آخر 10 مشاركات
في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          436 - سراب - كارول مارينيللي ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          1-لمن يسهر القمر؟-آن هامبسون -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          لآلىء الغيرة " قصة قصيرة " للقاصة أروع إحساس.. كاملة** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين..المفتش تيك (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          203 - حب من اول نظرة - سالي وينت ورث - ع.ق (مكتبة مدبولي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-16, 02:36 PM   #21

عمرو مصطفى
 
الصورة الرمزية عمرو مصطفى

? العضوٌ??? » 331198
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » عمرو مصطفى is on a distinguished road
افتراضي





(5)

ـ " جحافل الطائفة الظلامية تجتاح غرب المدينة.."
هكذا استهل النشرة مذيع القناة الأولى للتليفزيون الشعبي ذو الشعر (المفلفل) والقرط المتدلي من إحدى أذنيه ـ المذيع لا التليفزيون طبعاً ـ كان يحاول أن يبدو متماسكا وهو يمضغ نصف كيلو من العلكة .. فمازال لديه المزيد من الأخبار المفجعة ..
ـ " لا يوجد رجل سلطة واحد يوحد الله في المدينة .. لا جديد بخصوص اختفاء السيد المسئول الأكبر و رجله الأمني السيد وسام .. فليرحمنا الله ..."
كان هذا حينما وثب عليه كائن ظلامي ونشب أسنانه في عنقه وسط صراخ وعويل ودماء تناثرت على الكاميرات.. بعدها برز وجه يسرم والدماء تنساب من بين شفتيه وقام بتثبيت ناقل الصوت إلى رقبته قبل أن يبتسم قائلاً :
ـ " نعتذر عن المشهد المؤسف ..لكنه شيء ضروري لحياة الظلاميين أمثالي .. أرجوا أن يكون جميع إخواني الأن متابعين لهذا البيان العاجل... نحن نسيطر على غرب المدينة تقريباً... لا داعى للمقاومة ... دعونا نعقد اتفاق . نحن حريصون على حياتكم .. لا يوجد عاقل يفسد سلة الطعام كلها ... ولا يوجد راعي ضأن يذبح كل الشياه التي يملكها مرة واحدة... أنتم طعامنا شئتم أم أبيتم ... سنقوم برعايتكم رعاية تامة .. أفضل طعام وشراب في مقابل أن تمدونا بدمائكم الحارة .. محدثكم يسرم ... المسئول الأكبر الحالي عن دمائكم ..هـي هـي .. انتهى البيان .."
وصرخ المعلم فوزى صاحب المقهى :
ـ " يا أولاد الـ... أنا قلت منذ البداية هؤلاء شياطين أبناء شياطين.."
ولطم الشاب محسن وجهه بمبسم النرجيلة وهو يولول :
ـ " الأن فهمت السر الذى جعل السلطة تضطهد هؤلاء الوحوش.."
واصفر لون الشيخ حسن الفقي وهو يضع كفه على رأسه هاتفاً :
ـ " لقد خدعنا الشعب الأصفر... خونة .. خونة .."
ـ " وماذا بعد ..؟ "
التفت الجميع إلى مصدر الصوت .. كان نادر يقف على باب المقهى وقد اكتسى وجهه بصرامة وحزم لم يعهدها أحد عليه من قبل ... لكن هذا لم يمنعهم من الإيجاب ...
ـ " سيفتكون بنا ... يجب أن نختبئ بسرعة .."
ـ " نختبئ أين ؟ في باطن الأرض مثلاً ! "
ـ " لنرحل عن هنا فوراً.."
صرخ نادر والدخان الأسود يتصاعد أمام عينيه :
ـ " هل لدي أحدكم اقتراح أخر أكثر جبناً ...؟ "
قال محسن وهو يحاول منع ساقيه من الارتجاف :
ـ " الوقت ليس وقت الشعارات يا أخ نادر ..."
ورتب المعلم فوزى على عاتق نادر مهدئاً :
ـ " يا ولدي هؤلاء الوحوش الليلية مصاصي دماء .. لم يصمد أمامهم أحد في غرب المدينة فماذا نصنع نحن هنا .. في الشرق ..."
ـ " نعيدهم إلى حيث جاءوا ..."
ضحك الشيخ حسن الفقي ضحكة مفتعلة هي أقرب للبكاء قبل أن يقول بصوت يقطر رعباً :
ـ " كيف ؟.. نصنع لهم عمل سفلي مثلاً ..؟ "
ـ " لا ..سنحيط شرق المدينة بالنيران ..."
حملق جمهور القهوة في وجه نادر مستغربين اقتراحه فعاجلهم هو قبل أن يتفوه أحدهم بكلمة :
ـ " أنا أعرف جيداً كيف نواجه تلك الكائنات .. النار تفزعهم .."
وشرد قليلاً وهو يستطرد بأسى :
ـ " لهذا كان رجال السلطة يضربونهم بقاذفات اللهب .. كانت تمنعهم من العبور إلينا .. وهذا ما سنفعله .. إذا كانت السلطة قد توارت بسبب حماقتنا .. فكل فرد في شعبنا سيتحول إلى رجل سلطة."
ـ " من أين أتيت بهذا الكلام .؟ "
جذب نادر نفس عميق وهو يحدجهم بنظرات تبض بالقوة والعزم..
ـ " ليس الآن... "
ربما شك البعض أن الواقف أمامهم الأن هو نفسه الشاب نادر المسالم المنطوي على نفسه الذى كان بالأمس ... كلماته تفيض بالقوة والثقة .. هو يعرف ما يتكلم عنه جيداً .. هو يذكرهم بشخص ما شخص كان يعرف عن شعبنا الكثير والكثير ..لكنه صار الأن مجرد ذكرى مجهولة.. المهم أن كل ذلك بعث في نفوسهم شيء من الاطمئنان والثقة.. أما نادر .. فكان من داخله لا يقل دهشة عن رواد المقهى .. وسكان شرق المدينة .. لقد تحول بين عشية أو ضحاها إلى رجل الأمن الأول لشعبنا ... ولم يشعر لحظة بالفخر أو الكبرياء ... فالمسئولية أكبر من كل تلك المشاعر وحينما حانت منه نظرة لوجهه في مرآة المقهى المغبشة شعر أنه كبر عشر سنوات على الأقل ...

***
تصريحات شعوب العالم تتري تبعاً لتصريحات الشعب الأصفر سيد شعوب الأرض!! ..
" إننا نشعر بالقلق لما يحدث .."
" استيلاء الظلاميون على مقدرات شعب عريق مثل الشعب الأسمر شيء محزن..."
ونسى العالم من الذى دعي للحوار مع الظلاميين أولاً ...
ألم نقل أن النسيان هو أفة الشعوب ..
ودعا السيد الأعظم للشعب الأصفر إلى انعقاد اجتماع طارئ لقيادات شعوب الأرض لبحث الشأن الداخلي لشعبنا الأبي ... نوسام بدأ يتفاءل شيئاً فشيئاً .. كل شيء يمضى كما خطط له الأجداد .. أمة بني الأصفر لن تسود إلا بالتفريق والتحريش .. ظلاميين وسطحيين تافهين .. فلتهدأ روح الأجداد التي خططت .. لم تعد ثمة سلطة أو قيادة لشعبنا يلتف حولها الناس .. الظلاميون ينتشرون في غرب المدينة وغداً سيجتاحون شرقها .. دون مقاومة .. لقد انتصر عقل نوسام على عقل السيد وسام .. كم كان يتمنى أن يرى وجهه الأن .. وجه الرجل الذى أذل أجهزة أمن عديدة على رأسها الجهاز الأمني للشعب الأصفر.. الذي يعتبر نفسه سيد شعوب الأرض..
لم يعد هناك من يسد مسد ذلك الرجل الأمني الفذ ..
ـ " السلام عليكم ورحمة الله... إليكم هذا البيان الهام .."
انتفض نوسام في مقره تحت الأرض إلى جوار دشرم .. كانت شاشة المرئي تنقل بث حي من شرق المدينة ... لعق دشرم شفتيه وقال :
ـ " مازالت هناك قنوات بث في شرق المدينة ؟! "
ـ " انتظر لنسمع ..."
قالها نوسام وقلبه يدق بعنف .. ترى من الذى سيدلي ببيان .. وعلى الفور احتلت ذهنه صورة شخص واحد ... وسام ..
يسرم كان يتابع من مكتب المسئول الأكبر بعد أن صار مكتبه ولم تكن حالته بأفضل من حالة نوسام ... كان يجلس على سطح المكتب نفسه وهو يلعق كفيه وعينيه الواسعتين تترقبان البيان .. كان لتوه قد فرغ من شرب دم أحد رجال السكرتارية لعله أخرهم.. وتركه جثة هامدة خالية من الدماء بجوار مكتبه.. الغريب أن بجواره وقف شخص مألوف عاقداً ساعديه وفي عينيه نظرة خضوع وترقب ..
ـ " سيد سليمان .. بصفتك مستشاري الأمني الخاص !.. استمع معي لهذا البيان وقل لي رأيك.."
قالها يسرم في برود وعينه تتابع الشاشة بانتظار من سيظهر..
ـ " بسم الله الرحمن الرحيم.. هذا البيان موجه لكل سكان شرق المدينة .. ومن تبقي حياً في غربها .."
صاح نوسام في استنكار :
ـ " تباً .. ومن هذا الشاب ؟!.."
لعق الظلامي الأكبر دشرم شفتيه وهو يقول في بطء :
ـ " انتظر لنسمع ..."
كان نادر يرتدي زي رجال السلطة المميز وقد ظهر متجهماً وهالات سوداء تحيط بعينيه.. وخلفه كان علم شعبنا المجيد... كان منهمكاً في إلقاء البيان بنبرة ألية خالية من أي انفعال :
ـ " إلى كل أبناء شعبنا.. بأيدينا أخرجنا الظلاميين من جحورهم.. وبأيدينا سنعيدهم مرة أخرى.. شعبنا لم و لن يتوقف مصيره على أحد كائناً من كان.. شعبنا قادر بحول الله وقوته على رد كائنات الظلام إلى جحورها وسيفعل.. إن شاء الله.. "
" إلى كل من يأبى أن يصير طعاماً لقوى الظلام وما تزال تنبض عروقه بالدماء الحرة الأبية.. حي على شرق المدينة.. فالشرق ما يزال صامداً.. "
تقلص وجه نوسام وهو يكرر سؤاله بقرف :
ـ " من هذا الشاب ..؟ "
داعبت أصابع ب 1 لوحة مفاتيح حاسوبه النقال بحثاً عن معلومات ثم رفع رأسه إلى رئيسه قائلاً :
ـ " اسمه نادر ! "
التفت إليه نوسام في حده منتظراً المزيد لكنه استطرد في برود :
ـ " هذا هو ما لدينا من معلومات..."
وعاد نوسام يتابع البيان على الشاشة بوجه محتقن...
ـ " إننا هنا نقول لقوى الظلام.. كل قوى الظلام.. تحت الأرض وفوقها .. بالداخل والخارج : نحن هنا في الشرق.. بانتظاركم..."
واختفت صورة نادر من على الشاشات وظهرت أفلام تسجيلية تصور عمليات رجال السلطة السابقة على بؤر الظلاميين .. هجمات بقاذفات اللهب ...
ـ " مستحيل .. إنهم لا يملكون شيئاً في الشرق ... المنشئات الأمنية والسلاح كله سقط في أيدينا في الغرب ..."
قالها يسرم عبر الهاتف بحقد .. بغل .. فجاءه صوت نوسام ليقول في برود صارم :
ـ " لكنهم يملكون وسيلة إعلام مرئي... سيقلبون الدنيا على رؤوسكم."
ـ " سنهاجم الليلة شرق المدينة ولن يشرب من دم ذلك الأراجوز غيري ..."
ـ " يسرم .. أنا لا أرتاح إلى هذا الفتى .. كن على حذر ..."
قالها نوسام لكن يسرم نظر لمستشاره الأمني الجديد مستفتياً فهز الأخير رأسه نافياً وقال بلهجة حازمة :
ـ " لا تلتفت إلى أراجيفه... ربما كان ما تشاهدونه رسالة تم تسجيلها منذ أيام قبل سقوط السلطة .. لتستخدم فيما بعد لتعطيلكم "
أطلق يسرم فحيحاً حماسياً وأنهى المكالمة مع نوسام ثم قفز من فوق سطح المكتب وتعلق بنجفة عملاقة في السقف صارخاً بصوته الحاد:
ـ " إلى الشرق .."
وقفز عبر النافذة التي تطل على فناء واسع محاط بسور ضخم لحماية مقر المسئول الأكبر .. وبه حشد هائل من الظلاميين لم تكد تري يسرم يحط بقدميه على الأرض حتى أصدرت فحيحاً جماعياً تصاعد إلى عنان السماء وهي تردد اسم يسرم...
ومن النافذة التي قفز منها يسرم لتوه.. وقف السيد سليمان يراقب المشهد بوجه جامد ...
***
ـ " ينصر دينك .."
ـ " عاش .. عاش .."
ـ " شعبنا ولاد والله ..."
لم يسمع نادر معظم عبارات المديح وهو يشق طريقه عائداً من مبنى البث المباشر لقد صار الشاب المنسي حديث الساعة الأن .. وكان يرى في وجوه الشعب نظرة جديدة حلت محل نظرة الخراف اليائسة إلى شفرة الجزار ... صارت هناك نظرة أمل في غدٍ جديد لا وجود فيه لكائنات الظلام ...وبرز العديد من رجال السلطة المتوارية وقدموا أنفسهم إليه وحلفوا له على الثبات في مواجهة قوى الظلام .. وبدأ هو في شرح خطة المواجهة ...
ـ " سيتم عمل لجان شعبية تحيط بشرق المدينة وكل لجنة تستعد بالمشاعل والحطب الوافر لإيقادها في المساء ..
في المساء سيحاط شرق المدينة بالنيران.. الليل هو أفضل وقت لهجوم الكائنات الظلامية ..هي ترى جيداً في الليل بعكس البشر الطبيعيين.."
هنا برز له من بين الجموع رجل طويل متين البنيان وقدم نفسه على أنه أحد رجال السلطة السابقين ويدعى جلال ..
كان يتكلم وهو ينظر إليه نظرة فاحصة لا تخلو من شك :
ـ " هذا حل مؤقت أيها الـ.. القائد ... وسنظل محاصرين للأبد بقوى الظلام حتى تنضب مواردنا ونستسلم في النهاية .."
ـ " من قال أننا سنكتفي بالدفاع فقط .. لابد أن ننتقل للهجوم .. معظم السلاح الخفيف والثقيل و الآلات العسكرية معبأ في مخازن سرية غرب المدينة ولابد أن نصل إليه يوماً ما..."
داعب جلال شاربه وهو ينظر لنادر مليا ثم قال مغمغماً :
ـ " هذا صحيح ..."
وتبادل النظرات مع بقية رجال السلطة المحيطين .. وفهم نادر سر نظراتهم إنه نفس السؤال الذى يتردد كثيراً ..
من أين يأتي ذلك الشاب بالمعلومات ؟
" أريد فقط أن أفهم "
" ليس الأن ...."
" لماذا ..؟ "
" ليس الأن ...."
" لابد من تدريب العديد من رجال الشعب على السلاح ..."
انتزعته عبارة جلال من شروده فالتفت إليه قائلاً بسرعه :
ـ " بالتأكيد ... لكن لابد أن نقتصد في الذخيرة .. أعلم أنكم تحتفظون ببعض الذخيرة لكنها ليست بالقدر الكافي .. لذا يجب أن نقتصد ..."
مرة أخرى يتبادل جلال النظرات مع بقية الرجال.. ثم عاد يصوب نظراته المتشككة إلى نادر وهو يقول :
ـ " أيها القائد... على الرغم من أننا لا نعرفك من بين صفوف رجال السلطة ... لكنك تتحدث كواحد منا ..."
نظر إليه نادر في ثبات لبرهة قبل أن يقول في هدوء :
ـ " أنا واحد منكم بالفعل ..."
ـ " كيف هذا؟ "
سأله نادر بغتة :
ـ " ماذا كنت قبل أن تلتحق بالسلطة أيها الضابط .؟ "
أجابه جلال في حذر :
ـ " كنت مدنياً من عامة الشعب ..."
ـ " وحينما كنت تنتهى من عملك اليومي أين كنت تذهب .؟ "
ـ " أعود إلى بيتي لأمارس حياتي العادية .."
ـ " وحينما تحال للتقاعد ماذا ستصبح ؟."
ـ " مواطناً من عامة الشعب ..."
ـ " هل تجد فارقاً ..؟ "
هنا سكت جلال .. ظل يتبادل النظرات مع نادر قبل أن يقول في خضوع :
ـ " لا أجد فارقاً أيها القائد ..."
وأرسل نادر نظرة إلى أبناء شعبنا وهو يهمس بثقة :
ـ " ولا أنا .."
***
ـ " كيف حالك يا سمكة ..؟ "
ضغط الأخير على أسنانه وهو يرد على نوسام عبر الهاتف :
ـ " نحن لم نتفق على هذا يا خواجة ؟.."
ـ " لا تسئ فهمى يا سمكة أرجوك..."
ضرب سمكة المائدة الصغيرة التي أمامه بقدمه وهو يزمجر :
ـ " جعلتني أشارك في إزاحة رجال السلطة ليركب الظلاميين أكتافنا.. لم نتفق على هذا يا خواجة.."
ـ " أرجوك أهدئ يا سمكة .. أنت رجلي الأثير في شرق المدينة ولن يمسك أحد بسوء .."
ـ " لماذا يا خواجة .؟ هل الظلاميون سيفرقون بين دمي ودم أي واحد أخر .. "
ـ " هذا هو ما أعدك به .. أنا الأن أحدثك في عمل .. ألا ترى أنني بحاجة إليك ولا أستطيع الاستغناء عن خدماتك ..."
حك سمكة ظهره بأظفاره الطويلة المتسخة وهو يفكر.. ثم قال بصوت لم يخلو بعد من رنة غضب :
ـ " أنا ما زلت رجلك في شرق المدينة..."
ـ " فتىً طيب..."
قالها نوسام ثم سكت هنيهة.. عاد بعدها ليكمل :
ـ " مهمتك تتعلق بذلك الشاب حديث الساعة عندكم.. ماذا يدعي ؟.."
ـ " نادر يا خواجة .. سيصعدون به للقمر عما قريب .."
ـ " لكنك ستجعل روحه تصعد إلى السماء قبلها يا سمكة .."
تقلص وجه سمكة وهو مستمر في حك ظهرة .. تباً لذلك البرغوث الذي...
ـ " عظيم يا خواجة .. لكن هذا الشاب يساوى الكثير بكل تأكيد ..."
جائه صوت نوسام مرحباً عبر الهاتف :
ـ " خمسون آلف ترللي ... بعد أن تقتله .."
ـ " مئة يا خواجة ... وقبل أن أقتله ..."

***


عمرو مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-16, 02:50 PM   #22

عمرو مصطفى
 
الصورة الرمزية عمرو مصطفى

? العضوٌ??? » 331198
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » عمرو مصطفى is on a distinguished road
افتراضي


(6)

اللجان الشعبية تحاصر شرق المدينة ...
كان لابد أن ينتهى إحكام السيطرة على شرق المدينة قبل غروب الشمس وحلول الظلام.. والعشرات والمئات من الفارين من غرب المدينة ينضمون لإخوانهم تلبية لنداء ذلك الشاب الذي بزغ نجمه فجأة في قلب الأحداث..
كان نادر يشعر أنه لم يغمض له جفن منذ عقود.. لكن بعض المشاهد جعلته رغماً عنه يبقى متيقظاً..
جر ساقيه ناحية الجموع ليتابع المشهد عن قرب ..
الضابط جلال عاكفاً على تدريب حشد من سكان شرق المدينة على القتال بالأسلحة النارية .. وشاعت ابتسامة أمل على وجه نادر المكفهر حينما لمح شلة المقهى في أول المتدربين .. صحيح أن المعلم فوزي كاد يفقأ عين جلال بأول طلقه لكنه يتعلم بسرعة.. لم يعد الشاب محسن يرتجف وكان فخوراً بنفسه وهو يحمل السلاح كالمحترفين .. أما الشيخ حسن الفقي فقد أذعن لأوامر نادر .. عليه أن يستغل موهبته في تلاوة القرآن بتذكير رجال اللجان الشعبية بفضل الجهاد والثبات بدلاً من تذكير الأموات بعد أن فاتهم أوان التذكرة ...
ـ " ألستم بحاجة إلى مقاتل تحت العشرين ..."
التفت نادر فرأى أخيه مدحت قادماً وهو يحمل في يده عكاز والده الراحل .. والمثير هنا أن والدته جاءت تحمل في يدها يد الهون الذي تدق به الثوم ولوحت بها قائله في جدية :
ـ " دعهم يجربوا ضربة واحدة من هون أمك ..."
حاول نادر أن يبتسم رغماً عنه.. بعد أن نست تقاسيم وجهه كيف ترسم الابتسام.. وقال برفق :
ـ " أمي .. مكانك مع بقية النساء .. في البيوت .. لو نجحوا في اختراقنا ستكونون أنتم خط دفاعنا الأخير عبر النوافذ والشرف .."
ثم نظر إلى أخيه مردفاً :
ـ " وأنت يا مدحت ..هل ما زلت مصر على كتابة اسمك ( متحت )؟.."
ضحك الأخير ولوح بعكاز والده قائلاً :
ـ " لقد تغيرت كثيراً يا أخي العزيز .. لقد كنت واحداً ممن شاركوا في هدم جهاز السلطة حامي الشعب .. ولابد أن أشارك معكم اليوم لعلى أكفر عن ذنبي القديم ..."
ـ " الكل سيشارك يا أخي العزيز .. لم يعد هناك خيار أخر .."
ثم التفت لأمه مردفاً :
ـ " وأنت يا أمي .. عودي مع النساء فالرجال بحاجة للتغذية قبيل المعركة.."
ـ " من حقنا الوقوف معكم جنباً إلى جنب.. دعك من تلك الأفكار الذكورية العنصرية.. التي ورثتها من أبيك"
تذكر نادر البرامج الإعلامية التي أدمنتها أمه على مدار عقود والتي تغذي فكرة أن المرأة مفيدة جداً في أي مكان يجمعها بالرجال .. لكنك إذا احتجت لها في مكانها فلن تجدها أبداً..
قال لها في صبر:
ـ " يا أمي.. الأفكار الذكورية لا تواجه أبداً بالأفكار الذكورية.."
نظرت له في غير فهم فابتسم هو في غموض..
لم تفهم أن أفكار التحرر والمساواة التي تلقفتها عبر الإعلام هي من بنات أفكار الرجال.. وتصب في صالح أهوائهم الردية..
هنا ارتفع صوت جلبه ونقاش حاد عند إحدى اللجان الشعبية ..ثم برز جلال وهو يلوح بكفه قائلاً :
ـ " أيها القائد .. إنه سمكة بلطجي شرق المدينة العتيد.. يريد أن يقابلك .. يقول أنه جاء متطوعاً ..."
صرف نادر أمه وأخيه برفق ثم التفت إلى جلال قائلاً :
ـ " دعوه يأتي ...."
ـ " لكنه يرفض التفتيش .. ومعه حقيبة سوداء مريبة .."
تقدم نادر إلى جوار جلال ناحية الجهة التي تتصاعد منها الجلبة ولمح سمكة وهو يحيط حقيبة جلدية سوداء بذراعه اليسرى ويلوح بمطواة في يده اليمنى صائحاً :
ـ " سمكة لا يفتش في منطقته .. إياكم أن تقتربوا .."
صاح نادر ليسمع سمكة وسط الصخب :
ـ " دعوه..."
التفت سمكة إلى نادر وتهلل وجهه صائحاً :
ـ " ألم تسمعوا كلمة كبيركم؟ .."
اقترب منه نادر مشيراً إلى المطواة التي بيده قائلاً :
ـ " لا مكان بيننا للبلطجة يا سمكة .."
اغلق سمكة المطواة باحترافية ثم دسها في جيب سرواله قائلاً :
ـ " لقد تبت من البلطجة يا كبير وجئت أعرض خدماتي .. و .."
ووضع الحقيبة على الأرض ثم انحنى ليفتحها مستطرداً :
ـ " وأموالي كذلك .."
تأمل نادر ومعه جلال وبقية رجال اللجان الشعبية الأوراق المالية التي تملأ الحقيبة الجلدية بدهشة كبيرة ... وغمغم جلال :
ـ " أموال مسروقة ..."
رفع سمكة طرفة إليه قائلاً في سخرية :
ـ " إنها مائة ألف ترللي .. ثمن رأس قائدكم ..."
عقد نادر ساعديه أمام صدره ونظر لسمكة مستفهماً :
ـ " من ؟"
ابتسم سمكة وهو ينهض مجيباً :
ـ " زبون قديم من بنى الأصفر ... لكن سمكة قرر ألا يستمر مع المعسكر الشرير..."
اقترب منه نادر هامساً في خفوت :
ـ " نوسام..."
صاح جلال وهو يحول بينه وبين سمكة :
ـ " حذار أيها القائد قد تكون خدعة ..."
نظر سمكة إليه بلا مبالاة على حين رتب نادر على ساعده مطمئننا قبل أن يقول لسمكة في هدوء :
ـ " ولماذا قررت ترك المعسكر الشرير؟.."
ـ " سمكة ليس خائناً بطبعة .. أنا استعمل قوتي لمن يدفع الثمن .. أنا فتوة مثل فتوات الزمن الغابر لكن المجتمع أساء فهمى ... وعلى رأسهم رجال السلطة .. لذا كنت سعيداً جداً وأنا أشعل النار من تحت أقدامهم ..ثم اكتشفت أن الجانب الذى استخدمني لهدم السلطة كان يهدف إلى إخراج كائنات الظلام مصاصة الدماء إلى السطح .. والتي لن تفرق بين دماء سمكة وأي دماء أخرى .. لقد خدعني ذلك الأصفر وقررت أن أخدعه أنا أيضاً .. وأنا هنا رهن إشارتك ويسعدني أن أكون سبباً في رجحان كفتكم ... أنا أضمن لكم عشرات البلطجية يمكنهم أن يثيروا الرعب في قلوب الظلاميين بمجرد رؤيتهم .."
وضع نادر كفه على عاتق سمكة ونظر في عينيه قائلاً :
ـ " قلت .. لا مكان للبلطجية بيننا يا سمكة .."
ابتسم سمكة في حرج ثم قال بلهجة صادقة :
ـ " أعذرني فمازال لساني يخونني.."
ثم صوب عبارته قائلاً :
ـ "هناك العشرات من الفتوات مستعدين لغسل ماضيهم القذر بالانضمام إليكم ..."
اعترض جلال قائلاً :
ـ " هل سنقاتل إلى جوار المجرمين و النوار .. ؟"
قال له نادر وهو يرمقه بنظرة باردة :
ـ " ومن منا لم يجرم ؟.."
***
ـ " كيف حالك يا دكتور؟"
ابتلع العوادلي ريقه وهو يتأمل العيون الجشعة تتأمله والأنياب الحادة التي تلتمع في ظلام الغرفة على الضوء المتسلل عبر نافذة حجرته..
لم يغادر بيته منذ استيلاء الظلاميون على غرب المدينة.. ظل يراقب المذبحة من وراء النافذة في الظلام.. وينتظر..
حتى فوجئ بتلك الزيارة المفاجئة من نوسام ومعه حشد من الظلاميين.. وقد بدا مظهر الأول المتأنق دائماً متناقضاً مع هيئة الظلاميين الرثة ناهيك عن رائحة الدماء الطازجة التي تفوح مع كل حركة وسكنة..
قال بصوت مبحوح وكأنه يخشى استثارتهم:
ـ " ببـ.. بخير.. هـ.. هل هناك ججـ.. جديد؟"
عقد نوسام ساعديه أمام صدره وقال في حزم :
ـ " أكيد يا دكتور.. دورك لن يتوقف عند الاختباء في بيتك وغلق هاتفك.. لعمري هذا خوف لا مبرر له يا دكتور.. هذا أمر قد دفناه سوياً كما تقولون .."
ـ أنا لست مخـ.. مخـتبئاً .. كما أنني حذر في استعمال وسائل الاتصال .."
ـ " وسائل الاتصال في أيدينا الأن.. يبدو أنك لا تشاهد الأخبار أيضاً.. على العموم كانت فرصة طيبة كي أزورك في بيتك.. ولأخبرك كذلك أنك سترحل فوراً لشرق المدينة؟"
زاغت عيناه بالطبع وجف حلقه.. وهو يتخيل نفسه بين براثن سكان شرق المدينة المتحمسين .. سيحولونه إلى شاورمة جزاء له على
جره لشعبنا الطيب إلى فخ الظلاميين..
ـ " شـشـ.. شرق المدينة!.. كـ.. كيف؟"
ـ " اطمئن يا دكتور الذي يحميك في غرب المدينة من الظلاميين قادر على حمايتك في شرق المدينة من فلول السلطة.."
ـ " صصـ..صحيح.. لكن.. مشكلتي ليست مع السلطة بقدر ما هي مع الشعب الأسمر ذاته.."
ابتسم نوسام في مكر.. وغمز بعينه قائلاً :
ـ " تنسى دائماً أنك واحد من الشعب الأسمر.. وأنك طيب مثلهم ويسهل التغرير بك.. كما غرر بهم .. "
ـ " وما هو دو..دو.. دوري بالضبط.."
ـ " هو دورك منذ البداية يا دكتور.. "
ثم جال ببصره في أرجاء بيت العوادلي تسائل :
ـ " لكن أين واجب الضيافة يا دكتور.. يبدو أنك قد تأثرت بنا لحد بعيد"
وضحك وخلفه تتابعت ضحكات الظلاميين ومن جديد فاحت رائحة الدماء وزهمها.. ارتبك العوادلي وهو يشير لهم كي يجلسوا قائلاً :
ـ " أنا أعـ.. أعرف شرابك يا سيد نوسام.. لحظة .. سأستدعي خادمي كي ... لكن.. بالنسبة للسادة الظلاميين...أأ.."
وصمت متحيراً .. لكن نوسام أنقذه من الحيرة حينما قال برقة :
ـ " لا عليك يا دكتور.. سيشربون الخادم! "
***
" سيل الجرذان الظلامية يجتاح غرب المدينة "
" ألا تفهم .. أنت تقترب منهم .. "
" ليس هذا من شأنك "
" أيها القائد .."
فتح نادر عينيه.. فرأى جلال قد جاء يوقظه وقد حل الظلام..
ـ " هناك سيارة تقترب .. تبدو فاخرة لعلها تابعة لبعض المسئولين غرب المدينة .. "
ونهض معه نادر ليرى القادم ..
كانت اللجان متحفزة بعضهم يحمل أسلحة نارية وبعضهم يحمل أسلحة بيضاء وجنازير وتنعكس على وجوههم المرهقة ظلال النيران التي أوقدوها ...
ـ " أخرج من السيارة ببطء وعرف نفسك.."
انفتح باب السيارة الفاخرة ونزل منها شيخ عجوز يتعثر .. رفع ذراعيه عالياً وتأمل الجمع بوجه ممتقع ..
ـ " أأ ..أنا منكم ..."
عقد نادر حاجبيه متمتماً :
ـ " الدكتور العوادلي .."
تقدم الدكتور العوادلي وهو يلهث من فرط الجهد المضنى الذى بذله منذ هبط من السيارة المكيفة وحتى وصل إلى حشد اللجان الشعبية المترقب ! ثم خر على ركبتيه ممسكاً صدره :
ـ " لـ .. لقد نجوت بـ .. بأعجوبه ..."
اقترب منه نادر قائلاً في اهتمام :
ـ " هل هم قريبون ؟.."
رفع العوادلي طرفه إليه قائلاً بصوته المتقطع :
ـ " إنهم سريعون جداً كادوا يلحقون بي رغم أنهم يعدون على أقدامهم و أنا في سيارتي ..."
صرخ جلال :
ـ " استعدوا ..."
تكهرب الجو وتحول الحشد إلى قنابل تنتظر من ينتزع فتيلها وتنفجر على حين مد نادر كفه للعوادلي ليعتمد عليها قائماً ... ذلك العوادلي المتهالك نجا من أنياب الظلاميين في حين هلك مئات وألوف الشباب اليافع والواعد ..
ـ " أ .. أنا معك يا .. يا سيد .. نادر ...وأضم صو .. صوتي إلى ..
صو .. صوتك .. في مواجهة الظا .. الظلاميين ..."
نظر إليه نادر في ثبات فازدرد ريقه وامتقع وجهه .. قال نادر في برود :
ـ " كنت أحد المنادين بخروج الظلاميين للنور .."
ـ " كـ .. كل الشعب كـ .. كان كذلك .."
ـ " الشعب يتبع من ينظر له.. وكنت أحد المنظرين الكبار المدافعين عن الظلاميين .."
عدل العوادلي من وضع منظاره الطبي وهو يقول مرتبكاً :
ـ " أ .. أسف لـ ..لقد .. غر.. غرر بي.. "
نظرة نارية لمعت في عيني نادر ارتعدت لها فرائص العوادلي قبل أن يصيح نادر منادياً أخيه مدحت .. طبعاً تصور العوادلي أن مدحت هذا يقوم بدور مسرور السياف هنا.. وأنه سيطير رأسه ويضعها في طست بين يدي نادر.. لكنه فوجئ بشاب أخضر العود من أولئك الشباب الذين يلقاهم في الندوات المسمومة.. كان ينظر إليه بانبهار وهو يصيح :
ـ " الدكتور العوادلي شخصياً ... أنا من المعجبين بك جداً .."
حاول العوادلي أن يبتسم لكن نادر قطع عليه ابتسامته وهو يقول لمدحت في صرامه :
ـ " خذ الدكتور العوادلي إلى مكان النساء .. سيكون هناك بأمان .."
ـ " هذا لطف منك .."
قالها العوادلي ثم تأبط ذراع مدحت الذى لم يصدق نفسه .. العوادلي يتأبط ذراعه شخصياً .. وقاده إلى حيث أمره نادر وهو لا يكف عن سكب عبارات المدح والثناء على أذني العجوز... وعاد نادر ليلتحم برجال المقاومة الشعبية المتحفزة وصاح ليسمع المعتلين لأسطح البنايات :
ـ " محسن .. هل ترى شيئاً ..؟"
برز وجه محسن من فوق سطح البناية وبرزت عروق رقبته وهو يهتف :
ـ " يتدفقون عبر الطريق السريع الذى يربط الشرق بالغرب ..."
ـ " أعدادهم ..؟"
بصق محسن في تقزز قبل أن يجيب:
ـ " كالنمل.."
وجاء جلال ومعه مجموعة من رجال السلطة القدامى يحملون بعض قاذفات اللهب وقد اكتست وجوههم بالجدية .
ـ " لا تتدخلوا إلا لو فشلنا نحن في صدهم ساعتها يمكنكم فتح النيران على الجميع ..."
قال جلال وهو يرمق الأفق :
ـ " هل سيغامرون بالهجوم رغم النيران التي أوقدناها ...."
ـ " لن يهاجموا.."
قالها نادر في بساطة فنظروا إليه في دهشة فاستطرد :
ـ " بل نحن من سيهاجم .."
***


عمرو مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-04-16, 12:58 PM   #23

خيااال
 
الصورة الرمزية خيااال

? العضوٌ??? » 360178
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 189
?  نُقآطِيْ » خيااال has a reputation beyond reputeخيااال has a reputation beyond reputeخيااال has a reputation beyond reputeخيااال has a reputation beyond reputeخيااال has a reputation beyond reputeخيااال has a reputation beyond reputeخيااال has a reputation beyond reputeخيااال has a reputation beyond reputeخيااال has a reputation beyond reputeخيااال has a reputation beyond reputeخيااال has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمرو مصطفى مشاهدة المشاركة

أعجبني جداً تفاعلك مع الأحداث وحسن استقابلك للرسائل المشفرة بين السطور
وأنا لا أدعي أنها شفرة معقدة.. لكن هذا يشعر الكاتب أنه لا يخاطب الهواء أو يؤذن في مالطا كما يقولون...
سألت عدة أسئلة يمكنني بسهولة أن أرد عليها بـ.. ليس الآن.. لكن.. حتى لا أثير حنقك
سأجيب بتنزيل بقية الفصول إن شاء الله.. ففيها أجوبة لكل ما سألت والحمد لله..
طريقة تنزيل الفصول البعض يفضلها فصل يومي.. وأنا اتمنى لو كانت القصة كاملة بين أيديكم
والكل يقرأها بالطريقة التي تعجبه..
أخيراً سعدت برأيك ومشاركتك وأرجوا أن تنال بقية الرواية تقديركم.. وتكون عند حسن ظنكم..

تفاعل القراء مع الكتاب يتناسب مع جهد الكاتب في الكتابة وإتقانها
لكن الحياة أحياناً تخالف هذا الأمر الذي يفترض أن يكون بديهياً فتجد التفاعل منصباً أكثر على الكتابات الضحلة بينما لا تحظى الكتابات الجادة بأي تفاعل

هل هذا يعني أن القليل بقي لتنتهي الرواية؟
أشعر أنها قصيرة جداً (لو كان ذلك صحيحاً)
أنا معك في تفضيل نشرها بأسرع ما يمكن
لكن مع منتدى يتمتع بحركة واضحة يومياً، ستفاجأ بأن روايتك ستتأخر عدة صفحات ولن يراها أحد خلال ساعات قصيرة
لذا بنشر فصل بين يوم وآخر يمكنك من رفعها للصفحة الأولى عسى أن تجتذب المزيد من الأنظار

لم أقرأ الفصول الجديدة
سأعود بالتعليق بعد أن أنهيها


خيااال غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 15-04-16, 01:28 PM   #24

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

قرات اول اربع فصول يمكنني القول بانها مميزه ومختلفه نوعا ما
عن ما اعتدت قراته من روايات ..لاحظت انها تحمل بين طياتها رسائل
متنوعه من واقعنا الذي نعيشه .....
وسام مثال الرجل القائد الحامي للحق هو يعرف مخطط الشعب الاصفر
وعلى راسهم نوسام ذو الوجهين والذي ينادي بحريه الظلاميين ومتفق معهم ....يسرم له دور بالأحداث القادمه ....الشعب الظلامي غريب لما ههم هكذا ...
وسام بالتأكيد عند نادر هو الذي دخل عليهم ...استطاع الظلامين الخروج والقضاء على الشعب المخدوع خلف شعارات زائفه اطلقها الشعب الاصفر للتخلص من السلطه والتحكم ببلدهم بحجه المساعده ....
اشكرك على الروايه ...ولي عوده بعد قراءه الباقي من الفصول ...


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
رد مع اقتباس
قديم 15-04-16, 09:58 PM   #25

عمرو مصطفى
 
الصورة الرمزية عمرو مصطفى

? العضوٌ??? » 331198
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » عمرو مصطفى is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيااال مشاهدة المشاركة
تفاعل القراء مع الكتاب يتناسب مع جهد الكاتب في الكتابة وإتقانها
لكن الحياة أحياناً تخالف هذا الأمر الذي يفترض أن يكون بديهياً فتجد التفاعل منصباً أكثر على الكتابات الضحلة بينما لا تحظى الكتابات الجادة بأي تفاعل

هل هذا يعني أن القليل بقي لتنتهي الرواية؟
أشعر أنها قصيرة جداً (لو كان ذلك صحيحاً)
أنا معك في تفضيل نشرها بأسرع ما يمكن
لكن مع منتدى يتمتع بحركة واضحة يومياً، ستفاجأ بأن روايتك ستتأخر عدة صفحات ولن يراها أحد خلال ساعات قصيرة
لذا بنشر فصل بين يوم وآخر يمكنك من رفعها للصفحة الأولى عسى أن تجتذب المزيد من الأنظار

لم أقرأ الفصول الجديدة
سأعود بالتعليق بعد أن أنهيها
القصة ليست قصيرة.. وليست من نوعية القصص الطويلة جداً على طريقة (دان بروان) التي
يسعى لها الكثيرين حالياً.. من باب عقدة الخواجة..
كلامك صحيح بخصوص تنزيل الفصول .. لكن أحياناً لا اتمكن من التنزيل بين يوم وأخر ويحدث تأخير .. فحينما تسنح الفرصة أقوم بتنزيل أكثر من فصل.. حتى يشعر القارئ بنوع من الإشباع..
لكن على العموم سأحاول الأخذ بنصيحتك..
اتمنى لك قرأة ممتعة ومفيدة..


عمرو مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-16, 09:31 AM   #26

عمرو مصطفى
 
الصورة الرمزية عمرو مصطفى

? العضوٌ??? » 331198
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » عمرو مصطفى is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا مشاهدة المشاركة
قرات اول اربع فصول يمكنني القول بانها مميزه ومختلفه نوعا ما
عن ما اعتدت قراته من روايات ..لاحظت انها تحمل بين طياتها رسائل
متنوعه من واقعنا الذي نعيشه .....
وسام مثال الرجل القائد الحامي للحق هو يعرف مخطط الشعب الاصفر
وعلى راسهم نوسام ذو الوجهين والذي ينادي بحريه الظلاميين ومتفق معهم ....يسرم له دور بالأحداث القادمه ....الشعب الظلامي غريب لما ههم هكذا ...
وسام بالتأكيد عند نادر هو الذي دخل عليهم ...استطاع الظلامين الخروج والقضاء على الشعب المخدوع خلف شعارات زائفه اطلقها الشعب الاصفر للتخلص من السلطه والتحكم ببلدهم بحجه المساعده ....
اشكرك على الروايه ...ولي عوده بعد قراءه الباقي من الفصول ...
كلامك صحيح فقط عديني ألا تخبري أحداً..
سعدت بمرورك وبانتظار رأيك النهائي..إن شاء الله..


عمرو مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-16, 09:32 AM   #27

عمرو مصطفى
 
الصورة الرمزية عمرو مصطفى

? العضوٌ??? » 331198
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » عمرو مصطفى is on a distinguished road
افتراضي



(7)

فحيح.. فحيح ..
جحافل الظلاميين تتدفق عبر الطريق السريع كالسيل الجارف ولا صوت يعلو على أصوات الـ..
فحيح.. فحيح..
الظلاميين ليسوا بحاجة لوسائل مواصلات فهم يستطيعون قطع مسافات هائلة سعياً على الأقدام.. لكنهم لا يستطيعون التوقف عن ذلك الـ..
فحيح.. فحيح ..
من بعيد تتبدى معالم الأحياء السكنية لشرق المدينة وقد أحيطت بسور من النيران .. وتوقف الفحيح..
وتوقف الزحف ...
لا شيء سوى أصوات اللهاث ولعق الأصابع و الشفاه...
ثم صرخ يسرم :
ـ " لااااااه.. كان المفترض أن يستسلموا مثل الأخرين ..."
وقفز عشرة فوق بعضهم البعض صانعين برجاً ووثب يسرم ليعتليهم كلهم كي يتمكن من إلقاء نظرة أشمل على الموقف.. فبدا الأمر أشبه بفقرة في سيرك..
ـ " سنحاصرهم حتى تخمد النيران أو تسقط عليها الأمطار .."
ثم عاد إلى الأرض فأحاط به جيش الخفافيش الظلامية منصتين :
ـ " تدبروا أمركم عن طريق قنص بعض الحيوانات إلى أن يستسلم المحاصرون..."
هنا شق الهواء شيء ما يتصاعد منه الدخان .. زجاجة تم حشر خرقه مشتعلة في فوهتها ... وأخذت العيون الواسعة تراقب الزجاجة الطائرة في عدم فهم حتى سقطت بينهم ودوى الانفجار ... عندئذ أدركت الكائنات ماهيه تلك الزجاجة وهي تصرخ وتقفز مبتعدة عن دائرة النيران .. هناك ثلاثة منهم تحولوا إلى زهرة نارية تتلوى من فرط الألم....
وكان أول الغيث قطر مثلما يقولون .. عشرات الزجاجات تطير في الهواء وتهوى على الأجساد الظلامية .
ـ " تراجعوا ..."
يتصاعد فحيح النيران.. وفحيح الآلام ..
عشرات الانفجارات تدوى وجحافل الظلاميين تتراجع بعد أن سيطر عليها الرعب وقاد زمامها الخوف الجبلي من النيران ..
كانت فرقة رماة الزجاجات الحارقة هي إحدى الفرق الخاصة التي أعدها نادر بالاستعانة بالبلطجي التائب سمكة .. تم صنع مئات الزجاجات المتفجرة لتكون طليعة الهجوم على الظلاميين .. وهكذا تحول المحاصرين إلى مهاجمين وصار من يحاصرونهم فارين تحت وطأة نيران الزجاجات الحارقة ..
وصرخ محسن من فوق سطح البناية التي صارت برج مراقبة :
ـ " إنهم يتراجعون .. يتراجعون .."
وارتج المكان بالتكبير والتهليل ... وبرقت عينا نادر وهو يهمس لجلال :
ـ " أبلغ سمكة ألا يتوقف عن مطاردتهم بالدراجات النارية والزجاجات الحارقة .. "
وتلقى سمكة مكالمة جلال وهو يلقي زجاجة أخيرة ناحية حشد من الكائنات الفارة قبل أن يدهس ثلاثة أخرين تحت إطارات الدراجة النارية ....
وصاح في مجموعته أن استمروا في مطاردة الشياطين ...
ـ " مجموعة تطلق الزجاجات ومجموعة تطلق الخرطوش ..."
هنا أخرج بعضهم بنادق الخرطوش التي حصلوا عليها من مراكز السلطة إبان الفوضى التي سبقت خروج الظلاميين.. واليوم يحملونها تحت سمع وبصر فلول رجال السلطة.. و بتوجيههم .. كم تتبدل الأمور..
صوبوا البنادق تجاه الجحافل الفارة على أضواء كشافات الدراجات النارية ، وتصاعدت صرخات الكائنات الظلامية وكرات البلي الحارقة تمزق لحومهم ... هنا فوجئ أحد راكبي الدراجات بمن يثب عليه من خلف فأطلق سبه وأسنان الظلامي تنشب في عنقه .. هناك من توارى في الظلام وطوق راكبي الدراجات.
ـ " تباً ..لقد نالوا مني .."
ـ " أصمد يا وزة .."
قالها سمكة وهو يصوب خرطوشه ناحية الكائن الذى تعلق بالسيد وزة والذى انتابته حالة من الهياج وهو يحاول انتزاع الكائن من وراء ظهره لكن الأخير غرس أنيابه في عنقه كالكلابات..
ودوت طلقة.. وتبعتها طلقات...
وتهاوى الكائن ووزة يصرخ في رفاقه :
ـ " ستقتلونني معه يا حمقى .."
ـ " هل أنت بخير يا وزة ..؟"
تحسس وزة عنقه وهو يسحب زجاجة مولوتوف من جراب خلفه على الدراجة :
ـ " لقد سحب مني لتر دم كامل ..."
وأشعل زجاجة حارقة وألقاها بغل ناحية فلول الفارين الذين تفرقوا على جانبي الطريق السريع الذى افترش بالجثث التي اشتعلت بها النيران واخترقها الخرطوش ... مشهد مروع لم يخطر حتى على بال هؤلاء الذين كانوا يوماً ما بلطجية ..ورفع سمكة هاتفه وطلب جلال :
ـ " ريس جلال ..."
ـ " الضابط جلال..."
بصق سمكة بصوت مسموع قبل أن يقول :
ـ " لا مؤاخذة يا جلال باشا... الفئران تبتعد بشكل كافي ..."
لحظات من الصمت ثم جاء صوت جلال عبر الهاتف يأمره بأن يتوقف عن مطاردة الظلاميين .. لكن يظل يحوم حول المكان ليتأكد من عدم تجمعهم مرة أخرى ..
هنا صرخ وزة في جزع :
ـ" أريد نقل دم بسرعة .. سأموت يا حمقى .."
زجره سمكة قائلاً :
ـ " اخرس يا وزة .. ليعطيه أحدكم لفافة حشيش كي يخرس قليلاً .."
تردد صوت جلال منزعجاً عبر الهاتف :
ـ "حشيش ..! هذا مخالف للقانون يا سمكة .. الويل لك ...!"
ـ " أي حشيش يا باشا .. أنا أقول أعطوه (بقشيييش!!).. "

***

المكان هنا لا يطاق ...
هاته النسوة لا يعرفن التقاليد الراقية ولا يتعاملن كنساء الطبقات الراقية ... بالنسبة إلى العوادلي الذى تربي ونشأ في مجتمع بني الأصفر هؤلاء النسوة أقرب للرجال منهم للنساء ... لذا فقد قرر أن يجلس بينهم ولا ينطق بحرف مع بعض هز الرأس بين الحين والحين حتى لا يتهم بقلة الذوق .. لقد تصور في البداية أن نادر قد أحسن ضيافته ورفق به بإلحاقه بالنساء ثم تأكد لديه أن هذه أشنع عقوبة لم يتخيلها وهو يقطع المسافة من غرب المدينة إلى شرقها ...
ـ " لماذا لا تدخل معنا في الحديث يا دكتور .؟"
قالتها والدة نادر على طريقة النساء (العشريات) كما يقال عندنا فأجفل العوادلي واصفر وجهه ... ماذا يقول لهاته النسوة الرجال .. أبعد الجلوس مع صفوة المجتمع وأكابر الرؤساء والزعماء يجلسه نادر مع هؤلاء الساحرات الشريرات ..
ـ " ما .. ماذا أقول بالـ .. بالضبط .."
(مصمصت) إحدى النساء بشفتيها قبل أن تقول مشفقة :
ـ " لماذا يتتعتع يبدو أنه ممسوس يا أم نادر ... تعال يا (ضنايا) لأرقيك.."
وقامت إليه فذهل العوادلي وهو يتأمل حجمها عاجزاً عن النطق .. من الأحمق الذي أيقظ ذلك الديناصور الأنثوي.. وتصور للحظة أنها ستجلس على أنفاسه وينتهى أمره للأبد .. لقد فعلها فيه نادر ..
ـ " لـ .. لحظة يا (مسز)...."
ـ " (مسز) !!!"
قالتها كأنها تلقت إهانة جارحة.. وبدا للعوادلي لحظة أنها ازدادت انتفاخاً وأنها موشكة على الانفجار في وجهه.. العوادلي لم يفهم طبعاً أنها ظنت به الظنون لأن وقع كلمة (مسز) على أذنها قريبة من كلمة ( مزة ) والتي يستعملها الرعاع للتعبير عن الجمال الأنثوي.. وطبعاً انهالت على رأسه باللعنات والاتهامات بأنه رجل (عجوز وناقص) الخ ...
هنا دوى صوت هاتفه المحمول لينقذه من الكارثة التي تورط فيها.. انتحى جانباً ورفع الهاتف إلى أذنيه متجاهلاً سيل السباب المنتقى..
ـ " ألو... سيد نوسام .."
جائه صوت نوسام بنبرة لا تخلو من القلق :
ـ " تأخرت جداً يا دكتور .. ولم تتصل حسب الموعد .."
ـ " سامحني يا سيد نوسام .. أنا هنا في سيرك حقيقي .."
ـ " المهم يا دكتور ... ما هو الوضع لديك ؟..."
ـ " الوضع فريد من نوعه .. الشعب هنا في شرق المدينة متحمس جداً للمواجهة ... ملتف حول قيادته .. و ..."
جائه صوت نوسام محنقاً :
ـ " كفى شعراً... أريد أن أعرف مصير يسرم الأحمق ورجاله الظلاميين ..."
ـ " الحقيقة أنا هنا جالس مع بعض النسوة لطيفي المعشر وبعيد عن ميدان الحدث.."
كان يتكلم في خفوت .. لكن نوسام كان ثائراً ..
ـ " جالس مع بعض النسوة ... هل أرسلتك لشرق المدينة كي تجلس مع بعض النسوة يا دكتور ... ألم تشبع من مجالسة النساء في محافلنا بالخارج .."
رمق العوادلي رفقة النساء وأزدرد لعابه قائلاً :
ـ " لا تذهب .. بـ .. بعيداً يا سيد نوسام أنا شبه محتجز هنا .."
ـ " هل كشف أمرك .؟"
ـ " إنه لا يطيق رؤية ظلي .. لأنه لم ينس دعاياتي السابقة المؤيدة للظلاميين.
ـ " هذا لا شيء .. تحرك يا دكتور وكن مفيداً ...."
هنا دوى صوت التهليل والتكبير من الخارج وانتفضت بعض النسوة وفزعن إلى النوافذ وعدن بالتهليل والتكبير والزغاريد..
واضح أن الكفة تميل لرجال شرق المدينة.. وعاد العوادلي إلى نوسام الذى سأله بانزعاج عن سر الأصوات لديه...
ـ " إنهم يتقدمون على الظلاميين .. ألم أقل لك أنهم متحمسون ..."
ـ " أريد منك وصفاً دقيقاً لدفاعاتهم يا دكتور.. تحرك فشعبنا لا يطعم الكسالى ."
ـ " سـ .. سأفعل ..."
هنا سمع الصوت الحازم من خلفه يتساءل :
ـ " ستفعل ماذا يا دكتور ؟"
استدار وقلبه يخفق ليرى نادر و بجواره جلال ومعه عدد من رجال شعبنا يتأملونه في شك.. متى دخلوا؟
خر على ركبتيه عند قدمي نادر ورفع كفه مستجدياً :
ـ " سأفعل كل ما.. ما تريده مني .. فـ.. فقط لا تتركني مع هؤلاء النسوة.."
نظر إليه نادر ملياً ثم التفت للنساء متسائلاً :
ـ " ماذا فعلتم بالرجل؟"

***

أخيراً توقفت الكتل الظلامية الفارة ... صوت اللهاث الغاضب ورائحة اللحم المشوي تفعم الأنوف الحساسة وتثير في نفوسهم الرعب والفزع من عدوتهم اللدود .. النار .. وهتف يسرم وهو يرفع عقيرته إلى السماء :
ـ " من جديد تعود التنانين النارية ...."
وتحسس ظهره في ألم مستطرداً :
ـ " بعد أن ظننا أنها توارت إلى الأبد ..."
صرح أحدهم وهو يطفئ النار التي اشتعلت بكاحله بضربها بالأرض عدة مرات :
ـ " لقد صار الشعب كله تنانين نارية.. أي جحيم ألقيتنا فيه يا رجل"
التفت يسرم في ثورة إلى المتكلم فانكمش في مكانه والدخان الأسود كريه الرائحة يتصاعد من كاحله..
ـ " لماذا لم يصل الدعم من السيد نوسام .؟"
هكذا تساءل ظلامي أخر احترق نصف وجهه وذابت معالمه وبقى نصفه الأخر متحمساً للكلام... لكن قبضة يسرم أطبقت على عنقه وجعلته يبتلع لسانه..
ـ " يسرم ليس بحاجة إلى أحد... لقد صرنا ملوكاً على هذا الشعب ... ولن يعود الزمن للوراء .. لقد ولى عهد السلطة وتنانين النار .... وجاء عهد الظلاميين .."
قال أخر قد احترق شعر رأسه بالكامل وبدا رأسه مثل ثمرة القلقاس :
ـ " وما هي الخطة التي سنقتحم بها النيران يا يسرم ؟.."
لعق يسرم شفتيه ولمعت عيناه في جشع ..
ـ " لن نحاصرهم .. سنقلد أعدائنا ونباغتهم بالهجوم .."
ـ " والنيران التي تحيط بهم .؟."
تشمم يسرم الهواء كأنما هو ذئب يبحث عن فريسه .. ودارت عينيه في المكان بحثاً عن شيء ما ... كان الطريق السريع ممتد إلى ما لا نهاية لكن يوجد مبنى على مسافة قريبة من تلك المباني التي يضعها شعب السطح على امتداد الطريق السريع لتمد سياراتهم بذلك السائل النفاذ .. محطة وقود هناك قابعة في الظلام وقد فر عامليها أو ماتوا .. لكن ليس هذا هو المهم .. المهم هو تلك الحافلة الواقفة بجوار المحطة .. حافلة ضخمة خالية من الركاب .. ولعق يسرم كفيه متمتماً :
ـ " حلمت يوماً وأنا طفل بركوب حافلة مثل تلك...."
ثم التفت إلى الكائنات المترقبة صارخاً :
ـ " الملوك لا يهاجمون على الأقدام يا سادة الظلام ..."
لم يكن يسرم ولا أحد من الظلاميين يجيد قيادة مثل تلك الحافلات .. لكن القرد قد يكتب يوماً شعراً لو مكنته من ألة كاتبة كما يدعي بعضهم... وهكذا اندفعت الحافلة للوراء أولاً فاصطدمت بجدار المحطة .. وتصايحت كائنات الظلام المتكدسة بالداخل وما زال بعضهم بالخارج يحاول الولوج فبرز وجه يسرم من النافذة المجاورة لمقعد القيادة وهتف :
ـ " لن نركب جميعاً يا حمقى .. كفوا عن العبث واتبعوا يسرم على الأقدام .."
واندفعت الحافلة وورائها جحافل الكائنات الظلامية التي لم تجد لها مكاناً وكان مشهداً فريداً من نوعه ....
ومن بعيد لمح سمكة وشركاه وهم على الدراجات النارية المشهد من بعيد..
ـ" ما هذا بالضبط ؟.."
قالها وزة وهو يحاول إشعال سيجارة وزجاجة مولوتوف في نفس
الوقت :
ـ " أحد عاثري الحظ .. قرر أن يمر الأن من الطريق السريع ... ليجد الهول ذاته يطارده ."
حشى سمكة سلاحه بالخرطوش قائلاً :
ـ " لقد عملت أعمالاً طيبة أكثر مما تحتمل أعصابي .. لكن لابأس لنضيف إليها عملاً أخر .."
قالها ثم انطلق على دراجته وخلفه بقية الفريق ... كان أملهم إنقاذ سائق الحافلة ومن معه ... كان أملهم أن يمنعوا كائنات الظلام من الوصول إليه .. فانقسموا إلى فريقين ميمنة وميسرة كي يتفرقوا على جانبي الحافلة كي يسهل التعامل مع الكائنات المطاردة للحافلة بحسب ما يظنون.. ومع ظلمة الليل لم يلحظ أحدهم ماهية قائد الحافلة الذى اقترب منهم وهو يضغط على أسنانه الحادة وعلى دواسة الوقود أكثر لتندفع الحافلة بسرعة أكبر ..
وتمتم في نشوة :
ـ " حلم الطفولة يتحقق ..."
وعلى مسافة قريبة من الدراجات البخارية القادمة من الاتجاه المعاكس أدار يسرم المقود ..
وكان الصدام مروعاً... وصوت تهشم الدراجات والعظام بشعاً من تحت إطارات الحافلة الضخمة ... سمكة كان من المحظوظين فقد زحف بدراجته بعيداً عن إطارات الحافلة عدة أمتار وهو يسب قائد الحافلة الأحمق ويترحم على رفاقه الذين تحولوا لعجين .. وحينما اعتدل من سقطته وكل عظمه في جسده تئن والرضوض والخدوش و السحجات رسمت لوحة سرياليه على جسده .. ساعتها أدرك أنه لم يكن محظوظاً .. كان هناك عشرات العيون المتسعة تتطلع إليه في جشع ... وكان الموت تحت عجلات الحافلة بالنسبة له أرحم من الموت بأسنان الظلاميين ....

***


عمرو مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-16, 07:45 PM   #28

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

modyblue غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-04-16, 09:26 AM   #29

عمرو مصطفى
 
الصورة الرمزية عمرو مصطفى

? العضوٌ??? » 331198
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » عمرو مصطفى is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
:ts_012::ts_012: موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
بارك الله فيك.. وأحسن إليك..

خالص الشكر والتقدير.. لرأيكم.. ولصبركم على المتابعة...


عمرو مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-04-16, 07:49 PM   #30

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

انهيت الفصل الخامس والسادس اولا اشكرك على التزامك بانزال الفصول
مشوقه الاحداث حبيت الروايه جدا ...
نادر اظن انه يعمل باوامر من القائد سلام على ما اظن اسمه ...من الجيد
ما يقوم به من امساك زمام الامور ...يسرم خبيث جدا هو وجماعته ولكن العواذالي هل سينجح بما اتى له بخيانته شعبه انه شخص سيئ يخون من اجل مصلحته .... امر رائع وقوف الجميع صف واحد ....هاقد اقتربت المعركه


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:00 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.