30-10-16, 06:55 PM
| #511 | |||||||||||||
| نجم روايتي وكاتبة وقاصة ومصممة مساعدة في منتدى قلوب أحلام وعضو في فريق الترجمة ومتابع مميز في القسم الطبي والنفسي  
|  الف الف مبررررروك روايتك الجديدة ارورى وميرسي ع دعوتك الراقية وبعتذر كتير عن تاخر التلبية سرتني صراحة الدعوة مع انو هيك او هيك كنت رح احضر بقرأ وبرجع علق | |||||||||||||
|  |
|
30-10-16, 07:21 PM
| #512 | |||||||||||||||
| كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام  
| اقتباس:
حنشوووووف اذا صح او لا ؟؟؟!!!!! بس هو الغالب في شخصيات جديده ظهرت ولسه في شخصيات كمان حتطلع غير اليوم بس شوي شوي عشان لا تلخبطوا | |||||||||||||||
|
| |
|
30-10-16, 07:23 PM
| #513 | |||||||||||||||
| كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| اقتباس:
لوجودك يا رب تعجبك الرواية قلللبي انتِ الله يسعدك لا تعتذري ولا شي كل انسان وظروفه | |||||||||||||||
|
| |
|
30-10-16, 07:24 PM
| #514 | ||||||||||||||
| كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| جااااري مراجعه الفصل الاول انهرت وانا اكتبه حتى حسّيت اني حفظته من كثر ماقريته وطلع من نافوخي الله يسهل يا رب ويعجبكم | ||||||||||||||
|
| |
|
30-10-16, 08:53 PM
| #515 | ||||||||||||||
| كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| بنااااات انا جيت حنزل الفصل حالاً وأروح انام مش قادره افتح عيوني اكثر الفصل والروايه امانه بين ايدكم وبدي اشوف الحضووووور كم عددهم تمام يا. ب يعجبكم الفصل وان شاء الله يكون طويل حاولت قدر الإمكان لطوله اكثر وأكثر عشانكم بس عشان بالجوال ما عرفت كيف حجمه | ||||||||||||||
|
| |
|
30-10-16, 08:54 PM
| #516 | ||||||||||||||
| كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| الفصل الأول .. مفتاح الماضي " انتيكة " ..  بعد اسبوعين ..... مع هبوب الريح الخفيفه التي تحمل بعض البرودة كان الهدوء يعم المكان الفسيح نسبياً إلا من اداه زجّ العُشب التي بدأت بإزعاج السيد " اسماعيل قولّو اوغلو " ... و الذي يجلس حول الطاولة المستديرة في حديقه قصره الفارهة طلباً للراحة ... فقال بصوته الخشن العميق للعامل المُسن الذي يوازيه عُمراً .. مع فارق الصحة البدنية و دون ان يُتعب عينيه بالنظر اليه :- توقف عن جزّ العشب وأكمله في وقتٍ لاحق عندما لا أكون متواجداً بالحديقة .. لا أظن بأني ارغب بتذكيرك بهذا للمرة الثانية إن كنت ترغب في الحفاظ على عملك هنا . تلعثم الرجل المُسن يلوم الذاكرة التي تخونه مع تقدمه بالعُمر .. فقدم اعتذاراً طفيفاً وغادر المكان اثناء دخول " سردار قولّو اوغلو " ... بهيئته الفاخرة إبتداءً بقميصه الابيض الذي التصق على جسده وانتهاءً بحذائيه اللامعين .. ألقى بثقله على المقعد وجذب كُرسياً للخلف يُعلق على ظهره معطفه الرسمي .. وقال ببشاشة تليق بوجهه الوقور :- صباح الخير يا ابي .. الم تقسو قليلاً على العم مسعود انه معتاد على الجزّ بهذا الوقت كل يوم ... احتسى اسماعيل رشفه من قهوته الصباحية دون ان ينظر لابنه .. وقال :- صباح الخير بُني .. لقد انتهى ذلك العصر مع تقاعدي لقد نبهته مره من قبل .. انه يفسد صباحي وانا الذي أقدمت على التقاعد حتى ارتاح في منزلي وأُرخي اعصابي .. ألا يجد الانسان راحته حتى في منزله ؟؟!!! ... ألقى سردار نظره سريعه حول المساحات الخضراء المنتشرة حولهم وأشجار الفاكهة الشاهقة ونظره أخيره نحو القصر الضخم المنتصب كوحشٍ مُهيب في المنتصف وتنمو على جدرانه العالية أشجار اللُبلاب .... وضعت العاملة امامه قهوته الصباحية المعتادة .. وقال بهدوء :- أظن انه يجد مع كل هذه المساحات الواسعة .. ثم اردف يغير الموضوع :- يبدو انك مُبكر جداً هذا الصباح بالرغم من تقاعدك عن العمل وترك كل الأمور على عاتقي . رد السيد اسماعيل بفظاظه ينظر له من أسفل نظارته الزجاجية :- لو انك استطعت كبح جموح ابنك المدلل لما بقيت الأمور على عاتقك لوحدك .. ولكنه لم يهدأ منذ خمس سنوات يُريني أسوأ ما فيه ولَم يثبت كفاءته وجدارته لاستلام اي عمل من اعمالنا المنتشرة في الدولة . رفع سردار حاجبيه قليلاً وهمس :- نعم خمس سنوات مضت ولم تنسى تلك الفضيحة التي تسبب بها وتقوم بتذكيره بها عند اي خطأ صغير يقترفه .. أما آن ان ننسى جميعاً ما حدث خاصه انه تم ردم كل شيء ولم يبقى له اي اثر ... وأنا لا اقول انني اوافقه بما يفعل هذه الفترة انني مستاء بقدرك من تصرفاته .. ولكن ليس بيدي فعل شيء انه لم يرد هو ان يتغير بنفسه .. كان حديث سردار واضحاً لإسماعيل حتى يُنهي هذا الموضوع للأبد بالرغم انه يشك أن ينتهي مع تلاعب ابنه المستمر .... لوى السيد اسماعيل شفتيه بعدم رضا لإهمال سردار ابنه الوحيد ... وتدليله بهذا الشكل وإعطاءه ما يُرِيد بدون ان يتعب او يشقى بحجه انه يحتاج للدعم النفسي والمعنوي حتى اصبح شاباً فاسداً ... توبراك مجرد شاب لعوب قد تربى على الدلال منذ صغره حتى الفضيحة التي تسبب بها لسمعه عائلتهم لم يكترث لها.. وابنه سردار لا يعرف كيف يتعامل مع شابٍ مثله .. التقط الصحيفة من على الطاولة .. ولا رغبه له بالخوض اكثر في هذا الموضوع أكثر حتى لا يُفْسد صباحه اكثر من ذلك ... ولكن هذا الصباح قد اقسم ان يُفْسد عليه عندما وقعت عيناه على الخبر الذي انتشر في الصفحات الأولى .. قال بسخرية ينظر لسردار :- لنقل اننا تجاهلنا الفضيحة التي اثرت باسمنا قبل خمس سنوات .. إذاً ماذا ستقول عن هذه الفضائح الأسبوعية التي يقوم بها ذلك الغِرّ ؟؟؟!!! ابنك اللعوب يُغرق اسمنا بالوحل في كل مره .. هل تدرك ذلك سردار؟؟!! ... أخذ سردار الصحيفة من والده و ينظر للخبر الذي احتل نصف الصفحة الاولى .. وكأن الصحافة الصفراء للفضائح لا يفرطون بفرصة وقعت بين أيديهم وهم يلهثون خلفها لتتبع اخبارهم ونشر فضائحهم .. بحق الله أليس لديهم ما يقومون به غير ذلك ؟؟!!! " توبراك قولو اوغلو أمير الليالي وُجد ليله البارحة يخرج من النادي برفقه ابنه احد اشهر رجال الاعمال في المجتمع المُخملي وهما *** .. هل هناك علاقه محتمله واندماج بين العائلتين قريباً ؟؟؟؟!!!!! حيث يُقام زفاف الموسم " ... وطبعاً لم ينسوا وضع صوره ابنه بوضعيته المزرية يعتقل خصر تلك الفتاة التي تشبه العصا بنحالتها وشعرها الاشقر الذي يسترسل على كتفيها ببهوت .. تنهد بعُمق مُتعب و لم يعد يعرف ماذا يفعل مع جنون ابنه ؟؟؟!!! حتى انه لا يأبه باسم العائله وكأنّ ما حدث بالماضي لم يكفي ولم يجعله يتوقف عن عبثه ...... تقدمت السيدة امينه نحو السيد اسماعيل وسردار ... وخطواتها الرشيقة وشكلها المتأنق بمساحيق التجميل الخفيفة للصباح ورائحه عطرها القوي تسبقها .... بعتاب قالت :- سامحك الله يا أبي انك لا تترك اي فرصه حتى تُهين بها توبراك وتقلل من شأنه وكأنه الوحيد الذي يُسبب الفضائح لعائلتنا ... ابتسم السيد اسماعيل باستفزاز .. وقال :- صباح الخير لكِ انت ايضاً يا كنتي .. ان كنتِ تقصدين هدير فهي تسبب المتاعب وليس الفضائح .. احمّر وجهها ببعض الغضب ... عندما احرجها والد زوجها لانها لم تلقي عليه تحيه الصباح المعتادة .. وتشاغلت بوضع بعض الجبن والزيتون في طبقها ... و بانفعال رُغماً عنها لا يهدأ منذ سنه .. قالت :- بحق الله يا ابي .. انك تعرف بأنني اقصد فضيحه عملها كشرطيه .. لا احد من مجتمعنا يعمل بذلك المكان الحقير بين المجرمين كما ان ذلك العمل يَخُص الرجال .. ولكنك كسرت كلمتي انا وسردار وجعلتها تصعد على رأسنا و تُنفذ ما برأسها لأنك تقف خلفها .... :- أولاً هي ليست شرطيه انها مفوض ... !!!!! وان كنتِ لا تعرفين معنى ذلك ؟؟؟!!! اي انها ضابط .. ثم اردف يسألها بعينين فخورتين :- هل تعرفين ما معنى ان ينتقل الشرطي العادي الى رتبه ضابط خلال اول سنه من بدايته العمل بجهده وعمله المتواصل ؟؟!!! ضيقت ما بين حاجبيها ولم تعجبها لمعه الفخر في عينه ... فهذا يعني ان مستقبلها هي وابنها ولي العهد في خطر ... وقالت بصلف :- لا يهمني ماذا يعني ذلك ؟؟! او تلك المسميات كلها .. كل ما يهمني ان تتوقف عن العمل في ذلك المكان القذر .. لم اعد اعرف بماذا اجيب الناس عندما يسألونني عنها بتجمعاتنا ؟؟!! ... واصُاب بالحرج عندما تأتي في بعض الاحيان ... واردفت بعدم تصديق :- حقيقه لا اعرف كيف تقبل ذلك ابي ؟؟!!! صغّر اسماعيل عينيه ولديه اسبابه الخاصه ليقبل ... وبالطبع هو ليس مجبراً ان يبررها لاحد ... اما امينه فقد فكرت بأنها كم تكره هذا الرجل العجوز ... الذي يُفْسِد عليها حياتها .. ويطلق الأوامر للجميع دون اي اعتبار لها او لسردار ... ومجبرة على احترامه حتى تحافظ على مكانها في هذه العائلة العريقة منذ الازل .. فهي تعلم ان السيطره الكامنة تكمن أسفل كفيّه المجعدين من كبر السن ... جنيع اعمالهم المنتشرة بالتجارة المتنوعة على مد النظر ... ما بين النسيج والحديد والتصنيع والازياء والتجميل ... شركاتهم الموزعة في الدولة كناطحات السحاب .. موانئ السفن الخاصة بعائلتهم ... كل شيء تحت أمره وسلطته .... حتى وان تقاعد فهو ما يزال يدير الكثير من الاعمال في الخفاء ... هو فقط تعب من الجلوس في الواجهة ... نظر لها سردار ثم نظر لوالده .. وقال بعملية :- لقد رفض علي ان يخبرني بالتفاصيل التي تخص امور الدولة .. ولكني سمعت من زميلتها بمديرية الأمن أنها تسببت بموت صديقهم عندما حاول حمايتها و كدت أن أفقدها انا ايضاً لأنها اصيبت بعد أن أُصاب هو .. اردف بألم :- منذ البداية لم أردها ان تعمل هذا العمل الخطير وكنت مُعارضاً لذلك خوفاً عليها وها هي مخاوفي تتجسد امامي ... لقد كان سردار يثق بعلي لأنه ابن صديق كان يعمل في السلطات العليا و قد ذهب ضحيه اغتيال مؤلم .. و قد أمّن هدير له وتركها تحت إشرافه عن طريق بعض معارفه من السلطات العليا منذ ان توظفت في مركز الشرطة حتى يُدربها ويحميها ... نظر اسماعيل للعاملة الواقفة على رأسهم تنتظر اي أوامر ... وقال لها آمراً :- نادي أحفادي إلى هنا حتى يتناولون الافطار معنا .. السيد اسماعيل وبالرغم لعدم تقديره لتوبراك او الفخر به وكرهه لدلاله وعدم رجولته ... الا انه يحبه كونه خليفته و الوريث الذكر والوحيد لامبراطوريه ... " قولو اوغلو " .... ثم اردف بإستياء مصاحب لعتاب كبار السن :- الم اقل انه يجب على جميع افراد العائله ان تجتمع لطعام الافطار والعشاء ؟؟قلت ؟؟! ام لم اقل ذلك ؟؟! لما لم يعد احد منكم يأبه لقوانين القصر الموضوعة منذ سنوات ؟؟؟!!! رد سردار :- ابي الزمن يتغير لاشيء يبقى كما كان حتى العادات والتقاليد تتغير ... نظر للعامله :- فلتُنادي فيروزة وتوبراك فقط يا ابنتي ... اما هدير فأنا اعاقبها واحتجزها بالغرفة و ارسلي الافطار لغُرفتها .. ادخل يده في جيب سترته المُعلقة على ظهر المقعد ومده لها واردف .. هاكِ مفتاح غرفتها واعيديه فوراً .... قالت العاملة :- سآخذ الطعام لهدير هانم ... ولكن فيروزه هانم و توبراك بيه خرجا سوياً هذا الصباح على عجله من امرهما .... أومأ لها السيد سردار وغادرت المكان ... فهدر السيد اسماعيل .. قائلاً بغضب :- أولاً هذه الفيروزه ليست بحفيدتي فتوقف عن ذكرها وطلب مجيئها عندما اطلب رؤيه أحفادي في كل مره .... ثانياً لما تقوم باحتجاز هدير كالحيوان بغرفتها ؟؟؟!!! الا تعتبر وجودي بينكم حتى تتسلط عليها .... قال الكلمة الأخيرة صارخاً ... و تنهد سردار :- ابي ... اولاً انني احزن كثيراً عندما لا تعتبر وجود فيروزه وبأنني قمت بتربيتها وكبرتها بين عائلتي على انها واحده من ابنائي .. ثم انني أعاقب هدير من اجلها وأجل صحتها .. لقد قبضتُ عليها مساء البارحة تحاول الهرب من المنزل حتى تزور قبر سليم في القرية ... رغم انني قد أوضحت لها رفضي القاطع عندما استأذنت مني ... وقد خرجت من المشفى صباح البارحة ولم تستعد صحتها كامله وعليها الراحه .... رمش السيد اسماعيل بعينيه الضيقتين ... وقال بتحذير :- كما تتسلط عليها من اجل حمايتها ... لما لا تتسلط على ابنك حتى تقوم بتربيته من جديد ؟؟؟!!! سردار بحزم :- توبراك ما عاد طفلاً ابي انه رجل واعرف كيف اتصرف معه .. لو انك تتوقف فقط عن إهانته والتقليل من شأنه !!!! سيكون كل شيء على ما يرام .. و لهذا لا استطيع التحكم به وكبح جماحه ... لانك لا تنفك عن اهانته في كل فرصه تتاح لك ... تنفست امينه براحه عندما سمعت سردار يدافع عن ابنهما امام ذلك العجوز الهرم والخرف ... اسماعيل بصرامه حاده :- سوف تُخرج حفيدتي من تلك الغرفة ولن تحتجزها مُجدداً .. هل فهمت ذلك ؟؟! قبل ان يتكلم سردار او يقول اي كلمه ... هرولت نحوهم العاملة حتى توقفت عندهم واستندت بكفيها على رُكبتيها تلهث من الركض لبعد المسافة .. قلق سردار لرؤيته انفعالات العاملة .. مُقدماً جذعه للأمام يهُمّ للنهوض .. وقال :- ما الامر يا زليخه ؟؟! ماذا حدث ؟؟! رفعت زليخه رأسها بذعر ... وقالت بعد ان التقطت انفاسها :- هدير هانم .. قال بصوتٍ مرتفع أشبه بالصُراخ الغاضب :- ما بها هدير ؟؟! انطقي يا امرأه .. هل اجرّ الأحرف من بين شفتيك ؟؟؟! :- السيدة هدير ليست موجوده بغرفتها .. رفعت الحبل السميك امام أنظارهم الواجمة ... واردفت بخوف :- ووجدتُ هذا مُعلقاً على شُرفه غرفتها ..... ركضت عامله اخرى نحوهم وهي تصرخ بهلع من الخوف :- سردار بيه .. سردار بيه .. لقد دخل لصٌ للقصر وقام بتقييد رستم بيه حارس البوابة وإغلاق فمه بالقماش .... هناك لصوووص ... انتفض سردار واقفاً والغضب يشتعل بعينيه ... وقال بعصبيه :- تباً !!! انه ليس لصاً بل انها هدير من فعلت ذلك حتى تهرب من القصر ..... ولا يستطيع احصاء المرات التي كان يعاقبها وتهرب بها ... بدأ القلق يُعشعش بقلبه .. و يتخيل السيناريوهات التي ستحدث مع تهورها وتدليها من الشرفة وقد اجرت العملية قبل اسبوعين من الآن ولم تلتئم جراحها جيداً .... خلل أصابعه السمراء بخشونه بين خصلات شعره البنية ... و استل هاتفه يُجري بعض الاتصالات المهمه وينظر لوالده الذي قال بابتسامه ويبدو غير مهتماً بصحتها التي على المحك :- حسناً يبدو انك كنت مُحِق في احتجازها حتى لا تؤذي نفسها .. لم أكن أتوقع انها مازالت تفعل ذلك مضى وقتٌ طويل مُذ تسللت على الأسوار .... ولمعت في عينه نظره صافيه .. نظره حنين للماضي وكان كل شيء يتغير كل سنه ... الاحفاد يكبرون .. عقولهم تتفتح .. ولا شيء يبقى كما كان في الماضي ... ويعرف انها خدعه من خدعها الشهيرة الاتي اطلعته عليها .. فمهما تكمن قوتها لن تستطيع التدلي على الشرفة التي ترتفع عن الارض بعده طوابق .... وفكر متهكماً ان تلك اللقيطة فيروزه وحفيده المدلل قاما بمساعدتها ... *** كانت هدير تضُم كفيها امام وجهها ... تتمتم بسوره الفاتحة أمام قبر سليم ... وعندما انتهت من القراءه مسحت وجهها تدعو الله له بالرحمه والمغفرة .... لم تستطع النوم ليله البارحة عندما منعها والدها من الذهاب لقبر سليم بعد خروجها من المشفى في الصباح ... بل طلب منها تأجيل الزيارة حتى يتم شفائها كاملاً .. لم تحتمل الألم الذي غزى قلبها لموته .. وحاولت الهرب من شرفه غرفتها الارضيّة كما كانت تفعل فيما مضى ... ولكنه قبض عليها عندما جاء ليطمئن عليها وحبسها بإحدى غرف الطابق العلوي حتى لا تستطيع التسلل عبر الشرفة .... ولكن لا احد يستطيع إخضاعها .. لمعت عينيها بإصرار قاسي .. لا احد ... !!! وبالرغم من الجميع ها هي تذهب لزياره قبره في القرية التي تبعد ساعتين عن اسطنبول .... وقد وصلت أخيراً بعد عناءٍ طويل مع الطريق .. سهمٌ اخترق صدرها بلا رحمه قبل عده ايام عندما سمعت خبر موت سليم ... ولا تستطيع تصديق ذلك ... !!!! لا تستطيع ان تُصدق ان صديقها سليم بروحه الحلوة والطيبه يرحل بكل هذه السهولة وبسببها .. لقد كان يحميها ... ومع ذلك اصيبت بعد ان أُصاب هو بسببها ... المداهمة ..!!! والحادث ..!!! منبهات سيارات الشرطه المختلطه بمنبهات سيارات الاسعاف ....!!!!! كل ذلك كانت تظنه وهماً وكابوساً سينجلي فور ان تستيقظ بعد العملية ..... ولكنه كان حقيقه مُرّه عبرت كالصديد في تقاطيع حنجرتها .. دمعه خائنة هبطت عنوه من عينها اليُسرى ... مسحتها بسرعه وهي التي لم تعتد على الدموع منذ سنواتٍ عِجاف ... وقامت بتحدي نفسها بأنها لن تبكي ابداً وستبقى قويه لا تنهار لاي سبب كان .... ولكن سليم لم يكن اي سبب ...!!! تركت له بعض الأزهار على تُراب قبره وسقته ببعض الماء ... وكان يقف بجانبها توبراك وفيروزة وهما متشحان بالمعاطف السوداء ..... وأطراف الوشاح الاسود الذي وضعته هدير باهمال على رأسها يتراقص مع هبوب الريح ... اجفلها صوت امرأة يبدو على صوتها سيمفونيه الحزن المرير .. فاستدارت هدير على سؤالها :- من منكما هي تلك الفتاة ؟؟! قالت هدير والصوت يخرج بصعوبه من حلقها :- اي فتاة تقصدين ؟؟! بللت المرأه شفتيها وهمست :- تلك الفتاة الذي وقف ابني امامها حتى يحميها من تلك الرصاصة ومات هو بدلاً عنها .. !!!! لم تكن المرأه في وعيها الكامل حتى تخمن من تكون هي الفتاه ... طعنه نجلاء تخترق صدرها مره اخرى ... ولا تدري عدد المرات التي تأذت بهذه الطعنات الخفية ؟؟؟!!! يااااا الله ... !!! كم آلمها وصف المرأه لهذا المشهد وكأنه يحدث في التو واللحظه بين الخيال والحلم ... يتكرر في مُخيلتها ولا يُفارق رأسها وتفكيرها منذ ايام ... رفعت رأسها بإباء منها وفيها ... وقالت بشجاعة :- انا هي تلك الفتاة سيده مسعودة .. قد تكونين غاضبه مني وستتهمينني بأنني من تسبب في قتله كالجميع وستكونين محقه في .... قطعت المرأه كلامها .. وتأملت هدير بغصه .. هامسه بألم :- قد تكونين حقاً السبب في موته !!! او قد لا تكونين ..!!! هزت كتفيها بأسى :- انا لا اعرف ما الذي حدث هناك ؟؟! ولكنها تابعت وبدأ صوتها يتحشرج :- ولكني لست ضعيفه الإيمان حتى لا ادرك ان القدر هو من قرر ان يأخذ ابني مني .. لقد راودتني الفتره الاخيره قبل موته الكثير من الأحلام وكنت أتجاهل رؤيته بها .. لأنني لم أكن مستعده لفقده .. رغم ان قلبي كان يشعر بذلك ولكن عقلي يأبى الاستماع والتصديق ... انا فقط لم ارد ان اصدق .... اضطرب الماس في مُقلتيّ هدير ... وبقوه جبارة لم تمنح لأحد حق رؤيه غلاله الدموع الأبيه ... قالت لها المرأه كلاماً اثار استغرابها كثيراً .. وهي التي ظنت ان تهجم عليها وتحاول ضربها وتعنيفها واتهامها بأنها السبب في موت ابنها ... ولكنها مجدداً اجفلتها بسؤالها المباغت :- هل تستطيعين المحافظة على تلك الحياة التي تمتلكينها ؟؟! حياتك !!! والتي بسببها فقد ابني حياته ... رده فعلها هذه آلمتها اكثر كانت تتمنى ان تضربها وتعنفها حتى تتوقف هدير عن تحميل نفسها الذنب .... لا تريدها ان تكون طيبه معها انها تؤذيها بطيبتها ولا تتخيل انه مازال يوجد ناس بهذه الطيبه في الحياة .... قالت هدير بصوت غادرته الحياة :- لا اعرف !!! اي انني لا أعدك بذلك .. الموت عباره عن مرض المهنه لدينا المشكلة تكمن بالعيش ان نعرف لماذا نعيش ؟؟! نعيش ولا ننسى بأننا شرطه لان الموت مرتبط بِنَا كل يوم ... كما انني اصبت بعد ان قام سليم بحمايتي الامر لم يكن بيدي ... لم تستطع السيدة مسعودة التحمل أكثر .... ذرفت دموعها وتذكرت كلام سليم قبل سنوات طويله وهو يدرس في الأكاديمية .. ثم اصبح يكرر كلامه كل يوم مُذ استلم عمله كشرطي قبل عده سنوات .... " مهما حدث لي يا أمي لا تحزني .. سأصبح شرطياً وسأعيش ولن أنسى بأنني شرطيّ والموت سيرتبط بي كل يوم ... وانتِ ايضاً لا تنسي ذلك واعتادي على هذا " .... لقد عرفت سرّ حديثه الان ... وجملته هذه التي حفظتها عن ظهر قلب هي ما خففت المها عليه نوعاً ما .. ولكن الالم لا يزول .... !!! لا يزول ابداً ..!!! انه فقط يقل مع مرور الوقت ولكن لايزول ابداً ... سحبت هدير نفساً عميقاً ... تربت على كتف والده سليم برقه لم تعتد عليها من قبل او ظنت انها تمتلكها ... وتهمس بألم :- تعازيّ الحارة لكِ يا خالتي .. بسلامه رأسنا جميعاً .... كان توبراك وفيروزة يتبادلان النظرات الآسية بينهما دون ان يستطيعا التدخل بالحوار ... وشاهدا بألم انهيار والده سليم على الارض ولم تعد ساقيها الهشتان تقوى على حملها .. وتلقفتها هدير التي انزلقت معها تُعانقها بقوه ... بينما تبكي السيدة مسعودة على كتفها ... لا تعرف كم مضى من الوقت عندما ابتعدت عنها والدة سليم ... وتهمس ماسحه دموعها :- عليّ ان ارحل الان لتوضيب حاجياتي للسفر عند اخي .. لن أستطيع العيش بقرب ابني فإمكانياتي لن تسمح بذلك ... آمل فقط ان أستطيع زيارته كلما سنح لي الوقت ... احاطت السيدة مسعودة وجنتيّ هدير بكفيها ... وهمست بتحشرج :- ارجوكِ اعتنوا بقبره جيداً اثناء غيابي .. لا تجعلوه يشعر بالوحده .. ازدردت هدير ريقها بصعوبه لهذه التوصية .. نهضت عن الارض ورفعت والده سليم معها ... وهمست لها :- لا بأس .. لا بأس خالتي سنعتني به جيداً وانتِ ايضاً ستعتنين بِه .. كل شيء سيكون على ما يرام ... همس توبراك وفيروزة للسيدة بردود متفرقة :- تعازيّ لك سيدتي .. فاليمنحك الله الصبر و يجبر قلبك لفراقه ... بسلامه رأسك ... ردت عليهم السيدة مسعودة بوجه محمر من البكاء :- امين .. شكراً لكم ... غادر الثلاثة نحو السيارة ونظره تصميم واصرار تلتمع في عينيّ هدير .. وانتقام لسليم ولجميع من فقد حياته بسبب " مأمون صاراي خان " ذلك الرجل القذر والمعروف لدى الجميع بأنه قائد المافيا .. سيدفع ثمن الدماء التي هُدرت بسببه .. التقطت هاتفها وهي تُجري بعض الاتصالات وقالت بصوتٍ مختنق :- مرحباً سيد فاروق .. انني اطلب منك ان تهتم بالسيدة مسعودة والدة زميلي سليم في قريه " ياصلي هان " .... اشتري لها منزلاً وأمن لها جميع احتياجاتها مهما كانت ولا تهملها أبداً حتى تبقى بقرب سليم ... وان سئلت عن اي شيء .. قل لها فاعل خير يريد بقائها بقرب ابنها .... اغلقت الخط ... وتوقفت عند السيارة تنظر لفيروزة بتعب رفضت إظهاره بإباء .. وقالت بخفوت :- اصعدي إلى المقعد الأمامي انه دورك الآن .... لم تجادل فيروزة عندما صعدت بجانب توبراك الذي يقود السيارة وهي اكثر من تعرفها هذه الماعز العنيدة .. كيف لا تعرفها وهما قد تربيتا سوياً منذ سنوات مع توبراك ؟؟؟! ... انها مُتعبه وكبريائها اللعين يرفض الاعتراف وتريد الراحة والاستلقاء لوحدها في المقعد الخلفي ... بعد مرور ساعه في الطريق .. قالت فيروزة بنعومه :- توبراك هل يمكنك ان تُنزلني في الصالون ؟؟؟!!!! لقد تأخرت عن العمل كثيراً .. رد ببساطه :- حسناً لا بأس سأنزلك هناك .. شبه ابتسامه بالكاد ظهرت على شفتيّ هدير .. وقالت :- وانا .. هل يمكنك إيصالي لمديرية الامن ؟؟! قال توبراك وعيناه على الطريق :- رسمياً اصبحت سائقاً لكما هذا اليوم .. ثم انني لن آخذك إلى اي مكان عدا المنزل .. سيكفيني التوبيخ الذي سأتلقاه من ابي وجدي .. ولا احتاج ان اقول كم يحبني جدي ؟؟! عندما يعرف بأنني قمتُ بتهريبك هذا الصباح ... هزت هدير كتفيها وردت ببساطه :- انه يحبك ولكنه مغتاظ منك فقط لأنك لا تفعل شيئاً غير اللهو واللعب طوال اليوم والظهور في الصحف كأمير الليالي في اخر الليل ... جرب ان تنتظم في الشركة وتصبح رجلاً مسؤولاً وسيفخر بك كثيراً .... نظرت فيروزة نحو النافذة بألم ... دون ان تتحدث بموضوع حب الجد ... هي تعرف جيداً كم يكرهها ولا يعدُها من العائلة و لا يترك اي فرصه تتاح له حتى يهينها ويهين توبراك المسكين ... إذ به حفيده الحقيقي ويفعل به هذا !!! فماذا عنها هي اذا وقعت بين براثنه ؟؟؟!!! ... شخر توبراك بانفعال .. و قال وعينيه على الطريق :- هدير توقفي عن الدفاع عنه .. الجد لا يحتاج للاسباب حتى يحب احفاده كما الام والاب لا يحتاجون الاسباب ليحبون اولادهم .. فأنتِ لن تقنعيني بأنه يراني غير الوريث الوحيد الفاشل الذي سيرث العائله و اعلم جيداً كم يمقتني ... مطت هدير شفتيها بضيق ولا تعرف ماذا تقول له ؟؟!! ولا تعلم ان كان كان محقاً ؟؟! ام لا ؟؟! .. تنهدت باستياء ... ثم قالت :- فيروزة هل أعدتِ مفتاح غرفتي الاحتياطي لمكانه كما طلبتُ منكِ ؟؟؟!! .. فيروزه :- نعم .. رغم انني لا اعرف ما الفائدة وهم سيدركون بأنني انا وتوبراك من قمنا بتهريبك .. فمن غير الطبيعي ان تستطيعي التدلي من الشرفة ... وسأتلقى التوبيخ ايضاً وسيفقد ابي سردار ثقته بي .. اردفت بانفعال تحرك يديها :- بحق الله لقد جعلني حارسه على غرفتك حتى لا تهربين فأقوم انا بنفسي بفعل ذلك تحت ضغطك وإصرارك ... تدخل توبراك :- لا تقلقي سوف اقول بأنني انا من فعل ذلك لوحدي ولن اورطك .. سأتحمل التوبيخ بنفسي ... أنتما اختاي ودائماً سأكون خلفكما ومعكما مهما كان ... ابتسمت هدير .. وربتت على كتفه بإمتنان .. قائله :- لن يتورط ايٌ منكما .. ثم نظرت لفيروزه واردفت .. إن اعدتِ المفتاح لمكانه فعلاً فلن يعرفوا بأنكما من قمتما بإخراجي .. لقد وضعتُ لهم حبلاً يتدلى من الشرفة و قمت بالاتفاق مع السيد رستم حارس البوابة حتى أقوم بتقيده وهذا سيوهمهم بأنني خرجت بنفسي دون اي مساعده .... داس توبراك مكابح السيارة بعُنف ... وتوقفت فجأه بمنتصف الطريق السريع الفارغ من السيارات نوعاً ما .... وأدار رأسه إليها بصدمه .. قائلاً :- لقد فعلتِ ما فعلتيه طوال هذه السنوات من مصائب وهروب من العقاب .. وهذا ما تبقى ان تفعليه ؟؟!! وقد فعلته !!!! دعكت فيروزه جبينها وتأوهت من الالم بسبب توقف توبراك فجأه ... وقالت بعصبيه :- عفواً سأصحح لكِ جملتك الأخيرة .. انتِ لم تخرجي لقد هربتي وهنالك فرق .. ولن اقول بأنكِ جننتي فانتِ بكل يوم تزدادين جنوناً وكان لديك نصف عقل فقط وها هو المسكين يغادر مع نصفه الاخر ... ثم اردفت ببعض الانفعال :- ماذا يعني خداع الكبار بهذه الطريقه ؟؟!!! هزت هدير كتفيها بلا اهتمام :- ان اردتما النجاه انتما الاثنان .. ستنكران مساعدتي وحسب ..... هي هكذا دائماً حره وطليقه .. ولا تقبل بالتقييد ابداً ... هز توبراك رأسه بأسى ... و تمتم ببعض الكلمات :- يا الله يا ربي .. فالتمنحني الصبر .... اعطني الصبر يا ربي ... اوقف السيارة عند محطه للاستراحة ... وتوجه بالسيارة لتعبئتها بالوقود ... وترجلوا ثلاثتهم حتى يستنشقوا بعض الهواء النقي والاوكسجين .... دخلت هدير للمتجر الصغير وقامت بشراء بعض الشطائر ولبن العيران ... ولفت نظرها اثناء خروجها صوره توبراك على غلاف الصحيفة .. علقت الكيس داخل معصمها والتقطت الصحيفة بفضول .. لتفتح عينيها بصدمه من خبر كان عليها ان تعتاده ولم تستطع اعتياده او ابتلاعه ... كانت مازالت تتصفح الصحيفة حتى تعلم ان وجدت اخبار اخرى مهمه عن عائلتها ... فوصلها صوت صاحب المتجر متهكماً :- أيتها الانسه .. هل ستشترين الصحيفه ؟؟! ام انك ستستمرين في تأملها وكأنها تحفه اثرية ؟؟؟!!! نظرت له ببرود وقالت بجفاء :- هل أبدو لك كلِصه وضيعة ؟؟! او متشرده تقرأ الصحف بالمتاجر دون دفع ثمنها ؟؟؟!!!! ... تقدمت نحوه وقالت بشراسه :- تفضل ثمن الصحيفة و أضعافها ايضاً أيها المتنمر .. وخرجت والنار تتأجج بداخلها مما فعله توبراك ليله البارحة .. لا من اجل سمعه عائلتهم ....!!! بل من اجله هو ...!!!! تريده ان يتوقف عن هذا اللهو ويستقر بحياته ويرتاح ... وتستطيع ان ترى كم هو يعاني بصمت ... رأته يمُج من سيجارته ويستند الى باب السيارة بتكاسل يلازمه دوماً .. نظر لها قاطباً جبينه من غضبها الذي اتضح في وجهها القمحيّ والتماع الشرر في عينيها التوبازية الحادة .. هز كتفيه بلا اهتمام وكانت السيجاره قد انتهت ليرميها بوقاحه ويدوس عليهادون ان يأبه لشيء ... وتنهد قائلاً من نظراتها التي ستقتله لو كانت النظرات تقتل :- ما الأمر ؟؟؟! لما تبدين كالقنبلة و كأنك ستنفجرين في وجهي ؟؟؟! صفعت الصحيفة بصدره ... وقالت بغضب :- بسبب هذا !!! وتلوم جدي من تعنيفه لك ووصفك بالمدلل اللعوب .. حتى اني اتخيل رده فعله عندما يراها ؟؟؟ شد على اسمها بحده :- هديييير ... !!!!! لوحت بيدها منفعله :- هدير ماذا ؟؟! زفر الهواء بعُنف وهمس :- لم يحدث شيئاً ليله البارحة كما يعتقد الجميع .. كنت اتسلى فقط .. فأنا لا افعل ذلك كل يوم وليس مع اي امرأه بالطبع ... احمرت هديربخجل وقد فهمت قصده ... وهذه المره هي من شدت على اسمه :- توووووبراااك ...!!!!!! قهقه توبراك باستمتاع .. ونظراته اللعوب تحدق بها بتسليه دون ان ينطق بكلمه .... زمت هدير شفتيها بضيق ... ثم قالت بجديه :- لا احب ان اراك هكذا أخي .. تعاني وتخفي المك وحزنك في قلبك ... ولا اعرف ما هو الذي يؤذيك .. ربما عليك ان تُفضي لاحدهم ان تتحرر من داخلك لتعيش حياتك أظن عليك الان ان تبدأ في البحث عن طريقك وتنجح بِه وتتعب ... وتترك عنك هذا اللهو الفارغ لن ينفعك بشيء .. تجمد وجه توبراك ... لم يرد ان يُظهر بأنها محقه كما تقول ... خاصه ان طريقه مسدود الآن ... وقال بتهكم :- انظروا من يقوم بإسداء النصيحة .. أظن انه عليك الاهتمام بأولوياتك اختي ... ودعكِ منا لا يعنيكِ ... انا بخير هكذا ولا نيه لي ان اتغير قريباً ... زفرت هدير بغيظ ... وقبل ان تتكلم .. جاءت فيروزة تتهادى على كعبيّ حذائها ... وقالت بتقرُّف :- انا لم استطع ابداً دخول دوره المياه في هذا المكان المهجور .. أرجوكم أسرعوا حتى نعود لإسطنبول ... ارتفع حاجبيّ هدير بصدمه وقد لاحظت للتو ما ترتديه فيروزة وقالت :- هل سافرتِ معنا بهذا الكعب ؟؟! لا اصدق ذلك ... توردت وجنتيّ فيروزه دون ان تقول اي كلمه وهي التي اعتادت على ارتداء الكعب دائماً ولم تعد تتعب منه ... *** استطاعت فيروزة ترتيب طاولة الزينة بما عليها من اغراض لصالون التجميل بالرغم من تأخرها ... وهاتفها الوردي الأنيق محشور بين إذنها وكتفها .. وصوتها يخرج رقيقاً كخرير الماء :- نعم هذا صحيح .. رجاءً يا سيد حافظ لا تهمل التغليف حتى تصلني البضاعة سليمة بدون اي أضرار .. شكراً لك انني ممتنه للتعاون معك في هذا العمل وان احببت المنتجات الجديدة وكانت مناسبه لزبائني سأتعامل معك دوماً ... اغلقت الهاتف تسدير بخفّه وتنتثر خصلات شعرها المموجة كشرائط الذهب المختلطة بالفضة للخلف حتى استقرت لمنتصف ظهرها .. وذعرت عندما وجدت فتاة متوسطه الطول كادت تلتصق بها من قُربها الشديد .. أطلقت شهقة مكتومة وعادت للخلف تضع كفها على صدرها .. هامسه بذعر :- بسم الله الرحمن الرحيم .. لقد اجفلتني أيتها السيدة .. لماذا تأتين خلفي هكذا كالسفاحين ؟؟؟!!! على كل حال بماذا أستطيع ان أساعدك ؟؟! ردت الفتاة بصوت بسيط :- أولاً انا لستُ بجنيه حتى تهرعي كهذا ... ثانياً انا لست بسيده انني انسه .. تجرحين مشاعري عندما تصورينني كسيده كبيره .. ثالثاً هل تعملين في هذا المكان ؟؟؟! ردت فيروزه بشك على سؤالها الأخير :- يعني !!! بللت الفتاة شفتيها ... وقالت ببجاحه :- إذاً كان عليك ان تسأليني بـ " بماذا أستطيع ان أخدمك ؟؟! " ارتفع حاجبيّ فيروزه الخفيفين بشقره باهته وقالت بحزم :- انني صاحبه هذا المكان وحتى المستخدمات هنا لسن كالخدم بل يقومون بالمساعدة ... ولا اسمح لأحد ان يُهين موظفاتي أيتها الآنسة .. ان لم يعجبك ذلك فيمكنك الذهاب الى الصوالين المجاورة .. تعرفين انها المنافسة وينتشرون بكثره حولنا !!! تململت الفتاة بملل وشعرها الاسود القصير يتحرك بعنفوان حول وجهها ... وقالت بلا اهتمام :- حسناً .. حسناً .. توقفي عن هذه المحاضرة لقد جئت قاصده هذا المكان وقد سمعت عن احداهن اسمها " فيروزه " ... قالوا لي انها افضل من تقوم بتسريح الشعر .... عقدت فيروزه ذراعيها لصدرها ... ووقفت بشكلٍ مائل ومال معها شعرها الذهبي و فستانها الابيض الذي جعل بشرتها البيضاء تتألق تحت الأضواء ... وقالت بنظرات الانتصار التي تشع من عينيها :- انني أقف أمامك تماماً .. ما الذي تُريدينه مني ؟؟! ثم ان المبلغ الذي ستدفعينه سيكون مُرتفع قليلاً لأنك تطلبين مصففه معينه ... بُهتت الفتاة الغريبة من جمالها الآخاذ .. جمال يشبه جمال الأميرات الأنيقات كانت مبهره للنظر وقدها الأشبه بقد عارضات الأزياء ... كانت رقيقه جداً وناعمه كالنسمة ... ثم هزت منكبيها بلطف ... وهمست بصوت وصل لفيروزه فاتراً :- ليست مشكله .. لستُ انا من سيدفع على اي حال !!! مدت فيروزه ذراعها النحيلة البيضاء إلى احدى المقاعد امام المرآه الطويلة وقالت بلُطف :- تفضلي بالجلوس .. جلست قدر وقالت بهدوء :- اريد تركيب بعض الخُصل لأجعل شعري طويلاً تمنيته طويلاً دائماً ... ويمكنك احضار كاتالوج الألوان حتى اختار لونه فلقد مللت من لونه الاسود كسواد أيامي .. عبست فيروزه بوجهها الرقيق تُحدّق بزبونتها الغريبة الأطوار .. نعم لقد كانت من اكثر الزبائن غرابه بتصرفاتها الغريبه المثيرة للريبة .. فهي هنا ترى اشكال والوان من الزبائن كل يوم .. ولكنها قالت بلُطف :- وجهك يشبه القلب ولذلك من الافضل اختيار قصة تعمل على تقليل مساحه الوجه من ناحيه الحاجبين وذلك بترك طبقات ناعمه وخفيفه من الشعر على الجزء الأمامي من الوجه .. نظرت لها قدر نظرة صامته .. وقالت بهدوء :- حسناً يُمكنك ان تفعلي ما ترينه مناسباً لا امانع ..... ابتسمت فيروزه والتقطت احدى المجلات تفردها امامها .. قائله بانتعاش للعمل الذي تحبه :- كما انظري لهذا اللون سيُناسب لون بشرتك الحنطية وتبدين جميله جداً بوجهك الطفولي ..... نظرت قدر للمجلة ببعض الخوف والندم فهي لم ترغب بتغير شعرها او ان تفعل شيئاً في الصالون وكادت ان تتراجع .. وتشك من الاصل ان وجهها طفولي وهذه المزينه تخدعها حتى تجذبها للتغيير بلا تردد ... عادت رزمه النقود تفرد ريشها بين عينيها .. وقالت باستسلام :- حسناً يبدو جميلاً افعلي ما تُريدين .. انني اترك نفسي بين يديك ... واشعر ببعض الثقه لأنك ستظهريني بصوره حسنه فما سمعته عنكِ ليس بقليل .. ابتسمت فيروزه بسعاده كم تحب اللذين يتركون أنفسهم بين يديها ويثقون بها وبذوقها دون ان يترددوا ... عكس اللذين يتفلسفون عليها ويعلموها كيف تعمل و تُمارس احب هواياتها لنفسها .. تحب ان تعمل دون اي اي مقاطعه مناحد لمتعتها عندما تغرق في عملها فهي تنسى كل شيء .. تنسى حزنها والمها و انها بلا أصل او هوية ولا عائله حقيقه ... بعد ان تركتها عائلتها الحقيقية بين اكياس الطحين في إحدى المخابز لحيّ فقير .. وقد كانت قطعه لحم مولوده حديثاً .... تتذكر كيف تبنتها عائله قولو اوغلو وأصبحت فرداً من أفرادها .... وما تلبث ان تلون السعاده عينيها للحظات حتى تسّود مُجدداً عندما يُذكرها الجد اسماعيل بحقيقتها وتسقط للدرك الأسفل من حزنها .. فتتراجع أحلامها عن التقدم للأمام ... ومع ذلك حاربت منذ طفولتها وهي تدرس بجد حتى اصبحت من المتفوقين وبَنَت كيانها الخاص بها واجهه صلبه حازمة تخفي بها هشاشتها ووهنها ... تخفي المها عندما يتحدث الناس عن طائر الحظ الكبير الذي سقط على رأسها لتبنِّي عائله قولو اوغلو لها ... وكم انها فتاه محظوظه ... ابتسمت بعد ان انهت عملها .. تُخلل أصابعها بشعر الزبونة فور ان انتهت من صبغه وقصّه وترتيبه ... وقالت بفخر لما انجزته :- انظري لقد اصبح شكلك اكثر طفوليه ولقد اتضحت تقاطيع وجهك الجميل .... نهضت قدر عن الكُرسي تستدير لفيروزه بابتسامه جذابه ... فهي لم تكن جميله بقدر ماكانت ملامحها بها جاذبيه طفوليه بريئه مخفيه في أعماقها ... قالت بحلاوة :- سلمت يداكِ احببت شكلي كثيراً وسيسرني كثيراً المجئ لهنا دوماً وأصبح زبونتك الدائمه .. ابتسمت فيروزه ولمعت عيناها الخضراوتين الداكنتين بإنتشاء ... وسقطت عينيها على عِقد قدر الذي يبدو من الطراز القديم ... وقالت :- وانا ايضاً سيسرني مجيئك .. هل تعلمين الأشياء القديمة كذه الانتيكة على جيدك تثير اهتمامي دوماً ؟؟؟! انها جميله للغاية ..... نظرت قدر لقلادتها بفتور ... وقالت بصوتٍ باهت :- لو لم تكن هذه القلادة سرّ ماضيّ كُنت اهديتك إياها بكل حب .. احمرت فيروزه بحرج :- انني فقط لا أستطيع الصمت امام حرم الجمال .. لم اقصد شيئاً اخر .. بالمناسبه ما اسمك ؟؟! ضمت الفتاة قلادتها بين أصابعها :- يمكنكِ مناداتي بقدر ....!!!!!!! تمتمت فيروزه بحلاوه :- " قدر " اسمك جميل وأتمنى ان يكون قدرك جميلاً بجمال اسمك .... ابتسمت لها قدر بامتنان ... و تعلم ان دعوتها هذه لن تتحقق بأي يوم من الأيام ... ولكنها قالت بلطف عكس فظاظتها في البداية :- امين .. شكراً لك مره اخرى .. من بعد إذنك علي الخروج .... *** خرجت قدر وغرقت عيناها بالحُزن المرير ... وهاهو قناع القوة المزيفة والفظاظة قد انزلق من وجهها .. والتفتت خلفها بنظرات حائره وقلقه .. تلمح اسم فيروزه اللامع على واجهه الصالون الفاخر .. وتشاهد فيروزة بعينيها الحزينتين توجه بعض العاملات للعمل وتتحدث مع بعض الزبائن ... والابتسامه الجميلة تتسع على شفتيها الملونتين باللون الوردي الفاتح .. والعقيق الأخضر في عينيها يشرق مع إشراقها .. عادت أنظارها المرتعشة تتوجه لتلك السياره التي تنتظرها قرب الرصيف ... وقلبها يخفق بخوف وندم مرير ..... للمره الاولى تفعل ذلك وتخون الحياة ... !!! تضطر للقيام بأمرٍ قذر حتى تحصل على المال .... ربااااه !!! المال ... الافه الوحيدة التي تمر بها ... بسبب المال حياتها تصبح على حافة الهاوية ... كيف ستؤذي فيروزه بهذه الطريقه ؟؟!! انها طيبه جداً رقيقه وناعمه ولا تبدو من الأشخاص السيئين .. كيف سيطاوعها قلبها على إيذائها ؟؟؟!! رغم انه اللقاء الاول بينهما إلى انها احبتها .... وأحبتها كثيراً كأختها الكُبرى ... للمره الأولى في حياتها تتعلق بشخص بهذه الطريقة وتثق به وتخشى عليه من نفسها ... وكأن القدر ينصحها ان تتقرب منها ... وتشعر بروحها قريبه من روحها .... كانت تسمع دائماً جمله ... " الارواح جنود مجنده " ..!!!!! ولم تعرف المعنى الا عندما قابلت فيروزه للتو واللحظه ..... يا الله انها المره الاولى التي تعرفها ...!!! كيف من الممكن ان تتعلق بها هكذا ؟؟!! بكل هذا اليأس ...!!! صعدت للسيارة بوجه جامد دون ان تستطيع النظر لسائق السياره .. واستقبلها صوت " مقصود " الجائع بلهفه :- هااا ... ماذا حدث ؟؟! هل رأيتها ؟؟! هل أتت هذا اليوم ؟؟!!! اكتفت بأن تومئ برأسها بحركه بسيطه .. فقال مقصود بنفاذ صبر :- اييييه .. !!!!! ثم ماذا حدث ؟؟! هل اصبحتِ صديقتها ؟؟! هل تعرفتي اليها ؟؟! نظرت له بقوه وتشع من عينيها البنيتين الغضب ... وقالت بانفعال :- الله .. الله .. هل ستصبح صديقتي وتثق بي بهذه السرعة ؟؟! انه اليوم واحد ... ما ازال احتاج لبعض الوقت حتى تثق بي .... نظر لها بريبه ... ورد بهدوء :- حسناً لا بأس .. صبرتُ كثيراً وليست مشكله ان اصبر اكثر .. مع رأسها العنيد لو انها مالت لي وجاءت إليّ برضاها منذ البداية لما اضطررت لاستخدامك واهدار أموالي الثمينة عليكِ لجلبها بين أحضاني رغماً عنها .... ارتجف جسد قدر باشمئزاز من افكاره القذرة ... و قالت بلهجه ملتاعه :- أرجوك مقصود .. اترك هذه الفتاة وشأنها إنها لا تريدك والفتيات اللاتي يركضن خلفك ويسيل لعابهن من اجلك اكثر من الهم على القلب .. ابتسم بخُبث يقود السيارة بتأني :- ولهذا السبب انا أريدها بشده ..!!!! لانها لا تلهث خلفي وتمنُّعها عني يزيدني اصرار على تناولها كالفاكهة الناضجة .. اشمئزت اكثر من وصفه الدنيء ... وعادت ترجوه :- مقصود أرجوك .. فكر جيداً ما الذي ستستفيده من إيذائها ؟؟! قال بجمود :- انني لا أؤذيها فأنا احبها كثيراً ولا احد يستطيع الاعتناء بها مثلما سأعتني بها .. ثم ان كنتِ لا تُريدين ان تكوني جزءً من الخطة لما قبلتِ ؟؟؟!!!! بمراره علقت في حنجرتها :- تباً لك .. انك تعرف ان المال هو السبب الوحيد الذي جعلني اقبل بعرضك المزري وإلا اصبحت اليوم تحديداً في الشارع كما كنت في طفولتي ... نظر لها بطرف عينيه ... وهمس بخُبث قاصد :- لقد جلبتُ لك عمل سيجعلك ملكه متوجة على عرشك و تكونين ثروه هائلة ولكنكِ رفضتِ ذلك كالبلهاء ... بعصبية :- تباً لك ... لقد قلت لك مراراً الشيء الًوحيد الذي ما ازال امتلكه واحافظ عليه هو شرفي لن أفرط به ابداً ... حتى وان اضطررت الى التسول في الشارع وتقطعت معدتي من الجوع وعلق الصديد في حنجرتي .. هل فهمت ؟؟؟! .... ولا تعد مره اخرى وتعرض هذا العمل فأنا لستُ بذلك الرخص كما تظن !!!!... مالت شفتي مقصود بإلتواء متهكم ... وقال بوقاحه :- وكأن عملك الذي تعملينه في الليالي المِلاح الآن يجعل منك سيده زمانك الشريفة .. ما انتِ الا مجرد رخيصه عذراء ... وكل من يراكِ لن يصدق انك بكل هذا الشرف .... اشتعل القهر في أعماقها كما ترقرقت دموع الغضب في عينيها البُنيتين الواسعتين ... وقالت تصرخ :- أوقف السيارة !!! رد بلا اهتمام :- مازال يتبقى شارعين حتى نصل لبداية الحيّ الحقير الذي تعيشين بِه ... صرخت بقوه اكبر وقد فقدت السيطرة على انفاسها الثائرة :- قلت ..!!! توووووقف !!! وقبل ان يرد او يفعل شيئاً فتحت قدر باب السيارة بتهور جعله يدوس على المكابح بعُنف ... لتتوقف السيارة بعُنف اكبر ويرتطم جبينها للأمام .. ولم تهتم للألم في جبينها والتي سال عليه خطاً من الدماء .. بقدر اهتمامها لان تترجل من سيارة هذا الدنيء الذي اخرج رأسه من نافذه السيارة ... وقال مُهدداً إياها :- اياكِ ان تنسي ما اتفقنا عليه وقبضتِ ثمنه مقدماً .. وإلا جعلتك تندمين على كل قرشٍ حصلتِ عليه مني وجعلتك تبتلعينها ليره ليره ... يا شريفه زمانك ... ضمت نفسها بين ذراعيها وهي تسير شبه راكضه على الرصيف والخوف يكتنز جسدها الواهي دون ان تنظر له او حتى تنظر خلفها .... تحاول ان تُخفي الدموع عن الاعين الفضولية التي ترمقها بالشارع وبعضهم يعرف من تكون ...!!!!! وينظرون لها تلك النظرات المزدرية وتقتلها حتى تُرديها قتيله .. ماذنبها هي اذا كان قدرها كتب لها ان تصبح مشرده وبلا اي هويه في هذا العالم ؟؟؟!!!! ..... *** زفرت هدير نفساً خشناً وقد حان وقت المواجهة .. لقد اصرت على توبراك ان يوصلها لمركز الشرطة حتى تعرف ما الذي حدث بعد المداهمة .. وان كان هناك اي جديد ... وبعد ذلك تتصرف مع والدها وجدها بسبب هربها من القصر .. تقدمت بخطواتها ودخلت تنهب المسافات إلى الغرفة التي يجتمع بها فريقهم ولكل واحد منهم مكتباً خاص يعمل عليه .. وقد اصبح علي رئيساً جديداً عليهم ... وَقاد اول مهمه له بائت بالفشل وليتها تعرف السبب .. لقد كانت المهمة سرية تماماً علمت بها بالصدفة .. تعجبت لعدم وجود احد بالغرفه .. ونغزها صدرها بألم ... تشعر بروح غريبه تطوف حولها في هذا المكان ... لقد سألت عن علي وعلمت انه موجود في المركز وبالتأكيد هو الان يتفقد مكتبه الجديد .. ابتسمت بتوتر ... ودخلت إليه دون ان تطرق الباب بقله ذوق كما اعتادوا منها دون ان تأبه لتوبيخهم .. فوجدت جسداً كان يقف بثقه وكبرياء حازم ... مولياً إياها ظهره الصلب .... ومن النظرة الاولى عرفت بأنه ليس علي ... بل عقلها من كان يصور لها بعض الصور القديمة ... وقفت بتحفز وكل خليه في جسدها تتشنج .. وتظن بأنه الرجل الذي كانت روحه تطوف حولها ... كان قميصه الأزرق مُلتصقاً بجسده وأبرزت عضلات عضديه المفتولة .. يعلوه صدريه رجالية كما يحب ان يرتدي دوماً .. بالتأكيد تعلقت عليها شارة الضابط والأصفاد من الامام ... وشعره مازال اسود كسواد اجنحه الغراب مموجاً بشكلٍ جميل .... كان يضع كفيه على خصره ويتأمل ما خلف النافذة .... حقيقه انتاب فضولها ماذا يتأمل ذلك الرجل ؟؟! فلا يوجد خلف هذه النافذة إلا القمامه !!!! هل يتأمل القمامه ؟؟؟! ولم تكن هدير تعلم بأن المكان قد تحول واصبح حديقه للشاي ... التفت لها الرجل وأخيراً بعد ان شعر بوجود احدهم ... ورأت ملامحه عن قُرْب .... ملامحة الواثقة الصلبة ... ونظراته السوداء العميقة ... بعينيه التي كانت تُشبهها بالجواهر السوداء ... ملامح لم تكن غريبه عليها ... ملامح تناست وجودها في عقلها الباطن منذ سنواتٍ مضت ولم تستطع نسيانها ... اشتعل الجمر الغاضب في عينيها الزرقاوتين كالبحر الهادر بأمواجه .... و قد كان هذا الشخص اخر شخص تتمنى رؤيته في هذه الحياة لقد كان .. الثور ..!!!! " هارون دالي " .... . . التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 19-09-17 الساعة 07:49 PM | ||||||||||||||
|
| |
|
30-10-16, 09:19 PM
| #518 | |||||||||||||
| نجم روايتي وكاتبة وقاصة ومصممة مساعدة في منتدى قلوب أحلام وعضو في فريق الترجمة ومتابع مميز في القسم الطبي والنفسي
| المقدمة قوية كتير كتيررررر صار عندي فكرة ليش سميتيها بحر الاسود لانو مأمون قتل سليم يعني البقاء للاقوى بعالمهم هيدا غير المافيا عالم فيه قوة وقسوة انا قراءت روايتك السابقة بعد اعادت تنزيلها بالفيسبوك وكنت قراتها من قبل قبل التغيير وكانت رائعة وهلى من المقدمة الكتيرررر قوية ويلي بقصدو هون لغتا و مضمونا رح كون بشوق للفصل الاول من هل رواية باذن الله ابدعتي يا ارورا | |||||||||||||
|
| |
|
30-10-16, 09:30 PM
| #519 | |||||||||||||
| نجم روايتي وكاتبة وقاصة ومصممة مساعدة في منتدى قلوب أحلام وعضو في فريق الترجمة ومتابع مميز في القسم الطبي والنفسي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 6 والزوار 2) sanity, زهرة الليلك4891, ghader, sandynor+, ندى المطر, نور67 | |||||||||||||
|
| |
|
30-10-16, 09:58 PM
| #520 | ||||||||
 
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحين مستعجلة مو قاادرة اكتب تعليقي ... بكرا انشاءلله ... وايي طلعت وحده جديدة هي اللي اتكلمتي عنهااا ... عهههههه ... اصلا من شفت ردج عرفت انها مو هديرو لا سيباااال ... بس حبيت اقوول اني حبيت فيروووزة | ||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
1139Likes
.png)
.png)
.. 
العرض العادي
