13-01-16, 10:35 AM | #1 | |||||||||||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| حبات مطر من غيمة الشتاء / للكاتبة غيمة كبرياء ، مكتملة
التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 27-09-16 الساعة 10:53 PM | |||||||||||||
13-01-16, 10:37 AM | #2 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| رواية : حبات مطر من غيمة الشتاء ..للكاتبة : | غيمة كبرياء | . رواية : حبات مطر من غيمة الشتاء .. للكاتبة : | غيمة كبرياء | . ** المقدمة : هو شتاءٌ تغيّرت فيهِ أنا ، هو شتاءٌ كُسر فيه كبريائي و حُطِّم فيه غروري ، هو شتاءٌ نزع بقسوتهِ تاج الجمال من على رأسي ، هو شتاءٌ فقدتُ فيه نفسي ! . ** أعرف حدود ديني و لا أحتاج مناقشةَ فيها . موعد الجُزء حالياً : غير محدد . التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 29-02-16 الساعة 04:40 PM | ||||
13-01-16, 10:37 AM | #3 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| الغيمةُ الأولى : حبّةُ المطرِ الأولى : في يومٍ ديسمبري مُقمر و بارد بدأتِ الحكاية و انتهت ! قُرعت بابُ غرفة السيدِ الصغير مثل ما يُسمى ! ، فدخل الخادم و قال : " استاذ ، هذا الظرف وصل لك " . فحرّك السيدُ الصغير رأسه بالإيجاب ليخرجَ الخادم ، وقف بعد أن كان جالساً على الكنبِ البني المزُخرف خشبهُ الجانبي ، ظلّ يقلب المُغلّف و هو يفكر ماذا عساهُ يحوي ؟ فتحهُ فبدت علاماتُ الاستغرابِ و هو يرى دفتراً رمادياً متوسط الحجم مُزخرفاً بزخارف بيضاء ناعمة ! كان شيءٌ ما في داخلهِ يخفقُ بشدة و يُخبرهُ أن هذا الدفتر الجميل يخصُ " رشـا " لكن عقلهُ ينفي هذا ! . وجّه نظرهُ للساعةِ المعلقةِ على الحائط ، كانت تشيرُ إلى الساعةِ العاشرة ، بعدها بدأ يقلِّب صفحاتِ الدفتر بشكلٍ سريع كانت كُل صفحةٍ تختلف عن الأخرى في لونِ الخط و لونِ الزُخرفة المرسومة على طرفِ الصفحة ، توّقع أنه سينهي قراءتهُ كاملاً بحلولِ الفجر . جَلس على الكنبِ البني الفاتح مُقابلَ الشرفة المفتوحة ِ و النسيمُ العليل يصطدمُ به .. فتح أول صفحة و كان مكتوباً عليها بخطٍ عريض : وُلدت لأموت ! كان يريدُ بشدةٍ أن يعرف من هو مالكُ هذا الدفترِ ؟ و لماذا أرسله ؟ و في هذا اليوم بالذات ؟ و في هذا الوقت شبه المتأخر ؟ لكن السبيل الوحيد لمعرفة الإجابة هي أن يُكمل قراءته ، ففتح الصفحة التي تليها كان المكتوبُ بخطٍ جميل و واضح بلونٍ زبرجدي : [ الأول من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر : مُذكرتي الجميلة : هذا اليومُ هو أولُ يومٍ أذهبُ فيه للعاصمة الأمريكية ، و أنا أعلمُ أنني سأحتاج لأشهر أو سنوات لأتأقلم مع الناس ، في الحقيقة .. أنا أكرهُ الأشياء الجديدة ، و أحبُ كل شيءٍ قديم ، و أحب الاحتفاظ بذكرياتي ! اليوم عندما كنتُ في ذاك الكُوفي شوب ، أوقعتُ كوب القهوة الخاصِ بأحدهم على الرسمةِ الخاصةِ بهِ أيضاً ! ، اعتذرتُ له و لكنني ندمت لهذا ، فقد كان شاباً أحمقاً و متعجرفاً و متعالياً أيضاً . ]. ضحِك مُراد على الكلمات التي وصفتهُ بها و عاد أيضاً بذاكرتهِ للوراء ، لأول لقاءٍ جمعه بِـ [ رشا ] ، لم يصدمها و تتساقط كُتبها و يحبها من النظرةِ الأولى ! ، لا كان لقاءً نادراً و غريباً .. غريباً للغاية ، ابتسم [ مراد ] و هو يتذكر أحداث ذلك اليوم الجميل : في الكوفي شوب : كانَ [ مُراد ] هاوياً للرسم ، لذا كان يرسمُ في كلِ مكانٍ يذهب إليه ، كان يرسم لوحةً جميلة على ورقةٍ متوسطة الحجم و القهوةُ السوداءُ بجانبه حينما مرت فتاةٌ و هي تلف وشاحاً أسوداً على رقبتها ، نزعته لتضعهُ جيداً لكنها بدلاً من ذلك ضربت كوب [ مراد ] فأنسكب على اللوحة ! اتسعت مُقلتاها السوداوان و هي ترى القهوةَ تبلل الورقة و الحبر يبهت و الكوب واقعٌ على الطاولة و مكسورٌ طرفُه العلوي . قالت و هي ترتجف خوفاً ، لا شك أنه سيقتلها ، قالت بالانكليزية : أنا آسفة ، لم أكن أقصد ! رفعَ رأسه و وجهه خالٍ من أي تعبير ، قال بنبرةٍ جافة : ليست مشكلة . و ابتعد ، ابتعد من دون أن يسمع منها أي شيءٍ آخر . بعدها ذهب مُراد لجامعته ، و كالعادة رأى ميّادة و أحمد ينتظرانه ، بسطت ميّادة يدها لأحمد و قالت : وين رسمتي ؟ بدأت علاماتُ الاستياءِ تطغى على وجهِ مُراد : في وحدة بالكوفي شوب ، من غباءها كبت القهوة على الرسمة . ميّادة باستياء : لو شفتها بكسر لها راسها ! قال أحمد : فكري بطريقة تدل على انك بنت ، ما كل وقت أكسر و أقتل و اذبح ، و بعدين يمكن رح تشوفيها بيوم من الأيام ، بس وقتها ما رح تكسري لها راسها ع قولتِك . ميّادة : ليش؟ أحمد و هو يبتسم : مُراد ما رح يسمح لك ، لأنه من يعلم يمكن بذاك الوقت تكون هذي البنت جُزء من حياته . ميّادة : انت مجنون . مُراد : شكلها الأفلام مأثره عليك واجد .. انقلع قدامي ! . أدركَ مُراد الآن أنا أحمد كان مُحقاً ! ، كان مُراد يقول دائماً أنها صُدفة لكن أحمد شخصٌ لا يقتنع بشيءٍ يُسمى صُدف لذا كان دائماً يقول : [ ما في شي في الحياة اسمه صدفة ، كل شي صار لسبب ] . بعدها طوى مُراد هذهِ الصفحة و قرأ التي تليها : [ الثاني من سمبتمبر لعام ألفين و أحد عشر : مذكرتي الجميلة .. اليومَ ذهبتُ للجامعةِ أيضاً لكن الوضع هنا مختلف عن الثانوية ! فهناك في الثانوية كان أصدقاؤنا معنا ، أما هنا ؟ قد نموت و لن نجد أصدقاء صالحين ، و قد نجدُ و لكنهم في أغلبِ الأحوال لمصلحة كالدراسة ِ أو السكن ! ، هنا لا نستطيع أختيار أصدقائنا كما في المدرسة ، هنا الشريكُ في السكن صديق ! و من نضطر للذهاب عنده لشرح شيءٍ ما صديق ! ، في الحقيقة مِقتُ هذهِ الحياة و أريدُ العودةَ لوطني ، صحيح أن هذا اليوم ليس سوى ثاني يوم ، لكنني لم أستطع التأقلم ، خصوصاً أن هذهِ الجامعة جمعتني بذاكَ المتعجرفِ مرةً أخرى ! ] . عاد مُراد بذاكرتهِ للوراء للمرةِ الثانية ! في منتصف ِ المحاضرة ، التفتتِ الفتاة الجالسة بجانبه و قالت له : ممكن قلم ؟ لأول مرة ينظر إليها فكانت هُنا الصدمة : انتي ؟ قالت هي : تتكلم عربي؟ قال: لا هندي ! .. خذي و أعطاها القلم . في الحقيقةِ كان مراد عندما يتذكر هذا الموقف يبتسم ، لأنهُ كان يحس أنه موقف غبي ! و سخيف ! قرر مُراد أن يقرأ الصفحة التي تليها : [ الثالث من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر : أتعلمين يا مذكرتي ؟ ذاك المتعجرف سائقُ تاكسي ! ، في الحقيقة مع أنني أكرهُ الاعتراف بهذا لكنني سأعترف ، لم يكن من الواضح عليه أنهُ سائق تاكسي ، فكل شيءٍ فيه كان يدلُ على أنه من أسرةٍ غنية ! ] . تذكر مراد و ضحك بشدة ، مع أنه عندما كان يتذكرُ هذا الموقف في الماضي كان يحقدُ على رشا : [ كانت متأخرةً على الجامعة ، فجلست تلّوح بيديها لتوقف أي سيارةِ أجرة بسرعه ، بعدها توقفت احد السيارات و أخبرته بالمكان ، بعد لحظات عندما رأت وجههُ صدفةً ماتت ضحكاً ! : انت تسوق تاكسي ؟ قال مُراد باستياء : انطمي . كانت رشا لا تسخر منه لأنه يقودُ سيارة أجرة ، في الحقيقة لا تدري لماذا ! أما مُراد عندما أوصلها قال لها بدونِ نفس : انقلعي ! أما هي فنظرت إليه بنظرات حقد و نزلت ! في الحقيقة سيارةُ الأجرة هذه لم تكن لِـ مُراد بل لأحد أصدقاءه و لكنه كلّفه بقيادتها إلا أن يعود ! * انتظر ردودكُم و نقدكم . | ||||
16-01-16, 02:24 AM | #4 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| الغيمةُ الأولى : حبّةُ المطرِ الثانية : طوى مُراد تلكَ الصفحة و فتح التي تليها ، كانت مُزخرفةً على الهامش بلونٍ رمادي مختلطٍ بوردي ، و لونُ خطِ الكتابةِ كان أزرقاً ! ، تعجّب مراد عندما وقعت عيناهُ على هذه العبارة : [ السابع من سبتمبر لعام ألفين و أحد عشر ] من الواضح أنها لم تكتب أي شيءٍ في الأيام الثلاثةِ الماضيةِ ! ، لِذا أكمل : [ مذكرتي الجميلة .. لم أكتب طيلة المدة السابقة ، لأن الحمقاءَ التي تقبع معي في السكنِ قد أضاعتكِ ، في الحقيقة أنا أقدّس الخصوصية بشكل كبير ، و لا أحب لأي أحد أن يمس أشيائي حتى لو كان هذا الـ"أحد" هو أمي .. بالمناسبة ، في الأيامِ الأخيرة أصبحت أتأخرُ كثيراً ! ، و اليوم صادفتُ ذاك صاحب التاكسي ، بما أنه أصبح يظهر في أيام حياتي بشكلٍ كبير ، سأدعوهُ " الشوفير " ، فاليوم رأيتهُ مجدداً ، و لم أنتبه له إلا في نهايةِ المسافة لأنني كنتُ أحدث أمي بالهاتف ] ! ضحك [مُراد] بشدة على لفظِ " شوفير " ، بعدها ككل مرةٍ عاد بذاكرتهِ للوراء .. [ في ذلكَ اليوم كانت [ رشـا ] تمشي في باحةِ الجامعةِ الضخمة ، حينما رأت [ مُراد] فجأة و قالت لأمها التي كانت تحدثها بالهاتف و هي تضحك : يا أمي ، قلت لك ألف مرة ما لازم تفتحي موضوع الشوفير مرة ثانية ، هنا في واجد ، لو كنت أبغى كنت حصلت ] في ذلكَ الوقت كان [ مُراد ] يريدُ كسر رأسها لأنه يظن أنها تعدت حدودها بوصفهِ شوفير ! الصفحة التي تليها : [ الثامن من سبتمبر لعام ألفين و أحد عشر : مذكرتي ، اليوم عندما كنتُ أمشي في الشارع ، رأيتُ إعلاناً لِـ إستئجار شقة ، في الحقيقة أظنُ أن هذهِ الفرصةَ جاءت بنفسها لي ، لذا أتصلتُ بذاكَ الرقم ، و بعدها رأيتها و أظن أنني سأنتقل إليها غداُ ] . من ذكريات مُراد : كان الأصدقاءُ الثلاثة مجتمعين كعادتهم : ميّادة : أنا رح أروح ! أحمد : باقي محاضرتين ! ميّادة : رح ألحق عَ الثانية ، بس لازم أروح . في ذلك الوقت لم يكن [مُراد] يعلم ، أن [ميّادة] بفعلتها هذهِ ستقلب حياتهٌ رأساً على عقب . و [رشا ] أيضاً لم تكن تعلم أنها بانتقالها لهذهِ الشقة ستقلب حياتها رأساً على عقب ! بعد أيامـ .. [ 12/9/2011] .. كانت [ميّادة] تتحدث مع فتاة و هي تعطي ظهرها لِـ [أحمد] و [ مُراد ] ، فاقتربت منهما هي و من معها ، ما إن وقعت عينيّ [ رشا ] على [ مُراد ] حتى صُعقت من هولِ الصدمة و قالت : الشوفير ! ما إن سمع [مراد] تلكَ الكلمة حتى رفع رأسه و أصابه ما أصاب [ رشا ] : انتي شاللي جابِك ؟ ميّادة باستغراب : تعرفوا بعض ؟ مُراد و رشا في وقتٍ واحد : لا ! أحمد بعد تفكير : انتي الي خربتي رسمته ؟ رشا فتحت عينيها من الصدمة : كيف عرفت ؟ أحمد : لأنه مُراد بالأساس نادراً يعامل حد بهذا الأسلوب . قطع [ مُراد ] كلامه و قال : أنا رايح ! فوقف [أحمد] ليلحقه ، رشا : إي أحسن ! [ ميّادة ] تسأل بعد أن ذهب [مُراد ] و برفقته [ أحمد ] : كيف عرفتي مُراد و شسالفة الشوفير ؟! أخبرتها [ رشا ] كل شيء مما جعل [ ميّادة ] تضحك بشدة : أحس قصتكُم بدايتها غبية و غريبة ! رشا بِـ استنكار : قصتنا ؟ ، شكلها الأفلام مأثره عليكِ ، هذي كلها صُدف و بس ! . و في هذا اليوم كتبت [ رشـا ] : [ في الحقيقةِ يا مذكرتي اليوم صُدمت كثيراً ، فذاك الأحمق هو أحد أصدقاء ميّادة ! ، و يُدعى " مُراد " أعتقد أن هذا الأحمق لا يستحقُ هذا الاسم ] . هُنا ضحك َ [مراد] و هو يتذكر كل مرةٍ كانت تقولُ لهُ فيها : [ انت المفروض ينادوك الشوفير لأنه هالأسم ما يناسب أمثالك ] كانت تقصد اسم مُراد ، كانت [ رشـا ] تحبُ هذا الاسم كثيراً ، و الجميع لاحظَ هذا ، لكن في ذلك الوقت لم يكُن [ مُراد ] يعلم سبب حبها لهذا الاسم ! . قرأ مُراد الصفحة التي تليها ، كان خطُ الكتابةِ أسوداً و لون الزخرفةِ الطولية المرسومة على الهامش أزرقاً .. أزرقٌ فيه لمحات من اللون الأصفر و الفضي ! : [ الخامس عشر من سبتمبر لعام ألفينِ و أحد عشر : في الأيامِ الثلاثةِ الماضية اعتدتُ على وجودِ ذاك " الشوفير " المغرور ، و اليوم فُزتُ في مسابقةِ الجمال ، في الحقيقة هذهِ هي المرةُ الأولى التي اسمع فيها عن هذهِ المسابقة الغبية ! ، أهي الغبية أم أنا ؟ في الحقيقة لا أستطيع الكذب لقد سُعدت بهذا ، صحيحٌ أنني لست فائقةَ الجمال ، و لكن قيل لي أنني أملكُ جمالاً غريبا ] . بعدما انتهى [ مُراد ] من قراءة المكتوب كان يقول لنفسهِ : كل شيءٍ فيكِ غريبٌ يا رشا ، جمالكِ غريب ، أسلوبكِ غريب ، حتى نبرةُ صوتكِ غريبة ! ، و المواقف التي جمعتنا غريبة ! . الصفحةُ التي تليها كانت مختلفةً جداً و غريبة ، لا يوجد بها أي زخارِف و المكتوب كان بقلمِ الرصاص ! و التاريخُ كتب بالأرقام : [ 17/9/2011 .. سوزان المُتبجحة ، انسانة جديدة غزت حياتي ] ! مرَ طيفُ أول موقفٍ جمع [ سوزان ] ذاتُ الشعر الأشقرِ و العينين الخضراوين بِـ [ رشـا ] ذاتِ العينين السوداوين و الشعر شبه الفاتح : كانت [ رشا ] تجلس مع [ ميّادة ] و [ مُراد ] و [ أحمد ] كما اعتادوا ، حينما جاءت [ سوزان ] و وقفت بطولها الفارع أمام [ رشا ] : مرة ثانية لا تتحديني ! [ رشا ] لم تكن تفهم ، فَسألت [ ميّادة ] : من هذي؟ فَ أجابت : هذي سوزان ! ، فازت بمسابقة الجمال لسنتين متتاليات . نظرت إليها [ رشا ] و قالت : أولاً أنا ما أعرف كيف اختاروني ، ثانياً هذي المسابقة ما تهمني ! قالت [ سوزان ] بتكبر واضح : و أنا بعد ما أعرف كيف أختاروكِ . فهمت [رشا] مقصدها ، لذا قالت : امسحي كيلو المكياج الي بوجهك بعدين تكلمي . صُدمت [ سوزان ] من ردِ هذه الفتاة ، فانصرفت و لكنها وضعتها في أعلى قائمة أعداءها ! * آراءكم ؟ و أعتذر على قُصر الجُزء ، و إن شاء الله الجُزء القادم رح يكون على يوم الثلاثاء أو الأربعاء القادم ، لأنني مسافرة =) | ||||
27-01-16, 10:03 PM | #5 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| الغيمةُ الأولى : حبّةُ المطرِ الثالثة : [ الثالث عشر من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر : اليومَ حدثَ شيءٌ غريب ، لم أكن أعرِف ما هو ، أحسست بشعورٍ غريب لم أعرف مـا هو ! ، فَ اليوم كدت أن أموت إن لم يأتي ذاكَ المتعجرف لمساعدتي ] .. بعيداً عن ذكريات ِ [مُراد] ، و مذّكرات [رشـا] : من أحد شوارِع نيويورك بدأتِ الحكاية ، في الساعة الـ10 مساءً ، كانت [ رشـا ] تمشي في الشارعِ لتعودَ لِشقتها لِوحدها بعد أن تركتها ميّادة للذهاب مع أحمد لزيارةِ أحد أهلهما ، كانت تمشي بدون أن تنتبهَ للسيارة القادمة ! ، فتحجّرت كالتمثالِ في وسطِ الطريقِ حينما رأت السيارة تقترب نحوها ، فأغمضت عيناها محاولةً تخفيف ما سيحدث على نفسها ، لكنّ شيئاً ما سحبها و أعادها للخلف ، ففتحت عينيها و رأت أن ذراعيّ [ مُـراد ] محيطةٌ بها و وجهها قريبٌ بعضَ الشي من وجهه ، لا يفصل بينهما سوى القليل . لكن صرخـةً من [ مُراد ] أيقظتها من أثر الصدمة حينَ قال : عميا انتِ ؟ ما تشوفي ؟ كنتِ رح تموتي . أبعدت نفسها من بين ذراعيهِ بِعُنف حين أدركت القُرب الذي بينهما : و انت شدخلك يعني ؟ أموت ، أحيا ، أنت شعليك ؟ فقال بنفسِ النبرةِ السابقة : أنا سويت هذا الشي عشاني لأنني ... قاطعتهُ [ رشـا ] حين قالت بدهشةٍ بالغة : عشانك ؟ فردَ عليها [ مُراد ] : إي عشاني ، لأنني ما أقدر أتحمل هالذنب ، دام اني أقدر أساعد رح أساعد حتى لو كان هالشخص انتي أو أي حد من أمثالِك . حينها رحلَ [ مُراد ] و في نفس الوقت خرجت دمعةٌ وحيدة من عينيّ [ رشا ] لأنها لم تكن تفهم قصده حين قال [ حتى لو كان هالشخص انتي أو أي حد من أمثالك ] في الحقيقة هذهِ الجملة هي التي أعمت [ رشـا ] ذلك الوقت من أكتشافِ حقيقةِ مشاعرها ، أو بِالأصح هي قد اكتشفتها و لكنها دفنتها بسبب هذهِ الجُملة ! أما في الجانبِ الآخر عند مُراد ، كان مذهولاً مما قاله ، و مما فعله ، فهو في ذلك الوقت لم يكن يرى أمامه سوى [ رشا ] و انّ الخطر يداهما ، كانَ [ مُراد ] قد أكتشف في ذلك الوقت أنهُ يميل بعض الشيء تجاه [ رشا ] في حين أن [ رشا ] كانت تظنُ أن [ مُراد ] يكرهها ! . و في ذاتِ الوقت ، في مكانٍ آخر ، كانَ الغضبُ يعتريها لدرجة أنها تهز رجلها بقوة : ما إن جاء ذاكَ الرجلُ و رأسهُ منكوسٌ حتى صرخت في وجهه : غبي انت ؟ ، أنا دفعت لك عشان تصدمها ، ما دفعت لك صدقة و لا زكاة ، كيف غبي ! قال الرجلُ محاولاً الدفاع عن نفسه : بس يا آنسة ، أنا كنت رح أصدمها لولا مُراد . صعقها الاسم حين سمعته : مُراد ، مُراد الـ.....ـي هو ما غيره صح ؟ هز الرجلُ رأسه بِـ الإيجاب ، قالت بغصب : أول شي المسابقة و بعدين مُراد ! تكلمَ الشابُ العشريني الذي كان قاعداً على الكنبِ البُني المخملي و هو يضع رجلاً على أخرى : أصلاً هو ما حبِك عشان تعتبريها سرقته ؟ ، و بعدين يمكن ما يحبها ! أسكتته بغضب أكثر : انت انطم ، و اردفت و هي تلتفتُ للآخر : و انت ، أنا ما قلت لك اقتلها ، كنت أبغى يتشوه وجهها شوي ، أو ينحرق جزء منها ، تفقد ذراع ، تفقد رجل ، يعني في ألف طريقة لهالشي ! قالَ العشريني مرةً أخرى : سوزان ! ترا كلها مسابقة جمال ما تحتاج لكل هالشي ، و اذا عشان مُراد ؟ صرخت [ سوزان ] في وجهه : نوح سكر لي فمك و انطم ، أنا أعرف إلي أسويه . أكملت صُراخها على الآخر : و انت اذا سامحتك مرة ، ما معناها إني رح أظّل دايماً أسامحك ، فهمت ؟ و خلاص لا تسوي شي ، لأنك غبي ممكن تقتلها و بصراحة بدري على موتها . الصفحةُ التي تليها : [ الرابع عشر من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر : اليوم اضطررتُ للرجوع للوطن لأن جدتي أصابها مـكروه ] . عاد ذكرى هذا اليوم سريعاً على مُراد : رأى [ ميّادة ] قادمة بدون [ رشـا ] فَسألها : عيل وينها الآنسة رشـا ؟ ردت عليه و هي تجلس على الكُرسي : رجعت ! سألها بدهشة : رجعت ؟ وين رجعت ؟ قالت : رجعت ، جدتها صحتها متدهورة ! في الجانِبِ الآخر ، بعد ما يقاربُ 9 ساعات وصلت أخيراً ، و ذهبت سريعاً للمشفى ! ، وصلت في آخر لحظة ، رأت ابنة خالتها [ حُـور ] ، رشـا : كيف جدتـي ؟ حُور و الدموعُ متراكمةٌ في عينيها : حالتها خطيرة ! * أنتظر ردودكُم ، أعتذر على قُصر الجُزء ، لأنني كنت مسافرة ، و ما لي يومين راجعة . | ||||
03-02-16, 08:15 AM | #6 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| الغيمةُ الأولى : حبّةُ المطرِ الرابعة : مرَّ اليوم الذي يليهِ ثقيلاً أسوداً على رشـا ، فهي ستعود مساء اليوم لِـ أمريكا إذا لا يمكنها المكوثُ أكثر خشيةَ أن تُفصل ! ، فجأة دخلت [ حُـور ] بدون أن تطرق الباب ، [ حُـور ] و الدموع متجمعةٌ في عينيها : رشـا ، جدتي ، جدتي صـارت بخير ! قفزت [ رشـا ] من السرير الدائري الملونِ بِـ البنفسجي و الرمادي : الحمدلله ! [ حُـور ] و هي تتقدم لِتجلس على الكنبِ : الحمدلله ، أردفت و هي تتقدم لِتستلقي فوقَ السرير على بطنها و هي تضع كفيها تحت خديها : إلا صح ما حكيتي لي ، شصار معِك هناك ؟ أخبرتها [ رشـا ] بِكل شيء ، فقالت [ حُور ] : حبيت الإنقـاذ الخُرافي ، شكله يحبك ! رشـا : انطمي أحسن ، و بعدين أي حب هذا في أسبوعين ؟ قالت [ حُور ] : عادي يصير ، الحب ما يعرف شي اسمه وقت ! بعدها اردفت بنبرةٍ متساءلة : تتوقعي شاللي رح يصير إذا عَرف فَـارس ؟ غدت ملامح الاستياء ظاهرةً على وجهِ [ رشـا ] : و بعدين معِك ؟ اطلعي من هنا ، لا أذبحِك . انسحبت [ حُور ] و هي في الحقيقة لا تعرف كيف خرج منها ذاكَ السؤال ! بعد لحظات ، ذهبت لزيارةِ جدتها ، في الوقت الذي ذهبت فيهِ [ رشـا ] كان الجميع قد استعد للرجوع للمنزل ، فبقيت وحدها بجانب جدتها ، بعدها أخبرتها أنها ستغادر اليومَ ليلاً ! في فترةِ المساء ، رأت صحيفةً موضوعةً على إحدى الكنباتِ في الصالة ، فأخذت تتصفحها ، فتوّسعت عيناها حين رأت ، شاباً يُشبه [ مُراد ] تماماَ ، و عندما أكملت باقي الاسم ، عرفت انه اخوه ! ، فجأة تذكرت عندما كانت تناديه ِ بِـ [ الشوفير ] و في الحقيقة هو ابن أشهر عائلة تجار في المدينة ! كُل هذا قرأهُ مراد في مذّكرات رشـا ، و لكنَ ذاكرتهُ أعادتهُ للوراء ، ليومٍ يتذكر أحداثه بالتفصيل و هو اليوم الثامن عشر من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر .. في كَفتيريا الجامعة ، كانت [ رشـا ] جالسةَ على إحدى الطاولات حين انضم إليها [ مُراد ] كانت منتبهةً لوجوده لكن آخر جُملة نطقها لا تزال إلى الآن ترن في أذنها و في نفسِ الوقت كانت تتحدثُ على الـهاتف ، حين قالت بصدمة جعلت [ مُراد ] يلتفت لها : فـارس ؟! و في نفس الوقت ضغطت بأذنها على مُكبر الصوتِ من دونِ قصد ، حين سمع [ مُراد ]صوتاً انثوياً يقول : أيوا ، فـارس زوجِك ! في ذلك الوقت أطفأت [ رشـا ] مكبر الصوت و هي تركز على المكالمة ، في حين أن [ مُراد ] تحت تـأثير الصدمة ! إذا كـان يقول لنفسه : فارس زوجها؟ يعني رشـا طلعت متزوجة؟! بس إذا كان صح ليش ما جاء معها ؟! أو كيف أصلاً يعيش بعيد عنها ؟! ، الظـاهر في بينهم شي ! . أفاقَ [ مُراد ] من تفكيرهِ حينما سمع [ ميّادة ] توجه إليه سؤالاً : و انت ؟ سألها باستغراب : شـاللي أنا ؟ ميّادة : ما رح تروح ؟ معنا عَ السينما بما أننا اليوم فاضيين . قال بِهدوء غريب : لا . أردف و هو يقفُ من على الكُرسيّ : و صار لازم أروح . نظرَ إليهِ الجميع باستغراب . عادَ [ مُراد ] للواقع ، ابتسم َ و هو يتذكرَ اليوم الذي عرفَ فيهِ أنهُ يحب [ رشـا ] ، لكن الذكريات تبقى من الماضي و من المستحيل أن تتكرر . طوى تلكَ الصفحة من المذكرة و من ذاكرتهِ في آنٍ واحد ، [الثالثُ و العشرون من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر ، في الحقيقةِ يا مذكرتي ، تغيّر ذلك الأهوجِ يقلقني ! ، لا أدري ما الذي أصـابه ! ، في هذهِ الأيامِ الثلاثِ أدركتُ أنني أحبه .. أحبه فعلاً ! كنتُ أريد أن أسأله لماذا أصبح هكذا ، لكنّ هناك ألفٌ شيءٍ يمنعني ، لكن مرضي و ذهـابُ ميّادة القصري للطرف الآخر من المدينة ، صنع معجزة .. معجزةً كبيرة ] . عودة للماضي ، لِـ الثالث و العشرون من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر : بعد ما عرف [ مُراد ] أن [ رشـا ] مريضة و أن [ ميّادة ] لن تستطيع البقاء بجانبها لأنها مُجبرة على الذهاب لأحد أقاربها المُقيمين في الطرفِ الآخر من المدينة ، ذهب مُسرعاً و بدون وعي إلى حيثُ تسكنُ [ رشـا ] ، حينما وصل ، رنَّ الجرسَ لعدةِ مرات ، بعد وقتٍ قصير فتحت [ رشـا ] الباب له ، تعجبّت من وجودهِ في مثل هذا الوقت فسألته : تبغى شي ؟ تجاهل سؤالها و وضعَ يدهُ على جبينها مما جعل تعجُب [ رشـا ] يزيد ، فقال [ مراد ] : حرارتِك مرتفعه . قالت و قد أدارت وجهها : أنا بخير ، لا تزعج نفسك ! بعد نُطقها لجملتها أحست بدوار ، فاستندت على الباب . مُراد : اجلسي هنا . قالها و هو يؤشر على الأريكة . بعد جُهد استطاعت [ رشـا ] أخيراً الوصول للأريكة و الجلوس عليها حينَ أحضر لها [ مُراد ] بطانية و سألها : أكيد في حبوب ، وينه ؟ قالت بصوتٍ متعب و هي تأشر على أحد الرفوف : هناك . أحضرهُ لها و بسبب سرعتهِ أسقط كتاباً لكنه تجاهلهُ الآن ، بعد ما تناولت [ رشـا ] الدواء ، نامت سريعاً ! تذكرَ [ مُراد ] أمرَ الكتابِ الذي سقط ، فعاد ليرفعهُ على الرفِ في مكانه ، لكنه حين حمله سقطت منهُ قطعة ورق متوسطةُ الحجم و قد كان مقلوبة ، بعدما أخذها ، رأى أنها صورة لِـ [ رشـا ] و بجانبها شاب ، كانت [ رشـا ] ترتدي لِبساً هندياً تقليدياً يُدعى الـ"سالوَار" و كان من النوعِ الطويل ، و هي تضعُ شالاً على رقبتها ، كان جميلاً جداً عليها ! ، و الشابُ الواقفُ بجانبها كان يرتدي اللبس التقليدي المعروف في دولتهِم ، بَدَت الصورة و كأنهما في زفافٍ أو مناسبةٍ مُشابهه . ابتسم [ مُراد ] بقليلٍ من الألم : فارس ! بعدها أعاد الصورة داخل الكتاب و وضعهٌ على الرف حين سمع [ رشا ] تقول له : لا تروح ! حينها قال : ما رح أروح ! ظلت تردد هذهِ الكلمات بعدها عادت للنوم ، في حين انهُ هو لم يستطع تركها و هي بهذهِ الحال ، فَ جلسَ على كُرسي يبعد قليلاً عنها ، و نام بدون أن يدري . في الصباح ، فتح [ مُراد ] عينيهِ ، و لم يرى [ رشـا ] على الأريكة ، بعد ثوانٍ أتت ، حينها وقف [ مُراد ] ليذهب إلى منزِله ! رشـا : انتظر ، ما لازم تروح بهذا الوقـت ! مُراد الذي أخيراً عرف أنه يحبها ، و لكنه حين يتذكر [ فـارس ] يحاول نسيان مشاعره لِذا قال : لازم أروح . حينما خرجَ من الباب ، أوقفته [ رشـا ] قائلةً : مُراد ! التفت [ مُراد ] دون أن يتحدث ، فأردفت [ رشـا ] : شُكراً . ابتسم لها مُراد و كاد يريد أن يمضي في طريقهِ حين قالت مرةً أخرى : و بعتذر على إلي قلته كنت أحسبك ... قطع [ مُراد ] حديثها حين قال : فارس . اندهشت [ رشـا ] : فـارس ؟ شعرفك فيه ؟ * أنتظر ردودكُم ، و بِـ ما أنني رح أبدأ دراسة من الأحـد ، هل يومـ السبت من كُل أسبوع مُناسب لنزول الجُزء ؟ و ستكون الأجزاء الحاليه قصيرة قليلاً ، لأنني بِمسابقة كتابة على مستوى المحافظة . [ لـا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي أو دون ذكر اسم الرواية ] . | ||||
13-02-16, 10:47 PM | #7 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| الغيمةُ الأولى : حبّةُ المطرِ الخامسة : اندهشت [ رشـا ] : فـارس ؟ شعرفك فيه ؟ بعدها أردفت و هي تتذكر الذي حدث ذاكَ اليوم حين ضغطت خطأً على مُكبرِ الصوت ، ابتسمت : فـارس ولد خالي ، و انت تعرف الحريم و سخافاتهم لازم يخطبوا حد لحد ، و هذا الكلام كان مَزح و وقتها كنت صف 7 ، بس بنت خالتي لليوم ماسكتها لأنها تعرف انه ما في شي ينرفزني غير هالشي ، بس ! هذا كل شي . انصدم [ مُراد ] من حديثها ، و طول تلكَ الأيام كان يحس ببعض القهر ، في النهاية كانت ابنة خالتها تمزح ، في الحقيقة أحَّس الآن أنهُ أحمق .. أحمقٌ كبير . أردفت [ رشـا ] بكذب : كنت أحسبك مُراد ، مراد أخوي ! قالَ بتساؤل : أخوك ؟ ردت على سؤاله : أيوا ، ترك البيت من كم سنة و ما نعرف عنه شي ! . لم يعرف ما الذي يقوله لها ، فباعتقادهِ أن الشخصِ الذي غابَ لسنوات لا يمكنهُ العودةُ أبداً ، فهّز رأسه بحركةٍ تعني أنه قد فهم ، بعدها أردف : اوكِ .. بشوفِك . و ذهب دون أن يسمع منها أي شيءٍ آخر ، في ذلكَ الوقت ، أحست [ رشـا ] أنها بالفعل تكّنُ مشاعراً لِـ [ مراد ] . عـادَ مُراد للواقع ، و فتحَ الصفحةَ التي تليها ، كانت الصفحةُ مزخرفةً بِـ اللون الأسود و بهِ لمساتٌ من اللون الذهبي ، و خطُ الكتابةِ كان باللون الأسود : [ الرابع و العشرون من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر : اليوم يا مذكرتي ، ذكرى والدي الحي الميت عادت لذاكرتي من جديد ، في الحقيقةِ أنا أعرفُ أنه والدي ، لكنني أكرهه ، أكرهه كثيراً ، لدرجة ِ أنني أكرهُ كل الأباء الذين هم موجودون في العالم الآن ] . عادَ [ مُراد ] بذاكرتهِ للوراء ، لليوم الذي كتبت عنهُ [ رشـا ] : كان يمشيان سوياً في شوارعِ نيويورك ، في وقتِ المساء ، حينما رأى [ رشـا ] تتوقف فجأه ، فَعاد إليها : شصار ؟ ابتسمت بهدوء و هي تؤشر على الصبيةِ الذين يلعبون التنس : تذكرت نفسي ، زمان كنت أعشق شي اسمه تنس ، حتى لما كنت أفشل بالدراسة ، أتمنى أصير لاعبة تنس بدل لا أدرس و أتعب . قال لها بتساؤل : و ليش لا ؟ ابتسمت من جديد بحيوية : عشان تذبحني أمي ! أختفتِ الابتسامةُ من على وجهها حين قال [ مُراد ] : و أبوك كان رح يسمح لِك ؟ نظرت إليه و ابتسمت ابتسامةً بارده ، و وجهها المُضيءُ أظلم حين قالت : أنا أصلاً ما شفته بحياتي كلها . صُدم [ مُراد ] من ردها ، فهو لم يكن يعرف و لم يكن يقصد مضايقتها ، لكنها أردفت قبل أن يتكلم ، فقالت : انسى ، عـادي تعودت على بُعده . بعدها مشت و هي تحس أنَ الدموع تتجمع في عينيها لمجرد تذكرها لِوالدها الحي الميت ، فقالت و هي تركز نظرها للأمام : تعرف ؟ هو راح و وقتها كان عمري سنتين بس ، راح و خلّا لنا وراه فلوس ، كان يحسب أنه الفلوس رح تسكتنا ، بس أنا ما أبغى كل هالفلوس ، أنا أبغاه هو ، أبغى أبوي ! ، هذاك البيت الكبير إلي فيه بس أنا و أمي ما بيهمني ، كثر ما يهمني هو ، كان عادي عندي أعيش بكوخ ، لأنه الفلوس ما تعني لي شي أبداً ! .. أبداً ، أصلاً انت متخيل إلي سواه ؟ ما في أب بالعالم يسوي مثله ، بس هوِ .. هو أردفت و هي تمسح دموعها بكفّيها : هو صار ميت بالنسبة لي ! لم يكن يعرف [ مراد ] ماذا يفعل ليواسيها ، فهو يعلم أن فراق الأب مؤلم ، مؤلم جداً : أكيد رح تشوفيه بيوم من الأيام ، و رح يعترف بخطأه . هزت راسها بمعنى لا ، و هي تمسح دموعها مرةً أخرى : لا تهتم بكل إلي قلته . إلى الآن لا تزال هذهِ الذكرى تؤلمُ قلب [ مُراد ] ، لكنه الآن يريد أن يعرف ، هل رأت [ رشـا ] والدها ، خلال هذهِ السنوات التي لم يلتقيها أو يعرف عنها شيئاً فيها ، في الحقيقة هو لو يستطيع إعادة والدها لها ، لَفَعَلَ حتى بعد ما فعلتهُ له .. في الحقيقةِ هو لا يزال يحبها ، أصعبُ شيءٍ في الحياةِ هو النسيان ، و أبغض شيءٍ هو الحنين ! * أنتظر ردودكُم ، الجُزء القـادم ؟ يوم السبت . أعتذر لكنني لا أستطيع إرسال رسالة في ملفِ الزوّار لأي أحد بسبب ضيقِ الوقتِ لديّ . [ لـا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي أو دون ذكر اسم الرواية ] . | ||||
28-02-16, 05:55 AM | #8 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| الغيمةُ الثانية : حبّةُ المطرِ الأولى : طوا مُراد تلك الصفحةَ من ذاكرته ، و فتح صفحةً جديدةً من مذكرات رشـا : [ الخامس و العشرون من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر : في الحقيقةِ يا مذكرتي ، في آخر يومين لم يكن أحمد على ما يرام أبدا فتارةً يتهربُ من الجلوسُ معنا ، و تارةً يتهرب من الخروج معنا حتى لو كان مكانُ الخروجِ هو مكانه المحبب المكتبة ! و لكنني اليومَ أكتشفتُ سبب كل هذا ، فاليوم خرجتُ وحدي للذهابِ لشراءِ كتابٍ جديد ، و في طريقي رأيتُ أحمد مع فتاة ٍ في نفسِ المكان الذي قابلتُ فيه مُراد لأول مرة ، و ابتسمت قائلةً لنفسي أن هذا المقهى قد يكون هو بدايةُ جميعِ حكايات الحب ، لكنني سحبتُ كلامي حين رأيتُ تلك الفتاةَ تقف و هي غاضبةٌ تقريباً لكن غضبها لم يخفي ذاك الحزن و الندم الذي كان يعلو مُحيّاها ! و أما أحمد فلم تكن واضحةً عليه أيّةُ تعابير حينما كانت موجودة ، لكن حين ذهبت ظَهرت لمحةٌ من الحزنِ على وجهه ، في الحقيقة لم أستطع منع نفسي من سؤاله ، فأحمد بمقامِ أخي ، فلطالما كان يساعدني خِفيةً و جهراً ، فوقفتُ أمامهُ مباشرةً ، فرفع رأسهُ و علامات الاستغراب تعلو وجهه : رشـا ؟ فقلتُ له دون أن أجلس حتى ! : شفيك ؟ ابتسم أحمد : شقصدك؟ فقلتُ : من هذيك ؟ و ليش لما راحت ... فقاطعني : انسي تراها سالفة طويلة ، و يلا نروح . في الحقيقة لم يخبرني أحمد بأي شيء مع أنني كنتُ أريدُ معرفةَ ما حصل ! ] بعد ما أنهى [ مُراد ] قراءة الصفحة جلسَ يفكر هل عرفت [ رشـا ] حقاً قصة [ أحمد ] ؟ أم أنها لا تزال إلى الآن قصةً غـامضة و غير مكتملة بالنسبةِ لها . الصفحةُ التي تليها : [ الـسادسُ و العشرون من سبتمبر : لا أستطيع كتابةَ أي شيء أو وصف أي شيء حتى ! أحس أنني في حُلم ] ابتسمَ [ مُراد ] ما إن قرأ هذا الكلام ، و عـاد بِذاكرتهِ للوراء : كانت رشـا واقفةً مع أحد الشُبانِ الذي يدرسون معها ، و من الواضح أنهما كانا يتحدثان و كانت تبتسم معظمَ الوقت ، ما إن ذهب حتى أحسّت بيدٍ تطوِّق ذراعها بقوة ، فقالت : خير ؟ مُراد : لا تكلميه . رشـا : لا تكون ولي أمري و أنا ما أعرف . مُراد و من الواضح أنه كان غاضباً : سألتك .. ردي ! فقالت : و لا شي ، بس كان يبغى محاضرات ! أبعد مُراد يدهُ عنها فنظرت إليهِ بحقد : و انت شدخلك ؟ فقال لها بانفعال : لاني أحبك ! في هذا الوقتِ بالذات ، ندمَ [ مُراد ] على تهوره ، أما [ رشـا ] فكانت مصدومة ، مصدومةً للغاية ! * أنتظر ردودكُم ، أعتذر على قُصرِ البارت ، لكنني واجهت ظروف طوال الأسبوع ، فقد انهلّت عليّ دُفعةُ واحدة .. أتمنى أن تلتمسوا لي سبعين عُذرا . الجُزء القـادم ؟ يوم السبت . أعتذر لكنني لا أستطيع إرسال رسالة في ملفِ الزوّار لأي أحد بسبب ضيقِ الوقتِ لديّ . [ لـا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي أو دون ذكر اسم الرواية ] . | ||||
28-02-16, 05:56 AM | #9 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| الغيمةُ الثانية : حبّةُ المطرِ الثانية : طوا مُراد تلك الصفحةَ من ذاكرته ، و فتح صفحةً جديدةً من مذكرات رشـا : [ السابع و العشرون من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عَشر : في الحقيقةِ يا مذكرتي ، أحِسُ أن السيد مُراد بدأ يقرر بدلاً عني و كأنه مسؤول عني ] ! عاد مُراد بِذاكرتهِ للوراء و هو لا يدري أيضحك أم يحزن ؟ و هذهِ الذكرى تمر في بِالهِ : كان شخصٌ يحدّث [ رشـا ] بشأنِ الحضور لحفلة يوم ميلادِه ، فرفضت بِلطف ، لكن ذلك الشخص أصّر عليها و هي لا تزال ترفض ، فتدخل [ مُراد ] : رح تجي ! نظرت إليهِ بنظرة استنكار ! بعدها انسحبَ ذلكَ الشخص . رشـا : ما شاء الله ، و أنا متى قلت إني رح أروح ؟ مُراد : أنا قلت . رشـا : سيريس لي ؟ و انت من تكون ؟ مُراد بابتسامة ماكرة : أنا ؟ تكلمت لأني متأكده إنِك طول الوقت ملّانة و ما محصلة حد يسليك . رشـا : و تفسر من كيفك بعد ؟ أردفت و قد طفحَ الكيل : أنا ما أعرف ليش نطيت كذا بِالوسط ، بس الأحسن إنك ما تعيدها ! . في ذلكَ الوقت لم يُبدي [ مُراد ] أي ردة فعل ، في حين أن [ رشـا ] كانت متضايقةً من الأساس ، ذهبت لِتجلس وحدها بملل مثل ما قالَ [ مُراد ] تماماً ، لكنها اليوم تحس ببعض الضيق ، في الحقيقةِ هي تريد محو هذا الضيق ، و ظنّت أنها بفعلتها مع [ مُراد ] ستمحوه ! لكنها كانت مُخطئة ، أغمضت عينيها و الهواءُ البارد يضرب خديها الزهريانِ بِرفق و يُطيُّر شعرها شِبهَ فاتحِ اللون و هي تتذكر ما حدث في ليلةِ أمس ، حين اتصلت حُـور : رشـا : وين أمي ؟ أتصل فيها ما ترد . حور : لو تعرفي بس ! رشـا و هي تُخفي خوفها : شصاير؟ حُور : لا تخافي ، تخيلي بس شتسوي خالتي الحين ؟ رشـا : حُور بلا مصخرة و يلا خلصيني . حُور : تكلم خطيبة فـارس . رشـا بعدم تصديق : من ؟ حُور : خطيبة فارس لاه ، محد خبرِك ؟ رشـا : لا ، المهم الحين لازم أروح ، الفِلم رح يبدأ ! حُور بقهر : يا حيوانة ، كل هذا عشان الفِلم ؟ رشا تضحك بدون نفس : يلا بباي . حور : الله معِك . بعد ما أغلقت [ رشـا ] الهاتف ظلّت تفكر بِـ خطيبة فارس ! ، تذكرُ أنها منذ يومين رأت في أحلامها أن فارِس قد خطب و هي أحست بقهرٍ و ذرفت بعض الدموع ، لكن الواقع أنها أحست ببعض الضيق فقط و من المستحيل أن تذرف أيَّة دموع مهما كان الثمن ! . فتحت عيّنيّها المُغمضتين و تجاهلت كل تلكَ الأفكار ، لكن ما فعلهُ [ مُراد ] اليوم ذكرها بِـ [ فارس ] أيضاً ، إذا في أحد الأيام قبل سنوات كانت تقفُ أمام الباب لا لشيء فقط هكذا ! فسمعت صرخةً جعلت قلبها يقفز من مكانه : وين رايحة بنفسك ؟ قالت و هي تنظر لِـ [ فارس ] بِكُره : ما مكان بس جالسة أشوف . بعدها دخلت و هي تحسُ ببعض الاحراج إذا ما حدث كان على مرأَ أعين نصفِ العائلة ! لكنها ابتسمت لِهذهِ الذكرى ، فمنذ سنتين تقريباً لم يتشاجراً مثلما كانا سابقاً فقد تغيّر كلاهِما ، هي تغيّرت و هو تغيّر ، مع أنّ فرق السن بينهما تقريباً 7 سنوات ! إلا أنهما كانا يتشاجران على أتفهِ الأسباب . نفضت تلك الأفكار من رأسها مجدداً ، فهي حقاً لا تعلم ما سرُ هذهِ الأفكار الحمقاء التي تأتيها الآن مع أنها متأكدة أنها لا تميل لِـ [ فـارس ] أبداً . ألقت نظرها إلى الساعةِ الفضيةِ التي تتطوّق معصمها و التي كانت تشير للساعة السابعة ِ مساءً ، فكّرت بأنها من المُفترضِ أن تعتذر لِـ [ مُراد ] و تبدأ صفحةً جديدة في هذهِ الحياة ، تبدأ حياةً مليئةً بِحبِ [ مُراد ] ! قررت الذهاب ليومِ الميلاد ذاك ، لِذا عـادت سريعاً لشقتها ، و كالعادة لم تكن [ ميّادة ] موجودة هناك ، قالت [ رشـا ] : يا حُبها للدوارة ! ذهبت بتجاهِ الخزانةِ و أخرجت فُستاناً أسوداً حالِكاً كمساءها هذا ! ، مُزيناً بِشريطةٍ ذهبيةِ اللون في منتصفهِ ، و تتوزعُ به عدد من الكريستالات ِ الذهبية ، في الحقيقةِ لم تكن راضيةً عن شكلهِ لكنها لا تملك سواه حالياً ! ، فهي تكره ارتداء مثل هذهِ الملابس ، و من سيرتدي مثلها في هذا الجو أصلاً ؟ ذهبت للمكان المُحدد ، ما إن مرت بجانبِ إحدى الطاولاتِ حتى أحسَت بقبةِ يدٍ تطوّق ذراعها ، التفت فرأت شاباً من الواضح أنهُ عربي و من الطبقة المخملية ! قال : اجلسي هنا ، في مكان فاضي . بدأت تنقل بصرها بين قبضته التي تطوّق معصمها و بين وجههِ ، سحبت يدها منهِ بقوه لكنها لم تفلح في الإفلاتِ منه قال بغضب : تعرفي من أنا ؟ كانَ الجميع يراقبُ دون أن يتحدث حتى ذلك الشخصُ صاحبُ يوم الميلاد ، فـلا أحد يستطيع الوقوفَ بوجهِ هذا الشاب المتعجرف . ردت عليه [ رشـا ] : ما أعرف و لا أبغى أعرف . كانَ على وشكِ أن يرد عليها حينَ أحس بسائلٍ باردٍ يُسكبُ على رأسه ، وقف و هو يقول : بارد ! التفت و رأى [ مُراد ] فأعـادَ تلك الجملةَ التي قالها مُسبقاً لِـ [ رشـا ] : تعرف من أنا ؟ كان كُلُ هذا يحدثُ أمام عينيّ [ رشـا ] التي في داخلها كانت تحب [ مُراد ] و لكنها لا تظهر ذلك ، و هذا الموقفُ عزّزَّ حبه في قلبها ، و أمسكت [ مُراد ] من يديهِ و سحبتهُ جرياً للخارج كي لا تحدث أيَّةُ مشاكل . قالت [ رشـا ] : انت دايماً تجي بالوقت المُناسب . ابتسم بغرور : أعرف هذا الشي . أردفَ [ مُراد ] : بما أنه إلي جاية عشانه خَرَب ، تعالي معي . قالت بتساؤل : ليش ؟ ابتسم : في شي لازم تشوفيه . ذهبت [ رشـا ] مع [ مُراد ] و هي طوالَ الطريق تفكر فيما قد يكون ذاك الشيء الذي يريدُ [ مُراد ] أن يريها إياه ! أخذها إلى بيتٍ كبير ، عرفت أنهُ منزله بما أنه من الطبقةِ المخملية ، تبتعتهُ و هي صامته ، دخلا غُرفةً بها العديدُ من اللوحاتِ و التماثيل الفنية أو بالأصح منحوتات ! قالت : ما فهمت ! ابتسم و هو يرفع الغطاء القُماشي الأبيض عن أحدِ اللوحات : تعرفيها ؟ بُهتت [ رشـا ] و خُطف لونها حين رأت أن تلكَ الإنسانةَ المرسومة هي ! ، كانت بالهيئة ِ التي رأت فيها [ مُراد ] أول يومٍ و سكبت القهوةَ على رسوماته ! ابتسمت و هي تقول : حبيتها ، ما توقعت انك ماهر لهالدرجة . ابتسم و هو ينظر للفراغ : باقي واجد أشياء رح تعرفيها بالمستقبل . لم تفهم [ رشـا ] مقصد مُراد خصوصاً أنّ هذهِ السنةَ هي آخر سنةٍ لهم و لا تزال في بدايتها و مع الأيام ستقل اللقاءات بينهم لأنها السنةُ الأخيرة لهم في الدراسة الجامعية و هي ليست لعبة ! التفت [ مُراد ] و عرف أنها لم تفهم مغزى كلامهِ فابتسم مجدداً و قال لها : رشا . التفت إليه [ رشـا ] دون أن تنطق بأيةِ كلمةٍ . فأردف : وقفي هِنا ، رح أرسمك مرة ثانية . انصاعت [ رشـا ] لِـ أمرهِ و وقفت و رسمها [ مُراد ] فعلاً ! و عند هذا الحد انتهت ذكرى ذلك اليوم ، وضعَ [ مُراد ] دفتر المذكرات الخاصِ بِـ [ رشـا ] على الطاولةِ التي أمامه و ذهب متجهاً لِـ زاويةِ الغُرفة و أخرج صندوقاً متوسطَ الحجم ، و كشف عن الغطاء ، فأخرج تلكَ الصورةَ التي رسمها ذاك اليوم ، [ رشـا ] بفستانها الأسود كانت جميلةً جداً كَالملاك و ابتسامتها كالجنةِ تماماً .. قد لا تكون [ رشـا ] بجمال [ سوزان ] لكنها فعلاً تملك جمالاً غريباً و نادراً . * أنتظر ردودكُم ، الجُزء القـادم ؟ يوم السبت . أعتذر لكنني لا أستطيع إرسال رسالة في ملفِ الزوّار لأي أحد بسبب ضيقِ الوقتِ لديّ . [ لـا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي أو دون ذكر اسم الرواية ] . | ||||
23-03-16, 08:06 PM | #10 | |||||||||
نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء
| * عُذراً على التأخير الغيمةُ الثانية : حبّةُ المطرِ الثالثة : ابتعدَ [ مُراد ] من عندِ الصندوق بعد أن أعاد الصورةَ لمكانها ، و أطلَ على السماءِ من النافذةِ الطويلةِ الزجاجية ، كانتِ السماءُ حالكَةً و الغيوم الكَثةُ نسجت من خيوطها السوداء قُبعةً للقمرِ ، و فجأةً اسدلت الغيوم ستارها ، فتقّطع نسيجُ القبعة و تساقطَ على شكلِ حباتِ مطر و على اثرها قَرَعَت الطبول الرعديةُ ايقاعها ، و البرق بدأ يغمِز للأرض ! ، و ثانيةً بعد ثانية و المطر يشتد غزارةً ، أغمض [ مُراد ] عيّناه و ارتسمت على شفاهِهِ ابتسامةٌ صفراء مُحاصرة بين السعادةِ و الحُزن ! و عادَ بذاكرتهِ للوراء لِـ الثامن و العشرين من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر ، حينما كان يمشيان هو و [ رشـا ] سويةً فهطلَ المطر ، فأمسك يدها و ركضا معاً نحو الأمان ! . فتحَ [ مُراد ] عيناهُ سريعاً و هو يحاولُ قتل ذكريات [ رشـا ] ! طرد شعورَ الحنين الذي اجتحاهُ و ذهب ليكمل مذكرات [ رشـا ] ، أخذَ المذكراتِ و جلس بالقربِ من النافذة ، لأن منظر الغيومِ الرماديةِ المحمّلةِ بالمطرِ تذكره بعينيّ [ رشـا ] ، في الحقيقةِ كان [ مُراد ] يناقضُ نفسه ! ، فتارةً يقول انه سيدفن ذكريات [ رشـا ] و تارةً يسوقُ نفسه بنفسه إلى حجيم [ رشـا ] التي تعتبر السبب الأول في تحطم قَلبِه ! تجاهل كل المشاعر و فتح الصفحةَ التي وصل إليها ، و تجاهل الصفحةَ الثامنة و العشرين لأنه يعرف محتواها ! ، [ التاسع و العشرين من سبتمبر لعام ألفين و أحد عشر : في مثلِ هذا اليومِ من ربيعِ ألفٍ و تسعمائةٍ و ثمانيةٍ و ثمانين ، جئت كزائرةٍ على هذهِ الحياةِ ، في مثل هذا اليوم بكيتُ لأول مرةٍ و أبصرتُ الدنيا لأول مرة ! ] عودةٌ لذلك اليوم : مرّ صُبحُ اليومِ كعادته ، إلى حين رأت [ ميّادة ] عصرَ اليوم ، فسألتها و هي حائِرة : وين أحمد و مراد ؟ فَردت [ ميّادة ] : و أنا شعرفني ؟ ، تعالي معي . تساءلت [ رشـا ] باهتمام : وين ؟ أمسكتها [ ميّادة ] من يدها و سحبتها معها . رشـا : اوكِ انتظري ، وين رايحين ؟ لم تجب [ ميّادة ] على سؤالها ، فانصاعت لأوامر [ ميّادة ] ، فجأةً وقفتا أمامَ مطعمٍ راقٍ و معروف . رشـا : شنسوي هنا ؟ و مرةً أخرى تجاهلت [ ميّادة ] ذلك و سحبتها ، كانت مُنكسةً رأسها و هي تفكر باللذي من الممكن أن يكون قد حصل ! ، رفعت بصرها حينما أحسّت أنها صدمت بِـ ظهر [ ميادة ] ، لم تصدق ما رأته عيناها ، إذن هم لم ينسوا يوم ميلادها ، احتضنتها [ ميّادة ] و هي تقول : كُل عام وانتِ بخير ! في الحقيقةِ لم تكن [ رشـا ] تتوقعُ أنهم يعرفون يوم ميلادها ! ف مرت الدقائق سريعاً ، إلا أن حان الليل ، و استلقت على سريرها وهي تضع ذراعيها تحت رأسيها و عيّنيها اللتين بِلونِ الليل مُرتكزتانِ لأعلى ، و ابتسامةٌ صادقةٌ مرسومةٌ على شفاهها !، و هي تعودُ بذاكرتها للوراء ، لِما قبل 10 سنوات بالضبط ، ليومِ ميلادها الثالث عشر : في ذلكَ الوقتِ ، كانت كعادتها مستلقيةً على سريرها الدائري و يداها تطوّقان أقصوصةً للكاتب العظيم " غـازي القصيبي " ، حين جاءَت [ حُور ] : ما تسمعي انتِ؟ التفتت [ رشـا ] و هي تضعُ الفاصل الورقي على الصفحةِ التي وصلت إليها : شاللي صاير؟ حُور : فـارس جاء و كان يسأل عنك . رشـا : و الحين راح ؟ حُور : أيوا . في تلكَ الفترةِ كانت علاقةُ [ رشـا ] و [ فراس ] كعلاقةِ القطِ و الفأر المشهورين ! ، فنزلت حباتَ الدرج اللولبي سريعاً ، قالت بتسائل لأمها : أمي ، خبرك فارس شيبغى مني ؟ قـالت أمها و هي مندمجةٌ بالهاتف : لا بس جاء يقول لِك كل عـام و انتي بخير ! اتسعت مقلتيّ [ رشـا ] من الدهشةِ و السعادةِ في آنٍ واحد ، بعد ساعةٍ بالتحديد ، نزلت من غرفتها مجدداً فرأت [ فـارس ] و أمها و [ حور ] و أمامهم صحنٌ من البطيخ غير المقصوص ! ، فقال [ فارس ] : رشـا تعالي قصيه بدال الكيك . قالت [ رشـا ] : تستخف دمك يعني ؟ و استمرَ باقِ الحديث كَ نوع من المُزاح ، ابتسمت رشـا و هي تعودُ للواقعِ ، لكن الابتسامةَ سرعان ما تلاشت حينما استقرّت عيناها على الصندوقِ الذي يحمل هدية [ مُراد ] ففتحته ، و تفاجئت لما رأت ، كان قلماً يتيماً باللون الأسود مع ورقةٍ مطويةٍ ، حين فتحتها قَرأت : [ عـشان مرة ثانية لا تشتحي أقلام من الناس بوسط المحاضرات ] .. لا تدري لماذا ابتسمت عندما قرأت الكلام ، كانت على وشكِ أن تفتح الصندوقَ الذي يليهِ حين سمعت صوتَ الجرسِ يُقرع ، فذهبت و فتحت الباب ، فلم تجد أحداً ، كادت على وشكِ إغلاقِ الباب حين رأت صندوقاً موضوعاً على الأرض ، و من الأعلى مكتوبٌ عليهِ [ رشـا ] ! ، أمسكتهُ بكلتا يديها و قد كان كبيراً جداً و ثقيلاً فأغلقتِ الباب برجلها ، و استقرت على الأريكةِ المُنفردة ، ففتحهُ و رأت دُميةَ دُب كبيرةً بيضاءَ اللون ! ، ابتسمت بسعادة ، كانت تتمنى الحصول عليهِ منذ 6 سنواتٍ تقريباً لكنها كانت تخجل لِكبر سِنها ، في الحقيقةِ تجمعت الدموعُ بعينيها و هي تتذكرُ أنّ أخاها قد وعدها بِه قُبيل اختفاءِهِ المُفاجئ ، لكنها تجهلُ كيف عرف [ مُراد ] بهذا ! الأهمُ أن ذلِك اليومَ قد أنتهى بِكلِ خَير ٍ . طوى مُراد تلكَ الصفحةً و بدأَ بأخرى جديدة و قد كانت الساعةُ لا تزال تشير للعاشرةِ و النصف ! ، أحس [ مُراد ] أن الوقتَ بطيء ، لكنه تجاهل ذلك و صبّ تركيزهُ على الصفحةِ البيضاءِ المكتوبةِ باللون الأسود و المزخرفةِ بالفضي و كانَ أسلوب الكتابةِ مختلفاً ، مما يدل على الحزن ! لأن التاريخ و اليوم مفقودان ! : [ اليومَ رأيتني أحدثُ أحدهم ، فما إن رأيتني حتى أشحت وجهكَ و قُلت لي : " ءأنا البديل؟ " ، حينها و لِأول مرة لم أبرر لك أي شيء ، لم أقل لك من يكون ذاك و لماذا كنت أحادثهُ ، لم أقل شيئاً لأنك في الحقيقةِ لم تثق بي ! فَ و بكل شجاعةٍ و لأول مرة ، ذهبت و أنا أجر ذيول الحزن حزنت لأنك لا تثق بي ] أخرج [ مُراد ] الهواء الذي تنفّسهُ بشيءٍ من الألم ، و عـاد بذاكرتهِ للوراء : كان ذاهباً لرؤية ِ [ رشا ] فرآها مع شـابٍ فارعِ الطول ، أبيض البشرة ، غامقِ العينين و فاتحِ الشعر ، رآها و هي تحتضنهُ بعدها ابتسمت له مودعةً ، فتوجه لها [ مُراد ] قائلاً : يعني أنا حاطتيني الاحتياطي ؟ في ذلك الوقت ابتسمت له [ رشـا ] ابتسامةً صفراء و وجهها لا يوحي بشيء سوى الكثير من الاعتزاز و لم تنطق بأية كلمةٍ ، مما زادَ [ مُراد ] افتزازاً فقال ناطقاً : ما توقعتك كذا . فَلم تقل شيئاً أيضاً و لم تُبدي أيّة ردةِ فعلٍ ، فقط ذهبت في سبيلها ، و هي تجر ذيولاً من الخيبةِ و القهرِ وراءها بدون أن تنطق ، احتفظت بما تشعرُ به ، صحيحٌ أنها تحبُ [ مراد ] و [ فارس ] ليس سوى أخٍ من رحمِ الصداقةِ لم تلدهُ أمها اشتاقت إليها و اجتاحها الحنين إليه ، لأنها فقدت صوتهُ و نبرته الغاضبةَ عليها و أحياناً المستفزةَ لها . بعد دقائق جاء [ أحمد ] فسأل [ مُراد ] : شفت رشا ؟ قال أحمد بنوعٍ من السَرحان : لا . قفال [ أحمد ] : متأكد ؟ أومأ [ مُراد ] رأسهُ بالإيجاب . و لكنَ القصة لم تنتهِ هنا كما ظنّ البعض لوهله ، فقط انتهى هذا اليوم الذي حَمل قدراً كبيراً من الألمِ للاثنين ، و كان [ مُراد ] حينها نادماً لأنه لم يركز في ملامحٍ وجه ذلك الشاب لأنهُ كان سيتلف تقاسيم وجهه ! قرأ مُراد في الصفحةِ التي تليها : [ الأول من أكتوبر لعامِ ألفين و أحد عشر : ] أيّ بعد يومين من تلكَ الحادثةِ المشؤومة : [ الأول من أكتوبر لعامِ ألفين و أحد عشر : ذاتَ يومٍ مُقمر ، خرجت أتأمل القمر بدونِك ، رأيتُ انعكاس صورتي على بركةِ الماء التي تنعكس عليها النجومُ ، رأيت حينها أنك سلبت منيَّ حُمرة الوردِ التي كانت تكتسي وجنتيّ ، و استبدلتها بِصفرةِ الزعفران البائسة ، و سرقت جمّال عينيّ و جمال ابتسامي ، و لم تُبقي لي سِوى عينين باكيتين كالجمرِ ، و ابتسامةٌ شاحبة . ] في ذلكَ الوقتِ خرجت [ رشـا ] و قد كانت السماء سوداءَ فاحِمة ، و القمرُ مختبئٌ خلفَ الغيوم ، و الأشجار تتراقص على أنغامِ الرياحِ الناعمة ، فَذهبت سيراً على الأقدامِ لأحد الأماكنِ القريبةِ محاولةً نسانَ نظرات الشك في عينيّ [ مُراد ] ، فجأةً بدأت السماءُ تمطرُ مطراً كالرصاصِ في قوته ! ، فحملت نفسها و هي تحاولُ العودةَ لِمسكنها ، كانَ المطر يشتد غَزارةً و قبلَ أن تصل ، بدأ المطر يقلُ شيئاً فشيئاً إلى أن توقف ، و عـادت إلى المنزلِ حين رأت [ ميّادة ] و معها [ أحمد ] و [ مُراد ] ، ألقت السلام و لم تعرهم أيّ اهتمام ، فقط جلست بينهم بصمت ، إلى أن رنّ هاتفها و أجابت فقط بِـ : أوكِ ، بشوفك ، جاية . بعدها سألتها [ ميّادة ] : وين رايحة ؟ أجابت [ رشـا ] و هي تمسك مقبض الباب : بشوف مُراد . بعدها خرجت سريعاً حين قال [ مراد ] : من مُراد؟ قال [ أحمد ] : أخوها ! انصدمَ [ مُراد ] و ظهر ذلك على ملامحهِ . فسألته [ ميّادة ] بِشك : صاير شي ؟ أجابها باقتضاب قائلاً : لا . * أنتظر ردودكُم ، الجُزء القـادم ؟ يوم السبت . أعتذر لكنني لا أستطيع إرسال رسالة في ملفِ الزوّار لأي أحد بسبب ضيقِ الوقتِ لديّ . [ لـا أحلل من ينقل الرواية دون ذكر اسمي أو دون ذكر اسم الرواية ] . | |||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|