آخر 10 مشاركات
تحميل رواية بعد الغياب لـ أنفاس قطر بصيغة pdf_ txt _ Word (الكاتـب : جرح الذات - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          قلبك منفاي *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          جايكوب وايلد (118) للكاتبة: Sandra Marton {الجزء 1من الأخوة وايلد} *كاملة* (الكاتـب : Andalus - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-11-16, 04:54 PM   #61

higher79

? العضوٌ??? » 338182
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 147
?  نُقآطِيْ » higher79 is on a distinguished road
افتراضي


وين البقية .. ليش مش كاملة..؟



higher79 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-16, 11:44 PM   #62

ban jubrail

? العضوٌ??? » 276280
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 680
?  نُقآطِيْ » ban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond repute
افتراضي

عزيزتي الكاتبة مجرد همس أين بقية الفصول من رواية فاذا وقفت أمام حسنك صامتا فالصمت في حرم الجمال جمال عسى المانع خير رواية رائعة جدا أتمنى مع جميع القراء المتابعين لروايتك هذه إكمال فصولها رجاءا مع احترامي وتقديري للكاتبة مجرد همس وبالتوفيق .

ban jubrail غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-16, 12:04 PM   #63

eman eman

? العضوٌ??? » 357047
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 319
?  نُقآطِيْ » eman eman is on a distinguished road
افتراضي

وين باقي الرواية

eman eman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-17, 07:43 PM   #64

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشتقت لكم وللرواية ولكل شي فقررت أفتحها من جديد

بدون مقدمات طويله راح أنزل آخر بارت..استمتعوا بالقراءه وأتمنى تتذكرون الأحداث والشخصيات القديمه
.
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
.
البارت الثاني والثلاثون
.
لو تعرفين حبيبتي
أنا كم أُحبك
ما كنت قد فكرت يوما
في خصامي
لو تعرفين حبيبتي
أن الهوى
قطع الطريق على غدي
لتظل ناري في عظامي
لو تعرفين حبيبتي
عن أن وجهك صار دوما قبلتي
ولذا أراك
بكل ثانية أمامي
-عبد العزيز جويدة
.
************************
.
تكلمت سلوى بشكل مباشر : موافقه.. انا موافقه يا فهد!

بهت وجهه للحظه لما سمع موافقتها على عرضه بدون أي تفكير..كان يظن انها راح ترفض لأن كل هذا ما يناسبها هي

رجال يقولها انه مو مستعد للزواج بس راح يتقدم لهالشي علشان المسؤوليه اللي جات لين عنده..مافي بداخله أي مشاعر لها ولا حتى ناوي انه يدّخلها قلبه ويحبها مثل ما المفروض يكون

ليه وافقت؟

ليه ما فكرت بالموضوع أكثر وشافت الأسلم لها..مستحيل تكون متقبله الوضع بينها وبينه..أكيد كان عندها أحلام مثل أي بنت بعمرها بأنها تصير عروس لأكمل رجل بنظرها وتعيش قصة حبها معاه..بس موافقتها الحين أثبتت له انها ماتفكر بهالأشياء ولا تبيها

تنهدت سلوى بعمق وهي تناظره كيف سرحان..كأن كل الأفكار انفجرت بداخله فجأه بعد ماسمع جوابها على كلامه

ابتسمت من تحت النقاب بخفه وهي تلف لناحية الباب وتفتحه بهدوء

قالت بصوت واطي قبل لا تطلع: بما أن كل شي بيننا توضح أنا راح أطلع الحين..لا تنسى تكّلم أهلنا على موضوع العرس وانه راح يكون نهاية هالشهر

توعى من دوامة الأفكار اللي كان فيها على صوتها

مع انها كانت تتكلم بخجل وهالشي واضح من طريقتها بالكلام بس ماقدر يصدق انها تملك مثل هالجرأه علشان تتكلم عن الزواج كذا قدامه بدون أي مقدمات او حتى حياء

كان وده يتكلم ويناديها قبل لا تطلع من السياره..يبي يتفاهم معاها أكثر..يسألها ويآخذ الجواب منها بدال كل هالفضول اللي بداخله

بس ماقدر ينطق بحرف واحد وهو يشوفها تطلع من السياره وتسكر الباب بدون لا تلتفت عليه
كل اللي كان بباله في ذيك اللحظه شخصيتها اللي تغيرت فجأه و لا كأنها ذيك البنت اللي كانت قاعده جمبه قبل دقايق وواضح عليها التوتر

ظل ساكت مده طويله وهو يناظر مكانها وكأنه يتخيلها قدامه

كلامها للحين يتكرر بمخه و بداخله يفكر بموافقتها اللي صارت مثل اللغز اللي لازم يفّكه بس علشان يفهم أسبابها الغامضه اللي خلتها تقول ايه من غير تردد

بذاك الوقت كانت سلوى قد ابتعدت عن مواقف السيارات و وصلت لعند بوابة المستشفى الرئيسيه
من اول ما نزلت من سيارة فهد و ابتسامتها ماغابت عنها.. تحس نفسها راح تطير بأي لحظه من الفرحه اللي بداخلها

صح ما كان هذا الحوار اللي كانت متخيلته من قبل..ولا كانت شخصية فهد هي اللي متوقعتها كالرجل اللي حبته وظنت انه يبادلها هالشعور بسبب اللي صار لهم بالفتره الأخيره

كل هذا تبخر لما سمعت كلامه بالسياره..مات حلمها لما قال انه كان مجبور على هالشي..يعني يقصد انه ما فكّر فيها ابدا وانه مستحيل يتزوجها لو ما السالفه اللي صارت لهم

تنهدت بعمق وهي تدخل داخل المستشفى وتركب المصعد..ضغطت على الدور السابع ورجعت على ورا بهدوء
تكتفت وسندت جسمها على الجدار..ناظرت الأرقام وهي تتغير وبداخلها تفكر

على ان فهد جرحها بكلامه بس هي مازالت سعيده..لأنه لما قال لها تنتظره أعطاها بصيص أمل علشان تتمسك فيه و أكيد ماراح تخليه يضيع منها بهالسهوله
هذا فهد.. حب حياتها و حلمها اللي كانت ومازالت تتمناه

كيف تقدر ترفضه؟ كيف تقدر تقول لأ وهي تشوفه قدامها بكل رجوله وخلق يقول انه مايبي
يظلمها..مايبي يغصبها على شي ومعطيها كل الحريه بقرارها حتى لو ما عجبه هالقرار..وعلى كل هذا يطلب منها تنتظره ويوعدها انه راح يحاول ينجّح العلاقه بينها وبينه

قطع أفكارها باب المصعد اللي انفتح فجأه بعد ماوقف عند الدور السابع

مشت بثقه لبرا وهي رافعه راسها وتناظر للأمام

"يفكرني راح أرفض لأنه طلب مني أنتظره..حضرته مايدري اني انتظرته عمري كله ومب عجزانه اني اصبر عليه أكثر..زواجي منه راح يقربني له و بيعرف شكثر أنا كنت أحبه و اني ما فكرت بأحد غيره..يمكن بيوم من الأيام يحس فيني ويبادلني الحب ونعيش بعدها أحلى عيشه"

ابتسمت وهي تشوف امها بنهاية الممر قاعده على الكراسي مع خالها وخالتها..جلست جمبها بعد ما سلمت عليهم

تكلمت ام سلوى بهمس: وينك طولتي ؟

بلعت ريقها من استجواب امها المفاجئ: لا بس رحت عند فهد علشان أطمنه على خالتي منيره وبعدين رحت الحمام وتوني الحين جايه من المصعد

هزت راسها بخفه وهي تقوم من مكانها وتأشر لسلوى تقوم ..ناظرت أخوها نايف وهي تقول : نايف احنا بنمشي الحين.. زوجي خالد برى المستشفى ومادام ان احنا تطمنا على منيره اليوم الحمدلله بنرجع لها بكرا ان شاء الله

نايف تكلم بهدوء وهو يتكتف : طيب انا اجل بجلس مع فهد شوي بالمستشفى وانتي وغاده رجعوا بيوتكم

لفت ام سلوى على ام تركي وهي تقول بابتسامه : يلا غاده تعالي معانا نوصلك البيت

هزت ام تركي راسها بتعب وهي تتنهد : والله ماودي أروح قبل لا أشوف أختي

ابتسمت ام سلوى وهي تقول بحزن: كلنا ودنا نشوفها ونتطمن عليها أكثر بس قعدتنا كذا ماراح تسوي شي..هي ماراح تقعد الا بكرا الصبح وان شاء الله نكون كلنا موجودين عندها..الحين يلا قومي ارتاحي ببيتك..اليوم تعبتي كثير بملكة ولدك ولازم تريحين لك كم ساعه

قامت ام تركي من كرسيها ومشت مع اختها وبنتها وهي تحس بشي كبير داخل قلبها

حزينة على أختها اللي بالمستشفى وعلى ولدها اللي ما تهنى بيوم ملكته..يمكن تسرعوا بأنهم يخطبون عبير بهالوقت..يمكن كل شي ما كان لازم يصير من الأساس..من البدايه عبير كانت رافضه وهم اللي أصروا عليها تفكر علشان توافق على ولدها

يمكن فعلا تركي وعبير مو مناسبين لبعض من البدايه..هل في مجال للتراجع الحين؟

هزت راسها بعنف..ايش هالأفكار اللي تجي لها وبهالوقت بالذات؟! كيف تفكر هالتفكير وهي اللي كانت كل ما شافت عبير تدعي بسرها انها تكون من نصيب ولدها

والحين بسبب هالأحداث اللي مالها معنى تفكر انها تفسخ خطوبة ولدها اللي ماصار لها يوم واحد
"لا لا ما يصير يا غاده وبعدين هاذي بنت أختك مو وحده غريبه علشان نقول ممكن ينفصل عنها..ايش بيقولون عليها الناس انفصل عنها بيوم ملكتها..هاذي عبير اللي الكل يتمناها ليه ما تكونين فرحانه لولدك وتتركين هالتفكير عنك"

تنهدت بعمق وهي تركب سيارة زوج اختها و بالها مشغول بأفكارها المتناقضه اللي من يوم كانت بالمستشفى وهي تفكر فيها
.
***************
.
صعد راشد الدور اللي فوق بعد ما صار له مده وهو قاعد لحاله بالصاله اللي تحت..مايدري ليه كان ينتظرها..كان حاس انها راح تنزل بأي دقيقه وهو بهاللحظه ما يبي غير قربها

عيونه كانت مركزه على الدرج وبقلبه يتمنى لو ترجع حتى لو كانت راح تتهاوش معاه هو راضي..وده لو يسمع صوتها وقت أطول بس علشان ينسى آخر حوار كان بينه وبين الرئيس

لما حس أن الوقت تأخر قرر هو يروح فوق علشان يرتاح ويكمل شغله بالجامعه بكرا وحتى الشركه أكيد ان الملفات متراكمه هناك يبغاله وقت حتى يددقها ويوقع عليها

ناظر باب الغرفه بإرهاق وهو يفكر بالرئيس اللي عطاه كم يوم ولا راح يآخذ البنت بنفسه مثل ما قال
عقد حواجبه وهو يتذكر شي مهم ممكن يساعده على إنهاء هالموضوع كله ويفتك من الرئيس ومشاكله

توجه لغرفة المكتب بسرعه و هو يطلع مفاتيحه من جيبه..ترك الباب مفتوح وهو يدخل وعيونه مركزه على طاولة الخشبيه الصغيره الموجوده جنب رفوف الكتب

مشى لعندها بخطوات سريعه وجلس القرفصاء قدام الطاوله..ضغط عليها من تحت وانفتحت من فوق فجأه ولا كأنها كانت طاوله عاديه قبل دقيقه

فتحها بسرعه وهو يناظر اللي داخلها بعيون مشتته..توسعت عيونه بصدمه وهو يشوف اللي داخل الطاوله فاضي الا من بعض الأوراق اللي ما كانت مهمة ولا يحتاجها بهاللحظه

وين كل الدلائل اللي كان مجمعها عن الرئيس و عصابته..وين التسجيلات والصور اللي كان مخليهم عنده علشان يقدر يستخدمهم بالوقت اللي يحتاجهم فيه

زفر هواء وهو يقوم على حيله وعيونه مازالت تناظر الطاوله المفتوحه..مهما فكر مافي أي شي يطرأ على باله..مين راح يدخل هالغرفه و يفتشها وهي طول الوقت مقفوله ومافي احد غيره عنده نسخه من المفتاح

معقوله تكون ساره؟! بس كيف وهي ماعندها مفاتيح الغرف ومستحيل تلاقي الصور والتسجيلات حتى لو فتشت المكان كله

راحت كاثلين عن باله ونسى انها ممكن تكون دخلت الغرف لما لقت المفاتيح اللي كان مضيعها..كيف ممكن يفكر فيها وهي كانت تشتغل عنده أكثر من سنتين.. ماراح يشك فيها بهالسهوله

سكر الطاولة بعصبيه وطلع من المكتب بعد ماقفله وهو يتنفس بشكل متوتر..كل جهده وتعبه في انه يجمع كم دليل يدين الرئيس راح بكل سهولة

كان يبغى مساعدة الرئيس في خطته وبعدها كان راح يسلم كل هالأدلة للشرطه علشان يمسكونه هو وعصابته وينهي هالفصل كامل من حياته علشان يعيش مرتاح

بس شكله كلما قرب من الراحه تهرب منه..مافي شي بحياته مشى صح ولا راح يستغرب اذا كل خططه اللي كان مخطط ينفذها فشلت فشل ذريع

دخل غرفته وهو يناظر المكان بتفحص..استغرب عدم وجودها بالبدايه بس بعدين استنتج انها أكيد بغرفة ثانيه..لأنها مستحيل تقعد معاه بنفس المكان
تنهد بعمق وهو يسكر الباب

كل شي بوقته حلو..بيجي يوم هي اللي راح تجي له برجولها وتعترف بحبه..هو مستحيل يتنازل عن كبريائه ويركض وراها..لازم هي اللي تفهم حبه بنفسها مو هو اللي يعترف لها ويعطيها جو الانسانه اللي كسبت حبه بدون ماتسوي شي

ابتسم على أفكاره وبباله هل فعلا راح يجي اليوم اللي تحبه فيه ساره؟
.
***************
.
طفت التلفزيون بهدوء وهي تلف راسها على البنتين اللي كل وحده فيهم نايمه بكنبه ولافه على الجهة الثانيه

طفت اللمبات وهي تعض على شفايفها بقوة..مع انها كانت تبي تصحيهم علشان ينامون بغرف الضيوف بس قررت تتركهم بالمجلس لما لاحظت آثار التعب على وجههم وأكيد انهم ماراح يحسون فيها لو جلّستهم أصلا

مشت خطوه خطوه وهي تتوجه ناحية الكنبه اللي جمب الباب..مدّت يدها علشان تآخذ جوالها وحطته عند صدرها وهي تشد عليه

طلعت برا المجلس بعد ماسكرت الباب بهدوء وبسرعه تحركت لعند أقرب غرفه وقفلت على نفسها وهي تتنفس بشكل متوتر وكأنها راح تبكي بأي لحظه

مسكت جوالها بيدينها المرتجفه وقعدت تدور بين الأرقام بطريقه غريبه..بين كل ثانيه وثانيه توقف تمسك نفسها عن لا تبكي وترجع تدور مره ثانيه على اسمها

" أنا ما أقدر أكتم أكثر ما تعودت على كذا احس اني بنفجر اذا ما تكلمت معاها..ساره الوحيده اللي راح تفهمني..هي دايما كذا من يوم كنت صغيره هي اللي تحل مشاكلي وتوقف معاي..أكيد راح تساعدني بهالمشكله..مافي غيرها أختي الكبيره اللي اقدر اقول لها همومي"

رفعت الجوال عند اذنها وهي تسمعه يرن وبداخلها تدعي انها ترد عليها..لأنها ان ما ردت عليها الحين ما تدري ايش ممكن تسوي بروحها

سكتت لما سمعت صوت اختها الهادي وهي ترد عالجوال
ساره:الو

همست عبير وهي خايفه لا أحد يسمعها : ساره وأخيرا رديتي !

عقدت ساره حواجبها وهي تحس بشعور غريب بقلبها من اتصال عبير المفاجئ..أكيد فيها شي كبير علشان تدق عليها بمثل هالوقت

تكلمت ساره بهدوء عكس اللي بداخلها: توقعتك تكونين مشغوله بالملكه اليوم علشان كذا ما كلمتكم وبعدين مو المفروض امي الله يهداها تعطيني آخر الأخبار

قالت عبير بسرعه : امي تعبت شوي بنص الملكه ودخلت غرفتها ترتاح..بس انا ابيك الحين! ابي اقول لك شي كاتم على قلبي والله

بلعت ساره ريقها بتوتر : بسم الله عليك ياختي شفيك؟ قولي لي شلي موجع قلبك؟

حست انها بتنفجر بأي لحظه بس تماسكت وهي تقول بصعوبه: لحقيني ياساره طحت بمصيبه ومو عارفه كيف اطلع منها

زفرت ساره وهي تحاول تهدي نفسها من داخل علشان لا تحس عبير بالخوف اللي تملك قلبها لما سمعتها وهي تقول كلمة (مصيبه)

قامت ساره من على السرير بتوتر وهي تقول بهدوء: عبير..اهدي وسمي بالله وقولي لي وش اللي صار لك بالتفصيل؟

سمعت عبير كلام ساره وسمت بداخلها..حطت يدها على فمها بتوتر : والله مو عارفه كيف أبدأ..مدري ايش اقول..انا..انا مو عارفه.....

نزلت الجوال من يدها وبدأت تبكي بصوت عالي..ماقدرت تتحكم بنفسها قدام ساره..كيف تفضفض لها ايش تقول ايش تخلي..حست بضياع داخلها و الخوف بدأ يرجع لما تذكرت الشخص اللي هي مرتبطه فيه الحين

رمشت ساره أكثر من مره وهي تسمع صوت بكاء اختها..بدأ قلبها يدق بسرعه وهي تفكر بالاحتمالات اللي ممكن تكون صارت عندهم..لا يكون احد من اهلها صار له شي وهي ما تدري..لا يكون راشد سوى شي لأبوها و كل اللي كانت هي تسويه راح بعرض الجدار

ماقدرت تتحمل سيل الأفكار اللي بدت تخليها ترتعب وصارت تمشي بالغرفه وهي تشد على قبضتها بقوة..تكلمت بعصبيه وقلّ صبر : عبيــر!..عبيــــــر! ردي علي وينـــك !

سكتت عبير ومدت يدها تمسح دموعها وهي تحاول تتماسك لا ترجع تبكي مره ثانيه..أخذت نفس و هي ترفع الجوال لعند اذنها مره ثانيه : الو

ساره بعصبيه وهي تصر على اسنانها : عبير اهدي وقولي لي شفيكم! ايش اللي صاير بالضبط في البيت واللي مخليك كذا؟

ناظرت عبير الأرض بحزن : تركي

ساره بإستغراب: تركي؟!

هزت عبير راسها وهي تأكد كلامها : ايه يا ساره تركي..تركي ولد خالتي غاده اللي كلهم أجبروني أوافق عليه وانا مابيه

سكتت ساره شوي على ماستوعبت اللي تقوله عبير..الحين هي من جدها تتكلم؟!كيف أجبروها؟ يعني هي مو راضيه بهالخطبه من البدايه!

قالت وهي تحاول تفهم السالفه أكثر لأنها الى الآن مو عارفه كيف صارت عبير بهالوضع : عبير انتي شقاعده تقولين؟! انا مو فاهمه قصدك..يعني انتي مو موافقه على تركي؟

عبير بغصه : اقولك غصبوني عليه كيف أكون موافقه!

بلعت ريقها وهي تتكلم بهدوء علشان لا تتأثر أختها : طيب ليه ما تكلمتي؟ ليه ما قلتي لهم قبل لا يجون ويخطبونك؟ وكيف أمي وافقت على هالشي بدون لا تآخذ رايك؟

عبير بألم وهي تتذكر بنت خالتها الخبيثه اللي لعبت بحسبتها : كل شي صار بسرعه وامي ما رضت تسمعني..الكل يفكرني مستانسه وانا من داخلي مغبوته يا ساره والله احس اني راح أنفجر بأي لحظه
حزنت ساره على أختها..كل هذا يصير وهي ما تدري عنها..كيف تحملت كل هالهم لحالها..عبير مو من النوع اللي يكتم..اي مشكله تصير لها على طول تلجأ لأي أحد علشان يساعدها..مستحيل تخلي شي بقلبها مثل ساره ولا ماراح تقدر تعيش

زفرت ساره هواء وهي تقول بحنان: وليه ما كلمتيني؟ كنت أقدر أكلم أمي وأقنعها انك مو راضيه..لو انك بس فضفضتي لي من قبل ما كان راح يكون بيننا مثل هالكلام..(كملت بحزن) بس لأني بعيده ياعبير مايعني اني ما أقدر أساعدك

نزلت دمعتها وهي تبتسم بألم : ماحبيت أدخلك بمشاكلي..ما كنت أبي أرجع لك مثل كل مره وأخليك تخافين وتتوترين علشاني..بس في النهاية قلبي تعب وما قدر يتحمل أكثر..وهذاني جيت لك بعد ما أتعبتني هالدنيا ولا عاد فيني حيل للهموم..أبيك تعطين أختك الصغيره حل لهالمصيبه..أحس اني ما أقدر أكمل لحالي

مسحت بيدها على شعرها وهي تحس بحزن عبير يخترقها من داخل ..ماتقدر تسوي شي الحين دام السالفه انتهت وعبير صارت خطيبة تركي..كل اللي تقدر تسويه انها تهديها وتشرح لها الوضع الجديد اللي هي فيه..لعل وعسى تتقبله وتعيش حياتها بسعاده عكسها هي

قالت ساره بهدوء: عبير حبيبتي..انتي الحين تعتبرين زوجة تركي يعني تفكيرك القديم لازم تنسينه وتعيشين الوضع طبيعي..ماتدرين وين الخيره اللي ربي كاتبها لك بهالزواج..يمكن انتي اذا شفتي تركي على حقيقته راح تحبينه و بتتمنين لو انك ماقعدتي تفكرين بمثل هالأفكار..وبعدين تركي من أهلنا ومستحيل يضرك بشي بالعكس أحسه راح يكون متفهم ويمكن يعطيك كل الحريه اللي انتي تبغينها..انا ما أقولك حبيه من البدايه لا..بس حاولي تتقبلينه شوي شوي على ما تتزوجون وتشوفين حياتك معاه

غمضت عبير عيونها وهي تحس بالدموع تحرقها..لأ ساره ماراح تفهمها مثل ماهي توقعت..مستحيل أي أحد يفهمها أساسا دام ما عاش الوضع اللي هي عاشته

تكلمت بصعوبه وهي تقول : أنا مستحيل أتقبله..هالانسان مستحيل أحبه..أتمنى أموت ولا أرتبط فيه تفهمين !

ساره : فاهمه عليك والله بس اذا كان هذا نصيبك ايش تسوين؟ ارضي بقدرك وتوكلي على الله وصدقيني....

قاطعتها وهي تصرخ بصوت عالي: كنت متوقعه انك بتفهمين وضعي بس الظاهر اني كنت غلطانه!..ياليتني ما كلمتك وقلت لك اللي فيني..بدال ما تبعدين حزني زدتيه علي يا ساره

زفرت عبير هواء بعصبيه وهي تكمّل كلامها: وبعدين لا يكون بس تفكريني بسكت مثلك و أتزوج علشان أهلي لا يتضايقون..لا انا ما كنت ولا راح أكون زيك..أبدي راي الناس على رايي..هه هذا اللي ناقص بعد!

سكرت الجوال بسرعه ورمته بقوة على الكنب اللي جنبها

ضمت نفسها بيدينها وغمضت عيونها وهي تتنفس بتعب من الكلام اللي قالته.. مافكرت بشعور اختها ولا جا على بالها أصلا

كل اللي كان ببالها انها كيف راح تقدر تخلص نفسها من هالموضوع؟ الحين هي فعلا لحالها ولا في أي احد جنبها

فتحت عيونها ببطء وهي تناظر الفراغ و تفكر "انا ماتوقع اني راح أقدر أعيش من اليوم ورايح..."
.
***************
.
ناظرت جوالها بحزن وهي تفكر بقدر عبير الأكثر من مفاجئ بالنسبة لها..ماتنلام اختها اذا كانت معصبه..انك تنجبر على شي انت ماتبغاه شي صعب كيف واذا كان شي مثل الزواج
مع ان كلام عبير جرحها بس هي ما قالت الا الصج

هي اللي سكتت ولا تكلمت من البداية من قبل حتى بدون لا تعرف ان راشد كان راح يتزوجها لإنتقامه وبس

مافي أي سبب يبرر تصرفها غير شخصيتها الضعيفه والمثيره للشفقه

تنهدت بعمق وهي تطفي اللمبات وتنسدح بكامل جسمها على السرير ..ناظرت السقف بتمعن "معليه راح يتحسن وضعي مع الأيام..مستحيل يستمر للأسوء..صح؟!"

هزت راسها بموافقه كأنها تأكد كلامها لنفسها علشان ترتاح..كل يوم هم وحزن..ليه السعاده ماتدل طريقها مثل الضيق اللي كل يوم بقلبها؟
.
***************
.

فتحت دولاب ثيابها وهي مبتسمه بحماس..للحين مو مصدقه أن أبوها سمح لها و أخيرا أنها تداوم بالشركه وانه فتح لها مكتب جديد هناك.. أخيرا الحياة بدت تنفتح لها وكل أحلامها راح تتحقق
ناظرت رهف ملابسها الكثيره بتفحص وهي تفكر بالعبايه اللي لازم تختارها علشان تروح فيها الشركه بكرا

لوت شفايفها لما مالقت شي عجبها من ملابسها وسكرت الدولاب بطفش

قعدت على الكنبه الموجوده بغرفتها وتسندت على ورا وهي تفكر" يالله كل هالملابس ماتنفع أحسها قديمه والكل عنده زيها..لازم أروح السوق وأشتري لي عبايات جديده تناسب مود الشركه وتميزني عن غيري..مستحيل أصير مثل أي موظفه عاديه..أنا بنت رئيس الشركه لازم أكون مميزه ومحط أنظار الكل"

توسعت ابتسامتها وهي تتخيل حياتها كيف بتتغير اذا بدت تشتغل والأشياء اللي راح تغير روتينها الممل..أكيد راح تستمتع هناك وهي تتأمر على اللي رايح و اللي جاي

ضحكت وهي تآخذ جوالها اللي كان موجود على الطاولة اللي جنبها..ضبطت منبهها على الساعه سبع الصبح و كتبت عنده "أول يوم دوام !!!"

حط جوالها تحت ذقنها وهي تبتسم بقوه "بدت حياتي تمشي صح..ما بقى غيرك يا فهد تكون من نصيبي و بعدها كل شي بيصير مثل ما كنت أبغى و زياده"
.
***************
.

في بيت أبو فهد

قعدت رغد من نومها وهي تناظر المكان بعيون مغمضه من التعب " الحين أنا وين؟!"

رفعت راسها وهي تعتدل بجسمها وترجع تفتح عيونها زين علشان تتعرف عالمكان اللي كانت منسدحه فيه

ماطرى على بالها انها نايمه بمجلس بيت خالتها لأنها اول مره تنام فيه..ولا تذكرت اي شي الا لما طاحت عيونها على أسماء اللي كانت نايمه بفوضويه على الكنبه اللي جمبها ولا هي حول الدنيا

تنهدت وهي تنتبه على الدرايش ان السماء مازالت مظلمه و شكلهم ناموا ولا حسوا بأنفسهم من التعب
عقدت حواجبها بإستغراب لما لاحظت أن عبير مو موجوده معاهم بنفس المكان

فكّرت بهدوء بينها وبين نفسها "شكلها راحت تنام بغرفتها وتركتنا هنا..همم في النهاية النوم عالسرير أريح لها بما انها تعبت كثير اليوم"

لفت راسها بإرهاق وهي تحط يدها على شعرها المنكوش ويدها الثانيه تغطي فيها فمها وهي تتثاوب
مسحت على عيونها وهي تقوم من مكانها وتطلع برى المجلس

كانت تبي تروح الحمام و ترجع تنام مره ثانيه لأنها ما كتفت وتحس بأن جسمها يحتاج يرتاح أكثر
توجهت بخطواتها السريعه للصاله اللي كانت كل أنوارها مسكره و الظلام مسيطر عليها

ما كان في أي صوت بالمكان لدرجة خوفت رغد اللي كانت تسرع بمشيتها بس علشان توصل للحمام بسرعه بس وقفت فجأه بمكانها وهي تنتبه على النور اللي جاي من الغرفه اللي بالصاله

"غريب ان الأنوار مفتوحه بهالوقت بالذات وخصوصا وان الكل نايم"

لفت انتباهها ان الباب كان شبه مفتوح و جاها فضول اذا كان في أحد داخل الغرفة او لأ

ضيقت عيونها وهي تناظر باب الغرفه" يمكن تكون عبير ناسيه اللمبات قبل لا تروح تنام..و لا يمكن يكون فهد توه راجع من المستشفى؟"

وقفت بمكانها وهي تفكر اذا كان فهد مستحيل تدخل عليه كذا..ايش بيقول عليها بعدين؟!

هزت راسها بعدم اهتمام وهي تقول بخاطرها" معليه انا بس بطلّ من برى الباب وأتأكد اذا في أحد بالغرفه ولا لأ بعدين بمشي عادي"

مشت بشويش وهي تقرب من عند الباب وتفتحه بهدوء على وجهها ابتسامة فضول

اختفت ابتسامتها ووجهها بدأ يبهت تدريجيا لما انتبهت على جسم عبير الطايح على الأرض بدون أي حياة

كان ودها تتحرك علشان تشوف اذا كانت جثة البنت اللي قدامها حقيقه ولا خيال بس ماكان عندها الجرأه انها تقّرب أبدا

معقوله تكون تتخيل من قلّ النوم ؟

تركت مقبض الباب وهي تبلع ريقها وتشد على قبضتها كمحاولة منها علشان تقوي نفسها و لا تتراجع بخطواتها

دخلت الغرفة بصعوبة وهي تحاول تتنفس بس مو قادره

تحس الهواء كلماله ويثقل عليها بسبب الصورة اللي بدت توضح كلما خطت خطوة لجهة عبير
فتحت عيونها على وسعها وهي تحط يدها على فمها بقوة بسبب المنظر المخيف اللي قدامها

الصدمه شلّتها وهي واقفه بمكانها وتناظر الغرفه بتشتت لما طاحت عيونها على السكينه المرميه بالأرض جمب بنت خالتها وبدأ عقلها يستوعب المصيبه اللي قاعده تشوفها

" عبير انتحرت! "

شهقت بصمت وهي تتأمل وجه عبير برعب

مغمضه عيونها بشكل مؤلم والدموع كأنها شلال على خدودها

وجهها الصافي كان شاحب مثل الثلج كأنها تركت الحياة من سنين ويدها اللي قطعت عروقها رافعتها على فوق والدم مبلل السجاد الأبيض اللي تحت جسمها

ما كان ببال رغد بذيك اللحظه غير انها تتأكد اذا كانت عبير حية ولا ميته وهذا التصرف الوحيد اللي قدرت انها تفكر فيه

أخذت نفس أكثر من مره وهي تبلع ريقها وتزفر الهواء من فمها وترجعه مره ثانيه..رجولها ترتجف وهي تقعد جمب جسم عبير بشكل سريع وتمسك يدها السليمه علشان تشوف نبضها

صوت نفس رغد المتكرر كان يزيدها توتر و بدت تبكي بصوت متقطع بسبب الموقف اللي هي فيه واللي كان أكبر منها بكثيــر.. مع ذلك كانت تحاول تهدأ علشان تحس بالنبض وهي مبعدة وجهها عن عبير

فقدت رغد الأمل ولا قدرت تستشعر أي احساس بالحياة من يدها

تركتها بسرعه وهي تحط يدها عند صدر عبير وتحاول تثبت على مكان القلب بهدوء..كان هذا الأمل الأخير لها واللي خلا الدموع تندفع من عيونها وهي مثبته يدها على الجهة اليسرى من صدر عبير

انقطع النفس عندها وهي تحس بقلب عبير لازال ينبض وبدون أي تفكير قامت من مكانها بسرعه وهي تركض للمجلس بدون لا تشوف طريقها

خذت جوالها وهي تتنفس بتوتر و تناظر الأرقام بشكل سريع " أدق عالإسعاف ولا على ..."

ضغطت على الرقم ورفعت الجوال لعند اذنها وهي تتحرك بمكانها وتشد على يدينها بترقب

بلعت ريقها وهي تسمع صوته و بدون أي تأخير ردت : الو تركي؟!
.
***************
.
صحى من نومه على صوت منبه الجوال اللي صار له كم دقيقه وهو يرّن..مسك جواله بتأفف وهو يسكره بسرعه حتى ينقطع عنه صوت المنبه المزعج

قام من مكانه بتعب وتجهز بشكل سريع للجامعه..اليوم راح يآخذ ساره بنفسه للدوام حتى يتأكد انها بأمان خصوصا مع التهديدات الخارجيه لرجال الرئيس

توه يلاحظ ان البودي قارد اللي ما كان أساسا تبعه و الرئيس كان معينه علشان يراقبه ويسمع كلامه اختفى فجأه

هذا دليل واضح على ان اسلوب الرئيس بدأ يتغير عليه وكأنه طلع من تحت رقابته وممكن بأي لحظه يفآجئه بشي ينهي فيه حياته

تنهد بعمق وهو يناظر نفسه بالمرايه و يحاول يربط ربطة العنق بشكل مرتب على رقبته بس ما كانت ضابطه معه أبدا ..رجع يربطها للمره الألف و كالمتوقع الفشل كان حليفه

فتحها بشكل سريع ورماها على السرير بملل..ناظر نفسه بالمرايه وعدّل الجاكيت الرسمي الكحلي على قميصه و هو يهز راسه برضى

مو مشكله راح يداوم بدون ربطه اليوم..مو أول مره تصير له مثل هالحركه..أصلا هو مايضبطها الا نادرا بس دايما كل صبح يحاول لعل وعسى تنجح محاولته ويصير ماهر بهالشي

ضيق عيونه بإنزعاج وهو يلاحظ شعره لأول مره ويحس انه شكله موعاجبه

مسك المشط بشكل سريع وبدأ يغيّر بشكل شعره..مره يخليه يمين..مره يخليه كله على وراه..مره يرجعّه مثل ماكان بالبدايه..ونفس الحاله يحس انه صاير فوضوي بزياده

مع ان شعره كان طالع مرتب بس مايدري ليه كان وده لو يطلع أوسم من كل مره علشان تلاحظه البنت اللي قاعده بالغرفه الثانيه

نظره إعجاب منها راح تخلي قلبه يرتاح بأنها على الأقل تشوفه كرجل وانها ممكن تكّن له حب ولو قليل بقلبها

مايدري ان ساره مايهمها هالشي أساسا لأن الوسامه بنظرها تجي مع شخصية الانسان نفسه وبما انها تكره راشد فأكيد ان وسامته ماراح تأثر فيها وانها تشوفه شكليا مو ذاك الجمال بسبب شخصيته القاسيه

لو انه بيّن لها حبه من البدايه وعاملها زين ما كانت راح تلاقي أي رجل بالدنيا أجمل منه..لو كان بس يفهم طريقة تفكير ساره الغريبه كان ملك قلبها من زمان ولا كان راح يلاقي صعوبه في انه يخليها تحبه..لو كان يدري!

بانت ابتسامه صافيه على وجهه بعد ما رضى وأخيرا بطريقة ترتيبه لشعره واللي كانت نفس تسريحته من قبل بس غيّر فيها تغيير جدا بسيط خلاه يقتنع بشكله أكثر

طلع من الغرفه وهو ماسك بيده معطفه الثقيل وباليد الثانيه ملف بأوراق مهمه يحتاجها لرسالة الدكتوراه

التفت على الغرف قبل لا ينزل وقررّ انه يدق عليها الباب علشان يصحيها وهو بالأساس يبي يعرف بأي غرفه هي نايمه فيها

كان في غرفتين للضيوف مقابلينه وأكيد انها بوحده منهم..قرب من أول غرفه ودقّ كم دقه على الباب بهدوء وهو ينتظر صوتها بترقب

دق عليها مره ثانيه لما ماسمع أي صوت و انتظر دقيقه بمكانه

فتح الباب بهدوء وهو يشوف الغرفه مظلمه من داخل وتأكد انها مو موجوده فيها لأنها كانت فاضيه من أي غرض يخّصها


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-17, 07:44 PM   #65

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

سكر الباب وهو يلتفت عالغرفه الثانيه بخبث

ابتسم وهو يمشي بخطوات بطيئه ويمسك مقبض الباب بهدوء

فتح باب الغرفه بطريقه عاديه كأن اللي يسويه شي طبيعي و انه متعود يدخل عليها كذا فجأه وبالواقع هاذي أول مره يحس فيها انه راح يدخل عليها كزوج محب ويشوفها قاعده داخل الغرفه بهدوء أو انها نايمه بعفويه شديده وهي تحتضن نفسها مثل عادتها

عقد حواجبه بدهشه وهو يتأمل أرجاء الغرفه الفاضيه وخاليه من أثرها

السرير كان مرتب بإتقان و أغراضها البسيطه موجوده على التسريحه بشكل مثالي..مافي أي صوت يدل على وجودها بالغرفه والشي الواضح انها اكيد قعدت قبل راشد بوقت

تأفف بحده وهو يتحرك بشكل سريع و ينزل من الدرج وهو يتلفت يمين ويسار بالشقه

سمع صوت حركه بالمطبخ و توجه لعنده بدون تفكير وهو يفتح الباب بسرعه وعيونه تناظر المكان بتفحص

شاف كاثلين وهي تغسل الصحون بإندماج وحس بخيبة امل كبيـره..كيف يكون مهمل لهدرجه ويتركها تطلع بهالطريقه ولا كأنه موجود من الأساس! بس هو ما كان يدري انها راح تقعد بدري وتسبقه للجامعه

حس بعقدة كبيره مستحيل تنفك وتنحل كذا لحالها..اذا كان كذا أولها كيف راح يتصرف بعدين لو مسكها الرئيس؟! هو منبهها انها تتصرف كأنها ما تعرفه بالجامعه و من خلال اللي شافه منها أكيد انها راح تسمع كلامه

مستحيل ترد عليه لو دق عليها وهذا اللي راح يزيد عليه صعوبه انه يعرف مكانها ووين تروح ووين تجي..بس يمكن لو حاول يدق عليها الحين هل راح ترد عليه؟؟

رمش أكثر من مره وهو ينتبه على كاثلين اللي كانت تناظره بابتسامه وهي تسأله : هل أنت ذاهب الآن ياسيدي؟ لقد حضرت الفطور ان كنت تريد الأكل قبل الذهاب لعملك

هز راسه وهو يناظر الفراغ بشرود : لا..سأذهب الآن حتى لا أتأخر..لدي بعض الأعمال المهمه في الجامعه ويجب أن أنهيها اليوم

رجعت كاثلين تغسل الصحون: لقد خرجت الآنسه قبلك بدقائق وأظن انها في طريقها للجامعة أيضا
هز راسه بتفهم وهو يتحرك على ورا علشان يطلع من المطبخ بس وقف فجأه لما تذكر شي ورجع

التفت على كاثلين وهو يقول : اه صحيح عيد ميلاد سعيد كاثلين..آسف لأنني لم أكن موجودا بالأمس حتى أهنئك فلقد كنت مشغولا بعملي

عقدت كاثلين حواجبها وهي تناظر راشد بإستغراب شديد: ولكن سيدي..عيد ميلادي لن يأتي سوى بعد شهرين

رفع حواجبه متعجب من كلامها: حقا؟!

هزت راسها بتأكيد وهي تآخذ المنشفه اللي جمبها : نعم..عيد ميلادي في فبراير وليس ديسمبر..لابد وأن الأمور اختلطت عليك يا سيدي..لا بأس سأنتظر تهنئتك لي بعد شهرين

ضحكت وهي تنشف الصحون ولا لاحظت نظرات راشد الغريبه عليها

كيف؟! والكلام اللي سمعه أمس من ساره؟ والكيكه اللي كانت مسويتها علشان كاثلين؟ ايش معنى كل هذا وليه تكذب عليه وتقوله انه عيد ميلاد كاثلين..ايش جواب كل هالأسئله؟

غريبه فعلا غريبه هالبنت و لا لها جواب..مافي سبب يخليها تكذب عليه ولا هو قادر يعرف ليه هي تعنت وسوت اللي سوته

هز راسه وهو يبعد هالأفكار عنه..لازم يتأكد انها فعلا موجوده بالجامعه وهذا الشي المهم اللي لازم يسويه الحين

مشى برى المطبخ وهو يطلّع جواله من داخل جيبه..دق عليها وهو واقف بنص الصاله ويناظر المكان وهو يتنهد

قعد دقايق ينتظر انها ترد بس مثل ما كان متوقع مستحيل ترد عليه

اغلق المكالمه وهو يناظر اسمها بجواله "خادمتي"..تغيرت ملامحه للعصبيه وهو يزفر بحده : غبيه !
.
***************
.
استغربت بالبدايه انه داق عليها وتوقعت انه يكون شي مهم وكانت بترد عليه بس لما تذكرت استواجبه اللي ما كان له داعي أمس غيّرت رايها..أكيد انه راح يهاوشها لأنها طلعت قبله ولا حتى كلمته انها راح تطلع بدري اليوم

ماله داعي تجبر نفسها تسمع لمحاضره من محاضراته البايخه كأنه مسؤول عليها وهو أساسا مايشوف غير نفسه

كانت واقفه عند بوابة المبنى تنتظر سيارة محمد اللي تتأخر عليها مثل كل يوم ومع ذلك ما ودها لا تعاتبه ولا تلومه

ماتدري ليه لما تشوفه تحس كأنه بداخله مليان كلام وانها مستحيل تعرفه او تفهم له..كأنه نوعا ما يشبهها

طول الأسبوع اللي فات هو اللي كان يوصلها وكاثلين كانت تركب معاها دايما بس اليوم حست أن كاثلين مشغوله بزياده ولا حبت أنها تثقل عليها بروحتها معاها وهي خلاص تعودت على الطريق وحست ان الجامعه قريبه فماله داعي تروح معاها اليوم

مع انها ما كانت مرتاحه انها تركب لحالها مع محمد بس قالت اذا كان بس على هالمره ليش لأ خصوصا وان محمد مايتكلم معاها ولا حتى يلتفت عليها..بمجرد ماتنزل من السياره على طول يحرّك ولا كأنها كانت راكبه معاه من الأساس..محسسها كأنها عاله عليه وهالشي خلاها شوي ترتاح من ناحية انه مستحيل يسوي لها شي او انه يقرب منها

دخلت جوالها داخل شنتطها الصغيره وعدلّت شنطة اللاب توب اللي كانت ماسكتها بيدها و الكيس اللي ماسكته بيدها الثانيه

زفرت هواء وهي تتخيل لو ينزل راشد الحين ويشوفها وهي واقفه تحت شبيسوي فيها..أكيد راح يعصب ويمكن يمنعها تداوم اليوم مثل ما منعها تطلع اول ماوصلوا باريس..تمنت لو انها تشوف سيارة محمد وتركب فيها بسرعه بس حضرته للحين ما شرف

عقدت حواجبها وهي تلتفت على ورا وتناظر داخل المبنى بتوتر "كأنه تأخر اليوم بزياده؟!"
.
***************
.
في جهة ثانيه قريبه من نفس المبنى

كان واقف جمب سيارته وهو ماسك جواله وعلى وجهه ابتسامه واسعه بسبب الأخبار اللي سمعها امس..كان توه يعرف ان الرئيس المسؤول عن انفجار طائرة روسيا وانه بدأ و أخيرا بتحركاته
شكله هددّ راشد أكيد بما انه يبغى البنت اللي معاه..ودي أعرف ليه هالبنت بالذات مهمه ويبغاها لهدرجه؟ ايش ممكن تكون بالنسبه للرئيس؟ لا يكون يحبها من زمان او ممكن تكون حبيبته الأولى مثلا؟!

هز راسه وهو يستبعد هالفكره "لا لا مستحيل أحس ان الرئيس ماعنده مثل هالأفكار..اصلا ماعنده وقت للحب والخرابيط البايخه هاذي..(عقد حواجبه) بس حتى راشد كان نفس الشي كان مستحيل يصدق انه راح يحب بيوم من الأيام من كثر ما كان قافل على قلبه..يعني ممكن يكون الرئيس يحبها!..انا ليه ما فكرت بهالناحيه من قبل؟ (هز كتفه بغير مبالاة) يمكن لأني مو مهتم لهالموضوع من الأساس..أهم شي أخلص شغلي و آخذ المقابل عليه"

رفع جواله لعند اذنه وهو يتذكر اتصالها اللي فآجأه أمس.. للحين مو مصدق ان جوانا اقتنعت بأنها تساعده..كانت كل ترفض بالبدايه بحكم انها تحب راشد ومستحيل تخونه بس مبين من عصبيتها أمس انها اكتفت منه وشكلها تبي تنتقم منه مثلا؟!

ما كان محمد قادر انه يفهم دائرة الحب والكره المتواصله..ماعمره حس بهالمشاعر لأنه كان يعيش لنفسه وبس..مافي أحد كان معاه من بداية حياته واهتم له غير الرئيس وهذا اللي اجبره انه يكون وفي طول السنين اللي عرفها فيه

والغريب بالموضوع هو احساسه بأن الرئيس يفهمه بشكل مو طبيعي كأنه صديقه اللي يعرف أسراره..لا لا هو أكثر من صديق هو مثل التوأم اللي يحس فيه ويعرف ايش اللي يألمه و فاهم على تفكيره

بس بداخل محمد فضول كبير بأنه هو يتعرف على الرئيس أكثر..مين اللي ورا القناع؟وليه يسوي كل هالخطط ويتصرف مثل العصابات اللي بالأفلام؟ كم عمره؟ هل هو أكبر منه ولا بنفس عمره؟ واحتمال يكون أصغر منه هو مايدري بسبب بنية جسم الرئيس وشكله اللي تخليك تشكك بعمره

وقفت أفكار محمد لما سمع صوت جوانا بالجوال وابتسم وهو يقول : أحلى ألو اسمعها منك يا جميله
ردت بقل صبر وعدم فهم : مالذي تقوله؟ تعلم جيدا انني لا أتحدث العربيه

محمد بضحكه : اقول انك اجمل انسانه بهالكون يا جوانا

جوانا باستنكار: هل انت تستهزئ بي الآن؟ ربما كنت تشتمني بلغتكم

ضحك بصوت عالي على كلامها اما هي تأففت وهي تقول : سيد محمد قل ما تريد قوله بسرعه والا فإنني سأغير رأيي الآن في العمل معك

سكت شوي بس الابتسامه مازالت بوجهه : اذا انتي فعلا ستتعاونين معي وستخونين راشد؟

جوانا :نعم..أكنت تظنني أكذب عليك مثلا..فقط أخبرني بما علي فعله وسأنفذه حرفيا

تحولت ملامحه للجديه: حاليا لا توجد أوامر ولكني أريدك أن تعاملي راشد كالسابق وكأن شيئا لم يحدث بينك و بينه

عقدت حواجبها بتفكير : أظن بأني أستطيع فعل ذلك..حسنا وماذا بعد ؟

ركب سيارته وهو يناظر للأمام: سأخبرك بالباقي لاحقاَ عندما أحتاجك

سكر الجوال بسرعه وحرّك السياره متوجه عند ساره..كان يسوق بدون تركيز لأن كل تفكيره كان بالوقت الوهمي اللي محدده الرئيس لراشد

محمد كان ينتظر أي اتصال من الرئيس يطلب منه يآخذ ساره بعيد بس الى الآن ما جاه شي..احتمال كبير يكون بعد يوم او يومين ويمكن يكلمه الحين ويقوله يآخذها بدون أي اهتمام براشد

"كل شي جايز وبحسب خبرتي مع الرئيس مستحيل انه يسوي شي طبيعي أكيد في خطه غريبه مجهزها لراشد وراح تكون نهايته فيها"

عبس بوجهه بدون شعور..مهما كان عدم اهتمامه بالناس قليل بس راشد غير عنهم..صح انه يكذب عليه ويخونه من ورا ظهره بس هذا ما يمنع انه يفكر فيه كصديق..راح يفقده..راح يشتاق له بقوة بس مايقدر يسوي شي بهالموضوع

تنهد بحزن وهو يفكر..اذا كان الرئيس مخطط على شي..محد بالدنيا يقدر يوقف بطريقه
.
***************
.
.............: عبير بالمستشفى؟!! ليه وش صاير؟ شفيها تعبت عليكم البنت فجأه؟

تنهدت رغد بتعب وهي تسمع صراخ امها من ورا الجوال..من بعد اللي شافته في بنت خالتها ما قدرت تنام من التفكير وقررت تكلم أمها وتقولها يمكن تريحها شوي..بس الظاهر ان قرارها كان خاطئ وزين انها ما علمت امها عن كل شي ولا كان هلكتها بالأسئله

قالت رغد بهدوء : يمه مافيها الا العافيه..كل اللي صار ان عبير عرفت ان امها طاحت علينا بالملكه و شكل هالخبر سبب لها صدمه خلتها تتعب شوي و اضطرينا نوديها المستشفى

زفرت هواء براحه وهي تجلس عالكرسي : ايه قولي كذا من الأول..خرعتيني عالبنت قلت الحين صاير لكم شي بس الحمدلله ان الموضوع طلع بسيط ولو عرفت عبير ان امها بخير بتصير طيبه ان شاء الله..عاد قلتي لي بأي مستشفى هي؟

رغد بتعب : لا يمه مافي داعي تجين..الحين بيكتبون لها خروج

ام سلوى باستفهام : لحظه..الحين مين اللي موديها المستشفى؟

سكتت رغد لما سمعت سؤال امها ورجعت ببالها ذكرى الأمس لما كلمت تركي وطلبت منه يجي بأسرع وقت لبيت خالتها علشان عبير اللي ممكن تموت بأي لحظه

للحين تتذكر وجه تركي المبهوت أول ما فتحت له الباب..الخوف كان مبين من عيونه ورجفة صوته لما نادى باسمها وهو يناظر رغد بحيره: عبـــــيـــر؟!

تحركت رغد بسرعه للداخل علشان يلحقها للغرفه اللي فيها عبير

تكلمت بصوت متغير من البكاء وهي تدخل الغرفه : أانا دخلت هالغرفه وشفتها طايحه وماعرفت شفيها .. بس لما قربت ...

سكتت شوي تتمالك نفسها علشان لاتبكي بقوة: لما قربت منها لقيتها مقطعه يدها والدم معبي المكان

هنا ماقدرت رغد وقعدت تبكي من جديد وهي تناظر تركي اللي راح عند عبير وجلس عندها بقل حيله
ماقدرت رغد تشوف ملامحه اللي تغيرت ميه وثمانين درجه عن قبل وتنفسه اللي بدأ يضيق عليه وهو يشوف وجهها الشاحب

قام بسرعه وهو يتلفت على المكان و يمشي لجهة معينه

استغربت رغد وهي تشوفه يشيل اللحاف اللي على السرير ويآخذ الشرشف اللي تحته

بحركه سريعه منه قطع الشرشف لقطعه طويله وقرب من عبير مره ثانيه..مسك يدها المليانه دم ولف عليها من الشرشف أكثر من مره

صرخ بعصبيه خلت رغد تفز من مكانها برعب : انتي ليه ما وقفتي النــزيــف؟ تبينها تمـــــوت!
تكلمت رغد بتوتر وهي مو عارفه شتقوله : انا انا مدري..ماعرف الاسعافات الاوليه و...

قاطعها بصرخه ثانيه وهو يشيل جسم عبير البارد بين يدينه : خلاص مابي اسمع كلمه ثانيه! انا بوديها المستشفى الحين وإياني وإياك تعلمين أحد عن هالسالفه يا رغد..(كمل بحده) فاهمــه!

هزت رغد راسها بشكل سريع و دموعها تنزل من عيونها بدون لا تحس

ما أخذ دقيقه الا وهي تشوفه طالع برا البيت ومحرك السياره بأقصى سرعه عالمستشفى
من ذاك الوقت ما قدرت تنام ولا حتى تقعد مكانها براحه..تبي تعرف أي شي عن عبير اذا كانت بخير ولا ....

"لا لا ان شاء الله هي بخير..لا تكونين بهالتشاؤم يارغد..عبير بخير أنا سمعت نبض قلبها أكيد هي زينه وتركي لحق عليها ووداها المستشفى بسرعه..ايه مستحيل يكون صاير لها شي"

قطع على أفكارها صوت أمها : رغد!..مين اللي ودى بنت خالتك المستشفى؟

بلعت رغد ريقها وهي تقول بهدوء : تركي
.
***************
.
مغمضه عيونها وما تشوف غير الظلام..تحس بالألم بكامل جسمها بس مو قادره تتحرك ولا حتى قادره انها تفتح عيونها

كان مثل العذاب النفسي لها..بداخلها تقاتل علشان تصحى و تشوف ايش اللي حاصل لها بس مهما حاولت ما كانت قادره تحرّك جفونها أبدا

تحس بمجهود كبير بسبب هالحركه البسيطه اللي أنهت كل طاقتها علشان تسويها

طيب ليه كل هالوجع اللي تحس فيه؟ ايش اللي صار لها علشان تكون بهالحاله؟

سمت بالله بقلبها وهي ترخي جفونها وتحاول تفتح عيونها ببطء..رمشت بخفه وهي تحس بالنور القوي اللي فآجأها و خلاها تسكر عيونها مره ثانيه


حست عينها تعودت عالنور وهي مغمضه ورجعت فتحتها من جديد وهي مضيقتها..حاولت قد ماتقدر انها تبقي عيونها مفتوحه لما بدت تتوضح الرؤيه لها

ناظرت الغرفه اللي هي فيها بعيونها وما خذت ثانيه علشان تستنج انها مو بغرفتها

غرفتها ملونه وزاهيه وتعطي شعور بالحيويه اما هالغرفه كلها بيضاء حتى الشراشف اللي عليها تحسسها ببروده غريبه ويدها...

عقدت حواجبها باستغراب وهي تناظر ابرة المغذي المغروزه في يدها بتعجب.. مغذي؟! يعني أكيد هي بالمستشفى؟!

بس متى؟ و كيف؟ وليه هي بهالمكان؟

آخر شي تتذكره كان مكالمتها لساره بنص الليل علشان تشكي لها وضعها و مافي أي شي بذاكرتها غير هالموقف

معقوله صاير لها شي أمس؟! ولا يمكن أغمى عليها من بعد ما حست بالضعف مثلا؟!
"لحظه! أتذكر اني دخلت المطبخ وانا معصبه! (رفعت حواجبها وهي تتذكر) صح صح حتى رحت وفتحت الدرج اللي جمب المغسله و خذت من داخله....."

شهقت برعب وهي تتذكر منظر السكينه بين يدينها المرتجفه و كيف طلعت مره ثانيه ورجعت الغرفه بسرعه قبل لا أحد يشوفها

"لا مستحيل أكون... انتحرت؟!!"

حاولت تقعد على حيلها وهي تقوم نفسها بيدها بس ماقدرت غير انها تسند ظهرها شوي عالمخده اللي كانت تحت راسها

تنفست بتعب وهي تقلب يدها و تتأمل انها تكون غلطانه بداخلها..يمكن تكون فكرة الانتحار من خيالها و أكيد انها دخلت المستشفى بس لأنها تعبت عليهم أمس

تحطمت كل آمالها لما شافت الشاش الملفوف على رسغها وتغيرت ملامح وجهها للألم لما الأحداث بدت ترجع لها بوضوح

كيف قدرت تسوي مثل هالفعله الشنيعه بنفسها؟!كان ممكن تدخل النار لو ماتت..لهدرجه هي غبيه وفاقده إيمان علشان تسوي كذا؟!

كانت راح تبكي من أفكارها الكثيره اللي بدت تتراكم على قلبها بس كل اللي سوته انها غمضت عيونها بقوة علشان تمنع نفسها لا تبكي وتضعف أكثر من الضعف اللي هي فيه الحين

فتحت عيونها بعد ما هدت شوي وناظرت الغرفه بتفحص تدوّر على وحده من البنات ولا فهد على الأقل علشان يشرح لها اللي صار..يمكن يكون في تفسير ثاني لهالكلام مازال عندها أمل ان كل اللي كانت تفكر فيه مو صحيح

بس كل مشاعرها الحاليه من ضعف وخوف اختفت وتبدلت بالصدمه لما شافته هو

كان قاعد على الكرسي اللي جنبها واللي مانتبهت عليه بسبب تفكيرها بنفسها وسبب وجودها بالمستشفى

كان مكتف يدينه عند صدره العريض ومرجع راسه على ورا بتعب..نايم بإرهاق وواضح من وجهه مقدار التوتر اللي عاناه بالليله السابقه

ماقدرت تتحكم بتعابير وجهها وهي تناظره بتقزز..ما جاء ببالها أبدا سبب وجوده بنفس المكان اللي هي فيه..وليه نايم بغرفتها من الأساس..كانت بس معصبه لأنها شافته قاعد معاها ونايم جنبها بدون أي حياء مثل شخصيته اللي تعرفها من قبل واللي مستحيل تتغير بنظرها..كيف سمح لنفسه يسوي كذا وهي اللي بينت له من البدايه انها ماراح تكون له

كلما تأملته كلما زادت عصبيتها و يبدأ تفكيرها يرجع يشتغل من جديد ويعيد نفس الاسطوانه..هو سبب كل شي سيء بحياتها..هو سبب مخاوفها وكوابيسها..هو الماضي المظلم اللي أفسد مراهقتها واللي رجع مره ثانيه حتى يبين لها انها ماتقدر تنساه

بس هي غير الحين..هي كبرت وراح توريه عبير ايش تقدر تسوي علشان تمحيه للأبد من حياتها
لفت راسها بسرعه وهي تدّور بعيونها على أي شيء يبعد عصبيتها اللي تحس فيها بهاللحظه..طاحت عينها على علبة الماي اللي كانت على الطاوله القريبه من جنبه
ا
مسكتها بسرعه وهي تفتحها بدون تأخير وبحركه سريعه منها كبّت كل الماي على وجه تركي وهي تناظر ردة فعله ببرود شديد

فتح عيونه بفزع وهو يناظر المكان اللي جا منه الماي بتفاجؤ

ما كان مستوعب انها صحت وهو يشوفها قدامه لدرجة ان عيونه كانت طايره بالمكان لما وقفت عليها
هدأ تنفسه وهو يناظر بعيونها الخاليه من أي احساس..لسبب غريب ارتاح قلبه لما شافها صاحيه وتناظره بهالطريقه

مع ان العصبيه واضحه عليها بسبب تصرفها بس اذا كان هذا راح يدل على شي فراح يدل على انها تعافت من داخل وعقلها نفسه ماتغير..أمس كان خايف عليها لدرجة الموت بس الحين وهو يشوفها كذا قدامه عرف انها بخير و انها رجعت له وحمد ربه بداخله انه رجعها له سالمه بدون مايصير لها شي

قعد مده وهو يناظر فيها بصمت اما هي لفت عنه بكل برود ولا كأنها سوت شي يستحق انها تتكلم فيه او حتى توضحه..تبي تبين له كيف انه مو مهم لدرجة انها ممكن تسوي فيه شي زي كذا ولا تعطيه أي اهتمام..هذا تركي بالنسبه لها مجرد ماضي مظلم لا أكثر ولا أقل..ولا راح تعطيه أكثر من حقه

زفر هواء بهدوء وقام بدون لا يقول أي كلمه وهو يتوجه لعند علبة المناديل اللي كانت على الطاولة اللي جمب عبير

أخذ كم قطعه ومسح فيها وجهه ببطء

صح كان متوقع تكون ردة فعلها عصبيه بس مو لهدرجه..يمكن هذا أقل شي راح يشوفه منها ولازم يتوقع أي شيء ممكن تسويه مع الأيام

هذا وهم توهم للحين ما بدت حياتهم مع بعض..كيف راح يقدر يتحكم فيها ويغيّرها بعدين؟

وقف لثانيه وهو يتذكر الشي اللي فكّر فيه أمس بعد الملكه.. يمكن لو قال لها هالكلام راح توافق؟!

طيب واذا ماوافقت؟ ايش بيسوي لو كلّمت أهلهم وقالت انها ما تبيه أو غيّرت رايها..الكل راح يتكلم ذاك الوقت وماراح يقدّر يرجعها له مره ثانيه..ماله غير هالفرصه يتكلم فيها معاها بدون أي مقاطعه من أي أحد بس هم الاثنين مع بعض راح يحلّون كل شي

رمش بعيونه بسرعه وهو يسمعها تتكلم بصوت عالي ولا التفت على جهتها

زفرت هواء وهي تقول بعصبيه: اطـلـــع بـــــرا!

بانت على ملامحه ابتسامة سخريه وهو يفكر بكلامها..لو تدري انه أمس جلس سهران معاها
شبتسوي؟

لو تدري انه قعد طول الليل يسولف معاها وهي غايبه عن الوعي شبتسوي؟

ايش راح تقول لو عرفت انه قدر يلمس يدها ووجها وشعرها بدون ماتقاومه وانه اعترف لها بأشياء كثيره وقال لها كل اللي كان بخاطره أمس

كان بقربها طول الوقت ولا تزحزح من مكانه بس عشانها..وهي مو حاسه فيه أبد

الحين ما يتجرأ يقول لها أي كلمه والسبب انه خايف عليها

خايف على نفسيتها لا تتدمر أكثر وهي من أول كانت متحطمه من داخلها بسببه..اذا زوّد عليها بأي شي ماراح يسامح نفسه..لأنه يدري انه ألمها مو دواها مايقدر يتحرك ويعطيها اللي بداخله

لازم يمشي بالتدريج وهو عارف هالشي من قبل لا يآخذها ويملك عليها

تكلم بهدوء وهو يبتسم ويناظر الجدار اللي قدامه: ليه سويتي كذا؟

التفتت عليه بحده وهي تقول :انت ماتفــهـــم! اطلع برا لأصــرخ الحين واخلي كل اللي بهالمستشفى يتجمعون عليـــك!

ابتسم بينه وبين نفسه على كلامها..ماراح يستغرب منها هالفعل ..هذا الشي الطبيعي اللي راح تسويه هي بالذات وهو أكثر واحد عارف بهالوضع

تحولت ملامحه للجديه وهو يتكلم بدون لا يعطي أي اهتمام لكلامها: انتي كيف قدرتي تأذين نفسك بهالطريقه؟ ماتعرفين ايش هي عقوبة المنتحر في الآخره؟ الحمدلله قدرنا نلحق عليك بأسرع وقت و لا كان الحين....

سكت وهو يزفر هواء بهدوء..ما كان وده ينهي هالجمله بس ماقدر يمنع نفسه انه يعاتبها على فعلتها و يبين لها انها غلطت..للحين يحس بحزن عليها و عنده فضول يعرف السبب اللي خلاها تسوي كذا
أخفض جفونه وهو يقول بنبره غريبه: لهدرجه ماتبغيني أكون بحياتك....

قاطعته عبير بعصبيه وهي تقول: هذا شي بسيط لما تقارنه باللي سويته فيني..أنت قلبت علي حياتي! خليتها كلها خوف وترقب وكوابيس ما أنساها أبد لأنها كل يوم تتكرر علي..تبغاني أتقبل الوضع اللي كلكم حطيتوني بابتسامه وأنسى كل شي؟ لا أنا مو كذا..عبير مو كذا !

ناظرته عبير بكل قوة وهي تقول:اذا أنت ما فهمت شي من اللي شفته أمس راح أقولها وقدامك الحين..(همست بحده وهي تأشر على نفسها وعليه) أموت ولا ارتبط بواحد مثلك!

ابتسم بألم وهو ينزّل راسه بالأرض

جرحته كثير بيوم واحد..كان يدري انها سوت هالشي بسببه بس انه يسمع هالكلام منها مباشره كان كثيــر عليه و لا قدر يتحمله..مؤلم انك تسمع الشخص اللي تحبه يتكلم عنك بهالطريقه قدامك ولا يهتم حتى بالمشاعر الكبيره الموجوده بقلبك عشانه

كان وده يطلع برا قبل ما يصير أي شي يأثر على نفسية عبير..بس مايقدر يتركها قبل ما يحلّون هالمشكله مع بعض ولا وين يقدر يلاقي مثل هالفرصه علشان يكلّمها مره ثانيه

رفع راسه بهدوء ومشى بعيد عنها متوجه للكنبه الصغيره الموجوده قبال سريرها

جلس بهدوء وهو يتقدم بجسمه ويناظر الأرض وهو حاط يدينه تحت ذقنه بتفكير

تكلم بحذر وهو يحاول يختار الكلمات المناسبه علشان ما يخليها تعصّب أكثر أو انه يستفزها : انا كنت جالس بالمستشفى وانتظرك تصحين بس علشان أقولك كم كلمه و أمشي

لفت وجهها عنه وهي تناظر الباب وتقول بحقد : مابي أسمع منك شي..كل اللي أبغاه انت تعرفه وابيك تنفذه ..هذا اللي عندي ومستحيل يتغير قراري أبدا

تركي بهدوء : انا عارف رايك من البدايه بس بقولك العواقب اللي راح تصير لك لو ماسمعتي كلامي
ناظرته عبير بتركيز وهي تكشر بوجهها:انت كذاب مافي أي عواقب ممــ....

قاطعها بسرعه وهو يتلمس ذقنه بيده: اولاَ انتي امس وافقتي على ولد خالتك و بنفس الليله حاولتي تنتحرين كأنك تقولين للناس ان فيك علّه وخفتي ان احد يدري وش اللي كان فيك علشان كذا قررتي تموتين قبل لاتنكشفين والكل يفهمك غلط

تغير لون وجهها فجأه وهي تسمع كلامه ولا قدرت حتى تبلع ريقها بسبب الأشياء اللي قاعد يقولها
بانت ابتسامه خفيفه على وجهه وهو يلمح تغير ملامحها للخوف وكأنها بدت تفهم عليه

كمّل كلامه بثقه وهو يناظرها من تحت لتحت:وتدرين اني اذا طلقتك بعد كل هذا نظرة الناس لك راح تتغير مع الأيام وراح تعيشين وحيده للأبد لأن محد راح يآخذ وحده أهلها نفسهم مايبونها وولد خالتها طلقها بثاني يوم بعد خطوبتهم

شبكت يدينها بتوتر وهي تفكر بكلامه..كل اللي قاله صحيح و ماتقدر تهرب منه لأنه مجتمعنا كذا مايتقبل المطلقه فكيف اذا كانت بحالتها هي..منتحره بنفس يوم الملكه..ايش راح يقولون عليها الناس؟!

المفروض فكرت قبل كذا..كيف كانت غبيه لهدرجه! لو تركي سمع كلامها وطلقها راح تعيش أسوأ أيامها وهي عارفه بهالشي..محد راح يتقبلها والكل راح يفكر فيها على انها انسانه سيئه..لو انها مافكرت بالانتحار وأقدمت عليه ما كانت راح تخاف أبدا بس الحين...

وقفت أفكارها وهي تسمعه يكمّل كلامه وناظرته بتركيز

زفر هواء وهو يقول: لأنك بنت خالتي ومستحيل أرضى يصير لك شي أو انه أحد يتكلم عليك بالشينه..انا فكرت بفكره راح ترضينا احنا الاثنين

عقدت حواجبها وهي تناظره باستغراب " فكره!"

ناظرها بجديه وهو يقول : نتزوج ونعيش مع بعض شهر واحد بس..بعد هالشهر لك اللي تبين!
.
****************************
.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-17, 07:45 PM   #66

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

تنفست ساره بهدوء وهي تشوف سيارة محمد من بعيد..لفت على ورا وهي تناظر المبنى بتفحص وبسرعه تحركت علشان تركب السياره قبل لا يطلع لها راشد فجأه

لاحظ محمد التوتر على وجهها لما شافها تمشي بسرعه وتدخل السياره وهي تسكر الباب وتناظر من الدريشه على بوابة المبنى بشك

ناظرها من المرايه وهو يقول : فيك شي؟

لفت عليه وهي تشوفه يناظرها من المرايه وبسرعه نزلت راسها وهي تحس بالاحراج من تصرفها
هزت راسها بلا وهي تنكمش على نفسها أكثر من الخجل

رجع يناظر الطريق بعدم اهتمام وحرّك السياره بسرعه متوجه للجامعه..عنده شغل كثير بالشركه مع راشد اليوم ويبغى يفكر بخطط يستخدم فيها جوانا لصالحه ووده لو يشوف الرئيس ويكلمه عن سبب تأخره في الأوامر

كان بال محمد مشغول كثير و لاحظت ساره هالشي وهي تناظره من تحت لتحت

زفرت هواء وهي تفتح الكيس اللي بحضنها وتناظر اللي داخله بقل حيله..رجعت تناطر محمد مره ثانيه وهي سرحانه بأفكارها

اول ماقعدت الصبح شافت أكلها أمس للحين بالثلاجه وهذا غير الكيكه اللي بقى منها كثير ومحد أكل منها..تأففت بداخلها وهي تفكر انها مستحيل ترمي هالأكل بالزباله لأنها بتتحاسب عليه

بعد مده من التفكير قررت تغلفه وتعطيه السواق اللي يوديها كل يوم الجامعه..يمكن يكون محتاج وهالفكره أفضل بكثير من انها ترميه بالزباله.. بس الحين هي ما كانت متوقعه انها بتكون بمثل هالخجل منه وانها ماتقدر تنفذ اللي ببالها من البدايه

دايما كذا تفكر بفكره وبعدين تكتشف انها مستحيل تسويها..المشكله انها دايما تعطي سواق بيت خالتها من أكلهم..بس هذاك هندي وهذا سعودي يعني في فرق بينهم..يمكن مايتقبل انه يآخذ الأكل منها ويمكن يقولها كلام يخجلها فيه ويخليها تندم انها سوت مثل هالحركه

رمشت بشكل سريع لما لاحظته يناظرها بإستغراب وهي سرحانه فيه..ماستوعبت انه كان يشوفها من المرايه الا لما تقابلت عيونهم ببعض

نزلت راسها كله لتحت وهي تحس وجهها صار أحمر من الاحراج..عضت شفايفها وهي تتحسب على روحها من داخل..كيف سرحت بعقلها وهي تناظره!يافهاوتك يا ساره بيجي يوم واذبح نفسي فيه بسبب هالغباء

حست ان السياره وقفت وعرفت انهم وصلوا أكيد..بلعت ريقها وهي تشد على الكيس بقوة وتتحرك بسرعه لبرا السياره

وقفت ثواني وهي معطيته ظهرها وتفكر بأن هاذي فرصتها الأخيره..لو انها عطته من البدايه ما كان توهقت الحين فيها

التفتت بسرعه لما سمعت صوت السياره وراها وهي تتحرك

تكلمت ساره بدون شعور : لحـــظــــه!

وقف محمد ولف عليها بإستغراب

فتح دريشته لما شافها تقرب لعنده بخطوات متردده

كان مبين من طريقة وقفتها انها متوتره منه وشكلها خجلانه لأنها نادته فجأه..طيب ايش السبب اللي يخليها تتصرف بهالطريقه؟! مايتذكر أي حوار جمعهم من قبل..هاذي أول مره يسمعها هي اللي تتكلم بالأول

قربت ساره بخجل وهي تدخّل الكيس لعنده من الدريشه: اللي بداخل الكيس لك

زاد الاستغراب بداخله أكثر وهو يآخذ الكيس منها ويفتحه بهدوء

أول ما شافته أخذ الكيس مشت بسرعه عنه وتركته لحاله وهي تبتسم بسعاده على تصرفها..وقفت بمكانها وهي تزفر هواء و تناظر الأشجار المحيطه بمباني الجامعه من كل الجهات

فكرة أنها ساعدت شخص بشي صغير مثل كذا تسعدها كثير..هل راح يفرح اذا شاف الأكل ولا راح يرميه بطريقه؟! مو مهم الحين أهم شي انها نفذت اللي ببالها

بس هالشي اللي سوته ما كأنه يشبه لما... لما سوت الكيكه بيوم ميلاد راشد؟

تغيرت ملامح وجهها وهي تحس بالضيق بقلبها

مدت يدها بشويش لعند صدرها وضغطت عليه بخفه وهي تحس بدقات قلبها المتوتره..ليه صارت تربط أي شي فيه هو؟ ليه تحس ان هالانسان صار جزء من حياتها؟ تدري بداخلها ومن كل عقلها انها لازالت مو متقبلته بس ليه....

وقفت أفكارها لما حست بأحد يمسكها من كتفها فجأه لدرجة انها شهقت بتوتر

تفآجأت وهي تشوف شوق تمد راسها قريب منها وتقول بابتسامه : خوفتك؟

سكتت ساره وهي تناظر وجه شوق بصمت..ماتدري ليه كل الأشياء اللي صارت لها أمس في بيت شوق بدت ترجع لها بهاللحظه..شعور غريب انها تشوف هالانسانه اللي قدامها بنظره مختلفه

أمس كانت صديقتها اللي ساعدتها و ما تركتها وحيده بهالمكان الكبير بس الحين بعد كل اللي عرفته تغيرت نظرتها لها

شوق تصير بنت عمها وبنفس الوقت أختها اللي أصغر منها..كأن شوق اللي كانت تعرفها قبل غير كليا عن هالبنت اللي واقفه قدامها

بلعت ريقها وهي تبعد عن ساره وتنزل عيونها بتوتر..كانت تدري أن ساره ممكن ماتتقبل تشوفها بهالفتره بعد ما انكشف كل شي

بس كان في احساس صغير بداخلها يقول لها انها ماراح تتغير معاها و بتبتسم لها نفس كل يوم تشوفها فيه

و الحين لما شافت ردة فعلها وكيف تناظرها بطريقه غريبه عرفت انها كانت غلطانه
يمكن تحتاج وقت أطول علشان ترجع مثل قبل..يمكن لازم تتركها الحين وتنتظر لما ساره بنفسها اللي تجي لها

اذا هي فرضت نفسها عليها كذا ماراح تتقبلهم أبدا ولا راح تعترف بنفسها انهم عيلتها ويصيرون لها
التفتت شوق و هي مو قادره تخفي ملامح الإحباط عن وجهها..ماتوقعت من ساره انها تكرهها بيوم من الأيام بس شكلها ماراح تتقابل معاها مره ثانيه بسبب أهلهم والصله المقطوعه بينهم

انتبهت ساره عليها لما شافتها بتمشي عنها ولا استوعبت انها كانت مركزه على انها تتذكر الأحداث اللي صارت أمس بدال لا تركز على علاقتها مع شوق

وليه تتغير علاقتهم ببعض؟!

هم كانوا وراح يظلون صديقات وشي مثل هذا مستحيل يفرقهم..بما انها عرفت انها أختها الحين لازم تتقرب منها أكثر بدال لا تبتعد عنها وشي تافه مثل موضوع أهلهم المفروض مايخليها تفترق عنها أبدا
ابتسمت بينها وبين نفسها وهي تفكر "و أخيرا صرتي تفكرين بعقلانيه !"

تحركت يدها بسرعه وهي تمسك ذراع شوق بعفويه قبل لا تروح..مشت ساره بخطوات ثابته لقدام ووقفت قبال شوق بالضبط

ابتسمت بإشراق وهي تناظر وجه شوق المتفآجأ ببرائه : شفيك بتروحين وتخليني هنا لحالي؟

دخلت ذراعها بذراع شوق وقالت بدلع عفوي : أنا جوعـــانه من الصبح و كنت أنتظر صديقتي علشان نفطر مع بعض (ناظرت عيون شوق) كيف تروحين عني كذا هممم؟ يلا تعالي معي مابي أروح لحالي
بلحظه وحده تغير وجه شوق من الإحباط لضحكه لطيفه وهي تناظر ساره

بالبدايه كانت تفكر انها ماتبغى تشوفها خلاص بس فآجأتها بهالحركه خصوصا وانها أول مره تشوفها تتدلع عليها كذا كأنها هي أختها الصغيره مو العكس

هزت شوق راسها بابتسامه وهي تقول: مدامك تبغيني أكون معاك ماراح أتركك

توسعت ابتسامة ساره وهي تمشي مع شوق لجهة مبنى من مباني الجامعه وبداخلها كانت فرحانه لأنها تدري ان هذا هو الشي الصحيح اللي لازم تسويه..كيف تقطع علاقتها بصديقتها الوحيده واللي كانت معاها طول الوقت بالجامعه

رمشت بخفه وهي تسمع شوق تقول بضحكه : ماكنت أدري انك تعرفين تتدلعين كذا
عقدت حواجبها باستغراب وهي تأشر على نفسها: أنا؟!

رفعت شوق حواجبها وهي تضحك أكثر : ايه انتي..ولا مين اللي كان يتكلم بدلع و يناظرني بطريقه كيوت بس علشان أروح معاه الكافتيريا؟

ساره بإستغراب: ايه بس ماكنت أتكلم بدلع..كنت أتكلم نفس طريقتي مع أهلي عادي

شوق وهي تشرح : ايه بس...

قاطعتها ساره وهي تضحك : شكلك تتطنزين علي صح؟ أصلا انا ماعرف كيف البنات يصيرون كيوت على قولتك و ولا مره أحد قالي انتي دلوعه (ناظرتها بابتسامه) المره الجايه لا تمزحين معي كذا لأن هالأشياء ماتمشي علي هههههه

سكتت شوق وهي تفكر " معقوله ماتدري انها كانت تتكلم بدلع قبل دقيقه؟ ماتوقعت انها تطلع من هالنوع! (ناظرت ساره بتمعن وهي تبتسم) أختي ماتعرف ولاشي عن نفسها ..شكلي انا اللي راح أخليها تكتشف هالشي لأنها مستحيل تشوف الا اذا أحد فتح لها عيونها صح و أجبرها تناظر نفسها بالمرايه عدل"
.
***********
.
من جهة ثانيه بنفس المكان

فتح الكيس وهو يناظر اللي داخله بفضول..عقد حواجبه وهو يشوف الصحون المغلفه بشكل مرتب بوسط الكيس..أخذ واحد من الصحون وفتحه بهدوء

رمش أكثر من مره لما شاف كم قطعة كيك داخل الصحن..ايش هالموقف الغريب اللي انحط فيه فجأه..مافي أي صله بينها وبين هالبنت علشان تسوي مثل هالحركه!

ناظر الكيك لثواني و بعقله يحاول يرتب الأفكار علشان يفهم هالموقف بشكل صح

يعني هالبنت حاطه له أكل من عندها وجايبته له بكل بساطه بدون محد يقول لها تسوي هالشي..لا يكون تفكره مشّرد ولا فقير نفس الأفلام مثلا؟! من جدها هاذي؟! ماتدري انه يشتغل بنفس الشركه مع راشد وانه ماعليه قاصر .. كيف تفكر هاذي؟!..مستحيل يكون عقلها مثل عقول الناس العاديه شكلها ماتفهم ولا غبيه ولا فيها شي أكيد

التفت للجهة اللي مشت منها علشان يناديها وتجي تاخذ هالصدقه اللي عطتها اياه..لازم يفهمها من يكون هو علشان تستوعب هالشي ولا تغلط نفس هالغلطه مره ثانيه

سكت لما شافها تتكلم مع بنت ثانيه وهي تبتسم ببرائه وعيونها العسليه تلمع بشكل غريب
تأمل وجهها بهدوء وهو يتمعن بملامحها..أول مره يشوفها تبتسم!

لف وجهه عنها بسرعه وهو يسكر الصحن اللي بيده ويرجعه مكانه..مسك الكيس وحطه بالكرسي اللي جنبه وحرّك السياره بكل برود

زفر هواء وهو يناظر الطريق..ومع انه يحاول يتناسى الموضوع بس صورتها وهي مبتسمه مو قادر يمحيها ولا هو عارف ليه؟ لهدرجه الإبتسامه تغير الوجه بهالشكل؟!..كأنها وحده ثانيه مو نفس البنت اللي تجي معاه كل يوم بنفس السياره

لف وجهه وهو يناظر الكيس لثانيه ويرجع يناظر لقدام..هو مو فاهم نفسه بهاللحظه ..مومعقوله يفكر فيها بسبب شي بسيط مثل ابتسامه؟.. في احساس غريب بداخله لما يتذكر ابتسامتها بس ليه يحس كذا ؟

قرب يده من جبهته ومسح وجهه بملل " الظاهر انك انجنيت"
.
***************
.
دخلت رهف بكل ثقه من البوابة اللولبيه الخاصه بالشركه ووقفت بمكانها وهي تبتسم بإنتصار..كانت متأنقة بعبايتها الزرقاء المزخرفه اللي اختارتها خصيصا لهاليوم

عيونها كانت تتحرك بتفحص وهي تناظر المكان حواليها

كان شكل المبنى كبير من داخل..شكل البلاط متناسق مع الجدران الذهبيه والأعمده الموجوده بمنتصف الصاله الرئيسيه للشركه..هذا غير الديكورات و النباتات الموزعه بالمكان معطيه المبنى شكل راقي وأنيق

هزت راسها برضا وهي تفكر

"ماتوقعت التنسيق الداخلي للشركه ممتاز لهدرجه..شكلي ماراح أغير كثير أشياء مثل ماكنت أظن بس أكيد راح أغير تنسيق مكتبي الخاص فيني..مكتب رهف بنت صالح الـ... مستحيل يكون عادي أبدا "
توسعت ابتسامتها بغرور على أفكارها ومع انها كانت تحس بالفرح داخلها بس لازالت مو مصدقه انها واقفه بشركة أبوها و راح تشتغل بالمنصب اللي كانت تحلم فيه من زمان

ماتدري ليه ابوها ما كان راضي يخليها معاهم بنفس الشغل..مع انها بنته وعندها شهاده كويسه ومناسبه للشركه بس كل ماكلمته بالموضوع يرفض بقوه ولما تسأله ليه يقول لها ان الشركه تحتاج ناس من برا علشان تشتهر أكثر

كان عذر غريب بالنسبه لها علشان يمنعها ابوها انها تصير بالهشغله ولا اقنعها كلامه.. قررت تعانده وتقعد بالبيت وهي مصره انها ماتشتغل بمكان ثاني غير بشركتهم

ماتوقعت انه بيقعد سنين علشان يوافق والمشكله انه اجتمع مع راشد على اساس يخليها تشتغل بباريس بدال ماتقعد بالسعوديه معاه

ليه لهدرجه يبغى يبعدها عن الشركه اللي بالسعوديه؟ كان ودها تعرف السبب لأن الجواب أكيد مو نفس الكلام اللي قاله ابوها من قبل

يمكن في شي يحاول انه يخفيه عنهم وشكله شي كبير لأن حتى لما تخرج راشد من الجامعه ماتركه يشتغل معاه بالعكس كان دايم يرسله لإجتماعات بالدول الثانيه بس علشان يبعده عن الشغل اللي بالسعوديه..و لما اكتمل مشروع شركة الأزياء اللي بباريس على طول نقل الرئاسه لراشد وهذا دليل ثاني يوضح انه فعلا كان يبعد راشد عن طريقه

طول السنين اللي فاتوا كانت رهف تفكر بالشي اللي ممكن يخلي ابوها يتصرف مثل كذا بس بما انه وافق الحين ورضى انها تصير المسؤوله عن أحداث الشركه ماصارت تجيها هالأفكار ..في النهاية يمكن هي بس تتخيل كل هالأشياء لأنه مستحيل يكون عند ابوها شي يخفيه عنهم

تأملت المكان لثواني ورجعت تناظر ساعتها الكرستاليه..تفآجأت لما شافت ان الساعه قربت من 9 وهي توها للحين ماكتشفت الشركه من جميع النواحي..يمكن من حماسها الزايد الوقت صاير يمر بسرعه
رفعت نظرها عن ساعتها وتوها كانت بتتحرك بس وقفت وهي تسمع صوت غليظ من وراها

...........:لو سمحتي ممكن تتحركين شوي..صار لك ساعه واقفه ومغطيه المدخل على الناس

تحركت رهف بدون لا تتكلم وهي تناظره من تحت لتحت..مع انها كانت معصبه من كلامه و كان بإمكانها انها ترد عليه خصوصا وانها بنت صاحب الشركه بس مسكت نفسها علشان لا تصير لها مشكله من اول يوم وابوها يعرف عنها ويكلمها بهالموضوع

شافته وهو يمشي لقدام بدون لا يطالع فيها وقدرت تتأمله من مكانها بهدوء..كان متوسط الطول..مقبول الشكل..ومبينه عليه الثقه من طريقة مشيته ونظراته عالكل

ابتسمت رهف بسخريه وهي تفكر " على ايش رافع خشمه هالأهبل..مايدري انه مجرد موظف بسيط بشركة ابوي؟! هه انا أعرف شلون أكسر له هالغرور ..محد قاله يتورط مع رهف الـ...."

مشت متجهة للمصعد وهي حاسه بنظرات الكل عليها..كانت تمشي بدلع وثقه بنفس الوقت وعلى وجهها ابتسامه جذابه..تدري انه يناظرها مثلهم بس مالتفت عليه أبدا وببالها تفكر

"راح أتسلى كثيــر بهالمكان! "
.
**********
.
بالمستشفى

أم فهد بإصرار وهي تلبس عبايتها: طيب دام انه زين ليه ماجاء المستشفى علشان يشوفني
فهد بإبتسامه وهو يساعد امه تقوم: أبوي قال ان عنده اجتماع مهم و كلمهم علشان يأجله بس رفضوا..وعاد انتي يمه عارفه حال شركة ابوي شلون صارت سيئه وتحتاج لشغل أكثر علشان ترجع مثل قبل

هزت راسها بفهم ومن داخلها مستنكره هالوضع..صار لهم فتره طويله على هالحال ومن حملت وهو يقول ماراح يتركها واللي تشوفه الحين هو العكس..هي طاحت عليهم بالبيت بسببه لهدرجه مو مأثر فيه هالشي؟!

قعدت عالكرسي المتحرك اللي جايبه لها فهد وهي تقول: اذا رجع أبوك البيت راح أتفاهم معاه على هالوضع..ماعنده سالفه يخليني بالمستشفى بدون مايزورني بس علشان اجتماع

تكلم فهد بهدوء: بس........

قاطعته وهي ترفع اصبعها بوجهه: لا بس ولاشي..مافي أي شغل أهم من العيله وبعد اللي صار أمس مستحيل أخليه يركب على أي طياره علشان شغل

هز فهد راسه وهو يدف الكرسي بهدوء ويبتسم على تفكير أمه البسيط..رمش فجأه وهو يتذكر الكلام اللي كان بباله

تنهد وهو يقول: يمه أنا قررت يكون زواجي بنهاية هالشهر

أم فهد بصدمه: ايش؟! أنت من جدك! متى بيمدينا نحجز ونسوي كل شي؟

سكت شوي بعدين رد عليها: بيمدي ان شاء الله

ردت عليه بإنزعاج: والله انك مو صاحي ..أجل هذا كلام؟! ياولدي الزواج يحتاج استعداد مو بس يوم ويمر كذا ..لا لا مايصير لازم تخليه بعد ثلاث شهور عالأقل وبعدين انت مافكرت بسلوى وكيف راح تتجهز بهالمده القصيره؟ ترى مو بس انت اللي بتتزوج

قاطعها فهد وهو يفتح الباب ويدفّ الكرسي بنفس الوقت : أنا وسلوى تكلمنا بالموضوع وهي وافقت على ان الزواج يكون بهالشهر وانه مناسب لها

عقدت حواجبها وهي تقول: بس فهد ....

قاطع أمه مره ثانيه: يمه احنا الاثنين موافقين وماشوف فيها شي لو استعجلنا..انتي من زمان تنتظ
رين هاليوم ماودك انه يصير بأسرع وقت علشان تشوفيني معرس ولا شكلك غيرتي رايك بالموضوع

تنهدت بعدم اقتناع: اللي يريحك يافهد اللي يريحك (لفت عليه) قول لأبوك يستعجل باجتماعه ويرجع البيت ولا راح يشوف شي مايسّره

ابتسم بعفويه :ان شاء الله

سكت فهد وهو يناظر لقدام ويتذكر اتصاله بأبوه قبل دقايق قبل لايدخل غرفة امه ويقولها انه ماراح يجي لها اليوم

ابو فهد بتوتر واضح: انا ماقدر آخذ أمك من المستشفى..في شخص مهم طالب يقابلني وماقدر أطلع من الشركه بهالوقت

تنهد فهد بقل حيله..أبوه صاير مشغول بزياده بآخر الأيام بس هالشي المفروض مايمنعه عن عيلته! أمه موجوده بالمستشفى ومع ان ابوه يدري بالموضوع بس هذا هو بالشركه من أمس ولا عنده وقت لهم

تكلم فهد بهدوء: أمي راح تزعل اذا عرفت انك ماراح تجي اليوم(كمل بضيق) يبه..صح ان الشركه مشغلتك عنا بس العيلة أهم من أي شي

رد بشكل سريع علشان ينهي المكالمه: ايه ايه

حس من صوت ابوه انه مستعجل فقال بضيق: بقول لأمي انك بتتأخر و انا متأكد انها بتعصب من هالموضوع فلا تنسى ترجع مبكر علشان تشوفها

بلع ابو فهد ريقه وهو يزفر هواء مو عارف ايش يقول وكيف يوضح لهم ان هالاجتماع شي خارج عن إرادته والود وده لو يطلع ويروح المستشفى بأسرع وقت بس مايقدر

ابو فهد بتردد: فهد..أنا...(سكت وهو يتنهد) ماقدر أشرح لك التفاصيل بس في عندي....

قاطعه فهد بسرعه وهو يشوف الدكتوره تأشر عليه: يبه لازم أشوف الدكتوره الحين..أكلمك بعدين يلا فمان الله
ناظر ابو فهد جواله بعد ماسكر منه ولده وهو يخفض جـفونه بأسى..بداخله كلام كثيــر وده يقوله له..وده لو يزيح هالهم عن صدره و تكلم عن اللي بقلبه

شدّ قبضته على جواله وهو يسمع صوت الشخص اللي وراه يقول بضحكه: ههههه يعني كنت راح تقول حق ولدك كل شي الحين؟!ههههههه ضحكتني صراحه .. تفكر انه راح يتفهم أسبابك يا بدر ؟!
تفكر انه راح يسامحك على كل شي سويته من قبل؟! مستحيــــــل وهذاني أقولك مافي أي أحد راح يسمعك ويعرف بوضعك غيري أنا

زفر هواء بصوت عالي ورمى الجوال بقوة عالكرسي الجلدي اللي جمبه: ايش تبين جايه بعد كل هالمده؟! اتفاقنا انتهى من زمــان وكل شي راح خلاص..الماضي انتهى وماراح يرجع مره ثانيه

ردت بعصبيه : الماضي مستحيل ينتهي بالنسبه لك هه ولا نسيت اللي صار؟ لا ماتوقع انك نسيت أبد..أكيد انك بكل يوم تعيشه كنت تلعن نفسك كلما تذكرت اللي سويته

غمض عينه و حط يده على جبهته بتعب : قولي اللي تبين يا نوره..تكلمي خلصيني !

ابتسمت أم راشد بخبث: أنا مابي شي..جيت هنا للمرة الأخيره بس علشان أتأكد من اتفاقنا القديم..أتأكد أن محد يدري عن شي وانك ماعلّمت أحد عن اللي صار قبل سنين

نهاية البارت الثاني والثلاثون

بارت هادي صغير يرجع لكم شوي من الأحداث القديمه
عذرا لقلة الأحداث وهدوء البارت..ان شاء الله الكشن جاي بالطريق
البارت الثالث والثلاثون راح ينزل بعد أسبوعان بالضبط يوم الجمعه
دمتم بود


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-04-17, 07:22 AM   #67

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
*
البارت الثالث والثلاثون
(قراءة ممتعة)
.
.
لماذا
أحبك أنت بالذات
وألتقيك انت بالذات
وأسمح لك
بأن تجلسي فوق أهدابي
تغنين,
وتدخنين,
وتلعبين الورق,
ولا أعترض
-نزار قبّاني
.
****************
.
ابتسمت أم راشد بخبث: أنا مابي شي..جيت هنا للمرة الأخيره بس علشان أتأكد من اتفاقنا القديم..أتأكد أن محد يدري عن شي وانك ماعلّمت أحد عن اللي صار قبل سنين

فتح عيونه بشويش وشبك يدينه ببعض: تطمني محد يدري عن شي..اللي كان بيني وبينك انتهى من ذاك اليوم وياليت انك تفهمين هالشي و لا عاد ترجعين هنا مره ثانيه

تكلمت بهدوء كأنها تكلم نفسها بصوت مسموع: أنا وأنت الوحيدين اللي نعرف مين اللي قتل هالة وزوجها..ماظن انه شي بسيط علشان يروح عن بالك

ابو فهد بعصبيه : في أي شي تحتاجينه يا نوره لأن اذا ماعندك كلام ثاني أفضّل انك تطلعين من هنا وتروحين بيتك

ام راشد بخبث : لحظه قبل ما أروح أبيك تجاوبني على هالسؤال.. دام انك تعرف مين اللي تسبب بالحادث ليه ماتكلمت ها؟؟

ثارت أعصابه فجأه وهو يقول بصوت عالي: طــلعـــي بــــــــــــــرا !

ام راشد بضحكه : افا بعد كل اللي مرينا فيه تطردني كذا ههههه كل هذا خوف؟!

قامت من مكانها وهي تناظره وتعدل شنطتها وعبايتها:على كل حال أنا خلاص راح أختفي من حياتك..كلها كم أسبوع و حياتي أنا راح تتغير..(ابتسمت وهي تناظر عيونه اللي مبين عليها الإرهاق) تدري عاد.. في شي أخير بيننا ماراح ينتهي؟

عقد حواجبه بإستغراب وهو يناظرها وينتظر كلامها

توسعت ابتسامتها : مستحيل ننسى اللي نعرفه يا بدر..راح يبقى وبنتذكره للأبد..لأن الماضي ماينمحي بهالسهوله

قال وهو يبعّد نظره عنها : أنا نسيت ومافي شي يذكرّني باللي صار من سنين غيرك انتي

رفعت حواجبها وهي تمثل الاندهاش: اها يعني انا الوحيده اللي تذكرّك باللي صار..(ناظرت طاولة المكتب البعيده شوي عنهم) طيب والصوره اللي هناك شتسوي أجل؟!

ناظر الجهة اللي هي تناظرها وعرف اللي تقصده على طول

الصوره اللي صوروها بأيام الجامعه موجوده داخل إطال خشبي على مكتبه..يشوفها بكل ثانيه من يومه ويتذكر الأيام اللي كانوا كلهم يعيشون بحب وسعاده بس كل شي تغير الحين والأوضاع ما عادت مثل أول

انتبه على باب المكتب وهو يتسكر لحاله وعرف انها طلعت بعد ما تأكدت انه للحين يتذكر كل شي
وكيف ينسى وجيه الناس اللي عاش معاهم حياه ثانيه؟!الماضي معشعش بقلبه لدرجة انه مو قادر يعيش لا الحاضر ولا المستقبل بسبب تفكيره الغبي بذاك الوقت

مد يده لجواله وناظره بتمعن وهو يفتحه ويشوف الصوره الثانيه اللي مخليته يعيش..صورته مع عياله والسعاده مرسومه على وجهه

ابتسم بدون شعور ونزل الجوال من يده وجلس يناظر الفراغ بهدوء

الندم يآكله ووده لو يرجع الزمن ويغير كل شي بس دام الوقت فات مافي شي يقدر يسويه الحين..الله حسبك يا ابو فهد ومافي أحد أعلم فيك غيره
.
*****************
.
في الجامعه

كانوا قاعدين على واحده من الطاولات الدائريه الموجوده تحت المظلات الكبيره في الجلسات الخارجيه للكافيتيريا

عقدت شوق حواجبها وهي تحاول تفهم كلام ساره: يعني الحين انتي ماصممتي غير ذاك الفستان؟
هزت ساره راسها وهي تناظر الثلج والناس: yes

شوق وهي تكمل كلامها: والدكتوره طلبت ثلاث تصاميم؟

هزت راسها مره ثانيه وهي تتنهد: yes

قالت شوق بإنزعاج: يالله كله مني..المفروض اني ساعدتك بالمشروع وخلصته معاك بس ...
سكتت وهي تناظر ساره بندم

كل اللي كانت تفكر فيه ذاك اليوم انها تتأكد من نجاح خطتها وتخلي ساره تعرف عنهم..نست انها كانت تحتاج مساعدتها خصوصا وانها جديده بهالمجال

تأففت بصمت وهي تلف نظرها للجهة الثانيه: ساره أنا آسفه..والله ماقصدت اني ماساعدك و ادري اني غلطت لما طلبت منك تجين بيتنا و.....

قاطعتها ساره: لا شوق انتي ما غلطتي و المشروع كان علي أنا..انتي كنتي تبين تساعديني لا أكثر ولا أقل..ماكان مفروض عليك انك تخلصين المشروع عني

أخذت ساره كوب القهوة من على الطاوله ومسكته بيدينها الثنتين وهي تناظر شوق وتبتسم

كملت بهدوء : الأهم من هذا كله اني عرفت أخت ثانيه واللي كانت أول صديقه لي بحياتي..في شي أحلى من كذا؟!

شوق بابتسامه: مافي أحد فرحان بهالخبر كثري أنا (لمعت عيونها) ماتدرين كيف كنت أحسب الأيام علشان تعرفين عنا..أنا أكثر شي كنت أتمناه هو أخت تبقى بجنبي ولما عرفت انك انتي أختي....

سكتت شوق وهي تحس بالدموع تتجمع بعينها فجأه والابتسامه مازالت على وجهها

مسحت عينها بسرعه و رجعت تناظر ساره : لما عرفت أنك أختي تغيرت الحياة بعيني..انتي ماتدرين كيف كنت أشوف حياتي قبل والحين كيف أشوفها..الحين أقدر أقول اني سعيده

ابتسمت بهدوء وهي تقول: لا تبالغين ياشوق

شوق بانفعال : والله ما أبالغ وكنت صادقه بكل كلمه قلتها..(سكتت فجأه وهي تستوعب) لحظه..مو كأن محاضرتك تبدأ الحين؟

توسعت عيون ساره وبدأ قلبها ينبض: كم الساعه؟

ناظرت شوق ساعتها بسرعه : عشر وربع

ارتجفت يدها وهي تآخذ اللابتوب وتعدّل شنطتها على كتفها : يووه تأخرت عالكلاس..أخاف تكون نسرين متوتره لأني ماجيت والمشروع معي!

قامت شوق معاها وهي تهدّيها : لا تخافين عليها ذي وبعدين أكيد الدكتوره عطت الكلاس ربع ساعه زياده علشان يجهزون تصاميهم فماله داعي تخافين أكيد بتلحقين عليهم

رتبت شنطتها على كتفها بتوتر : ان شاء الله كلامك يكون صحيح (لفت على شوق وهي تتذكر) صح شوق..تذكرين لستة الكتب اللي طلبها الدكتور جورج؟

ضربت راسها بخفه وهي تدخل يدها بجيبها: زين ذكرتيني..كتبتها بورقه علشان أعطيك إياها وشكلي نسيت (حطتها بيد ساره وهي تقول) متى مافضيتي روحي للمكتبة وطلبيها منهم

شكرتها وهي تمشي بسرعه: أشوفك بالبريك

مشت ساره بخطوات واسعه وهي تحاول تسرع علشان توصل للمبنى اللي فيه الكلاس..ماتبي تتأخر مثل المره اللي طردها فيها راشد خصوصا وانها شريكه مع نسرين بنفس المشروع

ابتسمت بتفاؤل و هي تركض للمبنى وتدخل من البوابه مع زحمة الطلاب
.
*************
.
كانت تناظر من دريشة السياره وعقلها فاضي من ولا شي..مافي في بالها أي فكره و تحس بقلبها مقبوض وهي عارفه بالسبب اللي مضيقها من داخل

تكتفت عبير وهي تشد على يدينها بقوة

من يوم حاولت تنتحر أمس إلى هاذي اللحظه وهي قاعده بسيارته والخوف يلف قلبها
مهما حاولت تبين قوتها له إلاّ أن الخوف منه مازال يآكلها من داخل

رجعت ذاكرتها لورا..قبل ساعه من طلعتها من المستشفى

.

زفر هواء وهو يقول لها: لأنك بنت خالتي ومستحيل أرضى يصير لك شي أو انه أحد يتكلم عليك بالشينه..انا فكرت بفكره راح ترضينا احنا الاثنين

عقدت حواجبها وهي تناظره باستغراب " فكره!"

ناظرها بجديه: نتزوج ونعيش مع بعض شهر واحد بس..بعد هالشهر لك اللي تبين!

توسعت عيونها من اللي قاله وحست بقلبها يدق بسرعه

"أنااا..أنا كيف أقدر أعيش معاه؟! اذا يوم واحد ماقدرت أتقبله وهو يقول شهر!!

طيب والكلام اللي قاله قبل انتي مافكرتي فيه؟..انا أعتبر زوجته الحين واذا طلقني كذا فجأه راح يصير نفس اللي قاله و أكثر..أنا مايهمني كلام الناس بس مجتمعنا مايرحم!

ايش راح تسوين يا عبير؟فكري بسرعه ايش القرار اللي راح يعطيني حقي بدون لا أعيش بتعاسه للأبد!"

بلعت ريقها بشويش والأفكار بدت تتلخبط داخل راسها..تحس انها راح تنفجر..مافي أي شي تقدر تسويه غير انها تسمع كلامه

بس..بس هذا تركي!

كيف تقدر تخضع له وهو اللي خدعها من قبل ويقدر يخدعها الحين بسهوله!

ايش الكلمه الصح اللي المفروض تختارها..ايه..ولا لأ؟!

غمضت عيونها بقوة وهي تحس انها راح تبكي قدامه بسبب التوتر اللي قاعده تعيشه بهاللحظه
وقفت كل أفكارها وهي تسمعه يقول بهدوء :اذا كان القرار صعب عليك لهدرجه راح أعطيك اليوم كله علشان تفكرين زين..واذا عرفتي جوابك عدل دقي علي (ناظرها وهو يبتسم) ماله داعي أعطيك رقمي صح؟

عضت شفايفها بقهر من آخر جمله قالها وهي تناظره بعصبيه..كان ودها لو تقوم وتذبحه على تلميحاته اللي زي وجهه..كفايه اللي هي فيه يجي ويزيد عليها بهالكلام!

اختفت ابتسامته تدريجيا وهو يشوف وجهها يتبدل للعصبيه فجأه

هو كان يقصد ذيك المره اللي دق عليها فيها أما هي راح بالها لليوم اللي جات فيه سمر واقنعت امها ان رقم تركي موجود بجوالها وانها تكلم رجال ثاني

نزل عيونه بتوتر وهو يقوم من مكانه: جهزي نفسك بروح أكلّم الدكتور علشان يكتب لك ترخيص ونطلعك من هنا (قال بصوت هادي) لازم نرجعك البيت قبل لا أي أحد يدري عن هالسالفه

مشى بخطوات كبيره لجهة الباب بدون لا يطالعها وقبل لاتحس كان هو برا الغرفه

تنهدت بصوت عالي وانسحدت على مخدتها وهي تناظر السقف بعمق "ايش راح أقول له؟"
.
رجع عقلها لهالوقت و نفس السؤال مازال ببالها

بعدت نظرها عن الدريشه وهي تشوفه من ورا

يسوق السياره بدون أي اهتمام لوجودها

كانت تفكر انه راح يعصب اذا ركبت ورا وتركت المكان اللي جنبه فاضي بس ما كان في أي ردة فعل من جهته أبدا.. حتى مابيّن على وجهه انه متضايق من قعدتها ولا كأنها موجوده معاه بالسياره
هي الوحيده اللي خايفه من الأيام الجايه وهو ولا على باله..ماعنده أي اهتمام فيها ولا بردها اللي ينتظره على قولته

كل اللي يبغاه هو انها تكون ملكه لأنه ماقدر عليها قبل سنين..عارفه انها مثل التحدي بالنسبه له ويبي يفوز فيه..هه يحلم يوصل لها لأنها راح تخليه يخسر مره ثانيه وثالثه ورابعه واللعبه توها باديه بينهم
ابتسمت بخبث وهي تحس بالأفكار بدت تتدفق بشكل بطئ فمخها

"البادي أظلم ياتركي..البادي أظلم!"

حست فيه يوقف السياره وتوها تستوعب انهم وصلوا عند بيتها

فتحت الباب بدون لا تناظره وطلعت من السياره بهدوء..دخلت البيت ووقفت ورا الباب بعد ماسكرته
أخذت نفس طويل وبعدت الشيله عن وجهها ..قعدت ثواني وهي واقفه في مكانها بثبات وتناظر بالفراغ وبداخلها تفكر

"الظاهر مافي غير كذا..ما راح أعطيه جوابي الحين!..لأ راح أنتظر كم ساعه وبعدين أكلمه..لازم أركز علشان أفكر بخطه تخليني أفتك منه للأبد"

شدت على قبضتها ومشت لداخل البيت بخطوات سريعه

وقفت فجأه وهي تشوف رغد قاعده على كنب الصاله ومرجعه راسها على ورا

كانت نايمه بعمق وهي مكتفه يدينها ومخليه جنبها جوالها علشان اذا جاها أي اتصال من تركي ترد عليه بسرعه

لمحت عبير جوالها اللي دقت منه على ساره أمس..كان موجود بجنب جوال رغد عالكنب

أخذته بسرعه وهي تمسكه بقوة وترجع تناظر برغد بتفكير

احتارت وهي تفكر اذا كان لازم تقّعدها ولا تتركها نايمه

تأملتها للحظه وهي تشوف وجهها بتمعن..حست ان رغد فعلا تحتاج الراحه خصوصا وان مبين من شكلها مانامت زين أمس بما انها نايمه كذا بالصاله

تنهدت عبير وهي تلف لجهة الدرج وقبل ماتخطي أي خطوه جاها صوت أسماء بنت خالها اللي كانت طالعه من المطبخ ولمحت عبير وهي واقفه برا

تكلمت بصوت شبه عالي وهي مصدومه من شكل عبير التعبان : عبـــيــر!؟ (عقدت حواجبها وهي تتأمل لبسها) انتي ليه لابسه عبايتك؟ بتروحين مكان؟

بلعت ريقها بتوتر وهي تشتت نظرها بعيد عن أسماء: لا..لا أنا بس كــنـــت.....

قاطعتها شهقة أسماء العاليه لما شافت الشاش الملفوف على رسغ عبير

توسعت عيونها وهي تقول بصدمه: أيـــش هــذا ؟!

مدّت عبير يدها بدون شعور وهي تمسك رسغها وتخفي الشاش

مشت أسماء بخطوات سريعه لعندها وهي تناظر بعيون عبير المتوتره: عبير شفيها يدك؟ شصاير لك علميّني!

سكتت وهي تشوف صمت عبير الغريب وحست ان بداخلها شي ولا هي راضيه تقوله..ولا ايش تسوي هنا وهي واقفه بعبايتها و التوتر مبين من عيونها

تكلمت أسماء مره ثانيه وهي تقول : قوليلي شفيك؟ (قالت بانفعال لما شافتها مازالت ساكته) انا ماراح أعلّم أحد صدقيني! كل شي بيكون بيني وبينك بس لا تخلين شي بداخلك

صرخت عبير فجأه وهي مو قادره تتحملها أكثر: بس يا أسمــاء خـــلاص!!

ناظرتها بقوة وهي تكمل بصوت عالي: مافيني شي بس فكيني من حنتّك!

صحت رغد بفزع وهي تناظر المكان بشكل مشوش

رمشت بعينها بسرعه وهي تشوف عبير وأسماء واقفين قدامها ويناظرونها بنظرات غريبه
توسعت عيونها وهي تناظر عبير وعقلها بدأ يسترجع كل اللي صار أمس..توها تستوعب ان بنت خالتها طلعت من المستشفى و هذا هي موجوده بنفس المكان اللي هم فيه

قامت من مكانها بسرعه و ضمتها بقوة وهي تبكي بصوت عالي

بين كل شهقه تشهقها كانت تنطق باسم عبير بصوت باكي ولاهي قادره تصدق انها هي نفس الشخص اللي كان على وشك الموت أمس

رمشت عبير بتفاجؤ من ردة فعلها الغريبه

ما كانت عارفه سبب هالتصرف لدرجة انها حست بالإحراج من هالموقف وببالها تفكر ليه هي تبكي كذا بقوة ؟

توسعت عيونها فجأه لما جاتها فكرة ان احتمال رغد تكون شافتها أمس

تنفست بضيق وهي تناظر الفراغ: انتي تدرين؟!

بعدت رغد عنها وهي تمسح دموعها وتقول بصوت مخنوق: ايه..أنا اللي دقيت على تركي أمس
(ناظرتها بسرعه) ماعرفت ايش أسوي! خفت و قلت مافي أحد غيره يجي ويتصرف بهالوضع ..والله اني ماقصدت أسوي شي غلط بس أنا ماعرف ماعرف مدري شصار لك أمس ودقيت على تركي وجاء وخذاك بسرعه وبعدين انتظرت وانتظرت ولا اتصل وخفت عليك أكثر ولا عرفت شسوي....

حست عبير انها قاعده تهلوس من كثر التفكير والخوف اللي كان فيها أمس..في النهاية هي بنت صغيره ولا هي عارفه كيف تتصرف بهالمواقف

كل بسببها هي ..لو انها مافكرت تنتحر أمس ماكان صار شي لأي أحد ولا كان كلمّها تركي عن الزواج وكان تطلقت براحه وبدون ما تعاني

كانت غبيه وراح تظل غبيه بسبب هالأفكار اللي سيطرت عليها أمس

أرخت جفونها وهي تناظر رغد بندم : أنا آسفه..أنا اللي غلطت مو انتي..أبيك تنسين كل شي يا رغد لأنه راح خلاص وهذاني زينه الحين(ناظرت عيونها بأسف)آسفه اني حطيتك بذاك الموقف واني خليتك تخافين علي بدون سبب سامحيني

تأملت وجه عبير المرهق وقالت بغصه :لاتقولين كذا..أهم شي انك طلعتي من المستشفى و انتي سليمه ومافيك شي

كانت أسماء واقفه وتناظرهم بعدم فهم..تناظر رغد اللي تبكي بدون سبب وترجع تناظر عبير اللي وجهها كان مرهق بزياده و لاهي عارفه ليه

أسماء بإستغراب: رغد شصاير؟

توسعت عيون رغد وتوها يطرى على بالها وجود أسماء بنفس المكان معاهم : ها ؟

حرّكت عبير عيونها وحواجبها وهي تناظر رغد و كأنها تقول "لا تعلمينها عن أي شي..اوكي"

بلعت رغد ريقها بتوتر ولفت على أسماء وهي تناظرها بابتسامه : عبير توها راجعه من المستشفى بعد ماحللّت دمها..تعرفين يعني حق الزواج

قالت بصوت عالي وهي ترمش بعيونها: أيـــــــــــش؟! توهم يحللون! (ناظرت عبير) من جدك انتي؟ و انا اللي مفكره ان عندك شي..تصارخين كأنك مسويه جريمه وبالنهاية تحــالـــيـــل! (ناظرت رغد) وانتي جايه تصيحين وكنها نهاية العالم..استغفر الله ياربي عصبتوني على ولا شي!

ضحكوا عبير ورغد بقوة على شكلها المصدوم وهم يفكرون بغباء أسماء وكيف انها للحين مافهمت السالفه الأصليه

ابتسمت عبير براحه..هاذي أول مره تضحك فيها من أسابيع..يمكن الحياه لها أسبابها حتى تخليك تحزن شهور علشان ضحكه وحده تنسيك همومك لثواني بسيطه

تكلمت رغد وهي تناظر أسماء: يلا تجهزي احنا بنمشي بعد شوي
عقدت عبير حواجبها: بتروحون؟!

هزت راسها وهي تقول: السواق جاي بالطريق وترى خالتي وفهد توهم طالعين من المستشفى دقايق و يوصلون ان شاء الله
قالت بإستغراب: ومن متى هم كانوا بالمستشفى؟

ضربت أسماء راسها بإحباط وهي تناظر رغد اللي غطت فمها فجأه : اووبس

قالت أسماء بسرعة بديهة: خالتي راحت مع فهد علشان تشّيك عالجنين وبس مافي شي أكثر من كذا

تنهدت عبير براحه..توقعت انهم عرفوا عنها وراحوا لها المستشفى بس شكل محد يدري بهالسالفه غير رغد وتركي "الحمدلله"

ناظرتهم عبير بهدوء وهي تقول: أنا بروح أرتاح بغرفتي اذا تبون شي لايردكم الا لسانكم

مشت بخطوات سريعه قبل ماتسمع ردهم وصعدت الدرج بخفه متوجهة لغرفتها

دخلت الغرفه و فصخت عبايتها بشكل روتيني وهي تعلّقها ورا الباب

مشت لعند المرايه وهي تتأمل وجهها بتمعن وتتنهد..مبين عليها التعب بزياده يمكن لازم تحط لها بودره أو شي يخفي هالسواد اللي تحت عيونها وضعف وجهها

نقلت نظرها ليدها وهي تفكر بتلقائيه "شكلي بضطر ألبس أي شي يخفي هالشاش"

نزلّت يدها وهي تحس بألم داخلها من ذكرى الانتحار..شي سلبي جديد يضاف لقائمة كوابيسها ومخاوفها اللي شكلها ماراح تنتهي

زفرت هواء بهدوء وهي تتوجه لعند دريشة غرفتها وتتأمل الخارج بهدوء..تكتفت وهي تناظر السماء وتحس بأمل بسيط ان كل شي بيمشي لصالحها هالمره لأن اللي ببالها مو قليل أبدا
سكنت أفكارها وهي تشوف سيارته مازالت موجوده قدام بيتهم

غمضت عيونها ورجعت فتحتها وهي تناظر مره ثانيه..تبي تستوعب انها ماتتخيل واللي تشوفه واقع
عقدت حواجبها بإستنكار وهي تشوفه ساند يدينه وراسه على الدركسون ويناظر باب بيتهم بدون أي حركه

"هذا شفيه؟!"

بعدت عن الدريشه و بدت تمشي حول غرفتها بتوتر وتناظر الفراغ ..وقفت بمكانها فجأه وفكره وحده تلف بعقلها

"شكلي بكلمه الحين!"
.
**********
.
كانت تمشي في ممر الطابق الثاني للمبنى اللي فيه كلاسها..تناظر الأرقام الموجوده جمب كل باب وهي تتذكر رقم الكلاس اللي لازم تكون فيه

حست بأحد يمشي جمبها بس ماعطته وجه وهي مركزه على الأرقام وتدّور على رقم24-B

تكلم اللي جمبها بهدوء: اليوم مشروعك؟

التفتت عليه وابتسمت لما شافت فارس: ايه و الكلاس بدأ قبل كم دقيقه

هزّ راسه بتفهم: أجل بمشي معاك

وقفت فجأه وهي عاقده حواجبها وتناظره بإستغراب: ليه؟

رد عليها بنفس النبره: وش اللي ليه؟ بشوف مشروعك بعد فيها شي

هزت راسها بلا وهي تكمّل مشي بسرعه

قالت وهي مستغربه بداخلها من وجوده بنفس المكان: مدري ليه دايما أصادفك بأوقات غريبه!

قال بضحكه وهو يجاريها بالمشي: ومين قال لك انها صدفه!

ماركزّت بكلامه كثير وهي توقف عند باب الكلاس اللي كانت تدوّره

زفرت هواء وهي تخطي خطواتها وتفتح الباب بهدوء "بسم الله"

شافت القاعه ممتليه بالكامل وهي تناظر الطلاب قاعدين على المدرجات بشكل مجموعات علشان المشروع

حولّت نظرها على مكان الدكتوره بس ماشافتها موجوده

ابتسمت وهي تفكر بداخلها انها ممكن تكون متأخره مثلها..حمدت ربها وهي تفتح كامل الباب وتدخل داخل القاعه

لاحظت نسرين اللي كانت قاعده على كراسي الصف الثاني حاطه رجل على رجل ومبين عليها انها تنتظر من زمان

دخل فارس ورا ساره على طول وهو يشوف الكراسي بتمعن

لفت نظره كرسي بعيد مو باين كثير للي يشوفه من تحت..ابتسم بهدوء وهو يقول لساره : good luck

شافته وهو يروح لجهة الكرسي ويجلس عليه بكل أريحيه ويناظرها من بعيد وهو يبتسم لها
شدت على لابتوبها بقوة وهي تمشي لعند نسرين وتقعد بالكرسي اللي جمبها

قالت بصوت منخفض: صباح الخــيـ....

قاطعتها نسرين بعصبيه: أي خير وانتي متأخره كذا ؟! تدرين لو جات الدكتوره قبلك ما كنا راح نعرض المشروع وبنرسب فيه لأنها أكيد بتعطينا صفر

شبكت يدينها ببعض وهي تبلع ريقها :آسفه



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-04-17, 07:23 AM   #68

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

تنهدت نسرين وهي تعتدل بجلستها وتفتح لابتوبها : الإعتذارات ماتنفعني..المره الجايه لاتغلطين مثل كذا علشان لايصير بيننا أي خلاف (لفت وجهها وهي تناظرها) فهمتي؟!

هزت راسها وقالت بعجز: لا ان شاء الله ماراح نختلف مره ثانيه

نسرين بصوت عالي : أتــمــنــى!

صح انها كانت حاسه بالضيق لأنها تأخرت عالكلاس بس الحين وبهاللحظه بالذات حست
بالوحده..حست انها منبوذه من شريكتها بالمشروع وماتدري ليه هالإحساس ذكرّها بالضيق اللي يجيها من كلام الناس عليها قبل ونظرة الإشمئزاز اللي تملا عينهم لما يشوفونها

هزت راسها تبعد هالأفكار بسرعه وهي تحط لابتوبها على الطاوله وتفتحه بهدوء..حطت الصفحه اللي فيها تصميمها وتوها كانت بتقول لنسرين عنه بس سكتت لما تكلمت نسرين قبلها

قالت نسرين وهي مركزه بلابها: امم صح بخصوص المشروع..أنا صممت الديزاينات اللي طلبتهم الدكتوره يعني مايحتاج تعرضين اللي سويتيه انتي

سكتت ساره وهي تفكر بضيق..لو كانت هي بتسوي المشروع ليه طلبت منها تشتغل بهالشي أجل؟!
بلعت ريقها مره ثانيه وقالت بتردد: بس أنا اشتغلت على فستان بالويكند وسألت شوق عن رايها فيه وقالت انه عجبها..يمكن يعجب الدكتوره بعد

نسرين بعدم اهتمام: شوق تجاملك أكيد و آسفه على صراحتي بس ماتوقع يطلع منك شي حلو وانتي ماتعرفين تنسقين ملابسك الخاصه

سكتت ساره و الضيق مبين على وجهها من كلام نسرين

مسكت شاشة اللاب علشان تسّكره بس وقفت وهي تلاحظ الدكتوره تدخل القاعه بسرعه وهي تعتذر من الطلاب على تأخيرها

تركته ساره مفتوح علشان ترّكز على كلام الدكتوره اللي كانت واقفه بوسط القاعه وتناظر الكل بابتسامه : هيا لنبدأ بالمشروع..أظن بأني أعطيتكم الوقت الكافي للنقاش

تحركت الدكتوره للأمام بين الطلاب وهي تقول: أولا سأرى تصاميمكم بنفسي و أريدكم أن تشرحوا لي كل تفصيل صغير غيرتموه في الملابس التي اخترتموها وبعد أن أعطيكم رأيي بعملكم سترسمون تصميما واحدا من الثلاثه على لوحة كبيره وسنعرضها في معرض يخص مادتنا ونجمع جميع لوحاتكم فيه (أخذت نفس وقالت بابتسامه) وهذا هو مشروعكم!

أشرت الدكتوره على المجموعه الأولى : حسنا لنبدأ معكم

لفت نسرين على ساره وهي تهمس: لما يجي دورنا علشان نعرض المشروع أنا بتكلم وانتي خلك ساكته اوكي!

أخفضت جفونها بإستياء من كلام نسرين ولا قدرت ترد عليها

ناظرت الفراغ وهي تفكر بداخلها..يمكن شوق كانت فعلا تجاملها على سالفة الفستان في النهاية هي كانت تدري انها أختهم وشكلها ما كانت تبي تحبّطها بما انها تعرفها من زمان

ابتسمت بسخريه وهي تتذكر جملة نسرين" ماتوقع يطلع منك شي حلو وانتي ماتعرفين تنسقين ملابسك الخاصه"

الظاهر خذت بنفسي مقلب من الكلام اللي سمعته قبل..مستحيل أكون زينه بهالشي أساسا!
"هذا الواقع ليه ما أرضى فيه وبس؟!"

تنهدت بهدوء ونقلت نظرها لنسرين اللي كانت تحط لمساتها الأخيره على الملابس اللي اختارتها
مرت الدقايق بسرعه على ما جاء دورهم بما انهم قاعدين في الصفوف الثانيه من المدرجات

تحركت الدكتوره لجهتهم وهي ماسكه دفتر التقييم ووقفت بين نسرين وساره: أروني عملكم وسأختار التصميم الذي ستعرضونه للطلاب الآن

هزت نسرين راسها وهي تحرك يدها بشكل سريع على اللابتوب

بدأت تشرح للدكتوره عن الديزاينات اللي اختارتها وقالت الأشياء اللي غيّرتها فيها بشكل مختصر
كانت مندمجه بالكلام لما قاطعتها الدكتوره وهي تتنهد وتهز راسها بلا : أعتقد أنكم لم تفكروا جيدا باختيارتكم

اشرت الدكتوره على واحد من التصاميم وهي تقول: أظن بأن هذا التصميم لم يتغير كثيرا (أشرت على الثاني) وهذه الفكره قديمة جدا ولا أظن أن هناك أي أحد يفكر باختيار هذا الفستان لمناسبه كبيره كمناسبة السجاده الحمراء

علقّت نسرين بسرعه : ولكن الموضات القديمه تعود دائما و لدي توقع كبير بشأن هذا الديزاين
هزت الدكتوره راسها بلا : لم يعجبني حقا (سكتت وهي عاقده حواجبها) أما الثالث فهو غريب فعلا! يشبه أحد ثياب المغنيه ليدي غاغا

ابتسمت نسرين ببلاهة : نعم لقد ألهمني هذا التصميم كثيرا أليس رائعاً؟

الدكتوره ببرود: ليس كثيرا كما انني لم أطلب ملابس غريبه حتى تصممي مثلها..أفهمتي يا نسرين؟
لفت نسرين بحده وهي مكشره بوجهها من هالدكتوره اللي حاطه عليها من بداية الترم..ردت بتأفف: فهمت!

ناظرت الدكتوره ساره بتعجب وهي تقول: لماذا لا تقولين أي شيء يا ساره؟ ألم تعملا معاً؟
توترت بقوه ويدينها بدت ترتجف: آه أنــا.....

سكتت وهي مو عارفه ايش تقول..نسرين حذرتها ماتتكلم وقالت لها ان مو لازم تخلي الدكتوره تشوف تصميمها..بس هالموقف الحين....

قاطع أفكارها صوت الدكتوره اللي كانت تناظر اللابتوب المفتوح : اووه ألديك تصمايم أخرى غير التي أرتني إياها نسرين؟

كانت توها بتتكلم بس الدكتوره مشت جمبها بسرعه وهي تحرّك يدها على اللاب

أضاءت الشاشه بوضوح على الصفحه اللي فيها الفستان اللي اختارته ساره

تحركت ساره بانفعال علشان تسّكر اللاب بس الدكتوره وقفتها بيدها وهي مركزه نظرها على الفستان
تكلمت ساره بسرعه من التوتر : دكتوره..انه تصميم فاشل ولا نريد عرضه في المشروع لذلك لم نرك إياه!

عقدت الدكتوره حواجبها وهي تتامل الفستان: تصميم فاشل؟! من قال لك ذلك ؟

لفت على ساره وهي تقول بإعجاب:انه جميل جداً لقد أعجبني! أريدكم أن ترسموا هذا الفستان لمشروعكم (ابتسمت بخفه وهي تناظر ساره) أما الآن عليك أن تعرضيه أمام الطلاب بسرعه

توسعت عيونها على آخر جمله : أنا!!

سكتت ساره وهي تلف على نسرين اللي كانت تناظرها بحقد غير طبيعي

قالت بتوتر : ولكن ..أنا لا أستطيع.. ربما بإمكان نسرين أن ...

قاطعتها الدكتوره وهي تكتب بالدفتر اللي عندها: لقد تكلمت نسرين بما فيه الكفايه..أريد أن أسمعك أنتي

بلعت ريقها وهي تحس بنظرات نسرين تحرقها وبداخلها تحس بالذنب ان الدكتوره اختارتها على نسرين

في ايش كانت تفكر لما خلت لابها مفتوح ؟! ما كانت متوقعه ان الدكتوره بتجي وتفتحه أصلا..بس لحظه هي مدحت تصميها اللي اشتغلت عليه! معقوله يكون الفستان اللي اختارته عجب الدكتوره و تصاميم نسرين لأ؟!

ما أمداها تفكر كثير وهي توقف من مكانها بتردد علشان تعرض التصميم للكل

مسكت اللاب حقها وشبكته بالبروجكتر

بلعت ريقها بخوف أول ماشتغل وناظرت الطلاب وهي مو قادره تتكلم..شعور الرهبة بداخلها يخليها ترتجف بدون لا تحس وبحالتها هاذي مستحيل تقول أي كلمه صح

توترت أكثر مع هالأفكار وعيونها تتحرك بتشتت في وجيه الكل

وقفت أفكارها فجأه لما طاحت عيونها على فارس اللي كان يأشر لـها من مكانه وبدون شعور منها ابتسمت بإشراق وهي تشوفه

نزّل يده وهو يحس بسعاده لأنه شاف بسمتها

كان حاس بداخله انها خايفه لدرجة ان يدينها كانت ترتجف بشكل مو طبيعي ومبين عليها الربكه من عيونها

ما فكر غير بهالحركه علشان تشوفه وتنسى الموقف اللي هي فيه يمكن تقدر تتكلم اذا لمحته عالأقل وكان تفكيره بمحله

حط يده تحت ذقنه وهو يفكر بإبتسامتها "مشرقه مثل عادتها!"

تكلمت ساره بهدوء وهي تأشر على شاشة العرض وتشرح التفاصيل اللي غيّرتها بكل بساطه..الكل كان يسمعها ويهز راسه بفهم على كلامها..طريقة شرحها هاديه وسريعه بنفس الوقت ومع ان ثقتها كانت معدومه بس وجود فارس ساعدها خصوصا وانها ما كانت تشوف غيره بالكلاس

أنهت كلامها وهي تقول: كان من الصعب علينا أن نختار تصميما يعجب الجميع ولكن أظن بأن هذا الفستان مقبول جداً..أتمنى أن ننجح بعرضه في الجامعه قريبا..شكراً لإنصاتكم

صفقوا لها بإعجاب ماعدا نسرين اللي كانت تغلي من داخل

ماتوقعت أن الدكتوره تصير ضدها..يعني من جدها ولا تصميم عجبها؟! وفستان هالبنت اللحجيه هو اللي بنسويه للمشروع!

ماقدرت تتحمل هالفكره أبدا و صارت كل دقيقه والثانيه تهز رجلها بقوة وهي شاده يدينها تحت صدرها بعصبيه "ماراح أسكت لهالموضوع!"

قالت الدكتوره وهي تشوف ساره اللي كانت تسكر اللابتوب : لماذا لم ترني هذا الفستان قبل تلك التصاميم؟

ناظرتها ساره: ظننت بأنك ستحبين التي لدى نسرين

عقدت الدكتوره حواجبها: اذا هل هذا تصميمك لوحدك؟

ناظرت نسرين بابتسامه وهي تهز راسها بلا : لقد اشتركنا فيه بالطبع

هزت الدكتوره راسها بتفهم و راحت تشوف المجاميع الثانيه

قعدت ساره مكانها وهي مو قادره توقف عن الإبتسامه

سعيده لأبعد حد انها نجحت بشي كانت تشوف نفسها فاشله فيه..مسكت جوالها بسرعه ورسلت رساله لشوق بكل شي صار بالكلاس..سكرت الجوال وهي تناظر لقدام بحماس على عكس البنت الجالسه جمبها

بعد مانتهى الكلاس شكرتهم الدكتوره بابتسامه ونبّهتهم ماينسون المشروع ويشتغلون عليه طول الترم
بدوا الطلاب يتحركون من أماكنهم ويطلعون بسرعه بعد ما طلعت الدكتوره وخلص وقت المحاضره

وقفت ساره وهي تعدّل شنطتها على كتفها وكانت توها بتأخذ لابتوبها من على الطاوله بس قطع عليها صوت نسرين العالي: مستـانــســه حضـرتـك؟!

عقدت حواجبها بإستغراب: أيــش؟

قالت بحقد واضح: تفكريني مدري عن حركتك اللي سويتيها قبل شوي؟!

ناظرتها بعدم فهم وهي تفكر بداخلها..ايش تقصد بحركتها؟! وليه تصرخ عليها فجأه قدام الطلاب

كملت نسرين كلامها : انا موقلت لك لا تتكلمين اذا جات الدكتوره! احنا اتفقنا نخليها تشوف التصاميم اللي انا اخترتها صح ولا لأ ؟

هزت ساره راسها وهي تقول : ايه بس...

قاطعتها نسرين وهي تقوم من مكانها: بس انتي مارضيتـي بهالكلام صح؟ علشان كذا تركتي لابك مفتوح قدامها بس علشان تشوف التصميم اللي انتي سويتيه!

ناظرتها بشك وهي تكمل :لايكون انتي متفقه مع الدكتوره من قبل ها؟! ولا شلون ما تقبلت ولا واحد من تصاميمي وحبت الفستان اللحجي حقك

كانت ساكته وهي مو قادره تصدق سيل الإتهامات اللي قاعده تسمعها..نسرين ماتركت لها أي فرصة علشان تقول شي لأنها كانت تتكلم بسرعه كأنها متأكده ان كلامها صح

حست ساره بنظرات الناس لهم وهي تشوف بعضهم يوقفون بس علشان يسمعونهم..لازم تقول لنسرين ان كل هذا سوء فهم ومايحتاج كل هالمبالغه

تكلمت بصوت خفيف علشان تهديها و تبعد الانتباه عنهم: صدقيني انتي فهمتي غلط ..انا نسيت أسكر اللابتوب لما شفت الدكتوره داخله الكلاس ولما جات عندنا ماتوقعت انها بتروح تفتحه وتشوف الفستان

ابتسمت بسخريه : من جدك تكذبين بوجهي بعد..انا شايفه كل شي قدام عيني والدكتوره ما قالت لك تقومين وتعرضين التصميم الا لأنها تعرفك من قبل صح؟ ولا ليه دافعت عنك بأول يوم دراسه وهي ماتعرفك (تغير صوتها للعصبيه ) انتي في ايش أحسن مني علشان يفضّلونك علي؟! ليه اختاروك انتي وانا لأ؟!

كانت توها بترد عليها بس قاطعها ظهور فارس المفاجئ وهو يمسكها من يدها ويبعّدها عن المكان
وقف قدامها وهو يبتسم : انتي سويتي زين اليوم!

ابتسمت بتكلف وهي موقادره ترد عليه وتحاول تناظر ورا علشان تشوف نسرين

تكلم فارس بهدوء: لاتلفتين عليها

ناظرته ساره بإندهاش : بس.....

قاطعها بسرعه: ما لاحظتي الغيره الموجوده بعيونها لما انتي وقفتي وتكلمتي قدام الطلاب ؟ كل اللي تسويه ذيك البنت بس علشان تخليك تشكّين بنفسك وقدراتك!

هزت راسها بلا :مو عن كذا يا فارس(سكتت وهي تتنهد) هي فاهمه الموضوع كله غلط وتفكرني سويت شي مو زين بحقها (ناظرته بعيونه وصوتها يتغير) بس انا ماقصدت والله

عقد حواجبه وهو يشوف نظرة الحزن بعيونها..رفع عيونه عنها وهو يناظر المكان اللي كانت واقفه فيه نسرين

تغيرت نظرته للإستغراب لما لمحها وهي تتحرك بشويش وتمسك لاب توب ساره بيدينها..فتحته لأقصى درجه ممكنه علشان ينكسر وحطته عالأرض بدون صوت كأنها بس تبي تفرّغ كرهها لساره بهالحركه وبنفس الوقت محد راح يعرف مين المسؤول دام ان الكل طلع من القاعه وهالثنين مشغولين بكلامهم مع بعض

مشت لعند طاولتها بسرعه وهي تجّمع أغراضها وعلى وجهها ابتسامه خبيثه وبداخلها تفكر بتصرفها تستحق أكثر من كذا!علشان تعرف مع مين تتكلم مره ثانيه"

شدّ فارس على قبضته بعصبيه وهو يمشي لجهتها بخطوات بسرعه

عقدت ساره حواجبها بتعجب وهي تلاحظ تغير وجه فارس للعصبيه وكيف انه تركها فجأه بدون لايقول أي كلمه

التفتت بكامل جسمها لورا وهي تشوفه رايح لعند نسرين

بلعت ريقها بتوتر وهي تفكر بالكلام اللي ممكن يقوله فارس..معقوله يتفاهم مع نسرين على هالموضوع ويقولها انها ماسّوت شي؟! بس هو ماله دخل بالسالفه وماله داعي يوّرط نفسه بهالطريقه
تنهدت وهي تتحرك بسرعه ورا فارس

وقفت ساره فجأه لما لاحظت اللابتوب المرمي بالممر واللي صادف انه يكون شبه لابتوبها اللي جابته معها اليوم..كانت توها بتنحني علشان تشوفه زين بس بعّدت نظرها عن اللابتوب لما سمعت صوت صراخ نسرين اللي ملى كل القاعه و خلاها تلتفت عليهم بصدمه

كانت نسرين توها بتمشي بعد ما أخذت أشيائها اللي على الطاوله بس وقفت وهي تحس بأحد يمسكها من ذراعها بقوة

لفت عليه وهي تناظره بحقد : ايش تبي !

فارس وهو يناظرها بحده: ليه سويتي كذا؟

عقدت حواجبها : ايش قصدك؟

فارس بقل صبر :لابتوب ساره! أنا شايفك من البدايه لما جيتي وكسرتيه وبعدين رميتيه عالأرض..لو تعذرتي بألف عذر مالك حق تسوين مثل هالحركه فيها!

توسعت عيونها وهي تقول بانفعال وصوت عالي: أنا ماسويت شي غلط..(أشرت جهة ساره)اللي تدافع عنها هي الخبيثه !

زفرت هواء بعصبيه وهي تكمّل: فارس! ناظرها عدل تراها تسوي روحها بريئه قدام الكل وبالحقيقه هي مو أكثر من وحده تعتمد على الناس علشان ترفع نفسها !

ابتسم بسخريه: وانتي بحركتك هاذي صرتي أحسن منها مثلاً

تضايقت بداخلها من كلامه بس بالحقيقه ماكانت حاسه بأي ندم على اللي سوته لأنه بنظرها ساره تستحق الناس يعاملونها بهالطريقه خصوصا بسبب الأشياء اللي سمعتها من ميساء عن ساره

عقدت حواجبها بإنزعاج وهي تفكّر..الكل فضّل ساره عليها هي و بدليل ان فارس قاعد يدافع عنها بهاللحظه..كيف أساسا يدافع عنها وهو مايعرفها ؟ مافي أي سبب يخليه يتكلم عنها بهالطريقه الا اذا كان ........

وقفت أفكارها وهي تناظر فارس بإندهاش وبعدها ابتسمت بخبث وهي تقرب منه وتميل براسها: حضرة الأستاذ فارس ليه جاي المحاضره اليوم ؟ ليه تضايقت لما أنا كنت أتكلم مع ذيك البنت عن المشروع؟ أنت محاميها الشخصي؟! قاعد تدافع عنها هنا مع انك مو ملزوم تسوي هالشي..انت ماكنت تهتم بأحد من قبل بس الحين فجأه صاير حسّاس بزياده لأني كسرت لابتوبها!

ضحكت بخفه وهي تهمس: لا يكون بس تحبها لأن هالشي يضحّك صراحه ههههههه

سكتت وهي تحس فيه يمسكها من كتوفها بقوة تأملت ملامح وجهه العصبيه وهو يقول: انتي مالك أي شغل بعلاقتي فيها..كل اللي عليك انك تعتذرين لها والحين!

توسعت عيون نسرين وهي تناظره بعدم تصديق "أنا أعتذر؟! هذا من جده يتكلم"

ردت عليه بصوت واطي وهي تلمح ساره اللي بدت تقرّب لجهتهم: مستحيل أعتذر لأنسانه تافهة نفسها..تغري الرجال بنفسها وتمثل البرائه علشان يشفقون عليها لدرجة ممكن ترخص نفسها حتى تكسبهم

سكتت و ملامح وجهها بدت تتغير للصدمه لما حست بأظافره تنغرز بكتفها ببطء

تأوهت نسرين بألم وهي مو قادرة تصدق ردة فعله المفآجئه

قالت بصوت مهتز: أنت شقاعد تسوي؟! (سكتت وهي تحس بيده تمسكها بقوة أكثر) بــعّد يدك عني بسرعه!

كان يزيد الضغط عليها بدون لايحس وهو يتذكر كلامها عن ساره

ناظرته بخوف وهي تشوف عيونه كيف تغيرت وكأن شخصيته انقلبت لإنسان ثاني مو فارس اللي تعرفه

ارتعش جسمها وهي تسمع صوته القريب منها : من وين سمعتي بهالـكلام؟ مين اللي قالك عنها كذا؟ انتي ماتعرفينها علشان تتكلمين عنها بهالطريقه

بلعت ريقها وقالت وهي تمثّل الثقه بصوتها: في ناس يعرفونها وقالوا لي كل شي عنها (ناظرته بعيونه) أنا أصدقّ الكلام اللي يعجبني وأسوي الشي اللي أشوفه صح..اذا كنت تفكر أن.....

قاطعتها ساره اللي وقفت قدامها وهي تمسك يد فارس

ناظرته وهي عاقده حواجبها وتقول بخوف: فارس شفيك ماسكها كذا..فك البنت!

ماالتفت على ساره ولا اعتبرها موجوده وهو يناظر نسرين بعصبيه: اعتذري لها عن اللي سويتيه!
عقدت ساره حواجبها وهي تناظر الاثنين بإستغراب: وليه هي تعتذر؟ فارس انا قلت لك نسرين ماسوت شي غلط..هي بس مافهمت الموضوع صح و.......

قاطعتها نسرين وهي تبّعد يدين فارس عنها بالقوة: أنا اللي كسرت لابتوبك ورميته هناك(ناظرتها بحقد) وانا مو آسفه على هالشي أبدا لأني الوحيده اللي تعرف شخصيتك الحقيقيه بعكس بعض الناس المخدوعين فيها!

سكتت ساره وهي تلتفت على نسرين وتناظرها بصدمه..ايش هالموقف هذا اللي تمر فيه؟! شخصيتها الحقيقيه؟! هاذي شقاعده تقول؟!

عقدت حواجبها وعقلها بدأ يستوعب كلام نسرين بالتدريج

هي اللي طلبت منها تهتم بالمشروع..هي اللي قالت لها تسكت لما تكلمهم الدكتوره..هي اللي كذبّتها لما حاولت تبرر سوء الفهم ولا رضت تسمع

والحين بعد كل هذا تجي وتكسّر لابتوبها كذا بدون أي عذر!

لا..هي ماكسرت جهازها وبس..هي دمرّت أول شي قدرت ساره تنجح فيه و بمجال كان مكتوب لها الفشل فيه

والحين أول تصميم لها ماعاد له وجود و كل جهدها وتعبها بالأيام اللي فاتوا طار مع الهواء
ابتسمت بحزن وهي تبعد عن فارس وتقرب جمب نسرين

تغيرت نظرتها للبرود وهي تقول بهدوء: مهما بررت لك ماراح تصدقيني صح؟ (ابتسمت فجأه) تدرين يا نسرين ان الشخص اللي يلوم الناس على فشله هو في الواقع يقصد نفسه

سكتت شوي وهي تحس بنظرات نسرين تخترقها

توسعت ابتسامتها وهي تكمل ببرود: هالشخص هذا مايحب الخساره وممكن يسوي أي شي علشان يفوز بس مستحيل يعترف انه هو "الفاشل" (ناظرت عيونها بثقه ) اذا تبين نسوي واحد من تصاميمك للمشروع على راحتك كل اللي تبغينه سويه..في النهاية مهما كانت التصاميم اللي راح تسوينها ممتازه بنظرك انا واثقه أن الدكتوره ماراح يعجبها ولا واحد فيهم (ابتسمت بسخريه) طبعا مايحتاج أقول السبب لأنك في قرارة نفسك عارفه مين اللي خسر اليوم!

مشت ساره من جنبها تاركتها تفكر بكل كلمة قالتها عنها وكيف أهانتها بشكل غير مباشر ومتعمد بنفس الوقت

ماقدرت نسرين تتكلم وهي تناظر الفراغ بصدمه..صح ماكان كلامها له تأثير عليها بس انه يطلع من ساره هالشي هذا اللي فآجأها

وقفت أفكارها لما سمعت صوت فارس الجدّي وهو يقول: اذا كنتي تخافين على نفسك لاتتعرضين لها مره ثانيه(ناظرها بحده وهو ينبهها) صدقيني ماراح يصير لك خير اذا ضريتيها!

عقدت حواجبها وهي تشوفه يتحرك لجهة طاولة ساره وأخذ شنطتها ولابتوبها المرمي بالأرض وطلع بسرعه بدون مايناظر نسرين

شدّت على قبضتها بقوة وهي تضرب الطاوله اللي جمبها "مين مفكرين نفسهم علشان يقولون لي هالكلام!كيف تتجرأ هي وتهيني قدام فارس! (تغيرت نظرتها للإستغراب) بس هو ايش يقصد باللي قاله..اذا كنت أخاف على نفسي؟!"

ميلت راسها بتفكير وبعد ثواني بسيطه وقفت بثبات ومشت بخطوات واثقه لبرا
"تهديدات كاذبه منك يا فارس..انا واثقه انك مستحيل تسوي أي شي يضرني"
.
*****************
.
طلعت ساره من القاعه وهي تسرع بخطواتها علشان تطلع من المبنى كله

مو أول مره تغلط هي مثل كذا وتنفجر فجأه قدام أحد..قالت كلام قليل من اللي ببالها تجاه نسرين بس هذا كان حدها أساسا ولاتقدر تزيد أي كلمه على اللي قالته

ماعادت تتحمل أكثر وهي تحس بدموعها تتجمع بعيونها

ليه الناس كذا؟ ليه كلهم يشوفونها شي ثاني؟ يتكلمون عليها ولا كأنها شخص مثلها مثلهم ولا كأن عندها مشاعر حساسه ممكن تنجرح بأي ثانيه

هالموقف بالذات ذكّرها بناس كثيره ومواقف حاولت تنساها..جوانا اللي كانت تضحك عليها وعلى قدرها مع ذاك الانسان..ميساء اللي اتهمتها بأشياء العقل يعجز عن تخيلها..والحين نسرين اللي قالت انها تشوفها خبيثه وتدّعي البرائه قدام الناس

وقفت فجأه و عيونها مازالت بالأرض تتحاشى نظرات الكل عليها وتشد على يدها بقوة

عاشت هاللحظات كثير من قبل والمفروض تكون محصنه ضد هالناس بس لأ..لأنها مهما حاولت تتجاهل ماراح تقدر تنسى الإحساس اللي يجيها من بعد كلامهم وطريقة تعاملهم معاها

غمضت عيونها وهي تمسك نفسها لاتبكي

تكلمت بهدوء وهي عارفه انه كان يلحقها من أول ماطلعت من الكلاس: أنا بخير مو لازم تجي معاي يا فارس

مسكها من كتفها وهو يبتسم: بس أنا مابي أخليك لحالك

وقّف قدامها وقرب وجهه منها : تعالي..بوديك مكان بعيد مافيه أي أحد راح يزعجنا فيه

رفعت راسها وناظرته بإستغراب : بس.....

قاطعها وهو يمسك يدها ويتحرك بسرعه : اششش خلاص تعالي وانتي ساكته

مشت معاه بدون ماتتكلم وبداخلها تتذكر حقيقة هالشخص اللي ماسك يدها..للحين مو متعوده على حركاته ولا قادره تستوعب انه أخوها

ناظرته بهدوء وهي تشوفه مرّكز بطريقه

"لوين راح توديني يا فارس؟"
.
*****************
.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-04-17, 07:23 AM   #69

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

.
كانت جالسه بالكرسي الجلدي داخل مكتبها وتتأمل الأوراق اللي على طاولتها بدقّه

تنهدت وهي تفكر بالأشياء اللي لازم عليها تسويها وناظرت سكرتيرتها اللي طلبت منها تساعدها بشغلها اليوم

نادتها رهف بهدوء: روزانا

رفعت روزانا راسها من على الأوراق اللي كانت تشتغل عليها: نعم سيدتي

حطت يدها تحت ذقنها بملل : ألا تظنين بأن العمل كثير جدا بالنسبة لأول يوم لي؟

ابتسمت روزانا : لقد قلت لك ذلك ولكنك رفضتي أن تأخذي أول يوم لك أن يكون راحة

لوت شفايفها وهي تقول بالعربي : ماكنت أبي أبوي يقول اني كسلانه..لازم أوريه اني قد هالمنصب اللي عطاني إياه (ناظرتها ) مارأيك أن نأخذ استراحة للوقت الراهن؟

هزت راسها وهي تقوم من مكانها : أظن بأنه الخيار المناسب..أتريدين أن تشربي شيئا يا سيده رهف؟
سكتت بتفكير وهي تناظر أبواب مكتبها الزجاجيه الشفافه واللي تصير عازله عن الرؤيه للي برا

قالت وهي تتأمل الناس برا مكتبها : هل يمكنك جلب أفضل قهوة أمريكيه من ذلك المقهى الموجود في نهاية الشارع؟

تأففت روزانا بداخلها من طلب رهف بس مابينّت على وجهها أبدا وهي تقول بابتسامه: سيكون جاهزا لك في أقل من عشر دقائق

هزت راسها برضا وهي تبتسم على احساس الراحه اللي تحس فيه بهاللحظه بالذات..أشرت لها علشان تطلع برا الكتب وتقدر هي تقعد لحالها وترتب افكارها أكثر

مشت روزانا وهي ماسكه الأوراق بيدها متوجهة لعند الباب وتوها كانت بتطلع بس وقفت لما سمعت رهف تناديها بصوت عالي : انتظري لحظه!

لفت عليها وهي عاقده حواجبها: مالأمر سيدتي؟

قامت رهف من مكانها وهي تناظر جهة في الزجاج العازل : هل تعرفين..(أشرت بيدها على برا) ذلك الشخص؟

ناظرت روزانا الرجال اللي تقصده رهف بتمعن و بسرعه جاوبت: آه بالتأكيد..انه أحد أهم الموظفين الموجودين بالشركه والذي يتعامل مع الرئيس وابنه في كثير من الأحيان

انصدمت بداخلها بس مابينت هالشي وهي تقول : اذا تعرفين اسمه أليس كذلك؟
هزت راسها : نعم اسمه هو نواف الـ....

سكتت شوي بعدين أشرت لها تطلع : حسنا شكرا لك روزانا

طلعت السكرتيره من المكتب بخطوات سريعه علشان تروح وتجيب القهوة اللي طلبتها رهف

جلست على كرسيها وهي تناظر بالشخص اللي رفع صوته عليها لما كانت تتأمل قاعة الاستقبال الخاصه بالشركه

ابتسمت بخبث وهي تفكر " اسمه نواف..اممم اسم حلو تقريبا"

تأملته بهدوء وهي تشوفه يتكلم بإندماج مع الشخص اللي واقف معاه

"صح اني مخططه أتزوج الإنسان اللي أحبه بس ماتوقع راح يضرني اني أتمتع شوي قبل ماتنجح خطتي مع فهد..بعتبر أي شي أسويه بالشركه بمثابة تسليه صغيره قبل الزواج وشكله هالنواف انسان سهل ويمديني ألعب معاه (ضحكت بخفه) طبعا بعد ما أطفش منه راح أطرده و أفتك من وجهه بكل
سهوله و لا كأن شي صار.. في النهاية أنا بنت صاحب الشركه!..مين ممكن يرفض مثل هالإغراء؟"

قامت من مكانها بهدوء وشغلّت استيريو الموسيقى على أغنية هاديه..تدريجيا حست أن قلبها يطير مع لحن الأغنيه وتفكيرها يآخذها لذاك الإنسان اللي كل يوم رغبتها تزيد فيه ولا راح ترتاح الا بعد ماتمتلكه
.
**************
.
تنهد وهو يمشي بخطوات بطيئه ويناظر الطلاب المركزين على عرض البروجكتر وينقلون الكلام المكتوب بهدوء..وقف فجأه وهو يناظر الفراغ وبداخله يفكر بعمق

من أول ماعرف انها مو موجوده بالشقه وعقله ضايع..مشتت بشكل غير طبيعي لدرجة انه مو عارف ايش يسوي

يدري انها بداخل بالجامعه وتوه متأكد من محمد انه هو اللي وصلّها اليوم..بس كيف بيلقاها وهي ماترد على جوالها؟ ممكن تكون بأي مكان فهالجامعه الكبيره ومستحيل يحصّلها الا اذا كان مراقبها من قبل وهذا الشي اللي نسى يسويه

مايعرف جدولها لأنه عطاها كل الأوراق الخاصه فيها لها ولا بقى شي عنده.. ما فكر انه يعين أحد بالجامعه علشان يشوفها ويعطيه أخبارها لأن هالشي ماكان مهم ذاك الوقت ولا كان متوقع انها راح تداوم بالجامعه معاه بسبب انه ما سلّمها للرئيس

تكتف وهو واقف بمكانه..بلع ريقه ببطء وهو يحس بالجفاف

ماتعود على هالإحساس بالتوتر أبدا..ماكان كذا من قبل ولا مره بعمره كان خايف على شيء أو شخص..كان أناني مايفكر غير بنفسه و أهدافه الخاصه والحين تغير كل شي عليه

من بدأ يحبها و شخصيته صارت متناقضه بزياده ولا هو عارف ايش يبغى بالضبط؟!
.............: أستاذ هل أنت بخير ؟

حرّك راسه لجهة الطالب اللي كان يكلّمه بتساؤل لما شاف ملامح وجه راشد اللي تغيرت فجأه بسبب أفكاره

رسم ابتسامه على وجهه :ولم لا أكون بخير؟

ابتسم الطالب : لا أعلم ولكنك كنت تبدو مرهقا لوهلة

تحرك راشد من مكانه ووقف قدامه وهو يهمس ببرود: ركّز على ما بيدك واترك عنك تأمـل الآخرين !

تغير وجه الطالب بعد ماتفآجئ بكلام راشد اللي ماتعوّد عليه من قبل وهز راسه بفهم

بعّد راشد عنه وهو يناظر باقي الطلاب وقال بصوت عالي : سننهي وقت المحاضره هنا

ماكان قادر يكمّل المحاضره بسبب الضيق اللي تمكن منه و قرر ينهي الشرح بسرعه خصوصا وان حالة عقله المضطربه ماتصلح انه يقعد بهالكلاس أكثر من كذا

أخذ ملفه ومشى بخطوات كبيره برا القاعه..سمع أحد يناديه من وراه بس قرر يتجاهله وهو يسرع بخطواته لبرا المبنى اللي هو فيه ويعكس اتجاهه لمكان ثاني

كان يتحرك بشكل تلقائي وهو يمشي ويتخطى مباني الجامعه الكبيره لما وصل لمكان فاضي من الناس ووقف وهو يرفع راسه ويتأمل المبنى الصغير اللي قدامه مغطى بالثلج بين الأشجار الكبيره ولا كأنه موجود من الأساس

كان مبين عليه انه قديم من الأعشاب اللي ناميه بين جدرانه الحجريه واللي كانت شبه محطّمه الا انها ثابته بشكل غريب

فوق البوابة الخاصه بهالمكان كانت مثبته بعض الحروف الحديديه على شكل نصف دائره واللي كانت مصديه بالكامل بسبب قدمها

" Music building"

كانت الحروف تشكّل اسم المبنى واللي كان مبنى الموسيقى الأثري لهالجامعه

تعوّد راشد يجي لهالمكان خلال سنوات دراسته بباريس..كان بالبدايه يتأكد ان المكان فاضي تماما علشان يحس بالراحه لحاله و يقعد مع نفسه في هدوء ومتى ماجاء أي أحد يطلع هو من الباب الخلفي لهالمبنى ولا كأنه كان موجود داخله من الأساس

ابتسم بخفه وهو يمشي متوجه للدرجات البسيطه اللي توصله للبوابه

الحين وبهالوقت بالذات هو بأمس الحاجه للهدوء وبعدها يصير اللي يصير
.
**************
.
في مكان ثاني بالجامعه

شوق بانفعال : أيـــــش قــلــــتــــي؟!

تأففت لمى وهي تحس بالندم : يالله.. كنت ادري انك بتعصبين علشان كذا المفروض ماتكلمت من الأساس(ضربت راسها) غبيه !

توسعت عيونها بعصبيه: اقول كملي كلامك..شصاير بين ساره ونسرين؟

تكلمت لمى بصوت خفيف: مدري بس اللي شفته انهم كانوا يتهاوشون أكيد و أتوقع أن نسرين ضربت ساره(هزت راسها) لا مدري مدري يمكن ماصار .....

قاطعتها شوق اللي كانت تغلي من العصبيه : أنا أوريها هالـ****..مين مفكره نفسها علشان تتهاوش مع أختي (لفت على لمى بحده) وين كانت قاعتكم؟

سكتت لمى بخوف وهي تناظر عيون شوق اللي شوي وتطلع من مكانها

ارتعشت لاشعوريا من صراخ شوق المفاجئ: تكلمي يا لمى بسرعه لا تشوفين شغلك انتي الثانيه !
بلعت ريقها وهي تقول : كنا بالمبنى اللي جمب الكافيتريا..قاعه 24 بالدور الثاني

تحركت بخطوات سريعه لجهة المبنى ومع كل خطوة تحس انها بتنفجر..مو قادره تـتخيل ان كل هذا يصير فجأه كذا..تدري أن نسرين شخصيه غريبه من زمان بس انها تسوي مثل هالسواة لوحده ماتعرفها كثير؟!

لا في شي أكبر من كذا أكيد..نسرين ماعندها ذيك الدرجه من التهور علشان تتهاوش قدام الطلاب اللي يعرفونها و تحرج نفسها قدامهم

دخلت شوق من البوابة الزجاجيه للمبنى وقبل لاتكمّل خطواتها طاحت عيونها على نسرين اللي كانت تمشي جهتها وهي ناوية تطلع بسرعه

تنفست بشكل سريع وهي تمشي لعندها وتحاول تمسك نفسها عن لاتذبحها بهاللحظه

وقفت قدامها وهي تناظرها بقوة : صحيح الكلام اللي سمعته؟

تأففت نسرين وهي تناظرها ببرود: اخلص من اخوها تجي ذي..انتوا شتبون مني ؟

رفعت صبعها بتهديد: نسرين لاتضيعين السالفه وجاوبيني.. ايش اللي صار بينك وبين ساره؟

تكلمت بملل: انا مو ملزومه أقولك أي شي صار روحي سألي اخوك وتعرفين كل شي والحين يلا وخري عن طريقي وراي أشغال الدنيا (كشرت وهي تحاول تعدي شوق) بسبب ذيك البنت كل شي اخترب علي

دفعتها شوق من كتفها وهي ترّجعها على ورا : يعني اللي سمعته صح..انتي تهاوشتي مع ساره؟

زفرت هواء بعصبيه: ايه ارتحتي تهاوشنا وانتهى الموضوع والحين أنا أبي أطلع.. خلصيني وبعّدي عن وجهي بسرعه(لفت وجهها عنها وهي تقول بسخريه) مثلك مثل اخوك مافي اختلاف.. كلكم نشبه!

مسكتها شوق من جاكيتها وقرّبتها منها وهي تناظرها بعيونها :ماراح أسمح لأي أحد يغلط على أختي ويمشي كذا..اذا كنتي صج غلطتي عليها فصدقيني انا مستحيل أسكت لك (ابتسمت على جنب) من اليوم ورايح انسي تكونين عضوه في مجلس الطلبه اللي من زمان تحّدين علي أدخلك فيه.. و الشغل في شركة التصميم اللي كلمتك عنه هذا حلمي انك تدخلين فيه

دفّت يدها اللي ماسكتها من جاكيتها وهي تصرخ : يعني ميتة عليك انتي تراني أعرف ناس غيرك تقدر تدّخلني المجال اللي أنا أبغاه وأكثر بعد.. كل تهديداتك هاذي مالها فايده ولا راح تأثر فيني

مشت من جمبها بعصبيه وتوها كانت بتطلع بس وقفت لما سمعت صوت شوق العالي : نسرين!
مالتفتت عليها وهي تناظر البوابه بقل صبر

كملّت شوق وهي تناظر ظهر نسرين بابتسامه : هالمره عديّتها بكيفي بس لو سمعت انك سويتي شي لأختي مره ثانيه لاتلومين الا نفسك (سكتت شوي ) طول ماحنا بالجامعه لاتوريني وجهك لأني لو شفتك قدامي محد راح يمنعني من اللي بسويه فيك..فهمتي!

عضت نسرين شفايفها بقهر و هي تكمل مشي لبرا المبنى بسرعه

وقفت وهي تتنفس بعصبيه ولا هي قادره تتقبل اللي سمعته أبدا

الإهانة اللي تحس فيها من كلام شوق كاتمة على قلبها بقوة..هي صح كانت تعتمد عليها بأشياء كثيره بس ماتوقعت انها تقلب عليها كذا وتهدّدها فيها فجأه بس علشان هالسالفه

حطت السماعات بأذنها ومسكت جوالها وهي تضغط على اتصال بقوة

.................: وينك؟ كنت انتظر اتصالك من زمان

تكلمت بسرعه وهي تمشي: ميساء خلاص طلعيني من هالموضوع أنا ماتوقع اني اقدر اسوي اللي تبينه مني

ردت عليها باستفهام : مو انتي كنتي تبين تساعديني بعد ماعرفتي ان ساره .......

قاطعتها بعصبيه وهي تسرع بخطواتها بدون لاتحس: ايه ايه بعد ماقلتي لي انها متزوجه من الرجال اللي صار لي سنين وانا أتقرب منه

ابتسمت ميساء بسخريه: طيب وايش اللي تغير الحين؟

نسرين بحقد : اللي تغير ان هالبنت عندها ناس بالجامعه تساعدها وانا مافي أحد غيري ملتزم بخطه سخيفه مخططتها وحده أسخف

ضحكت بخفه وهي تقول: أنا كل اللي قلت لك تسوينه انك تمسكين عليها شي..بس هذا اللي اتفقنا عليه (قالت بتساؤل) لايكون سويتي شي ثاني ؟

زفرت نسرين بعصبيه وهي تتذكر اللي صار بالكلاس بسبب حقدها اللي انفجر فجأه على ساره

تكلمت بشكل سريع: من يوم كلمتيني عنها و قلتي لي انها تطلع زوجة الأستاذ راشد كرهي لها زاد ولا قدرت أمسك أعصابي لما شفتها اليوم..أنا مو مستوعبه كيف تكون زوجته! يعني هو مستحيل يحب وحده نفسها..أبي أعرف بس ليه؟ليــــــــــــه؟!

تغير صوتها للجديه: كلنا نبي نعرف ليه..بس المهم الحين انك تسوين اللي طلبته منك لأن هالشي راح يساعدني كثير

وقفت وهي تقول بإحباط : انتي ماتفهمين؟ اقولك ماقدر أمسك عليها شي وانا ماشوفها أساسا واذا كنتي تبـ...........

سكتت فجأه لما شافت فارس يمشي بشكل سريع وهو يجّر يد ساره معاه

تكلمت ميساء باستغراب لما انقطع صوت نسرين : الو ؟ نســريـــن ؟

قفلت نسرين السماعه بسرعه وهي تلحقهم بعيونها قبل رجولها

ماقدرت تخفي احساس الخوف بداخلها من اللي راح تسويه بس لابد من المجازفه خصوصا وانها ماتقدر تضيع مثل هالفرصه اللي جات لين عندها

كل اللي عليها تسويه انها تلحقهم بدون لايحسون فيها و تحاول قد ماتقدر تسمع حوارهم مع بعض..متأكده أن في شي كبير بينهم ولا ما قررت تمشي وراهم كذا

وقفت أفكارها وهي تشوفهم يدخلون بمكان أول مره تشوفه بالجامعه

"هذول وين رايحين ؟!"
.
**************
.
ابتسمت عبير بمكر وهي تآخذ جوالها اللي كانت حاطته على الطاولة الصغيره بوسط غرفتها
دقت على آخر رقم كان موجود بالسجل القديم

رقم ماتوقعت انها راح تشوفه مره ثانيه أو انها هي اللي راح تتصل عليه لأنه المفروض يكون محذوف من زمان

حطت الجوال عند اذنها ويدها الثانيه تحت صدرها..دق قلبها وهي تسمع صوت رنات الجوال بتوتر

تحركت من مكانها ووقفت قدام الدريشه وهي تناظره بتمعن..كيف بتكون ردة فعله لما يشوف انها هي المتصله وبهالوقت بالذات

توسعت ابتسامتها تدريجيا وهي تشوف ملامح الصدمه على وجهه بعد ماناظر جواله وشاف اسمها
انتظرت ثواني على ماوصلها صوته: الو

تكلمت عبير بشكل سريع وهي تقول بجديه: أتوقع انت عارف جوابي عدل ؟

عقد حواجبه بإستغراب لما سمعها..يعني فعلا هي اللي داقه عليه مو أحد ثاني يستخدم جوالها!
انزعج بالبدايه أول ماحس بجواله يدق وهو يطلعه من جيب ثوبه بس سرعان ماتغير شعوره أول ماشاف رقمها

مايدري ليه الحين بالذات؟ ما جات بباله أي فكره عن الشي اللي حدّها تدق عليه

اتصالها هذا نسّاه كل شي فجأه و لاقدر يتذكر الموضوع اللي تكلموا فيه بالمستشفى قبل مايوصلها بيتها

ومع انه مافهم قصدها أبدا بس ابتسم وهو يحس بالمتعه

متعه غريبه بداخله بس لأنه يسمع صوتها

قال بابتسامه: أنا ما أعرف أقرأ عقول الناس..قولي اللي عندك بدون لف ودوران

شدّت على قبضتها وهي تشوف ابتسامته من بعيد : كلامك بالمستشفى ...(سكتت وهي تحاول تتمالك نفسها) ان نكون متزوجين لمدة شهر..أنا مو موافقه عليه!

ماتغيرت ملامحه من كلامها..مازالت الابتسامه شاقه وجهه وهو يسمع ترددها بالكلام

جلس باستقامه وهو يقول بتسلية: اها يعني انتي اخترتي الطــلاق

سكت شوي وهو يمثّل التفكير وبعدين رد عليها ببرود :اوك لك اللي تبغينه بس عطيني مهله على ما أدبر الوضع و أشوف متى الوقت المناسب علشان نعلن الخبر على الكل

زفرت هواء بعصبيه من كلامه

عرفت انه فهم لعبتها دام انه ماحاول يقنعها علشان تغّير رايها
اف منه!

كانت تبغاه يقلل المده لأسبوع مثلا علشان تفتك من هالزواج بأسرع وقت.. بس شكل هالخطه البديله فشلت ولازم تلتزم بخطتها الأصليه

ابتسمت وهي ترفع حواجبها وتهز راسها بلا : لا انت مافهمت قصدي..أنا بس مو موافقه على الكلام اللي انت قلته

عقد حواجبه بتساؤل بس مارد عليها

تحركت من مكانها في الغرفه وهي تقول بنبره عاديه بعكس المكر اللي بداخلها : اذا كنت انت اللي فكّرت بالاتفاق فأنا بعد لازم أفكر بالأشياء اللي أبغاها قبل ما أوافق عليه (ابتسمت بسخريه) في النهاية الزواج مشاركه بين شخصين ولازم يكونون من البدايه متفاهمين قبل مايدخلون بهالمصيبه

ضحك تركي بداخله من كلامها بس مابين لها وهو يقول: أفهم من كلامك انك ماراح توافقين على الزواج حاليا

عبير بإبتسامه : غلط..أنا قلت من البدايه اني موافقه بس بشروطي..مشكلة عقول بعض الناس اللي ماتفهم الشي من أول مره..(تغيرت نبرتها وهي تقول بهمس) عقول صغيره وغبيه

اخفض جفونه لما سمع آخر كلمتين قالتهم

تنهد بعمق " طريقنا طويل احنا الاثنين"

قال بعد ماستوعب تفكيرها : ايش هي شروطك؟

عبير بجديه: مانسكن ببيت أهلك هذا أولا.. ثانيا مابغى نكون بنفس الشقه..أنت بمكان وانا بمكان
وياويلك أن قربت ولا حتى شفت زولك عند الشقه اللي بعيش فيها

سكت شوي وهو يحاول ما يتأثر بكلامها بس ماقدر

كان وده يقول لها ويفهّمها ان هالشي غلط..كيف تبغى تكون لحالها؟ مجنونه هي؟!

بس سكت وهو عارف بمشكلتها اللي تخليها تفكر بهالتفكير..كل هذا بسببه أكيد

ماتبي تكون قريبه منه ابدا بسبب اللي صار بينهم قبل ولا يلومها على هالشي

تكلم بعد ماحس بالهدوء: فاهم انك ماتبين تسكنين ببيت اهلي بس انك تكونين بشقه لحالك هاذي صعبه شو......

قاطعته بحده: اذا مانفذت اللي اقوله لك ماراح أوافق على أي اقتراح يجي منك!

ارتخت ملامحه وهو يبتسم بسخريه: أنا وانتي ندري انك راح توافقين في النهاية..فلا تتحايلين علي وتسوين نفسك الذكية لأنك ماراح تآخذين كل شي يجي على بالك

عضت شفايفها بقهر وهي تشد على يدها بقوة لدرجة أظافرها بدت تترك علامات عليها

بلعت ريقها وقالت بحقد: كمّل كلامك!

عرف انها خضعت له أخيرا فقرر يقول كل اللي عنده بدون مقدمات علشان تفهمه زين

تركي بهدوء: أنا عندي شقه مجهزه تقريبا من قبل الملكه..كبيره وفيها كم غرفة تكفّينا..انتي خذي غرفه من الغرف وانا بكون بغرفه ثانيه

زفرت هواء وهي تفكر..مو هذا اللي تبغاه أبدا..ماتبي يكون بنفس المكان اللي هي فيه..بعدين كيف راح تعيش؟! يمكن ترجع لها الحالة النفسية اللي عاشتها بالمتوسط

خوف مو طبيعي وهستيريا وكوابيس..ماتنسى الأيام اللي كانت تبكي فيها كل ماتذكرت وجهه وذاك الموقف اللي جمعهم مع بعض..كيف تقدر تتخطى كل هذا؟

تكلمت بعد مده بصوت ضعيف: ماقـدر!

ناظر لقدام بوجه خالي من التعابير..عارف هالألم بصوتها..نفس النبره لما كلمها ذاك اليوم وبدت تبكي بضعف وهي ترفضه

كملّت وهي تقول بضعف: أنت تدري بكل شي ليه تعذبني كذا..تدري اني ماقدر قلت لك من قبل (سكتت) أنا أخاف منك!

كم مره هي بتطعنه؟

تفكره مايدري بذنبه؟ تفكر انه يحب يعذّبها؟

وده لو هي تفهم قلبه شوي..لو تعرف انه هو اللي يتعّذب الحين بسببها!

بس الخوف والكره معميها عن كل شي ومستحيل تشوف قلبه الكبير أبدا

ابتسم بألم وهو يقول بهدوء: بما ان احنا مرتبطين بهالشي مع بعض لازم نلتزم بالاتفاق وبكل الشروط اللي تكون بيني وبينك..بنكون في الشقه مع بعض بس مو ضروري نشوف بعض..اذا بغيتي أي شي مني مو لازم تقابليني علشان تكلميني..كل اللي عليك ترسلين لي اللي تبغين وبيكون عندك

سكت شوي بعدين كمّل بثقه: و تأكدي اني مستحيل أقرب عليك وانتي مو راضيه بهالشي

رمشت بإندهاش وهي تسمعه للنهاية..ماتوقعت منه كل هالكلام

ايش يقصد؟

يبي يريحها يعني؟ ولا علشان ماتفكر انه ممكن يكذب مثلا وان كل اللي قاله تأليف من راسه؟

وقفت أفكارها وهي تسمعه يقول : عندك أي شي تبغين نحطه ضمن الشروط؟

بلعت ريقها وهي تمشي جهة الدريشة وتناظره بتمعن وتفكر

ماعندها أي شي تقوله..هو قال كل اللي كانت تبيه تقريبا ولا في ببالها أي شروط ثانيه ممكن تخليه ينفذها لها حاليا

تنهدت وهي تشوفه ينتظرها بترقب : ايه عندي شرط أخير (سكتت وهي تناظر سيارته) مره ثانيه لاتوقف سيارتك قدام باب بيتنا وتقعد تتأمل فيه!

ارتفعت حواجبه بإندهاش وهو ينقل نظره لباب البيت فجأه ويرجع يناظر المكان وعيونه تدّور عليها
من مكانها هذا مايقدر يشوفها الا اذا بعّد سيارته على ورا ولا مستحيل تبيّن له من فوق

ابتسمت بسخريه وهي تسكر الجوال وتشوف تشتت ملامحه بعد آخر جمله قالتها

سكرت الستاير وهي تتحرك من مكانها وتنسدح على السرير بتعب

غمضت عيونها بهدوء وبثواني بسيطه دخلت في نوم عميق
.
******************
.
بلعت ساره ريقها وهي تحاول تجاري فارس بالمشي ولا هي عارفه لوين بيآخذها
حست بأنها مو قادره تكمّل معاه لأنها كل بين دقيقه والثانيه ترجع لها مواقف من الماضي كرهت نفسها فيها

ضيق كاتم على قلبها وللحين ماختفى ..ولاراح يروح الا اذا قعدت لحالها مثل كل مره علشان تخفف عن نفسها وترجع طبيعيه

نادته بصوت خفيف وهي تناظره من ورا بس ماسمعها

أخفضت جفونها بأسى وبداخلها تفكر انه مستحيل يفهم عليها

هي ماراح ترتاح الا اذا قعدت لحالها بس هو مو راضي يتركها!

كيف تفهمه انها تحتاج للعزلة علشان تقدر تهدأ ؟

أخذت نفس لداخل صدرها ..لازم توقفه الحين

وقفت عن المشي فجأه وهي منزله راسها تنتظره ينتبه عليها

استغرب لما حس انها ماصارت تمشي معاه وتحاول تبّعد يدها عنه

التفت فارس لجهتها وهو عاقد حواجبه..شافها منزله راسها ولارفعته عن الأرض مع انها تدري انه كان يناظرها

كان توه بيتكلم بس سكت لما سمع صوتها وهي تقول بحزن : أبي أقعد لحالي

رفعت راسها عن الأرض وناظرته بتعب

ابتسمت بألم لما شافت نظرات التساؤال على وجهه

لفت وجهها وهي تقول بتوضيح: الكل مايفهني يا فارس.. الكل يتكلم علي مثل نسرين ولما أبغاهم يفهمون محد يسمعني!.. ليه نسرين قالت عني كذا؟ أنا ايش سويت لها علشان تتغير علي فجأه؟ مافي أي سبب يوضّح هالتصرف أبدا

ماكانت ساره حاسه بنفسها وهي تعترف بكل المشاعر اللي بداخلها لهالشخص

بدال لا تقوله انها تحتاج تختفي من هنا صارت تتكلم باللي تفكر فيه بدون شعور

الحزن بقلبها كان أكبر من انها تتحمله لوحدها..لأول مره تطّلع هالجزء من نفسها لأحد ثاني غير دفاترها

وهالشخص كان فارس!

اخفضت جفونها وهي تحس بدموعها :مو أول مره يصير لي نفس هالموقف..صارت لي واجد من قبل من يوم كنت صغيره والكل يتكلم علي بس لأني ساكته وماقدر أرد عليهم..كلهم كانوا كذا حتى أمي وأختي مثلهم..محد كان معاي..محد كان يفهمني..كلهم كانوا ضدي !

رجعت تناظر فارس وهي تكمّل بألم واضح بعيونها وصوتها: ليه كلهــم ضــدي؟ أنا....
سكتت فجأه و هي تحس فيه يضمها بقوة

من أول مابدت تتكلم عن نفسها وصوتها بدأ يتغير حتى نظرة عيونها الحزينه وهي تشوفه ماقدر يتجاهلها أبدا وحس فيها انها تحتاجه..الحين بالذات هي تحتاجه

تغيرت ملامح وجهها من الحزن للصدمه وهي تتنفس بشكل سريع ولا قدرت تقول أي كلمة

توسعت عيونها وهي تسمع صوته قريب من اذنها : لاتكتمين بداخلك..قولي كل اللي تبين..طلعّي كل اللي بخاطرك..مافي أحد موجود هنا..حتى انا اعتبريني مو في المكان.. شكلك كتمتي على قلبك واجد واهم شي تسوينه الحين انك تبعدين كل هالهم منه!

غمضت عيونها وهي تدّخل وجهها بجاكيته و تصيح بصوت عالي

كانت تحتاج هالكلام من زمان..كانت تنتظر أي أحد يجي علشان يعطيها قدر بسيط من الاهتمام بس استسلمت مع الأيام لما عرفت ان مستحيل قلبها ينفتح لأي أحد وبدت الهموم تتراكم بداخلها بدون ماتحس

ماتوقعت يجي الوقت اللي تقول فيه ان الكل ضدها.. ان مافي أحد معاها ويفهمها ..بس اليوم كل شي تغير لما حست بحنان كلمات فارس عليها وياكثر ماتمنت لو أمها تقول نفس هالكلام ولاتعطيها مثل هالحضن

فتحت عيونها فجأه لما استوعبت الموقف اللي هي فيه

صح ان فارس يعتبر أخوها بس ماصار لها فترة طويله من عرفت هالمعلومه و الحين هالموقف يصير لها كذا فجأه بدون مقدمات

بلعت ريقها بإحراج وهي تبعده عنها بيدينها وتناظر بالأرض

مسحت دموعها بيدها وهي تآخذ نفس

ناظرها وهو يقول بإبتسامه: ارتحتي شوي؟

هزت راسها وهي تناظر الجهة الثانية و تحس وجهها صار أحمر من الإحراج

كان توه بيتكلم بس سكت وهو يلاحظ جسم يتحرك من بعيد

عقد حواجبه وهو يدققّ النظر أكثر لما قدر يشوف هيئة شخص مو غريبه عليه بس المشكله انه اختفى بين الأشجار قبل مايرّكز عليه اذا كان هو نفس الشخص اللي بباله ولا لأ

تنهد وهو يلف على ساره و يجر يدها مره ثانيه: خلينا نكمل مشي

وقفت مره ثانيه وهي منزله راسها مو قادره تناظره:أنا عندي شغل ضروري.. خلاص روح أنت وأنا المره الجايه بجي معك

ابتسم بهدوء وهو يناظر المكان: ساره شوفي حوالينك.. ترا احنا بالمكان اللي قلتلك عليه

رفعت راسها بسرعه وهي تقول بإستغراب: كيف؟!

أشر على المبنى اللي كانوا واقفين قباله

فارس: شوفيه هذا هو المكان اللي أقصده

لفت على الجهة اللي أشر عليها وهي مو مصدقه أي كلمه قالها ..كيف ماحست انهم بمكان جديد عليها وأول مره تجي فيه..لهدرجه عقلها كان مشغول لما كانت تمشي مع فارس ؟!

عقدت حواجبها وهي تشوف المبنى القديم المتهالك : احنا وين ؟

فارس بإبتسامه: هذا المبنى القديم كان تابع لكلية الموسيقى قبل ماينقلون لوسط الحرم الجامعي..للحين بعض الطلاب يجون له بسبب جوه الهادي علشان يدرسون داخله بدون إزعاج بس أغلب الأحيان مافيه أحد لأن مكانه معزول بزياده لدرجة محد من الطلاب الجدد يدري انه موجود من الأساس

لفت عليه وهي تقول بتوتر: مدام انه مافيه أحد ليه أجل جبتني هنا؟

كتم ضحكته من نبرتها المتوتره : تعالي ندخل..في شي ودي أوريك إياه

سحبها من يدها بسرعه قبل ماتقول أي كلمه و هو يصعد الدرجات ويدخلّها معاه لداخل المبنى بالقوة
.
********************
.
كانت واقفه ورا الجدار اللي يصد بينها وبينهم

تتنفس بشكل سريع وهي حاطه على قلبها..كانت راح تنكشف أكيد لو انها ماتحركت بسرعه

هي واثقه أن فارس شافها بس ماتدري اذا عرف انها هي اللي كانت تلحقهم ولا لأ

بعدّت يدها عن صدرها وهي تآخذ جوالها من شنطتها بسرعه وتفتح على الصور

ابتسمت نسرين بخبث وهي تتأمل الصور الكثيره اللي صورتها لهم بدون مايحسون فيها

"أنا قلت انها رخيصه بس مو لهدرجه يا ساره..متزوجه ذاك الوسيم وجايه تلعب بالجامعه بعد..صج ناس ماشافت خير"

ناظرت الصور مره ثانيه وهي تحس بالانتصار " أظن هالصور كافيه لميساء علشان تسوي اللي تبغاه..أما انا راح يكون لي منصب كبير بشركتها أكيد"

ضحكت بفرح وهي ترسل الصور بسرعه لميساء وبداخلها تفكر بكل شي راح تكسبه بعد هاليوم
عقدت حواجبها وهي تشوف تنبيه الرساله اللي وصلتها فجأه من رقم غريب

فتحتها وبدت تقرآها بهدوء..ثواني بسيطه اختفت فيها بسمتها وتغيرت معالم وجهها للصدمه والخوف وهي ترجع تقرأ المكتوب مره ثانيه
" ستكونين في عداد الأموات قريبا!"
.
***************
.
كان قاعد على واحد من كراسي المسرح الكبير الخاص بمبنى الموسيقى..مكانه الخاص للهدوء والتأمل
سقف المسرح العالي كان مليان بالأضواء الذهبيه..نص الأضواء ما كان يشتغل أما النص الثاني كان معطي المكان نور خافت بزياده

الجو كان جدا هادي..مافي أي صوت بالمكان غير صوت تنفسه العميق

أخفض جفونه بتفكير وهو يسند ظهره بأريحيه على كنب الكرسي الأحمر اللي تغير لونه بمرور الزمن عليه..نقل نظره على الآت الموسيقى الموزعه على المسرح بترتيب ومبين عليها انها ماتحركت من زمان بسبب الاهمال والغبار الموجود عليها

قام من مكانه بعد ما لاحظ البيانو اللي بآخر المسرح و قرر يروح يشوفه

توجه لعند البيانو بخطوات بطيئه ووقف عنده وهو حاط يدينه بجيوب بنطلونه..ابتسم وهو يمرر أصابعه على مفاتيح البيانو برقه

فصخ جاكيته الرسمي بسرعه ورماه عالأرض..بدأ يشّمر عن أكمام قميصه الأبيض بحماس وهو يناظر البيانو بابتسامه واسعه

جلس على الكرسي بهدوء ويده تتلمس البيانو ببطء كأنه بهالحركه يعتذر لهالآلة الجميله القديمه على طول غيابه عنها

بدأ يعزف لحن سمفونية موسيقية هاديه لعازف البيانو الشهير بيتهوفن

يدينه تتحرك بسلاسه كأنه متعود على العزف كل يوم وبالواقع صار له فتره طويله ماقرب على البيانو لأنه يكره نفسه وهو يعزف

يكره كيف الموسيقى تحرّك مشاعره وتخليه يعيش جو ثاني..لأنه بالماضي كان يشوف ان الشخص اللي تحكمه مشاعره مثير للشفقه ومستحيل يكون مثل هالشخص بيوم

علشان كذا قطع هواية العزف على البيانو بعد ماتعلمها قبل كم سنه..ولا فكر بيوم انه راح يرجع يعزف مره ثانيه بس بفكر مغاير عن قبل

بمشاعر..بأحاسيس جديده..بحب يسكن قلبه و رغبه لشخص ماتوقع يكون له هالتأثير بحياته وعقله
بدأ يحرّك جسمه باندماج مع الموسيقى وهو يشوف أصابعه صارت أسرع بالوصول لمفاتيح البيانو والصوت بدأ يعلى بشكل مفآجئ

هنا بدت أفكاره الحزينة تتسلل لعقله تدريجيا مع نغمات الموسيقى اللي يعزفها

الانسانه اللي دخلت قلبه بدون استئذان وانها نفس الشخص اللي كان يستحقره قبل..انها نفس الشخص اللي كان مخطط عليه..و انها الوحيده اللي تخص الرئيس وماتخصه هو!

اذا ماتركها راح يواجه عواقب كبيره مستحيل يتوقعها وكل الخطط اللي رسمها طول السنتين اللي فاتوا ماراح يقدر ينفذهم بسببها

تغير الحماس بعزفه لعصبيه شديده وهو يضغط على البيانو بقوة لما صارت الموسيقى غريبه ولا كأنها نفس المقطوعه الهاديه اللي كان يعزفها قبل

رفع يدينه فوق وبحركه أخيره ضغط على مفاتيح البيانو بعصبيه

صدره كان ينزل ويطلع بحركه سريعه مع تنفسه ونظرة الحماس اللي كانت بعيونه تبدلت لحيره وهم
راشد من النوع اللي يملك دايما خطة لأي وضع يواجهه بس اليوم ومع انه عارف ايش يبغى..مايقدر يتحرك!

لأنه لو سوى أي خطوة غلط راح ترتد عليه و وقتها مافي شي يمنع الرئيس انه يقتله
بس الشي الأسوء من كل هذا ان الرئيس مايحتاجه هو

كل اللي يبغاه هو شخص واحد..ساره!

غمض عيونه وهو يتنهد بعمق وبباله يفكر بمكان وجودها الحين

فتح عيونه بسرعه لما سمع أصوات خافته جايه من بعيد وواضح انها بنفس المبنى اللي هو فيه

قام من مكانه وهو يآخذ الجاكيت من على الأرض ويتحرك لورا المسرح داخل الكواليس علشان يطلع من الباب الخلفي وبعده يدخل ممر بسيط يطلعه من المبنى كله

مشى بخطوات واسعه لجهة الباب ومسك المقبض وهو يفتحه

كان توه بيطلع بس وقفت رجوله وهو يناظر الفراغ بصدمه

"هذا...صوتها؟!!!"

عقد حواجبه بقوة لما سمع صوت البنت اللي دخلت المسرح وهي تقول بصوت عالي :هذا هو المكان اللي تقصده فارس؟ ماتوقعت يكون كبير كذا!

نهاية البارت الثالث والثلاثون
.
.
أتمنى يكون عجبكم هالبارت الهادئ أيضا
يب للحين مابدت الأحداث..لسه باقي علينا كثير
البارت الرابع والثلاثون الى الآن مانتهى فما أقدر أحدد وقت مخصص له بس راح أحاول أخلصه ويمكن أنزله مو الجمعه هذا اللي بعده
ان شاء الله أبذل جهدي و أنزله بالوقت المحدد^_^

إلى اللقاء لموعد جديد..الكاتبة/مجرد همس*


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-04-17, 11:55 PM   #70

marmora_95

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية marmora_95

? العضوٌ??? » 13347
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,899
?  نُقآطِيْ » marmora_95 has a reputation beyond reputemarmora_95 has a reputation beyond reputemarmora_95 has a reputation beyond reputemarmora_95 has a reputation beyond reputemarmora_95 has a reputation beyond reputemarmora_95 has a reputation beyond reputemarmora_95 has a reputation beyond reputemarmora_95 has a reputation beyond reputemarmora_95 has a reputation beyond reputemarmora_95 has a reputation beyond reputemarmora_95 has a reputation beyond repute
افتراضي

عزيزتى الكاتبة روايتك رائعة وفد شدتنىمن المقدمةوبانتظرنزول الفصل اتمنى لكى التوفيقوانك تكمليها بانتظارك

marmora_95 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:55 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.