آخر 10 مشاركات
وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          90 -حبيب الأمس - جين سامرز -عبير دار الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          صمت الجياد (ج2 سلسلة عشق الجياد) للكاتبة الرائعة: مروة جمال *كاملة & روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          381 - الانتقام الاخير - كيت والكر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          402 - خذ الماضي وأرحل - مارغريت مايو (الكاتـب : عنووود - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-01-16, 10:35 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 حبات مطر من غيمة الشتاء / للكاتبة غيمة كبرياء ، مكتملة





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نقدم لكم رواية
حبات مطر من غيمة الشتاء ..
للكاتبة : | غيمة كبرياء | .

**


قراءة ممتعة للجميع......


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 27-09-16 الساعة 10:53 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-16, 10:37 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 رواية : حبات مطر من غيمة الشتاء ..للكاتبة : | غيمة كبرياء | .

رواية : حبات مطر من غيمة الشتاء ..
للكاتبة : | غيمة كبرياء | .

**




المقدمة :
هو شتاءٌ تغيّرت فيهِ أنا ،
هو شتاءٌ كُسر فيه كبريائي و حُطِّم فيه غروري ،
هو شتاءٌ نزع بقسوتهِ تاج الجمال من على رأسي ،
هو شتاءٌ فقدتُ فيه نفسي ! .

**


أعرف حدود ديني و لا أحتاج مناقشةَ فيها .

موعد الجُزء حالياً : غير محدد .



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 29-02-16 الساعة 04:40 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-16, 10:37 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الغيمةُ الأولى :
حبّةُ المطرِ الأولى :

في يومٍ ديسمبري مُقمر و بارد بدأتِ الحكاية و انتهت !

قُرعت بابُ غرفة السيدِ الصغير مثل ما يُسمى ! ، فدخل الخادم و قال : " استاذ ، هذا الظرف وصل لك " .
فحرّك السيدُ الصغير رأسه بالإيجاب ليخرجَ الخادم ، وقف بعد أن كان جالساً على الكنبِ البني المزُخرف خشبهُ الجانبي ، ظلّ يقلب المُغلّف و هو يفكر ماذا عساهُ يحوي ؟
فتحهُ فبدت علاماتُ الاستغرابِ و هو يرى دفتراً رمادياً متوسط الحجم مُزخرفاً بزخارف بيضاء ناعمة !
كان شيءٌ ما في داخلهِ يخفقُ بشدة و يُخبرهُ أن هذا الدفتر الجميل يخصُ " رشـا " لكن عقلهُ ينفي هذا ! .
وجّه نظرهُ للساعةِ المعلقةِ على الحائط ، كانت تشيرُ إلى الساعةِ العاشرة ، بعدها بدأ يقلِّب صفحاتِ الدفتر بشكلٍ سريع كانت كُل صفحةٍ تختلف عن الأخرى في لونِ الخط و لونِ الزُخرفة المرسومة على طرفِ الصفحة ، توّقع أنه سينهي قراءتهُ كاملاً بحلولِ الفجر .

جَلس على الكنبِ البني الفاتح مُقابلَ الشرفة المفتوحة ِ و النسيمُ العليل يصطدمُ به ..
فتح أول صفحة و كان مكتوباً عليها بخطٍ عريض :
وُلدت لأموت !

كان يريدُ بشدةٍ أن يعرف من هو مالكُ هذا الدفترِ ؟ و لماذا أرسله ؟ و في هذا اليوم بالذات ؟ و في هذا الوقت شبه المتأخر ؟
لكن السبيل الوحيد لمعرفة الإجابة هي أن يُكمل قراءته ، ففتح الصفحة التي تليها كان المكتوبُ بخطٍ جميل و واضح بلونٍ زبرجدي :
[ الأول من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر :
مُذكرتي الجميلة :
هذا اليومُ هو أولُ يومٍ أذهبُ فيه للعاصمة الأمريكية ، و أنا أعلمُ أنني سأحتاج لأشهر أو سنوات لأتأقلم مع الناس ،
في الحقيقة ..
أنا أكرهُ الأشياء الجديدة ، و أحبُ كل شيءٍ قديم ، و أحب الاحتفاظ بذكرياتي !
اليوم عندما كنتُ في ذاك الكُوفي شوب ، أوقعتُ كوب القهوة الخاصِ بأحدهم على الرسمةِ الخاصةِ بهِ أيضاً ! ، اعتذرتُ له و لكنني ندمت لهذا ، فقد كان شاباً أحمقاً و متعجرفاً و متعالياً أيضاً . ].
ضحِك مُراد على الكلمات التي وصفتهُ بها و عاد أيضاً بذاكرتهِ للوراء ، لأول لقاءٍ جمعه بِـ [ رشا ] ، لم يصدمها و تتساقط كُتبها و يحبها من النظرةِ الأولى ! ، لا كان لقاءً نادراً و غريباً .. غريباً للغاية ، ابتسم [ مراد ] و هو يتذكر أحداث ذلك اليوم الجميل :
في الكوفي شوب :
كانَ [ مُراد ] هاوياً للرسم ، لذا كان يرسمُ في كلِ مكانٍ يذهب إليه ، كان يرسم لوحةً جميلة على ورقةٍ متوسطة الحجم و القهوةُ السوداءُ بجانبه حينما مرت فتاةٌ و هي تلف وشاحاً أسوداً على رقبتها ، نزعته لتضعهُ جيداً لكنها بدلاً من ذلك ضربت كوب [ مراد ] فأنسكب على اللوحة !
اتسعت مُقلتاها السوداوان و هي ترى القهوةَ تبلل الورقة و الحبر يبهت و الكوب واقعٌ على الطاولة و مكسورٌ طرفُه العلوي .
قالت و هي ترتجف خوفاً ، لا شك أنه سيقتلها ، قالت بالانكليزية : أنا آسفة ، لم أكن أقصد !
رفعَ رأسه و وجهه خالٍ من أي تعبير ، قال بنبرةٍ جافة : ليست مشكلة .
و ابتعد ، ابتعد من دون أن يسمع منها أي شيءٍ آخر .
بعدها ذهب مُراد لجامعته ، و كالعادة رأى ميّادة و أحمد ينتظرانه ، بسطت ميّادة يدها لأحمد و قالت : وين رسمتي ؟
بدأت علاماتُ الاستياءِ تطغى على وجهِ مُراد : في وحدة بالكوفي شوب ، من غباءها كبت القهوة على الرسمة .
ميّادة باستياء : لو شفتها بكسر لها راسها !
قال أحمد : فكري بطريقة تدل على انك بنت ، ما كل وقت أكسر و أقتل و اذبح ، و بعدين يمكن رح تشوفيها بيوم من الأيام ، بس وقتها ما رح تكسري لها راسها ع قولتِك .
ميّادة : ليش؟
أحمد و هو يبتسم : مُراد ما رح يسمح لك ، لأنه من يعلم يمكن بذاك الوقت تكون هذي البنت جُزء من حياته .
ميّادة : انت مجنون .
مُراد : شكلها الأفلام مأثره عليك واجد .. انقلع قدامي ! .

أدركَ مُراد الآن أنا أحمد كان مُحقاً ! ، كان مُراد يقول دائماً أنها صُدفة لكن أحمد شخصٌ لا يقتنع بشيءٍ يُسمى صُدف لذا كان دائماً يقول : [ ما في شي في الحياة اسمه صدفة ، كل شي صار لسبب ] .

بعدها طوى مُراد هذهِ الصفحة و قرأ التي تليها :
[ الثاني من سمبتمبر لعام ألفين و أحد عشر :
مذكرتي الجميلة ..
اليومَ ذهبتُ للجامعةِ أيضاً لكن الوضع هنا مختلف عن الثانوية ! فهناك في الثانوية كان أصدقاؤنا معنا ، أما هنا ؟ قد نموت و لن نجد أصدقاء صالحين ، و قد نجدُ و لكنهم في أغلبِ الأحوال لمصلحة كالدراسة ِ أو السكن ! ، هنا لا نستطيع أختيار أصدقائنا كما في المدرسة ، هنا الشريكُ في السكن صديق ! و من نضطر للذهاب عنده لشرح شيءٍ ما صديق ! ، في الحقيقة مِقتُ هذهِ الحياة و أريدُ العودةَ لوطني ، صحيح أن هذا اليوم ليس سوى ثاني يوم ، لكنني لم أستطع التأقلم ، خصوصاً أن هذهِ الجامعة جمعتني بذاكَ المتعجرفِ مرةً أخرى ! ] .

عاد مُراد بذاكرتهِ للوراء للمرةِ الثانية !
في منتصف ِ المحاضرة ، التفتتِ الفتاة الجالسة بجانبه و قالت له : ممكن قلم ؟
لأول مرة ينظر إليها فكانت هُنا الصدمة : انتي ؟
قالت هي : تتكلم عربي؟
قال: لا هندي ! .. خذي
و أعطاها القلم .

في الحقيقةِ كان مراد عندما يتذكر هذا الموقف يبتسم ، لأنهُ كان يحس أنه موقف غبي ! و سخيف !

قرر مُراد أن يقرأ الصفحة التي تليها :
[ الثالث من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر :
أتعلمين يا مذكرتي ؟
ذاك المتعجرف سائقُ تاكسي ! ، في الحقيقة مع أنني أكرهُ الاعتراف بهذا لكنني سأعترف ، لم يكن من الواضح عليه أنهُ سائق تاكسي ، فكل شيءٍ فيه كان يدلُ على أنه من أسرةٍ غنية ! ] .

تذكر مراد و ضحك بشدة ، مع أنه عندما كان يتذكرُ هذا الموقف في الماضي كان يحقدُ على رشا :
[ كانت متأخرةً على الجامعة ، فجلست تلّوح بيديها لتوقف أي سيارةِ أجرة بسرعه ، بعدها توقفت احد السيارات و أخبرته بالمكان ، بعد لحظات عندما رأت وجههُ صدفةً ماتت ضحكاً ! : انت تسوق تاكسي ؟
قال مُراد باستياء : انطمي .
كانت رشا لا تسخر منه لأنه يقودُ سيارة أجرة ، في الحقيقة لا تدري لماذا !
أما مُراد عندما أوصلها قال لها بدونِ نفس : انقلعي !
أما هي فنظرت إليه بنظرات حقد و نزلت !
في الحقيقة سيارةُ الأجرة هذه لم تكن لِـ مُراد بل لأحد أصدقاءه و لكنه كلّفه بقيادتها إلا أن يعود !

*

انتظر ردودكُم و نقدكم .




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-16, 02:24 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الغيمةُ الأولى :
حبّةُ المطرِ الثانية :

طوى مُراد تلكَ الصفحة و فتح التي تليها ، كانت مُزخرفةً على الهامش بلونٍ رمادي مختلطٍ بوردي ، و لونُ خطِ الكتابةِ كان أزرقاً ! ، تعجّب مراد عندما وقعت عيناهُ على هذه العبارة :
[ السابع من سبتمبر لعام ألفين و أحد عشر ]
من الواضح أنها لم تكتب أي شيءٍ في الأيام الثلاثةِ الماضيةِ ! ،
لِذا أكمل :
[ مذكرتي الجميلة ..
لم أكتب طيلة المدة السابقة ، لأن الحمقاءَ التي تقبع معي في السكنِ قد أضاعتكِ ، في الحقيقة أنا أقدّس الخصوصية بشكل كبير ، و لا أحب لأي أحد أن يمس أشيائي حتى لو كان هذا الـ"أحد" هو أمي ..
بالمناسبة ، في الأيامِ الأخيرة أصبحت أتأخرُ كثيراً ! ، و اليوم صادفتُ ذاك صاحب التاكسي ، بما أنه أصبح يظهر في أيام حياتي بشكلٍ كبير ، سأدعوهُ " الشوفير " ، فاليوم رأيتهُ مجدداً ، و لم أنتبه له إلا في نهايةِ المسافة لأنني كنتُ أحدث أمي بالهاتف ] !
ضحك [مُراد] بشدة على لفظِ " شوفير " ، بعدها ككل مرةٍ عاد بذاكرتهِ للوراء ..
[ في ذلكَ اليوم كانت [ رشـا ] تمشي في باحةِ الجامعةِ الضخمة ، حينما رأت [ مُراد] فجأة و قالت لأمها التي كانت تحدثها بالهاتف و هي تضحك : يا أمي ، قلت لك ألف مرة ما لازم تفتحي موضوع الشوفير مرة ثانية ، هنا في واجد ، لو كنت أبغى كنت حصلت ]
في ذلكَ الوقت كان [ مُراد ] يريدُ كسر رأسها لأنه يظن أنها تعدت حدودها بوصفهِ شوفير !

الصفحة التي تليها :
[ الثامن من سبتمبر لعام ألفين و أحد عشر :
مذكرتي ،
اليوم عندما كنتُ أمشي في الشارع ، رأيتُ إعلاناً لِـ إستئجار شقة ، في الحقيقة أظنُ أن هذهِ الفرصةَ جاءت بنفسها لي ، لذا أتصلتُ بذاكَ الرقم ، و بعدها رأيتها و أظن أنني سأنتقل إليها غداُ ] .

من ذكريات مُراد :
كان الأصدقاءُ الثلاثة مجتمعين كعادتهم :
ميّادة : أنا رح أروح !
أحمد : باقي محاضرتين !
ميّادة : رح ألحق عَ الثانية ، بس لازم أروح .

في ذلك الوقت لم يكن [مُراد] يعلم ، أن [ميّادة] بفعلتها هذهِ ستقلب حياتهٌ رأساً على عقب .
و [رشا ] أيضاً لم تكن تعلم أنها بانتقالها لهذهِ الشقة ستقلب حياتها رأساً على عقب !

بعد أيامـ .. [ 12/9/2011] ..

كانت [ميّادة] تتحدث مع فتاة و هي تعطي ظهرها لِـ [أحمد] و [ مُراد ] ، فاقتربت منهما هي و من معها ،
ما إن وقعت عينيّ [ رشا ] على [ مُراد ] حتى صُعقت من هولِ الصدمة و قالت : الشوفير !
ما إن سمع [مراد] تلكَ الكلمة حتى رفع رأسه و أصابه ما أصاب [ رشا ] : انتي شاللي جابِك ؟
ميّادة باستغراب : تعرفوا بعض ؟
مُراد و رشا في وقتٍ واحد : لا !
أحمد بعد تفكير : انتي الي خربتي رسمته ؟
رشا فتحت عينيها من الصدمة : كيف عرفت ؟
أحمد : لأنه مُراد بالأساس نادراً يعامل حد بهذا الأسلوب .
قطع [ مُراد ] كلامه و قال : أنا رايح !
فوقف [أحمد] ليلحقه ،
رشا : إي أحسن !
[ ميّادة ] تسأل بعد أن ذهب [مُراد ] و برفقته [ أحمد ] : كيف عرفتي مُراد و شسالفة الشوفير ؟!
أخبرتها [ رشا ] كل شيء مما جعل [ ميّادة ] تضحك بشدة : أحس قصتكُم بدايتها غبية و غريبة !
رشا بِـ استنكار : قصتنا ؟ ، شكلها الأفلام مأثره عليكِ ، هذي كلها صُدف و بس ! .

و في هذا اليوم كتبت [ رشـا ] :
[ في الحقيقةِ يا مذكرتي اليوم صُدمت كثيراً ، فذاك الأحمق هو أحد أصدقاء ميّادة ! ، و يُدعى " مُراد " أعتقد أن هذا الأحمق لا يستحقُ هذا الاسم ] .
هُنا ضحك َ [مراد] و هو يتذكر كل مرةٍ كانت تقولُ لهُ فيها :
[ انت المفروض ينادوك الشوفير لأنه هالأسم ما يناسب أمثالك ] كانت تقصد اسم مُراد ، كانت [ رشـا ] تحبُ هذا الاسم كثيراً ، و الجميع لاحظَ هذا ، لكن في ذلك الوقت لم يكُن [ مُراد ] يعلم سبب حبها لهذا الاسم ! .
قرأ مُراد الصفحة التي تليها ، كان خطُ الكتابةِ أسوداً و لون الزخرفةِ الطولية المرسومة على الهامش أزرقاً .. أزرقٌ فيه لمحات من اللون الأصفر و الفضي ! :
[ الخامس عشر من سبتمبر لعام ألفينِ و أحد عشر :
في الأيامِ الثلاثةِ الماضية اعتدتُ على وجودِ ذاك " الشوفير " المغرور ، و اليوم فُزتُ في مسابقةِ الجمال ، في الحقيقة هذهِ هي المرةُ الأولى التي اسمع فيها عن هذهِ المسابقة الغبية ! ، أهي الغبية أم أنا ؟ في الحقيقة لا أستطيع الكذب لقد سُعدت بهذا ، صحيحٌ أنني لست فائقةَ الجمال ، و لكن قيل لي أنني أملكُ جمالاً غريبا ] .
بعدما انتهى [ مُراد ] من قراءة المكتوب كان يقول لنفسهِ : كل شيءٍ فيكِ غريبٌ يا رشا ، جمالكِ غريب ، أسلوبكِ غريب ، حتى نبرةُ صوتكِ غريبة ! ، و المواقف التي جمعتنا غريبة ! .

الصفحةُ التي تليها كانت مختلفةً جداً و غريبة ، لا يوجد بها أي زخارِف و المكتوب كان بقلمِ الرصاص ! و التاريخُ كتب بالأرقام :
[ 17/9/2011 ..
سوزان المُتبجحة ، انسانة جديدة غزت حياتي ] !
مرَ طيفُ أول موقفٍ جمع [ سوزان ] ذاتُ الشعر الأشقرِ و العينين الخضراوين بِـ [ رشـا ] ذاتِ العينين السوداوين و الشعر شبه الفاتح :
كانت [ رشا ] تجلس مع [ ميّادة ] و [ مُراد ] و [ أحمد ] كما اعتادوا ، حينما جاءت [ سوزان ] و وقفت بطولها الفارع أمام [ رشا ] : مرة ثانية لا تتحديني !
[ رشا ] لم تكن تفهم ، فَسألت [ ميّادة ] : من هذي؟
فَ أجابت : هذي سوزان ! ، فازت بمسابقة الجمال لسنتين متتاليات .
نظرت إليها [ رشا ] و قالت : أولاً أنا ما أعرف كيف اختاروني ، ثانياً هذي المسابقة ما تهمني !
قالت [ سوزان ] بتكبر واضح : و أنا بعد ما أعرف كيف أختاروكِ .
فهمت [رشا] مقصدها ، لذا قالت : امسحي كيلو المكياج الي بوجهك بعدين تكلمي .
صُدمت [ سوزان ] من ردِ هذه الفتاة ، فانصرفت و لكنها وضعتها في أعلى قائمة أعداءها !


*

آراءكم ؟
و أعتذر على قُصر الجُزء ،
و إن شاء الله الجُزء القادم رح يكون على يوم الثلاثاء أو الأربعاء القادم ، لأنني مسافرة =)





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-16, 10:03 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الغيمةُ الأولى :
حبّةُ المطرِ الثالثة :

[ الثالث عشر من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر :
اليومَ حدثَ شيءٌ غريب ، لم أكن أعرِف ما هو ، أحسست بشعورٍ غريب لم أعرف مـا هو ! ، فَ اليوم كدت أن أموت إن لم يأتي ذاكَ المتعجرف لمساعدتي ] ..

بعيداً عن ذكريات ِ [مُراد] ، و مذّكرات [رشـا] :
من أحد شوارِع نيويورك بدأتِ الحكاية ، في الساعة الـ10 مساءً ، كانت [ رشـا ] تمشي في الشارعِ لتعودَ لِشقتها لِوحدها بعد أن تركتها ميّادة للذهاب مع أحمد لزيارةِ أحد أهلهما ، كانت تمشي بدون أن تنتبهَ للسيارة القادمة ! ، فتحجّرت كالتمثالِ في وسطِ الطريقِ حينما رأت السيارة تقترب نحوها ، فأغمضت عيناها محاولةً تخفيف ما سيحدث على نفسها ، لكنّ شيئاً ما سحبها و أعادها للخلف ، ففتحت عينيها و رأت أن ذراعيّ [ مُـراد ] محيطةٌ بها و وجهها قريبٌ بعضَ الشي من وجهه ، لا يفصل بينهما سوى القليل .
لكن صرخـةً من [ مُراد ] أيقظتها من أثر الصدمة حينَ قال : عميا انتِ ؟ ما تشوفي ؟ كنتِ رح تموتي .
أبعدت نفسها من بين ذراعيهِ بِعُنف حين أدركت القُرب الذي بينهما : و انت شدخلك يعني ؟ أموت ، أحيا ، أنت شعليك ؟
فقال بنفسِ النبرةِ السابقة : أنا سويت هذا الشي عشاني لأنني ...
قاطعتهُ [ رشـا ] حين قالت بدهشةٍ بالغة : عشانك ؟
فردَ عليها [ مُراد ] : إي عشاني ، لأنني ما أقدر أتحمل هالذنب ، دام اني أقدر أساعد رح أساعد حتى لو كان هالشخص انتي أو أي حد من أمثالِك .
حينها رحلَ [ مُراد ] و في نفس الوقت خرجت دمعةٌ وحيدة من عينيّ [ رشا ] لأنها لم تكن تفهم قصده حين قال [ حتى لو كان هالشخص انتي أو أي حد من أمثالك ] في الحقيقة هذهِ الجملة هي التي أعمت [ رشـا ] ذلك الوقت من أكتشافِ حقيقةِ مشاعرها ، أو بِالأصح هي قد اكتشفتها و لكنها دفنتها بسبب هذهِ الجُملة !
أما في الجانبِ الآخر عند مُراد ، كان مذهولاً مما قاله ، و مما فعله ، فهو في ذلك الوقت لم يكن يرى أمامه سوى [ رشا ] و انّ الخطر يداهما ، كانَ [ مُراد ] قد أكتشف في ذلك الوقت أنهُ يميل بعض الشيء تجاه [ رشا ] في حين أن [ رشا ] كانت تظنُ أن [ مُراد ] يكرهها ! .

و في ذاتِ الوقت ، في مكانٍ آخر ، كانَ الغضبُ يعتريها لدرجة أنها تهز رجلها بقوة :
ما إن جاء ذاكَ الرجلُ و رأسهُ منكوسٌ حتى صرخت في وجهه : غبي انت ؟ ، أنا دفعت لك عشان تصدمها ، ما دفعت لك صدقة و لا زكاة ، كيف غبي !
قال الرجلُ محاولاً الدفاع عن نفسه : بس يا آنسة ، أنا كنت رح أصدمها لولا مُراد .
صعقها الاسم حين سمعته : مُراد ، مُراد الـ.....ـي هو ما غيره صح ؟
هز الرجلُ رأسه بِـ الإيجاب ، قالت بغصب : أول شي المسابقة و بعدين مُراد !
تكلمَ الشابُ العشريني الذي كان قاعداً على الكنبِ البُني المخملي و هو يضع رجلاً على أخرى : أصلاً هو ما حبِك عشان تعتبريها سرقته ؟ ، و بعدين يمكن ما يحبها !
أسكتته بغضب أكثر : انت انطم ،
و اردفت و هي تلتفتُ للآخر : و انت ، أنا ما قلت لك اقتلها ، كنت أبغى يتشوه وجهها شوي ، أو ينحرق جزء منها ، تفقد ذراع ، تفقد رجل ، يعني في ألف طريقة لهالشي !
قالَ العشريني مرةً أخرى : سوزان ! ترا كلها مسابقة جمال ما تحتاج لكل هالشي ، و اذا عشان مُراد ؟
صرخت [ سوزان ] في وجهه : نوح سكر لي فمك و انطم ، أنا أعرف إلي أسويه .
أكملت صُراخها على الآخر : و انت اذا سامحتك مرة ، ما معناها إني رح أظّل دايماً أسامحك ، فهمت ؟ و خلاص لا تسوي شي ، لأنك غبي ممكن تقتلها و بصراحة بدري على موتها .

الصفحةُ التي تليها :
[ الرابع عشر من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر :
اليوم اضطررتُ للرجوع للوطن لأن جدتي أصابها مـكروه ] .

عاد ذكرى هذا اليوم سريعاً على مُراد :
رأى [ ميّادة ] قادمة بدون [ رشـا ] فَسألها : عيل وينها الآنسة رشـا ؟
ردت عليه و هي تجلس على الكُرسي : رجعت !
سألها بدهشة : رجعت ؟ وين رجعت ؟
قالت : رجعت ، جدتها صحتها متدهورة !

في الجانِبِ الآخر ،
بعد ما يقاربُ 9 ساعات وصلت أخيراً ، و ذهبت سريعاً للمشفى ! ، وصلت في آخر لحظة ، رأت ابنة خالتها [ حُـور ] ،
رشـا : كيف جدتـي ؟
حُور و الدموعُ متراكمةٌ في عينيها : حالتها خطيرة !

*

أنتظر ردودكُم ،
أعتذر على قُصر الجُزء ، لأنني كنت مسافرة ، و ما لي يومين راجعة .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-16, 08:15 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الغيمةُ الأولى :
حبّةُ المطرِ الرابعة :

مرَّ اليوم الذي يليهِ ثقيلاً أسوداً على رشـا ، فهي ستعود مساء اليوم لِـ أمريكا إذا لا يمكنها المكوثُ أكثر خشيةَ أن تُفصل ! ، فجأة دخلت [ حُـور ] بدون أن تطرق الباب ،
[ حُـور ] و الدموع متجمعةٌ في عينيها : رشـا ، جدتي ، جدتي صـارت بخير !
قفزت [ رشـا ] من السرير الدائري الملونِ بِـ البنفسجي و الرمادي : الحمدلله !
[ حُـور ] و هي تتقدم لِتجلس على الكنبِ : الحمدلله ،
أردفت و هي تتقدم لِتستلقي فوقَ السرير على بطنها و هي تضع كفيها تحت خديها : إلا صح ما حكيتي لي ، شصار معِك هناك ؟
أخبرتها [ رشـا ] بِكل شيء ،
فقالت [ حُور ] : حبيت الإنقـاذ الخُرافي ، شكله يحبك !
رشـا : انطمي أحسن ، و بعدين أي حب هذا في أسبوعين ؟
قالت [ حُور ] : عادي يصير ، الحب ما يعرف شي اسمه وقت !
بعدها اردفت بنبرةٍ متساءلة : تتوقعي شاللي رح يصير إذا عَرف فَـارس ؟
غدت ملامح الاستياء ظاهرةً على وجهِ [ رشـا ] : و بعدين معِك ؟ اطلعي من هنا ، لا أذبحِك .
انسحبت [ حُور ] و هي في الحقيقة لا تعرف كيف خرج منها ذاكَ السؤال !

بعد لحظات ، ذهبت لزيارةِ جدتها ، في الوقت الذي ذهبت فيهِ [ رشـا ] كان الجميع قد استعد للرجوع للمنزل ، فبقيت وحدها بجانب جدتها ، بعدها أخبرتها أنها ستغادر اليومَ ليلاً !

في فترةِ المساء ، رأت صحيفةً موضوعةً على إحدى الكنباتِ في الصالة ، فأخذت تتصفحها ، فتوّسعت عيناها حين رأت ، شاباً يُشبه [ مُراد ] تماماَ ، و عندما أكملت باقي الاسم ، عرفت انه اخوه ! ، فجأة تذكرت عندما كانت تناديه ِ بِـ [ الشوفير ] و في الحقيقة هو ابن أشهر عائلة تجار في المدينة !

كُل هذا قرأهُ مراد في مذّكرات رشـا ، و لكنَ ذاكرتهُ أعادتهُ للوراء ، ليومٍ يتذكر أحداثه بالتفصيل و هو اليوم الثامن عشر من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر ..

في كَفتيريا الجامعة ، كانت [ رشـا ] جالسةَ على إحدى الطاولات حين انضم إليها [ مُراد ] كانت منتبهةً لوجوده لكن آخر جُملة نطقها لا تزال إلى الآن ترن في أذنها و في نفسِ الوقت كانت تتحدثُ على الـهاتف ، حين قالت بصدمة جعلت [ مُراد ] يلتفت لها : فـارس ؟!
و في نفس الوقت ضغطت بأذنها على مُكبر الصوتِ من دونِ قصد ، حين سمع [ مُراد ]صوتاً انثوياً يقول : أيوا ، فـارس زوجِك !
في ذلك الوقت أطفأت [ رشـا ] مكبر الصوت و هي تركز على المكالمة ، في حين أن [ مُراد ] تحت تـأثير الصدمة !
إذا كـان يقول لنفسه : فارس زوجها؟ يعني رشـا طلعت متزوجة؟! بس إذا كان صح ليش ما جاء معها ؟! أو كيف أصلاً يعيش بعيد عنها ؟! ، الظـاهر في بينهم شي ! .
أفاقَ [ مُراد ] من تفكيرهِ حينما سمع [ ميّادة ] توجه إليه سؤالاً : و انت ؟
سألها باستغراب : شـاللي أنا ؟
ميّادة : ما رح تروح ؟ معنا عَ السينما بما أننا اليوم فاضيين .
قال بِهدوء غريب : لا .
أردف و هو يقفُ من على الكُرسيّ : و صار لازم أروح .
نظرَ إليهِ الجميع باستغراب .

عادَ [ مُراد ] للواقع ، ابتسم َ و هو يتذكرَ اليوم الذي عرفَ فيهِ أنهُ يحب [ رشـا ] ، لكن الذكريات تبقى من الماضي و من المستحيل أن تتكرر .

طوى تلكَ الصفحة من المذكرة و من ذاكرتهِ في آنٍ واحد ،
[الثالثُ و العشرون من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر ،
في الحقيقةِ يا مذكرتي ،
تغيّر ذلك الأهوجِ يقلقني ! ، لا أدري ما الذي أصـابه ! ، في هذهِ الأيامِ الثلاثِ أدركتُ أنني أحبه .. أحبه فعلاً !
كنتُ أريد أن أسأله لماذا أصبح هكذا ، لكنّ هناك ألفٌ شيءٍ يمنعني ، لكن مرضي و ذهـابُ ميّادة القصري للطرف الآخر من المدينة ، صنع معجزة .. معجزةً كبيرة ] .

عودة للماضي ، لِـ الثالث و العشرون من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر :
بعد ما عرف [ مُراد ] أن [ رشـا ] مريضة و أن [ ميّادة ] لن تستطيع البقاء بجانبها لأنها مُجبرة على الذهاب لأحد أقاربها المُقيمين في الطرفِ الآخر من المدينة ، ذهب مُسرعاً و بدون وعي إلى حيثُ تسكنُ [ رشـا ] ، حينما وصل ، رنَّ الجرسَ لعدةِ مرات ، بعد وقتٍ قصير فتحت [ رشـا ] الباب له ، تعجبّت من وجودهِ في مثل هذا الوقت فسألته : تبغى شي ؟
تجاهل سؤالها و وضعَ يدهُ على جبينها مما جعل تعجُب [ رشـا ] يزيد ، فقال [ مراد ] : حرارتِك مرتفعه .
قالت و قد أدارت وجهها : أنا بخير ، لا تزعج نفسك !
بعد نُطقها لجملتها أحست بدوار ، فاستندت على الباب .
مُراد : اجلسي هنا .
قالها و هو يؤشر على الأريكة .
بعد جُهد استطاعت [ رشـا ] أخيراً الوصول للأريكة و الجلوس عليها حينَ أحضر لها [ مُراد ] بطانية و سألها : أكيد في حبوب ، وينه ؟
قالت بصوتٍ متعب و هي تأشر على أحد الرفوف : هناك .
أحضرهُ لها و بسبب سرعتهِ أسقط كتاباً لكنه تجاهلهُ الآن ، بعد ما تناولت [ رشـا ] الدواء ، نامت سريعاً !
تذكرَ [ مُراد ] أمرَ الكتابِ الذي سقط ، فعاد ليرفعهُ على الرفِ في مكانه ، لكنه حين حمله سقطت منهُ قطعة ورق متوسطةُ الحجم و قد كان مقلوبة ، بعدما أخذها ، رأى أنها صورة لِـ [ رشـا ] و بجانبها شاب ، كانت [ رشـا ] ترتدي لِبساً هندياً تقليدياً يُدعى الـ"سالوَار" و كان من النوعِ الطويل ، و هي تضعُ شالاً على رقبتها ، كان جميلاً جداً عليها ! ، و الشابُ الواقفُ بجانبها كان يرتدي اللبس التقليدي المعروف في دولتهِم ، بَدَت الصورة و كأنهما في زفافٍ أو مناسبةٍ مُشابهه .
ابتسم [ مُراد ] بقليلٍ من الألم : فارس !
بعدها أعاد الصورة داخل الكتاب و وضعهٌ على الرف حين سمع [ رشا ] تقول له : لا تروح !
حينها قال : ما رح أروح !
ظلت تردد هذهِ الكلمات بعدها عادت للنوم ، في حين انهُ هو لم يستطع تركها و هي بهذهِ الحال ، فَ جلسَ على كُرسي يبعد قليلاً عنها ، و نام بدون أن يدري .

في الصباح ،
فتح [ مُراد ] عينيهِ ، و لم يرى [ رشـا ] على الأريكة ، بعد ثوانٍ أتت ، حينها وقف [ مُراد ] ليذهب إلى منزِله !
رشـا : انتظر ، ما لازم تروح بهذا الوقـت !
مُراد الذي أخيراً عرف أنه يحبها ، و لكنه حين يتذكر [ فـارس ] يحاول نسيان مشاعره لِذا قال : لازم أروح .
حينما خرجَ من الباب ، أوقفته [ رشـا ] قائلةً : مُراد !
التفت [ مُراد ] دون أن يتحدث ، فأردفت [ رشـا ] : شُكراً .
ابتسم لها مُراد و كاد يريد أن يمضي في طريقهِ حين قالت مرةً أخرى : و بعتذر على إلي قلته كنت أحسبك ...
قطع [ مُراد ] حديثها حين قال : فارس .
اندهشت [ رشـا ] : فـارس ؟ شعرفك فيه ؟


*

أنتظر ردودكُم ،
و بِـ ما أنني رح أبدأ دراسة من الأحـد ،
هل يومـ السبت من كُل أسبوع مُناسب لنزول الجُزء ؟
و ستكون الأجزاء الحاليه قصيرة قليلاً ، لأنني بِمسابقة كتابة على مستوى المحافظة .


[ لـا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي أو دون ذكر اسم الرواية ] .



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-16, 10:47 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الغيمةُ الأولى :
حبّةُ المطرِ الخامسة :

اندهشت [ رشـا ] : فـارس ؟ شعرفك فيه ؟
بعدها أردفت و هي تتذكر الذي حدث ذاكَ اليوم حين ضغطت خطأً على مُكبرِ الصوت ، ابتسمت : فـارس ولد خالي ، و انت تعرف الحريم و سخافاتهم لازم يخطبوا حد لحد ، و هذا الكلام كان مَزح و وقتها كنت صف 7 ، بس بنت خالتي لليوم ماسكتها لأنها تعرف انه ما في شي ينرفزني غير هالشي ، بس ! هذا كل شي .
انصدم [ مُراد ] من حديثها ، و طول تلكَ الأيام كان يحس ببعض القهر ، في النهاية كانت ابنة خالتها تمزح ، في الحقيقة أحَّس الآن أنهُ أحمق .. أحمقٌ كبير .
أردفت [ رشـا ] بكذب : كنت أحسبك مُراد ، مراد أخوي !
قالَ بتساؤل : أخوك ؟
ردت على سؤاله : أيوا ، ترك البيت من كم سنة و ما نعرف عنه شي ! .
لم يعرف ما الذي يقوله لها ، فباعتقادهِ أن الشخصِ الذي غابَ لسنوات لا يمكنهُ العودةُ أبداً ، فهّز رأسه بحركةٍ تعني أنه قد فهم ، بعدها أردف : اوكِ .. بشوفِك .
و ذهب دون أن يسمع منها أي شيءٍ آخر ،

في ذلكَ الوقت ، أحست [ رشـا ] أنها بالفعل تكّنُ مشاعراً لِـ [ مراد ] .

عـادَ مُراد للواقع ، و فتحَ الصفحةَ التي تليها ، كانت الصفحةُ مزخرفةً بِـ اللون الأسود و بهِ لمساتٌ من اللون الذهبي ، و خطُ الكتابةِ كان باللون الأسود :

[ الرابع و العشرون من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر :
اليوم يا مذكرتي ، ذكرى والدي الحي الميت عادت لذاكرتي من جديد ، في الحقيقةِ أنا أعرفُ أنه والدي ، لكنني أكرهه ، أكرهه كثيراً ، لدرجة ِ أنني أكرهُ كل الأباء الذين هم موجودون في العالم الآن ] .

عادَ [ مُراد ] بذاكرتهِ للوراء ، لليوم الذي كتبت عنهُ [ رشـا ] :
كان يمشيان سوياً في شوارعِ نيويورك ، في وقتِ المساء ، حينما رأى [ رشـا ] تتوقف فجأه ، فَعاد إليها : شصار ؟
ابتسمت بهدوء و هي تؤشر على الصبيةِ الذين يلعبون التنس : تذكرت نفسي ، زمان كنت أعشق شي اسمه تنس ، حتى لما كنت أفشل بالدراسة ، أتمنى أصير لاعبة تنس بدل لا أدرس و أتعب .
قال لها بتساؤل : و ليش لا ؟
ابتسمت من جديد بحيوية : عشان تذبحني أمي !
أختفتِ الابتسامةُ من على وجهها حين قال [ مُراد ] : و أبوك كان رح يسمح لِك ؟
نظرت إليه و ابتسمت ابتسامةً بارده ، و وجهها المُضيءُ أظلم حين قالت : أنا أصلاً ما شفته بحياتي كلها .
صُدم [ مُراد ] من ردها ، فهو لم يكن يعرف و لم يكن يقصد مضايقتها ، لكنها أردفت قبل أن يتكلم ، فقالت : انسى ، عـادي تعودت على بُعده .
بعدها مشت و هي تحس أنَ الدموع تتجمع في عينيها لمجرد تذكرها لِوالدها الحي الميت ، فقالت و هي تركز نظرها للأمام : تعرف ؟ هو راح و وقتها كان عمري سنتين بس ، راح و خلّا لنا وراه فلوس ، كان يحسب أنه الفلوس رح تسكتنا ، بس أنا ما أبغى كل هالفلوس ، أنا أبغاه هو ، أبغى أبوي ! ، هذاك البيت الكبير إلي فيه بس أنا و أمي ما بيهمني ، كثر ما يهمني هو ، كان عادي عندي أعيش بكوخ ، لأنه الفلوس ما تعني لي شي أبداً ! .. أبداً ، أصلاً انت متخيل إلي سواه ؟ ما في أب بالعالم يسوي مثله ، بس هوِ .. هو
أردفت و هي تمسح دموعها بكفّيها : هو صار ميت بالنسبة لي !
لم يكن يعرف [ مراد ] ماذا يفعل ليواسيها ، فهو يعلم أن فراق الأب مؤلم ، مؤلم جداً : أكيد رح تشوفيه بيوم من الأيام ، و رح يعترف بخطأه .
هزت راسها بمعنى لا ، و هي تمسح دموعها مرةً أخرى : لا تهتم بكل إلي قلته .

إلى الآن لا تزال هذهِ الذكرى تؤلمُ قلب [ مُراد ] ، لكنه الآن يريد أن يعرف ، هل رأت [ رشـا ] والدها ، خلال هذهِ السنوات التي لم يلتقيها أو يعرف عنها شيئاً فيها ، في الحقيقة هو لو يستطيع إعادة والدها لها ، لَفَعَلَ حتى بعد ما فعلتهُ له .. في الحقيقةِ هو لا يزال يحبها ، أصعبُ شيءٍ في الحياةِ هو النسيان ، و أبغض شيءٍ هو الحنين !







*

أنتظر ردودكُم ،
الجُزء القـادم ؟ يوم السبت .
أعتذر لكنني لا أستطيع إرسال رسالة في ملفِ الزوّار لأي أحد بسبب ضيقِ الوقتِ لديّ .
[ لـا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي أو دون ذكر اسم الرواية ] .




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-16, 05:55 AM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الغيمةُ الثانية :
حبّةُ المطرِ الأولى :

طوا مُراد تلك الصفحةَ من ذاكرته ، و فتح صفحةً جديدةً من مذكرات رشـا :

[ الخامس و العشرون من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر :
في الحقيقةِ يا مذكرتي ، في آخر يومين لم يكن أحمد على ما يرام أبدا فتارةً يتهربُ من الجلوسُ معنا ، و تارةً يتهرب من الخروج معنا حتى لو كان مكانُ الخروجِ هو مكانه المحبب المكتبة !
و لكنني اليومَ أكتشفتُ سبب كل هذا ، فاليوم خرجتُ وحدي للذهابِ لشراءِ كتابٍ جديد ، و في طريقي رأيتُ أحمد مع فتاة ٍ في نفسِ المكان الذي قابلتُ فيه مُراد لأول مرة ، و ابتسمت قائلةً لنفسي أن هذا المقهى قد يكون هو بدايةُ جميعِ حكايات الحب ، لكنني سحبتُ كلامي حين رأيتُ تلك الفتاةَ تقف و هي غاضبةٌ تقريباً لكن غضبها لم يخفي ذاك الحزن و الندم الذي كان يعلو مُحيّاها !
و أما أحمد فلم تكن واضحةً عليه أيّةُ تعابير حينما كانت موجودة ، لكن حين ذهبت ظَهرت لمحةٌ من الحزنِ على وجهه ، في الحقيقة لم أستطع منع نفسي من سؤاله ، فأحمد بمقامِ أخي ، فلطالما كان يساعدني خِفيةً و جهراً ، فوقفتُ أمامهُ مباشرةً ، فرفع رأسهُ و علامات الاستغراب تعلو وجهه : رشـا ؟
فقلتُ له دون أن أجلس حتى ! : شفيك ؟
ابتسم أحمد : شقصدك؟
فقلتُ : من هذيك ؟ و ليش لما راحت ...
فقاطعني : انسي تراها سالفة طويلة ، و يلا نروح .
في الحقيقة لم يخبرني أحمد بأي شيء مع أنني كنتُ أريدُ معرفةَ ما حصل ! ]

بعد ما أنهى [ مُراد ] قراءة الصفحة جلسَ يفكر هل عرفت [ رشـا ] حقاً قصة [ أحمد ] ؟ أم أنها لا تزال إلى الآن قصةً غـامضة و غير مكتملة بالنسبةِ لها .

الصفحةُ التي تليها :

[ الـسادسُ و العشرون من سبتمبر :
لا أستطيع كتابةَ أي شيء أو وصف أي شيء حتى !
أحس أنني في حُلم ]

ابتسمَ [ مُراد ] ما إن قرأ هذا الكلام ، و عـاد بِذاكرتهِ للوراء :

كانت رشـا واقفةً مع أحد الشُبانِ الذي يدرسون معها ، و من الواضح أنهما كانا يتحدثان و كانت تبتسم معظمَ الوقت ، ما إن ذهب حتى أحسّت بيدٍ تطوِّق ذراعها بقوة ، فقالت : خير ؟
مُراد : لا تكلميه .
رشـا : لا تكون ولي أمري و أنا ما أعرف .
مُراد و من الواضح أنه كان غاضباً : سألتك .. ردي !
فقالت : و لا شي ، بس كان يبغى محاضرات !
أبعد مُراد يدهُ عنها فنظرت إليهِ بحقد : و انت شدخلك ؟
فقال لها بانفعال : لاني أحبك !

في هذا الوقتِ بالذات ، ندمَ [ مُراد ] على تهوره ، أما [ رشـا ] فكانت مصدومة ، مصدومةً للغاية !







*

أنتظر ردودكُم ،
أعتذر على قُصرِ البارت ، لكنني واجهت ظروف طوال الأسبوع ،
فقد انهلّت عليّ دُفعةُ واحدة ..
أتمنى أن تلتمسوا لي سبعين عُذرا .
الجُزء القـادم ؟ يوم السبت .
أعتذر لكنني لا أستطيع إرسال رسالة في ملفِ الزوّار لأي أحد بسبب ضيقِ الوقتِ لديّ .
[ لـا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي أو دون ذكر اسم الرواية ] .




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-16, 05:56 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الغيمةُ الثانية :
حبّةُ المطرِ الثانية :

طوا مُراد تلك الصفحةَ من ذاكرته ، و فتح صفحةً جديدةً من مذكرات رشـا :

[ السابع و العشرون من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عَشر :

في الحقيقةِ يا مذكرتي ، أحِسُ أن السيد مُراد بدأ يقرر بدلاً عني و كأنه مسؤول عني ] !

عاد مُراد بِذاكرتهِ للوراء و هو لا يدري أيضحك أم يحزن ؟ و هذهِ الذكرى تمر في بِالهِ :

كان شخصٌ يحدّث [ رشـا ] بشأنِ الحضور لحفلة يوم ميلادِه ، فرفضت بِلطف ، لكن ذلك الشخص أصّر عليها و هي لا تزال ترفض ، فتدخل [ مُراد ] : رح تجي !
نظرت إليهِ بنظرة استنكار !
بعدها انسحبَ ذلكَ الشخص .
رشـا : ما شاء الله ، و أنا متى قلت إني رح أروح ؟
مُراد : أنا قلت .
رشـا : سيريس لي ؟ و انت من تكون ؟
مُراد بابتسامة ماكرة : أنا ؟ تكلمت لأني متأكده إنِك طول الوقت ملّانة و ما محصلة حد يسليك .
رشـا : و تفسر من كيفك بعد ؟
أردفت و قد طفحَ الكيل : أنا ما أعرف ليش نطيت كذا بِالوسط ، بس الأحسن إنك ما تعيدها ! .

في ذلكَ الوقت لم يُبدي [ مُراد ] أي ردة فعل ، في حين أن [ رشـا ] كانت متضايقةً من الأساس ، ذهبت لِتجلس وحدها بملل مثل ما قالَ [ مُراد ] تماماً ، لكنها اليوم تحس ببعض الضيق ، في الحقيقةِ هي تريد محو هذا الضيق ، و ظنّت أنها بفعلتها مع [ مُراد ] ستمحوه ! لكنها كانت مُخطئة ، أغمضت عينيها و الهواءُ البارد يضرب خديها الزهريانِ بِرفق و يُطيُّر شعرها شِبهَ فاتحِ اللون و هي تتذكر ما حدث في ليلةِ أمس ، حين اتصلت حُـور :
رشـا : وين أمي ؟ أتصل فيها ما ترد .
حور : لو تعرفي بس !
رشـا و هي تُخفي خوفها : شصاير؟
حُور : لا تخافي ، تخيلي بس شتسوي خالتي الحين ؟
رشـا : حُور بلا مصخرة و يلا خلصيني .
حُور : تكلم خطيبة فـارس .
رشـا بعدم تصديق : من ؟
حُور : خطيبة فارس لاه ، محد خبرِك ؟
رشـا : لا ، المهم الحين لازم أروح ، الفِلم رح يبدأ !
حُور بقهر : يا حيوانة ، كل هذا عشان الفِلم ؟
رشا تضحك بدون نفس : يلا بباي .
حور : الله معِك .

بعد ما أغلقت [ رشـا ] الهاتف ظلّت تفكر بِـ خطيبة فارس ! ، تذكرُ أنها منذ يومين رأت في أحلامها أن فارِس قد خطب و هي أحست بقهرٍ و ذرفت بعض الدموع ، لكن الواقع أنها أحست ببعض الضيق فقط و من المستحيل أن تذرف أيَّة دموع مهما كان الثمن ! .
فتحت عيّنيّها المُغمضتين و تجاهلت كل تلكَ الأفكار ، لكن ما فعلهُ [ مُراد ] اليوم ذكرها بِـ [ فارس ] أيضاً ، إذا في أحد الأيام قبل سنوات كانت تقفُ أمام الباب لا لشيء فقط هكذا !
فسمعت صرخةً جعلت قلبها يقفز من مكانه : وين رايحة بنفسك ؟
قالت و هي تنظر لِـ [ فارس ] بِكُره : ما مكان بس جالسة أشوف .
بعدها دخلت و هي تحسُ ببعض الاحراج إذا ما حدث كان على مرأَ أعين نصفِ العائلة ! لكنها ابتسمت لِهذهِ الذكرى ، فمنذ سنتين تقريباً لم يتشاجراً مثلما كانا سابقاً فقد تغيّر كلاهِما ، هي تغيّرت و هو تغيّر ، مع أنّ فرق السن بينهما تقريباً 7 سنوات ! إلا أنهما كانا يتشاجران على أتفهِ الأسباب .
نفضت تلك الأفكار من رأسها مجدداً ، فهي حقاً لا تعلم ما سرُ هذهِ الأفكار الحمقاء التي تأتيها الآن مع أنها متأكدة أنها لا تميل لِـ [ فـارس ] أبداً .

ألقت نظرها إلى الساعةِ الفضيةِ التي تتطوّق معصمها و التي كانت تشير للساعة السابعة ِ مساءً ، فكّرت بأنها من المُفترضِ أن تعتذر لِـ [ مُراد ] و تبدأ صفحةً جديدة في هذهِ الحياة ، تبدأ حياةً مليئةً بِحبِ [ مُراد ] !

قررت الذهاب ليومِ الميلاد ذاك ، لِذا عـادت سريعاً لشقتها ، و كالعادة لم تكن [ ميّادة ] موجودة هناك ، قالت [ رشـا ] : يا حُبها للدوارة !
ذهبت بتجاهِ الخزانةِ و أخرجت فُستاناً أسوداً حالِكاً كمساءها هذا ! ، مُزيناً بِشريطةٍ ذهبيةِ اللون في منتصفهِ ، و تتوزعُ به عدد من الكريستالات ِ الذهبية ، في الحقيقةِ لم تكن راضيةً عن شكلهِ لكنها لا تملك سواه حالياً ! ، فهي تكره ارتداء مثل هذهِ الملابس ، و من سيرتدي مثلها في هذا الجو أصلاً ؟ ذهبت للمكان المُحدد ، ما إن مرت بجانبِ إحدى الطاولاتِ حتى أحسَت بقبةِ يدٍ تطوّق ذراعها ، التفت فرأت شاباً من الواضح أنهُ عربي و من الطبقة المخملية !
قال : اجلسي هنا ، في مكان فاضي .
بدأت تنقل بصرها بين قبضته التي تطوّق معصمها و بين وجههِ ، سحبت يدها منهِ بقوه لكنها لم تفلح في الإفلاتِ منه
قال بغضب : تعرفي من أنا ؟
كانَ الجميع يراقبُ دون أن يتحدث حتى ذلك الشخصُ صاحبُ يوم الميلاد ، فـلا أحد يستطيع الوقوفَ بوجهِ هذا الشاب المتعجرف .
ردت عليه [ رشـا ] : ما أعرف و لا أبغى أعرف .
كانَ على وشكِ أن يرد عليها حينَ أحس بسائلٍ باردٍ يُسكبُ على رأسه ، وقف و هو يقول : بارد !
التفت و رأى [ مُراد ] فأعـادَ تلك الجملةَ التي قالها مُسبقاً لِـ [ رشـا ] : تعرف من أنا ؟
كان كُلُ هذا يحدثُ أمام عينيّ [ رشـا ] التي في داخلها كانت تحب [ مُراد ] و لكنها لا تظهر ذلك ، و هذا الموقفُ عزّزَّ حبه في قلبها ، و أمسكت [ مُراد ] من يديهِ و سحبتهُ جرياً للخارج كي لا تحدث أيَّةُ مشاكل .
قالت [ رشـا ] : انت دايماً تجي بالوقت المُناسب .
ابتسم بغرور : أعرف هذا الشي .
أردفَ [ مُراد ] : بما أنه إلي جاية عشانه خَرَب ، تعالي معي .
قالت بتساؤل : ليش ؟
ابتسم : في شي لازم تشوفيه .

ذهبت [ رشـا ] مع [ مُراد ] و هي طوالَ الطريق تفكر فيما قد يكون ذاك الشيء الذي يريدُ [ مُراد ] أن يريها إياه !
أخذها إلى بيتٍ كبير ، عرفت أنهُ منزله بما أنه من الطبقةِ المخملية ، تبتعتهُ و هي صامته ، دخلا غُرفةً بها العديدُ من اللوحاتِ و التماثيل الفنية أو بالأصح منحوتات !
قالت : ما فهمت !
ابتسم و هو يرفع الغطاء القُماشي الأبيض عن أحدِ اللوحات : تعرفيها ؟
بُهتت [ رشـا ] و خُطف لونها حين رأت أن تلكَ الإنسانةَ المرسومة هي ! ، كانت بالهيئة ِ التي رأت فيها [ مُراد ] أول يومٍ و سكبت القهوةَ على رسوماته !
ابتسمت و هي تقول : حبيتها ، ما توقعت انك ماهر لهالدرجة .
ابتسم و هو ينظر للفراغ : باقي واجد أشياء رح تعرفيها بالمستقبل .
لم تفهم [ رشـا ] مقصد مُراد خصوصاً أنّ هذهِ السنةَ هي آخر سنةٍ لهم و لا تزال في بدايتها و مع الأيام ستقل اللقاءات بينهم لأنها السنةُ الأخيرة لهم في الدراسة الجامعية و هي ليست لعبة !
التفت [ مُراد ] و عرف أنها لم تفهم مغزى كلامهِ فابتسم مجدداً و قال لها : رشا .
التفت إليه [ رشـا ] دون أن تنطق بأيةِ كلمةٍ .
فأردف : وقفي هِنا ، رح أرسمك مرة ثانية .
انصاعت [ رشـا ] لِـ أمرهِ و وقفت و رسمها [ مُراد ] فعلاً !

و عند هذا الحد انتهت ذكرى ذلك اليوم ، وضعَ [ مُراد ] دفتر المذكرات الخاصِ بِـ [ رشـا ] على الطاولةِ التي أمامه و ذهب متجهاً لِـ زاويةِ الغُرفة و أخرج صندوقاً متوسطَ الحجم ، و كشف عن الغطاء ، فأخرج تلكَ الصورةَ التي رسمها ذاك اليوم ، [ رشـا ] بفستانها الأسود كانت جميلةً جداً كَالملاك و ابتسامتها كالجنةِ تماماً .. قد لا تكون [ رشـا ] بجمال [ سوزان ] لكنها فعلاً تملك جمالاً غريباً و نادراً .











*

أنتظر ردودكُم ،
الجُزء القـادم ؟ يوم السبت .
أعتذر لكنني لا أستطيع إرسال رسالة في ملفِ الزوّار لأي أحد بسبب ضيقِ الوقتِ لديّ .
[ لـا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي أو دون ذكر اسم الرواية ] .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-03-16, 08:06 PM   #10

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



* عُذراً على التأخير

الغيمةُ الثانية :
حبّةُ المطرِ الثالثة :

ابتعدَ [ مُراد ] من عندِ الصندوق بعد أن أعاد الصورةَ لمكانها ، و أطلَ على السماءِ من النافذةِ الطويلةِ الزجاجية ، كانتِ السماءُ حالكَةً و الغيوم الكَثةُ نسجت من خيوطها السوداء قُبعةً للقمرِ ، و فجأةً اسدلت الغيوم ستارها ، فتقّطع نسيجُ القبعة و تساقطَ على شكلِ حباتِ مطر و على اثرها قَرَعَت الطبول الرعديةُ ايقاعها ، و البرق بدأ يغمِز للأرض ! ، و ثانيةً بعد ثانية و المطر يشتد غزارةً ، أغمض [ مُراد ] عيّناه و ارتسمت على شفاهِهِ ابتسامةٌ صفراء مُحاصرة بين السعادةِ و الحُزن ! و عادَ بذاكرتهِ للوراء لِـ الثامن و العشرين من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر ، حينما كان يمشيان هو و [ رشـا ] سويةً فهطلَ المطر ، فأمسك يدها و ركضا معاً نحو الأمان ! .
فتحَ [ مُراد ] عيناهُ سريعاً و هو يحاولُ قتل ذكريات [ رشـا ] !
طرد شعورَ الحنين الذي اجتحاهُ و ذهب ليكمل مذكرات [ رشـا ] ، أخذَ المذكراتِ و جلس بالقربِ من النافذة ، لأن منظر الغيومِ الرماديةِ المحمّلةِ بالمطرِ تذكره بعينيّ [ رشـا ] ، في الحقيقةِ كان [ مُراد ] يناقضُ نفسه ! ، فتارةً يقول انه سيدفن ذكريات [ رشـا ] و تارةً يسوقُ نفسه بنفسه إلى حجيم [ رشـا ] التي تعتبر السبب الأول في تحطم قَلبِه !
تجاهل كل المشاعر و فتح الصفحةَ التي وصل إليها ، و تجاهل الصفحةَ الثامنة و العشرين لأنه يعرف محتواها ! ،
[ التاسع و العشرين من سبتمبر لعام ألفين و أحد عشر :
في مثلِ هذا اليومِ من ربيعِ ألفٍ و تسعمائةٍ و ثمانيةٍ و ثمانين ، جئت كزائرةٍ على هذهِ الحياةِ ، في مثل هذا اليوم بكيتُ لأول مرةٍ و أبصرتُ الدنيا لأول مرة ! ]

عودةٌ لذلك اليوم :
مرّ صُبحُ اليومِ كعادته ، إلى حين رأت [ ميّادة ] عصرَ اليوم ،
فسألتها و هي حائِرة : وين أحمد و مراد ؟
فَردت [ ميّادة ] : و أنا شعرفني ؟ ، تعالي معي .
تساءلت [ رشـا ] باهتمام : وين ؟
أمسكتها [ ميّادة ] من يدها و سحبتها معها .
رشـا : اوكِ انتظري ، وين رايحين ؟
لم تجب [ ميّادة ] على سؤالها ، فانصاعت لأوامر [ ميّادة ] ،
فجأةً وقفتا أمامَ مطعمٍ راقٍ و معروف .
رشـا : شنسوي هنا ؟
و مرةً أخرى تجاهلت [ ميّادة ] ذلك و سحبتها ، كانت مُنكسةً رأسها و هي تفكر باللذي من الممكن أن يكون قد حصل ! ،
رفعت بصرها حينما أحسّت أنها صدمت بِـ ظهر [ ميادة ] ، لم تصدق ما رأته عيناها ، إذن هم لم ينسوا يوم ميلادها ، احتضنتها [ ميّادة ] و هي تقول : كُل عام وانتِ بخير !
في الحقيقةِ لم تكن [ رشـا ] تتوقعُ أنهم يعرفون يوم ميلادها !
ف مرت الدقائق سريعاً ، إلا أن حان الليل ، و استلقت على سريرها وهي تضع ذراعيها تحت رأسيها و عيّنيها اللتين بِلونِ الليل مُرتكزتانِ لأعلى ، و ابتسامةٌ صادقةٌ مرسومةٌ على شفاهها !، و هي تعودُ بذاكرتها للوراء ، لِما قبل 10 سنوات بالضبط ، ليومِ ميلادها الثالث عشر :
في ذلكَ الوقتِ ، كانت كعادتها مستلقيةً على سريرها الدائري و يداها تطوّقان أقصوصةً للكاتب العظيم " غـازي القصيبي " ، حين جاءَت [ حُور ] :
ما تسمعي انتِ؟
التفتت [ رشـا ] و هي تضعُ الفاصل الورقي على الصفحةِ التي وصلت إليها : شاللي صاير؟
حُور : فـارس جاء و كان يسأل عنك .
رشـا : و الحين راح ؟
حُور : أيوا .
في تلكَ الفترةِ كانت علاقةُ [ رشـا ] و [ فراس ] كعلاقةِ القطِ و الفأر المشهورين ! ، فنزلت حباتَ الدرج اللولبي سريعاً ، قالت بتسائل لأمها : أمي ، خبرك فارس شيبغى مني ؟
قـالت أمها و هي مندمجةٌ بالهاتف : لا بس جاء يقول لِك كل عـام و انتي بخير !
اتسعت مقلتيّ [ رشـا ] من الدهشةِ و السعادةِ في آنٍ واحد ، بعد ساعةٍ بالتحديد ، نزلت من غرفتها مجدداً فرأت [ فـارس ] و أمها و [ حور ] و أمامهم صحنٌ من البطيخ غير المقصوص ! ، فقال [ فارس ] : رشـا تعالي قصيه بدال الكيك .
قالت [ رشـا ] : تستخف دمك يعني ؟

و استمرَ باقِ الحديث كَ نوع من المُزاح ، ابتسمت رشـا و هي تعودُ للواقعِ ، لكن الابتسامةَ سرعان ما تلاشت حينما استقرّت عيناها على الصندوقِ الذي يحمل هدية [ مُراد ] ففتحته ، و تفاجئت لما رأت ، كان قلماً يتيماً باللون الأسود مع ورقةٍ مطويةٍ ، حين فتحتها قَرأت :
[ عـشان مرة ثانية لا تشتحي أقلام من الناس بوسط المحاضرات ] ..
لا تدري لماذا ابتسمت عندما قرأت الكلام ، كانت على وشكِ أن تفتح الصندوقَ الذي يليهِ حين سمعت صوتَ الجرسِ يُقرع ، فذهبت و فتحت الباب ، فلم تجد أحداً ، كادت على وشكِ إغلاقِ الباب حين رأت صندوقاً موضوعاً على الأرض ، و من الأعلى مكتوبٌ عليهِ [ رشـا ] ! ، أمسكتهُ بكلتا يديها و قد كان كبيراً جداً و ثقيلاً فأغلقتِ الباب برجلها ، و استقرت على الأريكةِ المُنفردة ، ففتحهُ و رأت دُميةَ دُب كبيرةً بيضاءَ اللون ! ، ابتسمت بسعادة ، كانت تتمنى الحصول عليهِ منذ 6 سنواتٍ تقريباً لكنها كانت تخجل لِكبر سِنها ، في الحقيقةِ تجمعت الدموعُ بعينيها و هي تتذكرُ أنّ أخاها قد وعدها بِه قُبيل اختفاءِهِ المُفاجئ ، لكنها تجهلُ كيف عرف [ مُراد ] بهذا !
الأهمُ أن ذلِك اليومَ قد أنتهى بِكلِ خَير ٍ .
طوى مُراد تلكَ الصفحةً و بدأَ بأخرى جديدة و قد كانت الساعةُ لا تزال تشير للعاشرةِ و النصف ! ، أحس [ مُراد ] أن الوقتَ بطيء ، لكنه تجاهل ذلك و صبّ تركيزهُ على الصفحةِ البيضاءِ المكتوبةِ باللون الأسود و المزخرفةِ بالفضي و كانَ أسلوب الكتابةِ مختلفاً ، مما يدل على الحزن ! لأن التاريخ و اليوم مفقودان ! :
[ اليومَ رأيتني أحدثُ أحدهم ،
فما إن رأيتني حتى أشحت وجهكَ و قُلت لي : " ءأنا البديل؟ " ،
حينها و لِأول مرة لم أبرر لك أي شيء ، لم أقل لك من يكون ذاك و لماذا كنت أحادثهُ ،
لم أقل شيئاً لأنك في الحقيقةِ لم تثق بي !
فَ و بكل شجاعةٍ و لأول مرة ، ذهبت و أنا أجر ذيول الحزن
حزنت لأنك لا تثق بي ]

أخرج [ مُراد ] الهواء الذي تنفّسهُ بشيءٍ من الألم ، و عـاد بذاكرتهِ للوراء :
كان ذاهباً لرؤية ِ [ رشا ] فرآها مع شـابٍ فارعِ الطول ، أبيض البشرة ، غامقِ العينين و فاتحِ الشعر ، رآها و هي تحتضنهُ بعدها ابتسمت له مودعةً ، فتوجه لها [ مُراد ] قائلاً : يعني أنا حاطتيني الاحتياطي ؟
في ذلك الوقت ابتسمت له [ رشـا ] ابتسامةً صفراء و وجهها لا يوحي بشيء سوى الكثير من الاعتزاز و لم تنطق بأية كلمةٍ ، مما زادَ [ مُراد ] افتزازاً فقال ناطقاً : ما توقعتك كذا .
فَلم تقل شيئاً أيضاً و لم تُبدي أيّة ردةِ فعلٍ ، فقط ذهبت في سبيلها ، و هي تجر ذيولاً من الخيبةِ و القهرِ وراءها بدون أن تنطق ، احتفظت بما تشعرُ به ، صحيحٌ أنها تحبُ [ مراد ] و [ فارس ] ليس سوى أخٍ من رحمِ الصداقةِ لم تلدهُ أمها اشتاقت إليها و اجتاحها الحنين إليه ، لأنها فقدت صوتهُ و نبرته الغاضبةَ عليها و أحياناً المستفزةَ لها .
بعد دقائق جاء [ أحمد ] فسأل [ مُراد ] : شفت رشا ؟
قال أحمد بنوعٍ من السَرحان : لا .
قفال [ أحمد ] : متأكد ؟
أومأ [ مُراد ] رأسهُ بالإيجاب .
و لكنَ القصة لم تنتهِ هنا كما ظنّ البعض لوهله ، فقط انتهى هذا اليوم الذي حَمل قدراً كبيراً من الألمِ للاثنين ، و كان [ مُراد ] حينها نادماً لأنه لم يركز في ملامحٍ وجه ذلك الشاب لأنهُ كان سيتلف تقاسيم وجهه !

قرأ مُراد في الصفحةِ التي تليها :
[ الأول من أكتوبر لعامِ ألفين و أحد عشر : ]
أيّ بعد يومين من تلكَ الحادثةِ المشؤومة :
[ الأول من أكتوبر لعامِ ألفين و أحد عشر :
ذاتَ يومٍ مُقمر ، خرجت أتأمل القمر بدونِك ، رأيتُ انعكاس صورتي على بركةِ الماء التي تنعكس عليها النجومُ ، رأيت حينها أنك سلبت منيَّ حُمرة الوردِ التي كانت تكتسي وجنتيّ ، و استبدلتها بِصفرةِ الزعفران البائسة ، و سرقت جمّال عينيّ و جمال ابتسامي ، و لم تُبقي لي سِوى عينين باكيتين كالجمرِ ، و ابتسامةٌ شاحبة . ]

في ذلكَ الوقتِ خرجت [ رشـا ] و قد كانت السماء سوداءَ فاحِمة ، و القمرُ مختبئٌ خلفَ الغيوم ، و الأشجار تتراقص على أنغامِ الرياحِ الناعمة ، فَذهبت سيراً على الأقدامِ لأحد الأماكنِ القريبةِ محاولةً نسانَ نظرات الشك في عينيّ [ مُراد ] ، فجأةً بدأت السماءُ تمطرُ مطراً كالرصاصِ في قوته ! ، فحملت نفسها و هي تحاولُ العودةَ لِمسكنها ، كانَ المطر يشتد غَزارةً و قبلَ أن تصل ، بدأ المطر يقلُ شيئاً فشيئاً إلى أن توقف ، و عـادت إلى المنزلِ حين رأت [ ميّادة ] و معها [ أحمد ] و [ مُراد ] ، ألقت السلام و لم تعرهم أيّ اهتمام ، فقط جلست بينهم بصمت ، إلى أن رنّ هاتفها و أجابت فقط بِـ : أوكِ ، بشوفك ، جاية .
بعدها سألتها [ ميّادة ] : وين رايحة ؟
أجابت [ رشـا ] و هي تمسك مقبض الباب : بشوف مُراد .
بعدها خرجت سريعاً حين قال [ مراد ] : من مُراد؟
قال [ أحمد ] : أخوها !
انصدمَ [ مُراد ] و ظهر ذلك على ملامحهِ .
فسألته [ ميّادة ] بِشك : صاير شي ؟
أجابها باقتضاب قائلاً : لا .


*

أنتظر ردودكُم ،
الجُزء القـادم ؟ يوم السبت .
أعتذر لكنني لا أستطيع إرسال رسالة في ملفِ الزوّار لأي أحد بسبب ضيقِ الوقتِ لديّ .
[ لـا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي أو دون ذكر اسم الرواية ] .


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:03 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.