آخر 10 مشاركات
طائف في رحلة أبدية *متميزه ومكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (الكاتـب : الحكم لله - )           »          حب بطيء النسيان (64) للكاتبة: Stella Bagwell (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          145 - وشم الجمر - ساره كرافن (الكاتـب : حبة رمان - )           »          سجينته العذراء (152) للكاتبة Cathy Williams .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          589 - أكره أن أحبك - سارا وود - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1139Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-08-17, 07:26 PM   #3961

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


سلااااام يا بنات خلصت من الفصل 😍😍😍😍

كونوا بالقرب بس حدققه واراجعه وانزله لكم


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-17, 07:48 PM   #3962

نور بن مبروك

? العضوٌ??? » 334282
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 283
?  نُقآطِيْ » نور بن مبروك is on a distinguished road
افتراضي

سلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نور بن مبروك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-17, 08:31 PM   #3963

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سلامٌ ورحمه من الله عليكم
صباح / مساء الخير عليكم جميعاً
شكراً للرواية الجمعتنا وشكراً لروحكم الحلوة
يا رب اجعل هذه الرواية شاهده لي لا عليّ
لا تلهيكم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
قرآءة ممتعة


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-17, 08:32 PM   #3964

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن والعشرون


.. ذكرى اللقاء الأول ..





كان علي يعمل على حاسوبه بدقه وسرعه ..
بينما يقول لهارون الذي يتفقد بعض الأوراق :- لما لم تحضر هدير معك .. الم تكونا تتسكعان معاً ؟؟! لقد وصل قرار ايقافها وعليها ان تعرف ..
قال هارون ببرود :- لم نكن نتسكع .. لقد اخذتها للمشفى كان لديها بعض التحاليل الدورية بسبب مرضها وبعدها اوصلتها لمنزل اخوتها حتى ترتاح قليلاً .. يمكنك تأجيل إخبارها للغد ..
قال علي :- هل تركتها بمفردها ؟؟؟!
هارون بخشونه :- لقد ارادت البقاء لوحدها قليلاً .. ولكنها ستذهب للقصر لن تنام لوحدها هناك ...
همهم علي ببعض الكلمات وتابع عمله ..
نظر هارون لهاتفه الذي كان يهتز على الوضع الصامت ...
وابتسم عندما وجد ان هدير تتصل به ..
ولكنه اجاب بقلق خوفاً من ان يكون حصل لها اي مكروه ..
:- هدير هل انتِ بخير ؟؟؟!!!
ردت عليه بذعر :- هارون لا تأتي الى هنا انه فخ .. فخ ...
همس اسمها بقلق :- هدير ... هدير هل تستمعين إلي ؟؟!!
فجأه ادرك ان الصوت اختفى وأُغلق الخط ..
نظر له علي قاطباً :- ماذا يحدث ؟؟؟!!
طرق هارون على ازرار حاسوبه حتى يتأكد من موقعها ..
قائلاً :- انها هدير .. هناك امر غريب يحدث .. قالت لي ان لا آتي ويوجد فخ ..
نهض عن مقعده وهمس :- ماتزال في المنزل ... سأذهب لأطمئن عليها ...
مط علي شفتيه :- تجدها لعبه من الاعيبها .. دعك من ذلك واتصل بها دعها تأتي لهنا وتكف عن الدلال ...
حاول هارون الاتصال بها عده مرات منذ اغلقت الخط دون اي جدوى ...
اشار بالهاتف نحو علي :- انظر انها لا تجيب .. لقد بدأت اقلق كثيراً .. ابقي عينيك على الهاتف قد اتصل بك باي لحظه ...
هذه المره شعر علي بالاضطراب وأومأ له ...
قائلاً :- حسناً سأنتظر اتصالك ... ان شاء الله لا يوجد اي شيء ..
وصل هارون لمنزل هدير بدراجته النارية ..
ترجل وهو يُقيّم المكان الهادئ نسبياً بنظراته ..
دون اي اثر لمشكله ما ...
اتجه نحو الباب الزُجاجي وكان يسير بهدوء ..
ويده تستقر على سلاحه المعلق على خصره ...
وكانت الستائر البلاستكيه ذات الطبقات الصغيرة تغطي الباب ..
فاستدار ليصعد نحو الدرج حتى يصل للباب الرئيسي ..
كلما كان يقترب كان يشتم رائحه البنزين ...
اتصل بعلي ليخبره ان يأتي مع الاطفاء ..
رائحه البنزين القوية والنفاذه اقلقته ...
اي شراره صغيره ستفجر المكان بالنيران ..
ولم يكن مدركاً لعينيّ نسرين التي تراقبنه من خلف طبقات الستائر ...
التي انزلتها على الباب الزجاجي المنزلق و المطل على الحديقة ...
وعرفت إلى اين ينوي التوجه ... !!!!!!
في الداخل ...
وضعت نسرين اصبعها السبابه على شفتيها ..
وهمست تنظر لهدير المقيدة :- هشششش .. ان اصدرتِ اي صوت ...
اشعلت القداحة في يدها ..
وتابعت بحقد :- سأحرق المكان فور ان يدخل هارون من الباب دون ان آبه لأي شيء ...
عبست هدير غاضبه بوجهها تنهت من التعب ..
ولكنها قالت بخوف :- ارجوكِ لا تؤذي هارون .. انا هنا افعلي ما تريدين ولكن اتركيه .. هو لم يفعل شيئاً .. اياكِ ان تحاولي ايذائه ..
توجهت نسرين نحو الباب متجاهله هدير وتوسلاتها و التي صمتت خوفاً على هارون من تهديدها ..
امسكت نسرين بأحد المزهريات الزجاجيه عند المدخل ..
واخذت نفساً عميقاً بينما ترفعها للأعلى ...
وعندما طُرق الباب ...
فتحته قليلاً وعادت تتأهب خلفه ...
عقد هارون حاجبيه عندما فتح الباب دون ان يظهر احد ..
اخرج مسدسه من خصره حتى يعده ..
دفع الباب بخفه ليدلف للداخل ...
واستدار بحركه سريعة لخلف الباب يوجه المسدس على وجه نسرين ...
وكان يخمن وجود احدٍ ما ..
وقبل ان يحرك شفتيه هامساً باسمها مذهولاً من وجودها هنا ..
اندفعت نسرين بسرعة تحطم المزهرية على رأسه ..
عندما لاحظت صدمته وتداركت الامر ...
سقط جسده ارضاً ببطء ويده تستقر على رأسه ...
وهمس بغضب والالم يتفرع في رأسه :- نسرين .. ايتها المختلة ...!!! ما الذي تحاولين فعله ؟؟؟!!!!
عقدت حاجبيها بغضب ..
والتقطت المزهرية الأخرى التي تشبه الأولى ...
ورفعتها قائله بحقد :- لا اظن انك ستعرف ما احاول ان افعله ...
صرخت هدير بخوف عندما سمعت صوت تحطم الزجاج ...
وقالت تصرخ بألم :- ايتها المجنونة ماذا فعلتِ به ؟؟!!! هارووووون ..!!!!!!!!!
حركت جسدها المقيد بإحكام بعنف واندفع المقعد للخلف ...
لتسمع صوت تحطم الزجاج مره اخرى عند المدخل ..
لتصرخ وتأن كجرو مجروح ...
اتسعت عينيها بصدمه وهي ترى نسرين تجر هارون على الدرج حتى استقر جسده الضخم على الأرض ...
وتمتمت نسرين بغباء تنهت وانفاسها تتلاحق بتعب :- ماهذا ؟؟! هل هو انسان ام جرافه ؟؟!!! ..
قالت هدير تصرخ بها ورأسها يميل نحو هارون :- اتركيه ايتها الغبيه ... لن ارحمك ابداً عندما اتحرر ستندمين على مافعلته به ....
صرخت بأعلى صوتها :- هل سمعتِ ستندمين ؟؟؟!!! سأقتلك واتخلص منكِ يا مجنووونه ...
ضحكت نسرين بسخريه :- هل ستجعليني اندم وانتِ هكذا كالسلحفاه المقلوبة ؟؟!!
اقتربت منها بغضب لتركلها بقوه ..
واردفت بسخريه اكبر :- هيا اقتليني يا حضره الضابط ....!!!!!! اقتليني ... انا لن اهتم الآن اذا قتلتك وتخلصت منكواحرقت جثتك .. من الاصل حياتي تدمرت منذ ان خدعتني والده هارون ...
صراخ هدير وكلماتها الغاضبة ..
كان هو كل مايحتاجه هارون ليفتح عينيه المغشيتين بألم ...
بينما يشعر بالسائل اللزج يسير من صدغه إلى وجنته ويختلط الدم الدافئ بشعر ذقنه الخشن ...
تركت نسرين هدير لتعود إلى هارون ..
وتهمس بأسف تنظر لجسده الساكن :- أسفي عليك .. ماكان عليك ان تفعل بي ذلك لم استحق ان تتركني من اجل تلك القبيحة الـــ....
شهقت نسرين وهي تشعر بجسدها يهوي للخلف ..
بعد ان قبض هارون على اسفل ساقها بقبضته القوية وسحبها بقوه ...
وانتفض على ركبتيه ينظر لها بغضب اعمى عينيه التي اشتعلتا كالجمرتين ...
وكان قد احتجزها بين ذراعيها ...
ضرب بكفه جانب وجهها ..
وزمجر في وجهها بغضب تراه للمرة الاولى بهذا الشكل البدائي ...
:- هل كنتِ ستقتلينها ايتها الحقيرة ؟؟؟! انا لا افرط بخصله من شعرها وانتِ كنتِ ستقتلينها بكل برود ؟؟!!!
ضرب الأرض بكفه يصرخ بها ساخطاً :- من اين لكِ كل الجرأة لتفعلي ذلك ؟؟!!!
ارتجفت من الخوف ..
ولكنها قالت بشجاعه تصرخ :- بسببك ... انت السبب .. لقد تركتني من اجلها هي ..!!!! هل تعرف كم تألمت وجُرح كبريائي ؟؟؟!!! حسناً في البداية لم اكن اعلم شيئاً امك قامت بخطبتي ظننت انك تخجل من ان تعرض علي الزواج ... وبعدها اكتشفت الحقيقة وصمت حتى لا اخسرك ... كنت انتظرك لسنوات تمنيت ان تنظر إلي ولو قليلاً .. كنت سعيده جداً .. وانتهت سعادتي بسببك انت وتلك المنحطة ....
عاد يصرخ بها بغضب :- تركتِ لاجل مصلحتك و لانني لن انظر اليك ابداً كما انظر اليها ..
ازداد صراخه وهز رأسه :- لأنني احبها ...
اتسعت عينيها بصدمه ...
وتابع يزأر بقوة :- نعم احبها لا تنظري هكذا ... كان عليكِ تقبل امر انفصالنا خاصه بعد خداعكِ لي والذي لن يجعلني اشفق عليكِ ابداً ... في حياتي كلها لم انظر إلى أي مرأه كما نظرت الى هدير ... كانت زوجتي وسوف تعود إليّ مجدداً ...
اثناء كلامه كانت نسرين تحترق من الألم والغيرة ...
لم تتوقع كرهه الشديد لها ...
ببطء شديد كانت تحرك يدها دون ان يشعر بها ..
حتى وصلت للقداحة التي خبئتها في جيبها عندما ذهبت لتفتح له الباب ....
اشعلتها ..
وقالت بصوت غريب :- إذاً فلتغرق انت وهي في الجحيم ...
رمت القداحة لتضطرم النار بلا هوادة ..
وتدفع جسد هارون عنها بقوه ..
وكان ذلك سهلاً لبنيته التي ضعفت قليلاً بعد ان حطمت المزهريتين على رأسه الذي غرق ببعض الدماء ...
ووقفت تركض نحو غرفه المعيشة وضغطت احدى الأزرار على الحائط ..
لترتفع طبقات الستائر ..
امسكت الطاولة والقتها بقوه نحو الزجاج ليتحطم وتفر هاربة ...
كانت النار تنتشر بسرعه كبيره ولم تخاطر لتصعد وتهرب من الباب الرئيسي ..
اما هارون شعر فجأه بالالم يعود لينتشر في رأسه ..
موجات الحرارة بدأت تضرب جلده ..
كانت النار قد وصلت غرفه المعيشة وبدأت تحترق ..
رأى بوضوح النيران تخرج من الارضية وتزحف على الجدران
وكأنها وحشٌ حيّ ...
اختفت من حوله الأصوات ..
ولم يسمع إلا صوت النيران وقرقعه اللهب ...
تحرك بسرعه متغلباً على ألمه ...
ليحرر هدير التي بدأت تسعُل من الدخان ..
وتقول :- هارون اتركني واذهب انت ارجوك .. لا اريد ان يصيبك اي اذى بسببي ارجوك اذهب ...
صرخ بها من بين المه وسُعاله :- اصمتي ... لن اذهب واتركك هنا .. سنخرج معاً ....
استطاع تحريرها بصعوبه ليتجه معها نحو الباب الزجاجي الذي حطمته نسرين اثناء هروبها ...
والشكر لله كانت الاطفاء قد وصلت مع سيارات الشرطة ...
وانتشرت اصوات المنبهات المزعجة ...
وبدأت سيارات الإطفاء بإخماد النار ليتمكن هارون وهدير من الخروج عبر الزجاج المحطم ...
كانا قد وصلا للحديقة الكبيرة ..
و ابتعدا نسبياً عن المنزل والنيران ...
اجسادهم ووجوهم مغطاه بالسخام ويغرقان برائحه البنزين ..
استلقى هارون على ظهره يتأمل السماء التي غربت شمسها منذ ساعه ..
استلقت هدير بجانبه بتعب على العشب الرطب ...
بينما الإطفاء يتابع عمله ...
قال هارون ينظر للسماء :- هل انتِ بخير ؟؟! ...
نظرت له بذهول تلمس بأطراف اصابعها صدغة المجروح ...
لتقول بألم :- انا بخير .. ولكن انت ؟؟!! ....
سحبها بخفه ليرتاح رأسها على عضده ...
لتصبح قريبه منه ...
ويا للغرابة لم تبتعد او تنتفض كما توقع ..
وهمس :- انا بخير ...
ادار رأسه اليها ووجد بأنها تنظر له بلهفه وخوف ...
كان وجهه قريباً جداً من وجهها انفه الروماني يكاد يُلامس انفها ...
كلٌ منهما يشعر بحراره انفاس الآخر ...
لمس ذراعها المكشوف واسبل اهدابه ..
وتحسس اثر الحبال التي كانت تقيدها وقد كانت تبدو واضحه ...
سألها بخفوت :- هل تؤلمك ؟؟!!
قالت بإنفعال :- لا .. لا .. دعك مني ... عليهم الكشف عن رأسك .. ربااه ما الذي فعلته بك تلك المعتوهة ؟؟!!
سحبها اكثر بين احضانه حتى يُهدئها ..
قائلاً :- تمام .. اهدئي حبي اهدئي ... لا داعي لكل ذلك القلق ...
تلاحقت انفاسها بعنف ...
هل قال حبي للتو ؟؟؟؟!!!!
ام انها تتخيل ذلك في البرزخ ؟؟؟!!!
انفرجت شفتيها قليلاً ...
ولم تستطع المقاومة لسؤاله :- هل كان ماقلته في الداخل صحيح ؟؟!!!! ام لتقهرها فقط ؟؟!! ...
توترت بحرج وتابعت بهمس :- اي كنت تصرخ وسمعت ما قلته ...
ابتسم لها بخفه وعرف تماماً ما الذي تقصده ...
وقال :- صحيح .. كله صحيح ...
احمرّ وجهها عندما عرفت انه يحبها ...
يا رب السموات والبحار السبع انها لا تتخيل ذلك ...
لا تتخيل ...
حبيبها الذي تحبه يحبها ...
فجأه قال لها وهو يشدها إليه اكثر :- هدير .. تزوجيني .. كوني زوجتي مجدداً ...
هذه المرة انفرجت شفتيها بصدمه اكبر ...
وتابع هارون :- لم اعد اقوى تحمل هذا البعد .. هذا اليوم كدت اموت من خوفي عندما شعرت بأنني سأفقدك بأي لحظه ... لم اعد اريد اضاعه المزيد من الوقت ....
يا الهي ... !!!!!
هذا كثير عليها في يوم واحد ..
تعرف بأنه يحبها حتى وان لم يقلها بشكلٍ صريح ..
ويطلبها للزواج ...
قال بهدوء مبتسم :- حسناً اعلم .. المكان والوقت غير مناسب الدخان يلون السماء .. ولا يوجد خاتم .. لقد شعرت فجأه بأنني اريدك ان تعودي لي مجدداً ... مهما كلف الثمن ...
فتحت شفتيها قليلاً حتى تلتقط انفاسها ..
وتنوي ان تقول شيئاً ...
ولكنه وضع اصبعه الخشن على شفتيها ..
يقول بهمس :- هششش .. لا تعطيني الجواب الآن ... فكري بذلك وسأطرح عليك السؤال مجدداً بوقت مناسب ... ولكن سيكون ذلك قريباً جداً ...
ابعد اصبعه وهذه المرة لم يستطع ان يقاوم حلاوه شفتيها امام عينيه ...
التقط فمها بفمه حتى يُقبلها قبله اشتاق لها لسنوات ...
ويشدها اليه يُعانقها برقه لصدره ...
ويقطع قبلته مع صوت احدٍ ما يتنحنح ...
ابعد رأسه لينظر للأعلى ...
ويرى علي يطل عليه من علوّ ...
وقال علي ساخراً :- هل تبدل لك ضمادك الآن يا ترى ؟؟!
اسبل هارون اهدابه بيأس منه ..
وقال :- هل سبق وقلت لك بأنك هادم اللذات ؟؟!!!
ضحك علي :- لا .. لم تقل ... ولكن جيد انني داهمتكم قبل ان يتطور الامر اكثر من ذلك وترتكبان الرذيلة ... استغفر الله يا ربي ... على فكره هارون الحديقه ليست مكان للخصوصية يا صديقي ...
انتفضت هدير بغضب بعد ان كانت خجله من وجود علي الذي داهمها فجأه ..
وقالت بانفعال :- ما الذي تقوله ؟؟!! هل جننت يا ألوش ؟؟!! هل تراني سيئه بهذا القدر ؟؟؟!!
نظر لها هارون بعد ان جلس ..
وكأنه تذكر رأسه الذي ينزف ويكاد ينفجر من الالم ...
وقال بعينين مصغرتين من الوجع :- لا تقولي له ألوش مره اخرى ...
مد علي يده لهارون حتى يساعده على النهوض ...
ويقول علي :- دعكما من ذلك الآن تزوجا وانهيا الامر ولا داعي لقله الادب .. لقد تلافينا الأمر الآن ..
ونظر لهارون يتابع :- لنحل مسأله رأسك .. كيف حدث ذلك ؟؟!!
قال هارون :- تلك المختلة نسرين حطمت المزهرية على رأسي لتعيق حركتي ...
قال علي بصدمه :- هي من احرق المنزل ؟؟؟!!!
قالت هدير :- نعم المجنونه فعلت ذلك ...
اخرج علي هاتفه حتى يعطي التعليمات لمديرية الأمن بالقبض عليها ..
و لحسن الحظ كان علي قد طلب سياره الاسعاف للاحتياط بعد ان اخبره هارون ان يحضر معه الدفاع المدني ...
قال علي بصرامه :- لا تقلقا لن تستطيع الافلات طويلاً .. سنعثر عليها هذه الليلة .. هيا تحركا لسياره الاسعاف ليقوموا بفحصكم وسأتبعكم للمشفى ...




:- اووووه يا ابني الأسد ... كيف حدث لك ذلك ؟؟!!! رباه تفوح منك رائحة البنزين ...
مررت جيهان اصابعها المكتنزة على جبينه ..
قاطبه وجهها بألم من حاله ...
فردت بهار تعقد ذراعيها لصدرها :- دعني اخمن .. هدير كانت معك .. اليس كذلك ؟؟!!
نظرت لوالدتها واردفت :- امي اعتادي على رؤيته هكذا في كل مره يكون معها انها مجرد نحس يطارده ... انها تماماً كالغناطيس تجذب المشاكل خلفها لكل من يبقى حولها ...
نظر لها هارون بتهديد ..
وقال بحده :- لا تتدخلي فيما لا يعنيكِ .. بهار هانم ... هدير لا علاقه لها بالأمر ...
تنهد هارون وتابع ينظر لوالدته :- سأذهب حتى استحم واعود لأخبركِ بكل شيء ... لا استطيع تحمل رائحتي ...
انهى هارون حمامه وخرج لغرفه المعيشة الصغيرة نسبياً ..
تفوح منه رائحه الصابون الرخيص ..
ومعجون ما بعد الحلاقة ...
وقد بدا منتعشاً ومشعاً اكثر من وقت قدومه ...
جلس بجانب والدته ...
وتأملت بهلع قطعه الشاش الموضوعة على طرف جبينه ..
وسألته بخوف :- هيا اخبرني ... ماذا حدث معك بالتفاصيل ؟؟؟!
رد متنهداً :- لقد حاولت نسرين إحراقي مع هدير ..
شهقت بذعر تتحس ذراعه وصدره ...
وسألته برعب :- هل احترقت ؟؟! هل حدث لك مكروه ؟؟!!
ربت هارون على كفها يطمئنها ..
:- لا تقلقي يا والدتي لقد ذهبنا للفحص في المشفى .. اننا بخير ...
قالت بعيون دامعه :- لماذا فعلت ذلك ؟؟؟!!
اجاب على سؤالها متهكماً لسبب نسرين السخيف :- لانني اوهمتها بأنني خطبتها واريدها وبعدها تركتها من اجل هدير ...
شهقت جيهان بوجع لقد تسببت بالأذى لابنها الوحيد ...
لقد كادت ان تفقده بسبب تلك المختلة التي مسها الجنون ....
كيف لم تعرفها عن قرب ؟؟؟!!
لقد كانت مختلفة ورقيقه ومهذبة ...
رأتها مناسبه لابنها واخطئت برؤيتها ... !!!!!!
جلست جيهان على الاريكة تُغطي وجهها بكفيها وتجهش بالبُكاء ...
هي السبب في كل ما يحدث ...!!!
لقد سلطت تلك المجنونه على ابنها والفتاة التي تحبه بحق ...
قالت تشهق من بين دموعها كالأطفال :- آسفه يا بني ... انا السبب لم اقصد ان اسلط نسرين عليك .. كان كل شيء يسير ....
قطعت كلامها عندما انخفض هارون على عقبيه امام ركبتيّ والدته الغالية ..
يحاول ابعاد يديها عن وجهها ونجح بذلك ...
احاط وجنتيها بكفيه يمسح دموعها ...
بحنان ينظر لها من خلف رموشه السوداء ..
ويقول :- هيا يا امي لا داعي لكل ذلك البكاء لستِ انتِ من خُدعتِ بها لوحدك .. جميعنا خدعنا بها وبلطافتها المزيفة ... لا استطيع التفريط بدموعك ...
ابتسمت له بخفوت ...
حتى يقول بإبتسامه :- اجل هكذا ابتسمي .. حتى استطيع ان اخبرك بشيء ما سيسعدك كثيراً وتنظرينه منذ وقتٍ طويل ...
قالت بلهفه :- ماذا ؟؟!! هل قررت ان تتزوج اخيراً ؟؟؟!!
انفرجت شفتيه بصدمه ..
وعقد حاجبيه لينهض عن الارض ويجلس بجانبها ..
وسألها بتعجب :- امي ..!!! هل انتِ منجمه ؟؟! كيف عرفتِ ذلك ؟؟!!!
صاحت من السعادة واندفعت لتعانقه بقوه ...
وبادلها العناق و ضحك بإبتهاج .....
طرقت على ظهره بكفها ..
وقالت بفرح :- أهل منجمه يا قليل الادب ؟؟!!! فقط كنت اشعر بذلك .. قلبي هو من اخبرني ... قلبي ...
احاطت وجهه بكفيها ...
وانفاسها تختنق من سعادتها به ...
تتمنى ان ترى ذلك اليوم الذي سيصبح به عريساً تُزف اله عروسه ويبقى سعيداً ...
سألته بلهفة :- هل وافقت كنتي المستقبلية ؟؟!!!
قبل جبينها ..
وقال مبتسماً :- ليس بعد .. سأعود لاعرض عليها ذلك مجدداً لقد فاجأتها اليوم ... وبعد ذلك سننتظر اخوتها لنطلبها على حسب الاصول ...
ثم سألها بعينين مصغرتين :- لحظه واحده .. هل تعرفينها ؟؟؟!! يا جيهاني ...
ابتسمت بخبث :- بالطبع ... اليست هدير ؟؟!! لا يفوتني اي شيء ..
تدخلت بهار بعد صمتِ طويل ..
وقالت ببرود :- اتجرؤ ان ترفضك بعد ان قررت التضحية من اجلها ؟؟؟؟!!!! لا يحق لها ان تفعل ذلك بل عليها تقبيل كفها من الامام والخلف ...
نظر لها قاطباً وقال بتحذير :- ماذا تقصدين ؟؟؟!!!
قالت بهدوء :- امي تعرف ما اقصده تماماً .. لقد شرحت لها كل شي كانت تجهله ...
تنحنحت جيهان لتقول بقلق :- لقد قالت عن مرضها وانه قد يعود لها لا سمح الله وقد لا تستطيع ان تنجب لك الاطفال ... حسناً لقد كنت قلقه وما زلت قلقه من ذلك أيضاً .. ولكن لا اريد لهدير ان تصاب بأذى مجدداً انها طيبه جداً لقد رأيتها .. ويكفي انها تحبك ...
ربتت على وجنته الخشنة بكفها المكتنز ..
وتابعت تقول بحنان امومي وعينيها تدمع بفرح :- اريد ان ارى عينيك تلمع مثل الآن ... لقد مضت سنوات طويله جداً ولم اجدك تفكر بأمرٍ ما غير العمل .. تهمل نفسك دائماً من اجلنا .. اريد ان ارى هذه السعاده في وجهك دائماً .. ان كانت سبب هذه السعاده هي هدير فأنا سأبذل كل مافي وسعي لتكونا معاً .. اما الاطفال فالأمر بيد الله هو القادر على صنع المعجزات ...
قالت بهار بنزق :- امي .. هل تؤمنين بالمعجزات ؟؟؟!! قد تمضي سنوات طويله قبل ان تتحقق هذه المعجزه ....!!!!!!!!
نظر هارون لها بنفاذ صبر ..
وصرخ بها :- هذا يكفي ..!!!
وكان قد حرك ذراعه بلا شعور من غضبه ليحطم أصيص الزهور بجانبه على الطاولة في زاوية الغرفة ...
صراخه جعلها ترتعد بمكانها بخوف ..
لقد كانت المرة الأولى التي ترى بها هارون ينظر لها بكل هذا الغضب ...
بعد ان كان يدللها كما لم يدللها احد من قبل ...
قال يزمجر بها :- بهار اخرسي ... اخرسي ... لا اريد ان اسمع صوتك .. انتِ لستِ اخت بل عدوّ ... عدوّ .. اغربي عن وجهي فلن اضمن ماذا سأفعل بكِ الآن ... قد انهي حياتك بين يدي ...
نظرت لها جيهان بغضب ..
وقالت :- هيا ادخلي لغرفتك ولا تريني وجهك هذا اليوم
...
تنهدت جيهان بتعب ...
وهمست بأسف :- لا اعرف ماذا سأفعل بأنانيتها ؟؟؟!!! .. انها انانية جداً وتغار كثيراً .. لقد اتعبتني كثيراً ...
قال هارون بجفاف :- استحق ما يحدث لي منها .. لقد افسدتها بدلالي لها ...
قالت تقترح :- ما رأيك ان تبحث لها عن عمل مناسب ومحترم ؟؟!! يعني تشغل عقلها به بدل ان تشغله بك انت وهدير ... انها الآن متفرغه على الدوام وتضع كل ضغطها وحقدها عليك ...
تنهد هارون :- ولكنني لم اغفر لها حتى الآن عملها في تلك الشركة دون اخباري ..
وتابع من بين اسنانه :- ولم اسامحها بعد على خداعها لي لخمس سنوات .. واعاقبها لذلك .. لن تخرج حتى للبقال في اخر الشارع دون علمي .. حديثي معها فقط للضروره .....
قالت تهدئه وتربت على ذراعه بحنان :- لا بأس اعلم انك ماتزال غاضب منها انه من حقك وأوافقك بذلك لقد تجاوزت حدودها كثيراً .. ولكن اقول ذلك من اجلك انت .. حتى لا تحشر نفسها وتتشاجر مع هدير .. عليها ان تشغل عقلها بأمرٍ اخر .. انها ترى بنات الجيران يعملون من حولنا وتغار من الجميع ... حقاً اتعبتني كثيرا ...
تنهد هارون مجدداً وهمس :- حسناً سأفكر بذلك ولكن لا تعطيها اي امل الآن ...
ابتسمت بخفوت :- حسناً دعك منها الآن لا تفسد مزاجك بسببها ... مازال لدي حديث طويل معها ..
لكزته على ذراعه بمكر ..
وقالت تغمز له :- انت اخبرني الآن متى سنذهب لنطلب يد عروستنا ؟؟!! لا تتلكأ ارجوك ...
ابتسم لها وقد نسي امر بهار للحظات :- حسناً لن اتلكأ لقد مضى الكثير من عمري وقريباً سأدخل السادسه والثلاثين
اسبل اهدابه بتعب مردفاً :- لقد اضعت الكثير من عمري .. ولن اضيع المزيد ...
نهض ليقول بإنتعاش :- حسناً لاذهب حتى ارتاح قليلاً .. قبل ان اذهب لفرع التنظيم في الصباح .. هذه المره سينتهي امر نسرين لن نسمح بخروجها من السجن وان كانت مريضه حقاً ستعالج هناك ايضاً ..
تنهدت جيهان براحه وهمست :- لقد طمئنتني يا حبيبي .. هيا اذهب وارتح قليلاً ...




اوصل علي هدير لقصر عائلتها وغادر بعد ان رفض النزول لتأخر الوقت ...
ودخلت بهدوء للحديقه الساكنة و المؤدية للباب الرئيسي ..
هكذا دوماً كان القصر هادئاً وبارداً ...
لقد كان اشبه بقلعه قديمة واثرية ...
في الحقيقة كانت تحب هذا المكان كثيراً ..
لقد قضت به اجمل ايام طفولتها ..
والتقت بهارون هنا اول مره ..
و كبرت فيه معه اثناء عمل والدته ...
لقد اعجبت به منذ البداية ولم تشعر إلا بحبه يتسلل لعروقها يوماً بعد يوم ...
ابتسمت بحنين تنظر للحديقة الضخمة والغنّاء ...
تحديداً اسفل احد الاشجار ...
شجره ضخمة كانت قد زرعتها والدتها منذ طفولتها ..
اي هذا ما اخبرها به خالها ...
لانها لم تستطع ان تمضي مع والدتها وقت كافي لتخبرها بكل شيء ...
منذ تلك اللحظة وضعت بصمتها على هذه الشجرة ...
وكانت تعادي كل من يقترب منها ..
و تدفق لرأسها لقائها الأول بهارون ...

..

فجأه عندما كانت تركض نحو شجرتها .. وفستانها القصير الذي اجبروها على ارتدائه ..
لتصبح سيده مجتمع راقي ..
يهفف حولها ويضايقها ...
توقفت بعنف ..
وشهقت عندما رأت شاباً يافعاً بالكاد يظهر بعض الشعر الخفيف على شاربيه وذقنه ..
يستلقي اسفل الشجرة واضعاً كفيه اسفل رأسه .. ويغطي عينيه بنظارات سوداء ...
وكان يبدو نائماً ولم يلاحظ وجودها ...
صرخت به بطفولية :- هااااي .. انت ماذا تفعل عند شجرتي ؟؟؟!!!
ويالدهشتها ..
رأته يُنزل النظاره قليلاً على انفه ..
وينظر لها ببطء بارد من الاسفل حتى الأعلى .. وثبت نظراته عليها بتكبر ...
وقال بتكاسل :- عفوا ..؟؟!!!
قالت بقوه :- اقول ماذا تفعل عند شجرتي ؟؟!!! الحديقة ضخمة ومليئه بالاشجار الم تجد إلا شجرتي لتنام تحت ظلها ...
انفرجت شفتيه قليلاً ونهض يجلس ويرفع نظارته بين خصلات شعره الكثيفة ...
ونظر ببرود للشجرة ثم نظر لها ..
قائلاً بلا مبالاه :- اعذريني ايتها الطفلة المغيظه لم اجد اسمك مكتوب على الشجرة .. او اي لوحه بالقرب تدل على ذلك ...
هز كتفيه بلا اهتمام واردف :- اي انها ليست ملكية خاصه بكِ ...
زفرت بخشونه ..
وقالت :- على كل حال لا اريد ان اراك ثانياً تحت شجرتي ... من انت ؟؟!! انها المره الاولى التي اراك بها هنا ...
قال بجفاف :- لقد جئت حديثاً .. والدتي تعمل هنا .. جيهان هانم .. يعني ان كنتِ تعرفينها بين كل العاملات ...
بالطبع هو لن يقول عن والدته خادمه ابداً ولن يسمح لأحدٍ هنا ان يهينها ...
قالت ببرود وهي تفهم قصده بأنها مدللة ولن تعرف العاملات :- لقد عرفتها .. لا اصدق ان امرأه لطيفه مثلها لديها ابن مغيظ مثلك ..
تركته واندفعت نحو القصر ...
في اليوم التالي ذهبت لترى الشجرة وتتأكد ان ذلك المغيظ لن يكون هناك ...
وشهقت بصدمة عندما وجدته مجدداً عند شجرتها ..
ولكن هذه المرة لم يكن نائماً ..
بل كان عاقداً ذراعيه لصدره ويستند بظهره لجذعها ...
وينظر لها بعينين صقريتين وكأنه ينتظر وصولها و يغيظها عن عمد .....
زمت شفتيها واتجهت نحو كوخ البستاني القريب ...
اخذت سكيناً وسحبت معها حبل الماء الذي يروي العشب ...
بدون اي تفكير شغلت الماء وبدأت ترشه عليه ...
انتفض هارون وينظر لملابسه المبللة ..
وصرخ بها غاضباً :- ما الذي فعلته ايتها الطفلة المدللة ؟؟!! يا عديمه الاتزان ...
قالت بعنف :- لقد حذرتك ان تقترب من شجرتي .. لا اريد تشويهها كثيراً ولكن سأحفر عليها حرفي الأول .. لتعرف انها ملكيه خاصه .. لقد زرعتها والدتي ولا اسمح لاحد ان يقترب منها ...
لوى شفتيه بضيق وعبس بوجهه ..
عندما فكر ان السيدة امينه المغرورة التي تستحقره هو و عائلته قد زرعتها بنفسها ...
بالتأكيد هي والدتها كما يقول الجميع ...
وانتظر ببرود يراها تحفر حرفها الأول ...
ابتسم ابتسامه مائله ...
يقول بهمهمه :- هممم " H " إذاً هو حرفك الأول ...
قالت تنظر له بكبرياء لم يلق بطفولتها :- نعم .. هدير قولو اوغلو .. لا تنسى هذا الاسم مجدداً لانني لن اكرره مره اخرى ...
ابتسم وهمس لها ويميل بجذعه إليها ..
ويقرب وجهه من وجهها :- هكذا اذاً هدير ... اسم غريب ولكن لا بأس به ...
رفع جذعه يحرك اكتافه ..
ويقول بلا اهتمام :- ولكن ذلك لن ينفع .. لان حرفي الاول ايضاً هو " H " ..
عقدت حاجبيها وكأنها تنتظر ان يقول اسمه ..
حتى قالت بنفاذ صبر بعد عده دقائق من صمته :- الن تقول ماهو اسمك ؟؟!!
لقد كان ينتظر سؤالها هذه المتكبرة الصغيرة الفضولية ..
وقال ببرود يقلدها :- هارون دالي ... لا تنسي هذا الاسم .. لانني لن اكرره مجدداً ...
وقد فعلت ذلك حقاً ..
لم تنساه ابداً ...

..

اقتربت من الشجرة تمسح بأصابعها على الحرف المحفور ..
وهبطت دمعه على وجنتها ..
في الماضي كان كل شيء جميل ..
كانت بالكاد تلتقي به كل يوم في الحديقة او المطبخ اثناء خروجه وعودته من العمل ..
و لانه كان ممنوعاً ان يدخل للقصر هو واخته ..
بينما كان بيتهم هو الملحق الصغير ...
كانت تراه و تتعلق به يوماً بعد يوم ..
احبت غروره وسلطته وعدم خضوعه لجدها الذي كرهه لذلك ولم يستسغ كبريائه ..
احبت كفاحه وعمله المستمر في عمره اليافع ...
كان يتأخر كثيراً في العوده من العمل ويبدو عليه التعب ..
كانت تراقبه من نافذتها إلى ان يعود حتى تطمئن عليه وتذهب وتنام براحه ..
دون ان يشعر بها او حتى يلتفت لها ....
ومع ذلك كانت سعيده بمراقبته ومحاولاتها الساذجة التي لا جدوى منها في الاقتراب منه ..
كانت تمضي السنوات وتكبر ويكبر هو ويكبر حبه في قلبها ...
إلى ان تغير كل شيء قبل خمس سنوات ..
ولا شيء يبقى على حاله ..
تندت بعمق من الذكريات التي طفت على السطح ..
ودخلت للقصر ...
في الحقيقة عندما جربت دفء منزل ماهر ..
باتت تكره هذه البرودة التي تنتشر هنا ..
كان قصراً ضخماً وسكانه مجرد اربعه اشخاص ويصبحوا خمسه اذا قرر توبراك البقاء لعده ايام ..
شهقت فيروزه وهي تركض نحو هدير ..
وتقول بهلع :- هدير هل انتِ بخير ؟؟؟! ماذا يحدث معك ؟؟!! ....
اغلقت انفها عندما غمرتها رائحة البنزين ...
قالت هدير :- هشششش .. هل جدي وابي هنا ؟؟!!
ردت بهدوء :- نعم انهما في غرفه المكتب يتناقشان بأمر الانتقال من هنا ...
عبست هدير وقالت :- هل يريدان الانتقال ؟؟!
ردت بيأس :- ابي يريد لقد اخبرني بذلك اليوم يقول ان القصر كبير جداً علينا ولم يعد يشعر بالراحه .. وسيعثر على منزل امام البحر ... ولكن جدي يرفض ذلك .. قد يبقى لوحده هنا ... يعني لا اعرف ماذا سيحدث بعد هذا ؟؟؟!
تنهدت هدير وقالت :- هل استطيع النوم في غرفتك اليوم ؟؟!
ابتسمت فيروزه :- طبعاً ايتها المجنونه .. لقد اشتقت لتلك الايام ..
ثم اردفت وهي تحرك كفها امام انفها :- هيا .. هيا اذهبي واستحمي في حمامي .. سأعد لكِ الحوض واملئه بالصابون والرغوة .. حتى تخبريني بكل شيء وكيف غرقت رائحتك بالبينزين و امتلئتِ بالسخام .. الشكر لله انكِ تبدين بخير ...
:- نعم .. انني بخير لقد ذهبت للمشفى بعد ان احترق منزل ماهر ...
صرخت فيروزه بذعر ثم غطت فمها بصدمه ..
ونظرت لهدير بقلق ..
التي قالت :- لا تقلقي .. قلت انني بخير .. لاستحم واخبرك بكل شيء واخبر ابي وجدي غداً ..
ذهبت هدير حتى تستحم واحتاجت للكثير من الوقت حتى تسترخي ..
وارتدت منامتها السماوية ..
وخرجت من حمام فيروزه تجفف شعرها بالمنشفة ..
وقد كانت الأخيرة تتحدث في الهاتف و تقهقه بسعاده في منتصف سريرها الوردي ...
دون ان تنتبه لخروج هدير ...
وكأنها بدت هائمه ..
قالت بفضول :- مع من تتحدثين ؟؟!!
انتفضت فيروزه بإرتباك ..
وودعت المتصل بسرعة لتغلق الخط ..
وتنظر لها بابتسامه عريضه ..
بالطبع هي لن تخبرها بأنها تتحدث مع ثائر كل يوم منذ ان غادر لبلادهم ...
في الحقيقه هي لن تخبرها بأنها كانت تتحدث معه حتى قبل ان يغادروا اسطنبول ...
لقد كانت تخفف عنه المه بموت عمه كان يتألم دون ان يظهر ذلك لأحد ..
وكان يتصل بها حتى ينسى المه ..
وهي كانت تستمتع بالتحدث اليه ...
حتى اصبحا يتحدثا كل يوم ..
واحيناً يصمتون طويلاً ..
انهم اصدقاء جيدون ويخفون ذلك عن الجميع حتى لا يعارض صداقتهم البريئه اي احد ...
هي كانت تعلم ان والدها وهدير لن يمانعا صداقتهما ...
ولكن الرفض قد يأتي من اخوه ثائر ...
ولكنها قالت بتوتر :- دعكِ مني .. واخبريني انتِ ماذا حدث معكِ ..
لم تهتم هدير كثيراً لذلك الاتصال ...
وجلست بجانبها على السرير ..
لتقول لها كل شيء حدث ماعدا الجزء عندما خرجوا من المنزل وعرض الزواج ...
شهقت فيروزه وهي تتحسس بشره هدير ...
:- ربااااه ... انتِ متأكده بأنك بخير بدأت اقلق واخاف عليكِ يا هدير ...
ابتسمت لها هدير وهمست :- لقد قلت لكِ انني قادمه من المشفى .. لقد قاموا بكل الفحوصات اللازمه ...
نظرت لحقيبه الادوية التي وضعتها بجانبها ..
واردفت بفتور :- في الاصل لا يمر اي اسبوع دون ان اقوم بفحوصات ... انا بخير .. توقفوا عن سؤالي هذا السؤال ...
كانت هدير شارده وفيروزه تنظر لها بألم دون ان تعرف ما تمر بها مشاعرها ...
اجفلهم صوت رنين هاتف هدير ...
ابتسمت عندما رأت ان ماهر من يتصل ..
لترد ببعض التوتر والاضطراب :- يا الهي ... لقد اتصل بي اوسم اخ والاكثر جاذبيه واكثر اخ احبه ..
لم يستطع ماهر ان يمنع خروج ضحكة خافته و ساخرة من بين شفتيه :- ايه .. انفخي بي انفخي .. المهم ماذا تفعلين الآن ؟؟!! لقد شعرت بالقلق فجأه عليكِ ...
نظرت بتوتر لفيروزه التي تشاركها السرير بعد هذه الليلة المُخيفة ...
ورق قلبها لإحساسه بها رغم المسافات التي تفصل بينهم ...
وقالت بهدوء :- انا بخير و استعد للنوم ...
وقبل ان يرد عليها ...
قالت بأسف :- ولكن ماهر اسفه يا اخي منزلك احترق ....
شهق ماهر ليقول بذعر منتفض من مكانه :- هل انتِ متأكده بأنك بخير ؟؟؟!!
قالت تهز رأسها وكأنه يراها :- نعم .. اقسم لك لقد كنت في المشفى .. ولكن المنزل ؟؟!!!
صرخ بها :- دعكِ من المنزل ليحترق كما يشاء .. ولكن المهم ان لا تصابي بأي اذى ... اغلقي الخط سأتصل بكِ بالفيديو لأرى ...
دمعت عينيها بتأثر ..
وتراقب اهتمامه بها ..
وقد فعلها حقاً اتصل بها ..
لتجيب وهي تبتسم له ...
وتقول :- هل رأيت ؟؟!! انا بخير تماماً ...
وحركت الهاتف بغرفه فيروزه حتى يطمئن اكثر ..
ولوحت له فيروزه ..
تقول بابتسامه حلوه :- كيف حالك ماهر ؟؟!
أومأ لها بهدوء واطمئن قليلاً لوجود فيروزه بجانبها ...
ثم سألها بحزم :- ماذا كنتِ تفعلين بالمنزل ؟؟! وكيف احترق ؟؟!
تنهدت وقالت له :- لقد اردت البقاء لوحدي قليلاً فقط لانني اشتقت اليكم والمنزل يذكرني بكم .. وكيف احترق ؟؟! عندما تعود سأخبرك انها قصه طويلة قليلاً ... ولكن لا تقلق انا بخير .. اقسم انني بخير .. ولا اعرف كم مره ذكرت ذلك هذا اليوم ... لقد سئمت ...
تنهد وهمس لها :- حسناً اذاً ارتاحي جيداً .. علي ان اغلق اننا مشغولون بأمر ما الآن عندما نعود سأخبرك بكل شيء ...
ودعته برقه لتغلق الهاتف ..
ثم استلقت على السرير وتبعتها فيروزه تستلقي بنعومه ..
نظرت هدير للسقف ..
ودون ان تنظر لفيروزه قالت :- فيروزتي ...
همهمت فيروزه دون ان تنظر لها ..
:- هممم .. ماذا ؟؟!
ضحكت هدير :- هل تذكرين عندما كنت مراهقه ؟؟؟! جئت لاطلب منكِ ان تزينني وتضعي لي المكياج .. وتعلميني كيف اضعه وكيف ارتدي جيداً ...
فيروزه :- نعم .. حتى تغوي هارون و لم يكن ذلك من خاطرك ... ما الجديد ؟؟!
تنهدت هدير بيأس :- كل ما كنت افعله لم يكن يجدي نفعاً .. انه حتى لم ينظر الي ولا لمره ...
همست فيروزه :- سامحيني .. ولكن روحك لم تكن روح انثى .. بل روح ذكر ...
اردفت ببعض الانفعال :- بحق الله .. انتِ كنت تطلبين الهدايا في عيد ميلادك كألعاب الاولاد الدراجات الهوائية والسكوتر وكره السله ولعبة الفُرفيرة .. بالطبع لم يكن يجدي نفعاً ... ولكن الآن انا مصدومه بحق ... على الاقل في مراهقتك كنتِ تشبهين الانثى ولم ينظر اليك .. كيف نظر الآن وانتِ بهذا الشكل ؟؟؟!!
كشرت هدير وقالت تغيظها :- اليس من الممكن لانه كان يحبني دون ان يظهر ؟؟!!! ...
استدارت فيروزه بجسدها اليها ووضعت كفها اسفل وجنتها ...
وقالت :- هممم .. لا اظن ذلك عزيزتي .. لا يوجد اي نتيجه الآن لكل مافعلناه بكِ في المزاد او في الماضي .. يبدو اننا نحتاج لتكثيف بعض دروس الانوثه لكِ ... حتى تستشعريها ..
استدارت هدير تقابلها ايضاً وتضع كفها اسفل وجنتها ..
تضحك بخجل :- اظن انه قد اتى بنتيجه ما ..
قالت فيروزه بحماس :- ماذا حدث ؟؟؟!! هيا تكلمي ..
هدير :- عرض علي الزواج هذا اليوم ...
وقبل ان تكمل انتفضت فيروزه تقفز على السرير بطفولية ..
وتصرخ بسعاده :- اااااي لا اصدق ذلك واخيراً تحرك الحجر وأخيراً ..... كنت قد فقدت الأمل والله ... اااااااااااي ..
شهقت هدير وسحبتها للاسفل :- ويحك فيروزه ... لا تصرخي سوف تفضحيننا يافضيحه ... اجلسي ..
جلست فيروزه بقوه على ركبتيها تلهث وقد تعبت من القفز ..
وقالت :- تعالي ... تعالي لأعانقك بقوه ... حبيبتي وأخيرا ستتزوجين واتخلص منكِ ..
عانقتها هدير بقوه ..
وضحكت بفرحه ...
ابعدتها فيروزه وثبتت كفيها على ركبتيها ...
وقالت بحماس يشع من عينيها :- الآن اخبريني بكل التفاصيل .. اياكِ واهمال تفصيل واحد ... اخبريني بكل شيء واحد تلو الآخر .. متى عرض عليك هذا الحجر الزواج ؟؟! واين عرضه عليكِ ؟؟! واين الخاتم ؟؟! اين ؟؟!! اين ؟؟!! لانظر اليه بحب ...
تنهدت هدير بيأس منها وشرحت لها كل شيء ...
وحل الصمت لعده دقائق ..
وهدير تحدق بوجه فيروزه الباهت وكأن كل حماسها للتو قد انطفأ ...
قالت هدير بنفاذ صبر :- لماذا تنظرين الي هكذا ؟؟!! ألن تقولي اي شيء ؟؟! ...
تكلمت فيروزه أخيراً بفتور :- والله انا محقه .. قلت ان ذلك الرجل حجر .. والله حجر ... هل عرض عليك الزواج قبل ساعتين وانتما مستلقيان على العشب والاطفاء تحاول اخماد النيران في المنزل ؟؟!!! وانتما غارقان بالسخام والبينزين .. ورأسه ينزف بالدم ... ولا يوجد خاتم ايضاً ...
شعرت انها اختنقت وقلبها يضيق ..
وهمست :- ماذا اقول عن هذه الرومنسيه ؟؟؟!! قلبي والله قلبي سيتوقف من هذا الحجر ...
رفعت كفيها تهوي وجهها ..
:- هواء اريد استنشاق الهواء ...
نظرت لهدير وقالت ساخره :- وانتِ طبعاً سعيده بهذا العرض ؟؟؟!!
قالت هدير بهدوء :- انتِ لم تفهمي ... لا اعرف لقد انقذنا الله هذا اليوم .. ماذا ان احترقت انا ؟؟! او اذا احترق هو ؟؟!! لاسمح الله ... لقد قال لي انه لا يريد ان يخسر المزيد من الوقت ... انا سعيده جداً بذلك قد لا ترينه عرض رومنسي كما اراه .. ولكن قبل ان اوافق على عرضه علي ان اتكلم معه ...
تنهدت فيروزه وعانقتها بقوه :- نعم انتِ محقه لم يعجبني عرضه ابداً ليس رومنسياً ابداً .. ولكن حقاً اتمنى ان اراكِ سعيده معه .. ستعتادين على جلافته انا متأكده ...
ضحكت هدير بخفه وضربتها على كتفها ..
وهمست بتعب :- هيا لننام .. لقد تعبت اليوم مازال لدي الكثير لأفعله في الغد ...




في توقيت الوطن ...
:- جاسر .. بما انك هنا قم بتجهيز جهاز الصدمات الكهربائيه اسرع ...
قالها ماهر بعجله ..
بينما يضع كفيه فوق بعضهما على صدرها ويقوم بمساج للقلب ...
واندفع جاسر يقوم بالتجهيز ..
وقال بسرعه :- انه جاهز ...
تنهد ماهر واخذ نفس عميق يلتقط منه مقبض الصدمات ..
:- ثلاثه .. اثنان .. واحد ...
تنهد براحه عندما عادت نبضات قلبها من المرة الاولى ...
ودخل سامر بعجله وكان قد تجهز وتعقم لفحصها ...
قال بعمليه :- ماهر اعطني الغطاء الاخضر المثقوب ... جاسر اخرج من هنا فأنت لم تتعقم ...
وضع الغطاء عليها ليبدأ عمله ويفحص جروها بعينين مركزتين ...
قال ماهر :- هل نحتاج لأخذها للمشفى ؟؟!!
قال سامر وهو يحدد ما سيفعله :- لا لا داعي .. لم تفقد الكثير من الدماء ... استطيع تلافي الامر هنا وكل شيء متوفر لدينا ...
أومأ ماهر بهدوء ...
ليقول سامر :- ناولني الاسفنج والملقط ...
استمر عملهما معاً طويلاً ..
حتى انتهى سامر وتنهد براحه وقد اغلق جروحها ..
وقال :- ابقها تحت المراقبة هذا اليوم وسآتي غداً لتغير الضمادات وفحصها ...
خلع قفازاته وردائه الطبي وتوجه لدوره المياه الموجوده داخل الغرفة ...
في الخارج كان يقف وليد عاقداً حاجبيه بغضب لم يهدأ حتى الآن ...
فهو لم يشعر بأنه قد اشفى غليله من ذلك العم القذر ..
كيف يجرؤ ويتحدث هكذا عن عمته ؟؟!!
كانت انين تستند لصدره والدموع قد جفت على عينيها ..
ولم يحاول ابعادها عنه ..
بل احاط كتفها بذراعه ورفع ذقنها إليه ..
وهمس لها :- لا تقلقي ستكون بخير .. انها بين ايدي امينه .. ثقي بأخويّ ..
أومأت له تبتسم بخفوت ...
وابتعدت عنه لتذهب لوالدتها الواقفه معهم في الرواق ..
وشقهاتها ودموعها تؤلم قلبها ...
وتعانقها بقوه ...
خرج سامر وماهر من الغرفة ..
لتندفع سلطانه نحوهما ..
وتقول بلهفه :- ارجوكما طمئنا قلبي .. كيف هي ابنتي ؟؟!! لم اشبع منها حتى افقدها بهذه السرعة ...
قال سامر :- اطمئني يا عمتي انها بخير ... لنتركها ترتاح هذه الليلة .. ونتصرف مع ذلك العم الهمجي ...
قال وليد يتنفس بعنف :- لقد اعطيته درسه الذي يستحقه ولكن اخوته انقذوه من بين يدي في اللحظات الأخيرة ...
قال سامر :- هذا جيد .. بالطبع لا نريدك ان تدخل الى السجن بسبب ذلك عديم الاتزان ... وسيلقى عقابه في القانون ايضاً ...
قال ماهر يوجه حديثه لوليد وسامر :- حسناً انها ليله طويله لم تكد ان تنتهي .. عودوا الى منازلكم لترتاحوا ويمكنكم المجيئ في الغد ...
قالت العمه بإصرار :- انا سأبقى عند ابنتي .. لن اتركها ابداً ...
في الاصل عمته تعيش معهم هنا ..
لذلك قال :- لا بأس يا عمتي .. ابقي وسأكون بالقرب ان حدث اي شيء لا سمح الله ..
وذهب لمكان فارغ حتى يتحدث مع هدير بهدوء ...
وقد انتابه القلق لانه لم يسمع صوتها هذا اليوم ..
في منزل وليد ..
لم تستطع انين النوم وجلست على الأريكه في غرفه المعيشة ..
ترتدي قميص نومها القصير ...
تقدم وليد نحوها وجلس بجانبها ..
وسألها بوجه قاطب :- ألن تنامي ؟؟!
هزت رأسها نفياً وكتبت له في الهاتف ..
" لن استطيع النوم ابداً .. سأرتاح قليلاً هنا " ...
أومأ بهدوء دون ان يضغط عليها ...
واندفع بحركه سريعه يضع رأسه فوق حِجرها ..
ويقول بهدوء :- اذاً انا ايضاً سأرتاح قليلاً هنا ...
ابتسمت بنعومه وتسللت اصابعها لتعبث بشعره ..
وتدلك له جبينه بأطراف اناملها ..
حتى وان لم يقل لها ..
فهي تعرف ان الصداع يجتاح رأسه عندما يعقد حاجبيه بشده بهذه الطريقة ..
في الطابق الاسفل ...
تقلب عامر بانزعاج بفراشه من صوت ابنه الذي يشبه صوت سيارات الاسعاف ..
انتفضت سماهر بذعر لتستوعب وضعها الجديد ..
والتقطت ابنها بحنان ..
وبينما كانت تستعد لإرضاعه سمعت تأفف عامر ..
وقالت تتثائب :- انه جائع فقط وليس ممغوص .. اياك ان تقول " اخرجي به " .. وإلا سيذهب نعاسي ..
تنهد عامر ورفع نفسه يستند بذراعه على وسادته :- حسناً لن اقول ذلك .. ولكن سأقول لماذا لم تذهبي لمنزل اسرتك ؟؟!! اليس من المفترض كل النساء تذهبن لبيت عائلتهم اربعين يوم بعد الولادة ؟؟!!
قالت بدهشه :- ويحك ياعامر هل تستغني عني اربعين يوم ؟؟؟!!! قدمي على قدمك اينما تذهب لا يهم ... الا في الحالات الطارئه جداً ... والآن نم ... نم .. ودعني انشغل بطفلنا لاعود للنوم بحق الله ...
هز كتفيه وهمس :- الجنه تحت اقدام الامهات .. لو لم يكن لدي عمل غداً .. لكنت ساعدتك بالاهتمام به ...
كشرت بوجهها عندما اعطاها ظهره ليعود للنوم ...
وقلدت كلامه بسخريه ..
وهمست بسخط :- وانا صدقتك فوراً ...!!!!!!!
في صباح اليوم التالي
امام غرفه لالين ..
كانت سلطانه قد وضعت مقعد لترتاح عليه ...
ويقف حولها التوأم والصغيرين ...
قالت بقهر وهي تنظر للباب بألم :- ليكسر الله يديه ذلك الظالم .. عديم الضمير والانسانيه .. ليس لديه اي قلب .. ما الذي يريدونه من ابنتي ؟؟!!! الم يكفي انه قد مرت سنوات عجاف ولم استطع رؤيتها او حتى تربيتها والاهتمام بها... ما الذي ارادوه منها ؟؟!!
تنحنح ثائر وقال لعمته :- سلطانتي الغاليه .. يبدو ان دعواتك قد استجيبت حتى قبل ان تنطقي بها ...
عقدت حاجبيها تنظر له ولم تفهم ما يقصده ..
فتابع ثائر بابتسامه بلهاء :- اقصد ان زوج ابنتك المبجل والذي هو اخي ايضاً .. كسر ذراعيّ الرجل ليله البارحة بشكلٍ فظيع .. و لم يتدخل اي احد منا في ابعاده ولكن اخويه هما اللذان انقذاه من بين يدي وليد ...
تدخل قاسم بحماس :- لقد سمعت قرقعه العظام وهو يحطمها .. ولكني لم اشفق عليه وساعدت اخي البطل بضربه ايضاً ...
قال جاسر بهدوء متهكم :- لقد احسن وليد صنعاً .. لقد علمك على العنف وانت مازلت في هذا العمر ...
حرك ذراعه بضيق :- استسلم يعني ...
دخل عليهم ماهر وايوب يقطعون حديثهم ..
وبإشاره صامته من ماهر فرغ المكان ..
وبقي ماهر مع والده وعمته ...
ليبدأ ايوب الحديث ..
قائلاً :- اختي الغالية .. هناك ما اود اخبارك به منذ كنا باسطنبول ...
نظرت له وتنتظر ان يكمل ..
وتابع يربت على كتف ماهر المتصلب بجانبه :- ابني يرغب بالتقدم لطلب يد ابنتك .. اظن ان هذا الوقت المناسب لنتحدث بالامر بعد ماحدث ليله البارحة ... ان وافقتِ على ذلك طبعاً ...
انفرجت شفتيها قليلاً ونظرت لماهر :- حقاً ما يقوله والدك ؟؟! ..
أومأ لها ماهر مبتسماً وقال :- نعم .. اردت ذلك منذ كنا باسطنبول والآن هو الوقت المناسب ... خاصه ان اعمامها لن يصمتوا عن ذلك وسيحاولون تشويه سمعتنا ..
قالت برزانه :- ايوب هل يمكنك تركنا لوحدنا ؟؟!!
أومأ ايوب وغادر المكان ..
وانخفض ماهر على عقبيه امام عمته ..
التي التقطت كفيه وربتت على رأسه ..
قائله بفرحه وعينيها تدمعان :- وليد قد تزوج من انين وانت الآن تطلب يد لالين .. اي انه لا يوجد أُم اسعد مني .. ان اعرف ان بناتي ستكونان بخير و بأيدي امينه مع رجال بحق وليس مجرد اسم ... ولكن ...
عقد حاجبيه مستفسراً :- ولكن ؟؟!!!
تنهدت لتقول :- اعمامها قد يكونون محقين قليلاً في بعض الامور ليس كلها طبعاً .. اي انني لا اعرف ماذا حدث مع ابنتي كل هذه السنوات ؟؟! لا اعرف كيف اتواصل معها لأسئلها وتفضي بهمومها لي ؟؟!! ...
فجأه تذكر ماهر فستان ازرق طويل يلمع ويبرق امام عينيه في احدى الحانات القذرة ...
ولكنه ابعد هذه الصورة عن عينيه ..
عندما تابعت عمته :- ان حاول والدك ان يفعل شيئاً من اجل سمعتنا وسمعه عائلتنا .. لا تهتم به انا سأتصرف معه و ......
فهم ماهر ماتقصده ..
وقال مبتسماً يقاطعها :- هو لم يجبرني على ذلك ... و سأقول لكِ بأني مستغرب من ذلك ... ولكن هذا قراري وحدي .. انا اول من رأى لالين واول من اكتشف امرها .. الفتاه ...
قال فتاه دون ان يتأكد من انها كذلك ..
ولكنه تابع :- اكره ان اقول ذلك ولكنها معطوبه جداً وتحتاج للكثير من العناية .. لقد بدت لي قد عاشت بظروف قاسيه .. حتى اشك انها مرتاحه هنا .. انها تشعر بالغربة ولا تشعر انها بين عائلتها ...
همست سلطانه :- اعرف ذلك .. انها تتعامل معنا ببرود .. ولم تفرح لرؤيتنا ...
رد ماهر :- انها لا تقصد ذلك .. لقد تفاجأت لم تتوقع بأن عائلتها عربيه لقد كانت تظن انها تركيه .. كل شيء تربت واعتادت عليه مختلف عنا .. وبرودها نابع من عدم فهما لكم انها لا تجيد القراءه والكتابه وتحتاج لتعلم الكثير .. ولهذا لم تعرف كيف تتواصل معكم بمشاعرها ..
قالت له وهي تربت على وجنته :- وانت قررت ان تعلمها بنفسك وتعتني بها ...
قال بإصرار :- نعم .. علينا العوده لاسطنبول من اجل هدير ومن اجل لالين ستكون مرتاحه هناك اكثر بعيداً عن التوتر هنا .. وسيحتاج الناس لبعض الوقت حتى يستوعبوا امر عودتها ..
ابتلعت سلطانه ريقها :- هل ستأخذ ابنتي بعيداً عني ؟؟!!
قال لها بحنان :- بالطبع لا .. ستأتين معنا إلى هناك .. لالين ستكون افضل وهي تتعلم كل شيء هناك .. وبالطبع لن اتزوجها بدون موافقتها سأكلمها بذلك عندما تستعيد صحتها وهي ستتخذ القرار النهائي اما الذهاب معنا او بقائها معكِ هنا ...
قال يؤكد :- هل رأيت يا عمتي ؟؟! لا ااحد يستطيع اخبارها بامر الزواج غيري انا لانها ستفهمني كما لن تفهم احد ..
هزت رأسها بعنف :- ان وافقت على الزواج بك تستطيع اخذها .. سأطمئن عليها وهي معك .. ولكن انا لا استطيع الذهاب لهناك ابداً لا استطيع اسوأ ايام حياتي وجنوني وعندما فقدت عقلي قضيتها هناك .. لا استطيع تجاوز الماضي ...
تنهد ماهر وهمس :- ولكن تستطيعين المرور عده ايام اليس كذلك ؟؟!
قالت بهدوء :- نعم استطيع المرور .. ولكن لا استطيع العيش هناك .. لا استطيع ...
ربت ماهر على كفيها وهمس :- حسناً يا سلطانتي ليكتب الله لنا الخير جميعاً في هذا الامر ...
ابتسمت له :- امين ... امين ليكتب لك الخير يا حبيبي ...




وقف مأمون عند النافذة الزجاجية يتأمل حديقه منزله ..
كما يحب دوماً ..
نظر لهاتفه الذي بدأ يصدح ويعكر صفو هدوئه ..
اخذ نفساً عميقاً ليجيب بجمود :- ما الامر جانسو ؟؟؟! حسناً .. حسناً توقفي عن التوسل لنخرج ... تمام إذاً لنلتقي هناك ..
التقط اغراضه وخرج من غرفه مكتبه ..
وقال :- كريم سأخرج مع جانسو .. تدبر امر الصحافه حتى لا تلاحقنا ويتسرب الخبر ..
أومأ كريم وقال بتردد :- مأمون .. بالنسبه للآنسه تعرف ان لا علاقه لها بأي شيء .. وهي لا تعرف حتى عمل والدها وما يفعله بالابرياء ...
قال مأمون يبتسم بخفه :- لا داعي للتحذير جانسو مثل اختي لا اسمح لاي احد ان يضرها .. ولكنك تعرف انها ورقتي الرابحه الأخيره ان احتجتها سأطلب منها المساعده ...
قال كريم بتأكيد :- هناك ورقه رابحه جديده اكتشفتها البارحة من خلال مصادري السرية .. فيروزه ابنه السيد سردار المعنوية اتضح انها ابنه عمك جنكيز ...
صفر مأمون باعجاب :- اوووه تلك الشقراء الجميلة .. حسناً هذا رائع .. اذا لنشعل الفتيل بما انها اتت هذه الفرصه بين يدينا ..
سترسل صوره جانسو لها وتقول بأنها اختها الحقيقية .. وستفعل ذلك مع جانسو ايضاً .. ياترى ماذا سيحدث ان عرفت الفتاتين بأنهما اختين ؟؟!! وخاصه جانسو التي كانت تتمنى اختاً ..
قال كريم بابتسامه ودهاء :- لان عمك يرفض الاعتراف بك و الانسه جانسو لن تستطيع ان تصمت بعد فتره وتُظهر امر علاقتك مع عمك الذي يرفض الاعتراف بك ... ويختلط الوسط كثيراً ...
قال مأمون بخبث :- جميل .. ولكن علي العمل طويلاً و ان ارقق جانسو نحو اختها اذكر انها قالت شيء ما نحوها في المزاد وانها لم تعجبها او تغار منها وماشابه ...
تنهد مأمون بضجر واردف :- لاذهب حتى لا اتأخر .....
قال مأمون بحاجب مرتفع ينظر لواجه المتجر امامه :- عندما طلبتِ منا ان نخرج بسريه .. ظننت اننا سنتاول الطعام في مكان ما ...!!!!!
قالت جانسو تسحبه بطفولية من ذراعه :- سنفعل ذلك ايضاً .. ولكن لأرفه عن نفسي قليلاً بعد ان فسختُ خطوبتي فلدي الكثير من الطاقه لتحريرها بالتسوق .. لا تقلق لقد حجزت البوتيك كاملاً لنا وحدنا حتى لا يتسرب امر خروجنا ...
تنهد مأمون واندفع يدلف للبوتيك وامامه جانسو وكان يبدو كالظل من خلفها ..
جلس على إحدى الأرائك الفاخرة ..
المغطاه بقماش المخمل ..
واما جانسو كانت تدور بين قطع الثياب وتختار ما يناسبها ...
جلست بجانبه ..
فقال :- هل نستطيع الخروج الآن ؟؟؟!
همست له :- لا .. ليس بعد .. ستأتي العارضات الآن وتعرض الثياب التي اخترتها .. لانه لا مزاج لي ان اجربها بنفسي واراها ...
لوى شفتيه بضيق :- يعني قولي انه امامنا وقتٌ طويل ..
نظرت له وهمست :- انت لا تشعر بما امر به .. انني اسأم كثيراً لوحدي وليس لدي اصدقاء حقيقيون كلهم مزيفون ..
ارتخى بجلسته بكسل وفرد ذراعيه على الاريكه ..
بمعنى انه سيخرس ..
بينما السيجاره تتراقص بين شفتيه ...
في داخل الغرف ..
قالت مديره البوتيك بغضب :- جوهران .. ماهذا الجسد القبيح ؟؟! انه جسد طفله وليس امرأه .. حتى عظامك قد برزت من نحالتك ... ألا تأخذين مرتب جيد ؟؟! لما لا تأكلين جيداً ؟؟!! ان استمريتِ على هذه الحال سنضطر لجلب عارضه اخرى بدلاً عنكِ
اخفضت جوهران رأسها بأسف ..
انها تأكل ولكن ليس كثيراً فقط ما يسد جوعها ...
لأن كل فلس تجمعه مهم لها ..
منه دينها لقائد المافيا الذي تورط والدها معه ..
ومنه علاج والدها في المشفى ...
صرخت بها المديرة :- هيا ارتدي الثوب بسرعه .. حتى تراه الآنسه جانسو ... واياكِ ان تترنحي من التعب .. انظري لوجهك الشاحب ...
تنهدت جوهران من التعب ..
وارتدت الثوب مائل الأكمام المقلم بالعرض باللون الفضي والاسود ..
ويبدأ يتسع من خصرها باللون الاسود ...
ابتسمت بخفوت كان الثوب يليق بها وببشرتها النحيله ولونها ..
اقتحمت زميلتها الشقراء الغرفة ..
وكانت ترتدي ثوب باللون الاحمر الصارخ وقد لاق ببشرتها البيضاء ..
وصرخت بنزق :- تباً يا لهذه الزبونة المعتوهه لا يعجبها اي شيء .. لا يا روحي انتِ تنظرين للثوب ما الذي تريدينه بجسدي ولونه ؟؟! .. هل بقي عليكِ تقييم جسدي ؟؟! والرجل الاحمق الذي يجلس معها والله انه اعمى ... ما الذي يراه بها حتى يتخذها حبيبه ...
عقدت جوهران حاجبيها وسألت بنعومه :- اي رجل ؟؟؟!
تنهدت الشقراء بهيام :- الرجل الذي يرتدي الاسود ويرافقها لتلك المختلة .. و من جيش الرجال الذي يحيطونه و يقفون خارج المتجر ويرتدون الاسود .. يبدو وكأنه قائد المافيا .. شخصيه وكاريزما انه لا يستحق تلك المغرورة ...
خلعت الحذاء بضيق ..
ونظرت لجوهران وكأنها تلاحظها للتو ..
وهمست بإعجاب :- اوووه جوجو تبدين جميله جداً بهذا الفستان لقد لاق بكِ ..
ابتسمت جوهران بهدوء وشعرها الكستنائي يتدلى بتموجات رقيقه على ظهرها ..
لقد كان مظهرها بسيطاً وناعماً ماعدا الثوب الفاخر الذي ترتديه ...
تنهدت ببعض القلق منذ يومين لم تأكل شيئاً واكتفت بشرب الماء ...
ان شاء الله يمر هذا اليوم على خير ..
توجهت نحو المنصة الصغيرة امام ارائك المخمل تخفض رأسها بوجل ..
ورفعت رأسها ببطء ..
لتقع نظراتها على عيني مأمون الحادة ..
الذي همس بخفوت دون ان يسمعه احد ..
" جوهران " ...
يا للعجب ..!!!! انه يتذكر اسمها ...
اول امرأه يتذكر اسمها ..
بل الغريب اكثر انها لم تشاركه الفراش ..
كيف يتذكر اسمها ؟؟؟!
نظر لجسدها الشاحب الذي بدا له رائعاً بهذا الثوب ..
و ارتفعت الدماء لرأسه وهو يتخيل مشاركتها له بالفراش ...
ازاح هذه الافكار من رأسه فهي لم تكن يوماً من نوعه المفضل وبلا اي خبره ايضاً ...
ولكن شفتيه مالت بابتسامه صغيره ..
يحدق بنظراتها المذعورة ..
لقد عرفته هذه المره ؟؟!
شهقت الأخرى بخفوت هامسه :- مأمون بيه ...
ثم انتفضت على صوت جانسو ..
تقول بتكبر :- استديري لأرى ...
ابتعلت جوهران ريقها حتى تسدير ببطء متوتر .. وتشعر بنظرات مأمون تخترق ظهرها ...
" يا الله ساعدني .. " ...
رؤيته جلبت الذعر لقلبها ...
بدأت انفاسها تتلاحق بعنف ..
وانتهت استدارتها ..
لتعبس جانسو وتقول :- هل جلبتم لي هيكل عظمي لتجرب اكثر ثوب اعجبني ؟؟؟!!
احمرت وجنتي جوهران بحرج ...
وشعرت بالدنيا تدور حولها ..
عندما وبختها المديرة وبلا اي حرج ..
وقالت انها ستخصم الكثير من راتبها ..
تحركت قليلاً لتبتعد عن الانظار ..
ولكن قدميها لم تعد تقويان حملها ..
رفرفت اهدابها بخوف ..
حتى تسقط امام انظار الجميع وتفترش الثوب الجميل .....

.

.

.

انتهى



Layla Khalid likes this.

Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-17, 08:55 PM   #3965

meyssa

? العضوٌ??? » 342420
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 149
?  نُقآطِيْ » meyssa is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

meyssa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-17, 09:36 PM   #3966

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 26 ( الأعضاء 13 والزوار 13)
‏Aurora, ‏سما اليمن, ‏meyssa, ‏Topaz.+, ‏plalk, ‏samam1, ‏كريستنا, ‏Moaa80, ‏ام رمانة, ‏fatima jh, ‏سااجدة الحبيب, ‏عشقي لديار الخير, ‏رسوو1435

توتا منوووره حبيبتي


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-17, 10:09 PM   #3967

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 27 ( الأعضاء 12 والزوار 15)
‏Aurora, ‏lktity, ‏hanan11eg, ‏سما اليمن, ‏lolo loly, ‏Mat, ‏ام رمانة, ‏ام غيث, ‏plalk, ‏كريستنا, ‏Moaa80, ‏fatima jh


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-17, 10:37 PM   #3968

بنت سعاد38

? العضوٌ??? » 403742
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 524
?  نُقآطِيْ » بنت سعاد38 is on a distinguished road
افتراضي

تسلمى رورو فصل رائع كالعادة

بنت سعاد38 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-17, 12:40 AM   #3969

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سلاااام يا حلوياتي

كنت اتمنى اقرا لو تعليق واحد على الفصل قبل ما انام
بس القسمه لبكره ان شاء الله
اصحى واقرا تعليقاتكم

مو قادره افتح اكثرمن كده :


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-17, 12:42 AM   #3970

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 39 ( الأعضاء 17 والزوار 22)
‏Aurora, ‏Nadataher, ‏كريستنا, ‏Zain'A, ‏ابتسام عبدالله, ‏Mimi ah, ‏نور المعز, ‏Hessaeh, ‏حروف خرساء, ‏سااجدة الحبيب, ‏رواس, ‏Dewdrop.n, ‏♡~ غلا ~♡, ‏اجمل غموض, ‏الشوق والحب, ‏نور بن مبروك, ‏sally said


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.