22-01-17, 12:33 PM
| #1431 | ||||||||||||||||
| كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام  
|  اقتباس:
مش حقول اكثر من كده ههههههههه انا الفايروس موجود فيا من اول بس احنا كنا بنحمي شوي واعرفكم على الابطال وكده اقتباس:
من كتر ما اسرح صاروا يفكروني تعبانه | ||||||||||||||||
|  |
|
22-01-17, 12:36 PM
| #1432 | |||||||||||||||
| كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| اقتباس:
الله يسعد صباحك انا حراجع الفصل حالاً وباذن الله حنزله قبل الساعه 2 عشان خاطرك ياااااا رب مافي شي يعطلني اول حاجه حطيت لبنتي اكل عشان لا احس بتأنيب الضمير كنت اتمنى اصحى قبل عشان اخلصه من بدري بس للاسف نمت متأخره امس بسبب مستر بوند | |||||||||||||||
|
| |
|
22-01-17, 12:39 PM
| #1433 | ||||||||
| مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي  
| اقتباس:
اما يتأخر حكومتي والحق على الفصل او يحضر الانزال فاقفل فجأة واشرد ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه | ||||||||
|
| |
|
22-01-17, 02:13 PM
| #1435 | ||||||||||||||
| كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| معليش يا بنات الاشغلني طول الفصل طلع طويييل الحمدلله والمراجعه بالجوال تهد الحيل باقي اخر جزء اخير وان شاء الله ينزل خلال دقائق | ||||||||||||||
|
| |
|
22-01-17, 02:42 PM
| #1438 | |||||||
| مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 6 والزوار 9) um soso, mohamed gl, عبيركك, Aurora+, همسات ملائكية, sara.n. | |||||||
|
| |
|
22-01-17, 02:45 PM
| #1439 | ||||||||||||||
| كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| الفصل الثامن سلامٌ ورحمه من الله عليكم صباح / مساء الخير عليكم جميعاً شكراً للرواية الجمعتنا وشكراً لروحكم الحلوة يا رب اجعل هذه الرواية شاهده لي لا عليّ لا تلهيكم عن العبادات والطاعات ما شاء الله تبارك الله قرآءة ممتعة .. .. السُم الذي تسرب إلى الدمّ ..  ترنحت قليلاً من الارهاق في دُجى هذه الليلة .. واستندت على عامود الاناره بجانب قصر قولواوغلو .. وكالعاده تشعر بالنفس يقتلع انفاسها نفساً نفساً .. وينتزع انتزاعاً من حنجرتها .. لقد تملكها المرض وتمكن منها بمكر .. مالت على ركبتيها فجأه وشعرت ببعض الغثيان ولكنها استطاعت مقاومه التقيؤ بأعجوبة .. الم ينخر داخلها يتسرب رويداً رويداً ومع ذلك فهي تملك قوه جبارة لتحمله .. وعليها إنهاء ما بدأته هذا اليوم .. رفعت رأسها بقوه عندما شعرت بشيء يسيل من انفها وعرفت انه الدمّ .. فليست المره الاولى التي يحدث ذلك معها ... اخرجت منديل ومسحت انفها بهدوء .. عدلت سترتها الخفيفة اسفل معطفها الثقيل .. جسدها اهزيل من المرض يلتقط البرد بسرعة .. استعادت انفاسها بهدوء تدريجي .. مُسبله عينيها للسماء الداكنة التي غشيها الظلام الحالك ... ثم فتحت عينيها تتأمل السماء السوداء وانتثرت عليها النجوم بشكلٍ اخّاذ والقمر يتباهى بينهم .. وقفت لبعض الوقت حتى تتمالك نفسها وقوتها .. وهتفت بداخلها .. " يا رب امنحني القوه .. كم احتاجها لهذه الحرب التي سأخوضها الآن .. يا رب لا تحني ظهري في الداخل .. امنحني القوة " ... لقد جاءت لأن والدها طلب ذلك وتعرف تماماً انه سيتحدث عمّا حدث في الصحيفة .. وان الاخبار قد وصلتهم سريعاً .. على موضوع هارون ان ينتهي حالاً ويُنتزع من جذوره .. لا تريد لاحد ان يقترب منه او يؤذيه بسببها .. هي لم تعد واثقه من بقاءها على قيد الحياه .. لهذا السبب تشبثت بالطلاق .. ولان هارون ايضً يكره توبراك وعائلتها .. وماكانت لتستمر بزواج سري فاشل .. فوالدها حتى الآن لم يخبرها بآخر التطورات وان كان وجد متبرعاً .. تعرف ان الامر صعب جداً وقد يكون استسلم عن البحث كما بدا لها .. ولا تستطيع سؤاله لا تريد ان تبدو متلهفه على الشفاء .. كما انها لا تريد ان تشعر بالاحباط عندما يقول لها انه لم يجد متبرعاً بعد .. ولا تريد رؤيه الحزن والألم في عينيه عندما يقول انه لم يجد .. اما اخوتها فهم خط احمر .. لا تستطيع استغلالهم .. او حتى جعلهم يشكون بأنها تستغلهم .. رباااه انها حتى تخجل من ان تقول لهم بأنها مريضه وتحتاج إليهم للعلاج .. ستحاول ان تعرفهم اكثر في الوقت المتبقي من عمرها .. وتتحسر على اخوتها الباقين و اللذين لم تستطع رؤيتهم مع اطفالهم .. ولذلك هيا تريد لهارون ان يستمرّ بحياته من حيث توقف دون ان ينظر للخلف ... لانه لا امل بعلاجها .. عض شفته السُفلى بتوتر .. وقلبه يخفق هلعاً وخوفاً على والدته واخته .. المفترض انهما هنا الآن في منزلهم تنتظرانه كما انتظرهما هذا اليوم .. نظراته مازالت تعانق الباب الخشبي المهترئ لمنزله .. يخشى الدخول ليجد الوهم يُحيط به وذلك الرجل القذر لم يُعد والدته وشقيقته وقام بخداعه .. كما يخشى على بهار من تبعات الماضي ان تؤثر بها .. وتستعيد ذكريات اغتصابها بين بيدي ذلك القذر ال **** .. مامرّ به هذا اليوم كاد ان يفقده عقله .. فقد هدير هذا اليوم ولم يتبقى له غيرهما .. لن يتحمل فقدانهما ابداً ... سحب نفساً عميقاً وزفره بهدوء وفتح الباب بهدوء .. خلع حذائه واستبدله بحذاء خفيف داخل البيت .. كعاده مهمه من عاداتهم ... تنهد الصُعداء عندما وجد والدته تُصلي الثلث الاخير من الليل وأخته تجلس برزانتها المعتادة وتقرأ القران .. التفتت له بلهفه عندما شعرت بدخوله .. وقفزت من مكانها بين احضانه وكالعاده انهارت دموعها على كتفه في لحظاتها العاطفية هامسه :- هارون .. الشكر لله انك بخير .. مسح على شعرها البُندقي بحنان غامر .. ويشعر انه عاجز عن الكلام .. يكفيه ان رأت عيناه وجودهما بصحه امامه .. قبل اعلى رأسها ودفن وجهه بشعرها ولم يتوقف عن التربيت عليه .. ضغط على عنقها وغرقت كفه الخشنه بين خصلات شعرها يشدها إليه اكثر وان استطاع لأدخلها هي ووالدته بين اضلاعه دون ان يسمح لأيٍّ كان بأن يصل اليهما .. همس لها بصوت اجش :- هل انتِ بخير يا روحي ؟؟!! اكتفت ان تومئ له دون ان تتكلم من تأثرها .. وتغرس رأسها اكثر في عنقه .. انهت والدته صلاتها ونهضت بثقل من وزنها الممتلئ بعض الشيء وهبّت لمُعانقته حتى قبل ان تخلع اسدال الصلاة .. عانقها هي ايضاً ثم مال يُقبل ظاهر وباطن كفيها .. وقالت ولم تتحمل كبت دموعها :- ولدي حبيبي .. هل انت بخير ؟؟؟! هل آذاك ذلك الرجل ؟؟؟! :- انا بخير .. علي ان اسئلكما انتما هذا السؤال...!!! :- هل عرفت بما حدث لنا ؟؟؟! هكذا خرج صوت والدته مُرهقاً مُتعباً .. مُتخماً بالالم .. فرد عليها بهدوء :- هل لي ألا اعلم ؟؟! ازدرت ريقها وقالت :- ماذا حدث ؟؟! ماذا يُريد منك ذلك الرجل ؟؟؟!!! الم يكفي مافعلوه بنا قبل سنوات ؟؟!! ماذا يريدون منا حتى الآن ؟؟! صمتت قليلاً واردفت :- اقصد السيد اسماعيل !!!! تجاهل سؤالها .. وسألها هو :- هل أذاكم اي احد ؟؟! او لمسكما بسوء ؟؟! ردت بهار بسرعه :- لا لم يؤذينا احد .. بل اخذونا لأحد الاكواخ في بلغراد .. وقدموا لنا الطعام وجلبوا العلاج لوالدتي عندما طلبت منهم برجاء .. حتى انهم لم يقيدونا داخل الكوخ ... اردفت بسخريه :- اي انه اختطاف انيق ... قالت جيهان ببعض الحزم لتجاهله سؤالها .. وهذا يعني انه لا يريد التحدث بالامر ويخفي امراً ما :- انا واختك بخير ولقد تناولت علاجي في وقته .. لذلك اخبرني بكل شيء بالتفصيل وإلا ذهبت بنفسي لتلك العائله .. وجعلتهم يشرحون لي كل شيء .. ولماذا قاموا باختطافنا ؟؟!! و سأشكوهم للشرطه ... تنهد بعمق وقال يمسح على رأسها :- تمام .. سأخبرك بكل شيء .. ولكن عديني انك لن تذهبي الا هناك ابداً .. علاقتنا مع تلك العائله قد انتهت .. لم يعد يربط بنا اي خيط .. والخطأ كان خطأي منذ البداية ومع ذلك لم يكن يحق لإسماعيل ان يفعل ما فعله .... أومأت بهدوء وهمست :- اخبرني ... شهقت جيهان بصدمه عند نهايه حديثه .. وقالت :- هل حرق المنزل ؟؟! فاليحرق الله روحه ذلك القاسي الذي لا يعرف الرحمه .. وانا من ظننت ان الناس تتغير .. وإذ به يزداد سوءً .. اما بهار فقد عادت تبكي وجسدها يرتجف من شهقاتها التي تحاول كتمانها .. شدت على شفتيها حتى لا يعلو صوت أنينها .. لقد اجبر هارون على اخبارهم .. لم يستطع التستر على الامر فترميم المنزل سيأخذ وقتاً طويلاً وستستمر والدته بسؤالها عنه كما انها تقوم بزيارته مرتين بالاسبوع حتى تطمئن عليه من سعادتها به .. وستغضب ان اخفى الامر .. همست والدته بحزم :- ماذا ستفعل الآن ؟؟؟!!! هز كتفيه :- لن افعل شيئاً سأستمر من حيث عدت .. قالت بحده :- لماذا تزوجت هدير بالسر ؟؟! ثم لماذا ابقيتها على ذمتك كل هذا الوقت ؟؟! هل كانت تريد الطلاق منك وانت رفضت .. وعندما انكشف امر زواجكما اجبرك جدها على تطليقها وهي لم تمانع .. اي في كلا الحالتين لم تكن تريدك ؟؟؟!اين هي كرامتك وكبريائك الذي تتباهى به ؟؟!! وبأي حق سوف تصمت عن هذا الظلم ؟؟؟!! نعم هذا ما حدث .. ولن يخبرها ايضاً ان اسماعيل قولواوغلو استولى على مشروع الانشاءات التي كان يعمل بها بداوم آخر بعد فرع التنظيم وطرده طبعاً .. ليبقى على معاش فرع التنظيم فقط .. ولكنه قال بسكون عميق مختلط ببعض الكذب فهو لن يقول بانه يحبها :- تزوجتها لانتقم مما فعله توبراك ببهار ولهذا ابقيتها على ذمتي كل هذا الوقت .. ثم انني اصمت من اجل هدير .. لا اريد لها ان تعرف شيئاً عن مافعله به جدها كبريائي لا يتحمل ابداً ان تعرف بذلك ..... شهقت بهار وازدادت دموعها انهماراً .. ليتها استطاعت ان تقول الحقيقه .. ان توبراك لم يغتصبها لم يؤذيها وتحمل هو كل الاذية .. ولكن كيف ؟؟؟! كيف تقول لاخيها بأنها هي من ذهبت لهناك بقدميها ؟؟؟؟؟؟!!!! تخجل ولا تستطيع النظر الى وجهه .. سيغضب منها ويعنفها ... على الاقل فهو تخلص من تأنيب الضمير منذ وقت ولم يعد يهتم بها مثل السابق .. ويقلق من اجلها ... ترقرقت عينا جيهان بالدموع .. كما ان دمعه من دمعاتها الغالية قد هبطت يتيمه على وجنتها اليُمنى .. وأومأت برأسها وهمست بصوت مختنق .. تتفهمه وتتفهم ما يشعر به :- حسناً لن اذهب اليهم .. ولن اطالبهم بأي حق من حقوقنا .. ولكن يصعب علي رؤيتك بهذه الطريقه تتألم وتتعذب بسبب تلك العائلة المصيبه ... زمّت شفتيها وقد شعرت ان ابنها في خطر فاشتعلت بداخلها نار الحميّه الاموميه التي تحمي اولادها من اي مكروه فور ان شعرت بهذا الخطر يدق ابواب قلبه ... لقد كانت جيهان امرأه حمائيه جداً تجاه اولادها .. لا تتحمل نظره الم او حزن في عينيهم .. وتحقد على كل من يستصغرهما ويؤذيهما او يعايرهما بفقرهم .. وابنها الغالي كان " حزين " و قد أذته تلك الفتاة كثيراً .. والله وحده يعلم اذا نجحت تلك الثريه بالتسلل الى قلبه او لا .. اذاً هي عليها ان تتدخل لإنقاذه من لعبتها التي تلعبها اياً كانت .. وستبدأ بذلك منذ الغد وان كان ذلك رغماً عنه ... نهضت ببطء وسارت نحو غرفتها .. وقالت ببرود :- استأذن منكما انني احتاج لبعض الراحة .. قالا معاً :- نوماً هنيئاً ... ثم خرج صوت بهار مبحوحاً من وجعها على مامر به اخيها الحبيب :- اعلم انك لا تقبل ذلك .. ولكن منذ الغد سأبحث عن عمل وسأساعدك رغماً عنك .. لن اتركك تفعل ذلك بمفردك .. واغضب ان اردت لا يهمني ذلك .. ادارت رأسها بكبرياء واغمضت عينيها بألم .. فسمعت صوت قهقهته .. فنظرت له بحيره فوجدته يبتسم لها ويقول بحنان :- لقد كبُرتِ كثيراً ياوردة الربيع .. وتُريدين مساعدتي .. حسناً سأقبل ولكن ما ستحصلين عليه سيبقى لكِ .. لن اسجنك في المنزل كالمتزمتين واكبح جماحك .. طبعاً ببعض الشروط التي سأضعها كي اطمئن عليك ... نهض وربت على كتفها واردف عندما رأى ان وضعها طبيعي من الاختطاف ولو يؤثر بذكرياتها المريره :- تصبحين على خير .. لدي عمل كثير في الغد عليّ النوم .. مرغّت فيروزه رأسها على صدر سردار الذي احاط كتفها .. يُعانقها بأبويه خالصه نابعه من اعماقه كأب .. بينما هي تشعر بالسعادة الغامرة بين احضانه الابوية الدافئة .. واحساس العائلة الحقيقية الذي نادراً ما ينتابها بهذا القصر .. تشعر ان لها اب وام واخ واخت يحبونها بصدق وجدّ يكرهها .. فكرت ببعض التفاؤل .. لا بأس سيأتي يوماً ما ويحبها .. فحبهم جميعاً لها سينعكس عليه ويصبح يحبها .. اليس كذلك ؟؟!! تنهدت بأسى وهي تتعلق بهذه القشة .. لربما لو ان السيد اسماعيل احبها .. لما شعرت بهذا النبذ والوحده بين العائله .. شخص واحد يكرها وكفيل لتذكيرها بمن تكون ...!!!! ولكنه محق !!! ما الذي سيحبه في يتيمه لايعرفها ولا تقربه ... قال سردار يمسح على شعرها الاشقر المموج :- مابال صغيرتي شارده ؟؟؟! الم تعجبك مفاجأتي لكِ؟؟!! قالت مُبتهجه تنظر له بامتنان :- أهل يمكن الا تعجبني ؟؟!! شكراً لك بابا .. شكراً لك .. لا اصدق هذه المفاجأه لقد اهديتني الحياة .. لقد كانت اجمل هديه في حياتي .. احبك كثيراً .. ابتسم سردار وهمس لها :- وانا احبك يا ابنتي الغالية .. إذاً فالتعملي بصالونك الجديد بهناء وسعاده .. شرط ان لا تهملي فرعك القديم فلقد خطوت اول خطواتك بالنجاح من خلاله .. وقبل ان تجيبه فيروزه .. قال اسماعيل ساخراً :- بالطبع ستعجبها ..!! الجميع يحسدها على حياتها بيننا رغم انها ليست من صلبنا ... من الذي سيكون محظوظ بقدرها ... اخفضت فيروزه رأسها ببعض الالم .. وانطلق صوت سردار مدافعاً عنها :- لا تقل ذلك يا ابي .. فيروزتي هي نعمه من الله ارسلها لي .. فبعد ان ولد توبراك ماعاد بامكاننا الانجاب مجدداً .. ولطالما تمنيت بنتاً ... لوح اسماعيل بكفه بغير اهتمام :- ان كانت فتاة كهدير عن مئه رجل .. فذلك ممكن .. واما غير ذلك فأنت بحاجه للذكر ليكون خليفه من بعدك ... زم سردار شفتيه .. وقال بقصد ينظر بعمق عينيّ والده :- ما كنت لاتمنى لتوبراك ان يحذوا حذوي .. إطلاقاً .. وما كنت اريد ذلك لنفسي .. ولكنني مجبر ... تنهدت اسماعيل عندما رمق نظرات الفضول من تلك اليتيمة وكنته .. لم يكن يأبه لتلك اليتيمة الغبية ... ولكن كنته ذكيه رغم صمتها وهدوئها الغريب الآن إلا انها قد تفهم مايدور بينهما .. او لربما بذره الشك التي ستنتابها ستجعلها تبحث من خلفهم .. وهذا ما لا يريده .. وقال يغير الموضوع :- حسناً حسناً دعك من ذلك .. وفكر فيما ستقوله لهدير عندما تأتي الآن .. واياك ان تحرجها امامنا او توبخها على ما اقترفته لقد كانت طفله ... ماكان اسماعيل ليهتم ابداً بكل ماتقوم به هدير .. رغم تحفظه على بعض ما تقوم به ... وقلقه الباطني لعملها مع الشرطه .. الا انه ماكان ليترك شيء ما في نفسها ... وبما انه تأكد انها قد تطلقت من ابن الحي المثير للشفقه .. وهذا هو الاهم الآن ومايكفيه ... لذلك هو لن يسمح لاحد لان يتعرض لها ... اراد سردار ان يرد عليه ... و لكن قطع حديثهم صوت هدير يهتف بإستياء مازح :- هذا غش يا ابي ادخل كل يوم واجدك تعانقها عندما لا لا اكون موجوده .. انا ابنتك ايضاً .. لقد بدأت اشعر بالغيرة ... مدّ ذارعه .. لا تعرف امينه ما الذي شعرت به عندما قالت هدير كلماتها بعفويه تامه ... رغم ثقتها بسردار وانه لن ينظر لفتاه كفيروزه بعمر ابنته بطريقه بشعه .. ولكن رغماً عنها انتابتها الغيرة .. بسبب كلمات تلك التافهه عن العناق ... هل من الممكن ان ينظر سردار لفيروزه نظره مختلفه عن الابوة ؟؟؟!!!! باعتبار انها ليست بإبنته الحقيقيه ... قال سردار بملامح جافه متجاهلاً تنبيه والده :- تعالي إذا لاعانقك قليلاً قبل ان اغضب عليك واوبخك واحاسبك على ما فعلته بنا هذا اليوم ... ابتسمت له هدير بشغب وركضت نحوه وعانقته بقوه .. تستمد منه بعض الحنان تبحث عنه وتجده عنده بسهوله .. ولكن يصعب ان تجد عنده الاحتواء .... بات سردار محشوراً بين ابنتيه .. هذا الشعور الذي شعر به وقلبه يخفق بين جنباته .. وابنتيه بين ذراعيه وفي منزل العائله الكبير .. مستعد لان يدفع عمره كاملاً حتى لا يُفارقه ... فالاثنتان اغلى من روحه .. وكلتاهما ابنتيه اللتين رباهما وكبرهما ومارس عليهما ابوته المتعطشة لحنوّ البنات .. هما من جعلتاه يتوقف ان يتمنى ليصبح له ابنه من صلبه وقد عدهما ابنتيه من لحمه ودمه .. وضعت امينه بأناقتها المعهودة قدماً على الاخرى .. فانخفض الفستان الذي ترتديه اكثر حتى اتضح فخذيها ... بإبتذال لم يأبه له احد بسبب طبيعه عاداتهم التي تربوا عليها منذ الصغر ... واعتاد عليها اسماعيل حتى تقبلها مجبراً .. مع دستور الطبقة المخملية ... وقدمها التي يلتف عليها الكعب العالي .. تتأرجح بتوتر وقلق .. قالت بغيره رغماً عنها تنظر لفيروزه بنعومتها وجمالها الغارقة بين احضان سردار .. تتنعم بما ليس من حقها :- فيروزه اذهبي وحضري بعض العصير الطازج وقدميه ... سيجف حلقنا بعد قليل من المصائب التي تتقاذف علينا .. قالت جملتها الأخيرة ترمق هدير بقرف واشمئزاز .. من مظهرها الصبياني .. رغم ان ملابسها تباع بالقسم النسائي .. الا انها لا تجيد التنسيق بينها وبدت مثل الصبيان المشردين والمجرمين اللذين تراهم في الشوارع .. قميص ابيض اكبر من حجمها .. يعلوه ستره سوداء ايضاً تكاد تغرق فيها من نحاله جسدها ... ومعطف اسود ثقيل خلفه قلنسوه ضخمه اكبر من رأسها .. بشعرها الاسود المعقوص للخلف بشده على هيئه ذيل الحصان المتأرجح ... اوضح مدى عرض جبهتها الكبيرة ... حسناً هذه تسريحتها المعتادة .. عدى انها في بعض الاحيان تلف ذيل الحصان ككعكة رتيبه فوق رأسها .. وتبدو كالمدرسات الصارمات في المدرسة .. وبالغالب ان شدها لشعرها بهذه الطريقه .. جعلت دماغها الاحمق ايضاً يشتد معها ... وكالعاده سروال من الجينز الباهت والواسع .. لا تعرف كيف لا ينزلق عن جسدها النحيل .. والاحرى انها تشده بالحزام .... نهضت فيروزه بلا تردد .. وتعرف جيداً انهم يرغبون الانفراد بهدير .. وقالت برقه محببه :- انت تأمرين يا امي الغالية ... اختفت فيروزة عن انظارهم .. وابعد سردار هدير عنه بهدوء .. وقال بصوت صلب :- والآن اخبريني .. لماذا فعلتِ ذلك ؟؟! وتزوجتِ من هارون سراً ...!!!! انا اعلم انكما تزوجتما خارج اسطنبول ولهذا السبب لم يعلم اي احد من الصحافه .. كما اصبحت اعلم ان زواجكما منذ خمس سنوات ... ما الذي فعله لكِ ذلك الرجل .. التقرير الذي طلبته اثبت بانه ليس لكِ صله معه في اي وقتٍ كان .. هل ترككِ معلقه كل ذلك الوقت ؟؟؟!!! ارتعشت شفتي اسماعيل غضباً هادراً .. يعرف جيداً هذه المعلومات لقد قرأها مع سردار عندما وصلت .. ولمن عندما سمعها مجدداً تمنى ان يكون عنق هارون بين يديه حتى يهشمه .. لفعلته الشنيعه بحفيدته الغاليه .. اخفضت هدير رأسها حرجاً وهمست بخفوت :- لقد تسرعت .. كنت صغيره ولم ادرك فداحه خطأي .. صرخت امينه فجأه بلا احترام .. تقاطعها :- ماذا هارون ؟؟؟!! تزوجتِ منه ..!!! اهل هارون ابن الخادمه التي كانت عندنا ؟؟؟!! كيف تفعلين ذلك ؟؟!! وتتزوجين من ابن الخادمه الذي حاول قتل ابني ودخلت المشفى بسببه وانا ادافع عن روح ابني ؟؟؟؟!!!!! هل جننتي ايتها المعتوهة ؟؟؟!! قالت هدير ببرود تنظر لأمينه :- لقد تزوجته قبل ان يحدث اي شيء لتوبراك .. وكنا ننوي اخبار الجميع والاعلان وفجأه حصل ما حصل لتوبراك في تلك الفترة .. نظرت لسردار وأردفت بصوت خافت :- وتعرف انه دخل إلى السجن .. وفور تنازل خالتي امينه عن القضية لانه اطلق عليها النار بدلاً من توبراك عندما كانت تحميه رحل ولم يظهر إلا في العمل قبل فتره وجيزة بالصدفه .. عقد سردار حاجبيه وقال بقسوه :- اي انني محق .. الحيوان ذهب وتركك مُعلقه .. وعاد الآن حتى ينتقم منا بظنه على مافعلناه به .. كنت تستطيعين اخبارنا لنخرجه من الجحر الذي يختبئ به .. ونحاسبه على ذلك ونجبره على تطليقك .. هزت رأسها بيأس :- لم يكن يختبيء ابي .. لقد كان يحمي عائلته فقط .. ثم رفعت كتفيها وقالت بلا اهتمام :- و لقد كنت اعرف اني ما ازال زوجته وتركته .. وظننت انه ينتقم مني ولكن على حسب قوله فهو لن ينتقم مني ولا علاقه لي بالامر .. توقفت قليلاً تلهث من التعب واردفت :- ثم اصلاً انتقامه بلا فائده فأنا لست اخت توبراك ولا ابنه الخاله امينه لينتقم مني .. ومع اني عرفت بأنه لا ينوي الانتقام مني لم اغفر له على تركي كل هذه السنوات .. وقد طلبت منه الطلاق وتطلقت قبل قليل .. وانتهى كل شيء ... شهقت امينه بفزع من كلامها البارد وكأنها لا تأبه بسمعه عائلتهم ببرودها ولا مبالاتها .. اثناء وقوف سردار على قدميه بعصبيه .. ويرتفع صوته مُجلجلاً :- هل فقدت عقلك ؟؟! .. كيف تتطلقين والصحف قد صورتك بتلك الصورة المشينه بالعمل ؟؟؟! هذا يعني ان ما سيُقال في الصحيفه سيكون صحيحاً .. كان على الجميع ان يعرف انه زوجك من اجل سمعتك وسمعه عائلتنا .. وانتِ ذهبتِ وتطلقتِ بكل برود ... قالت امينه بوقاحه :- وكأنها تهتم بسمعتها هذه القذره .. لو انها تهتم لما فعلت ما فعلت بمركز الشرطه بكل رذاله .. ما يزال عقلي لا يستوعب كل ما حدث .. ثم ان ذلك الشحاذ الحقير ماكان ليحسن من سمعتنا ولهذا الافضل انهم قد تطلقوا قبل ان تتشوه اكثر ... صرخ بها سردار :- اصمتي كونه فقيراً ماكان ليهمني اطلاقاً .. وتوقفي عن نعت ابنتي بالقذره لا اسمح لكِ بالتعدي عليها .. قالت هدير بإباء مُتشح ببعض البرود تتجاهل كلام امينه فهي لا تهمها اطلاقاً :- لا تقلق أبي .. غداً سيُقيمون مؤتمر صحفي ضخم ويصححون كلامهم عني .. ذهبت بنفسي لمدير الصحيفة وصححت له الأمر وصدقني .. ولذلك لن يهم ان انتشر خبر الطلاق ... قال بإنفعال :- من كان يُساعدك ؟؟؟! وماذا ان كذب المدير ولم ينفذ ما قلته ؟؟؟!! لا شيء يجبره على ذلك ... ثم كيف تتكلمين بهذه البساطة ؟؟!! والاريحيه ؟؟!! ابتسمت ابتسامه هادئه تخفي خلفها جانبها السيء :- يجبره الخوف ان يفعل ذلك ابي .. يجبره الخوف من اسمنا العريق وعائلتنا .. وفعلت ذلك بنفسي لم يساعدني احد .. لا احتاج لأي مساعده حتى احمي شرفي ... بالطبع لن تخبره بأن ميستان ورجاله قد عاونوها كثيراً في كل امر تقوم به .. حتى لا يُطردوا من عملهم عندها ... أما مدير الصحيفة فقد تركت اسفل رأسه بعض الرجال وقد حرصت ان ينتبه لوجودهم .. حتى لا يُفكر للحظه بالتراجع عن المؤتمر ... مرر سردار كفه على شعره بتوتر واعاده للخلف وكفه الاخرى تستقر على خصره .. هذه الحوادث تحدث كثيراً في مجتمعهم بشكل عام وطبقتهم المخملية بشكل خاص .. وفي الغالب يُردم بعضها بالكذب والافتراءات .. وبعضها تمر وينساها الناس بمرور الزمن ... أومأ برأسه وقال :- تمام .. تمام ... سنرى ما يحدث ... مازال في جوفه الكثير والكثير من التوبيخ والعتاب على تصرفاتها الرعناء وزواجها بدون اذنهم .. وتصرفاتها دون ان تفكر بإخبار اي احد .. اخفائها للأسرار .. وكأنها ..!!! وكأنها تعيش وحيده منفصله عن عائلتهم .. وكأن جسدها هو من يقبع في هذا القصر بينما روحها هائمه للبعيد ... ولكن لم يُرد الضغط عليها الآن بسبب مرضها .. فالتتعافى اولاً حتى يتفاهم معها بشكلٍ افضل .. فهو لن يجازف بحياتها الآن ويعرف جيداً مدى عنادها ... صغيرته لا تسير بالاوامر وفرض الامر عليها ... بعض الكلام المحترم والتفاهم يجعلها تنفذ بطواعيه ... تباً كل شيء بها اشبه بملك والدتها واخته المفقودة .. لم تجلبه من بعيد بعنادها وعقلها المتحجر .. انها خليط بين عرقين قويين .. قال السيد اسماعيل بصرامه ينظر لسردار :- هذا يكفي ..!!!! الم تتطلق للتو من ذلك القذر وانتهى الامر ؟؟؟! المهم اننا لن نرى ابن الحي ذاك مجدداً ... لم تحب ابداً ماقاله جدها عن هارون .. فلقد كان هارون خط احمر لا تسمح لاحد بتجاوزه او التعدي عليه .. اما الآن فهي متعبه جداً وتحتاج للراحه كثيره ... ولا وقت للجدال .. نهضت قائله بهدوء :- عليّ العودة الآن .. لقد تأخرت كثيراً .. وسيقلق ماهر ... ليست واثقه ان كان سيقلق عليها حقاً .. ولكن قالت ذلك حتى تخرج من هنا .. فهي لم تعد تقاوم التعب ابداً ... وصلت لبوابه القصر الخارجية الفكتورية .. ولم تلاحظ ملاحقه امينه لها قائله بحدة موقفه اياها عن السير :- ستدفعين ثمن زواجك من ذلك الرجل المقرف .. وثمن تشويهك لامبراطوريتنا في الصحف بهذه الفضيحة .. تذكري هذا جيداً .. تنهدت هدير بيأس .. و قالت بتهكم تعقد كفيها لصدرها :- لا احد سيدفع الثمن هنا غيرك انتِ .. لو كنت مكانك لفكرت كيف سأنجو بفعلتي ؟؟! وابقى داخل هذه الامبراطورية .. عقدت امينه حاجبيها ولم ترتح لكلامها المبطن .. وهمست بغِل :- ماذا تقصدين ؟؟! ارتفع حاجب هدير بخُبث وقالت :- اقصد .. انني سأحرص على خروجك من عائلتنا تماماً انك لا تسببين إلا الالم والمتاعب للجميع بسبب جشعك وطمعك .. تماماً كمرض السرطان تتسربين بين اضلاعنا ودمنا .. وتمصين دمنا كالعلقه .. وانا اكثر واحده تدرك ماذا تفعلين ... شهقت امينه وهي تعرف جيداً ما يمكن ان تهددها به :- لقد وعدتني .. تذكري ذلك وحصدتِ الثمن وتنازلت عن قضيه ذلك الرجل القذر مقابل سكوتك ... وإلا لما اطلقت سراحه ابداً وجعلته يتعفن بالسجون ... قالت هدير بسخريه :- نعم .. انت محقه .. سبب صمتي كل هذه السنوات هو الوعد .. ولكن لا شيء يجبرني على السكوت الآن .. فأنا سأسُسكت تأنيب ضميري واتكلم واطهر الحقيقيه بتفاصيلها للجميع ... وضعت اصبعها على صدغ امينه وطرقته وهمست بخفوت خطير اشبه بفحيح الافعى :- قريباً سندخل إلى عصرٍ جديد .. و تذكري ان حرية الثعالب تكون لحين نهوض الأسد فقط .. قريباً جداً سأجعلك ترتجفين على مخالب غضبي .. غادرت بخيلاء وقوه مُتجذرة بها من الاعماق .. وتركت خلفها السيدة امينه فاغرة شفتيها بصدمة .. واتصلت على احد الارقام فوصلها صوت سيبال المبحوح من النوم :- نعم .. ما الذي تريدينه في هذه الساعة المتأخره من الليل .. قالت امينه ببعض القلق :- تباً لكِ ايتها الغبيه .. لقد قلت لكِ راقبي هدير في العمل واخبريني عن تحركاتها .. لا ان تنشري الفضائح في الصحيفة .. لقد اخرجتِ اللبوة من القفص .. وحصل ما كنت اخاف منه منذ الصباح ... واغلقت الهاتف بوجهها وهي تعض شفتيها بنهم .. والقلق ينهشها من خبث هدير وما يمكنها ان تفعله فهي لا تُهدد عن عبث .. لقد امنت سيبال ان تراقب لها تحركات هدير .. عندما لاحظت طمعها ونظراتها النهمه لمظاهر الترف في مجتمعهم ببعض الدعوات .. كانت واثقه ان سيبال ستلهث امام المال الذي ستعطيه لها مقابل ان تنفذ لها ماتريد ... بينما في الطرف الاخر .. نظرت سيبال للهاتف بغرابه ولوت شفتيها بامتعاض .. ووضعته بجانبها بهدوء وعادت للنوم .... دخلت بهدوء إلى المنزل وهبطت درجات السلم للبدروم حيث توجد غرفتها والغرفة الثانية لماهر المطله على البحر .. بينما باقي الغرف الفارغه و التي يحتلها التوأم في الطابق العلوي ... وشهقت مُجفله عندما رأت ماهر يقف عند زُجاج الشرفة المُغلق ... ويتأمل البحر الاسود الذي غرق بسواد الظلام .. كان دافناً كفيه في جيب منامته القطنية بسكون .. شكله كان بعيداً عن الرتابه والأناقة التي تُشاهده بها دوماً .. همست بخفوت عندما التفت لها ببرود ونظراته تُشعان بالشرّ :- لقد ظننت انك قد نمت منذ وقت طويل ... قال بجفاف والغضب يكتسحه من تصرفاتها اللامباليه .. و التي يظن انها تتقصدها لإغاظته .. وتأكد ان تكون نبره صوته هادئه وتوصل لها غضبه من تأخرها :- لا استطيع النوم براحه بال ان لم تكوني انتِ والتوأم هنا نائمون واتفقدكم واحداً واحداً ... شعور غريب اجتاحها من كلامه رغم انها لاحظت نبرته القاسيه .. ولكنه شعور رائع لم تشعر به من قبل .. لم يكن يوماً اي احد ينتظر عودتها او يقلق عليها .. وان ذهبت للنوم في منزل علي او إحدى صديقتها دون ان تخبر احداً لا احد يفتقد وجودها إلا صباح اليوم التالي دون ان يعاتبها او يوبخها احد بعد عودتها للمنزل .. اما ماهر فقد تسلط عليها منذ اليوم الاول حتى قبل ان تأتي للعيش معه هنا .. نظرت له بحرج وهي مدينه له باعتذار لانها لم تتوقع ابداً انه سهر لينتظر وصولها :- اسفه .. لو كنت اعلم انك تنتظرني لما تأخرت .. كان عليك ان تتصل لأعرف !!!! ارتفع حاجبه بغضب وهمس :- انظري لهاتفك .. اخرجته من جيب معطفها .. ونظرت اليه شاهقه من عدد المكالمات الفائته واكثرها من ماهر طبعاً .. ضربت كفها بجبينها وقالت بتأفف :- هففف .. لم انتبه كنت مشغوله جداً جداً اليوم .. الجميع يضغط عليّ من كل جانب .. اقترب من طاوله المطبخ المفتوح ولوح بالصحيفة :- هل كنتِ مشغوله بأمر هذه يا ترى ؟؟!!! ام ماذا ؟؟؟!!! زمت شفتيها بحرج وتتوعد بداخلها من كان السبب بتصوير الصورة واخبار الصحافة .... لقد عرفت انها سيبال عندما شاهدت كاميرات المراقبه في الفرع .. تلك الثعلبه لقد مسحتها ظانه بأنه لن يكشفها احد .. ولكن لا تعرف كيف حدث ؟؟! والهمها الله ان تخبر التقني الفني ان ينظر للحاسوب ويستعيد ماكان محذوفاً .. وقد كانت محقه تماماً ... وعليها ان تعرف لماذا ؟؟؟!!!! لماذا فعلت بهما ذلك ؟؟؟!!! ونشرت صورتهما بهذا الوضع المحرج .. بالحقيقه لم يحرجها إلا ماهر عندما رأى الصورة وهو القادم من بلد منغلق .. فشعرت بالخجل لرؤيته لها رغم انها لم تكن واضحه تماماً .. وجعلها تشعر بالسوء من نظراته العاتبة المختلطة بالجفاف الذي لم تعتد عليه منه هو بالذات منذ وصوله ... اما الآخرون فهم معتادون على رؤيه ذلك في المجتمع لذلك لم تشعر بالحرج او الخجل تجاههم عندما شاهدوا الصورة ... قالت برقه غريبه عليها :- اقسم لك انه كان زوجي عندما قامت احدى زميلاتنا بالتقاط الصورة ونشرها للصحافه من اجل المال ... قطب وجهه مستفسراً :- كااان ؟؟؟!! قالت بسرعه لانها متعبه ولا تشعر انها بخير للأخذ والعطاء بالكلام :- نعم .. انها قصه طويله .. تزوجنا قبل خمس سنوات ورحل وتركني خلفه وعندما عاد لحياتي فجأه كنت غاضبه منه وتطلقنا هذا اليوم .. لقد كان بيننا الكثير من المسافات واخطأت عندما تزوجته وانا صغيره .. رحل تماماً كما رحل ابي وعمري ثلاثه ايام ... لا تعرف لما تذكر امر والدها في كل مره تريد بها الدفاع عن نفسها .. ربما حتى تُرّسخ هذه الحقيقه في رأسه ولا يُعاتبها او يغضب عليها .. فكل ما يحدث لها بسبب البيلوجي عديم اللزوم ولأنه لم يعتني بها كما يجب .. ولكن ان كانت تظن ان ذلك ينفع مع ماهر فهي مخطئه .. عندما قال بإنفعال :- توقفي عن جعل ابي الشماعه التي تعلقين عليها ذنوبك .. اعلم جيداً ان مافعله لا يُغتفر بسهوله ولا يمكنه حتى تعويضك .. يعلم خطأه جيداً ولهذا لا يجرؤ على المجئ ورؤيتك .. ولكنه يتعذب الآن اكثر من اي وقتٍ مضى .. امي تركته وتركت له المنزل واستقرت عند عامر ومعها قاسم وشهم .. واخوتي الكبار المتزوجون جميعهم في منازل منفصله وكل واحد منهم له حياته الخاصه .. وانا والتوأم هنا .. واكثر شيء يخاف منه ابي هو الوحدة .. وهو وحيد الآن ... وحيد كما لم يكن من قبل ... فجأه خفتت نبره صوته الحادة و اردف بشجن :- و ذلك لا يعني ان لا اغضب عليك ولا اعاتبك على اخطاءك واصحح لكِ مبادئك .. واعلمك بعض عاداتنا وتقاليدنا وماتربينا عليه منذ الصغر الى ان اشتد عودنا ... فنحن جميعاً نختلف عن ابي ولسنا مثله بقسوته وجبروته .. بل نحن متعاونون معاً متحدون دوماً .. :- تماماً كما يسمينا بعض الناس .. الاطباء المتحدون .. اي ان التسميه تليق بنا لم تأتي عن عبث عندما اخترعتها .... قال ثائر ذلك بمرح وهو يضحك بخشونه .. وافسد على ماهر حديثه الجدي .. و قاطعاً الحديث بينهما .. نظر له ماهر وقال بضجر :- الم تنم حتى الآن مثل جاسر ؟؟! هل سأركض خلفك مثل الاطفال حتى تنام ؟؟؟! رفع ذقنه قليلاً وهزّ منكبيه :- لم استطع النوم .. اردت التحدث مع اختنا الجديده ففي جعبتي الكثير لأقوله لها .. ثم انني لست مثالياً كجاسر لانام مبكراً ... ابتسمت بهدوء وقالت بإرهاق :- هل يمكننا ان نؤجل التوبيخ والنصائح والحديث للغد .. انني متعبه جداً واحتاج للراحه .. لقد اتيت من منزل ابي ولم يقصر ايضاً بتوبيخه من اجل ماحدث بالصحيفه هذا الصباح وسيُحل الأمر في الغد .. سيُقام مؤتمر صحفي يصحح كل الشائعات التي قيلت عني .. غداً عطله نستطيع التحدث براحه كما تريدان .. دقق ماهر متألماً بملامحها الصفراء الشاحبة وعرف ان مرضها قد تطور اكثر وينحدر لمنحدرات خطيره .. كيف لا يعرف وهو طبيب متخصص بجراحه الأورام ؟؟! وكل ما يتعلق بالسرطان .. فقال وقد برزت بعقله فكره ما سيبدأ بتنفيذها غداً .. حتى لا تشعر بأنه يعرف شيئاً عن مرضها :-حسناً يمكنك الذهاب للراحة ولكن عليك ان تعرفي شيئاً .. انتِ حتى الآن لم تري وجهي الآخر .. لذلك لا تمتحني صبري .. لن اسمح لك ان تلقي اللوم على ابي في كل مره ترتكبين بها الاخطاء .. قد لااستطيع حسابك على ما اقترفته قبل خمس سنوات بتهور منكِ .. ولكن الاكيد سأحاسبك على ما فعلته هذا اليوم وطلاقك وتشويه سمعتك وسمعتنا دون ان تخبريني باي شيء ... قالت باستفسار :- كيف فهمت ما كتب بالصحيفه عني وعن سمعتي ؟؟! انت لا تقرأ التركية .. قال باقتضاب :- عندما لاحظت صورتك طلبت من سادات ان يترجم لي ما كتب ... اومأت بصمت و اختفت من امام عينيه داخل غرفتها وكأنها لم تصدق ذلك .. واخذت تتنفس بعنف مستنده بظهرها إلى الباب ... من الجيد ان ثائر لم يلتفت لامر زواجها وبقي صامتاً وقد عرف ما حدث ... فقد كان يبدو عليه انه قد تنصت .. او سمع كلامهم الاخير وفهم ما يحدث ... واما بالطرف الآخر من البدروم ... فقد شعر ماهر بوخزه وخزت قلبه من الالم عليها عندما لاحظ ارهاقها وتعبها ... ويعلم جيداً ان كبريائها الغبي يمنعها من ان تخبره بأمر مرضها الخطير رغم معرفتها تماماً انه قد يستطيع انقاذها .. سيُحاسبها رويداً رويداً على كل اخطائها وتهورها بعد ان يتم العلاج كاملاً .. عليه غداً ان يبدأ في الحديث معها ليبدأ العلاج سوياً ... فكل شيء اصبح جاهز ومعد لنقل القرين .. فحصوتها التي اطلع عليها قبل عده ايام بالمشفى كانت تفيد بأنه لم يعد ينفع معها اي علاج الا النقل .. وقام هو ببعض الفحوص ايضاً فور ان اخبره خالها بالامر ... و نعم ...!!!! اتضح ان قرينه متطابق معها ويبقى فقط استدراجها للمشفى واقناعها باجراء العملية ... فركت عينيها ومازالت تشعر بالنعاس .. فالبارحه لم تستطع النوم جيداً عادت متأخره ليله البارحة وتفاجأت من انتظار ماهر لها .. لم تكن تتوقع ذلك .. وهذا يعني نقطه اخرى تُحتسب لصالحه .. اي اهتمامه بها وبما يعنيها .... وها هي تستيقظ على اصوات اخوتها الخشنه والمرتفعة وكأنهم يتحدثون بالمطبخ الذي يقابل غرفتها تماماً .. لا تعرف هل اصواتهم الطبيعيه مرتفعه هكذا !!! .. ام لأن المكان غير عازل للصوت .. قررت وأخيراً ان تنهض .. فتحت باب غرفتها فواجهها المطبخ المفتوح بلا ايه ابواب .. وكان ماهر واقفاً يفرغ الاكياس من على الطاولة الصغيرة ويرتب الاغراض .. وتُحيطه بعض الأكياس حول قدميه اذ انها لم تتسع جميعها على الطاولة .... بينما ثائر يجلس على المقعد المتحرك مُسنداً مرفقيه إلى طاوله المطبخ مُقابل ماهر ... ويتحلطم كعادته .. دون ان يلاحظ احداً وجودها .... :- ما الداعي لكل هذا التسوق الآن ؟؟؟! ستجعلنا نفلس مبكراً ... القى ماهر نظره سريعه إليه وعاد يتابع عمله وقال :- ليس التسوق ما سيجعلنا نفلس .. بل بلعومك ... رد ثائر ساخطاً :- لقد اكلت لقمتين هذا الصباح .. هل تعد اللُقم التي أكلها .. قال ماهر :- لو حاولت عد اللقم التي تأكلها لما تمكنت من فعل شيء اخر حتى المساء ... سمعا صوت ضحكه هدير الصاخبه والمضحكه .. بينما كانت تخرج من غرفتها وتفرك عينيها مُجددا ببعض التعب .. وقالت :- هل انتما هكذا كالقط والفأر دوماً ؟؟؟! رد ماهر :- بالحقيقه هناك الوضع مختلف ونلتقي بشكل نادر حتى وجبات الطعام لا نتصادف بها دائماً بسبب تقاطع العمل والدراسه .. فانا دكتور مشغول دوماً وطبعاً لا وقت لدي للعبث مع هذا الاحمق الذي يضع عقله مع عقل قاسم وشهم دائماً ويتشاجر معهما على كل صغيره وكبيره .. اما هنا فنحن الاربعه تحت سقفٍ واحد وملموم و لوحدنا وبما انني الاكبر فأنا مجبور للاهتمام بكم انتم الثلاثه ... سألت ببراءه وكأنها تتذكر شيئاً ما :- قاسم وشهم هل هما اللذين انجبهما والدكم من بعدي ؟؟!!! قال جاسر الذي يجلس بجانب ثائر ببعض التوتر :- نعم .. لمحه حزن طفيفه مرّت على صفحه وجهها .. جعلتها تصمت وتأِّن بوجع ... مُتجاهلاً هزه الألم التي ضربت قلبه لحُزنها الذي يقرأه دوماً في عينيها بسبب مافعله بها والده ... وأجل توبيخه لها على مافعلته البارحه لوقتٍ لاحق .... قائلاً بخبث ينظر لثائر :- صحيح كنت افكر بجلب عامله لمساعدتنا هنا !!! قاطعه ثائر بعجله وفرحه لم يخفها :- خيراً ما فكرت به .. ثم اردف ماهر متجاهلاً فرحته :- ولكن غيرت رأي .. وجدت فكره افضل .. نظر لهدير وقال يغمز لها حتى تنسى ماتفكر به الآن :- هل فكرتِ بطريقه لعقابهما ؟؟؟؟! انا سأعاقبهما لإضاعتهما حقيبتي في المطار .. وانتِ لما فعلاه بكِ منذ وصولهما .. قالت بشغب يتخلله الاستمتاع ... وقد غيرت مزاجها تماماً بعد ان تنبهت لنبره التسليه بصوته :- تمام .. إذاً عاقبهما كما تشاء .. انت ادرى بما يكرهانه طبعاً ... عاد يوجه نظراته لثائر المبهوت بتوجس .. وجاسر الذي يجلس بجانبه بهدوءه المعتاد ... وقال ينخز ثائر بنظراته :- إذاً لاداعي للعامله فأنتما هنا .. يعني حتى لا نفلس من مصاريفها .. ورفع حاجبيه لثائر بقصد ... واردف له :- يعني اطمئن لن نفلس وانتما موجودان .. قال ثائر بسخط :- هذا ليس عدلاً .. لا يمكنك عقابنا بهذه الطريقه .. رفع ماهر الاكياس من الارض يضعها على الطاولة .. بعد انتهائه من افراغ الدفعه الاولى .. :- انكما معتادان على ذلك فاب منذ صغرنا عودنا على ترتيب غرفنا وتنظيفها فقط سأضيف بعض الاشياء من اجل العقاب .. اذا لم يعجبكما ذلك يمكنكما العوده للوطن .. تؤنسان ابي بوحدته ... مط ثائر شفتيه بضيق ولكنه محق هو معتاد على تنظيف غرفته وترتيبها كما عودهم والدهم منذ الصغر وقد كبرت معهم هذه العاده .. ولن يضره شيء ان ازداد عدد الغرف .. فهي فتره مؤقته للعقاب .. ولم يكن يوماً من النوع المتهرب من الجزاء مهما كان .. سأل ماهر التوأم وهو ينوي ان يُعّرف هدير على باقي اخوته واولادهم بالترتيب .. وقد اخبرها عنهم عشوائياً من قبل .. :- هل احضرتم الصور السنوية معكم وصور العائله ؟؟!! رفع ثائر رأسه وضحك بصوت مزعج .. ضحكه صاخبه تشبه ضحكه هدير .. وقال :- نعم بالطبع .. وهل انساها ؟؟! ثم نظر لهدير وقال :- لقد احضرتها من اجلك .. حتى تريها .. فأبي بعد مجئ قاسم كان يصرّ كل سنه ويجبرنا ان نتصور نفس الصوره ونقف بنفس اماكننا .. بالرغم ان وليد وسامر يكرهان التصوير بكل انواعه .. فلم يستطيعا الافلات من سلطه ابي .. وجمع الصور كلها معاً في البوم حتى نرى الفرق في كل سنه ونلاحظ الاختلافات في اشكالنا .. ولكن لنتفق قبل ان اريك .. اذا اردت الضحك ستضحكين عليهم جميعاً إلا انا .. قهقهت هدير بمرح وأومأت برأسها تُجاريه .. لم تتوقع بأنها منذ اللقاء الاول ستندمج بهذا الشكل مع ثائر لقد كان اجتماعياً .. بشوشاً ومرحاً .. مهما كانت الامور كبيره ومعقده يُصغرها ويبسطها .. حتى امر زواجها وطلاقها لم يمتعض منه بل انه فاجأها عندما طرق باب غرفتها ليله البارحة عندما اختفى ماهر في غرفته .... وواساها ووعدها انه سيقف بجانبها دوماً بصلابه لم تلحظها عليه إلا عندما تحدث اليها بجديه .... وكأنه ليس هو ثائر المرح .... كان تماماً عكس جاسر .. الكتوم .. والهادئ .. ربما احداً ما قد اخبره بما حدث ليله البارحة هذا الصباح .. او انه هكذا قاسي دوماً ... لقد كانت متعجبه من تصرفاته معها ولم يستطع ان يُخفي الامتعاض والقرف على وجهه ... وكأنه علم انها تزوجت بالسر وتطلقت دون ان تفكر بإخبار احد من عائلتها وكأنهم مجرد الواح معلقه للزينة .. بالطبع قرأت ملامح وجهه وعرفت الجواب ... ولكنه لم يجرحها ويقولها علانيه وتصرف معها بهدوء وكأنه لم يحدث شي .. ولكن ملامح وجهه المزدريه تكفيها لأن تُجرح منه .. وقد ادركت انه قد عرف بما فعلته .. واما ماهر لم يكن يخفي امتعاضه وغضبه مثل جاسر ... بل كان واضحاً وصريحاً معها وقالها بوجهها دون اي مواربه ليله البارحة .. وهي بالطبع لم تتقبل كلامه فلم يمضي شهرين على دخوله لحياتها ولا يحق لأحد ان يضغط عليها بهذه الطريقة .. جلسوا جميعاً بغرفه الجلوس .. وابتسم ماهر برزانه عاقداً ذراعيه لصدرة .. و يرى هدير تجلس بين التوأم ثائر المتحمس ... وجاسر ذو الوجه القاتم المتشنج .. وكانت تقلب صفحات الالبوم وتضحك على الجميع كيف كانوا وكيف اصبحوا الآن .. وتنظر لثائر من حين لآخر لابتسامه ... وكما توقع لقد احبته واندمجت معه فوراً ... عكس جاسر الذي لم ترتح اليه .. وتنظر اليه بتكشير .. لانه منذ البدايه لم يختلط معها ولم يحبها ... هكذا اخيه دوماً يقلق من وضع ثقته لاي احد غريب ان لم يعرفه جيداً مهما كان هذا الشخص .. يحتاج لبعض الوقت حتى يوافق و يتأقلم من وجود اخت غير شقيقه لنا .. تعرفت اليهم جميعاً وتعرفت إلى اطفالهم ... وشعر انها سعيده بكونها " عمه " .... سألت هدير :- كم عدد اولاد اخوتنا جميعهم ؟؟! قال ثائر :- يعني هكذا وحسب الاحصاء الاخير لدينا سبعه من بنات وأولاد الاخوه .. وسامر طبعاً له الحصة الاكبر من القطط .. فجأه وبلا انذار .. قال ماهر :- هدير .. نظرت اليه بصمت وترقب لما سيقول .. واردف هو :- هل تعلمين ان ابي ايضاً كل سنه يجبرنا على الذهاب للمستشفى لنقوم بفحوصات شامله لكل شيء ؟؟! يعني من اجل صحتنا ... وليطمئن علينا ... انفرجت شفتيها بصدمه .. بينما جاسر اراد ان يقول " ابي متسلط فعلاً ولكن ليس لهذه الدرجة يعني " .. ولكن نظرات ماهر التي يفهمها جيداً جعلته يخرس .. قالت هدير بهدوء :- هذا جيد .. قال ماهر فجأه :- ما رأيك لنذهب هذا الاسبوع ونقوم بالفحص نحن الاربعه ؟؟؟!! أومأت ببطء وترددت قائله :- حسناً كما تريد .. لنذهب .. كان وضعها سيء ومتأخر .. لقد كانت منهاره جداً .. تعرف انه من الآن الا ان يقوموا بكل تلك التحاليل .. سيتأخر الوقت اكثر واكثر .. ولن يستطيع اي احد وقتها ان ينقذها لان المرض سيكون قد تسرب اكثر بين عروقها ودمها .. ولهذا.. هذه فرصتها لتعرف الحقيقه ... ان كان اخوتها يُريدونها حقاً سيهبوا لانقاذها وتقديم انفسهم حتى يتبرعوا لها بقرينهم ... اما ان كان لهم هدف اخر من مجيئهم فلن يتحرك منهم اي احد لانقاذها .. انه افضل وقت لتعرف ما في نيتهم وانفسهم .. حتى تموت وهي مرتاحه ان عرفت انهم يهتمون لها حقاً .. الطبيب في مكالمته الاخيره لم يطمئنها اطلاقاً .. و مازال بعض الشعور بالقلق والشك ينتابها لانهم اولاد ذلك الرجل " عديم اللزوم البيلوجي " .. تنهد ماهر براحه وقال :- هذا جيد .. إذاً سأتصرف واحجز موعداً لنا .. وخير ان شاء الله .. كان جاسر متعجباً جداً من كذب ماهر .. وقد فهم الاخير مايفكر به .. فأومأ له بأنه سيخبره فيما بعد .. قال ماهر يمُط ذراعيه بكسل :- هيا إذاً لنخرج ونتجول قليلاً على اقدامنا .. قفزت هدير بحماس :- حسناً ..سأذهب لأتجهز .. دخلت إلى غرفتها ولم تستغرق إلا عشر دقائق فقط لتخرج وتقول بحماسه :- انا مستعده الآن .. استدار ماهر اليها .. وقال بعنين متسعتين .. وبراءه تامه :- حسناً رغم ان الامر واضح .. ولكن لاقول لكِ علكِ لم تنتبهي .. بنطالك ممزق يا عزيزتي ومن عده جهات ايضاً .. الم تشعري بذلك ؟؟؟؟!!! اطلق ثائر وجاسر ضحكه صاخبه وقال ثائر بتهكم :- انها الموضه ماهر لا بأس بذلك ... عقد ماهر حاجبيه :- اي موضه واي بطيخ .. البنطال ممزق رسمياً ... جاسر :- صدقني ماهر حتى الشباب يرتدون مثل هذا الآن .. نظر له ماهر بهلع :- ماذا قلت للتو ؟!!! تدخل ثائر :- حقيبه صديقنا التي بدلناها بحقيبتك .. يوجد بها ايضاً بنطال ممزق كهذا .. انظر السراويل والعسل وحتى الكعب الذي وجدته بالحقيبه تجعلني اشك ان صديق رحلتنا شاذ ... سأله ماهر بصوتٍ مخيف :- هل فتشت الحقيبة التي استبدلتموها بحقيبتي ؟؟؟!! ابتلع ثائر ريقه وقال :- نعم قلت بنفسي لأعثر على اي دليل يوصلنا لصاحبها .. لنستعيد حقيبتك يعني .. اي فتشتها لأمر خير وليس شراً كما تنظر لي الآن ...!!!! تذكر ماهر قائلاً :- لقد ذكرتني خذا الحقيبة انتما الاثنان الآن إلى المطار وتصرفا بأمرها .. وأعيدا حقيبه كنوزي وإلا اقسم بالل لان يستمر العقاب لوقت غير معلوم ... قال ثائر بسخط :- حسناً حسناً لا تقسم سنذهب وامرنا لله .. ثم هل جننت ؟؟! كيف تضع الكنوز والنقود في حقيبتك .. لقد تأكدت الآن الحقيبة سرقت ولم تُبدل .. تأفف جاسر وقال :- انه يقصد كتبه ايها الابله .. قال ماهر يرفع صوته :- ستعيدان الحقيبه بجميع الكتب التي فيها كتاباً كتاب .. هل هذا مفهوم ؟؟؟! قال جاسر بأدب :- مفهوم .... ثم نظر لهدير ولم يعجبه إطلاقاً بنطالها وبلوزتها القصيره نوعاً ما وتظهر جزء من بشره بطنها.. ولم يعجبه ابداً تحررها الزائد .. حسناً والدنا السبب في ذلك .. ولكن ما دخلنا نحن لتحرج اسمنا وسمعتنا .. على الاقل فالتحترم اصول هذا البيت الذي قررت ان تعيش فيه ... لقد غضب كثيراً عندما عرف من ثائر انها تأخرت ليله البارحة ثم للمصيبه التي جلبتها معها .. مصيبتها هذه التي تراها عاديه وكأنها لم تفعل شيئاً .. تطير لها الرقاب في وطنهم وارضهم .. ومع ذلك هو مجبر على الصمت ومجبر على ان يكتم غله وقهره بوجود ماهر وثائر محكمتا الدفاع الخاصه بها .. ولكنه لم يتحمل وقال لها باحترام مُتغصّب :- هدير هل يمكنكِ تبديل بنطالك ؟؟؟! مطت شفتيها بضيق .. ولم يعجبها قوله لها .. لتغير من طريقه لباسها التي اعتادتها .. تكره كثيرا ان يتدخل احد بطريقه لباسها او بحياتها .. ولكن هي من جلبت ذلك لنفسها بمجيئها للعيش هنا .. ولهذا ستسمع كلامه بما انه قال لها باحترام دون ان يظهر على وجهه علامات الازدراء .. وحتى تثبت له انها ليست بذلك العناد عندما يكلمها احد بلطف .. سحبت كف ماهر وقالت :- تعال سأذهب لرؤيه فيروزه .. لم اجد الوقت إلا الآن حتى افاجأها .. سال ماهر بذهول :- فيروزه من ؟؟! :- ابنه خالي سردار .. حسناً في الحقيقه لقد قام هو وزوجته بتبنيها منذ كانت صغيره .. وتربت معنا طوال هذه السنين .. اي انها اختي وروحي ... قال ماهر بسكون :- فهمت !!! دخلت هدير للصالون تبحث عن فيروزه فوجدتها تتحدث بحماس مع إحدى العاملات وتشرح لها بعض الامور .. فقالت تهتف بسعاده ملوحه بيدها :- فيروووووزة .. استدارت فيروزه بقوه و تحركت مع استدارتها سلاسل الذهب .. وابتسمت ابتسامه عريضه :- هدييير .. روحي انتِ هنا ... هرولت إلى هدير وتعانقتا بقوه ... وقالت فيروزه بشجن :- اشتقت اليك كثيراً وافتقدتك .. الجميع افتقدك .. حتى البارحه عندما اتيتِ لم تُطيلي البقاء .. ولم اجد الوقت للتحدث معك .. ربتت على كتفها وابتعدت عنها .. وقالت بهدوء :- لا بأس ستعتادون على غيابي .. جلسوا حول الطاولة .. لم تمانع فيروزه من وجود ماهر .. لان الصالون مختلط ولديها مصففوا شعر من الرجال .. قالت بنعومه :- ايه .. اخبريني .. اي ريحٍ رمت بك إلى هنا ... هل انتِ سعيده بحياتك الجديدة ؟؟؟!!! نظرت هدير لماهر وابتسمت :- الحمدلله انني سعيده .. ثم اردفت مازحه :- والريح والتي رمت بي إلى هنا ستقذفني اليك كل يوم منزلنا بعد هذا الشارع .. لقد جئناك على اقدامنا للتو .. صفقت فيروزه بمرح .. وقالت بحماس :- كم هذا رائع .. إذاً لا حجه لك عن عدم زيارتي هنا دائماً .. هدير :- وانتِ ايضاً لا حجه لكِ لزيارتي .. انها اجمل صدفه .. لن اشعر بالغربه وانتِ بجانبي ... جاءت قدر تحمل بين يديها طبق من المعدن عليه العصير تقدمه لهم بأدب .. وكان وجهها بشوشاً ومنتعشاً كما العاده منذ ان اصبحت تعمل عند فيروزه .. وقد نست الحزن والالم ... وقالت بصوت ناعم خجول محمره الوجنتين :- اهلاً وسهلاً بكم .. سحبت فيروزه كف قدر واجلستها بجانبها بعد ان قدمت العصير ... وقالت :- اعرفكم بقدر .. انها تعمل عندي منذ فتره واصبحنا صديقتين .. توترت قدر بجلستها تسحب فستانها قليلاً تغطي ركبتيها بعد ان قصر فور جلوسها .. وشعرت بالسوء لتحديق ماهر بساقيها المكشوفتين .. وكأنه لم يعجبه ذلك ... هل لمحت الازدراء في نظراته ؟؟! ام يخيل لها ذلك فقط ؟؟! احساس غريب بالخجل والحرج انتابها عندما سقطت عينيها عليه ... يجلس منتصباً ويبدو جذاباً بالفطرة .. وهاله من الهدوء والرزانه والشغب تُحيط به .. كان خليطاً مُشكلاً من البهارات المختلفة .. شعره الاسود الداكن كان اشبه بسواد اجنحه الغُراب .. لحيته الخفيفه المُحيطة بذقنه وخديه اللذين يشبهان الازميل بحدتهما .. كانت هيئته اشبه بالاتراك ولكن الاكيد لم يكن تُركياً عندما كان يتحدث الانجليزية ولغه اخرى لم تعرفها خمنت انها العربية .. وقعت عينيها البُنيتين المرتعشتين بإثارة من وجوده الطاغي على المكان على عينيه البُنيتين الداكنتين .. فابتسمت له اجمل ابتسامه يمكن ان تبتسمها رغماً عنها .. واما هو فقد بادلها بابتسامه مزيفه لم تخفي امتعاضه .. من شكلها شبه الجريئ بفستانها القطني القصير وقد التصق على جسدها مُفصلاً إياه مُظهراً لتفتصيلها الضئيله .. ورغم ابتسامته المزيفه فقد سلبت لُبّها وعقلها .. فهي اعتادت الابتسام دوماً رغم الاسى والقهر الذي تعيش به .. ولكنها لم ترد ان تدفن نفسها في الحياة .. فكانت تبتسم ويعبس الجميع من مظهرها المزري بملابسها البسيطة .. وكان هو الوحيد من بادلها ابتسامه حتى وان لم تصل لعينيه .. يكفيها انها خاليه من الشهوات والرغبه بها .. والتي كانت تراها في كل الرجال اللذين يجلسون معها مجبره على تسليتهم حتى تكون مستحقه لما تحصل عليه من مال .. وحتى و بعد مرور اسبوعين ..... لا تتوقف هذه الفتاة عن اذهاله .. رغم توضيحه لها بانه لم ولن يهتم بها .. ففي كل يوم يمر من ذلك الصالون ليذهب إلى العمل .. يجدها عند باب الصالون .. احياناً تكنس واحياناً اخرى تلقي بعض الاكياس بالقمامه .. ولا تنسى ان تبتسم في وجهه ببلاهه .. بعد ان ابتسم لها تلك الابتسامه المزيفة .. لا يعرف لما لم يرد ان يكسرها .. كان يشعر بأنها فتاه مسكينه .. ليرد لها الابتسامه بهدوء شديد دون ان يعطيها اي امل لأحلام اخرى .. حتى اعتاد على بشاشه وجهها الصغيره وملامحها الرقيقه كل صباح .. عبس قليلاً وهو ينظر حوله فلم يجدها كالعاده ... فهز كتفيه بلا اهتمام .. خرجت قدر من الصالون وعبرت نحو احد الأزقة بجانبه .. بأمر صارم من مقصود .. الذي قال لها بلا مقدمات وقد فرغ صبره :- اسمعيني ايتها التافهه .. هذا اليوم ستجلبين لي فيروزه مفهوم .. لن اصبر اكثر من ذلك على مماطالاتك المكشوفة ... اقترب منها ففزعت من قربه الذي شعرت بأنفاسه القذرة تحوم حول وجهها الصغير .. وعادت للخلف وارتطم جسدها الضئيل بالحائط .. ليتها كانت شبحاً واخترقت الحائط وابتعدت عن مداه للأبد .. هزت رأسها ببطء ونفي لما يطلبه .. جعلت مقصود يفهم ماتود قوله .. ويشتاط غضبه ... لقد جاء اليوم الذي خافت منه .. وهي تلمح نظراته المخيفه ... وصدرها يرتفع وينخفض من الخوف .. وقالت بصوت مرتعش مع بعض الشجاعة :- لا يا مقصود ارجوك لا تفعل ذلك .. لا استطيع إيذاء فيروزه بهذه الطريقة .. اخرجت من حقيبتها المعلقه على كتفها مجموعه من الاوراق النقدية ومدتها إليه بيد مرتجفه ... وقالت بقوه يتخللها الخوف :- خذ هذه النقود التي اعطيتني إياها .. لا استطيع طعن فيروزة من ظهرها بهذه الطريقة البشعة .. وقد اخرجتني من مستنقع قذر دون ان اشعر ... لقد شعرت بنفسي نظيفه ولاول مره في حياتي ... نفث لهباً من انفه واخذ منها المال ونثره للخلف بغضب جمّ .. وصرخ بوجهها :- هل تهزأين بي ايتها الغافلة ؟؟؟! انا لا اعطي الديون لأحد .. وستجلبين لي فيروزه رغماً عن انفك هذه الليلة كما اتفقنا ... قربت بين حاجبيها بخوف .. ولكنها همست بشجاعه تضم حقيبتها لصدرها .. تهز رأسها بعُنف .. :- لا .. لن افعل ذلك ابداً .. لا استطيع ارجوك افهمني لا يمكنني بيعها .. خذ نقودك لينتهي الامر هنا ... او اقتلني هنا لترتاح وارتاح ويرتاح الجميع ... نعم فهي لن تفعل وتسلمه توأم روحها .. ففيروزة ليست مجرد صديقه .. عندما رأتها التقت روحها بروحها وكأنها تعرفها منذ زمن بعيد ... الا يقولون ان الارواح جنود مجنده ... رابط قوي جمع بينهما كيمياء غريبه امتزجت بينهما .. وإذ ان السبب انهما يتشاركان نفس القدر .. لقد اكتشفت ان فيروزة تشبهها بكل شيء .. كلتاهما بلا هويه في هذا الوطن .. بلا ارض يانعه مزدهرة .. ليس لهما اصل او فصل .. تعيشان في ارضٍ قاحله خاليه من الحياة .. تريان السراب من بعيد وتركضان خلفه لاهثتين دون ان تستطيعا التوقف .. فيروزه استطاعت التوقف .. واما هي فقد غرقت في مستنقع الرمال المتحركة .. الفرق بينهما ان فيروزه قد وجدت من يعتني بها بشكلٍ محترم .. بينما هي وقعت بأيدي العصابات والمافيا والمتسولين ... انها لا تحسدها على ذلك ابداً وتتمنى لها دوماً حياه سعيده ومديده .. فقط هي لا تستطيع التفريط بها وتسليمها لذلك النجس .. قال مقصود بشرّ :- أهل تسمين المكان الذي تعملي به مستنقع ؟؟! حسناً لأريكِ كيف يكون الدخول الى مستنع حقيقي وعميق .. إن كنت لن تجلبيها لي .. ستسددين دينك بجسدك انتِ .. واقسم ان احرص على عدم وجود قبر او اشلاء لكِ ان عرف مأمون بأي شيء ... وقبل ان تنطق اي كلمه وعينيها متسعتين بصدمه من كلامه القذر .. هجم عليها كوحشٍ ضارٍ .. يتلمس جسدها بوقاحه وتعابير وجهه خاليه من الرحمة والرأفة .. بل كانت تعابيره مُخيفه ويبتسم ابتسامه نجسة مثله تماماً ... فجأه لم تعرف ما الذي حدث !!! .. شعرت بهبوب رياح بارده عانقت وجهها .. وشعرت به يُنتزع عنها بقسوه ويُلقى بعنف على الشارع الحجري .. رفع مقصود رأسه يمسح الدم الذي نزف من شفته .. بفعل ضربه ماهر التي وجهها له على وجهه حتى يُبعده عن الفتاة التي كان يحاول الاعتداء عليها ولم يعرف من تكون .. :- تمادى عليها اكثر .. !!!! وانظر ماذا سيحدث لوجهك القبيح .. نطقها ماهر ببرود ثلجي بلغه تركيه ركيكه وقدأ بدأ يتعلمها منذ وقت .. يعقد ذراعيه إلى صدره .. وعينيه لا تُفارقان مقصود الجالس على الارض ينظر له بحقد .. وانفاسه تهدر بعُنف غاضب .. نهض وهم بالهجوم على ماهر الذي امسك به من تلابيبه واستدار به بقوه ليرميه على الرصيف خارج الزُقاق .. وتجمعت حولهم بعض الاعين الفضولية فقال ماهر بالانجليزيه :- لقد حاول ان يعتدي على فتاه داخل الزقاق ... شهق مقصود وقد فهم ما كان ينطقه بالانجليزيه ونهض على قدميه وفرّ هارباً قبل ان يضربه الناس الذين تطلعوا اليه بوحشيه وغضب .. وصرخ بماهر :- ستدفع ثمن ذلك غالياً ايها ال***** .... ستندم على ذلك ... لوّح له ماهر بلا اهتمام فلم يفهم ما الذي قاله له ذلك القذر بالتركية .. وعاد ادراجه يطمئن على تلك الفتاة .. فسألها بالانجليزيه :- هل انتِ بخير ؟؟؟! رفعت رأسها وليتها لم تفعل .. اجفل وعينيه لا تُفارقان وجهها الرقيق بعينيها البُنيتين المتلألأتين بالدموع .. لقد عرفها فوراً صاحبه الابتسامه الصباحية التي اعتاد عليها من شفتيها الممتلئتين .. اخرس يا ماهر منذ متى وانت تنظر هكذا للنساء ؟؟! هو يعلم لم تؤثر به ... ولكنه شعر بأنه يعرفها منذ زمنٍ ما ... منذ وقت طوييييل لاكثر من سبعه وعشر عام ... القى نظره شامله عليها رغماً عنه .. فتشنج فكه وعينيه تلتقطان ساقيها التي تلمعان اسفل فستانها الهفهاف والذي يبدو قديماً جداً ومهترئاً يعلوه ستره خفيفه باللون السكري .. ومع ذلك لم يجعله وجهها المحتقن يرتاح لها كلياً ... :- آسفه .. لم افهم ما قلت .. همست همستها بالتركية .. وفركت كفيها بتوتر فوق حجرها من نظراته الغربيه ولم تستطع تفسيرها الا بشكلٍ سيء .. هل ذهب مقصود الآن ليحل هذا الرجل محله ؟؟! هل سيقوم بإيذائها ويسقط من عينها ؟؟!! وهي التي ظنته محترماً .. :- لقد سألت ان كنت بخير ؟؟! لقد فهم ماقالته بالتركيه .. فمنذ مجيئه وهو يأخذ دروساً من هدير .. وجاسر يقوم بمساعدته بما يعرفه من المسلسلات .. حتى في العمل القليل جداً من يتحدث الانجليزيه فلذلك هو مجبر على التكلم بالتركية ولقد تعلم الاساسيات والكلمات المهمة والمعتادة وطرق الربط بين الجمل .. :- انا بخير .. شكراً لك .. وصله صوتها ناعماً ورقيقاً كنسمه الريح .. فقال بلطف :- هل تحتاجين لمساعده ؟؟! توردت وجنتيها قليلاً من الارهاق :- شكراً .. سأذهب لصالون فيروزه الان واكمل عملي .. اومأ لها بهدوء وقد فهم انها ستذهب للصالون الذي يبعُد عده خطوات من هنا .. واستدار برزانه ماحياً عن ذهنه كل الافكار بخصوصها .. من هي ليهتم بأمرها ؟؟! سمع صوت خشخة و فور ان عاد يستدير اليها ... رأها تترنح وتسقط فاقده الوعي امام عينيه .. جلست هدير على احد المقاعد الخشبية في مقهى شعبي .. تحديداً قرب الحيّ الذي يعيش به هارون .. تُشاهد الناس المارّه ... إلى أن طلّ عليها ظل لإمرأه محجبه .. قالت بصوت ناعم لم يخلو من بعض النزق :- مرحبا هدير .. لقد طلبتي مجيئي .. ماهو الامر المهم الذي اردتِ التحدث به .. الم ينتهي كل شيء بطلاقك من هارون .. وابتعادنا عنكم منذ سنوات .. ماذا تُريدين بعد ؟؟!! نظرت لها هدير من مكانها بعِلياء .. وقالت بجفاف من نبرتها التي لم تعجبها :- اجلسي جولبهار .. اجلسي قد يطول الامر قليلاً .. يعني حسب درجه عنادك وخفه لسانك .. جلست بهار بالمقعد الذي امامها .. وقالت قاطبه جبينها :- جولبهار مضى وقت طويل على مناداه احدٍ لي بهذا الاسم ..!!!! قالت هدير بقصد .. تنظر لها من خلف رموشها :- كان توبراك الوحيد من يسميكِ بهذا الاسم .. اردفت بسخريه :- وردته الربيعية .. لم يخفى عن هدير .. انتفاضه بهار الخفيفة على ذكر توبراك .. والتي همست بصوت خافت :- لقد مضى وقت طويل على ذلك .. الن ينتهي هذا الامر ؟؟! قالت هدير بحده :- لا .. لن ينتهي قبل ان يعرف الجميع الحقيقة وانك انتِ من ذهبتِ بإرادتك لذلك الفندق .. ويعرف هارون كم ظلم اخي وقد كاد ان يقتله ولكنه اصاب والدته وهي تدافع عنه .. سُحبت الدماء من وجه بهار ونظرت بعُنف لهدير ونظراتها مذهوله .. فتابعت هدير بقوه :- إياك والانكار .. لقد عرفت الحقيقه بشكلٍ من الاشكال .. الذي اريد ان اعرفه الآن لماذا صمتِ انتِ وتوبراك ولم تقولا الحقيقه ؟؟؟!!! لماذا سمحتِ لهارون ان يتمادى بهذا الشكل ؟؟! لم تُلاحظ انها رفعت صوتها قليلاً وجذبت لهما الاعين الفضولية والتي تعرف اليها بعضهم :- لماذا ؟؟؟؟؟!!!!! ابتلعت بهار ريقها ولم تستطع النظر اليها .. وتشعر بأنها اختنقت بثاني اوكسيد الكربون .. تشعر بالعار والخزي وهي التي استمعت لتوبراك وجارته بجرأته .. تشعر بالألم الذي ينخر عظامها لما حدث لها بإرادتها وكانت تستحق الفضيحه ولكن ليس كمظلومه .. كم ظلمت توبراك كثيراً وهي التي تعشقه من بُد كل الرجال .. كم تتمنى ان يُسامحها على مافعلته به رغماً عنها .. وصلها صوت هدير الساخر :- لأقول انا .. بالطبع لم تستطيعي اخبار احد الحقيقة لأن هارون كان سيقتلك وقد لوثتي له شرفه .. خجلتي من ان تخبريهم الحقيقه عن خزيك .. واخي الابله صمت لانه يُحبك ولم يردك ان تتأذي ويحميكِ من مخالب هارون .. واتفقتما معاً ان تتلبسه التهمة لانه ببساطه رجل ولن يؤذيه احد .. اليس هذا ما حدث ؟؟؟! أومأت بهار بصمت وانكمش جسدها .. وشدت بكفيها على حقيبتها .. حتى كاد جلدها المهترئ يتمزق بين اظافرها .. ثم ضربت هدير كفها بقوه على الطاولة الخشبيه وهذه المره حقاً اثارت الفضول اكثر بانفعالها :- لماذا رحلتِ اذا ايتها الغبية ولم تتركي خلفك اي اثر .. الم يكن توبراك سيتزوجك وانتِ من رفضتِ الزواج .. رغم انه قام بحمايتك بتلبسه التهمه .. واراد ان يحميكِ اكثر ويحتويكِ بزواجه منك .. لماذا فعلتِ ذلك وأذيتي اخي ؟؟! رباااه كم دموعها واهنه ورقيقه وتتأثر بسرعة كبيرة .. لم تتحمل الصمود اكثر رغم مقاومتها لدموعها ولكن صوت هدير الغاضب والهادر كالرعد ارعبها كثيراً وانهمرت دموعها على وجنتيها كجدول الماء .. توبراك لم يخبرها يوماً بأنه سيتزوجها من اين تؤلف ذلك ؟؟؟!! وقالت ما كتمته بقلبها رغماً عنها طوال خمس سنوات :- رغماً عني اقسم لكِ رغماً عني .. الخاله امينه كانت تعرف كل شيء منذ البداية .. لقد شعرت بعلاقتنا انا وتوبراك فقرر هو ان نذهب للفندق حتى لا يشك اي احد بنا هناك لقد كان فندق رخيص وغير معروف .. لا اعرف كيف وصلت الصحافة الينا .. ولكن لم يحدث شيء بيننا اقسم لكِ والله شاهدي لم يحدث شيء .. كنا صغاراً ولم نعرف كيف نتصرف لم نكد ان نتحدث قليلاً حتى أتت الصحافة .. ثم جاءت إليّ الخاله امينه بعد خروجها من المشفى .. تهددني بأنها سترسل من يقتل هارون داخل السجن وستقلب حياتنا جحيماً ان لم اغادر مع والدتي واترك توبراك .. ومع الفضيحة التي حدثت لي لم استطع النظر بوجه احد .. كنت متوتره ولا اعرف ماذا افعل .. خرج اخي وأخذنا ورحلنا .. همست هدير بإدراك و صوت وصل واضحاً لبهار :- امينه هي من ارسلت الصحافة لكم .. إذاً هي تعلم جيداً ان توبراك لم يلمسك ولكنها شعرت بالخطر من وجودك حوله وفعلت ما فعلته حتى تبعدكم نهائياً من هنا .. اسندت جبينها على كفها وقد استنزفت كل طاقتها لهذا اليوم .. ومازالت مصدومه مما فعلته تلك المرأه لا تصدق كميه الثعالب التي تجول برأسها لقد ساومت بهار برحيلها وتركها لتوبراك لكي تُخرج هارون من السجن .. بينما ساومتها هي ايضاً لتُخفي سرها القذر عن الجميع وتتنازل عن الدعوى بحق هارون .. المرأه ببساطه ضربت عصفورين بحجر واحد ونجحت بذلك .. هذا الامر جعل الغضب يتجمع بها مُجدداً .. وجعلها تثور على بهار تصرخ بغضب :- لماذا لم تقولي ذلك منذ البداية لأي احد ؟؟!! هل انتِ معتوهه ؟؟!! كيف تصمتين بهذا الشكل ؟؟!! والغبي الآخر يصمت معك ؟؟!! ... قطع سيل كلماتها الغاضبة .. صوت هارون يرعد بها بحده كالازميل :- هدير .. استدارت له بقوه وتطاير شعرها الطويل والمصفف بعنايه المربوط كذيل الحصان حول وجهها .. فتفاجأت به يلتقط ساعدها ويسحبها امام الناس ويُلقي الاعتذارات الطفيفة .. جاراً إياها خلفه كالنعجه ... تاركاً بهار خلفه فاغره شفتيها بصدمه .. وبقيت تلك الجملة المُعلقه على شفتيها " بأنه لم يكن لاحد ان يصدقها إن تكلمت .. ثم انها كانت خائفه من الخالة امينه " .... ولكنها لم تستطع قولها ... وصل بها إلى احد الممرات امام الشارع .. ودفعها ببعض القوة للحائط جعلها تتأوه بألم .. ولم تكن تتوقع انه سيقسوا عليها بيوم ما .. هدر بوجهها بخشونه تنضخ من كل خليه في جسده :- كيف تجرؤوين على الصراخ بأختي وتوبيخها بهذه الطريقة امام الناس .. رفع اصبعه بتهديد قائلاً بصوت مخيف :- لا احد .. لا احد اياً كان يستطيع ان يؤذي شعره من عائلتي .. حتى وان كنتِ انتِ .. همس بفحيح اشبه بفحيح الافعى :- هل فهمتِ ؟؟! كانت تنظر له بقوه .. وقلبها يرتجف داخل اضلاعها كجرو صغير من قربه الشديد بها .. ورائحته التي هفت على وجهها ... ولكن دون ان يرتعش ظاهر جسدها ولا للحظه من الخوف ... بالرغم من صوته وشكله المُخيف بغضبه الذي تراه يتراقص على وجهه .. ببساطه لان هارون دوماً ارتبط بها بالأمان فلذلك هي لن تخاف مهما صرخ .. وحاول اخافتها .. عاد يشد على كلماته بقوه اكبر من التي قبلها واشبه بالصراخ :- هل فهمتِ ؟؟!!! ازدردت ريقها وقبل ان تجيب .. وصلهما صوت احد الرجال يحمل مجرفه و يقول مُشيراً إليها بغضب :- هاهي هناك .. شهقت عندما رأته .. وسحبت هارون من كفه وتركض قائله بلهاث :- اركض اركض سوف يلحقوننا الآن ... قال باستغراب وهو يركض خلفها بعد ان حرر يده :- من هؤلاء ؟؟؟!! وماذا فعلتِ لهم ؟؟؟!! قالت بإرهاق من المرض :- لم افعل شيئاً لهم .. كان صاحب البقال الذي مررت به قذر ويتحرش بطفلٍ صغير حتى يعطيه الحلوى مجاناً .. فحطمت زجاج دكانه بالحجر وشتمته وضربته لانه كان لوحده .. واذ به جمع رجال الشوارع هؤلاء خلفي وافلت منهم .. وبدون تفكير لن استطيع مواجهتهم وحدي .. قال وهو من يسحب كفها هذه المره :- إذاً تعالي معي فهذه حارتي واحفظها شبراً شبراً .. ابتسمت ابتسامه غبيه وهي تتبعه دون ان ترفض او تعاند كعادتها .. اليست معه الآن ... اذاً هي لا تريد اي شيء اخر ... ان اراد الله ان يأخذ عمرها .. فاليأخذه بقربه الآن وعندها سترحل بسعاده .. وصل بها لزقاق ضيق و بالكاد استطاع ان يحشر جسدهما معاً بداخله .. كان ينظر بتأهب للرجال اللذين يركضون هنا وهناك .. ولم يلاحظ نظراتها البراقه الجائعه اليه .. كانت تنظر له من علو وكأنه جبل شاهق .. نظرات كانت تقول له لم ولن انساك يوماً .. نظر لها عندما شعر بها تحدق به ... فأزاحت وجهها ببعض الحرج وتلونت وجنتيها .. دون ان يلاحظ نضوجهما كثمره الطماطم .. وقبل ان يتكلم او يسألها عن تحديقها به بهذه الطريقة .. كان احد الرجال يركض ولاحظ وجودهما داخل الزقاق .. فعانقها هارون فوراً حتى يشتت انتباه الرجل ويغادر ... وقد كان محقاً .. غادر الرجل عندما رأى بدايه لقله الادب ... دفعته هدير بهلع من مشاعرها التي ثارت فجأه مع عناقه مُجفلاً اياها .. وهمست له بخشونه :- ما الذي تفعله ايها المعتوه ؟؟! زمّ شفتيه شاتماً بصوت خافت :- ***** لم يكن يتوقع ان تتحرك هرموناته الذكوريه بهذا العنفوان من مجرد عناقها كما حدث عندما قبلها ... اتسعت عينيها وقالت :- ماذا قلت ؟؟! نظر لها قاطباً :- لا شيء .. قالت بحده :- لقد شتمت اعرف انها كلمه قذره .. ما الذي قلته ؟؟؟!!! انحت شفتيه بشبه ابتسامه :- جيد مازال بكِ بعض البراءة ولم تعرفي المعنى .. ولن اشوهها لك .. زمت شفتيها بغضب .. فقال بسرعة :- هيا تعالي معي قبل ان يعودوا للبحث هنا .. وصلا إلى منزل في احد شوارع هذا الحيّ الرث .. يعني اذا كان يصح تسميته منزل .. هكذا فكرت هدير ... قائله ببهوت :- هل جلبتني لمنزلك ؟؟!! رد عليها ببرود :- اعتذر انه ليس من مقامك .. ولكن إلى ان يغادر هؤلاء من الحي ... دخلت خلفه ولم تبالي من كلامه ... دخلت بفضول ورغبه منها ان ترى المكان الذي يضمه ... والمكان الذي يعيش ويأكل ويشرب وينام به ... رأته يخلع حذائيه ... و همّت لخلع حذائيها فهي تعرف ان هذه الحركه عاده قديمه جداً من عاداتهم وتقاليدهم .. ولكن جميع افراد الطبقه المخمليه تخلوّ عن هذه العاده التي بقيت للفقراء .. همس لها :- لا داعي لان تخلعي .. تفضلي .. قالت بهدوء :- لا بأس .. سأرتاح اكثر ان خلعت .. تابعت خلع حذائيها .. وكان ينظر للاسفل فاتضحت له قدميها الحافيتين الصغيرتين بدون جوارب ... حتى اصابع قدميها صغيره ككل شيء بها هذه الفصعونه صاحبه الصوت الصاخب والشكل الصبياني .. جيد ان شعرها مايزال طويلاً ولم تفكر بقصه ... وإلا قص لها رقبتها ان فكرت في ذلك مستقبلاً .. قدم لها الحذاء البيتي الخفيف ... فارتدته وتبعته لغرفه الجلوس وجلست بخفه على احد الارائك ... لقد كان المنزل دافئاً جداً ولم تشمئز منه كما كانت تتوقع عندما تدخل اليه .. لانها لم تكن معتاده على دخول منازل الفقراء ... قال لها بهدوء :- سأعد بعض الشاي .. ولكن لا توجد اكواب جديده .. ولكن أأكد لكِ انها نظيفه .. قالت بعبوس :- هارون لا تتصرف بهذه الحساسيه .. انني لا اقرف .. ارادت ان تقول هي لا تقرف منه ولا من اي شيء يخصه ويحبه ويستخدمه ... ولكنها صمتت بوداعه ... و أومأ هو بصمت .. ثم عاد يقدم لها الشاي فأخذته واحتست منه القليل وحرارته تلسع شفتيها .. قال هارون ينتصب على قدميه :- ارجوا المعذرة منكِ .. علي الذهاب للاستحمام حتى اخرج و ابحث عن عمل .. فمنذ اسبوعين مايزال يحاول البحث عن عمل آخر غير العمل الذي طُرد منه بسبب اسماعيل قولواوغلو .. لم يعتد على الجلوس والراحة ويُضايقه احساسه هذا بالعجز او الجلوس فارغاً .. عندما يعود في المساء خاوياً .. قالت له :- عفواً .. بالتأكيد افعل ما تريد .. لن اطيل البقاء حتى لا ازعج والدتك .. رد ببرود :- انها عند الجيران وستتأخر غالباً .. تصرفي براحه وكأن البيت بيتك .. غامت عينيها بألم .. ماذا كان سيحدث لو انه اخذها معه قبل خمس سنوات ؟؟!!! لكان البيت الآن بيتها حقاً ... لكانت الآن تنعم بدفء هذا المكان .. ولجلست على هذه الاريكة التي تمسد قماشها بيدها .. وربما ..!!!!!! قطعت افكارها فور خروجه من غرفته يحمل اغراضه الخاصه وملابسه .. ودلف لدوره المياه يرمقها بحيره .. بسبب وجهها الاصفر الشاحب وقد غادرته الالوان .... وجهها الخالي من مساحيق التجميل و الحيويه وشعله النشاط التي كانت تتراقص في عينيها .... بدأت هدير تتخيل صدره العاري اسفل الماء وتزدرد ريقها بصدمه من افكارها المجنونه .. ربااااه كانت لتنعم به وبين ذراعيه ... تفالت انفاسها وتناثرت من صدرها بلا هواده ... وتذكرت قبلته اليتيمه لها والتي اطاحت بصوابها .. وضعت اصابعها تُلامس شفتيها بخفه .. و .... ابتلعت ريقها وحل الوجوم على وجهها .. تباً يا هدير !!!! ماهذه الافكار المنحرفه .. هل انتقلت إليك عدوى الانحراف من ثائر المتبجح ؟؟؟! ... نهضت ودخلت لغرفه هارون بعجله .. رغبه عارمه انتابتها لرؤيه غرفته .. غرفته الخاصه لوحده ... الغرفة التي شهدت على كل شيء عائد له .. المكان الذي احتوى جسده وروحه وانفاسه .. آآه كم تحسد هذه الغرفة الجامده لما شهدته له .. مررت يدها على الحائط المُحطم والذي يُقطر من سقفه بعض الماء .. وقد وضع دلواً حتى تتساقط به الماء براحه .. كانت تستمد منه بعض القوه بالرغم من التشققات التي تملأه ... وعينيها تبتلعان كل مايوجد في غرفته المرتبه .. خزانه ملابسه الخشبيه ويبدو خشبها قد اهترأ وتآكل مع مرور الزمن .. المرآه المُعلقه على الحائط ويستقر اسفلها رف يحتوي بعض العطور الرجاليه الرخيصة وعطر ما بعد الحلاقة .. والسرير الصغير بجانب الحائط .... شهقت وهي تطرق رأسها بقبضتها .. " هدير توقفي عن التفكير والخيال .. حباً بالله " .. لم تستطع منع قدميها من التقدم والجلوس على طرف سريره ولمس وسادته التي حملت رأسه وتشبعت برائحته وداعبت له شعره .. رفعت الوساده تُعانقها وتشم رائحتها بكل ما اوتيت من قوه ... حتى تحتفظ برائحته داخل انفاسها .. كانت غارقه بمشاعرها ولم تلحظ المرأه التي تشاهد ماتفعله بوساده ابنها بكل صدمه والمرأه الشقراء بجانبها عينيها متسعه بذهول ... قالت جيهان بعنف مذهول من وقاحتها :- من انتِ ؟؟!! و ماذا تفعلين هنا ؟؟؟!!!! نظرت بهلع نحو الباب فقطبت السيدة جيهان وهمست تتعرف اليها بسهوله :- ابنه عائلة قولواوغلو !!!!!!! ابتلعت هدير ريقها ونهضت ببطء تاركه الوساده بخفه كمن أُمسكت بجرم مشهود .. فغرت شفتيها قليلاً وتحمد الله ان انفها بدأ يسيل وجعل السيده جيهان تقول بقلق :- هل انتِ بخير ؟؟!! انفك ينزف ..!!!! قدمت لها بعض المناديل الورقية .. فقالت لها هدير :- شكراً لكِ خالتي جيهان .. اعتذر لتطفلي .. ولكن دخلت المنزل مضطره .. وووو .. ابتلعت لسانها ولم تجد حجه تكذب بها لدخولها غرفه هارون .. رباااااه كم هي مُحرجه .. أومأت السيدة جيهان بهدوء .. ووجهها عابس من رؤيتها في هذا الوقت .. وكان جدها من أذى ابنها كثيراً بسببها هي ومشاكلها .. لم تنتبه هدير لظل المرأه الغريبة التي كانت موجوده إلا عندما قالت ببرود :- هل انتِ زوجه هارون السابقة ؟؟؟!!! قطبت ونظرت لها .. وقررت فجأه انها لم تحبها ولم تستلطفها ابداً .. فقالت ببعض التهكم :- نعم انها أنا .. هل انتِ زوجته المستقبلية ؟؟؟!!! لم تتوقع هدير ان تجيبها بكل برود :- نعم .. انا خطيبته .. نسرين ... لم اكن اعرف انه اخبركِ عنا ... قالت اخر جمله بكذب .. رمقتها هدير من الاسفل للأعلى تُقيّمها بنظراتها الزرقاء .. ويا للرهبه اكتشفت ان هذه الفتاه قد انتصرت عليها من كل جانب .. طلقها هارون قبل اسبوعين بعجله ولم ينتظر موتها حتى يتزوج كتله الجمال التي تشع انوثه و تقف امامها كعارضات الأزياء .. رغم بساطه ثيابها ورخصها .. إلا انها كانت بارعه الجمال .. جميله وانثويه بشكلٍ مؤلم ... بالطبع ما الذي يريده هارون بها ؟؟؟!! وبصخبها وصبيانيتها .. وامامه هذه السمراء الجميلة بشعرها الاشقر المنسدل على كتفيها .. استطاعت بأعجوبه المحافظه على ثباتها وكبريائها .. وقالت ببرود :- حقاً .. لقد قلت انك زوجته المستقبليه هكذا لم اكن اعلم .. اي انه لم يخبرني .. مُبارك لكما .. ثم اردفت بصدق اخفت خلفه وجع قلبها من هذه الخيانة :- اتمنى لكما السعادة ... قالت جيهان بهدوء مُغيظ :- ان كنتِ كذلك حقاً .. إذاً فنحن ننتظر ان تشرفينا في حفله الخطوبه ليله الغد .. ستكون هنا في الحيّ ... اغتصبت الابتسامة وهمست :- إن لم اذهب لأمي .. اعدك بأن آتي .. والآن عليّ الذهاب ... خرجت والالم يقتلها ويقطعها لأشلاء متناثره .. وتمنت ان تنشق الأرض وتبتلعها .. وتختفي عن هذا المكان .. تعرف جيداً ان هذا الالم هو ثمن ما ستفعله بعائلتها رغماً عنها هذه الليلة .. ستؤلمهم جميعاً رغماً عنها .... ولكن يجب ان تفعل ذلك وتظهر الحقائق قبل ان تموت ... خرج هارون من دوره المياه وقال قاطباً عندما رأى نسرين :- اهلاً وسهلاً نسرين لم اكن اتوقع رؤيتك .. قالت بخجل :- جئت لمساعده خالتي قليلاً .. اومأ بهودء وهومس لوالدته :- امي .. هل هدير كانت هنا عندما اتيتِ ... قالت والدته مدعيه عدم الفهم :- هدير ؟؟!! من هدير لم يكن يوجد اي احد .... تنهد بعمق وهمس :- حسناً انني مغادر الآن سأبحث عن عمل .. ونظر لنسرين قائلاً :- اعتذر لانه لا يمكنني البقاء للدردشه معكِ .. اما هي أومأت له برقه .. و تنفذ ماقالته السيده جيهان بالحرف وان لا تخبره بأمر خطوبتهما التي لا يعلم عنها حتى تضعه والدته غداً تحت الامر الواقع ... وهي ستفعل اي شيء .. اي شيء حتى تحصل عليه .. رفعت هاتفها لإذنها وهتفت بحزم :- ميستان .. لقد حان الوقت .. ارسل لأبي الهدية التي حضرناها سوياً .. اغلقت الخط بهدوء .. هذه الليلة ستخرج تلك المرأة من حياتهم للأبد .. دخلت إلى القصر وقالت ببعض التوتر :- زليخه .. هل خالتي امينه لوحدها هنا ؟؟!!! ردت زليخه بعمليه :- نعم لوحدها .. انها بغرفه الجلوس .. :- جيد .. !!!!!! توجهت نحو غرفه الجلوس فرأتها تجلس بكبرياء ينضخ من كل جزء في جسدها .. اناقتها .. طريقه لباسها ومجوهراتها وجلوسها .. حتى حذائيها بكعبهما العالي لا يخرجان من قدميها باي وقت .. لا تذكر انها رأتها من قبل بحذائين عاديين .. او عاريه القدمين .. كانت هكذا دوماً .. بارده وانيقه ومُتعاليه جداً .. تشع منها الانوثه والرقيّ التي اورثتهما لفيروزة ... انتفضت امينه قليلاً عندما رأت هدير تُحدق بها بغرابه .. وقالت بريبه :- ما الأمر ؟؟!! لماذا تنظرين هكذا ؟؟؟!!! قالت ذلك بهدوء وكانت قد تخلصت من خوفها طوال هاذين الاسبوعين عندما لم تتكلم هدير اي كلمه .. ولم تعد تهددها وكأنها نست الموضوع واصبحت مشغوله بأخوتها .. وصلها همس هدير بصوتٍ ارسل قشعريره لأطرافها :- لقد استغليتني انا وبهار قبل خمس سنوات وساومتنا على خروج هارون من السجن .. لقد ضربتِ عصفورين بحجر واحد ولقد نجحتِ بذلك ... اهنئك على ذلك ... انه حتى لا يخطر على بال الشيطان .. انسلّ اللون من وجه امينه وتمتمت بصدمه :- ماذا ؟؟!! ماذا تقولين ؟؟؟! ردت بانفعال :- نعم .. لقد عرفتُ كل شيء .. كل شيء .. ارسالك للصحافه إلى الفندق ونشر التلفيق عن توبراك .. عرفت ايضا تهديدك لبهار بالرحيل حتى لا تتزوج من توبراك عندما يتقدم لخطبتها .. التقطت بعض انفاسها واكملت :- دعيني اخمن شيئاً لم تعرفه بهار لقد اردتِ فضحها وتشويه سمعتها هي .. ولكن الامور لم تسر كما تُردين اذ ان توبراك قرر حمايتها بأي شكل من الاشكال .. ولم تكن تهمه العائله وسمعتها تلك الفتره من مراهقته المتمردة .. ابتسمت امينه بتهكم وقالت :- فاليكن .. لقد عرفتِ كل ذلك ولكن ليس معك الدليل على ذلك ؟؟! لا احد سيصدقك .. ايتها الصبيانيه الصاخبة .. يافاطمه الذكر ... قهقهت هدير ساخره والبحر الهائج يثور في عينيها :- انك مسكينه جداً .. لا تعرفين ماقد استطيع ان افعله .. لقد ارسلت للتو هديه صغيره لابي .. عباره عن ملف يحوي كل شيء فعلته قبل سنوات ... كل قذارتك مصفوفه كالجرائد في ذلك الملف .... ورفعت سبابتها وكأنها تذكرت شيئاً :- نعم .. ويحتوي الملف ايضاً على جميع الادله التي تثبت ان فيروزة ابنتك الحقيقية .. هذه المرة لن اصمت ... ولن تستطيعي اخراسي ... وقبل ان تكمل حديثها سمعت صوت تحطم قوي للزُجاج .. استدارت بقوه ووجدت فيروزه تقف شاحبه الوجه وسقطت يديها بجانبها بعد ان تركت أصيص الأزهار الذي كانت تمسكه .. وكان والدها يقف بجانبها بملامح لم تستطع تفسيرها ... !!!!! الا انها ملامح مصدومه ومذهوله كما لم تكن ملامحه يوماً . . . انتهى التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 25-05-17 الساعة 11:04 PM | ||||||||||||||
|
| |
|
22-01-17, 02:47 PM
| #1440 | ||||||||||||||
| كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| نزل الفصل يا بنات قراءة ممتعة | ||||||||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
1139Likes
.png)
العرض العادي
