و اذا قلنا انه قدر رشا تعيش فَ أوكيه ، بس بعد ما كنت شاكة بالموضوع جات ممرضة تسأل عن ميّادة ، فِ البداية كملت طريقي بعدها رجعت و سمعت كل شي ، أردفت و هي تقلد الممرضة : المريضة تمتمت بكلمات قبل وفاتها ، عادت لِصوتها الطبيعي و أكملت : و هذي الجملة خلتني أشك أكثر لأنه مثل ما قلت هَـ الانسان حيوان بمعنى الكلمة ! ، بعدها بنفس الوقت إلي انتوا الاثنين كنتوا رايحين فيه على أمريكا مثل ما تقولوا ! ، انسحب مبلغ كبير من الحساب إلي أبوي كان مخصصه لِـ رشا و اللي ما كان حد يقدر يسحب منه إلا هي و أنا كوني مسؤولة عن هالأشياء و طبعاً هي ما تعرف هالشي فإذا ما كنت أنا إلي سحبت من رح يكون ؟ أكيد رشا ، و بعدها توضح لي انه هالمبلغ الكبير كان لحتى تشتري جنسية بعد ما غيرت شكلها بسبب عمليات التجميل و الي سوتها لأنه وجهها تشوّه بالحادث ! ، و تعلمت الألمانية بمعهد xxxx* إلي ما يبعد عن مكانهم هذا إلا بكم كيلو ! . قاطعتها [ ميَّادة ] و هي تصرخ : أنتِ من ؟ و كيف تعرفي كل هذا ؟ في هذا الوقت الذي أجاب هو [ مُراد ] : لا تسألي اسألة قلنا اجابتها قبل ، و الطبيب الي قدرت رشا تقنعه يكذب على الكل ، بطريقتنا خليناه يعترف ! . أردفت [ سوزان ] على كلامِ أخيها : بس أسألكم سؤال ، متوقعين انه عصابة مثل هذي ؟ رح ينضحك عليها بتغيير الأشكال و المكان ! . لِتردف بِسخرية : إذا كان واحد له كم سنة هارب منهم و عايش بالشرق قدروا يجيبوا له أولاده من الغرب ! . لم يفهم الثلاثةُ هذهِ الجُملة ، لِتقول [ سوزان ] : المهم ، اجلسوا هنا و لا تفكروا حتى انكم تطلعوا ، رشا رح أرجعها بنفسي ! . لِتردف بعدها بِـ : و إذا على سالفة انه رشا عرفت اني اختها و عرفت كل شي صار بالفترة الي كانت فيها فاقدة الذاكره ، لأنها أصلاً رجعت الذاكرة لها قبل يومين من الحادث و محد يعرف بهالشي غير أحمد ، هي خدعتنا بهالشي مع أنني ما أعرف الهدف من هالشي و لا تسألوني كيف عرفت كل هذا ! . و بعدها أكمل أخاها [ مُراد ] و هو ينظر لِـ [ مُراد ] الآخر : و انت ، سالفة الحساب و الفلوس و البنك و كل هالشغلات كذب ، و هي ما هربت بس انخطفت من العصابة . خرج [ مراد ] و وراءه [ سوزان ] الذي أخرجت المفتاحَ و قفلت الباب من الخارج ، تاركين أولئكَ الثلاثة بحالةٍ لا توصف ، و بالأخص [ مُراد ] الذي أحس ببركانٍ في أعماقة ، فكيف تجرؤ [ رشا ] على الكذب عليه بهذهِ الطريقة ؟! ، و كيف يجرؤان [ أحمد ] و [ ميادة ] على مساعدتها في هذا ، خصوصاً [ أحمد ] الذي كان يعلم حتى باستعادتها لذاكرتها ! ، أما [ ميّادة ] فكانت تفكر لماذا أخفى [ أحمد ] و [ رشا ] عنها موضوع استعادةِ الذاكرة ، فأما [ أحمد ] فما فيهِ يكفيهِ و أكثر ، و لكن الثلاثةَ لا يزالون مصدومين من هؤلاءِ الاثنين اللذان وقفا و تحدثا أمامها قبل قليل ، فطوال الفترةِ التي عرفوهم فيها لم يكونوا هكذا أبداً ، ليقتنع كل واحد من الثلاثةِ أن هذا هو الوجه الآخر لِـ [ سوزان ] و [ مُراد ] .. وجه العصابات ! . ، بعد أن خـرجا [ سوزان ] و [ مُـراد ] من شقةِ [ أحمد ] و [ مُراد ] صعدا في السيارة ، و كان [ مُراد ] هو الذي يقود هذهِ المرة ، ففي الحقيقةِ قبل أسبوعٍ من الآن وصلت لِـ [ سوزان ] رسالة من [ نوح ] ! ، ذلك الذي كان يعمل تحت إمرتها في وقتٍ سابق ، و الذي أخبرهَـا بأن العصابة تعرف كل شيءٍ عن [ ميرا ] و سيحدث لها شي غير متوقع بعد أسبوعٍ من ذلكَ اليوم .. أي اليوم ! ، في الحقيقةِ لم تكن [ سوزان ] نفسها تعلم لماذا فعل [ نوح ] هذا و أخبرها ، مما جعلها هي و أخاها يأتون إلى هنا و يراقبون [ ميرا ] من بعيد متنكرين ! ، بعدها طردت كل الذي حدث من رأسها ، لِتقول لِـ [ مُراد ] : ننقذها و إلي يصير بعدها ما يهم ! ، لأننا بهاللحظة رح نكفّر عن ذنبنا ! . ابتسم [ مُراد ] بسخرية و هو يقول : ذنبنا ؟ ، بصراحة ما أعرف اذا كان هذا ذنبنا و لا ذنب أبوي ، و لا ذنب حد ثاني و بسببه انسحب أبوي ! . ليردف بِجدية : أوكِ ، ننقذها و الي يصير .. يصير ! . و أردف بعدها بِـ مزح ، ليس و كأنه قد يلقى حتفهُ بعد لحظات : رح أشتاق لك ياخي ، صح رشا و حور خواتي ، بس ما عمرهم فكروا مثلي . لترد عليهِ و هي تضحك ، فلعلها تكون هذهِ المرة الأخيرة التي ستضحك فيها [ سوزان ] : أيوا ، أفكر مثلك بما أنه عقولنا إجرامية ! . أكملت بجدية ، و بنبرةٍ لم يسمعها منها [ مُراد ] من قبل : عَ الأقل هالسنة و النص الي عشتها معكم ، ما توقعت إني رح أعيشها بيوم من الأيــام . و بعدها صمتَ الاثنانِ حتى توقفا أمام مكانٍ كبير و شبه مهجور ، يشبه المستودع ، دخلَ الاثنان دونَ ترددٍ و لكن بحذر ، ما إن دخـلا حتى قال الاثنانِ بالانكليزية: نحن هُنا أطلق سراحها .. سنقومُ بتسليم أنفسنا . ليخرجَ ذلك المدعو [ vox ] و هو يرتدي ملابسهُ السوداء و نظارةً سوداء كَـسوادِ قلبه و حياته ! ، ليقول : ارميا أسلحتكما و اجلسا على ركبكما . أخرجَ الاثنان ما يحملانِ من سلاح و هو ليس إلا مسدساً وحيداً و جلسا على ركبهما كما طلبَ ذلك المحتال ! . بعدها التفت [ vox ] لأحد الواقفات هناك و التي كانت تمسك بِـسلاحٍ تصوبه نحوهم : فتشيهما . توَّجهت تلك الشابة لتفتشهما ، لكن في ذاتِ الوقت دخلت مجموعة من المُسلحين ليقول أحدهم : Fbi ! . بعدها وقفت [ سوزان ] بحركةٍ سريعة لتركل تلك المرأة على رأسها ! كنوعٍ هجومٍ من التايكواندو ! ، لتلقط هي مُسدسها و [ مُراد ] أيضاً ، حينها بدأت ملحمة من تبادلِ الاطلاق الناري ، و حين كانت [ سوزان ] تقف وراء أحدِ الجُدران ، حاولت الاطلاق على أحدهم و لكنها تفاجأت بانتهاءِ ذخيرة المسدس ! ، لتعودَ للوراء و حينها أصابتها رصاصةٌ في ذراعها الأيمن ، ليسقط المسدسُ الخالي الذخيرة ، و ترى الواقف أمامها و هو يصوب ُ لِـ وسطِ رأسها تماماً ، كاد أن يضغط على الزنادِ و يقتلها ، و لكنها رأتهُ فجأةً يسقط أمامها بعد أن تلقى رصاصةً في مؤخرةِ رأسه ، ظنَّت [ سوزان ] أن حظها أصبح جيداً لأول مرةٍ في حياتها ، لتأخذ مسدسهُ بيدها اليسرى ، أما بالجانبِ الآخر عند [ مُراد ] فهو لم يعد يحمل هم [ ميرا ] لأن إحدى عميلاتِ الـ fbi ستنقذها و تحميها كما اتفقوا سابقاً ، بما أنه و اخته [ سوزان ] قررا القبض على العصابةِ بالتعامل مع الـfbi .. و بعد وقتٍ شبهِ طويل ، عمَّ الهدوءُ و انتهى كل شيء ! ، و انتهى الأمر بِمقتل vox و تابعيه ! ، و بعض العُملاءِ الفيدراليين الآخرين ، بحثَ [ مُراد ] عن [ سوزان ] فقد كان يتمنى أن لا تكونَ من ضمنِ هؤلاءِ المرميين أرضاً ، ليراها بعد ثوانٍ قليلة ، و يُفاجأ حين رأى الاصابةَ التي لحقت بِذراعها ، و أما هي حين رأته أبعدت يدها اليسرى عن جرح يدها اليمنى لِتقول و هي ترفع يدها التي كانت مُلطخةً بالقليل من الدم: لا تخاف ، أقدر أستخدم هَاليد بعد ! . بعدها أردفت بالانكليزية : و هذا ليس سوى مجردِ خدش ، لا تقلق . و بعدها رأيا [ ميرا ] و هي تقتربُ منها ، لتقف [ سوزان ] و تتوجهَ إليها قبل [ مُراد ] ، و تستقبلها بِطبع كفها الأيسر الملطخِ بالدم على وجهها الذي أصبحَ أحمراً من الدم ، لتصرخ عليها : انتي وين عايشه ؟ عشان تسوي كل هالدراما ؟ .. انتي ما تعرفي إلي عاشوه كلهم بعدك ! ، أبوك كان محمّل نفسه ذنب موتك ، و أمِك و اختك انقلبت حياتهم من بعدِك ، كل ما مريت بالليل أسمعها و هي تصيح عليك .. على بنتها الميتة و الثانية على اختها !. لِتردف و هي تشير إلي [ مُراد ] : و أخوكِ هذا ، ظلّ ندمان و محمل نفسه ذنب موتك و أدمن الحبوب المنوّمة كان رح يموت بسببك ، و [ مُراد ] إلي حبك ؟ سنة عاش مثل الميت .. و انتِ هنا ؟ عايشه ؟ ، كنتِ متوقعة انهم م رح يوصلوا لك اذا سويتي كم عملية تجميل و حصلتِ جنسية جديدة ؟ . لتصرخَ عليها تلكَ الأخرى : و انتي شدراك ؟ سويته كل هذا عشان انتِ و أخوك ما تسلموا نفسكم .. انتوا الاثنين و أبوكم ورطتونا بكل هذا ! . ليرد عليها هذهِ المرةَ [ مُراد ] الذي كان غاضباً : احنا الاثنين و أبونا ورطناك ؟ ، لا احنا و لا أبوي رحنا راكضين لهم عشان ندخل بعصابات ، و بعدين إلي عشناه ما رح يفهمه أحد من أشكالك ، بعد كل إلي عشناه عشان لا يصير لك و لا لأي حد نعرفه شي ، و شوفي شسوينا عشان ننقذك هالمرة جاية تقولي هالكلام ؟ و بهالأسلوب الوقح ؟ . بعدها أدار وجهه و هو يقول لها : وعدناه ننقذك و أعتقد انك تدلي الطريق . و بعدها أخرج المفتاح الذي بواسطتهِ أقفل البابَ على [ مُراد ] و أصحابه ، ليرميه لِـ [ ميرا ] بعدها ذهب [ مُراد ] و لحقته [ سوزان ] ، لِتقول : ما أعتقد كان المفروض نصرخ عليها و نكلمها كذا ؟ ليقول [ مُراد ] : لا تستاهـل ! ، حسستني اننا فرحانين و لا رايحين نركض لهم عشان نصير أعضاء عصابة ، هي ما تعرف اننا طول هالسنوات انقهرنا أكثر من أي شخص ! . بعدها صمت [ مُراد ] و هو يتجه للاسعافِ القريبِ و معه [ سوزان ] ، و بعد دقائق و بعد أن ضُمدت ذراع [ سوزان ] التي من حُسن الحظِ أن اصابتها لم تكن سوى خدش ، لأنها لو كانت عميقةً فمن المحتمل أن تفقد ذراعها للأبد ! . قال [ مُراد ] : رح نرجع بُكرا . أحسَّت [ سوزان ] أن [ مُراد ] مستاء من [ ميرا ] أو [ رشا ] تلك الأخت المجنونة ، التي لا يدرون حتى ماذا يطلقون عليها . ، بعد ساعات ، لم تذهب [ ميرا ] لذلكَ المكانِ الذي يقبعُ فيهِ أولئكَ الثلاثة ، ففي الحقيقةِ هي خائفة من مواجهةِ [ مُراد ] بعد ما حدث ، كونها تصنَّعت الموت ! ، و لا شكَّ أيضاً أن [ ميَّادة ] علمت أنها أخفت عنها موضوع استرجاعها لِذاكرتها ! ، و لكنها و أخيراً قررتِ الذهاب لمواجهةِ الواقع ، خصوصاً بعد كلامِ [ سوزان ] و [ مُـراد ] الذي لم تفهم نصفه و فهمت النصف الآخر ! ، لتتوجه بخطواتٍ بطيئة نحو َ البابِ بعد أن وصلت للبناية مُسبقاً .. وضعت المفتاحِ في مكانهِ المخصص و أدارته ، لتفتحَ الباب بِبطئ ، و حين دخلت رأت الثلاثةَ صامتين ، و حين رأوهـا ، وقفت [ ميَّادة ] و وقفَ معها [ أحمد ] ليخرجا و حين مرَّا من جانبها كانت [ ميرا ] تريد التحدث لِـ [ ميّادة ] التي تجاهلتها و لم تعِرها أي اهتمام ! ، في حينِ أن [ أحمد ] الذي كان وراءها ، وضع يدهُ على كتفِ [ ميرا ] لِمحاولةِ تشجيعها للتحدث مع [ مُراد ] و في ذاتِ الوقت كأنه كان يقول لها : لا عليكِ ! ، لأن [ ميّادة ] الآن غاضبة و لكنها ستنسى ذلك ، تقدَّمت [ ميرا ] و هي لا تدري حتى ماذا تقول ، أو كيف تفسر لِـ [ مراد ] عن سببِ انتحالها شخصيةً جديدة .. شخصيةِ [ ميرا ] ! ، لِتقول لهُ : مُراد ! . و لكن [ مُراد ] لم يرد عليها ، أو حتى يلتفت باتجاهها ، لتعيد الكرَّة : مُراد . و لم يرد أيضاً ، لكنه التفت َ إليها أخيراً ، لتردف : اسمعني ، كل إلي سويته كان بمصلحة الكل ، مصلحتي و مصلحتك و مصلحتنا كلنا ؟ ليُرد عليها ، بنبرةِ استخفاف رافقتها نظرة استخفاف : مصلحتي و مصلحتك ؟ و مصلحتنا كلنا ؟ لِتقول : بعد ما عرفت انه اخواني متورطين مع عصابة ، شسوي يعني ؟ ما كنت أبغى انهم يسلموا نفسهم .. و بنفس الوقت اذا عرفوا اني ما متت أكيد رح يسووا كذا عشان ينتهي كل هذا ، بس اذا عرفوا و رجعت أنا ، يمكن رح يأذوك انت و لا أهلي و لا أحمد و ميَّادة ! . لينظرَ إليها لفترة ، بعدها يقول : أوكيه على الأقل كنتي قلتي لي ! . لِتقول : كيف أقولك ؟ أكيد رح يعرفوا ؟! لِيرد عليها : كيف تقولي لي ؟ . أردف بنبرةٍ عالية غاضبة : كيف تقولي لي ؟ .. كيف ؟ ، انتِ ما تعرفي شصار فيني بعدِك ، و ما تعرفي شكثر إلي حولي تعبوا و انقهروا بسببي ، من كثر ما أهلوس فيك ، و انتِ طلعتي عايشة ؟ ، و أمك ؟ رح تروحي لها كذا تركضي تقولي لها أنا عايشة ؟! .. انتِ تحسبي انك بفلم و لا دراما ؟ ، انتِ قهرتي كل الي حولك بالغباء إلي سويتيه ، و بعد كل هذا ؟ مسكوك يعني وصلوا لك ، و اخوانك الاثنين ظلّوا سنة .. سنة كاملة متحملين ذنب موتك و الندم مقطعهم ! و أبوك .. أبوك الي ما اعرف شتحسي اتجاهه ، بس هو هجركم و راح لأنه يحبكم ما عبث ، بس الظاهر انِك انسانة بلا إحساس و لا ضمير ، لعبتي بقلوبنا كلنا .. أنا ، أمِك ، حور ، مُراد ، سوزان ، أبوك .. بس تعرفي ليش كل هذا صـار ؟ لأننا عشنا حياتنا بهالشكل ! ، هذا غير عن اننا كنا نطلع و نروح و نجي ، يعني عشنا بشكل ما يرضاه الدين و أساساً مرفوض عندنا فِ الخليج ! . ألقى آخرَ كلماتهِ و جاء ليخرج ، ليتذكر أن هذا هو بيته ُ ، ليقول لها بِبرود : اطلعي . لتنظرَ إليهِ [ ميرا ] و الدموع في عينيها ، ليعيد من جديد بـبُطئ : اطـلـعـي . لِتخرج [ ميرا ] دون زيادة أيَّة كلمة ! ، ليذهبَ [ مُراد ] لِغرفته ، و يجهز حقائبهُ و هو عازمٌ على العودة في أقرب رحلة ! . ، في مكانٍ آخر في نفسِ الدولة ، كانا يجلسانِ على رمالِ شاطئِ البحر الذي تنعكس عليهِ النجوم ، لِتقول [ سوزان ] لأخيها : تتوقع بكذا احنا صلّحنا إلي صار بسببنا . ليرد عليها : أيوا ، و قتلنا هالندم للأبد ! . لِتبتسم ابتسامةً باهتة : بس أكيد باقي أحد منهم يعرفنا ، يمكن بالمستقبل رح يرجعوا يلاحقونا ! ، اهم شي نعيش هَـ الكم سنة بسلام . ليبتسم [ مُـراد ] و يسألها : بس إلي استغربه ليش ما مسكونا ؟ يعني ليش ما انسجننا احنا بعد . لِترد [ سوزان ] : الشي ألوحيد الي ما تعرفه عن vox هو الشي الوحيد الغبي إلي سوَّاه ! ، تتذكر الأوراق الي تخص كل واحد يشتغل معهم ؟ ، إذا خان و لا انمسك و لا مات ؟ سشيسووا فيها ؟ يحرقوها ! .. يعني يتخلصوا منها ، و بكذا ما عندهم دليل اننا كنا منهم . ليرد عليها [ مُراد ] و هو يضربها على ظهرها من سبيلِ المُزاح : ما أتوقع أقل من كذا من وريثة vox ! . لتقول [ سوزان ] : و الأهم انه بكل هَـ السنوات الي اشتغلنا فيها ما قتلنا أحد ! . ليهز [ مُراد ] رأسه موافقاً على كلامها بعدها يقول : رح نرجع بكرا ، لازم نرجع [ ميرا ] معنا . ليصمت بعدها يقول : شنسميها ميرا و لا رشا ؟ لِتقول [ سوزان ] : ما أعرف ، بس اعتقد المفروض ميرا بسبب كل شي صار ! . ، | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|