آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          [تحميل] إمــا "شيطـــان" أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان/للكاتبة Miss Julian(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          أشعلي جمر الرماد (4) للكاتبة الرائعة: jemmy *مميزة & كاملهــ* (الكاتـب : حنين - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          هل تغفر لي - باربرا مكماهون (الكاتـب : سيرينا - )           »          269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-03-16, 08:10 PM   #11

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الغيمةُ الثانية :
حبّةُ المطرِ الرابعة :


بعد ما سَمع [ مُراد ] ما قالتهُ [ ميّادة ] أصبحَ يفكر كيف سيستعيدُ [ رشـا ] و أيّ قُربان يقدمهُ لها لتقبل قُربه ؟ .

تمضي الثواني ، و الدقائق و الساعات و الأيام و تتكوّر لتعيد نفسها ! ، و كأن ما عشته قبل سنوات ، تعيشهُ الآن مرةً أخرى ، في كل هذهِ الفترة كان يحاول [ مُراد ] محادثة [ رشـا ] لكنها كانت تتجنبه ! و لم تعد تخرجُ مع أحدٍ مثلما كانت سابقاً ، فقط أصبحت مُنكبةً على الدراسة كَونَ هذهِ السنة هي السنة الأخيرة ، و لِتعوض الوقت الذي استهانت بهِ بدايةَ العام ، إلا أن جاءت فترةُ الاختبارات و انتهت ، قررت [ رشـا ] العودةَ فوراً لأرضِ الوطن ، فما الفائدةُ من المكوثِ هنا ؟
أخبرت بذلكَ [ أحمد ] و [ ميّادة ] ، لكنها حين كانت في المطار ، رأت [ مُراد ] فتوجهَ إليها قائلاً : رشـا ، حطي نفسِك مكاني لمرة وحدة بس و رح تفهمي .
التفتت له و ببرود : أوكيه ، و بعدين ؟
نظرَ إليها [ مُراد ] منتظراً منها أيّةَ اجابة .
فظلّا صامتينِ لوهله ، لكن [ رشـا ] تكلمت حين سمعت نداءَ رحلتها : خلاص انسى الي صار ، كل إلي صار عشاني كنت ما أبغى أندم لما أعرف النسبة .
و قبل أن يتكلم [ مُراد ] أردفت [ رشـا ] : و الحين صار لازم أروح .
فذهبت في سبيلها ، و [ مُراد ] يُراقبها دون أي كلمة وداع ! ، لم يكن [ مُراد ] يتوقع يوماً أن هذا ما سيحدث بينهما ، مع أنّ [ رشـا ] لم يكن حبها ظاهراً و لكن كان لهُ بريقٌ خاص في عينيها الداكنتين اللتان تبدوان كَغيمتين سوداوين وسطَ سماءٍ صافية .

عادَ [ مُراد ٌ ] للواقع و فتح الصفحةَ التي تليها :
[ الأول من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر :
مساءَ اليومِ وصلتُ أخيراً لأرضِ الوطن ، فاستقبلتني أمي بِحُضن دامعٍ ككُل أمٍ ، و حُور ضمتني إليها و الشوق يلمع في قزحيتيّ عينيها ككل ِ أخت لم تولد من رحم ِ الأم ، و طبعاً جدتي أنا التي أنكببت في حُضنها ، و طبعاً بدون أي دموع .. فلطالما كنت متأكدة أن الدموع ليست سوى ضعف ] ! .

ظنّ [ مُراد ] أن هذهِ الصفحةَ ليست مُهمة ، فقرأ التي تليها و كانت ملونةً على الهوامشِ باللون الأسود ، و خطُ الكتابةِ كان مُتجهاً تارةً يميناً و تارةً يسارا ً ! و كأن من كتبهُ ، كتبه باكياً :
[ الثاني من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر :
اليوم مسحت أمي بي الأرض ! ، قائلةً أنَ هناك اتصالاً قد وَرد إليها و محتواهُ باختصار أن ابنتها المحترمةَ [ رشـا ] على علاقةٍ بأحد الشُبان ، فقد كنتُ نائمةً حينَ دخلت أمي غرفتي و كأنها داخلةٌ لفتح الأندلُس ! فصرخت عليّ قائلةً : رشـا !
فحسِبت أن شيئاً سيئاً حدث لأحدهم و لم أكن أتوقع أنها تقصدني : قولي لي شاللي سويته بأمريكا ؟
اقتربت مني و الشرر يتطاير من عينيها و هي تقول بغضب : تكلمي يلا ، هذي الدراسة مالِك ؟ يعني انتي ما كنتي ناقلة عشان الأوضاع السياسية ؟ كنتِ تكذبي و أنا أصدقك .
فقلتُ لها : أمي شاللي صاير ؟
فردت علي بغضب أشد مما سبق : شاللي صاير ؟ تسأليني شاللي صاير ؟ رايحة هناك و عارفة لك واحد و الله أعلم شصار بعد !
فقلتُ لها و علاماتُ الصدمةِ واضحةٌ على ملامح وجهي : أمي ، أنا بنتِك ؟ يعني تصدقي الناس و تكذبيني ، أحلف لك ما صار شي من الي فكرتي فيه .
فقالت أمي و الغضب قد بلغ ذروته : تراك بنت أبوك شاللي يطلع من وراك ؟ يعني أنا ربيتك و تعبت فيك في النهاية هذا الي تسويه ، ما رح تكوني أقل من أخوك الي مسك دربه و شرد ! ، بس كنت غلطانة لو أبوكم أخذكم معه كنت ارتحت من شرك انتي و اخوك .
فأردفت بعبارةٍ جرحت قلبي و جعلتهُ ينفلق ُ لنصفين : أنا ما رح أرتاح إلا لما يجي اليوم الي يقولوا لي فيه رشا ماتت و لحقت أبوها ، ما رح أذكر أخوك لأنه بالنسبة لي مات من زمان ! .
عَضتت شفتاي محاولةً منع دموعي من الانحدار .
حينها تدخلت [ حُور ] التي كانت تراقب كل شيءٍ بصمت منذ البداية و فتحة ٌ فاصلةٌ بين شفتها العليا و السُفلى توضح أنها فعلاً لم تكن أقل صدمةً مني : بس يا خالتي ، يمكن الي اتصل فيك ، كان كذاب ما كان المفروض تصدقيه .
صرخت أمي على [ حور ] : حور ! ، لا تتدخلي و خليك بشغلك ، لا تحاولي تغطي عليها ، مع اني أشك انك رح تلحقيهم بيوم من الأيام .
صُدمت و صُدِمَت [ حور ] أيضاً ، اتجهت امي بتجاهِ باب غرفتي العريض لتخرج حين وقفت فجأة و استدارت و اتجهت لِهاتفي الذي كان موضوعاً بجانب أحد الكتب على الطاولةِ المكتبية ، فأخذتهُ ، فقلتُ لها : أمي ، انتظري لازم تفهمي .
فقالت أمي : ماني أمك و لا تحاولي تكسري قلبي عليك ، الحين عرفت حقيقتك .
فالتفتت لتخرج ، حين قلتُ لها و الدموع تتراكم في عينيّ : الحين ؟ أيوا أكيد الحين ، لأنك بعمرك ما كنتي مثل أي أم !
لم أكد أكمل حديثي حتى تلقيّتُ صفعةً من أمي ، فلم أنطق بأي شيء !
بعدها خرجت أمي ، و نظرت إليّ [ حور ] بِحُزن و دموعها تتساقط بِخفة ، ابتسمت لها بمعنى أنني بخير ، فلطالما كانت [ حور ] فتاةً رقيقةً و حساسة بعكسي تماماً ! ، بعدها لحقت بِأمي التي هي خالتها التي اعتنت بها بعد موت والديها ، محاولةً فهم منها ما حدث ! .
لكنني أعلم أنّ كل ما حدث بسببي والدي الذي تركنا .

بعد أن أنتهى [ مُراد ] تلكَ الصفحةَ ظلّ يفكر بِحقيقةِ والدها ، فقرر أن يكمل القراءةَ علّه يجد شيئاً ما ، ففتح الصفحةَ التي تليها :
[ الثالث من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر ،
غصبُ أمي هو عينهُ الجحيم ! .. فاليوم قد رأيتُ [ حور ] و معها امرأةٌ متوسطةُ السن ، تقوم برسم بعض الزخارفِ الجميلة ف يديّ [ حور ] بالحناء ، فقلت لها أنني أيضاً أريد ! ، فاستغربت [ حور ] و بشدة ، أنا ؟ أنا التي أكره رائحتهُ و شكله و لم أزيّن به يديّ منذ سنين َ طويلة !
فبعد أن انتهت [ حور ] وضعت لي المرأةُ بعض الزخارف البسيطة كما أردت ، و كلُ هذا كان لِزفاف [ فارس ] ، فرحلتِ المرأة حينها سألتني [ حور ] : معجزة ياخي ! ، من متى ؟
فضحكت و كدت أقول أنّني أنا بنفسي لا أدري لماذا حين جاءت أمي و هي تقول : تستعد للمستقبل !
كنت أريد الرد عليها حين أمسكت [ حور ] يدي و ضغطت عليها بمعنى لا تنطقي بشيء !
فذهبت متوجهةً للمغسلةِ القريبة بعد أن أحسست أن يد [ حور ] تراخت و ابتعدت عن يدي ، فغسلتهُ و غسلتهُ و لكن لونهُ البرتقالي الباهت كَ حياتي الباهتة لا يزال باقياً ! ، فزدت سرعة و كثاقة تدفقِ المياه ! ، لكن دون جدوى ، فذهبتُ أمام عيني والدتي و [ حور ] لطاولة ِ الطعام القريبة و أخذت سكينا محاولةً كَشط كفيّ حينما سقطت عيني على يدٍ تمسكُ السكين ، كان [ فـارس ] ! ، فارس الذي لم أرهُ منذ ثلاثِ سنواتٍ إلا أيامَ العيدين ! و لم أحدثه منذ ستة أعوامٍ ربما ، لم ينطق بكلمةٍ ، فقط أبعدها ، فذهبت لغرفتي صاعدةً حبات الدرج حينها لحقتني [ حور ] خوفاً من أن أقص يدي كلياً ، فقالت و هي تغلق الباب خلفيّ : رشـا ، خالتي معصبة و تعرفيها لما تعصب ، انتِ امسكي اعصابك !
نظرتُ إليها بقهرٍ و أنا أقول : خالتك الي لما تعصب ما تعرف حد هي بسببها أبوي تركنا و بسببها أخوي مُراد راح و لا رجع ، و بسببها أنا رح ألحقهم ، خالتك هذي ما همها إلا نفسها .
لم أكد أكمل كلامي ، فقط قطعتهُ [ حور ] بصفعتها التي طبعتها على خديّ ، فنظرتُ إليها و أنا في أشد حالاتِ الاستغراب ، فقالت و الدموع متكدسةٌ في عينيها : لا تتكلمي عن أمك بهذي الطريقة ! ، هي تحملت كل هالعذاب زوجها تركها و ترك لها بنت و ولد و الي زاد عذابها بنت اختها اليتيمة ، بس هي ربتنا و ما خلتنا نحتاج لشيء ، الناس كلها كانت حاسدتنا ، مُراد لما راح ما كان لخالتي أي دخل فيه ! شفتي هي شاللي تحملته ؟ ، و انتِ كلمتين منها ما تحملتيهم .
كان كلامُ [ حور ] صحيحاً لكن غضب أمي مؤلم و كأنهُ شرارةٌ من شراراتِ الجحيم ! ، لكنني لم أرد عليها ، فقط صمتت و تجاهلتُ كلامها ، و ذهبت لِأكمل الروايةَ التي بدأت قراءتها مؤخراً ، ما إن خرجت [ حور ] حتى سالت دموعي ، أصبحت متأكدةً أنني ضعيفةٌ و هشةٌ و سريعةُ الكسرِ !
فذهبت لِمكتب والدي المهجور منذ رحيلهِ الغير مُبَرَرْ ، ذهبتُ و أنكبتت على الأرض و أنا أبكي بشدة ، و دموعي تتساقطُ على الأرض كحباتِ المطر المتساقطةِ بشدةٍ فصلَ الشتاء ! ، كنت أريدُ أن أسأل أبي لماذا تركنا ، فقد كانت أمي مختلفةً لكنّ رحيله هو من صنعَ منها انسانةً عصبيةً لا تتحمل أبسط الأشياء ! ، و ترمي الكلام بكل سهولة ، وضعتُ يديّ على فمي محاولةً إخفاءَ شهقاتي ، أحس أنني لم أبكي هكذا منذ زمن ، منذ ذلك الزمن الذي اختفى فيهِ أبي و بعدهُ [ مراد ] و لحقهما [ فارس ] و الآن [ مُراد ] .. بكيتُ بشدة ، أريدُ غسل كل الآلام العالقةِ بقلبي ، بعدها أوقفتُ دموعي و مسحتها بظاهرِ يديّ و وقفتُ و قلتُ لنفسي أنني لستُ محتاجةً لأي أحد ! ] .

فتحَ [ مُراد ] الصفحةَ التي تليها فقد كان يريد معرفةَ ما الذي حدثَ لِـ [ رشـا ] بعد ذلك ، فقد كانت الصفحةُ مزخرفةً بزخرفةٍ طوليةٍ باللونين الزهري و الأصفر :
[ الرابع من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر :
اليومَ اتخذتُ قراراً سيجعل أمي تشعرُ بالراحةِ ، فقد حزمتُ حقيبتي و قررتُ الذهاب للمكوثِ عند جدتي ، عندما كنتُ متوجهةً للخارج ، سألتني أمي و لكنني لم أجبها ! ،
فقالت و هي غاضبة : بس ما رح تطولي ، بكره انتي راجعة لأنها خطوبتك .
فالتفتت إليها و أنا مصدومة .
فقالت : ما رح أخليك على هواك ، و هذي كلمتي .
فابتسمت لها كتلك الابتسامةِ التي ابتسمتها لِـ[مُراد ] من قبل ، و ذهبتُ لعند جدتي ، فجدتي هي الأمانُ بعينهِ ، و هكذا قضيتُ يومي مع جدتي ، محاولةً تناسي الخطبةَ القَسرية التي سترغمني عليها أمي ، فبهذا لم يصبح أحد في منزلِ جدتي سواي و هي و [ فارس ] ، فـ[فارس] منذ أن كان صغيراً تربى في حُضن جدتي و لا يزال إلى الآن ] .





*

أنتظر ردودكُم ،
الجُزء القـادم ؟ يوم السبت .
أعتذر لكنني لا أستطيع إرسال رسالة في ملفِ الزوّار لأي أحد بسبب ضيقِ الوقتِ لديّ .
[ لـا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي أو دون ذكر اسم الرواية ] .



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 30-07-16 الساعة 09:27 AM
اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-03-16, 06:57 PM   #12

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الغيمةُ الثالثة :
حبّةُ المطرِ الأولى :

صفحةُ جديدة ، يومٌ جديد ، تاريخٌ جديد ، حدث جديد !

[ الخامس من يناير لعامِ ألفين و أحد عشر :
في الحقيقةِ أن " سالفةَ " الخِطبةِ تلكَ حقيقة و لكنها ليست اليومَ كما قـالت أمي ، لأنَ اليومَ بالأساس هو ذلكَ اليوم الذي يسبق يوم الزفاف و يُسمى [ يوم الحناء ] الخاص بِـ [ فـارس ] لكنني متأكدة أنها قريبة ، قريبةٌ جداً ، و الأهم من ذلك أنني سأبقى مع جدتي ، لذا سأحاول نسيان ما سيحدثُ في المستقبل كونه مُستقبلاً و لكل حادثٍ حديث ! ، أعتقد أنّ اليوم جديرٌ بأن يُطلق عليهِ [ يوم الذكريات ] فَهُنا نشأتُ و ترعرعت لسنوات عديدة لا تقل عن عشرِ سنوات ، و لكنني لم أستطع الاستمتاعِ بذكرياتي ، فسرعانَ ما جاءَ معظمُ أهلِ أمي للبدء في التجهيزات لمساءِ اليوم ، و ذهبتُ كي أساعدهم اذا احتاجوا لي مع أنني لا أفقهُ شيئاً في هذا ! ، و اذا لم أفعل سيقول انني غير [ سِنعة ! ] ، لذا ذهبت ، فتوجهتُ بِصُحبةِ [ حُور ] للخيمةِ التي نُصِبَت في الساحةِ الشاغرةِ أمام منزل جدتي .
ابتدأت [ حور ] الحديث قائلةً : لو يسووا الحنا فِ البيت يكون أحسن .
فقلتُ لها : عادي ، كله واحد ، بس بكره وين ؟
فقالت تستهزء : بالشارع ! ، وين يعني ؟ بقاعة لاه .
فقلتُ لها : شدراني أنا يعني !
حينها سمعنا صوتاً مُستهزءاً أمقته للغاية يقول : رشـأ ؟!
فالتفتُ لِمصدرِ الصوت و أنا أحاول تهدئةِ نفسي .
فقالت تلك الهَوجاءُ [ عبير ] ابنة خالتي التي تساويني عُمراً : سمعنا يقولوا انخطبتي ، ليش ما قلتي ؟ ترا عـادي ما نحسد !
فالتفتُ إليها قائلةً : و بعدين ؟
فقالت [ عبير ] بِخُبث : و لا خايفة لا يصير شي ؟ في النهاية يطلع من نوع الرجال إلي ينتمي له أبوك الله يرحمه ، ءء صح محد يعرف هو حي و لا ميت .
فقالت [ حور ] : الرحمة للحي و الميت .
لكنني طبعتُ على وجهها خمساً لن تنساهنَّ ما حيِيَت ، لدرجةِ أن الجميع التفت لِمصدرِ الصوت ، و كنتُ متأكدةً أن أمي كادت أن تقتلني في تلكَ اللحظة !
فجاءت خالتي والدةُ [ عبير ] لِتعرف ما الذي حدث ، عَرف الجميع أن ما حدثَ شيء كبير لأن الآنسة [ عبير ] ذرفت بعض الدموع .
فقالت [ عبير ] و هي تمسك خدّها المصفوع ! : الله يصبر خالتي عليك .
فابتسمتُ لها و قد اختفت علامات الغضب من على وجهي : آمين .
كنت أريد أن أزيدها قَهراً ، لكن أمي قلبت كل شيءٍ حين جاءت و سحبتني من يديّ بعيداً عن أنظارِ الجميع .
فقالت بغضب : مجنونة انتي ؟ شسويتي ؟ متى رح توقفي مشاكل ؟
فقلتُ لأمي بنفسِ النبرة ! : خلها تتأدب أول شي ، تراني رحمتها المفروض أذبحها .
فسألتني أمس و غضبها يزداد : ليش ؟ ، شسوت ؟
فقلتُ و قلبي يحترق لأنني لا أدري هل دافعتُ عن شخصٍ ميتٍ أو حي ؟ : تتكلم على أبوي ؟ أكسر راسها .
فقالت أمي بنبرتها الغاضبةِ المعتاد : و أكيد كان معها حق ، لا تنسي من يكون أبوك ، لو كان أب صح ما كان رماك أنتي و اخوك علي ّ .
فقلتُ : أوكيه ؟ هو رمانا أنا و أخي كذا ، و انتي ؟ شوفي شسويتي فينا ؟ أخوي ما نعرف وينه ! ، و أنا رح تزوجيني غصب بعد ما مسحتي فيني الأرض .
فتلقيتُ كفاً من أمي ، لم يكُن أقل قوةً عن كفِ ذاكَ اليوم ، و لكنني لم أرد عليها ، فقط خرجت متوجهةً لمنزلنا لأختلي بنفسي بواسطةِ سـيارةِ [ حُور ] !
ذهبت سريعاً لغُرفتي و أول شيءٍ فعلتهُ هو كسرُ الإطارِ الذي يحوي الصورةً العائلية الوحيدةَ لنا ، بعدها قمتُ بتكسيرِ بقايا الزجاجِ بيديّ كالمجنونة !
كنتُ أرى الدمَ ينصب منها لكنني تجاهلتُ ذلك ، بعد دقائق أحسست أن عقلي الذي فقدتهُ مؤقتاً قد عـاد ، لكن بعد ماذا ؟ بعد أن امتلئت يديَ اليُمنى جُروحا أما اليد اليُسرى لم يُصبها شيء و أنا أحمد الله على هذا كوني عسراء ، فلكنت ُ سأعاني صعوبةً في القيام بأعمالي ! .
فقمتُ بلفها بِرِباطٍ طبي ، و باقِ الوقت مكثتهُ في صـالةِ المنزلِ لوحدي ، و لم أعُد لهناكَ مرةً أخرى ، انتصفَ الليل و لم يعودوا فنمتُ هناك في مكاني على الصالةِ ، و قد أدركت أنني أخطأت في طريقةِ حديثي مع أمي و لكنها تقهرني و أعلم أيضاً أن هذا ليسَ عُذراً و أيضاً تذكرتُ أنني افتعلتُ شجاراً ما كان يجبُ أن يحدث لأنني أذكر أن عبير في الأساسِ متزوجة و هي أم لطفلة و فقط كانت تريد اغاضتي ، أحسست انني أخطأت حين صفعتها مع انها أخطأت في حقِ أبي الحي الميت كثيراً أيضاً .
فأنا مُتناقضة ] .
بعد ما قرأ [ مُراد ] هذهِ الصفحةَ عرف أن [ رشـا ] كانت مشوشةُ تماماً لأن طريقةِ سردها لما حدث في ذلك اليوم لم يكن مرتباً جيداً و أسلوبها مختلف و بصراحة الأحداث مُختلِطة ! .

[ السادس من يناير لعامِ ألفين و أحد عشر :
اليومُ و لِأول مرة منذ سنوات أستيقطُ بهذا الشكل ، فقد أحسست أثناء نومي أنني أهوي من مكانٍ ما و أحسست بألمٍ في رأسي ، و ما إن فتحتُ عينيّ حتى رأيتُ النفسي قد سقطتُ من الأريكة ، مثلما كنتُ سابقاً أسقطُ من السرير !
فأقبلت [ حُور ] نحويّ : تعورتي ؟
قلتُ و أنا أمسح رأسي رأسي بكفِ يدي اليُسرى كوني عسراء : لا ما تعورت ، الا راسي ارتج قولي انتي !
قالت حور : أجيب ثلج و لا شي ؟
فقلتُ و أنا أبتسم : شكلِك نسيتي انني من صغري و أنأ أطيح لما أنام ، بس بكم آخر سنة تعدلت هههه !
قالت حور : اليوم رح تروحي ؟
فانقلبَ مزاجي فوراً : لا ، بس بليل بعد ما تخلص هَالسخافة رح أروح لبيت جدتي .
حُور : ليش ؟
فقلتُ و أنا أقف و أشيحُ بوجهي لجانبٍ آخر : ما أتحمل أجلس هنا ، و بنفس الوقت لا تنسي آخر كلام قالته خالتِك ! .
حُور : بخصوصِ الخطوبة ؟
قلت : أيوا .
حُور : شدراك انتِ ؟ يمكن يكون هذا الشي خير !
ققلتُ : حور لا تبدأي بهذي المحضرات !
فقالت حُور : انتِ متضايقة عشـان كلام عبير عن عمي ؟
التفتُ لِـ [ حور ] أعتقد أنها المرةُ الأولى التي أسمعُ فيها أحداً يتكلمُ بحُسنٍ عن والدي الحي الميت ! .
فقلتُ لها : كم الساعة ؟
نظرت إليّ [ حُور ] بنظرات تعني أنها تتعجب من تناقضي الكبير هذا ! ، لكنها ردت دون نِقاش في ماهيةِ الحديثِ السابق : 3 العصر !
فتوَّسعَ بؤبؤ عيني ، ففهمت [ حور ] ما أعنيه فقالت : كنت ببيت جدتي و انتي تعرفي انه لازم نكون هناك من الصباح و خالتي بعد ، فما بقى حد .
فابتسمتُ لها ابتسامةَ سخرية : عـادي ! ، رح أروح أصلي الي فاتني قبل لا يأذن أذان العصر ! .
بعد أن أديتُ فرضي ، ذهبت ُ للساحةِ الخلفيةِ لمنزلنا أنا و مضربُ التنس العتيق الذي أصبح مُعَمِّراً ! ، ففي الحقيقة هو لوالدي لذا أحبهُ و أحب اللعب بِه ! ، دائماً ما كان يُقال لي أنني ورثتُ حب هذهِ الرياضةِ من والدي ، فجلست أتمرنُ مع نفسي على الجدار !
إذا أن الكرة تصدمُ الجدار و تعود إليّ و هكذا ! ، قد كنتُ ألعبُ بسهولةٍ و سلاسة مع انني كنتُ أفكر في أشياءٍ أخرى عديدة كَعودتي لِـ أمريكا ، و غضاب أمي و كلام عبير و والدي الحي الميت و في النهاية تلك الخطبة القَسرية !
لكن حبل الأفكار بي انقطع حين سمعت [ حُور ] تناديني فصدمتِ الكُرة أعلى مقدمةِ رأسي ، فمسكت ذاك المكان : شكلي اليوم رح أفقد الذاكرة .
بعد أن ذهبت لِـ [ حور ] أخبرتني أنها هي و أمي ذاهبتان لمكان العُرس مجدداً فقلت لها أنني لن أذهب !
فبقيتُ بنفسي لبعضِ الوقت ، حتى حلَّ المساء و ذهبتُ لبيت جدتي ! ، لأنني أريد المكوث معها ، هُروباً من كل شيءٍ مؤلم مثلما كنتُ صغيرة !
فمر الوقت و جدتي تحكي لي قصص الأولين من أقرانها ، فهي لم تستطع الذهاب للعرس بسبب آلامِ مفاصل رجلها ، لكنها في ذلك اليوم احتوتني و جعلتني أرسم ابتسامةً على شِفاههي نسيت كيفية رسمها منذُ مدة و في نفس الوقت قالت لي ، عبارة من المستحيل أن أنساها :
[ تمسكي الله ، الله مَعك ] .
هذا كانَ كُل ما حدثَ اليوم ، فظننتُ أنها بدايةٌ لأشياءٍ أجمل و أكثر اشراقاً ] .
كان [ مُراد ] يريدُ معرفةَ ما حدث لاحقاً !
فهَّم بسرعةٍ ليفتح الصفحة التي تليها :
[ السابع من يناير لعامِ ألفين و أحد عشر :
لستُ سوى انسانةٍ منحوسة ! ، تمشي فِ الشارع المخالفِ للحظ ! و السعادة و الفرح ! ..
اليوم حينما استيقظتُ صباحاً ، أول شيءٍ فعلتهُ هو النظر للساعة و تعجبت أنّ الساعة الآن الواحدة ظُهرا ً ، فخرجت مسرعة لغرفة جدتي فليس من عادتها أنّ تنام هكذا !
لكنني رأيتُ أمي و خالاتي و [ حُور ] و بعض النساء ، و الجميع يذرف دمعاً غزيراً ، فاقتربت مني [ حور ] و عدنا للغرفةِ التي كنتُ أنام فيها ،
رشـا : شاللي صـاير؟
حُور ألقت خبراً كالصاعقةِ دون أيّة مقدمات : جدتي ماتت ! . ]

لِهذا الحد انتهت تلكَ الصفحة !

[ العاشر من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر :
مضت ثلاثةُ أيامٍ كانت مليئةً بِالحزن و انقضت أول عشرةِ أيام لي قَضيتهُ هنا في بلادي ! ، و كانت أياماً محفوفةً بِالمشاكل التي إلى الآن لم تنتهي ! ، و عبارة عبير التي قالتها يومِ أمسٍ لا يزال صداها يتردد في أذني [ شفتي كيف أنِك تجيبي النحس لكل مكان تكوني فيه ؟ ] ، في الحقيقة لم أندم أنني نمتُ ذلك اليوم مع جدتي ! ، و لن أندم أيضاً .. و لكنني الآن أحس بخوفٍ شديد ، كنت أظنُ أنّ أمي ستلغي تلك الخطبة السخيفة ّ! ، لكنها جاءت اليومَ و أكّدت لي أنها ستكون غداً ! ، و أنا و بِكُل صراحةٍ لا أريد التفكير في الشيء الذي سيحدث ! ] .

أسرعَ [ مُراد ] في طيِّ هذهِ الصفحة و فَتْحِ التي تليها لأنهُ يعرف معظم ما حصلَ ذلكَ اليوم !
[ الثامن من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر :
اليوم هوَ يومُ الخطبةِ اللعينة ِ تلك !
كلُ ما في الأمر أن أمي جرّتني جراً لِـ أقابل تلك الأسرة ، و كنتُ ابتسم من وراء قلبي و لو كان بمقدوري طردهم لَفعلتُ ذلك ! ، لكنني طبعاً أخشى بطش أمي ! و في نفس الوقت لم أُربى على فعلِ شيءٍ كهذا ، لكنّ ما إن أمعنتُ النظرَ في تلك المرأة ، أحسست أنّ شكلها ليس بغريب ، و بعد أن ذهبوا ، اقتربت مني [ حور ] و بيدها صَحيفة فبَسطتها و وضعتها امام عينيّ و قالت مازحة : تعرفي من هذا ؟
فقلت لها باستهزاء و لم أنظر للصحيفةِ حتى ! : زوجِك !
و أردفت بنبرتي العاديّة بعدها : يعني شعرفني فيه ؟
فقالت و هي تحاول استفزازي : عم أولادِك
ففتحت عينيّ : انتي جنيتي ؟ ما كَنِك رحتي لبعيد ؟ أصلاً ما رح أتزوجه و رح تشوفي و ..
لم أستطع إكمال حديثي بعد أن قرأت الاسم و تمعنتُ في الشكلِ : مُراد ؟!
فأسرعت [ حور ] لترى الصورةَ جيداً : هذا هو ؟
فقلتُ بصدمة : ............ ]

*

أنتظر ردودكُم ،
الجُزء القـادم ؟ يوم السبت .
أعتذر لكنني لا أستطيع إرسال رسالة في ملفِ الزوّار لأي أحد بسبب ضيقِ الوقتِ لديّ .
[ لـا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي أو دون ذكر اسم الرواية ] .





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 30-07-16 الساعة 09:26 AM
اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-16, 11:04 AM   #13

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



* أعتذر على قُصر البارت ، فقد أًصبت بوعكةٍ صحيةٍ شديدة و مفاجأة مُستمرة للآن .



الغيمةُ الثالثة :
حبّةُ المطرِ الثانية :


[ لم أستطع إكمال حديثي بعد أن قرأت الاسم و تمعنتُ في الشكلِ : مُراد ؟!
فأسرعت [ حور ] لترى الصورةَ جيداً : هذا هو ؟
فقلتُ بصدمة : لا ، هذا أخوه الكبير
فنظرت [ حُور ] للاسم لِتنطق بِـ : فِراس !.
فأردَفَت : عيل ليش قلتِ مراد ؟ شدخله ؟
فقلتُ : يعني إلي خطبني أكيد مُراد ! ، و انتي شعرفك انه هذا اخوه ؟
فقالت [ حور ] : خالتي قالت و جيت أخبرِك بس ! ، بس لا يكون عنده خوان ثانين و لا شي ! و يطلع الي خطبِك واحد منهم !
فقلتُ لها : لا ، ما في غير فراس !
فابتسمت [ حُور ] : اوكِ ابتسمي ! رح تتزوجي مُراد !
فقلت لها : و شاللي يفرح بالسالفة ؟
فصُدمت : شاللي يفرح ؟ انتي تحبيه صح ؟ و رح تتزوجيه و هالشي يفرح !
فقلتُ لها : ما كنت أبغى أتزوج سواء كان هالشخص مُراد أو غيره ، في النهاية رح يطلع مثل نوع أبوي ! ، و لا تنسي إلي صار قبل سنة !
نظرت إليّ [ حور ] مُستفهمة فقلت بايجاز محاولةً تخفيف أثرِ الجروح التي سأفتحهها من جديد لـِ [ حور ] : نوّاف !
فأشاحت [ حور ] وجهها بعيداً عني و خرجت بِكل هُدوء ! ]
تذكر [ مُراد ] ما حدث لِـ [ حور ] فقد أخبرتهُ [ رشـا ] بذلك في أحد الأيامِ حين كانت تتحدثُ عن ذاكَ المعدنِ من الرجال ! :
رشـا : أصلاً كلهم طينة وحدة ! ، و هذا إلي اسمه نوّاف ، لو يمسكوني اياه أذبحه ! ، بيوم العِرس طلَّق [ حور ] ، و قبل كذا سَرق الفلوس !
فتعجّب [ مُراد ] : اي فلوس ؟
رشـا : كان دايماً يجي لِـ [حور] يشحت الفلوس الي يشوفه يقول جاي من الشارع ! .
بعدها أردفت : أصلاً هو جاي من الشارع !
فقال [ مُراد ]: يوَّلي أهم شي [ حور ] إلي رح ترتاح منه و من شره !
فقالت [ رشـا ] بنبرة غامضة : ما رح ترتاح !
كان مقصد [ رشـا ] هو أن [ حور ] طُوَّقت بحبِ ذاك المعتوه [ نواف ] ! و في نفس الوقت لن ترتاح من أفواهِ الناس !، فلا شك أنها ستصبح عِلكة تُأكل آلاف المرات و تُبصق و لكن كونها من عائلةٍ ذات أموال قد يشفع لها ، و يُفسر الأمر على أنه سرق أموالها و هذا هو بالفعل ما حدث ! .

فتحَ [ مُراد ] الصفحة التي تليها و قَرأ :
[ التاسع من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر :
جاءتني اليوم أُمي و هي ترمي لي هاتفي المُصادر منذ زمن بسببِ الكلام الذي وصل فقالت : خذيه فيه رقم مُراد خطيبك أول ما تشوفيه رح تعرفيه و الأحسن انِك تتركي سوالفك القديمة !
فنظرت ُ إليها دون أن أقول أي شيء !
و مرّ اليوم كسابقاتِه ! . ]




*

أنتظر ردودكُم ،
الجُزء القـادم ؟ يوم السبت .
أعتذر لكنني لا أستطيع إرسال رسالة في ملفِ الزوّار لأي أحد بسبب ضيقِ الوقتِ لديّ .
[ لـا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي أو دون ذكر اسم الرواية ] .



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 17-04-16, 07:33 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

* أعتذر على قُصر البارت ، فقد أًصبت بوعكةٍ صحيةٍ أُخرى أقعدتني في الفراش ليومين ! .

الغيمةُ الثالثة :
حبّةُ المطرِ الثالثة :


فتحَ [ مُراد ] الصفحة التي تليها و قَرأ :
[ التاسع من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر :
جاءتني اليوم أُمي و هي ترمي لي هاتفي المُصادر منذ زمن بسببِ الكلام الذي وصل فقالت : خذيه فيه رقم مُراد خطيبك أول ما تشوفيه رح تعرفيه و الأحسن انِك تتركي سوالفك القديمة !
فنظرت ُ إليها دون أن أقول أي شيء !
و مرّ اليوم كسابقاتِه ! . ]

عندما فتح مُراد الصفحة التي تليها وجد أن التاريخ المكتوب :
[ ابريل عام ألفين و اثني عشر ] ! .
فتأكد أنّ لا مصدر لديه لمعرفة ما حلَّ بِـ [ رشـا ] سوى [ أحمد ] و [ ميّأدة ] فاتصل على [ أحمد ] و ذهب منطلقاً بسيارتهِ لِمكانِ اللقاء ! .

في تلكَ الفترة التي لم تكت عنها [ رشـا ] كان [ مُراد ] و [ رشـا ] يتحدثان كثيراً كثيراً جداً ! ، و أيضاً كانت تمرُ بعض الأيام التي يأتي فيها [ مُراد ] لزيارةِ [ رشـا ] .
و في أحد الأيام قارسةِ البرودة بالنسبة لِدول الخليج !
كانَ جميعُ من في البيتِ نيام ، والهدوء يعمُ المكان حين استيقظت [ رشـا ] فجأةً هكذا ! ،
و في اليوم التالي ، على جلسةِ الغداء :
كانتا [ حُور ] و الأم يتحدثان بشكل عادي غير أن [ رشـا ] هادئة على غير العادة و لا تنطق بحرف ،
[ حُور ] : رشا صاير شي ؟
قالت بنبرةٍ جافة جداً : لا .
[ الأم ] : متأكده ؟
فإذا بِـ [ رشـا ] تسقط الأواني من على الطاولةِ و تصرخ في وجههم : ما تسمعوا انتو ؟ ما تفهموا ؟ شسالفتكم ؟ قلت لكم مرة وحدة ما في شي ، ويش ؟ ما في شي !
و ذهبت لِغرفتها و الغضب و الضيق يملآنها !
و [ حُور ] و [ الأم ] في حالةِ صدمة و استغراب ! .
و ما حدثَ لِـ [ مُراد ] كان شبيهاً بهذا و أكثر ، إذا كان هو يحادثها و هي صامتة :
[ مُراد ] : رشا تسمعيني ؟
[ رشـا ] بغضب : اسمع ، لك ساعه تحكي قصة حياتك ، خلاص روح !
و خرجت و تركته لوحده مثلما فعلت مع أمها و [ حور ] تماماً !
و مضى على ذلك يوما و تصرفاتُ [ رشـا ] السيئة تزداد سوءاً .
و في إحدى الليالي ، أطلقت [ آهٍ ] خفيفة كونها غير معتادةٍ على الصراخِ حين تخاف ، فقد رأت [ مُراد ] على هيئةِ شيطان قبيح ، و الليلةِ التي تليها رأت نفس الشيء و الليلةِ التي تليها رأته على هيئةِ رجل هرِم ! ، و كانت عندما تسمع اسمهُ يجن جنونها و تود لو تقتله و ترتاح مِنه ، من شكله و اسمه و [ طاريه ] ! .
و قد ذهبت في صباحِ اليوم التالي للطبيب لأنها كانت تشكو من آلامٍ شديدة في جسمها لكنه قال أنها بكل خير و عافية ! .
و عادت للمنزل فرأت [ حُور ] و [ الأم ] تتبادلانِ أطراف الحديث فقالت : اسمعوا ، أنا رح ألغي هالزواج !
اتسعت مُقلتيّ [حور ] و الأم كذلك فأطلقتها بنفس الوقت : ويش؟
[ رشـا ] : الي سمعتوه ، لأنه هـ الانسان ما أطيق اشوفه و لا اسمع اسمه و لا أطيق حد يجيب طاريه قدامي ، أكرهه ، مرة جايني بشكل شيطان و مرة بشكل عجوز خرفان !
اتسعت مُقلتيّ [ الأم ] : من جدِك انتي تصير لِك كل هالأشياء؟
فصرخت [ رشـا ] بقهر : يعني ويش ؟ محد يكذب ف هالأشياء ، اليوم تقولي لهم خلاص بنتي ما تبغى ولدكم و الي يقولوه الناس يقولوه الله ياخذهم وراه ، و لا ترا والله أنتحر و أقتل نفسي و أنا حلفت ! .
بعد ذلك فعلت [ الأم ] ما طلبتهُ [ رشـا ] منها ، لأنها عرفت أن [ رشـا ] تحت تأثيرِ سحر التفريق ! .
و أخَّرت فصلها الدراسي الأخير حتى ينفكَ أثرُ هذا السحر ، فتخرج [ مراد ] قبلها و لم ترهُ بعد ذلك ! .
و لكن الحقيقة أن ليست [ رشـا ] وحدها من عانت من تأثير السحر ، فالجميع تألم و تعب معها و لأجلها ! .

في الوقت الحالي :
سأل [ مراد ] ميّادة بدون مقدمات : وين رشـا ؟ أنأ أعرف انِك الوحيدة الي تعرفي كل شي عنها ! .
فنظرت [ ميّادة ] إلى [ أحمد ] بعدها قالت : رشـا ماتت بعد ما انفك تأثير السحر بفترة ! .

*
أنتظر ردودكُم ،
الجُزء القـادم ؟ يوم السبت .
أعتذر لكنني لا أستطيع إرسال رسالة في ملفِ الزوّار لأي أحد بسبب ضيقِ الوقتِ لديّ .
[ لـا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي أو دون ذكر اسم الرواية ] .




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-16, 02:50 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

- هذا جُزء بسيط كَ عربون اعتذار !

الغيمة الثـالثة :
حبة المطر الرابعـة :


نظرت [ ميّـادة ] إلى [ أحمد ] بعدها قالت : رشـا ماتت بعد ما أنفك تأثير السحر بِفترة .
اتسعت عينيّ [ مراد ] و [ أحمد ] في وقتٍ واحد ، فالخبرُ كان كالصاعقةِ على الاثنين ، فقد كانت كلماتُ [ ميّـادة ] أقوى من أن يُصدقها [ مُراد ] .. كانت أكبر من أن يصدقها قَلبه ، أحس [ مُراد ] بِوخزٍ يؤلم قَلبه مما كوّن له ألماً .. ألماً لم يشعر بهِ أبداً في حياته ، لكن ّ [ أحمد ] نطق بكلماتٍ أحسها [ مُراد ] كالبلسم على قلبهِ يشفي الجروح و لكنه حقد على [ ميّادة ] ..
أحمد : ميّـادة ! ،
أردف و هو يلتفت لِـ [ مُراد ] : رشـا ما ماتت بس ..
كان كل شيءٍ بخيرٍ في عينيّ [ مُراد ] إذا كانت [ رشـا ] بخير ، فقد كان يظنُ أنها بخير ، بكل خير ، حتى لو كانت بعيدةً عنه فهو لا يزال يُحبها و أحبها الآن أكثر و أكثر !
قال [ مراد ] و هو ينظر لِـ [ أحمد ] بنظراتِ قلق و سعادة في آنٍ واحد : بس ؟
ظلَّ [ أحمد ] و [ ميَّادة ] يتبادلانِ النظرات لِبعض الوقت ، و [ مُراد ] عالقٌ في الوسط لا يدري ما مغزى هذهِ النظرات ، و في نفسِ الوقت هو يريد أن يعرف لماذا كذبت [ ميّادة ] !
أحمد : رشـا فقدت الذاكرة ! .
لا يعرف [ مُراد ] أَ يفرحُ ؟ أم يحزن ؟ .. يفرح لأنّ صدى ضحكاتها لا يزال يتردد على هذهِ الأرض ، و يحزن لأنهُ لم يعد جزءاً من حياتها ، فقد فقدت [ رشـا ] أوراق حياتها السابقة ، فقدتها بلا عودة .
ابتلعَ [ مراد ] كل الحزن و القهر ليسأل : تعرفوا عنها شي ؟
[ ميّادة ] بنبرةِ حادة : لا !
جاء [ أحمد ] ليتكلم لكن [ مُراد ] قاطعه : و بعدين معاك انتِ؟ أبفهم ! .
لم تنطق [ ميّادة ] بـأي حرف ، لكنها لم تكن تكره [ مُراد ] أبداً ، كل ما في الأمر أنها تحملهُ مسؤولية ما حدث و هي تعرف أنه لا ذنب له ! ، كانت تحقدُ عليهِ لأنهُ لم يقدم أيَّة مساعدة لِـ [ رشـا ] و هو الآن يُمثل أنه لا يعرف أي شيء ، فكلُ عائلته على علمٍ بذلك ، لِذا فهي متأكدة فقط أنهُ يكذب و يكذب و يكذب ! ، وقفت دون أن تنظر إلى وجه [ مراد ] فقط التفتت لِـ [ أحمد ] لِتقول : أنا راجعة .
أحمد : ميَّـ..
لم يكمل [ أحمد ] لأن [ ميَّـادة ] لم تُعطهِ أيَّة فرصة ! ، فالتفت لِـ [ مراد ] : رشـا فِ نيوزلندا !
مراد : نيوزلندا ؟
أحمد : أيـوا ، عندها أهل هناك و فِ هالوقت تدرس بِـ [ .....] ، و أنا و [ ميّادة ] بعد ، انت قرر إلي رح تسويه ! .
وقف و أردف : أنا بعد رايح .


،

إن شـاء الله الغيمة التالية قريباً .
عُذراً على الانقطـاع =) .




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-16, 01:02 AM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الغيمة الرابعة :
حبة المطر الأولى :

لم يكُن أمام [ مُراد ] سوى خيارٍ واحد و هو الذهابُ و اللحاقُ بِـ [ رشـا ] ، لِذا عاد سريعاً للمنزل و هناك تصفح كُل شبكات و مواقع الطيران للذهابِ في أقرب رِحلة ، و الوقت الآن هو الـحادية عشر مساءً ، و أقرب رحلةٍ بعد ساعتين فَحجز دون أي يفكر بِالعواقب ! ، كان خارجاً ليخبر أحداً من أهلهِ بالأمر ، فرأى أمامه أخوهُ [ فِراس ] ، لِيسأله : ليش ما خبرتوني ؟
ردّ [ فراس ] و هو مستغرب : شاللي ما خبرناك ؟
مُراد : السحر !
قال [ فراس ] : أي سحـ ...
بعدها استدرك الأمر و قال : عرفت ؟
بعدها أردف و عرف أن هذا السؤال ليس في محله ليجيب بصدق : أنا ما عرفت إلا متأخر و بنفس الوقت قالوا لا تخبروا مُراد !
قال [ مُراد ] و شُعلةٌ من الإصرار تخرج من عينيه : رح ألحقها .
ابتسم [ فراس ] ليقول : نيوزلندا ؟
استغرب [ مراد ] : شعرفك ؟
فراس : إلي خبروك إياه خبروني إياه ! .
مُراد : أوكيه ، خبروك ليش هي هناك ؟
فراس : الي سمعته انه جدتها أصلها من هِناك و أبوها عايش هناك من زمان ! .
مُراد باستغراب : أبوها ؟
فراس : أنا ما أعرف التفاصيل ، اسأل ربعك !
عرف [ مراد ] أنَّ [ ميَّادة ] و [ أحمد ] يخفون عنهُ الكثير ، فالتفتَ لِـ [ فراس ] ليخبره بذهابهِ لكن [ فراس ] سبقه و وضع يده على كتفه و قال له : روح ، و أنا رح أحل كل شي هنا ! .
ابتسم له [ مراد ] بامتنان و ذهب ! ، ذهب ليلحق [ رشـا ] قبل أن تبتعد و لا تعود أبداً .

استغرق [ مُراد ] قُرابةَ اليوم تقريباً ليصلَ إلى نيوزلندا ! ، و ما فاجأهُ أنهُ رأى [ ميَّادة ] و [ أحمد ] أيضاً .. فاقترحوا عليهِ أن يعيش معهم ! ، ففي الحقيقة [ ميَّادة ] و [ أحمد ] أخوانِ من الرضاعة أيضاً ، وافقَ [ مُراد ] ! .
بعد ساعات ، ذهبوا ثلاثتهم لمكانٍ كان قد سبق لِـ [ رشـا ] أن أخبرت [ ميَّادة ] و [ أحمد ] أن يأتيا إليهِ ، و ظنَّ الجميع أن هذهِ أيضاً فرصةٌ مناسبة لِكي تعرف [ مُراد ] .
كان [ مُراد ] يُقارن بين هذا اللقاء و اللقاءِ الأول الحقيقي لهما حين سكبتِ القهوةَ على لوحتهِ التي كان يرسمها عليها [ ميَّادة ] !
حينما وصلوا للمكان المنشود ، فُتحت عينا [ مُراد ] بأكملها ، كانت الصدمة واضحة على وجهه حين كانا [ أحمد ] و [ ميّادة ] ينتظرانِ ردة فعله ! .
ليقول لهما : سوزان ؟ هذي شجابها ؟
و لكن [ رشـا ] و [ سوزان ] اقتربتا منهم فلم يُجب عليهِ أحد ، و لكن موقف [ سوزان ] كان شبيهاً تماماً لموقف [ مُراد ] !
فقال [ أحمد ] : مُراد ،
لِتقاطعهُ [ رشـا ] : ربيعك الي كنت تكلمنا عنه ؟
هزَّ [ أحمد ] رأسه بالإيجاب .
كان [ مُراد ] سعيداً لرؤيتها ، فقد أصبحت [ رشـا ] أكثر عفويةً و مرحاً ، لم تعد تبدو عليها نظرات البؤس أو الحزن !
لِتقول [ سوزان ] : شجابك انت ؟
ليرد عليها [ مُراد ] : انتِ الي شجابك ؟
لِتقول [ رشـا ] باستغراب : سوزان تعرفيه ؟
لتقول [ سوزان ] : كان يدرس معي قبل كم سنة .
لتردف : رشـا اختي .
وقعَ أثر هذهِ الجملة على [ مراد ] كالصاعقة ، لينقل بصرهُ إلى [ ميًّادة ] و [ أحمد ] و اللذان بدورهما أكًّدا قول [ سوزان ] بتحريك رأسيهما فقط ! .
في الحقيقة كان ينتابُ [ رشا ] شعورٌ لم تستطع تفسيره ، فهي منذ أن فقدت ذاكرتها لم ينتابها مثل هذا الشعور أبداً .. كانت تحس بأنها التقت هذا الذي يُدعى [ مُراد ] من قبل ، تحس أنه قريب رغم أنه في الحقيقة بعيد .. و بعد جلسةٍ شِبه طويلة مليئةٍ بأحاديث َ كثيرةٍ و متنوعة ، لم يكن [ مُراد ] يفكر إلا في طريقةٍ لتتذكرهُ [ رشا ] مع أن هذا الشيء مستحيل ، فقد طوت [ رشا ] أوراق الماضي للأبد ! ، و بعد أن انصرفوا الثلاثة [ مراد ، أحمد ، ميادة ] ، قالت [ رشـا ] لِـ [ سوزان ] :
أحس إني شفت هذا الانسان قبل .
ابتسمت [ سوزان ] بألم : ما أعتقد .
لم تزِد [ رشـا ] كلمة أخرى لأنها تعلم أنه لن يصدقها أحد .. لكنها تصدقُ قلبها الذي يقول ُ لها أنها قد سبق و قابلت [ مراد ] في مكانٍ ما .

تمرُ الأيام و تتقاطر الأشهر و لا يزالُ [ مراد ] يحاول تذكير [ رشـا ] بهِ ، و لكن بدون أيَّة فائدة ! ، و حين أرخى [ مُراد ] آمالهُ و أحلامه و قطعها تماماً ، تأتي [ ميّادة ] التي كانت تلومهُ و تجعلهُ السبب في كل ما حدث ! ، لتقول له :
رح أساعدك ، رح أحاول أذكر رشا مع انني متأكده انه مافي فايدة ، بس اعرف انه هالشي عشان رشا ، ما عشانك .



،

أستودعكُم الله الذي لا تضيعُ ودائعه .
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين .
| لا أحلل نقل الرواية دون ذكر اسمي | .




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-16, 09:22 AM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله ،
لا تشغلكم عن الصلاة و ذكر الله .


الغيمة الرابعة :
حبة المطر الثانية :


تمرُ الأيام و الأشهر و تنتهي ، و في الخامس عشر من شهر فبراير لعامِ ألفين و ثلاثة عشر ، و الذي كان يوماً ماطراً ، كانَ [ مُراد ] مستلقٍ على سريرهِ و عيناهُ مُرتكزتانِ على السقفِ ، في الحقيقة بعد كل ما حدثَ في الأمس يعتقدُ أنهُ فقد كل أملٍ قد يعيدُ له [ رشا ] ، و لكنه في ذاتِ الوقت نادم لأنهُ لم يفعل شيئاً حين طلبت عائلة [ رشـا ] منهُ الانفصال سوا الانفصال ! ، فلو أنه تخلى عن كبريائهِ سراً و حاول معرفةَ السبب ، لكان قد فعل شيئاً بكل تأكيد ، و في ذات الوقتِ كان يعتقدُ أن [ رشا ] فقدت ذاكرتها بسبب صدمة نفسية و ليس بسبب إصابة في الرأس كما هو الواقع ، لأنها لو فقدتها بسبب صدمةٍ نفسية لكان من السهلِ عليها استعادةُ ذاكرتها عن طريقِ المكان و الأشخاص كما يظن هو .. وقفَ [ مُراد ] بالقربِ من النافذة يراقب الغيوم الماطرة التي تشبه قزحيتي عينيّ [ رشا ] حين تذكر كل ما حصل بالأمس و ابتسم بسخريةٍ على نفسه :
كان الجميعُ قد اتفقوا على اللقاء في مكانٍ قريب لطالما التقوا فيهِ خلال كل هذه الأشهر ، و لكن اليوم الأمر مُختلف لأن [ سوزان ] من طلبت منهم ذلك و قد جاءت دون [ رشا ] ، و لكنها جاءت بصُحبةِ [ حور ] التي لم يروها سوى مراتٍ عديدة تُحسب على أصابع اليدِ الواحدة ، كانت علاماتُ الاستياءِ ظاهرةً على كل ٍ من [ حور ] و [ سوزان ] حين قالت [ سوزان ] :
رشا رح تتزوج ! .
انتقلت أنظار الثلاثةِ [ مُراد ، أحمد ، ميّادة ] إليها و هي مفتوحةٌ بأكملها ، ففي الحقيقةِ ما سمعوهُ كان صدمةً بالنسبةِ لهم .. رشا ستتزوج ؟
ميّادة : أنتِ أكيد تمزحي ؟
سوزان : و هالشي ينمزح فيه ؟
حُور : هذي الحقيقة ! ، و بنفس الوقت عرسها الأسبوع الجاي .
أحمد بصدمة : الأسبوع الجاي ؟ بهالسرعة ؟
حُور : أنا بعد انصدمت ، ليش بهالسرعة ؟ مع انها ما كانت تعرفه و لا شي .
ميّادة : عادي .. نقدر نعتبره زواج تقليدي ، بس شالحل ؟
كانَ الجميع لا يريدُ من [ رشا ] أن تتزوج من هذا الشخص .. لا أحد يريد لأجلها و لأجل [ مُراد ] ، مع أن [ مُراد ] هو الشخص الذي يملك رغبةً أكبر لمنع هذا الزواج إلا أنه لم يتحدث و لم ينطق بأيًّة كلمة إلَّا حين ذهب الجميع و لم يبقى أحد سوى [ حور ] لأنها في الحقيقةِ كانت تُريد التحدث إليه .
حور : صدقني أنا حاولت أمنعها بس ما قدرت ، هي مقتنعة ! .
مُراد : إلي رح تتزوجه من هنا ؟ و لا رح ترجعوا الخليج ؟
حُور : لا ، أهله كلهم هنا .. أصلاً خالتي ما رضت ترجع و مراد ما رضى يرجع إلا عشان رشـا .. كلهم رجعوا لعمي مع انه بصراحة دمر حياتهم عشانها ، بس أنا و خالتي رح نرجع أول ما تتزوج رشـا .
صمتت قليلاً ثم أردفت : قلت كل هذا ، لأنني أعرف انك مستغرب ليش رجعت رشا لأبوها و من هالكلام ، و اذا تبغى تعرف كيف عرف أبوها رح أخبرك ، عرف لأنه من زمان ما تركهم و كان يراقبهم من بعيد لبعيد ! .
مُراد : هذا الشي ما يهمني بهالوقت ، بس خلاص رشا راحت و ما أقدر ارجعها .
عاد [ مُراد ] بذاكرتهِ على صوتِ البرق ، كان يفكر للرجوعِ للمنزل فلو أن [ رشا ] ستتزوج و تكمل حياتها ، فلماذا يبقى هو هنا؟ ، فقد تعب من كل ما قد جرى له ، لكن حبل أفكارهِ انقطع للمرةِ الثانية بعد دقائق حين اتصل أخوهُ [ فراس ] و كانتِ الأجواء قد هدئت ! .
فراس : شصار عليك ؟
مُراد : ما صار شي مهم ، خلاص هي راحت و ما رح ترجع .
انصدم [ فراس ] و ظنَّ شيئاً آخر مخالفاً لمقصد [ مراد ] ليقول بأسى : الله يرحمها .
ضحك [ مراد ] مع أنه لا رغبةَ له بالضحك ، لكن ردة فعل [ فراس ] أضحكته : بسم الله عليها ما ماتت .
أردف بجدّية و أسىً ممزوجين : رح تتزوج .
ليصمت و يردف من جديد : واحد غيري .
حاول [ فراس ] بقدرِ المستطاع تخفيف أوجاعِ أخيه حتى يختم جمل المواساةِ بِـ : يومين و أكون عندك .
مُراد : يومين و تكون عندي ؟
فراس : أيوا ،
بعدها أردف بنبرةٍ لم يفهمها [ مُراد ] ءَهي عتاب أم ماذا ؟ : و لما تكون فاضي كلَّم أمي دايماً تسأل عنك .
بعد ما أنهى [ فراس ] المكالمة ، وضعَ [ مراد ] الهاتف في جيبهِ ، و تذكر أمهُ فجأةً و كم هو مقصر في حقها ! ، مع أنها لطالما كانت ورقتهُ الرابحة ، إذا قال والدهُ له لا تدخلت أمهُ لتقنع والده بأيَّة طريقة ، و لطالما كانت سعيدة بأنه سيتزوج ، مع أنه في السابقِ كان يقول لها أنه لن يتزوج أبداً ، و لكن [ رشا ] دخلت حياته لتقلبها رأساً على عقب ، هو يعلم أن حياة أمهُ مملة ، فهي لا تملك إلا هو و [ فراس ] و والدهما مشغولٌ بالعمل و هما كذلك ، و في ذاتِ الوقت قد أكمل [ فراس ] التاسعة و العشرين من عمرهِ قبل أشهر و لا يزال كما هو ، لم يرتبط إلى الآن .. و أما هو فسيكمل بعد أشهر من الآن الـسابعة و العشرين ، فهو يكبر [ رشـا ] بعامين اثنين مع انهما درسا سويّة ، و لكن [ رشـا ] دخلت للدراسة في الصف الأول الابتدائي متقدمة بسنة ! ، حينما هو قد أجَّل سنةً دراسيةً كاملة في الفترةِ التي مرضت فيها أمه ، ليكون بقربها و لا يكون بعيداً عنها ، فلو أن [ رشا ] درست مع من هم في سنها و لو أن والدته لم تمرض ، لربما لما مرّ بما يمر به الآن ، و لكن هذا الكلام غير مفيدٍ الآن ، و في ذاتِ الوقت هو يتسائل ، فقد قضى مع [ رشا ] شهور عدة لكنها إلى الآن لم تتذكره ، و لم تلمح له حتى أنها تتذكره ! .

،

في الجانبِ الآخر من المدينة ، كانت [ رشا ] جالسةً على طرفِ الغرفة و هي تمسك رأسها بكلتا يديها ، الصداعُ يغزو رأسها و ترى صوراً مشوشة كالعادة في هذه الـ6 أشهر ، بعد فقدانها لذاكرتها ! ، ترى مُراد .. ميّادة .. أحمد بكثرة ، تراهم أكثر من الجميع ، لكنها لم ترى أختها [ سوزان ] سوى مرتين اثنتين ، و لم ترى والدها أبداً .. كانت تحس بمشاعر غريبة منذ أن رأت ذاك الشاب المدعو [ مُراد ] لكنها الآن تعتقد ُ أنهُ قد كان جُزءاً من ماضيها الذي فقدته ، و في ذات الوقت الصُداع يزداد و صورٌ مشوشةٌ عديدة تزور ذاكرتها و ترحل سريعاً و هي لا تستطيع سوى أن تتألم .. و مع شدةِ الألم أصبحت تُبعثر الأشياء الموضوعةَ فوق تسريحتها و طاولتها المكتبيةِ و تصرخُ أحياناً ! ، فقد كانت [ رشا ] تعاني من هذا الصداع و الذكريات المشوشة على فتراتٍ متباعدة طوالَ هذهِ الأشهر الستة .
في الجانبِ الآخر من المنزل كانت [ سوزان ] تجلسُ في حديقةِ المنزل أو كما يسمى الفناء الخارجي للمنزل ، كانت تفكرُ في أنها لم تكن بذلك السوء الذي يجعلها تقتل أحداً من أجل مسابقةٍ غبية لا تعنيها بتاتاً و لكن وُجب عليها التمثيل ، صحيحٌ أنها لم تكن تعرف أن [ رشا ] اختها و لكنها في ذات الوقت حتى لو كانت تعلم ، لما تغيّر شيء ! ، فلطالما حاولت أن تفعل شيئاً حسناً لِـ[ رشا ] ، فلطالما عاشت وحيدةً مع والدها دون أم أو أخت أو أخ .. لذا أرسلت مذكرة [ رشا ] التي وجدتها بين أشياءها لِـ [ مُراد ] ! .. قطع حبل تفكيرها ، صوتُ أخيها [ مُراد ] : أختي الجميلة .
نظرت إليه [ سوزان ] : انقلع .
ليرد عليها : الحياة غريبة ياخي .. صح ؟
نظرت للفراغ الذي أمامها دون أن تلتفتَ إليه : واجد ، لدرجة إني ما توقعت بيوم من الأيام انه واحد نفسك يطلع أخوي .
ليردَ عليها بذاتِ النبرةِ التي تكلمت بها : و لا أنا توقعت انه وحدة مثلك تطلع اختي .. المهم كم عمرك بهذا الوقت ؟
سوزان رمقته بنظرةٍ بعدها أجابت : 22 .. خير ؟
مُراد يقول بعد تفكير : 5 سنوات ! .
لتردَ عليه بدون أي انفعال مع انها فهمت مقصده : و انت أعتقد .. أمم 6 صح ؟
بعدها أردفت بنبرةٍ شبه حازمة : هذا الشي ما عاد يهم ، أهم شي أمك و البقية يروحوا من هنا بأسرع وقت .
مُراد : حتى أبوي .. و ربعك ، لازم كلهم يروحوا من هنا .
في الحقيقةِ علاقةُ [ سوزان ] بأخيها [ مُراد ] ليست متوترةً أو غير قوية .. هي قويةٌ فعلاً و لكن الاثنانِ يرفضان الاعتراف بالطرفِ الآخر كأخٍ .. أو بشكلٍ عام كقريب .. لماذا ؟!

،

بعد يومين تماماً .. يسمعُ [ مُراد ] الذي كان جالساً يتأملُ الفراغَ بيأسٍ صوت الجرس ، ليفتح الباب ، فتفاجأ حين رأى أنهُ [ فراس ] ، ليقول : ما خبرتني كنت رح أجي المطار .
ليرد عليه [ فراس ] : ما لازم ، و لا تستغرب كيف عرفت عنوانك ا..
قاطعهُ [ مُراد ] : أيوا .. الله يخلي أحمد .
ليضحك [ فراس ] و تتضحَ غمازةُ وجنتهِ اليمنى ، ليقول [ مُراد ] : ادخل ، و لا تبغى تجلس قدام الباب ؟
بعد أن دخل [ فراس ] قال : حالتك صعبة ، لا تخاف إلي سويته بآخر شهرين ما بيروح ببلاش .
التفتَ إليه [ مُراد ] و الحيرةُ ظاهرةٌ على وجهه : إلي عرفته إنه أول 6 شهور بعد ما يفقد الانسان ذاكرته هي أهم فترة ، و أحسن فترة ليتذكر .
هزَّ [ مُراد ] رأسه بالإيجاب بمعنى أنه فهم ، و قد اشتعلتَ جذلةُ نور في قلبه ! .

،

في ذاتِ الوقت ، في أحد المتنزهات القريبة ، كانت [ ميّادة ] تجلس لوحدها مُنتظرةً [ رشا ] ، ظلَّت تراقب ساعتها ، فقد تأخرت [ رشا ] لربع ساعة ! .. بعد دقائق جاءت :
رشا : تأخرت ؟
أجابت [ ميّادة ] : لا .
قالت [ رشا ] بنبرةٍ جادة : ميّادة ، اوعديني انك ما رح تكذبي عليّ؟
ركزّت [ ميادة ] عينيها المليئتين بالاستغراب على [ رشا ] : صاير شي ؟
أعادت [ رشا ] كلماتها بنفس النبرةِ الجادة .. لا بل أكثر جديّة : اوعديني انتي .
قالت [ ميّادة ] بعد تفكيرٍ عميق و تردد واضح : أوكيه ، أوعدِك .
لتقول [ رشا ] : أنا أعرف انك تعرفيني من كم سنة ، مُراد .. كان بحياتي صح ؟ يعني كنت اعرفه من قبل لا أفقد ذاكرتي .
ظلّت [ ميادة ] صامتةً دون أن تنطق بحرفٍ واحد ، لِتردف [ رشا ] :
من أول مرة شفته فيها و أنا حاسة بشي غريب ، شعور ما قدرت أفسره ، بس ميّادة انتِ أكيد تعرفي .. صح ؟
بعد تفكيرٍ دام للدقائق و توترٍ بدا واضحاً على وجهِ [ ميّادة ] قالت باقتضاب : صح .
لتقول [ رشا ] : من كان ؟
قالت [ ميّادة ] باختصار : واحد كان يدرس معنا ، علاقتك فيه نفس علاقتك بأحمد .
لتقول [ رشا ] : لا هو أكثر من كذا .
لتقول [ ميّادة ] و هي تقف و تتحاشى النظر لعينيّ [ رشا ] و تنظر لساعتها : تعالي لنفس هالمكان الساعة 6 .
و انصرفت تاركةً [ رشا ] في حيرة ، و لكنها كل ما حاولت تذكر من يكون هذا الانسان تحس بألامٍ في الرأس .. لكنها واثقة أن له مكانةً كبيرة في قلبها ، هي واثقة حتى لو لم يخبرها أحد .. فهي صحيحٌ أنها لا تعرف صلته بها في الماضي ، لكن قلبها يخبرها انها تعرفه ، و أن هنالك شيئاً قد حدثَ بينهما .. و يستحيل ُ أن تكذب عاطفتها ! .

،

بعد أن رحلت [ ميّادة ] من المتنزة ، توجهت حيثُ يقطنُ [ مُراد ] ، هي تفعلُ كل هذا الآن كي لا تحسَ بتأنيبِ الضمير لاحقاً ! .. فهي لا تريدُ أن تكون سببَ تفريق أحد ! .. لذا طرقتِ الجرس مرةً واحدة ، و بعد لحظةِ صمتٍ طويلة ، فتح أحدهم الباب ، لتقول [ ميّادة ] : عطيني مذكرة رشا و لا تسأل ليش .
ظلَّ [ فراس ] ينظرُ إليها طويلاً .. لتقول له [ ميّادة ] : مضيع شي بوجهي ؟
لتردف بعدها : مُراد .. جنيّت ؟
لتسمع صوتَ [ مُراد ] الذي وقف خلف [ فراس ] ، فلم تكن [ ميادة ] تعرف شكل [ فراس ] و ظنّت أنه [ مراد ] فالشبه بينهما كبير : من عند الباب ؟
أول ما رأى [ مراد ] الواقف أمام الباب : ميّادة ؟!
لتقول له دون مبالاةٍ لِـ [ فراس ] : عطيني مذكرة رشا و لا تسأل ليش .
علم [ مُراد ] أن [ ميّادة ] تفعل هذا لتساعده ، فما بدت ذات أسلوبٍ مستفز و عصبي إلا أنها في أعماقها طيبة ، ليذهبَ [ مُراد ] و يعطيها لِـ [ ميّادة ] التي حين استلمتها ذهبت دون أن تنطق بأي حرف ، طوالَ الطريق كانت تفكر ما إن كان ما ستقوم به سيصلحُ الأمور أم يفسدها ، نظرت لساعتها و التي كان عقربها الصغير يشير للخامسة و الكبير للرقم عشرة ، لذا ذهبت فهي تعلم أن [ رشا ] لن تتأخر ، بما أن الموضوع يخص ذاتها القديمة ، و كان ظنًّ [ ميّادة ] صحيحاً فحين وصلت ، كانت [ رشا ] جالسةً على أحد المقاعد ، اقتربت [ ميّادة ] منها و حين وصلت قالت : اقرأي هذي و رح تفهمي كل شي .
بعد تلكَ الجُملة انسحبت [ ميّادة ] دون أيَّةِ كلمةٍ زائدة ! ، فلطالما حذرتهم [ أم رشا ] أنها لا تريد منهم أن يذكروا [ رشا ] بأيٍّ شيءٍ يخصُ ماضيها من أجل مصلحتها ، فَـ [ ميّادة ] تعلم أن [ أم رشا ] تريد مصلحتها و بما أن ماضي [ رشا ] مليءٌ بالآلام و البؤس ، لكن [ ميّادة ] تعرف أن مصلحة [ رشا ] تكمنُ في معرفةِ ماضيها و استعادته ! .

،

بعد سويعاتٍ قليلة ، تماماً بعد أن أنهت [ رشا ] قراءةَ تلكَ المذكرة التي اكتشفت أنها لها في الماضي ، ففي الحقيقة توجدُ فيها الكثير من الألغاز التي لم تستطع حلها ، لكنها عرفت من يكون [ مُراد ] ، و مع كل هذا إلا أن آلام رأسها راودتها من جديد لدرجةِ أنها صارت تصرخُ من الألم ، حتى جاءت [ سوزان ] و رأتها على الأرضِ تمسك رأسها بكلتا يديها : رشا .. رشا صار لك شي ؟ .. رشا !
بعد لحظاتٍ طويلة ، توقف الألم فجأة ! .. و اختفتِ الصور المشوشة و الخيالات التي كانت تزورها كل يومٍ بصحبةِ الصُداع .. لتقول لها [ سوزان ] : ارتاحي انتي الحين ، و أنا برجع بعد شوي .
بعد أن ساعدتها [ سوزان ] على الاستلقاء على السرير ، اطفأت المصابيحَ و خرجت ، و لكن [ رشا ] استيقظت بسرعةٍ حين رأت محتوى آخر رسالةٍ أرسلتها [ ميّادة ] ، لترتدي معطفها فالجو بارد ، و تتسللُ ببطئٍ حتى تخرجَ من الباب ِ الخلفيةِ دون عِلم أحد ، و تمشي لوحدها فِ الشارع متوجهةً لحيثُ يعيشُ [ مُراد ] .
في نفس المنزل .. بعد نصف ساعة ، كانت [ سوزان ] في غُرفتها وسط مجموعةٍ من الصور التي لطالما مقتتها ، فقد وصلتها هذهِ الصورُ قبل أيام ، و بجانبها [ مُراد ] أخاها الذي هو أيضاً بنفس حالتها ، لتقول : ما رح يخلونا و يقطعوا الشر .
لتردف : اعتقد اني خلاص رح أسلم نفسي ! .
ليرمقها [ مُراد ] بنظراتٍ ما بين الغضبِ و الاستغراب : مجنونة انتِ ؟ مجنونة !
كانت تُريد أن تردَ عليه لكن رسالةً من رقمٍ غريب قطعت حديثها و قد كانت بالانكليزية :
[ 90.2s ، استمتعي بالغوصِ في بحر الندم و العيش في سماء المُعاناة ]
فتحت [ سوزان ] كلتا عيّنيها حين رأت نهاية الرسالة :
[ vox 9 ] .
و في ذاتِ الوقت كانت قد وصلت رسالة لِـ [ مُراد ] :
[ 50.20M ، استمتع بالجنازةِ و ارتدِ الأسود و تحمّل نظراتِ اللوم
Vox 9 ] .
لينظر َ [ مراد ] أيضاً لِـ [ سوزان ] و يقولا في وقتٍ واحد : رشا !
ليخرجا في نفس الوقت و هما يجريان لغرفتها التي كانت خالية ، أمسكت [ سوزان ] بشعرها و أعادته للخلف كما تفعل حين تكون متوترة : وين راحت ؟!
التفتت لِـ [ مُراد ] الذي كان قد وقعت عينهُ على المذكرةِ و فهم كل شيء ليخرجَ سريعاً و [ سوزان ] وراءه ، كانا يجريان و قلوبهما تخفق بقلقٍ و خوف ، كانا خائفانِ من أن يحصلَ مكروهٌ لِـ [ رشا ] ، ليقف [ مُراد ] عن الجري حين اتصلت به أمه لِتصدمهُ بصوتها المصدوم البائس ، بِـ : الحق ، اختك ماتت ! .

،
لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين .
اللهم صلِّ على محمد ،
| لا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي | .
أنتظر ردودكم و توقعاتكم فلا تفصلنا عن النهايةِ سوى بضعِ حبات مطر .




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 09:38 AM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



شُكراً لِـ :
Hastony
عاشق مكة .
فيلسوف آخر .
على التقييم .

بسم الله ،
لا تشغلكم عن الصلاة و ذكر الله .


الغيمة الرابعة :
حبة المطر الثالثة :


ليتوقف [ مُراد ] عن الجري حين اتصلت به أمه ، لتصدمهُ بصوتها المصدوم البائس ، بِـ : الحق ، اختك ماتت .
ليصمتَ [ مُراد ] فترةً بعدها يرد بِـ: وين انتوا ؟
تعطيهِ أمه اسم المشفى ، فنزل من الرصيفِ ، ليوقف سيّارة أجرة و يذهب إلى هناك ، و [ سوزان ] وراءهُ و هي لا تعلم أصلاً ما الذي يحدث من حولها لكنها موقنة أن مكروهاً قد أصاب أحداً و تعتقد أنها [ رشا ] .. لتقول : شصاير ؟ .. جاوبني !
ليجيب [ مراد ] : رشا .. رشا ماتت .
اتسعت عيّنا [ سوزان ] لتقوم بفعل حركتها المعتادة إعادة شعرها للوراء بواسطةِ أصابعها النحيلة : سوّاها .. سوّاها الكلب ! .
ليرد [ مُراد ] : رح نتأخر ، ما وقف لنا أحد !
لترد عليهِ [ سوزان ] : خلينا نرجع للبيت و ناخذ سيارتك ، ما في حل غير هذا ! .
أيَّد [ مُراد ] قرار [ سوزان ] ليعوداً جرياً كما قَدِما إلى هنا ! .. و بعد أن وصلا للبيت و توجهها للمشفى ، ذهبا لقسمِ الطوارئ فرأوا [ أمهم ، حور ، ميّادة ، أحمد ، والدهم ] كانت دموعِ الأم تنحدر و بجانبها [ حور ] التي لم تكن أقل منها حالاً ، و [ ميّادة ] و [ أحمد ] الواقفانِ بجانب بعضهما و الحزن و البؤس يملأُ وجهيهما ! ، و الوالدُ كان واقفاً أيضاً و بدا الحزن مرسوماً على وجهه ، بعدهما بدقائق وصل [ مراد ] برفقة [ فراس ] ، ليُصدم [ مُراد ] بمرارةِ الواقع ، كانت الثوانِي و الدقائق تسيرُ ببطئ كَـبطئ سير السلاحف ، كان الجميع بالكادِ يصبر ، كانوا يدعون بدواخلهم أن لا يصيبَ [ رشا ] أي مكروه ! ، مرّت الثواني و الساعات .. نظرت [ سوزان ] لِساعتها و كان العقربُ الصغير يشيرُ للرقم 10 و الكبير لِـ الرقم 11 .. تبقّت 5 دقائق و يكتملُ على وجودهِم هنا ساعتين ! .. كان [ مُراد ] بارداً ، هادئ الملامحَ من ظاهره ، و لكنّ باطنه عكس ذلك تماماً ، فهناك براكين تتفجر بداخله ، و حالهُ مُشابهٌ لِحال [ ميّادة ، أحمد ، مُراد الآخر ، سوزان و والدها ] ، بعكسِ [ حور ] و خالتها اللائي لم يكن باستطاعتهن تحملُ هذا و كبته في دواخلهن ! ، بعد لحظاتٍ فقط خرجَ الطبيب حينها ، فمن كان جالساً وقف على رجليه و لو لم يكن بمقدوره ! و من كان متكئاً ، قوّم نفسه ، الجميع عيونهم مرتكزة عليهِ و هي تحملُ أمنيةً واحدة أن تكون [ رشا ] بخير ، وضعَ الطبيبُ يدهُ على والدِ [ رشا ] و هو الأقرب إليه ، ليقول : أنا آسف ، لم نتمكن من انقاذها .. نزلت كلماته كالصاعقةِ على آذانِ الجميع ، فتغايرتُ ردات الفعل ، فهمنهم من انهارَ في مكانه و منهم من جَمَد و لم يستطع الحركة و منهم من انسحب بهدوء ليتعامل مع حزنهِ كما يشاء بعيداً عن الأحزان .
و في الوقتِ الذي كان من المُفترضِ أن يعود فيه الجميعُ أدراجهم ، فمراسمُ الدفن ستكون غداً ، أوقفت إحدى الممرضات [ سوزان ] التي كانت تُخفي دموعها محاولةً كبح نفسها كي لا يراها أحد ، حين قالت لها : ميّادة ؟
لم تتكلف [ سوزان ] بسألها لماذا و كيف عرفتِ و غيرها من الأسئلة ، فقط أشرت على [ ميّادة ] ، و همَّت بالرحيل فهذا لا يعنيها .
فابتعدتُ الممرضةُ و برفقتها [ ميّادة ] لتقفا في أحد الزوايا ، قالت الممرضة : انتِ ميادة ؟
حركت [ ميادة ] رأسها بِالإيجاب .
لتقول لها : كانت المريضةُ تتمتمُ بكلماتٍ غريبةٍ و منها اسمكِ .
ظلَّت [ ميادة ] في صدمة ، كيف و متى قامت [ رشا ] بذلك ! و لكن الأهم الآن ما الذي أرادت [ رشا ] أن تقولهُ لها .. أردفت الممرضة : هذا فقط ما أردت اخباركِ إياه ، و هذا رقمُ الطبيب فهو على معرفةٍ أكبر بالكلمات .. حدَّثيهِ في أي وقت .
رحلت [ الممرضة ] و ظلَّت [ ميَادة ] غارقةً في بحر تعجبها و استغرابها ، ما الذي يحصلُ من حولها ! ، ظلَّت تتفحص الزوايا العُليا للجدران لتتأكد أنها ليست ممثلةً في دراما ! أو ضحيةً لأحد الكاميرات الخفيّة .

،

بعد اسبوع :

منذُ أن أُعلن موت [ رشا ] و [ مُراد ] بهذه الحالة ، لا يخرج ، لا يتحدث ، مكتئبٌ و يحبسُ نفسه في تلكَ الغُرفةِ و يبكي على الأطلال ! ، كان يتذكر الماضي من أول يومٍ جمعه بِـ [ رشا ] حتى آخر يومٍ ! .. كان يريدُ الانتحارَ و اللحاق بها ، نعم .. كان يريدُ التخلص من حياته ، لكن دخول [ فراس ] المُفاجئ أثناهُ عن قرارهِ حين قال : لا تقتل نفسك .. يعني انت تتوقع لو كانت [ رشا ] بيننا بهالوقت رح ترضى تشوفك كذا ؟
ظلَّ [ مُراد ] صامتاً و لم يُجب بأيَةِ كلمة ، ليصرخَ عليهِ [ فراس ] : جاوبني !
ليقولَ له [ مُراد ] باقتضاب : لا .
رد [ فراس ] : عيل كون نفس ما المفروض انك تكون ! ، أنا ما أقول لك انسى ، لأنني اعرف انك ما رح تنسى بيوم و ليلة ! .
صمتَ [ فراس ] بعدها أردف : اليوم رح نرجع .. تجهَّز .

في ذاتِ الوقت في الجانب الآخر من المدينة ، كانت [ حور ] و خالتها قد تجهزتا للعودةِ للوطن أيضاً .. فقد قالت [ أم مُراد ] لزوجها بعبارةٍ صريحة أنها لم تكن لتأتي لولا حالةً ابنتها المستعصية و الآن قد رحلت ابنتها و رحل كل شيءٍ معها لذا سترحل هي الأخرى ، و لكن [ مُراد ] ابنها سيظل هنا ، و هي لم تمانع ، كونهُ قد خرجَ بإرادتهِ أيضاً من قبل .

في ذاتِ الوقت أيضاً ، و لكن في مكانٍ مُختلف ، عادت لِـ [ أحمد ] ذكرى مُشابهةٌ لـما حصل لِـ [ مُراد ] أيضاً ، فقبل 5 أو 6 سنوات أحبَّ [ أحمد ] أيضاً ابنةً من بناتِ جيلهِ و لكنها اختفت فجأة ، في ذلك الوقت لم يكن [ أحمد ] ليبدلها بأخرى ، فقد انتظرها لسنتين اثنتين ، حتى يعرف فيما بعد أنها قد كذبت عليه و كانت تستغله ، لا أكثر و لا أقل ! ، و الأمر المثير للاشمئزاز أنها رأته في [ أمريكا ] لتطلبَ منهُ العودة ! ، ليجيبها بالرفض .

،

بعد أيام .. بنيوزلندا ، حيث ُ يمكث [ مُراد ] و اخته [ سوزان ] و والدهما ، كانا [ مُراد ، سوزان ] جالسان في الفناء كعادتهما في آخر الأيام يلومانِ نفسيهما و يقطعهما الندم على ما حصل لِـ [ رشا ] ، فهما يُلقيان كاملَ المسؤوليةِ على نفسيهما ، حين جاءت الخادمة تقول لهما أن والدهما يريدهما .. الاثنانِ معاً .. و كالعادةِ في مثل هذه المواقف ظلَّا يتذكران ما فعلاهُ في آخر الأيام ، و لكن لا شيء سيء .. حينما وصلا ، وضعَ [ مراد ] يدهُ على الباب ، يطرقها بعدها دخل هو و [ سوزان ] وراءه ، ليريا والدهما يعطيهما ظهره ، و ما إن دخلا حتى التفَ لجهتهما و قال :
90.2s و 50.20M .
اتسعت مقلتي [ سوزان ] و [ مُراد ] أيضاً حين سمعا اسماءهما الوهمية من فمِ والدهِما ، ليردف والدهما بنبرةٍ غضب و صوته عالٍ : هو هذا الي قدرتوا تسووه ؟ داخلين عصابات ؟ ما حصلتوا شي ثاني تسووه ؟ .. لا و بعد الشيخة سوزان داخله و عمرها 17 و الأستاذ الثاني 22 .. مجانين انتوا ؟
ليصرخَ عليهم أكثر : مجانين ؟ .. شفتوا شاللي صار باختكم ؟
ردّ [ مُراد ] بوقاحة لم يكن يحق له التحدث بها مع والده : انت المفروض آخر واحد تتكلم و تحاسبنا .. ما انت بعد هجرتنا عشان صفقة مخدرات توّرطت فيها ؟ أنا أعرف انك تورطت فيها و أساساً ما كان لك دخل فيها ، بس بعدها انجبرت تشتغل كم سنة مع العصابات لحد ما لقيت فرصة و شردت منهم ! .. ترا وضعنا نفس وضعك ، احنا ما رحنا نركض لهم .. سحبونا لعندهم نفس ما سحبوك .
ظلَّ [ الأب ] يرمق [ مُراد ] بنظرات استغرابٍ و غضب في آنٍ واحد .. لتردف [ سوزان ] على كلام أخيها : هددونا فيك ! .. لو ما دخلنا كنت انت رح تنقتل ! .. و لنا سنة طالعين من كل هذا ، بس همه رح يظلوا ورانا لحد مَ نموت ! .
أجابَ الوالد ببرود : تجهّزوا لتطلعوا من هنا بأقرب وقت .. و خذوا معكم ربعكم الـ2 .
ما إن أنهى جملته حتى مد لهم بيده صورةً ، كانت صورة تجمع [ مُراد و اخته ، ميادة ، أحمد ] و عليها علامةُ كتلكَ العلامة التي تظهر حين تصوّب على أحدهم باستخدام بندقية أو ما شابهها من أسلحة .

،،

بـــــــــــــــعــــــــ ـد ســــــــــــــــــــنـــ ـــــة :

طوالَ هذهِ السنة التي مرَّت ، حاول الجميعُ مُساعدةَ [ مُراد ] و تخفيفِ الألم الذي يحس به ، صحيح أنهُ ليسَ الوحيدَ الذي يعاني و جميعهم أيضاً لكنهم يعلمون أنهُ لطالما أحبَّ [ رشا ] ، و كم كان سعيداً حين خطبها ، و كم كُسِر حين ألغت [ رشا ] تلكَ الخطوبة بسبب السحر الذي أُصيبت بِه ، و ما زادَ الطينَ بلةً هو فِقدانُ [ رشا ] لذاكرتها ، ليمضي [ مُراد ] طوال هذهِ السنة مُنعزلاً .. منطوياً ، بعيداً حتى عن أقربِ الناس إليه ، فلقد كانت كمية القهر التي تملأ قلبهُ لا يُحسد عليها أبداً ! ، و في ذاتِ الوقت استطاع والد [ رشا ] إخراج [ سوزان ] و [ مُراد ] و إرجاعِهما إلى أرض الوطنِ لمنزل والدةِ [ رشا ] التي في البدايةِ تعاملت معهما برسميةٍ كونهما قد عاشا في كنفِ والدهِما ! ، و لكنَّ مع الأيام قد حنَّ قلبها عليهما ، خصوصاً على [ سوزان ] تلك التي عاشت بدون أمٍ و أخوة ، و في ذاتِ الوقتِ فقد انسجمت [ حور ] مع [ سوزان ] في وقتٍ قصير .. و أيضاً قد بذل [ مُراد ] أقصى جُهدهِ ليكون صالحاً و أن يعوَّض أمهُ عن تلك الأيام ، و أما بالنسبةِ لِـ [ أحمد ] و [ ميّادة ] اللذان هما أبناءُ خالةٍ و أخوة من الرضاعةِ فقد ذهبوا لِـ أمريكا كونهما يملكانِ أقارباً من طرفِ والدتهم هناك ، و في ذاتِ الوقت فقد كانا يريدان إكمال تعليمهما ! ، فحب التعليم يجري في عُروقهما ! ، و في ذاتِ الوقت فأحمد يهربُ من شيءٍ ما بهذهِ الدراسة .

،

في منزلِ [ مُراد ] الكبيرِ ، كان جالساً في مرسمهِ الخاص ، يحاولُ رسمَ صورةٍ لِـ [ رشا ] باستخدامِ آخر ذكرياتٍ له ُ معها ، فهو إلى الآن لم يعلم أن [ رشا ] قبل أن تموت كانت متوجهةً إليه ، قطعت أمهُ حبلَ أفكارهِ حين دخلت ، لتقول : مُراد !
ليلتفت إليها دون أيَّةِ كلمة ، لِتردف : مُراد .. حالتك كذا ما عاجبتني ، أنا تفهمت وضعك و سكتت عنك هالسنة و السنتين الي قبلها ..
صمتت لِتكملَ بنبرةٍ حانيةٍ مكسورةٍ من الحزن : مُراد يا ولدي ، اطلع من هذا القفص إلي دخلت فيه .. أنا عندي حل و ما رح أرضى عليك طول حياتي لو رفضت ! .
و لأولِ مرةٍ ينطقُ [ مُراد ] منذ أن دخلت أمه : ويش ؟
لِتقول له : تزوج ! .. قلت لك ما رح أرضى عليك لو رفضت .
ليقول لها بنبرةٍ بائسة كسيرة : أوكيه ! .
فهو لا يريدُ أن يخسر أمهُ مثلما خسِر [ رشا ] من قبل ! .


،
لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين .
اللهم صلِّ على محمد ،
| لا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي | .
أنتظر ردودكم و توقعاتكم فلا تفصلنا عن النهايةِ سوى بضعِ حباتِ مطر .
+|| حبَّة المطر القادمة ستكون يوم الثلاثاء أو الأربعاء و بإذن الله أن تكون طويلة و مُرضية .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-16, 07:47 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

أهـلاً ،
قد يتعجب الجميع لماذا أنزلتُ حبة المطر اليوم بدلاً من يوم الثلاثاءِ أو الأربعاء ، و لكنني واجهتُ ظروفاً فجأة ستجعلني أنقطع لأكثر من أسبوعين تقريباً ! ، لذا اضطررت لتغيير خطتي في إنزالِ حباتِ المطرِ ، لذا قررت وضعَ حبة المطر هذهِ اليوم و الأخيرة يوم الخميس على الساعة الواحدة صباحاً إن شاء الله بتوقيتِ مكة ، لذا أتمنى أن أرى بصمة أولئك المختبئين وراءَ الكواليس .

بسم الله ،
لا تشغلكم عن الصلاة و ذكر الله .


الغيمة الرابعة :
حبة المطر الرابعة :
| قبل الأخيرة | .


لِتقول له : تزوج ! .. قلت لك ما رح أرضى عليك لو رفضت .
ليقول لها بنبرةٍ بائسة كسيرة : أوكيه ! .
فهو لا يريدُ أن يخسر أمهُ مثلما خسِر [ رشا ] من قبل ! .
لِيردف بعد موافقته : بس أول شي بروح بهذي الـثلاثة أسابيع أمريكا ! .
لتظهرَ علاماتُ الضيق على وجهِ أمه ، ليردف قبل أن ترفض : بعدها انتِ سوي إلي قلتيه ما رح أعترض .
لتبتسم له و تقول : أوكيه بس ظلّ أسبوع واحد ما ثلاثة .
ليحرك رأسهُ موافقاً بيأس ! بعدها خرج [ مُراد ] من مرسمهِ عائداً إلى غرفته ، ليبحث عن هاتفهِ و يخبر أحمد أنه سيأتي بعد يومين على الأغلب ! .

،

بعد أيـام و أخيراً بعد أن وصل [ مُراد ] إلى أمريكا ، التقى بِـ [ أحمد ] بما أنهما سيعيشان معاً و هذا ما استغربه [ مُراد ] ، ليقول : عيل وين ميّادة ؟!
لِيرد [ أحمد ] : من لما جينا و هي عايشة مع بنت خالتي .
حرك [ مُراد ] رأسه بِـ الإيجاب بمعنى أنه فهم ، ليخرجا خارجَ المطار و يتوجهانِ لِسيارة سوداء َ مركونةٍ في مواقفِ المطار ، و بعد أن صعدا ، قال [ أحمد ] : سيّارة ميّادة ! .
ليبتسم [ مُراد ] : و أخيراً حصلت الرخصة .
ليبتسم [ أحمد ] في ذاتِ الوقت : محصلة رقم قياسي في الرسوب في اختبار السواقـة ! .
و مضى الوقت و [ أحمد ] يحاول فتح مواضيعٍ شتى لِـ [ مُراد ] ، و [ مراد ] بالفعل قد تفاعل مع [ أحمد ] ! ، فهو يحاول تناسي موضوع زواجهِ شبه الإجباري ، لِيقف [ أحمد ] فجأةً على جانبِ الطريق ، ليسأله [ مُراد ] بِقلق : أحمد شفيك ؟
ليجيب [ أحمد ] بابتسامةٍ كعادته حتى و لو كان في وسطِ آلامه ! : صار لي صداع فجأة ! ، بس ثواني و يروح .
ليقول له [ مُراد ] : أول مرة ؟
ليحرك أحمد رأسه بِـالنفي و يردف بالقول : بس عادي ، هذا لأني صرت ما أنام زين بآخر فترة .
نظر إليه [ مُراد ] بشك : متأكد ؟
أحمد : أيوا .
نزع [ مُراد ] حزتمه و قال قبل أن يفتح الباب : انزل ، أنا بسوق .
ليتبادلا الأماكن ليزور عقل [ مُراد ] طيف [ رشا ] فجأةً و هي تناديهِ بِـ " الشوفير ! " ليبتسم و يشعرَ بالحزنِ في وقت واحد ، و يدعو في جوفهِ لها بالرحمة و المغفرة ، [ مُراد ] يعلم أنه لا يجب أن ينسى [ رشا ] و لكن في ذات الوقت عليهِ إخفاء حُزنهِ و كبح نفسهِ عن إظهار هذا الحزن أمام من هم قريبون منه ! ، فطوالَ هذهِ السنةِ بعد وفاةِ [ رشا ] قد أتعب و أقلق كل من حوله و بالأخص والديه و أخاه ! و في ذاتِ الوقت [ أحمد ] و [ ميّادة ] اللذين بالرغم من بعدهما المكاني عنه إلا أنهما حوله بقلوبهما ! ، في الحقيقة [ مُراد ] يشكر الله دائماً لأنهُ رزقه أصدقاء بنكهةٍ أخوية كهؤلاء الاثنان ، بعدها بدقائق أوقف [ مُراد ] السيارةَ في أحد المواقف لينزلا لمكان سكنهما و طبعاً كان ذلك بعد أن تلقى تعليماتِ [ أحمد ] .. و بعد أن دخلا للشقةِ التي سيعيشان فيها ، ذهب [ مُراد ] ليأخذ قسطاً من الراحة ، في حين أن [ أحمد ] الذي قطَّع الصُداع رأسه جلسَ على الأريكةِ البنيةِ اللون و هو يمكسه بكلتا يديه ، محاولاً تخفيفه .. فقط بعد نصف ساعة اختفى الألم تدريجياً ! .

،

في اليومِ التالي ، في الخليج ِ ، في أحد المستشفيات كانا [ مُراد ] و [ سوزان ] قد خرجا للتو ، و توّجها للسيارةِ ، لتجلس [ سوزان ] على مقعدِ السائق و [ مُراد ] في مقعد الراكب الأمامي ، فهي لن تسمح لِـ [ مُراد ] بالقيادة ، ابتسم [ مُراد ] و هو يقول في داخلهِ أن [ سوزان ] لم تترك هذهِ الخِصلة التي أكتسبتها بسبب عملها في العصابة و هي الأمر و النهي ! ، لِتقول لهُ بعد أن حرّكت السيارةَ و دخلت في الشارعِ العام : عشرين مرة صرت قايلة لك ، لا تكثر من هَـ الحبوب ، أصلاً المفروض ما تقرب صوبها أبد .
لِيقول [ مُراد ] : ما بيدي هالشي ! .
ليصمت قليلاً بعدها يردف و هو يبتسم ابتسامةً بسيطة : تعرفي ؟ بصراحة أنا أحسدك لأنك قدرتِ تتخلي عن الحبوب المنومة بأسبوع بس ! .
لترد عليهِ [ سوزان ] التي كانت تنظر ً للأمام : لأنني تعودت من صغري أحل مشاكلي بشكل واقعي و ابتعد عن هَـ الأشياء .. صح الإحساس بالذنب مقطعنا و الأرق يزورنا كل ليلة ، بس الحل ما الحبوب المنومة .
لتصمت لبرهةٍ بعدها تردفُ : و انت صار خلاص لازم توّدع هَالحبوب تدريجياً ، و أعتقد كلام الدكتور واضح ! .
ليقول لها [ مُراد ] بيأس : إن شاء الله .
ففي الحقيقةِ ظلَّ [ مُراد ] و [ سوزان ] حاملين مسؤوليةَ وفاةِ [ رشا ] لِفترةٍ طويلة لينتهي بهما المطاف بالأرق و الأحلام المزعجة ! ، و مع ذلك فقد تخلت عنها [ سوزان ] بحلولِ أسبوعين بعكس [ مُراد ] الذي لم يستطيع التخلي عنها ! .

،

في ذاتِ الوقت في أمريكا ،
[ مُراد ] يُراقبُ الشوارعَ و البنايات و السيارات و الأشجار من النافذة بِملل ، ففي هذا الوقت [ أحمد ] في الجامعة و [ ميّادة ] كذلك و هو لا يعرفُ أحداً آخر ، زارهُ طيف [ رشا ] من جديد ليبتسم و يقول في داخلهِ أنهما لو تزوّجها قبل ثلاثةِ سنوات ، لكان الآن ربما لديهما طفل يثبت حبهما ! .. نفض [ مُراد ] رأسه من تلك الأفكار ، ففي كل الأحوال ستتغير حياتهُ بعد أسبوع ، فهو في الحقيقةِ لا يريدُ أن يتزوج بطريقةٍ تقليدية ، و في ذاتِ الوقت لا يريد العيش مع انسانةٍ لا يحبها و لو فقط أن أمه إذا أرادت فرض قرارها عليهِ ، عليها هي أيضاً أن تجد لهُ شابةً تُشبه [ رشا ] ، هو وحدهُ لا يدري كيف تجدُها و لكنهُ اذا لم يرتبط بِـ [ رشا ] ، فلا بأس بواحدةٍ تشبهها بما أن النتيجة واحدة و هي الارتباط بأخرى .. نفض [ مُراد ] رأسه مرة أخرى من هذهِ الأفكار التي لا طائل منها ، ليقرر الخروج و الذهابَ لأي مكان ، و ما إن خرجَ من المبنى حتى اصطدمَ بفتاةٍ لِتقولَ له : ما تشوف انت ؟
ليستغرب لكونها حدثته بِالعربية ، و لكنه لا يعطيها بالاً فقط ينصرفُ من أمامها ، فهو لا مِزاج له .. لِمثل هذهِ الأمور التافهة ! ، و ظلَّ عـلى هذهِ الحال يرى أطياف [ رشا ] أكثر من أي وقتٍ مضى ، حتى يعود للمكان الذي يسكن فيهِ و حين وقف أمامَ الباب ليدخل للشقة ، التفت لليمين بعد سماعِ صوتِ ارتطامٍ بالأرض ، ليرى أنها تلك الفتاةُ التي اصطدمَ بها أوقعت بعض الأكياس على الأرض ، ليدير المفتاح و ينزل مقبض الباب و يدخل ، ففي الحقيقةِ قد نال منهُ الملل ! ، لكنهُ قد سيزولُ بعد ساعة تقريباً لأن [ أحمد ] أخبرهُ أنهما سيخرجان و في نفس الوقت ستأتي [ ميّادة ] ، لذا فقد حاول [ مُراد ] كسر ذلك الملل ببرنامجٍ تلفزيوني .. و بعد ساعةٍ و بضع دقائق قد عاد أحمد و خرجا لمكانٍ قريب ، ليلتقيا بعدها بِـ [ ميّادة ] و التي كانت بصحبتها فتاة ببشرةٍ بيضاء و شعرٍ بنيٍ شبهِ فاتح ! ، و حين أمعن [ مُراد ] النظر عرف انها تلكَ الفتاة المجنونة التي صدمتهُ سابقاً ، و هي نفسَ الشيء لِتقول له : انت ؟
لينظر إليها بنظرةِ استخفاف دون أن يرد عليها ! ، ليقول له أحمد : بنت خالتي .. ميرا !
لتنظرَ [ ميرا ] لِـ أحمد و تقول : هو هذا مُراد الي تتكلموا عنه ؟
حرَّك [ أحمد ] رأسهُ بالإيجابِ ، و لم يتكلم [ مُراد ] أو [ ميرا ] عن تلكَ الحادثة التي حدثت ظهر اليوم ، و في ذاتِ الوقت كان [ مُراد ] يتسائل بداخلهِ بضيق ما الذي أدخل هذهِ الشابة المجنونة و غير الناضجة لحياته ! ، ليمضي الجميعُ الوقتَ فالتحدث في الكثير من المواضيع بما أنهم لم يلتقوا منذ فترةٍ طويلة ، ليصلوا عند الخبر الذي صدم [ ميّادة ] و [ أحمد ] ، حين قال [ مُراد ] : أمي تبغى تزوجني ، و ما رح ترضى علي لو قلت لا فقلت لها أوكيه ! .
ليتبادلا [ مُراد ] و [ أحمد ] بعض النظرات بعدها تقول [ ميّادة ] : و الحل ؟
ليرد عليها [ مُراد ] : ما أعرف ! ، تراني قلت لها هـ الثلاثة أسابيع بروح أمريكا بعدها سوي إلي براسك .
ليقول [ أحمد ] بابتسامة : رح يكون كل شي بخير لذاك الوقت .. صدقني ! .
لينظر إليه [ مُراد ] بِـ "نص عين " : إن شاء الله ! .
لتقول [ ميّادة ] : هي هالجملة إلي الأهل يستخدموها غلط " ما رح أرضى عليك " .
لتسودَ لحظةُ صمتٍ على الجميع ، لتكسرهُ [ ميّادة ] لتقول بنبرةِ قلق : أحمد شوف الساعة ورانا بحوث .
لتقف و تردف بِـ: أشوفكم .
قالتها و هي تقصد [ ميرا ] و [ مُراد ] فـ [ أحمد ] قد ذهبَ معها ، ليبقيا الاثنان وحدهما ، ففي الحقيقةِ قد تناسى [ مُراد ] وجودها ! .
لتقول هي : بسألك ، ليش ما تبغى تتزوج يعني ؟!
نظرَ إليها [ مُراد ] بنظرةٍ بعدها يقول : يهمك ؟
في الحقيقةِ في هذا الوقت بالذات تذكر أنه كان يحدث [ رشا ] هكذا بعد أن رآها للمرة ِ الثانيةِ مع [ ميّادة ] لِيردف بعد أن تتكلم [ ميرا ] : أقصد و لا شي مهم ! .. لا تهتمي ! .
قال لها هذا ، فهو لا يريد حكايةَ قصةِ حياتها لها ! ، و في ذات الوقت عدَّل أسلوبهُ معها لأنها ذكرته بِـ [ رشا ] ،
ميرا : أوكيه ! ، عندك جنسية أمريكية ؟!
ليقول لها [ مُراد ] مُتفادياً سؤالها الأحمق ! : أنتِ عمرك كم ؟ ، ما تحسي سوالفك طفولية ؟
لتضحك [ ميرا ] و تقول : 26 ! .
تعجَّب [ مُراد ] من هذهِ الفتاةِ المجنونة فبعد أن حادثها بهذا الأسلوب لا تزال تضحك ، و في ذاتِ الوقت تخبره عن عمرها و حسب ما سمع فالنساء يكرهن سؤالاً كهذا ! .. و لكنها حين قالت 26 تذكر [ مراد ] أن [ رشا ] أيضاً من المفترضِ أن يكونَ عمرها هذهِ السنةَ 26 ، و في ذاتِ الوقت يريد [ مُراد ] قتل [ ميادة ] و [ أحمد ] اللذين تركاهُ مع هذهِ الفتاةِ المجنونة لوحده ! ، فمعظم أحاديثها غبية ! .. قطع حبلَ أفكاره صوت أغنيةٍ ألمانية ! ، ليتعجب أكثر من أمرِ هذه الفتاة التي جعلت نغمة رنين هاتفها أغنية ألمانية ، و حين ردَّت أيضاً تحدثت بالألمانية ! و بعد أن انتهت من المكالمة قالت : لا تستغرب ، أتكلم ألماني لأني كنت عايشه بالنمسا .. أصلاً جنسيتي نمساوية ! .
ليهز رأسهُ بِـ الإيجاب ، فهو أصلاً لم يسألها لتحكي لهً قصةَ حياتها هذهِ ! ، في الحقيقةِ لا يدري [ مُراد ] أنها هذهِ المجنونةَ تحمل كميةً كبيرة من البراءة ! ، لِتقول له فجأة : انت الي ما اعرف من اسمك شوف أي واحد أحـلى ؟
لتمد هاتفها بِاتجاهِ [ مُراد ] و تريهِ صورتين لدفترين اثنين ، لينظر إليها [ مُراد ] و يفتحُ عينيهِ حين رأى دفتراً رمادياً بزخارف بيضاء ، مطابقة تماماً لألوان مذكرة ِ [ رشا ] فقط شكل الزخارفِ مختلف ، ليشجع [ ميرا ] عليه دون أيَّ تردد .
لِتقولَ له بابتسامةٍ : هذا عشان أكتب فيه قصة حياتي ! .
ليبادلها [ مُراد ] بابتسامةٍ : يمكن رح تحتاجي هالذكريات بيوم من الأيام .
لِيردف و هو يضحك : طلع فيك عقل عـيل ! .
لتضحك هي أيضاً : أيوا ، عيل شتحسب انت ؟
لا يدري [ مُراد ] لماذا تأقلم مع هذهِ الفتاةِ بسرعه ، ربما لأن بها شبهاً من [ رشا ] في بعضِ الأشياء ، صحيح أن شكلها مختلفٌ عن [ رشا ] فقط لون شعرها هو المشابه له ! ، ليبتسم [ مُراد ] و هو يظنُ أن القدر أعطاهُ [ رشا ] أخرى جديدة بشكل آخرٍ و بجنسية أخرى ! .. و هذا الذي كان يريدهُ هو ! ، فتاةً تشبه [ رشا ] تلكَ التي سيظل يحبها مع أنهُ في نفسِ الوقت يقول ُ أن هذهِ الفتاة شبه مجنونة ! .

،

بعد أربعةِ أيام ! ..
في الحقيقةِ كسر [ مُراد ] ملله في الأربعةِ الأيام الراحلة بصحبةِ تلكَ الشابة المجنونة [ ميرا ] ، فكَّر [ مُراد ] بأنه قد يحاول اقناعَ والدتهِ بزواجهِ من هذهِ الفتاةِ بدلاً من أن يتزوج فتاةً لا يعرفها ، و لكنهُ في ذاتِ الوقت غير مُقتنع بالزواجِ منها ! ، فهو يجدُ فيها الكثير من الأشياءِ التي تمنعهُ من ذلك ، ففي الحقيقةِ أن عقلها أصغرُ من عمرها ، و من يراها يعطيها عمر الـسابعةَ عشر بسبب هذا العقل الطفولي و غير المبالي ، لذا فقد قرر [ مُراد ] الآن أنه لن يتزوجَ هذهِ الشابةَ أبداً ، ففي الحقيقةِ صحيحٌ أنها تشبهُ [ رشا ] في بعضِ الأشياءِ ، و لكنه لا يستطيع تقبلها .. ضحك [ مُراد ] باستخفافٍ على نفسهِ فمن أصلاً عرض عليهِ الزواجَ منها ! .. قطعَ حبلَ أفكارهِ صوت هاتفهِ ، رفعهُ من على الطاولةِ و هو يقرأ على الواجهة اسم " فراس " ، ليجيب عليه و لم يكد يتحدث إلا أن أتاه صوتُ [ فراس ] فرحاً : رح أتزوجها .
ليقولَ [ مُراد ] : من هي هذي الي رح تتزوجها ؟
ليرد [ فراس ] : حُووووووووووووووور .
قال [ مُراد ] : أوكيه شوي شوي لا تفقع لي طبلتي بهَالصوت ، و أصلاً أنا مستغرب كيف حور رضت بواحد غبي مثلك .
قال [ فراس ] مصطنعاً التعالي : حبيبي احمد ربك أنا أخوك ، نص الناس تتمنى و بعدين هذا يسموه حُب من النظرة الأولى .
ابتسم [ مُراد ] باستخفاف : من النظرة الأولى هآ ؟
لاحظ [ فراس ] تغيّر [ مُراد ] النفسي : لو كنا أرسلناك من البداية عند ربعك ، كنت صرت زين من زمان .
ليبتسم [ مُراد ] : أيوا ! .
و بعد حديثٍ طويل ، أطفأ [ مُراد ] الهاتِف و هو يتذكر حين رأى [ فراس ] [ حور ] لأول مرة ! ، و بعدها أُعجب بها ، و في الحقيقة الآن أدركَ [ مُراد ] أن هذا الذي يُدعى الحب هو أفضل بعد الزواج أي بالطريقةِ التقليدية ، و لكن عائلتهُ منفتحة قليلاً لهذا قد عاش كُل هذهِ القصة ، التي من المستحيل أن يرضى بها المجتمع الخليجي ، و قطعَ حبلَ أفكارهِ من جديد دخولُ [ أحمد ] برفقةِ [ ميّادة ] و صوتُ نغمةِ الرسائل في هاتفهِ من رقمٍ غريب ، ليقرأ المكتوب بِـ الإنجليزية :
" مُراد ، في الحقيقةِ كان اللعبُ عليكَ مُسلياً و التشبهُ بتلكَ التي احببتها كان مسلياً أكثر ، فقد حصلتُ على الأموال التي أريد من وراء غبائك .. ميرا . "
و تذَّكر الرسالة التي وصلتهُ من البنكِ بسحبِ مبلغٍ كبير و قد ظنّ أنه [ فراس ] لذا لم يسأله ، و لكن الآن من الواضحِ أن [ ميرا ] تلك الممثلةُ البارعة للبراءة قد سرقته في غفلةٍ منه ، و قبل أن يمد الهاتف ليُري الرسالةِ لِـ [ أحمد ] و [ ميّادة ] ، قال أحمد : اختفت ميرا ! .
ليمد لهُ [ مُراد ] الهاتف ، لتفتحَ [ ميّادة ] عينيها بأكملهما من الصدمة و [ أحمد ] لا يقلُ عنها صدمةً ! ليقولَ الاثنانِ في ذاتِ الوقتِ : مُستحيل ! .
ليرد [ مُراد ] ببرود : لأنها بنت خالتكم ؟





،
لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين .
اللهم صلِّ على محمد ،
| لا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي | .
أنتظر ردودكم و توقعاتكم فلا تفصلنا عن النهايةِ سوى بضعِ حباتِ مطر .
+|| حبَّة المطر االأخيرة ستكون يومَ الخميس على الساعةِ الواحدةِ صباحاً إن شاء الله بتوقيتِ مكة .




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 10:51 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله ،
لا تشغلكم عن الصلاة و ذكر الله .


الغيمة الرابعة :
حبة المطر الخامسة :
| الأخيرة | .



ليمد لهُ [ مُراد ] الهاتف ، لتفتحَ [ ميّادة ] عينيها بأكملهما من الصدمة و [ أحمد ] لا يقلُ صدمةً عنها ! ليقولَ الاثنانِ في ذاتِ الوقتِ : مُستحيل ! .
ليرد [ مُراد ] ببرود : لأنها بنت خالتكم ؟
ليرد [ أحمد ] و [ ميّادة ] في نفسِ الوقـت : لا ، لأنه
قاطعهما صوت انثوي ليس بغريب عنهم : لأنه ميرا هي رشا و رشا هي ميرا ! .
التفت الجميعُ ناحيةَ الصوت ، ليروا [ مُراد ] و [ سوزان ] و لم ينتبهوا لدخولهم لأنهم أصلاً وضعوا الباب مفتوحاً من التوتر و الخوف على اختفاءِ [ ميرا ] أو بالأصح [ رشا ] ! .
قال [ مُراد ] : شهذي الدراما إلي صايرة ؟
قالت [ سوزان ] : اسأل الآنسة ميّادة و السيد أحمد .
ليلتفت [ مُراد ] إليهم ، و تقول [ ميّادة ] موّجهةً حديثها لِـ [ سوزان ] : و انتِ كيف عرفتي ؟!
ابتسمت [ سوزان ] ، ليجيب اخاها [ مُراد ] : لا تستخفي بانسانة كانت رح تورث مكان vox بعد ما يموت ! .
لتردف [ سوزان ] على كلامه : عصابة لها أكثر من 10 فروع فِ العالم ، شتتوقعي يطلع من المسؤلين عن الفرقة 2 و 3 ! .
ليفتح الثلاثةُ أعينهم حين استوعبوا ما كانت ترمي إليهِ [ سوزان ] و [ مُراد ] الواقف بجانبها و الذي كان يبتسم بِـبرود ، لتقول [ سوزان ] : رح أجاوب على سؤالك إلي هو كيف عرفت ، أولاً طول الـ10 سنوات إلي التحق فيها vox بالعصابة ما سمعت انه واحد من ضحاياه عاش إلا مرة وحدة لإنسان كان حظة جداً حلو ، و رشا هي ثاني وحدة من أصل المئات من الضحايا ، و بعد و لا ضحية له تجلس بالعناية ساعتين ! لأنه مثل ما قلت لكم vox مستحيل أنه يفكر بحياة أحد و لا يتردد يقتل أحد ، و اذا قلنا انه قدر رشا تعيش فَ أوكيه ، بس بعد ما كنت شاكة بالموضوع جات ممرضة تسأل عن ميّادة ، فِ البداية كملت طريقي بعدها رجعت و سمعت كل شي ،
أردفت و هي تقلد الممرضة : المريضة تمتمت بكلمات قبل وفاتها ،
عادت لِصوتها الطبيعي و أكملت : و هذي الجملة خلتني أشك أكثر لأنه مثل ما قلت هَـ الانسان حيوان بمعنى الكلمة ! ، بعدها بنفس الوقت إلي انتوا الاثنين كنتوا رايحين فيه على أمريكا مثل ما تقولوا ! ، انسحب مبلغ كبير من الحساب إلي أبوي كان مخصصه لِـ رشا و اللي ما كان حد يقدر يسحب منه إلا هي و أنا كوني مسؤولة عن هالأشياء و طبعاً هي ما تعرف هالشي فإذا ما كنت أنا إلي سحبت من رح يكون ؟ أكيد رشا ، و بعدها توضح لي انه هالمبلغ الكبير كان لحتى تشتري جنسية بعد ما غيرت شكلها بسبب عمليات التجميل و الي سوتها لأنه وجهها تشوّه بالحادث ! ، و تعلمت الألمانية بمعهد xxxx* إلي ما يبعد عن مكانهم هذا إلا بكم كيلو ! .
قاطعتها [ ميَّادة ] و هي تصرخ : أنتِ من ؟ و كيف تعرفي كل هذا ؟
في هذا الوقت الذي أجاب هو [ مُراد ] : لا تسألي اسألة قلنا اجابتها قبل ، و الطبيب الي قدرت رشا تقنعه يكذب على الكل ، بطريقتنا خليناه يعترف ! .
أردفت [ سوزان ] على كلامِ أخيها : بس أسألكم سؤال ، متوقعين انه عصابة مثل هذي ؟ رح ينضحك عليها بتغيير الأشكال و المكان ! .
لِتردف بِسخرية : إذا كان واحد له كم سنة هارب منهم و عايش بالشرق قدروا يجيبوا له أولاده من الغرب ! .
لم يفهم الثلاثةُ هذهِ الجُملة ، لِتقول [ سوزان ] : المهم ، اجلسوا هنا و لا تفكروا حتى انكم تطلعوا ، رشا رح أرجعها بنفسي ! .
لِتردف بعدها بِـ : و إذا على سالفة انه رشا عرفت اني اختها و عرفت كل شي صار بالفترة الي كانت فيها فاقدة الذاكره ، لأنها أصلاً رجعت الذاكرة لها قبل يومين من الحادث و محد يعرف بهالشي غير أحمد ، هي خدعتنا بهالشي مع أنني ما أعرف الهدف من هالشي و لا تسألوني كيف عرفت كل هذا ! .
و بعدها أكمل أخاها [ مُراد ] و هو ينظر لِـ [ مُراد ] الآخر : و انت ، سالفة الحساب و الفلوس و البنك و كل هالشغلات كذب ، و هي ما هربت بس انخطفت من العصابة .
خرج [ مراد ] و وراءه [ سوزان ] الذي أخرجت المفتاحَ و قفلت الباب من الخارج ، تاركين أولئكَ الثلاثة بحالةٍ لا توصف ، و بالأخص [ مُراد ] الذي أحس ببركانٍ في أعماقة ، فكيف تجرؤ [ رشا ] على الكذب عليه بهذهِ الطريقة ؟! ، و كيف يجرؤان [ أحمد ] و [ ميادة ] على مساعدتها في هذا ، خصوصاً [ أحمد ] الذي كان يعلم حتى باستعادتها لذاكرتها ! ، أما [ ميّادة ] فكانت تفكر لماذا أخفى [ أحمد ] و [ رشا ] عنها موضوع استعادةِ الذاكرة ، فأما [ أحمد ] فما فيهِ يكفيهِ و أكثر ، و لكن الثلاثةَ لا يزالون مصدومين من هؤلاءِ الاثنين اللذان وقفا و تحدثا أمامها قبل قليل ، فطوال الفترةِ التي عرفوهم فيها لم يكونوا هكذا أبداً ، ليقتنع كل واحد من الثلاثةِ أن هذا هو الوجه الآخر لِـ [ سوزان ] و [ مُراد ] .. وجه العصابات ! .

،

بعد أن خـرجا [ سوزان ] و [ مُـراد ] من شقةِ [ أحمد ] و [ مُراد ] صعدا في السيارة ، و كان [ مُراد ] هو الذي يقود هذهِ المرة ، ففي الحقيقةِ قبل أسبوعٍ من الآن وصلت لِـ [ سوزان ] رسالة من [ نوح ] ! ، ذلك الذي كان يعمل تحت إمرتها في وقتٍ سابق ، و الذي أخبرهَـا بأن العصابة تعرف كل شيءٍ عن [ ميرا ] و سيحدث لها شي غير متوقع بعد أسبوعٍ من ذلكَ اليوم .. أي اليوم ! ، في الحقيقةِ لم تكن [ سوزان ] نفسها تعلم لماذا فعل [ نوح ] هذا و أخبرها ، مما جعلها هي و أخاها يأتون إلى هنا و يراقبون [ ميرا ] من بعيد متنكرين ! ، بعدها طردت كل الذي حدث من رأسها ، لِتقول لِـ [ مُراد ] : ننقذها و إلي يصير بعدها ما يهم ! ، لأننا بهاللحظة رح نكفّر عن ذنبنا ! .
ابتسم [ مُراد ] بسخرية و هو يقول : ذنبنا ؟ ، بصراحة ما أعرف اذا كان هذا ذنبنا و لا ذنب أبوي ، و لا ذنب حد ثاني و بسببه انسحب أبوي ! .
ليردف بِجدية : أوكِ ، ننقذها و الي يصير .. يصير ! .
و أردف بعدها بِـ مزح ، ليس و كأنه قد يلقى حتفهُ بعد لحظات : رح أشتاق لك ياخي ، صح رشا و حور خواتي ، بس ما عمرهم فكروا مثلي .
لترد عليهِ و هي تضحك ، فلعلها تكون هذهِ المرة الأخيرة التي ستضحك فيها [ سوزان ] : أيوا ، أفكر مثلك بما أنه عقولنا إجرامية ! .
أكملت بجدية ، و بنبرةٍ لم يسمعها منها [ مُراد ] من قبل : عَ الأقل هالسنة و النص الي عشتها معكم ، ما توقعت إني رح أعيشها بيوم من الأيــام .
و بعدها صمتَ الاثنانِ حتى توقفا أمام مكانٍ كبير و شبه مهجور ، يشبه المستودع ، دخلَ الاثنان دونَ ترددٍ و لكن بحذر ، ما إن دخـلا حتى قال الاثنانِ بالانكليزية: نحن هُنا أطلق سراحها .. سنقومُ بتسليم أنفسنا .
ليخرجَ ذلك المدعو [ vox ] و هو يرتدي ملابسهُ السوداء و نظارةً سوداء كَـسوادِ قلبه و حياته ! ، ليقول : ارميا أسلحتكما و اجلسا على ركبكما .
أخرجَ الاثنان ما يحملانِ من سلاح و هو ليس إلا مسدساً وحيداً و جلسا على ركبهما كما طلبَ ذلك المحتال ! .
بعدها التفت [ vox ] لأحد الواقفات هناك و التي كانت تمسك بِـسلاحٍ تصوبه نحوهم : فتشيهما .
توَّجهت تلك الشابة لتفتشهما ، لكن في ذاتِ الوقت دخلت مجموعة من المُسلحين ليقول أحدهم : Fbi ! .
بعدها وقفت [ سوزان ] بحركةٍ سريعة لتركل تلك المرأة على رأسها ! كنوعٍ هجومٍ من التايكواندو ! ، لتلقط هي مُسدسها و [ مُراد ] أيضاً ، حينها بدأت ملحمة من تبادلِ الاطلاق الناري ، و حين كانت [ سوزان ] تقف وراء أحدِ الجُدران ، حاولت الاطلاق على أحدهم و لكنها تفاجأت بانتهاءِ ذخيرة المسدس ! ، لتعودَ للوراء و حينها أصابتها رصاصةٌ في ذراعها الأيمن ، ليسقط المسدسُ الخالي الذخيرة ، و ترى الواقف أمامها و هو يصوب ُ لِـ وسطِ رأسها تماماً ، كاد أن يضغط على الزنادِ و يقتلها ، و لكنها رأتهُ فجأةً يسقط أمامها بعد أن تلقى رصاصةً في مؤخرةِ رأسه ، ظنَّت [ سوزان ] أن حظها أصبح جيداً لأول مرةٍ في حياتها ، لتأخذ مسدسهُ بيدها اليسرى ، أما بالجانبِ الآخر عند [ مُراد ] فهو لم يعد يحمل هم [ ميرا ] لأن إحدى عميلاتِ الـ fbi ستنقذها و تحميها كما اتفقوا سابقاً ، بما أنه و اخته [ سوزان ] قررا القبض على العصابةِ بالتعامل مع الـfbi ..
و بعد وقتٍ شبهِ طويل ، عمَّ الهدوءُ و انتهى كل شيء ! ، و انتهى الأمر بِمقتل vox و تابعيه ! ، و بعض العُملاءِ الفيدراليين الآخرين ، بحثَ [ مُراد ] عن [ سوزان ] فقد كان يتمنى أن لا تكونَ من ضمنِ هؤلاءِ المرميين أرضاً ، ليراها بعد ثوانٍ قليلة ، و يُفاجأ حين رأى الاصابةَ التي لحقت بِذراعها ، و أما هي حين رأته أبعدت يدها اليسرى عن جرح يدها اليمنى لِتقول و هي ترفع يدها التي كانت مُلطخةً بالقليل من الدم: لا تخاف ، أقدر أستخدم هَاليد بعد ! .
بعدها أردفت بالانكليزية : و هذا ليس سوى مجردِ خدش ، لا تقلق .
و بعدها رأيا [ ميرا ] و هي تقتربُ منها ، لتقف [ سوزان ] و تتوجهَ إليها قبل [ مُراد ] ، و تستقبلها بِطبع كفها الأيسر الملطخِ بالدم على وجهها الذي أصبحَ أحمراً من الدم ، لتصرخ عليها : انتي وين عايشه ؟ عشان تسوي كل هالدراما ؟ .. انتي ما تعرفي إلي عاشوه كلهم بعدك ! ، أبوك كان محمّل نفسه ذنب موتك ، و أمِك و اختك انقلبت حياتهم من بعدِك ، كل ما مريت بالليل أسمعها و هي تصيح عليك .. على بنتها الميتة و الثانية على اختها !.
لِتردف و هي تشير إلي [ مُراد ] : و أخوكِ هذا ، ظلّ ندمان و محمل نفسه ذنب موتك و أدمن الحبوب المنوّمة كان رح يموت بسببك ، و [ مُراد ] إلي حبك ؟ سنة عاش مثل الميت .. و انتِ هنا ؟ عايشه ؟ ، كنتِ متوقعة انهم م رح يوصلوا لك اذا سويتي كم عملية تجميل و حصلتِ جنسية جديدة ؟ .
لتصرخَ عليها تلكَ الأخرى : و انتي شدراك ؟ سويته كل هذا عشان انتِ و أخوك ما تسلموا نفسكم .. انتوا الاثنين و أبوكم ورطتونا بكل هذا ! .
ليرد عليها هذهِ المرةَ [ مُراد ] الذي كان غاضباً : احنا الاثنين و أبونا ورطناك ؟ ، لا احنا و لا أبوي رحنا راكضين لهم عشان ندخل بعصابات ، و بعدين إلي عشناه ما رح يفهمه أحد من أشكالك ، بعد كل إلي عشناه عشان لا يصير لك و لا لأي حد نعرفه شي ، و شوفي شسوينا عشان ننقذك هالمرة جاية تقولي هالكلام ؟ و بهالأسلوب الوقح ؟ .
بعدها أدار وجهه و هو يقول لها : وعدناه ننقذك و أعتقد انك تدلي الطريق .
و بعدها أخرج المفتاح الذي بواسطتهِ أقفل البابَ على [ مُراد ] و أصحابه ، ليرميه لِـ [ ميرا ]
بعدها ذهب [ مُراد ] و لحقته [ سوزان ] ، لِتقول : ما أعتقد كان المفروض نصرخ عليها و نكلمها كذا ؟
ليقول [ مُراد ] : لا تستاهـل ! ، حسستني اننا فرحانين و لا رايحين نركض لهم عشان نصير أعضاء عصابة ، هي ما تعرف اننا طول هالسنوات انقهرنا أكثر من أي شخص ! .
بعدها صمت [ مُراد ] و هو يتجه للاسعافِ القريبِ و معه [ سوزان ] ، و بعد دقائق و بعد أن ضُمدت ذراع [ سوزان ] التي من حُسن الحظِ أن اصابتها لم تكن سوى خدش ، لأنها لو كانت عميقةً فمن المحتمل أن تفقد ذراعها للأبد ! .
قال [ مُراد ] : رح نرجع بُكرا .
أحسَّت [ سوزان ] أن [ مُراد ] مستاء من [ ميرا ] أو [ رشا ] تلك الأخت المجنونة ، التي لا يدرون حتى ماذا يطلقون عليها .

،

بعد ساعات ، لم تذهب [ ميرا ] لذلكَ المكانِ الذي يقبعُ فيهِ أولئكَ الثلاثة ، ففي الحقيقةِ هي خائفة من مواجهةِ [ مُراد ] بعد ما حدث ، كونها تصنَّعت الموت ! ، و لا شكَّ أيضاً أن [ ميَّادة ] علمت أنها أخفت عنها موضوع استرجاعها لِذاكرتها ! ، و لكنها و أخيراً قررتِ الذهاب لمواجهةِ الواقع ، خصوصاً بعد كلامِ [ سوزان ] و [ مُـراد ] الذي لم تفهم نصفه و فهمت النصف الآخر ! ، لتتوجه بخطواتٍ بطيئة نحو َ البابِ بعد أن وصلت للبناية مُسبقاً .. وضعت المفتاحِ في مكانهِ المخصص و أدارته ، لتفتحَ الباب بِبطئ ، و حين دخلت رأت الثلاثةَ صامتين ، و حين رأوهـا ، وقفت [ ميَّادة ] و وقفَ معها [ أحمد ] ليخرجا و حين مرَّا من جانبها كانت [ ميرا ] تريد التحدث لِـ [ ميّادة ] التي تجاهلتها و لم تعِرها أي اهتمام ! ، في حينِ أن [ أحمد ] الذي كان وراءها ، وضع يدهُ على كتفِ [ ميرا ] لِمحاولةِ تشجيعها للتحدث مع [ مُراد ] و في ذاتِ الوقت كأنه كان يقول لها : لا عليكِ ! ، لأن [ ميّادة ] الآن غاضبة و لكنها ستنسى ذلك ، تقدَّمت [ ميرا ] و هي لا تدري حتى ماذا تقول ، أو كيف تفسر لِـ [ مراد ] عن سببِ انتحالها شخصيةً جديدة .. شخصيةِ [ ميرا ] ! ،
لِتقول لهُ : مُراد ! .
و لكن [ مُراد ] لم يرد عليها ، أو حتى يلتفت باتجاهها ، لتعيد الكرَّة : مُراد .
و لم يرد أيضاً ، لكنه التفت َ إليها أخيراً ، لتردف : اسمعني ، كل إلي سويته كان بمصلحة الكل ، مصلحتي و مصلحتك و مصلحتنا كلنا ؟
ليُرد عليها ، بنبرةِ استخفاف رافقتها نظرة استخفاف : مصلحتي و مصلحتك ؟ و مصلحتنا كلنا ؟
لِتقول : بعد ما عرفت انه اخواني متورطين مع عصابة ، شسوي يعني ؟ ما كنت أبغى انهم يسلموا نفسهم .. و بنفس الوقت اذا عرفوا اني ما متت أكيد رح يسووا كذا عشان ينتهي كل هذا ، بس اذا عرفوا و رجعت أنا ، يمكن رح يأذوك انت و لا أهلي و لا أحمد و ميَّادة ! .
لينظرَ إليها لفترة ، بعدها يقول : أوكيه على الأقل كنتي قلتي لي ! .
لِتقول : كيف أقولك ؟ أكيد رح يعرفوا ؟!
لِيرد عليها : كيف تقولي لي ؟ .
أردف بنبرةٍ عالية غاضبة : كيف تقولي لي ؟ .. كيف ؟ ، انتِ ما تعرفي شصار فيني بعدِك ، و ما تعرفي شكثر إلي حولي تعبوا و انقهروا بسببي ، من كثر ما أهلوس فيك ، و انتِ طلعتي عايشة ؟ ، و أمك ؟ رح تروحي لها كذا تركضي تقولي لها أنا عايشة ؟! .. انتِ تحسبي انك بفلم و لا دراما ؟ ، انتِ قهرتي كل الي حولك بالغباء إلي سويتيه ، و بعد كل هذا ؟ مسكوك يعني وصلوا لك ، و اخوانك الاثنين ظلّوا سنة .. سنة كاملة متحملين ذنب موتك و الندم مقطعهم ! و أبوك .. أبوك الي ما اعرف شتحسي اتجاهه ، بس هو هجركم و راح لأنه يحبكم ما عبث ، بس الظاهر انِك انسانة بلا إحساس و لا ضمير ، لعبتي بقلوبنا كلنا .. أنا ، أمِك ، حور ، مُراد ، سوزان ، أبوك .. بس تعرفي ليش كل هذا صـار ؟ لأننا عشنا حياتنا بهالشكل ! ، هذا غير عن اننا كنا نطلع و نروح و نجي ، يعني عشنا بشكل ما يرضاه الدين و أساساً مرفوض عندنا فِ الخليج ! .
ألقى آخرَ كلماتهِ و جاء ليخرج ، ليتذكر أن هذا هو بيته ُ ، ليقول لها بِبرود : اطلعي .
لتنظرَ إليهِ [ ميرا ] و الدموع في عينيها ، ليعيد من جديد بـبُطئ : اطـلـعـي .
لِتخرج [ ميرا ] دون زيادة أيَّة كلمة ! ، ليذهبَ [ مُراد ] لِغرفته ، و يجهز حقائبهُ و هو عازمٌ على العودة في أقرب رحلة ! .

،

في مكانٍ آخر في نفسِ الدولة ، كانا يجلسانِ على رمالِ شاطئِ البحر الذي تنعكس عليهِ النجوم ، لِتقول [ سوزان ] لأخيها : تتوقع بكذا احنا صلّحنا إلي صار بسببنا .
ليرد عليها : أيوا ، و قتلنا هالندم للأبد ! .
لِتبتسم ابتسامةً باهتة : بس أكيد باقي أحد منهم يعرفنا ، يمكن بالمستقبل رح يرجعوا يلاحقونا ! ، اهم شي نعيش هَـ الكم سنة بسلام .
ليبتسم [ مُـراد ] و يسألها : بس إلي استغربه ليش ما مسكونا ؟ يعني ليش ما انسجننا احنا بعد .
لِترد [ سوزان ] : الشي ألوحيد الي ما تعرفه عن vox هو الشي الوحيد الغبي إلي سوَّاه ! ، تتذكر الأوراق الي تخص كل واحد يشتغل معهم ؟ ، إذا خان و لا انمسك و لا مات ؟ سشيسووا فيها ؟ يحرقوها ! .. يعني يتخلصوا منها ، و بكذا ما عندهم دليل اننا كنا منهم .
ليرد عليها [ مُراد ] و هو يضربها على ظهرها من سبيلِ المُزاح : ما أتوقع أقل من كذا من وريثة vox ! .
لتقول [ سوزان ] : و الأهم انه بكل هَـ السنوات الي اشتغلنا فيها ما قتلنا أحد ! .
ليهز [ مُراد ] رأسه موافقاً على كلامها بعدها يقول : رح نرجع بكرا ، لازم نرجع [ ميرا ] معنا .
ليصمت بعدها يقول : شنسميها ميرا و لا رشا ؟
لِتقول [ سوزان ] : ما أعرف ، بس اعتقد المفروض ميرا بسبب كل شي صار ! .

،


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:04 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.