آخر 10 مشاركات
402 - خذ الماضي وأرحل - مارغريت مايو (الكاتـب : عنووود - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          عروس للقبطان - كاى دايفز - ع.ق (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-05-16, 07:07 AM   #51

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل ال11....يعني الفكره الظلاميين الان وضحت لنا وانها خطه منذ عقود وكانت فكره لفريمان من الشعب الاصفر خطط ونفذ وقتل على يد انبلا الذي كان الاساس للظلامين وكما تدين تدان قتل على يد ابنائه ...
واكمل الشعب حياته ونسو ما حدث وان ما يحدث الان ما هو الا مواصله
للماضي بطريقه اخرى ...النسيان نقمه في هكذا امور .
شكرا لك على الفصل والالتزام .بالتوفيق


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
رد مع اقتباس
قديم 03-05-16, 09:35 AM   #52

عمرو مصطفى
 
الصورة الرمزية عمرو مصطفى

? العضوٌ??? » 331198
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » عمرو مصطفى is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا مشاهدة المشاركة
الفصل ال11....يعني الفكره الظلاميين الان وضحت لنا وانها خطه منذ عقود وكانت فكره لفريمان من الشعب الاصفر خطط ونفذ وقتل على يد انبلا الذي كان الاساس للظلامين وكما تدين تدان قتل على يد ابنائه ...
واكمل الشعب حياته ونسو ما حدث وان ما يحدث الان ما هو الا مواصله
للماضي بطريقه اخرى ...النسيان نقمه في هكذا امور .
شكرا لك على الفصل والالتزام .بالتوفيق
تلخيص جيد .. أخشى أن يغني القراء في المستقبل عن قراءة الفصول ويكتفون بتلخيصك!!..
بوركت...


عمرو مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-16, 09:16 AM   #53

عمرو مصطفى
 
الصورة الرمزية عمرو مصطفى

? العضوٌ??? » 331198
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » عمرو مصطفى is on a distinguished road
افتراضي


(12)


أغلق نوسام عينيه محاولاً التركيز..
و تبادل رجال الفريق ب النظرات المترقبة.. لابد من عمل شيء.. الأمور تتفلت مرة أخرى.. ورسالة شعبنا واضحة.. تخلوا عن الظلاميين.. أو نكشف للعالم حقيقتكم ..
ـ " صلوني بدشرم .."
طلب ب ـ 2 رقماً .. ثم تناول نوسام السماعة .. كان هناك صخب شديد عبر الهاتف نظراً لجو الاعتصام في قاع المدينة .. وطلب نوسام من دشرم أن يهدئ الجموع حتى يستطيع التحدث ...
ـ " الأمر خطير يا دشرم .. عما قريب لن نستطيع دعمكم .."
ـ " إذن فقد ضعنا .. ضعنا .."
ـ " ليس بعد .. هناك دائماً حل بديل .. أنتم تملكون قاع المدينة وتحيط بكم وكالات الإعلام تحت سمع وبصر العالم .. أعلنوا دولتكم الخاصة وسنعترف بها ومن وراءنا العالم كله سيعترف بكم .."
ـ " ولو قرروا مداهمتنا ..."
ـ " سنتدخل قطعاً لدعم حقوق المعارضة.."

***

كان السيد الأعظم للشعب الأصفر ينتظر على الهاتف..
دخان الغضب يتصاعد من منخاريه مثل تنانين الأساطير.. والحقيقة أن نادر كان ينتظر تلك المكالمة بفارغ الصبر لكنه كان يتعمد إذلال ذلك الوغد المتعجرف الذي حسب نفسه مرشداً وملهماً للعالم أجمع... وحينما قرر أخيراً أن يرد على مكالمته وجد المسئول الأكبر عن شعب بني الأصفر واضحاً جداً.. لا يملك وقت للمراوغات السياسية.. لقد نضج لحمه على نار الانتظار.. طلب منه مباشرة وقف المهزلة التي تحدث .. وتسليم الشعب الأصفر كل المستندات الموثقة التي تثبت أن ثمة علاقة بينهم وبين الظلاميين وفي المقابل الدعم الكامل لنادر من الشعب الأصفر.... ورد نادر الرد الذى ظل يحفظه لفترة طويلة .. وينتظر بفارغ الصبر اللحظة المناسبة لقوله..
ـ " شعبنا لا يقبل أي تدخل في الشأن الداخلي .. الوثائق والمستندات سيتم نشرها على الملأ في محاكمة شعوبية.."
ـ " أنتم لا تعرفون حقيقة ما تواجهون.."
ـ " ولا أنتم..."
وانتهت المكالمة .. لكن نادر اشتم رائحة الشياط المنبعثة من محدثه عبر الأثير ..
قال له جلال :
ـ " سيجن جنونهم.."
ـ " لذا علينا أن نحتاط جيداً للخطوة التالية.."
ـ " ماذا تتوقع؟ "
ـ " علينا أن ننتظر أولاً لعبة الخصم.. وبناء عليها سنتحرك "
ولم يمض وقت طويل حتى طلبت سلطة الشعب الأصفر رسمياً عودة رجلها نوسام إلى الوطن وإنهاء مهمته الرسمية..
وكان هذا القرار في ظاهره إعلان هزيمة لنوسام.. لكن نادر لم يفرح بهذا الخبر.. وطلب من جلال أن يكون يقظاً هو ورجاله كما لم يكونوا من قبل!..

***

حينما ركب نوسام طائرة العودة كان قد ترك خلفه ثلاث مهام للثلاثي الأثير لديه .. الفريق ب ..
فريق الضباع ..
فبينما هو يربط حزام مقعده .. توجه ب ـ 1 إلى شرق المدينة .. لتصفية يسرم ..
و ب ـ 2 إلى منزل السيد سليمان لتصفيته .. أما ب ـ 3 فكان الشرف والمجد من نصيبه سيتولى طعن الشعب الأسمر في قلبه النابض ..
نادر ..

***

وحينما أقلعت طائرة نوسام وهو يمنى نفسه بالنتائج الطيبة كان رجله ب ـ 1 يمارس دور السائح المبهور بشرق المدينة .. وإلى جواره كان المعلم فوزي صاحب المقهى يمارس دور مرشده السياحي .. كان قد توقف به أمام صنبور ماء علاه الصدأ وبدأ يتكلم بحماسة :
ـ " هذا صنبور الحاج حنفي .. من الأثار المهمة التي يقصدها السائحون من كل بقاع العالم للشرب من مياهه العذبة .. هل تحب أن تشرب؟"
ازدرد ب -1 لعابه بصعوبه وهو يتأمل الصنبور الصدئ قائلاً :
ـ " يكفيني أن ألتقط له بعض الصور .. "
ـ " الصورة بعشرة ترللي أخضر فقط يا خواجة .."
وهكذا وقف ب-1 بجوار الصنبور وهو يشير بإبهامه للكاميرا التي أعطاها للمعلم فوزي كي يلتقط له بعض الصور التذكارية..
ـ " هل يمكنني مشاهدة المكان الذي حدثت فيه المواجهة الكبرى مع الظلاميين؟"
فتل المعلم فوزي شاربه في فخر وانتشاء ثم أشار له كي يتبعه قائلاً :
ـ " لكن زيارة هذا الأثر وحده بخمسين ترللي أخضر.."
ـ " لا بأس يا معلم (فزوي ).."
ـ " فوزي يا خواجة.."
وهكذا أمضى ب-1 يومه في التسكع والتقاط الصور هنا وهناك وعينه المدربة تدرس كل شبر من الأرض .. صحيح أن المعلم فوزي سلبه كل المال الذي معه لكنه كان يعرف أنه قريب جداً من هدفه ..
ـ " هذه ماسورة الصرف الصحي التي تسلقها الظلامي الملعون إياه.. الصورة هنا بمئة ترللي أخضر.."
وضع ب-1 يده في جيب سرواله ثم تنهد قائلاً :
ـ " الحقيقة لم يعد هناك المزيد .."
قال المعلم فوزي بتلقائية وهو يشير للساعة التي يرتديها ب-1:
ـ " كم تساوي ساعة اليد هذه ؟"
نظر ب-1 لساعته في جزع ثم رفع طرفه للمعلم فوزي قائلاً بذعر:
ـ " إنها تساوي ألف ترللي وحدها أيها الجشع .."
ـ " إذن يمكنك التقاط عشر صور لماسورة الصرف الأثرية .."
ـ " إذن خذ الساعة أيها الجشع واصطحبن للسطح ..."
على سطح البناية التي تسلقها يسرم يوماً ما وقف ب-1 يلتقط بعض الصور وقد ارتدى جلباب المعلم فوزي وإلى جواره كان الأخير قد حشر نفسه حشراً في ثياب الأول وحاول عبثاً بوجه محتقن غلق أزرار السراويل القصير لكن كرشه ظل عائقاً أمام تحقيق آماله ..
كان ب-1 يسبح تقريباً في ثياب المعلم فوزي وهو يتحرك يمنة ويسرة لالتقاط الصور :
ـ " هل أنت مرتاح الضمير يا معلم (فزوي) بتلك المقايضة؟"
شهق المعلم فوزي وتمعر وجهه صائحاً :
ـ " هذا جلباب أثري ورثته عن جد جد جد جدي.. أحمد الله أنني وافقتك على مبادلته بتلك (الهلاهيل)!"
ـ " أنت جشع .. ليست هذه أخلاق أولاد البلد..."
هنا لمح ب ـ 1 سمكة قادماً فتهلل وجهه :
ـ " مستر سمكة تعال انقذني أرجوك ..."
غمز سمكة للمعلم فوزي كي ينسحب ثم التفت إلى ب-1 :
ـ " الحمد لله أنني وصلت في الوقت المناسب.. لقد وقعت في يد من لا يرحم.."
ثم مال عليه هامساً بلهجة خطرة :
ـ " لقد خاطرت بنفسك حينما ولجت في شرق المدينة بدون تنسيق سابق معي"
تشبث ب-1 بساعده متوسلاً :
ـ " لاعليك يا مستر سمكة.. لم يعد هناك وقت.. هل يمكنني الاعتماد عليك؟.. "
شمر سمكة عن ساعديه وهو يقول بلهجة جادة :
ـ " جئت من أجل رأس الظلامي؟.."
ابتسم ب ـ1 في افتعال ورتب على عاتق سمكه قائلاً :
ـ " أنت رجل لماح يا مستر سمكة.. اعتقد أننا سنصل لاتفاق.. هه؟"
رفع سمكه حاجبه الأيمن قائلاً :
ـ " كم ستدفعون؟ "
ـ " ألم يكفيك ما حصلت عليه من مال سابق.. دون أن تحقق لنا شيئاً على أرض الواقع. "
ـ " أنا عند كلمتي.. ولم أحدد لكم الوقت الذي سأنفذ فيه ما طلبتموه.."
أحمر وجه ب ـ1 وهو يصيح :
ـ " أنت مخادع إذن.. لقد خدعتنا جميعاً "
ـ " وأنت تخلط الشغل.. لا علاقة بين المقاولة التي تعاقدنا عليها سابقاً.. وبين المقاولة الجديدة.. "
فكر ب ـ1.. عليه أن يجاريه.. بالنسبة إليه كان سمكة لا يعدو كونه نصاباً يلعب على كل الحبال.. قال له بغيظ :
ـ " المال بعد أن أصل للظلامي .."
ـ " وما الضامن ؟.. "
تحسس ب-1 رقبته قائلاً :
ـ " رقبتي تحت رحمتك .. "
هرش سمكة في قفاه مفكراً .. ثم قال بعد برهة :
ـ " كنت أعتقد أن رقبة ذلك الظلامي تساوي أكثر .. لكن حالياً يمكنني أن أقنع برقبتك .."
وفي لحظة خاطفة حال بينهما جيش من رجال السلطة المتحمسين أحاطوا بالضبع ب -1.. طرحوه أرضاً وكبلوا حركته تماماً وهو بعد لم يفق من الصدمة .. ثم حمل حملاً خارج المبنى ليجد حشد حاشد من أبناء شعبنا جاءوا ليشيعوه باللعنات .. ميز وجوه عديدة مألوفة .. من وجه جلال رجل السلطة الأول.. إلى المعلم فوزي إلى.. سمكة..
سمكة الذي اكتشف لأول مرة أنه ليس مجرد نصاب يبيع أي شيء مقابل المال..
ثم صمت أذنيه أصوات عواء جماعي حاد .. ظن في البداية أنها أصوات أبواق سيارات السلطة .. ثم تبين له أنها زغاريد تعبر عن شدة الفرحة على طريقة نساء شعبنا ..
كان يوماً مشهوداً من أيام شعبنا..

***

وبينما نوسام يتمطى متململاً في مقعده بالطائرة وهو يرمق السحاب عبر زجاج الطائرة.. كان رجله ب ـ 2 على وشك فقدان عقله .. لقد ظن أنه أطلق الرصاص من مسدسه الكاتم على أكثر من ثلاثة سليمان حتى الأن .. لقد اكتشف اكتشافاً مهماً المنزل مسكون بالأشباح..!
أشباح كلها تشبه السيد سليمان!.. تباً ....!
هناك من يعبث به .. وعليه أن يوفر ذخيرته لـ ... لكن صفعة عاتية هوت على قفاه أطارت من عقله كل ما تعلمه من فنون الاغتيالات .. استدار ضاغطاً على أسنانه و الزناد فعبرت رصاصاته الفراغ .. لقد تلقى صفعة من شبح .. ومرقت الرصاصات من إحدى النوافذ محطمة الزجاج بدوي مكتوم .. ثم أصدر مسدسه التكة المميزة التي تعنى أنه بحاجة إلى تلقيم .. ولم يكن هذا هو الوقت المناسب أبداً لهذا المقلب .. فمهما بلغت سرعته في تلقيم مسدسه فلن تبلغ سرعه السيد سليمان الذى طرحه أرضاً وبرك فوقه مثبتاً إياه وهمس في أذنه بحقد :
ـ " أنا لم أتمكن من إكمال عشائي بسببك أيها الحيوان .. هذا يبرر غضبى منك بالطبع .."
الضربة التالية لم يتمكن ب ـ 2 من معرفة مصدرها هل هي قبضة خصمه أم ركبته أم رأسه .. المهم أن الكهرباء انقطعت فجأة في عقله وساد الظلام من حوله ولم يعد يعبأ بأي شيء بعدها .. فما ألذ الغيبوبة في تلك الأوقات..

***

لكن ب ـ 3 كان قد أعد خطة عبقرية للتسلل إلى مقر المسئول الأول ..
هناك معلومة مهمة لدى الضبع الثالث متعلقة بهذا الشعب وهو اعتقادهم أن رجال الشعب الأصفر أحلى من نسائهم ..
وبما أن مسألة الشذوذ مستبعدة ههنا فكان على ب ـ3 أن يجري عملية تحول ظاهري.. بالفعل كانت التجربة فريدة من نوعها .. النظرات الحيوانية التي ظلت تطارده وهو في طريقه لمقر المسئول الأكبر لشعبنا جعلته يكتشف جانب جديد من مواهبة كان مخفياً عنه..
الأن هو صحفية تابعة لمجلة عالمية تدعى هيلين باركر .. جاءت لتسجيل حوار صحفي مع المسئول الأكبر عن شعبنا ..
وبعد أن استطاع النفاذ عبر رجال الحراسة المنتشرة والتوغل في قلب مقر المسئول الأول .. وجد نفسه يتحرك وحيداً في ممر طويل مفروش بالسجاد الأحمر يفضي إلى باب ضخم مزدان بالنقوش الذهبية .. ابتلع ريقه وقال لنفسه : لا يفصلك عن قلب هذا الشعب سوى هذا الباب التحفة.
حينما صار على بعد متر من الباب انفتح تلقائياً .. ثم برز من وراءه جلال وعلى جانبيه رجلين من رجال السلطة .. ابتسم الضبع ابتسامة
فاتنة جعلت شفتي جلال ترتعشان .. هيلين تؤدي عملها بنجاح ..
ـ " دقائق قليلة وتقابلين فخامة السيد المسئول الأكبر .."
ثم تنحنح مرتبكاً وهو يشير للضبع بكفه ناحية الباب :
ـ " فقط هناك إجراء أخير .."
حاول ب ـ 3 أن يكظم غيظه .. قال بصوته الذي صار رفيعاً رقيقاً وهو يلوح بأصابعه بحركة عابثة :
ـ " بكل سرور.."
هنا تنحى جلال جانبا وبرز من خلفة مجموعة من النساء المتشحين بالسواد .. لم ير ب ـ 3 فريق أمني بهذا الشكل من قبل .. لقد احتاج إلى عدة ثوان حتى يدرك أن هؤلاء المتشحات بالسواد هم مجموعة منتقاة من نساء شعبنا الأسمر .. وابتسم جلال في رقة موضحاً :
ـ " مجرد تفتيش ذاتي بسيط .. كوني متعاونة مع أخواتك .."
ـ "أوبس!!"
وفي لحظة وجد الضبع الثالث نفسه داخل غرفة جانبية محاط بحشد النسوة الذين رمقوه بنظرات تقذف الشرر وقد صنعوا حوله دائرة ..
ـ " ماذا بك أيتها الشابة ؟"
ـ " مسكينة تبدو مضطربة .. لا تخافين .."
كانت الكلمات تصدر من النسوة دون أي انفعال يذكر على الملامح ..
ملامح جامدة ونظرات ميتة ..
ـ " أخلعي أيتها الشابة .. لا داعي للخجل ههنا .."
لم يشعر ب ـ 3 بمثل هذا الرعب من قبل .. الضبع لا يملك قلباً يرتجف ولا مشاعر .. فما الذي جرى له ؟ لقد صار أنثوياً أكثر من اللازم وحان الوقت كي يفعل شيئاً ليخرج من تلك الورطة القاتلة..
لكنه كان لا يدرك طبيعة ما يواجه ؟
بعد أن نزعوا شعره المستعار وأشياء أخرى لا داعي لذكرها جاء دورالقباقيب لترتفع إلى عنان السماء .. ومع صيحة البدء انهالت عليه القباقيب الخشبية ..
ظل يصرخ حتى تدخل جلال ورجاله وأحاطوا معصميه بالأغلال .. لكنه وجد الوقت ليقول شيئاً ممزوجاً بالدماء :
ـ " يا إلهي .. لقد استدرجوني ..!"
فهمها الأحمق متأخراً جداً .. ورفع جلال جهاز اللاسلكي إلى فيه وأخبر القائد أن العملية (صيد الضباع ) قد تمت بنجاح ... وانتفض نوسام في مقعده وقد أيقظه إعلان الطيار دخول الطائرة المجال الجوي لوطنه .. وابتسم نادر مغمضاً عينيه في ارتياح بعد أن اطمئن.. لقد رحل نوسام وسقط فريقه ولم يعد هناك سوى خطوة واحدة ..

***


عمرو مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-16, 12:44 PM   #54

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

لي عوده بتعليق بعد قراءه الفصل

انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
رد مع اقتباس
قديم 04-05-16, 01:33 PM   #55

عمرو مصطفى
 
الصورة الرمزية عمرو مصطفى

? العضوٌ??? » 331198
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » عمرو مصطفى is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا مشاهدة المشاركة
لي عوده بتعليق بعد قراءه الفصل
تقديري البالغ لمتابعة حضرتك...


عمرو مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-16, 06:33 PM   #56

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

الله فصل جميييل والله نادر ورجاله طلعو اذكياء جدا واستدرجو رجال
الضباع وكشفوهم ...بس احلى شي ب3 تورط مع النسوه ....وارتاح نادر
واحنا بانتظار الخطوه القادمه ...شكرا لك ....بالتوفيق


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
رد مع اقتباس
قديم 07-05-16, 09:11 AM   #57

عمرو مصطفى
 
الصورة الرمزية عمرو مصطفى

? العضوٌ??? » 331198
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » عمرو مصطفى is on a distinguished road
افتراضي

(13)


كان الظلاميون يعانون في اعتصامهم بقاع المدينة ..
لقد تخلى عنهم الحلفاء .. وصاروا بأنيابهم العارية في مواجهة حاسمة مع سلطة شعبنا .. صار الطعام شحيحاً نادراً... عدد الحمقى الذين يمرون من قاع المدينة من شعبنا سهواً أو عتهاً صار قليلاً ... صار الظلاميون يقتتلون حول جثث ضحاياهم .. وشاهد دشرم عدداً منهم يسقط تحت وطأة الصراع على الطعام... فتبادل العطشى النظرات مع زعيمهم فأومئ لهم وهو يزدرد لعابه فهجموا على إخوانهم الذين سقطوا وارتووا من دمائهم حتى ثملوا .. الظلامي يشرب من دم الظلامي .. لابد أنه أقسم أن يدفع شعبنا الثمن غاليا .. هنا علا صوت ضجيج مميز فأجفلت الجموع وامتقعت الوجوه ...
عربات السلطة تحاصر قاع المدينة ..صرخ دشرم مستبقاً الجموع :
ـ " اثبتوا يا حمقى ... لن يستطيعوا مداهمتكم .. النصر سيكون حليفنا في النهاية .. لأن الخير دائماً ينتصر.."
تبادل الظلاميون النظرات الحائرة .. لكنهم تعلموا أن القائد دائماً على حق وأن متابعته فيها النجاة والنصر .. قائدنا لا يخطئ أبداً .. لذا فقد تكتلوا من حوله مزمعين الموت دونه .. وهو من القلب يوجههم صارخاً :
ـ " لا تنسوا قضيتكم .. إننا نقاتل من أجل هدف نبيل .. ولن يتخلى عنا الله .. الله معنا .. شعوب العالم تشاهدكم الأن أيها الأبطال وأنتم تستبسلون في سبيل قضيتكم ..."
هنا وكزه أحد معاونيه هامساً في أذنه :
ـ " لقد فر المراسلون حاملين كل الكاميرات .."
امتقع وجه دشرم وهمس في رعب :
ـ " هل دبرتم لنا مخرج.."
ـ " هناك واحد دائماً.."
ازدرد لعابه متمتماً :
ـ " البركة في الشباب إذن. "
ثم عاد ليزعق بصوت حاول أن يكسبه بعض الحماس :
ـ " إن شعب الظلاميين أقوى من الظروف .. أقوى من المحن ... مهما تخلى عنا الأصدقاء فالله معنا .. وهو ناصرنا ..."
كانت عربات السلطة قد حاصرت قاع المدينة من كل الجوانب وفي السماء حلقت طائرات السلطة فوق رؤوس الظلاميين ورفع جلال مكبر الصوت وبدأ يهتف عبره :
ـ " عودوا إلى القاع .. عودوا إلى الكهوف ... ولن يمس أحد بأذى ..."
التفت دشرم إلى الجموع وصرخ فيهم :
ـ " نعود مرة أخرى للجحور ... حتى يتسنى لهم غلق الفجوات علينا ويتحول القاع إلى قبر أبدى لشعبنا ... الموت دون ذلك .."
وتصايح الظلاميين :
ـ " الموت دون ذلك .. الموت دون ذلك ..."
خفض جلال مكبر الصوت ونظر إلى رجاله الذين يحاصرون قاع المدينة .. وهز رأسه في يأس :
ـ " لم يتركوا لنا أي خيار ..."
هنا برز الدكتور العوادلي كعادته مثل غراب البين ورفع كفه معترضا.. نظر له جلال متقززاً فرفع سبابته في وجهه قائلاً :
- " هذا اسـ .. استعمال مفرط للـ ..للقوة .."
تقلص وجه جلال وهو يصيح :
ـ " ماذا تقول ..؟ أنا لا أسمعك جيداً ..!"
ورفع يده بإشارة إلى قاذفي اللهب كي يستعدوا وهو يرمق الظلاميين الثائرين... لأول مرة هو لا يحب ما سيقوم به.. ولا يدري لماذا ؟..
ربما لأنهم كانوا قديماً يستعملون النار لإفزاع تلك الكائنات وردها للقاع لا بقصد إحراقهم.. لكن قد يأتي الحرق تبعاً .. لكنه اليوم سيصب اللهب مباشرة على الجموع الغفيرة المحتشدة .. لكن من قال أنهم سيصمدون عند إطلاق أول قذيفة لهب .. لا شك أنهم سيفرون للقاع .. ومن أعماق قلبه تمنى أن يفعلوا ..
وتقدم قاذفي اللهب في تؤدة وعند مسافة مناسبة صوبوا القاذفات منتظرين إشارة البدء من قائدهم جلال .. الظلاميون يضطربون حول دشرم .. والأخير يصرخ فيهم أن اثبتوا .. موتوا رجالاً ...
العوادلي يصرخ :
ـ " أنا احتج .."
و جلال يفتح فمه ليعطي أمر الاطلاق ..و..
هنا هبت عاصفة عاتية جعلت الجميع ينحني والغبار يعمى الوجوه .. وهبطت طائرة عليها علم شعبنا وإلى جوارها شعار المسئول الأول .. هبطت في ساحة خالية وراء العربات المحاصرة وقفز منها نادر في خفة وعدا ناحية جلال الذى هتف في دهشة واستنكار:
ـ " القائد بنفسه .. هذه مخاطرة قصوى .."
لكن نادر انتزع منه مكبر الصوت والتفت يواجه جموع الظلاميين متجاهلاً اعتراض جلال ...
ـ " إلى كل المعتصمين في قاع المدينة ... إلى كل المعتصمين في قاع المدينة .. اسمعوا هذا الكلام جيداً .. أنتم لم تخلقوا للظلام .. لكن تم دفعكم إليه دفعاً .. والذين دفعوكم إليه تخلوا عنكم .. ونحن لن نتخلى عنكم .. لأنكم منا .. لكن تم تشويه فطرتكم عمداً .."
انعقد حاجبي جلال مستنكراً .. في حين تبادل الظلاميون النظرات المستغربة .. هم لم يسمعوا أبداً مثل هذا الكلام من قبل .. دشرم كان يغلي من داخله .. هو الوحيد الذى يعرف ما الذى يرمي إليه نادر ..
ـ " لا تسمعوا هذا الكلام الفارغ .. الظلام هو أصل الأشياء .. والنور أمر عارض .. أنتم الأصل .. أنتم أصحاب الحق .."
وعاد صوت نادر يتردد :
ـ " ماتزال هناك فرصة يا إخواننا ... أننا لن نطالبكم بالعودة للجحور .. بل نطالبكم بالانضمام إلينا على السطح .. فقط تخلصوا مما علق برؤوسكم من أفكار ظلامية .. عودوا إلى أدميتكم .. تصيرون منا ونصير منكم .. أنتم لم تخلقوا لمص دماء إخوانكم .. أنتم بشر .. بشر .."
وساد الصمت تحت وقع الكلمات ..
حتى دشرم لم يجد ما يقله ...
ـ " من قرر أن يغادر الظلام للأبد وينضم إلى إخوانه... فليغادر قاع المدينة .. توجد حافلات ستحملكم إلى مصحات تم إعدادها لإعادة تأهيلكم من جديد .. ومن يبقى فقد أختار الظلام إلى الأبد ... "
وخفض نادر مكبر الصوت وهو يلهث في انفعال وتبادل النظرات مع جلال الذى هز رأسه في عدم فهم واقترب منه وهو يتمتم :
ـ " ماذا تتوقع ...؟"
بلل نادر شفتيه بلسانه قبل أن يهمس بصوت مبحوح :
ـ " لا أعرف .. أقسم لك يا جلال أنني لا أعرف ..."

***

نظر ذلك الظلامي إلى قدميه ثم رفع طرفه إلى السماء صارخاً :
ـ " ماذا تنتظرون يا حمقى ...؟"
ثم انطلق يعدو ناحية خلاصه ... وخلفه انفصل ثان .. وثالث .. ورابع ..
وأمام عينيه الملتاعتين رأى دشرم العشرات والمئات يلوذون برجال السلطة متفلتين من بين يديه .... لكن لا .. هكذا صرخ صارخ بداخله ... كان ينظر إلى نادر الذى تهلل وجهه وهو يتابع صفوف الظلاميين تغادر قاع المدينة ناحية الحافلات ...
وتمتم دشرم من بين الخلص من رجاله وعينه تركز على واحد بعينه :
ـ " الذى تدعو إليه قد يقتلك .."
قالها ثم انفصل عن رفاقه والتحم بصفوف المغادرين .. الصفوف تقترب من عربات السلطة حيث يقف جلال ورجاله وحيث يقترب نادر في عدم حرص قاتل من الصفوف ملوحاً لهم بقبضته في تأييد .. وانتبه جلال لذلك فرفع كفه صائحاً :
ـ " حذار أيها القائد .."
هنا قفز دشرم من بين الصفوف واثباً ناحية نادر الذى ارتفع حاجباه في دهشة وهو ينظر في عيني دشرم الناريتين وأسنانه الحادة تلمع و.. واكتسى وجه نادر بصرامه لا حدود لها وضم شفتيه وهو يرفع مكبر الصوت ويهوى به على رأس دشرم .. وتوقف المشهد كله في لحظة ... الكل تجمد في مكانه .. جلال .. رجال السلطة .. الظلاميون المغادرون ..
نادر يقف ممسكاً بمكبر الصوت وهو يرمق دشرم الذى سقط عند قدميه وقد زاغت عيناه وتدلي لسانه خارج فمه ورأسه يدور ...
ـ " هل أنت بخير ..؟"
قالها جلال وهو يندفع ناحية نادر على حين لوح العوادلي بقبضته في الهواء محتداً :
ـ " أنا احتج على هذه الطريقة العنيفة في التعامل مع الـ..."
ببطء التفت إليه نادر .. نظرته جعلت العوادلي يبتلع لسانه أخيراً ..
وخرجت كلماته تنضح :
ـ " لم تمتد يدى إلى أي ظلامي من قبل.. لكنه كان يستحق ..."
***
لم يغادر كل الظلاميين بالطبع ..
كانت ماتزال هناك مجموعة مؤمنة بالفكرة قررت أن تختار الظلام مرة أخرى .. وكان نادر ورجاله يعرفون أن المرحلة القادمة لن تكون بالسهلة أو اليسيرة .. الطائفة الجريحة لن يهنأ لها بال حتى تنتقم من شعبنا .. وعلى شعبنا أن يكون متيقظاً في تلك المرحلة الحرجة .. مرحلة كفاح جرثومة زرعت في قلب شعبنا النابض .. مرحلة كفاح قد تستمر لأيام .. لأسابيع .. ربما لأعوام .. المهم ألا ينسى شعبنا مع مرور الأيام من عدوه ومن وليه وأن لا يستدرج مرة أخرى إلى فخ الظلاميين..

***

قهرنا الظلاميين على سطح الأرض وحان وقت تطهير القاع حيث البؤر التي بها يقبعون ومنها يشنون غاراتهم على أبناء شعبنا ..
قاد جلال الذي صار مسئولاً عن سلطة شعبنا حملة شعواء على الفجوات التي تعج بالظلاميين ..
لأول مرة يلج رجال السلطة إلى القاع ويواجهون الظلاميين في عقر دارهم ولم تكن المواجهة بالأمر الهين .. كان القاع مفاجئة مفجعة لرجال السلطة ..
عالم مظلم كئيب عطن الرائحة.. وبين الحين والحين تتعثر قدم في جثة جافة خالية من الدماء.. ويزداد رجال السلطة احتقاناً ويعصف بهم الغضب .. سيمزقون أي ظلامي يجدونه.. لكن أين هؤلاء الشياطين؟..
عشرات بل مئات الأنفاق المعقدة تحت الأرض تمتد لمساحات الله أعلم بمداها..
حصاد سنوات من العمل المضني في الظلام.. بالتعاون مع بني الأصفر..
لقد وجد رجال السلطة أثناء البحث في الأنفاق بعض الملفات السرية التي تتحدث عن تاريخ العلاقة بين الظلاميين والشعب الأصفر وقد تم إخراج تلك الملفات وسمحت السلطة بنشر بعضها على عامة شعبنا فيما بعد..
لكن السؤال الذي كان مطروحاً.. هل ماتزال هناك وسيلة اتصال بين الظلاميين وبين الشعب الأصفر..
ومتى يستطيع شعبنا تطهير كل تلك الأنفاق وسدها ؟..
كان لابد من قرار حاسم لتلك المعضلة .. رفع جلال جهاز اللاسلكي إلى فمه وعرض وجهة نظره على الطرف الأخر .. قيادة شعبنا ..
ـ " لابد من سد تلك الفجوات على من فيها .."
جاوبه الصمت من الطرف الأخر .. هو يعرف رقة قلب القائد الجديد لشعبنا
لكن في مثل تلك الظروف .. لابد من طرح المشاعر جانباً ..
ـ " لا فرق بين قتل الظلاميين وحرقهم وبين عزلهم عن الخارج فيموتون جوعاً .."
نحن نحتاج لعشرات السنين حتى نسيطر على كل تلك الأنفاق ..
هنا جاء الرد الحازم من القائد :
ـ " بالطبع أنا لست مشفقاً على حثالة الظلاميين .. أنا أفكر في خطتك تلك وفي نتائجها .. هل حقاً نستطيع عزل الظلاميين عن العالم الخارجي في باطن الأرض ؟"
ـ " هذا كان ممكناً حتى في العهد البائد .. لكن بني الأصفر ما كانوا سيسمحون بذلك .. أما الأن .."
ـ " الأن فقط يمكننا أن نعرف كيف يتصل الظلاميين بالشعب الأصفر .."
لم يفهم جلال مراد القائد.. لكنه تساءل :
ـ " نبدأ الأن في سد تلك الأنفاق؟ "
ـ " بلى.. لكن بالماء.. الماء طهور يا جلال كما تعلم.."
ابتسم جلال وهو ينهي الاتصال ثم التفت إلى رجاله قائلاً :
ـ " لأول مرة سنقهر الظلاميين بالماء لا بالنار.."

***

في البداية لم يفهم الظلاميين ما يحدث..
ظنوا أن رجال السلطة تراجعوا عن مطاردتهم وبدا بعضهم يتنفس الصعداء.. سنبدأ من جديد..
لكن عزروت لم يبد مرتاحاً.. إنه يشم رائحة الخطر عن بعد كأي ظلامي يحترم نفسه كذلك هو الرأس المدبر للظلاميين حالياً بعد سقوط دشرم .. وإليه انتقلت عهدة المحافظة على بقاء الطائفة..
وقد أقسم على ذلك بروح انبلا نفسه..
ـ " هل تسمعون؟ "
قالها عزروت فصمتت الأصوات وسكنت الحركات..
والكل منصت..
هل هذا الصوت الخافت الذي يتصاعد شيئاً فشيئاً صوت هدير؟
وبدا الرعب يكتسي الوجوه وهم يتخيلون ماهية الخطر القادم..
هنا نهض عزروت صارخاً :
ـ " إنهم يصنعون لنا مقبرة مائية .."
ورددت الأنفاق الممتدة إلى ما لا نهاية صدى ضحكته الساخرة! ..
ـ " تضحك وهم يغرقوننا! .."
قالها له أحدهم والذعر يكسو ملامحه.. التفت إليه وهو يلهث في جشع :
ـ " بهذه السهولة يا رفاق .. إن هذا لأمر معيب .."
ـ " أنت تعرف لنا مخرجاً من تلكم الأنفاق يا عزروت ؟"
ـ " نعم .. فقط اتبعوني ..."

***


عمرو مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-16, 09:16 AM   #58

عمرو مصطفى
 
الصورة الرمزية عمرو مصطفى

? العضوٌ??? » 331198
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » عمرو مصطفى is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا مشاهدة المشاركة
الله فصل جميييل والله نادر ورجاله طلعو اذكياء جدا واستدرجو رجال
الضباع وكشفوهم ...بس احلى شي ب3 تورط مع النسوه ....وارتاح نادر
واحنا بانتظار الخطوه القادمه ...شكرا لك ....بالتوفيق
ماذا لو رأيتهم في الواقع؟
أنا فقط أحاول أن اجتهد في تقريب الصورة مع إضافة مسحة من الخيال..
لكن صدقيني الواقع أحياناً يكون أشد إبهاراً من الخيال...
تقديري وشكري لحضرتك...


عمرو مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-05-16, 06:13 PM   #59

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرا لك على الفصل ...الامور تسير جيدا ...فكره نادر باعاده تاهيل
الظلاميين ليعودو بشر لاصلهم جاءت بفائده ولكن المتبقي منهم لم يرضخو والان سيكتشف كيف يتواصلون الظلاميين مع بني الاصفر ...
بانتظار القادم


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
رد مع اقتباس
قديم 10-05-16, 10:15 AM   #60

عمرو مصطفى
 
الصورة الرمزية عمرو مصطفى

? العضوٌ??? » 331198
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » عمرو مصطفى is on a distinguished road
افتراضي


(14)

في قفص الاتهام وقف دشرم ويسرم يرمقان جموع الشعب التي جاءت تتأملهم كأحد عجائب الدنيا التي لم تعد سبع الأن .. كانا يبتسمان في بلادة وكأن شيئاً لم يكن .. نحن لم نتآمر مع بني الأصفر عليكم .. ولا كنا ننوي معاملتكم كخزين للطعام .. لم نكن نرغب إلا في بصيص من نور .. هه .. لماذا لا تصدقون يا حمقى .. تباً للدعاوى المغرضة التي أدخلت الشيطان بيننا!..
المحاكمة كانت في أكبر ميادين المدينة وتم نصب منصة للقضاء في مقابلة قفص الاتهام .. حشد ضخم من رجال السلطة جاء ليحكم السيطرة على الجموع الثائرة من أبناء شعبنا كي لا يفتكوا بالأسيرين..
هنا هاجت الجموع حينما وصل القضاة للمنصة..
ـ " أعدموهم.."
ـ " أعدموهم.."
احتاج الأمر لعدة قرعات على المنصة كي يعود الهدوء..
ورمق كبير القضاة قفص الاتهام ثم أعلن بدء المحاكمة..
همس يسرم وهو يحاول منع ساقيه من الارتجاف:
ـ " هل سيعدموننا حقا يا أبي؟"
قال دشرم من بين أسنانه :
ـ " الشعب الأصفر لن يسمح بهذا.. تجلد.. ولا تغتر بكل هذا الجو المشحون .. في النهاية سيجلسون مع سلطة الشعب الأصفر للتفاوض .."
ارتسم تعبير بائس على وجه يسرم وهو يرمق جموع شعبنا ونظرات الكراهية تبض من عيونهم .. قال في أسى:
ـ " أنا لا أفهم سر كل هذا البغض لنا.. ونحن لا نحمل لهم إلا الخير!.. كل الخير!.."
أطبق دشرم على قضبان القفص الباردة ورفع بصره للأفق هامساً :
ـ " هذا ما دأب عليه ذلك الشعب البغيض المستعبد منذ فجر التاريخ .. لم يفهموا دعوة أبينا أنبلا الذي جاء ليحررهم من نير الاستعباد .. لم يفهموا سر النكبات والكوارث التي حلت عليهم منذ اليوم الذي استشهد فيه أنبلا .. ولست أظنهم سيفهمون .. لكن عدالة السماء قادمة .."
التفت إليه يسرم متلهفاً:
ـ " هل لديك إلهام ما؟.."
توهجت عينا دشرم وهو يمسح بحنو على قضبان القفص .. وترقرق الدمع في مقلتيه وهو يتمتم :
ـ " بل منام .. لقد زارني الأب المؤسس أنبلا في المنام وأخبرني أن الله سيكون في عوننا ما تمسكنا بدعوته.. وأننا سنخرج من السجن وسنعود ملوكاً على رقاب الشعب الأسمر .."


***

وكان هناك ذلك الاجتماع العاجل حول الطاولة المستديرة حيث تحاك المؤامرات ضد شعبنا ..
ماذا بعد الضربة الموجعة التي تلقاها المتآمرون ودمرت مخططات القرن؟ لقد وضعوا هناك الخطة البديلة التي سيتم تنفيذها في المرحلة القادمة .. خطة سوداء تنبئ عن مدى سواد قلوب واضعيها ومدى الحقد الذى به يضطرمون ...
نسيت أن أخبركم أن العوادلي كان حاضراً لذلك الاجتماع فقد تم استدعائه هو أيضاً للترتيبات القادمة.. وكانت الدماء قد عادت لوجهه المنهك الشاحب حينما علم أن المرحلة القادمة تقتضي بقائه في بلاد الشعب الأصفر بعيداً عن الخطر حيث الهواء النقي الخالي من التلوث والأمان التام واحترام الإنسان.. كان متحمساً جداً وهو يحك صلعته منتظراً التعليمات الجديدة..
ـ " لابد أن يركع الشعب الأسمر .."
ـ " لابد أن تزداد الدماء في الشوارع .."
ـ " لابد أن ندعم الظلاميين من طرف خفي .. داخلي وخارجي .."
ـ " لابد أن .. وأن .. وأن .."
هنا اقتحم القاعة شاب نحيل وصرخ في وجل :
ـ " الظلاميون يجتاحون المدينة .."
نظر إليه سيد الشعب الأصفر في مقت ثم تساءل في برود :
ـ " أي بني .. عن أي ظلاميين تتحدث ..؟"
بالخارج كان المشهد أسرع من أن يوصف .. عشرات الفجوات في قاع المدينة تنضح بكائنات غريبة شاحبة واسعة العيون تلعق شفاها باستمرار في شبق .. كان كل مواطن في شوارع المدينة يواجه واحداً .. يصرخ في هلع ثم الأنياب الحادة تنشب في عنقه والدماء الحارة تنفر من وريده العنقي ..
الجنون يجتاح العديد من مدن الشعب الأصفر..
هذا ليس عنواناً لفيلم رعب من تلك التي يدمنها الشعب الأصفر ويصدرها لشعوب العالم.. بل هذا هو الواقع المرير الذي استيقظ عليه الشعب الأصفر بعد نوم عميق..
شعب يصرخ ودماء الحياة تفارق جسده مستغيثاً بسلطته..
ولا مجيب..

***

كان يجوب بسيارته الشوارع التي فرشت بالجثث..
بالمعنى الأصح كان يفر بعد أن انتهى أمر المدينة..
كان أخر رجال السلطة فراراً بالمدينة.. رباه متى يصل للطريق السريع ويلحق برفاقه الفارين.. الأن يدرك مدى حماقته حينما تحرك ضميره وأخره عن اللحاق بهم.. الأن يدرك أنه تأخر أكثر من اللازم حينما رأى الهول الذي سبب تلك المذبحة يدركه..
حشد من الظلاميين يقودهم عزروت بنفسه..
لم يكد يلمحونه حتى علا صياحهم الحاد.. وانطلقوا خلفه كأسراب الجراد..
صرخ الشرطي وهو يدور بسيارته ليفر بجلده .. كان يجهل قدرات الظلاميين الخارقة في العدو على الأقدام..
ضغط على أسنانه وهو يلمح بعض أجساد الضحايا من بني شعبه الأصفر ترتجف على قارعة الطريق ولم تفارقها الروح بعد.. كانت هناك أيادي تشير إليه مستجدية لكنه لا يجرؤ على التوقف أو حتى مجرد الالتفات.. سمع صوت التهشم المميز للعظام فأدرك إنه دهس بعضهم وهو يدور بسيارته.. وكانت تلك هي الخدمة الوحيدة التي قدمها رجل السلطة لأبناء شعبه.. أن جعلهم يموتون بسرعة..
كان يأمل في مصير مختلف..
لكن بعض الظلاميين طار وهوى بثقله على سقف السيارة الذي انبعج من أثر السقطة بدوي مقيت.. وتعلق أخر بباب السيارة.. صرخ الشرطي كأنما مسه ألف شيطان وأدار المقود..
كيف استطاعوا الوصول إليه؟.. رباه.. كان عليه أن يزيد من سرعة السيـ...
ودارت السيارة حول نفسها مرة أخرى ليطير الظلامي الذي اعتلى سطحها ويرتطم بإخوانه المطاردين.. وانسحق الأخر الذي تعلق بالباب تحت إطار السيارة وهي تدور.. هنا تكالب عليه الظلاميين من كل حدب وصوب.. وشعر الشرطي بجانب العربة يرتفع لأعلى.. تأمل الوجوه الشاحبة التي تتأمله من وراء الزجاج في جشع
وصرخ مستجدياً.. هنا دوى صوت قيادته عبر المذياع :
ـ " ماذا لديك يا جيسون؟.. جيسون.. لماذا لا ترد؟ "
كان يبكي.. ومازال النداء يتردد.. عندما تذكر أن لديه مسدساً..
ـ " جيسون.. أجب.. هل أنت بخير؟ "
نظر للمذياع في حقد ثم إلى الوجوه الظلامية التي ترتطم بالزجاج الذي بدأ يتشرخ و..
استجمع أنفاسه وصوب المسدس جيداً وضغط الزناد..
وأمام أعين الظلاميين المتعطشة انفجر رأسه وتناثر الدم على الزجاج هدراً..
ـ " جيسون.. "
يصرخ عزروت صرخة الجنون وهو يرقص وسط بركة من الدماء..
ـ " جيسون.. "
يتقاتلون على جثته داخل العربة الكل يرغب في مزقة من دمه المهدور قبل أن..
ـ " جيسون.. ماذا يجري عندك.."
رفع عزروت جهاز الاتصال إلى فمه وهمس بصوت لاهث من فرط النشوة :
ـ " ألم تفهموا بعد.. لقد قامت قيامتكم "

***

نوسام حمل بندقية الصيد على عاتقه وتأكد من أن الزوجة والأطفال بأمان في قبو بيته ثم أمر رجال الحرس بحصد أي كائن يتحرك على بعد نصف كيلو من مقر بيته.. والتفت إلى مجموعة تحمل قاذفات اللهب وقال بصوت أكثر التهاباً :
ـ " جاهزون لحفل الشواء؟"
ـ " جاهزون سيدي .."
وأعطاه الرجال التحية في نفس الوقت الذي دوت فيه الطلقات .. امتقع وجهه متمتماً :
ـ " لقد وصلوا .."
ثم حانت منه التفاتة إلى صورة جدارية ضخمة لجده الأكبر فريمان وهو ينظر إليه بتلك النظرة القاسية المتفحصة التي طالما أثارت رعبه.. وهمس للصورة بصوت مبحوح :
ـ " إنني الأن لأتساءل عن مدى حكمتك..."
وفي نشرة المساء خرج السيد الأعظم لبني الأصفر ليعلن الحرب على كائنات الظلام التي تسللت لأراضي الشعب الأصفر بمؤامرة ما.. بعدها ظهرت على الشاشات قوات حاشدة تحمل قاذفات اللهب وتلوح للشاشات في أمل.. مع سيل من التعليمات الصادرة من سلطة بني الأصفر :
ـ " اللهب هو السلاح الفتاك الذي يقهر مخلوقات الظلام .. تأكد من أنك تحمل واحداً في دارك .. سيتم توزيع قاذفات اللهب بحسب القرب والبعد من المناطق المهددة .."
تأمل العوادلي قاذف اللهب الذي أعطوه إياه في حجرته بالفندق..
عليه أن يصوب تلك الفوهة للباب وحينما يشعر بأي حركة مريبة
يضغط على ذلك الزناد و..
هذه الطرقات الخشنة على الباب لا يمكن أن تكون لخدمة الغرف.. وهذا الفحيح لا يمكن أن يكون مصدره صنبور المياه..
تذكر وطنه الآمن في تلك اللحظة وعض شفته متحسراً..
الآن تأتيه فاتورة الحساب عبر الأميال..
صوب قاذف اللهب للباب وصرخ وهو يضغط الزناد..
صرخ وقد أصابه جنون الحريق..
وصرخ أكثر ولسان اللهب يمتد ليلتهم أثاث الغرفة..لقد صنع لنفسه جحيمه الخاص على الأرض.. وتوقف العوادلي عن الصراخ المذعور..
الذي يذوب جلده بهذه الطريقة لا يجد وقتاً للصراخ أصلاً..
وبعد دوي الانفجار المتوقع لخزان الوقود اقتحم الظلاميون الغرفة ليجدوا وجبتهم مشوية..
العديد من المقاطعات تحولت لقطعة من اللهب من فرط استخدام تلك القاذفات بروح الجنون والذعر .. وخرج المسئول الأكبر لشعبنا الأسمر ليعلن في هدوء مستفز :
ـ " على قيادة الشعب الأصفر ضبط النفس والسعي للحوار مع الظلاميين .."
لابد أن السيد الأعظم لبني الأصفر قد هشم شاشة المرئي بعد تلك الكلمة الحارقة أكثر من قاذفات اللهب ..
سيحتاجون لأيام وشهور حتى يفهموا ..
ماذا حدث وكيف حدث؟..
وكان هذا في الحقيقة؛ هو كل ما يحتاجه شعبنا..

***

وبعيداً بعيداً .. عن كل ذلك الصخب..
كان هو جالساً يستمتع بهواء البحر المشبع باليود ..
ظل يتابع الجريدة من وراء منظاره الداكن .. ولأول مرة منذ فترة طويلة شعر بالراحة والطمأنينة تتسرب إلى نفسه القلقة التواقة إلى كل ما هو جديد من أخبار تخص شعبنا ..
" المرحلة القادمة ستكون أصعب ما يكون على شعبنا .. وأمنه وسلامته سيكونان على المحك .."
" سنمتص الصدمة يا سيدى.. مهما كانت الصدمة مؤلمة .. سنمتصها وفي الوقت المناسب سنرد الرد المناسب.. هذا عهدي لك.."
ولأول مرة منذ تداعي تلك الأحداث .. وجدت بسمة دافئة سبيلها إلى وجهه الصخري الصارم..

***


عمرو مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:12 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.