آخر 10 مشاركات
..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          قلبُكَ وطني (1) سلسلة قلوب مغتربة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          608 - المرأة الضائعة - روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : samahss - )           »          الخفاش بين رعب الأساطير ومظلومية كورونا وتميمة الحظ وابن المقفع (الكاتـب : اسفة - )           »          18ـ بعدك لا أحد ـ كارول روم ـ كنوز احلام ( كتابة /كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          2– التجربة - شارلوت لامب - ق.ع.قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-06-17, 11:33 AM   #701

ريري البرنسيسة
alkap ~
 
الصورة الرمزية ريري البرنسيسة

? العضوٌ??? » 331631
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,276
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ريري البرنسيسة has a reputation beyond reputeريري البرنسيسة has a reputation beyond reputeريري البرنسيسة has a reputation beyond reputeريري البرنسيسة has a reputation beyond reputeريري البرنسيسة has a reputation beyond reputeريري البرنسيسة has a reputation beyond reputeريري البرنسيسة has a reputation beyond reputeريري البرنسيسة has a reputation beyond reputeريري البرنسيسة has a reputation beyond reputeريري البرنسيسة has a reputation beyond reputeريري البرنسيسة has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم



ريري البرنسيسة غير متواجد حالياً  
التوقيع
ReRe
قديم 22-06-17, 05:20 PM   #702

kamsed

? العضوٌ??? » 393025
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 281
?  نُقآطِيْ » kamsed is on a distinguished road
افتراضي

رااااااااااااااااااااائعة

kamsed غير متواجد حالياً  
قديم 26-06-17, 01:06 AM   #703

نونا لبنان
 
الصورة الرمزية نونا لبنان

? العضوٌ??? » 361010
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 506
?  نُقآطِيْ » نونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم الفصل روعة وكل عام وانتم بالف خير وينعاد عليكم بالصحة والعافية وراح ننتظر بفارغ الصبر الفصول الجاية

نونا لبنان غير متواجد حالياً  
قديم 11-07-17, 08:08 AM   #704

tetofeto
 
الصورة الرمزية tetofeto

? العضوٌ??? » 315778
?  التسِجيلٌ » Apr 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,576
?  نُقآطِيْ » tetofeto has a reputation beyond reputetetofeto has a reputation beyond reputetetofeto has a reputation beyond reputetetofeto has a reputation beyond reputetetofeto has a reputation beyond reputetetofeto has a reputation beyond reputetetofeto has a reputation beyond reputetetofeto has a reputation beyond reputetetofeto has a reputation beyond reputetetofeto has a reputation beyond reputetetofeto has a reputation beyond repute
افتراضي

كل عام وأنتي بالف خير اعتقد ساصاب بالجنون لحين انتهاء الروايه
متشوقه النهاية مع اني متاكده اني ساحزن حينما تنتهي شكرا لكي يا مبدعه لا تطيلي الغيبه علينا


tetofeto غير متواجد حالياً  
التوقيع
[Teto Feto
قديم 14-07-17, 06:44 PM   #705

حسناء_

? العضوٌ??? » 379692
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 202
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » حسناء_ is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتمنى لك كل التوفيق موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
فصل رائع و احداث مشوقة


حسناء_ غير متواجد حالياً  
قديم 22-07-17, 09:11 PM   #706

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 06-08-17, 12:38 AM   #707

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مش معقولة اخيرا وحشتينا يارب تكني بخير وتحسنتي

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 06-08-17, 12:41 AM   #708

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم حبيباتي المتابعات أشكركم من صميم قلبي على صبركم علي والله يعلم بتعبي هذه الفترة لكن مع ذلك ثابرت لأكتب القسم الأول من الفصل 32 .. لا يسعني شكر دعمكم ولا ردودكم ولا رسائلكم الخاصة التي تبهجني وتجعلني أدرك محبتكم لي وهذا يعني لي الكثير .. أتمنى أن يروقكم الفصل وأنا بانتظار آرائكم ولايكاتكم بفارغ الصبر الله لا يحرمني منكم وأرجو لكم عطلة سعيدة :syriasupe rstarra8::eh _s(7):


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 06-08-17, 12:42 AM   #709

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مش معقولة اخيرا وحشتينا يارب تكني بخير وتحسنتي
الحمدلله حبيبتي مودي تسلميلي ع السؤال والله اشتقت لكي ولكل الصديقات الغاليات أشكركم كلكم من قلبي


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 06-08-17, 12:52 AM   #710

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 32 الجزء 1

[[الحَياة تجارب أحيانا تعلمُنا درُوسا مَنهجيَّة نتبعُها كي لا نكررَ نفسَ الخطأ ، وأحيانا أخرَى ننسَى تلك التجارب عَمدا لأننا نستلذ ظلمَة الهُوة التي سَقطنا فيها طواعية منا، فقد وجَدنا فيها ما يُخلص عاتقنا مِن ذنب الإدراك والتلاشِي داخل الظلام بعيدًا بعيدا عن رَغبة المُحيط في استرداد ذاتنا التي تشَبعت بطبع الهَذيان المُستحَب حتى لو كان ثمن ذلك نكران وُجودنا على هذا الكوكب ..]]
كانت ترتجف عند حافة البركة الجامدة المتسمة بالسواد في وضعية تترجم سكون وظلمة ذلك الليل الدامس ، بياض فستانها هو الذي جعلها تبدو كشبح جاثم دون حراك ، شعرها كان يتدلى من كل جانب يغطي غالبية ملامحها بينما قلبها كان ينتفض رويدا رويدا لحين أبصرت طيفا وسط البركة يبتسم لها ، طيف جعلها ترفع رأسها وهي ترمش كي تتبين أن ما تراه ليس مجرد هذيان فتاة مات قلبها أو أنه من سراب رسمته مخيلتها لكي تزيد من وطأة عذابها الشاق ، .. هزت رأسها في محاولة لاستدراك نفسها وأخذت تشد على شعرها وتسحبه لفوق كي تبصر جيدا من خلال عيونها الذابلة التي ظلت تحكها كي تصحح النظر ، لم تستطع التمييز فقد كان الطيف مستقرا مبتسما لها في عمق تلك البركة مدت يدها ببؤس وهي تحرك شفتيها بغمغمة تحاول فيها النطق بشيء متحشرج في جوف صدرها لكنه التصق التصاقا بحنجرتها وأبى التحرر ، وكأنه يزيدها عتمة تجعلها سوداوية التفكير طوال الوقت .. لكن الآن الآن هو أمامها إذن لتحاسبه لتسأله عن سبب خيانته لها لماذا فعل ذلك لمااااااذاااااا ؟
رمت بنفسها وسط البركة في لحظة جنونية سحبتها قسرا للهاوية ، أخذت تتخبط بغية النجاة لأنها لا تجيد السباحة فأين كان عقلها ، حاولت إخراج يدها بغية النجاة وهي ترتجي مناداته لكي ينقذها فقد جعلتها برودة المياه تستفيق لجنونها اللحظي الذي يكاد يغرقها بمعنى الكلمة لكن ….. قفزة منه بعمق البركة وقبضة من يديه الحديديتين مع حالة رعب عايشها تلك اللحظة هلعا عليها جعلته يجرفها نحو حافة الخروج بكل جهده لينقذها من ذلك التخبط الذي كاد يفقدها وعيها مع الأسف ، بدأ يمسح على وجهها برعب وهو يحاول تبين سلامتها لكن حين اقترب من شفتيها اشتم رائحة الخمر تفوح منها وعلم أنها ثملت ورمت بنفسها للتهلكة
ميار:- هل علي أن أنتشلكِ من المياه دوما يا معربدة ميرنا ميرنا أجيبيني هل تسمعينني ميرنااااا ؟
ميرنا(أخذت تسعل بشدة وهي تغالب بكاءها الهستيري):- لم أرمي بنفسي في البركة والله كنت كنت فقط أريد إبعاده عن تفكيري هو هو الذي جذبني نحوه أراد قتلي أهئ أراد تعذيبييييي ، اهئئئ أنا أتمزق يا ميار أتمززززق اهئئئئئئ
ميار(ضمها إليه وهي على وضعيتها المائلة لامس أصابع يدها المحترقة ودعكهما برفق):- تمام تمام يا عمري سنتحكم بهذه الحالة أنا واثق من ذلك ، أرجوكِ ميرنا أصغي لصوتي واستجمعي نفسكِ أنا أكره الدموع الله يخليكِ لا تبكي لا تبكي هكذاااا أصغي لي
ميرنا(ضمت ذراعه وهي ترمي بثقل رأسها على صدره وتنظر للسقف):- أريده يا ميار أنا أحبه أحببببببببببه أحبه أحبه أحبببببه اهئئئئئئئ
ميار(أغمض عينيه بوجع وهو يقبل شعرها ويحاول السيطرة على ثورتها الجامحة تلك):- سنتغلب على هذا ميار قد عاد لأجلكِ ولن يدعكِ بمفردكِ مطلقا
ميرنا(حاولت دفعه لتستقيم ولكنها كانت وهنة القوى لذلك ظلت تنتحب):- لن أسامحه
كيف يخرس أنينها وهو الآخر يحترق مثلها على نار الفراق الموجعة ، رؤية جوزته كانت نصلا غرز في قلبه زاده مواجع على ما كان يزدحم في خاطره المثقل بالهموم ، والآن انهيار ميرنا أفقده صوابه حتى صار ينادي عليه دون صبر وحين لاح أعطاها له واستقام من أرضه مغادرا المكان فلو بقي سوف يقدم على فعل سيء يجعله يندم طوال حياته
ميار(مسح على شعره حتى كاد يقتلعه من جذوره):- خذها الله يخليك أنا لا أطيق نفسي الآن
حكيم(بقلق):- ميار إلى أين يا متهور ؟؟؟
ميار:- لست أعرف سأهيم في الطرقات لعلني أتحكم في هذا الحال لا تشغل بالا سلام سلام
خرج منفعلا وترك حكيم منحنيا على الأرض ليرفع ميرنا إليه وهو قلق على كليهما فكيف السبيل ؟ سرعان ما استنجد بداغر الذي هب لتلبية الأوامر ولحق هو والرجال بسيارة ميار التي خرجت من القصر بسرعة نافثة تترجم عمق حنقه وغضبه من كل ما يدور حولهم لتكمل ميرنا الطين بلة …
حكيم(أخذها بين ذراعيه بلهفة):- حسنا حبيبتي أنتِ بين يديَّ الآن هلا توقفتِ عن البكاء ؟
ميرنا(فتحت عينيها المثقلة وناظرته):- لما يخون الناس ؟
حكيم(تحركت حنجرته وهو يتحرك بها صوب غرفته):- لأنهم خونة بالفطرة
ميرنا:- أترانا السبب ؟
حكيم:- لا.. هم السبب
ميرنا(أغلقت عينيها):- لكننا …
حكيم(نظر إليها وتبين سكرها):- لما تشربين طالما لا تضبطين نفسكِ هاه سوف أرمي بكل تلك القذارة خارج القصر سمعتني ؟
ميرنا(لامست خيط قلادته):- لو أنني أحببتك كما يجب ربما لكنت حاملا الآن مثل جوزيت ، ههه ربما كان لدي طفل أنا أيضا منك حكيم وكنا نعيش في سعادة يعني مش في سعادة ههههه ههه لكن كنا تغلبنا على كل المصاعب سوية وابننا معنا ههه جميل هو ذلك هل تتخيل أن يكون لدينا طفل هي غريبة ههه أجل أجل غريبة بل بعيدة جداااا عن الواقع هه اهئئئ
حكيم(توقف بها في الرواق وناظرها بغبن مفكرا في ميسونتهما):- ولكنها ليست بمستحيلة
ميرنا(حكت جبهتها في كتفه ورمت بيديها في الهواء):- أشعر بالبرد
أسرع بها نحو غرفته الخاصة ووضعها على السرير بعد أن أغلق الباب خلفه بخفة ليعود ويجعلها تستلقي طواعية ويرفع الغطاء عليها بغية الاحتماء ، سايرته فقد كانت تنفصل وتعود لعقلها وهذا ما جعله يقلق أكثر ولذلك غادر سريعا لغرفتها ووجد ميسون نائمة بأريحية غير مدركة لما يحدث ناظرها بقلق وفتح الدولاب سريعا التقط منه قميص منزلي وبنطلون خفيف ونظر بشكل خاطف لأشياء خاصة لامسها بيده وغض بصره جاذبا إياها أيضا ، أغلق الباب خلفه بالمفتاح على ميسون كي لا تخرج وينشغل بها هي الأخرى وعاد لغرفته وجدها قد أمسكت قارورة الخمر التي يضعها فوق خزنته وكانت قد تجرعت منها النصف في تلك المدة الوجيزة ، صعق من جنونها وأزالها من يدها وهو يشتم بعصبية أما هي فقد كانت تضحك وتتحدث عن أشياء غريبة ويتضح جليا أنها غير مركزة فيما تهذي به من هول حالتها المريبة تلك
حكيم:- يا الله فهمت أنكِ تفصلين البث ولكن بليز ميرنا عليكِ أن تساعديني هيا ارتدي هذه الثياب رجاء طاوعيني
ميرنا(كانت تتحرك بثقل معه صوب الحمام):- هههه ههه ألبسها يعني … ولكنني لا أريد ذلك
حكيم(مسح على جبينه):- ميرنا لا تتعبيني بالله عليكِ أنا أصلا مرهق
ميرنا(مسحت على وجهه):- ما الذي يتعبك أنت أيضا حزين مثلي ؟
حكيم(أشفق على حالها):- آه يا ربي ستتعبينني أعرف ، تعالي معي
سحبها من يدها وأدخلها للحمام وضع الثياب بيدها وخرج بعد أن نبهها بتبديلها على الفور ، طاوعته بدون وعي ولا إدراك وارتدتها دون نفس وبقيت جالسة على حوض الحمام وهي تنظر للفراغ وتتحرك برتم للأمام وللخلف وشعرها المبلل يشاركها في إشعال أجيج الثورة المرتقبة
حكيم(نظر للساعة الحائطية):- تأخرت تت هل علي أن أدلف الآن …هللو ميرنا سوف أقتحم الحمام إن لم تخرجي الآن ، ميرنااا ميرنا أتسمعينني ؟؟؟؟
فتح الباب قليلا ليتفقدها فوجدها جالسة على تلك الوضعية وهز رأسه بقلة حيلة ليشاركها الجلسة
حكيم:- على فكرة جلستكِ هذه مريبة هل تحاولين استحضار الأرواح ؟ .. أوك اهتزازكِ المستمر هذا يجعلني أتوجس من ظهور شبح قتلته زوجته بعد أن كسر كعبها المفضل ، اممم نكتة غير مضحكة صح ؟ ولكنكِ تعرفينني جيدا أنا لا أجيد إطلاق الدعابات مثل كاظم ههه لو كان هنا لقال من الترهات ما يجعلكِ ترفرفين ضحكا مع الأسف هو بشقته وإلا لكنا لجأنا إليه يا عصفورتي الصغيرة
ميرنا(برجفة):- أين ذهب ميار ؟
حكيم(مط شفتيه ونكزها بكتفه):- ميار هاااه وماذا عن حكيم ألم يعد لوجودي أهمية بعد عودته ؟
ميرنا(رفعت عينيها الدموية ونظرت إليه):- وشمي يحكني
حكيم(اختفت بسمته ونظر لظهرها):- كيف يحككِ يعني ؟
ميرنا(رفعت يدها المحروقة وأبرزت عن أصابعها التي سقطت منها الملصقات الطبية):- يدي تؤلمني ولا أستطيع حكها
حكيم(تنهد):- حسنا سأقوم بمداواتك
فتح بيده درج الإسعافات الأولية وأخرج منه الملصقات الخاصة وقام بقصها لتناسب حجم أصابعها ومررها بالواحد على كل إصبع، كانت مستسلمة لحركته وهو يعتني بها بينما عيناها كانتا ترمقانه بنظرات للأمانة جعلته يتوجس فقد كانت تبتسم تارة وتارة تشرد في تفاصيله ، لم يطل بالا فهو يعرف بأنها ثملة وتفكيرها غير متزن لذلك أعاد العدة للدرج واقترب منها ليرفعها بهدوء كي تقف مستندة عليه ولكنها صدمته حين فتحت بيدها أزرار سترة قميصها
ميرنا(أنزلتها من كتفها مستديرة إليه):- إنه يحكني
حكيم(نظر لكتفها ولحالتها الشهية تلك):- فهمت أنتِ تتلاعبين بأعصابي وتختبرين صبري ، ميرنا ما كان هنالك داع ل….
ميرنا(أزالته كله ورمته أرضا لتبقى بحمالاتها الداخلية وهي تحاول الوصول للوشم بجهد جهيد):- ههه أظنك والخجل علاقة غير متكافئة ههه لقد كنت تحممني وأنا صغيرة فلما ستخجل الآن ؟
حكيم(أغمض عينيه وانحنى ليرفع القميص):- وأنتِ صغيرة ثم كان ذلك مرتين أو ثلاث وفقط حين كنتِ تصابين بالحمى يا بنت ،،، اففف ارتدي ارتدي هذا وبلا هبلك أنتِ ثملة ولستِ بوعيك
ميرنا(ولته ظهرها أكثر):- كيف هو ؟
حكيم(عقد حاجبيه ونظر للوشم باستكانة شاردة):- إنه عادي يعني كالعادة لا أدري ما سر هذه الحكة الغريبة ؟
ميرنا(حاولت حكه بيدها ولكنها لم تصل إليه):- افففف
حكيم(وضع يده عليه وشعر بحرارة تتدفق في أرجاء جسمه):- يا عذاااابي يا عذابي ارحميني
وضع يده على مكان الوشم وهنا اقتربت منه لتمنحه المجال في حين شعر هو بأن قلبه سيتوقف من شدة أسرها الذي يشده نحو مزنها دون استطاعة ، لمساته على الوشم كانت خفيفة كلها دفء ولهفة جعلته لا يقاوم رغبته في احتضانها وما زاد من لوعته هو التفافها واستكانتها على صدره حيث حول يده ليلامس وشمها وكأنه يعانقها ، هنا ضربته في مقتل فأن يحتضنها وهي بذلك الحال هذا يعني أن جنون أفكاره سوف تترجم دون قدرة منه على التحمل
ميرنا(رفعت رأسها إليه وهي تحني حاجبيها):- أنت تخفف عني
حكيم(نظر لشفتيها الشهيتين ودنا منهما):- وأنتِ تجرفينني نحو طريق لا رجعة منه ألا يوجد هنالك رحمة في قلبكِ تجاهي ؟
ميرنا(أغلقت عينيها بثقل ووضعت جبينها على فكه):- كل شيء يعيدني إليك يا حكيم ، خيانة وائل هروب ميار وكأن كل شيء يزدحم ليفرقني عنك كي يلتحم ويعيدني إليك
حكيم(طبع قبلة بشفتيه على جبينها):- لو أنكِ تعطين لنفسكِ فرصة البحث عني بين ثناياكِ لأرحتنا
ميرنا(هزت رأسها ورفعته لتناظره):- ولكنني بقلب ميت
حكيم(نزل بيده لخصرها العاري وأحاطها بقوة بينما يده الأخرى كانت تلامس وشمها):- أحْيِيه بنفسي دعيني أقوم بذلك فلطالما كان حكيمكِ بلسما لجراحك
ميرنا(ضحكت بصخب):- هههه ههههه ولكنني مجرد إثم سيثقل كاهلك ، ماذا هل ستخونني أم أنك ستهرب مثلا ها ما الذي سيفعله حكيم ؟
حكيم(كان يتناقل بنظراته في حركاتها الثملة التي أفقدته عقله):- حكيم سيعشقكِ
ميرنا(نظرت لشفتيه القريبة منها ولامستها بإصبعها):- ما عدت أصدق
حكيم(رفعها إليه بقوة وعيناه تتطايران شغفا):- لا تصدقي ولكنني مؤمن بقلبي الذي يهواكِ
ميرنا(مالت برأسها وهي تلعب بيدها على شفتيه وهمست بتلاعب خبيث):- هههه هههههه إنني أشعر الآن ؟
حكيم(فتح عينيه على وسعهما):- تشعرين بماذا ؟
ميرنا(توقفت وأمسكت وجهه بين يديها واقتربت منه):- أنني أريد هذاااا
قبل أن يستوعب جملتها كانت شفتاها تتطبعان على شفاهه بقبلة مفاجئة أربكت كل خلاياه وجعلت التوتر عنوانا لحالته التي تحولت إلى جموح جعلته يدفعها بعنف على جدار الحمام مقبلا إياها بنهم ، وكأنه يمتص منها غبن أيامه وسنين عمره التي مرت عليه كالعقوبة الصارمة ، فعسلها يجعله يتعمق ويتعمق في أعمق بؤرة جنون في كينونتها ، لمساتها على صدره زادت من هوسه بها خصوصا حين رفعت القميص عنه من بين قبلاتها المتقطعة وطرحته أرضا كما لو أنها طرحت عقله وهذا ما جعله يوقن أنها غير واعية لما تفعله خصوصا حين لمح الدمع مترقرقا في مقلتيها وكأنها تقتص من خذلانها بواسطته هو وهذا ما جعله والاستغفال وجهان لعملة واحدة تلك اللحظة ….
حكيم(توقف ورفع ذقنها إليه):- ههه مجددا تفعلين هذا بي
ميرنا(نظرت لجسمه بإغراء):- أليس هذا ما تريده ألم تكن تتوق للمسة على جسمي ها أنا ذاااا
حكيم(رفع يده بعصبية وصفعها بقوة):- هذا لكي تستفيقي ولا تتوقحي معي مجددا
ميرنا(أغمضت عينيها من ألم الصفعة وانفجرت بوجهه وهي تدفعه لصدره وتشير لجرحه):- هذه الندبة على صدرك تشهد لي بذلك أم تراك نسيت الليلة التي اشتهيتني فيها ، نظراتك لمساتك همساتك لي كانت تندد بأنك تريدني هههه ، أجل تريد حب الجسد معي إن كنت تحسبني عمياء أو غبية فهذاااا أبعد من مدى تفكيرك
حكيم(مسح على فكه ملتقطا قميصه):- أنتِ ثملة الآن لن أحاسبكِ
ميرنا(أمسكت على وجهها):- لا تصفعني مجددا سمعت هاااه ؟
حكيم(أغمض عينيه بنفاذ صبر وجذبها من ذراعها):- سأصفعكِ إلى أن تعودي لرشدك وصدقيني ما حصل قبل قليل لن يمر مرور الكرام
ميرنا:- لماذاااا هل تحسب بأنك رجلي بحق ههه استيقظ قد أردت استغلالك فحسب لأحقق غايتي
حكيم(ارتدى قميصه بإهمال وخرج من الحمام بعد أن رمى لها القميص):- ارتدي هذا فالحديث معكِ وأنتِ على ذا الحال سم لا يطاق
ميرنا(ارتدته بإهمال هي الأخرى دون قفله وخرجت إليه بحنق):- لما أجبني لماااااذا ؟
حكيم(مسح على رأسه ووقف وسط الغرفة):- هل أنتِ جادة حتى تسأليني ميرنااااا استيقظي استيقظي بالله عليكِ لما تحولتِ لهذه الإنسانة مجددا ، كنا قد تخلصنا منها قبل فترة أو تحديدا …
ميرنا(بحزن):- قبل أن أراهما
حكيم(تنهد بتعب وأحنى كتفيه):- لا تقحميني في تيار نزعات جنونك قد سئمت صدقا
ميرنا(رمقته وهو يجلس على الكنبة):- وكأنك ترفس النعمة بقدميك
حكيم(وضع يديه على ركبتيه متكئا عليهما وهو يضحك بسخرية):- هههه نعمة ؟؟؟ استعراض جسمكِ هذا صحيح هو يؤجج فيني جبال الجليد الكامنة فيني والمتعطشة للمسة منكِ تذيبها ولكنني أأبى ملامسة جسد يستصرخ لمسة رجل لإحراق قلب رجل آخر
ميرنا(دمعت عيناها وجلست على ركبها مقابله على بعد خطوات):- ما ذنبي لو أردت الحصول على ما حصلت هي عليه ،، ما ذنبي لو أردت تسليم نفسي لآخر غيره كي أؤلمه وأجعله يبكي دما لأجلي
حكيم(بعدم تصديق):- ما ذنبك ؟؟؟؟ أنتِ صدقا لستِ بوعيك وإلا لاختزلتِ معاناتكِ في جملة قصيرة جدا وهي ما ذنب الغبي حكيم في هذا الوبال كله
ميرنا(طأطأت رأسها):- لو عرضت نفسي على ميار ما كان أفلت الفرصة ، لكنني اخترتك أنت
حكيم(استقام بعد أن ضرب على ركبتيه بعصبية):- أكرمتني يا ابنة العم أكرمتني وأغدقتني بخيرااااات عطاياكِ صدقا لا أدري كيف أرد لكِ هذا المعروف
ميرنا(استقامت خلفه وأمسكته قبل خروجه):- افعلها حكييييم أرجوك افعلهاااا
حكيم(بعدم تصديق):- ما الذي تريدينه مني ؟
ميرنا(توددت له بإغراء):- أن تفعل لي ما فعله لهاااا ، لا تتردد هيا هذه أنا عصفورتك حبيبتك ألا تود ذلك ؟
حكيم(بتقزز يؤلم قلبه عليها):- ما هذه البذاءة يا ميرناااا أنتِ تجعلينني أشعر بالاشمئزاز الآن
ميرنا(شهقت وهي تضرب على صدره):- أنا أعرض عليك فرصة عمرك لما تؤلمني بهذا الكلام ؟
حكيم(هزها من ذراعيها):- لأنني لا أريدكِ جسدا بلا روووووح …أعبد هواكِ أعشقكِ وأريدكِ وأنتِ أنثى بروح وقلب وليس فقط جسم سأمزقه بين ذراعي لكي أرْضِيَ أنوثتكِ المهدورة
ميرنا(تألمت في صميمها وتنهدت باختناق وهي تحني رأسها قبل خروجه مستوقفة إياه بأكثر جملة مستفزة لكينونة رجل):- أنت لست رجلا إذن أنت جبان
هنا جعلت رجولته تستنفر رفضا لأكثر الجمل أذية لقلوب الرجال ، حاول جديا حاول تمالك أعصابه ولكنه لم يستطع ذلك فقد استنزفت صبره كله لذلك صفق الباب الذي فتحه والتفت إليها بعيون دموية وملامح خشنة جعلتها تعرف أنها أيقظت شيئا ما كان عليها تحريكه بتلك الطريقة المهينة ، تراجعت للخلف وهي تلهث بتحشرج لكن كان قد فات الأوان على تهدئته .. قبضته على ذراعيها وإلقائها على السرير مضى كالبرق بين عينيها لأنها لم تشعر إلا بشيء يتمزق فوقها شيء لا تدري إن كان يخصها أم يخصه لكن ما تعلمه أنه قد عراها من كينونتها وجعلها عرضة للإهانة مثلما فعلت به قبل قليل ….. لم يشعر بنفسه وهو ينزع عنها تلك الثياب بعيون مظلمة لم يكن يصغي إلا لتأوهاتها التي كانت تزيده رغبة في إثبات عكس نظريتها الخاطئة التي ستؤدي لما لا تحمد عقباه ، قبلاته الجامحة لها كانت عنوانا لحرقة قلب مدفونة منذ الأزل كلها احتياج وحرمان وغبن وفقد واحتقار ، جسده يرفض التوقف عما يفعله فالتلذذ بها كان أقصى أمنياته والآن عقله يطالبه بالتوقف فهو سيؤذي عصفورته الصغيرة ولكن قلبه الذي يهواها كان يزين الطريق لقبضته التي شملت كل جزء منها وجعلتها فارغة من المقاومة كلياااا ، لم تكابر حتى بل كانت مصعوقة مما يحدث فهي التي طلبت ذلك وهي التي جنت عواقب استفزاها لذلك الأسد الخامد كرما لعشقها فحسب ، رجفته كانت تستصرخ الأنوثة فيها وتلقي فحولته بكل أطرافها ،إنه يعشقها حد الجنون والآن هو شخص محروم أدخل قسرا لمأدبة لطالما صام دهورا صابرا عليها … الآن قد خرج الأسد من قفصه وما عادت بقادرة على إيقافه إلا بالدموع التي انسلت من مقلتيها بدون شعور …
حكيم(امتص رقبتها بجنون ولامس بخده دمعها وقتها فقط رفع رأسه باختناق):- ميرناااا
ميرنا(نظرت إليه وقوست حاجبيها ببكاء مرير):- حكييييم اهئ
حكيم(نظر بجنون لها ولنفسه ولوضعيتهما):- لقد … ل.. أنا
ميرنا(نظرت لنفسها وهي تلهث بشكل متسارع):- أ….اهئ
حكيم(بدهشة رفع عليها الغطاء وأمسكها مثبتا إياها):- لن تنهاري الآن بليز ميرنا لا تحرقيني أنا محروق أصلا والله والله ، شتت بيبي أنا آسف أنتِ استفززتني وأنا .. افف حسنا ما كان علي الإصغاء لكِ تمام حبيبتي تمام عصفورتي لا تبكي لا تبكي
ميرنا(انكمشت وهي تتلوى بوجع):- …لارد … (فقط البكاء والنحيب)
حكيم(نهض من جوارها والتقط قميصه ارتداه سريعا وملأ كوب ماء بلهفة):- أنا المخطئ أنا المخطئ
ميرنا(التفتت للجانب الآخر وهي تتلوى وتعضعض يدها):- آآه أريد مامااااا أين هي ماماااااا
حكيم(مسح على شعره وقدم لها كوب الماء):- خذي هذا كي ترتاحي
ميرنا(هزت رأسها ودفعت يده عنها بتقزز):- لا تقترب مني أنت مثلهم جميعا كلكم تلهثون خلف غريزتكم وهذا ما فعله هو أيضا ، أكيد أغرته جوزيت بجسمها الممشوق وسقط ضحية لفراشها لكن ماذا عني لما لم يفكر فيني ألا أعجبه هل هل جسدي سيء لهذه الدرجة ؟ لما تنظر إلي هكذا أجببببببببني أو ابتعد عني امم أنا أمقتكم جميعا دعوني وشأني
حكيم(استوقفها وهو يحاول التقاط ثيابها المبعثرة):- سامحيني ميرنا لا أدري كيف فعلت هذا لقد طار عقلي بجملتكِ الغبية تلك
ميرنا(لوت الغطاء على نفسها):- أنت أنت قد عريتني
حكيم(مسح على وجهه وهرع إليها):- حبيبتي لم يكن بقصدي لولا أنكِ قمتِ ب
ميرنا(نظرت للأرض وحاولت النهوض):- أشعر وكأنني رخيصة أشعر بذلك من نظراتك لي
حكيم(اقترب منها بلهفة):- لا لا أبدا أنا نادم على ما فعلته يعني لولا أنكِ أوقفتني لكنت آذيتكِ
ميرنا(أحنت حاجبيها ورفعت عينيها إليه):- ولكنك لم تفعل
حكيم(ولى ظهره بألم):- هذا سيكون إثما يزيدني تأزما لا محالة
ميرنا(لفت الغطاء وتحركت صوبه وجنونها قد برز من جديد):- حتى وأنت زوجي لم تفعلها
حكيم(برقت عيناه وطالع الفراغ):- ماذا تقصدين ؟
ميرنا(أمسكت الغطاء بقبضة يدها ورفعت يدها لتضعها على كتفه):- أنه لو كنت رجلا بحق فعليك إتمام ما بدأته لأن حكيم الذي أعرفه لا يترك عمله ناقصا ياااا … ابن عمي هه
حكيم(تلونت عيناه بالجنون لحظتها ورمق السخرية من رجولته في نظراتها):- ميرنااااااااااااا
فور استدارته ابتسمت هي بخبث وفتحت يديها ليسقط الغطاء وتجعله يصطدم بحقيقة لطالما رسمتها مخيلته الشقية ، سرقته من عقله بل جعلته يجهز عليها دون تراجع التقطها في الهواء وأعادها للسرير وكأنه ينتقم منها على كل حرف سوء نطقت به تجاهه ،، وكأنه يعاقبها على سنين الحرمان وعلى حبها لغيره وعلى خذلانها الذي بات أسوأ كوابيسه وعلى تلاعبها المتواااصل به ، لم يجبر نفسه على التوقف هذه المرة فالمساس بالمحرمات كان خطيئة ستجعله يندم حياته كلها ومع ذلك لن يتوقف ….. أما هي فقد كانت مستسلمة له وللمساته وجموحه العنيف كانت ترى حكيما آخر غير الحنون الذي عرفته ، هي تعمدت تجريح رجولته لكي تنال ما تريده ولكن لم تعرف أنها جنت عليه قبل أن تجني على نفسها …….
…………………………………………
صوت العصافير كان أعذب صوت يذكره بعصفورته الصغيرة في أحلك أيامه ، والآن هذا الصوت بات ضجيجا يصم أذنيه لم يطقه فهو الذي جعله يوقن أن الصباح قد أتى ، وأن إعلان الاستيقاظ بات قريبا .. نظر لنفسه وهو جالس على الأرض متكئ برأسه على السرير عاري الصدر ممددا رجله باستسلام و يده على ركبته وسيجارته بفمه وعيناه شاردة في البعيد ، كانت ملامحه تدل على التعاسة والبؤس في ظل الشروق المنبثق من بين ثنايا الشرفة ، وهذا إن دل على شيء فقد دل على أنه لم يغمض له جفن حتى الآن … أما هي فقد كانت تعانق الوسادة بعيون جاحظة في الفراغ فحتى الدمع قد تحجر بداخلهما فكلما نظرت لكدمات يدها التي اتخذت اللون القرمزي وشعرت بثقل شفتيها استشعرت كل المشاعر الجامحة التي غزتها قبل ساعات ، لقد أهلكت نفسها وأهلكته معها في هاوية ليس منها أدنى رجعة ….

في تلك الأثناء
وتحت شقة وائل كان هذا يجلس بسيارته تحت شرفة البيت يستذكر طيفهما وهما يتعانقان قبل شهر حين لاحت الخيانة العظمى أمام ناظريه لتسرق منه لبه وتزرع بدلا عنه الهوان وعدم الاتزان ، وكأنما به خلل جعله يمتعض حتى من أنفاسه المختنقة بتبغ السجائر وروائح علب الخمر الملقاة بجانبه على الكرسي ، لقد ثمل جاء لمرقدها وثمل تحت شرفتها وهو يناجيها بخاطره المدمر .. ألا يعني هذا قمة العشق يا سادة الغرام قالها وهو يضحك ساخرا حين لاحت له خيوط أشعة الشمس وهي تمزق تلابيب الظلام لتتحرر ، رفع لفمه علبة أخرى من الخمر ووجدها خالية لذا رماها جانبه ووضع يده على رأسه بصداع أغمض عينيه وحكهما بباطن يده ليستوعب ما يراه أمامه إنها هي هي يا إلهي هل شعرت بي هل ناداها قلبي هل خرجت لأجلي ؟؟؟ ذكر هذا في سره وهو يخرج من سيارته بدون شعور ليجدها قد وقفت عند باب العمارة وهي تكتف يديها وترتجف من برد الفجر يااااه يا جوزتي الغالية أنا هنا لأدفئكِ فقط ارتمي بحضني يا عمري ودعينا نغادر هذاااا المكان …
ميار(تحشرج صوته وهو يدنو منها ليصدق أولا أنه لا يحلم):- ج .. جوزيت هذه أنتِ ؟
كانت تجمع شعرها في ذيل حصان مرتخ خلف رقبتها وملامحها دالة على بكاء مفرط فقد تورم أسفل جفنها وكأنها خدشته من حرارة الدموع أو ندبته بغية إخراس ذاتها من الألم ، شفتاها عليهما جرح خفيف وكأنما عضعضتهما بحنق لطرد أفكارها السقيمة ، قد بدت شاحبة اللون وهذا ما يدل على عدم سعادتها فحتى نظراتها التعيسة كانت تترجم ذلك ، زيادة على رجفتها التي جعلته يطل عليها برأسه فقامتها كانت تمكنه من احتوائها كما يريد لقاء لضخامة جسمه لكن الآن ؟؟؟
ميار: جوزي
جوزيت(تنهدت بتأفف):- ما الذي تفعله هنا ؟
ميار(ما زال تحت تأثير الخمر):- جئت لأراكِ
جوزيت(رف جفنها لأجله ولكنها ثبتت نفسها):- منذ ساعات وأنت هنا ولو أنه لم يطفح كيلي لتركتك جاثما ها هنا حتى الصباح
ميار:- شعرتِ بي صحيح ؟
جوزيت:- ههه شعرت بك لا تضحكني رجاء ، إن رجالي يملئون المنطقة وفيكو من أخبرني عنك
ميار(نظر خلفه حيث كانت تشير ورمق رجالها حقا لذلك أصيب بخيبة شديدة):- هل أصبحتِ تكرهينني الآن ؟
جوزيت:- لما تلاحقني يا ميار وجودك هنا قد يخلق لي مشكلة ؟
ميار(هنا استفزته لأقصى حد أمسكها من صدغها ودفعها للخلف على جدار المبنى):- أصبحتِ تخشين على مشاعره وماذاااا عني أناااااا مياركِ حبيبكِ رجلكِ الوحيد في هذه الحياة ، أنسيتِ كل هذا وإياكِ إياكِ وأن تكذبي علي لأنني أعرفك حين تفعلين
جوزيت(حاولت الإفلات من قبضته):- ماذا تريد مني أنا حامل من رجل غيرك ومخلصة له إذن دعني وشأني
ميار(أفلتها وجذب شعره بعصبية):- لأنني غير قادر على هضم خيانتكِ ، لأنني ما زلت أحترق من فرط ما فعلتماه بنااااا يا جوزيت
جوزيت(اهتزت من صراخه لكنها حافظت على رباطة جأشها بصعوبة):- لقد وهبناكما الفرصة التي كنتما تنشدانها ونحن بروما هيا أنت مع ميرنا الآن يمكنك أن تعبر لها عن حبك وعشقك وهوسك بها
ميار(أمسك فكها بعنف):- تعلمين علم اليقين أنني متيم بكِ فلا تستهبلي هنا
جوزيت:- هههه ألا ترى معي أنك مخمور يا بعدي عن أي حب تتحدث فيه لامرأة وهبت نفسها لغيرك وستصبح أما لابنه ؟
ميار(عضعض شفتيه بغيظ وهو يرمق شفتيها قريبة منه):- لما يا جوزيت فيما آذيتكِ حتى تستأصلي قلبي بهذه الطريقة المؤذية ؟
جوزيت(رق قلبها له):- حدث ذلك رغما عني أحببته
ميار(أغلق فمها وأغمض عينيه واضعا جبينه على جبينها):- أنتِ تعلمين أن مجيئي هذا له تبعات لا تعد ولا تحصى ، أنا لا آتي لأحد إلا إذا كان يهمني وأنتِ كنتِ روحي وسرقتِها مني
جوزيت(دفعت يده بقوة):- أكلمك بالحسنى فلا تطل يدك علي وإلا جعلت رجالي يقفون بطريقك أو جعلت وائل يواجهك
ميار(ضحك وهو يضع يده على جنبه):- رجااااالك ههه تعلمين أنني في ثورة غضبي لا أحد يقف بطريقي ولو كان ألف رجل ، ووائل الذي تحتمين به سوف يخذلكِ خذلانا أشد مما جعلتني أستشعره وذلك الطفل في أحشائك سوف يجد دنيا سودااااء صدقيني لن أدعكِ تفرحين به ولا لحظة
جوزيت(شهقت بفزع):- أنت لا تتحدث بجدية هذا من آثار الثمالة صح ، أنت لن تؤدي طفلي يا مجنون هاااه لن تفعل أجبنيييي لو أردت أن تنتقم قم بذلك فيني أنا وليس في ابني
ميار(مسح على فكه وابتعد عنها)؛:- صدقيني جوزيت في اللحظة التي ستشعرين فيها بالأمان سأسرق فرحكِ هذاااا فلا يوجد هنالك امرأة تخدع الفهد البري حتى لو كانت ساقطة مثلكِ سرقت منه قلبه وحبه ومشاعره
جوزيت(بغمغمة بكاء):- لا ترني وجهك المشئوم هذا أيها الوغد السافل أنا أمقتك أمقتك
ميار(لم يشعر بنفسه إلا وهو يعود إليها بصفعة جعلتها ترتد للخلف):- أيتها العااااااهرة
جوزيت(أمسكت على وجهها بصدمة وانهارت بالبكاء لكن ألم بطنها حال دون دهشتها):- ميار ميار … إنه إن … مياااااار طفلي يا مياااااااار اهئ لا لاااااااااا هنالك دم ينزف دم ينزف يا مياااااااااار
لم يعرف بما ابتلي ساعتها فقد رمق دما ينزل من قدمها وهي ترتجف وتستنجد به ، نظر حوله وتراجع للخلف تاركا إياها على ذلك الحال ولكن قلبه لم يطاوعه خصوصا حين رمق فيكو والرجال قد ركضوا صوبها ، لعن نفسه ألف مرة قبل أن يهدر فيهم بالابتعاد ملتقطا إياها بين يديه ليضعها بسيارته ، كانت أصلا غير واعية لما يحدث فقد ظلت شاردة وممسكة بطرف لباسها وهي ترتعش برهبة خشية فقدانه فلو حصل ذلك سيذهب كل تعبها وتضحيتها هباء منثوووورا .. نظر إليها حين دعك فرامل السيارة منطلقا بها من هناك والرجال خلفه بسياراتهم الخاصة فملكتهم في وضع خطير وإن لم يغيثوها سوف لن يحصل طيب ، من فوره اتصل فيكو بناريانا التي كانت بسيارة عنبر متجهة لشقة وائل فقد رأت كل ذلك وهرعت إليها المشكل أنها رؤاها ليست مثل فخرية فهي زمنية وتتحقق بعد بضع دقائق أما فخرية فذلك قد يستمر لوقت أطول ، طبعا فيكو لم يدقق في سر تواجدها على الطريق الآن بل ظل يحاول اللحاق بسيارة ميار التي كانت تطير وقريبا قد تحلق في السماء بغية إنقاذ صغير ليس من صلبه وطبعا هذا ما يظنه ..
ميار:- تمام تمام اخرسي قليلا من النحيب صدعتِ رأسي سنصل بعد قليل للمستشفى
جوزيت(ضربت بيدها قنينات المشروب):- اهئ لا تصرخ فيني أيها السكير العربيد الأخرق أكرهك لما أتيتني لماذاااا كنت مرهقة أصلا مما حصل بالحفلة لتزيد علي هم مجيئك ، لقد افترقنا افترقنا اهئ افهمها افهمها وارحمني
ميار(فتح النوافذ ليدخل الهواء البارد من منافذه لعله يتحكم بعصبيته تلك اللحظة):- أوك لو بقيتِ تنتحبين على مسمعي وتتذمرين سأقلب أمنا في هذا الطريق تمام ؟
جوزيت(ضربت برأسها على الكرسي):- لما أتيت بي كنت سأستنجد بوائل على الأقل هو لا يصرخ بوجهي ، كان ليشعرني بالراحة والاطمئنان كان ليعاملني بحنان وليس مثلك أيها المتوحش
ميار(ضرب على المقود وهو يزم شفتيه):- الرحمة يا ربي الرحمة إنها تشتم وهي في هذا الوضع لو كانت سليمة ما كانت ستفعل ، ثم أنا لم أغفر لكِ أصلا لا أدري لما أغيثكِ ؟؟
جوزيت(شهقت بفزع):- وهل كنت تفكر بالتخلي عني صدقا أنت أوقح رجل عرفته في حياتي
ميار(ببؤس):- أصلا ما عرفتِ غيري يا خائنة
جوزيت(ضربت على الكرسي وهي تشعر بألم يمزق أحشاءها):- أرجوك أرجوك لا تقتص مني الآن إلا طفلي روحي فيه لو تحبني يا ميار أنقذه أرجوووك اهئ إذا ما خسرته سأخسر حقي في أن أكون أمااااا طوال حياتي لو سمحت لو سمحت
صراخها ذاك كان يؤجج عزيمته على إنقاذ ذلك الطفل الذي سبب له أزمة نفسية ، كيف تحرص عليه وتحبه بهذا القدر أيعقل أنها تحب فعلا أباه ، ولكنه غير قادر على ابتلاع هذه الحقيقة المريرة التي مضى عليها قرابة الشهر وتعذب لأجلها في حجز رشيد أياما وليال طويلة ، وما اعتقد أبدا أنه بعد عودته سيربض حيث تقطن الآن ، أصلا لم يعرف كيف وقف بسيارته تحت سقف بيتهااا وكأن مغناطيسا جذبه نحوها في أحلك ظروفه … قد خدشت ميرنا خاطره بحالتها عند المسبح قبل ساعات وهذا ما زعزع مشاعره وجعله يعود بعقله نحو ذكريات كانت السبب في كرهه لبكاء النساء
~ ميار يتذكر ~
في بيتهم القديم كان ينحت في قنينة بلاستيكية قديمة وهو يقطب حاجبيه من إزعاج إياد الذي ظل يبكي بكاء جعله يمتعض منه ، وفي آن الوقت لم يجد فرصة لكي يخرسه فلو تطاول عليه سينال من بطش أبيه ما لا يستحب
جوزيت:- هيا إياد لو تسكت قليلا لأغني لك البقرة السعيدة
إياد:- لا
جوزيت:- هل تعلمت الكلام لكي تهز لي رأسك بالرفض أي ..أنت ولد متعب
إياد(زاد بكاؤه):- اهئ لعبة أريد
جوزيت:- يوووه إياد لا يوجد لدينا لعبة ثم الخالة صباح تصنع لك الحلوى التي تحبها
إياد(بصوت طفولي):- لا
جوزيت:- وماذا تريد إذن ؟
إياد(أشار لميار):- لعبة
ميار(بعصبية):- لن تأخذها ثم هي ليست لعبة ما زلت لا أعرف ما الذي أصنعه
جوزيت:- لا تصرخ بوجهه
ميار:- سأصرخ وأنتِ لما تتدخلين هااااه ؟
جوزيت:- إنه أخي الصغير وعلي التدخل
ميار:- وحياتك لا أريد منكِ تدخلا يا طفلة يا مدللة
جوزيت:- أصبحت لئيما جدا يا ميار خصوصا بعد مجيء جارنا الجديد كاظم
ميار(بعيون سوداوية):- لا تذكري ذلك الأبله على لسانك ثم ابتعدي عني الآن لأنني أستغل وقت استراحتي قبل ذهابي لمحل العم نجمي فلا تجعليني أضيعه لأجل التفاهات
جوزيت:- تفااااهات إنه أخوك
ميار(بحدة صرخ فيها):- ليس أخي
عامر(دخل مع الباب على الكلمة):- أيها العاهة المعيبة كيف تجرؤ على إهانة صيت أخيك الصغير ؟
ميار(رمقه بطرف عين):- …لارد
جوزيت(خافت عليه ووقفت بوجهه):- عمي عامر إنه لم يقصد أنا من استفزه بطلبي
عامر(دفعها عن طريقه):- خذي الصغير واخرجي من هنا
ميار(وضع ما بيده ووقف إذ عرف أنه سيحاسب على تلك الكلمة):- افعلي يا جوزيت
جوزيت(بهلع):- عمي عامر لو سمحت
عامر(هدر فيها):- قلت اذهبي
إياد(انفجر ببكاء من صرخة عامر):- اهئئئ اهئ
جوزيت(بدموع أمسكته من يده):- تعال معي تعال
ميار:- انتظري أعطيه هذه كي يسكت
جوزيت(قوست حاجبيها):- ولكنك لم تر … حسنا أنظر إياد ها هي ذي اللعبة
إياد(أمسكها بفرح وعانق رجل ميار):- ههه لعبة لعبة لعبة
جوزيت(جرته بحزن):- أرجوك عمو عامر إن ميار كان يريد إنهاءها وأنا …
عامر(دفعها خارج الغرفة هي وإياد وأقفل الباب عليهما):- تعلم ما الذي سيحدث أليس كذلك ؟
ميار(امتص شفتيه وتنهد بأسف):- أنا لم أقصد ما قلته أعرف أنه أخي ولكنني كنت حانقا لأنه يسترعي كل اهتمامك بينما أنااا
عامر:- أنت ماذا أنت ابن المجنونة المعتوهة التي ابتليت بها يعني ماذا ستكون بالأخير هاههههه ربي خلصني منها وماتت لأرتاح من خلقتها الشؤم
ميار(باستشاطة):- لا أسمح لك بتدنيس ذكرى أمي
عامر(أمسك بعصا كانت موضوعة على الرف واقترب منه):- لسانك لا يرتفع علي هذا أولا وثانيا ذلك الولد ابني حبيبي والمفضل لدي وأنت مجرد عاهة بلاني بها الله من بعد أمك التي لم تحسن تربيتك ، هههه كيف ستربيك وهي أصلا تفتقر لتربية إثر نقص عقلها يااااا ابنهااا الحبيب ،،، يا لتلك النظرات التي ترمقني بها إنها نفس العيون كم أمقتها وأمقتك يا ليتك لم تأتي لهذا الوجود تفوووه على جنسك اللعين
ميار(كان يتنهد بتسارع طوال سماعه لهذا الكلام المؤلم لصميمه ولكنه لم يتحمل أكثر):- أنت اللعين أنت اللعين أنت اللعين الله ينتقم منك أتمنى لك الموت
هنا رفع عامر العصا بعيونه المتطايرة بشرر الغضب وهم بضربه دونما توقف ، أفرغ فيه حنقه وسخطه في هذه الحياة ، بل جعله مفرشا لخيبات حياته وكل الأزمات التي مرت عليه كانت تفيض على كاهل ميار بشكل مبالغ فيه حتى لم يعد هنالك عظم سليم يقوم بضربه ،… أخذ يلهث حين رمى العصا على الأرض وهو يمسح عرق جبينه ويبصق على جثة ميار المتهالكة
ميار(كان مدججا بالدماء التي نزفت من وجهه وجسمه):-…..أ
عامر(دفعه برجله بكره):- تذكر هذا جيدا أنت مجرد عالة عااااالة أطلب الله أن يبعدها عن وجهي تفوووو عليك أتعبتني الله يحرقك
ميار(كان يحاول النهوض بصعوبة):-أ…جوزي..
فقد وعيه قبل أن يكمل جملته وهنا غادر عامر الغرفة وهو ينادي على صباح كي تضع له صحن أكل كي يلتهمه ويعاود الخروج من جديد فليس لديه وقت لهذا العبط ، لأنه بعدما أفرغ كل طاقاته السلبية ما عاد شيء يمنعه من الخروج بقلب مرتاح ، لم يهمه حتى ابنه الذي كان يئن بشكل غائب عن الوعي وهو يتمنى نزولها لتحتويه مثلما كانت تفعل دوما حتى لو كان يرفض ذلك لكن غريزته الباطنية كانت تحن إليها … هي التي كانت تجلس عند الدرج وتطل منه بدموع تنتظر ذهاب عامر كي تهرع إليه لأنها لو نزلت الآن سوف تسبب له مشكلة من جديد وسيصرخ فيها أو قد يضربها ، كانت تعضعض فستانها وهي تمسح عليه الدموع وترتقب بلهفة ذهابه السريع فلم يعد قلبها بقادر على تحمل كل هذاااا ، هي تعرف أنه موجوع فقد سمعت صوت الضرب حتى لو أنها لم تسمع منه سوى تأوهات قصيرة المدى فهو لن ينهزم أمام جبروت أبيه ولو كان ذلك على حساب آلام جسمه ،…كانت تعلم حجم معاناته لأنها كانت تشعر بها في صميمها لذلك مرت بها ساعة الانتظار كالجحيم الذي يفتح أبواب سعيره ليفتك بمن يستغل ظرف الوقت كذريعة للهرب من الاستعجال المترف ، ولكن استعجالها هي الآن كان خوفا على ميار ،.. لم تصدق نفسها حين سمعت باب البيت قد أقفل مما يعني خروج عامر وقتها ركضت في ذلك الدرج دونما إدراك ودخلت عليه لتجده جالسا بجسم مخرط ووجهه الملطخ موجه صوب الحائط ، حاجبه مجروح والدم نازف منه كخط جعلها تشهق حين تناقلت بنظراتها لجسمه صرخت من فزعها وركضت إليه بدون شعور عانقته
جوزيت(ببكاء):- اهئ أنا أنا السبب حتى ضربك سامحني سامحني يا ميار
ميار(كان يشبك يديه بقلة حيلة):-لا عليكِ … هل إياد سعيد الآن ؟
جوزيت(نظرت إليه):-أهاه هو يعانق المجسم ولكن لما تفكر به الآن أنت المهم دعني أعالجك
ميار:- كنت أريد إنهاء المجسم في الغد لأقدمه له متكاملا ولكنكِ أتيتني في وقت غير مستحب
جوزيت:- وقت غير مستحب ولكن .. عن أي وقت تتحدث لم أفهم ؟
ميار(لامس سلساله الأسود):- لا شيء
جوزيت(فتحت عينيها على وسعهما):- يا إلهي كيف غفلت عن شيء كهذا ولم أفهم حتى الآن أنها الذكرى السنوية لوفاة أمك …. يا لي من خرقاااااء
ميار(رمش بعينيه):- فهمتِ الآن أنكِ لستِ السبب فيما فعله أبي ، فقد كان سيتصيد أدنى فرصة لينفس عن غيظه من هذا اليوم ، وإيجاد ذريعة له كان أبسط مما يكون فلا تلومي نفسكِ رجاء
جوزيت(انحنت على ركبتيها وأخذت تمسح على يديه الملوثتين بالدم بطرف فستانها):- سنعالجك همم يا خالة صباح خاااالتي صبااااح
هرعت لتطلب النجدة من صباح التي أصلا كانت تجهز صحنا من الماء الدافئ والملح لكي تمسح على جراحه إذ كان تعلم أن عامر لن يتركه دون أن يخلد فيه كدمات تبكي لها العين ويرف لها القلب ، لحظتها توجهت جوزيت لتحضر علبة الإسعافات الأولية والشاش لتضميد جراحه.. دلفتا معا وامتعض منهما ورفض أن تقوما بأي فعل لولا رجاء صباح ما كان خضع لهما مستسلما لما تفعلانه ، كانت صباح تعقم جراحه بينما كانت جوزيت تمسح على وجهه بمنديلها وهي تشفق عليه ، كان يهرب من نظراتها فهو يكره رؤية نظرات الشفقة المتسللة من بين مقلتيها ، زم شفتيه وهو يحاول إبعاد رأسه عن متناول يدها لكنها كانت متشبثة برأيها وظلت تغطيه باهتمامها الذي كان يخنقه
ميار:- تمام تمام يسعني إتمام هذا وحدي
صباح:- أوووه يا ميار دعنا ننهي صرعت رأسنا بتذمرك
ميار:- أود البقاء وحدي خالتي صباح
صباح(قطعت بالمقص الشاش الذي وضعته على ذراعه):- أصلا خالتك صباح انتهت
جوزيت:- أنا سأضع له الملصق على ضربات وجهه خالتي
صباح:- طيب تدبري أمركِ دعيني آخذ هذا القطن المغمس بالدماء لو يراه إياد سيصاب بالجزع
ميار(أغمض جفنيه وهو يتنفس بعمق):- غادري معها
جوزيت(رمقتها وقد أقفلت الباب خلفها):- لن أفعل حتى أتأكد من مداواتك
صباح(أقفلت الباب خلفها وهي تتنهد بتعب):- رحمكِ الله يا حورية تت لا حول ولا قوة إلا بالله
بعد أن فرغت من إلصاق الملصقات الطبية على أمكنة مختلفة من وجهه جلست أخيرا وهي تنفس عن تعبها بابتسامة رسمتها على وجهها وهي تطل عليه ، في البدء تذمر من حركتها لكنها أكثرت منها لذلك جعلته يزفر بقلة حيلة
ميار:- حسنا لو كنتِ سعيدة لرؤيتي على هذا الشكل فمرحى قد بدأتِ تضايقينني
جوزيت(جلست جواره وهي تفرك يديها وتلعب بقدميها بمزاح):- بالعكس لقد راقتني الملصقات
ميار(رفع حاجبه هازئا فتألم):- أممم أمم فهمت
جوزيت:- لم تغضب مني صحيح ؟
ميار:- تؤ
جوزيت:- أتعلم بما أفكر
ميار:- بما تفكرين ؟
جوزيت:- ماذا لو هربنا أنا وأنت وأخذنا معنا إياد والخالة صباح لغير مكان ؟
ميار:- نهررررب ؟
جوزيت:- أجل عمي عامر لا يعاملك بشكل طيب وأنا لا أحبذ رؤيته وهو يؤذيك
ميار(بحزن):- ولكنه يحبكِ ويحب إياد فقط أنا من لا يطيقه
جوزيت:- ولهذا أعرض عليك الهرب
ميار:- إلى أين ؟
جوزيت:؛- لست أدري بلاد الله واسعة أكيد سنجد مستقرا لنا،ثم أنت بارع في تسيير الأمور سنقوم أنا والخالة صباح بطهي الكعك المحلى ولما لا نفتتح مفرشا عند باب مدرسة أو جامع ونسترزق الله هااا ، وبالنسبة للمسكن خالتي صباح ستتدبر غرفة لنا جميعا وأكيد سنتمكن سوية بعملنا أن نعيل أنفسنا ونوفر احتياجات إياد
ميار:- خيالكِ واسع جدا يا جوزيت
جوزيت:- يووه ماذا قلنا إنها حقا فكرة جيدة ألست تريد التخلص من هذا الكابوس ؟
ميار(ببؤس شديد):- أكثر مما تتصورين لكن ليس بهذه الطريقة ، أنتِ محدودة التفكير أفكاركِ الوردية ترسم لكِ حياة سهلة بينما لو خرجتِ من ذلك الباب ستأكلكِ الضباع
جوزيت:- لكنك ستكون معي ولن تسمح بذلك
ميار(زفر بحنق):- يا جوزيت الأمر ليس بسيطا ولو سمحتِ دعينا من أحلامكِ التي لن تتحقق
جوزيت(وضعت يدها على خده):- دعنا نحاول
ميار(رمق الدمع مترقرقا في عينيها):- لما ترغبين بذلك ؟
جوزيت(انهمرت دمعتين حارقتين من عينيها):- أخشى عليك من الأذى ، أكرهه حين يقوم بضربك
ميار:- أنا رجل وهذا لا يؤلمني بشيء
جوزيت:- حتى لو كذب علي لسانك لكن قلبك يقول أشياء أخرى
ميار :- دعيكِ مني الآن لطفا قد ضجرت
جوزيت(استقامت وهي تمص شفتيها):- لو وجدت الفرصة سأهرب معك وأنا مغمضة العينين لأني لا أثق بأي أحد سواك فأنا موقنة من أنك ستحميني مثلما سأدفع روحي فداء لسلامتك ميار
ميار(رفع بصره إليها وقوس حاجبيه):- … لارد
خرجت مطأطئة رأسها بينما بقي هو يفكر في جملتها ويحاول صياغة أفكاره بالشكل الذي ينسيه كل تلك الآلام التي أخفاها جاهدا عنها ، لكنها لم تصدقه هي الأخرى فقد تركت له الفرصة كي يبقى منفردا مثلما يحب حتى لو ظلت تنتحب ببكاء ملتصقة بالباب إلا أنها كانت تعلم أنه يحبذ البقاء وحده في وقت عصيب كهذااا .. وقت يذكره بيتمه وفقده لبلسم جراحه أمه الحبيبة حورية التي ماتت من فرط غبنها وحرقتها في ذلك البيت ، لم يهنأ لأبيه البال حتى جعلها تموت قهرا ويا ليته تمكن من مواجهته أو إيقافه لم يكن بقادر على تحريك ساكن خوفا عليها من بطش أبيه ، ولم يتوقع بتاتا أنه سيسرق منها روحها فالغبن حين يتجلد في قلب المرء طبقة بعد طبقة يصبح البناء هشا ومعرضا للانهيار في أي وقت ، لقد تذكرها تذكر آخر أيامها كيف مضت بشكل عصيب بسبب عدو الله عامر نجيب وهذا ما استرجعه من ذكراه لحظتها
حورية(تلوح له بحركة سريعة وهي تضحك ببلاهة):- ميار ميار تعال تعال إلي ههه ميار ابني
ميار(جلس جوارها مقبلا يدها):- أحضرت لكِ الأكل الذي تحبينه
حورية:- هههه طعام مجددا ولكنني أكلت قبل قليل
ميار:- ولكن طعامي من صنع يدي هي حلوى علمني إياها العم نجمي أتريدين تذوقها ؟
حورية(هزت رأسها بسرعة):- أجل أجل أريد
ميار:- دعيني أطعمكِ بيدي أمي أنتِ تحبذين ذلك
حورية:- لو عمتي كانت معنا لشاهدت رجلي الصغير كيف يعتني بأمه
ميار(تأثر بكلماتها):- أيعني هذا أنكِ فخورة بي أماه ؟
حورية(مسحت على وجهه):- ههه أجل أنت فخور بي
ميار(ابتسم بوجهها حين قلبتِ الجملة عفويا):- أجل أجل أنا وكل العالم فخور بكِ يا غالية على قلبي ، هيا افتحي فمكِ
حورية(فتحته والتقطت ما قدمه لها بضحكة):- ههه لذيذ أين إخوتك ليتناولوه معنا ؟
ميار:- إخوتي هممم جوزيت تعتني بإياد حرارته مرتفعة اليوم قليلا
حورية:- حرارتي ليست مرتفعة أنا بخير
ميار :- طيب يا وجه الخير خذي هذه مني هااام
حورية(عضت إصبعه دون قصد):- هههههه ههه أكلت عظمة
ميار(تألم من عضتها لكنه قوس حاجبيه من ضحكتها الجميلة):- هل أخبرتكِ أنكِ تملكين ضحكة فريدة من نوعها يا أمي الحبيبة ؟.
حورية(لم تسمعه بل ظلت تضحك بشكل متواصل):- هههه ههه أكلت عظمة ميار
ميار(وضع الصحن جانبا وأمسك يدها ليقبلها بحرارة):- أنتِ وردتي
حورية(سكنت وشردت في البعيد):- نبيلة عمتي كانت تمشط شعري
ميار(فهم أنها تريد ذلك الآن):- وهل تقبلين من صبي مشاغب مثلي أن يمشطه ؟
حورية(فردت شعرها الطويل جدا على كتفها وهزت رأسها):- أشعر بالنعاس
ميار(نهض وأحضر مشطها الخاص من على المنضدة):- وأنا سأساعدكِ على نوم هنيء
أمسك مؤخرة شعرها وبدأ يسرحه لها حين اضطجعت بأريحية على فراشها وهي تغفو دون هوادة ، أرضاه منظرها فقد كانت مرتاحة البال لذلك حتى لما تعبت يده لم يتوقف بل ظل يمشطه لها بغية إرضائها لأقصى حد .. لكنه لم يعلم أن لحظة السكينة تلك كانت محدودة التوقيت حين دلف عامر وهو ثمل ترميه الحوائط من واحد لآخر ولسانه القذر يصرخ بأفظع المصطلحات ، وهذا ما أزعج ميار حين رمق انعقاد حاجب حورية التي فتحت عينيها وانكمشت حول نفسها بفزع
ميار:- شتتت لا تقلقي أماه سوف لن أجعله يؤذيكِ أنا هنا
حورية(أمسكت يده):- أبوك أبوك إنه عامر عامررررر
عامر(دفع الباب برجله ودلف عليهما):- هاااا أنت هنا أيها العاهة أغرب عن وجهي يا أخرق
ميار:- أمي نائمة أخفض صوتك
حورية(وهي تتفتف):- اذهب اذهب يا ميار
عامر:- أهذه هي النائمة لعنة الله عليك يا كاذب أخرج من هنا فوراااا
دفعه بركلة وهنا ميار استشاط غضبا هم بالرجوع ولكن صفق الباب جعله يتوقف وهو يضع مسمعه على الباب لكي يحاول استراق السمع ، فلو حاول أذيتها سيقتحم الغرفة ويقتله وهذا ما توقعه فقد حاول عامر أن يعتدي عليها ويملكها قسرا في حين كانت هي تهز رأسها رفضا وخوفا ورغم ذلك لم يهتم ، مزق فستانها وجذبها من شعرها ليطرحها أرضا على السجاد وكأنها حيوانة سيخضعها لسلطته ، تعبت من التوسل والاستجداء ولكنه كان مظلم العينين ، تماما مثلما أظلمت عيون ميار الذي ظل يطرق الباب مطالبا إياه بالتوقف حاول كسر المقبض ولكن جوزيت منعته
جوزيت(وهي تجذبه خلفها لكي توقفه):- أجننت هل ستقتحم عليهما الغرفة ؟
ميار(أشار للباب):- ألا تسمعين صراخها دعيني أوقف ذلك الوحش دعييييني
جوزيت:- أرجوك لا تحاول سوف يقوم بضربك لو تابعت جنونك هذا
ميار(هدر فيها بنفاذ صبر):- سأنقذ أمي من بين يديه دعيني وشأني
كان كالطير الذبيح يركض باحثا عن أي شيء يساعده في كسر ذلك الباب اللعين ، فصراخ أمه كان يمزق وتينه كيف لا وقد كانت قبل قليل في هناء تمتعه بأجمل الابتسامات ، مع الأسف ابتسامات قصيرة المدى فما إن لاح الوحش عامر حتى اسودتِ الحياة بين أعينهما …أمسك بالمطرقة وضرب بها على المقبض دون تردد مرة ومرتين وثلاث إلى أن انكسر وفتح الباب ليجده يضربها وهو يدك رأسها عند حافة السرير تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة ، ما إن رأت ميار حتى رفعت يدها مستنجدة ووجهها المحمر يستجديه الرحمة …تلك اللحظة لم يشعر ميار بنفسه وهو يرمق أباه بنظرة قتل وهذا ما جعله يمسك بالمطرقة ويرفعها بوجه أبيه
عامر :- أتنوي عصياني ؟
ميار(بصوت جهوري):- اعتذر منهااااااااااااا
عامر(دفع حورية برجله):- وإن لم أفعل ؟
ميار(تغلغل الكره بوجده):- سأقتلك
عامر:- أرأيتِ تربيتكِ يا مجنونة أنظري لنتائج فشلك الفظيع
جوزيت(وقفت بوجه ميار)؛:- أرجوك عمي عامر توقف عما تفعله لا تأخذ كلام ميار على محمل الجد لو سمحت لو سمحت
عامر(بتأفف):- عالم مجنونة الله يبعدكم من خلقتي
جوزيت(أمسكت يد ميار بصعوبة):- لو تحب أمك لن تقترف أي جرم بالله عليك أنظر إليها إنها خائفة أنظر كيف ترتجف خوفا
ميار(رق قلبه لأمه التي كانت تختبئ عند حافة السرير متقوقعة على الأرض):- لقد آذاها
جوزيت(مسحت دموعها وأخذت منه المطرقة):- أعطني هذه أعطني
ميار(استسلم لحركتها وانحنى على ركبتيه وهو يطل على وجه أمه):- أمي
حورية(انتفضت من لمسة يده وهي تبكي ببكاء يفطر القلب):- حورية لم تفعل شيئا حورية تحب ابنها حورية لا تقوم بأشياء سيئة حورية تخاف من عامر حورية تخضع لعامر حورية تطيع عامر اهئ اهاااائئئئ دعووا حورية لا تبكي لا تبكي حورية لا تبكي هههههه هههه حورية جميلة حورية تملك شعرا طويلا كالحرير ههه حورية تحبها عمتها حورية حبيبة عمتها نبيلة ههه أنا أحب ميار ميار يحب حورية حورية لا تبكي حورية لا تبكي لا تبكي
ميار(جننته حتى دمعت عيناه وهو يهزها كي تسكت):- اسكتي اسكتي يا أمي توقفي عن البكااااء
حورية(انفجرت بنحيب):- اهئئئئئ أريد أن أموووت أريد أن أموووت حورية تريد الموت هههه ههه ههههههه سأموت مع زهرة أجل زهرة تناديني كل ليلة وتطلب مني الهرب ههه حورية ستهرب إلى زهرة وستعانقها وتمضيان بعيداااا حيث لا ضرب ولا غضب ولا دموع ههه اهئئئئئئئ
لم يستطع التحمل ضرب على السرير بقبضة يده وهو يهدهدها لعلها تستكين وبالفعل استطاع جعلها ترتمي بحضنه بل على حجره وهي تبكي بحرقة بينما كان يمسح على شعرها ويجمع دموعها بحنان ، دموعها التي كانت تنزل كحمم لهيب تزيد من كرهه لذلك الوحش الذي سود عيشتهم وكم تمنى موته في القريب العاجل لعلهم يرتاحون من بطشه …
عاد من موجة الذكريات السقيمة حين سمع بوق سيارة فيكو يزمر من خلفه كي يتجاوز إشارة المرور التي سمحت له بالمضي ولكن ذكرياته ما سمحت له بالاستيعاب والتيقظ ، رمق جوزيت بلهفة وهي تفقد وعيها بجواره وانطلق بها في تلك الطريق لحين وصل إلى المشفى نزل فيكو سريعا طلبا للنجدة وهرعوا إليها بنقالة وضعها عليها ميار بحرص لتفاجئه بإمساكها ليده تلك اللحظة
جوزيت(بخوف كانت تبكي وهي تغالب فقدانها للوعي):- لا تتركني وحدي أرجوك ميار اهئ لا تجعلهم يقتلون طفلي أرجوك أجبرهم على إنقاذ طفل…طفلناااا
آخر كلمة ذكرتها لتفقد وعيها وتجعله بدوره يفقد تركيزه "طفلناااا" ما الذي قصدته بطفلنا ، هز رأسه مرتين ليستوعب كلمتها التي زعزعت خاطره كاملا فقد شعر بشيء ينغزه في قلبه شيء دافئ يبعث على الطمأنينة ، لم يفهم ماهيته فقد شرد في البعيد حينما انتبه لركضهم بها في الممر وهذا ما أيقظه وجعله يلحق بها من فوره ، هدر في أولئك الأطباء كي يقوموا باللازم ويحافظوا على حياة جنين أتى لهذه الدنيا كي يفرقه عن ملجئ روحه وخطاياه …
ميار:- لطفا ابذل كل جهدك رجااااء دع كل فريقك الطبي يقوم باللازم أنا جاهز لدفع أي شيء لأجلهما
الطبيب:- لا تقلق يا أخي سوف ننقذ زوجتك وابنك فقط أدعو الله
ميار(شرد في جملته وطأطأ رأسه):- إن شاء الله خيرا … مهلا هل يمكنني الدخول أيضا ؟
الطبيب(فتح باب غرفة العمليات):- ستبقى هنا رجاء دعنا نقوم بعملنا
ميار(رمش وهو يراها من شق الباب وهم ملتفين حولها):- فقط اعتنوا بها جيداااا لو سمحت
أغلق الطبيب الباب بوجهه وتركه يناظر الفراغ لبرهة قبل أن يمسح على لحيته وهو يشعر بمغص في صدره يدكه دكا مغص سيجعله يمرض لو حدث للجنين أي مكروه ، قد هددها به أجل هددها بأن يسلبه منها قبل ساعة والآن ها هو يكتوي بنار الخوف لأجله ،… وهذا حاله ظل يسير في ذلك الممر وهو يحاول أن يطرد مفعول الخمر من عقله الذي شله لحظتها ، هل سمعها بشكل واضح هل عنت ما ذكرته ربما من فرط خوفها وقلقها على صغيرها لم تعد تعي ما تقوله ، ثم أصلا ما الذي يقحمه في كل هذا أين هو صائد الفرص مما يحصل معها أين الرشواني هل يعرف بخروجها من شقته ، ما ربما اختطفت ألم يفكر بالعواقب ألا يقوم بحمايتها بشكل صحيح كيف لا يعتني بها كيف يسمح لها بهذا التجاوز لالا علي أن أجد حلا لهذا لكن بأي صفة ، وحتى لو وجدت الصفة يا ميار هل ستغفر لها خيانتها باعتنائك بها لا تجن اطمئن عليها وتبخر في الهواء لا شأن لك بساقطة سلمت نفسها لرجل غيرك عند أول فرصة آآآخ يا رأسي …
أمسك على رأسه بعد هذا الحوار الذي فتك به وجلس على الكرسي منحني الرقبة في محاولة لرحمة نفسه من كل ذلك الوبال الفكري الذي هجم على عقله ، لحظة لحظتين وخرج الطبيب مزمجرا وعلى ملامحه تبدو علامات التذمر
ميار(هنا ابيضت شفتاه فزعا واستقام بعيون تائهة يحاول فهم الجديد):- خيرا ؟
الطبيب:- أحتاج لإجراء عملية قصوى فالنزيف لم يتوقف والواضح أنها عانت من ضغط وعصبية مفرطة جعلت الطفل يتأذى ومع الأسف قد نضطر لإجهاضه
ميار(هلع لأجلها):- لا أرجوك قم بأي شيء لإنقاذه ، سمعتني إلا الإجهاض لأنها مريضة بالقلب وأقر طبيبها الخاص أنه لو حدث وأنجبت مرة فلن تعيدها نظرا لوضعها الصحي
الطبيب:- أصلا هذه المرة وتقف على شفا حفرة اسمعني أحتاج توقيعك على الموافقة بإجراء هذه العملية بما أنك زوجها ستتحمل النتائج
دارت الدنيا بميار ووجد نفسه مسئولا على حياة طفل خرب حياته حتى قبل أن يأتي لهذه الحياة ،شروده أقحم الشك في خلد الطبيب الذي نظر إليه مستعجلا بل متسائلا عن سبب تردد هذا الأب غريب الأطوار وقبل أن يسأله مجددا عن قراره كان يحرك فكه بلؤم وكره وأعطى أمرا للطبيب جعل الطبيب يشهق من طلبه ذاك مستغربا ما يشهده للتو
بعد مدة
كانت تفتح عينيها بصعوبة وهي تحاول فتح فمها للنطق بالسؤال المصيري الذي تبادر لذهنها مذ أن وعت على نفسها ، رمشت مرتين وهي ترى وجها مألوفا يجلس بجمود الأصنام على جنب وهذا ما جعلها تجزع أكثر فنظراته لها كانت مسمرة كصقر سينقض على فريسته بعد قليل ، أو ربما كان يرمقها بنظرة انتصار وهنا سرعان ما نظرت لبطنها ووضعت يدها لتتحسس جنينها والسؤال في جوفها يرتجف خوفاااا فهل سيرحمها ؟
جوزيت:- طف..طفلي يا ميار ؟
ميار(نطق بعد برهة أتعبت أنفاسها):- هو بخير
جوزيت(أغمضت عينيها على الدموع وابتسمت):-ههه الحمدلله يا ربي نجيته لي الحمدلله هه شكرا لك ميار لقد أنقذته
ميار(تنهد بغيظ مكتوم واستقام):- انتهت مهمتي إذن الحمدلله على سلامتك
جوزيت(شعرت برغبة في عناقه وفي شم عطره في الصراخ بالحقيقة كلها):- لو تبقى قليلا
ميار:-توقعت بأنكِ ستكونين وقحة في طلب كهذاااا لكن لا مكان لي هنا أصلا …جئتكِ بسبب النبيذ لكن ذلك لن يتكرر وعد مني
جوزيت(باختناق):- مياااار
ميار(ولى ظهره لها وقلبه ينازع بحرقة):- …لارد
جوزيت(بنحيب):؛- أنت أنقذته رغم أنك تعرف بحقيقته كونه يعني .. …
ميار(قاطعها بعصبية نافذة):- لو تخرسين ألن يكون ذلك جيدا أنتِ تحملين طفلا رغم وضعكِ الصحي المعرض لأي خطر في أية لحظة ، ما عليكِ هو الاهتمام به والاعتناء بصحتكِ وليس اللحاق بالترهات مثلما تحاولين فرضه على نفسك الآن
جوزيت(انتفضت من صراخه بوجهها):- معك حق في أن تجرحني هكذا لن ألومك
ميار(ضحك هازئا واستدار إليها أكثر):- تلومينني ههه على ماذا يا ترى على استغفالكِ لي أم على خداعكِ لقلبي وأنت بين ذراعي تنازعين شهوة ،،، أتعلمين ماذاااا بودي لو أشكر رشيد على اختطافه لي لو لم يفعل ذلك كنت فقدت عقلي فساعات التعذيب تلك جعلتني أرى مدى قذارتكِ وتفاهتك ، أنا أمقتكِ وأشمئز منكِ وتصرفي معكِ اليوم ليس حبا فيكِ بل لكي أرى فرحتكِ حينما تنجبينه لأنني أريد لانتقامي أن يكون ملوكيا بحجم خيانتكِ لي سيكون ألمكِ على فراقه
جوزيت(فتحت عينيها على وسعهما بهذا التهديد وتحسست بطنها هلعا):-….أ…
ميار:- طبعا لن تجدي بما تدافعين على نفسكِ بوساختكِ قد دمرت كل شيء كان بيننا ذات يوم
جوزيت(كانت تبتلع ألم جمله بصعوبة):-ولكنني..
ميار:- اخرسي اخرسسسسسسسي صوتكِ يجعلني أفقد صوابي صرت لا أطيقه ولا أطيقكِ ولا أطيق ذكرياتنا التي تغزو مخيلتي كل لحظة، اطلعي من رأسسسسي كفى
جوزيت:- ولكنك تعشقني
ميار(ثار فيها هادرا وأمسكها من فكها):- إن لم تصمتي سوف لن يحصل طيييب
وائل(هدر فيه من محله):-إليك عنها يااااا ميار
ميار(هنا جذب يده وهو يبتسم بفرحة فقد بعث له الله ملاذا ليفرغ غضبه دون أن يشعر بذرة ندم):- وائل رشوان ملك العفة والمروءة
وائل(تجاهله وتوجه إليها من الجانب الآخر ممسكا بيدها):- هل أنتِ بخير؟
جوزيت(خافت أن ترفع رأسها لميار الذي كان ينظر ليدهما بموت):- بخير بخير
ميار(رمق النظرة المتبادلة بينهما وشعر بالغل):- …. لا تعليق
وائل:- لما خرجتِ من البيت دون إخباري سوف نتكلم في هذا لاحقا
ميار(جن جنونه وكأنه رجل كرسي معهما):- كيف تسمح لها بأن تبرح شقتك في الصباح الباكر ،أهذا هو ائتمانك عليها لو كنت فاشلا في رعايتها هناك ابن عمها سيصونها
وائل:- هل ستعلمني الآن كيف أعامل أم ابني؟
ميار(تغلغل واقترب منه):- ابنك الذي كانت ستفقده وأنت نائم في العسل
وائل:- وما شأنك هذا أمر خاص بي وبها أنت ما محلك من الإعراب ،أصلا ما الذي جعلك تتواجد فجرا تحت سقف بيتي ؟
ميار(حرك فكه بغيظ):- لن أبرر لك أفعالي
وائل:- إذن برر لي أقوالك طالما أنت لا تثق بها فما الذي يجعلك تبقى قربها حتى الآن ؟
ميار:- سؤال وجيه وجوابه هو هذاااا
جمع قبضته ليلكمه في نصف وجهه لكن وائل ابتعد بخفة وأمسك ذراع ميار بقوة متحكما في عضلة ذراعه أي منعه من الحركة بإحكام جعل ميار ينتفض بحنق ويبعده عنه
ميارّ:- أيها القذر بئسا لك من حشرة دخلت لحياتنا لتخربها
جوزيت(بفزع):- أرجوووكما توقفااااا
وائل:-فقط لأن حالتها الصحية لا تقبل الأعصاب سوف أتوقف عند هذا الحد ،والآن تفضل من حيث أتيت ولا تظهر بحياتنا كل مرة مفهووم ؟
جوزيت:- ميار رجااااء
ميار(رمقهما بكره):؛- أصلا أنتما معا بذات المستوى المنحط والقذارة منكما تنبع كلاكما لا يفرق معي بشيء
وائل(تراجع ّإليها وأشار نحو الباب):- غادر
ميار(نظر إليها بطرف عين وهز رأسه):- سأكرهكِ دوما دومااا يا جوزي
جوزيت(انفجرت ببكاء):- اهئئئ اهئ وااااائل
وائل(عانقها بحنان وهو يمسح على شعرها):- تمام تمام كل شيء سيكون على ما يرام
اعتقدا أنه فور خروجه من ذلك الباب سيبرح المكان لكنه توقف وأطل عليهما لحظتها ورمقها وهي بحضنه تنتحب وتبكي ،آلمه خاطره وامتلأ قلبه بالغضب لذا انسحب من فوره وتوجه لغرفة الطبيب عينه ما إن دلف إليه حتى أمسكه من رقبته وألصقه مع الجدار
ميار(بنبرة تهديد):- أنا رجل لا مجال للف والدوران معه لذلك أنصحك بعدم التورط فإن غرك الشيطان وفعلت ستجعلني أقلب هذا المشفى بأكمله لمجزرة ، هذا إن لم تساهم في قتل سلالتك العائلية على يد رجالي في ظرف ساعة واحدة
الطبيب(مختنق من قبضته):- اهدأ اهدأ سأنفذ كل ما تأمر به فقط أخبرني سيدي؟
ميار(بحرقة قلب):-أريد التخلص من شك ما ولن يساعدني أحد غيرك
الطبيب:- شك ماذا؟
ميار(صغر عينيه):- إثبات نسب
رمش الطبيب ولم يستوعب ما طلبه منه ميار لكنه كان مجبرا على مسايرته فهو تحت قبضته الآن ، وأي اعتراض قد يكلفه روحه أمام هذا البركان المتأجج الذي كان ينفخ ويعد ويتوعد دون عقل ، أفلته وجعله يأخذ تحليل دم من ذراعه وترك له الأمر الذي سيجعله يضع النقاط على الحروف ، دوما ما كان يفكر بعقله منذ أن دخل لهذا العالم الإجرامي والكل يشيد بعقله المفكر ، لكن هذه المرة إحساسه إحساسه هو الذي جعله يقرر التفكير بقلبه ويتبعه حتى يتيقن من صحيح حدسه ما إذا كان حقيقة أم مجرد خيال مريض زرع في عقله دونما أساس …. زمجر وغادر المشفى ليجد داغر مكتفا يديه وهو برفقة عنبر وفيكو يتحادثون فيما بينهم ، لم يوليهم اهتمامه بل صعد لسيارته وانطلق عائدا للقصر البحري وهنا لحقه داغر سريعا بعد أن ودعهم ، أما بالنسبة لعنبر فقد دلف مباشرة ليجدها تمسك على قلبها وتقف عند الزاوية
عنبر:- سيدتي سيدتي أنتِ بخير ؟
ناريانا:- أجل أجل بخير فقط شعرت ببعض الضيق
عنبر:- هل رأيتِ ست جوزيت ؟
ناريانا:- ليس بعد … فمنذ وصولي وأنا هنا
عنبر(باستغراب):-ولكن لماذاااا توقفتِ ؟
ناريانا(نظرت لمكان ما وعقدت حاجبيها):- أحتاج سلاحك
عنبر:- من ستقتلين ؟
ناريانا(بحزم):- لن نقتل ولكننا سنهدد
وجد نفسه يلحق بسيدته التي فتحت عليه الباب مجددا حتى انتفض المسكين ما صدق متى يخرج رجل العصابات المخيف حتى تكمل ناريانا ما بدأه ، رمقته بنظرة تحذير يعني إن لعبت معي سوف تلقى حتفك ههه يعني ميت ميت يا سي الدكتور قلبي معك وقعت بخلية مافيا الله يعينك ههه ^^
في غرفة جوزيت
وائل:- أحسن الآن ؟
جوزيت(بتذمر):- أريد مغادرة المستشفى لست أشعر بالأمان هنا
وائلّ:- لن تبرحي محلكِ وأنا لن أدعكِ وحدكِ تحت أي ظرف كان
جوزيت:- ولكن ماذا عن عملك كان لديك اجتماع مهم اليوم ؟
وائل:- لا بأس أنتِ أهم ، ثم رقية تنوب عني ما تشغلي بالك
جوزيت(تنهدت بتعب):- خفت كثيرا يا وائل ولكنني خشيت منه أكثر هو لم يؤذي الصغير بل أتى بي للنجدة ولكن كل هذا لكي يحرق قلبي على جنيني … لقد أخبرني بذلك هددني حتى
وائل:- ميار لا يستطيع أذية الأطفال وحتى لو هددكِ وقتها سنضطر لقول الحقيقة جوزيت ، لن نخفي أبد الدهر ما إن تنجبينه ستضعينه أمام الأمر الواقع وتصارحينه بكل شيء فهو لن يستطيع التفريط فيه آنذاك
جوزيت:- وهذا ما أود فعله فقط لتمر شهور الحمل على خير
وائل:- دعيني أعدل لكِ الوسادة كأنكِ غير مرتاحة
جوزيت(سمحت له ورمقته بحسرة):-كنت سأفصح له عن كل شيء، لكنه منزعج مني بشكل لا يتصوره عقلك ….لقد عبر عن كرهه لي بطريقة مهينة جعلني أعتقد بسببها أنه لن يغفر لي مطلقا مطلقا اهيئ
وائل(أمسك يدها بحنان):- سنتخطى كل شيء فقط اصبري
جوزيت:- اهئ مثلما صبرت أنت ليلة أمس ،لقد سمعتك وأنت تدور في الشقة وتعاني من الأرق …رؤيتها كانت صعبة عليك مثلما احترقت أنا بعد رؤيته في الحفلة
وائل:-لن أخفيكِ سرا ولكنني ما اصطبرت على نفسي لدى رؤيتها،حاولت جهدي ولكن تعاملها مع ميار ضايقني بشدة
جوزيت(بحنق):- كل ذلك تمثيل لا تصدقه
وائل(نظر جانبيا):-لم يكن تمثيلا وأنتِ تعلمين ذلك لأنكِ رأيتِ ذات ما رأيته ولكنكِ تأبين تصديق الحقيقة ، مع الأسف قد فلتت الأمور منا وذلك الحريق المفتعل كشف كل مشاعرنا التي نخفيها ما وراء الأقنعة
جوزيت(باستفهام):- ندمت ؟
وائل:- مجددا أقولها لكِ يا جوزيت لم أندم ولن أندم لأنني قمت بالصواب، ليس وائل من يتخلى على امرأة ترتجي مساعدته .. هيا اطمئني وارتاحي قليلا ريثما أفهم من الطبيب حالتكِ تمام؟
جوزيت:- لو تتصل بناريانا لأجلي
ناريانا(دلفت على الجملة):- وناريانا هنا أصلا حبيبتي
جوزيت(فتحت ذراعها لها):- اهئ أتيتِ
وائل(تركهما تتعانقان):- يلا يختي منكِ لها استمتعا بوصلة الحنان ، أنا بغرفة الطبيب قليلا
ناريانا(عانقتها ومسحت على وجهها):- كبدي أنا كيف مر ذلك؟
جوزيت:-خفت خفت لو تسرقه مني الأقدار خفت لو يرميني حظي بمعترك الحياة بدونه
ناريانا:-يااااه يا عمري بدأت أقلق بشأنك لو أنتقل للعيش معكما وائل سبق وعرض ذلك لكن أنتِ من رفضتِ هذا
جوزيت:- رفضت يا ناريانا يعني هل سنزعجه سوية أكثر من إزعاجي أنا ، ثم أريدهم أن يصدقوا حتى الأخير لو انضممتِ أيضا سندخل الشك لرؤوسهم
ناريانا(عضعضت شفتيها):- أنتِ فقط من تكبر الموضوع لأنكِ حامل وطبيعي أن ترافقكِ صديقتك
جوزيت:- ليس الآن فيما بعد ربما
ناريانا:- هل عاملكِ بسوء ؟
جوزيت:- أليس هذا ما استحققته ولكنه سيسامحني حين يعلم أنني حافظت على ابنه بهذه الخطة أليس كذلك ؟
ناريانا(ربتت على وجنتها بدعم):-أكيد يا عمري سيفعل أساسا تواجده تحت البيت دليل على عشقه العارم لكِ،إنه مشتاق لكِ وحال المشتاقين والسكارى نسخة طبق الأصل … لا لوم على أقوالهم أو أفعالهم أيضا
جوزيت(شردت قليلا ثم هتفت بجزع):- ولكنه هددني به أكان صادقا ؟
ناريانا:-أجزم أنكِ بعد أحداث حفلة الأمس لم تنامي جيدا ،لما لا تغلقين عينيكِ قليلا سأكون هنا لأحرسكِ تمام روحي ؟
جوزيت(أغمضت عينيها وفتحتهما):- وائل دافع عني أمامه مجددا
ناريانا:-ولن يكون وائل النبيل إن لم يفعل
جوزيت:- أحن إلى بيت العائلة ولكن ليس بوسعي الذهاب ،قد أخذت ميرنا كل الحقوق التي تخولها بالدخول وقتما شاءت ..لكن أنا من أكون مجرد ابنة عمهم التي ظهرت من العدم والمصيبة أن أخوها يملك ذات الحظ مجهول لا نعرف له طريق أتصدقين ؟
ناريانا:- بحثنا في كل السجلات يا جوزيت عن شخص اسمه مختار الراجي لم نجد إلا أباكِ
جوزيت:- وهذا ما يحرق قلبي أين أخي ؟
ناريانا(نهضت ورفعت الغطاء عليها):- سنجده حبيبتي نامي الآن
نامت وهي تهذي باسم أخيها الذي لم يعرف له أحد طريق حتى الآن ،أما ميار فما إن وصل للقصر حتى دلف لغرفته مغلقا الباب عليه بالمفتاح ، سرعان ما رمى بجثته بمغطس الحمام وفتح الصنبور عليه ليبقى جامدا داخله لعله يطرد ما أربك أحاسيسه طوال24 ساعة الماضية … لم يعرف أن هنالك أزمة نفسية ستهز عرش ذلك السكون الغير مبشر …

تزحزح من محله الذي لم يبرحه منذ ساعات وساعات طويلة ،تارة كان يصغي لشهقاتها وتارة يشرد في ذكريات قديمة جمعتهما سوية في بيتهم ،ذكريات كان يعتبرها في منفاه طوق نجاة لم يتوقع يوما أنها ستصبح حبلا يلف رقبته ويخنق أحلامه التي لطالما نسجها في مخيلته في عهد مضى …تزحزحه ذاك جعلها تفلت عن شهقة وهي تضم لصدرها الغطاء لتستر به نفسها وأيضا كانت حركة نفور منها كي لا يحادثها ،رمقها بطرف عين فقد فهم رغبتها وهو يتنهد باختناق جعله يتحرك ناحيتها ليأتيها من جانبها وينحني أرضا على ركبتيه ورأسه قريب منها ،نظر لكدمة يدها القاتمة وانتفاخ شفتيها المتورمتين وجرح طفيف على رقبتها نزولا لقمة صدرها حيث كانت هنالك بقعة زهرية اللون جعلته يغمض عينيه وهو يزفر عميقا بقنوط من نفسه ،فلقد أذنب بذنب عظيم لن تغفره له مهما فعل
حكيم(ببؤس شديد):- تكرهينني الآن أليس كذلك ،يعني طوال الفترة الماضية كنتِ تبحثين عن سبب مثل هذا لتجعلي ابتعادكِ عني رسميا ،حتى لو كان ذك بينكِ وبين أفكاركِ التي تأبى الرضوخ لأوامر قلبك لأنكِ مني حتى لو نفيتِ ذلك بأعماقك إلا أن حكيم الراجي متجذر فيكِ لأبعد مدى يمكنكِ تصوره ..أكيد لن تستلطفي حديثي هذا بعدما حصل بيننا ولكنكِ أجبرتني على ذلك ميرنا فتحت أبواب جنتكِ أمامي وجعلتني أنسى الصائب من الخطأ جذبتني إلى روضتكِ التي كنت أتوق إليها حياتي كلها ،لم أتمكن من منع نفسي .. أنا آسف
ميرنا(انهمرت دموع من عينيها):-…لارد
حكيم(نظر جانبيا بحزن):-وكأن ما فيكِ لم يكفيكِ حتى أزيد أنا عليكِ هذا الوجع ،مجددا عليكِ أن تتأقلمي مع خذلاني أقر بذلك ومهما اعتذرت منكِ سوف لن أجبر كسر خاطركِ مني ؟،ما كان علي القيام بذلك ما كان علي الانصياع لجنونك
ميرنا(تنهدت وأغمضت عينيها وتحركت بثقل وصعوبة أليمة للجانب الآخر مولية ظهرها):- لارد
انتبه لوشمها المتربع على ظهرها العاري ولخدش جانبي تجاوره آثار قبضة يده يا إلهي لقد كان وحشا معها ،أفلتت منه زمام الأمور حتى آذى عصفورته الصغيرة وكسر أجنحتهاااااا ،لماذا فعلت يا حكيم حتى لو استفزتك ما كان عليك الإصغاء لها وهي ثملة لا تدري ما تتفوه به من فرط حرقتها بعد أحداث ليلة أمس،ولكنك كنت تنتظر مثل هذه الفرصة وحين واتتك استغليتها أبشع استغلال سحقا لك من رجل سحقا لك، ذكر كل هذا في سره وهو يلعن نفسه
حكيم(مد يده ولامس كدماتها):- اعذريني حبيبتي اعذريني اعذريني
ميرنا(انفجرت ببكاء وهي ترتجف محلها):-…اهئئئ
حكيم(أغمض عينيه ووضع يده على كتفها ودفعها إليه على وضعها وهو يدك رأسه مقبلا كدمتها):-سامحيني يا عمري كنت نذلا حقيرا معكِ سامحيني ميرناااا
ميرنا(عضعضت شفتيها مقهورة ببكاء يفطر القلب وعيناها مغمضتان بحرقة):-…لارد
حكيم(أغمض عينيه بذات الحرقة وهو يتألم لألمها لحزنها لدموعها لاهتزازها ذاك):-كفى يا روحي كفى أنتِ تؤلمينني هكذا،اصرخي فيني اضربيني حتى لكن لا تكتمي أنفاسكِ عني… ميرنا ميرنا ردي علي أرجوكِ
ميرنا(ظلت تبكي بحزن وهي تشهق بشهقات تكتم الأنفاس):-…لارد
حكيم(دمعت عيناه من حالها فهو مذنب مذنب):- خذلتكِ حبيبتي أجل خذلكِ حكييم الذي ما حسبتِ أنه سيكون مثلهم ،أنا مخطئ أنا مخطئ كفي عن الارتجاف حبيبتي بالله عليكِ
ميرنا(من كثرة الضغط ظلت ترتجف بوتيرة سريعة وقاربت على الدخول في نوبة ذعر):- اهئئئ أبي أبي هنااااا أبي اهئ سليم اهئئئئ بابا لا تضربها لا تفعل لالالالا تفعل اهئئئ
حكيم(ذعر من جملتها واستقام مطلا عليها وهزها إليه كلها):- ميرنااااااااا ميرناااااااا استعيدي وعيك ميرنااااا ذلك لا يحدث لا يحدث ميرناااااا حبا بالله لا تفقديني صواااابي
ميرنا(كانت مغمضة عينيها وهي تصرخ وتتلوى بألم):- لا يا بابا لا لا لا سمر لم تفلت يدي أنا هربت منها والله هربت منها لأرى البهلوانات بابااااااااااا يا بابا لا تضررررررربها أهئئ سمر سمر سمر
بذعر لوا الغطاء على جسمها سريعا ورفعها بين ذراعيه متوجها بها صوب الحمام ،وضعها في الحوض وفتح الصنبور وهو يحاول أن يعيدها لوعيها لكنها ظلت تصرخ وتغيب وتعود وكأنها تسحب قسرا لتلك الذكرى المقيتة ذكرى ضياعها في الصغر ..وحين غاصت في موجتها استشعرت برودة المياه لذلك رمشت وهي تجذب نفسها من تلك الدوامة السوداء ونظرت إلى عينيه بذهووووول
حكيم(ابتلع ريقه وهو يلهث ممسكا بها في الحوض):- روحي هااااه ركزي معي استعيدي رشدكِ ميييرنا يا نبضي يا نبضي
ميرنا(باختناق هتفت وهي تستكين بين يديه):-حكيم أين أنا ؟
حكيم(مسح على خصلاتها المبللة وهو يضمها بذراعه على صدره مثبتا إياها برفق):- معي بقصري
ميرنا:-أين سمر؟
حكيم(أغمض عينيه وفتحهما):- سمر إنها ..مع ابنها شادي
ميرنا(رمشت بذهول):- ابنها شادي ؟؟ متى أنجبت ؟
حكيم(رفع حاجبيه):- أوك بدأت أقلق تعالي
جذب المنشفة بيده ورفعها لكي تخرج ميرنا التي نهضت بهوان مطيعة إياه حين لفها وثبتها بحنان عند الجانب ، نظرت إليه دون حياة وتابعت نظرها لما يدور حولها بتشتت حين أخرجها للغرفة وفتح الدولاب وأمرها بأن ترتدي شيئا ما ريثما يعود ،أجابته بالموافقة وخنوعها الشارد ذاك جعله يرتعب قلقا على حالها ولذلك كان الحل الأمثل هو الاستعانة بصديق يعني لو كلف نفسه وتواضع للمساعدة
حكيم(بقلق):- أتمنى لو يكون عاد…. فف مياااار يا مياااار
طبعا ميار كان يدفن وجهه بين وسائده ولم يشأ الرد لذلك اقتحم حكيم الغرفة عليه قسرا وجده عاري الصدر مهملا نفسه كما لو كان يتعارك مع غضبه بشعره الفوضوي وحالته الغريبة التي جعلت حكيم يوقن أنه هو الآخر يعاني من خطب ما
حكيم(أزال عنه الوسائد):- انهض انهض نحن لدينا مشكلة
ميار:- اذهب عني
حكيم:- ماذاااا بك ؟
ميار:- أنا أحاول الانتحار فلا تعكر صفو خطتي
حكيم:- أوك انتحر مثلما تريد لكن ليس قبل أن تعالج معي المشكلة التي أوقعتُ ميرنا فيها
ميار(هنا انتفض ورمقه بشرر):- مااااا بها ميرنااااااا ؟
حكيم(نظر جانبيا ورمش بعينيه):- أ.. تعال وانظر بنفسك
ميار(دفع الوسائد عنه وذهب على حاله مزمجرا حافي القدمين):-أساسا اليوم واضح من أمسه ،ماذا فعلت لها يا ويلك لو تكون وبختها سوف نتخاصم حكيم ،آآه رأسي رأسي سينفجر مع بنات الراجية
حكيم:- بنات الراجية هاه ؟؟؟ أين كنت حتى لاح الفجر بالمناسبة ؟
ميار:- كنت عندها يعني حكاية طويلة فيما بعد أرويها لك دعنا في المصيبة التي بالداخل ، هللو ميرنا بيبي أين أنتِ أين هي حكيم ؟
حكيم(نظر للمنشفة الملقاة على الأرض):- كانت هنا قبل قليل مهلا هذا صوت داغر
ميار(أغمض عينيه بتعب):-ولما أعتقد أن صوت الأخ داغر ارتفع بسبب ابنة عمك ؟
حرك حكيم رأسه بحنق وتوجه معه في الحين واللحظة صوب الأسفل ، بينما ميار مر بغرفته التقط قميصا عشوائيا وارتدى حذاءه ليرى مشكلة الأخت ميرنا التي كانت تمسك بالمنجل الخاص بالبستاني وترفعه بوجه داغر الذي وقف معترضا خروجها عند البوابة الرئيسية ،بينما بقية الرجال ملتفين حولها وخائفين من أذيتها لنفسها لأنها لو جرحت ولو جرحا طفيفا سيكون حسابهم عسير مع السادة الذين انضموا الآن ليتمموا المشهد الهزلي
ميار:- ما الذي يحدث هناااااا ؟
داغر(كان محاصرا أمام المنجل الذي كانت ترفعه باتجاه عنقه على بعد خطوة):- والله السيدة أرادت الخروج وأنا منعتها فحسب والنتيجة كما ترون
حكيم(مسح على فكه ونظر إليها وقد كانت ترتدي قميص حكيم فقط والذي بدت فيه مثيرة بشكل مدمر):- ألم تجدي أي شيء تلبسينه غير هذا ؟
ميرنا(بشراسة):- لو اقتربت مني خطوة واحدة سأقتله
ميار(وضع يده على فكه وهو يتأملها):- امم ذوق جميل راقني ولكن ليس أمام رجالنا ، انصرفوا جميعا حتى أنت داغر
داغر(رمق الرجال وقد تبخروا وبقي ملقوفا أمامها):- كيف بالله عليك يا سيدي إنها تحاصرني
ميرنا:- الأجدر لك أن تتوقف عن التذمر كالنساء وتفتح لي ذلك الباب كي أخرج من هذا السجن
ميار(نظر لحكيم):- الآن ستحكي لي ماذا فعلته بالبنت ؟
حكيم(مسح على جبينه وتهرب من السؤال):- لا شيء
ميار:- سنتحاسب حكيم لكن بعد أن نحل هذه المعضلة ، يا ميرنا يا بنتي هاتِ المنجل لسنا في موسم حصاد الزيتون أعطني إياه قتلتِ الرجل فزعا قريبا سيبلل تحت بنطلونه عيب عيب يا ميرنا أن نهين داغر المسكين أعطني المنجل برفق وأنا سآخذكِ أينما تريدين
ميرنا(شعرت به وهو يقترب ووجهت المنجل لوجهه):- لا أحد منكما يقترب خطوة مفهووووم ؟
ميار(رفع يديه):- مفهوم مفهوم
حكيم(أشار برأسه لداغر كي يهرب):- اذهب أنت
داغر:- الرحمة هههه لقد كتب لي عمر جديد الحمد لله يا ربي الحمد لله
ميار:-سأقترب على مهل سألتقط المنجل من يدكِ وسنعالج هذه المعضلة تمام؟
ميرنا(رمشت بعيون ضبابية ونظرت بكره لحكيم):- لا أريده هنا
ميار(نشه بيده):- لا تريدك هنا انصرف حبيبي
ميرنا(أحنت كتفيها بتعب):- أكرهه
ميار:- فهمنا يختي فهمنا لكن هاتِ المنجل يكفي عبطااااا
حكيم(بغمغمة حزن):- معكِ حق يا ميرنا في ذلك معكِ حق في الاستهبال في الهرب مني في كل ما تفعلييييينه
ميرنا:- لا تصرخ بوجهي أنت أنت تذكرني به وما عدت أطيقك أسمعتني أنا أنا أكررررررررهك
حكيم(اقترب منها هادرا)؛:- لو تكرهينني اطعنيني بهذا الآن ريحي نفسكِ وريحيني من هذا الويل ريحي قلبي من هذا العبء لقد تعبت تعبت
ميرنا:- لقد آذيتني وإن تقدمت خطوة واحدة سأطعنك به دونما تردد
ميار:- توقفااااااااا الآن ألا يوجد لكما كبير يوقف هذا الهبل ،هاتِ ذلك وأنت كف عن استفزازها ألا تراها منهارة تماما ت ت ت وكأنني أرى نسخة مطابقة لابنة عمك كارهة الرجال نوار
ميرنا:- نور وليس نوار
ميار:- يا عيني أساسا قلتها لكي أقيس درجة جنونك واتضح أنك مركزة مئة بالمئة ، وعليه ستشرحين لابن عمتكِ الحبيب إلى أين تودين الذهاب ؟
ميرنا(شعرت ببرودة في قدميها العاريتين وأغمضت عينيها):- لا أرغب بوجوده بقربي دعه يذهب
ميار:-اذهب أنت
حكيم:- لن أبرح مكاني حتى أكلمكِ ميرنا عليكِ أن تعرفي بأن ما حصل …
ميرنا(قاطعته بشراسة حين دمعت عيناها ودفنت وجهها بين يديها):- أنا المذنبة فيما حصل ولكنني ما توقعتك ستستغل ذلك لأجل نواياك الدفينة ، لقد جعلتني أصدم فيك يا حكيم توقعت هذه الأذية من كلهم إلا منك فقد كنت الشيء الوحيد الذي يدعمني مهما آذيته لكن الآن …. خسرتني يا حكيم
حكيم(بأسف رمش وحاول الاقتراب خطوة لكنه بقي جاثما محله):- أعتذر منكِ
ميرنا(رفعت عينيها له):- وهل سيكفي اعتذارك لاختزال الألم الذي جعلتني أعانيه ؟
ميار(انتبه لشكلها ودقق في جرح شفتيها وكدمة عنقها وفخذها وشعرها المتشعث وهنا برقت عيناه بجنون):- ماااااااااااااااذا فعلت لهااااااااااا ؟
أمسكه من ياقته وجذبه بلكمة جعلت حكيم يرتج محله بدون دفاع فقد كان وهنا مستسلما لأنه يستحق ما يحدث له ،واستسلامه ذاك جعل ميار يتوقف ويفلت ياقته لكنه لن يرحمه من عدم الجواب
ميار:- أجبنييييييي حكيم أجبني ولا تفقدني صوابي ؟
حكيم:- اسألها
ميرنا(جلست على الأرض وهي تبكي بتعب):- كفى كفى لقد أرهقتموني لم أعد أطيق معيشتي بينكم أريد الذهاب لأبعد مكان دعوني أذهب لو سمحتم حرروني من قفصكم الذي بات يخنقني
ميار(بحزم):- ستذهبين لعريني وعلى الفور وأنت سنتحاسب عما فعلته بها بعد أن تشرحه لي تفصيليا مفهوم ؟
حكيم(مسح على فمه وانحنى أرضا):- عصفورتي يا قلبي سامحيني
ميرنا(رفعت عينيها إليه):-أتعلم ما الذي أرغب به الآن ؟
حكيم(بلهفة):-ماذا؟
ميرنا(بحزن):- أن أحظى بحضنك … لكنني لن أفعل ولن أجعلك ترى وجهي مطلقا سوف تختفي من حياتي مثلما كنت سابقا
حكيم(طعنته عميقا بكلماتها):-مهما كان ما فعلته فهو لا يستحق أن تقصيني من حياتكِ ميرنا
ميرنا(نهضت بجنون):- بل سأفعل سأفعل لا أريد أي واحد فيكم
ميار:-الله الله طيب هو وأذنب في حقك لكن ماذا عني أنا ؟
ميرنا(نظرت إليه):- وأنت خذلتني في أول فرصة وجدتها أمامك ولا حق لي في لومك فقد ذهبت إليها واستسلمت لقلبك ،أما أنا فقد صبرت شهرا بأكمله ولم أسمح لنفسي أو أفكر حتى برؤيته رغم أنها كانت غايتي الأولى ، لكنني احترمت غيابك وانتظرتك ولكن أنت ماذا فعلت بمجرد وصولك بعد مضي 24 ساعة هرعت لجوزيت ،،،أتعلمان كلاكما زائد وائل أفظع أشخاص التقيت بهم في حياتي ، ليتكم بقيتم في قمقمكم بعيدا عن مداري ، ليتك ما عدت يا حكيم ليتك ما كشفت نفسك لي يا ميار وليت وائل ما ظهر في حياتي ،،، لقد أصبحت أعيش في دوامتكم وقد مللت منها لذلك إلى هنا وكفى …
حكيم(نظر بريبة لميار الذي شاركه نفس التوتر):- وماذا عن العائلة ماذا عن ميسوووون ؟
ميرنا(تأثرت بسيرتها):- هنالك نور وإياد سيساعدانني في لقائها دون أن أرى أيا منكماااا
ميار:- ههه اسمعي روحي سوف تصعدين لغرفتك تجمعين أغراضكِ وسنذهب لعريننا ،أتفهم حالتكِ أنتِ حانقة ولذلك لن نؤاخذكِ أليس كذلك حكيم سنترك لها المجال صح ؟
حكيم(بقلق من نظرتها الحازمة):- ميرنا ؟؟؟؟
ميرنا(تنهدت عميقا):- لقد اتخذت قراري
ميار:- لا تفقديني أم صوابي إلى أين تنوين الذهاااااب ؟
حكيم:- لبيت الراجية ؟
ميرنا:- لاء …. بل لمكان آخر
ميار:-عند إياد ولكن إيزابيل وجمانة هناك؟
ميرنا(نظرت إليهما بكره وولت ظهرها):- أعطيا الأمر لرجلكما باصطحابي بعد نزولي ، عدا هذا لو خالفتما طلبي سوف أرمي نفسي في البحر والنتيجة ستقع على عاتقكما تمام ؟
تركتهما مشدوهين محلهما ينظران إلى الفراغ وتحديدا إلى الكينونة المتوحشة التي صارت عليها حالة ميرنا مؤخرا ، لم تعد كالسابق بل شراستها باتت أشنع وازدادت سوءا بعد الذي حصل ليلة أمس مع حكيم ، فهذا لوحده قصم قشة البعير وجعلها أكثر هشاشة ومعرضة للانهيار وأيضا للجنون المحتمل … كل هذا التحليل غزا عقلهما معا وتبادلا نظرة واحدة مفادها أن الأمور قد فلتت من بين أيدينا
ميار:-أنت المسئول أمامي عن حالتها الآن ،أخبرني بالله عليك هل حقا اعتديت عليها ؟
حكيم(مسح على فكه وعضعض شفتيه):- حصل حصل يا ميار ولا تلمني لأنني بذاتي أحرق نفسي ندما عما فعلته بها ، لقد كانت تملك عذرا فلم تكن بوعيها إثر ما تجرعَته من مشروب لكن ما هو عذري أنا فهي معها حق أنا استغللت حالتها الثملة وجربت الغوص في مماليكها الغناء ولم أحسب حسابا لما سيلي ذلك
ميار(رفع رأسه للسماء):- الله يلعنك من ابن عم حقير سافل مجمل تفكيره يتجلى ما بين البينين
حكيم(بحدة):- انتبه لكلامك لأنني لست كذلك
ميار(هدر فيه):- إذن ترجم لي ما الذي فعلته ليلة أمس كي لا أعض أنفك ؟
حكيم(برفض):- أنا لست مثلك أنا صبرت عليها لوقت طويل فلن أنجرف هكذا إن لم يطفح كيلي ، ثم هي استفزت رجولتي ولم أشعر بذاتي وقتها
ميار(صفق بحنق):- برافو عليك يا حكيم والله برافو الرجل الوحيد العاقل بيننا انجرف في هاوية الجنون ، مرحى لك يا ابن الخال
حكيم(نظر إليه بغبن):-أرجوك أوقفها لا تدعها تذهب
ميار(بغيظ):- بعد تلك الآثار المرتسمة على جسدها سامحني إن لم تذهب بإرادتها سوف آخذها بالقوة ، لأنك لم تخذلها فحسب بل خذلتني أنا أيضا مثلما استغليت أوامري سابقا وقمت بتزوجها رسميا فعلت ليلة أمس … أنا أقرؤك حكيم أقرأ تفكيرك جيدا إن كانت هي قد رغبت بتسليم جسدها لأجل حرق وائل بهذا فأنت أردت سلبه من ذلك إذا ما جاء زمن وقررا فيه الارتباط ،أنت تعي مثلي تماما أن هذا الوضع لن يطول هي تعشقه وأنا أعشق جوزي ومسألة اجتماعنا من جديد رهينة بالزمن وبالظروف أنا مؤمن بذلك لأنني موقن من أن جوزتي لن تكون لرجل من بعدي حتى لو … أو لن نستبق الأحداث
حكيم:- ما هذه المبادئ الجديدة أرى أنك استبدلت مزاج التذمر الذي كنت عليه بأمل غريب أخشى من عواقبه الوخيمة على قلبك المخذول
ميار(توتر من جملته):- هل ذلك واضح علي أي أظنني فقدت هيلماني المريب ،لذلك فإن ردة فعلي المقبلة ضد العشيرة وضد رشيد الكلب ستجعلني أستعيد الكاريزما خاصتي
حكيم:- وعلى ماذا تنوي يا ترى ؟
ميار:- أكيد لن أجعل حريق ليلة أمس يمضي بسهولة ،فكرت وخططت وتدبرت الأمر لم يتبقى سوى التنفيذ سأنتظر لأرى ابنة عمك المجنونة إلى أين ستمضي وبعدها سوف أعطي الأمر بالبدء
حكيم(طأطأ رأسه):- كدت أجعلها تفقد أهم شيء تملكه الفتاة
ميار(رمش بابتسامة):-كدت ؟؟؟؟؟
حكيم(هز كتفه):- توقفت في آخر لحظة
ميار(ربت على كتفه):- يا لشجاعتك ههه لو منك كنت س
حكيم(احمرت عيناه بغيظ وأمسكه من ياقته):- انتبه لحروفك تلك ميرنا وليست ساقطة مرت بفراشك
ميار:- هووو هوو أنزل يديك يا حكيم فلست أنا من تكرهه ميرنا الآن بل أنت
حكيم(أغمض عينيه بقنوط من حالته):- سوف أعيدها
ميار(لوح له وهو ينادي داغر):- قلبي يدعو لك هههه
حكيم(ضرب صخرة بقدمه):- تبا لك تباااا
تنهد وهو يرمق ميار وكأنه مستمتع بما يحصل وكأن حكيم فتح له باب المرور ، أيعقل أنه يفكر باستغلالها أيضا إن فعلها سيقتله دون تردد هي ليست جوزيت إنها ميرنا عصفورته وجوهرة القلب ،حتى لو كاد يهدم كل ثقتها فيه إلا أنه توقف لأجلها توقف لكي يحرق كل صبره دفعة واحدة ، بل على أمل أن الأقدار ستنصفه ذات زمن أغبر لا يظهر له قدوم … رؤيتها وهي تجر حقيبة سفر إضافة لحقيبة اليد خاصتها كان جرحا سوف يتعامل معه بهدوء لكن أن تمسك باليد الأخرى يد صغيرته وتجرها خلفها فذلك المشهد هيأ له وكأنها تسرقها منه ،وكأنها عرفت حقيقتها وسلبتها منه …مجرد اقتران الفكرة بالواقع جعلت جوفه يحترق من هول ما يراه لذلك لم يشعر بنفسه إلا وهو يعترض طريقها بجنون مفاده أنها وطأت على وتره الحساس
حكيم(نظر لميسون التي كانت تحك عينيها من النوم):- إلى أين بها؟
ميرنا:- لن أتركها معك
ميسون(مدت يدها له ليحملها):-بابا أين نذهب ؟
حكيم(انحنى أرضا وجذبها إليه محتضنا إياها):-لن تذهبي صغيرتي ستظلين مع بابا حكيم ،ميرنا رجاء لا توتري الجو أكثر مما هو عليه
ميرنا:- سأصطحبها معي يا حكيم لكي لا تزعجني بطلبها المتواصل في رؤيتي ،أنا أحفظها عن ظهر قلب لذلك ستبقى معي مؤقتا ريثما أبعثها لك مع إياد تمام ؟
حكيم:- ميرناااا رجاء
ميار(عاد بعد أن أحضر مفاتيح سيارته):- أهااااه حتى الأميرة الصغيرة منظمة لرحلة الهروب حسبما أرى
ميسون(عانقت حكيم بشدة):- أريد البقاء معك بابا
ميرنا(رمقتها بطرف عين):- ألم تقولي أنكِ تودين الذهاب معي ؟
ميسون:- ومعنا بابا ؟
ميرنا(رمقته بحدة):- لاء فقط أنا وأنتِ
ميار:- اممم شر البلية ما يضحك
حكيم:- بلييز ميار لا تبدأ
ميار:- هاه ميار سكت سوف أنتظركِ بالسيارة ميرنتي
ميرنا(نظرت إليه):- ومن أخبرك أنني سأرافقك فسائقي يقف هناك بانتظاري
ميار(رأى داغر وهو يقف عند السيارة بانتظارها):- هيا ميرنا تعلمين أننا لن ندعكِ تذهبين لوحدك
ميرنا(أمسكت حقيبة ميسون الكبيرة ووضعتها بيد ميار):- أظنكما بحاجة لوقت مستقطع حتى تستوعبا صدق كلامي ،أنا لست أمازح أيكما ومن الآن فصاعدا لا أرغب برؤية أي واحد فيكما لقد أخرجت ميرنا من حياتكما وحياته نهااااائيا
حكيم(انتبه لشد يد ميسون):- ميرناااا كفي عن التفوه بهذا الهراء ، الطفلة تصغي إليكِ وهذا غير جائز ثم كيف لن نلتقي يعني أين ستقصين نفسكِ ؟
ميرنا(بتفكر):- في مكان لن يزعجني فيه أحد ، ميسونتي أراكِ عما قريب
ميسون(ببكاء تشبثت بكتف حكيم):- لا أريدها أن تذهب أرجوك بابا أرجوك أوقفها
حكيم(ابتلع ريقه):- ميار لا تدعها بمفردها إنها حمقاء بنسبة غير معقولة
ميار:- أنت خرب الدنيا وميار يصحح
حكيم(هدر فيه بنفاذ صبر):- تحمل المسؤولية قليلا يا رجل اففف
ميار:- تمام تمام بيبي صغيرتي لا تبكي سوف تعود بعض مضي يومين تمام ؟
ميسون(مسحت دمعها بظاهر يدها):- تعدني ؟
ميار(قبل كتفها):- أعدكِ يا أميرتي
حكيم(رمق ميرنا وهي تتجه صوب السيارة بإباء):- آه يا وجع الروح آه يا معذبتي …
ميسون(عقدت حاجبيها وانتفضت من حضنه لينزلها أرضا):- ميرنااااااااااااااا … ميرناااااا
ميرنا(أغمضت عينيها بألم وفتحت الباب لتصعد للسيارة):- توقفي ميسون توقفي يا حبيبتي
ميسون(ركضت صوبها):- اهئئئ لا تذهبي ميرناااااااااااااا …. مامااااااا
هنا برقت عيون حكيم برعب حين انتبه لنظرة ميار الذي تسمر بنظره في ميسون التي هرعت إليها باسطة ذراعيها لترتمي بحضن ميرنا التي جثت أرضا دون وعي بعد كلمتها التي حركت فيها أعمق مشاعرها الدفينة ، قد فعلت بها تماما مثلما حدث أول مرة التقيا في روما نفس المشاعر تحركت بداخلها وحضن ميسون جعل شيئا ما ينبض بأعماقها بل ويستصرخها أن تمسك بيد تلك الطفلة وتأخذها معها قسرا لأنها تخصها ولكن … استوعبت أن ميسون تناديها بذلك حين تضيق بها الدنيا وتشعر بالقنوط والخوف والوحدة ، وتخلي ميرنا الآن جعلها تشعر بالرهبة من فقدانها لذلك نادتها عفويا بأقصى الكلمات تأثيرا في الوجود
ميار:- هل نادتها ماما أم أنني بدأت أهذي ؟
حكيم(ابتلع ريقه ونظر جانبيا ليتقدم صوبهما):- هي تفعل ذلك حين تشعر بالخوف
ميار(رمقت توتره وقلقه):- أهاه ولكن ما سر انتفاضتك أنت مهلا توقف ..
حكيم(لم يعطه الفرصة لكي يوقفه بل مضى إليهما):- ميسون تعالي إلى هنا
ميسون(ظلت بحضنها تحك على ظهرها باحتياج):- لا ترحلي لا تتركيني وحدي
ميرنا(بدموع):- بابا معكِ و جدتكِ فخرية أيضا وسوف يحضركِ عمك إياد إلي وقتما أردتِ ،يعني لن تشعري بفراقنا أبدا أبدا
ميسون(نظرت جانبيا):- هئ كيف سأتصرف لو راودتني مجددا كوابيس الليل ،ماذا لو جاءتكِ أيضا وأنا بعيدة مع بابا من سيحميكِ ؟
ميرنا(تأثرت بجملتها وبكت لكنها استعادت رباطة جأشها فلو استسلمت ستمرض أكثر):- حبيبتي أحيانا يجدر علينا الابتعاد لكي تلتئم بعض الجراح ،لو بقيت سوف أخاصم أباكِ وقتا طويلا وهذا سيضايقكِ
ميسون(رفعت رأسها إليه بعتب):- هل هو من أزعجكِ ؟؟؟
ميرنا(نظرت إليه وسرعان ما أشاحت بصرها عنه):- مشكلة خاصة بالبالغين يا ميسون
ميسون(زورته بغضب):- أنت المتسبب برحيلها أنا غاضبة منك بابا
حكيم(وضع يده على جنبه ونظر لميار الذي هز كتفيه له بدون فائدة):- جيد جدا أكملي أنتِ ما تفعله بي أمك أستغفر الله
ميرنا(قبلت وجنتي ميسون وجبينها):- عديني أن تكلميني وقتما اشتقتِ لي على رقمي من خلال هاتفكِ الخاص ،راسليني طوال الوقت وأنا سأجيبكِ ماشي حلوتي ؟
ميسون(مطت شفتيها):- وددت لو لم نفترق
ميرنا:- هكذا هي الحياة
ميسون(رفعت خنصرها ومسحت به على حاجب ميرنا):- افعلي مثلي
ميرنا(عقدت حاجبيها لكنها رفعت أيضا خنصرها ومررته على حاجب ميسون):- هكذا
ميسون(هزت رأسها):- يس هكذا إنها إشارتنا معا حين تشتاقين لي افعليها وأنا أيضا كلما اشتقت إليكِ قمت بها،وأخشى أنني سأظل أفعلها لأنني سأشتاق لكِ كثيرا
ميار(تثاءب):- يا ربي كنتم أيقظوني بعد انتهاء وصلة الوداع لقد مت ضجرا
حكيم(رمقه بحدة):- بفف … ميرنااا أعتذر منكِ مجددا يا ليتكِ بقيتِ
ميرنا(استقامت ونظرت إليه):- هذا لا ينفع بعدما حصل لقد وصلنا لنقطة النهاية ، وأترك لك مسألة إخبار العائلة بطلاقنا
حكيم(رمت بوجهه قنبلة):- ماذا ماذااا ؟
ميرنا(ركبت بالسيارة):- اصعد يا داغر … حكيم كنت واضحة معك لحد الآن طالما أنت من أقحمتني في هذا الزواج الغريب سوف تقوم بتحمل مسؤوليته كاملة وما علي سوى الانتظار .. شكرا لحسن ضيافتك يا ابن عمي …الوداع
حكيم(اهتز قلبه لدى قفلها الباب):- كل هذاااا ؟
ميرنا(بغمغمة دمع نظرت إليه):- لم تترك لي خيارا آخر ،صحيح أنا السبب الرئيسي فيما حدث ليلة أمس ولكنني غير قادرة على ابتلاع ما حصل لأنني ألوم نفسي على كل ذرة جنون حدثت ، وألومك أكثر لأنك لم تأخذ بعين الاعتبار وضعي بل استغليته
حكيم(انفعل):- لم أستغله بل …
ميار(وضع يده على كتف حكيم):- لا جدوى من الإعادة لقد حسمت أمرها ،وربما هذا أفضل لكما
ميرنا(رمقت ميار شزرا):- ولك أيضااااا يا ميار … انطلق يا داغر
أحيانا يصعب التمسك بشيء يفلت من بين أيدينا ، بل يوقع على عريضة الرحيل دون أن يكلف نفسه حتى بالتفاتة ، هكذا فعلت ميرنا آخر نظرة رمقت بها عيون ميسون التي ظلت تلاحقها برجفة وتتمنى لو تبقى بالقرب ، لكن حين يصبح البقاء أشبه باحتراق بطيء على حطب الظنون التي تتسم بخيبة الأمل الموجعة جدا لقلوبهم جميعا دونما استثناء فالمغادرة تصبح غاية واجبة ،… فمثلا هي كسرَت قلبها حين عرضت نفسها بكل عنجهية بين ذراعي رجل يعشق التراب الذي تسير عليه ،وبديهي جدا أن يستغل الفرصة الذهبية التي واتته حتى لو رفض حتى لو اعترض إلا أن استفزازها لرجولته ولجدية عشقه لها جعلته ينفذ بلا تردد ، ومع الأسف كل هذا انعكس عليه بالألم الفظيع فجهازه العصبي كله كان مستنفرا رافضا لما يحصل ، لكن مشاعر قلبه كانت الأقوى وجعلته تحت طوع هذيانها خاضعا زيادة على رغبته اللحوح في نيلها ،كل هذا تراكم ليجعله معتديا مع سبق الإصرار والترصد … كل كدمة تطبعت على جسمها نزلت من فؤاده كجمرة حرقت بقاع صبره ،كل ندبة وصمته بالآثم الذي لن تغفر ذنوبه كل شيء كان يثقل أكوام همومه أكثر فأكثر ،حتى بات غير قادر على التقاط نفس في ظل تلك الظلمة التي رمته فيها قسرا ،،إنه يعرف بأنها لم ترغب بالرحيل ولكن لراحتها استكان وسمح لها فهو يعلم أن عودتها رهينة بمعافاة جراح روحها ، يعز عليه فراقها أجل ولكنه أذنب وسيتحمل نتيجة ذنبه والعقوبة هي غيابها عنه …
نفس الرحيل الذي أرغمت حواسها على الإيمان به فهي لن تسمح لتأثير وائل بأن يزعزع قناعاتها التي اتخذتها بشكل متأخر جعلها توقن فشلها الذريع في العلاقات التي شيدتها منذ عام سلف وها هي ذي تحصد نتائجه التي حولتها لشخصية مدمرة انهزامية مجبرة على الخضوع لأجل سلامة الآخرين ،لكنها أوقفت ذلك عند حده صحيح بعد فوات الأوان ولكنه سيجعلها تثبت على ما هي مقبلة عليه … يعني تبقى مجرد أمنيات وأفكار وقرارات ستحاول تنفيذ مخططها خطوة خطوة طبعا إن قاومت تيار مشاعر وائل رشوان التي تجعلها دمية بين يديه ،إنها تهواه والهوى يعني الانتماء لتلك الدنيا الخاصة بهما فمهما حاولت تخليص نفسها إلا أنها متفشية في كل بؤرة فيها ، وهو نفسه لن يسمح لها بالمغادرة وإن كان يضحي لأجل غيرها ولكنه ما زال يتنفس عشقها ما زال يغمض عينيه ليبصر شمس لياليه ويتذوق مجازيا عسل غروبها الذي أضحى وسيلة سادية لتعذيب أنفاسه المشتاقة لمعانقة أنفاسها فكيف سيتحمل في ظل كل هذه الظروف التي خلقت لتجمعهما بالرغم من كل المعوقات التي تندد بالفراااااق ، إنه يحترق بمعنى الكلمة وما عليه سوى اعتلاء منصة الاحتضار فالموت في حضرة العشق يعتبر قربانا يقدم كأضحية لملوك الغرام ….
أما هذا فقد واجهته دونما أقنعة رغم الخيانة التي آلمتهما وعذبتهما إلا أنهما ما زالا يعشقان الخائنين هو يذوب في هوى جوزيت وهي بوائل تتنفس الحياة ، ولذلك عرته أمام نفسه وسحبت عنه القناع الذي كان يلبسه وهو يحاول جاهدا تغطية مشاعره الجلية أمامهم قبل نفسه ،وعليه وهبته الصفاء وجعلته بريئا من محاولة التبرير ،لأن كل ما يعيشه من تناقضات تعيشه بدورها ، خصوصا بعد رؤيتهما بعد طول غياب فهذا قد زعزع كل الجبال الواهية التي شيداها معا كحصن منيع يقيهما سهام الاشتياق التي تجعلهما عرضة للحنين المهلك ،.. ميرنا هنا وضعته أمام الطريق مباشرة ولم تعطه اختيارا بل سمحت له بالتحرر في بوتقته التي كان محتجزا فيها منذ الصبا ولم يخرج يوما بل ظل يتخبط بين جدرانها ويعود مجددا لمركزه الأم وهو قلب جوزته الغالية التي أثقلت أنفاسه بشكوكه الأخيرة ، وهذه قد سيطرت على مكمن ذاته منذ أن جن جنونه ورابض تحت سقف الشقة منتظرا إياها ، يعني محتمل أن عقله قد فقد عقله حين ظن أنه سيصل معها ليقين لم يعرف أنها ثعلبة ماكرة حتى لو وضعها تحت جناح عشقها المدله له إلا أنها أمام مصير ابنهما سوف تتخلى عن قلبها بل ستدكه دكا وتمضي ،مثلما حصل قبل ساعات ليلعب القدر لعبته ويجعله ينجدها للمستشفى واعتبرها إشارة لكي يتبين حقيقة هذا الجنين ، فهل يا ترى سيعرف الحقيقة أم أن ناريانا ستحرمه وتتابع اللعبة …
خروج ميرنا من قصر حكيم مر كالرؤيا بين أفكارها حينما فتحت عينيها البيضاويتين ونظرت للسماء وآخر ما أصغت إليه هو صرير السيارات التي غادرت القصر ، هنا أغمضت عينيها واضطجعت على الجانب الآخر قبل أن تستقيم لتواجه قلبه المكسور هو وطفلته التي نفضت نفسها منه وركضت صوب غرفة ميرنا لتغلق الباب خلفها وتنعزل حزنا عليها ، مسح على رأسه بتعب وهو يطرق الباب كي تفتح ولكنها أبت ذلك بل ظلت تدفن نفسها بين قميص أبيها الذي كان مشبعا بعطر ميرنا فقد كان آخر شيء ارتدته ذلك اليوم …
فخرية(أطلت عليه وهو جالس عند عتبة الغرفة ببؤس):- بني
حكيم(رفع عينيه الدموية ونظر إليها بغبن مكتوم):- فيما أخطأت ؟
فخرية(جلست بجواره وأمسكت يده بسطتها وشرعت تنظر لخيوط يده):-أتذكر حين نبأتك بموتك المحتوم ؟
حكيم(رمش بتعب):- يوم البرنامج
فخرية:-: كنت ستموت يا حكيم بتلك الرصاصة التي اخترقت صدرك ولكنك اخترت أن نفعِّل تعويذة لأجل حماية ميرنا وليس لأجلك أنت
حكيم:- ظننتني سوف لن أعود منها لذلك أعطيت أوامري لطلال ليحررها نيابة عني ،وليتني ما فعلت
فخرية:- كنت لتفعل لأنها ليست لك يا حكيم
حكيم(انفعل وجذب يده واستقام هادرا):- دوما ما تقولين ذلك وأشك أنكِ تصيبين حظي بطالعكِ المشئوم ، لو تصمتين ألن يكون ذلك جميلا ؟؟؟؟
فخرية(رمشت من ثورته بوجهها):- لم تصرخ بوجهي هكذا قبلا يا ولدي .. عسى خوفي سيتحقق
حكيم(مسح على شعره):-أنا متعب متعب تفكيري غير متزن لقد لقد حاولت الاعتداء عليها لأجل ذاااااتي وليس لأجلها هي ، لم أتمكن من إيقاف نفسي كدت كدت أنهيها لو أنني لم أتوقف عند آخر حد ولذلك كرهت نفسي فهذا ليس أنا ليس أنا …مستحيل أن أؤذي صغيرتي إنها مني فهل يعقل أن أؤذي ذااااااتي أجيبييييييييييييييني؟؟؟
فخرية(نهضت وهي تتدثر بتلابيب جلبابها الأسود واقتربت منه واضعة يدها على جبينه):- ابنتكما هي حل لكل المشاكل ..أخبرها بالحقيقة يا حكيم
حكيم(هنا برقت عيناه وأظلمت فجأة):- أخبرهاااااااااااااااا هل جننتِ ،ألا تعلمين أنني لو أقدمت على ذلك أختكِ المعتوهة أس الشر كله سوف تقوم بأذيتها ، عدا ذلك ميرنا ستسلبها مني وهذا واضح وضوح الشمس في وضح النهار ، ميرنا لن تتخلى عنها لحظة وستجبرني على الموافقة وسأوافق حتى لو مزقت وتين قلبي لأجلها … لذلك يستحيل أن أخبرها لكي تعطيها للرشواني كي يربي ابنتي هههه أكيد أكيد لن أصل لتلك النقطة وإلا أخذت طفلتي ورحلت لغير مكان
فخرية:- أعطيتك الحل وأنت وضميرك
حكيم(اتكأ بحزن):- عن أي ضمير تتحدثين بالله عليكِ ،،،، 17 سنة أمام مرأى عينيكِ هل شهدتِ لي يوما سعيدااااا ، لا لا مهلا لا تجيبي فكل نبوءاتكِ كانت شؤما ونحسا من يومها ، كلما اقتربت من ابنة عمي سالتِ الدماء وتدفقت فيروسات الشر في عروق حياتنا ، حتى أبواب الأمل تغلق بوجهنا يا سبحاااان الله ، وكأن الحظ السيء في هذا الوجود اجتمع ليحط فوق رأسي فبالله عليكِ عن أي ضمير تبحثين لقد استُهلِكت مات قلبي وما عاد فيه نبض يوم عدت ووجدتها في عشق غيري مدلهة … هل هذا خطئي أيضا ، هاااه هل كان علي أن أكون أنانيا وأترك عائلتي لمصيرها المحتوم ، أكان علي ألا أضحي بسنين عمري لأجل حمايتهم ، ربما لو تصرفت بنرجسية لكانت حبيبتي بين يداي لكنا أنجبنا ميسون بشكل طبيعي وليس على شكل جريمة تعتبر خطيئة في كل الحقائق الكونية … آخ يا فخرية آخ لا تؤلميني أكثر مما أنا متألم فكل هاته الويلات ومحاولتي لاغتصاب جسمها أثمرت في صدري الهموم بشكل لا يعقل وأنا موقن أنها لن تغفر لي وجع الروح خاصتي لن تسامحني ، يعني خسرتها وخسرت نفسي وخسرت نظرة ابنتي أنظري إنها تنعزل بعيدا عني يعني كرهتني ابنتي كرهتني لأجل امرأة لو عرفت أنها من صلبها لهجرتني مثلما فعلت أمها …
ميار(رفع حاجبه بدهشة وتقدم صوبهما بخيلاء ونبرة السخرية الممتزجة بالصدمة ترتسم على ملامح وجهه التعبيرية):- الله الله ما هذا يا هذاااا يعني ميسون هي ابنة ميرنااا حقا ؟؟؟؟
تبادل حكيم وفخرية نظرة صارخة تلتها صدمة مشتركة حين مثل أمامهما ميار في انتظار إجابة شافية لسؤاله الذي طرحه استنتاجا لما سمعه جراء حديثهما العابر ،فهل سيجيبان بالحقيقة أم أنهما سيؤلفان حكاية تبعد ميار عن مسار هذه القصة المربكة للعقول ؟؟

كانت تنتحب في السيارة وهي تتلوى بوجع ودموع ، قلبها كان ينزف بشكل جريح وعقلها كان يئن كلما حاول طرد ذلك الغبن الذي خيم على حالتها المزاجية ،حزن قلبها كان شديدا وهذا ما جعل روحها تمرض بشكل أسوأ مما اعتادت عليها ، حتى أن كل شيء بات سوداويا بالنسبة لها وعليه شعرت بالاختناق الذي يزورها كلما شارفت على فقدان تركيزها ولذلك أجبرته على الوقوف في ذلك المكان الذي اعتبرته ذات يوم ملاذا لهمومها ، فإذا بها اليوم تجده مثقلا بالذنوب والخطايا وبالآلام والجراح المكومة فوق رف فؤادها المرهق … قلق على حالتها لكنه اطمأن حين نظرت إليه برجاء ألا يخون ثقتها به ويبلغهما بحالتها المربكة تلك وهذا ما أجبره على النزول معها واللحاق بها وهي تتقدم صوب مكانها المفضل على تلتها الخاصة أمام البحر وقرب كرسيها الذي لو نطق لباح بأسرارها الدفينة بشكل يزعج كل مسمع …
لامست الكرسي الخشبي بيديها والحنين شريكها وتقدمت نحو السور الحجري المطل على البحر ووقفت وهي تستنشق هواءه وكأنها تعيد إعدادات ميرنا القديمة في مخيلتها التي تنفست الصعداء أخيرا إلا أن قاطعها هذا الصوت الدفيييين في أعماقها
الصوت :- أهلا بكِ ميرنا … مضى زمن طويل منذ آخر مرة زرتنا فيها كيف أحوالكِ /
ميرنا:- ههه أحوالي أتسألني بجدية أم أنك تحاول تذكيري بحالي قبل مضي هذه الشهور المظلمة ..
الصوت :- لا عيب من السؤال فأنا أبقى مكانكِ السري الذي كان وسيظل بئر أسرارك /
ميرنا:- بئر أسراري أظنني أقصيتك من ذلك المنصب لأنه اتضح أن أسراري التافهة لا شيء أمام أسرار المحيطين بي ، أتعلم أنني تعرفت على الشخص الذي لطالما كرهته في سري ووعدت نفسي أمامك أن أطيح به ،ههه لقد أحببته لأنه قريبي ابن عمتي التي لم أعرفها يوما أتصدق ههه أكيد أنت لا تصدق
الصوت :- أفصحي لي يا ميرنا وخففي عن قلبكِ المآسي فأنا صديقكِ وجاهز للإصغاء لكِ في كل وقت وآن …/
ميرنا(كفكفت دموعها وضحكت بسخرية ضحكات متتالية أوقفتها وهي تنظر مجددا للبحر بحزن):- لقد كسروني… أحاطوني بوجودهم وبعد ذلك سلبوا مني كل شيء ، أنا وحيدة الآن ولتضحك علي أكثر أنا التي اخترت الوحدة بعيدا عن تأثيرهم علي هذه المرة ، تخليت عن ابن عمي الغائب الذي انتظرته سنين عمري كلها والذي عاد متأخرا متأخرا جدا لدرجة أنه لو ظهر قبل بضعة أشهر ما ربما كانت تحققت أمانيه ،لكن هذه مشاعر قلب لا يسعنا التحكم فيها لقد اتضح أنني مرهونة لقلب وائل رشوان قبل حتى أن أولد ، أجل هذا ما أشعر به حين أكون رفقته ،وكأنما خلقنا لبعضنا وتكاثفت كل الظروف لتجعل لقاءنا أسطوريا يليق بقلبين توحدا في كينونة واحدة فحسب،، لا يسعه لومي بعد أن هجرني وأنا لست نادمة لأنني هجرته الآن إلى ما لا رجعة لقد طلقني لقد تحررت منه إذن لن يبقى لي معه سوى رابطة أسرية أجبرتنا الأقدار عليها ، أعلم أعلم أنك ستسألني عن استطاعتي في التخلي عن ميسون أيضا سأخبرك أنها وجداني فتلك الفتاة مرتبطة هنا بقلبي ولن أهجرها أصلا حتى لو فكرت في ذلك لن أستطيع وعلى حكيم أن يعي غايتي ، ويفهم أنني حررته من عبودية عشقي ، عليه أن يجد نفسه لأنني لن أحبه مهما فعل ،، حتى لو عذبته معي بكل تصرفاتي السابقة وآخرها ما حصل ليلة أمس بسببي إلا أنه مجبر على تحمل قراراتي الحاسمة والتي لن أتراجع عنها ..
الصوت :- / لقد استهللتِ الحديث بذلك الشخص وانتقلت للحديث عن ابن عمك فما هذااا الحب الذي تكنينه له ؟؟؟ …
ميرنا(جفلت قليلا ورمشت وهي تسترد نفسها):-أتحاول الإيقاع بي ؟
الصوت :- أنتِ المتكلمة وأنا ضميركِ فحسب /
ميرنا(عقدت حاجبيها وأردفت):- أنا أحب حكيم لطالما أحببته ولكن … حبي له ليس عشقا ليس أنفاسا تجعلني أختنق وتجعل قلبي ينتفض وذاتي ترتعش ،إنه حتى لو كان يؤثر بي فذلك لأنه يحاول قسرا جذبي نحو تلك المشاعر بقوة ولكنه لم يفلح حتى في ذلك صحيح كانت أحاسيسي مرتبكة في البدء عند عودته ولكن بعد أن عايشته لوقت طويل هذا سمح لي بتبرئة مشاعري من عشقه المزعوم ولكنه لا يقتنع لا يقتنع ، وهجره هو الحل الوحيد لأجل ذلك هل فهمتني ؟
الصوت :- ها أنتِ قد تحررتِ من عبء ثقيل ، لكن ماذا عن الفهد البري الذي كنتِ تمقتينه ؟ /
ميرنا:- اتضح أنه بريء بريء من كل تلك الذنوب التي نسبتها إليه ، إنه مجرد ضحية مثلهم جميعا ولكنه أذنب في شيء واحد وهو أنه ظهر في حياتي بوقت سيء أربك كل شيء من حولنا وزاد الفوضى التي خلقها حكيم فيني وفي محيطي ،ظهوره كان نتيجة لخطئي أنا فلو لم ألحق بهم لخان كهرمانة خفية لما اكتشفت كل هذااا ولما صدمت بهذه الحقيقة المهولة …ههه ولأفتح لك مجالا أكثر للسخرية ففي نفس اليوم الذي وجدته فيه وجد هو جوزيت الضائعة بين مقابر عقله ،هه بدورها ابنة عم لم نسمع عنه شيئا وليكتمل جمال الصدف تكون هي أيضا رئيسة مافيا مطلوبة دوليا منذ سنوات ، يعني لو يتسرب خبر صغير جدااا عنهما سيذهبان للهاوية دونما رجعة
الصوت :- لما فكرتِ في هذا هل طرأ على بالكِ أن ترمي بجوزيت في النار ، هل عماكِ الانتقام لهذه الدرجة وفكرتِ برميها في السجن وطفلها بين أحشائها ؟؟ /
ميرنا(صعقت من نفسها وفتحت ثغرها):- أنا لم أنطق بهذااااا
الصوت :- ولكنكِ فكرتِ فيه /
ميرنا:- فكرت أجل فكرت ولكنني أزلت الفكرة من بالي لأنها راودتني في لحظة غضب ولا يسعك محاسبتي على ذلك ،، ثم أنا لست امرأة بلا ضمير لهذه الدرجة أي نعم هي خذلتني وخانتني معه ولكنني لست سيئة بقدرها حتى ألحق بها الأذى الذي لم تراعي هي أي ذرة منه وقامت بحرقي
الصوت :- كل هذا لأجل ملامسته لها دونا عنكِ؟ /
ميرنا(استشاطت غضبا وضربت بيدها على سطح السور):- كف عن إثارة حفيظتي فلن تفلح ؟
الصوت :- أساسا أنتِ مشتعلة دون عناء ،أكملي ماذا فعلت لكِ جوزيت الراجي ؟ /
ميرنا(ضربت على صدرها بوجع):- دمرت قلبي ،آذتني كنت قد بدأت أحبها وأستلطفها كنت قد بدأت أعجب بالعلاقة التي نشأت بيننا في خضم كل تلك المعاناة ،خاصة ميار خاصة تنك البنات خاصة الظروف إلا أننا رغم كل هذا وجدنا طريقا للعبور … ولكن هي ماذا فعلت طعنتني في ظهري حين رمت بجسدها الممشوق بين ذراعيه بشكل رخييييص ودنيء جدااا
الصوت :- ألا تظنين أنكِ تظلمينها كثيرا ،أنتِ أيضا فكرتِ في خيانتها مع ميار مرات عديدة ؟/
ميرنا(بانتفاضة):- هرااااء هراااء هذا لم يحدث، أو أو أنه مر مرة واحدة في بالي وسرعان ما نسفته من عقلي ، لقد حدث هذا في المعلم الأثري بروما حين داهمني بتلك القبلة التي أربكتني وجعلت ثورة غضبي ورفضي تتحول لسادية تتفشى فيني جعلتني أستلطف ذلك الشغف الغير مبرر والبعيد عن المسؤوليات والصالح والطالح ، ميار حاول التأثير فيني بجنونه الغير مرهون بعرف أو عقيدة ولا حتى بعشق يجمعه بجوزيت لقد أراد أن يثبت لنفسه أنني لا شيء بقلبه …
الصوت :- وهل أثبت ؟ /
ميرنا:- أظن أن ذهابه إليها بعد كل ما حصل آنفا يثبته وأظن أنني خلصته من عبئه الغير مشروط في تحمل مسؤولية مشاعره الغير سوية صوبي
الصوت :- وماذا أثبتتِ أنتِ لنفسك ؟ /
ميرنا(رمشت بدموع وابتسمت):- أنني هجرته لأجل نفسه وليس لأجلي ،أريده أن يخرجني من تلك الدائرة حتى لو كانت خيانتهما هي ما جمعت بيني وبينه إلا أنه على كل واحد فينا الإقرار بالحقيقة المطلقة أننا لن نتخطى عشقهما مطلقا ،ولهذا يتوجب علينا مسايرة الوقائع والتأقلم معها كما خلقتها الأقدار خاصة
الصوت :- تحدثتِ عنهم جميعا ولكنكِ لم تتطرقي لوائل ، هل تخشين التحدث عنه لهذه الدرجة ؟
ميرنا(توترت وبكت قليلا ثم سكنت):- ما زلت أعشقه هذا ما توصلت إليه بعد أن رأيته أول أمس ، أتعلم بالفكرة الطائشة التي غزت عقلي ..ههه لقد أردت اختطافه وتقبيله الليل بطوله وإن غفوت لن أغفو إلا بين ذراعيه ،أردت أن أكون أنثاه ولم أفكر بأي عاقبة إلا أن أثبت لنفسي أنني مرغوبة منه ولست مثلهاااا ،، فكرت بهذا وتخيلتني معه ولكن حجم آلامه كان أكبر من توقعات صمودي فلقد خسرت الحرب معه من نظرة عيونه المشتاقة لي ،أجل مشتاقة لقد قرأت ذلك في لهفته حتى لو حاول مداراة ذلك باهتمامه الواهي بها إلا أننا استشعرته داخليا
الصوت :- ولكنكِ رغم ذلك آلمته بتصرفاتك مع ميار ؟ /
ميرنا:- مجبرة فميار يجرفني نحوه دونما شروط ولا يسعني إيقاف ذلك الانجراف إلا بتركه وهذا ما وجدته حل سلام لي وله
الصوت :- أصبحتِ متناقضة ؟/
ميرنا:- على العكس لقد حددت أولوياتي ومواقفي واتخذت قراراتي الحاسمة ، حكيم لن يتخطى حدوده معي أبدا وستبقى علاقتنا محدودة كأولاد عم ، وبالنسبة لابنته هنالك ألف طريقة لرؤيتها وقد تركت له مهمة إخبار العائلة بكل شيء ، وحتى أتفادى مواجهتهم سوف لن أعود لبيتهم … أما ميار فبدوره قد أقصيته ليجد نفسه ويهتم بأمور العشيرة فلن يتمكن من تغطية كل شيء دفعة واحدة ،وأخشى من عواقب تواجدنا معا فكلانا مجروح والجرح يتسم بالجنون قد نقترف عبطا نندم عليه العمر كله لو ترتب .. جوزيت لن أتحدث عنها فلن ألتقي بها أبدا ولو حدث ذلك سوف أبصق بوجهها كأقل تقدير وعن وائل …
الصوت :- لما سكتتِ عن الكلام ميرنا ؟ /
ميرنا(تشنجت وهي ترتجف وجمعت قبضة يدها):-أريد رؤيته أشتاق إليه لو رأيته واحتضنته وقبلته هل في ذلك عيب مثلا ؟
وائل(بصوت شجي):- أبدااا فذلك أقصى ما أتمناه
هنا خرس الصوت الداخلي بقهقهات تلاشت في لمح البصر لكي يحل محلها دهشة ليس لها سابق إنذار، لقد داهمها في وقت جد جد حساس وللتوضيح فإنها أضعف من أي وقت مضى الآن …التفتت برجفة لتتيقن من أن ما سمعته ليس محض صوت عابر بل صوته هو بالخصوص ، لكن مع الأسف لم يكن هنالك وجود له بل أمر عابث جعلها تقطع التواصل مع صوت ضميرها الداخلي وقد كان مجيئه الغير مرتقب حتما ما جعلها تعيد تواصلها بالواقع ..
ميرنا:- ما الذي تفعله هنا ، هما اتصلا بك صح ؟
إياد(اقترب منها):- ما الذي دهاكِ ميرنا كأنكِ اعتقدتِ بأني شخص آخر ،أكنتِ تنتظرين أحدا ؟
ميرنا(نظرت خلفه وضربت على رأسها لهذيانها المجنون كيف تخيلت صوت وائل كيف خدعتها مشاعرها للمرة الألف):- لم أنتظر أحدا ولو سمحت إياد دعني وحدي
إياد(اتكأ بجوارها معاكسا لها):- لن أكون صديقكِ الصدوق لو فعلت ، تعالي هنا
ميرنا(رأته وهو يرفع ذراعه لها وحركت جفنها بغمغمة حزن وارتمت بحضنه):- اهئئئ إيااااد
إياد(ضمها بحرارة وهو مغمض عينيه):- يا كبد صديقكِ إياد ،اشتقت لكِ يا بنت واشتاقت لك أضلعي هههه هيا عودي لي يا ميرنتي فالعالم بلاكِ بشع جداااا ثم لا تنسي شعارنا "العُمر يمضِي لا وقتَ للندم لا وقت للانهزام لا وقتَ للتذمُّر مرحَى ل اللَّحظة ولأيقُونة الفرح"
ميرنا(سماعها لهذا الشعار جعلها تفتح عينيها):- هذا يعني أنني في الطريق الصحيح ؟
إياد:- لقد هجرتِهم يا ميرنا والأمر لن يكون سهلا لا عليكِ ولا عليهم
ميرنا(نظرت بشرود وتاهت في ملكوت أفكارها):- ولكنني حددت قراراتي وعليهم احترامها ، ما هجرتهم إلا لراحتهم فوجودي بينهم لن يكون سوى حرب ضارية تخلق العداوة بينهم ، أنا لعنة عليهم يا إياد ولا أريد أن أفرقهم بسبب متاعب قلبي
إياد(لامس وجهها):- ولكن ميار يحترق مثلكِ بسبب تلك الخيانة وحكيم ما ذنبه ؟
ميرنا(عقدت حاجبيها منتفضة):- لا ذنب له أنا المذنبة في كل شيء وما حصل أتحمل عواقبه كاملة وها أنا ذا أدفع ثمن ذلك ولكن على طريقتي ، إن لم أقدم على هذا فشرنقة حكيم لن تتمزق مطلقاااا عليه أن يحرر نفسه مني وهذا هو الحل الوحيد
إياد:- كان حرر نفسه منكِ طوال السنوات الماضية
ميرنا(بدموع):- لم يقدم على ذلك لأنه اعتقد بأنني أنتظره وحين صدم بالواقع الحالي وجد نفسه ضائعا ما بين الواجب ومشاعر قلبه المتعلقة فيني
إياد:- وهل سهل عليكِ بترها من جذورها ؟
ميرنا(هزت رأسها بدموع):- مطلقا مطلقا أنا أتوجع عليه وعلى نفسي
إياد(قبَّل رأسها ووضعه على كتفه):- آه يا شقية ما هذا الشقاء الذي كتب عليكِ ؟
ميرنا:- أعلم أعلم أنني أؤذيه بذلك ولكنني أقدم له معروفا ،وبالنسبة لأخيك فأنا أفعل معه المثل عليه أن يعيش الألم بعيدا عني وإلا لن يستعيد ذاته كلما تذمر ووجدني بقربه لأواسيه لا لا عليه أن يداوي جراحه على طريقته وبمفرده
إياد:- متى نضجت طبخة رأسكِ واستوت أصبحتِ نسخة طبق الأصل من حكيمة العائلة ههه
ميرنا:- جدتي نبيلة لا أحد يصل لدهائها وتفكيرها ولكنني .. أحاول القيام بشيء مفيد للكل
إياد:- أم تراكِ ترغبين بالتحرر منهما لكي يتسنى لكِ نعي حظكِ مع وائل
ميرنا(تسمرت لحظتها):- كيف توصلت لهذا ؟
إياد(أمسك وجهها بين يديه):- لن أكون صديقكِ الذي يقرئكِ إن لم أتوصل لهذا الحل الذي سيحرركِ من عبودية العشق الهستيري من قبلهم جميعا
ميرنا(بنظرة تائهة):- بالفعل بالفعل أريد أن أبحث عن نفسي لقد ارتبك كل شيء من حولي الفترة الماضية ..أنا أبحث عني يا إياد فهل سأجدني هاااااه ؟؟؟ هل سأستطيع العيش بدون رؤيتهم أو الخضوع لاهتمامهم بي ، هل حياتي ستكون هينة بدونهم ؟
إياد(تأبط ذراعها وجرها خلفه):- للأمانة ذلك لن يكون بالأمر السهل ، ولكي أصدقكِ قولا فهذا يعني أن أيامي المقبلة ستمر بسواد لون الليل معكِ أنا أعرف أنكِ ستفقدين عقلكِ وتبعات هذا القرار ستسقط على رأسي أكثر من اللازم ولهذا سوف أكون رفقتكِ أناااا و …. كلتاهما ؟
ميرنا(رمشت بعينيها ونظرت حيث يشير لسيارته عندما نزلتا):- ياااا إلهي
كوثر(ركضت صوبها هي ووصال):؛- يا غبية يا حقيرة أكنتِ تنوين دفن نفسكِ في بوتقة الألم بدون مناديلي التي أحملها معي دوما ولا مشروبي الخاص ههه
وصال:- ولا قهوتي التي ترد الروح هوهووووه اشتاقت لجمعة تذمرنا يا شلة هههه
ميرنا(ببكاء فتحت ذراعيها لهما):- صديقتاااااي اهئ اهئ افتقدتكماااا أنااااا
بالدموع استقبلت حضن صديقتيها اللتين بكتا معها وانفجرت مواجعهن الدفينة دفعة واحدة وكلا بجرح قلبها الذي يعذبها ، فوصال بسبب سيادة الرائد وأفعاله التي لا تغتفر ، وكوثر بسبب مشكلتها مع أبيها وظهور أمها وأختها الغير مرتقب وتوترها من دخول بيت الزوجية على ضرة ، أما السيد إياد فقد وجد نفسه يضمهن لصدره باسطا ذراعيه وكأنه أبوهن الذي يهرعن إليه عند أول مشكلة،ولم تعلمن أنه بدوره يحمل في ثنايا قلبه عذابا أشد … كذبه على أخيه بشأن ابنه الذي يترعرع في بطن جوزيت وخداعه لصديقته التي لا تستحق منه ذلك ولكنه مجبر على الكذب لأجل ذلك الصغير ،مجبر على تزكية تضحية وائل فلا يعقل أن يحترق الرجل لوحده في خضم كل هذا الوبااااال ….
أمام البحر أفرغن كل مشاعرهن السلبية وجرهن إياد خلفه واحدة بواحدة لسيارته ، لحق به داغر في سيارته وخلفه الرجال لحماية ميرنا وطبعا لم تستطع أن ترفض فذلك كان شرط حريتها من تحت رقابتهم … والحرية تعني الحرية وليس أن يتم المطالبة بأسر جديد ؟؟؟؟
ميرنا:- لا يا كوثر لا تنهبلي لن أستطيع العودة لبيتنا يا بنتي فحكيم سيفجر خبر طلاقنا عما قريب ، وتخيلي ردة فعل خالتي مديحة فحتى أمي لن تقدم ولن تؤخر من البداية لم تكن متحمسة حين عرفتني مغرمة برجل غيره
وصال:- معها حق يا كوثر إن ذهابها للبيت الآن أشبه بالدخول لحقل ألغام
كوثر:- هاه يسلم فم حضرة النقيب حقل ألغام طيب وأنتِ ما دوركِ يعني لتذهب عندكِ إذن ؟
وصال:- أي والله فكرة أنا وحدي يا ميرنا رافقيني رجااااء رجاااء
ميرنا(تنهدت عميقا):- يا جماعة..
إياد:- سوف تذهب لشقتي نقطة انتهى
كوثر:- مستحيل أمي هناك هي …أ أأقصد إيزابيل تلك المرأة موجودة هي وابنتها بشقتك أين ستبقى ميرنا يعني اعذرني ولكن شقتك لو ضمت ميرنا أيضا لن أستغرب فتح ملحق بشقة الأخ تيسير وحرمه
إياد(مد يده ليضربها في الخلف):- بنت بنت لا تثيري غضبي وأنا أقود
ميرنا:- لو سمحتم دعوني على سجيتي ،أحترم رغبتكِ في إعادتي للبيت يا كوثر ولكن ابقي أنتِ قدر ما تشائين إنه بيتكِ أيضا وعودتي حاليا لن تنفعني بشيء ..أما عنكِ يا وصال فلا أريد كسر راحتكِ وأنتِ لم تستقري إلا مؤخرا
وصال(أمسكتها من شعرها):- إخواني أخواتي أيحمل أحدكم معولا ؟
كوثر:- هههههههههههه معول يخرب هبلك
إياد:- ربما يوجد واحد في جيب السيارة وش الموضوع ؟
وصال:-أريد قتل صديقتكم ودفنها مع كامل قواي العقلية .. قال استقريتِ مؤخرا قال على أساس أنني أشعر بالغبطة أنا وحيدة يا عمتي أرجوكِ وافقي
إياد:- اسمعي مني يا ميرنا تواجدكِ مع وصال هو الحل الأمثل
كوثر:- حتى أنا لو كنت تزوجت كنت استقبلتكِ بشقتي لكن كما ترين الوضع أنا لاجئة ببيتكم حتى يفرجها الله
وصال:- أنتِ اخرسي موضوعكِ يلزمه سبع جلسات استشارة طبيب نفسي على حصتين من الترويض العقلي لمخكِ النتن ،أيوجد عاقلة تعصى أباها الذي تعذب لأجلها طوال سنوات
كوثر(دمعت عيناها):-ولكنني أحب زياد حرام عليكم لما لا تفهمونني ؟؟؟
وصال(ضربتها لكتفها):- هشش هشش ولا حرف اليوم مخصص لميرنا وبس اجمعي دموعكِ النذلة يا نذلة
كوثر(مطت شفتيها بتذمر ونظرت لإياد بجوارها):- إياد إنها تظلمني هل تشهد ؟
إياد:-ههه أشهد أشهد حتى أنني أرجح الاتصال بالسيد جاسر
وصال(امتقع وجهها غضبا):- نعم نعم وما المناسبة ؟
إياد:- ههه لنطلب منه نصيحة في كسر جبهتك هههههههههههههههههه
انفجر ضاحكا عليها هو والبنات بينما كانت تخنقه بيديها من الخلف وهو يقود بهن ويهددن بقلب السيارة في تلك الطريق ،بصعوبة أوقفتها ميرنا وكوثر وسرعان ما انفجرتا بالضحك من جديد ولم تستطع إلا مشاركتهن الضحك ففعلا كانت جملة إياد فارقة جعلتهن يسترجعن أنفسهن التي ضاعت منهن منذ ليلة عيد الحب السابقة ، حيث تفرقت أقدارهن وأرواحهن وعادت أخيرا لتستجمع نفسها فأبدا أبدا خيط الصداقة الحقيقية لا ينقطع مهما حصل …
وصل بهن إياد لشقة وصال وهناك دلفت هي وكوثر بينما أمسكت ميرنا حقيبتها من داغر الذي أشار للرجال بتفقد المكان ، نظرت لإياد الذي هز كتفيه بقلة حيلة فبقاؤها هناك سيتم شريطة بقاء أولئك الحرس الذين تفرقوا ووثبوا حول البيت كالأعمدة ، فحمايتها تعني مسألة حياة أو موت بالنسبة لهم وهذا ما هددهم به ميار حين اتصل به داغر وأخبره بالموقع الذي استقرت فيه ميرنا أخيرا ..
ميار:-إنها بشقة صديقتها وصال
حكيم(وضع يده على فكه):- متوقع
ميار:- ماذا سنفعل الآن ؟
حكيم:- جيد أننا بعثنا إياد ليتحكم في مسار تحركها الآن بتنا نعرف موقعها
ميار:- بتنا نعرفه لكننا لن نطأه يا حكيم … صحيح يعز علي فراقها ولكنني فكرت في ذلك مليا ووجدت أن ميرنا تمتلك ذلك الحق خصوصا يعني
حكيم(مسح على شعره بعصبية):- خصوصا بعد أحداث البارحة أنا أعرف أعرف لا حاجة لأن تذكرني كل لحظة
ميار(رفع حاجبه فيه):- لقد أصبحت شعلة يا رجل وهذا سيؤثر في ابنتك .. عفوا ابنتكماااا
حكيم(برقت عيناه بشراسة):- ليس جيدا أن تتفوه بمثل هذه الجملة حتى مع نفسك ،أنا لم أحكي لك الحقيقة لكي تهينني بها أو تستغلها لأجل غاياتك ميار فهذه الحقيقة في كفة وعلاقتك بي في كفة أخرى فهمتني ؟
ميار:- تمام تما لا تنفعل أنا أقدر حجم التضحية التي تقوم بها وأفهم رغبتك ، فبعد أن رأيت تلك الحيزبون ليندا علمت مقدار شرورها وهي قادرة على أذية ميسون أو ميرنا لو عرفت بالحقيقة
حكيم:- كان حملا ثقيلا علي لا أدري لما أشعر بالراحة بعد إخبارك
ميار:- طبيعي يا حكيم لكنني أحسدك
حكيم(ضحك بسخرية):- تحسدني وعلى ماذااا يا بعدي ؟
ميار(نهض من محله وتوجه للمشرب والتقط كوبا من هناك بعدها شرد):- أنت تحظى بطفلة من ميرنا هذا بحد ذاته حلم وتحقق لك
حكيم:- حلم أجل …كان حلما طويل المدى تخيلته في سنوات البغض خاصتنا وتحقق بالأخير بشكل غير مستحب
ميار(أحضر كأسه وجلس واضعا رجلا على أخرى):-بعيدا عن الحيثيات والأسباب والدوافع أنت تحظى بصغيرة منها ،وهذا ما لن تغيره الأقدار لأنه واقع الآن والطفلة فوق نائمة وتفتقد أمها وأنا من خلال تجربتي مع أمي أنصحك بالإسراع بإخبار ميرنا يا حكيم
حكيم(انتفض من محله):-أخبرها لكي تأخذها لذلك الرشواني أليس كذلك ؟
ميار(استشاط غضبا بدوره):- وهو سيحظى بطفل من جوزيت يعني ما هذا الحظ الذي أملكه أنا ،، أكبركما وما زلت أعزبا بلا أولاد لتأتيا من بعدي وتنجباااا تبا إنها قمة الرداءة
حكيم(أجبره على الضحك):-أنت غير معقول حقا حقا غير معقول
ميار(تجرع ما بكأسه ورفعه لعينه متأملا):- ألا يوجد لديك صفر فاصلة واحد بالمئة أن الجنين الذي يعيش في أحشاء جوزيت هو ابني ؟
حكيم(ضرب كفا بكف):- ياااااااااااااااااااا ليل الليل لن نرتاح أبدا ، اسمعني فكر أنت وكأسك أنا مرهق سأصعد لابنتي التي علي أن أتعامل مع مراهقتها منذ الآن خذ راحتك
ميار(نظر جانبيا):- أنا لدي هذه النسبة وسألاحقها حتى تصلني نتائج الطبيب هانت هانت كلها أيام وأكشف سركِ يا جوزيت ووقتها لن يخلصكِ مني أحد … حممم
في تلك الأثناء
كانت تنعزل في الرواق وهي تتحدث عبر الهاتف ، بينما كان وائل يجر جوزيت بالكرسي المتنقل مثلما أمرت السيدة فهي لم تتحمل البقاء بالمشفى أكثر من ذلك ، وعليه تعهدت ماريا التي تم طلبها على السريع بمراقبتها تلك الليلة والبقاء جوارها لمساعدتها لو ترتب … هنا وائل أجبر على اصطحابها فخاطرها كان مهزوزا وتلبية رغبتها كانت مرفقة ببسمة حنان تجعلها تطمئن
جوزيت(كانت تنظر إليه وهي ترفع رأسها بالمقلوب له):- أنت حنون جدا وائل
وائل(أطل عليها وهو يدفعها في طريق الخروج):- أخبرتني بذلك مرارا وتكرارا هل تفكرين بتخليد الجملة يعني ؟
جوزيت:- ولكنني أعنيها كثيرا ، أنا لم أخالط رجلا بمثل حنانك أبدا كنت الفريد من نوعك الذي حظي بشرف الامتنان والإعجاب داخل فؤادي
وائل:- يا عيني يا عين وكأن الثعلبة تتغزل بنا ها هنا ؟
جوزيت(قبلت يده التي كانت على مقود الكرسي):- يعتبر كذلك ههه
وائل(قبل رأسها بحنان):- أهلا بضحكتك
ناريانا(اعترضت طريقهما):-وأهلا بأحلى رفقة ههه هيا إلى البيت سأطبخ لكما ع فكرة
جوزيت:- ألا تلاحظ معي أنها تتجمل علينا بهذا الطبخ ؟
وائل:- وين أيامك يا عم نزار ؟
ناريانا(صغرت عينيها فيهما وكتفت يديها لتسير جوارهما):- هذا وأنا أجهز لكما مفاجأة تبا لكما لا تستحقان حتى
وائل:؛- اممم المفاجأة التي تبدأ بحرف النون وصلنا الخبر قبل قليل
جوزيت:- هههه الحمدلله ع سلامة الربان يا بعدي
ناريانا(بغضب):- ذلك الرجل يملك لسانا مثقوبا علي معالجة الأمر وإلا صارت أسرارنا كلها في الشارع ههه
وائل(بابتسامة):- محاولة يجب أخذها بعين الاعتبار
ناريانا(ابتسمت وأبطأت حركتها لتنظر لعنبر الذي هز رأسه لها ووثب جوارها يسير):- كيف الأمور؟
عنبر:- كله في التمام رجالنا سيطروا على بيت الطبيب وسيعسكرون هناك ليل نهار لحين تنتهي التحاليل ، إن تلاعب معنا سوف نقوم باختطاف أحد أولاده
ناريانا:- لا نريد دما فقط تهديد فحسب ولا تقلق كله سيمر بشكل جيد
عنبر:- إن شاء الله
تنهدت عميقا وهي تنظر لصورة وائل وهو يقود بجوزيت خارج المشفى ويمازحها وامتنت لحنانه الذي يعود بالطاقة الإيجابية على خاطر صديقتها الذي هزه مجيء ميار الغير مرتقب، ركبوا جميعا بالسيارات وبقيت جوزيت التي حملها وائل بين ذراعيه ووضعها بالخلف لكي تأخذ راحتها بينما ركبت ناريانا جواره وانطلق بهما للبيت حيث كان ينتظرهم نادر ..
جوزيت(ابتسمت بمودة وهي بين ذراعي وائل):- ناااادرَ الوجود أتصدق أن رؤيتك ترد الروح
نادر:- ههه يعني ما حسبت ذلك إلا حين سمعته منكِ الآن
وائل(وضعها برفق على الكنبة):- هووب وها نحن أوصلنا الأميرة لمستقرها
جوزيت(ابتسمت له وفتحت ذراعها لنادر):- أهلا وسهلا نادر
نادر(عانقها بحنان وربت على رأسها):-أحسن الآن كيف الجنين ؟
جوزيت:- بخير بخير لو حدث له مكروه كان أبوه سيفرح
نادر(نظر لوائل):-أفندم ؟
ناريانا(صرخت وهي تركض صوبه):- ندووووووووور
نادر:- أوك أظن أن إعدادات هذه المخلوقة أتلفت حينما افترقنا آخر فترة
ناريانا(عانقته بدموع):- افتقدناك بيننا
وائل(وضع كيس الأدوية وجلس جوار جوزيت بعد أن غمز لها):- احم جوزيت وكأن الأخت ناريانا وعدتنا بطعام شهي ؟
جوزيت:- أجل أجل ولكن كان ذلك قبل رؤية الربان الآن أنا أشك
نادر(حاول التملص لكي تهمد البنت فقد أحرج بقربهما):- تمام يا بنتي لنذهب للمطبخ ونعد شيئا لنا
ناريانا(لوحت لهما وتأبطت ذراعه):-طبعا طبعا أنا جاهزة
وائل(لوح له):- الله يعينك
نادر(تنهد وهو يدلف معها للمطبخ):- كيف هما ؟
ناريانا:- بخير يعني ..
نادر:- وحين التقيا بميرنا وميار ؟
ناريانا:- هييه يعني احترقا وتمزقا وتعذبا على مهل والنتيجة كما ترى
نادر:- على حالة الاستنكار التي يحاولان تطبيقها على أجواء البيت أظن أننا مقبلون على عاصفة
ناريانا:- خائفة جدااا ..
نادر(مسح على ذراعها):- أنا هنا الآن يعني لحين الغد
ناريانا:- وهذا يخفف عني القليل أكيد أنت ماكث هنا صح ؟
نادر:- طبعا سأعسكر على قلوبكم صراحة اشتقت لبقائنا سوية كما كنا في روما
ناريانا:- هااا ذكرتني كاظم أيضا هنا
نادر:- إذن يجب علينا أن نلتقي به لما لا ندعوه على العشاء الجماعة لن يعترضوا ؟
ناريانا:- أهاه فكرة جيدة سوف أتصل به رجاء أخرج الأغراض من الثلاجة
نادر:- على أساس ستطبخين وأنا سأساعد آخ من كهن النساء آخ …
ناريانا(ابتسمت له وهي تطل من نافذة المطبخ وتتصل):- أين هو هذا الجداااار .. ها ألووو ؟
استقام من سريره ونظر إليها بجواره وهي نائمة يا حبيبي ^^
كاظم(ضرب على جبهته):- يا الله يا الله ما الذي فعلته مع البنت كيف وصلت الأمور بيننا إلى هذا الحد ، مهلا مهلا فيما تعثرت أي ما هذا الشيء الأسود كله دونتيل ههه يخرب بيتك يا كاظم قتلت البنت ، ما كان عليك تجرع المشروب بعد عودتكما أنظر لهذا الحال له له راحت عليك تورطت وانتهى الأمر بففف ، انتظري انتظري رابونزل سأجيبك لو تدعيني أستوعب ما يحصل مش أحسن …./ألوووو ألو يا وش السعد
ناريانا:- ساعة وأنا أنتظر على الخط أين كنت ؟
كاظم(مسح على صدره العاري ودلف للحمام):- والله بشقتي
ناريانا(صغرت عينيها بلؤم):-ولما أشم رائحة التوتر في نبرة صوتك ؟
كاظم(تفتف):؛- واااع أنا أنا أبدااا أنا جميل جمال ملوش مثال هههننن
ناريانا:- أخشى أنك متورط في مصيبة ما أفضي لي لأرى ؟
كاظم:- يخرب بيتك هل تبصِّرين يعني شوفي .. البنت التي أحضرتها معي كتغطية للحفلة ليلة أمس إنها هنا ببيتي وجدتها نائمة جواري على السرير والمنظر مش ولابد يعني لأضعكِ بالصورة
ناريانا(ضربت على وجهها):- يلعن حسك ما الذي فعلته يا وغد يا حقير يا سافل يا عديم المسؤولية يا عار على الداخلية والخارجية تفوه عليك واحد نذل
كاظم:- لو تخرسي وتساعديني بالمشكلة التي وقعت بها ألن يكون ذلك مفيدا لأخيكِ المتعوس ؟
ناريانا(زمت شفتيها وابتعدت عن المطبخ قليلا):- الآن يعني هل هل تمت العملية أم أم ماذا صِف لي إلهي يُبكى عليك
كاظم:- أضيفي المتبقي من شتمك ليصبح صباحي أجمل من المتوقع ، ثم عن أي عملية تسألين أخوكِ في الله مدفعية عيب أن يتم التشكيك بقدراتي الرجولية
ناريانا(أغمضت عينيها من وقاحته):- متى تحول الحديث لجلسة سفالة يا مصيبة اسمعني الآن ، أيقظ البنت بالحسنى ولا تجعلها تصاب بالجزع وتحمل مسؤوليتك وكن رجلا أعتمد عليك تمام ؟
كاظم:- مهلكِ علينا يا ذات الشعر الطويل أنا أصلا لا أفكر بالزواج الآن حرام عليكِ تريدين توريطي لما تكرهينني لهذه الدرجة ، ما زلت أنوي العربدة مع الفتيات وهذه سمراء وتلك شقراء ثم لا يليق بجدار برلين إلا أن يكون دنجوان زمانه يليق أو لا يليق بشرفك ؟
ناريانا(بعصبية):- يليق بك أن تردم تحت سابع أرض أتنوي التخلي عن البنت في عز حاجتها إليك
كاظم:- ولكنني لا أذكر أي شيء ولا شيء
ناريانا:- حتى لو .. عليك أن تكون رجلا عيب في حق عضلاتك التي تتباهى بها ليل نهار أن تخلي بالمسكينة ، يلعنكم من جنس نتن تستمتعون وفيما بعد تستنكرون
كاظم:- بنت بنت لا تستفزيني وإلا حلقت لكِ شعركِ أفيديني بالمفيد وكفي عن الحماقات
ناريانا:- أصلا جعلتني أندم لما اتصلت بك وعرفت بهذه المصيبة خلاص لا تكلمني
نادر:- ما الذي يحصل ..صوتكِ يرتفع ناريانا ماذا فعل كاظم ؟
ناريانا:- خذ خذ كلكم مثل بعض أخرج للشرفة ودعني وحدي أطبخ لا أريد أحدا معي
نادر(التقط الهاتف بعصبيتها):- ما بها هذه النار اشتعلت فجأة ؟؟؟ ألووو نعم
كاظم(عضعض شفتيه):- ندوور لن يغيثني أحد غيرك …
وهنا لم يجد نادر إلا أن يضحك هازئا مما حصل لكاظم الذي وجد نفسه في مأزق حقيقي ، واستشاط غضبا من سخرية نادر لذلك شتمه هو الآخر وأقفل الخط بوجهه ليستلق الصدمة حيث كانت تقف عند الباب وتصغي لحديثه عنها
لبنى(بدموع):-أنا المخطئة معك حق ما كان علي أن آتي مع حقير مثلك يرمي علي كل الذنب
كاظم(رمش وهو ينظر إليها باستجداء):- اعذريني لولو ولكن لم أنوي حصول ما حصل ثم ثم …لقد كنا ثملين كلانا أخطأ وعلينا تجاوز الأمر
لبنى(هزت رأسها وتراجعت للغرفة):- بالفعل سنتجاوزه وكأنه لم يحصل شيء ، أصلا نحن ناضجين ولن نقف عند هذه النقطة أمامنا مهمة وقضية علينا الاهتمام بها
كاظم(توتر من حالهما):- أنا آسف
لبنى(نظرت إليه بحرقة وانصرفت):- وعلام الأسف ..
لم يفهم سر غضبها ولكنه استطاع أن يرى الدموع مكومة في عيونها لقد كان نذلا بكل ما في الكلمة للمعنى ،بدل من أن يهتم بالقضية راح يجامع شرطية مجندة في فريقه ليزيد الطين بلة ، شعر بالذنب يثقل كاهله ولم يدري كيف سوف يمضي الآن معها في التحقيق وكل منهما مشحون بالغضب والندم … لم يتوقع بتاتا أنها ستنفض عنها كل ما حصل في لمح البصر حيث وجدها تغادر غرفته مرتدية ملابس عادية أحضرتها معها في الحقيبة ليلة أمس حين جاءته لترافقه للحفلة أما الفستان فقد طوته ووضعته برفق في دولابه لماذا الله أعلم ..
لبنى:- يمكنك استخدام الغرفة لقد فرغت من تحضير نفسي كي نذهب للمنظمة سوية
كاظم(رفع حاجبه):- أنتِ لن تذهبي أنا من طلبوا مني الذهاب
لبنى:- أوك سأعود لبيت ماما سكر إذن لنبقى على اتصال
كاظم(مسح أنفه بخفة وتقدم صوبها):- انتظري …أنتِ بخير ؟
لبنى(رمشت من سؤاله ونظرت إليه بحزن):- أجل ..
كاظم(بارتباك):- تمام لن أعطلكِ أكثر يمكنكِ الذهاب
لبنى(تلكأتِ الأحرف بجوفها ولملمت المتبقي من كرامتها وغادرت):- إلى اللقاء
كاظم(فور خروجها ضرب على الباب):- تبا لك من حقير يا كاظم أنت هكذا استغليتها وطردتها أيضا اففف ما كنت أنوي على هذا صدقا ما كان في بالي فكيف حصل .. آه لو يعرف اللواء بشير عمنا النابلسي المصون وقتها سوف تترحم على عضلاتك إذ ستسلخ لحمة لحمة في المنظمة ،،، يا ويلي المنظمة علي الخروج الآن اففف يا له من يوم تعيس اللعنة اللعنة …
سرعان ما استحم وارتدى ملابسه وانطلق مسرعا صوب منظمة الخرفان .. حيث كان العم بشير ينتظره على أحر من الجمر ليفيده بأحداث ليلة أمس تفصيلة بتفصيلة ويا ويله وسواد ليله لو غفل عن نقطة واحدة ،سوف يمسح به كل دماء مجزرة الخرفان .. وصل بعد برهة وتفقد الأوضاع خلفه وبما أنه غير ملاحق ولكي يجعل الأمر يبدو طبيعيا حسب التكتيك المتبع للمنظمة فقد وقف ليساوم عدة خرفان وقامر في ثمنها وهنا كانت كلمة السر
كاظم:- افف لو يسمع مني عمي بشير ويزيل كلمة السر هذه وكأنني أتصبب عرقا بشكل فائض كلما وصلت إلى هنا ، يا إلهي ما كل هذا التوتر ربما من فعلتي صرت أخرقا يلعنك يا مخي يلعنك …
عمو بشير(قاطعه بصوت جهوري حين نزل إلى المنظمة):- أيها الخروف رقم 5554
كاظم(جمد محله):- هذا رقمي أم أنك أخطأت عمدا
عمو بشير(كان يكتف يديه خلف ظهره):-اقترب مني اقترب لأرى
كاظم:- أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، يا خسارة شبابك يا كاظم النابلسي لم تشبع عينك حتى بالحسناوات كما تحبذ ولا شواطئ هاواي المليئة بالرشيقات اخخخخخ رحت كفتة يا ابني
عمو بشير:- ماذا تدمدم تحت أنفك تقدم هيا لا أملك اليوم بطوله ، الحق بي للقاعة أسرع
كاظم:- سألحق سألحق أصلا ربما هذه خطواتي الأخيرة في هذا الكون
دلف رفقته صوب القاعة العريضة والمليئة بالشاشات التلفزيونية الكبيرة ، حيث أمسك العم بشير بأداة التحكم من بعيد أخفض الإنارة قليلا وشغل الفيديو ليفتح كاظم فمه ويرمش مرتين قبل أن ينطق بحرف وجد ضربة على رأسه من عمو بشير جعلته يوقن أنه حتما بمشكلة …
كاظم:- ما ذنبي هاه ما ذنبي أنا إن كانوا خونة لقد بذلت كل جهدي في حمايتهم
عمو بشير:- كل جهدك لقد حصلت على هذا الفيديو بشكل يبعد آلاف السنوات الضوئية عن تفكيرك المحدود
كاظم:- إذا كان ميار نفسه وقع في شرك خطتهم اللعينة ألن أقع أنا ؟
عمو بشير:- لا تقع لا تقع أنت المتحري وأنت من عليه أن يشم رائحة الغدر ويحرص على سلامتهم
كاظم(مسح على ضربة رأسه):- ولكني حاولت وقمت بكامل جهدي لإنقاذهم
عمو بشير:- من بعد ماذا يا بعدي بعد فوات الأوان ثم من أين أحضرت جينات الغباء هذه ؟
كاظم(حول عينيه بمزاح):- والله البركة في جينات عائلتكم الكريمة
عمو بشير(بحنق):- والله أشك يا ابن أخي الملعون الذي لم يسمع مني وراح ينجب خروفا بدون عقل مثلك
كاظم:- على الأقل هو حظي بي لكن أنت كن ك ك …
عمو بشير(أظلمت عيناه):- إياك وأن تذكر اسمها على ثغرك وإلا نكرت قرابتي بك إلى الأبد
كاظم(بحزن):- لقد مضت عشر سنوات يا عمي والبنت يعني ..
عمو بشير(رمش وهو يعقد حاجبيه):- أنا ليس لدي أولاد أنت ووصال كفايتي في هذه الحياة
كاظم(تنهد عميقا):- آسف لتذكيرك
عمو بشير(شرد قليلا ثم رفع يده ليضربه على كتفه مجددا):- يا غبي يا غبي لقد بعثناك لحفلة يتواجد فيها خيرة الناس في الدولة ، ومنهم أعضاء العشيرة السوداء فإلى ماذا توصلت أخبرني لأرى أعطني اللائحة
كاظم(ببلاهة):- أية لائحة ؟
عمو بشير(بنفاذ صبر):-اللهم طولك يا رووووووح اللائحة يا ابني لائحة بالأسماء التي شككت بها أم تراك رحت لترفه عن نفسك يا روحي
كاظم:- ها ها اللائحة هو بصراحة لم أحصل على أية لائحة محرزة لأهدافنا التي نتطلع إليها ، لكنني حصرت بضع شخصيات على جنب وربما قد نحصل على شيء من مراقبتهم
عمو بشير:- أعطني لأرى
كاظم(أخرج هاتفه وقام بدمجه بالشاشة الكبيرة):- صورتهم بقلمي السري فقد كان ممنوعا على الضيوف استعمال أي من الهواتف الخلوية ، أنظر هنا ذلك الثخين إنه غضنفر ونجده بين الفينة والأخرى يراقب الجانب الشرقي وهناك حصرت عدة وجوه ، منها هذه السيدة هنا وقد بحثت عنها في السجلات بشكل طفيف أثناء قدومي إنها تدعى رندة الحسني وهي عضوة في الحزب البرلماني ، ويصادف أنها صديقة لصوفيا أم فؤاد رشوان
عمو بشير:- عمم المراقبة على هذه السيدة من اللحظة لعلنا نعثر على خيط ما ، تابع
كاظم(غير الصورة):- يوجد هذا الرجل نعرفه إنه الدبلوماسي فاروق وقد كان طوال الوقت يراقب جماعتنا وبين الفينة والأخرى يتحدث عبر هاتفه وينظر إليهم ساخرا ، راقبته جيدا وتيقنت أنه على علاقة مع غضنفر حتى لو لم يلتقيا عامة أمامنا لكن كان ذلك باديا عليهما ..
عمو بشير:- أين هو الآن ؟
كاظم:- قامت لبنى بالتفتيش عنه بالفنادق والمنتجعات ولكن لم يكن اسمه مذكورا في أي منها
عمو بشير:- ما ربما ذهب لبيته مثلا ؟
كاظم:- لا يملك بيتا هنا ولم يرافق غضنفر فقد تيقنت من ذلك بواسطة جاسوس ميار الذي أفاد أن غضنفر عاد منفردا لوكره ، ولكنه أخبرنا أنه غادر من على بكرة الصباح لوجهة غير معروفة
عمو بشير:- سيلتقي بفاروق فأكيد هو يخبؤه بشكل سري ودقيق
كاظم:- ويوجد هنا وجوه أخرى لو أحببت سوف نقوم بالتحري عنها أيضا
عمو بشير:- قبل خروجك اذهب لزملائك وقم بإعطائهم هذه الصور ليبدؤوا العمل ، أخبرهم فيمن شككت وحلوا هذا الأمر سريعا
كاظم:- وماذا عنك ألن ترافقنا أين ستذهب ؟
عمو بشير:- الله الله من يكبر الآخر يا ولد حتى تسألني عن وجهتي ، انصرف من خلقتي وقم بعملك لم أجلبك حتى تلاحقني وتلهو هنا وهناك أنجز عملك سريعا كي أرسلك لروما من جديد
كاظم:- لا لا لا من قال ذلك لقد وعدتني بأنك ستجعلني أستقر هنا في مدينتي ،لقد مضى نصف عمري وأنا بالغربة أقتل شبابي سنة بعد أخرى
عمو بشير(جذبه من أذنه):- يا أبله يا أبله لا تجعلني أقضم رأسك الآن ،إنها فترة مؤقتة فحسب
كاظم:- تقول لي ذات الشيء كلما أردت عودتي إلى هناك ،لكن هذه المرة لا أرغب إنني متعلق بمدينتي الآن وصرت ملزما بالبقاء رفقة أحبابي حرام عليك يا عمي دع غيري يسافر
عمو بشير(تركه وخرج):- لو تعمقت معك في هذا الحديث سوف أنفيك تحت الأرض وليس لروما فسحب ، أقنع نفسك بأنك ستسافر بعد فترة بسيطة حينما أقرر أنا ذلك تمام ؟
كاظم:- عم وجوده كعدمه ، الناس تتباهى بأعمامها لأنهم يخصصون لهم أوقاتهم ويمرحون معهم ويحققون لهم كل أمانيهم لكن عمي أنا هوهوووه وكأنني ضرته وأنا لا أعرف ؟
قبل أن ينهي جملته جاءه ملف لرأسه آلمه بحافته وجلس ينعي حظه بينما خرج العم بشير إلى مكتبه تاركا إياه في جلبة تذمر لن تنتهي على خير ،، دلف لمكتبه ولم يولي اهتماما لرعونة كاظم فهذا طبعه وسرعان ما يعود للمهم لكن هنا كان العم بشير مشوش الذهن خصوصا بعد أن تم إقحام اسم في سير بحثهم أكيد سوف لن يمر مرور الكرام …
عمو بشير(أمسك بهاتفه واتصل):- لو أجد لديكِ برهة من الزمن للقاء سوف أسعد بهذا كثيرا ،لا لا الموضوع حساس جدا ولا ينفع على الهاتف تعرفين ذلك أصلا .. بصراحة إنه يخصكِ وعلي أن ألتقي بكِ سريعا لنفكر سوية تمام سأخرج الآن ألقاكِ بعد ساعة في نفس المكان …إلى اللقاء / اففف وهذا أمر آخر علي أن أجد له حلا قبل أن تقحم المرأة في هذا الوبال من جديد ..

أكيد اتصاله ليس اتصال خير وسنعرف بعد قليل بمن اتصل لكن الآن دعونا نرى شلة البنات حين يلتقين ما مدى الكوارث التي قد تحدث ،خصوصا إن وجد نفسه محاطا بثلاث مجنونات يعني الهرب منهم يعتبر عيدا سعيدا لا محالة
إياد:- يكفيييييي منكِ لها لقد تعبت أهلكتموني بشجاركم الذي يأبى أن ينتهي ، يا صبي القهوة تدخلي يا بنتي والله نشف ريقي منهما
وصال(كانت خلف رخامة المطبخ تقطع الفلفل الأخضر):- والله يا صديقي العزيز أنا بينهما لا أتدخل
إياد(أمسك وسادتين ونهض إليهما):- إذن سأخنقهما وأرتاح …
كوثر:- اخرسي يلعن عبطك أنا أساسا لم أحبه يوما ولم أعتبره شخصا مناسبا لكِ
ميرنا:- كل هذا لأنه من أخبركِ بزفاف زياد ،هيا انطقي بها أنتِ تحملين ضغينة ضده لأنه جعل أحلامكِ تهوى أرضا بسبب غدر المهندس
كوثر:- لن أسمح لكِ بإهانة زياد إنه لم يغدر بي ،لقد وضع بين البينين ووجد نفسه مضحيا إثر عقلية عائلته الرجعية التي لا ترحم
ميرنا:- أصلا من سمح لكِ بفتح حديث عن حكيم هااااه ؟
كوثر:- بكاؤكِ عليه جعلني أستغرب
ميرنا(صمتت قليلا ثم أردفت):- لم أبكي عليه بل على ميسون
كوثر(رمشت):- شوقتني لأراها أهي تشبهكِ حقا مثلما أخبرنا إياد ؟
ميرنا:- كثيرا حتى في تصرفاتها وكأنها أنا في صباي ،هي متعلقة بي كثيرا وأنا أيضا لا أدري كيف سأبلي في بعادها ولا كيف ستتأقلم هي في غيابي
إياد:- تعلمان أن سر هذه الطفلة لا يجب أن يخرج للعائلة صح ؟
وصال:-أكيد أوصيتمونا مرارا وتكرارا نحن فقط نريد مواساة ميرنا ..هيه كوثر كوثر تعالي وجهزي صلصة الطماطم يا بنت
كوثر:- هوووف يعني كل شيء تجهزه كوثر مللت أنا
وصال:- يخرب بيتك وماذا ستفعلين بعد أن تتزوجين هل ستطعمين الرجل حبة بندورة ورشة ملح ؟
كوثر:- سأتعلم
وصال:- متى يا بعدي ؟
كوثر:- افف هل ستتكبرين على أهلنا الآن أنتِ أساسا متى تعلمتِ هذه الطبخة من عهد هتلر وهي الوحيييييييدة التي تجيدين
وصال(صغرت عينيها ورفعت السكين لوجهها):- أنصحكِ مجرد نصيحة ألا تجادلي نقيبة عسكرية فالعواقب جدا وخيمة
إياد(نهض من محله وتركهما تتعاركان وجلس جوارها):- ميرنتي
ميرنا(هزت كتفيها ونظرت للجانب):- هل عادي أن أشتاق لهم من الآن ؟
إياد(وضع يده خلف عنقها لتتكئ عليه وضمها بجواره):- العادي أن قلب ميرنا لا يعرف الكره ولا الحقد إنه يتألم وقد يغفر رغم ألمه
ميرنا(مسحت على صدرها بحرقة):- أريد نسيان كل شيء أريد بترهم من صدري فهل هنالك طريقة؟
كوثر(هبت إليهم بقفزة):- طبعا طبعا يوجد مشروب كوثر السحري
إياد ووصال في آن الوقت:- لالالالالالالالالالا إيااااااااكِ ….
لحظتها برقت عينا ميرنا التي لعبت الفكرة بعقلها حتى لو كان اعتراض إياد ووصال باديا للأعمى ،ولكنها ربما لن تتوانى عن شربه لكي تنساهم دفعة واحدة …ولكن ما حصل أن وصال قامت بحجز
القارورة في غرفتها ريثما يذهب من بال كوثر وميرنا شربها فحتى إياد فور تناول الغذاء انسحب لأجل حل مشكلة أخرى …
إياد:- لا أوصيكِ يا وصال إنهما قنبلتان موقوتتان
وصال:- وهذا اختصاصي روح ولا يهمك هه
إياد:- لن أتأخر سأحل بعض الأمور وأعود إليكم مساء ، هيا يا بنات لا تحدثوا جلبة تمامو ؟
لوحن له وهن تتبادلن نظرة مكر أكيد لن تمر على خير ، لحظتها انضمت إليهم وصال وجلست قبالتهما كالحارسة العامة التي تم تعينها لمراقبة تصرفاتهن ، ميرنا سرعان ما طالبت بحرية شخصية وتوجهت للنوم في غرفة الضيوف أما كوثر فقد انشغلت باتصالها مع زياد وهنا نهضت وصال لتنظف فوضى المطبخ، فأكيد ولا واحدة فيهما ستتكرم وتنجز اللازم …
وصال(مسحت يديها باستغراب من صوت الجرس):- عجيب من سيزورني الآن .. لحظة قادمة
فتحت الباب لتتفقد الزائر الغريب وإذ بها ترفع حاجبها حين رمقته وهو في حالة غريبة جعلتها تبتلع ريقها هلعا مما قد يسبب له تلك الحالة ،نظراته لها كانت مريبة ولكن عليها أن تضبط نفسها وإلا فشلت أمام قلبها المشتاق
وصال(بحزم):- خيرا؟؟
جاسر(صغر عينيه بلؤم):-أنا الرائد جاسر أقف عند بابكِ لأتعرض للإهانة ؟
وصال(نظرت خلفه وصرخت):- يا إلهي ماذا فعلت لهم ؟
جاسر(نفض يديه وهز كتفيه):- هم من اعترض طريقي ولكن أخبريني هل أصبحتِ تضعين حراسة على بابكِ الآن يا وصال محفوظ، قسما بالله لو لم أتق فيكِ رب العالمين لكنت جعلتكِ ترقدين جوارهم
وصال(هرعت للخارج وبحثت بعينيها عن داغر):- هييه لو سمحت اقترب أرجوك لا تخبر السيد حكيم عما حصل ها هنا ، ثم لطفا لا تعترضوا طريق ضيوفي
داغر(مسح على عينه التي أصابها بلكمة):- ولكن يا سيدتي الأوامر تفيد التعرف على هوية كل زائر ورجالي تكلموا بالحسنى مع السيد ولكنه أبى إلا أن يستكبر
جاسر:- هللو أرى أن العين الأخرى أيضا بحاجة لتغيير في اللون والله أنا على أهبة الاستعداد
وصال(جحظت عينيها والتفتت إليه):- أصمت أصمت ..أكرر اعتذاري منكم سيد داغر ولو سمحت أي ضيف يلج بيتي نادوني لأرى إن كنت أرغب باستقباله أم لا
جاسر(أطل عليها):- نعم نعم أكنت ترغبين برفض دخولي ؟
وصال(كتفت يديها):- والله إن لم يكن لدي مزاج أجل سأستفيد من حراسة ميرنا لكي أحدد رفقتي
جاسر(أغمض عينيه ورمقها وهي تتحرك عائدة للبيت):- تعالي هنا هل حادثتكِ حتى تذهبي هكذا ؟
وصال(توقفت عند العتبة):- يا نعم خير من غير شر ؟
جاسر:- ألن تدعيني أدخل ؟
وصال:- مطلقا أنا وحيدة بالشقة ولا أرغب بزوار
جاسر(تنهد عميقا):- يا سبحان الله مبادئكِ هذه تسري على ناس وعلى ناس اللهم نصمت أحسن
وصال(صغرت عينيها فيه):- ماذاااا تقصد يا أخييييييينا ؟؟؟
جاسر(نظر إليها بطرف عين):- ولا شيء المهم …نحن لدينا مشكلة
وصال(تغير لونها ونظرت إليه):-هل أنت مريض ؟
جاسر(رفع حاجبيه بنفي):- سلمى تطلب الطلاق من كامل كمال
وصال(صرخت):- ماااااااااااااذا كيف ومتى حصل ذلك وما السبب يا إلهي لم يكملا حتى الشهر ليطلقها ذلك الأحمق ، أخبرني ما المشكلة ؟؟؟
جاسر:- والله لا أعلم لكن كامل هجم على بيتي هذا الصباح مطالبا بحضورنا لكي نقوم بجلسة صلح بينهما وطبعا طلبكِ بالاسم لكي تتدخلي وإلا انهار بيتهم الجميل
وصال(نظرت باستغراب):- ولما أشم رائحة مكيدة هنا أخبرني أيها الرائد ما الذي تحيكه من وراء ظهري ؟
جاسر:- والله إن لم تصدقيني تعالي لشقتي ستجدين كامل هناك متقوقعا حول نفسه ، بيني بينكِ أود انتهاء المشكلة سريعا فأنا لا أحب الضيوف
وصال:- عقليتك ما شاء الله يضرب بها المثل ، ثم الرجل حزين يعني إن لم يلجأ لصديقه في أحلك أيام حياته لمن سيلجأ لي مثلا ؟
جاسر(احمرت عيناه):- لو أتى لشقتكِ لكنت حشرت أنفه في زاوية قصية
وصال(غالبها الضحك):- ها ها على أساس أنك زوجي ؟
جاسر(ارتسمت على شفتيه ابتسامة غريبة):- …لارد
وصال(تداركت نفسها):- أ… لم أقصد هيييه أعد خيالك الحقير إلى محله وانتظرني هنا سأبدل ثيابي وآتي إليك
كوثر(أطلت عليهما):- ساعة وأنتِ بالباب من هناك يااااه جاسر لقد جلبك الله لي كالحسنة
جاسر:- ع أساس أنكِ وحيدة ست وصال آآآآخ منكِ ..
وصال(رمقتها وهي تجره من ذراعه للداخل):- الله يلعنك يا شيخة
جاسر(ضحك من غضب وصال):- شكرا لكرم استضافتكِ أخت كوثر ربي يكرم أصلك فهذا يعبر عن نبل أخلاقك وليس كمن يتحدثون بالساعات عند حافة الباب
كوثر:- ههه تفضل تفضل
وصال(ضربت كفا بكف وصفقت الباب):- أصلا هذا لم يعد بيتا أكثر منه معبرا للمجانين
جاسر(رآها وقد ابتعدت في الرواق وانتبه لكوثر):- ما الأمر كوثر؟
كوثر:- أنت صديق زياد منذ زمن أود سؤالك عن شيء مهم وتجيبني بصراحة لو أمكن
جاسر:- أوك
كوثر:- الآن كنت أحادثه عبر الهاتف وطلبت منه أن نستأجر بيتا وأساعده براتبي ويترك بيته لتلك الحيزبون ولكنه يأبى هذا ويحكم رأيه أن يسكن زوجته بشقته وليس بشقة تحت إمرة راتبها ، أقسم لي أنه لن يمد يده على فلس من نقودي وسيتحمل مسؤوليتي كاملة دون عناء .. ولكن أنا أرغب بمساعدته وأيضا بتجنب المشاكل أنت تعلم أن امرأتان لرجل واحد ليس أمرا هينا
جاسر:- زياد رجل بحق وعقليته صحيح متفتحة لكنه متمسك بجذوره الأصلية ولن يسمح لامرأته أن تصرف عليه بهذا المعنى ، أنا لو منه كنت فعلت ذات الشيء فالرجل هو الذي يكفي بيته وليس الذي يمد يده على نقود زوجته إلا في حالة واحدة للضرورة القصوى ومثل دين يتم إعادته في الوقت المناسب
كوثر:- هاااه هذا ذات ما قلته له ،أخبرته أن أدينه ولكن يرفض أصلا فكرة مغادرة شقته ولن أخفي عليك أنا أشعر بالخوف
جاسر:- كوثر …أنتِ حينما وافقتِ على الزواج منه كنتِ تعرفين على أي دنيا أنتِ مقبلة ، هو لم يخفي عنكِ أي شيء بل وضعكِ بالصورة وعليكِ تحمل النتيجة الآن …إن كنتِ تحبينه ستتحملين ظروفه لغاية ما يطلق حياة
كوثر(صغرت عينيها):- أنا أمقتها من الآن وأكيد لن يهنأ لي بال حتى أطيرها من ذلك البيت
جاسر:- والله حروب النساء لا يؤتمن لها لذلك أشعر بالسوء لأجل صديقي ههه
كوثر:- اممم حرام عليك أنا والله لطيفة
جاسر:- لا واضح من صديقتكِ يظهر عنوان ذلك
كوثر:- ارتحت قليلا حين محادثتك وبالنسبة لصديقتي إنها والله طيبة يعني لو تأخذها باللين سوف تنالها ، لكن بما أنك تعاندها فلن تحصل إلا على رأس يابس من عهد القدماء
جاسر(عضعض شفتيه بتفكير):- وماذا تقترحين يا صديقتها ؟
كوثر(ضحكت بخبث):- سأخبرك …
في الغرفة
وصال(أقفلت أصفاد سترتها بعصبية وعدلت الياقة):- سنرى يا جاسر لو كنت تكذب علي سأجعل يومك هذا أسوأ يوم في حياتك ،بفف لأرى تلك المجنونة أولا ….. ميرنا ميرنا حبي أنتِ نائمة طيب أحسني التصرف سوف أغيب برهة وأعود هيا نوما هنيئا روحي …
غطتها وقبلت وجنتها ونظرت لشفتها المجروحة والتي أبت ميرنا أن تعطيهم التفاصيل التي أخبرت بها إياد لأنهما لن تسكتا بل قد تأخذا كل الكتائب وتتجهان صوب قصر حكيم بغية القصاص ، صديقتيها وجنونهما معهود لذلك تكتمت عن سبب ذلك وأرجحت أنه من فرط العصبية فحسب لكن وصال صغرت عينيها حين رمقت كدمة عند رقبة ميرنا ، رفعت الغطاء قليلا وتأملتها قبل أن ترمش مرتين وتهز كتفيها بغية اكتشاف سبب تلك الكدمات حين عودتها .. قبل أن تدقق هجمت عليها كوثر لتسرع إلى الخارج لتلحق جاسر الذي خرج كي ينتظرها بسيارته الجيب وعيناه تستشيط غضبا في أولئك الرجال
وصال(ركبت جواره):- حسنا يمكنك إزاحة نظرك عنهم لقد أرعبتهم..هيه كوثر لا تبرحي محلكِ تحت أي ظرف كان ريثما أعود مفهوم ؟
كوثر(لوحت لها من الباب):- تمام تمام لا تقلقي حبي باي باي استمتعا
وصال(ضحكت بهزل حين تحرك بهما):- تقول استمتعا والمتعة حين تلج أطراف هذه السيارة تنتحر
جاسر(ضغط على دواسة السرعة ونظر إليها):-لنخلقها لأجلكِ إذن
وصال:- لا لا توقف على رسلك سوف تجعلنا نتعرض لحادث …
خفف السرعة ونظر إليها وهي تضع يدها اليمنى على عينيها وكأنها تتحمل تواجدها رفقته بجهد جهيد ،وهذا هو عز الطلب سوف يجعل يومها مكثفا ولن يجعلها تغفل عنه لحظة واحدة لقد اشتاق لها بجنون ،وسوف يتعامل معها بالطريقة التي اقترحها خاله المصون والتي تتجلى في "لاحق البنت حتى تفكر بقتلك وحين تشعر بالخطر أفلت يدك ودعها تتخبط مع غضبها ستجدها طائعة لك بعدها دونما "شروط …
جاسر(بصوت مسموع):- ونعم النصيحة يا خال
وصال:- أفندم ؟؟
جاسر(رمش):- ولا شيء تذكرت جملة لرامز
وصال:- كيف أحواله ؟
جاسر:-والله أحواله طيبة لديه حبيبة محترمة وتسمع الكلام ، لا يعاني من مشاكل العناد الحجري ولا من الأنا التي يتمتع بها بعض ناس
وصال(أغمضت عينيها):- كأنك تقصدني بكلامك
جاسر(نظر إليها بتلاعب وتابع النظر أمامه):- أنااا أبدااا فأنتِ مثال للحنان والعطف
وصال(فتحت النافذة):-الأجدر ألا نتبادل أطراف حديث سقيم دعنا نوفره لأجل ذلك الأحمق هو وزوجته ، قال يطلقها قال يخرب تفكيره الغبي ثم أشم رائحة أنف الخالة حميدة في الموضوع وقل وصال قالت …
كامل(يبكي):- وااااع جدتي لا تتفاهم مع سلمى وسلمى لا تتفاهم مع جدتي وأنا وقعت بينهما ،أخبراني بالله عليكما أين ذهب الحب الذي كان بينهما في فترة الخطوبة هاه ؟
وصال(قدمت له كوب ليمون بينما كان جاسر يجلس قبالته):- خذ يا كامل هدأ من روعك حتى نفهم منك أساس المشكلة .. الآن ما الذي حصل جعلها تطلب الطلاق ؟
كامل(تجرعه كاملا):- قببببهبقببب
جاسر(غالبه الضحك ورمق تحذير عيون وصال فلزم الصمت):- ههممم …
وصال(تنهدت بصبر):- ها يا كامل نحن ننتظرك مذ وصولنا وأنت تنتحب ولم نفهم حرفا منك
كامل(وضع الكأس ومسح فمه):- الآن المشكلة كامنة في أنهما تحاولان جذبي لجانب كل واحدة منهما ، يعني مرة جدتي تحاول السيطرة علي ومرة سلمى وأنا بينهما أتمزق
جاسر:- يعني باختصار معركة الكنة والحماة الأزلية
كامل:- هاه هذا هو أشعر وكأنني في كابوس .. لا أستطيع العيش بدون سلمى وأيضا لا أستطيع تجاوز أوامر جدتي إنها من ربتني وخاطرها عندي فوق كل اعتبار
وصال:- ولكن سامحني تربيتها في كفة وأن تخرب عليك زواجك في كفة أخرى ، لقد زوجتك لكي تؤسس بيتا وأسرة وليس لكي تبقى في صراع تحت جناحها
جاسر:- ولكن هذه عقليتها ماذا في وسعنا نفعل
وصال(باحتدام):- سنتدخل ونجعلها تفهم أن ما تفعله غلط في غلط ، جاسر خذنا لبيت الجدة حميدة سوف نحل هذه المشكلة اليوم ونعيد الزوجة لبيت زوجها
كامل(استقام معانقا إياها):- احلفي يا ست وصال أن زوجتي ستعود ؟
جاسر(جحظ وهو ينهض مبعدا إياه عنها):- الله الله سنسرع بمصالحتكما لتحدد وجهة العناق
وصال(ضحكت من غيرة جاسر):- احم هه لنذهب
وبالفعل توجهوا صوب بيت كامل حيث كانت الجدة حميدة تجمع حولها خيرة الجيران وتشكوهم حالها وحال كنتهم التي حملت أغراضها وذهبت لبيت أبيها … وحينما وصل كامل شتمته أمامهم ولكن دخول جاسر من بعده جعلها تخرس خجلا هي وبقية الجارات اللاتي خرجن مستأذنات
كامل:- ألن تكفي عما تفعلينه يا جدتي لقد فضحتنا في الحي كله
حميدة:- اخرس يا زوج الست أنا أقوم بمنحك هيبة وقيمة ، فلو اعتمدت عليك ستصبح خرقة في يد زوجتك الغبية
كامل:- لا أسمح لكِ بإهانتها جدتي
وصال:- لنهدأ كامل ، جدتي حميدة لو سمحتِ احكي لنا سبب المشكل بينكما
حميدة:- والله يا بنتي أنا في حالي وهي في حالها ولكنها تقوم ببعض الأمور تزعجني فهل أصمت لتنفجر مرارتي وأموت بحسرتي على حفيدي الأخرق ؟
وصال:- لا لا من حقكِ أن تنطقي وحرام أن تنفجر مرارتكِ ….له له طبعا هذا غير لائق
جاسر:- لنستدعي سلمى وبعدها نسمع منها أيضا ما يفيد
حميدة:- الله الله وكأنني هنا رجل كرسي يا ولد
كامل(فتح عينيه بهلع):- جدتي الله يهديكِ إنه الرائد وليس صبي البقال
جاسر:- لا بأس خالة حميدة لكي نكون منصفين سنسمع من كلا الطرف ، رجاء كامل استدعيها
كامل:- ستأبى الحضور وأهلها لن يسمحوا لها بالمغادرة
وصال(نهضت):- سآتي بها
كامل:- أرافقكِ؟
وصال:- لا ابق أنت هنا رفقتهم …عائدة
جاسر(زم شفتيه ونطق):- انتبهي
وصال(رفعت حاجبها هزلا):- كل الحي يحبني
حميدة(رمقت نظرتهما):- هيييه متى تنوي التزوج منها يا ولدي سوف تطير البنت من يديك
جاسر(امتن من أنها نزلت قبل أن تسمع كلام حميدة):- قريبا قريبا إن شاء الله
كامل:- جدتي لا تستلمي الرجل ثم دعينا نفكر في مصيبتي ، أرجوكِ لا ترفعي نسبة الغضب ودعينا نعيد الفتاة لبيتها
حميدة:- سأعيدها ولكن بمزاجي لن أجعل ابنة البارحة تسير بيتا جدك نفسه لم يرفع صوته فيه
كامل(تحت أنفه):- أصلا مات من حسرة بوق حنجرتكِ جدتي فكيف للمسكين أن يظهر صوته في الأرجاء
حميدة(ضربته بوسادة):- اخرس قطع الله لسانك الذي لا ينطق إلا بالترهات
جاسر(تنهد عميقا واستقام ليطل من الشرفة):- صبرا يا رب
تركهما يتجادلان فيما بينهما وأخذ يراقب الشارع ورمق وصال وهي تخرج من بيت سلمى التي كانت تنظر خلفها خلسة كي لا يمسكها أحد أفراد أهلها فتأكل ضربا مبرحا ، طبعا طبعا الأصول تفيد إعادتها بشكل يليق بها ولكن هم يحاولون حصر الإشكال في بوتقة صغيرة كي لا يفرقا بين قلبين محبين …ابتسم وهو يراقبها وهي تعانق سلمى التي كانت تلوح بيديها وتشرح لها مدى حنقها من حميدة طبعا من يملك حماة مثلها فليلقي السلام على عقله .. فجأة رفعت رأسها للبيت ووجدته يطل عليهما شاردا فيهما أو فيها بالخصوص استشاطت غضبا لحظتها أيعني أنه لا يثق بي حتى يراقبني في كل خطوة ؟؟ قالتها وهي تصعد بعصبية مع سلمى للبيت
كامل(طار عليها):- زوجتي حبيبتي
سلمى(أبعدته عنها):- لا زوجتك ولا حبيبتك حتى تجد لي حلا مع جدتك
حميدة:- هاه أرأيتم حتى أنني لم أفتح فمي
جاسر(دخل من الشرفة):- سلمى لقد أحضرناكِ لكي نكون محضر صلح بينكم
سلمى:- أتيت إكراما لخاطرك وخاطر الست وصال
كامل:- وخاطر كمول ؟
وصال(ضحكت من تصرفه):- لنجلس يا جماعة … ها يا جدتي حميدة بما أنكِ أكبرنا لكِ الكلمة
حميدة(زورت سلمى بطرف عين):- أنا حفيدي تعبت عليه سنوات طويلة لكي أخلق منه رجلا وليس ملطشة لزوجته حتى تسيره كيفما تبغي وتريد
سلمى:- ولكنه زوجي ويحق لي أن أتدلل عليه قليلا ثم أنا ما زلت بشهر عسلي يعني معذورة
حميدة:- شهر عسلك ماذا يختي أنا حميدة كمال ولم يكن لي شهر عسل بل سويعة عسل وبعدها نهضت لبيتي كي أطبخ وأكنس وأغسل الملابس وأنشر الغسيل ووو ..
وصال:- ولكن يا ست حميدة نحن في جيل آخر الآن ،وهي معها حق ما زالت عروسا جديدة وتريد الدلال أليس حقا لها ؟
حميدة:- تتدلل مثلما تريد لكن أن تنقص من رجولة حفيدي هذا ما لا يسعني تقبله
كامل:- عن أي نقص تتحدثين يا جدتي دعينا نخجل ولا نفرش كل شيء على الأرض
جاسر:- احم .. دعها تكمل يا كمال
وصال(رمقته بطرف عين):- …لارد
حميدة:- أنا لم تعجبني حياتكما بالمرة كلها سهر حتى مطلع الفجر ولهو وضحكات صاخبة يعني راعوا لي مشاعري قليلا ولا تزعجوني في نومي ،أنهض مفزوعة جراء رعونتكما
وصال(احمرت خجلا ونظرت لسلمى التي عضعضت شفتيها):- كان حريا بنا أن نصغي لمشورة كامل ، جدتي حميدة إن شاء الله سوف يتعهدان بعدم تكرار ذلك صحيح ؟
كامل:- والله رغما عني إنها تطلق نكتا مضحكة تجعلني أطير ضحكا
سلمى:- ههه وهو أيضا يقلد شخصيات المعسكر بشكل فظييييع
كامل(عض طرف فمه):- هش هش احم اخرسي فضحتِ أمنا
جاسر(نهض بعد أن صفق):- يا سلام يعني أنت تزعج الجدة حميدة على ظهر تقليدنا ، من الآن لا دخل لي وأي حكم تطلقينه عليه أنا لن أعارض
وصال:- حرام عليك أنظر إليه إنه مشتاق لزوجته خلاص جدتي حميدة أنتِ الكبيرة وصاحبة العقل الحكيم ، دعينا نطوي هذه المشكلة عند هذه النقطة ونعيد العروس لبيتها
حميدة:- بشروطي …لا سهر بعد 1 ليلا وشهر العسل انتهى يعني الاستيقاظ واجب على الساعة 8 صباحا ولها كل أشغال البيت تمام ؟
سلمى:- عيب يا خالتي حميدة هل تركت لكِ شقاء البيت يوما ، أبدا منذ زواجي وكل شيء على عاتقي ولم أتذمر ولو أنتِ مثل أمي وواجب علي السهر على راحتك
وصال:- هاه شفتِ يا جدتي كيف هي لطيفة وتسمع الكلام
حميدة(رفعت حاجبها فيها):- ها ها شفت شفت تعالي وقبلي يدي
سلمى(انحنت وقبلتها):- آسفة منكِ خالتي
كامل:- وأنا وأنا أقبل
حميدة(صفعته):- أنت ستذهب لإحضار دجاجتين سوف نأخذهما لأجل الصلح يا فهيم ، وأنتِ طيري لبيتكم هذا المساء سنكون عندكم
سلمى(لوحت لهم بفرح):- ههه حاضر شكرا ست وصال شكرا سيد جاسر
كامل:- اشكريني أنا أنا ههه
سلمى(بحرج منهم حين لحقها للدرج):- اممم دعني أذهب
حميدة:- شوفو الولد طار عقله آآآخ زوَّجته ليعقل ولكن يظهر لي أني أذنبت في حقه ، ت ت ألهاني بمشاكله حتى لم أسألكما عما تشربانه
جاسر(تحرك):- مرة ثانية علينا أن نذهب ..وصال
وصال:- أجل جدتي نراكِ على خير
حميدة:- وأراكما كما يرغب قلبي عما قريب إن شااااااااء الله
هربت أجل فلو بقيت هناك ستزوجهما حميدة دونما شك وهذا ما أضحكه حين لحق بها ليدقق أكثر ويحرجها أكثر ،لكنها لن تصغي له أسرعت ناحية السيارة لتركب وإذا به يثقل مشيته فالتفتت إليه لتتفقد بصره الذي كان مصوبا نحو عدة بنات يكنسن عند باب بيتهن أو لنقل توقفن عن ذلك لتأمله والإعجاب به وبوسامته … هنا استشاطت غضبا وعادت إليه وهي تهز رأسها لكي يخجلن من أنفسهن لكن هيهات هيهات
وصال:- أرى أنه قد راقتك أجواء الحي ، ربما عليك أن تتخذ شقة قبالتهن هيا الجدة حميدة سوف تقوم بمعروف معك إزاء تحقيق رغبتك
جاسر(لم تتحرك عيونه من ذلك الجانب بل توقف محله متسمرا):- …لارد
وصال(هذا الأحمق ما الذي يقصده بنظرته البلهاء تلك هل يتحداني):- هيه عمو نحن نحادثك
جاسر(أظلمت عيناه حين تحرك هائجا نحوهن):- توقف توووووقف أيها الأحمق …
لم تفهم ما الذي دهاه لكن استطاعت أن تستوعب حين خرج الجار في الشقة المجاورة وهو يرمي بزوجته في الشارع ويضربها بشكل هستيري ، سرعان ما أوقفه جاسر وسقط فيه ضربا حتى اجتمع أهل الحي وعلا الصراخ ووصال ما زالت مدلهة تنظر إلى الأحداث بصدمة
جاسر:- إياك وأن ترفع يدك عليها مجدداااا أيها الأحمق وإلا وجدتني بوجهك
الزوج:- ومن أنت حتى تتدخل فينا دعني أربيها
الزوجة(بحالة تكسر القلب ):- منك لله منك لله
إحدى الجارات(كانت تمسح عنها الدم):- أخبرناكِ أن تشتكي عليه بمركز الشرطة ولكنكِ أبيِتِ شوفي النتيجة الآن
الزوجة:- وكيف سأشتكي وأنا معدمة هاااه ؟
وصال(اقتربت منها وصعب عليها حالها):- لا تبكي يا خالة سوف لن يذهب حقكِ هدرا
الزوجة:- صبرت عليه سنوات عديدة ولكنه لا يتوب كلما انتهت نقوده أتاني ليمص دمي والحال يعلمه الجميع اهئ يا لحظي التعيس يا لحظي التعيس
جاسر:- يكفي نواحا ستذهبين معنا لمركز الشرطة
الزوج(مع جماعة من الجيران):- لو تحركتِ قيد أنملة سوف أطلقك
الزوجة(بفزع):- إياك وأن ترمي علي يمين الطلاق حرام عليك سوف تشرد أولادنا
جاسر(بعدم تصديق):-أتفكرين بالبقاء تحت سقف بيته رغم تعذيبه لكِ ؟
الزوجة(نهضت من الأرض):- الزوجة ليس لها سوى بيتها
الزوج:- ههه هيا أدخلي يا امرأة وأنتم انتهت فرجتكم هيا هيا
وصال(نظرت لقبضة يده التي جمعها برجفة):- يا إلهي … جاسر جاسر
جاسر(كان يزم شفتيه وهو يرمقها قد دلفت مطأطئة الرأس بينما كان زوجها يضحك بسخرية أما الجيران فقد تفرقوا بالفعل وكأنهم متعودين على تلك المناظر):- لقد دخلت بالفعل أيعقل ذلك ؟
وصال:- مع الأسف إنها لا تستطيع التحرر من عبوديته لها إنه زوجها
جاسر(بغضب):- حتى لو إنه يعتدي عليهاااا إنها إنسانة وليست حيوانا حتى يعذبها هكذاااا
وصال(تنهدت بعمق وأمسكت بيده التي كانت ترتجف بغية ضرب أحدهم):- لو تهدأ ..هممم ؟
جاسر(لمسة يدها امتصت كل غيظه ذاك):- …لارد
وصال(سحبت يدها وأشارت له):- نذهب ؟
جاسر(رمش بعيونه وانساق خلفها):- … أعتقد بأنكِ تجدينني شخصا متناقضا يعني إثر ما جعلتكِ تعانين منه تلك الليلة..، ولكن حين رمقته وهو يضربها بذلك الشكل وأكملها بطردها للشارع لم أستطع تمالك نفسي إنه يستحق السجن على ذلك
وصال(فتحت له باب المرافق):- سأحظى بشرف قيادة سيارتك اليوم المفاتيح
جاسر(رفع حاجبه):- والسبب ؟
وصال(أخذتها منه واقتربت هامسة):- لسبب عيونك التي تستحق الفقع
جاسر:-عيوني ولكنني كنت أراقب الزوجين
وصال:- ها ها صدقتك وماذا عن تنك البنات اللاتي كن يرمقنك بجميل النظرات ؟
جاسر:- من هؤلاء ؟
وصال(ركبت هازئة):- عد إليهن لو أردت
جاسر:- عمن تتحدث هذه البلهاء عن أي بنات تشير الله الله …
ركب بجوارها وهو يضرب أخماسا في أسداس والأخت في الله لم تعطه رأس خيط حتى ،تركته يتخبط متسائلا عن هويتهن فالمسكين كان يراقب عملية الضرب وهي في عقلها كان يستعرض أمامهن والله وحده يعلم ما في القلوب، المهم أن ذلك كان سببا جيدا لكي يتبادلا أطراف الحديث كالأناس الطبيعية ولكن ذلك لا يستمر بشكل طويل فسرعان ما حدث هذاااا ..
جاسر:- أوقفي سيارتي وإلا أمسكت المقود وقلبتكِ من محلك
وصال(أوقفت السيارة بعصبية عند ناصية الطريق):- هل أخطأت ؟
جاسر:- أجل أخطأتِ التقدير لقد أتعبتني صدقا ما عدت أعرف كيف أرضيكِ ،،أنظري معي متى اهتممت بمسألة أحدهم حتى أهتم بصلح كامل كمال وزوجته آخر همي أنا هذا الإشكال ،ولكنني قدمت لأجل رؤية السعادة بعيونكِ لأنني أعرف أنكِ لن ترتاحي إن لم يعودا لبعضهما بعضا .. فلا يحق لكِ أن تحسبي قدومي حجة لأجل التودد إليكِ حتى لو كان هذا سببا يجعلني أستغله طواعية لأجلك
وصال:- ما فهمت؟
جاسر(مط شفتيه وفتح الباب وخرج من هناك):- …لارد
وصال(أوقفت محرك السيارة ونظرت إليه وقد اتكأ عليها وهو متذمر):- آه يا مكركم والله لن تخيل علي حالة البؤس التي تمثلها علي …
زمرت ببوق السيارة ولم يلتفت إليها لذلك نزلت إليه ورمقت الطرقات حولهما والسيارات تطير مسرعة وتزيد من تعبئة الجو بشحنة الامتعاض بينهما.. كتفت يديها ووقفت صوبه لتجده ينظر جانبيا للفراغ ، وجهه كان يبدو وسيما تحت أشعة الشمس بينما نظاراته الشمسية تزين أعلى أنفه بشكل يهفو الفؤاد لمداعبته ..مهلا مهلا استيقظي وصال من نومتك
وصال(احم يا لأفكاري النتنة قال لمسات قال اخرسي أحسن لكِ):- جااااسر بيك هل سنبيت هنا ؟
جاسر(رفع حاجبه وتقدم إليها):- والله فكرة كيف لم أقم بهذا قبلا
وصال(توجست منه):- تقوم بماذا؟
جاسر(تقدم إليها وهو يصغر عينيه):- هذااا
أمسكها من يدها وأدخلها للسيارة عنوة وأقفل الباب عليها وتوجه لمحله منطلقا بها نحو شقته يعني السيد جاسر ينوي اختطافها مع سبق الإصرار والترصد لكِ الله يختي هههه بينك بينو ، لأننا مشغولون بالاستماع لهذا الحديث الخاص فلو فلت منا سنتخطى الكثير ….



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 03-09-17 الساعة 01:04 AM
الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:34 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.