09-04-16, 10:38 PM | #1 | ||||
| التغريد شجنا التغريد شجنا وقفت بالمطبخ تعد شاى الصباح وكانت أشعة الشمس تتسلل عبر النافذة لتملاء المكان حينما شعرت بحرارة انفاسه بالقرب منها وقد طوق خصرها بكلتا يديه ثم طبع قبلة على خديها وظل يتلمس شغرها الآسود الناعم ويدفع خصلة قد تطايرت على جبينها الناصع البياض ويهمس لها أحبك يا هالة لكنها فجاءة تنبهت من غفوتها هذه لتصطدم بالحقيقة المؤلمة التى تتمنى ان تنساها لكنها الحقبقة بالفعل ان زوجها وحبيبها هذا قد رحل عن عالمنا هذا منذ عدة شهور نعم زوجها وحبيبها وهو ابنها ايضا فهما لم ينجبا أطفال فهى ارادة السماء لكنهما عاشا الحب معا لم يكن يفترقان الا نادرا فعملهما بنفس المكان فكانا دائما معا وحتى بعد رحيله فهى مازالت تشعر به فهو معها فى كل مكان فروحه تتبعها دائما كما انها تنام و تترك له مساحته المعتادة من السرير فخمسة عشر عاما لم تتركه ابدا وهو كان متيم بها كانت كل شىء بحياته احلامهما واحدة وألامهما واحدة تعلم جيدا ان روحه مازالت تحيا بداخلها ولن تفارقها حتى الان رغم احساسها بالوحدة المريرة لكن روحه تخفف عنها تلك الشعور بالوحدة حتى انها جلست لتشرب الشاى بالفرندا كما تعودا دائما وسمعت عصفورها يغرد كطريقته كل صباح حتى بعد رحيل رفيقته هو ايضا فقد رحلت عنه منذ يومان ومع ذلك فلم بزل يغرد ربما متالما لكنه على كل حال فهو تغريد فالحياة لا تتوقف ابدا مهما كنا منتصرين باحلامنا ام منهزمين من اقدارنا 0 ثم قامت لتذهب لعملها فتحاول به الترويح عن نفسها فتندمج مع الزملاء باحاديثهم وتقضى اليوم بالعمل المتواصل حتى نهاية اليوم لكنها حينماعادت فى يوم من الايام من عملها راعها ما قد رأته فى شقتها فد وجدت البيت وقد امتلاء بالزهور ففى كل ركن زهور من التى تفضلها ودائما ما كان دائما زوجها يهديها لها 00 رباه ما هذا من ذا الذى وضع هذه الزهور بالبيت ايكون هو هل من المعقول ان تكون روحه وضعت لها تلك الزهور فهو الوحيد الذى يعلم كم هى مغرمة بهذا النوع من الوروود وتضاربت مشاعرها بين الفزع والفرح فهى سعيدة بوجوده معها وروحه مازالت متعلقة بها وان الموت لم يستطع انتزاعه منها لكنها فى نفس الوقت تشعر بالرعب فنحن نخشى الروح عند تجردها من الجسد مع انها نفس الروح حينما كنا نتعامل معها دون خوف وهى مازالت تسكنه وقضت ليلتها وكانها بين النوم واليقظة وبين الوهم والحقيقة وبين الخوف منه والاطمئنان لوجوده بجانبها ثم خشيت ان تكون اصيبت بعقلها وتتوهم اشياء لا وجود لها لكن الورد مازال امامها وحقيقة ملموسة وبعد ان انهكها التفكير استسلمت للنوم واستيقظت فى اليوم التالى لتذهب لعملها وانقضى اليوم كالمعتاد حتى عادت للمنزل وكانت الصاعقة فقد هالعها ما رأته فقد وجدت عصفورا أخر مع عصفورها يتناجيان وكادت تسقط على الارض من هول المفاجاة لولا دخول نرمين المفاجىء ابنة اخيها وصاحت بها قائلة ايه ياعمتو أحضر يومين ولا أجدك فاخذتها بحضنها وهى تتنفس الصعداء وهى تشكر ربنا ان نرمين هى التى فعلت كل هذا وتذكرت حينما مكثت معهم منذ عدة سنوات فترة الاعدادى اى ما يقارب الثلاث سنوات حينما سافرا والديها وتركوها معهما حتى انقضت فترة الاعدادى و بعد ان كانت قد ملاءت حياتهما بهجة وسعادة حتى رجعوا باجازة واخذوها معهم ومن يومها وهى بالخليج معهم رغم تعلقهم الشديد بها فهى كانت قد اصبحت بمثابة ابنة لهم و يبدو انها ما زالت تحتفظ بمفتاح الشقة من ايامها وبادرتها متسائلة متى رجعتم من الخليج أجابتها منذ يومين وقد حضرت ولم اجدك وقد تركت لكى الوروود التى جلبتها لكى وأعلم جيدا كم انت مغرمة بها وأتذكر عمو عماد الله يرحمه حينما كان ياتى بها دائما وقد وجدت العصفور وحيدا فاتيت له بعصفورة وعندى لكى مفاجأة اخرى فانا التحقت بالجامعة هنا وساظل معكى هنا مدة الجامعة حتى تنتهى فابى لم يستطع تقديم استقالته وبالتالى سيظل بالخليج هو وامى لعدة سنوات اخرى وساظل انا معكى هنا رددت هالة يا له من ترتيب السماء الرائع فكم انا كنت محتاجة اليكى واتوق لانسان ليأنس وحدتى خاصتا نرمين فهى ابنتى التى لم أنجبها وسمعت تغريد العصفور يملآ المكان من جديد لكنه هذه المرة كان يغرد وهو سعيدا 0 بقلم الكاتبة / سوسن عدلى | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|