آخر 10 مشاركات
في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          603 - يائسة من الحب - ق.ع.د.ن ( عدد جديد ) ***‏ (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          Harlequin Presents - March - 2014 (الكاتـب : Gege86 - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          فى مهب الريح " متميزة " ... " مكتملة " (الكاتـب : الزينب - )           »          رافاييل (50) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الأول من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : Gege86 - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          32 - خذ الحب واذهب ! - ليليان بيك - ع.ق (الكاتـب : فرح - )           »          البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1139Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-07-17, 11:49 PM   #3381

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسات ملائكية مشاهدة المشاركة
بالنسبه اليا اذا مشهد حلو لحبيب قلبي اني فظيفيه ما اكول لا هههههه

اما اذا قفله من قفلاتج الشريره الخطنطنيره والكبرياء القاتل فلا حياتي ما اريده هههههه

ولو بكل الحالات ابني مشتاقتله حبيب قلبي

واحشني ياضنايا ياحبة عين مامتك انا ومامتك ميسو هههههه
ههههههههههههههههههههههههه هههههه
لا لا مشهد حليييييييوه وعسووووووووول

حتحبوووووه
خلاص صرت كاتبته وقربت اخلص راح وقت الجواب
😂😂😂😂😂😂


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-17, 12:15 AM   #3382

كيان المغفوري

? العضوٌ??? » 333801
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 98
?  نُقآطِيْ » كيان المغفوري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسات ملائكية مشاهدة المشاركة
بالنسبه اليا اذا مشهد حلو لحبيب قلبي اني فظيفيه ما اكول لا هههههه

اما اذا قفله من قفلاتج الشريره الخطنطنيره والكبرياء القاتل فلا حياتي ما اريده هههههه

ولو بكل الحالات ابني مشتاقتله حبيب قلبي

واحشني ياضنايا ياحبة عين مامتك انا ومامتك ميسو هههههه
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aurora مشاهدة المشاركة
ههههههههههههههههههههههههه هههههه
لا لا مشهد حليييييييوه وعسووووووووول

حتحبوووووه
خلاص صرت كاتبته وقربت اخلص راح وقت الجواب
😂😂😂😂😂😂
ابقي نزليه بسورعه أصل بنام ومش قادره أبغى اقرأه متحمسه


كيان المغفوري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-17, 12:41 AM   #3383

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كيان المغفوري مشاهدة المشاركة
ابقي نزليه بسورعه أصل بنام ومش قادره أبغى اقرأه متحمسه
حبيبتي انتِ خلصصصته الحمدلله

براجعه وانا انيم بنتي نفخت رااااسي طول اليوم
😩😩

وبنزله علطول


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-17, 02:45 AM   #3384

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

معليييييييش على التأخير كان باقي لي اخر مشهدين واخلص تدقيق
ونشب الباشا في حلقي ساعه
الحين براجعهم على السريع وانزله فوراً الفصل
ان شاء الله مايتكرر هالتأخير


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-17, 02:47 AM   #3385

همسات ملائكية
 
الصورة الرمزية همسات ملائكية

? العضوٌ??? » 378897
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,197
?  نُقآطِيْ » همسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond repute
افتراضي

عادي حبيبي ولايهمج

حلو التاخير اجى فصالحي ههههههههه

حتى افطر على روااااق ويا احباب قلبي

راح تقتلني كيان


همسات ملائكية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-17, 03:41 AM   #3386

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سلامٌ ورحمه من الله عليكم
صباح / مساء الخير عليكم جميعاً
شكراً للرواية الجمعتنا وشكراً لروحكم الحلوة
يا رب اجعل هذه الرواية شاهده لي لا عليّ
لا تلهيكم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
قرآءة ممتعة


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-17, 03:43 AM   #3387

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع والعشرون


.. بوكاهانتس ..


‏url=https://up.top4top.net/][/url]



الساعة الآن الثامنة مساءً ...
كانت جوهران تقف بشرود امام غرفه العمليات ..
صامته بلا اي حركه ..
تنظر امامها بسكون وكأنها تنظر للبعيد ..
تائهه في عالم مظلم لا يرحم قله حيلتها ...
والدها الحبيب اصيب بجلطه قلبيه ..
بالطبع لم يتحمل ماحدث لمشروعه الصغير ...
اسبلت اهدابها ودموعها تسيل بهدوء ..
تحاول ان تتماسك من اجله فقط ..
حتى تكون قويه عندما يفتح عينيه ويراها ..
مضت ساعه ..
و خرج الطبيب يهز رأسه بأسف ..
ويقول :- متأسف لقد حاولنا ان نفعل مابوسعنا لإنقاذه .. ولكن الباقي عند الله ..
احتقن وجهها بالدموع وهزت رأسها بضعف ..
تهمس :- ارجوك لا تقلها .. لا تقل بأنني فقدت ابي .. ارجوك لا احد لي غيره ..
قال يربت على كتفها :- انتِ لم تفقديه حتى الآن ولكن والدك اصيب برأسه وكذلك اجتاحته ازمه قلبيه كلها اثرت عليه وادخلته في غيبوبه لا اعلم متى سيستيقظ منها .. ان شاء الله يكون بخير ليس علينا إلا الانتظار والدعاء ...
انّت بصوت خافت ودموعها لا تتوقف عن الانهمار ..
دخلت لرؤيته عندما نقلوه لاحد الغرف ..
فوجدت جسده السمين محاط بتلك الاجهزه الباردة ..
حتى يده عندما التقطتها كانت كالثلج ...
همست بخفوت :- لا تقلق بابا .. كل شيء سيمضي ويذهب ويصبح ما نمر به الآن مجرد ذكرى واهيه وسراب .. سنصبح اقوى سنحقق احلامنا حتى وان سقطنا سنقف من جديد .. كن قوياً حتى لا يدوس علينا احد كما كنت تقول لي دوماً ...
اغمضت عينيها بألم بينما كان الصمت يعم المكان ...
دون ان تسمع اي رد على كلامها ..
قبلت ظاهر كفه المجعد ووضعت يده ببطء على سرير المشفى المقيت ...
وكأنه يشعر بها ..
وهمست عند اذنه :- اعدك سأحل كل شيء .. ستستيقظ ويكون كل شيء قد انتهى .. وسآتي لك كل يوم لن اتركك وحدك ابداً ..
خرجت من غرفه والدها الباردة لتجد ابن خالتها يقف امامها ..
ابتعد عن الحائط الذي كان يستند اليه بتعثر ..
وقال بقلق :- جوجي ماذا حدث ؟؟!! هل والدكِ بخير ...؟؟؟!!!
هزت رأسها نفياً وقالت :- لا .. ليس بخير لقد دخل بغيبوبه .. الله وحده يعلم متى سينهض منها ...
قال بتوتر :- يا الله .. ماذا اقول ؟؟!! بالسلامه ..
تماسكت حتى تكون قويه وتسطيع مجابهه الذئاب حتى لا تنهشها ..
وابن خالتها واحدٌ منهم ..
فلا اي مجال للضعف بعد ان اصبحت وحيده بلا اي سند ...
قال ببعض التوتر :- حسناً اظن ان بهذه الحالة عليك ترك المنزل والمجيء للمعيش عندنا ...
قالت بحده :- انا لن اترك منزل ابي .. انني ابقى به معززه ومكرمة .. هو لن يطيل البقاء هنا وسيستيقظ قريباً ويعود اليه ... اثق بذلك وأؤمن به ...
انها تعرف جيداً كم خالتها طماعه وانانيه ..
ولاتحبها ولا تحب ان تستقبل احداً في بيتها ..
وهي لن تبقى تحت رحمتها ابداً ..
قال لها :- حسناً كما تشائين ولكن لا علاقه لي ان تحدث احدٌ من سكان الحيّ عنكِ وعن ناموسك ...
قالت ببأس لا ينكسر :- لا تقلق انني اعيش بشرفي ولن يستطيع احد ان يتكلم عني ..
عقد حاجبيه وسألها بتوجس :- إذاً افهم انك لن تبيعي المنزل وستبقين به ؟؟؟!
اتسعت عينيها وقالت بغضب :- ما الذي تقوله ؟؟؟!! طبعاً انني حتى لا افكر بذلك ليس لدي اي شيء غير بيت ابي وعملي ولن افرط بهما ...
قال بهدوء :- ماذا بخصوص القرض الذي اقترضه والدك كيف ستسددينه ؟؟؟!!! ...
تنهدت بتعب وقالت :- كنت سآتي اليك بهذا الخصوص .. انت تعرف الرجل الذي اقرض والدي النقود .. الم تدله انت عليه ؟؟!!! انه بالتأكيد احد رجال الحيّ وسيتفهم وضعنا ..
قال ساخراً :- نعم انا من اخذ والدك ... انه رجل ثري هو من اقرضه ولا يعيش في الحيّ ...
عقدت حاجبيها بقلق ولم يطمئن قلبها لذلك ..
وهمست بخفوت :- إذاً خذني اليه الآن .. سأخبره بالوضع قبل ان يأتي ليبحث عن حقه ..
قال بذعر :- ماذا ؟؟؟!! اخذك اليه .. لا يا ابنتي لن اخذك وماشابه .. ان اردتِ الذهاب سأعطيك العنوان وجدي من يذهب معك .. اي عملٍ لي مع المافيا ...
شهقت بهلع ..
وقالت بجنون :- ماذا ؟؟!! هل اخذت ابي لرجل مافيا حتى يقرضه المال ؟؟؟!! كيف تفعل ذلك ايها المختل ؟؟!!
مدت يدها تهمّ لضربه على صدره ..
فابن خالتها هذا منذ البداية لا تستسيغه ولا تطيقه ..
كما انها تشعر بأنه منافق ...
ولهذا كانت ترفض الزواج به كلما تقدم اليها بكل وقاحه ...
وقبل ان تصل كفها إليه ..
قبض عليها بقبضته ولواها قليلاً ..
ليقول بشراسه متوحشة :- اي رجل في الحي هذا الذي سيقرض والدك المبلغ الهائل الذي طلبه .. عندما رفض الجميع اقراضه .. آتى إلي يرجوني ان اجد احداً يقرضه .. كان واثقاً جداً من نجاح المشروع الذي في عقله .. فأخذته للسيد مأمون وكان يعلم جيداً انه رجل مافيا ولم يمانع بذلك ... ووقع السندات بطيب خاطر بكامل قواه العقلية والجسدية ..
دفعها عنه قليلاً ليقول بقوه :- لا تضعي بلائك علي .. ولا شيء من كل هذا يعنيني ..
قالت له بغضب :- اعطني العنوان سأذهب إليه لوحدي ايها الجبان ... لن احتاج لعونك ..
املا عليها العنوان ببرود والقشة تتراقص في فمه ..
وقال يلوح لها :- فالتكن غزوتك مباركه يا ابنه خالتي المعتوهه ..
ودون ان يسمعه احد همس :- انظروا مع من علقت الغبية .. بين انياب اشد الضواري ..
:- عمر بيه ..
التفت عمر الى الصوت الذي يناديه ..
بعد ان اختفى ظل جوهران ..
ليقول بريبه وكأنه يحاول تذكره :- كريم بيه ؟؟؟!!
ابتسم ليقول :- نعم معك كريم .. مساعد السيد مأمون ورجله المخلص ..
اخرج ظرفاً من جيب سترته الداخلي ..
وقال بإنتشاء :- يبدو انك نسيت حقك او انك مستغني عنه .. السيد مأمون يوصل اليك سلامه ..
اخذ منه عمر الظرف وصفعه بباطن كفه ..
وقال مبتسماً بجذل :- وعليكم السلام .. لم انسى كل ما في الامر انني اثق بكم ..
ارتفع حاجب كريم وقال بخبث :- لا تثق بأي احد .. لانه في الوقت الذي تفكر بأنه لن تسقط به ستسقط بقوه ولحظه لن تتوقعها .. مثل هذا المسكين ..
واشار بذقنه لغرفه السيد مصطفى ..
بلل كريم شفتيه قليلاً واردف :- وضعه سيء للغاية وسيتأخر بإعادة النقود .. بالمناسبه ستحصل على ضعف المبلغ الذي بالظرف ان اقنعت الفتاة ببيع المنزل ..
ابتسم له عمر بخبث :- حتى انني بدأت بذلك .. شكراً لكم على كرمكم ..
غادر كريم المكان ..
ليفكر عمر بأنه كم كان سهلاً اقناع زوج خالته الأبله بالتعامل مع مأمون ..
رغم تردده بالبداية للتعامل مع رجل مافيا ..
مجرد بضع كلمات عن الاحلام الوردية والمستقبل المزهر وذكاء الكهل بإداره مشروع كهذا ..
كانت كفيله لجعل الرجل يشعر بالزهو ..
هز رأسه بأسى على ماحدث معه وغادر المستشفى ...




كان مأمون غارقاً بالنوم بالرغم ان الوقت مازال مبكراً ..
عقد حاجبيه وهو يستمع لصوت شجار قادم من الحديقة ..
لا يعرف كنهه ..
تجاهل الشجار و نظر بجانبه بفتور فوجد المرأه التي شاركها الفراش قبل ساعتين ..
تنعم بنومٍ هانئ عارية تماماً اسفل الغطاء ..
تأفف بضجر محاولاً تذكر اسمها فلم ينجح بذلك ..
ولكنه قال بسأم :- هاااي يا امرأه انهضي حالاً واخرجي من هنا ...
تمللت المرأه على الفراش وفور وقوع عينيها على عينيه ...
ابتسمت بحلاوه مغرية ..
وقالت بصوت ابح :- اووه مأمون يبدو ان العاطفة قد غلبتنا حتى نمنا مبكراً ..
كشر بوجهه بالتأكيد ليست العاطفة من غلبته ..
ولكن مكرها هو من جعله يغفو بعد ارهاق هذا اليوم الطويل من العمل ..
وبعد ان جعلته يثمل من الشرب ويفقد عقله تماماً ..
ولا يعرف لما لم يعد هذا الامر يعجبه في الآونه الأخيرة ..
هذه الحياة الرتيبة المملة المكررة ..
في كل مره امرأه جميله يختارها وان اعجبته كرر هذه الليلة في وقت لاحق ..
هو حتى لا يتذكر اسمائهم ..
هم من يجدنه ويعثرن عليه دون ان يتعب نفسه بذلك ودون ان يجبرهن على قربه ..
فهو لم يكن يوماً ما مُغتصباً ..
حتى الاطفال اللذين كان ينقذهم لا يطلب منهم اي مقابل او يجبرهم على مالا يريدون ..
وعندما اراد قدر بشده مميتة لم يستطع ايذائها بإجبارها عليه ..
وعرض عليها الزواج رغم انه لا يفضل قيوده ..
ولكن رفضها جعله يدرب نفسه على التأقلم على ذلك وانه الافضل وقد نجح ...
تنهد بعمق ..
وقال بخشونه :- اجمعي اغراضك واخرجي من هنا ولا تعودي ابداً ..
اكد على جملته مجدداً :- لاتعودي ابداً ...!!!!
عقدت حاجبيها بدلال ..
تلامس كتفه وعضده العاري ..
تقول بغنج :- مأمون حبيبي الن تناديني مجدداً ؟؟؟! لماذا ؟؟!
غمزت له بدلال :- الم اعجبك ؟؟! لقد كنت سعيداً ...
تأفف بملل ..
يكره اللحوحات من امثالها ..
انه يكون واضحاً معهم منذ البداية بأنه ليس جدياً ..
وعندما ينتهي الامر بعضهن تقبض حقها وتغادر فوراً ..
ولكن بعضهن تتصرفن بمكر اذ تجعله يفرط بالشرب حتى يغفو مباشره ...
دون ان يلاحظ وجودها نائمه بجانبه ...
وبدأ حقاً يسأم من التصاقهن به ..
خاصه وان ذلك تكرر في الاونه الاخيره ولم يعد يجد تلك الراحة والمتعة التي ينشدها ..
يأمل فقط ان لا يتورط مع احداهن بطفل حتى لا تنفخ رأسه بأن يتزوجها ...
إذ انه ليس مستعداً ابداً ليصبح زوجاً مخلصاً او حتى اب جيد ...
لف الغطاء الابيض الناصع على خصره وتوجه للحمام ..
وقبل ان يغلق الباب خلفه ..
قال بهدوء خطير لا يوحي بالخير ابداً :- ان خرجت ومازلتِ هنا لا تلومي الا نفسك على ما سيحصل .. لقد كنت واضحاً معكِ منذ البداية وكنتِ موافقه ولم اخدعكِ .. ستجدين نقودك عند كريم ...
واغلق الباب ليستحم حتى يستيقظ وينتعش من بعد افراطه بالشرب حتى يتابع اعماله المتراكمة بذهن صافي ...
انهى استحمامه وخرج لغرفته والهواء البارد يلفح وجهه ..
تنهد براحه لانه لم يجد تلك الفقيرة الذليلة ..
التي باعت نفسها له من اجل بضعه قروش ..
ارتدى ملابسه الرسمية ..
والادهى ان صوت الشجار الذي ايقظه من الخارج قد ازداد لدرجه ازعجته ..
وعليه ان يتدخل ليوقف الشجار بين رجاله الاغبياء ...
خرج للحديقه يزمجر بهم :- ما الذي يحدث هنا ؟؟!! ماكل هذا الشجار ؟؟!!
خرج له صوت انثوي قال بشراسه :- انا التي اسبب الشجار .. اريد مقابله السيد مأمون ولا يسمحون لي بمقابلته .. ولن اخرج قبل ان اكلمه واقابله ...
عقد حاجبيه ..
عندما رأى فتاة نحيله كالمومياء من نحالتها ... وسمراء ذات شعرٍ متوسط الطول ومموج ..
وعينين كبيرتين مشتعلتين ..
تقف امامه بكل شموخ وتتحداه هو من بد كل الرجال تتحدى " مأمون صاراي خان " ..
ارتفع حاجبه بسخرية :- ما الذي تريدينه من مأمون ؟؟!
قالت بشجاعه :- ذلك لا يعنيك اطلاقاً .. امر خصوصي ..
ضحك بتهكم وقال :- اي خصوصية ستكون بينك وبينه ؟!! الم تنظري لشكلك في المرآه يافتاة ؟؟؟!!! ... انكِ حتى لا ترتقين لذوقه ...
زمت شفتيها بحرج وقد فهمت ما يعنيه :- انه ليس ما تفكر به يا منحرف عديم الاخلاق .. لقد قلت لن اقول ما اريد قبل ان ارى السيد مأمون بنفسي .. ولست مجبره ان اخبرك اي شيء ...
يا للغرابه هذه الفتاة التي يراها للمرة الاولى اشعرته بالتسلية ..
ولم يغضب عندما نعتته بالمنحرف وعديم الاخلاق ..
ربما لأنها محقه بذلك ..
وإنما ما اغضبه انها لم تعرفه كما يعرفه جميع سكان الحيّ الذليلون والفتيات اللاتي يلاحقهن هناك ..
آه ..!!!!
نعم كيف عرف انها من الحي ؟؟!!
لقد بدت له متشرده قادمه من الحي ..
دخل احد الرجال وقال ينظر لمأمون :- سيد مأمون هناك هاتف مهم لك .. يقول انه عمك ...!!!!!!
بتسلية قال له مأمون دون ان يبعد ناظريه عن جوهران :- اخبره بأنني سأتصل به فور ان انهي عملي الصغير هنا ..
شهقت جوهران بصدمه ..
وهمست :- انت ..!!! انت هو ...!!!
قال يهمهم :- هممم نعم ..!!! انه انا .. السيد مأمون .. والآن هلا تفضلتي واخبرتني ما الذي تريدينه مني ؟؟!! بعد ان اثرتي حفيظه رجالي بهذا الوقت من الليل ... واشغلتني ...
تنهدت بقلق ولكنها قالت بلطف عكس هيجانها قبل قليل :- انا .. انااااا .. شيء ..
تأفف مأمون وقال بصوت مزمجر جعلها ترتعد في مكانها :- انتِ ماذا يا فتاه ؟؟!! انا لا اذكر حتى انني رأيتك من قبل ..
وكان هذا الاكيد ..
فهو لم يكن لينسى فتاه سمراء نحيله وكل شيء بها صغير بحجم كفه ..
وتبدو هشه وضعيفة ..
وتملك هاتين العينين الكبيرتين البراقتين ..
و تخفيان خلفهما شجاعه وجرأه نالتا اعجابه ..
قالت ببعض التردد :- انا ابنه الرجل الذي اقترض منك مبلغاً ضخماً قبل اسبوع تقريباً ..
مأمون بتخمين توقعه :- ايه .. الكثير يقترض مني .. هل تواجهون مشكله ما تمنعكم عن التسديد مثلاً ؟؟!! وأتيتِ حتى اشفق عليكِ ..
قالت بشجاعه :- قد اواجه مشكله نعم !!! ... ولكن لم آتي حتى تشفق علي .. بل انني هنا حتى اعلمك بوضعي ...
عقد ذراعيه وقال ساخراً :- وماهو وضعك ياهانم ؟؟!!! ..
عندها تذكرت والدها فأظلم وجهها بألم ..
جعله المها يعقد حاجبيه بحيرة ..
ولكنها تابعت بهدوء :- لقد احترق هذا المساء الدكان الذي افتتحه بابا .. اخمن انك تعرف فلقد اتفق معك كل شيء ..
ابتلع ريقه ولم يرد اذا انه هو من طلب احراق الدكان كما العادة ..
كان ينتظر ان تكمل ..
فتابعت تقول بألم تنظر لعينيه بحزن :- لم يتحمل ذلك وفقد وعيه كما اصابته ازمه قلبيه وقد دخل في غيبوبه ...
اتسعت عينا مأمون بصدمه ..
ونظر ببهوت لكريم الواقف خلف جوهران و دخل سامعاً آخر ماقالته ..
فأومأ له الأخير بلا اهتمام ..
وقبل ان يقول شيئاً ..
همت جوهران تهمس بألم :- ستستعيد نقودك كامله .. سأفعل ذلك بنفسي لقد جئت فقط لاطلب منك ان تمهلني بعض الوقت ..
لقد كانت المره الاولى التي يصاب بها شخص بسبب فعلته هذه ..
لطالما خدع الناس وحصل على اموال طائله من خلف غبائهم ..
ولكن هذه المره الاولى ...
المره الأولى ..
التي يدخل احدهم بغيبوبه ويتأذى بسببه ..
بسبب مافعل ..!!!!!
لم يستطع ان يقول بأنه فعل بل تظاهر بعدم الاهتمام ..
وقال ساخراً :- وكم سنه ستحتاجين حتى تسددين ؟؟؟!! ..
هزت كتفيها برقه وهمست :- لا اعلم بالضبط .. ولكن عملي جيد اعمل في بوتيك للأثرياء وراتبي جيد اسدد لك شهراً بشهر مبلغ بسيط لانه توجد ايضاً مصاريف علاج بابا ..
نظرت له بقلق :- ايمكن ذلك ؟؟!!
مط شفتيه يفكر بعمق ..
ثم قال بخشونه و بلا تردد :- تمام لكِ هذه المهلة لنرى ما سيحدث بعد ذلك ...
لم يستطع ان يرفض طلبها البسيط ..
وعينيها الكبيرتين البراقتين تنظران له بكل هذا الخوف والحزن ..
حسناً ربما كان الامر يستحق ان يراها تتنهد من السعادة التي بدت على وجهها الدافئ ..
نعم يفهم جيداً في هذه الامور ..
كان وجهها طبيعياً جداً ودافئاً ..
قالت وعينيها الكبيرتين تبرقان بالسعادة والإمتنان تضم كفيها لصدرها :- شكراً لك مأمون بيه .. شكراً لك انا ممتنه للغاية .. لن تندم على ذلك ابداً .. سأعيد لك حقك كاملاً .. اعدك بذلك ..!!!!
همس يحدث نفسه ..
" آه فقط لو تعلمين الحقيقة " ...
نظر لكريم فور ان خرجت جوهران من البوابة الرئيسية امام عينيه الحادتين ..
وقال بهدوء :- ما الذي حدث ؟؟!! اين اخطئنا ليصاب الرجل ويدخل لغيبوبه ؟؟!!
صرخ به :- اننا نفعل ذلك دائماً ولكنها المره الاولى التي يحدث هذا ... ماهذا الاهمال ؟؟ ورر
ثم هدأ واردف بروية :- تأكد من ان هذا الرجل لن يصبح بلاء على رأسنا ....
قال كريم يتأكد :- هل تقصد ان ننهي امره ونصمته للأبد ؟؟!!
عاد مأمون يزمجر بوجهه :- اهل هذا ما تفهمه مما اقول في كل مره ؟؟؟؟!!! " القتل " لا شيء يدعو لقتل الرجل فهو لا يعرف عنا الكثير ..
تدخل احد الرجال قائلاً :- مأمون بيه يقصد ان تتعقب وضعه وحسب ..
اومأ كريم :- حسناً سأفعل ذلك حالاً واوافيك بالتطورات دوماً ...
تأفف مأمون حتى يتلقى اتصال عمه بشأن عمل الغد في المزاد ....
لا يعرف لماذا عليه الذهاب للمزاد في الغد ..
ولكن عمه اصر لانه سيخبره بشيء مهم وعليه ان يراه .....




وضعت هدير كفيّها على الطاولة بحزم ...
وبعض المخططات منتثره امامها ..
وقالت تأكد على كلامها :- هل فهمتما الخطة ؟؟!! وكل ماستقومان به غداً ؟؟!!
قال برهان قاطباً حاجبيه :- انا فهمت .. بالضبط ستجعلينا نرتكب جريمه و سنختطف رجلاً سأنتحل شخصيته كمسؤول عن المزاد وسمراء ستراقب المداخل والمخارج كالمجرمين ..
اردف بحيرة :- ولكن مالم افهمه لماذا تطلبين مساعدتنا نحن ؟؟!!! لما لا تفعلي ذلك مع الشرطة وتطلبين المساعدة منهم ؟؟!! الستِ شرطيه ؟؟؟!!!!
تنهدت بعمق وهمست :- انها مسأله حياه او موت لا استطيع المجازفة و اخبار الشرطة بذلك ..
ثم اردفت بانفعال :- كما انه واضح جداً بأنك فهمت كلامي .. نحن لن نختطف احداً سنحتجز الرجل في منزله فقط حتى لا يفسد الخطه وانت ستخبرني بكل الاوراق التي ستصلك كمسؤول للمزاد .. وسمراء ستخبرني ان حدث امرٌ مريب في الخارج وحسب .. يعني الامر بسيط جداً ...
قالت سمراء بتوتر :- هل تظنين اننا سننجح بذلك ؟؟!
ردت هدير :- سننجح ان شاء الله سأطلب من احدهم ان يساعدنا ايضاً .. لا تقلقي ..
سأل برهان :- كيف سنحتجز الرجل المسكين ؟؟! ومن سيراقبه ؟؟!! يا الهي لا اصدق انني افعل ذلك .. انها جريمه رسمياً ..
قالت بحزم :- دعك من امر الرجل سأتصرف انا .. ولكن اخبرني هل ستنتحل شخصيته ؟؟! ام ستخاف وأجد احداً غيرك .. لقد قلت الامر بسيط ولن يعرف احد بذلك ..
تنهد برهان :- حسناً سأفعل ذلك واساعدك .. فأنتِ لم تقصري معي ..
قالت بهدوء :- لا اريدك ان تشعر بأنك مجبر على ذلك لانك ممتن .. ان لم تقبل انت او سمراء الخوض في الامر سأتفهم ذلك .. انا احاول فقط ان اتأكد من بعض الشكوك لمساعده احدهم ... لقد كان الوقت قصيراً ولم اجد الا هذه الخطة ...
اعتد بوقفته وقال بإصرار :- وانا معكِ بذلك .. وليكن دربنا مفتوحاً ..
رفعت سمراء حاجياتها وقالت :- اذاً سأذهب انا الآن ونلتقي صباحاً ..
أومأت لها هدير :- حسناً في الصباح سأعطي لكل منكما جهازاً لاسلكياً للتواصل عن بعد سيغطي منطقه المزاد وحسب .. حتى نتواصل هناك بعد ان اقوم ببعض الامور المهمة وترتيب دخولنا إلى هناك ..
نظرت لبرهان وقالت :- الن تخرج انت ايضاً ؟؟! لا بأس انا سأغلق المطعم ..
قال بهدوء :- لا اردت الحديث معك بأمر ما ..
هزت رأسها بإهتمام تنظر لهاتفها :- حسناً .. لاجري هذا الاتصال المهم في الخارج واعود ..
خرجت هدير حتى تتحدث براحه ..
ولكن فاجأها اتصال امير لترد بهدوء :- مرحباً امير ...
رد امير بقلق :- مرحباً .. هل نستطيع ان نلتقي اليوم ؟؟؟!!! لا استطيع التحدث على الهاتف ..
ردت تهز رأسها :- طبعاً .. طبعاً كما تريد .. سأقابلك بعد ساعتين تحت الجسر .. هل هذا ممكن ؟؟!!
رد بتأكيد :- ممكن .. سانتظرك هناك ...
:- حسناً وانا لن اتأخر ...
اغلقت الهاتف لتتصل على احدهم ..
فأجاب بحيره :- انسه هدير ؟؟!! ما الامر ؟؟!
قالت هدير تمرر اصابعها بين خصلات شعرها :- مرحباً نجمي ..
بللت شفتيها عندما لم تسمع رداً ..
واردفت بتوتر :- نجمي .. اعرف انك رجل جدي المخلص .. ولكن انا بحاجه لمساعده ولا استطيع ان ادخل الشرطة بالأمر .. و دون ان تسأل لماذا ؟؟!!او ماذا ؟!! او كيف ؟!! هل هذا ممكن ؟؟!!
قال بصرامه ولم تعرف بأنه مخلص للعائلة وليس لجدها فقط :- طبعاً يا انسه .. اطلبي مني ماتشائين وسافعله بطيب خاطر ..
تنهدت براحه كما توقعت لم تخطئ باختياره لمساعدتها ..
لتقول بصرامه :- اولاً سأرسل لك مخطط لمنزل احد الرجال .. كل ماعليك ان تفقده الوعي وتقيده في حال همّ بالخروج من المنزل صباح الغد .. وابقي رجلاً من رجالك على رأسه حتى لا يهرب ولا يقوم اي احد بإيذائه مطلقاً ..
اردفت بقلق :- والامر الآخر وهو الاهم سأكلفك بحمايه شخص .. ولانني اعرف بأنك ببحث صغير ستعرف من هو .. لاخبرك انا اولاً ..
قالت تتنفس بعمق :- سيكون شرطي يعمل معي في شعبه التنظيم اسمه امير .. سأرسل لك المعلومات التي تخصه ايضاً .. تعقبه دوماً لكل مكان يذهب اليه ولا توقف التعقب الا عندما اخبرك بذلك وقم بحمايته بنفسك .. اعتمد عليك بذلك يا نجمي .....
قال نجمي دون ان يسأل اي سؤال رغم حيرته :- لكِ ما تريدين يا انسه .. سأحميه بروحي ..
هدير تبتسم بإطمئنان :- واخر شيء .. اتمنى ان لا تخبر خالي وجدي بذلك .. وسأحول لك المبلغ كاملاً مقدماً ... شكراً لك ...
عادت لداخل المطبخ تجمع المخططات عن الطاولة ..
وتقول لبرهان :- هيا يا برهان اخبرني .. ماذا تريد مني ؟؟!!
قال ينظر لها بخبث :- في الصباح سأذهب لزياره هارون .. هل تودين مرافقتي ؟؟!! .. تعلمين لقد اخذ اجازه لأسبوع ويبقى في المنزل .. لقد مضت ثلاثه ايام على اصابته وسأطمئن عليه ..
هزت كتفيها ومازالت ترتب المكان ..
وقالت بحزن دون ان تنظر اليه :- حسناً اذهب انت ولا تتأخر حتى نقوم بعملنا .. ثم ماعلاقتي انا لأرافقك .. لا احد سيستقبلني هناك ..
رفع حاجبيه :- الا تريدين الإطمئنان عليه ؟؟!! لقد زرته في اليوم التالي من اصابته .. التهب جرحه وارتفعت حرارته لانه عاند الطبيب وخرج فوراً واهمل الجرح ..
قالت بقلق :- ماذا ؟؟!! لم اكن اعرف ذلك .. هل هو بخير ؟؟!!
قال بمكر :- لا اعلم سأذهب غداً لأرى واطمئن .. ان اردتِ المجيئ معي سأقول بأنني انا من طلب منكِ ذلك حتى لا آتي لوحدي ...
قالت له برقه :- الن ابدو كمعدومه الكرامة ان ذهبت ؟؟! تعرف ماقالته شقيقته بالمشفى لقد سمعتها ...!!!
قال يعقد حاجبيه :- فالتقول ماتقوله .. ماشأنها بنا لن نذهب لزيارتها هي .. كما انها فقط تحملك مسؤولية ماحدث لهارون من خوفها على فقده ... يعني قالته بلحظه غضب وحزن ...
ردت تلوي شفتيها :- اتظن ذلك .. !!!!
هز رأسه يؤكد :- نعم ..
وكأنها لا تحتاج للمزيد من الاقناع حتى تذهب لتطمئن على هارون بنفسها ...
فقالت بسعاده :- إذاً ما رأيك ان نُحضّر بعض الفطائر لنأخذها معنا ...
ضحك بصوت عالي :- هل هذا يعني انكِ تقولين نعم الآن ؟؟؟!!!!
نظرت له بطرف عينيها :- هل لديك مانع ياترى ؟؟؟!!!
فرد ذراعيه في الهواء :- استغفر الله .. وهل من حدي ان امانع ؟؟!!
انزل ذراعيه وسألها بحيره :- هل تجيدين صنع الفطائر ؟؟!!!
قالت ببهوت :- لا لم ادخل المطبخ في حياتي .. ألا تجيده انت .. ظننت انك تعرف ..!!! كنت سأطلب مساعدتك لأعدها بيديّ ...
قال بعينين متسعتين :- وما ادراني انا بما يفعلونه في المطبخ ؟؟!! انني اعمل هنا في الادراه والحساب واشرف على عملهم هنا في المطبخ وحسب ..
قالت تهز كتفيها بحيرة :- اذاً افتح اي موقع في الانترنت لنرى بالتأكيد لدينا هنا كل الادوات ...
عبث قليلاً بهاتفه وقد عثر على احدى الوصفات الكتابية ..
ربما هو لم يطهو من قبل ولكنه يعرف كيف يتدبر بعض الامور ..
قال بحماس :- نعم .. ها هو ذا ..!!!!!! هيا أحضري الوعاء الذي سنعجن به ...
احضرت الوعاء ووضعته في منتصف الطاولة ..
وتابع برهان :- ضعي اربعه كؤوس من الدقيق ..
ذهبت لتخرج من الدولاب اربعه كؤوس وتضع الدقيق بها ..
ثم قالت بحيره :- هذا الوعاء لن يتسع لهذه الكؤوس .. انتظر لاخرج وعاء اكبر ..
صفع برهان جبينه ..
وقال :- ايتها الغبيه لما اخرجتي هذه الكؤوس كلها .. كأس واحد كان يكفي للمعيار ..
قالت بغضب :- لقد قلت اربعه كؤوس انت الغبي ...
قال بانفعال :- حسناً .. حسناً افرغي الدقيق بالوعاء لتنتهي هذه الليله على خير .. بالتأكيد انتِ لا تفكرين بتحطيم الكؤوس وعجنها مع العجين ؟؟؟؟!!!! اليس كذلك ؟؟!
نظراتها الغبيه له اكدت انها كانت ستفعل ذلك ..
ولكنها قالت بذهول :- ااااه لقد فهمت الآن ماذا تقصد ؟؟!؟! افرغ الدقيق فقط .. وانا التي استغربت .. لما اربعه كؤوس اضيفها للوعاء ؟؟! وكيف كانت ستشوى بالفرن ؟!! وكيف كنا سنأكلها بالزجاج لتصبح فطائر مقرمشه ؟؟! ...
تنهد بإستياء وعرف ان الليله معها ستطول ..
وقال بصبر :- ضعي الآن خمسه معالق من الحليب ..
قالت تبتسم :- لقد فهمت اضيف الحليب فقط واستخدم الملعقه لذلك ...
قال ساخراً :- ايه ...انك ذكيه جداً والله ..
توجهت نحو الثلاجه ..
ليقول بهلع :- الى اين ؟؟!
قطبت جبينها ونظرت له بغضب :- الم تقل لي ان اجلب الحليب ؟؟!!! مابك ؟؟! ..
قال مجدداً بصبر :- اقصد الحليب البودرة وليس السائل ايتها المختله ... المهم اجلبي بيضتين معك ايضاً ...
احضرت ما طلبه لتضيف الحليب ..
فقال دون ان ينظر لها :- اضيفي البيضتين كاملتين ...
كسرت البيضه بطرف الوعاء ..
واحتارت ماذا تفعل بقشرها فوضعته مع الخليط ..
وهمست تحدث نفسها
" لقد قال بيضتين كاملتين "
نظر لها برهان حتى يرى ماذا تفعل ..
وصاح بصدمه :- ما الذي فعلته ؟؟!!
همس بخفوت وقد كاد يجن :- ياصبر يا رسول الله ... افرغي الوعاء افرغيه .. لنعده من جديد اقسم بالله ان الرجل سيتسمم مما تفعليه وكأنه ينقصه ان يتسمم ...
ذهبت حتى تفرغ الوعاء ..
وصاحت بإستياء :- آه هارون آه انظر في ماذا انشغل هنا من اجلك !!!! ...
قالت تحاول تمالك اعصابها :- افتح اي فيديو لنرى قد يكون اسهل ..
وقد فعل ذلك ..
مضت ساعه اخرى ...
وهما يعملان في المطبخ حتى انتهت الفطائر ..
واصبحا غارقان في الدقيق والعجين ..
قالت هدير تشم رائحه المكان :- همم رائحتها ممتازه .. اليس كذلك ؟؟!
جرب برهان احدى فطائر الجبنة
و قال بإنتشاء لانه ساعد بإعداد الفطائر :- طعمها لا بأس به .. ان شاء الله تعجب هارون ولا يلقيها في وجهك .. ويكره الفطائر بعدها .. انتِ ماكره تعلمين ان الوصول لقلب الرجل من معدته وتعلمين انه يحب الفطائر لهذا اشغلتنا بها الآن ...
ضحكت بخفه :- لقد لاحظت انه يأكل الفطائر كثيراً وخمنت انه يحبها ..
واردفت بكذب :- ثم انني لم افكر بالوصول لقلبه ...
لم يصدقها برهان بالطبع ...
و اخفضت رأسها بألم ...
رباااه كم هي كاذبه وتتمنى لو انه يحبها ولو ربع حُبها له ..
لو القليل فقط هي راضيه ...
برهان :- حسناً .. حسناً لنوضب المكان بسرعه .. فلدينا جريمه لنرتكبها غداً وعلينا ان نكون مستعدين ..
تأففت بضجر :- لقد قلت انها ليست جريمه .. عمل خير عمل خير والله ....
نظرت للساعه قائله :- بقي ربع ساعه على مقابلتي لأحدهم .. برهان تابع توضيب المكان وسأذهب بالكاد اصل للموعد ..
نظر لها بينما يفرغ بعض المحتويات في القمامه :- حسناً .. اذهبي ...
وقفت عند الباب وكأنها تذكرت شيئاً ..
لتقول بلهفه :- برهان .. ارجوك لا تخبر هارون بأننا اعددنا له الفطائر اخشى ان لا تعجبه واحرج .. قل له انك احضرتها من احد المحلات .. سأسر كثيراً عندما تعجبه ويظن بأنها جاهزه ..
ابتسم لها وقال بمنطقيه :- ولكنه ايضاً لن يحرجني وسيقول بأنها اعجبته ..
قالت بتأكيد :- لا .. لا لسانه لاذع ولا يعرف المجاملة ان لم تعجبه سيقولها بوجهك بما انه يمون عليك .. اعرفه منذ سنوات ...
اغلقت الباب خلفها وهرولت حتى تستطيع اللحاق ..
والوصول تحت الجسر ..
رأت امير هناك يستند على الحائط ..
لتقول بابتسامه خلابه :- مرحبااا امير ...
ابتسم لها هو الآخر :- مرحباً بكِ يا مشاكسه .. المدير غاضب منكِ تذهبين للعمل وتغيبين وقت ما يحلو لكِ .. لقد قال انك غير مسؤوله ..
قالت تلوح بيدها بلا اهتمام :- دعك منه الآن .. لا اهتم بذلك .. غداً سأذهب وامنعه من مداهمه المزاد لقد حضرت لكل شيء .. وان شاء الله سننجح بذلك ..
قال بقلق :- لقد اتصلت بكِ اليوم لهذا السبب .. اختفيتِ منذ ثلاثه ايام .. قلتِ انكِ ستجدين حلاً .. هل حضرتِ كل شيء فعلاً ؟؟!! ماذا ان كان حقاً يوجد شحن داخل المزاد عبر التحف الاثرية ؟؟!! .. اخبريني بكل التفاصيل تعرفين لا نستطيع التحدث في الهاتف حتى لا يتنصت علينا احد ..
ردت بابتسامه :- حسناً كنت سأخبرك بكل شيء من الاساس لانك صاحب المسألة .. لدي خطه وطلبت العون من بعض اصدقائي وسأتأكد ان كان حقاً يوجد شحن غداً ام لا ان شاء الله .. رغم انني اشك في ذلك واشعر بأنه فخ .. يقع على عاتقي فقط ان امنع المدير من المداهمة و سأحلها بشكلٍ ما في الغد ...
وشرحت له باقي التفاصيل ...
عانقها امير بإمتنان لتبادله العناق بابتسامه ..
غير مدركان بمن كان يراقبهم خلف الأشجار القريبة من الجسر ..
واستمع لكل حديثهما وفهم كل شيء ...
همس بخفوت صادم :- ايها الماكران .. الخبيثان ..
اتصل فوراً بسيده ليقول بصوت حاد :- جنكيز بيه يمكنك ان تسحب جميع الرجال من التعقب لمن كنا نشك بأمرهم .. لقد وجدت الخائن انه المشتبه به الأول ...
قال جنكيز بحقد :- اي تقصد الشرطي القذر ...
اكد له نظام :- انه كذلك ... !!! اي انه لم يعد هناك اي داعٍ لتذهب للمزاد الشرطه لن تداهم المكان ..
قال جنكيز يكز على اسنانه :- ذهابي امر ضروري .. لديهم امر عائد لي .. " ابنتي " كنت سأذهب منذ البداية لرؤيتها لانني اعرف بأنها ستتواجد هناك وتحب هذه التجمعات .. اما امر هذا الخائن دعه يتسلى قليلاً بآخر ايامه .. سأجعل مأمون يقطع ورقته عندما تهدأ الاوضاع بما انه كان جاسوساً عنده ..
قال نظام بحزم :- امرك جنكيز بيه ...




الساعة الثامنة مساءً بتوقيت العاصمة ..
كان يحاسب البائع على طقم الالماس ..
ليوقع بعض الاوراق ويستلم الفاتورة والطقم ..
اخذ الكيس لمحل صغير يبيع الورد داخل مركز التسوق ..
وطلب تغليفاً رومنسياً للطقم ..
وترك العلبة المخملية مفتوحة والطقم يشع ويُشرق بين الورود الحمراء داخل الصندوق الخشبي ..
وغلفها البائع بإحتراف بورق شفاف ...
وحملها احد العمالة ..
ليسير خلف عامر الذي توجه نحو الدرج الكهربائي النازل ...
وضع يده على السير و في الطرف الصاعد ..
كانت شابه قد لامست كفه بغنج ..
و غمزت له بدلال ...
بدعوه صريحه للمغازلة ..
ادار رأسه لها وكانت ماتزال تنظر له بوقاحه وتنتظر الرد منه ..
ليبتسم لها بعبث ويرفع لها حاجبيه و يده اليُسرى ..
مُشيراً بسبابته اليمنى نحو " الخاتم في بنصره " ...
ليهز كتفيّه بإعتداد ويغادر ..
جاعلاً من تلك الشابه تحمرّ حرجاً وغيظاً وقد فهمت بأنه يقصد ان يرسل لها رساله يقول فيها ..
بأنه متزوج ويحب زوجته ...
في المشفى ....
وضعت كفها الأسمر على بطنها تتألم من بين ضحكاتها العالية التي لا تستطيع كتمها ..
عندما كان زوجها يحدثها عن بعض المواقف في اسطنبول ..
وقالت بصوت واهن :- عامر هذا يكفي ارجوك لا تضحكني .. لا يجب علي الضحك او السعال او العطاس بطني تتقطع من الألم ..
نهض من مكانه بقلق يلتقط يدها ويربت عليها ..
ويقول بتحلطم :- والله انني لا افهمك ان بقيت صامتاً قلتِ تحدث فأنا اشعر بالملل ... وان تحدثت غرقتِ في الضحك وها انتِ تتألمين من العملية ..
عادت تضحك من جديد ..
كما انها سعلت بتعب ..
وقالت بحب :- هل شكرتك على الهدية ؟؟!!
ضحك وقال :- ربما مئه مره ظننت اننا انتهيتا من مسأله الشكر ...
قالت تضحك :- فالتدعهم مئه وواحد ايضاً لا مشكله ... رباااه انني سعيده جداً .. لم اكن اتوقع هذه الهدية ابداً ..
ابتسم لها وقال :- لقد رأيتها تليق بكِ يا بوكاهانتس ...
احمرت بخجل لانها تبدو بحاله مزرية ..
ولاتشبه بوكاهانتس كما في العادة ابداً ...
كما انها تشعر بالقرف من نفسها ...
ثلاثه ايام لم تستطع ان تستحم وهي التي كانت تستحم كل يوم ..
لتقول ببعض الإرهاق ووجه مغضن من التعب :- اريد الذهاب لدوره المياة ..
قال برقه :- حسناً سأساعدك ..
قالت بدلال :- لاااا .. لا استطيع التحرك لا اشعر بقدميّ ..
تنهد بعمق وقال :- هيا لا تتدللي بحب الله لقد زال اثر التخدير منذ ثلاثه ايام .. انها ليست المرة الأولى التي تلدين فيها ..
قالت بعينين دامعتين :- لا استطيع .. والله انني اتألم ..
قال عامر بعقلانه :- انتِ السبب لم تتحركي منذ ثلاثه ايام وتقولين بأنك مريضة وامرضتي نفسك بالقوة .. توقفي عن الدلال و تشجعي وتحركي ببطء انا هنا وسأسندك ..
قالت له سماهر بجنون متوسل :- قل لهم ان يجلبوا لي كرسي متحرك ارجووووك ...
قال بصبر :- لا حول ولا قوه إلا بالله .. لن ادعهم يجلبون شيئاً .. انتِ بخير .. هيا انهضي ببطء انظري انني لا اضغط عليكِ ... بهدوء
مطت شفتيها و انزلت قدميها ببطء بينما كانت تتشبث بكفيّه وهي تسير بجانبه وتلقي بثقلها عليه ويسندها دون ان يتملل ..
ووصلت لباب دوره المياه ..
وقالت بهدوء :- انتظرني هنا ...
غمز بعينه :- الا تريدين اي مساعده ؟؟!!
قالت وشفتيها ترتعشان :- اااع عامر لسنا في مزاج للتغازل ارجووك لا احب ان تراني في هذه الحالة المزرية ... انتظريني قليلاً لن اتأخر ...
عامر بتفهم لحالها :- حسناً حسناً .. انتبهي جيداً حتى لا تنزلقي ....
خرجت سماهر من الحمام حتى يساعدها عامر مجدداً للسير نحو السرير ..
فتستلقي بتعب وكأنها قد بذلت مجهوداً كبيراً ..
قالت تتنفس ببطء :- حبيبي شكراً لك لانك تتحمل مزاجي السيء وكئابتي بعد الولاده ...
كما انك منذ وصولك من اسطنبول وانت تنام معي هنا على تلك الاريكه المتعبة ...
ابتسم لها وقال يمازحها :- ان لم اتحملك انا من سيفعل ايتها المزعجة .. المهم ان تخرجي بالسلامه ...
قالت تنظر للسقف :- عامر .. انا خائفه ...
عقد حاجبيه يسألها :- مما تخافين ؟؟؟!!!
قالت تشرح له مخاوفها :- خائفه من حياتنا القادمة لقد كنا انا وانت وجورية فقط واعتدنا على نظام معين الآن سيفسد النظام .. اشعر بالخوف ان يتغير كل شيء ..
قال يطمئنها :- لا تخافي فجورية كبيره لم تعد صغيرة لقد اصبحت في الصف الاول .. ونظامها لن يتغير ...
ابتسمت عندما تذكرت ابنتها الحبيبة ونظرت له ..
تقول بحنانها الأموي :- كيف هي ؟؟! اخشى ان تكون حزينه لبعدنا عنها ..
ارتفع حاجبي عامر بتهكم :- انها حزينه جداً في الواقع ..
شرح لها بإختصار :- اليوم التالي عندما عدنا من اسطنبول كان وليد سيأخذ زوجته للفندق .. فذهبت لاخذ جوريه وكانت حزيران هناك تلعب معهم ولم ترد الفاسدة الصغيرة المجيئ معي ...
شهقت سماهر :- هل تركتها تذهب معهما للفندق ؟!!! وهما يحتفلان بذكرى زواجها عيب جداً والله .. عيب ...
قال يتململ على الأريكة :- لم اكن اعرف انه ذكرى زواجهما .. ثم لا طبعاً .. حزيران اخذتها هي وشبل لقد اوصلتهم لمنزل سامر وحسب لقد توسلتني انا ووليد ان نترك الاطفال عندها وعند نيسان ليعتنيا بهما .. اي انها تبقى بين منزل وليد وسامر مره هنا ومره هناك ..
ابتسمت سماهر بحب :- حزيران الصغيرة انها تعشق الاطفال لم نكن انا وانين نشعر بوجودهم عندما كنا في منزل العائله .. لقد كانت تعتني بهم جيداً ... انها هبه من الله والله جعلها احب اطفالنا ...
قال بابتسامه خلابه :- نعم .. نعم حزيران تحب الاطفال عكس نيسان النكديه ولكن مع ذلك هي تفعل ما يُطلب منها على اكمل وجه ..
ضحكت سماهر قليلاً وقطبت حاجبيها من الم معدتها ..
وقالت :- بنات اخيك وانت تعرف كيف تتعامل معهم .. لن اقلق على جوريه عندهم ..
قاطع حديثهم طرق الباب ..
فالتقط عامر وشاح موضوع على ظهر الاريكة ..
ورماه على وجهها بعشوائية ..
وقال :- غطي رأسك قد يكون الطبيب .. لقد قال انه سيأتي اليوم ليطمئن على صحتك ..
تحجبت وغطت ذراعيها المكشوفتين اسفل الغطاء الابيض ..
ودخل الطبيب يبتسم ببشاشه ..
يقول بحنان ابوي :- كيف حالك الآن يا سيده سماهر ؟؟!! اظن انك قد تجاوزتِ مرحله الألم ..
ابتسمت ببهوت :- الحمدلله انني افضل الآن عن اليوم الاول ...
نظر لملفها بين يديه وقال بجديه :- عليكِ ان تزيحي الكسل جانباً وتبدئين بالمشي قليلاً حتى تتنشط الدورة الدموية .. تمام .. لقد سمعت بأنك كسوله ولا تتحركين ...
غمز لها عامر بتسليه ..
لتحمر حرجاً ...
كيف تسير وهي منتفخه كالبطه ؟؟!!
ولكنها اومأت بلطف :- تمام .. لقد فعلت ذلك قبل قليل ومشيت قليلاً ..
همس :- هذا جيد ..
قال عامر يسأل الطبيب :- هل ظهرت نتائج التحاليل يا حضره الطبيب ؟؟! لنعرف ما اصابها في ليله الولادة ..
عدل الطبيب وضعيه نظارته ..
وقال ينظر لسماهر :- نعم لقد خرجت يا دكتور عامر .. اود ان اسأل السيدة .. ماذا اكلتِ او شربتِ في تلك الليلة ؟؟؟!!!
احمرّت وجنتيها السمراوتين حرجاً ..
وقالت بتوتر :- حسناً ليست اشياء مفيده بالضبط .. بعض الحلويات والشبسات والبطاطس المقلية ..
اتسعت عينا عامر وهو ينظر اليها ...
و بإصرار من الطبيب :- شيء اخر ..!!!
قالت تحاول ان تتذكر :- نعم .. الشيء الوحيد الغريب الذي شربته كان الخروع .. نصحتني اختي بشربه منذ عده ايام لفوائده الكثيرة وقد سمعت عنها انا ايضاً ...
قال الطبيب بعملية :- حسناً .. لا احد يختلف في فوائد الخروع .. ولكن ألا تعلمين انه مضر بالحامل ؟؟!! يسبب الكثير من الانقباضات في الرحم والغثيان في كثير من الاوقات ويزيد من معدل الدوار والدوخه وآلام في الرأس .. والاهم يسرع الولاده في مراحل متقدمه من الحمل قد تؤدي للإجهاض ..!!!! ولكنهم انقذوا حياتك في اللحظات الاخيرة انتِ والطفل بامرٍ من الله ..
شهقت سماهر بصدمه ..
وهمست بحرج :- لم اكن اعلم بذلك ؟؟!! لقد شربته لفوائده فقط
قال لها الطبيب :- الحمدلله على سلامتك .. تجاوزنا هذه المحنة .. ولكن عليكِ الانتباه اكثر في المرات القادمة ..
خرج الطبيب بعد ان انتهى من روتين الكشف ...
ليقول عامر فوراً بعد ان فقد صبره :- منذ متى وشقيقتك تهتم بصحتك وتقترح عليكِ ان تشربي ماهو مفيد ؟؟!!!
عقدت حاجبيها بألم ..
ونظرت له تقول بيأس :- لماذا تكره اختي وعائلتي ؟؟! أهل بسبب ماحدث بالماضي ؟؟!! أهل مازلت تريدها هي ؟؟!! ولم تستطع ان تنسى رفضها لك ..
قال عامر ساخطاً بغضب قد انفجر بها رغماً عنه من غبائها المستفحل :- بالطبع لا .. هي لا تهمني ولو بمقدار ذره منذ عشر سنوات اي منذ ان تزوجنا .. ظننت انك بتِ تعلمين ذلك الآن وقد توقفتِ عن شكوكِ الدائمة ....
قالت بخوف صادق :- نعم اعترف لقد كنت شكاكه وممله وفاقده الثقه بنفسي اغار بجنون بسبب طريقه زواجنا ورغبتك بتطليقي في البداية .. لقد واجهنا سنوات صعبه في بدايه حياتنا حتى اتت جورية صدفه غير مقصوده لتقلب الموازين تغيرتُ من اجلها ومن اجلي من اجل ان انقذ زواجنا .. الآن انا لا اشك بك اثق بك كثيراً .. ولكن في الآونه الاخيرة لم اعد اثق بها هي .. عندما قرأت تلك الرساله اللطيفة التي ارسلتها لك ورغبتها بالعودة اليك وانها قد ندمت لتفريطها بك .. ويعلم الله ان كانت ما تزال ترسل لك الآن او لا ... وهي على وشك الطلاق ليس لي سوا ان اخاف ... انها اختي لا اريد ان اكرهها احاول ان لا افكر بأي امور سيئه .. ولكن كرهك الواضح لها يجعلني اشك رغماً عني بأن هناك امرٌ ما يحدث .....!!!!!!!!!
عقد حاجبيه وهدأ تماماً ...
حتى استكانت اطرافه ...
ولم يُرد ان يخبرها ..
بأن اختها عديمه التربيه والحياء ماتزال ترسل له الرسائل و لا تمل من ذلك ..
ان قام بحظرها تقفز له من رقمٍ جديد ..
وعندما يتقابلون كل اسبوع في جَمعة العائله لاتتوقف عن احراجه والنظر اليه بوقاحه امام وجود الجميع وزوجها الأبله ...
و زوجته الساذجة علقت على تلك الرسالة وحسب دون ان تلاحظ تحركات اختها تجاهه ..
حركاتها المكشوفة له و التي لا تجعله يتحرك قيد انمله تجاهها دون ان تؤثر به لان زوجته تكفيه ....
لقد نسي الماضي وخداعها له ورفضها له ..
لم يعد يؤثر ذلك برجولته او يجرحه ..
امامه الآن مشكله اكبر مما حدث في الماضي بكثير ..
لدرجه انه اصبح يتخلف عن الاجتماع الاسبوعي لعائله زوجته ..
ببساطه لانه لا يرتاح بوجودها وحومها حوله ..
و التي لاحظت زوجته ذلك وتظن بأنه يتخذ موقفاً من عائلتها يمنعه من الذهاب ...
والديها ايضاً مغشيان عن حركات ابنتهما الوسخة عديمة الأخلاق ..
لا احد يلاحظها حتى يوقفها عند حدها ....
كانت سماهر قد انفعلت كثيراً وهي تخبر عامر بمخاوفها ..
التي لا تعرف ان كانت صحيحه ام لا ..
تأن بصوت خافت وموجع وتضع يدها على بطنها من ألم العملية الذي اشتد مع بكائها الموجع ..
نهض عن الأريكة وجلس بجانبها ..
ليُحيط كتفها ويسحبها لصدرة ..
ويقول بصوت اجش :- اعترف انا ايضاً .. لم تعجبينني منذ البداية .. سمراء ذات شعر اسود ومجعد وقبيح .. وشفتين شاحبتين بالاضافه انني كنت متأثراً من خداع عائلتك لي .. ولكن بعد ان هدأت الأمور بيننا ...
قاطعته وهي تبتسم وتنظر للأمام بعد ان استكانت في حضنه :- و عندما قمت بتمليس شعري لحضور احدى مناسبات الزفاف وتزينت قليلاً .. ناديتني ببوكاهانتس فجأه بلا اي مقدمات .. هل تعرف لم اكن احبها ابداً واراها قبيحه عن باقي الاميرات ؟؟!! حتى كنت اغتاظ منك كثيراً عندما اصبحت تناديني بوكهانتس من بعد تلك الليلة وكأنك تشتمني بها .. ولكن يوماً بعد يوم اصبحت ارى كم انها مميزه عن باقي الأميرات عندما تُلحق الاسم وتقول كم انني مميزه عن كل الموجودات .. لاحظت جمالها وادركت كم اشببها و اصبحت هي اميرتي المفضلة ..
تنهد وهو يمسح على شعرها المجعد :- لقد لاحظت ذلك قبلكِ وعندما اقول شيئاً فأنا لا اخطئ بنظرتي العميقة ويكون صحيحاً تماماً لقد كنتِ ساحره تلك الليلة واجمل منها ايضاً .. يا اميرتي الهندية ..
ضحكت بخفوت حتى لا يؤلمها بطنها ..
وهمست تضربه بخفه على صدره :- ايها المغرور ...
ودفنت رأسها اكثر بصدره الحنون ..
تعرف كم هو مغرور ومعتد وواثق بنفسه جداً ..
هما هكذا دائماً ..
يتشاجران ويصرخان وينفجران في بعضهما في الصباح ..
وبعدها في المساء يعاملها وكأنه لم يحصل اي شيء و كأنه لم يكد ان يضربها ..
كانت تغتاظ منه وتتخذ موقفاً ظانه بأنه سيأتي ليصالحها ويراضيها ..
ان اخطأ بحقها ..
ولكنه يتجاهلها عده ايام كما تتجاهله وان بدأت تتحدث اليه ..
ينسى كل شيء ويتابع الحياه بطبيعيه ..
حتى انه ذات مره عندما وبخها بصوت مرتفع ..
دخل عليها بعد ساعه يُراضيها بقطعه شوكلاه من التي تحبها وكأنه لم يحدث شيء ...
لقد اصبحت تفهم طبعه وتتعايش معه ....
قاطع سكينتهما صوت هاتف عامر ..
تأفف بضجر ليجيب هذه المرة بعد ان تجاهل الرسائل والمكالمات التي وصلته لانشغاله هذا اليوم ..
وقال بهدوء :- ما الأمر يا جواهر ؟؟!!
كان صوت جواهر خافتاً متألماً :- يبدو انك إلى الآن لم تعرف ...!!!!!! مع نبرتك هذه ...
عقد حاجبيه :- اعرف ماذا ؟؟!!! هلا تكلمت بوضوح واخبرتني بما يحدث ...
قال بلا تردد :- لقد فقدنا ابي هذا المساء .. لقد مات فجأه .. رحل ولم اشبع منه حتى الآن ...
وكأن نبضه من قلبه قد قبضت ..
ليقول عامر بسخريه :- جواهر لا تمزح معي انها لعبه من الاعيبك ايها الاحمق .. هل هناك من يتفائل بموت والده يا اخرق ... عمي بخير لقد زرته البارحة وتحادثنا ... سأقطع لك لسانك عندما اراك ...
شهق جواهر ولم يستطع ان يتماسك ويكتم دموعه :- ليتني يا عامر امزح .. ليتها لعبه من الاعيبي ولكنها الحقيقة يا اخي .. ابي ذهب .. ذهب ولن يعود ... ارجوك قل لي بأنها لعبه ... دعني اصدق ذلك ...
تلاحقت انفاس عامر ونظر لسماهر ..
التي بادلته النظرات بقلق مما قاله ..
وقال بغصه :- انا قادم الآن .. قادم ...
اغلق الهاتف ..
ويهمس :- إنا لله وإنا إليه لراجعون ..
فبادرت سماهر تقول بهلع :- ماذا يحدث يا عامر ؟؟!!
قال ببهوت دون ان ينظر اليها :- يقول جواهر بأن عمي قد مات .. ذهب ولن يعود ..
شهقت بذعر وقالت :- هذا مستحيل لقد كان بخير عندما كنتم جميعاً في اسطنبول جاء للبيت يطمئن علينا ويسألنا عمّا نحتاجه .. لقد كانت صحته ممتازه ...
التقط اغراضه الشخصيه ..
وقال بعجله متلعثمه :- نعم لقد كان بخير .. حتى انا رأيته البارحة .. لا اعرف كيف حدث ذلك ؟؟! ومتى ؟؟!! سأذهب علي ان اكون هناك ... وسأتصل بوالدتك حتى تأتي لمرافقتك هنا ...
خرج وترك قلبها يتألم ويغلي على صفيح من النار ..
يتألم على رجلٍ طيب وحنون وغم انها لا تقربه بشيء كأنين واغادير ..
إلا انه اعدها مثل ابنته ايضاً وسألها عن حالها عندما كانوا رجالهم في اسطنبول ....
كان قلبها يرجف خوفاً وهلعاً ....
ودموعها تسيل ببطء مرير ...




كانت أنين تجلس على طرف سريرها تبكي بحزن على فراق احد الاحباب ..
و من هذه المصيبه التي حلت على رأسهم ..
لقد فقدت خالها الحنون والذي كان دوماً يسأل عن احوالها ويطمئن عليها دون ان يتجاهل وجودها ...
كان يقدرها ويعتبرها ذات قيمه ويشجعها دوماً في كل شيء تفعله ..
قلبها يتألم تشعر بالنار تضرج بداخلها .. كيف ؟؟!!
كيف كانت تحتفل منذ يومين بذكرى زواجها ؟؟! كيف هان عليها ان تفعل ذلك ؟؟!!!
مسحت عينيها المتورمتين من البكاء ..
ونهضت حتى تتجهز ليأخذها وليد الى بيت خالها ويلحق الرجال .....
لقد تفاجأت كثيراً بأن زوجه خالها وابنتها لم ترغبا بالذهاب حتى تصليا عليه ...
ارجحت الامر إلى انهما لن تتحملا توديعه بهذا الالم .....
كان وليد يدور بمنامته الحريرية الكحلية ...
ويتحدث إلى ماهر ...
ويقول مقطباً جبينه :- اين انتم الآن ؟؟؟! الحمدلله على سلامتكم ...
اين ستتركون ابنه عمتنا ؟؟!! ...
تمام هذا جيد ..
ماذا عن حضره الضابط ؟؟! رفضت المجيئ طبعاً ...
لا بأس المهم ان تكون بخير حتى نستطيع رؤيتها مره اخرى ...
اغلق الهاتف وكان جرس الباب يدق ...
فتحه ليجد ابنه سامر تطل عليه من الاسفل ..
ليقول بتهكم مازح :- اوووه حزيران هانم هنا لهذا اليوم ايضاً .. ماهذه المفاجأه ؟؟!!! لقد شرفتِ منزلي ....
ابتسمت بخجل لتقول :- مرحباً يا عمي ... لن اطيل البقاء .. امي اتصلت من منزل جدتي وقالت ان آتي لآخذ جورية وشبل حتى نعتني بهما لأنكم ستذهبون لبيت العم احمد ..
عقد حاجبيه وقال ينظر خلفها :- من احضرك لهنا ؟؟!!
قالت ببراءه :- لا احد .. جئت وحدي ...
زمجر بوجهها وقال بغضب :- كيف تأتين لهنا لوحدك ؟؟؟!!! هل لأن والدكم ليس هنا تتصرفون بمزاجكم ؟؟!!!
انكمشت بخوف وهمست :- البيت قريب جدا عده خطوات فقط ...
قال يهدر بها :- حتى وان كان خطوه واحده لن تأتي دون ان يكون معكِ اي احد ...
اردف بهدوء خطير :- هل هذا مفهوم ؟؟!
أومأت بصمت ...
ليقول بنزق :- ادخلي قليلاً .. حتى نتجهز واوصلكم ...
دخلت خلفه تكرمش وجهها بغلظه ..
وتقلد كلامه بسخريه ...
التفت لها وقال بحاجب مرفوع :- هل قلتِ شيء حزيران هانم ...
ذعرت وعادت ملامحها لطبيعتها ..
لتقول بأدب مزيف :- لا يا عمي .. لا شيء ...
استدار بوجهه يكتم ابتسامته لقد عرف انها تهزء به ..
ولكنه تجاهل ذلك بمزاجه الآن ...




كانت اغادير في منزل اهلها ..
اخذت سجاده الصلاة وجلالها وتوجهت نحو الملحق حتى تصلي صلاه العشاء ..
التي اخرتها قليلاً عن وقتها وقلبها يتألم لذلك ..
ليست معتاده على تأخير الصلاه وتتمنى ان يسامحها الله على ذلك ..
كانت تصلي بكل خشوعها حتى انتهت ..
وجلست على ركبتيها وهي مصممه على ان تقول لوالدتها مايجول بخاطرها منذ عده ايام ..
لقد اتخذت قرارها ولن تتراجع عنه ابداً ...
نظرت حولها وقطبت حاجبيها بإستغراب ..
عندما وجدت وسادتين وغطاء وفراش ..
بالتأكيد انه ليس للعاملة التي لديها غرفه خاصه في الطابق الثالث ...
خلعت جلالها ورتبته بهدوء ..
وتوجهت نحو المطبخ حيث توجد والدتها هناك ..
تحرك حساء الدجاج برتابه على النار ..
فقالت بجبين مُعقد :- امي .. من ينام في الملحق ؟؟! لقد لاحظت وجود فراش ووسائد ...
قالت والدتها بلا اهتمام ودون ان تنظر اليها :- والدك من ينام هناك ..
ردت اغادير بغرابه :- لماذا ؟؟! هل مكيف غرفتكما معطل ؟؟! او تفعلان شيئاً بها ؟؟!
قالت ببرود :- لا .. انه ينام لوحده منذ فتره طويلة .. هل تلاحظين ذلك الآن ؟؟!!
شهقت اغادير وقالت بألم :- لماذا ؟؟! هل انتما منفصلان او على وشك ذلك ؟؟!!
نظرت لها والدتها وقالت بقوه :- لا .. كل مافي الامر اننا متزوجان امام المجتمع وعائله سعيده امام الجميع .. ومنفصلان داخل المنزل لانني ببساطه لا استطيع الطلاق ولا الحياه مع والدك .. وهذا افضل حل لكلينا ..
بللت شفتيها بوجع ..
فأردفت والدتها تقول بصرامه :- انني اخبرك الحقيقه حتى لا تصفعكِ فيما بعد .. ان حدث لكِ ذلك مع زوجك لا ترتابي انه الوضع الطبيعي من اجل اطفالكما وكي يتربوا في وسط مريح بين ام واب .. فبعض الرجال لا يُعاشرون وزوجك المتحجر منهم .. لا تظني انني لا ارى كم انتِ حزينه وكم تذبلين وتصفرين في محاولات بائسه للوصول إلى قلب زوجك دون اي جدوى ...
عقدت اغادير حاجبيها بألم ..
حتى كادت ان تتكلم فدخل ابنها البكر ..
يقول بلهاث من الركض :- امي الحقي لقد توفي عمكِ احمد لقد انتشر الخبر الآن في شوارع الحي وسمعته للتو .. لاحول ولا قوه إلا بالله ....
استدارت اغادير بقوه لتقول بهلع :- ماذا ؟؟!!!
صرخت به جدته توبخه :- ابصق من فمك يا ولد .. ولا تسمع الكلام الذي يقولونه اولاد الشوارع ...
نظرت لاغادير وقالت بتأنيب :- انظري ماذا فعلت به التربيه بالشوارع ؟؟؟!!! لقد اصبح مثل اخيكِ تماماً لا يمكن كبحهما ...
تنهدت اغادير تتجاهل حديث والدتها عن ابنها ...
ووضعت وشاحها على رأسها ..
وقالت بقلق :- هيا يافارس .. خذني الآن لمنزل عمي لأرى ...
نظرت لوالدتها وقالت :- هل ستأتين معنا ؟؟!!!
قالت والدتها :- نعم .. انتظراني في السيارة ...
قال فارس :- هيا إذاً .. شبل ينتظرنا في السيارة ...
خرجت معه اغادير وصعدت في المقعد الخلفي ..
لقد كانت تتحرك ببهوت وصدمه قد شلت جسدها ...
كان فارس مصدوماً من حال والدته وقلق عليها لقد الكانت المره الاولى التي يواجه بها حاله وفاه ..
ولا يعرف ماذا عليه ان يفعل ...
لا يشعر بأي شيء ...
انه حتى لم يتأثر لم يحزن ولم يفرح ...
صعد بجانب خاله شبل الذي يكبره بسنتين
نظر فارس لأغادير من المقعد الامامي ..
وعقد حاجبيه لانها لم تتشاجر معه كالعاده وتطلب منه الجلوس بالخلف لانها والدته واكبر منه ..
ويرد عليها بأنه هو الرجل وعليه هو من يجلس في الامام حتى وان كان بجانب والده ...
تنهد بتوتر ..
والتفت شبل برأسه للخلف ..
فبادر يسألها :- هل انتِ بخير يا اختي ؟؟!
أومأت بصمت دون ان تتكلم ..
ولم تلاحظ صوت هاتف ابنها الذي كان يدق ...
إلا عندما قال فارس بسعاده :- مرحباً يا ابي لقد اشتقت اليك كثيراً ... هل وصلت ؟؟!! .. حمداً لله على سلامتك ...
انّت في قلبها بوجع ..
واصدرت صوت تهكم ...
لاتعرف هل تحزن على موت عمها الحبيب ؟؟!!
ام على معامله زوجها الباردة لها طوال اربع وعشر سنوات ؟؟؟!!!
طوال كل تلك الايام الماضية تتصل ولايجيبها ..
حتى لا تزعجه وتنفخ رأسه كما يقول ...
و اذ به يأخذ كل الاخبار من ابنهما وتعرف بمجيئه للتو فقط ...
ولم يتكلف ان يرسل لها رساله يخبرها بقدومه ...
تشحذ منه الحب ولا تجده منذ سنوات ....
أهل تلومه على ذلك ؟؟؟!!!
لا ....
لاز... تستطيع لومه او لوم والدته على كرهها ....
لهذا لا احد يستطيع ان يوقف القرار الذي اتخذته ...
اما ان يكون لها بجسده وروحه او لا يكون ..
فالتهدأ الامور اولاً حتى تستطيع ان تطلب الطلاق في الوقت المناسب ...
تغضن وجه فارس ..
وارهفت السمع عندما ..
قال لوالده :- لقد عرفنا للتو يا ابي .. ونحن ذاهبون لمنزل العم .. هل كنت تعرف من قبل ؟؟؟!!!! تمام نحن ننتظرك اذاً ...
اغلق الهاتف ..
وقال يبتسم لوالدته :- امي .. ابي وصل اخيراً .. كانت الطائرة قد تأخرت ثلاث ساعات عن موعدها ونقلوهم من طائره لأخرى ... سيذهب مع جدي واعمامي من المطار إلى مغسلة الاموات حتى يتموا اجراءات الكفن والدفن والصلاة عليه .. ويذهب بعدها لمنزل عمي ....
نظرت لوالدتها التي تقترب من السيارة ..
وقالت ببرود مقتضب :- الحمدلله على سلامته ..
صعدت السيدة عائشه للسيارة ..
وقالت تنهت بتعب :- اسفه لقد اخرتكم .. هيا لنذهب وصلني اتصال للتعزية والخبر صحيح .. يا الله ان ترحمه وتغفر له وتصبر عائلته يارحمن يا كريم ...
في منزل العم ...
كان افراد العائله هم من يتواجدون فقط في هذه الليلة المظلمة والداكنة ..
وايام العزاء الثلاث ستبدأ من الغد ...
لتتماسك العائله من هذه الصدمة التي باغتتهم على حين غرة ..
يُحاولون مواساه زوجه العم وابنتها الوحيدة " شفق " ..
زوجات الابناء كُنّ حاضرات جميعاً أيضاً ..
ومن بينهن كانت " خيال " زوجه الابن الثاني " عريق " وتكبره بسنه ونصف ..
لقد كانت اكثر امرأه متماسكه بينهم ..
تصبرهم .. تواسيهم ..
تربت على كتف شفق وتعانقها رغم ان الاخيرة تكرهها ..
ولكن ليس لها إلا البكاء في حضن زوجه اخيها ...
تمتمت السيدة عائشه بتهكم :- التم المتعوس على خائب الرجاء ..
بعينين متورمتين من البكاء ..
قالت اغادير بحيره :- ماذا تقولين يا امي ؟؟!!!
قالت السيدة عائشه تنظر امامها :- اقول انظري لحماتك ذات القلب الاسود تظن انها تواسي المسكينه زوجه احمد ... والخبث يقطر منها ..
تنهدت اغادير وقالت :- ليس هذا وقت الكلام يا امي .. ثم عن اي خبث تتحدثين ونحن في هذه الحالة ؟؟!!
قالت السيدة عائشه بدهشه :- آآ .. ما الذي جاء بهذه هنا ؟؟!!!
نظرت اغادير إلى ماتنظر اليه والدتها ..
وهمست بخفوت :- انها " زمرد " زوجه " عنبر " ....
صححت لها :- طليقته او بمعنى آخر زوجته السابقه .. لا اعرف بأي وجه جاءت إلى هنا ؟؟؟!!! وكأنها لا تهتم لما يُقال عنها الوقحة ...
تنهدت اغادير بأسى من والدتها ..
و نظرت لهاتفها الذي اهتز في يدها فوجدت ان سامر يتصل بها ...
لوت شفتيها بسخرية ..
لكن اجابت بصوت ابح بعد نوبه البكاء التي انتابتها :- ماذا هناك ؟؟! يا ابا فارس ...
تنهد من الطرف الآخر ..
وقال ولم يلحظ صوتها المنهك :- لقد عدنا من المقبرة .. جئت لآخذكم للمنزل .. ابناء عمي يرغبون بالدخول ...
همست :- فهمت ..
نظرت لوالدتها وقالت :- لقد آتى الرجال يا امي .. يرغبون بالدخول .. لنخرج وسنعود في الغد ...
السيدة عائشة :- تمام اذهبي مع زوجك وانا سيوصلني شبل .. لاذهب حتى اودع سلفاتي ..
خرجت اغادير مع والدتها وتتبعهما انين .......
دخل عنبر إلى بهو المنزل بديكوراته الفكتورية ..
ينتظر ان يخلوا له الطريق ....
حتى يرى اخته وزوجه والده الثانية ..
ركضت اليه شفق تعانقه بقوه ..
و تقول بهلع من بين دموعها :- اين هو بابا يا أخي ؟؟!! اين تركته ؟؟!!
نظرت له بعينين متسعتين ...
وقالت ما طعنه بخنجر يحترق بالنار :- كيف هان عليك ان تضعه تحت التُراب وتأتي إلى هنا ؟؟!!! كيف هان عليك فعل ذلك ؟؟!!
قال لها بصوت خشن اجش يخفي المه بقلبه :- اذكري الله يا اختي .. اذكري الله وادعي له بالرحمه .. انه امر الله ليس من حدنا الاعتراض عليه ..
دخل عريق خلفه وسمع آخر ماقالته اخته ...
ليقول هو الآخر يكتم غصه داخل قلبه :- صعب جداً هذا الألم .. اعلم ذلك ..!! انني امر به في هذه اللحظات .. صعب ولكن مجبرين سنعتاد على ذلك ..
ليتابع جواهر يهدئ شقيقته بعد ان اخذها في حضنه :- المنا كبير الآن ولكن سيهدأ مع الوقت .. لن يختفي ابداً ولن ننسى ولكن ستبرد هذه النيران ..
عانقتهم جميعاً واحداً تلو الآخر لتبقى بين احضان " مُلهم " اصغر اخوتها ..
هذه الأيام تحتاجهم اكثر من اي وقتٍ مضى ..
تحتاج ان تستمد منهم القوة ..
أومأ عنبر لزوجه والده ..
وقال بهدوء :- احسن الله عزائك يا زوجه ابي وجبر مصابكِ ...
ردت عليه ببرود :- اجرنا واجرك .. جزاك الله الخير ......
في سياره سامر ..
ارتفع حاجبيه ..
عندما رأى ابنه يفتح الباب الأمامي ليجلس على المقعد بجانبه ...
فقال يهدر به :- كم مره علي ان اقول ان كانت والدتك هنا .. لن تقصر بإحترامها ..
ارتفع صوته وقال يوبخه :- هيا عد للخلف ..
ونظر لاغادير الساكنة بمكانها ..
ليقول بحاجبين معقدين حائرين :- ماذا تنتظرين ؟؟!! هل تحتاجين إلى دعوه ؟؟!!!
قالت له ببرود دون ان تتكلف وتنظر اليه :- فاليبقى فارس .. لقد اصبح رجلاً .. عيب ان يبقى بالخلف ...
فقد اخر ذره في اعصابه التالفة بعد عناء السفر ..
والارهاق الذي مر به هذا اليوم ...
وصرخ بها :- انظري الي عندما اتحدث اليك .. لا تتجاهلني ...
اردف بتهديد :- وإلا فأنتِ تعرفين ماسيحصل بعد ذلك ...
قال بخشونه :- هيا انزلي وتعالي بجانبي ياهانم ...
قلق فارس من هذا الوضع المتوتر ..
فقال لوالدته بتوسل :- امي ارجوكِ .. انزلي لا مشكله ابقى بالخلف .. لن اتشاجر معكِ في ذلك بعد هذا اليوم ..
ترجلت بنزق لتجلس بجانبه من اجل ابنها القلق فقط ..
وإلا فسامر لم يكن يهمها ولو بمقدار ذره ...
صعدت لجانبه دون ان تحاول حتى ان تتكلم معه بحرفٍ واحد ...
واما سامر فقد ارتاح لانها لم تعاند كعادتها المقيتة ولم تكسر كلمته ..
وإلا لم يكن يضمن ما يسيحدث لها هذه الليلة ....
ان جعلت غضبه وألمه على عمه ينفجر بها ...
والافضل لها انها صمتت ولم تنفخ رأسه مثل كل مره ...
زفر نفساً خشناً ليشغل السيارة ويتجه إلى منزلهم القريب .....




كانت سياره برهان تتقافز على الأرضية الحجرية للحي ..
وعلبه الفطائر تهتز بحِجر هدير ..
ورأسها يرتطم بالسقف ..
وتقول بحلطمه :- برهان ..!!!!! ما هذه الخردة ؟؟!! كيف تتحمل السير بها ؟؟؟!!!
قال بابتسامه عريضه متحمسه :- انها ارث العائله لا استطيع التفريط بها .. ثم اننا قد وصلنا .. هيا انزلي ..
أخذت هدير نفساً عميقاً عندما ترجلت من السيارة ..
وقالت بقلق تنظر اليه :- انظر .. ما رأيك ان تأخذ الفطائر وتذهب لوحدك ؟؟!!! سأنتظرك هنا ..
مال حاجبيها بحزن :- لا استطيع الدخول .. على الاقل هم يعرفون بمجيئك .. سيتفاجؤن من وجودي .. انني خجله جداً ...
لوى شفتيه بملل من عنادها ...
وعرف انه مهما فعل لن ينجح بإدخالها معه ...
اخذ منها الفطائر قائلاً :- حسناً كما تريدين ...
قالت بتوتر :- لا تتأخر .. اريد الاطمئنان على صحته بعد ان التهب جرحه .. ولدينا عمل كثير لا تنسى ذلك ..
أومأ لها بهدوء ..
ليسير عده خطوات ويطرق باب منزل هارون ..
فتح له هارون الباب يبتسم ..
ويقول ببشاشه غير معتاده منه :- اهلاً بك يا صديق .. لماذا كلفت على نفسك ؟؟!!
ابتلع برهان ريقه وهو يكذب :- لم اكلف على نفسي .. جلبتها من محل للفطائر على طريقي .. تستحق ذلك يا صديق ...
ضحك هارون ..
و نظر للعلبه بإستغراب وكأنها تبدو مألوفه لديه ..
تنحنح برهان ليقول بلا حرج :- هارون ... معي هدير قد تحمست للمجيئ ليله البارحة .. ولكن عندما وصلنا الآن ترددت بالدخول وخجلت ...
قطب جبينه وقال بهمس :- هدير هنا ؟؟!!!
اومأ له :- نعم .. لقد قلقت عليك .. ولكنها قلقت من ان تطردوها قبل ان تدخل ...
سأله بهدوء :- اين هي الآن ؟؟!!
قال برهان يخلع حذائيه :- انها في بدايه الشارع عند خردتي ...
قال له هارون بينما يرتدي حذائيه :- حسناً .. ادخل انت واجلس .. وسأحضرها ...
اسبل هارون اهدابه واخذ نفساً عميقاً ...
تباً ..
لقد قال انه لن يدخل اي امرأه لحياته مجدداً ...
ولكن رغماً عنه عندما يتعلق الامر بها ...
قدميه وعقله وقلبه هي من تقوده اليها ...
لا يعرف كيف يتصرف مع هذه العنيدة ؟؟؟!!!!
رغم انه لاحظ بعض الامور مؤخراً عندما احتك بها في مطعمها ...
ابتسم بخفه ويراها تستند لسياره برهان ...
اتسعت عيني هدير عندما لاحظت هارون يقترب منها ...
وقال بعبث :- لقد سمعت انكِ جئتِ لزيارتي وتراجعتِ في اللحظه الاخيرة ... اليس عيباً ؟؟!!!
توترت قليلاً واعتدلت بوقفتها ...
وارجعت بضع خصلات من شعرها الذي تركته حُراً وطليقاً لاول مره منذ سنوات ...
وهمست :- يعني ... شيء ... لم ارد الدخول فجأه ولا احد يعرف بمجيئي سيكون عيباً هكذا ... ثم انك امامي الآن وبخير الشكر لله .. وسأغادر الآن ....
تنهدت بعمق ...
حسناً ..
الحقيقه كانت انها يوماً بعد يوم اصبحت تغار كثيراً من البنات الرقيقات المدللات ....
وطلبت المساعده من فيروزة حتى تساعدها لتتحلى ببعض الانوثة ..
بعض الانوثه فقط فهي لا تريد ان تصبح مائعه ..
ونصحتها المدللة بأن تكف عن ارتداء الملابس الداكنه وتبدأ بالالوان الفاتحة ..
حتى لا يحدث التغير فجأه ..
وان تحرر شعرها المسكين من رباطه الذي يخنقه ..
وها هي تفعل ذلك بكل غباء ...
عندما لاحظت عينيّ هارون الثاقبتين ...
يحدجها بنظراته التي ستلتهما لقمه سائغة ..
ربما ان اقتلعت عينيه ترتاح من نظراته التي جعلت الورد الأحمر يتغنى بخديها ...
هل بالغت كثيراً بالتغيير واتضح ذلك ؟؟؟!!
نظرت بخفوت لنفسها ..
لقد كانت ترتدي بنطال ابيض يعلوه بلوزة بلون السماء ...
وحمالات نحيله جداً اوضحت لعيني هارون الحادتين ..
رقه كتفيها الصغيرين ..
ولم يكن يعرف انه سيشعر بالغيرة تحرق جوفه لهذه الدرجة ..
و نظرات شباب الحي الجائعة تلتفت لها ...
وكأنها عجائب هبطت من السماء ...
تباً الم تكن ترتدي الالوان الداكنة وبعض الهلاهيل ..
وتبدو كمعلمه صارمه في مدرسه داخليه ...
كان يلاحظ ان لا احد ينظر اليها بجوع ...
ماذا دهاها الآن لتلبس هكذا ؟؟!!!!
و ماذا يعني ان يخفق قلبه بهذه الخفقات عندما رأها بهذا الشكل الجديد ؟؟؟!!!
يعني ...!!! انه اذكى من ان لا يدرك ..
بأنه مهما فعل وقال لن يستطيع الابتعاد عنها ...
خاصه وهو يراها بهذا الشكل الآن ...
حتى وان لم تضع مساحيق التجميل وبوجهها الطبيعي هذا بدت له جميله كما لم تكن من قبل ...
اذ انه احب روحها منذ سنوات ..
واحبها اكثر هذه الفتره بشخصيتها الجديدة ..
بعد ان لاحظ صمته الطويل وتوترها من نظراته التي يا للأسف بالرغم من حفاظه لم يستطع ان يبعدها عنها وكأنه ماتزال زوجته وحلاله ..
له هو وحده ..
قال بهدوء :- من قال انني بخير ؟؟!! ...
اشار بأصبعه لذراعه المرفوعة بالحامل ..
واردف :- اشعر بأنني مقيد دون ان افعل شيئاً ..
قالت بحلاوه :- عليك ان ترتاح .. حتى تشفى بسرعه ان اردت ...
هز كتفيه :- ليس لي إلا ذلك ..
قالت بهدوء :- حمدلله على سلامتك مره اخرى .. عن اذنك سأذهب لاجد سيارة اجرة ..
قال بصرامه خشنه :- عيب ان تصلي الى منزلي بهذه الطريقه ولا تدخلين اليه ... وإلا ..!!!!
قالت بحاجبين مقطبين :- وإلا ؟؟!!! ...
قال بمزاح :- وإلا سأزعل كثيراً ...
قالت ببعض التردد :- حسناً سأدخل قليلاً .. ولن اطيل البقاء ...
كانت هدير تنظر بحماسة حاولت اخفائها عندما قضم هارون اول قضمه من فطائرها ..
دون ان يبدي اي انفعال على وجهه ..
فسأله برهان بخبث :- ايه ما رأيك بالفطائر ؟؟!
قال هارون بابتسامه خلابه :- لا اعرف المجاملة .. ولكن هل تريد الحقيقة ؟؟! ام اختها ؟؟!!!
ضحك برهان :- بالطبع اريد الحقيقة ...
ارخى هارون جسده للخلف وقبل ان يتكلم ..
اندست بهار بمياعه في حضنه ..
فلطالما كان يدللها كثيراً ..
ولقد كانت تغار من هدير و تعرف بأن اخيها مولع بها ..
ولكن مايريحها انه لايصرح بذلك لأحد ..
لقد اكتشفت ذلك صدفه قبل فتره قصيره ..
كان يحتفظ بصوره لها عندما كانت طفله عمرها خمس سنوات ...
وجدتها بينما كانت ترتب وتنظف غرفته عند انتقالهم لهذا المنزل ...
ومنذ تلك اللحظه وهي تراقبه عن كثب حتى تأكدت ..
قالت ببعض الخشونه وهي تظن ان الفطائر من احد المحلات فعلاً :- الفطائر سيئه جداً انها ناشفة .. امي تعدها كالاسفنجه الطرية ولذيذه جداً ..
ميل هارون شفتيه بمعنى ان اخته قد قالت اكثر مما كان سيقوله هو ..
خفت حماس هدير ببطء شديد دون ان تقول شيئاً ...
فشد برهان على يدها وكأنه يبثها مواساته ..
ولم يدرك ان هذه الحركة قد جعلت هارون يرعد ويبرق في داخله من الغيرة ..
تنهد بهدوء عندما رأى ان هدير تسحب يدها بهدوء ..
وقد لاحظت جيهان كل حركاتها منذ دخولها خلف هارون للمنزل ...
نظراتها المتلهفه اليه ...
كما انها تذكرت استنشاقها لوساده ابنها في منزلهم الاول عندما جاءت معه ..
هذه الفتاة تحب ابنها وتخفي ذلك ببراعه ..
رغم حبها له إلا انها لم تضايق هارون وتلتصق به كما فعلت نسرين ..
حتى شكت بأنها هي من صنعت الفطائر لإبنها وخفت حماسها عندما لم تعجبه ....
تنهدت بداخلها ..
حيث بقيت هدير صامته بهدوء ..
" لا بأس هدير انها المحاولة الاولى والقادم سيكون افضل .. "
تذوقت جيهان الفطائر ..
وقالت بحلاوه تجاملها :- على العكس الفطائر لذيذه جداً ..
ابتسمت هدير بإمتنان لان هناك من جبر بخاطرها ..
وتأكدت جيهان بأنها من صنع الفطائر ..
قالت هدير بأدب :- هل استطيع الذهاب لدوره المياه ؟؟!!
اشارت لها جيهان لمكانه ..
وقالت :- طبعاً يا ابنتي تفضلي البيت بيتك ..
خفق عرق بقلبها عندما قالت لها والده هارون ذلك ...
ولكن هذا غير ممكن البيت لن يكون بيتها ابداً ..
ان لم يتحرك ذلك الجلف القاسي ...
بعد عده لحظات لحقت بهار بها ...
وكانت هدير قد غسلت وجهها قليلاً لتنعش روحها ..
خرجت من دوره المياه لترى بهار تقف بوجهها ..
وقالت لها بصوت منخفض :- ماذا تفعلين هنا ؟؟!! من طلب منكِ المجيئ ؟؟!!! الا تخجلين من قدومك دون استئذان ؟؟؟!!! لقد كدت افقد اخي بسببك انتِ وتلك المختله نسرين ... هل تعرفين ما يؤلم ؟؟! انني لا استطيع الذهاب للنظاره حتى اوسعها ضرباً على مافعلته بأخي اذ انها السبب الاول وانتِ السبب الثاني لكل مايحدث له الآن ...
لم تكن بهار تدرك ان صوتها كان يعلو تدريجياً من الانفعال ..
حتى سمعها الجميع بسبب انعدام عوازل المنزل وحجمه الصغير ..
فهّم هارون لينهض ويوبخها ويوقفها عند حدها ..
الى ان سمع ماقالته هدير مدافعه عن نفسها بجسارة ..
:- تلك المختلة كادت ان تقتلني انا .. انا كنت هدفها .. لم اطلب من اخيكِ ان يكون سوبرمان ويقف امامي ليحميني ..
اردفت بألم :- حتى هو قال بنفسه ان الامر ليس شخصي كان ليفعل ذلك مع اي احد .. وواجبي في تلك اللحظه ان اشكره واطمئن عليه الآن حتى وان كان الأمر غير شخصي ..
رفعت اصبعها بتهديد غاضب :- لذلك لا اسمح لأي كان ان يتهمني هذا الاتهام الباطل .. لستُ انا السبب او ماشابه ..
اندفعت بغضب نحو غرفه الجلوس ..
وقد كان هارون واقفاً بهدوء ..
بينما كان برهان يجلس بتوتر وكذلك جيهان ...
قالت هدير بغباء تأخذ علبه الفطائر :- من بعد اذنكم يجدر بي المغادرة الآن .. وسآخذ فطائري التي لم تعجبكم ..
قطبت جبينها بغضب وغادرت المنزل ...
قال هارون يفغر شفتيه قليلاً :- هل اخذت علبه الفطائر للتو ؟؟!! وقالت فطائري ..
ضحك برهان ..
ودون ان يستطيع ان يصمت ..
قال :- نعم ...!!! لقد بقينا ليله البارحة نصنعها من اجلك .. لو لم اكن معها تأكد بأنك كنت ستتسم انها المره الاولى التي تصنع بها شيئاً وتدخل المطبخ ....
لم يُضِع هارون المزيد من الوقت ليخرج خلفها ينوي ان يوقفها ...
لقد اخذت للتو علبه الفطائر التي حضرتها من اجله بكل قله ادب ...
وهو لن يتركها تنجو بفعلتها هذه قليله التهذيب ...

.

.

.

انتهى



Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-17, 03:44 AM   #3388

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسات ملائكية مشاهدة المشاركة
عادي حبيبي ولايهمج

حلو التاخير اجى فصالحي ههههههههه

حتى افطر على روااااق ويا احباب قلبي

راح تقتلني كيان
ههههههههههههههههههههههههه هههههه
وحتقتلني معك


كياااااان حبيبتي ااااسفه حبيبتي على التأخير


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-17, 03:50 AM   #3389

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 12 والزوار 5)
‏Aurora, ‏sinderala, ‏Aishah1427, ‏الفجر الخجول, ‏leila21+, ‏عهد الحر, ‏lolo loly, ‏ebti+, ‏نوراني, ‏ايا صوفيا, ‏atoofa, ‏alaawer

منوريييييييييين يا حلويات
يا رب يعجبكم الفصل قراءه ممتعه
وتصبحوا على الف خييير


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-17, 05:25 AM   #3390

همسات ملائكية
 
الصورة الرمزية همسات ملائكية

? العضوٌ??? » 378897
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,197
?  نُقآطِيْ » همسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond repute
افتراضي

وووووااااااو


فصل رهيب رهيب رهيب

والحمدلله اصبت باغلب توقعاتي

شفتي شلون اني شطوره ههههههههه

برهان اخ منك برهان شكلي راح اخليك ابن الثاني

كل يوم يزيد اعجابي بيه اكثر واكثر

وشي حلو كان نعم السند لهدير بكل اوقاتها

بس اريد افهم كتلة البهارات هاي شنوووو

مو حركت ( حرقت ) قلبي هالفلفل الابيض

راح اطحنها طحن حتى ارتاح

كل مره تذبلها سالفه اكبر من راسها

يابا كل هاي غيره على اخوج لان تبنيناه اني وميوسه

اكيد ماراح نتبناك انتي والغباء المستفحل عندج

مو شلعتيه لقلبي شلع

وينك عيني توبراك متجي تعقلها شويه مو طفرت روحي دخيلك دادا

والحمدلله جيهان خانوم بلشت تفتح عيونها زين وتستوعب وتعقل شويه

وتعرف مقدار عشق وكبرياء هدير لابنها ...ابن المحظوظه هههههههه

وهمزييييين واخيرا ابني بلش يتحرك بلكت الغيره شويه تنطيه دافع

ولحقها علمود الفطاير ههههههه الظاهر كان جوعان حبيب قلبي

يمه فدوه لله مايوكلونه زين وجوعان حياتي

همزين تلاحقها برهان بتصحيح طريقة الطبخ والا كان صابه تسمم ههههه

يالله رب ضارة نافعه <<<<< وزغرطي بت يا انشرااح لولولولولولوووووووي

عامررررووووو العاشق الولهان زوج بوكاهانتس الحلوه

من اكثر افلام والت دزني احبه

حلو انه يسندها وهي تتدلل عليه عجبتني مواقفهم سوا

بس ميرنا الحيوانه شكلها ماراح تفك عنه الا اذا انفضحت فضيحه تسوى عمرها

وشوكت زوجها المطفي راح ينتبه لتصرفاتها ...اتمنى يخليها ناشز

...

اغادير المسكينه وزوجها الجلف

شنو الحل وياه حتى يصير اكثر مرونه مو صدى ع الاخر

....

جوهرهااان الحلوه وعيون الغزال

شكلها سحلت مأمون سحل

وراح يتذكر هالقزمه السمراء هالمره وماراح ينساها ابد

واكييييد عمر يجيه يوم وينلعب بيه طوبه من قبل مأمون

عاشت ايدج قلب على الفصل الفخممممممم جدا جدا

ماخيبتي ظنا بيج حبيبتي عاشت ايدج والله

اموووواه



همسات ملائكية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:48 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.