آخر 10 مشاركات
206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          415 - لن أعود إليه - ماغي كوكس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          195_بعد عدة براهين_ليليان بيك_عبير الجديدة (الكاتـب : miya orasini - )           »          1 - العاصفة في قلبها - مادلين كير - روايات ناتالي** (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          152 - الحلم الممنوع - مارغريت بارغيتر (الكاتـب : حبة رمان - )           »          7-هل يعود الحب -مارغريت كالغهان - روايات ناتالي (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-04-16, 01:26 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


,,







17



. . وغـداً تزهـر فـي البيـداء آمنيـتي
و آحـوم طيـراً في سمـآوات الفـرح . .


..


مريم
استيقظت على نسـائم الفجر الهادئـة .. بين آزاريـق الحمـام وحركة غصون الشجر
فتحت الستـائر لأرحب بالشروق المبتسم, مغلفٌ لي أيام جميلة كالهدايـا
نظرت حولـي بكل حب وارتيـاح, رجعت بيتي وملجأي ..
اقنعت محمد بالأمس نرجع بيتنا بعدما أخرجنا عمر من المستشفى, أخذنا ملابسنا من بيت ابيه رغم اختلاف اهله وبالذات امه, حتى هند لم تكلمني ولكنها حزنت لقرارنا..لكنه أصر وهذا ما اعجبني فالأمر , عرف اننا لن نستطيع بداية صفحة جديدة بين اهله وعبدالله مجدداً .. الذي بدأ يقترب من العائلة بشكل ملحوظ, حمداً لله انني لم التقي به امس..
ما اعجبني ان محمد لم يعير عفراء اي اهتمام عندما الحّت: محمد خلك هني, اهلك بروحهم محتاجيلك كيف تودرهم مرة ثانيه؟
بكل هدوْء: واثق انهم بخير , وانا مابخليهم!
مسك يداي أمامها وثارت النيران من عيناها, خرجنا بعدها, كان يومٌ ثقيـل !!
لـا أعرف كيف اصف شعوري الآن ,انا رجعت لـزوجي , أتتخيلون؟
آه كم آنـا سعيدة!! و حتى عمـر فرح كثيراً لأنه لاحظ اختلاف علاقتنــا ,
رجـع كـل شيء كمـا كان بعد الذي عشناه , في مدة تقارب الدهر
صحيح انني كنت من قبل بنفس البيت والمكان, ولكن هناك شيء تغير, احاسيسي اصبحت آجمل عرفت قيمة الاشياء التي بيدي وجدت ملاذي..
كنت اعلم في قرارة نفسي ان هذا المكان الذي انتمي إليه وها أنا أخيراً احس بهذا الشعور حقيقي, ينمو بداخلـي كالنبتة , محمد وعمر لدي كل آثمارها..
مسحت على رأسه البارد .. ممدد على السرير وحاضن الوسادة كما يفعل دوماً,
رجعت للسرير, لم اصدق أنني اتأمله بهذا الشكل, بهذا القرب ولا اخاف ان ارتعد, لا اعرف أي تعب فيه منذ ان وضع رأسه على الوسادة اغرق فالنوم, لم اسأله عن شيء فقط اطلقت العنان لأنفاسي تشتمه بسكون ,وعدت نفسي ان ابتعد عن كل شيء يغضبه او يبعده عني حتى اسألتي التي ممكن ان تجرني لأجوبه لن تعجبني,
مثلما حدث قبل أمس في المشفى ,,
عيناي تتلهفان عليه كل دقيقة ,لم أصدق أنه رجع الى قفصـي وحضني ويداي!
داعبت بأطرافي على شفتيه..شعرت بحركة في سرير عمر جانبي التفت لأرى
عض اصبعي بقوة وقفزت اصرخ.. لم يكن نائم طيلة الوقت وانا اتأمله.. يا احراجي! ولكن ألم العض أقوى الآن
ضربته على رأسه: آآآآي..نمر مب آدمي
بنعاس: عشان تتأدبين وتخليني ارقد يالمؤذيه
- وانا شو سويتلك!
- بتدخلين فيني وانتي تتطالعيني
- شسوي, مب مصدقه انك عدالي
- مممم اطلع يعني؟
- اطلع عشان ألحقك
- لا تلزقين فيني انا ماحب البنات اللزقه
- نعم نعم؟
- البنات
- بلاهم؟
- حلويين
ضربته بالوساده على رأسه بغيض: عيدها عشان اخنقك بيدي مرة ثانية
يضحك: تسوينها يالمينونة
ابتعدت: عشان تتأدب يالعاقل

تقرب مني: لا تبتعدين عني
التفت عنه والظلام يخبأ هوية ملامحنا,
يلمّني: احبج
اغمضت عيناي بـحب وخجل, كأنني انتظرها,
لم اتوقع ان يهمس: اوعديني انج اتمين وياي
-كيف اوعدك وانت ساكن بروحـي!
-بس اوعديني
-اوعدك, طول العمر اكون وياك
سرح: حسيت اني غريب بدونكم, رغم انج حواليّ بس ماقدرت اتقرب
-لا تذكر هاذيج الأيام عشاني, عشان خاطري لاتيب هالسيرة
-لا تلوميني
-ما عاش اللي يلومك (ادمعت أطراف عيني بصمت) ماعاش اللي يهينك حبيبي
-بس انتي عشتي !
- لو ما كان عندي امل انك بترجع لي , جان ذبحت نفسي من اول يوم.,
-كيف ياج الأمل
-لأنك ماهديتني ولا خليتني لحظه
-وهذا تتحرينه عشانج؟ كان عشان عمر
-بس متأكدة ان مكاني فقلبك ما تغير , ماتغير غلاي
-يمكن, بس اشيا وايدة تغيرت
-مثل؟
ابتعد ..
-ماعدت تثق فيني صح؟
- ..
-كنت حاسه
-بس بعدني احبج, هذا ما يكفي
-.. يكفي
لم اتحمل بعده عني, ولكن سأتألم بعيداً هذه المرة, لان لهجته كانت قاسية قليلاً!
سأتحمل كل شيء الى ان ينسـى ,لن يخدع نفسه في مصالحتي بهذه السرعة
كان بأمكانه تعذيبي وتركي لوحدي في هذه الظروف, ولكنه سيعذب نفسه ايضاً!
اختار ان يكون بقربي ولكن بشرط ,يمنحني اشياء ويأخذ مني اشياء أخرى,
لن يعطيني ذلك الاهتمام , ولا الثقة, ولا الحب..ولكنه سيبدلهم بحنانه وعطفه !
لم اعارض هذا الشي فيه وفي شخصيته بالعكس, هذه ليست انانية,
انها منحة للنفس, فرصة للعمر..كلاً منا عرف قدر الآخر ويحاول التعايش مع اخطاءه
لم يكن صعب عليه ان يطلقني, ولكنه عرف كيف سيعيش بعدي وبعد ابنه
وقف معـي من اجل كرامته, لأنني مقرونة باسمه, ولأنني أحمل ابنه
أي ليـس من أجلي فقط, صحيح انه يحبني..ولكنه لن يحبنـي مثل تلك المريم!
تلك الصغيرة المراهقة التي تكونت في أشلاء قلبه ,اصبحت الآن خائنة, مشوهة
ركنت آخر أفكاري في زاوية فوق السحاب, عندما سمعت (الله أكبر) من خلف النوافذ
سحبت نفسي من الفراش البارد ولبست معطفي..
توضئت ومسحت وجهي عدة مرات وانا احمد ربي بقلبي واشكره على كل شي ,,
لن أضيع مني اثمن نعمه وفضله سبحانه,
رفعت رأسي على صوت عمر في الغرفة, لم يكن يبكي ولكنه يتمتم بكلمات,
ابتسمت..هذا الشقي لم يصحى الا الآن ,عيناي ثقيلتان بسبب النوم لت استطيع الجلوس معه..!
بعد ساعة آخيراً استسلم ونام معي,


مكثت في الفراش حتى خرج النور .. لم اشعر متى استيقظ محمد لأن لم أجده ..
سحبت نفسي من الفراش ومددت يداي لأشد جسمي اشعر بكسل شديد..
مسحت بأطرافي على رأس عمر الغارق بنومته, مشيت الى الحمام حتى اغتسل
خرج بوجهي وهو يمسح رأسه: ها نشيتي؟ صباح الورد
قبلت خده: صباح النور
تفاجأ من حركتي, خطفته ودخلت الحمام, ابتسمت بعرض وجنتاي على شكله..
فتحت المآء لاغسل وجهي, ادخلت سائل الوجه في عيناي بالخطأ, صرخت ! غسلتهم على الفور ولكنهم اشتدو فالاحمرار ,
طرق الباب: مريوم..انتي بخير؟
مسحت بقوة: هي بخير..صابون دش فعيوني بس غسلته
تنفس: زيغتيني, اتحرى طحتي
بسرعه: اقولك دش فعيوني (توجعت) آي
-زين فتحي الباب بجوف
- عادي خلاص بغسلهم مرة ثانية
-بس بطالع انزين
تأففت من اصراره , فتحت الباب وتخصرت: هاه
فتح عينه بشكل مفاجأ ووضع يداه على فمه: شو هااااا؟ بلاها عيونج جي؟
خفت: بلاها؟
مسكني من ذراعي و أوقفني عند المرآه: جوفي , شو هذا انتي ياهل ماتعرفين تحطين صابون
رفعت شفتي وانا آراه من المرآه: يعني شسوي ناشه مغفيه ماشوف شي من الرقاد
ضحك: ههههههههه
-بلاك
-ترى اقص عليج عيونج مافيها شي
دفعته: برع برع
مازال يضحك: لحظه زين بقولج
دفعت الباب: محمد اطططلع
يضع يداه: صكي على ايدي جانج حرمه هااا
سمعت صوت بكاء عمر,
غضبت: يلا سير سكته احين كله منك
- ليش انا اللي اصارخ عشان دش الصابون فعيوني؟
-براويك خلني اطلع بس
-راويني بعدين يلا اطلعي انا يوعان
اغلقت الباب .. نظرت الى نفسي وانفجرت من الضحك , لا اعرف لما اغضب معه
بعدها اجلس لوحدي اتذكر مافعل واضحك من قلبي!!
ربمآ لأنني أعشق مواقفه ولكنني أخجل ان اعترف بذلك أمامه ..
ارتديت ملابسي وخرجت ألفّ شعري لأرفعه , تقدمت من التسريحة
وسمعته: خليه مفلول.. يجنن عليج
التفت إليه, بكامل زينته ويضم عمر بأحضانه
سألته باستغراب: بتطلع؟
ينظر الى عمر: بمر الشركة شوي..
حزنت: ليش اليوم؟ خلها باجر
بهدوء:من يومين هادنها لازم اسير اجوف الاوضاع, في ناس تتريا علي الزله !
فهمت انه يقصد خاله, تقدمت وجلست بجانبه لأمد يداي على كتفه واهون عليه
ابتسم: انتي حطي بالج عليه وعلى عمرج !
من قلبي: بشتاق لك
يعطيني عمر: وانا بعد, فليل بنسير ناخذ له اغراض يديده احس اللي عليه استوى جديم,
وافقته: ان شالله..
يراني: المفاتيح فالسدة متى مابغيتي سيارتج, وحطيتلج مبلغ سيري خذيلج اغراض!
فرحت بداخلي لأنه فكر فيني: مايحتاي حبيبي
يقف: بتحتاينهم عقب, يلا فمان الله
وقفت رغم ضيقي ومشيت وراه الى باب الصالة: ما بتتريق؟
لم يلتفت: بتريق هناك
اومأت: على راحتك
جلست على الكنبه أمرجح عمر بين يداي ,شعرت بارتياح كبير
ينفس عن قلبي قصص الماضي, وآغاريد المستقبل ,
رن هاتفي في الغرفة, اضطريت اضع عمر في الصالة واهرول ,
حملته: الو
شيخه: هلا حبيبتي
-اهلييييين وينج انتي
-موجودة غناتي..شخباركم ؟ سمعت عنج اخبار حلوه
-وايد وايد فرحاانه شيخو احس بطيير من الفرحه,
-شو استوى قوليلي
-تعالي عندي ابا ايلس واسولف ويااج
-هي بس..كنت متصله اقولج شي
خفت من نبرتها: قولي!
بأسف: ابو عبدالله..عطاج عمره!!




..
عبدالله: بيت ابيه


مسحت على يدهـا بحنّيـه: الله يصبرج يالغاليه, لا اتسوين جذي فعمرج اترحميله !
سعيد مازال واقفاً: وانا مالي حشيمه يعني! يالس ارمسكم ماتسمعوني؟
منال من ورائي: قول سعيد انا اسمعك, الظاهر حجرة اميه مستويه غرفة اجتماعاتك
امي تمسح أغلى دموعها: سيرو ارمسو برع..محد اييب طاري البيزات فحجرتي اللي يبا يراكض ورا الفلوس يظهر برع

سعيد: اميه مب وقت حبج وتضحياتج كلها بو توقيعين على الاوراق تتنازلين عن حقج وخلاص بعد مطوله السالفة ليش
منال: سعود مب وقته خلاص تعال نطلع, من الصبح اقولك خلنا نسير ناخذ حق عيالك اغراض مب وقت ضرايب ,
قبلت يدها: كل شي بيكون بخير..اوعدج امايه لا تحاتين
تترجاني بنظراتها: ياليت يـاولدي
سعيد: قوم انته قوم, الرياييل خاسو برع يايين يعزونك خلني انا وامك بروحنا
مسكتني بقوة: سير انته جابلهم, اخوك من متى واقف على ريوله خله يرتاح
منال بخبث: وانتي تتحرينه يراكض ويا المعزين؟ ولدج يراكض مكان ثاني
هاجمتها بنظراتي التي اخافتها..بلعت ريقها: اقصد ورا شغله اليديد
امي: الله يعطيك العافيه..قوم ارتاح امايه سير
سعيد بحدة: انا يالس ارمس منو هني؟ يعني مابتوقعين بالطيب ها
أخذ الأوراق بعصبيـة و دار حول الغرفة يبحث عن قلم, لم اعيره اية اهتمام لأنني لست بمزاج يسمح الآن, وخصوصاً امام أمـي, المسكينة, فقدت غالٍ, ولأنني الوحيد الذي يعرف معنى الفقدان بينهم واسيتها ومسكت يدها حينما تركها الآخرون, عرفت معنى نظرة أبـي إلي قبل أن يموت, كأنه يوصيني عليها, لا يعرف أنها أغلى من دمي وعروقي ! وكل ما أملك بهذه الدنيا, كل ما أفعله من أجلها حتى لا تحتاج الى احد, وخصوصاً هؤلاء..ابناءها,
فار دمي واشتعلت غيضاً عندما رأيته يأخذ قلم من مكتب أبي ,فتحه بلا مبالاة وتقرب من أمي,
منال بخوف: سعيد شو تسوي؟ على شو ناوي انته اهدا شوي
ابعدني بقوة اوجعتني ومسك يد أمي المذعورة: يلا وقعي اجوف..وقعي يلااااا
منال تصرخ, وانا اتألم من الوقعة!
امي تستنجد بي: عبدالله
يشد من يدها: مالج خص فيه كلميني انا جوفي الاوراق
حاولت النهوض: خووز عنها ياحيوان
بغيض: ماااااالك خصص ,(يلتفت لها) يلا ماتسمعين؟ ماتبين احفادج يسيرون احسن المدارس ويلبسون احسن الثياب؟ ماتبين تأمنين لهم بيت يكون على قدهم بدال هالبيت الخرابه ردي عليه ماتبين؟ عيل وقعي اجوف
امي بـنحيب: ماعرف, ماعرف اوقع!
منال تبكي وتمسكه: سعيد الله يخليك لا تسوي فيها جذي
يبعدها: قوووومي
لا أعرف أي قوة أخذتني إليه, نهضت بسرعه وسحبت أكمامه من الخلف ورميته خارجاً..ضربته على وجهه ضربات بعدد دموع أمي على قسوته, اخذت رأسه وطرقته على الأرض بقوة,
حتى احسست بنفسي وابتعدت, صرخات امي ومنال ايقظتني!
رجعت الغرفة واحتضنتها ألهث: لا تخافين..انا وياج لا تخافين محد يقدر يلمسج
سمعته بنبرة تهديد ملوثة بالسم: انا اااارااااااويك ياعبوود..والله لا اواريك طيح في ايدي بس انا تسوي فيني جذي! انا يضربني ياهل مثلك يالــ...
منال تركض إلي: عبود صك عليك الباب ها ناوي يذبحك
تركت أمي: مالج خص فيه يسي عند اميه برجعلكم
تترجاني: الله يخليك لا تطلع له دخيلك عبود , اللي يوافق بموت ابوه مب بعيدة يجتلك
غضبت: وانتي يعني صاحبة القلب الكبير اللي بتنصحيني؟ مب انتي قبله كنتي تترين هاليوم عشان تحصلين بيزاتج..قومي عن ويهي بس
تنهدت وهمست لأمي المتشبثة بذراعي: لا تخافين..برجعلج
لم ترضى: لا تسير خله يولي عنك, عشان امك خله يهدى جوف كيف يهدد
ابتسمت لها: تخافين عليه من ولدج امايه؟
تبكي بحرقة: هذا مب ولدي..من اليوم اللي وافق يذبحون ابوه مب ولدي ولا اعرفه (ترى منال) ولا هاي بنتي مابا حد فيهم , حسبي الله عليهم ليوم الدين..
منال: امايه !
تصرخ: انا مب امج
احتضنتها: خلاص هدي..هدي حبيبتي! (اجلستها) يلسي هني لمي أغراضج, برد آخذج وياي البيت انزين؟ (أومأت) ترييني
خرجت واغلقت الباب عليهن, نظرت إليه ممدد على الأرض يتهدد ويتوعد, اول ما رآني أعطاني نظرة لن انساها: يومك قرب يا عبود , يومك قرب!!
نظرت بلا مبالاة: صدق؟
-من اليوم اللي انولدت فيه وانا اتريا عليك زلة, واحين محد بيمنعني عنك
-ليش؟ عشان انا أذكى منك! ولا لأن ابويه فضّلني عليك انت واختك من وانا صغير
-لين ما كبرت..كان كل شي اييبلك, كل شي يعطيك, حتى بيت خذالك وقت ما انا كنت اترجاه يبني لي بيت اسكن فيه انا وعيالي, متشتتين حتى ما عندهم غرفة تشيل اغراضهم حاشرين نفسنا في غرفة وحده الله يعلم كيف حالتنا..
-هذا بسبة جشعك وطمعك, من وانته ياهل تصرق من بوكه آلاف ويوم يسألك ترد عليه انا.. تتحسبه يسألك عشان مايدري, بس يباك تعترف..هي نعم انا غلطت يوم هديت دراستي لأني مب فالح فيها وبنقول منال نفس الشي, انته ليش هديتها؟ ما كنت تييب علامات زينه وتنجح كل سنه؟ تتحرى ابويه مايدري انك هديت المدرسة عشان تقققهره وتخليه يتغصص عليك؟
-هيييه بقهره, اباه يحس اني موجود..اباه يفكر فيني مثل مايفكر فيك! كل شي عبدالله حق عبدالله وعشان عبدالله, كل مرة يفضلك فيها عليه اموت قهر وأبلعها..
-بنقول ابويه انت شال عليه عشان حبني انا أكثر..امي ليش تعاملها جيه؟ ليش خليتها تكرهك وهي تموت وتحيا عشانكم, كل يوم تغطي على افعالك جدام ابويه كل يوم مشكله كل يوم بايت برع فالشوارع محد يدري عنك غيرها..تيلس لين الصبح تحاتيك وتصيح اتدور لك اعذار جدام ابويه,ويوم ايي من الدوام ويعطيك طراق ولا طراقين تسير تحط حرتك فيها,,انت ومنول المفروض تبوسون ايدكم وريولكم على هالأم, كل يومين طالعين بمشكله واتطيح فراسها وتسكت وترد السالفه عليها, وانت بالذات! لكنك خسيس ودمك وصخ عمره ما بينظف
-انت السبب..هي نعم انته! انا حتى فزواجي ما فرح لي كثر مافرح فسالفة خطوبتك اللي ماتمت (أغمضت عيني اول ما تذكرتها)..مافرح بعيالي كثر مافرح يوم لقيتلك شغل وداومت! بس هذا كله ماهمني..الحمدلله ماكتب كل شي باسمك وطلعنا حافين من مقبرته!
-عشان جذي جتلته؟ تبا تعرف طلعلك نصيب فشي ولالا؟
-انا ماجتلت حد..المستشفى هم اللي محددين له وقت واحنا كلنا وافقنا عشان يرتاح , كل اللي استوى اني جدمت الموعد بيوم صار شي؟
-ماصار شي..بس يوم بيصير فعيالك نفس الموقف ذيج الساعه حس باللي تحسه امي!
-اسسسسسسسسكت,,مالك خص فيني اطلع برع, هالبيت بيتي انا الحينه وان طبيته بقص ريولك , اطلع برععععع
رجعت بخطواتي: عشت عطشان يا سعود,,وبتموت عطشان..كل شي سويته فوالديك بتجوفه فعيالك!
-جاااااااااب
لمحت بناته عند عتبة باب غرفتهن..ترتجف ملامحهن ويملئهن الخوف,
تقدمت منهن رغم صراخه: قلتلك مالك شغل فعيالي اطلع برع
قبلتهن: حبايبي اتحملو على دراستكم زين..ولا تسوون طفاسه فالمدرسه, انتي بالذات مريوم عن الشطانه انزين؟ وخلو بالكم على عماركم اذا بتسيرون الدكان خلو عمو منال تتصل فيني بوديكم اوكيه؟ حبايبي انتو
يومأن: ان شالله عميه..
مشيت وتركته ينبح: لو بيدي جان محيتك من زمان بس ماروم ألوث عمري..ولا اقضي سنين فالسجن بسبة واحد مايستاهل,
دخلت الغرفة : جاهزة امايه؟
تمسح دمعتها: جاهزه!
لمحت منال عند النافذه تتأمل خيوط الشمس..تقربت: حطي بالج على عيال اخوج..ترى هذا مينون ومرته مابيدها شي تمشي ع شوره, خليهم تحت عيونج
أخفت عني وجهها: انزين
واجهتها وحاولت تخبئ دموعها,
-بلاج؟ وايد متأثرة يعني
بحزن: مادري لين متى بنتم جي..كل العوايل بالدنيا تحب بعضها الا نحنا, ليش قلوبنا سودة جذي ليش! عمرنا ما تيمعنا على مايدة وحده وسولفنا مع بعض..عمرنا ما شكينا لبعض ولا فرحنا حق اي واحد فينا لأن نغار ونحقد زياده, عمرنا ما فرحنا حق اللي ينجح ولا يتخرج فينا..لان محد نجح ولا اتخرج! كل شي فهالبيت يمشي عكس,,
أمي تقف: وتسألين ليش؟ نسيتي عمرج يا منول..نسيتي يوم تركضين عند ابوج تخبرينه عن سوالف سعود ويضربه بسبتج..احين تقولين ليش كله مشاكل..محد ضربج على ايدج وقالج هدي الدراسه عشان تلومين حظج, اللي يلوم حظه في هالدنيا يكون بسبب وانتو كلكم ماعندكم سبب .. ولا واحد فيكم! (تنظر إلي) يلا مشينا..
سألتها: خذتي كل اغراضج مابترجعين؟
تلف بعيناها حول المكان: ماباخذ شي..ولا برجع خلاص..مدام راح الغالي يرخص الباقي,
مسكت يداها: يـلا ,
خطفنا سعيد الذي تفاجأت امي بمنظره وهو يتألم من فكه ويتهدد..
ابتسمت لها لتهدأ من روعها وخرجنا من البيت..البيت المملوء شحب ونكادة, ونحس وذل..


محمد: في المكتب
مسحت عيناي: خالد كيف ماتعرف وين الأوراق وانا بأيدي حطيتهم هني, ها المشروع مانبا نخسره انا كم مرة بفهمكم محد يدخل بغيابي غير يمعه؟
خالد متردد: صدقني طويل العمر مادري وينهم
بحده: يعني طلع لهم ينحان وطارو مافهمتكم..يمعه مايدري وانته ما تدري عيل منو يدري؟
انزل رأسه يحمل بين شفتيه كلام..
استغربت: خالد في شي ماعرفه..
حاول الهرب: لا مافي شي ,عن أذنك..
ناديته: اوقف, حط عينك بعيني وانته تقول مافي شي
بلع ريقه: في شي بس, مب متأكد منه!
سكت انتظره يكمل, وهو ينتظرني ارد, قلت بملل: كممممل
-امس فليل وانا اجهز الصور جفت سلطان يتسحب..كان الوقت على الـ8 جي, وانا الوحيد اللي باقي الكل روح..جفته حاول يدخل مكتبك بس كان مقفول..اتصل فالسكيورتي وقال انه يبا يدخل ضروري وانك انت مطرشنه, فتح له الباب وعقب خذ كمن فايل وطلع مادرى اني اراقبه!
انصدمت, لم اتوقعها من سلطان, كنت تائه: ليش ماخبرتني وقتها
-تحسبت صدق انته مطرشنه
بحدة: كيف انا بطرشه ومابعطيه المفتاح؟ ليش بسألكم اذا اعرف انه خذاه؟ انت والسكيورتي وين عقولكم؟
اوطأ رأسه خجلاً: انا آسف
تذكرت خالي وألاعيبه: شو يفيدني الأسف يا خالد..
كلمت السكرتيرة على الفور: منى ازقريلي يمعه حالاً
- امرك
أشرت له: ايلس..خلنا نجوف حل لهالمصيبه!
ادرت الكرسي وانا انفخ بضيق , هذا جزائي يا سلطان..تبيعني وانا الذي مسك يداك ووضع فيك الثقة والأمانه؟ اعدت ماضي قصة خالي وابي الآن بيني وبينك..
شعرت بالخناجر تطعني من كل جهة, لم يظل احد بعد يخذلني ويشكك من ظنوني فيه!
لكنـي لن اسكت مثل أبـي.. لـن أضع في فمي حصاة كبيرة من أجل أولاده ,
خالي يجب ان يدفع ثمن اخطاءه,
وصلتنـي رسالة من عفراء (طمني عليك..شكلك نسيتنا) لم أكن بمزاج جيد لارد عليها,
لحظتها دخل جمعه مبتسم: لقيتها..احنا اصلا ما نحتاج الفايل,
ارجعت هاتفي بارتياح: نورني يا يموع,
-انا اقولك, اتذكرت اني امس الظهر مسيف كل شي مهم فالكمبيوتر وارقام وعناوين الشركاء, وبجذي لازم نستعيل ونتصل فيهم قبل لا يصير شي, خالد خلصت الصور؟
خالد: جاهزين يتريونك
يمعه: حلو..
نظرت إليه: تدري يا يموع؟
-لا مادري
-الله يعطيك وحده حلوه تحبك وتموت فيك على اللي سويته
فرح: الللله يسمع منك ياخي!
ضحكت: مع انك مب ويه زواج
يأشر: طع منو يرمس انتو..مب انت كنت مب ويه زواج وتزوجت احين تميت انا
خالد: ههههههههه
قلت: يلا سير سو اتصالاتك وخالد جهز كل شي, وخبر منى تحضر غرفة الاجتماعات, (تنفست فرجاً) ريحتو قلبي الله يريح قلوبكم!


مريم:
فتحت لشيخة الباب: آسفة خليتج وايد وديت عمور الحمام..دشي
شيخه: عادي تعودت اخيس برع
لميتها بقوة..احسست إني سأكسر ضلعها: اشتقتلج
تبعدني: عن الجذب يلا دخليني داخل,
نظرت اليها تائهه, تنبهني: مريووم..امشي انا احترقت هني
بحزن: صدق اللي قلتيه عن بوعبدالله؟
تومـأ بأسف: قبل يومين..الله يرحمه
اغلقت الباب: أجمعين..(فكرت) لازم نسير نعزيهم
وقفت: ياويلج, حتى تفكير لا تفكرين
-ليش؟ هذا واجب
-الا صوب هالآدمي لا اتقربين
-بس انا زرت ابوه , وداني عبدالله لأني ألحيت عليه مره وجفت كيف حالته بعيني شيخو..احس من قلتيلي وانا اتذكر شكله وهو ممدود على السرير مايقدر يتحرك, تخيلي انتي بهالعجز بسم الله عليج ولا فحد, احس قلبي يعورني لازم اسير عزاه
-نسيتي عجز ابويه الله يطول بعمره ومرضه وتعبه؟ لا تقولين انج تعرفين وتحسين اكثر مني بس سيرة هناك مابتسيرين لا اتحاولين
-والسبب؟
-والله جان انتي حمارة قربي من عبدالله مرة ثانيه عقب ماخطفج نص الشارع..قربي من منال اللي طاحت فيج ضرب لين ماكسرتج..سيري عشان تهدمين اللي بينج وبين محمد بالمرة! تدرين انه اذا عرف بيعصب وعادي ترد المشاكل مثل اول..
مسكت رأسي: ماعرف شسوي..ماعرف
مسحت بيدها على ظهري: لا اتسوين شي..اترحميله وخلاص
مسحت دمعتي وانا اتذكره: الله يرحمه..الله يغفر له يارب
-آمين..و في شي ثاني!
اسغربت: شو؟ عن امي صح
-لا, اهلج بخير
-عيل
انزلت رأسها: عن ابوي
سمعت صوت عمر في الغرفة يصرخ شغباً, وضعت يدي على فمي: وييييه خليته في حجرته بروحه, دقيقة بس شيخو
اومأت: اوكي
فاجأنا صوت الجرس, نظرت إلى شيخه باستغراب ورجعت لي نفس النظرات
-تترين حد؟
-بتريا منو ..محد غيرج
عمر: مااامااااا
ترجيتها: الله يخليج افتحي الباب دقيقة بس وبنزلج,
تقف: لا تحاتين
دخلت عليه الغرفة بسرعه, وجدته يحاول تركيب لعبه سقطت من يديه وانكسرت,
ابتسمت: انته يالطفس عشان جي تصرخ وانا اتحرى فيك شي
يأشر: اابااااا
قبلته: بنركبها بعدين يلا تعال وياي
عاند: ابااااا
وضعتها بيده: يا ماما شلها احين وعقب مايي بابا بنعطيه انا ماعرف , يلا نسير نجوف منو عند الباب!
لا أعرف لما قصة موته أهمتني, شعرت بالحزن.. فكرت في عبدالله وفي حال أمه, وكيف كان يحكي لي حكاياهم معاً , وحكايا ابيه معهم, كان رجل حكيم وشديد في نفس الوقت, لكن أخذ الله عمره هذا يومه..
خرجت للصالة ولم أجد احد , أخذت غطاء راسي وخرجت الى الباب,
رأيت شيخة تكلم أحداً وتضحك باستحياء, تقربت بسرعة لأرى من,
سمعت الصوت قبل ان أرى: افا عليج بس انتي تامرين
قلت: هلا والله براشد..حياك ليش واقف
يأشر: بنت عمج مب طايعه اتدخلني
شيخه: جذاب
نظرت اليه: تعال حياك
راشد: الله يحييج مرت اخوي (يقبل عمر) فديت العود هذا, اشحال ريله الحين
اعطيته: الحمدلله احسن .. بيشلون الجبس باجر
راشد: ما تعذبتو وياه ؟
-يعني كان يتويع فليل ساعات ..اول شي محمد كان يسبحه لأني خفت ادق ريله وعقب عادي الحمدلله..
-الحمدلله
-شو كنت اتدور محمد
-صح نسيت, (يبتسم)اقصد نسوني بعض الناس..هذا غدا حقكم من امايه محمد وصاني اييبلكم..
-مشكور والله تعبت عمرك
-لا عادي,, بسير احطه داخل
-تسلم
خطفنا بـقدور الطعام..
لاحظت خجل شيخة الغير طبيعي, هزيتها: انتي ايه , وين سرتي
تنتبه: وياج, يختي هذا جميل مين دا
ضحكت: ما تذكرتيه؟ هذا اخو محمد..اللي يوم انطفت الكهرب يلس يلعوزج
ترفع شفتها: هذا هووو؟ ما دققت فيه كان ظلام..خلاص غيرت رايي
-ويدي شعنه؟
-غلس
-يلا عاد لو تلفين الدنيا ما بتحصلين احسن عنه (اخف صوتي) على فكرة سألني عنج
بهبل: شوو؟ شو قال شو قاااااال عني
اسكتها: اششش يالخبله بيسمعج وبيغير رايه
-والله انا جي خل يتقبلني بطبيعتي
-انا اخاف يعرف طبيعتج ويشرد منج
-جب انزين
-ههههههه قال شو اسمها وكم عمرها ويمكن الله يكتب بينا نصيب
-صدق والله جي قال؟
-هي بس بقوله خلاص ماتبين
-على كيييييفج؟؟؟؟
-توج قلتي
-اتمصخر يا ويلج ان طيرتيه مني
-شو طيرتيه حمام هو؟ صدق انج خبله
سمعنا بحته خلفنا: يلا عليكم بالعافيه
رتبت شيلتها..كنت سأضحك: الله يعافيك
ينظر اليها بحب: تامرين بشي ثاني مرت اخوي؟ ترى لو تبين عيوني اييبهم لج
صحيته: رشود؟ شو هالرمسه بعد
باحراج: لا انا .. اقصد الحلوين اللي عدالج
عمر متضايق من االشمس: اييييييي
غطيت رأسه بيدي: يلا حبيبي
خجل شيخو لم يكن يليق بها ابداً, منذ ان عرفتها لم تحمر بهذا الشكل,
ابتسمت: رشود حرقت البنيه بس يلا روح مانبا شي
لا زال ينظر لها: انزين ما بتغدونا وياكم؟
قلت: على نواياك الشينة ماشي غدا
راشد: افا..ولو نظرة اتطيب الخاطر
شيخه: حياك
رفعت حاجبي: على اساس انج راعية البيت
راشد بجدية مازحة: اقولج بتذلنا هاي طوفي نتغدى بروحنا ونسولف على راحتنا..
شيخه تضحك: هههه لا شكراً..
راشد: افا..ماعليه غالي غالي لو يبعد لو مهما يطول الصد
دفعته على الخفيف: راشد الله وياك
راشد: انزين ماشي مع السلامه
شيخه: هههه
راشد: ماشي؟
شيخه: مع السلامه
يبتسم: الله يسلمج!
اغلقت الباب اول ما خرج, تنفست بسرعه: آآآآه..حريت طوفي داخل
تقف: لا انا .. لازم امشي انا بعد
التفت: ليييش؟ تعالي تغدي وياي عن الحركات
مترددة: لا صدق ماقدر, لازم اسير اقطع تذاكر اليوم,
نظرت اليها لوهلة, لأفهم: تذاكر شو؟
تنزل رأسها: بنسافر,
عقدت حاجبي: مافهمت..وين وليش ومنو
شيخه باستعجال: بفهمج بعدين لازم اروح
مسكتها: والله ماتروحين قبل ماتقوليلي كل شي..شو السالفه اي سفر؟
تنظر الى عمر الذي يبكي من الشمس:زين تعالي ندش داخل, بتغدى و بمشي اوكي؟
وافقتها: يلا
لم اتمالك صبري أكثــر , كيف تخبأ عني شيء كهذا اليوم تقطع التذاكر وتسافر ؟ وما دخل ابيها ؟
ساعدتني في تحضير الطاولة , وعمر يحاول ان يفعل مثلنـا .. جلست بجانبها وقلت على الفور: انزين, كملي اسمعج
بدا عليها التوتر: ادري ان الشي استوى بسرعه, حتى عمي مايدري بس لازم نسافر بأقرب وقت
-ليش قولي خوفتيني
-ابويه..تعبان وايد ولازم يسووله عملية خطيرة, يقولون في أعصاب الريل وهالسوالف..صح بيرخصونه بس يحتاج هالعملية وهم مايقدرون يسوونها هني
-عمي؟ وشو بتسوون
-بنـسافر لندن, عندهم هالنوع من العمليات واليوم بسير احجز التذاكر لي وله ولأمي, الوقت ضيق ولازم نسافر خلال هالأسبوع, وخذت اجازتي السنوية قلت اكيد بنطول ياليت تخبرين عمي عشـان يكون عنده علم!
لا زلت في موجة استغرابي: بخبره بس.. شيخو فاجأتيني ,عمي اشحاله هو بخير؟ انزين متى بترجعون وكم نسبة نجاح العملية؟ و ليش انتي تسيرين انا بخبر ابويه يسافر وياه..
تتنهد: ابويه بخير, يا فبالي اقول حق ابوج بس تذكرت كيف غارق بمشاكله مابا ازيده, وبعدين انا بنته الوحيدة اذا ما سرت وياه منو بيسير وغير جي ما بطمن اذا سار حد غيري بيلس احاتي وايد..
-بس لازم ريال يسير وياكم سوالف المستشفى والدكاترة مابتعرفيلها بروحج
ادمعت عيناها: الله كريم..لازم احاول مابيدي حيله, ماقدر اسوي شي ثاني!
احتضنتها: حبيبتي والله قوي قلبج, ربي يفرجها عليكم ويردلنا سالم ومعافى يارب
لم أعلم انها تبكـي بصمت: مابا افقده, ماباه يموت ويتركنا مريوم وايد احبه
كسرت قلبي: فديتج والله , ادعيله ليل ونهار ان ربي يقومه بالسلامه!
بحزن: آمين !
لا اعرف لما خطر ببـالي راشد, ربمـا لأنه الوحيد الذي سيوقف بجانبها في هذه المحنة..لو عرف بالموضوع لن يتركها وحدها! وقبل هذه المرة كان يلح لمعرفتها أي ان كان صحيح يريدها لما لا يخطبها ويذهب معهم هذا آخر حل ,سأفاتحه بالموضوع لن اقف مكتوفة اليدين واراقبهم يتعذبون ,لن أخبرها الا بعد ان اتأكد من راشد !
بعد الغداء اضطريت ان أتركها تمشي لأنها مستعجلة, وعدتني بأن تأخذني الى عمي للأطمئنان عليه , بدوري أخذت عمر وحممته..كل عقلي وحواسي كانت معهم كيف سيتصرفون وماذا سيفعلون !
بدلت ملابسه وأجلسته بجانبي على السرير .. تمددت افكر في جوانب السطح, ماذا افعل وكيف أفاتح راشد بالموضوع , ربما كانت مزحة وهو اساساً لا يفكر في الزواج , أغمضت عيني على هذه الأفكار لأنني شعرت بالنعـاس ..نسيت وجود عمر على السريـر الذي كان ممكن ان يسقط منه !


فآجأنــي صوته من تحت , فتحت عيناي وانا غير مستوعبه ما يدور حولي, انتبهت على ماحصل قبل ان اغمض عيني , قفزت بسرعه: عمممممر؟
سمعته: هاااه
اوطأت رأسي وخفق قلبي بقوة, أسقط من السرير ام نزل؟ لأن لم تبدو عليه آثار السقوط وأمامه ألعابه؟
سمعت بحته ورائي: صح النوم
تنفست براحه: انت ييت؟
جلس بجانبي وشبك يدي بيده: من زمان يالكسوله, العصر الحين وانتي بعدج على الفراش..
اعتدلت: لا نشيت ورديت رقدت..
رميت نفسي باحضانه الدافئة, ابحر وسط أشواقي الهادئة عبر مراسيه.. لمنـي بسرعه دون تردد كأنه احتاجني أكثر ,تمنيت لو أبقى هنا طوال اليوم !
لكنه: يلا قومي البسي..خل نسير نتمشى شوي!
نظرت إليه: مب مصدقة اني وياك !
مسح على رأسي: ولا انا .. بس مابا اجذب عيني
اغمضت عيني: كـل يوم بعدته عني احتجتك فيه أكثر, ياليتك ماخليتني!
رفع رأسي: جوفيني .. انتي فيج شي؟
واريت: لا , بس كان فقلبي وقلته
-لا في شي ثاني..لا تخشين عني لأن واضح
-لا بس, ودي افاتحك بموضوع , صح انه مب وقته بس لازم اقوله!
ساعدني على الوقوف, استغربت ان الفضول لم يقتله: انزين قوليه بس أول تغسلي وألبسي لين ما انا البس عمر, وعقب بنسولف براحتنا ..زين حياتي؟
تنفست: زين !
ما يعجبني فيه هو تريثه للأمور, لا يستعجل ابداً , لو أنـا مكانه وأتى إلي ليقول هناك أمر يجب أن اقوله لن اتركه يبرح مكان قبل ان اعرف ! لا اتمالك نفسي في هذه المواقف, لكنه صبور وقلبه حديد ..
وقف ورائـي مبتسم وانا أنهـي لمسات المكيـاج الخفيفة,
-يبالج صورة,
-صورني
-اخاف يصرقونها .. يتحرونج ممثله
-عادي بستوي مشهوره
-عشان اقص راسج,
-هههه ليش ؟
-لأن حبيبتي حقي انا وبس ..
رفع اصبعه ليأخذ له رشفة على خدي .. داعبني بقلبة بطيئه على كتفي, أغمضت عيناي لأحس بها كل الأحساس .. هو الوحيـد الي يسحرنـي معه الى عالمه ويأخذني عن الدنيـا ومشاكلها ! قبّلت يداه واسندت عليها رأسي , شعرت بالراحة في قربه ,تقدم حتى شعرت بأنفاسه
لف بذراعه حولي وهمس: في يوم من الأيام.. بمحي عنج كل هالحزن اللي بعيونج!
(يمسك يداي) وباخذ ايدج وبنسافر بعييد , بمكان مافيه الا نحنا! نحنا وبس..
بنفس النبره: أوعدنـي ..
بـأذني: اوعدج حبيبي ..


كــل شي بحـياتي
مـن غرآمـك مـا سـلم
معيـشنـي بيـن اللحظـه
واللحظـه , حـلـم
أنا آحلـم بيك , آصحـى أفـكر فـيك
ارحمنـي اللـّه عليـك ,
آنـا عايـش لـك !


فتحت الأذاعه على صوت عديـل تدندن على مسـامعنـا .. ايقنت أنـها تحاكـي قلوبنـا بأغانيهـا عـلى حسب ألحان مزاجنـا, كأيقونة أم كلثوم في عصرنـا الحديث !
وضعـت يـداي على رأس عمـر واسندتـه على صدري,
لـف وجهي بإصبعيه بخفة: سرحانة في شو ؟
تصنعت الإبتسامه: ماشي
لم يقتنع: انتي يوم تقولين ماشي اعرف ان شي,
تنهدت لا اعرف كيف ابدأ,
مُصر: خبريني يلا, قلتي بتقوليلي شي
-ممم..مب وقته يوم بنرجع
-ودي اقولج على راحتج, بس ماقدر اجوف مزاجج متعكر قلت لازم اعكره وياج, قوليلي
-انت مب صاحي
-لأنـي آحبـج
تفاجأت من رده , التفت عنه بإحراج واضح,
يكمل: وماحب اجوفج زعلانه, يلا خبريني قبل لا نوصل
تنهدت: ماشي بس,,على الغدا يتني شيخوه وسولفنا شوي
-اها .. شي عن اهلج صح؟
-لا , شي يخص شيخه
-بلاها
-فكرت ان, يعني قبل مده , كنت اسولف ويا راشد وحسيت ان, اقصد شيخه....
-مريم شو تقولين رتبي جملتج
مسحت جبهتي المتعرقه من الخجل, شعرت اني اقحمت نفسي فالموضوع ولا استطيع الهروب منه الآن..
يهمس: شو حبيبي
أخذت انفاسي: يعني فكرت انك تفاتح راشد في موضوع الزواج, لأنه خذ رايي وانا شفته مناسب
لم يستغرب: مناسب لشيخه تقصدين؟
هزيت رأسي: هيه..وانا لمحت لها اليوم وحسيتها مب معارضه بس تفكر!
-يعني راشد قالج ابا اخطبها
شعرت باحراج غير طبيعي, لا اعرف كيف اوصل له الفكرة..ربما لو حكيت له عن قصة السفر سيتفهم اكثر..
-هو يفكر في الموضوع .. وانا بصراحه احبهم وابا افرح لهم هم الاثنين ودي اشوفهم مع بعض
يبتسم بخبث: تحبين رشود؟
دفعته: ايييه..مب جي قصدي
يضحك: لا لا قصدج قولي الصدق
فتحت عيني: محمد عن الحركات
-هههههه, بفقع عينج اصلا
-ليش انا اروم اجوف غيرك؟
بجديه: ترومين
انحرجت,تكسرت مجاديفي فجأة, حاولت تغيير الموضوع: زين شو قلت عن راشد؟
يفكر: بشوف,
أومأت: ان شالله خير
وصلنـا المركـز ,أنزلت عربة عمر بينما ذهب هو ليركن السيـارة..
دخلت انتظره عند البـاب..اخيرأ صحصح عمر بالألوان والأصوات حوله
يضحك: اااالللهههه
وضعت يدي على صدري: يالعيــار مسوي روحك رااقد توه!!
اخذ يصفق وهو ينظر حوله , مشيت الى الأمام قليلاً لان شدنـي محل اطفال أمامي.. نظرت اليه من الخارج واعجبتني بعض الأشيـاء, دخلت أنظر إلـى الأسعـار واتوه بناظريّ حول المحل ليشدنـي شيء ما !
خـرجت من المحل لم آخذ شي لربما اجد محل آخر , تقدمت قليلاً وواجهنـي محل ألبسة نسائية , ابتسمت من مدة طوية لم آتي هنا للتبضع !
كأننـي كنت ميتة وحييت .. سألت عن الأسعـار واعجبتنـي فكرت انتظر محمد فالخارج , تأخر اين ذهب ؟
بينمـا أنا اجرّ خطواتـي, واتوه بأنظاري يميناً ويساراً , كنت بين اللحظة والاخرى افكر اين ابدأ وماذا آشتري ,
بين كل النـاس, لمحت تلك المتوحشة , منال!!!!!!
حاولت التقاط انفاسي..شعرت بتخدر رجلاي بمكاني, والشرار يتطاير من بؤبؤ عيناها!
رأيت أمامي كل شيء حدث ذاك اليوم..كأنه حدث للتـو !
تقدمت, اعطيتها ظهري بسرعه..مشيت , ابتعدت اكثر , التفت ولازالت خلفي, جريت عربة عمر بقوة اهرول لا اعرف الى اين, عيناها لا ترمش ولا تتركني ابداً, ابتعدت أكثر .. التفت هذا المرة ولم اجدها , قلبي يخفق بشدة, توقفت انظر حولي ولم اجدها,
نظرت كالمجنونه ابحث عن أثر محمد !!
ومن دون سابق انذار سمعتها: اخيراً التقينا مرة ثانيه..
رجعت خطوات على الفور,
نظرت الى عمر بشراسة,
سحبت العربة نحوي والتفت..امسكتني من ذراعي وكدت اسقط,
بحدة: على كثر عبود ماحبج .. على كثر ماكرهتج وودي انهيج وانهي عذابه, انتي شو تتحرينه لعبة عندج..؟
بعدتها: هددديني..مالج خص فيني انتي احمدي ربج سكت عنج هذاك اليوم
تبتسم بانتصار: وانتي احمدي ربج اني تركتج حيه
فتحت عيني على وقاحتها..تقدمت, ابتعدت عنها بسرعه..جريت العربة متناسية بكاء عمر لأشيله ,
اخذت ابحث ححولي اين اذهب اشعر بالضياع .. شعرت بالدوخـه !
وقفت بمكـاني , مسكت رأسي , كدت أسقط !
وشبثتنـي أيـدٍ دافئـه, آمنـه لتحميني! نظرت الى محمد واقف شامخ ينظر امامه بنظرة تحدٍ , كأن السماء امطرت بعد يوم جافّ ..تنفست براحة ملئت قلبي, تمسكت به وانا انظر اليها, بمسافه غير بعيدة , أي لو لم يمسكني لتهجمت علي .. نظرت إلينـا بيأس .. تهز رأسهـا كأنها ضائعة ! استغربت من ملامحهــا الحزينـه ..
سمعت محمد: خلينا نمشي
وافقته: يلا ,
مشينـا عنها , عيني بعينها, واقفة ما زالت تائهه كأنها وحيدة متناسية كل من حولها!


..


يـامـن يـدخن فـي صمـت ويتـركني ,
فـي البـحر أرفـع مرسـاتي وألقيهـا ...
ألا تـراني ببـحر الحـب غارقــة ,
والمـوج يمضـغ آمـالي ويرميهــا ..



,,
__DEFINE_LIKE_SHARE__


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-04-16, 01:34 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

,,








18


,,


إخترتك بدقة لتكون الساكن الأوحد في قلبي ..
وإن هجرت مسكنك .. سيظل ينتظر ساكنه وإن طال الهجر





مريم:


آصعـب لحظة, عندما تختفي مشاعر الغضب والكره من وجوهنا, وتحتل مكانها مشاعر الشفقة لأشخاص طالمـا آذونا !
تآلمنـا تلك الوجوه حين تتغير ! حين تتلون بسبب الظروف!
موت أبيهم جعلهم مثيرين للشفقة وبحاجة لمن يقف مهعم, !
أنا لست قاسية, لولا موقفها معي لكنت أول من يقف بجانبها..لأنني أعرف معنى الأب, أعرف معنى الفقدان, الاحتياج , الشوق , الحنين..
لكن شيء ما بداخلي غريب..ذلك الشعور الذي, حينها , يفصله جدار شفافيّ رفيع يلتصق بخيط الكرامة على الجدار!
هم تذكروني ,حتى لا أمر أمامهم كـ عابر سبيل ,
أنا ولله الحمد! عرفت كيف الدنيا تدور,,


آخذ محمد يدي بكل حب: تعالي نيلس في هالكوفي, ترتاحين شوي
مسحت دمعتي وأومأت موافقة ,
نعم دمعتي, وجودنا بهذا المكان لم يمنعني من البوح بخوفي للناس, لأن ذكرى ذاك اليوم مرّ بخيالي كالطيف العنيف! تلك اليدان اللاتي احرقتاني الآن تحرق نفسها
أجلسنـي ووضع عربة عمر بجانبي: ترييني هني
ابتعد ليطلب لنا شيئاً نأكله, وضعت يداي على خدي انظر حولـي.. كأن الجميع يركض وراء شيء ما , الكل مستعجل ! وجوه تحمل خبايا تجعلك تفكر في نفسك وتتمعن بدواخلها !
أكنت يوماً تتعمد الحزن لتثير مشاعر الآخرين؟ أم هو انسياب كدموع عيني طفل غريب تائه !
آه يا عمر لو تعلم كم أمك غبية, أعلم انك عشت مواقف لا تعرف منها الا ردة افعالنا نحوها, ولكني سأحكي لك حكاياها عندما تكبر! اوعدك..
مسحت على رأسه عندما جلس محمد بجانبي, سألني: انتي بخير!
احببت ان تكون اجابتي بنعم , ولكنني فضلت الصمت !
مسك يدي بحنيّه : مريم , انا هني.. لا تخافين من شي دامي انا وياج, لا تنزلين دموعج لأنها غاليه عليه دخيلج !
عانقت يديه ,نطقت رغم خنقتي: ليش تعاملني جي..مب أنا غلطت فحقك وكل هذا بسبتي ليش ما تهدني فالشارع وتمشي ليش! خلني اواجه مشاكلي بروحي انت مالك علاقة فيها
نظر إلي بهدوء غريب, الصقت عيني بعيناه انتظر رده,
انزل رأسه وهو يتنهد: طيب .. على راحتج
-شو هو اللي على راحتج
-هاذي مشاكلج مابتدخل فيها
-زعلت مني؟
-بالعكس .. ارتحت لأنج عرفتي غلطتج
بلعت ريقي :يعني عادي تهدني بروحي وتمشي
يشبك يديه: انتي جرحتيني مريم,,من حقي اسوي فيج اللي اسويه محد بيلومني
-عيل ليش حميتني من منال؟ ليش يودتني عنها جان خليتها تييني
بنبرة رجوله: لأن ولدي وياج..وانا ماباه يتأذى بسبب مشاكل أمه اللي ماتخلص!
تنفست بسرعه من الغيض, لا يعرف أن كلامه كله يجرح كأنه يعاتب طفلة على ذنب ارتكبته.. متى يفهم أنني نسيت كل شيء من أجله!
بان علي ضيقي لأنه قال: خلينا ناكل الحين عشان ناخذ اغراض ونرجع بسرعه,
التفت عنه: ماشتهي , كل انته ,
ضربات قلبي تتسابق, أردت ان ارى تعابير وجهه, سمعته: بتيوعين عقب !
لم اتحرك: برد برقد على طول لأني تعبانه
يتنفس: كيفج .. عمور حبيبي شو بتاكل! همم؟
متُّ غيضاً من اسلوبه وتجاهله معي , خبأت احاسيسي وركنتها على جنب,
اغرق هماً, كلما تذكرت أنني السبب في كل هذا تنخرس فيني الأصوات , واتلعثم قهراً !
لفيت بأنظاري حول المكان لألهي نفسي, راقي جداً .. تفوح منه رائحة الكعك التوتيّ والقهوة التركية,
جذبتني الأجواء, إلا جو محمد أخافني !
ماذا فعلت بنفسي, كيف اسمح لتلك الذكرى أن ترجع حياتنا ثانية, لم يهمه وجود منال فـ لماذا أهمني , شعرت أنني غبية لم ينبغي علي أن اعيد السيرة ..
رأيته يطلب شيئاً لي وله..وضعت يداي على خدي وأخذت أقلب في أفكاري المتعبة, مسحت على رأس عمر الذي يتمتم وحده..
نبهني بصوت الكرسي الذي سحبه وجلس عليه بجانبي, اعتدلت, وضع يداه على رأسه ومسح جبهته, التفت عنه حتى لا اتوتر معه واحاول انسى ما حدث,
بصوته الهادئ: يلا كلي
نظرت الى عينه الجذآبه: قلتلك ما ابا
بنصف ابتسامه: بس انا ابا .. يلا عالاقل لقمه
غريب هذا الانسان, تصرفاته تناقض كلامه, لم افهم ما المغزى من ذلك ولكنني فضلت عدم الفهم وترك الأمر , اهتمامه بي يكفيني الآن,
جاملته وأكلت قليلاً ثم أطعمت عمر , أطغى علينا الصمت ليس لدي ما أقوله, كل حديث معه يوصلني للمتاعب لذلك سكت , وهو بدوره يفكر بشيء آخر لربما الشركة التي أخذت حيز كبير من حياته!
مشينــا بعدهـا, حاولت ان اركز أين محلات الأطفال حتى اتوجه إليه , لفتني محل جميـل به أطقم صيفيه تأخذ العقل, أشرت عليه ودخلنا, التفينا حول المكان واضطريت ان احدثه وآخذ رأيه بالملابس..حتى انسابت منا الأحاديث ورجعت المياه لمجاريها, الجميل فيه انه يغير مجرى الكلام ويجعله لصالحه..يبتسم ويضحك ليسقط تلك الحطبة بيننا, او كأنه يقول ليس الآن ! الوضع انساني وجود منال وما حدث للتو
فضلت أن أنسى ما يعكر صفو مزاجنا ولأختار بارتيـاح أكثر ,
رأيته ينظر الى الساعه, سألته: شو نروح؟
نظر حوله: خلصتو؟
هزيت كتفي: يعني..خذت له ثياب وكل شي..بس ابا ادور له جوتي على مقاسه لأنه بدا يمشي واباه يتعود..
نزل إليه ومسك خديه يداعبه: هذا الحلو الكبير بيمشي بروحه الحين! وعقب بيسير المسيد ويا ابوه يصلي صح حبيبي ؟
هز عمر رأسه: صححححح
ضحكنا عليه لأنه لم يفهم أي شيء فقط يردد ,
لفينا حول المحلات وأخيراً وجدنا شيئاً يناسبه , اختار له محمد حذائين جميلين احببتهم , كان عمر بقمة السعادة لأنه يعرف اننا نتسوق له و نريه ما نشتري!
أمضينـا قدماً نحو محلات أخرى, قال ونحن نمشي: ما بتاخذيلج شي
هزيت كتفي: ما احتاج شي الحين
-من زمان ما اشتريتي لج ثياب يديدة, سيري خذي اللي تبينه انا بيود عمر
-شو رايك انا اخذ عمر وانت تسير تتسوق؟ انت بعد من زمان ما اتسوقت
ابتسم: ماعندي مانع, بس على ذوقج !
-ذوقي مب حلو
-انتي كل شي فيج حلو
فتحت فمي متفاجأة, سحبني من يدي: يلا تعالي!



عبدالله:

سأكتب عنكِ كل ما أعرفه وأشعر به, كلما زاد بيَ الحنين إليك أغلقت عيناي وتخيلتك, وكلما احتجتك أكثر, آخذت عطر مثل زهر عطرُكِ وبخّيته على وسآدتي, حتى أحس بيديك تلفني إليها شوقاً ولهفة, حنيني إليك يلتهب مع الوقت ولا أجد له دواء, هذا انا اتصبر بالنظر إلى صورة قديمة تركتها في محفظتي, ورائحة كنسيم الريح وسط البحر , بعيدةٌ أنتي مثل الشفق, وقريبة جداً مثل الخيال,و كلاهما يصعب الوصول إليه قدماً يا سيدتي, انتي وأبي, أعلم جيداً انكما تنويان الرحيـل, لكن الوقت خاننـي !
أذكر ضحكاتك بالأمس تدندن وسط مسامعي كأغنية, فيروزيتك الجميلة لم تنتهي رغم انتهائك منها , تخلصت من كل شيء كلاسيكي كان بك, حتى كتبك لم تعد تهتمي بها, اهملتها, كما اهملتي أمير وقف بجانبك كالشجرة لتستظلي عليها, وكسرتي أغصانه , كسرتنـي بزجاج, وأهدرتي دموع العتب بقلبي عليك..رحلتي , مشيتي في طريق مبلل يعكس صورتك الجميلة, ويمنعك من رؤيتي خلفك وانا ألوح بالوداع!


أغلقت دفتري عندما سمعت صوت طرق الباب, ابتسمت: تعالي حبيبتي!
دخلت أمي : بعدك واعي!
خبأت ملامحي: بعده وقت الرقاد فديتج, باجر اجازة!
مسحت رأسي: ولو امايه ارتاح لك كم ساعه لين الفير عشان تنش تصلي ,من رديت من الدوام وانت تعابل فيني وفمكتبتك هاذي..
نظرت حولي: مكتبتي؟ قولي جنتي..هالمكان انا انخلقت فيه, يعني كأنج ماتدرين كيف أحب القراية امايه
تنفست: ادري, وادري بعد ان ربي عوضني فيك وخلاني اطلع بشي افتخر فيه بهالدنيا (تغزر عيناها بالدموع) جني اجوف ابوك جدامي حي ما مات, روحه بعدها فيك وتسكنك..
مسحت دموعها بلطف: الله يرحمه, قولي الحمدلله على كل حال ولا تقطعين قلبي بصياحج هالمرة بعد! يلا قومي ويايه اوديج سريرج , قومي!
ساعدتها على الوقوف , اخذتها إلى غرفة خصصتها لها من زمان, لأنها كانت تبيت عندي بالايام على حياة أبي,
قبلتها على رأسها: يلا حبيبتي, ارقدي الحين وارتاحي لا تحاتيني, ان شالله من بنش الفير بواعيج ويايه,
تبتسم :مع اني ادري ان ها كله كلام وانا اللي بنش قبلك, بس ماعليه,
ضحكت: سامحيني ! رقادي ثجيل شسوي ,
تحضن وجهي: عيل خلك ويايه اليوم, انا ماحب ارقد بروحي منالو كانت ترقد عندي هناك, افرش لك تحت وارقد هنه لا تخليني بروحي, وبوعيك بالمرة انزين؟
قبلت يدها: من عيوني ياعيوني انتي..الحين بنسدح جدامج افا عليج ماطلبتي, يلا طيحي لين اخلص كم شغله وعقب اييب لي فراش , بس حاولي ترقدين تمام؟
اومأت: ان شالله
اخفضت الأنوار: تصبحين على خير
بحب: وانت من اهله يمه,
تنفست براحة , رجعت الى مكتبي, اخرجت الملفات التي تلزمني للغد..كما وصاني ابو سلطان لأنه يحتاجهم, صادفني الدفتر المؤلم أمام عيناي, ليذكرني بها
شعرت بشيء يقرص كرامتي, هنا ابتلعت الغيض بحلقي, كم يستهان بمشاعري!
شقيت اخر ورقة ورميتها , و أغلقت الشباك الذي يهب منه الريح !



مريم:

وصلنا عند آخر الممر ,عقدت حاجبيّ عندما فتح محـل بالمـفتآح وأدخلني ,
سألته: محل منو هذا؟
فتح الأنوار وابتسم, وقفت مذهــولة,كان محل للذهب.. ارمق الأسـاور أمامي بذهول .. سحبني معه وطلب مني أختيار أجمل ما تراه عيني ! وضعت يداي على فمـي من المفاجأه! في حياتي لم أرى شيء كهذا , استغربت انه يملك مفاتيح المحل ..
التفت إليه: وايد حلوو وايد..مال منو هالمحل انت من وين لك مفاتيحه!!
يتلفت: هذا ملك عمي منصور , حبيته يتبارك وتكونين انتي اول من يدخله!
شهقت: واااااو ..!
عمر يتمتم: حلييييييييييب
درت حول المكان, طمعت أن يكون كل شيء ملكي لوحدي, ذوقه رفيع وراقي جداً .. غاب عن بالي ان عمه صائغ ويملك محلاتٌ للذهب.. وضعت يداي على اسوارة تلمع كـ ضوء الشمس ..
همس خلفي: عيبتج؟
جربتها : وايد !
رفع يدي إليه ورمقها بحب: وانا بعد حبيتها, عليج بالعافيه!
استغربت: ما بنشتريها؟
-من منو تشترينها؟ هههه
-هي بس..شكلها غاليه
-ما عليج من هالسوالف! كم مرة بعلمج
-محمد مايستوي, خلاص ماباها عيل
-انتي مينونه؟ حياتي هذا كله ملكنا يعني ملكج انتي بعد!
لم أصدق نفسي .. كنت سأصرخ من هول المفاجأة, في حياتي لم أملك فص الماس ولا قطعة ذهب الا بعدما تزوجت.. لم أحلم بشيء كهذا حتى
ابتسمت بسعادة: مشكور حبيبي..الله لا يحرمني منك
يضمني: ولا منكم
عمر يسحب عبائتي:حليييييييب
محمد ينزل له: بنرد البيت الحين وبنشرب حليب انزين؟
لم افرح فقط من قطع الذهب هذه..بل لأنه شملني بأفراحه وأملاكه.. لأن رغم ما فعلت فأنه يجازيني بكل هذه السعادة!
التفتنا على الصوت ورائنا: السلام عليكم
نظرنا الى بعض باستغراب: وعليكم السلام..
كانت سيدة في متوسط العمر, نظرت حولها: وين البايع؟
ابتسمنا, محمد: لا بعده المحل ما فتحناه جريب ان شالله!
السيده بإلحاح: ماشالله وايد فخم يعطيكم العافيه , يعني مايستوي آخذ ألحين لو شي واحد!
محمد: لا اختي مايستوي, على آخر الشهر ان شالله
عبست: ان شالله
رمقتني : انتي بعد يايه تشترين؟
تلعثمت: انا لا..انا !
يقاطعني: هذي زوجتي
رفعت شفتها كأنه لم يعجبها: يعني حلال عليها وحرام علينا
انزلت رأسي من الاحراج, رص على يداي: هي صاحبة المحل
بلعت ريقها: آها..مممم..آسفة سامحوني! عن اذنكم
مشت من المكان وابتعدت , ضحك محمد على شكلها
تنفست: انقذتني
- ليش كانت بتاكلج
-الا تحطني في صحن وتقطعني بشوكة وسجين! نظراتها اعوذ بالله
-هههههههه , انتو الحريم كيف عدوانيين
-يعني انتو اللي مقطعين المحبة
-لا بس العداوة نخليها فقلبنا ! انتو لسانكم يلسع
-وانتو اياديكم تنهش
-بس نحب من قلبنا
-واحنا نحب من بطنا؟
-ماستبعد, لأن اذا خنتو ما تحسون ولا ترحمون احد!
بعدت أنظـاري بسرعه , لم ألاحظ ان استـرسال الأحاديث معه نهايتها واحدة!
ركبت السيارة وتركته يضع الأكياس في الخلف !
حملت عمر الذي يبكي: حليييييب
حضنته: خلاص ماما احين رادين البيت
حاولت اخفاء ملامحي والتصنع باللا مبالاة, كيف اعيش معه وقلبه لم يسامحني بعد, كيف اقنعه انني تغيرت وتلك الذكريات لم تعد بحياتي,
ركب بجانبي,شعرت بجموده, لم يبان على وجهه اية ملامح , ثابت كالجبل!
اسندت ظهري أكثر وابعدت التكييف عن رأس عمر حتى لا يمرض,
سمعته: اقصر عليه؟
هزيت رأسي دون أن اراه: لا جي زين!
انتبه للطريق بينما انا اهدئ عمر, كان يصرخ ويطلب الحليب وانا الغبيه لم احضر له شيء في حقيبته ..
تضايقت منه: خلاص يا ولد
لا زال يصرخ, اعدلته نحوي: بتسكت ولا لاء
لم اكن بمزاج جيد حتى أرضيه بشيء, عليت صوتي لأنه لم يسكت: خلاااااص
صرخ: مااااباااااا
بدأ يركل برجله, مسكته وهاجمته بعيناي: اسكت, بسسسسسسسسسس
كتم بكائه, نادى ابيه مختنق: بابا
لفيت وجهه نحوي بعصبيه: شو بيسويلك بابا , ها؟ بتصيح بعد مره عشان اضربك؟
توقفنا عند الاشارة, فاجأني وسحب عمر مني بعصبية, نظرت اليه لم اتوقع حركته!
قبله بجنون: خلاص حبيبي ,يا عيون بابا انته , لا تخاف الحين بنرجع البيت وبنشرب حليب انزين؟ (هز عمر رأسه) شاطر بابا
ما زلت في سكرة نظراتي, تغيرت ملامحه الى الغيض والغضب !
همست لعمر: تعال ماما
حاولت أخذه ودفع محمد يدي بقوه: هددددديه
ادمعت عيناي على الفور , توجعت بقلبي قبل جسدي!
لم يكن قصدي ايذائه لكنه لم يكف عن البكاء ماذا افعل!!
بتهجم: جان مديتي ايدج عليه بالمره ها !
فتحت الاشارة , مسكت يداه لاحمله: سوق انت خله عندي
دفعها بقوة أكبر وتوجعت بصوت,
صرخ: قومي عنه,معلوم ما بتحسين فيه شو يهمج, ليش تعبتي في تربيته؟ كنتي اتدارينه وتسألين عن أكله وشربه؟ كنتي مهتمه فيه ومجابلتنه كنتي تدرين ان عندج ولد اصلا؟
بقهر: انت شو تقووووول! هذا ولدي من لحمي ودمي كيف تسألني هالأسئله البايخه
زاد السرعه: لأنج كنتي راكضه ورى خرابيطج ! الحين يايه تقولين من لحمي ودمي
سديت أذناي: ليش تعيد هالرمسه الحين لييش
زاد بكاء عمر , شعرت بسرعة نبضي من صوته: لأن عمري ما نسيت اللي سويتيه! عشان تعرفين انج انانيه وما تفكرين غير فروحج! انا الغبي اللي تحسبتج عاقله ورديت الولد بين ايدج بس طلعتي ياهل ماتعرفين شي .. الله واعلم شو كنتي تسوين فيه بغيابي..(يحضنه) خلاص بابا خلااص,, انا آسف حبيبي
ارضخت رأسي على النافذة , حشرت نفسي في زاوية ونظرت اليهم, كأنني غريبة عنهم.. لا يريدونني بينهم, غطيت وجهي وادهشت بالبكاء اوجعنـي قلبي على حالي, اردت الابتعاد عن كل شيء !
حتى ابني لم يعد بحاجتي! او انه لم يحتاجني من الاساس .. بلعت الغصة التي اكلت حلقي من ضيقتي,
خفف محمد السرعة, لم أرفع يداي عن وجهي المبلل, لا اريد رؤية شيء, عمر هادئ, والجو اهدأ !
أخذت المحارم ومسحت دموعي, لم يلتفت إلي.. اضطر بعدها ان يعطيني عمر دون ان يراني ليقود براحته, حملته وهو يتأملني ..
تأسفت بقلبي اليه عن تركي له في اول ايامه..هل سيقبل اسفي يوماً يا ترى
حضنته واحتضنني بشدة, ارتحت بداخلي .. ولكن كلام محمد مازال يرن بطبلتي..
وصلنا البيت ونزلت على الفور.. انتظرته يناديني ويخفف عني ولكن هيهات!
صرخت في نفسي اعاتب توتر اقداري وسرعة المد فيها والجزر, تعبت وتعب كل من حولي!
وضعت عمر على الأرض في غرفته وفسخت عبائتي..
يا قلبي انا, لم يستوعب ما حدث! لم تكتمل فرحته برجعتنا بل أصبح وجودنا معاً اكثر صعوبة,
سمعت الباب ينغلق ولم التفت..مشيت الى خزانة عمر واخرجت الحليب ,احسسته قربي فافتعلت انشغالي..اقتربت مني رائحته أكثر ,
بنبرة جادة: خلي من ايدج انا بسويه!
توقفت, اغمضت عيني مستاءه: اعرف اسوي حليب شكرا
مسك المرضعه: شوفي الصدفة وانا بعد اعرف
اعطيته ظهري وحملت عمر من الارض واخذت منشفته, لم اطق اسلوبه الجاف معي,
صدمني عمرعندما لوح لأبيه: باباا
التفت اليه مبتسم وحمله: عيووووني انته ,بنشرب الحليب وعقب بنتسبح انزين؟
تركت كل شيء بعصبية ومشيت عنه مهروله من الغرفة..دخلت غرفتي واغلقت الباب بقوة..تمنيت لو لحق بي ليراضيني , احتجته كثيراً..غبنت من كل شيء, انتظرت, حتى مل الدمع من حجر اعيني, بكيت بشهقات متتالية وانا اتذكر كلامه القاس,رغم حبنا وعواطفنا نحو بعض لكن الخدش واضح لا يحتمل الصقل ..و الأدهى انني لا اعلم من هو الاقسى فينا انا ام هو !!
نزعت الاسوارة من يداي ووضعتها على التسريحة امامي..نظرتها إليها و أنا اتنهد حزناً..
اردت الاطمئنان على ابني, ولكن تراجعت.. لا اريد ان اثير المشاكل امام عمر يكفيه ما سمعه ورآه في السيارة..اساساً لم يعد هناك شيء يحكى !
أخذت ملابسي لأتحمم واتوضأ, وجدت عطر محمد في الحمام..رشيت بعض منه على معصم يدي واشتميته بنفس مطول, وزفرته بدمعة تسكب على خدي كالماء, وضعته على حافة التسريحة ..كنت بحاجة إلى سجدة طويلة أدعو بها الباري ليلين لي زوجي ولا يحرمني منه, ويوفق والديّ وابني ويحميهم !
حينما حملت السجادة من الارض رن هاتفي, فرحت من قلبي على رقم شيخة:
-هلا مريوم
-هلا حبيييبي! خبريني شو استوى وياج
تتنهد: مادري , كل شي ملخبط ! طلعت السالفة مب بس تذاكر ..
-كيف عيل
-لازم ادور مستشفى زين اول وسفارة وفندق ومادري شو! راسي عورني والله من الصبح ادور
-هممم , صح سالفة, يعني بعدج ما قطعتي
-ماقطعت, اول شي اضمن مافيني اسير على ويهي
-تبيني اساعدج بشي
-جان بترمسين المستشفى هناك بتسوين خير, يرطنون انجليزي انا ماعرف شو يقولون خفت يسبوني وانا مادري
-ههههه سبيهم ما بيدرون! عطيني ارقامهم وشو لازم اقولهم وفالج طيب
-ان شالله باجر بمر عليج الصبح وبخبرج, تعالي انا يايه اقولج شي اصلا
-عن شو!
-اشدراني نسيت, روحها اميه ترمس فوق راسي وانا مب متفيجه ارد عليها
-سلمي عليها
-الله يسلمج , هي اتذكرت, امج تسأل عنج قالتلي اخبرج ترمسين عليو
-بلاها بعد ام المشاكل
-بقولج بس لا تيلسين تصارخين لأن راسي بينفجر بسكر فويهج
-مابصارخ قولي
-الحبيبه ما عيبتها الطلعه كل يوم , سارت وباتت بيت ربيعتها من شهر احين هي هناك
-شووو؟ شهر !!
-والاخس محد يحاسبها شموه مايت من يومين وامج حالتها حاله وابوج يراكض ورا البنوك, مرت ابوج تاكل وترقد ! حتى انا طلعت لي سالفة ابويه
-اسسسستغفر الله!! ياربي شو هالبلوه هاذي شسوي فيها الحين
-تبنيها وفكي امج منها
-وين بيت ربيعتها
-شو بتسوين
-بسير ارقص جدام الباب, يعني شو بسوي شيخوووو
-جوفي عاد ضرايب بيت الناس ما نبا,
-احسن عشان يعرفون ان هي مال مشاكل ومايدخلونها مره ثانيه!
دخل محمد , لم اعيره اهتمام !
شيخه: انا مادري من وين تصرف ولا منو يوديها واييبها مهيته عمرها ع الآخر
-انتي عطيني العنوان وانا بقولج من وين!
التفت باستغراب..
-مريوم, استهدي بالله
-عيل كيف تبوني اردها البيت
-قلنا كلميها
-لا والله؟ يعني اتصل فيها واقولها عليا ردي البيت وبتقولي ان شالله من عيوني وبترد على طول!! انتي ماتعرفين عليو يعني
-والله سوي اللي بتسوينه , بس بالهداوة..
-انزين يلا
-......
-باي
-مريوم لا....
اغلقته بوجهها ..نظرت الى الساعه التي تدق xxxxب الـ 10, ماذا افعل الآن !
تعرقت من العصبية, عليا لن ترتاح الا عندمـا تشعل المصائب في البيت وتزيدها حطب, لن يكفي الوقت الآن .. إن ذهبت ساخرج غيض محمد فيها..
نظر إلي: منو هاي
دون ان انظر: شيخه
-بلاها

تسطحت ودسيت نفسي تحت الفرشة..
-شو تبغي ردي ارمسج
-ماشي
-متصله تبغي ماشي؟
-ابا ارقد سكر الليت
-ببدل ثيابي
-اففف
غطيت رأسي بالكامل , وضعت يدي على جبهتي بملل, في بالي ألف شغلة لا أعرف كيف سأنام ,
أتى صوت الرنين مرة أخرى, رفعت الغطاء لأرى من وسمعته: آلو, اهلين

كان هاتفه, رجعت مكاني بملل, غريبة لم يخرج من الغرفة مثل كل مرة ليتكلم في الهاتف..
قال: انا بعد, متى ؟ هي حبيبي فاضي!
فتحت عيني , أكمل: ماعليه خليها على العشى لأني بكون مشغول العصر,
اعتدلت بسرعه: تكلم منو؟
نظر إلي: هممم حلو البسيه
جلست بسرعه: بتقول منو ولا ايي امط التيلفون
فتح عينه: خلاص هنوده بقولها, سلمي على امايه
بلعت ريقي باحراج, تقدم بنبرة حادة: انتي ماتعرفين تسكتين تبيني افرج بهذا على راسج
-لا والله؟ تباني اسكت وانت يالس تقولها حبيبتي والبسي حلو ومادري شو
-والله انا يوم بغازل ما بغازل جدامج يالهبله
اسندت ظهري والتفت عنه,
يبتعد: باجر بنتعشى عند اهلي زهبي نفسج
-بس انا بمر عند امي
-خليها ورى باجر
-ماقدر أأجل
-قلت خليها ورى باجر
-بس..
نظر إلي بعصبية, نفخت من الحرة ورجعت مكاني, كيف افهمه الوضع في البيت الآن ..فضلت الصمت لأنه لن يفهم ولن يحس!
تفاجأت بصوت شيء انكسر, فزعت ونهضت على الفور!
وجدته يلم شيء ويتمتم بغضب.. اقتربت ووجدت العطر الذي وضعته على الحافة!
شهقت, نزلت لألمه: خلاص خله انا بشله
صرخ بوجهي وابعدني: قومي ماباج تسوين شي شلي ايدج..
رجعت للخلف متعجبة,
بخوف: ليش تصرخ عليه
اغمض عينيه..كأنه احس بنفسه, ترك الزجاج من يديه وهرول الى الحمام!
نزلت لأجلب الممسحة , حملت الزجاج بيدي, بدأت تختفي الرؤية امامي, غزرت عيناي بالدموع وشتتت نظري..اصبح كل شيء غير واضح..مثل علاقتنا الآن!
اختلط العطر بدموعي , سمعت صوت باب, شعرته بجانبي ..حملت أشلاء العطر وحاولت مسح دموعي بكفي..خرجت بسرعه من الصالة ورميتـه فالخارج,
يعصرني الاختناق,
رفعت رأسي أرحب بالسماء.. أوراق تسقط لـتعلن عن قدوم الخريف, وظلام يحاكيني ويقص لي قصصه المخيفة ..
جلست على دكة الباب ,طوقت يدي بذراعي وسرحت بعيداً,
رغم كل شيء هو سامحني بإرادته وارجعني اليه , هذا ما يجب ان اعرفه واصبّر نفسي به..لأنه يحتاج وقت لينسى او يتصنع النسيان ..ليس سهل على أحد منا أن يجد ثغره في قلبه ويسدها بشريان من ضلع آخر ..كلها مسألة وقت!
تنفست بعمق وانا أردد( مسألة وقت) !
مكثت بمدة لا أعلم دقائقها, اغلقت الباب وركبت الدرج دون احساس بشيء,
فتحت الباب على عمر, نائم مثل الطيور, قبلته على جبينه بحنية!
رجعت الى الغرفة ,توقعته ينتظرني لكن خاب أملي, لا اريد امانيَّ ان تسيطر علي أكثر من هذا يجب علي ان اتوقع منه كل مالا يعجبني, يكفيني أراه بين يدي بعد أن ظننت ان الامر مستحيلاً !
غلغلت يداي في شعره الكثيف, سمحت لنفسي لأن ألصق جسمي بظهره واضع رأسي عليه, تخدر كل ألم فيني !
كاد النعاس يغطي جفوني, بحركة سريعة لف نحوي واحتضنني إليه!
تسارعت نبضاتي لأنني حسبته نائم!
لا أعرف لما انفجرت بكاءً وانا بين يديه, شعرت بحاجتي إليه أكثر واكثر من أي وقت!
ابعد خصلاتي عن وجهي: ششش .. خلاص
قلت بكلمات متقاطعه: انا , انا اسفه! انا غلطانه بس لا تخليني لا تهدني انا حمارة ماعرف شي بس سامحني ...
وضع اصبعه على شفتي وهمس: شششش خلاص باباتي, ادري انج حماره, يلا ارقدي
ابتسمت: والله احبك
ضمني إليه, سألته: وانت بعد تحبني صح!
لم يرد , ابعدت نفسي من حضنه ووضعت عيني بعينه, رغم العتمة كانت لمعتها واضحه! قلت: صح!
تنفس واغمض عينيه: ارقدي الحين! ارتاحي
توقعت اجابته, لذلك اكتفيت بوجودي تحت جناحيه وغطيت في سبات عميق!



عبدالله:

نهضت في الصباح على رنين الهاتف المتكرر ,
وجدت رقم منال, نفخت من الضيق ماذا تريد هذا الوقت بقي ساعتان ويأذن الظهر!
-هااا منال
-عبووود الحق عمرك مصييبه
فزيت: شو مصيبته بسم الله
تشاهق: سعود, سعود يدور هذي مريم حبيبتك ماعرف شو بيسوي فيها, سعود يعرف كل شي!!


هـي كـذآ الآيـام تمضـي والسنـين !
و ذكريات العمر تحيا كل عام
وتذبح الفرقا قلوب العاشقين
وتدمع العبرة على طاري الخصام
ما ينسي البعد حب المخلصين
ولا ينسي الهجر لحظات الغرام
, , ,
__DEFINE_LIKE_SHARE__


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-04-16, 01:37 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

,,











19




.. إحمل معك حقيبـة وكتـآب !
لنستعيـد آمـاني آغسطـس
ونكـتب لـسبتمبـر الحظـوظ!






,,
عبدالله:
وقفت عند باب البيت حتى خرج,
ركضت إليه ودفعته على الأرض ,تشاطرت المفاجأه من وجهه!
اندفعت الينا منال تصرخ: عبدالله شو تسوي! قوم عنه قوووووم
صرخت بغيض: انته على شوووو ناوي هاه؟ شو تبغي منيي
سعل بوجهي ,يحاول النهوض: ابا اجججتلك حي كح كححححح
منال: خلااص عبوود مالك شغل فيه
وقفت ومسكتها من اكمامها: ان عرفت انه سارلها ولا عرف عنوانها بيي وبحاسبج انتي, والله ثم والله ان آذايتوها بتجوفون شي ماجفتوه فحياتكم
ينطق: على اساس انك ما أذيت حد يالذبابه
رفسته برجلي: ماااايخصصصصصك
منال تمسكني: محد بيتقرب منها خلااص هد اخوك, بتجتله عشان بنيه!
صرخت: هيييييييه , لأنه حيوان
يحاول الوقوف: انا براويييك يالجلب
منال تتلفت: بس قومو فضحتونا جدام الناس, الله ياخذ الساعه اللي خبرتك فيها يا عبود
سعيد يهاجمها: يعني انتي اللي خبرتيه؟ مب جنج انتي اللـي ...
تقاطعه: يعني تباني اخليك تسوي اللي فراااااسك
يتقدم ليضربها: يا بنت الـ
غلقت فمه بقوه: لا تييب طاريه, لا تييب طاري ابوي ولا والللله اقطع لساانك!
سكت لأنه تألم , ابعدتني منال: خلااااااص..روح عبود ,عياله طلعو لا تخليهم يجوفون هالمنظر خلاص روح
نظرت إليهم, يائسين يعتريهم الخوف, لم ارد مضايقتهم أكثر..
مشيت بسرعه, اختفيت من المكان تماماً , وانا اشعر بالاختناق يملأ صدري!





مريم:
فتحت لشيخـة الباب بعين ناعسه: ييتي !
تدخل: شرايج انتي..وين عموور
احك رأسي: راقد
-ريلج هني؟
-لا..سار دوامه
-متى ناشة انتي
-جي قبل اذان الظهر بساعة,
تفسخ عبائتها: زين عيل برقد عندج شوي تعبانه!
مسكت ذراعها: الله كشخه
ترفع شفتها: ماعندكم اكل انا يوعانه
-لا ما سويت شي
-ليش ان شالله ريلج شو كل عيل؟
-ما كل شي
-ليش اتطلعين الريال من بيته مب ماكل شي! كم بعلمج ياربي منج
-نسيت انزين
-لا تنسين مرة ثانيه لأنه ما بيطلب منج انتي بروحج نشي
ركبت الدرج: زين! علايه شو سوت, ما ردت البيت
نظرت للأسفل .. دفعتها: بلاج ارمسج
بجديه: لا
عقدت حاجبي: في شي؟
ترجع لطبيعتها: مافيني شي ولا تسأليني مره ثانيه لأن عادي أسطرج كفين من الغيض
-ههههه من شو بعد!
-هاييل المستشفى البغم, ابويه تعبان وهم يماطلون في السالفة!
-صح ما قلتلج.. كلمت المستشفى هناك قبل لا تيين بشوي, كل شي تمام! حتى فندق حصلت بس يبون يعرفون متى بتسيرون!
-وييه الحمدلله! اخيراً ريحتيني والله..اليوم بسير بحجز وبخلص امورنا وكل شي ان شالله!
-ان شالله, متى بتوديني عند عمي!
-تعالي ويايه فليل
-اوكي..لا تعالي فليل ام محمد عازمتنا ع العشا
تعتدل: صددق؟ راشد هناك؟
نظرت إليها بتعجب..ترد: لا تطالعيني جي يعني بس سؤال اصلا مايهمني خلاص
كتمت ضحكتي: اوكي
لاحظت فضولها..التفت بلا حيلة: انزين اشحاله بخير؟
انفجرت ضحكاً على ملامحها..لم يليق عليها الرومانسيه والاهتمام!
بزعل متصنع: ليش تضحكين!
-شكلج يضحك
-جب جب, اصلا بس جي اسولف انا شو يخصني فيه, والله
-بقولج بس اول تقوليلي ليش تسألين
تشبك اصابعها: مادري هو..شوي جي..يعني حلو, ومن قلتيلي يسأل عني جي ارتحتله
-هييييييه..انا اقول البنت ليش متخبله! وبلا سوالف ارتحتله حبيتيه صح
تحمر خجلاً: شوي!
ضحكت من قلبي عليها: ههههههه..شيخو تعرفين بشو ذكرتيني! يوم فطوم ربيعتنا في الكلية يت وقالتلج اخوها يبا يخطبج هههه, كان شكلج بالضبط جي,
تضحك: لا اتذكريني, اميه شرشحتني يوم حنيت ابغيه, اونه خلصي دراستج وعقب عرسي..وعقب ما خلصت محد يا تقدم لي من نحاستي
حضنتها: فديتج انتي العيون كلها عليج اصلاً
بهبل: عيون منووووووو؟ هو صح؟ عينه علي قولي الصدق يلا لا تخشين عني اونج حركات عيايز ما تقولين
-انا لو عندي شي اصلا ما بقدر ايود لساني فلا تخافين!
-آآه, يعني افقد الأمل
-الامل موجود , خلي عندج ايمان وان شالله بيتحقق لج كل شي تبينه
تسرح: يليت, حتى ابويه بيشفى؟ تهقين بيرد لنا بالسلامه؟
-ان شالله, قولي يارب ! ما يرد القضاء الا الدعاء
تدس رأسها في الوسادة: يآرب!




لم يكن عيبنا يوماً إفصاح الأماني التي تنحفر في قلوبنـا , كل ما فهمناه من الآيام هو احترام شوائبها, خوفنا من الغد لم يعصم حقد الماضي وبقاياه فينا, بل موت الأحرف تحت ألسنتنا لسع الرغبة في قولها والراحة من ألمها..
الرحيل..قطار لابد لنا ركوبه..او توديع أحداً عند نوافذه, راضين أو مرغومين,
ولكنني خبأت الكلام في حلقي حتى لا أقسو على شيخة, نجامل البعض حتى نخفي الحقيقة, هي تعرف أن كل منا سيهجر الدنيا مخلف ورائه دموع وآهات, لكن اللا محالة تقطع أيدي المكتوفين!




محمد:
دخلت المكتب وبجانبي جمعه, واجهنا خالي وسلطان بالمكتب بجولون بانظارهم فيه!
منى تتقرب مني: يتريونك من ربع ساعة وقلت انك كنت فاجتماع بس..!
اشرت: ماعليه, مب مشكله
نظرت إليهم بانتصار: اهلا وسهلا,
سلطان يبتسم: يقولون عندك اجتماع مهم بوعمر, خير عسى بس ما تكون مشكله كبيره!
استغربت من لكنته الغير طبيعيه, يتكلم مثل ابيه تماماً,
رد عني جمعه: اووف فاتكم, اليوم تعاقدنا على مشروع مربح وبيكبر اسمنا في السوق ان شالله!
ينظران الى بعضهما, تقدمت من مكتبي وجلست: يلسو حياكم, شو تشربون!
خالي غاضب: انت من متى تعقد مشاريع بروحك بدون ما ترجع لي ولا ترجع لسلطان! يمكن احنا مب موافقين
ابتسمت من صغر عقله: استريح خالي, يمعه ييبلهم شي بارد يسرسح على جبودهم,
جمعه بسخريه: شي بارد؟ بس عدنا ثلج يبون؟
اخرجت صوت من انفي لأنني كتمت ضحكتي, انحرجت لان نظراتهم انقلبت !
خالي بعصبية: والله وطلعلك ريش ياحمود, احيدك اغبى واحد في صفك احين قمت اتدير شركة ومشاريع ما شالله! الله يرحم ابوك بس
وقفت:ويرحم الجميع, واذا ما عندك شي ثاني الله وياكم احنا مشغولين
سلطان لجمعه: هاه, استلمت مكاني يقولون! ان شالله بس راضي الحينه
جمعه: والله ما هان عليه الكرسي فاضي قلت بيلس عليه بجربه, وعيبني!
سلطان: تتهنى فيه, هاذي فرصة ويت لين عندك يا يموع!
جمعه: عالاقل انا فرصة وخذتها, بس انت الفرص كلها كانت جدامك سلطان, ماستغليت ولا وحده منهن
بغيض: مب انت اللي تعلمني شو اللي لازم اسويه, واحسن قرار اني رجعت للوالد وعرفت ان هناك مكاني!
نظرت الى عينيه مبتسم, سبحان مغير الأحوال!
انزل ناظريه ليخبأ ملامحه كأنني لا أعلم تلك النظرات, كل ماله ويحرج نفسه أكثر بأفعال لا تليق به كأنه طفلٌ مُلقّن !
خالي بيأس: يلا يابوك مشينا, اتطمنا شويه على حلال عمتك, عشان ما تلومنا اذا استوى شي وتقول نحن السبب,
جمعه: الله وياكم, لا تقطعونا!
جلست اتنفس الصعداء بعدما خرجو! احسست بالنفس توقف في رئتاي!
جمعه يربت على كتفي: لا تزعل,ماردهم بيعرفون جيمتك وبيرجعولك!
شبكت يداي ووضعتها على رأسي: انا اللي قاهربي سلطان يا يموع, سلطان اللي وقفت وياه وكبرت اسمه وقبل هذا كله عشت وياه, تشاركنا الاكل والنوم جي يسويبي! انا يغدر بي ويوقف ويا ابوه مع ان يدريبه انه حرامي, الله يا الدنيا بس,
جمعه: بس مهما استوى بيتم ابوه, بيوقف ويا منو اذا حزت الحزة, وبعدين انا مب مكفنك يا مسود الويه ولا مب تارس عينك
ضربت ذراعه: قوم قوم عني, مستوي حرمتي لازق فيني لزقه
يتصنع: حبيبي شو تبا اسويلك غدا
ضحكت: والله مالي نفس قوم لا اهفك
يبتعد ضاحكاً: هفني كفخني المهم كسبنا العملا وضمنا المشروع!
جلست بثقة: وربحنا خسارة غيرنا
يضرب كفيه: ويييه نسييييت!
التفت: شو؟
بجديه: نسييت اييبلهم ثلج!
انفجرت عليه: خسس الله عدوك مب وقت سخافتك
جمعه يضحك: ما جفت ويههم يا ريال هههههه اتقول طماطا
سمعت صوت الرنين وانا غارق ضحكاً, كانت منى:طويل العمر سيف برع يبغيك!
نظرت الى جمعه, ثم قلت: خليه يدخل
جمعه: سيف ولد خالك؟
اومأت برأسي وانا استغرب مجيئه لشركتي بعد فترة طويلة!
دخل مكتوف اليدين ومرسومة بوجهه علامات الحيرة والارتباك!
لطالما عرفت أن سيف مختلف عن اخوانه ,ولكن لا اعرف , احياناً اجد في وجهه حزن لا يفهمه أحد,
سلم وردينا السلام, جمعه: انا استأذن عيل,
وقفت: ايلس سواف, (جلست امامه) ها ياي زيارة ولا تبا واسطه مثل كل مرة!
بـ قلق: لا ها ولا ها, ييت اخبرك بشي وابا ادخل في الموضوع على طول,
حيرتني ملامحه, قلت: اي موضوع!
يشبك يديه: عن ابويه
تنهدت: كنت حاس, جوف سواف لا اتدخل نفسك بمشاكل ابوك جفت هاييج المرة شو سوابك, انا ادريبه شو يبا واعرف كيف اتعامل وياه حتى سلطان مرده يعرف غلطته, هم اهلي وانا مستحيل آذيهم!
ينظر إلي بنظرة مخيفة: جفت ابويه طالع من عندك, شو كان يبغي
-يتطمن على احوال الشركة على قولته
-بس كان معصب.. انته مسمعنه كم كلمه ؟
-هو استفزني
-وانته ليش ما سكت عنه لازم ترد,
-يبا يدمرني ويجوف الشركة اتطيح جدام عيونه عشان يرتاح, شو تبغيني اسوي
-تعرف انه مب جي بالعكس, كان يبا يفتح وياك صفحة يديدة ويشاركك بس انته ماعطيته مجال!
لم افهم مغزى عصبيته, سألته: ليش انت ما تعرفه كيف يرفع ضغط الواحد, وانت شو هامنك في الموضوع انا مب فاهم!
سكت قليلا , تغيرت ملامحه , لا زلت انتظر رده متعجباً من دفاعه!
-ابويه, ابويه مريض محمد!
توقفت لوهله, لم أستوعب ما يقصد, بهت في وجهه: كيف يعني
يكمل بقلق: هاذيج المرة يوم طاح مب عشان ضغطه, كان يتشكى من ويع راسه وزاد عليه وودوه المستشفى ..جافو تحاليله, كلها تبين شي واحد والدكاترة متأكدين منه, ابويه فيه ورم فراسه! (تدمع عينيه) انته ظلمته ومرضته انته السبب!




مريم:
عند الساعة الرابعة عصراً سمعت أنين عمر مع نغمات هاتفي الذي لم يتوقف..فتحت عيناي , استوعبت ان شيخة بجانبي, بيدها عمر تلاعبه وهو ينشد باسمي!
تجلسه امامها: خلااص حبيبي ماما راقده , بروحك مخرب رقادي يلا ايلس
عمر يركل: مااااامااااااااااا
جلست ببطئ: مسا النور
تعطيني عمر: يودي ولدج لا اخبق راسه واعلقه فالسقف!
حضنته: ههه حرام عليج
تنهض: مزعج مايخلي الآدمي يرقد, وتيلفونج حشر الدنيا شو ها اخر مرة ارقد هني
تذكرته وحملته, كل الاتصالات من محمد, خفت ان يكون في الخارج منذ مدة!
اتصلت به ورد على الفور: ألو ..
-انا اسفه كنت راقدة, انت وين
-لا عادي, يلا البسي انا عشر دقايق وبكون جدام الباب
-مم..عطني نص ساعه لأني بلبس عمر وانا ابا البس !
-ماعليه..خذي راحتج
كان يكلمني بجدية آلمتني بصمت..
تنهدت: مشكور!
سرحت أفكر بما حدث بالأمس!
اقسى حب يواجهه المرء هو الذي يصعب ان يفهمه, ويبعده اكثر من أن يقربه!
حب الذي تعرف انه يغلف حبك بقلبه ويبتعد حتى لا يجرحك, لم يكن صادق ومستقيم معك, ولا حتى لعوب كاذب!
نبهتني شيخة: انا مروحه, مريوم! تسمعيني
التفت: اسمعج حبيبي, يالسه!
-ادري انكم بتطلعون شو ايلسني.. بس ضروري اجوفج باجر تمام؟
-ليش ضروري, مابتسيرين تخلصين اوراقج
-نسيتي سالفة اختج!
ضربت جبهتي: ويييه, هاي بعد من وين طلعتلي انا ناقصتنها
تربت كتفي: ماعليه, على الاقل حالتج اهون من امج, الله يعينها بس
-امين, متى ايي باجر واجوفها ابا اتطمن عليها
-اطمني هي بخير, بس شاغلتنها عليو
حملت عمر: قوليلها انا بييبها من شعرها لا تحاتي
-زين, يلا فمان الله
-فمان الله حبيبتي سلمي
-يوصل!
قبل ان اغلق الباب, رمقت سيارة محمد عند الزاوية!
لم انتبه ان كان في السيارة أو لا , رجعت الغرفة ,حملت هاتفي واتصلت به
رد: هلا
خفق قلبي: ليش ما دخلت
هادئ: بنت عمج موجوده
-خلاص روحت, يلا تعال بدل
-ماشي وقت بيستوي المغرب, يلا اترياكم
-ما عليه بس بدل, ثيابك عليك من الصبح
يتنهد: ان شالله,
غليت لعمر الحليب واعطيته ,نزلت حتى افتح لـ محمد الباب, قبل ان أفتحه دخل!
تلاقت عيناي بعيناه وتوقفت الساعة أمامنا, لم أستطع تحريك عيناي عنه , كأنني اناجي رحمته وحنانه !
خطفني من دون ان يهمس بـحرف, لم استغرب من تجاهله , بل شعرت بذلك ..
لحقته انظاري قبل قدماي, هذا الرجل هيبته تسبق خطواته!
كل مافيه يعجبني, ولكن أعجابي به بدا متأخراً!
دخل غرفة عمر وذهبت أنا الى غرفتي لأبدل ملابسي, احببت شكلي بعد آخر لمسات المكياج !
ظليت على اعصابي حتى يرجع الغرفة ويبدي اعجابه بمظهري, مثل كل مرة.
تصنعت الانشغال حين سمعت بحته قريبة من الباب, دخل ببطئ وتأخر عند الباب!
التفت من الفضول لأعرف ماذا يفعل, استغربت من وضعه, مسند ظهره على الباب وسارح بعالم آخر..مشيت إليه: محمد, يلا بنتأخر!
يرمش: خلصتي؟
قلت: مخلصه بس بلبس عمر,
يخطفني: لبسته خلاص
مسكته من ذراعه: جوفني شوي ( نظر دون احساس) انت فيك شي؟
هز رأسه بـ لا وانزله, تقربت منه وحضنت وجهه بكفي
حتى شعرت بمقدمة انفه: حبيبي لا تخش عني, شو فيك!
يبلل شفاته: انا ,
اغمضت عيني: انت شو !
سكت, شعرت بنبضه بين يداي: انا فحياتي ظلمت احد!
رمقته خوفاً: شو !
نظر إلي وعيناه تحكي عنه مخاوفه: ردي عليي.. انا حقير صح!
رغم كامل استغرابي وقلقي من ملامحه همست:لا, انت احسن واحد فالدنيا هاذي كلها, انت حياتي ليش تقول جي!
اسقط رأسه على كتفي: بلى, لا تقصين عليه
لم اتحمل نبرته وملامحه البريئة كأنه عمر: حبيبي شو فيك, انت بخير!
هز بنعم ورأسه على كتفي, احببت قربه وارتعبت مما بجول في صدره, ما الذي جعله يتحول إلى انسان متأنب وضعيف هكذا,
سألته بفضول: صار شي وياك في الشركة, حد قالك شي ولا زعلك محمد كلمني
يبتعد فجأه: ولا شي, انسي !
ناديته: بس لحظه فهمني...
يقاطعني: شلي السويج وترييني فالسيارة ما بتأخر!
ليتني لم أسأله يا لغبائي, تمنيت لو يرجع لأحضاني لن اتكلم فقط سأستمتع بلحظاته, ضميت يداي حول كتفي اتحسس مكان رأسه, آه ليتك تعلم كم من الحب أكنه لك في صدري, ليتـك !
لبست عبائتـي وأخذت عمر الذي ينتظرنا بين العابه ينتابه الملل, فرح بي وتشبث بعنقي حتى لا اتركه, هو ومحمد يحملان نفس الرائحة, لذلك شعرت بأنه مازال عليّ لم يحمل رأسه, أشغلني أمره كثيراً لم يكن بهذا الضعف من قبل شيء ما كسره ,,




ركبت السيارة و فتحت التكييف, اسندت ظهري وانا اتمرجح بين أفكاري وتمتمات عمر!
بعد 10 دقائق طويلة ركب بجانبـي, لم استطع إبعاد عيني عنه!
هذه المرة لم احبس شهقتي, ارتدى بدلة جميلة جداً أخرجت جسمه بشكل جذاب!
ذبت بأنظاري ونسيت فمي مفتوحاً, نظر إلي مبتسماً رغم ملامحه: بلاج
هزيت رأسي بـ لا وانا ادور بنظري عليه, التفت عني لم يهمه شيء!
اقترحت: حبيبي,
-همم
-اذا انت تعبان, بلاها عادي نسير وقت ثاني
-لا تحاتين, مافيني شي
-بس انا ماحس بجي,
التفت لي: لا تخافين
ابتسمت, فاجأني: بعدين شو هالروج؟ امسحيه يلا!
عقدت حاجبي: روجي؟ بلاه خفيف
يأشر: احين ها خفيف جوفي في المنظرة كيف احمر
بدلع: يعني حبيبي سايرة بيت اهلك تباني اسير ميفنه!
-حطي شفاف مب لازم هالالوان, كله رياييل هناك
ضحكت على اسلوبه, كأنه رد على طبيعته!
كنت اتضايق من تدخله في لبسي ومظهري أما اليوم احسست بغيرته وخوفه!
كم أحبه يا الله, وكم اتمنى معرفة ما يضايقه لأخفف عنه بعضاً من همه, لكنه كتومُ جداً.
وضعت يداي على ذراعه وضغطت عليها, حضن كفي بكفه ومسح على يدي بدفأه!
لاحظت صمت عمر, اكتشفت أنه يتثائب ويغلبه النعاس!
شهقت: عمووور, الحين بترقد؟؟؟
نظر إليه: بابا ! قوم لا ترقد بنسير عند يدوه..
هز عمر رأسه ببطئ اضحكنا على شكله, خفق قلبي من بحة ضحكته التي أخذت أنفاسي ,
وصلنـا عند البـاب, استقبلتنا هند التـي سمعت زمر السيارة لفتح الباب!
كانت بكامل أناقتها كأن سيتقدم لها احداً, ذكرتني بعلياء المجنونة ,
فتحت بابي: هلاااا والله , حباااااايبي اشتقتلكم
تفاجأت من اسلوبها العادي معي, سلمت عليها: واحنا بعد
ركضت إلى باب محمد فتحته وانقضت عليه: حبيييييبي انا ولهت عليك وايد وايد وايد وايد
يبعدها: زين زين انا بعد قومي زغدتيني
تقفز: والله خلكم عدنا لا اتروحون الله يخليييكم بليزز بليز
يهز رأسه ليتخلص منها: ان شالله
تركض الى الصاله: اااااللللللله بسير اخبببر اممميه
كنت واقفة اتلفت منتظرة نزول محمد, اسندت رأس عمر على صدري وانظر حولي
سمعته: سيري داخل, انا بمر بيت خالي شوي
تيقنت من صوته بأنه ينوي على شيء: شو بتسوي!
هز كتفه: ماعرف, بسلم عليه
تقربت: تعال وياي اول ,خل امك تجوفك وسلم عليها وعقب سير, احسن
فكر قليلاً, ارتحت لأنه نزل واغلق السيارة, مسك يدي: يلا
كأنه من الاساس متردد بذهابه الى بيت خاله, على الأقل تخلص من مشكلة كانت ممكن ان تحدث..رغم نوايا محمد الحسنة فإن خاله لا يقدّر ولا يقبل منه شيء!
تعوذت من ابليس عندما دخلنا الصالة وخرجت بوجهنا عفراء, متزينه ولكنه لم يعيرها اهتمام, تنظر بشراهه كأنها ستأكل محمد بعينيها اكلاً,
لا ألومها فجاذبيته اليوم مختلفة عن باقي الأيام, احسسته أميري ولا سيكون أميراً لغيري هذا المساء!
سلمت عليها بكبرياء: اشحالج!
بنصف ابتسامه: يسرج حالي!
تحاول مداعبة عمر: تعال عندي يا بطل
عمر يرفض: هوووا
خرجت أمامنا خالتي مبتسمه: يييتو فدييتكم, دشو دشو حياكم !
تقدمت: مشكورة خالو
لاحظت جمود محمد بمكانه, سحبته: تعال
انتبه لي, نظر الى امه وتقدم منها, بكت على الفور واحتضنته: تعال عندي, فديت ريحتك يالغالي جذي تقطع امك يا حمود وما تييني
هند: اميه الريال بيصك الثلاثين وبعدج تزقرينه حمود
عفرا: خليها اتدلعه يستاهل
اشمئزيت من صوتها..
تحضنه اكثر: بيتم فعيوني صغيير ما بيكبر!
محمد: فديتج انا اسف
تمسح دموعها وتنظر الي والى عمر, تقدمت منا: وانتو بعد ياويلكم اذا قلتو بنطلع من البيت خلاص تعودت عليكم
هند تسحب عفرا وتنقض علينا: يلا يلا حضن جمااعي
ضحكنا عليها, لفيت بأنظاري على محمد واقف بعيداً وشارد بذهنه نحو مكان آخر, اختفت البسمة من شفتاي واعتراني الخوف, ما الذي اصابه يا ترى, ربما ذهابه الى بيت خاله له سبب في ذلك.

دخلن من ورائنا ام عزيز وميرة وغاية, فرحت برؤية غاية لأنني فعلاً اشتقت لها ووددت لو اعرف ما أخبارها,
نظرت إلى عمر بحب: فديييييييييتو انا اللي ولهت علييييييه! تعال تعال
مد لها يديه لأنه يعرفها, احتضنته وسلمت علي: فديتكم لكم وحشه
ابتسمت: واحنا اكثر حبيبتي (سألتها) عيل مها وين
غاية: امها ردت من السفر ويالسين وياها,
- اها!
رمقتنـي بنظرة فهمت انـها تريـد ان تقول لي شيئاً, واعطتني عمر !
ميرا خطفتها لتسلم علي: عاش من جافكم, محلووه مريوم
-عاشت ايامج مشكورة
ام عزيز تتقدم منا: هلا والله تو ما نور المكان!
محمد : بنورج
ام عزيز: عاد جذي طلعتو من البيت وموتو اختي حسرة قامت تلعي باسمكم ليل ونهار
ام محمد: والله يوم بيعرس عزوز ويطلع من البيت ذيج الساعه بجوفج كيف بتتحميلن فراقه
تضع يدها على صدرها: فال الله ولا فالج اصلا بعده صغير,
جلست بقربه وفسخت الشيلة, فليت شعري والعيون نحوي,
التف إلي وهمس: البسيها
استغربت: ليش !
بحدة: اي حد من الاولاد يدش على غفلة بيجوفج جي
تنهدت ورجعت لبستها بضيق, عكر مزاجي معه!
عفرا لاحظت ما حدث, نطقت بسخريه: مريم عقي شيلتج محد غريب هني, ولا يمكن حسيتي نفسج غريبة؟
سكت ولعنتها في قلبي ألف لعنة, انتظرت محمد ليدافع عنـي ولكن عقله لم يكن معنا ابداً, حزّ في نفسي انه لم يعبرني ولم يرد عليها, سكت حتى لا تبدأ المشاكل ويسوء الجو !
ام عزيز: صدقها عفرو حبيبتي عقي شيلتج محد غريب
غاية: مريوم حياويه خلوها
ميرا:امايه اخليهم يحطون العشا؟ يوعانه
هند: صبري عنبو خل ياخذون نفس بلاج لحفة
ميرا: اففف
خالتي: اقوللكم بدال هالهذربان سيرو ساعدو البشكارة اتجهز العشا
ميرا تقف: انا بسير يسس
خالتي: لالالا يسي انتي ادريبج بتلهفين نص الاكل
هندو: وووووواهههههه
عفرا: ليش مستعيلين اصبرو, محمد مبين عليه تعبان خلوه يرتاح اول!
قربني منه وهمس بأذني: انا بطلع شوي
التفت وسط انظار عفرا: وين!
يقبل عمر: شوي وبرد
شعرت بالغربة عندما ابتعد: اسمحولي,
خالتي: وين بتسير توك ياي
- ما بطلع هني عند الشباب
ام عزيز: اذا جفت عزوز قوله لا يطلع بيتعشى هني
محمد: ان شالله
عفرا تقف: انا بسير المطبخ بساعد البشكارة
هند: بيي وياج
حقيرة, تريد أن تلحق بمحمد وتختلي به!
ساسرت ميرا غاية, وهزت غاية رأسها بلا حول ولا قوة, أي لست انا فقط من لاحظ ذلك!
سألتني خالتي: مريم اشحال امج وخواتج,
بلعت ريقي من القهر: كلهم بخير خالو
-اختج عليا طلعت نسبتها؟
بصراحة لا اعرف ان خرجت او لا, لم اسأل عنها منذ فترة!
كذبت: لا بعدها
-ويه..ليش دخلنا شهر 8 وبعدهم النتايج؟ باقي كمن يوم وبيدش علينا رمضان
ام عزيز تنقذني: هيه ترى مخلصين آخر سته ما مداهم, هاذي بنت ام خالد يحليلها لين الحين ماتدري عن نتيجتها!
غاية تأشر علي: ليش تسيرين بعيد جدامج الأبله
ام عزيز: هيه صح نسيت هههه يحليلج
ابتسمت بملامح ضيق, كان عقلي مشغول بما أصاب محمد, وما تفعله الحية عفرا الآن ,
خالتي: سمعت تبين تستقيلين صدق بنتي!
تنهدت: هي خالو, عمر بروحه في البيت ومليت من التدريس
ميرا: صدقها انا ماصدقت اطلع من المدرسة بعد اردلها!
غاية: شو فيها بالعكس حلو شغل المُدرسة بس شوي تعب
ميرا: الله يخليج لو يخلصن الوظايف!
لاحظت عمر النائم بين احضانـي, همست بأذنه: ماما, قوم حبيبي لا ترقد الحين, عمر قوم يلا,
خالتي تتقدم لتحمله: فديته هذا الحلو انا ولهانه علييه, خوفنا عليه وايد يوم طاح الله يسامحج وين كنتي عنه
شعرت بعاتبها كان لطيفاً ولكنه موجع, لأنني لم اتركه عمداً لو تعلم ابنها ماذا فعل فيني يومها!
قلت: موجوده بس هو ماشالله بدا يمشي, الحمدلله مرت على خير
خالتي: الحمدلله,
ام عزيز: عيل بنسويله نثور شرايج خويتي
خالتي: ماعندي ماانع هذا حفيدي الوحيد اعطيه عيوني
ميرا: سووله بارتي
غاية: ليش عيد ميلاد هو!
خالتي: مادري ميرو من وين اتطلع هالفناتك!
مر ما يقارب الساعة وهم يلفون ويدورون حول موضوع واحد, أصابني الملل والأرهاق, هند تدخل وتخرج ولا اثر لعفرا قلبي يدق ولا اتحمل الجلوس اكثر من ذلك, الغيرة تشتعل بقلبي كلما مر الوقت,
تذكرت أمر غاية, اشرت إليها بهمس: تعالي
جلست بجانبي: هلا !
-هاا اشحالج ! طمنيني
متردده: انا بخير
-الحمدلله..شو استوى عن موضوع ريلج؟
-اممم, يعني انتي مب زعلانه مني!
ابتسمت: انتي بعدج تتحريني زعلانه! والله مافي قلبي شي عليج, بس كنت معصبة وقتها
اعتدلت براحة: هممم ريحتيني ,كم مرة اقول بتصل فيج ضايجه بس اخاف تنزعجين واتراجع!
ضغطت على عيناي: زعلتيني بس بطوفها ,يلا قوليلي على شو رسيتو؟
ميرا تتكتف: انتو شو تقولون!
لم تعيرها اهتمام ,اكملت بحماسه: الله يسلمج, عقب ما خبرتج بيومين يا عندي..اول شي خفت افاتحه بالسالفة وتميت احاتي اذا قلتله شو بيستوي ويمكن تصير مشكله, عقب قلت انا مابعيش وياه جذي لازم اتكلم!
باندماج: انزين !
-يلست متحررقصه , ما رمست موليه هو حس ان فيني شي و لف ويهي صوبه..قال شو فيج احسج مضايجه, جنه شغل الونان عندي, صحت وقلتله مضايجه منك وحاطه فخاطري اشيا وايد بس ساكته وانت فيك وفيك , وهو يطالعني جنه بقره جايفه حريجه!
-هههههه
-من يبت له طاري ميرو تم يبرر, اونه لا وانتي فاهمه غلط قلتله اشكره جدام عيوني وتمدحها جدامي جنها هي اللي بتاخذك, قال لا والله اني احبج واباج انتي..بس مادري ماصدقته!
-يعني ماخبرتي اهلج
-لا قلت ما بدخلهم في السالفة, بس من عقب ماكلمته شوي اهتم وقام يمدحني..
بس بعدني متردده مريوم ..
-استخيري غايو لا تسوين شي انتي ماتبغينه..
-استخرت كم مرة بس ماعرف لين الحين مب متأكدة, واخاف اسوي شي اندم عليه..والله مادري
بتمعن: هممم..زين فكري..غمضي عيونج , جوفي انتي بداخلج اذا هديتيه بترتاحين, ولا اذا تميتي وياه!
اغمضت عيناها واخذت نفس عميق, تغيرت ملامحها كأنها أخذت مسارات عديدة للتفكير, كانت خالتي تناديها وهي في عالم آخر, بدا الجميع يلاحظها!
حتى فتحت عيناها ببطئ, وهمست: ماباه,
خالتي على الفور: غااايو؟ ارمسج انا!
مازالت تنظر إلي , وتبتسم فرحـاً..ارتحت بداخلي لأنني ساعدتها في اتخاذ قرارها
خالتي لغاية:سيري قوليلهم العشا جاهز؟
غاية تقف: انا بسير الحمام شوي
خالتي: افف ميرو قوومي
استغليت الموقف: انا بسير!
وقفت واجلستني: يسي انتي مااا تتحركين يلا , اليوم مدلعينكم نحنا فديتج فزي ميرو
ميرا تلعب بهاتفها: لحظه شوي
ام عزيز: ميرو ماتسمعين
ميرا لاهية تماما: ويت ويت
وقفت: ماعليه خالو انا مب غريبة وبالمرة بمشي تعبت من اليلسه
خالتي: على راحتج حبيبتي, بحط عمر في سريره فحجرة هنوده عيل
قلت: تمام, عن أذنكم
خرجت من الصالة وعدلت غطاء رأسي ,
تذكرت عفرا كيف لحقت بمحمد, مشيت للمطبخ لأتأكد من وجودها, كما توقعت لم القاها!
وجدت هند لاهية في تحضير العصائر, مشيت قبل ان تلاحظني واصدمت براشد أمامي
ابتعدت بسرعه: اوه آسفه
راشد: لا عادي افا عليج
خفق قلبي عندما التقت عيني بعين محمد بجانبه,
كأنه كائن من عالم آخر لا يشعر بمن حوله!
راشد: بلاج مضيعه حد ههه
ابتسمت بهدوء: لا بس ما جفتك
يفرد يديه: شو مرت اخوي محلوة اليوم!
انزلت رأسي على الفور: مشكور!
رمقه محمد بنظرات أخافته
راشد بأسف: انا آسف
سينهكني محمد تحقيق بسبب كلامه يا آلهي!
بنبرة جدية: ليش طالعة
بلعت ريقي: كنت بساعدهم في المطبخ!
يأشر برأسه: خلاص ردي داخل

هزيت رأسي ومشيت عنهم, سمعت هند من المطبخ: تعالي ميرو , ولا عفرو منو انتي!
التفت: هاي انا
- أوه سوري افف ابا حد يساعدني ازقريلي عفرا الله يخليج!
تقدمت: خلاص انا بساعدج
خطفت محمد وتحاشيت النظر إليه , وحتى إلى راشد رغم أنني انتظر الفرصة لأكلمه عن موضوع شيخة, وددت لو أفاتحه الآن ولكن وجود محمد غير رأيي!
هند: رشود ليش واقف انا ما طرشتك تييب حلويات ماتسمع
راشد: مب متفيج سيري انتي
هند: لا والله!
محمد: خلاص انا بسير
تفاجأت بعفرا لا أعرف اين خرجت: انا بيي وياك بساعدك
وصلت حدي, التفيت على الفور وشرار عيناي يتطاير, لاحظ محمد ذلك
وقال: لا بسير بروحي!
مشى مبتعداً لم يسمح لها بالحديث, ارتحت بقلبي على الأقل تأكدت انه يتجاهلها من أجلي, ولا يهتم لها من البداية!
بان الحزن بعينيها, وابتسمت عيناي: تعالي عفرا ساعدينا
نظرت إلي بغيض واتجهت للـصالة, لم تنطق هند بشيء
راشد يتقدم: يلا متى بتخلصوون يوعان!
فكرت ان احدثه الآن بما أن محمد خرج,
خرجت من المطبخ: دقيقه هنوده بجوف عمر
تجهز الطعام: خذي راحتج حبي
مشيت ووقفت عند زاوية قريبة, أشرت إلى راشد واستغرب, اشر على نفسه كأنه يقول أنا؟ وهزيت رأسي بنعم..
مشى إلي وهمس: ها
توترت: آسفه عاللي استوى توه
يتنفس الصعداء: زيغتيني عشان جي زاقرتني, ماعندج سالفه
-لا, مب عشان جي..عندي موضوع ابا اقولك اياه
ابتسم بسرعه: صدق ,
انصدمت كأنه يعلم ماذا سأقول,
-هيه بس مابا حد يعرف الحين,
-هممم, جوفي الصدفه
-اي صدفه
-انا بعد عندي موضوع وياج, بس مب الحين عقب العشا
عقدت حاجبي: زين قول لي عن شو
يرجع للوراء: شي يخصني
غمز لي وابتعد, لم أصدق نفسي, ضحكت بمكاني من المفاجأة, اسيفاتحني بموضوع شيخة ! جد انها صدفة غريبة..
هند تخرج من المطبخ: وااااي ابا اسير ابدل ثيابي, ريحتي مطابخ اف اف
-هههه تعطري
-اتعطر عشان تستوي ريحتي مكس!
-ههههههههههههه
-الله يخليج بس ساعدي هذي الخبله سلينو لين ارجع بس شوي
-ان شالله




رجعت الى المطبخ, على القليل لا توجد به ضجة مثل الصالة , واستطيع تقليب افكاري على قدر النار براحتي..ساعدتها في تحضير الطاولة وترتيبها لأشغل نفسي عن محمد , لا اتمالك نفسـي حتى يرجع واسقط بحضانه مرةً اخرى كالريشة!
وضعت آخر إناء على الطاولة,
رحمتني سلينا: ماما خلاس رووح انا يسوي
غسلت يدي: اوكي
خرجت من المطبخ, انشف يداي و الفّ الشيلة جيداً,
دخلت الصالة لأجلس معهم, وظهرت بوجهـي عفرا: خلصتي
لم أقف: خلصت
توقفت امامي: واو, شكلج مرفهه ومرتاحه ع الاخير
نصفت ابتسامتي: كيف ما ارتاح وحبيبي وياي!
بسخرية: هه, قولي انج متمكيجه عشان تغطين ملامح الحزن بويهج!
رفعت حاجبي: بالله؟ تحللين شخصيات بعد موهبه حلوة,
تتكتف: لا تتحسبين محد لاحظ كيف كان محمد يهزبج قبل شوي, وكيف لابسنج وانتي تتلزقين فيه
بلعت ريقي: والله بااين وواضح مثل الشمس من اللي يحاول يتلزق, انا ما اخذ اذن من حد ولا راي حد عشان اكلم ريلي او المسه, وفوق هذا قلبه لي انا..بس غيري يحاول بكل الطرق يجرب منه وللأسف يفشل
بتهجم: مايحبج لا اتصدقين عمرج واايد, انتي وحدة ماصخة على اتفه الاسباب والمشاكل تركضين بيت اهلج تتحرينه بيلحقج كل يوم؟
حاولت اخطفها: مايخصج, قومي عن ويهي
تمسكني: يخصصني لانه يهمني , و مرده يعرف طينتج!
بعدتها بقوة: هدددديني
هند من خلفنا: انتوو ايييه, خفو حسكم شو بلاكم!
مازلت ارمقها بنظرة تحدّ, سحبتها هند: تعالي عفروه شو تسوين مب وقتج!
تهز رأسها: ماعليه, انا اراويج
بحدة: بنجوووف
هند بعصبية: خلاص, امشي انتي بعد
نظرت اليها بأسدية حتى اختفت من امامي, هرولت على الفور إلى الخارج, هذا ما كان ينقصني, وحدة مثلها تهددنـي وتتدخل بحيـاتي!
رجعت عند زاوية المطبخ لأهدأ نفسي , لا أعلم لماذا تهتم بأمر رجل متزوج وكيف تحشر نفسها بمشاكلنا وكأنها تعلم بكل شيء..
لم اعد افهم, حتى محمد لا يقول لي ما مشكلته يجعلني اشك به بسبب سكوته!
غطيت وجهـي بيداي أمسح بقايا ما حدث, توترت أكثر, اريد الرجوع للبيت لا احتمل هذه الليلة برمّتها !
اعتميت بالهدوء المتراكم حولي وسط دمس الظلام!
.. حتى سمعت: كل زين اشاهده وانتم بعيد, منوتي ليتك معي!
دق قلبي بقوة, انزلت يداي ببطئ,
شهقت: عبدالله
هادئ: تذكرين, كانت اغنيتنا المفضلة, دوم نسمعها في اسكوتلند!
رجعت أكثر: شو تبغي مني
بحب وعطف: لا تخافين, مابسويبج شي
بارتجاف: لا تتقرب مني.. خلك بعيد عبدالله
توقف مكانه..تغيرت نظراته الى انكسار: ليش
مرتعبه: الله يخليك , روح من هني
ينظر إلي: محد غيرنا في الحوي من بيجوفنا, لا تخافين انا مب ياي آذيج
مختنقة الحروف: انت أذيتني بما فيه الكفاية
بحنية: انا بعدني احبج, كل شي اسويه عشان اكون على الاقل قربج
تمالكت نفسي: مابا حبك, مابا منك شي بس اطلع من حياتي
يتقدم: ليش مريم, انا شو سويت, كنت وفيّ معاج ومأمن سرج بقلبي, ولا عمري غلطت وياج شو استوى
انزلت نظري وانا احفر في الجدار من التوتر: انت تقربت من هالعايله عشان توصلني, ابتعد عنهم لان اذا عرفو ما بيرحمونك
يتقدم اكثر: ما يهموني, مدام انهم وسيلة عشان اوصل لغايتي , عشان اوصل لج
همست: انت ولا شي بحياتي, ولا شي
توقف, كأنني جرحته: افا, نسيتي! نسيتي كل شي بهالسهوله
يسرح بوجهي وبيننا سنتيمترات قليله: ما تذكرين شي مول, كيف كنتي تطلعين من دوامج بسرعه عشان تركضين لاحضاني, تتشكين لي من اليهال ومن ريلج.. تسولفين وما تسكتين وانا بس اشبع نفسي بأنفاسج, تضحكين وتموتني ضحكتج..تقوليلي أحبك كل ما جفتيني وتمنيني بقربج!
اغمضت عيناي, اجتاحني خوف يغلبه الوجع..
وجهه أرجعني لشهور مضت ودعستها برجلي!
همس بإذني: ما كنتي جي, شو اللي غيّرج حبيبي!
ادمعت بصمت يحرقني: روح, الله يخليك
انتبه لنفسه: اسف, ما كنت ادري انج ما تتحملين قربي
ابتعد ببطئ, بـلحظه حرك الريـح خصلات شعري وبهـت بي..ابتسم بحزن واضح, التفت عنه حتى لا يأثر بي!
و بـثوان ,أتى ما لم اتوقعه: السلام عليكم!
رفعت رأسي, صبي مقتبل العمر, يحمل بظهره حقيبة صغيرة, رأيته من قبل ولكن لم اتذكر من يكون!
عبدالله بارتباك: هلا, هلا بطوي, متى رديت من السفر!
اسرعت نبضاتي في صدري من الرعبة, بدا على وجهه علامات التعجب, ينظر إلي تارة و إلى عبدالله تارة أخرى, كأنه يسأل بـعينيه ألف سؤال,
انحرجت من مظهري .. وتثاقلت رجلي
بطي: اهلين (باستغراب) ليش واقفين برع
عبدالله يهز كتفه : ماشي نسولف
يراني: هاذي منو
برد كل عرق فيني عندما مسك عبدالله يدي و رد بثقة: هاي زوجتي
وقعت كلماته عليّ كالصاعقه,تجمدت مكاني واصابني الدوار,
لم استطع رؤية وجه بطي, تشبثت بيديه حتى لا اسقط..
لا اشعر بقدماي من الصدمة!
وضعني الحقير في موقف, لا اظن انني سأخرج منه بعد اليوم!






,,
كـل زيـن اشآهده وانتـم بعيـد
منـوتي ليتــك معــي!
وآن سهـرت الليل آهوجس بك وآعيـد
هـلّ لجلـك مدمعـي !
آنـت هـاجس خآطري, وآنت فرحة نـآظري
يآقريب ويـآ بعيـد ,فيـك آمسـي وحـآضري . . !



__DEFINE_LIKE_SHARE__





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 28-04-16 الساعة 06:17 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-04-16, 06:28 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

,,










20



,,



أحـيي آحـلامك, وآقتـل آحلـى آحلامـي وآكبـرهـا
آفتـح لنفسـك نافـذة جديـدة, وآغلـق فـيني كـل النوآفذ
آكتـب فـي نفـسك عنـوان جديـد, وآقلـب فـيني آخر صفحـة ..



مريم
توغّل الخـوف فـي صدري وهمست: عبدالله, هدنـي
اشتد استغراب بطـي من لكنتي وتقدم: انتي مرته؟
كـان الرد عند أول فتحات فمي ,وتكلم عبدالله: يعني بتقولك لا؟ انت شي مستوي بعقلك عقب السفر شكلك,
نظـر باستحواج إلى أجابة , لأن ملامحي لم تدل على ارتباط الفرح والارتياح بالموقـف!
رجع للوراء : زين, مبروك!
عبدالله يشق ابتسامته: الله يبارك فيك , قول حق ابوك انا شوي وياي
هز رأسه وابتعد, اعـتراني شعور غريبٍ بالغربـة !
تركت يديه بغيـض يأكلني: انت شو سويت!
التـف بثقه: اللي لازم يستوي,
جلست عند أقرب دكة ويداي على رأسي نادبة: انت خربت كل شي!! يا الله شو بيستوي الحين, لو عرف محمد ! انت ما فكرت فيني كيف اتصرف الحيين كيف
يجلـس امامي: تقدرين تسوين الف شغله بس انتي بعدج يالسه, قومي خذي ولدج الحين وتعالي ويايه البيت, واطلبي الطلاق من هاك و عيشي وياي انا,, لاني اباج..ولو حصل هالموقف الف مره برد اعيد نفس الحركه, لاني ابا استغل كل فرصه ترجعج لي مريم كل الفرص!
عصرت قبضتي على ملابسي من الاختناق: انته مينون,
يهزني من كتفي: مينون لأني اباج لي بروحي؟ ولا لأني رضيت في وحده صاحبة قلبين! مينون لاني قررت ارجع لج رغم انج متزوجه ولا لاني ابا ارد وحده لعبت فيني وخلتني اتعلق فيها وعقب عطتني ظهرها!
اغمضت عيناي بشدة تحرقني, وتركل مشاعري الدافنة: اسكت, مابا اسمع شي!
بجنون: كل اللي صار انتي بديتيه كل شي! بس انا اللي بنهيه تفهمين؟ مب على كيفج تدخلين حياتي وتطلعين منها بالساهل مب انا اللي ارضى بهالشي , ولا عمري برضى لين تكونين لي انا, هي نعم, احب التملك, واحب املك كل شي اتمناه!
رفعت رأسي ببطئ: بس انا ماحبك! احب محمد وابا اعيش وياه هووو
تغـيرت نظرتـه فجأه, تركني, ابتعد قليلاً كأنني كهربتـه: جذابه.. انتي تسوين جي بس تبين تعاقبيني لاني خذتج غصبن عنج هذاك اليوم, انتي تحبيني بس تكابرين تبين....
جمعت قواي وقاطعته: احب ريلي واموت فيه من اول يوم تزوجنا, قصتي وياك كانت غلطه ! وفعمري كله اللي راح واللي ياي ما بعيدها وبتم ندمانه عليها..اطلع من حياتي عاد (وقفت) اطلع عبدالله!
منكسـر: بس , مريم, عألاقل عطيني فرصه , او , عطيني سبب!
لـم أحتمل نبرته تساقطت دمعاتي كقطع الثلج الهاوية, شعرت بنبض قلبي يشفق على وجهه ومـاضيه , مـر كل شيء أمامي كأنني التقطت صوَره بالأمـس,
همست: روح, روح من هني!
لم يعلم, انني خرجت عن مألوفه من زمان, وحتى الرجوع له كالرجوع للفراغ لأنه لم يمتلك قلبي يوماً,
وقف مكانه يتأمل ما بقي , وما حكي, وبينما أنا اجمع شتات البقاء والحكي.,
طل امامنا عزيز, شعرت بالارتياح, ولكن على وجهه ملامح غير العادة, ونظراته لي تدل على الغضب!
تقدم يكلم عبدالله السارح: عبود! شو تسوي هني
انتبه عبدالله له, صد علي ثم عليه: ولا شي, ييت اسلم
عزيز بجدية: على منو! مافي حد هني تعرفه عشان تسلم عليه
يتهرب: انا راد الميلس
مسكه من ذراعه وتوتر عبدالله: اول رد عليه شو كنت تسوي هني!
بلل شفاته يبحث عن رد: قلتلك ياي اسلم بلاك عزوز تحقيق هو
نظر إلي عزيز .. ثم التفت إليه: خالي يدورك, سير
اومـأ عبدالله وخطفنا, و ضراوتـه لم تتـرمد, رمى علي جمرة من عينيه وذهب!
تقدم عزيز مني وانا احاول المضي لأهرب,
استوقفني: مريم,
جمدت راسي حتى لا التفت: هلا عزيز
سكت قليلاً, سأل: شو كان يبا منج؟ ممكن اعرف
-ماشي
-عيل ليش واقف وياج وبروحكم
-ما وقف وياي
-ليش واقف وياج مريم
-قلتلك مب وياي
-خلاص, عيل انا بقول حق محمد انه كنتو واقفين بروحكم فالحوي وهو يتصرف
بسرعه: لا, الا محمد
ابتسم: ليش
ضميت شفاتي لأخبأ الرد, وتنهد بصوت عالي: ليش ما تبين محمد يعرف, لأنه يدري بعلاقتج انتي وعبدالله صح..انا سمعت كل شي مريم
هنـا , اوقفنا الزمن لدقائـق, لـنسمع صوت انفاسنـا..
ايقنت, ان شكه كان يقين, وشكوكنا ظن, شكه بنا كان واضح و ظنُّنا بأن لا احد يعلم بنا انا وعبدالله, كانت غلطة فادحة!
هزيت راسي: انت شو تقول, اي علاقه عزيز
بغضب: انا مب غبي , اصلا كل شي واضح..الكل كان مستغرب من علاقة محمد بعبدالله بس محد غيري عرف السبب.. من هذاك اليوم اللي سمعتكم تتضاربون الفجر وطلعتي من البيت عرفت ان بينج وبين عبدالله شي, واليوم اثبتو لي!
كنـت بمـوقف لا أُحسد عليه بتاتاً..دارت الدنيا فيني وانا بمكاني,
حتـى لم اشعر بـالباب انفتح خلفي وخرجـن عفـراء والخادمة خلفي..
سمعتها: يلا سيري حطي ها فالثلاجـه (كأنها لمحتنا) انتو شو تسوون برع بروحكم
عزيز يراها: ولا شي, كانت تسأل عن محمد
بلعت ريقي و انزلت رأسـي..
تتكتف: تعال امي تسأل عنك
عزيز: انزين
بقيت قليلاً ترمقنا, ثم دخلت ..
خجـلت من عزيز كثيراً ..ولو ان معرفتي به لم تكن بعيدة , ولا يربطني به شيء ولكنه منذ اليوم الاول شعرت به كالاخ الذي لم احظى بوجوده في حياتي, هو وراشد.. رؤيته لي كأنني سافلة آلمتنـي كثيراً !
عزيز بحسرة: ما توقعتها منج, والله كنت اجوفج غير عن جي
بررت بهدوء: انا مالي خص, احلفلك اني بعيده عنه هو اللي مب مخليني فحالي عزيز ,واالله اني احب محمد واحب ولدي ومالي غيرهم!
اغمضت عيني وترجيته اكثر, وهو واقفٌ كالجبل: دخييلك لا تخبر محمد, الله يخليك
همس بوضوح: انتي تدرين ان محمد كان اعز واحد بين اخوانه عند ابوه, من كثر ما يحبه كان يوديه كل مكان بس عشان يكون جدامه..حبه وايد وايد ,كنت اشتاق لأبوي الله يرحمه بسبب علاقة عمي عمر بولده..ما تتخيلين لأي درجه خاف عليه, لدرجة انه دعى جدامنا كلنا بأن اللي يضر محمد ينضر مثل ما ضره, وهذا انتي تتعذبين, وخالي يتعذب وعبدالله!!
وضعت يداي على فمه دون احساس: بس عزيز لا تكمممل, قلتلك حلفتلك ما سويت شي والله اني مظلومه وكل اللي استوى جدامك عبدالله السبب فيه !!
فاجأتنا عفرا من خلفي, فتحت الباب بسرعه وهجمت علي: انتي شو تبين من اخوي ها؟ شحقه تسكتينه شو مسويه ارمسي !
مسكها عزيز: خفي حسج وسيري داخل بسرعه
تصر: ما بسير ابا اعرف هاي شو مشكلتها؟ جفتها من الجامه تحط ايدها على حلجك شو كنت تقول ها واصلا كيف تتجرأ؟ انا اراويج يالخمه
مسكت ذراعي, صرخت ودفعها عزيز: قلتلج سيري داخل ماااااااايخصج! يلاا
التفت بعيداً وخبأت وجهي بين يداي, شعرت بألم في صدري من الاختناق!
خرجن غاية وهند يلتقطن انفاسهن..
هند: ايه! بلاكم جي شـو مستوي..عزيز شو السالفه؟
غاية تمسكني: مريوم بلاج, ردي عليه انتي بخير
هزيت رأسي وضمتني إليها: هاي اكيد عفرو !
هند تشد عفرا: تعااالي انتي داخل عن المشاكل ما اتوبين!
عفرا تبتعد: هدووني , خلها تتأدب
عزيز: انتي شو مشكلتج وياها ها؟
سكتت تنظر اليه بخوف,
علّى صوته: ماتردييييين!
هند: ماافيها شي عزيز لا تسوون مشاكل احيين
عزيز كأنه يكلمني: انا ساير, حسابنا ما خلص!
عفرا: ليش شو سويت احين طلعت انا الغلطانه ؟
هند تسحبها: دشي داخل عن الفضايح والله انج مب صاحيه
عفرا تدخل وتتوعد: ماعليه ما بطوفها لج..
لم اخف من عزيز ولا عفرا, ولم ارتعد,
هي فقط الحقيقة كانت مؤلمة, عندما بدأ سيل الاكاذيب يتوقف وحبله ينقطع لأننـي شديت عليه كثيراً !
غايه بنبرة غبن: انتي بخير مريوم شو سوت فيج؟
مسكت نفسي: ولا شي حبيبتي..ابا اسير اغسل ويهي
ما زلت غاطسة تحت امواج ما حدث , شيء مخجل!
كل ما يمر ببالي الان هو موقف محمد اذا اخبره عزيز ما رأى, وكيف سأبرر له, يكفي ان بينـي وبـينه شعرة ممكن ان تسقط في أي وقت ..

حبيبي الأصدق الأكذب..
تعبت اوصل شواطئ طبعك الأعذب..
تعبت اجمع الم كل الموادع في الموانئ واحضن اطيافك..
تعبت السهد في ليل الشوارع والثواني تنطر مصابك..
تعبت الظلم واجحافك..
بقايا زيف اشواقي..
سما أمطار أحداقي..
شبيه الريح وش باقي..

جلست بينهم كالمخدرة لا اسمع احداً ولا اكلم احد,
محمد اختفى لم يرجع منذ خروجه,
وعينا عفرا ستلتهمني من الغيض,
وبوجوه هند وغاية تساؤلات تبوح احياناً واحياناً اخرى تواري ..
حتى نهضت خالتي : يلا حبايبي العشى جاهز, قومو بسرعه لا تتسحبون
كنت سأقف ولكنها أشرت لي بالجلوس, كأنها تريد ان تقول لي شيئاً
كلمَت ميرا التي لا زالت تعبث بهاتفها: ميرو يلا عشى ودري ها من ايدج
حملت غاية عمر: بشله وياي هذا الحلوو
اومأت لها بابتسامه..
ام عزيز: مريم يلا حبيبتي ما تبين تاكلين
خالتي كأنها تغمز: يايه الحين سيري انتي
ام عزيز فهمت: اووه انزيين انزين
بصراحة لم افهم ما تريده خالتي مني, خفت ان تسألني عن علاقتي بمحمد او عن المشكله ذاك اليوم, ماذا سأقول لها يكفيني ما فيني!
اعتدلت بجلستي عندما مرت ميرا أمامي وجلست خالتي,
تتزحزح: اشحالج امايه, شخبارج ان شالله كل شي بخير
هزيت كتفي: زين الحمدلله
-بلاج اليوم احسج متضايجه خير ان شالله
-مصدعه شوي بس ,
-تبين اييلج دوا ولا شي تشربينه
-لا خالو مشكورة,
- اسفه امايه والله اخرتج عن العشا بس ابا اكلمج والصاله فاضيه!
-مب يوعانه خالتي ,انتي تبغين تقوليلي شي؟
-والله, يعني هوو , هيه بس ,
طرق الباب, اعدلت غطاء رأسي,
خالتي: تعال راشد!
كيف عرفت انه راشد, ام هي نادته؟ آها صحيح قال انه يريدني بموضوع!
راشد باستحياء: سلام
رديت مبتسمه: وعليكم!
اضحكني شكله لم اعتد على وجهه وهو في حلة الخجل هذه, لكنني لم افهم ما سبب جلوسه معنا وما الموضوع!
خالتي تلتفت لي : مريم, اليوم حبيت اقولج شي واخذ رايج فيه, هو صح لازم نفاتح حد ثاني بس قلنا نسمع رايج بالاول!
لم افهم ما تقول: رايي في شو خالتي
راشد منزل رأسه كأنه عروس جديدة,
خالتي: بصراحه من الاخر راشد حاط عينه على بنت عمج شيخه, وطالب القرب منكم ويبا يتزوجها !
شهقت بسرعه ووضعت يداي على فمي, اردت ان اسمعها ثانيه: شو
خالتي تنظر إليه ثم إلي: شو امايه بلاج اختبصتي!
على الفور: لالا مافيني شي بس تفاجأت, صدق؟
شق راشد وجهه بعرض ابتسامه ,
اكملت خالتي براحه: هيه, ومستعدين نسير اي وقت نخطبها بس نبا نعرف رايها اول, هو يعني المفروض نقول حق امها وابوها بس قلنا نكلمج اول ..و في مشكله صغيره بعد!
قلت: شو هي؟
راشد: انا عقب اسبوعين مسافر راد لندن, هاي اخر سنه لي وبتخرج ان شالله, ووو.. ابا اتزوج و آخذها وياي اذا ماعندها مانع, اخافها تعارض انها تسافر ويايه او شي!
نظرت إليهم بفرح شديد, كنت اتنفس بشهيق سعادة,
غرغرت عيناي: صدق, انت تتكلم جد راشد!
وقع علي كلامهم كالماء البارد, انعشني وفرح قلبي, كنت كاتمة البكاء في صدري لذلك افرغته بتلك السعادة الكبيرة التي انهالت علي, صدفة ولا أروع, ليت شيخة هنا تسمع بنفسها ما يقال, اختار لها الله اجمل واحسن الرجال وفوقها سيسافر معها بنفس المكان الذي يتعالج به ابيها, ما اكبر حظك يا شيخه بقدر السماء والارض,
وقف راشد ومشى نحوي مرتعباً: فيج شي مريوم؟
مسحت وجهي: لا بالعكس, وايد مستانسه والله! لأن ييت في الوقت المناسب
نظرو لبعض وابتسمو كما انزاح عنهم ثقل,
خالتي: والله ؟ ليش هي متقدم لها حد
انزلت رأسي وتنهدت اتذكر: لا, بس بيسافرون لندن..هي وعمي ومرت عمي
استغربو, راشد: ليش
-عمي الله يحفظه تعبان وايد, من زمان يعاني من ريله عشان جي بيسافرون يعالجونه..وشيخة مب قادرة تتحمل كل شي بروحها وتحتاج حد وياها في الغربة, كم مرة تييني اصيح وانا مب عارفة كيف اساعدها..خايفة على ابوها بس نفس الوقت مب عارفة تتصرف!
نزل على ركبتيه امامي , وتغيرت ملامحه للحزن: شيخه!
أومأت له,
خالتي تدمع متأثره: الله يساعدهم, وليش ماقلتيلنا حبيبتي عشان نتصرف من قبل على الاقل, كيف يسيرون بروحهم؟
وقف بسرعه: انا ما بتريا, ابا اسوي كل شي بسرعه قوليلها ما تحجز شي خلها تتريا يومين بس ..
خالتي: شو بتسوي!
راشد بثقة: بنعرس, وبنسافر على طوول
تشهق: جذي بهالسرعه ؟ رشود هذا عرس مب لعبه
بحدة: بس انا ما بتريا اكثر من جي, وما بـجوف البنت محتايتني و اوقـف اتطالعها.. مريم قوليلها لا تسوي شـي انا بتصـرف بكل شي ..
شعـرت بسعادة لم تخالجني منذ مدة, وفرحة عامرة: بقـولها, بس عمي ومرت عمي لازم يعرفون, ووو خالتي توافـق اول
خالتي تتنفس غضباً: اذا جي انا مب موافقه,
تقدم منها راشد جاثياً: امايه, الله يخليج لا تتضايجين مب انتي فرحتي اول ما خبرتج؟ بس ماقدر اساعدها ولا اسافر وياها اذا ما يربطني فيها شي..
خالتي: بس مب بهالطريقة, انتو عيالي ابا افرح فيكم وازفكم بنفسي تقوم تقولي نسوي كل شي بسرعه , انا اتريا هاليوم من وانت صغير ليش تفم فرحتي فيك
راشد: بس الظروف غير اميه, حتى لو هي وافقت نسوي عرس بتكون منغبنه عشان ابوها..وانا ماقدر اجوفها جي الله يخليج امايه
خالتي: رشود عرس سكيتي ماشي يا تعرس مثل الاوادم ولا تتريا, وبعدين انته باقيلك اسبوعين ابا اشبع عيني بشوفتك, تقوم تقصر المدة وتقهر قلبي عليك ! مابغي وما برضى
وقف: ولا انا برضى اخليها في محنتها , مستحيل اسويها!
دخلت هند: انتو ليش يالسين ما تبون عشى؟
تنفست بعمـق, رأي خالتي صحيح حتى لو كان بسبب الظروف من حقها ان تفرح بابنها , حتى انا, كان حلم حياتي ان ارى شيخة بفستان الزفاف.. والآن يجب ان نرضى بالواقع, رغم سعادتي التي طرت بها اول ما وقعت علي كلامات راشد الا انني انغميت من حديث خالتي,
كنت اشعر بأنانية الامهات اذا تعلق الموضوع بابنائهن, ولكن لو حصل مثل الموضوع مع عمر لفعلت مثلما فعلت,
تقربت هند: اكلمكم ليش ساكتين
خفق قلبي و تحركت اشجاني, ببحة محمد وراء هند: السلام عليكم!
وقفت بسرعه وابتسمت, كأنني اقول له اشتقت إليك كثيراً: عليكم السلام
استغرب لوجود امه واخوانه وبالملامح العابسه بوجوههم: بلاكم؟
نظر إلي كأنه يريد مني اجابه, ولكنني كنت غارقة بعينيه وجاذبيته..
همس بأذني: شو السالفه
قلت: بعدين بقولك
خالتي تنهض بعصبية: انا بسير حجرتي
راشد: اميه تريي شوي, انزين يسي خلينا نتفاهم
خالتي تركب الدرج: مابا اسمع شي رشود خلاص سو اللي تباه
هند تلحقها: امايه , (تنظر لراشد) انت بو المصايب شو مهبب!
مشى راشد خلف امه و اوقفه محمد: تعال, بلاها !
نظر إلي ثم إليه: خبرتها
محمد كأنه فهم: وشو قالت
عقدت حاجبي: انته تدري بالموضوع؟
محمد: هي..كنت ياي بخبرج
راشد: بس اختربت السالفه
محمد يعقد حاجبيه: ليش
راشد يخطفنا: مريم بتخبرك, انا بسير اجوفها
اختفى من امامنا, تنهد محمد ومسح على جبهته بتعب, وقف ينظر للفراغ كأنه يفكر بشيء ما, ترددت بالاقتراب منه خفت ان يردعنـي!
استغليت عدم وجود احد في المكان غيرنا وحضنته: انت تعبان؟
ابعدني بحب: وايد
ابتسمت, مسك يدي وجلسنا على الكنبة,
غلغلت يداي بين شعره وانا اتأمله: شو متعبنك حبيبي؟
اغمض عيناه واسند رأسه: اشيا بسيطة, لا تشغلين بالج
قبّل يداي بحنية ولكن ما زال بنفس الملامح,
رمقني ثم ابعد عينه: شو استوى بلاها امي
هزيت كتفي: ماشي, زعلانه لان راشد يبا يستعيل بالسالفه
-شو فيها, تراه جي ولا جي بيسافر
-متضايجه تقول ما شبعت منه
-حليلها امي, كل سنه تسويلنا نفس المناحه
لاحظت انه لم يلتفت لي , حركت رأسه نحوي: انت ليش ما تتطالعني!
ابتسم ولف وجهه: لأنج محلوه
احمرت وجنتاي على الفور: لا والله؟ مدام محلوه ليش تصد عني
ناظرني وهمس بالقرب من شفتاي: لأن اذا طاحت عيوني عليج, بيكون فخاطري وايد اشيا اسويها,
ابتعدت قليلاً والخجل يعتريني, ضربته على كتفه وهو يضحك على شكلي ,
-يالطفس
-كيفي , انتي مالي
-همم, وانت حياتي كلها
اقترب حتى سمعت انفاسه, رفع يديه الى خدي وتحسسهما ,
حرك فيني مشاعر جميلة, مختلفة, متلهفة له..
نسيت كل شيء ودققت بملامحه, وعيناه , وشفتاه !
لمسنـي بحنان انامله, لـيرسم كلمة احبك عليها, ورسمت انا قبلة بطيئه حركت به مشاعر مدفونة,
نظر إلي نظرة المشتاق المتلهف, يسترق مشاعر الحب مع كل لمسة..
انغمرت بين احضانه وقبلاته التي تغرقني اكثر واكثر!
همس: سيري بعيد..اخاف حد يجوفنا
ابتسمت: ليش انت ما تسير بعيد؟
مسح على خدي: ماقدر, خدرتيني بمكاني
هزيت رأسي: ولا انا اقدر, اباك قربي كل ساعه, وكل دقيقه!
بلع ريقه واقترب من اذني: خلينا نرجع البيت, ابا اطيح فحضنج
اغمضت عيني متلذذه , ويداي تتحسسان صدره ورقبته,
رمقته: وانا بعد
لم نلبث الا ثواني, طار من حضني كالريشه عندما فُتح الباب ودخلت غاية..
شعرت بالغربة ببعده عني, اردت الرجوع للبيت بسرعه حتى ارتمي به واشبع قلبي واحاسيسي به,
غاية بيدها عمر الفرح برؤيتنا: هاذو الطفس خذوه, سوالنا حفلة و خيّس عمره
حمله محمد: الله ثيابك استوت احلى حبيبي, انت مب يبالك سبوح الا اعادة تصنيع
ضحكت عليه والتفت لغاية: اسفه حبيبتي تعبج اكيد
تضحك: لا فدييته عسل على قلبي بليز بليز كل يوم ييبوه عندي
نظر محمد إلي بخبث وضحكت فهمت ما يقصد : ههههه يا سخيف
غايه: هاا بلاكم
وقفت: هههه ولا شي, هاته بغسل ايديه
يقبله: يلا عجلي لأنه بنروح
فرحت بداخلي, رجع لي نفس النظرات,
غاية: وين يالسييين , حرام لا تروحون والله مستانسين فيكم
محمد: ماعليه وقت ثاني ان شالله
غاية: لو تردون هني وايد احسن قمت اشتاق لمريم وعمر وايد
ام عزيز ورائها: عيل وين خويتي وين وديتوها
تذكرت موضوع راشد المسكين, فكرت اتصل بشيخة ولكن الموضوع لا يقال على الهاتف, ولا يحتمل التأجيل حتى!
محمد: سارت فوق
ام عزيز: تعال عزيز مادري شو بلاه, بطوي يقول ما تعشى كان يالس فالحوي وقابض هالصلب اللي ما يعقه
محمد: جفته, قلتله تعال بس شكله ماكل برع
وتذكرت عزيز ايضاً وعبدالله, ربي يجعل ختام هذه الليلة اجمل!
ابتسمت وابتسم معي عمر: فدييت رووح امه انا, يا حيااااااااتي!
صفق لينتثر الماء بيديه ويرسم ضحكاته,
بريء هذا الولد وبرائته تقتلني, علمني ان كلما كبر الانسان حمل بظهره خطايا لا تغتفر, وكلما اسودت اوراقه تختفي المحايا لتمحيها وتكبر آلامه ,,
رجعت للصالة ولم اجد محمد, كأنه خرج ينتظرني..
اخذت حقيبة عمر ومشيت نحوهم: عيل انا اسمحولي,
ام عزيز: وين وييين ! انتي حتى ما تعشيتي لالا مايستوي هالكلام
-محمد مستعيل خالو وراه دوام ,
-ويه, ماعليه مسموحه عيل
لمحت راشد وخالتي نازلين من الدرج, مرسومه على وجه خالتي الراحة كأنها اقتنعت, زادت فرحتي ومشيت إليهم,
خالتي تراني: وين شاله اغراضج وسايره انتي , ليكون بتروحون
-شسوي , محمد وراه دوام
-اجوف ازقرولي حمود خله اسطره بطراقين,
-ههههه لا صدق ابا اسبح عموري وابدله لأن وقت رقاده بعد
-هيه مدام جي مب مشكله, المهم هالامير يرقد ويرتاح مب جذي عمور
حملته وقبلته: فديته انا حبيب يدته
سحبت راشد: ها شو استوى
فرح: اقنعتها, قلتلها الحين بس بنملج وعقب ما نرد بيكون العرس .. استانست وقالت جذي احسن والبنت بتتزهب من هناك, حتى هندو درت بالموضوع و فرحتلنا
غصت دمعه بعيني: يا الله, ما اصدق انك تتكلم عن شيخو والله فرحانه ما تتصور كيف!
راشد: اشش عن تسمعج خالو والله تفضحنا, ابا كل شي يمشي تمام وعقب اخبرهم,
اومأت: ان شالله, باجر بكلمها وبخبـر امها,
راشد: اباج اتدليني اي مستشفى هم وانا بيي وياج بالمرة افهمهم كل شي,(يحك رأسه) ووو, ابا اجوفها متوله عليها
-هههه يحليلكم, الله يوفقكم ياربي
-امين امييييييييين
ام عزيز بفضول: انتو ليش تتصاصرون شو تقولون؟
خالتي: يالله انتي يوم يجيسج عرج النسا
-بسم الله عليه
-انتي تعرفين اي عرج اقصد
-بس بس ما سألتج انتي
-سألتي ولدي ومرت ولدي وانا اقولج شي ما يخصج
-هااااه جنج الا تعرفين شو يقولون
ميرا: باااااااسسس بسكم منقر ونقيير
غاية: والله انتو مسلسل مايخلص
راشد: ههه يلا روحي قبل لا تاكلج خالو بأسئلتها
-ههه, يلا مع السلامه
الكل: مع السلامه

خالتي: الله يحفظكم امايه


خرجت وانا اتحدث عمر و اوبخه بـمزح عن توسيخ ملابسه, لم تلبث المحادثة ثوانـي حتى التي انتهت بشهقة كتمت انفاسي..
محمـد بجانب السيارة, متكتف ومعطيني ظهره, وامامه ذاك الصبـي, بطي !!
اقسـم انني وقتها اردت الهرب, قبل ان يراني اركب سيارة محمد ويقلب الطاولة من اول وجديد ,
التفت بسرعه الى عفرا التي كانت واقفة بجانبي ولم احس بها, كأنها خرجت لتودع محمد,
استغليت الموقف وواجهتها لابتعد عن الأعيان: خير, اجوفج طلعتي
واجهتنـي بابتسامة خبيثة كعادتها,
لم ارى وجهها الحقيقي يوماً قط: انتي اللي خير.. مب ناوية تروحين ولا زايغة يهزبج
لم اكن اسمعها لأنني وجهت آذاني وحاولت ان اصغي الى حديث محمد وبطي, سمعت ضحكات جعلتني اتنفس براحة ,ابدت استغراب عفرا مني
سألتني: بلاج!
عمر: جاااب
خرجت ضحكة مني لا ارادية,
صرخت الحقيرة بوجهه: انته اييه, عيب !
غضبت: لا تصرخين, ماحب حد يعلي صوته على ولدي
بتهجم: ولدج علميه الادب هذا توه مكمل سنه وجي يرد ع الناس
بهدوء: والله يعرف يرد على منو بأدب, و يجعم منو!
اشتط غضبها وتخصرت مستاءة,
محمد: مريم يلا؟
التفت مبتسمة, و ذبلت عضلات وجهي ,
بطي, بطي مازال واقفاً امامه, وعاقداً حاجبيه كأنه يسأل من هذه؟
ارتجفت رجلاي كأنني منحدرة من سيل قوي,
تقدمت عفرا منه بدلع: محمد وين ساير..بعدكم!
نظر إليها من دون نفس: تبينا نبات ولا شو؟
-لا بس, مريم ما تعشت
-ما عليه, بعشيها برع
بطي بنبرة جادة: ليش هاي شو تستويلكم؟
كاد عمر يسقط من يداي من الخوف,
تلاقفتني عفرا: هااا شوي شوي!!
صاح عمر, اقترب محمد مني على الفور: انتي بخير؟
هزيت رأسي و مسكت نفسي, انهال علي التوتر من كل ناحية
عفرا تحمل عمر عني وتصرخ: انتي ويه يهال حتى ما تعرفين تشلينه عدل؟
محمد: عفرا !!!
خجلت: انا اسفه, بس ماجفتها كانت بتطيحه
همست: خلنا نروح
جائتني حالة, شعرت بها انني بين الموت والحياة, بين الجنة والنار, بين الابيض والاسود لا ثالث لهما , اغتربت مشاعري الى الخوف والارتعاب!
بطي يحاول الاستيعاب و صمته يثير جدلاً بداخله,
فتحت باب السيارة عندما اعطت عفرا عمر لمحمد ومشت , كأنها اغتاضت من دفاعه عني وتجاهله الدائم لها,
وضعه بالكرسي المخصص له في السيارة واشعلها, وبطي بمكانه!
يـآ الهي, كل ما اريده الان هو الاختفاء, والخروج من هنا باسرع مما يمكن..
ولكن الكذب ايـن يختبـأ منـا, واذا واجهنا القدر عن من نختبأ !
محمد: يلا مع السلامه!
بطي: لحظه, الحين هاي شو تستويلك؟
توقف كل عرق فيني عن النبض,
محمد يهز كتفه: حرمتي, ليش؟
بطي: هاي حرمتك ولا حرمة عبود ؟
ثار البركان بيني وبين محمد في لحظات..بنظرات لا استطيع شرحها !!
تجمدنا بمكاننا كالنخيل,
بطي بفضول: كيف جي ما فهمت !
محمد يتقدم ببطئ: شو قلت
يرجع خائف: مادري , هاي كانت وياه
التفت لي وعيناه مفتوحتان: شو كانو يسوون!
سقط قلبي من جسدي ولم اعد اشعر بـنبضاته..خوفاً جسيداً!
بطي كأنه يريد التخلص: كان ميود ايدها ويقول حرمتي, مادري تحريتها مرته!
هزيت رأسي بلا احساس وانا اهمس: مب انا, والله ما سويت شي, محمد
تقدم بشراسه هادئه: هذا شو يقول؟ ها؟
رفعت يداي وانا اختنق: خلني افهمك,
هرب بطي عن الساحة ليتركني تحت مخالب محمد اطلب الانقاذ, عمر يصرخ في السيارة لنركب, رجعت ورائي خطوات متثاقلة وانا اهمس: خلني اشرحلك!
خفت منه كثيراً, كثيراً..
وضعت يداي على صدره: محمد..انا ما قلتلك عشان, خفت تعصب بس انا مالي شغل, ما يخصني فيه صدقنــ...
ضغط على فكي وعيناه ستخرج من الغضب: سمعتيه شو قال؟ سمعتيه صح؟ يعني استغليتي غيابي وركضتي وراه ها؟ الحين حصلتي الفرصه وفضى لج الجو؟ طلعتي بعدج وياه وانا اللي راقد على اذني !! تتحريني ما بعرف وفرحانه بنفسج
بللت يديه بدموعي: والله مب جذي وراس عمر ماسرتـ
ضغط على اسنانه: جججججبببببب, لا تحلفين براس ولدي الله يقص راسج..وميودين ايد بعض, شو ابا دليل اكثر من جي ولا شو بفهم , قوليلي شو؟ انتي ما تستحين, مافكرتي ف اهلي على الاقل اذا جافوج؟ ما فكرتي فييييييينيييييي!!!
صياح عمر لم يهدأ,
سقطت جاثية على ركبتاي: والله مب اللي فبالك انا مالي خص, هو غصبني هو !
حملني بذراعي بشدة: اركبي السيارة بسرعه مابا اسمع حسج, اركبي!!
دفعني بقوة وقفل الباب, وضعت يداي على وجهي وصرخت من البكااء, لأنني كتمتها وقت طوييل,
شعرت ببرودة المكان وحرارة وجهي بنفس الوقت.. خفت منه , خفت من فقدانه!
ركب السيارة , لم اتجرأ على رؤية وجهه وقتها, كل ما في بالي انه سيركلني بوسط الشارع ويرحل ! خفق قلبي تخيلت يفعلها..
حرك بسرعه حتى بيت خاله, اذاً لا, هو سوف يحاسب عبدالله اولاً, مسكته من كتفه ودموعي تهل خوفاً عليه
ترجيته: محمد اللله يخليك
صرخ بأعلى صوته: جاااااب
اتقافز مكاني: لا تسوي جي لا تنزل الله يخليك

ابعدني بقوة: قومي عنيي شلي اييييييدج
نزل , مشى الى جانب باب البيت من الخارج, سمعت صوت كركبـه,
شهقت, وجدته حمل عصاً خشبية طويله .. يهرول بها الى باب منزل خاله!!!!
ارتعبت كأنني رأيت الموت امامـي, اعتراني شعور غريييب,
دار رأسي وجدت امامي كل شيء مرتين,
حاولت النزول, لكنني عجزت, عجزت تماماَ, كل ما اسمعه هو صراخ متكرر,
كأن احد منـعه من الخروج, وتجمع الكل حوله!
لا اعرف ماذا يحدث, لأن الجو تحول الى سواد, والاصوات بدأت تقل حولي,
وكل ما اتمناه الآن, هو ان ارجع البيت , واحضن وسادتي وابتعد عن الكل!!!


محمد
اغتاض الحجر بداخلي, الحجر الذي كل ما لان قسيته,
حملت العصا بيدين تحملان كل الحقد, كل الغضب!!
مشيت الى الباب وانا اصرخ: عبدالللللللللللله!!!!
لحقني عزيز لأنه واقف بالقرب من الباب, متفاجأ: حمووود..!!!
صرخت حتى اوجعني رأسي: اطططططلع يا حيوااااااااااااااااااان
مسك عزيز يداي وهو يهدأني: استهدى بالله عقها عاد عن تسويلك مصيبه ,فكر فعمرك وفولدك لا تسوي جي !!!
لم ارى احد, لكنني لاحظت ان الكل خرج من المجلس, ركض الي سيف: حمود شو تسسوي
فريت من قبضتهم ومشيت الى مكان التجمع, رأيتهم يتفرقون امامي,
سمعت صوت خالي: طلعو برع, طلعوه من بيتي !!
سلطان: شو بلاااه!
مسكوني عزيز وسيف: حمووود استهدى بالله هدها, هدها عاااد
لمحته من بين الحشد ,
تقدمت منه كأنني نمر لقي فريسته: والله لاذبحك بييديييييييي
من دون احساس سحب عزيز مني العصا ورماها بعيداً: خلاص عاااد, عن الخبااال
ركضت حتى احملها ثانيه ومسكني عزيز بقوه,
صرخت: خلووووووووني اذبحه قووووم
سيف يمسك يداي ابعدته بغضب: خلوني اذبحـــــــه , تعال جدااامي جاانك ريااال تعااااااال
عزيز: حمود لا تسوي جي خله عنك ,شو بتسوي فيه بتطيح انته فمشكله مب هو .. زين جيه يمعتهم عليك الحين بيسألون شو بينك وبينه!
تركت يديه: والله لاشرب من دمه الحيوان
سيف يحاصرني: شو تبابه انزين شو سوابك!!
خالي يحمي ظهر عبدالله الارنب: وانته اشلك فيه ها ؟ غرت منه لأنه احسن عنك ولأني اخترته وما اخترتك؟ تعال حاسبني انا لا تحاسبه هووو!!!
عزيز يبعدني: تعال ويايه ,
لا زلت انظر واتنفس بقوه,
سحبني اكثر: تعال عاااد
سيف: حمود طوووف !!
هزيت رأسي: ماعليه, ماعليه يالجباان يا ولد امك!
نظر إلي وعيناه تبث نظرات الانتصار , مثل كل مرة,
عزيز يسحبني بقوة: خلااص امش , يلااااااااا
ومثل كل مرة, ارجع انا الخسران, والعب بالورقة الخاسرة!



يتبع...
__DEFINE_LIKE_SHARE__



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-04-16, 06:29 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


مريم:

فتحت عيناي ببطئ, نظرت حولي,
صراخ عمر رجعني لواقعي, واقعي الذي لا يريد احد ان اعيش مثله يوماً..
تمالكت نفسي واعتدلت, وجدت عزيز يهز محمد بهستيريه: اصحى على حححالك عاد , يوم الكل بيعرف بالسالفة انته بترتااح؟ قول هاا؟
محمد يـحاول الابتعاد ويمسح فمه بغيض: خله , خله وين بيسير عني بس قسمبلاه لا افتت جبده بيدي الحيوان ويتحداني بعد
التفت إلي بشراسة, شهقت بخوف, نظرته كسفاح وجد ضحيته المنتظرة,
تقدم: انتي؟ انتي بذبحج بيدي
عزيز يمسك ذراعه بسرعه: اهدى عاااااد
محمد يحاول فكه: هد ايييدي
عزيز يضمه حتى لا يهرب وهو يصارخ: مريم روحي, حركي السيارة و روحي بسرعه!!
تنفست بصعوبة, انظر اليه ثم الى عزيز
محمد بجنون: ياويييييييلكم منيييييي
عزيز : يلاااا ما تسمعيين؟
كأنه حلم, كأنه حلم يا الله!
من دون شعور, وبخوف اعترى جسدي كله, قفزت الى مكان محمد واغلقت الباب,
وبكاء عمر ملاْ المكان, قدت بسرعه قبل ان يقترب مني, قدت بيد ترتجف , وقلب يخفق كـجوف العصفور!
اردت الابتعاد عنه وعدم الرجوع ابداً, مهما فعل بي لن الومه .. ولن اعاتبه اذا مسك رقبتي وانهى انفاسي..
انفجر بعدما كتم كل ما حصل بقلبه مدة طويلة..آه ليتني آمحـو عنك كل الآلام التي سببتها لك, غبية, لي عقل بليد وروح جاهلة لا يعرفان الطريق الصحيح ولم يدلهما احد.. حتى انت لم تدلني يا محمد !
بحثت خلفي عن اثر له ولم اجد, تحركت بين السيارات كالمجنونة لأصل بسرعة
تخيلت اذا حدث بينه وبين عبدالله شيء بعدما تحركت من المكان, سأموت بمكاني!
تافهٌ انت يا عبدالله لو تترجى الارض السبع بأكملها لأرجع اليك لن افعلها, على حقارتك هذه !!
ليت عزيز لا يقف بصف محمد ويأكد له شكوكه.. ليته!
ركنت السيارة خارج البيت ونزلت على الفور التقط انفاسي, وألملم جروح منثورة,
حملت عمر على كتفي وانا اهدئه, آه يا حبيبي ما ذنبك ترى كل هذا امامك..
كيف لو عرفت ما يحدث أكنت ستسامحني , أكنت ستصدق امك يا ابني, يا حبيبي!!
مسحت دموعي وقفلت باب غرفة عمر, بيد ترجف بدلت ملابسه وصـنعت له ازازة حليب تهدأه ,
هزيتـه بين يدي لينـام وقلبي مع ابيه..اين ذهب يا ترى, لم يرجع الى الان
انفجرت بكاءً اول ما نادى عمر بنعس: باباا , وين ,
ضميته على صدري و اشجاني تشتعل خوفاً..
ارجع لي , اقسم لك سأفعل لك ما تريـد ولكن لا يمسك أي ضر, لا يوجعك شيئاً!


بسبب الهواء والضوء الخافي, ووجع رأسي, شعرت بالنعاس, اوطأت رأسي بجانب عمر وتشبثت به..لكن ما هي الا دقائق قليلة, بعد مضي ما يقارب الساعة..
سمعت طرق باب خفيف على الباب..اعتدلت على الفور وقلبي يدق..
طرق مرة اخرى, بقيت في مكاني وطوقت نفسي بيدي مرتعبة..
فاجأني هدوئه: مريم, مريم!!
وقفت: محمد؟
-افتحي الباب
تقدمت قليلاً: ليش؟
كأن لم يحدث شيء: ليش راقده هني حبيبي, يلا افتحي الباب
شكيت بأن ما حدث مجرد حلم او طيف, كيف يكلمني بهذه اللكنة , او انه يحاول يستدرجني حتى افتح الباب
رجعت للخلف: انت تقص عليه صح؟ تباني افتح الباب وتضربني
-انتي شو تقولين؟ ليش اضربج انتي ما سويتي شي..عزيز فهمني كل شي يلا افتحي
-ششو, شو فهمك عزيز
-ان هو اللي غصبج, يلا
لصقت بالباب: بس انا قلتلك انه غصبني ليش ما صدقتني ؟
-تحسبتج تقصين عليه.. لو كنتي بمكاني بتصدقيني!
بلعت ريقي: لا
-عيل خلاص..يلا حبيبي خلينا نسير حجرتنا
-بس, انا خايفه منك وايد
-ليش..باكلج؟
-لا بس كنت معصب وايد, وكنت ناوي تذبحه احين شو اللي هداك
-لاني يلست ويا عزيز وهديت , وعرفت اني اغلط وايد واتهمج بدون سبب,
-كلامك غريب
-وين الغرابة
-كيف تتهمني وانا اصلا غلطانه
-يعني انتي غلطتي؟
-لا بس..
-لين متى بنتكلم جي..ما بتفتحين الباب اروح؟
-...
-مريم؟ خلاص انا مروح
فتحته على الفور..وانا مختبأةٌ خلفه ألهث, لكنه لم يدخل, توقعت انه ذهب فعلاً, اخرجت رأسي وشهقت, واقف كالجبل ومتكتف ينظر وسط الظلام..شكله كان مخيفاً وملامحه غاضبة..
شهقت وغلقته لكنه مسك المقبض قبلي وفتحه..رجعت للخلف بخطوات ترجف,
رفع يديه يهدأني: اششش, الولد راقد, خلينا نطلع برع
مد يديه إلي, ارتعبت كثيراً,
همس بهدوء: يلا , شو فيج
نظرت اليه ثم الى يديه, والتردد يمنعني, مسك يدي بحنية سحبني إليه: نظراتج تعذبني, لا تتطالعيني جي مرة ثانيه..انا مستحيل أأذيج
غلق باب عمر واحتضنني, وقتها, فقط وقتها , ادهشت بالبكاء حباً وشوقاً وغربة, وخوف, وألم, كل المشاعر التي شعرت بها من دونه, ولأجله!
ضغط علي وطوقني بحب: ههه, تذكريني بمنظرج هذا يوم كنا ففرنسـا, كيف ضعتي في زحمة الناس وسط الشارع لين ما دورتج ومطيتج من ايدج, طحتي في حضني جي ويلستي تصيحين مثل الياهل, حسيت ببرائتج وطهرج, بعدتج عني لأن كنا بين الناس, بس ملامحج كانت مثل ما هي الحين (حضن وجهي وقربني إليه) خدودج محمرة, عيونج جنها لولو, ميوده ايدي جني بطير عنج, حسيت وقتها انج تبيني , تحبيني, ما تتصورين كيف فرحت وطرت من الوناسة..بس للأسف, اكتشفت انج كنتي متمسكة فيني بس عشان ما تضيعين مرة ثانية..
همست وعيناي تعانق عينيه: حبيتك, وبعدني احبك , انت ما تعرف شو فقلبي لا تحكم من نفسك..صح خفت اضيع بس خفت اضيع عنك, خفت اترك يديك واتوه بهالدنيا بدونك , لأني من دونك ولا شي!!
سقطت جمرة دافئة من عيني, مسحها بقبلة خافتة تقشعر لها مشاعري ,
همس: لاتصيحين, مافي شي يستاهل دموعج
اوقعت رأسي على كتفه: ياليتك تسامحني وتصدقني.. لو ما ابغيك وبركض وراه جان مالقيتني بين احضانك اترجاك تسامحني,
ضغط بيديه على ظهري, احسست بذلك ولكنني سكت,
فضلت ان اجعله يفضفض عن ألمه باللمس, لأنه لن يعبر مهما حصل, وما يقتلني ان ذلك الألم هو بسببي,
قلت بصوت خافت: انت وعدتني, ان كل شي يرجع مثل ما كان وان بيوم من الايام بتاخذني بعيد و بنخلي كل شي ورانا (واجهته) صح ولا لا؟ يلا خلنا نبتعد..خلنا نهد كل شي ونسافر,
-ما اقدر
-تقدر, لو حاولت بتقدر
-اهلي وشغلي هني
-حتى انا, بس كل يوم بتزيد مشاكلنا وبتزيد شكوكك فيني !
-لا تخافين, اعرف متى امسك نفسي
ابتسمت براحه: تدري, لو ادور الدنيا هذي كلها ما بلاقي حد يحبني مثلك ,
هز رأسه وهو ينظر إلي: ولا بتلاقين..
انزلت رأسي احراجاً وانكسارا, تنهد وتركني: احس بقلبي وايد كلام ابا اقولج اياه, بس مب هني مختنق من البيت
رفعت رأسي, اكمل: شو رايج نسير البحر!
فتحت عيناي: الحين؟
اومأ يبدو مرتاحاً: هيه الحين,
-بس عمر..؟
-خلي عمر فالبيت ما بنطول
-انت مينون كيف اخليه بروحه
-وين بنيبه خليه راقد ما ينش الا الصبح تراه
-بس
-ماشي بس يلا البسي عباتج
-محمد مب وقته خلها باجر..
دخل غرفة عمر اخذ المفاتيح ورجع يسحبني: ودي مرة اقول شي ما تعارضينه يلا جدامي
تفاجأت من قراره ولكنني كنت فرحة: ههه لحظه انزين
يقف امامي مبتسماً: يللللا
لبست اي عباءة وشيلة ومسكني قبل انا احمل شيء, لاحظت بملامحه تتغير , سكت حتى لا ادمر سعادتي..
مسكني وحاولت تركه: صبر انزين تيلفوني فالشنطه
يمشي مسرعاً: مب لازم تيلفون
مشيت معه حتى نزلنا من الدرج, كدت اسقط بمكاني, سحبني حتى خرجنا من الصالة, سرعته ابدت استغرابي, حاولت رؤية وجهه ولكنه يمشي كالبرق
عند الباب استوقفته رغماً عنه: محمممد, شو فيك شوي شوي
تركت يداه, التف نحوي كأنه وحش , ابتعد , سقط قلبي ببطني,
قلت بشهيق زافر: محمد ,شو فيك!
تقدم, ابتعدت , عرفت انه سحبني هنا لشيء آخر, شيء لم اتوقعه!
فجأه مسك رقبتي: اطلعي برع, مابا اجوفج ولا اجوف ويهج مرة ثانية تسمعيين!
فتحت عيني حتى كادت تخرج من مكانها, لم اعد قادرة على الرد ولا التحرك!
شد يديه علي: وانسي ولدج , خل هذاك الملك ينفعج,
ادمعت عينه: ليتني ما حبيتج مريم, ليتني ما رديتج لأحضاني وانتي عينج على حضن هذاااك!!! روحي, هاذو فتحتلج الباب سيري محد بيمنعج, بس انسي ان عندج ريل وولد وبيت, حتى طلاق هين أمره لا تحاتين, بس وقفي تمثيليتج هاذي لانها ما قامت تنفع وياي,
وجهه مشتط غضباً, وانا اتخدر من الصدمة..
اخرج من جيبه مفاتيح السيارة ورماهم بوجهي: خذيها, سيري فيها وين ما تبين, ركبي فيها منو ما تبين ما عاد يهمني, بس لا ترجعين..


يــآ زمن قـآسي عليـّه ,
يـآ زمـن وش فـي إيديّـه ؟
كنـت انآ اشكيـلك حبيبي,
من جروحـي اللي فيـه, آه فيّـه ..


اخذت المفاتيح من الارض, صد عني يتحاشي رؤيتي وانا بهذه الحالة المذلة..
مشيت من دون وعي الى الباب, نظرت إليه كمـا انني سأذهب للموت,
اطلت النظر ودموعي في سيلان, كنت اظنه سيغير رأيه ولكنه لم يحتمل دفعني واغلق الباب, اسندت ظهري عليه وبكيت بحرقة, هذا هو العذاب, هذا هو العذاب الذي دعا به ابيه لمن يضره,,
تذكرت نفسي اول ما اكتشف امري ولم يفتح لي الباب, واحرقتني الشمس, هذه المرة, احرقني الظلام والخوف, جلست عند الباب وطوقت يداي على نفسي
اين اذهب ؟ اين وقلبي معهم, كيف يخرجني من سعادتي و يتهمها بملكها لأحد آخر , شعرت بأنفاسه خلفي ولكنني هذه المره لن اترجاه..
اتعبنـي رضاءه, واتعبتني المحاولة في ذلك,
كل ما يهمني هو ابني, كيف يحرمني منه وهو ما زال صغيراً؟
همست: بس ولدي, الله يخليك, هاتلي ولدي ماقدر اعيش بدونه
طرقت الباب: محمد ابا ولدي, سو اللي تباه فيني بس لا تحرمني منه بعده صغير, محمد تسمعني؟ هاتلي ولدي اباه افتح الباب خلني اخذه
وضعت يداي على فمي اكتم ما بقي من دموع, ابتعد لأسند نفسي على السيارة والكون يدور فيني من الضيم, من القهر والذل !
شهقت بقوة تخرج ما بقي من ألم, حتى احسست بصوت امامي: انتي بخير؟
رفعت رأسي ووجدت عزيز, انزلت رأسي لأخفي وجهي عنه.. خجلت من منظري
باحراج: كنت حاس ان , كنت حاس ان حد بيطلع من البيت , يا انتي يا هو.. ووقفت بعيد عشان اتطمن ما يستوي شي الليله, انتي بخير مريم!
ترجيته: انا بخير عزيز, بس دخيلك قول له يعطيني ولدي يبا ياخذه مني قول له مالي غيره خله يعطيني اياه,
جثيت على ركبتاي ومسكني من ذراعي: خلاص لا تصيحين, ان شالله بس هدي نفسج
ركض الى الباب وطرقه بقوة: محمد , محمد افتح الباب, افتحه ولا اكسره
غطيت اذني بيداي واحتميت وراء السيارة, لاحظت احد الجيران فتح نافذته من صراخ عزيز وطرقه, عدلت غطائي وانا اسمعه يصرخ: هات الولد ولا انقز بروحي اييبه! حمووود
محمد اخيراً من وراء الباب: روح من هني عزيز مالها شي عندي,
-هات الصبي لا تموت امه حسره عليه, وين بتربيه ولا بتجوفه وانته لاهي بشركتك واشغالك, لا تكسر قلبها عليه هاته عااد
-عزوز انته ماتعرف شي ولا اتدخل عمرك, وصلتني خلاص مشكور شو رداك !
-انته ما فيك عقل؟ شو ياك مره وحده شو الللي خلاك جي!
ناديته: عزيز, خله الله يحاسبه, يوم اللله بيراويه الصدق من الجذب لا ايي يدق باب بيتي ويترجاني ارجعله, هاي ثاني مره تسويها فيني يا محمد والله مالي رده لك عقبها خلها ظنونك تنفعععك! امش عزيز..
عزيز: و عمر؟
وقفت: بييبلي اياه اليوم ولا باجر, بالطيب ولا بالقوة بييبه,
عزيز: ماشي, يالله ترومين تمشين
اومأت بتعب: هي..
نظرت الى البيت بحسرة عندما قال: تريي هني شوي بييب السيارة, لا تمشين!
كل شيء فيه اصبح كئيباً ومملاً بسبب شكوك محمد, حتى ذكرياته اصبحت رماد لن تعود تعنيني, من اليوم قررت ابتعد عنه, وامشي بطريق لا يربطني به, لن اعيش حياتي مهانه ومذلوله بسبب مسامحته لي.. اذا رجعني برضاه فأنا سأتركه برضاي, ولن يرجعني إليه احد .. حتى عمر!
ركبت سيارة عزيز في الخلف, ركبت مستسلمة للحياة التي اخترتها, واختارها هو !
كذب علي , لا يعرف بان اخطاءه اكثر من اخطائي بل واثارها اكبر..
سأشتاق إليك يا حبيبي, سأشتاق الى رائحتك يا عمر, كيف هان عليّ ان اتركك وامشي بعيداً.. ليتك بين احضاني لأضمك إلى صدري يا فلذة كبدي,
سمع شهقاتي عزيز والتف للخلف نحوي: لا تصيحين..اذا لج حق بتاخذينه
-اي حق عزيز, انا ضاعت كل حقوقي
-..من السبب مريم, انتي اللي ضيعتي نفسج صح ولا لا
-انت ما تعرف شي
-اعرف ان كل هذا بسبب عبدالله..انتي تدرين ان هالعايله كل يومين فالمراكز بسبة مشاكلهم
-ما يهمووني, محد عاد يهمني , بس ليش ياخذ مني ولدي ليش
-ما عليه, باجر الصبح بمر وباخذه لا تحاتينه ,
-ما بيطيع, اكيد بيمنعك
-ترى حمود قلبه طيب, والله مافي اطيب منه بس يمكن استفز من اللي سمعه و ماقدر يتحمله, الريال بطبعه غيور..والريال اذا غار يثور مثل البركان مريم.. انتي بس عطيه يومين وبيرجع له عقله وبيعرف انه غلطان..
ابتسمت وانا اتذكره: ادريبه,
سمعته: انتي أي لفة بيتكم؟
-على اليمين
اوصلنـي عند الباب وتوقف فجأه, رفعت رأسي وتفاجأت بأمي وشمه عند الباب
بعبائتهم بهذا الوقت من الليل ماذا يفعلوون؟ الساعـة تدق الـ 1 الآن..
على وجوههم العصبية كأنهم يتجادلون عن شيء ما,
قلت لعزيز باستعجال: مشكور وايد تعبتك
عزيز: اول انزلي اتطالعي اهلج وعقب بروح
اومأت ونزلت على الفور .. نظرو إلي باستغراب
شمه تتقدم: مريوم؟

امي تركض إلي: مريوم, الله يابج طوفي بسرعه نييب اختج
عقدت حاجبي: شو السالفه؟
شمه: انتي شو يايبنج هالوقت سيارة منو هاي
-اول قولولي شو السالفة؟
امي تلتقط انفاسها: عليو..اتصل فيها من الصبح ما ترد , هاي اول مره ما ترد عليه كل يوم ارمسها والله انشغل بالي قومي وديني عندها
شمه: انا لا عندي سياره ولا اعرف عنوانها, علي اليوم موصلني وخليت خلودي عنده ..وهي مصرة الا تسير بتكسي هالوقت
نظرت إلى شمه: يعني هي مول ما كلمتكم ولا ترد!
شمه تأشر: هاي سيارة منو ما رديتي!
رديت: ولد خالة محمد
شمة: ليش ريلج وين
قلت متأففه: عند ربعه المهم ابوي وين ليش ما يوديكم
امي: ابوج؟ الله وابوج عاد
شمه: ابويه ومرته سايرين يغيرون جو
قلت: بس وين بتسيرون هالوقت خليها باجر امايه اكيد هي بخير, يمكن لهت ولا شي
امي بغبنة: اي لهت اقولج من الصبح ما ترد بموت من صبري مريوم لا تذبحوني قهر خلونا نييبها طوفو
شمه تعلي صوتها: امايه وين نوديج الحين لا عدنا سيارة ولا نعرف عنوانها شو نسوي يعني
بحدة: لا تصرخييين عليها شو فيج انتي
بنفس النبره: عيل تعبلي فيها رووحج انا مالي خص ايلس ادور بيوت الناس الفجر, وبعدين انتي توج تشرفين حضرتج وتعطيني اوامر بعد وينج من قبل ها, توج تفتكرين ان عندج ام واهل ؟
امي تقع على ركبتها: ودووني عند بنتي خلوني اتطمن عليها ودوني
حملناها بسرعه: امااايه, خلاص انا اعرف عنوانها لا تصيحين , فديتج انا بوديج
تشبثت فيني: يلا بسرعه الله يخليج امايه خليني اتطمن عليها
نظرت الى سيارة عزيز بحيرة, وقفت: صبري شوي
ركضت إليه الهث: عزيز
بخوف: بلاكم مستوي شي؟
-لا بس, امايه,
-شو فيها تعبانه
-لا, اختي سايره بيت ربيعتها وما ترد على امي, يعني لو توصلنا بس بيت ربيعتها نييبها, عادي بنخلي حد يردنا من هناك المهم تطمن عليها امايه
-افا علييج مريم شوو هالكلام خلها تركب, اتدلين وينها
-هيه ادل
-يلا عيل
بخجل: اسفه بتعبك وياي ,
يبتسم: تعبج راحه
اخذت امي بيديها: يلا قومي
شمه تعارض: وين بتودينها انتي خبله؟ جفتو الساعه كم كيف بتداهمون الناس هالوقت
امي تمسح دموعها: دشي داخل مابا منج شي, الله يغنيني عن مساعداتج ست شمه
شمه بلا حيله: زين يايه يمايه بنجوف تاليتها ويا بنتج هالهياته! مريوم تريي بتصل في علي لا تركبينا ويا ريال غريب
التفت لها لأننا قريبين من السيارة ومن الممكن انه سمعهأ: الغريب هذا ساعد اختج يوم بهدلها الغير, امشي بس
شمه تعقد حاجبيها: شو تقولين انتي
امي: امايه شو مستوي وياج؟ انتي صدق ليش يايه هالوقت وين عمور
حبست دمعتي لانها لا تنقصني: ولا شي حبيبتي, اركبي
عزيز: السلام عليج عمتي
امي تعتدل: وعليكم السلام , سامحنا والله ما ودنا نتعبك
عزيز: افا عليج شو هالكلام, اعتبريني ولدج ولا تعيدينها
ابتسمت لها واغلقت الباب عليها, شدتني شما من يدي: تعالي انتي, من صدقج بتودينها ماجفتي الساعه كم
رميت لها بنظرو والتفت, اكملت بعصبية: وبعدين ويا منو راكبه منو هذا ما نعرفه, لو يدري علي بيعصب
اشرت: بتركبين ولا لا؟ اخر كلام
بقيت مكانها تنظر كأنها تفكر..فتحت الباب الامامي: انا بيلس جدام اذا غيرتي رايج
ركبت وسألني عزيز: ما بتي؟
هزيت كتفي وانا اتنفس , برأسي الف شغله لست بمزاج شيء الآن..
حرك عزيز قليلاً, قفزت على صوت يد تطرق دبة السيارة.. التفت الى شمه التي فتحت الباب: تريو بيي وياكم, غيرت راي وامري لله , افف الله يعيني من علي الحين
امي تخفي دموعها: خلاص حشمي, حسبي الله, بروحه قلبي مب ناقص
نظر إلي عزيز ورديت اليه النظرات, شمه مهما تكبر يبقى عقلها صغير جداً..متمسك بآراء قبيحة تلوذ بتملل الشخص الذي امامها, كأنها عجوز, اخجلتني امام عزيز!
دليته على المكان بالضبط.. ابدى المكان استغرابنا تماماً,
شمه: انتي متأكدة ان المكان هني؟ اجوف قصور وبيوت عاليه هاي وين ساكنه يا حظي
امي: مريوم متأكده اختج هني
نظرت الى الورقه: شيخو دلتني على المكان تقول هني
شمه: وانا يوم قلتلها عطيني العنوان ما طاعت لا هي ولا عليو, صدق شيخو حق ناس وناس
تنرفزت: لأن تعرف اسلوبج وتعاملج, عادي تسحبين البنيه من شعرها جدام الاوادم
بحدة : ليش حبيبتي شو ناوين تسوون؟ ان شالله بتفرشولها الزوليه الحمرا بتستقبلونها بالاحضان
عزيز: مريم هني؟
نظرت الى رقم البيت, استغرب من شكله الخارجي, فخم جداً..
امي: هالبيت؟ متأكدين؟
شمه: هاي اكيد مسوتلنا مصيبه
ركن بجانب البيت , كان مضيئاً كأنهم لا زالو مستيقظين, توقفنا قليلاً نفكر
كلمت امي: ها امي, ننزل؟
امي بحيره: والله مادري, اخاف ما تكون هني ونطلع غلطانين
عزيز: اذا تبوني اساعدكم بشي انا حاضر

قلت: خلاص عزيز انا وانت بننزل, شمو خلج ويا اميه
شمه: لا انا بعد بيي وياكم
امي : انا ماقدر اترياكم ابا انزل
نظرت الى عزيز, هز لي رأسه بان لا مشكله..سألني: تبيني ايي؟
هزيت رأسي: بيكون احسن
نزلنا ونحن مبهمين بـالبيت..من يسكن هنا وما هذه الصديقة التي تستضيف صديقتها أكثر من شهر!
مشينا نحوه وشمه تتذمر بكلام غير مسموع, تجاهلتها وتقدمت انا..قرعت الجرس
قفزت امي لأنه رن بالخارج: بسسسسم الله عووذ بالله
عزيز يكتم ضحكته
ابتسمت لها: امايه هالجرس حق البشاكير عشان جي برع
امي: وش دراني انا ,جرس بيتنا الا عند باب حجرتي!
شمه: وينهم محد يا
قلت: ترييي تريي
انتظرنا قليلا, حتى فتح الباب وخرجت الخادمه
دفعتنا امي وتقدمت منها: السلام عليج حبيبتي, عليا في داخل عليا بنت مال انا؟
مسكناها: امايه تريي الله يهديج شعرفها هاي
الخادمه: يس مدام؟
شمه: عليا عليا
الخادمه: نوت هير
نظرت الى عزيز مصدوومه!!
شمه: افف قلنالج عليا منو منير؟
قلت: تقول مب هني!
شهقت امي: وين .؟ وين سارت وير وير؟
الخادمه: آي دونت نو
امي تتقدم: قومي اجوف خل ادور بنتي
مسكتها: لحظه امي صبري الله يهديج تريي
سالتهأ: وير از اسما؟
الخادمه: اسما از نوت هير اولسو
امي: شو تقول هاي منو اسما
رديت: هاي ربيعتها وتقول انها محد بعد
شمه: وين انجسحو هاييل ويين؟ هالوقت منو يطلع خبروني ,عيل جي السالفه الحبيبه تيي تبات هني عشان تسرح وتمرح على كيفها
صرخت: بس شممو, خلينا نعرف شو بنسوي
امي تبكي: بنتي وين , وين سااارت
عزيز: قو كول مدام
الخادمه: مدام از سليبنج
صرخت: كوول هير كوكليييييييي
خافت: اوكي اوكي
عزيز: هدي شوي شوي (يأشر على أمي)
عصبت: ما تجوفها تنرفز
شمه تتخصر: افففف
امي يدها فوق رأسها: ياربي شسوي الحين , لو ما طلعت داخل شو بنسوي!
عزيز: بندورها عمو انا وياكم لا تخافين
امي باحراج: والله مادري شقولك
شمه: وين بتسيرون وين؟ انا ابا ارد البيت
لاحظت احد قادم من الداخل, اشرت: في وحده يايه لابسه شيلة
امي: اكيد امها
تقدمت, استغربت من منظرنا كأننا مساكين..نظرت الى عزيز بصدمة
وقفت امامنا: السلام عليكم
امي: عليكم السلام, اختي سامحينا على الازعاج والله ما ودنا نزعجكم, بس يايه اتطمن على عليا بنتي عندكم؟
فتحت عينها بأوسع ما يكون, سألت باستغراب: انتو اهلها؟
قلت: هي , البشكاره تقول هم مب هني وين سارو
رجعت نفس النظرات, التفتنا الى بعض بدهشه لم نفهم استغرابها
امي بتوتر: خير اختي شو مستوي؟
المرأه: انا ام اسما , وو..
شمه: و شو؟
الام تبلع ريقها: بس ماعرف وينهم
امي تضع يدها على رأسها: ويييي بنتي..وين ودييتو بنتيي؟ كيف ما تدرين عن عيالج وين سااارو هالوقت ويين
الام تدمع: هم قالولي ان.. ان بيسيرون بيتكم يباتون كم يوم, اسما قالت بتسير ويا عليا وبتبات وياها في بيتهم
عزيز: وهالكلام من متى؟
الام تبكي: من ثلاث ايام!!!


..


ياحبي المغرور .. ياللي دفاك اشعور
رد القمر للنور .. واحلى العمر .. في وعد
بردان .. بردان أنا تكفى.. أبي احترق بدفا
يا أول الحب .. شفتك أنا مره
واهديت لك قلب
ورديت لي جمرة
ومن يومها كان الرحيل
وليل الشتا .. القاسي الطويل
وآه يا الحنين
لليل باب له حارسين
برد وسحاب




,,
__define_like_share__


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-04-16, 06:41 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

,،


















21






الا يمكنك ان تكبر قليلاً !
كم تلزمك من المسافات لتدرك آن شوقي لك صار مثل اليتيم
اعيشه وحيدة في قربك و في بعدك..
رغم تأجج الاشواق في داخلي, الا ان التفكير بك يضمحل شيئا فشيئاً ,متقداً, اجندة مواعيدنا اصبحت على الرف مغبرة .. تلمع نسياناً ذهبياً يفتح لنا باباً آخر , واحساس آخر, هو الفراق عزيزي, الفراق ..




انذهلنا من كلامها كأننا صعقنا بـستين فولت من الكهرباء, نظرنا الى بعض نبحث عن تساؤلات تملأ تعابير وجوهنا, مسكت امي التي مدت يدها تبحث عن شيء تستند عليه من الربكة..
امي بخوف هادئ: وين, وين سارو؟
المرأة ما زالت تخفي فمها بيدها,
بلعت ريقي: زين, ما تعرفين وين سارو؟ وين ممكن يكونون؟ مستحيل ما كلمتي بنتج ثلاث ايام
شمه بحدة: اميه انتي مب قلتي انج تكلمينها كل يوم؟ ما خبرتج وين منزرعه يمكن شي يدلها على مكانهم
مسكتها اكثر وساعدني عزيز عندما افترت الدنيا امامها, صرخت من الخوف: امااااايه , شو فييج!!!
شمه تدفع المرأه: قومي مناك شوي واقفه جنج عموود
المرآة : وين سايره ؟ الله يخليج ريلي ما يدري بشي لا تقوليله! والله يذبحها في مكانها
شمة تتخصر: لا والله؟ يعني نخليها تهيت ببنتنا ونيلس على حساب ريلج؟ انتي ما تحسين بنتج محد الله اعلم وين منخشات و فوقها تفكرين بريلج فكري فالبنيه وين الحين!!
ناديت بصوت عال: شمممممه!!
المرأه تبكي: سااعدووني, اللله يخليكم
ترد مهروله: لحد يزقرني اذا انتو ما تعرفون تتصرفون انا بتصرف
امي تبكي: وينج يا عليوه وين ذلفتي؟ الله يغربلني يوم خليتج تطلعين من البيت
عزيز يسندها: ان شالله بنلقاها اذكري الله
سعلت لأن احبالي اوجعتني, وضعت يداي على رقبتي مختنقة,
عزيز يهمس: هدي اعصابج, خلاص انا بحل الموضوع انتو يسو فالسيارة!
اغمضت عيناي وهزيت رأسي: ماشي, بس ييبها هاي المينونه خلها ترجع كححكح
مسك امي و أشر على السيارة: اول شي اركبو وخلي امج ترتاح , بيبها احين!
قلت بحزن: بس عليا...!
يقاطعني ويفتح باب السيارة : دشي داخل, اوعدج اهتم بالموضوع (ما زلت مكاني) يلا مريم!
ادخلت امي وجلست بجانبها, خفق قلبي بقوة وانا افكر اين ممكن ان تكون !
قطع قلبي بكاءها وهي تلوم نفسها عن ما حدث, في الحقيقة كلنا ملومين ولنا يد في ما يحصل معها, كل منا اختار له حياة و اكتفى بمشاكله عن غيره, ابي وزوجته, امي ومشاكلها مع ابي, انا وشما, وحياتنا المشتتة!
نظرت إلى عزيز وهو يقنع شمة يالرجوع, وهي تتكلم بسرعة لا اعرف ماذا تقول, وضعت يداي على رأسي من الوجع, لا احتمل هذا اليوم ابداً..
مسحت امي عيناها بطرف عباءتها: كله من ابوج, هو اللي ضيع البنيه لو ميودنها وصالبنها جان ماستوى فينا جيه..خرب بيته وضيع عياله وضيع عمره! هاذو مغرق عمره ديون وحالته حاله بسبة عروس الغفلة
رفعت كتفي وتنهدت: والله مادري اللوم على منو يميه, كلنا السبب, كلنا
يزيد بكاءها: يعني شو نسوي نحط ايدنا على خدنا ونيلس هااا نتطالع بعض؟ خل يتحركون يجوفون حل بدال هالوقفه هااي يمكن البنت مخطوفه ولا فيها شي
دق قلبي: اعوذ بالله!
نظرت الى عزيز وهو يأشر لـ شما على السيارة وهي ترفع يدها وتشير بـ لا!
والمرأة تنظر الى عزيز و تفكر بشيء ما..اخيراً اتجهت شمة نحو السيارة وهي تتأفف
فتحت الباب: والله انا ما يخصني ردوني البيت, فايقه حق مشاكلها الحسناء ما عندي شي
امي بصوت خافت: لا حول ولا قوة..
شمه: شو تقولين؟ اتدعين عليه صح هذا يزاية دايسه على نفسي واترجى الاوادم يلقون بنتج الهايته,
التفت الى ام اسما التي كانت تكلم عزيز بحماسة, تأشر بيدها كأنها تدليه على مكان ما !
ركزت على مخارج كلامها لان النوافذ مغلقه ولا يصل الصوت, و اساسا صوت شمة حجب عنا حتى الهواء.. وامي اكتفت بالدعاء !
نظرت الى ملامح عزيز الذي يحاول يعرف المكان, كنت سأقول لأمي ولكنني فضلت السكوت حتى يرجع عزيز,
نزلت عندما تقدم من السيارة, امي: على وين!
قلت: دقيقة بس
شمه: اقولج انا ما .......
غلقت الباب بوجهها, هرولت اليه الهث: هاا, شو قالتلك
عزيز ينظر اليها ثم الي: اتقول انها تعرف ربيعتهم, عندهم ربيعه اكبر منهم بشوي مطلقة وعندها شقة في بوظبي
شهقت: هيييي, شقه!!!!
عزيز: هيه واتقول قبلها بفترة كانو يترجونها عشان يسيرولها بوظبي وهي ما اتطيع,
والحين متأكدة انها عندهم, ما بغت تقول جدام شمة عشان ما تسوي مشاكل, يالله يالله انا سحبتها من عند الباب جان دشت البيت وعفستهم!
وضعت يدي على قلبي من الصدمة: استغفر الله, استغفرك ياربي هاي شو مسويه شو مهببه!!!!
يهدئني: اشش اسكتي, ولا تبينين حق امج شي لانها تتطالعنا, لا تقوليلهم شي موليه خلينا نردهم البيت وعقب نتصرف, هاذي تقول اتدل الشقه لان جد موصلة ربيعتهم البيت!
اومأت بدون احساس: صح صح كلامك , زين كيف نقنعهم شو نسوي!
هز رأسه: والله مادري, اخاف يسألون
وضعت يداي على جبهتي وانا افكر: تدري شو؟ قولهم اني بتم هني وياها يمكن يرجعون , وصلهم البيت وانت روح انا بسير ويا ام اسما احسن!
عزيز يعقد حاجبيه: ما تبيني ايي وياج!
قلت: لا عزيز, انت وايد تعبت ويانا وانا مستحيه منك.. ارجع البيت مشكور على كل شي , صدقني ما بنسى لك هالمعروف
انزل رأسه كأن كلامي لم يعجبه, سكت كأنه يفكر بشيء اخر,
نبهته: اوكي؟
هز رأسه دون ان يراني, تنفست: سامحني, وايد اسفه والله
اخرجت من جيبي مفاتيح: و عط هذا محمد, قوله مابا منه شي (ادمعت عيني) وخله يحط باله على ولدي!
ابتسم بغبن: ان شالله, تحملي على عمرج , اذا بغيتي اي شي اتصلي فيني لا تستحين!
اومأت: ان شالله, بحفظ الله
التفت عني على الفور دون ان يقول كلمة, كتفت يداي عن البرودة وانا اتحسس ذراعي من الخوف..
ركب السيارة وكلمهما, نظرا الي بدهشة و اومأت لهن, شما لم يعجبها فنزلت بسرعه, اغمضت عيناي عرفت انها لن تقبل بذلك..
وقفت امامي: وشحقه ما قلتيلنا كيف نخليج بروحج يعني؟
-انتي سيري عند ولدج وريلج هم اهم عن مشاكلنا احين
-تتطنزين حضرتج؟ مسويه روحج الكل فالكل
-اففف يا شمو مب وقتج, جوفي ويه اميه كيف مصفر وانتي تفكرين هالتفكير, سيري وديها البيت خليني اعرف اتصرف
-يعني بتيلسين هني شو بتسوين ؟ تحجين المصباح السحري وتقوليله وين مكان اختي ام المصايب مادري فأي جلعة ابليس سارت؟
صرخت: شمووو., روحي عن ويهي ردي البيت فكيني, مب ناقصتنج
كأنها تنرفزت من لكنتي, هزت رأسها: جلعه تجلعج انزين..سوي اللي تبينه هذا يزاي يايه اساعدج
لفيت وجهي عنها وتنفست, وقفت قليلاً ثم مشت متذمرة!
لا اعرف كيف اتحملها واتحمل طبعها المتنمق!
سقطت عيناي على عزيز , وعلى ملامحه الحزينة .. لم افهم ما السبب!
اشرت الى امي ان كل شيء سيكون بخير, تحرك من المكان ومسحت اخر دمعاتي.. ليتني اشق صفحة هذا اليوم من دفتر عمري وارتـاح!




اسآل انـا يآليل, ودتنـا دنـيانـا,
آسـال انـا يا طير, اعـطينا جـنحانه ,
جرحـك حبيبـي كـبر,
طـوله ويـا طول السـفر..
تعبـت محطـات العـمر ,
وداعـها اللـي بكـانا !




انتظرت امام الباب دقائق حتى خرجت من الداخل, تحمل بيدها مفاتيح السيارة وتنظر للخلف بخوف, كلمت الخادمة قليلاً ثم ركضت إلـي,
بقلق: يلا تعالي اركبي السيارة قبل لا ينش ريلي ويجوفنا
ركبت وتحركنا من البيت, كنت بقمة الارتباك والخوف مما سأراه!
طول الطريق امتزجت افكاري بألوان كثيرة, لون محمد, لون عمر, لون عليا , وعزيز!
سرحت بعيداً بينما هي تمسح دموعها تتحسب على ابنتها, تنفست وانا ادعو بقلبي ان تكون بخير ,هذا اهم من كل شيء..
كلمتني: انتو متأكدين انها مب فالبيت؟ يمكن يو بس ما تدروبهم ولا ما خبرو حد! تراهم كله منخشين فالحجره
لم ارد عليها لأن عقلي بمكان اخر, نبهتي: انتي وياي؟
نظرت اليها: ها, ممكن تعطيني تيلفونج دقايق
ناولتني واتصلت على رقم علياء, للأسف لم ترد, فقدت الامل !
ام اسما تتنهد: الله يستر, والله ابوها لو درى ما بيرحمها وايد عصبي وهي تعرف بس تعاند
استغربت من لكنتها: يعني انتي مب هامنج مكانها ولا شو تسوي ولا سلامتها
-مدامها غلطت ما بتهمني, طلعت عن شوري وقصت عليه
-ولو, بتم مراهقه وياهل وعقلهم صغير, اكيد ما لقت حد جدامها يوقف بوهها ويقولها هالشي غلط
- يعني بنتكم اللي عندها حد يكلمها ولا ينصحها؟ جان ما باتت بيت ناس غرب اكثر عن شهر
نظرت اليها بشراسة وبلعت ريقها مني, ولكنني فكرت بكلامها, المفروض اخجل منها لأن ما تقوله صحيحاً, حتى عليا لا ذنب لها تعيش معاناة غيرها وتتحمل مصائبهم, اختارت أناس اقل مشاكلاً من بيتها واهلها !
تراكمت دموعي وانا افكر فيها, في شقاوتها و روحها الجميلة.,ايامنا وطفولتنا معاً
كيف كبرت وابتعدت عنهم كلياً, للأسف محمد لم يترك لي مجالاً لأصل ارحامي او اتقرب منهم !
كانت ستسمع مني لأنني اقرب شخصٌ لها, ولو انني اجلس معها, استمع الى شكاويها واخرج معها مثلما تحب لـكان اهون, كم اتمنى ان يخيب ظني بما تفعلينه الان يا عليا,
تفاجأت ام اسما مني: بلاج استوى شي؟
هزيت رأسي: لا,
تضرب المقود: مخي بينفجر وانا افكر هاي شو مسويه, افف
قفزت, نظرت اليها و لفيت بوجهي نحو النافذة,
الطريق طويل جداً لم اعد كم اخذنا من الوقت حتى وصلنا, دق قلبي عندما دخلنا بين البنايات المتلاصقة ببعض..وضعت يداي على فمي خائفة!
ام اسما تدقق: اي بناية يا ربي اي وحده, والله ماذكر يمكن هاي؟
بنرفزة: شقايل ما تعرفين بعد؟ مب انتي اتدلين
تتصدد مرتعبة: شسوي متوترة مب قادرة اتذكر يا الله
هديت نفسي حتى لا اوترها اكثر و تتوه بي لا اعرف اين ,
تنفست: زين حاولي تتذكرين علامة اسم اي شي
-اسم اسم , لحظه وين , مب هذا الشارع , لا انا ييت غلط يمكن لازم اسير من ورى
وضعت يدي على رأسي وانا اهز رجلي: شووو يايين غلط شووو وين مخج
قفزتني وهي تأشر: هني هاااذوووو والله هنيي, اتذكر هاللون البناية, يسس
عقدت حاجبي من تصرفاتها , وجهت انظاري حول البناية وهي تمشي على بيض, نزلت قبل ان تركن السيارة!
سمعتها: ترييني انزين ما نعرف اي شقة
تقربت وانا ادعو بقلبي ان يخيب ظني, حتى لو لم القاها هنا سأرتاح اكثر من انني اتوقعها تصل لهذه الدناءة..
لويت ذراعيّ ببعض احمي نفسي من الرياح,
من بين الغبار, لمحت حارس البناية, تقربت منه وخفت من شكله..نظراته مرعبة, ابتعدت, فضلت ان انتظرها في الخارج ونسأله معاً ..
ارعبتني بصوتها المزعج: انتي ما فيج صبر شحقه واقفه جان دخلتي بعد
مشيت: تعالي نسأل الناطور يمكن يعرف, تعرفين اسمها؟
تفكر : مادري, يمكن حصه ميره , جي شي هاء اخر حرف
تأففت وعليت صوتي: تعرفين ولا لااء
-اووهو شعرفني كانو يزقرونها توته شو هاي توته انا ماعرف
-يعني فاطمة سيري اسأليه وين شقتها
تفتح عيناها: شو؟ تبيني اسير بروحي لا آسفه
لمحنا بنت تخرج من البناية, تلف العبائة باحكام وتتصدد يميناً ويساراً..
ركضنا إليها حتى كدت اسقط بين التربة والحصوات,
مسكتها ام اسما : لو سمحتي لحظة, بس دقيقة
نظرت اليها باستغراب وااضح, خافت و رجعت للوراء..كأنها تخفي شيء ما
ام اسما: نبا نسألج شقة فاطمة وين, اذا تعرفينها هي ساكنه في هالبناية
ضغطت على عيناها وهي ترمقنا من فوق الى تحت,
بلعت ريقي: هي ساكنة هني!
سألت: انتو منو؟
كنت سأنطق ولكن ام اسما همست بأذني: قولي زباين
بعدتها: انتي شو تقولين
ام اسما: احنا زباين
البنت: زباين شو هي ما تبيع شي
قلت: المهم وين شقتها انا اختي داخل وقالتلي ايي اشلها من هني
البنت: خلاص اتصلي فاختج وهي بتراويج وين الشقه, عن اذنكم
سحبتها ام اسما: بتراوينا وين ولا نسحبج المركز ؟ قولي بسرعه
خافت منا وحاولت الافلات, صرخت البنت: هديني بلاج انتي مينونه
تقرب منا الحارس, دخل الرعب في قلبي بشكل غير طبيعي
همست: امشي خل نروح,
بعصبية: اول تقولي وين الشقة انا مب هادتنها لو تموت
رجعت للخلف وعيناه تأكلني, تنفست بسرعه , اخذت ارجع اكثر فاكثر,
والصراع مازال بينهما, حتى اعترفت اخيراً تحت ضغط ام اسما: خلاص بقولج بس لا تخبرين علي خليني اروح, الله يخليج
توقف الحارس وفتح عينه, وتوقفت انا بذهول, تقدمت: ما نخبر عليج؟
بكت: لا , انا ما يخصني فاطمة هي اللي مسويه كل شي
نظرنا الى بعض بدهشةٍ اغلقت افواهنا وربطت الكلام بألسنتنا, هنا الآن ,توقف الزمن امام اعيننا, يا أن نتقدم او ان نتراجع, حتى لا نرى الحقيقة و نواجهها , فـ الحقيقة مؤلمةٌ دائماً ..




محمد
سمعت رنين الهاتف بينما اضع عمر بفرشته, لأنه استقيظ يبحث عن الحليب..
كنت قد اتصلت بـ جمعة حتى يبقى معي, شعوري بالوحدة خنقني!
فتحت له الباب وواجهني بابتسامة عريضة وهو مغمض العينين,
اضحكني منظره: دش دش جنك مهرج
يدخل: مب انا اصلا ياي اسليك تدري؟ موعني الساعة خمس مخلني ابند عن الحب عشان تقولي تعال سليني!
جلست على الكنبة اتنهد: هييييه يا يموع, ليت بالي مرتاح مثل بالك ياخي
يجلس بجانبي : شو فيك حياتو؟
دفعته وانا اضحك: قووم مناك لا, قسمن بالله انك فاضي
يبتعد ويفتح ثلاجة المطبخ الداخلي: الا اهل البيت ويين
سرحت افكر بعينيها: محد,
-محد ولا مضاربين !
-..
-انته مب على بعضك مستوي نكدي على فكره!
-مب نكدي بس تعبان
-من شو!
-كل شي
جلس وبيده علبة الاندومي: زين , ولدك وين خله نلعوزه شوي
حكيت عيناي من شدة الارق: خله راقد..
يمضغ: بس انا مافهمت انت ليش زاقرني ترى, تبا تتشكى لي ولا تسمع خراريفي, على فكره خبروني شو سويت اليوم فبيت خالك! ترى ماشي شي يخفى عليه..انته وايد مستوي عصبي وهالشي يأثر على علاقاتك الاجتماعيه, خاصة اهلك وربعك وانا , انت متغير علي, وانا ماتغيرت عليك, اقولك شو كان يبا سيفو منك امس!! جفتك انجلبت عقب ما روح عنك الا, حوو, يا زلمييه, اكلمك!
انتبهت: ها
فتح عينه: شو ها؟ وانا ارمس يدي من الصبح
اعتدلت: ابا اسألك سؤال
بدلع: اسال يا بعد جبدي
افكر: الحين انت, اذا غلطت انا فحقك غلطة كبيرة, ودست على نفسك وسكت عن هالغلطة, بس كل شي حولك يذكرك فيها, كل احلامك, حتى عيوني كل ما جفتها, لأنك تحبني ورغم اني اعتذرت لك بس بعدك تحس بجرح مفتوح , والادهى انك تسامح, بس في بالك ظنون وشكوك تهوي بك لحفرة مالها قاع, تبغي تبتعد وتنسى بس مافي شي ينسيك, لأن الحياة جدامك ما عادت تهمك, ولأن هالانسان اللي اخترت تعيش وياه من بد الناس ما اختارك ولا يبغي يعيش وياك, انته فاهم عليه؟
ابتسم, وضع العلبة بعيداً وشبك يديه: انت مشكلتك وحدة بس, وحدة ما غيرها
عقدت حاجبي: شو هي
قال: انت ركزت على كلامك؟ جفت انك تتكلم عن نفسك وبس؟ يا ترى اذا انته غلطت فحقي ما بفكر ان الاكيد الغلط مني انا بعد, لأني ما حاولت اعرف الاسباب منك و يرّيتك للاتهامات دون ما اسمعك..ما فكرت غير فجرحي وبس رغم انك اعتذرت, مافكرت فمشاعرك اللي سحبتك لي وخلتك تعتذر وحاجتك في انك تفتح ويايه صفحة يديدة, باختصار انته اناني حمود, وما حسيت الا بجرحك وبس!!
مسحت على جبهتي بقوة امسح الايام التي مرت امامي كالبرق, صورتها وهي تحاول الاعتذار , حتى الان لم اسألها ما العيب فيني وانتظرت الاجابة, كلما سألت تكتض عينيها بالدموع و تبلع ما تريد قوله لأنها خائفة مني, لأول مرة ارى نفسي بهذه الصورة البشعة, امام الناس وامام نفسي, وقفت بسرعة لأن معه كل الحق !
-انا بسير اجوف عمور خذ راحتك
- لا بوي انته بتسهرني وانا ورايه دوام العصر خلني ارد ارقد
-منو المدير انا ولا انته
-انت فاشل لازم وراك حد يصلبك
-يالصلب انته
-اتشرف حقيقةً
ابتسمت: يلا عيل اجوفك باجر !
وقف: يالله
قبل ان يخرج , وقبل ان اصل للأعلى , رن هاتفي !
التفت, نظرت الى الهاتف , اتفكر من ممكن ان يتصل بهذا الوقت, ربما هي, ربما تريد ان تعتذر , ستطلب مني ان اسمعها وتفهني ما حصل, قسمت بنفسي لأن اعذرها لو كانت هي, نزلت الدرج وشعرت به أطول عن ذي قبل,
رفعت الهاتف , للأسف رقمٌ غريب, خاب ظني ,رجعته مكانه
تقدم جمعة مستغرب: منو؟
رفعت شفاتي: مادري
سحبه ينظر للرقم, قال: يمكن اهلك رد
ما زلت في حيرة,
رد قبل ان يغلق المتصل: الو
سمعته والشك يدور في رأسي,
نظر إلي: اووه اهلين سواف... هي موجود هاذ...شو اقوله؟ ...بوظبي!!...ليش..(فتحت عيناي) المركز؟؟




قبل ساعات




مريم
هرب الحارس اول ما اعترفت البنت بكل شيء, وضعت يداي على اذني وصرخت بكل قووتي: لاااااااااااااااااااااااا ااااا..
مسكتني ام اسما وهي تبكي: اسكتي عن يسمعونا, اسكتي
جثيت مغلوبة: عليوووو مستحيييل, شقى تسوي جيي كييف!!
حاولت البنت الهرب, مسكتها ام اسما وهددتها: اووووقفي, والله لابلغ عنكم كلكم وبقولهم مواصفاتج اذا ما ييتي ودليتينا الشقه!
البنت: انا مالي خص والله
سحبتني وهي تلقط انفاسها: خلج قويه, قومي تكفين خلى نييب بناتنا من هالوصاخة اللي داخل!
وقفت بصعوبه وانا احاول اخذ نفس بعد اختناق طويل, عريت حتى وصلنا, اخذنا اللفت الى الدور التاسع, سحبت ام اسما البنت من ذراعها كأنها محكومة ومشت بنا الى شقة تفوح منها الاصوات والاغاني,
اسندت ظهري لا اريد رؤية شيء, كنت سألف واذهب من المكان !!
اتى في بالي الف شيء وشيء, حتى لو ذهبت كيف سأتركها في مكان مثل هذا, وانا اساسا لست متأكدة ان كانت هنا او لا فهدئت نفسي , وقفنا لوهلة مترددين, حتى قلت لأم اسما ان تطرق البنت الباب لأنها لن تفتح لنا, نظرت إلينا البنت بحيرة, طرقت الباب, ومع كل طرقة اخذت نبضة مني ,
اغمضت عيني عندما فتح الباب, توقف امامي كل شيء, لأن من فتحت الباب, هي اسما !!!!!!
عرفت ذلك عندما شهقت امها من منظرها وكاد يغمى عليها, هربت البنت, تماسكت نفسي,
تقدمت من الباب, واجهت تلك البريئة امامي, اسماء, تبدو كالطفلة بملامحها, ولكن غطى عليها كثرة المكياج والملابس الغير محتشمة, تفاجأت بنا, وابتعدت عن الباب, الدموع تنتثر على خديها, لم تصدق رؤية والدتها وهي بهذا المنظر, لم تكتف بذلك بل صرخت بأعلى صوتها, حتى سكتت الاغاني, وسكتت الاصوات, وانا مثل الجبل امام الباب لم ادخل ولم اتحرك من مكاني, خائفة, مرتعبة من ما سأراه,
غير الروائح الكريهه التي تفوح في المكان, والمناظر التي رأيتها لن أرى مثل هذا المنظر بحياتي,
ركضت من خلفها واحدة اشنع من منظرها,اغلقت الباب وهي تعاتب اسما باعلى صوتها: منو قالج تفتحييين!!!
استجمعت قوتي ومسكت مقبض الباب, دفعته, فاجأتني ام اسما من خلفي ودفعناه بكل قوتنا حتى اسقطناها من خلف الباب, دخلت ام اسما ونشلت اسما من شعرها, وقالت لي وهي تلهث: صكي الباب لا تخلينهم يطلعون لين ما ابلغ الشرطة
وانا مثل اليابس تحت الماء, اسرعت لتغلق الباب قبل ان يحاولا اثنتان الخروج ومسكت المقبض, اسما اجتثت على ركبتيها وهي تبكي,
صرخت بوجهي: ساعدييينيييي
ادمعت: عليا
و في لحظة, سكنت كل الاشياء حولي, اشاهد وجوههن بعينان شاخصتين ,
ارجع للوراء خائبة, راجيةٌ الله ان يكون كل هذا حلم صيف قاحل وسأصحو منه, اصحو منه و اتعوذ ثلاثاً !!
لا اعرف كم وقفت على هذا الحال
كانت ام اسما تمسك بالباب مثلما يمسك الصياد سمكته.
جلست بجانب اسما دون وعي, هزيتها: اسما, عليا داخل ؟ يت وياج هني قولي لا دخيلج
نظرت إلي باستغراب: عليو؟
هزيت رأسي : هيه ,
نظرت الى امها ثم إلي, نطقت وهي تشهق من البكاء: بس عليو ما يت وياي!!
بلمحة بصر , هاجم الشرطة المكان, كانت امها قد ابلغت المباحث عن المكان وتمت المداهمة, اخذوني معهم ليحققو معي,
مر الوقت كالدهر , و الصبح قد تنفس وبان, في اعلى السماء,
سرحت في الاجواء افكر , دامها لم تكن معهم اين ذهبت, صحيح ارتحت قليلاً, ولكن قلبي لم يبرد بعد ,
انتظرت اسما في الداخل لساعة كاملة, برد الجو, وبدأ خوفي يزيد لانني وحيدة,
بكيت من قلبي وانا اتلفت حولي, وجود الشرطة والاجواء اخافتني, احتجت ان يكون احد بجانبي..اريد الرجوع الى البيت, المكان هنا يثير الرهبة!
و بمدينة كبيرة لا ادل بها مكان, ولا املك مالاً ولا هاتفاً ولا هوية ولا شيء ,
اتى احدهم إلي, كان طويل وعريض , لم ارى وجهه ولكنه تقدم اكثر نحوي, يرتدي زي الضباط, اعتدلت ومسحت دموعي منحرجة,
بلكنة جدية: خير اختي اساعدج بشي؟
رفعت رأسي, لم اصدق ما أراه , سيف!!
وقفت بسرعه: سيييييييف,
تنفست كالطفل التائه الذي وجد امه, تفاجأ من وجودي ومنظري ,
نظر حوله ثم الي: مريم؟ شو يابج بوظبي شو تسوين فالمركز ؟
بكيت حتى اختنقت الحروف, كان بكاء راحة : سييف
ارتعب: مستوي شي ارمسي!!!
- اختي, مختفيه ماعرف وينها مادري وين ارضها من سماها الله يخليك ساعدني
- هي وين يعني ما اتصلتو فيها ما كلمتوها
-نتصل ما ترد مادري وينها
-جربي مرة ثانية يمكن ترد عليييج!!
بلعت ريقي: بس انا مايبت تيلفوني
اخرج هاتفه على الفور واعطاني, قال: انا بسير دقيقة وبرجلعج طمنيني ع الاوضاع
اومأت بسرعه: ان شالله
اتصلت بيد ترجف , كان الهاتف يرن ويغلق, استغربت,
كأنها تعرف انني اتصل وتغلقه بوجههي, او لأنها لم تعرف الرقم, ارسلت لها رسالة ( انا مريوم ردي)
انتظر دقائق , ودقائق, احاول الاتصال, واحاول,
حتى ردت بعد مدة , تنفست الصعداء كأن احد ما سكب عليّ ماء باردٌ ,
عليا بصوت خافت: شو تبون مني انتو
سكت اتمعن بصوتها حتى اتأكد انها بخير,
همست وقلبي يخفق: انتي وين
تتأفف: بيت ربيعتي
ضغطت على اسناني: لا اتجذبين ربعج كلهم يريروهم المركز , وين انتي ردي!
صمتت متفاجأة, بنبرة تعجب: ها
-انتي وين قوليلي عشان ايي اخذج,
-انتي شو قلتي توه
-يوم بجوفج بفهمج ماقدر اتكلم جي
-انا فبيت وحدة
-دليني وينوو
-ماقدر
-ليش
-اوهو خلاص باجر برد البيت
-عليوه, انا في المركز, واذا ما دليتيني بخليهم يطلعون عنوانج جدامي, ما بترمسين!!
-مركز شووووو
-اطلعه بروحي يعني؟
-لا لا , بس لا تخبرين امايه الله يخليج
-ما بخبر حد بس خبريني
-زين تريي انا بروحي بيي البيت
سمعت صفارة انتهاء الرصيد, هرولت بالكلام: قوليلي بسرعه لا اتوتريني
متوتره: ............
-خلاص انا يايه لاتتحركين من مكانج
اقبل امامي سيف وانا مسح على عيناي بتعب,
باستفهام:مريم.. انتي شو مودنج صوب الشقة اللي داهموها؟
بلعت ريقي, انزلت رأسي : كنت , ادور اختي
تغير وجهه كأن لم يعجبه: ليش سويتي جي جان خبرتيني ولا قلتي حق محمد يخبرني؟ هو يعرف ان مناوبتي هالوقت , جان الحين بيبلشونج تحقيق وحاله, المهم انا خلصتج من الموضوع وفي وحده شهدت ان مالج شغل يايه وياها
اومأت: ام وحده من البنات, هي اللي وصلتني هني ( اعطيته الهاتف) مشكور !
قال: هي صح وينها اختج ردت عليج,
-هي , اخيرا
-يعني طلعت مب وياهم بعيدة؟
-هي الحمدلله, تعبتك ويايه
-مب مشكلة بس كيف بتردين الحين البيت؟ الام تبا اتم هني لين تعرف شو
مصيرهم, المشكله لو اروم اطلع جان وديتج
هزيت كتفي: ماعرف
- وين محمد ليش هو ما يا وياج
اكتضت عيناي بالدموع , لا اعرف ماذا افعل
هدئني: خلاص لا تصيحين, بنلقى حل ان شالله, انتي بأمان هني لا تخافين
مسحت دمعتي كالفقيرة المحتاجة, اشتهيت قطرة الماء وقتها ولكن الوقت اشبعني ألماً,
قلت: اتصل في عزيز, هو بييني
عقد حاجبيه: عزووز؟ اشمعنى
-لان هو ساعدني
-ماظن بتلقينه الحين والله جان مب خامد, مريم جربي تتصلين فريلج, ما بيتركج في هالظروف!
انزلت رأسي منحرجة, اكمل: انا بتصلبه انتي يسي هني,
اخذ هاتفه وعيناي عليه, لأدقق بتفاصيل وجهه,
لم يكمل ثانيه حتى قال: اووه, مافي رصيد نسيت اعبي, تريي هني دقيقة
ابتعد عني, جلست بالمقعد امامي وبطنـي يخرج انواعاً شتى من الاصوات!
هو جوع, وخوفٌ, وقلق!
اشتهي اللقمة لو شق تمرة, واتمنى الماء منية, كيف بهدلتني يا علياء لن اسامحك!
لن اسامح احدٍ بعد اليوم,
اقبل سيف نحوي : تمام , الحين بييج, مسكين خاف عليج حتى!
كأنه يحاول تكبيره في عيني,
ابتسمت رغماً عني: مشكور
سيف: العفو !
جلست ما يقارب الساعة, وانا اتأمل الداخل والخارج ,كل منهم لديه قصة, وكل قصة تثير الاستغراب اكثر من الاخرى, رايت اشكال والوان, ولم الاحظ نفسي , كيف هناك قصص ليس لها علاقة بالسجن او الاحكام, ولكنها ما زالت تفطر القلب فطراً!!
اغمضت عيني متعبة, ووضعت رأسي على طرف الكرسي الحاد, من التعب لم اشعر بنفسي , تخدر كل شيءٍ فيني وحولي !
اعلم ان منظري كان يُشفق عليه, لذلك لم اهتم بما سوف يراني عليه,
او لأي حال اصبحت بعدما هنى له قلبه يطردني من بيته!
ايقظ مقلتاي نور الشمس, يخالجه دفء, وهدوء ارغماني على الاستيفاق, و رؤية ما حولي,
استوعبت بأنني في المقعد الامامي من سيارة محمد,
قفزت, تلفت, لمحته عند باب المركز ومعه سيف يتحدثان!
ارتحت كأنني وجدت ضالتي, اسندت الكرسي على الآخر حتى اتسطح, عندما ركب السيارة وتفاجأ من منظري,
عرفت انه حملني الى هنا, لم اهتم على اية حال, وضعت رأسي ولم اشكره حتى, وهو بدوره لم يتكلم ,
بسبب الهدوء غفوت, وذهبت في نوم جميل, شعور بالأمان,
صحيح انني اكنّ له القهر والغيض في الوقت الحالي, ولكنني اعلم بأنه فارسي ومنقذي في كل وقت, والوحيد الذي اشعر معه بالأمان, واعلم بأنه لن يتركني, ههه, قلت لكم!




حينها, حلمت بعليا تتراقص وتتمايل في مكان معجوءٍ بالناس, دخلت بينهم وانا ابكي واناديها ولا تسمعني,
فزيت على الفور وانا انادي: عليااا
التفت محمد إلي خائفا, انتبهت ما زلنا في السيارة, ولكننا تحت اضواء جميرا الحبيبة, آه كم احس بالراحة الآن , لا , عليا, تذكرت العنوان , اين العنوان؟
اعتدلت: وين؟ عليو وين؟
لم يلتفت الي, استغربت منه: عليو اختي وين, عطني تيلفونك بسرعه
لم يكلمني ولا يلتفت الي حتى, سحبت هاتفه من جواره ولكنه مقفل,
هزيته: الله يخليك بس اتصل في عليوه ابا اعرف وينها
منتبه للقيادة: مريم
عقدت حاجبي: ها
التفت بهدوء: اقصد الباسوورد, مريم
بلعت ريقي, اخذته وكتبت مريم, فتح , المهم لم يهمني اتصلت بها و ردت : الو
قلت: انا مريوم وين قلتيلي مكانج؟
عليا: خلاص انا راده الحين لا اتكبرين المواضيع, احين فالدرب
صرخت وقفز محمد: انتي ماتسمعين الكلام؟ منو رادنج هالوقت وين كنتي ليش ما تبيني اييج
اغلقته بوجهي: اوهو خلاص عاد
تنرفزت: يا بنننننت الــــــ!! (نظرت اليه وبلعت الكلمة)
من الغيض رميت هاتفه بحضنه ونظرت الى النافذة, كنا على اعتاب حيّ بيتي ,
لذلك اضطريت ان اقول: مشكور
هادئ: عادي, بس مرة ثانية اذا احتجتي شي ياليت تخبريني
بغيض: على اساس عندي تيلفون
بنفس النبرة: بس عندج سيارة, ليش تردين السويج
-مابا منك شي
-لا تعاندين وتحطين نفسج في مواقف انتي مب قدها
-لو عندي حد يوقف ويايه ما بحتاجلك
-بس احتجتيلي
شعرت بالغصة: غصبن عني
يلعب بأظافيره: مب مشكله, اني تايم
ضغطت على اسناني: واخر مرة بعد, حتى لو جفتني اموت ما يخصك فيني, تسمعني؟
-اوكي,
-شو اوكي
-لو شفتج تموتين ما يخصني فيج, تسمعني؟
-تتمصخر يعني؟
-يعني
كتم ضحكته وانا في قمة عصبيتي, يلعب بمشاعري كأنني عبدة عنده!!
اشرت باصبعي نحوه: انت اللي هديتني وانت اللي اخترت هالطريج,
مثل ما طردتني من بيتك انا بطردك من حياتي, وولدي لو اموت ما تخليت عنه انت تفهم؟
كان يدقق بملامحي بجمود, يلف عينيه حول وجهي ولم ابين ان قلبي تسارعت نبضاته وقتها
حتى التفت لشيء اثار انتباهه, تقدم للأمام,
صديت مكان ما يرى: شو ؟
يأشر بجانب بيتنا قليلاً: سيارة منو هاي؟
حاولت ان اركز:مادري, مخفيه مايبين, يمكن عليو قالت انها فالدرب
تحرك من المكان, استغربت: وين ساير
بلل شفاته: بناخذ لفة شوي,

-ليش؟
-عشان نتفاهم
-مافي شي نتفاهم عليه, ردني خلا اجوف اختي
-صبري انزين
-اصبر على شو, مابا اكلمك ماتفهم
-لا مافهم
مسكت المقود منه وحركته حتى اضطر للتوقف: انتي مينونه؟
فتحت الباب بسرعة: هيه
لم يبتعد عن البيت الا اقدامٍ معدودة, لذلك نزلت ومشيت بعصبية ,
ركن بسرعه ونزل خلفي: تريي
التفت له وشهقت: ومخلي الولد بروحه فالبيت حسبي الله
يمسكني: لا مب بروحه , تعالي اركبي
لفيت عنه: مابا
اصبحت قريبة من السيارة البيضاء الكبيرة التي سأل عنها,
حاولت فتح باب السائق, مقفل, تقدم مني محمد,
حاولت رؤية من الداخل ولكنه شدني نحوه,
تعجبت: بلاك؟
سحبني: دشي البيت رياييل داخل السيارة شو تسوين انتي
-بس مبركنين جدام البيت
-انتي ما تسمعين؟
مع حسن حظي, لمحت عليا ترفع رأسها من المقعد الجانبي وترجع تخفيه,
و الأدهى انني اكتشفت ان السائق رجل من يديه على المقود..هذا كله في لمحة,
ومحمد علم بذلك لهذا يحاول دفعي الى الداخل, تركته و انقضيت على بابها مثل الاسد ,
طرقته بقوه: انزلي, انزلي جداااامي بسرعهه, افتحي الباب مسودة الويه ربي ياخذج ويفكنا منج ومن مصايبج
شدني محمد اليه : حبيبي لا تسوين جي انتي فالشارع
سعلت كثيراً حتى شعرت بالدم تجمع بوجهي,
بدا الخوف على وجهه: دشي داخل علشاني

رغم الألم هزيت راسي بـ لا: خلها تنزل من السيارة الحين, الحين تنزل ان ما ربيتها من اول ويديد
محمد يقنعني: ما بتنزل وانتي واقفتلها جي, دشي داخل وهي بتدش عقبج, يلا مريوم
نظرت إليها وهي تبكي خائفة, تنفست بسرعه,
تركت يديه ودخلت البيت ابكي حسرة,
في الحقيقة , ان تريدون الحقيقة, عندما دخلت حلفت بنفسي ان لا اهتم بأحد,
ولن اتعب نفسي من اجل احد ,
حتى اصبح كل شيء امامي سراباً, هواءً
تجاهلت تساؤلات امي و شما عن ما حدث, وان عليا كلمتهم بأنها سترجع ولما لا ارد على الهاتف , تجاهلت كل شيء حتى بطني الذي غنى اغنيات كثيرة,
دخلت غرفتنا وقفلت على نفسي, تسطحت بتعب..
واخفيت نفسي عن الكل , لأن الكل لم يعد يهمني!




توك تجي ما كن, الوقت بدري ؟
يا للأسف توك , عرفت قدري
والله دنيـا, صرت انا اللي ما آبيك

,,



__DEFINE_LIKE_SHARE__




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 02-05-16 الساعة 05:25 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-04-16, 06:54 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

 ،؛




 
22









. . لا جدوى من الاحتماء بمظلة الكلمات,
فـ الصمت أمام المطـر آجمل !






مريم:


رغم قسوة الأيام, وحرقة الشوق التي تأكلني صبرت, اخفيت تحت جفني دموع متلعثمة, ووضعت في فمي حجر كبير وسكـت!
لم يكن بيدي فعل شيء, ولا امامي سوى الانتظار, الانتظار الطويل
حتى النوافذ امتلأت بقطرات المطر الناعمة, تصحو من حجرها لتنقنا من قسوة الصيف, وتبعث في قلوبنا الامل الحي الميت, تأملت الشجر المتمايل, لو كان بيده النفس لتنفس, مع انه من الاشياء الحية وباعتباره حي فلا يملك صوت, ولا عين ولا نفس! اشياءٌ تستحق التأمل حقاً !
تنفست بعمق, تجاهلت كل من حولي واستفقت وحيدة, املك وسادة بالية بالدموع ورأس موجعٌ , يعاقب فيني الزلات, يحقنني بالألم كل لحظة! ها انتي وحيدة يا مريم, تقطنين بين اربعة جدران , تقلبين المذياع الصغير ولا تجدين الا غنوات فيروز المشوشة, تذكرين نفسك بين هذه الكلمات:

ادّيـش كـآن فـي نـاس , ع المـفرق تنطـر نـآس
وتشتّـي الـدنـي, و يـحملـو شمـسـيـة
وآنـا بـأيام الـصحو ماحـدا نطـرني,
ماحـدا نـطـرنـي !

طُرق الباب, وكالعادةِ لم افتح, منذ يومين اعيشُ انا الحبيسة وانا السجان,
وكلما ينادي أحد سألت: ولدي هني؟
اذا كان الجواب: لا
سكت, وكأني لا انتظر شيءٍ سوى كلمة نعم, استنشقت صوت المطر المتراكم على نافذتي, ومن الباب يأتيني الصوت بكاء تارة, وصوت الصراخ تارة أخرى, شيء يجعلني اضع يدي في اذني خوفاً..كنت اعلم ان امي توبخ عليا لما فعلته ولكنني فضلت عدم التدخل, والابتعاد عنهم وعن مشاكلهم لأن ما فيني كان يكفيني, لا اعرف ان كان الزمن يعيد نفسه او انها صدفة, بأنني وعلياء نقع في نفس الخطأ, لمت نفسي ولمت الظروف, رغم ذلك هذه ليست حجج, ولن تكون اعذار لأخطائنا, كما هو عذري لمحمد, الذي يظن الآن بأن عليا نسخة جديدة مني ومن أبي , الفرق بأنها من دون شريك!
تسطحت على الفراش مرة اخرى, ظهري يؤلمني ورأسي سينفجر من الظلمة والنوم!
طُرق الباب مرة اخرى, لم اجب , اغمضت عيني..
فاجأني صوتها: بتبطلين ولا اكسر الباب, انتي ايه اكلم منو انا؟
اشتقت لها بجنون, جلست بكسل لأخفف من حدة الدوخة, ثم وقفت بجانب الباب وهمست: حد وياج
سمعت امي تهمس: قولي لا
اغمضت عيني: اميه سمعتج
امي: اففف هيه انا وياها يايه اتطمن عليج , هذا يزايه احين تفتحين حق بنت عمج ولا تبطليلي انا, وانا يا خلاف شو سويت فيكم؟ كل وحده معنطزة من صوب وانا اللي آكلها,
اسندت رأسي : مالي نفس امايه
يبتعد صوتها: كيفج لا قومو عني انا بحاتي منو ولا منو كل وحده تعرف اتدبرعمرها والله انا حق شو اعور راسي فاضتلكم خلكم جي مجابليني, والله !
شيخه: افتحي , احنا بأمان
ابتسمت من وراء قلبي, فتحت الباب, عانقت عيناها قبل ان اعانقها,
وصرخت من شدة المفاجأه: بسسسم الله قومي عني انتي منو
بتعب: تمي عندي لا اتروحين
دفعتني بخفة: انا اصلا اعرفج عشان ابات عندج لا حبيبتي انا ماسكن عند غرب,
عقدت حاجبي , ضحكت: هههههه والله جد مريوم جفتي ويهج فالمنظره؟ لا جد يعني..ذكرتيني بشكلج يوم كنتي بتربين في عمور
تسطحت مرة اخرى وانا اتوجع: يعني تبيني اتمكيجلج ولا شو
جلست بجانبي بعدما فسخت عباءتها وقابلتني بابتسامه عريضة: انا مستانسه
-ان شالله دوم
-ما بتساليني ليش
-ليش
-مابقول, احسج مب متحمسة
-قولي, متحمسة بس ما يبين
خجلت: انا...
شهقت, تذكرت كلام راشد, يالا غبائي كيف نسيت امراً كهذا
خافت: بلاج
حاولت الجلوس, سعلت بشدة وانا احاول نطق الحروف اللاصقة عند طرف لساني
شيخة تربت على ظهري: بسسم الله عين ما صلت على النبي
بلعت ريقي: اححححم, آه راسي والله يعورني
-ياربي على هالعيوز شو اسوي فيها انتي مافيج شي صاحي مول
-اسفه, شرقت انزين شو اسوي
-لا تسوين شي ها من الحماس الزايد ماعليه عذرتج
فتحت عيني : شيخو عندي لج خبر بمليوون كحكحح بس نسيت اخبرج اياه
تعتدل: خبر؟ عن منو ؟ شو
عقدت حاجبي: بس اول قوليلي حق شو مستانسه !
تبتسم: رقووووني
-مبروك بس مب مهم, الياي احلى احللللللىىىى
-هاااااا شووووو
-انخطبتييييييي
فتحت عينها كـ وسع فمها, نظرت إلي باندهاش اضحكتي , ظلت تضرب يدي غير مصدقة: را...راا,,,,
هزيت رأسي بفرح: هي هوو راا
صرخت وحضنتني: يااااااااااااااي, ماصدق ماباااا مب موافقه
ضربتها: انتي خبله ؟
تقفز: ماعرف شقول مادري تلخبطت عندي المعاني, لا , انزين شو قال كيف قالج متى وين
تنهدت: لا تسأليني, بس المهم انه يباج بأسرع وقت ومستعيل عليج
جلست على الارض: مب مصدقه واااي فرحتين بيوم واحد بتيني جلطة
-قومي احمدي ربج وعن حد يسمعج يالهبلة
تجلس بجانبي بسرعه وتعدل ملابسها: هي صح, يعني كأنه ماستوى شي, اتنفس طبيعي وامثل اني مب مخطوبه, اقصد اني طبيعيه
ضحكت على شكلها من قلبي: ههههههههه مينونه
دخلت أمي لتنهي آخر ضحكاتي, وقفت بجانب الباب دون ان اشعر بوجودها: هاه, ماشالله شاقه الحلج!
نظرت إلي شيخة وانزلت انظاري, لن يعجبها العجب مهما فعلت!
امي: احين ما تخبريني ليش حابسه عمرج لا تاكلين ولا تشربين على شو؟ حتى ولدج ما تدرين وينوو
انغبنت: عند ابوه
تصرخ: شو يعني عند ابوه ليش انتي مب امه؟ ولا يبتيه من الشارع انتي
شيخه تقف بعدما هلت دموعي: خلاص خالوه بروحها تعبانه
امي بحدة: منو التعبان والشقيان غيري شيخه قوليلي! مادري آخذها من ريل ولا عيال.. شمو مضاربه ويا حمياتها وهاده البيت يالستلي هني تصيح وتنوح, ومنأرفه من الدنيا ومأرفتني فعيشتي وياها ولدها ماعنده حليب من امس ولا تدريبه, عليوه ام المصايب ما تخلص مشاكلها, بايته بيت الناس من شهر ولا جنه عندها اهل تتحسب كل شي بيمشي على كيفها, وهاي مستوتلي الطائر الحزين, صاكه على روحها الباب لا اكل ولا شرب تبا تموت علينا, هاده بيتها وريلها وولدها يايه مجابلتني هني تتحسبني مادري انها مضاربه وياه, والله ادري انج السبب لانج نحسه ولسانج طويل, ولا هو ريال والنعم فيه ما تطلع منه العيبه, والدليل هاذو مستوي حق ولدج الام والابو, وانتي تتحرين عمرج ياهل كل يومين يايتني هني تنوحين, انتي واختج مادري ليش يوزتكم عشان تبلشوني! بروحي مادري ابوج وين ارضه وين سماه هايت ويا هاييج الحرمه مايدري عن بيت ولا عيال, البيت يصفر مافيه اكل حتى ناكله وهو خبر خير, البشكاره تتشكى تبغي معاشها والدكان مايطيع اييب اغراض بدون بيزات, شو اسوي انا اطلب من الناس بيزات اتشحت قوليلي وين اسير؟ حسبي الله ونعم الوكيل على هالحاله, الله ياخذ عمري وافتك منكم ومن مشاكلكم!
لم اسمع بعدها الا قوة الباب, الباب الذي هبت ريحه العاتيه وصفعتني, ادهشت بكاءً, كانت دموعي تفور على تنور خداي اللذان تجمعا بالدم,
بكيت كالطفلة بين احضان شيخة التي كانت رغم فرحها تواسيني, وتدمع مع دمعي, شعرت بتأنيب الضمير لانني ادخلتها الى عالمي الحزين, وماذا يوجد ببيتنا غير الحزن والكآبة!
بقيت على هذا الحال لساعات لم اعدها, حتى استيقظت على حنين مؤلم, قصة ليلٍ اخرى, قصة وحشةٍ اقسى, بقايا روح بالية, وصوت امي الجارح!
لم يكن هناك شيخه, بل انا , لوحدي, حضنت وسادتي بشدة ,واغمضت عيناي الحالمتان, بنيت في قلبي دعوة صادقة, مترجيه, ذا, لعل هذا المساء اجمل, لعله احنّ!
شعرت بهدوءٍ على غير العادة, في هذا الوقت اسمع صوت امي يملأ المكان وبكاء عليا المستمر, بعدما حبستها امي في غرفتها, واصبحت امي تنام مع شما, كان صوت عليا يكسر قلبي لأنها تون وتتاسف ولا يرد عليها سوى صراخ امي, صحيح هي تعذبت ولكنها تستحق العقاب, وجودها مع ذلك الشاب لم يغيب عن بالي !
تنهدت, جلست على السرير لوهلة استجمع قواي, جوع فقير, ابعدت شعري عن كتفي, حاولت الوقوف وأبت رجلاي, حاولت مرة اخرى واستندت على الحائط, ظهري سينقسم نصفين, لا اعلم ما سبب كل تلك الاوجاع, او انني اعلم واتجاهل!
اتجاهل كل تلك الآلام التي سببتها لغيري والآن احاطت بي, كيف لا وانا الآن افني عمري بين هذه الجدران ,وحيدة ابكي على ما مضى!
اشتقت لـ عمر كما اشتياق العطشان للنهر, لا استطيع البكاء , ربما يحس بي الآن لا اريد ازعاجه بأنيني, سأبتسم, ارسم ابتسامة كبيرة تريح قلبه ! الاكيد انه يبكي يريدني..وانا ايضاً اريدك , احتاجك كثيراً
مسحت آخر دمعه عندما فتحت الباب ببطئ, اخرجت رأسي لألمح طيف احد, ولكن لا جواب, ولا صوت, استندت على الحائط ومشيت الى غرفة شما, وجدت امي وشما نائمات, وبجانبهم سرير خالد الصغير, حبيبي ما اجمله, حملته بين يدي وقبلته بلهفة, ولكن الدوار جعلني ارجعه الى مكانه بسرعه واتمسك بالسرير, تنفست وانا اعتدل لاخرج قبل ان تراني امي, توجهت الى غرفتها لاطمئن على علياء, لا تهون علي ..
طرقت الباب عليها اكثر من مرة ولم تستجيب, اخافتني,
طرقت مرة اخرى وناديت: عليوه
متهجمه: شو تبين!!
انفعلت: جذي تردين عليه يزايه بطمن عليج
تبكي: مابا حد يطمن عليه فكووني منكم
-وليش تصيحين هاي نتيجة فعايلج يالهياته
-ما يخصج فيني لو اتجوفيني ارقص فالشارع انتي مالج شغللل
-لا والله؟ اوكي مالي شغل..بس يوم بتنش اميه بقوللها وين جفتج امسات قبل لا ادش البيت..وبقوللها عن هالاسما وين تسير تسهر عشان تدفن قبرج في هالحجرة بالمرة!
-انتي شو تبين مني روحي من هني!! بروحي مب ناقصتنج
-على اساس انا اللي فاضيتلج.. بس الحق عليه قلت بدافع عنج وبكلم اميه اتطلعج من هني, احين مشي بوزج
-مابا منج شي.. افففففف
مشيت عنها وانا اتحسف لان سألت عنها, رأسها عنيد وستفعل ما يحلو لها دون ان تراعي مشاعر احد, ولا تهتم لامر احد!!
شعرت بالجوع, لذلك سحبت رجلي نحو المطبخ لاشتم عشاءً يشبع جوعي..سألتهم نفسي ان لم آكل شيئاً..فتحت باب الصالة..ونزلت على رأسي القطرات المتقية من مطر الخريف, صوته وهو يطرق الارض شاعريّ, محبب للمسامع, قريب للقلب, رياحه هادئة, حينها , اغمضت عيناي لهفةً لتلك المشاعر, لذلك الرجل, لذلك الطفل!
مشيت خطوات غير ثابته ,وتمسكت بالجدار المبلل خوفاً من السقوط..حتى, فقط وقتما, شممت رائحة ليست بغريبة, جميلة كما عرفتها,
لم التفت حتى لا يخيب ظني..ولكن تحت طرق المطر الخفيف سمعت: مريم!
اغمضت عيني شوقاً, هل انا احلم يا ترى؟! لفيت بوجهي نحوه, يقطن السواد عينه, وتملأ اللحى وجهه, وقفت انظر, واسرح بين تراكم المطر على كتفيه وشعره المبلل..اعتدلت, كأن التعب انزاح , وكأن لم يكن بي شيئاً ..همست: محمد!
سأل بصوت مبحوح, وبين مسافة مترين:شحالج!
انزلت رأسي, اخترت الصمت لي جواب..تقدم, ضغطت على ملابسي توتراً.. كأنها أبطأ لحظةٍ في حياتي, رفع رأسي باصبعين , يحمل مشاعرٌ مختلة, يتأمل وجهي, واتأمله بحب, شعرت بتراقص عينيه فرحاً ولكن التعب خبأهما,
تقرب إليّ اكثر, انفاسنا تقترب, ولكنني استفقت: شو اللي يابك!
نظر إلي, ثم همس: ماقدرت اخبي شوقي عنج اكثر!
بحثت عن الصدق في عينيه : اي شوق, انت اللي تركتني
مازال بنفس النظرات لم يهزه ذلك..بل ابتسم: وانتي اللي خنتيني
ابتعدت عنه متكهربه, سحبت نفسي بعيداً بينما ظل هو واقفٌ بمكانه, افتربت من باب المطبخ ولكنني لم ادخله..لأنني اسندت يدي على جداره من الدوار المستمر..تشبثت به لأنه اخذني الى احضانه بسرعة ,استغربت من تصرفاته التي تخالف اقواله!
شعرت به يحاول ان يلعب بمشاعري, ويستغل وضعي ليقترب مني لذلك ابعدته بعدما استجمعت قوتي: خلني فحالي, رد مكان ما ييت ما ابغي منك شي
ابعد يديه, مسح على عينيه بتعب ونظر إلي: كيف تبيني اعتذر..انتي مب عاطتني فرصة
-مابعطيك شي انت خذيت مني كل شي
-ان آسف, قوليلي كيف ارضيج
استغربت من لكنته , ولكنني لم اهتم, لأن جرحي اكبر: انت انسان مكسور وانا ما ألومك..بس انا بعد انظلمت منك وايد وكل يوم عشته وياك حاولت ابين لك ندمي بس انته ما تبا تعطيني فرصة..كل ما ابتعدت عنك رديت تبغيني , ويوم ارد لك تبدا ظنونك وتخانقني من اول ويديد
بهدوء: ادري..انا اسف
انزلت رأسي لانني فعلاً احسست بحسرته, وانكساره
ادمعت عيناي عندما همس: عمر محتاج لج..كل يوم يصيح يباج مب عارف شو اقوله
مسكت ذراعه باكية: هااته عندي, الله يخليك خلني اشوفه
مسح دموعي: بييلج اياه لا تصيحين..بس ما يستوي جي نبهدل الولد مريم
تنفست وانزلت رأسي: ماعرف شو اسوي..انا تعبانه
حضنني بشدة, وقبّل جبيني بقبلة بطيئة, اخمدت الحرقة في قلبي: سلامتج من كل شي يجرحج, حتى مني انا !
بكيت لا اعرف لماذا, هل هو خوف من فقدانه, او انني افتقده بالفعل..كل ما احتجته هو وقوفه بجانبي لا اكثر,
همس: خلاص , لا تعورين قلبي عليج
لا استطع النطق, اكتفيت بصمت يريح قلبه, تمسكت به كالطفلة الضائعة, تائهة عن موطنها الحقيقي, تعلمت وقتها, كيف اتمسك بالأشياء الجميلة بداخلي, حتى اعرف كيف امسك بها بين يدي, ولا اجعل من السعادة شيءٌ تافه كما كنت اراه..وجودي مع عبدالله كان السسب في زيادة تلك المشاعر التي تاخذني الى الحب والهيام..لم اعلم انني احتاج ذلك الجسد فقط, وتلك اليدين, وهذه الرائحة!
اخذني الى المطبخ حتى يدفأني ونحتمي من المطر..
جلست على الكرسي ملاصقة به, انظر الى كل شيء فيه بشوق..
ووضعت عيني بعينه: يعني انت مب زعلان مني!
تنهد وهو يلعب بأناملي: ماعرف ..
-شو اللي ما تعرفه!
-..
-انت لين الحين تتحراني كنت وياه صح؟ قول ان بعدك تشك فيني ومب مصدقني
-مب جي..خلينا نرد البيت نتفاهم
اعتدلت: مابا.. ما برد مكان انطردت منه
-انتي مينونه؟ هالبيت بيتج
-مب بيتي, مب مرة عشان اسكت هاي ثاني مره اتطلعني منه وتتركني فالشارع
في لحظة, مر أمامي موقفه وهو يرميني في الشارع, يصرخ على عزيز ليذهب, واصرخ انا اتوعد بأني لن ارجع إليه, وبقائي في تلك الغرفة مختنقة بسببه, وبعدي عن ابني بسببه, ووقوفي تحت حرقة الشمس بسببه,
ابتعدت بسرعه, تلك السرعة التي ارجعت الدوار الى رأسي, خاف علي ومسك ذراعي: انتي بخير!
ابعدته: بكون بخير يوم بتروح من هني!!
استغرب: شو فيج
واجهته بحدة: كل شي استوالي بسببك, عمري ما بنساه, عمري!!!
تركته حائر بين بؤبؤي الذي يحوم حول ملامحه..ثم مشيت وتركته!
بخوف من شوقي وضعفي إليه مرةَ اخرى, لن أيأس ثانيــة!
هو الذي سلب مني الحياة لست انا التي سلبته منها!
التفت اليه قبل انا ادخل: وهات لي ولدي, اليوم ابا اجوفه ولا بيي انا اخذه
اقترب بسرعه واغلقت الباب..هرولت الى الغرفة ولكنني لم استطع المضي اكثر, تمسكت بالأريكة في الصالة..جلست تعبة, وبكيت بصمت يخنقني,
سمعت الباب خلفي يفتح, وأرجله تتقدم نحوي, زحفت لاصل الى الغرفة ومسكني مرتعب: ليش تعاندين ! جوفي شو سويتي بنفسج
دفعته: هدني, ارجع البيت وهات ولدي مابا شي ثاني منك
حضن وجهي: لا تسوين جي .. والله بييبلج كل شي تبينه بس لا تعذبين روحج ماحب اجوفج جي
ضميت شفاتي ألماً , سكت اشعر بلمساته و ألتهب..
يصوت مخنوق: ادري اني كنت اناني وياج..مافكرت فيج كل همي كان اني انتقم لكرامتي..بس عرفت عقب كل هالمده اني انتقم من نفسي مب منج..انا هنتج وايد سامحيني,
فتحت عيني,وفمي , الدموع ما تزال عالقة, ولكن الدهشه تسيطر على مشاعري الآن, اول مرة اسمع منه كلام مثل هذا.. وبهذه النبرة !
كنت على شعرةٍ بأن اقول له ما قلت..ارجوك اريد سماع كل حرف منه مرةً أخرى!
ولكن تلك الذكريات ما زالت تحطمني: انت عذبتني وايد, واايد ..وانا ما بسامحك بهالسهوله محمد
فتح فمه لينطق, لكن كبريائه منعه..تركي امشي , اتكأت على يديه التي مدها لي لأقف
سألني باهتمام: تبيني اوديج الدكتور؟ انتي وايد تعبانه!
هزيت رأسي: مافيني شي
اسندني إليه: خليني اوديج الحجره على الاقل, بس ما بخليج جي ترى
حاولت دفعه ولكنه اقوى: انت لو حنون جان ما وصلتني لين هالحاله
أتانا صوت علياء تنادي من الغرفة : طلعوني من هنيي..امايه ..شموووووووه
نظر إلي بـِ حيرة وانزلت رأسي منحرجــة..
فهم ما حصل: معاقبتنها؟
أومأت بنعم..
طرقت الباب مرة اخرى بقوه: حد يفتح لي البااااااااااااااااااااب.. مريوووم الله يخليج بطليلي!!
قلت: توج ماتبيني اساعدج
اشتد بكائها: والله انا اسفه ما بعيدها قولي ساعدييني , الله يخليج قولي حق امايه اتطلعني من هني
بحدة: عشان تردين تهيتيين فالشوارع ويا هذاك الكلب...
اسكتني محمد: بسس.
تصرخ لتدافع عنه: لا تسبيينه مايخصج فيه..
بتهجم: جببب يا مسودة الويييه يا قليلة الادب, ولج عييين !
مسكني يهمس: تعاتبينها ليش ..نسيتي نفسج!
خفت من نظراته , بلعت ريقي والتفت عنه!
تقرب من الباب وتكلم بصوت خافت: عليا..اسمعيني انا محمد!
سكتت مستغربة, مسكت ذراعه: شو تسوي
اشر لي: اشش..امج وين
-راقده
-سيري جوفيها نشت ولا..
-ليش
-انتي سيري
دخلت غرفة شما ببطء لألاحظ الجو..كانو في نوم عميق رغم الصراخ..
خرجت بسرعه وقلت: ما نشت
لصق بالباب وقال: عليا اسمعيني..لزقي بالباب عشان اسمعج
تخصرت وانا انتظر ما سيقوله..نظر إلي ثم اكمل: انا كلمت الريال..وعرفت عنه كل شي واذا مب مصدقتني اسمه سالم الــ.. وعمره 19 وعايش عند ابوه لانه منفصل عن امه وهاد الدراسه وما يشتغل..صح كلامي ولا لا!!
عقدت حاجبي من اين اتى بكل هذه المعلومات؟
عليا بعد صمت: صح
وضع يديه على الباب فأصبح بواجهه: عيل اسمعيني عدل وتأكدي ان كل اللي بقولج اياه صدق.. وانا ابا مصلحتج لانج مثل هند اختي
بلعت ريقي بخوف, عليا: انزين
يكمل بثقة: هذا طلع لعاب, ابوه مدلعنه وعاطنه كل شي يقص على بنات خلق الله, يوم نزلتي ركبت وياه ورمسته زاغ مني وقال ان انتي اللي تتلصقين فيه, وهو ما يباج بس انتي تموتين فيه
تصرخ : شوووو؟ جذااب..والله جذااب
محمد: اهدي..ادري انه جذاب ويلعب عليج عشان جذي انا احذرج منه..تسمعيني؟ ولا تتقربين منه بعد مرة ثانيه
من المفاجأه لم تصدق ما يقوله لها, بلكنة متردده: انا ..مستحيل لا ما بيسوي فيني جي هو يحبني..ما بصدقك حتى لو عرفت عنه كل شي , ما بيسوي فيني جييه!!
التفت إلي يائس, صرخت عليها: ليش ما تصدقين؟ واحد حقير طالعه وياه وبايعه نفسج حق شو توثقين فيه هااا؟
قلت تلك الجملة, وعيناه علي..يا الله..كأنه يقول لي بتلك العينين قولي ذلك لنفسك, سكين تقطع خجلي .. ليتني لم انطق!
اكملت: انتي اسكتيي..روحو من هني كلكم جذابين ..هو وعدني بالزواج بس عقب ما يحصل شغل كان يترياني اتخرج وانجح..وانا نجحت واتريااه اييني
يخف صوته: عليا..ابوه خاطبله بنت عمه اي زواج؟ مثل ما وعدج وعد غيرج ..ومثل ما قص عليج قص على غيرج..
كأنها انهارت, تعالى صوت بكائها خلف الجدران, سحبته: ليش سويت جذي
نظر الي: عشان ما تتعلق بأوهام مثل اختها!
بلعت ريقي: حرام عليك كسرت قلبها..احين بتسوي بروحها شي هاي مينونه
تنفس: مادري..بس خلوها تهدى الحين
وضعت يداي على رأسي: والله خايفه عليها..
اخذ يدي من فوق جبيني وتقرب مني: انا مثل اخوها وخايف على مصلحتها مثلج..لا تخافين!
نظرت إليه ,اشكره بعيناي على ما فعله, يبدو ان احدانا وجد هادياً يهديه !
وضعت يداي على اذني عندما صرخت : طلعوووووووونيي
تجاوزته وقلت: ماشي طلعه من هني..قالج الريال خانج وطلع حيوان انتي ليش ما تفهمين
تبكي: ما يخصكم انا بكلمه, اكيد بيفهمني كل شي وبتطلعون جذابيييين
صرخت: محد اهبل عنج والله, فوق ها تعقين عمرج عليييه ؟ مب كافي اللي قالولج اياه انتي ما تعقليين! اصلا احسسن عشان تتأدبين ما تشرقين وتغربين بدون شور امايه!
سحبني من يدي: خلاص..امشي حجرج
ليتني وصلت غرفتي قبل ان تقع كلماتها على مسامع محمد: على اساس انا الوحيدة اللي اطلع بدون شور حد..نسيتي شو استوى فيج ولا اذكرج؟؟ انتو تحاسبوني ما تحاسبون عمااركم..انانيتكم وكماليتكم هاذي مب عليه انا..مسويه روحج ملاك!
صرخت بسرعه تحت استفهامات محمد: اسكتييييي..
ردت بتهجم واضح: نسيتي هذاك اللي خطفج في نص الشارع ولا رمستي ولا صديتيه جنه عايبنج!!
ترك يداي, دون ان ينظر إلي, لم يهمني بما اشعر تلك اللحظه, اكثر من اهتمامي بما بملامحه التي انقلبت رأساً على عقب..همست: محمد
تنفس بسرعه عندما اكملت الغبية:اجوفج سكتي..حتى يوم يينا خذناج من عند بيته كنتي مضروبه وحلجج خايس دم..قلتلج خبري عليه قلتي انتي مايخصج سكري الموضوع ..كنت حاسه ان محد يدري عشان جذي سكتيني!! قولي كلامي صح ولا لاا
صرخت من قلبي: لااااااااا لاااا
بسرعة لم الاحظ قوتها, مسك ذراعي وسحبني حتى غرفتي..ترجيته بدموعي: خلني افهمك!! محمد هاي جذابه مب هذا اللي استوى
دفعني على السرير واقفل الباب, بعصبية واضحة جلس فوقي وضغط على فكي: عيل شو اللي استوى..يلا ارمسي
دارت فيني الدنيا, غصيت بقوة وصرخ: انطقي!!!
هزيت راسي لأن كل مافيني تخدر تحت قبضته..لم الاحظ كيف سقطت من عيناه دمعة على جبيني: شو سوابج!!
شال يديه ووضعهما بجانب رأسي: يلا شليت ايدي ارمسي..شو سوابج!! ضربج؟
هزيت رأسي: لا
اغمض عينيه..ترجيته: لا تسوي شي محمد الله يخليك ..هو طلع من حياتنا خلاص
نظر إلي..شال خصلاتي من وجهي بحب, اطمئننت قليلاً
حتى خاب احساسي ووقف مسرعاً: بس لازم يتحاسب
جلست بسرعه: محممد..عشان خاطري لا تسير,
لم يسمعني, اتكأت على الباب من الوجع: لا تسيير..ماباه يأذيك والله خايفه عليك , عشاني ارجع..عشان عمر !
التفت إلي, يسترق النظر, ثم أكمل طريقه !
جلست مستندة ويائسة, نغزات تغرز قلبي, ودموع لا تتوقف!!
دخلت عليّ شما : مريوم..الله يهداج بس
مسكتني من كتفي: صوتكم وايد كان عالي وخفت امايه تنش والله..ما بغيتو ترمسون في هالسالفه الا الحين, روحها امايه مب ناقصه لو عرفت عن هذا الريال شو بيستويبها..الله يهداكم بس وقتكم كله غلط
خبأت وجهي بيداي, لعلي اخفف من وطأتي هذا المساء,
هذا المساء الذي تمنيته ان يكون اجمل!


تحت قمع نيرانك حنيــن
وبين اصابعك صرآخ يدمي قلبي,
اعلم انك تعاتبني, ولكن عتابك يقتلني. .
اعلم انك تحبني, حباً لم يرضي غرورك أبداً !



لا اعرف كم مضى من الوقت وانا انتظر .. عيناي لا ترمشان وجسدي لا يتوقف عن الارتجاف, شما ترغي في امور كثيرة وانا عيناي على الساعه, والنافذه!
انتظر خبر..تنهدت واخذت من الهواء ما يلزمني, خفت حدة الالم الذي اشعر به بجسدي بسبب الرعب الذي احس به ! تمنيت لو اكسر الباب عليها وابرحها ضرباً, ابرد خاطري بها ولكن ما الفائدة الآن..من سيرجع, يا خوفي انه لن يرجع!!
ربتت على كتفي مرة اخرى وقالت: بسير اجوف ولدي خلود, تبين شي!
لم استجيب بأي طريقة, عقلي بمكان ابعد !
ردت وهي تتثاءب: يالله..اصلا انتي مب وياي انا ليش متعبه عمري ويالسه وياج..اذا بغيتي شي ازقريني....مريوم اكلمج....كيفج
نظرت الى الفراغ المعتم , بنوع من الضياع المشتت!
اعلم ان سيحدث شيء ولكن لا اعرف ما هو..اعرف احساسي لا يخيب ..حتى جسدي يستشعر المرض قبل ان امرض..!
لا اعرف كيف اصف خوفي الآن..لا اتمنى لأي واحدة ان تعيش ما اعيشه ..لأنه شعور مخزي ومخيف, بعض الفتيات يتمنين وجود اثنان بحياتهن يتقاتلا عليهن وكلاهما يريد الاخرى لنفسه..ولكن الشعور مخيف..لأنني اعلم ان في النهاية احدهما سيخسر تلك المعركة, والخوف اذا كان من اردته انت..من احببته ..لا اتمنى شيء الان غير انا اراه امامي..دعوت بقلبي ان يرجع إلي ويعاقبني انا ..ولكن لا يذهب الى ذلك الذي لا يخاف من احد!!
دخلت شما تحك رأسها: ها يباج برع
التفت على الفور: منوو
ارتدت: شو بلاج عوذ بالله, هذا اللي ودانا عزيز مادري شسمه
شهقت: عزيز..!
مسكت يدها وحاولت الوقوف : وديني لين الباب
-وين اوديج مب لابسه شيله
-الله يخليج مب رايمه امشي
-سيري بروحج مافيج الا العافيه مريوم..خليني ارقد مارقدت من حشرتكم
استندت على الجدار,لبست غطائي وخرجت من باب الصالة..
مجرد ان لمحني دخل على الفور, انزلت رأسي لم ألمحه جيداً..
لكن ذلك الصوت القريب.. افاقني من غيبوبة الحزن واخرجني من غيمة الكآبة ,
: مااااااامااااااا
صرخت من فرحي: عممممر!!
ابتسمت لعزيز الذي ابتسمت لي واعطاني اياه, ياااا الهي كم احبه , كم اعشق رائحة الطفولة في شعره وجسده..قبلته اشبع شوقي به..ضحك كثيراً من فرحته بي!
لكن عزيز موطئ الرأس..بانت ملامح كثيرة في وجهه
-اشحالك عزيز
-الحمدلله ربي يعافيج, انتي شخبارج!
سألته:تمام.. انت كنت يالس وياه؟
-هيه..كيف عرفتي
-محمد كان هني..قلت اكيد حد تام ويا عمر
-هي انا ..اصلا الشباب متيمعين عنده اليوم
-عيل ليش طلع!
-مادري..
-ووينه الحين
-قال بيتاخر..عشان جي يبتلج عمر
اومأت رغم عدم ارتياحي..عمر الهى مشاعري عن محمد هذه المرة..
سألني باهتمام: انتي مرتاحه!
انزلت رأسي: الحمدلله
سكت قليلاً..اكمل: اقصد انتي ومحمد الحين..
أريتـه بنظراتي ما يمكن ان يكون جواب.. و فهم: اها
تنهدت: ادخل حيااك
التفت خلفي: اشحالج خالوه!
امي تمشي بنصف عين: الحمدلله ولدي..شو السالفه عسى ما شر
عزيز: لا ما شر..يبت عمر حق...
امي تهجم على عمر وتحمله: وااااايه فديته حبيب امه العوده انااااا..عموووري!!
التفت له: ما بتدخل!
ينظر للساعه: لا مستعيل..تحملي على عمرج
ناديته: عزيز..
التفت: هلا مريم
لا اعرف ماذا اقول..رديت: اذا..اذا كلمك محمد او استوى شي..خبرني !
عزيز: استوى شي؟
حتى لا يشك: اقصد اي شي لا سمح الله..
كان سيضع يداه على كتفي, وانزلها منحرجاً..ابتسم : ان شالله خير , مع السلامه!


-مع السلامه
التفيت لصوت امي بالداخل: فيك رقااد فديتك؟ اكيد لعوزوك وهم يدورون فيك من مكان لين مكان
تنفست وجلست بجانب شمة النعسة..
ساسرتني: احين بتنغزج لين ما تقولين بس!
وقفت: عطيني اياه امايه ما شبعت منه
امي: قومي عند الولد.. لو مب شبعانه جان درتي بالج عليه..الا غاسلة ايدج بعد!
شمه: امايه من جايفه ولدها من متى خليها اتشم نفسه شوي
رجعت الى مكاني حين قالت: والله قلبي يعورني عليه جوفي كيف يغمض عيونه فيه رقااد (حضنته اكثر) وااااي يا الغالي بتعيش عند يدتك انته صح! حبييييبي
شمه تخف صوتها: ما قلتلج
امي: انتو بدال هالقرقره سيرو دورو ابوكم اللي ماله حس ولا خبر
- هي صح ابويه وين؟ ليش مب مبين من مده!!
شمه: يمكن ساير فندق من هالفنادق يونس المدام بعد..مايندرى
-مب كل هالمده..وبعدين ماعنده فلوس عشان يسير فنادق
امي: لا عنده حبيبتي حق ناهد دوران عنده بيعطيها
شمه تضحك: ناهد دوران هههههههه
امي: بس..انا ارمس جد وانتو تتطنزون
-ليش ما سألتيه وين ساير شموه.زعلى الاقل بنعرف وين مكانهم, زين محد جرب يتصل فيه

امي: والله شموه وشيخو نقعو التيلفون..محد يرد..ابوج وانتو صغار ما سأل عنكم بيسأل الحين..تتحرونه هذاك الابو الحنون يوم كنتو صغار لا حبيبتي..احين الديون ماكله اللي وراه ودونه
شمه: اللي يبا الدح لا يقول اح
-شمووه!! استحي عاد
شمه: شو ماقلت الا الصدق..والله
امي: آآه والله مب كاسر خاطري غير اختكم هاي اللي محبوسه جنها ديج
شمه: جنها ديج ههههههههههه
-اعتقيها اميه بتموت من اليوع
شمه: لالالا عقب دوروها في بيت فلان وعلان..مافينا
امي:اوديلها اكل بس عاد يوم ادخل الاكل شو تسوي..مصارعه, تنجلبلي هذا علي حميد مادري شسمه عشان تطلع
شمه: اميه اسمه محمد علي
امي: هذا هو..لا خلاص باجر بدش برمسها , توه دقيت عليها الباب وفتنت عليه ماعرف بلاها! انا الاقيها وين ولا وين الله يصبرني بس..احين احاتي باجر كيف بنطبخ وين الاغراض وين ندق براسنا حتى موز ماشي..وانتي يالمتفيزرة قومي قولي حق ريلج اييب بامبرز حق الولد!!
شمه: انزين اميه..
امي: وانتي الثانيه, قومي جوفي ريلج وين..فقدتكم
تنفست بعمق ..وتسطحت على الكنبة يغفى فيني التعب , كلما تذكرت ما حصل زاد توتري اكثر .. لو اجرب الاتصال به, ولكن اين الهاتف يا حسرتي! تذكرت عزيز عندما قال محمد سيتأخر, اريد سماع صوته..فقط صوته لأطمئن
ناديت شمه: شميم..ابا تيلفونج ما عليج امر
شمه: افف ماعندج تيلفون..بروحه رصيدي مخلص
امي: فقدتج يالزطيه..على ريل خالتج مررره
شمه: يعني كيف بطلع على ريل خالتي شو هالتشبيه امييه
من دون نفس: بتعطيني ولا لا
شمه: انزين لا ترمسين وايد..تسمعين!
سحبته عنها, ضربت الارقام بسرعه..رن , و رن .. الى ان شبع رن واغلق !
اتصلت مرة اخرى, واخرى ..لم يجيب..شعرت بالمغص يجول تحت شوارع بطني!
ماذا افعل ..ليتني قلت لعزيز سيتصرف!
ذهب الكل الى مضجعه, اغلقت امي الاضواء وبقيت على الاريكة في الصالة متسطحة احمل نور القمر بين كفّاي, سمعت صوت عمر في غرفة شما, اخذته امي لينام بجانبها..كالعاده انا المهملة..ولكن عوار بطني منعني من فعل اي شيء!
اخذت اتقلب كأنني على نار هادئة..لم يأتيني نوماً ولم يهدأ لي بال, ظل هاتف شما معي ,اتصل ولا من مجيب..ادمعت عيناي خوفاً عليه, تمر ببالي افكار اتعوذ من ابليس بسببها..يا الله احميه اينما كان..امسح دمعتي وادعي بكل صدق..ربي يحميك حبيبي!


تحت العتمة, وبين هدوء السماء , سكون لم يكن مثله جمود!
قفزت, شعرت بالهزاز تحت كتفي وجلست مسرعه, سقطت عيناي على رقمه فالثالثة فجراً ..ارتحت كثيراً ورديت بصوت مغبون: حبيبي
نبرته تقتلني: انا عند الباب ..
اخافني صوته..ظليت بمكاني افكر ماذا حصل ..نبهني: مريم..بتخليني برع
بسرعه: لا لا .. يايه!
حملت نفسي بحذر, تجنبت كل الاوجاع ومشيت الى الباب..فتحته , كان مستنداً بجانبه , يداه في جيبه, شعره منكوش, عيناه حمراوتان وصوته مزكوم,
دخل واغلقت الباب , حضنت وجهه: انت مريض
اومأ: لا, كحكحح عادي ارقد هني اليوم؟ بس احين والصبح بروح
حضنته : انت مينون..اصلا ما بخليك ترد البيت وانت بهالحاله
ابعدني: تعالي نرتاح!
لم تعجبني ملامحه , مشيت معه الى الداخل..قال: جوفي في حد..
-لا تعال
اخذته الى الغرفه..ساعدته في فسخ ملابسه, كنت انظر إليه بشوق, بلهفه, بحب , انظر وانا بحاجة الى عناق لا ينتهي..همست: احلفلي انك بخير
سكت, وقبل ان اشلح عنه القميص أبى: لا خليه, جذي ادفى
مسحت على شعره: بس مب برد وايد..عقه احسن
اشر بتعب: تعالي عدالي..
ابتسمت واقتربت منه, تسطحت بجانبه وعيناي تعانقه..نظرنا الى بعض بعتب واضح..وحب خفي!
سألته خوفا: شو سويت..الله يخليك طمني
اغمض عينيه, فتحتها باصبعي: ما بتقول؟ بتخليني احاتيك
حمل اصبعي وقبله بحنان: ماعليج,
همست : زعلان مني صح
ما زال مغمض: لانج ما خبرتيني هيه
-خفت عليك..خفت يسوي فيك شي
-هههه تزيغين عليه من هالياهل
-..ماباك تتأذى بسببي
-لان كفاني ما يا بسببج صح
-...
-يعني اختج لو ما رمست انتي ما بترمسين, انتي تدرين شو استوى فيني يوم قالت الدم يطلع من حلجج ! حسيت بالنار تضمي فصدري حلفت لاخذ روحه , بس اذا انتي رضيتي تسيرين وياه انا شو بيدي
ادمعت: والله ما رضيت..كنت تعبانه من معاملتك لي وما قدرت اقاومه لا يقص عليييك..انت تدري كيف كنت احاول ارضيك هاذيج الفتره كيف بطيعه! اصلا من هذاك اليوم وانا اجز منه ومن فعايله
-زين يوم اعترفتي
حضنت رأسه حتى لا يهرب مني ثانية : انا اسفه, اوعدك اقولك كل شي , بس لا تزعل مني
قبلني بشغف واحتياج, تلمست كل مكان فيه حتى اطمئن من قربه, شعرت بشيء غير طبيعي عند عضلاته,,لم يكن جلده تحت القميص..شيءٌ يلف يديه مثل الشاش,
ابعدها عني: يلا ارقدي
مسكتها: شو هذا
ابتعد: ارقدي قلت
نظرت اليه لوهله..زادت دقات قلبي..جلست بسرعه لاشلح عن يديه رغماً عنه
وصرخ: آآآي


حيـن سـأفقدك عزيـزي //
. . كأننـي فقدت جميـع البشــر ,




 
__define_like_share__




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 02-05-16 الساعة 05:57 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-04-16, 06:57 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


,,



 
23





حتـى عـند المشـيخ يبـدو..
سأظـل احـبك كالمـراهق ..
اتزيـن وآلبس الحلي..
اقف تحت شباكك حتى منتصف الليل ..

لأقـول لـك اننـي لـن اتركك, حتـى اخـر نفـس !!





محمد



:


عند آخر النفق المظلم..قدت بين السيارات كأنني في سباق .. كلامها يرن في مسامعي..
لن ارحمه..حلفت بنفسي لأن اقتلع عينه من مكانها الحقييير..


اتصلت بعزيز وانا انظر الى جدران بيته بشراسه..
-ها حمود
-ود عمر عند امه الحين
-ليش
-وده وخلاص..
-انت ويين؟ لا تقولي ساير عند عبود والله .....
قاطعته: في حساب بعده ما خلص !!!
اغلقته..ركنت السيارة عند مكان لا يُـلاحظ..وقفت انتظر مجيئه كأسدٍ يراقب فريسته..
مر امامي كل شيء حدث بسببه..ثار البركان في نفسي!!!
تجاهلت اتصالات عزيز..واصوات الليل حولي..مرت ساعه وانا انتظر..ولكني بقيت..
لن ارحل اليوم قبل ان اخذ روحه بيدي..سقطت عيناي على الصورة المعلقة ..صورة عمر..ابعدتها عني بعصبية ..
حتى آتاني صوت الفرامل خلفي..سيارته الجديدة..هذا بفضل صحبة خالي الكريم..نظرت اليه حتى توقف دون ان ارمش..
نزل..ونزلت بسرعه..
مشيت نحوه..التفت إلي متفاجأ..
مسكته من اكمامه وهو يشهق..ادخلت وجهي بوجهه..اسندته على الحائط ومسكت احد يديه..قلبتها بطريقة موجعه..صرخ من الألم


شددت على حروفي: هاذي..علشان تعرف تمسك ايدها وتغني بأنها زوجتك
قلبت الثانية فأصبح صراخه أعلى..
ضغطت على اسناني: وهاذي..علشان اذا فكرت تخطفها وتمد ايدك عليها مرة ثانيه..تسمعني؟
لف وجهه: هاي تقص عليك ما سويتبها شي
دفعته بقوة: منو يقص عليه؟؟؟ هاا؟؟؟
تنفس: الشيخه ما رامت تقولك انها كانت تييني بريلها قبل..احين حز فخاطرها اني وديتها وياي غصبن عنها
ضربته على فكه.. رد لي الضربة على بطني بأقوى منها..
اغمضت عيني: آآآآآآي
مسك يداي ليقلبني ولكنني اسقطته..تبادلنا الضربات حتى شعرت بالدم بوجهي..لم استسلم..كلما ضربته احسست بالنار تنطفئ بداخلي..الى ان سحبني احد بعيداً..
سيف يتهجم عليه: شو تبا انته شوو؟؟
يصرخ بهذيان: قوله هو اللي ياي عندي شحقه تقولي انااا
حملني احد آخر وسحبني..
راشد: قوم اركب السياره
سيف يدفعه: دش دااخل وفكنا من المشاكل اللي تيي من ورااك..
استفزني بايتسامه: ههه..والله هذا كله من الحب شو ذنبي انا
ركضت إليه لأخنقه..مسكوني عنه ..حاولت افلاتهم: والله لااااااييييييب اجللللللللك ..والللله العظييييييم
راشد يدفعني: خلاص عاده..سيفو حطه فالسياره وحرررك
ضحك متخصر..زاد الغيض فيني..ابتعدت عنهم بالقوة ودفعته على الجدار..انصاب رأسـه..رأيت الالم بعينه..الآن برد مافي قلبي..
سمعت بين الاصوات في لمحة بصر..راشد: حمووووووود
يتقرب بسرعه: قوم عنه فإيده فرررد
كنت سألتفت..ولكن الوجع امتص كل حركتي..لمحت اخ عبدالله الاكبر وبيده المسدس..ولأن سيف دفعه بعيداً..لم تصبني الرصاصه ولكن مرت بجانبي وخدشت يداي..شعرت بالألم كأن طرف ورقة حادَ اصاب يدي..اغمضت عيني وانا اضغط على المكاان..سحبني راشد الى السيارة..
سمعت سيف يحاول سحب المسدس منه: خذه المستشفى انا بتم هني بسرعه
راشد بخوف: يتك الرصاصه؟؟؟ وين مكانها راوني
دفعت يديه: آآآآآي..
لمحت امرأه تخرج من البيت..شكلها اكبر من امي متفاجأه من عبدالله الممدد بالارض يتألم..
لم استطع رفع رأسي, طار راشد بين السيارات وهو ينظر لجرحي: لازم اوصل بسرعه قمت تنزف
..نطقت بصعوبه: ماله داعي مستشفى..انا بروحي بضمده
بعصبيه: مب ع كيفك..شو علقك وياهم هاييل هذا اخوه ما يخاف الله لو يت الرصاصه فصدرك! مصايبهم ماتخلص ..والله لو تدريبك اميه قسمبلاه اتطيح فأرضها
بحدة: اذا درت ياويلك !
يتأفف: الله يهديك انته بس
اخذني بسرعه الى الطوارئ ..دخلت على الطبيب الذي سالني ألف سؤال..
كنت اخرج صوتاً خفيفاً عندما ادخل الخيط في الجرح..
لف يداي وهو يقول: انت احد صوّبك؟
هزيت راسي: لا
اومأ: عيل ضرابة اولاد..تغطو على بعض و تسكتو.. ممكن المرة الجايه يصوب مكان اخطر
تنهدت: خلصت؟
اخذ ادواته: خلاص..بس تحمل على نفسك وحاول وقت الحمام ما تلمس مكان الجرح
جلست بصعوبه: اوكي
لم اتوقع دخول امي وهند الى الغرفة..مسحت على عيناي بتعب..
هذا اكيد راشد لم يستطع مسك لسانه..
امي تركض الي باكية: ولدييي..دكتور شو فيه طمني علييه
هند تحضنني: حموووود انت بخيير؟ طيحت قلوبنا والله
همست: بخير حبيبي
الدكتور: مافي شي يا خاله بس خلوه يرتاح
امي تتلمسني: شو استوابك يا عيون امك منو ضربك حسبي الله عليه يعل ايده القصصص
وقفت: مافيني شي امايه لا تخافين
بنحيب: شقى ما خاف علييك ياميه الله واعلم هذا منو ولا شو يبا منك ولا من متى يترصد لك انته من اليوم وساير ما بتظهر من البيت لين يزخونه
تشبثت بهن لأقف: ماعليه..يلا ردو البيت الوقت متأخر
هند: يعني الضربه مب قويه ؟ ما بتشتكي عليه
اخذت يد امي: خلاص هنوده بعدين..خذي امي وارجعو البيت انا بيي وراكم..
امي: اي بيت نرجع له و خالك في المستشفى من امس..
تذكرت خالي المنوم بسبب الم في رأسه..
تنفست: انزين ..سيرو عنده انا برجع البيت برتاح
امي:بس خالك..مب ابخير موليه..الدكاترة قالو لازم يتم ويفحصونه اكثر..انا زايغه يكونون خاشين عنا شي
تنهدت: بسأل الدكتور قبل لا اطلع ..بس انتي ريحي بالج امايه

غطت وجهها: كيف اريح بالي وانت من صوب واخوي من صوب..الله يعافيكم ويخليكم لي يا ربي




 



مريم



:


تأكدت ان هناك شيء يخفيه..وجعه الذي جعله يضم شفاته بقوة ويغمض عينيه..
كتمت شهقتي وابتعدت..نزلت من السرير وانا اضع يداي على فمي..
ظهر طرف الشاش الملفوف على ذراعه..يغطيه وهو يتألم..شعرت باللوم والحرقة..
كأن هذا الحساب لن ينتهي ما دام احدنا على قيد الحياة !!!


دفعت يديه حينما مسك كتفي: مريم
ابتعدت ووقفت على الفور: لا اتدقني..يعني سويت اللي فراسك وسرت لين عنده واتضاربتو..
يتوجع: لا .. مب جيه
صرخت باكية : عيل كيييف؟
يهمس: ششش..خفي صوتج
مسحت جبهتي خوفاً: لين متى محمد قولي لين وين ناوي توصل وياه؟ تباني اجوفه ياخذ روحك جدامي مب كافي اللي استوى ليلة العزيمة ليش ترد تتهجم عليه الحين ما بيهدك !! ليش تبغي تذبحني ليش
نظر إلي دون ان يقل كلمة..كأنه يعاتبني بصمت..نزلت على الارض امطر الدموع المتجمعه عند اخر زاوية..
انظر الى الجدران التي تكلمت فيني تلوم وتبغض ..


وقف , مشى الى الباب..
مسحت دمعتي: على وين
فتح الباب: برد البيت..يوم بتهدين بنتكلم
وقفت ومشيت اليه..
غلقت الباب ووضعت عيني بعينه: هديت .. والحين بتعطيني جواب..اذا كنت ناوي تكمل سلسلة انتقاماتك روح..تفضل..ما بمنعك من اي شي تسويه..بس سوه بعييد عني..لاني ما اتحمل اجوفك تتويع كل يوم جدامي واسكت ..ماقدر احط عيني بعينك وانت بكل نظره تتهمني وتعاتبني..سير ..اجتلنا كلنا لو بغيت بس ترضي غرورك وترد شرفك !! سييير..(دفعته) يلااا رووووح
مسك يداي بحركة سريعه و الصقني بالجدار..سمعت انفاسه..دافئه كما هي, اغمضت ,تأملني تحت نور القمر, الذي يشع نحو عيناي ليبرز لونهما , بلعت ريقي..حبسني بين ذراعيه كالعصفـور ..
بهدوء: اشتهيت مرة .. مرة وحدة بس ..تمسكين ايدي بحضن ايدج وتقوليلي انا احبك ..وراضيـه بكل اللي تسويه علشاني..تعترفين بكل شي استوى بدون لا اكتشف من نفسي..اشتهيت مرة مريم..نعيش مثل الازواج حالنا حال الاوادم ..اذا طلعنا نكدنا على بعض واذا رمسنا طرينا هالزفت..كل ما ييت لج محتاج لأيادي تمسح على صدري وتلمني صديتيني جني انا الغلطان..ما تقوليلي انتي لين متى؟ يمكن انتي اللي عندج هالجواب مب انا !!!
بكيت بصمت يخنق عبراتي..
من قلبي: والله احبك ,بس ماقدر اجوفك تتعذب !
ابتعد..انزلت رأسي من نظراته..لمحته يختار زاوية من الغرفة يبث منها القمر منعكساً..
ضائعاً في السماء لا محل له..يختار بيوت العذارى لينير دروبهم المظلمة..
جلس يتأمل النافذة..وقفت قليلاً افكر بكلامه ,
تقدمت ..خفت ان يقف اذا رآني ولكنه بقى, لم يلتفت!
جلست بجانبه انظر الى ما ينظر: كان ودي تعطيني سبب غير عمر عشان ابقى وياك..انت تباني اعيش ال10 سنين اليايه من عمري وانا اترجاك تسامحني
همس: وشو عذرج؟
نظرت للاسفل..فضلت الاجابه عن السكوت :يمكن..غرتني الحياة اللي منحتها لي وخذاني جمالها..حبيت اجرب كل شي فيها مدامه بيدي..كنت اجوفك سبيل لسعادتي لأن اهلي ماكان عندهم شي يعطوني اياه..وانت ييت وعطيتني كل شي, كنت منغلقه فعالم بين هاليدران اللي جدامك..هذي كانت حياتي قبل لا اعرفك ما فيها شي يديد (هزيت كتفي) خذتني على فرنسا..ههه..البلاد اللي ماجوفها غير فالتيلفزون..لفيت فيني الاماكن اللي كنت اقص صورها والزقها فدفتر امنياتي..وانت ما قصرت..حطيت لي القمر بأيد والشمس بأيد كيف ما تباني اغتر !.. خذتني وانا عقلي معلق بسوالف الحب اللي اجوفها واتخيل نفسي فيها..جفت ان حياتي وياك ما ناسبت الشي اللي انا تخيلته قبل العرس..(مسحت دمعتي) الحين يمكن هالكلام ما ينفع بس..على الاقل يشفع لي!!!
التفت اليه .. لمحت تلك الابتسامه الجميلة تتمدد على شفاته..سارحاً يسمعني ..كنت سأقف واتركه لأنني خجلت مما قلته.. ,
فاجأني: تعالي
اقتربت دون تردد..مد رجليه, اخذني بينهما واسند ظهري على بطنه,
احتضن بقاياي بشدة اقشعر جسمي بسببها ..اغرقت نفسي فييه لأشعر به !
اقترب من اذني وهو يلامسها: ليش تحسبتي ان هالحب بتلاقينه عند غيري؟..
ضغطت على يديه بحنية: لأنـي لقيته اول سبب .. و اول فرصه جدامي!
سكت.. اكتفيت بقربه, اتلمس جسمه كأنني سأفقده ,
ليته شيء يوضع في الجيب لحفظته من كل شر يضره..وضعت يدي على ذراعه..
اخرج صوتاً يكاد يُسمع..
خفت عليه: سرت الطبيب؟
هز رأسه بنعم: هالكثر زايغه عليه؟
-انا بغت تطلع روحي لين جفتك جداامي..انت مينون تسألني هالسؤال
دارت عينيه حول ملامحي..يفكر بشيء ما..
ابتسم: تدرين.. وايد حاولت اقسى عليج واخليج تكرهيني..طردتج من البيت , وديتج بيت اهلي غصبن عنج , شليت عنج كل شي حتى ولدج بس ماشي فايده..تعرفين شو اللي غفر لج؟ ان كان عندج الف فرصة عشان تهديني بس بقيتي..يوم قلتلج خلينا نفترق كل ودي اني اعرف ردة فعلج ,ارتحت يوم ما طعتي..وسالفة عفرا هذاك اليوم اول ما قلتلج اني جذبت صدقتيني..مع اني كنت اباها تكون سبب و حجه لابتعادج , بس ما ابتعدتي!

لفيت نحوه والسعادة تأخذني إلى السماء: يعني غفرت لي..ما بترد تخانقني مرة ثانيه ولا تتهمني ! يعني..يعني بنرد مثل قبل وما بنتضارب وكل شي بيكون حلو صح!!
هز رأسه وهو يمسح على شعري: صح .. بيكون حلو
بلعت ريقي: بس هالعفــرا شو سالفتها ها..ليش يعني اخترت هذاك اليوم عشان تخبرني وشمعنى هي؟ انا اخاف يكون صح وانت اتجذب عليه !!
انزل رأسه..خفق قلبي: بينك وبينها شي؟
نظر إلي: لا ..بس كنت ابا اغايضج فيها لأني ادري انج بتنقهرين
-والله قلبي كان بيطلع من مكانه ..تمنيت اذبحك انت وياها في يوم وااحد
-ليش انا ما حسيت بهالاحساس!
التفت عنه: جفت؟ رديت لتلميحاتك اللي مادانيها.. بتم تعق علي هالكلام
-ما اقصد..بس اوضح لج ان مب كل شي تسمعينه صح..وبعدين لو ااباها ليش ما باخذها كانت جدام عيني!
-احلف لي !!
-والله..احين بنزعل عشان عفرا يعني؟
-لانك ما تدري كيف كانت لعينه اتدور علينا زله..تستغل غيابي وتتقرب منك ليش ما اجوفها انا !!
-وانا عطيتها سالفه؟
-لا .. بس
-بس شو؟ تبين اتطلعيني غلطان غصب
- احين ليش فهمتها جيه؟ المفروض انا اللي اعصب من كلامك.. كيف تسمح لك نفسك اتطلعني من بيتي نص الليل وتبهدلني عشان اتكرهني فييك!! تتحراني بهالطريقه ببتعد الله ستر كان عزيز موجود ولا شو استوى فيني ليلتها؟
ضحك:هههههه..انا اسف
تخصرت: وليش تضحك بالله؟
كتم ضحكته: كان شكلك يضحك
لا اعرف لما ضحكت: ههههه ..سخيف تراك..ترى جد ما يضحك انا صدق تبهدلت
-ادري بكل شي استوى..وادري انج صكيتي لين بوظبي وسرتي هاييج الشقه عشان اختج.. وادري انج حابسه عمرج فالغرفه من كم يوم ..بس اللي ماتعرفينه اني انا اللي خليت عزيز يوقف هذيج الليله..وكنت قاصد اني اطلعج من مكان تحبينه..عشان تعرفين كيف حسيت يوم طلعتيني من قلبج!
تفاجأت: يعني انته ..كنت تدري بكل شي
تنهد وهز رأسه..وقف و مد لي يديه: يلا قومي بسج..انا تعبان وابا ارقد !
وقفت وضميت شفاتي: ما بتقولي شو اللي استوى اليوم؟
التفت إلي..حضن وجهي : انتي متى بتهدين عنج هالفضول اللي فعيونج.. المهم تعرفين ان ريلج بطل ما يهزه رييح
ابتسمت: يا رجُل ..على اساس اطمنت

بحركه سريعه حملني, صرخت من المفاجأه ,
تمسكت به حين اوقعني على السرير وتمدد فوقي..
ضحكت من قلبي عليه وهو يحاول يخفي الوجع..
بدقائق ..تغيرت نظراته...تقرب مني ببطئ..
اشتمّني بحنان يأسرني الى عالمه..
واخذ مني كل شيء احتاجه من زمان..
من زمـان طويل!!




مُلهِمة هيَ عيناك ؛
كيف لكَ أن تجعلني أتمسّك بالحرفِ أكثر
وبكلمات الحبِّ أكثر
كلما رأيتهُما ..!


__define_like_share__



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 02-05-16 الساعة 10:22 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-04-16, 07:04 PM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

،؛





24




انا ما خنتك ولكنني..رحت اخون الزمان بعدك
سعادة العيش بإذنك..اصل انتمائي بحبك..
وبرد السنين بقربك






ما اجمل الاستيقاظ..على وتر كنت تعزف عليه ولا يخرج صوتاً..وفجأه..كل الالحان اصبحت تبتدأ منه..هذا الصباح نضج ..لم يكن في الحسبان..
بعدما عشت ليلتان احلم به واناظر السماء ارتجي تحقيقه..
سمحت ليداي تسبحان على صدرة..
واغرقت رأسي فيه اكثر..غرقٌ يوقظ الحب الذي ندمت ان ترتكته وحيداً..ضائعاَ يلملم شتاته..
كنت اعتقد ان الابتعاد هو حل لكل المشاكل..ولكنني كنت مخطئة..لم افهم ان حرقة الشوق اذا تحولت لرماد لن ينفع رمادها بشـيء..
واذا برد الحب بقلوبنا اثلجت معه المشاعر..
ما اجمل سلوة الحرائق التي تشتد عند اللقـاء !!
تأملته من بعد ..تنفست السعادة التي اشرقت شمسها في قلبي..و
هذا صباحٌ آخر يشهد على حبك !
رغم ذلك..كان الوجع بخاصرتي يأتي ويذهب,لكنه يقطع اشلائي بالداخل من الألم ..جهلت الاسباب وحاولت اخفاء ذلك حتى لا افسد اجمل لحظاتنا!
جلست امدد جسدي لأنهض..
طرق على مسامعي بكاء من بعيد..لم اميز اذا كان الصوت لخالد ام عمر..
سحبت نفسي من الفرشة الدافئة..ومن بين يديه..
عقدت حبل روبي على خصري ومشيت الى غرفة شمة,
ابتسمت عندما اقبل امامي عمر..يلعب على الارض..لم تكن امي في الغرفة..
بل خالد يبكي.. وكان هناك بكاء آخر..شما..بيدها منديل تمسح به دموعها..
نزلت على الارض وفتحت لعمر ذراعاي..حبى إلي بكل فرح يشع من وجنتيه..
احتضنته بحب وامومه..حاولت شما إخفاء دموعها عني اول ما دخلت..
كسر قلبي منظر خالد وهي لم تعيره اي اهتمام..
تقربت منها: صباح الخير
شما: صباح النور
عاتبتها: شميم..ولدج يصيح من متى شليه يمكن يوعان, شموه؟ فيج شي..
مسكت نفسها ودموعها على مشارف النزول..لم تستطع حبس الاعصار الذي يدور بداخلها وانفجرت امامي..انزلت عمر على الارض وشديتها باحضاني..تنهدت ..
عرفت ان الموضوع يخص اخوات زوجها المتعجرفات..
لم افهم سبب معاملتهن السيئة لشمة..
بحنية: خلاص لا تصيحين..امسحي دموعج لا تسوين بنفسج جيه
بصوت متقطع: انا تعبانه مريوم..محد حاس فيني كيف عايشه والله..
-حاسه فيج انتي بس تكتمين بقلبج وما تخبرين حد
-تعبت..احس اني تغيرت ما اعرفني..من كثر ما حطو فيني عيوب الدنيا جدام ريلي قام يبتعد عني..يوم اكون عنده ما يعبرني..ويوم اتصل فيه ما يرد عليه وانا متأكده انه موجود ويجوف التيلفون ..غيروه خلوه واحد ثااني..مادري ليش يسوون فيني جيه والله ما سويتلهم شي!
اشفقت عليها: ادري باللي تمرين فيه والله بس اللي اعرفه انج اقوى من جيه..ياما مرت عليج ظروف اصعب وكنتي انتي الحنونه علينا وانتي اللي تصبرينا شو ياج شموه..والله من كثر ما تغيرتي احس انج وحدة ثانيه..معاملتج لي مول ما عيبتني اخر فتره جني انا السبب في كل شي
تعتدل: لاني كنت مقهوره منج..عايشه حياتج ومخلتني انا هني متوهقه بين امايه وابويه ومشاكلهم وانتي والست عليا لاهين بدنياكم..كنت ابا حد يوقف ويايه عليو بقول ياهل بس انتي شو عذرج..حتى يوم رديتي هني ولا اهتميتي بأمر حد جنه العالم يدور حولج مريوم ترى مثل ما انتي عندج مشاكل حتى نحن عندنا..ولا فكرتي تسألين اصلا!
حز في نفسي: الحين انا ما سألت ولا اهتميت..ليش تتحرين عليو منو اللي ردها البيت..ومنو وقف ويا اميه يوم بغت تطلع بسبة مرت ابوي منو اللي وقف وياج يوم ييتي تصيحين اخر الليل..الله يسامحج شموه ..(وقفت)انا سايره أأكل عمر شلي ولدج رضعيه واهتمي فيه احسن لج من هالنواح
اخذت عمر, مشيت من الغرفة وهي تنادي: مريوم..تعالي والله مب قصدي انزين..مريوم!!!
التفت لها: ادري ما تقصدين..بس بخليج ترتاحين
وقفت: هي بس..لا تحطين فخاطرج ترى والله من اللي فيني قمت اقول جيه..
ابتسمت رغما عني: عارفة..على فكره ريلي هني اذا بغيتي تطلعين البسي شيلة
تمسح وجهها: قصدج بايت هني؟
-هيه ..ياا تعبان فليل وخليته يرقد فالحجره
-مب مشكله..
-امايه وين
-مم مادري..يمكن في المطبخ! كانت تكلمني وتتحرطم بس ماسمعتها جوفيها انتي
-ان شالله
لم استطع لومها ,اسكتتني دموعها التي سبقت الجُمل..لم اعرف كيف اجتمع في بعضنا سوء الظن ..وسوء الحظ معاً..
وضعت عمر على السرير بهدوءٍ..ناظرتهم بحب ..شديت الغطاء عليهم لأمسكهم بقوة..حتى لا افقدهم ثــانية !
السّلآم الذِي يبعثـه صـوتك النآئم ,
نفـَسك العمـييق بعد كُـلَ حِـلم
و الصـّوت اللـطيفَ الـذي تُحـدثه
حـين تلتفّ مـن يمينك ليســارك:
يُحدِث آحتفــآلاً وسـط قلبـي
والوقـت الذي آقضيـه وآنا استمـع لصوتك..
آكتشف لآحقاً انـه ما حُسِـب من آيـام عمـري!

تأملت عمر بابتسامة وهو يشد بـخدّ ابيه: باااااباااا
همست له: قوله يلا قوم
ضربه بخفّة: قووووو
ضحكت على ملامح محمد المتفاجأه..نظر إلي بنصف عين ثم الى عمر..يحاول استيعاب ما يحدث..ابتسم وهو يحك شعره!
مسحت رأسه ببشاشه: صباح الخير
تنفس الصباح بحبّ: صباح الورد..
حمل عمر على بطنه: ليش تلعوز بابا..همم؟
لصقت بكتفه: اشتاق لك
همس: وانتي ما اشتقتيلي!
اخرجت نفسٌ يعبر عن ابتسامه: وليش اشتاق لك انت عندي خلاص
بنبرة جنونية: اخر مرة ايي عندج ..عذبتيني
خجلت من نظراته واعتدلت: يلا قووم ما وراك دوام
تمدد..عقد حاجبيه: ليش الساعه كم!
نظرت الى الساعه: 8 ونص!
جلس ووضع عمر امامنا الذي بدأ يتمتم بجوع..مسك يداي وقال ناظراً اليهما: مب ياي على بالي اسير اليوم .. شرايج نرد بيتنا !
غيرت الموضوع: ليش يعني ما عندك شغل؟
يلعب بأصابعي: عندي..بس مالي نفس
سحبت يداي: بتشبع منا بعديين..يلا قوم تغسل وانا بحطلك الريوق
تذكرت كلام امي بالامس عن المطبخ الذي اصبح خال اليدين..
نهض يائس مني: على راحتج..انا وعمور بنسير الدوام ..
عمر: مابااا
ضحكت علييه: ماله بارض الريال يداوم اليوم
يضحك: طع هذا انتو ..(يلبس ملابسه) تعالي جوفي الحمام جان فيه حد..
وقفت: لحظه
تركت عمر على السرير وخرجت من الغرفة لأرى الحمام..لم يكن به احد..رجعت لأخبره.. ولكن هاتفه رن..شككت في الامر..
بقيت عند الباب لأعرف من المتصل..يذبحني الفضول لأعرف ماذا حدث بالأمس.. !
مسكت بطني عندما احسست بألم طفيف..
سمعته وانا احاول الاختباء: هلا سواف...منو...ليش؟..يا الله ارحمني..شو يبون؟...على اي اساس؟ ليش منو الغلطان انا ولا هو....خير؟...خوش والله....مابا ايي المركز ان جابلته ما بهده(فتحت عيني)...انزين..خلاص بلبس بس...باي!
جلس على السرير واضعاً يديه على رأسه..وقفت مذهولة..مركز؟؟ما الذي اوصل الأمور الى المركز..لم امسك نفسي وصبري اكثر..دخلت واغلقت الباب وقلبي سيخرج من مكانه..كتفت نفسي..رفع رأسه..استغرب من وقفتي..
نظر بتعجب: بلاج..في حد فالحمام؟
لم اجاوبه..عقد حاجبيه: شو فيج!
بجدية: انت خاش عني شي
بهت بي..نبهته: اكلمك..انت خاش عني شي؟
يحلف: والله ما رمست غيرج
اعتدلت: محمد؟
يكتم ضحكته: هاا محمد؟
فقدت اعصابي منه..شددت على قبضة يدي: سيف شو كان يبا منك؟
بدا طبيعي..انزل رأسه: ولا شي
بحدة: ليش بتسير المركز؟
وقف: اششش..خفي صوتج..وليش واقفه تتسمعينَ!
- اكيد في شي ولا ما بتوصل الامور للمركز شو مستوي خبرني!
- السالفه غير جي
-عيل الحين تقولي كل شي
-ماقدر..لازم اروح..في حد فالحمام ولا ارد البيت اسبح والبس؟
-اول شي اتجاوبني حق شو بتسير اتجابل هالمينون مرة ثانيه؟
بهداوة: حبيبي هدي اعصابج ليش مستويه عصبية جيه
بخوف: لان ادري انه هو في الموضوع وانك متضارب وياه بس شو وصلها للمركز الله يخليك فهمني ..مابا ايلس اترياك على يمره تاكلني قولي بترجع ولا لا!
اغمض عينه: مريم
قاطعته: مابا اترياك وما ترجعلي..لا تخليه يخرب بينا مره ثانيه!
شد على كتفيّ: ممكن تهدين؟ ولا اهديج انا بطريقتي
بنفس النبره: كيف اهدى كيف؟؟
كنت بقمة اللا صبر..والغيض..والخوف البعيد..حتى شعرت بشيء تحرك بجسمي اوّل ما طبع قبلته..شيء اسكتنـي .. و اهداني فعلاَ..ضميت شفاتي وابتعدت عنه خجله..اعطيته ظهري وجلست بجانب عمر احاول تجاوز المشاعر التي اجتاحت قلبي بلمحة بصر..مشاعر الحرقة الباردة..والشوق والحب معاً..
حضنني من الخلف وهمس: انا برد البيت بلبس..بيي العصر ابا الاقيج بعباتج عشان نرد بيتنا..تمام!
لم اجاوبـه .. سأل: في حد يالس برع يوم طلعتي؟
هزيت رأسي بـ لا..مسح على رأس عمر وذهب..اشتلع قلبي معه وهو يخطو الى الباب بحذر..
التفت دون أن أراه: تحمل على عمرك!
وقف قليلاً..ثم مشى..انهالت دموع من عيني لم اعرف سببها بالضبط..أهي خوف من شيء اعرفه..او شيء لا اعرفه..او لأنه تركني وذهب ولم أشبع منه !
رأسي سينفجر من التفكير..حملت عمر وحممته بقالب الصابون الذي يفضله..يبتسم كلما شم رائحته ويلعب بفقاعاته..مع ان عيناي عليه ولكن عقلي بمكان بعييد..وجسمي يحمل آلآم اجهل أسبابها..
تنهدت بمكاني عندما طرقت امي الباب: مريوم؟
أُلبس عمر: ادخلي اميه
تتقدم: هاه..شخبارج اليوم احسن..
اومأت: الحمدلله
تتخصر وبيدها منشفة صغيرة: زين..جفت ريلج وهو طالع بات هني شو؟
- هيه رقد هني
-ما صبر يتريق!!
-عنده دوام طلع مستعيل
-همم..يلا قومي كلي شي من متى انتي مب ماكله
-من وين يبتي اغراض؟
تتنهد: من اليران ..
عاتبتها: اميييه.. بعد؟ كل ما نقص شي يبتي من اليران شو هم فاتحين جمعية؟
بغيض: بعد شسوي هذا اللي طلع بيدي تبيني اخليكم بدون اكل
مسحت جبهتي: لو صبرتي شوي توني كنت اقول بخلص عمور وبسير اييبلج اغراض
-يلا انزين قومي وديني بناخذ حق الغدا..بعد شو بتتغدون ماشي شي فالبيت لا حول ولا قوة
-ان شالله
-وبعد بنمر المستشفى عند عمج موليه ما زرناهم
-ان شالله اميه
-وبناخذ اغراض حق اليهال الله عاطنهم امهات مايدرون وين الله حاطنهم
اغمضت عيني: انزين ان شالله
مشت قليلاً ثم التفتت: هاتي عمور خله أأكله..شموه بلاها عاقده النونه على الصبح..ارمسها ما ترد جني ارمس اليدره
تذكرت كلامها: مادري..يمكن من ريلها
-بعد ريلها هو والكرسي واحد..حد يهد مرته وولده من كمن يوم وما يسأل عنهم شو هالسفرات اللي ما تخلص ..!
-يمكن مشغول ..انتي ماتعرفين شموه كيف تكبر المواضيع
-حتى ولو ما يتصل مول ؟ هاذو ريلج مسكين عنده شركه واشغال اكثر من هاك المنتف وبعد ما يسهى عنكم
لم استطع اخفاء الابتسامة من عيناي..كلامها اسعدني وكبر قدره في قلبي!
تخرج: يلا قومي الاكل بيبرد مريوم
مشيت الى الحمام لأغتسل: يايه
استوقفتني: تعالي قبل لا اتدشين..يودي هالصينيه خذيها حق عليو
التفت من دون نفس..مستحيل انظر لوجهها بعدما قالته لمحمد: مابا
-شعنه بعد
-مابا اجوف ويهها
-مريوم عن الحركات وشلي الصينيه يلا..تلاقينها ميته يوع احين امس ما طاعت تتعشى
-شو اسويلها خل تتحمل نتايج افعالها
-اووهووو!! وبعدين وياكم انتي وشموه؟
-بتم اتصرخ فويهي ..شو اسويبها لو طلعت؟
تجهز الطاوله: ماعليه اتحمليها انا قايله اليوم بطلعها كسرت قلبي والله..يا ربي منكم بس
مشيت متثاقله: يا الله..انتي وديلها
عمر يمسك الخبز و يبرده: اووووف
امي: وولدج منو بيوده
كنت سأجلس: انا بيوده حبيبي
تمسكني: لالالالا خلي الولد وسيري وديه بسرعه يلااا
حملتها بسرعه: بنجوف
-شليييها عدل بتطيح
كل ما حدث بالأمس بسبب غباءها ..حذرتها الف مرة بأن تمسك لسانها عن هذا الموضوع ولم تفعل ..حتى تغيضني لأنني فضحتها ..اخذت المفتاح من تحت قفص العصفور..كما تراه امي أأمن مكان لإبقاء علياء على قيد الحياة ..فتحت الباب ..وجدتها تحضن رجليها وتجلس بزاوية في الغرفة..منظرها ذكرني بنفسي عندما اخذني عبدالله وتركني وحيدة في غرفته..
ابعدت الصورة من بالي وناديتها: تعالي تريقي
كدت اسمعها: مابا
مشيت: والله عاد كيفج
طرت الى الباب قبل ان تتحرك من مكانها وتحاول الخروج..لكنها لم تفعل!
قفلت الباب وانا اسمع امي: حتى لو ريل بنتي مانروم نقوله اصرف علينا عيب
شما: عيل شو بيدنا حل ثاني من وين ناكل وين اييب اغراض حق الولد؟ كيف نعيش جيه ولا وحده فينا تشتغل ولا انتي يمشيلج مال الشؤون لأن بعدج على ذمة ابويه..قوليلي من وين !
امي بقمة الصبر: الله كريم..الله ما ينسى عباده
فعلاً..تلك الابتسامه التي ظهرت بوجه امي..لم تكن الا مسحة حزن ممزوجة بطعم الصبر..كلما بانت تلك الملامح بوجهها تمنيت ..لو ان بيدي اسلحة الفرج لأغير تلك الوجنات المدمعة..التي تشكي من دون صوت حتى لا تزعج الآخرين..ولا تبكي الآخرين..تهتم حتى في أوج احتياجها للاهتمام..وتعطي حتى ولو بـ شقّ فرحة!
تقدمت منهن اشد رجليّ..جلست بجانب شما..وانا افكر ألف فكرة..
بنبرة مترددة: لا تخافون..انا عندي كمن بيزه فالبنك بسحبهم اليوم وبعطيكم خذو اللي تبونه..وكل ما بيحطلي محمد بعطيكم..لين ايي شهر 9 بتبدا المدارس وبرد الدوام..بعدني ما قدمت استقالتي بتتعدل امورنا ان شالله!
شما ترضيني: لا مريوم..يكفينا تقولين هالكلام وتفكرين فينا..بس لو ما تبين هالدوام لا ترجعين!
-ما بيدنا حل ثاني..لو ما رجع ابويه شو بنسوي
-بخلي علي يدور لنا شغل ثاني ونقدم اوراقنا..وعيالنا بنخليهم هني..لين يرجع ابويه من مادري وين..وينحل الموضوع
-نسيتي ديونه اللي على راسه من وين بييب..
-لو يقولنا كم هالديون عشان نساعده والله ملينا من كمن سنة..الله يهونها بس
امي تمسك ايادينا..وبيدها الاخرى عمر: يا غلا قلبي بناتي اللي كبرو بسرعه..شليتو الهم وانتو صغار..عسى الله لا يوريكم باس في حد ولا الدنيا تنساكم..عساكم تكبرون بين عيالكم واتجوفون ايام حلوه وتنسون هالايام..اصبرو ترى في الصبر خيرة..والله بيعوضكم قولو آمين..
وقفت وحضنت ظهرها..الذي حملني طيلة 22 سنه دون كلل او ملل: آمين يالغاليه..ويسعدج انتي بعد!
..ربتت على ذراعي ترسم الرضا في قلوبنا..و نلوّن لها قربنا الذي يُـكفيها !
بعد الفطور جلست في الغرفة ..لأن التعب في خاصرتي تمكن مني..ألهاني عمر عنه بوجوده الى جانبي..
ارتوى قلبي برسالة من محمد "اشتقتلج..واشتقت ذيك العيون"
خطف احساس جميل في قلبي..رديت "اشتقت لك اكثر..اعتذر عن اللي قلته"
نظرت الى الهاتف قليلاً..انتظر رده..حضنته في صدري بحب..وضعته جانباً عندما طال الرد..ربما انشغل بشيءٍ ما ..
رجع بعد دقائق "حبيبي انتي..شو رايج نتغدى برع اليوم"
تنفست بفرح..بس تذكرت كلام امي "ياريت..بس امي تباني اسير وياها عند عمي في المستشفى"
مسكت طرف ظفري بأسناني انتظره..كأنه يفكر..ارسل "حلو..عيل باخذكم انا المستشفى وعقب نطلع نتغدى كلنا..شو رايج"
عقدت حاجبي "منو تقصد كلنا؟"
ارسل " امج و خواتج ..بيغيرون جو"
فكرت..قلت " مادري والله حبيبي ..بشاورهم..متى بترد؟"
ارسل على الفور " يا الله..قمت اناقز فمكاني اخيرا قلتيلي حبيبي من امس اترياها..حبيبتي بخيلة مشاعر"
ضحكت بصوتٍ عال..يترنح الصوت بقلبي ليزيدني فرحة بجنونه..رديت "يالعيار الحين صرت بعينك بخيلة..يمكن ما اباك تمل منها"
تركت الهاتف ببسمة اول ما نادتني شما..
فتحت الباب: ماما عن الشطانه هاا
خرجت لها تحبو بعينيها في زوايا الصالة..تجوب عن غائبها بتلك الزوايا..
جلست: هلا شموه
شبكت يدها..مترددة: تهقين..يعني اذا رجعت بيت عمتي وراضيتهم..علي بيرضى عني؟
عقدت حاجبي من اسلوبها المنتهي تماما..كأنها تشحت رضاه!
فهمت قصد لغة جسدي..ردت: ولا خلاص..خلاص انسي اللي قلته اصلا مابينفع احينه شي
حاولت ترتيب جملة في بالي لا تجرحها..ولا تسايرها في نفس الوقت: شموه..اسمعيني حبيبتي انتي الحين في موقف ما تنحسدين عليه انا فاهمه..احس بمشاعرج متلخبطه ومب عارفة شو اللي مستوي بالضبط..ترى اللي مزعل الثاني هم مب انتي..هم اللي غلطو عليج واتهموج بأشياء وايده وريلج شاهد على كل شي..يدري ان مالج ذنب ومع هذا تركج..على اي اساس تسيرين انتي تعتذرين وعن شوه !
تنزل رأسها: هو ما تركني..بس الكلام اللي ياه عني جرحه وايد..من كثر ما قالوله اني سويت و سويت قالي شما خل نبتعد عن بعض فتره..لأن الفتره اليايه بكون مشغول فخلينا نستغلها ونختبر مشاعرنا .. اهلي دخلو في نص علاقتنا ومب قادر افكر! هو طلب مني هالشي بس .. بس مب قادره ابتعد مريوم..احس متولهه عليه وايد وضايعه بدونه اباه يرد بعيش ويا اهله وبستحمل اهاناتهم بس يرجع لي..مب قادره افكر في شي غير اني اشتاقله واصبر متى يردلي!
تنهدت ومسكت كتفها: فديتج والله..حاسه فيج..بس مالنا غير ان نتريا شو بنسوي!
مسحت وجهها: لهيت بتفسي ونسيت اسألج..انتي شو اللي مضايجنج..ليش كنتي حابسه عمرج ريلج آذاج بشي
نتفست براحة بدت على وجهي بوضوح: لااا كل شي انحل الحمدلله..انا طايره من الوناسه
فرحت لي: عساه دوم ياربي..عالاقل وحده فينا مستانسه
اومأت: همم..على فكره..محمد كلمني قبل شوي..قال من يطلع من الدوام بياخذنا عند عمي وعقب بيغدينا برع..تعالي ويانا غيري جو شوي
باستغراب: يغدينا..قصدج كلنا؟
-هيه هو قال..ليش
-لا بس..يعني ليش ما تطلعون بروحكم شمعنى
-هو اقترح علي ..انا بصر على امي تييب عليو عن هالحكرة اللي هي فيها..اباها تغير جو!
-اي جو اكثر مما غيرته وشبعت
اتى ببالي امر ذاك الشاب معها: لا يستوي قلبج جاسي شمو..ترى بعدها ياهل والدنيا بتعلمها اكثر من اسلوب امي البدائي..ترى اللي تسويه وياها مايفيد..
تتنهد: والله مادري..صح كلامج بس شاوري امي..بصراحه انا بعد اباها تطلع من هالحجره بأي طريقه بس اخاف ترد لعادتها
وقفت: لا ان شالله..انا بسير اخبر اميه وعقب بجوف عليوه
تبتسم: زين حبيبتي..مري جوفي خلودي بطريجج اذا راقد ولا لا
قبل ان اجيب..رن قلبي مع رنين صوت الرسالة بهاتفي..ركضت اسارع الريح لأصل إليه..حتى شما ضحكت: هههه عن اتطيحين ما بيطير
وجدت عمر يعض اطراف الهاتف..حملته بيدان تلتقطان الاحرف قبل ان تراها..وجدت علامة الرسالة التي ترد الروح..
فتحتها "احبج..وبقولها لج كل يوم دام الروح فيني حيه"




محمد:




مسكني سيف حينما دخلت: تأخرت ياخي
وضعت هاتفي بجيبي: زحمة شسوي..وينو هذا الدقس
يتنهد متخصراً: امس عقب ما روحت كان بيصوبني في نص راسي يا ريال مينون هذا شو..
اتذكره: هذا سعود اعرفه من زمان..كان ويايه ايام المدرسه راعي مشاكل! حسابه ثاني هذا بس اخوه الزعطوط انا براويه
-لا تسوي مشاكل مب وقته عاد..احين ترى طالعين بسالفة ثانيه
-شو بعد؟
-اونه انته هاجم عليه في بيتهم والمسدس كان دفاع عن النفس
تقدمت: اقول..خل يراويني ويهه عشان اشلخه بجوفه كيف يدافع عن النفس
يدفعني: يا حمود اتق شرهم مالك خص فيهم..احين بيي دورك يبا يجوفك المحقق عندك القضيه بترفع عليهم ولا شوه؟
تنهدت..اكمل: اذا رفعت قضية بتكون على سعيد مب عبدالله..
ابتسمت: بعد نفد منها .. لا ما بشتكي عليه خله يرتاح انا مب مثلهم!
-زين تسوي
-بس بسألك ..نفس اليوم لمحت عيوز عند الباب هاي منو امهم!
-هيه اسكت سوت مناحه يوم جافت عبدالله طايح مب حاس بحد..انا مني مناك قدرت ايود عن الاخو السلاح ومن مسكته شرد بس عبود خذته اخته وودته المستشفى..انته الحمدلله ان يت سلميه ما قرب شويه صوب القلب جان رحت فيها والله
-هذا اللي يبونه..
-عشان جي اقولك تحمل
ربتت على كتفه ومشيت عنه: ما عليك
استوقفني متلعثم: تعال اقولك ..
التفت..انزل رأسه يحك لحيته..عرفت ان هناك خطب ما ..
-خير
-آآ..في شي ثاني مادري اذا تدري عنه
-شو هو!
-خبروك ان..بو مريم موقوف عدنا من كمن يوم
فتحت عيني: كيف !!!!
-انا عرفته من اسمه ,اشتكو عليه الديانه يبون بيزاتهم شكله مديون بمبلغ عود..كانت وحده وياه حامل تصيح وتزعج لان قاللها ماتخبر حد..بس قلت يكون عندك خبر احسن!!




عبدالله:



بعدما خرجنا من المركز..اسرعت الى المستشفى لأن ابو سلطان طلب رؤيتي في الحال..عرفت ان الموضوع يخص محمد..
في السيارة كنت احاول عدم تحريك رقبتي التي اصبحت ملتفة بالجبس..و العن الحال الذي اوصلني الى هنا!
سعيد يقود بعصبية: كنا نااقصين مشاكلك احين
اغمضت عيني: لا تزيدني
يصرخ: لين متى بنيلس نغطي علييك اشلك تعلق ويا هاييل..هذا وين وانته وين حتى الشرطه ما سحبته من بيته مثل ما سحبتك نش من رقاده ويا ..متى بتموت وبتفكنا
قاطعته بغضب: مب انا اللي طلعت الفرد وصوبته ..ومحد قالك دافع عني جان خليتني اموت على قولتك..علشان بالمرة تاخذ ورثي كله مثل ما لهفت ورث ابوي وحق امك واختك
نظر بشراسة دون ان يرد..
اومأت وانا اتوعد: ماعليه..كنت ميود عمري عنهم من زمان بس الحين هم اللي بدو..والبادي اظلم
توقف على الفور واخرج صوت من السيارة..
نزلت وقلت له : ترياني لا تنزل..من الله محد يبغي يجوف ويهك عقب اللي سويته
سعيد: يا ريال حسستني انا اللي ميت بجوفهم
دخلت الى الداخل..طرقت الباب ودخلت..كالعاده عندما ازوره كل يوم..ولكن هذه المرة لم يرحب بي ولم يعطيني اية اوامر
كان ممددٌ على السرير تسنده وسادة من قطن..لمح الجبس برقبتي..نظراته لم تطمئنني..كان بجابنبه سلطان كأنه سيشهد على ما سيقول ,
انزلت رأسي وشبكت يداي: آمرني طويل العمر!
على الفور: انا مالي امر عليك من اليوم وساير عبدالله..اباك من اليوم تشل اغراضك من الشركه.. وحقوقك بتاخذها
رفعت رأسي مذهول: بس ليش انا..
يقاطعني بملامح غاضبة: بدون ليش ولا كيف, انت تعديت حدودك وايد وقام طمعك ياخذك بعيد..دافعت عنك ذيج المرة لأني تحسبتك مظلوم بس سيف خبرني بكل شي..حتى لو اني شايل على محمد بيتم ولد اختيه ومارضى له المضره ..بس انته شو سويت..قمت رفعت سلاحك فويهه عشان كمن بيزه..لو لا سمح الله وراحت روحه بسبب جشعك؟..عطيتك منصب يحلمون الف غيرك يوصلونه وكبرت اسمك شو تبا اكثر من جذه..احمد ربك بس ما خلاها قضية جان انسجنت لك كمن سنة ..ولا بيعود شي ينفعك عقبها حتى الندم (التفت عني) تقدر تسير, درب السلامه
رفعت يدي: اسمعني بو سلطان انته فاهم غلط
قاطع الشك باليقين: اكثر شي اثبته جدامي..ان لي طاح الجمل كثرت سجاجينه..بس انا مابا سجاجيني تنغرز في اقرب الناس لي ..الله وياك!
سلطان يدافع: ابويه عطه فرصه انته حتى ما سمعته
بحزن: اعرف شو بيقول ومابا اسمعه..ما بيرجع لي اللي مضى..انا مادري كم باجي من عمريه سلطان..خلني عالأقل اعيش هالمدة مرتاح بدون لا اظلم حد زيادة..حتى امك وبطي ماقمت اجوفهم عقب ما طحت !
انسحبت بثقل رجلين..لا اعرف اين اذهب او اخطو..كأنني رجعت للصفر,
غادرت الغرفة و لحق بي سلطان ينادي:عبدالله
التفت..رد: لا تاخذ بخاطرك ياخوي ..تراه ساعات يهذي مب منه..بس بعد اللي سويته غلط
دافعت عن نفسي: والله ان عمري ما شليت فيدي سلاح مب انا اللي ضربته..قال مابا اظلم حد بس ظلمني حتى ما سمعني!
-حاولت اقنعه ان اخوك هو السبب وقلتله شو استوى بس ماصدقني..انته لا اتضايج بروحك وعن الدوام تراك ما قصرت ويانا..وعشان جي دبرنا لك شغله مرتبه ثانيه ومعاش بعد زين..تقدر تبدا من باجر..وترى هو اللي وصى عليك !
اومأت: الله كريم..مشكور سلطان وقفتك ما بنساها..بس انا لي كرامه ومدامه قال هالرمسه انا مابا منه شي والله يعافيه
مسك كتفي: عبود..حالة الادمي اللي يعاني من الخبيث ونفسيته هالفتره ترى وايد صعبه..لا تسوي جيه من الله بايع الدنيا واللي فيها, ما نباه يتعب عمره واذا عرف انك رفضت بيحس انه ظلمك!
قبل ان امشي: انته بس لا تخبره وهو مابيدري..عن اذنك
اخذ الورق يحترق فيني شيئاً فشيئاً .. قبل ان اقتحم باب القسم..كانت زواياها تحتضن امرأه ,ملامحها باكية..دموعها لم تنشف..وعتاب امها يفور بإذنيها..
خففت سرعتي حينما قالت الام: خلج بعيد عنهم يا عفروه خل يحلون مشاكلهم بروحهم !
ببحة غضب: يعني الحق عليه يوم قلتلها اشتكي عليه احين اتطلعني انا الغلطانه جدام عزيز
عرفتهم..اهل عزيز..و أكد لي ذلك صوته خلفي: انته شعنه واقف هني!
التفت: هلا عزوز..
ينظر إلي بتنمق: اهلين..بو المصايب
عقدت حاجبي: افا..
تحرك قبلي: فكنا لا
استوقفته: عزووز
توقف دون ان يلتفت: شو

تقدمت: شبلاك جوفني انزين
نظر: يوم بيرد ويهك ابيض يمكن اجوفه
بعتب: وشو اللي سوّده؟ ترى كل شي استوى انا مالي خص فيه ولا كان ذنبي ليش تحاسبوني انا
يبتسم: والله انت واخوك اخر ناس اصدقهم..خلاص عاد اطلع من هني ماله داعي تحرج عمرك زياده
كنت سانطق..ولكنه رحل , تحرك بداخلي شيء يحرق مريئي من الغيض..وجودي لم يعد مرغوب من قبل احد اصبحت منبوذاً..
خطفت بجانبي ام عزيز..ومن بعدها تلك المسماة بعفراء..تمسح دموعها بمنديل يحجب الجانب مني..اي لم تراني..
فاضطريت ان اخرج صوتاً: احممم
التفت باستغراب..ثم مشت..توقفت..التفت مره اخرى..كانت صامتة تنتظر شيئا مني لان عيني لم تنزل عنها..
قلت بتردد: انا .. عبدالله
فاجأتني: اعرفك
لم اعرف بما اتحدث .. ردت: في شي؟
هزيت رأسي: لا ..
ردت: اها
لفت وجهها عني..قلت: تستاهلون سلامته
نظرت إلي: نعم؟
ابتسمت: الحمدلله على سلامة خالكم
تتنهد: الله يسلمك..
مشيت بجانبها: انتي..عفرا صح
-صح
-ماشالله عليج
-شو
-لا بس..اقول يعني
-اها
-عزيز وايد غالي عليه ..كنا مع بعض من واحنا صغار انا وهو رشود..بس غيرتنا الظروف
احبطتني: وانا شسويلك
حكيت رأسي: آآ..لا بس اقول يعني
ابتسمت..تعجبت: ليش تبتسمين
- لا بس ضحكني شكلك..سوري لازم ارجع الغرفه
-متى بتروحون..انا بوصلكم
-لا مشكور..يايه بسيارتي
-اتداومين صح
-هيه
-وين
-مب شغلك
انزلت رأسي خجلاً: ايوا
هذه المرة ضحكت بصوت..نظرت إليها تشع فرحاً..ابتسمت..مشت بجانبي..نظرت إليها حتى وصلت الغرفة..
وانا لا زلت اتأمل ضحكاتها تغرد في نفسي




مريم:
على الساعة الثالة قبل وصول محمد..دخلت على علياء لأشق عليها..اغلقت الباب وجلست بجانبها..سارحه كما تركتها في الصباح..كان هدوءها على غير العادة..لم تراددني كما كانت تفعل..ولا تصارعت معي على الخروج..شيء شدني على الالتفات والنظر إلى وجهها..شاحبٌ كأنما احداً سحب اللون من وجهها..شهقت..تقدمت منها..اشفقت عليها كثيراً..هي بمكان غير هنا..وأُناس غير هنا !
هزيتها: انتي بخير؟
نظرت إلي: شو تبين مني..خلوني في حالي
مسكت يدها: شو فيج..قوليلي يمكن اساعدج عليوه..اذا تميتي جي بتتخبلين!
دفعتني: ليش انا اللي حبست نفسي في هالحجره
-شو تبينا تسوي وياج شو الحل انزين..عطينا حل ثاني عشان نيلسج في البيت وماتطلعين مكان خبريني
تحضن رجليها: اصلا مابا اطلع مكان خلاص..خلوني هني محد اييبلي لا اكل ولا شرب خلوني اموت وارتاح
مسحت على شعرها: بسم الله عليج انتي مينونه؟ شو هالكلام
بغصة: ليش هاي تسمينها عيشه
بحنية: انتي اللي يبتيه لنفسج عليو..هالكلام مب مهم احين..اذا تسوين كل ها عشان هذاك انسيه احسلج..فكري في دراستج وفنفسج انتي على ابواب الكليه ودراستها مب سهله موليه..فكري بمستقبلج لا تهملينها..اذا خسرتيه ترى ماخسرتي الجنه
سارحه: كان هو الوحيد اللي يواسيني اذا صحت..يسألني شو كلتي و شو شربتي..حتى يسألني عن مصروفي خذته او لا..وطبعاً كل يوم ما يكون عندي بس ما اقول..محد فيكم اهتم انا شو فيني ولا كيف عايشه..محد منكم مد لي ايده وقالي شو فيج شو ناقصنج وشو تحتاجين!! (تمسح دمعتها) كان طيب ويحبني..انا ابويه ماسأل عني مثل ما هو سأل..انا اصلاً ما اجوفه ولا حتى امايه اجوفها..نست انها كانت هاملتنا وحابسه عمرها فالحجره يوم يت هالخوله مرت ابوي..ولا كانت تسألني عن شي حتى يوم نجحت ما همها..هو الوحيد اللي يابلي هديه وباركلي وخلاني احس بهالفرحه! انتو وين كنتو هاه؟ وين !!
تجمعت دموعي اول زوايا عيني..
قربت اناملي منها وابعدتني: خليني بروحي
انزلت رأسي: مب بس انتي عليوه..كل وحده فينا حاسه بهالشي واكثر بس..شو بيدنا؟ هاي امنا وهذا ابونا..مانقدر نغير شي..ابويه لين احين مانعرف مكانه وين لاهي بدنياه وامي تحاول تلملم مشاكله وتخش عنا حرقتها..الله يخليج لا تزيدينها ..انا مستعده اوقف وياج .. بس هذاك انسيه..خلج بعيده عن المشاكل دخيلج
لم ترد..ابتسمت: يلا قومي بدلي ثيابج..محمد بيغدينا برع
لفت وجهها: مالي نفس
-علايه..عشان خاطري
-ترى ما تبوني اطلع كيف احين تعزموني على الغدا
-اذا بتطلعين ويانا مب مشكله.. تعالي كل مكان بنوديج بس انتي الله يهداج ماندري وين تسيرين وويا منو تطلعين عشان جي نعصب منج..حبيبتي يلا عاد..
كأنها تفكر..لأنني مددت يدي الى يدها ولم تدفعني: قومي البسي واكشخي وغيري نفسيتج شوي..يلاا
-خبرتي امايه
-توه خبرتها..كانت محتاره بس انا اقنعتها..يلا قومي
بوجهها علامات راحه: وين بيغدينا
ابتسمت: ماعرف بس شكله مكان راقي جي مال الدفيعه
تشق فمها: هههههه
انقضيت عليها: حياااااااااااااااتي انا الضحكه تولهنا علييج لاا
ببكاءٍ ضاحك: وانا اكثر والله ..انتو هديتوني
تفاجأت بشما تحضنني من الخلف بجنون: هيييييييييييييييييييييييه
تخالطت ضحكاتنا..وتخالطت معنا دموع الفرح ..والحب..والاشتياق !




كلما اقتحمت حياتي فرحة..
سألت ربي أن يكملها بوجودك !!



__define_like_share__



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 02-05-16 الساعة 10:42 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-04-16, 07:06 PM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

,,












25





{ بيـن ذِرآعـيك تـرتَاح قُـبلآتي
ويـُعشّش اشـتياقي النـّدي
تتـأمّلُنـي النـُجوم الكـَبيرة بعـينيك
ومـِثلمآ آحبّك تَـودّ اشـْجآر الصـنُوبر فـي الـرّيح,
آن تـُغني آسـمَك مـع آوراقِـهـا الـرَقِيـقـَة . . !





فتحت علبة الحُـلي لأختار لي شيءٌ يليق بملابسي..
البعض منه لم يكن الا اكسسوار و أكله الصدأ..تنهدت ضجراً..
نظرت الى نفسي بالمرآة..تعمقت بالنظر !
وجدت طفلةٌ كبرت..كانت تعبث بأشياء امها المبعثرة, وتخبئها حين تسمع صوتها قريب..
كانت تُلحـّن صوت المطر وتلعب تحته بمظلتها الشبه مكسورة..
كيف كبرت احتياجاتها..واصبحت تضجر لأشياء تافهه ,
سامحك الله يا أبي..لما فعلت كل هذا فينا وفي نفسك..اين انت الآن !
رجعت الصندوق بعصبية عندما دخلت امي متخفيه تنظر يمينا وشمالاً ..
اغلقته وتكتفت صامته..
عقدت حاجبي: بلاج سارقة شي؟
تقدم رأسها: انا يوم رضيت عليو تطلع من البيت ماقلت خلها تتعدل جنها سايره عرس!
-وانا شو يخصني في لبسها
رفعت اصبعها تحذرني: اسمعيني..انا اذا خليتها اليوم مب معناتها بتم على كيفها ومب كل يوم تطلعيلي بظهره وتترجيني اخليها انا اقولج !
تنفست: مدام ما تبينها تطلع ردي احبسيها في الحجره
نبرة غضب: و منو قالج ماقدر.. الود ودي ما تظهر موليه بعد
بنفس النبرة: امايه خلاص عاد..قلتلج على مسؤوليتي مب كل شوي تنبهيني
تتأفف: شو اسوي شلعت لي قلبي اخر مره جفتيها شو سوت فينا..واحين اخافها ترد تتعود عقب منو بيسير يراكض وراها
امشط شعري: اطمني محمد ويانا وانتي بتكونين موجوده خلاص
تخرج متذمرة: يا الله صبرني كل المصايب اتطيح فوق راسي
عليت صوتي: يلا البسي ريلي ياي فالدرب !!
ترد: انزيييين..
ابتسمت من تصرفها احيانا يضحكني اهتمام امي الزائد ..الثقل الذي حملته بعد ابي جعلها تتوتر اكثر..
مسك عمر طرف ثوبي وهو متعلق بالكرسي: ماماا
حملته بحب: عمووور..تعال حياتي انا فديت روووحه الكاشخ
خرجت الى غرفة شما وانا اكلمه: نسير نجوف خالوو و خلودي؟؟ ها يا حلوو
فتحت الباب مبتسمه: ها بعدكم..
لمحت القليل من الحزن على وجنتي شما: انا خلصت
عليا تلبس عباءتها: انا شوي وبخلص
نظرت الى الصالة ابحث عن امي ..ثم رجعت إليها: انتي ايه خفي من المكياج شوي اميه كلتني
تتأفف: اففف يعني ما اتعدل اطلع بكشتي
-لا فكينا من المشاكل
-اوهو
لمحت شما تبدل ملابس خالد ..تقدمت منها وهمست: بلاج !
نظرت إلي ثم انزلت رأسها: ماشي
قلت: ما اتصل؟
سكنت حركتها .. عرفت ان جوابها لا ..ربت على كتفها بحنية
غيرَت الموضوع: بيأذن العصر .. ريلج وين؟
عليا: لا يكون نسانا !!
سمعت رنة هاتفي..ابتهجت: لو طارين مليون
شما: ههههه
ركضت اليه بشوق..وعمر متلهف مثلي: باباااا
خفق قلبي عندما سقطت عيناي على الرقم..رقم هند!!
رديت على الفور: الو
بنبرة متردده: هلا مريوم..انتي فالبيت
سكت قليلا..ثم قلت: هيه هنوده .. فيج شي
ترد: انا عند الباب.. ابا اكلمج شوي تقدرين تييني
متفاجأه: أأ .. هيه .. دقيقة بس
نظرت للهاتف باستغراب شديد.. خفت ان يكون الموضوع متعلق بخالتي او راشد ..لبست شيلتي ودخلت عند شما..بهت فيها افكر..
عقدت حاجبيها: وين سايره؟
انتبهت مستعجله: يودي عمور شوي وبرجع
خرجت قبل ان تكمل: وين سايره تعالــ..
مضيت قدماً الى الباب و في بالي الف فكرة وفكرة..وصلت عندها..وجدتها تفرك اصابعها وتنظر للأسفل..ملامحها باهته !
ناديت: تعالي.. ليش واقفه برع
التفتت الى السيارة تأشر بـ(انتظر)..كانت سيارة راشد
أي راشد من اوصلها..انزل النافذة و لوح لي بيده..
دخلت معها الى منتصف الباحة وتوقفَت: هني زين
كانت تمسك الكلمات عند طرف لسانها..
خفت كثيرا: عقيتي قلبي ارمسي..شو مستوي
بنبرة جدية: انا يايه اسالج نفس السؤال..مريم شو مستوي في حياة اخويه ليش جيه متغير ! (بلعت ريقي) امس ما وعينا الا هو فالمستشفى وميروحه ذراعه ..محمد عمره ما اذى حد ولا حد اذاه من وهو صغير شو اللي استوى له مرة وحده اكيد انتي تعرفين!
ضميت شفاتي وقلبي سيخرج من مكانه..
شكت بي: انتي لج علاقة بالموضوع لا اللي يستوي هذا بسبتج
رفعت رأسي: انتي شو تقولين!
تمسك رأسها: راسي بينفجر والله مب فاهمه شي..شو اللي وصل الموضوع لدرجة السلاح شو الغلط اللي ارتكبه هو و منو اللي سوابه جي..محد طايع يفهمني اكيد انتي تدرين مريوم لا تغبين عني!!
تهت بين حروفها: سس..سلاح!!
تكمل: امس عقب ماطلع بروحي سألت الدكتور وقالي..ولا هو ماطاع يقول
ما زلت في غياهيبي..
بغيض: مريوم انتي راقده ولا شو..ماجفتي الشاش اللي على ايده ولا اساسا ما تدرين عن ارضه من سماه!!
انربط لساني..ما وراء الشاش سببه سلاح ! وضعت يدي على قلبي لأن زادت دقاته..
تتنهد: كنت حاسه ان ييتي هني مامنها فايده..بس اتمنى اتديرين بالج على ريلج لأنه فخطر والله اعلم بتوصل لين وين..!!
مشت واستوقفتها بفزع: انتي متأكده؟ كيف عرفتي منو قالج
تبكي خوفاً: في شي كلنا ما نعرفه مريوم..حتى امي ارتفع ضغطها الفجر بسبة هالسالفه حمود في شي وراه بس احنا مب قادرين نفهم شو هو..شوو هوووو!!!
حاولت النطق بأي شيء يهدئها: لو في شي يبغي يقوله جان قاله
تتهجم: لو كان الشي بينج وبينه كيف بيقوله لنا..تتحرين مب ملاحظه علاقتكم وين وصلت انا اعرف ان بينكم شي من يوم ربت اختج فالمستشفى..وييت يومها وهمست لج قلتلج اذا بغيتي شي قوليلي اساعدج بس لا تخلين اخوي يتضايج..
ادمعت عيني: وليش اتذكريني بهالكلام شو علاقته بالموضوع
انفجرت: لانج مب مهتمه يالسه ببيت اهلج ولا تدرين هو وين!!!
هدئت نفسي: ادري بكل شي..ومن امس هو بايت عندي مافيه الا العافيه, انا احبه ومستحيل اتركه وكل اثنين بينهم مشاكل بس احنا حليناها, انا هني عشان اهلي مب بسبة محمد اطمني ..
انزلت رأسها عرفت انها مخطئة, مسحت دموعها : انا اسفه..بس كنت احاتيه خفت يكون بروحه فالبيت وهو بهالحاله
تنهدت: ماعليه
وقفت قليلاً تجمع رذاذ اعصابها, ارتحت لأنها ازاحت فكرة انني السبب..كنت سأنفجر اماها بكاءً ومسكت نفسي..
مسحت على ذراعها: دشي داخل ..تبين تشربين شي
هزت رأسها موطئة: لا , امايه بروحها في المستشفى
استغربت: خالتي؟ ليش شو فيها
تهز رأسها: لا مب هي .. خالي
قلت: اها سلامته..رد ارتفع ضغطه
هزت رأسها ولم تستطع كتمان بكاءها اكثر..غطت وجهها بيدها تمهل ما بقي من دموع..عرفت ان الموضوع اخطر من ذلك ..لذلك فضلت عدم تكرار السؤال..احتضنتها لأنها كسرت قلبي ..لا تلام!
داريت مشاعري..تمنيت لو آخذ منها كل الاجوبة التي تدور برأسي..
لكن وجهها لا يوحي بأنها تريد الاجابة على أي شيء ..
مسحت وجهها وقالت بصوت مخنوق: حاولي تعرفين الموضوع دخيلج
مشيت معها: ان شالله..بحاول
وصلت عند الباب و رآها راشد .. نزل على الفور ومشى إلينا ..تنفست عميقاً لأهدأ من نفسي امامهم ..
وجدت نفسي دون محمد ضائعة .. لا املك ردود لاسألتهم ولا قناع ألبسه لأواري عن ملامحي.. ليته هنا لأضغط على يديه وقت ما اتوتر !!
راشد يقترب: السلام عليكم
رديت موطئة: وعليكم السلام ..
هند تتخطاه: اترياك فالسيارة
نظر إليها ثم إلي: شحالج مريم
-الحمدلله..
-فيج شي..هندو قالتلج شي
-لا ..لا بس سألتني عن شي
-شي يخص محمد يعني !
-مم..يعني جي
-ايوا .. مريوم .. بصراحه ابا اذكرج بشي بس مستحي احس مب وقته!
-تذكرني بشو
-آآآ .. عن شيخه .. شكلج ناسيه ان لازم نعجل بالموضوع
-آه لا ما نسيت بس سامحني انشغلت .. انا خبرتها بالموضوع يعني عندها فكره
تحمس: حلوو..يعني اخذ الوالده العزيزه ونسير نخطبها باجر !
هزيت كتفي: والله .. انا ماعرف شو ظروفهم الحين بس..اللي يريحكم واتجوفونه مناسب سووه..
تغيرت ملامحه: انتي ليش تقولينها جيه مستوي شي؟ هي بخير مريوم قولي الصدق لا تخليني اينّ واركض عندها احضنها فديتها والله
اخرجت نفساً يعبر عن ضحكه: انت مينون من زمان..مافيها شي والله بعدها خبله مثلك
-ههههه..خبريها دخيلج باجر يايين واذا موافقه او لا خبريني بشو قالت..الله يخليج لا تنسين
اومات: ان شالله
ابتسم: مشكوره مرت اخوي
اعطاني ظهره .. ندهته: راشد
التفت: هلا
ارتبكت: اممم..بغيت اسألك انت .. جفت محمد امس فليل او كنت وياه
انزل نظراته ثم نظر إلي: ليش
بلعت ريقي: احسه .. خاش عني شي
يطمئني: اذا خاش عنج كيف تبيني انا اقول..بس المهم انه بخير مب هذا اللي يهمج؟
-اكيد .. بس كنت ابا اريح بالي
-ريحي بالج .. مع السلامه !





محمد:
خرجت من المنزل بعدما انتهيت .. وجدت سيارة جمعة امام الباب ..نزل وقتما تقدمت منه
لم تعجبني ملامحه: هلا يموع
اوطأ رأسه: هلا حمود
عقدت حاجبي ووضعت كفي على كتفه: فيك شي !
رفع رأسه: لازم نتكلم يخوي..في شي زاد عن حده ..
اومأت لأنني عرفت ما سيقوله : زين .. اركب وياي انا بمر المستشفى عند خالي شوي ..بنرمس فالدرب ..
فكر قليلاً ثم وافقني..لم يعجبني شكله طول الطريق ..
سحبت منه الكلام: بتم ساكت يموع؟ شو الموضوع اللي تباني فيه
تنفس: ما بغيت ارمس جدام الموظفين فالاجتماع اليوم..و عقب طلعت بسرعه وما لحقتك
-ترمس عن شو !!
-الصفقات اللي عقدناها هالسنة..كلها مسربه من الشركة لشركة خالك كل شي بالتفصيل من ارقام واسامي ونسب ارباح..المشكله الفولدرات اللي ممسوحه من الكمبيوتر ناقصه جنه الباقي معطاي باليد..في شي عود يستوي من ورانا واحنا يا غافلين !
انتبهت على الطريق: ادري
تفاجأ: خير..كيف يعني تدري! وليش ما خبرتني
-قبل الاجتماع خالد كان عندي وبدينا نطلع خيوط السالفة.. لين الحين في فراغات ما اكتملت بعقلـي بس لا تخاف.. ما بيأثر فينا لا تنسى ان اسهمنا طاغية فالسوق..بس اللي مدوخني منو اللي حاط ايده على هالملفات !
-المهم لمنو يوصلها دام خالك فالمستشفى..معقوله سلطان!
-لا .. هذا الشيخ عبدالله
-هه..هذا يالله يالله يعرف 1+1 .. بيلعب في شغله كلها حسابات
-انا مادري لين وين بيوصل..مادري
-خالك غلطان.. حاطنه بمكان يخوله الصلاحيه يتصرف بكل شي دون علمه او دون ما يرجع له..مخلنه ذراعه اليمين على قولته
-لانه ما يثق ف سلطان ,دامه عض ايدي اللي انمدت له كيف بيحافظ على امانة ابوه
-محد قاله يطلع بفول بلا حمص
بثقة: عشان يعرف جيمتي .. ويحب ايده ورى وجدام لاني سامحته على سالفة المشروع!
-و شو ناوي تسوي ويا عبدالله!
تنفست: بتجوف..




لبست نظارتي الشمسية و نزلنا المستشفى ..
توقف جمعة عند الاستقبال: انته دش برايك انا بترياك هني
التفت: ليش تعال..ما بطول اصلا وراي مشوار
-لا لا..تعرفني انا ما اتقابس ويا سلطان ..سلم على خالك
اومأت: يوصل
مشيت حتى وصلت القسم .. لم اكن منتبه لشيء كل تفكيري بتلك المشكلة..رتبت الاشخاص في عقلي لأعرف من الفاعل ..و دون جدوى..شيء مشوش في ذهني لا استطيع تصفيته! من ممكن يعمل ضدي ؟ ولماذا ..
مسحت على عيناي ببطئ حين سمعت ضحكات عفراء في ممر الغرفة..
رفعت رأسي.. استغربت من منظرهما..تقف مع عبدالله بكل أريحية

هذا لن ارتاح منه الا اذا وقعت على شهادة وفاته بنفسي..
تقدمت ولمحاني ..اوقع علي نظرات الخبث..خافت عفراء من ملامحي ورجعت الى الخلف
قلت بنبرة جدية: شو تسوين وياه !
مرتبكة: انا .. اتريا امايه وعزيز لان امايه سارت...
ضغطت على اسناني: انا سألتج شو تسوين وياه !
تدخّل: خير ان شالله
رفعت اصبعي: انته .. مب .. شغلك
تقدمت مني والدمع تجمع بعينيها: والله ما سويت شي وقفت هني لأنه كله رياييل داخل, بس لا تعصب مني !
رفعت حاجبي: وليش صوتج واصل لين اخر الممر مدام كله رياييل جان روحتي!
لمست كتفي: كنت بروح بس..(نظرت إليه ثم إلي) خلاص والله بروح الحين
ضحك ساخراً من اسلوب عفراء معي .. تكتف ولف وجهه!
ابتعدت عن طريقها وغيضي منه يفرك رأسي: يلا جدامي
استفزني: لا تلومينه ماعليه..هو يتنرفز من كل البنات اللي يضحكون ويايه انا مادري ليش

ضغطت على قبضة يدي والدم فائر: يلا
تقدم: ولا يمكن طعم الخيانة مب طايع يخوز عن لسانه
صرخت بقوة: جبب
عفرا تبعدني من صدري: محمد هدي عشاني
يتحداني ويأشر على رقبته: كل اللي سويتوه فيني بطلعه من عيونكم.. مب انا اللي تنمد عليه اياديكم الناعمه و انيرّ المراكز واتبهذل ..
اشرت بقهر: على اساس مب متعود على المراكز انته واخوك ..
بشرارة: بس على الاقل احنا نصون شرفنا اكثر منك
دفعته بقوه وتمسك بالجدار ..وعفرا تمسك بذراعي وتصرخ كي لا اتقدم اكثر..اخرجت صوتاً يعبر عن الالم لأنها وضعت يدها مكان الغرز..خافت وارتعدت!
اغمضت عيني وجرح قلبي يؤلمني اكثر ..خرجا عزيز وسيف من الغرفة ..
سيف يركض الى عبدالله: انته ليش بعدك واقف هني ما روحت انججججلع
عزيز يدفعني قليلا: بسكم يا حمود بسسس
سحبت يداي منه بعصبية ورفعتهما: خلاص
نزلت عفراء تبكي على الارض: كله مني
عزيز بعصبية: لين متى بتم تضارب وياه كل ما جفت شيفته ؟
ألقط انفاسي: يستفزني
عزيز: يلتتتتتتعن بس يود اعصابك يا ريال مب جي
خرج سلطان ولمحني..انزل عينه خجلاً .. صعبة هي المهانة !
سأل سيف وعبدالله: بلاكم شو السالفه
مشيت عنهم وانا اكلم عزيز: انا بجوف خالي و بروح
ابتعد يعاتب عفرا: شو موقفنج هني ما قلتلج روحي البيت
نادتني بعينيها كي ادافع عنها ولم اعيرها اهتمام..
دخلت الغرفة وتوقفت فجأه.. رأيت خالي وموظفينه بخجل..عرفت انه كان في اجتماع..
انحرجت من الصوت الذي وصل اليهم ..
بلعت ريقي وقلت: السلام عليكم .. اسف برجع وقت ثاني!
نظر إلي بحزن , حاله كل يوم يضئل اكثر من قبل..لأنه في بدايات المرض واحتمال تؤجل العملية حتى يتأكدون من الورم..في عيناه اسف شديد..ليس لي فقط انما لأبي..مهما بلغ الانسان هامات القمم لابد من نهاية تصله بالواقع .. ونقطة ترجعه الى البداية ..
شعرت بالضيق , لذلك ابتسمت له وخرجت..احياناً الابتسامة تكفي لتكون اجابة !
مشيت في الممر والنار تتآكل بي ..ما زال الحقير واقفاً ..
لم اعيره اي اهتمام وهو ينبح: ماعليييه..بتجوفووون
ونظرة سلطان تستنجدني .. عرفت انه يشعر بالضياع والعزلة!
خرجت من القسم بأكمله.. امسح جبيني ,
و الغيرة تقطعني..احساس مؤلمٌ حقاً, يحرك ألف شعور في موقف واحد !





مريم
جلست في الصالة انتظر قدومه ..الشوق و الحيرة يقطعان قلبي
واضعة رجلٌ على رجل واهزهما بتوتر .. يداي على خدي اعدّ الدقائق..
لم يعجب امي منظري احست ان هناك خطب ما ..
وضعت ملابسها على المدخنة , والدخان يغطي وجهي عنها..
قالت مشغولة بها : بلاج عاقدة النونه؟ مرة وحده انغبنتي .. انا جفت حميتج توه, اذا يايه تسلم ليش ما دشت داخل انزين (تضع المزيد من الدخون) بعد الواحد يوم بيزور حد يسلم على اهل البيت شو هاذا ؟
سعلت: كح كح اميييه بس وايد حطيتي!
تبطئ كلامها: جيه بعد خواتج يبون كل وحده بتدخن شيلتها وعباتها وحاله
بضيق: خلاص اختنقت
تزيد: يا خلاف خفي علينا .. حلاتها الريحه تعطر البيت شو عرفكم انتو
تنهدت: لا اله الا الله
تنادي علياء: عليوووه (تكلمني) بخليها تييب العطر اللي خذناه انا وشموه ريحته خنينه
اشرت بيدي: لا لا مابا اشم شي دخيلج
تقف: اصبري انتي, عليوووووه!!
خرجت عليا وبيدها عطر ترشه على ثيابها: نعم
اقفزتني امي بنبرتها: هاذو هاذوو .. هاتيه خله مريوم تشمه
رائحة الدخون اشعرتني بالغثيان: لا مابا اشم شي
عليا تقترب مني: شمي ريحته حلوه
قلت: لا مابا
امي: تعطري منه حلو
اعتدلت: يا الله مااابغي
قربته عليا من أنفي رغما عني مازحة: انا اباج تشمييين غصب عشان تاخذيلي مثله
ابعدتها على الفور..لا اكذب..كانت اقوى رائحة شممتها بحياتي..
لا اعلم ماذا اصابني..دار رأسي فجأه .. شعرت بحرارة وجهي..
خافت عليا من احمراري: بلاج .. (تهزني) مريووم
امي تنتبه لي: شو فيها شسويتي!!
عليا مرتعبة: ما سويت شي
احسست بالغثيان ..مسكت فمي وركضت إلى الحمام , لحقتاني بخوف ..
خرجت شما امامي ودفعتها عن طريقي..اخرجت كل مافي بطني بآنٍ واحد..
دخلت امي واقفلت الباب..شهقت و زفرت بطريقة متتالية
مسحت على ظهري: بسم الله عليج الرحمن ..تنفسي خذي نفس
اخذت قليل من الماء بيدها وغسلت به وجهي..وانا مغمضة العينين استشعر يداها!
واقفة ولكني لست بوعيي..استنشق بهدوء..مسحتني مرة اخرى وارتحت قليلاً
همست: ابا اطيح..تعبانه
مازالت الدنيا تدور فيني..استندت عليها وهي تسمي عليّ وتمشي بحذر الى الغرفة..
عليا : يمكن ماكله شي مغفي على جبدها
امي تساعدني: الا من قلة الاكل!
شمة تقترب مني فزعة: حبيبتي انتي بخير!!
لم اكن بخير ..وصلت حد التعب المرهق..تعب لا دواء له !
نفسي يضيق شيئاً فشيئاً ..ترددت بأذني كلمة سلاح
لا اصدق ان محمد يحاول حمل الحطام الباقي من سفينة عبدالله .. ومن ثقله بدأ يسقط عليه.. هذرت دموع الحسرة عليه .. كم احبك وكم كنت لا تصدقني ..كم تحملت الوجع الذي آلمك بسببي..وانت تحاول اخفاء حماقاتي عن اعين الناس.. لا استحق كل هذا منك!
وقفتا امي وشما تشفقان على حالي..وصلني همساتهما وانا مغمضة,
امي: لازم نوديها الدكتور من متى تتألم من خاصرتها
شما: اذا من قلة الاكل بنصبر لين فليل يمكن اتطيب
امي تشهق: لابدّه حامل !!!
شما: والله يمكن ..
من شدة التعب غط جفني في نومٍ لم أشعر بعده بأي شيء ..
حلمت بـأنني في بستان من الياسمين المنتثر..واشجار الصنوبر ..وكسفٍ من نور الشمس المتساقط ,يحيط بي قوس قزحٍ لم ارى مثله جمالاً .. وكلّ ما حولي كان جميلاً للغاية
وفجأة ابتعدت عن المكان برجلاي.. ابتعدت كثيراً.. اجرّ نفسي وانا اسأل نفسي لما ابتعد .. خرجت امامـي مرآة كبيرة..تظهر كل شيء ..الا انا .. لم اكن هناك!
قفزت من يد توقظني: مريوم
شهقت .. فتحت عيناي لشما امامي: قومي تيلفونج احترق
وعمر يضرب بطني: قوووومي
انتبهت اين انا ..حمدت الله بقلبي انه حلم..
جلست واخذت الهاتف..كلها من محمد..تضاربت دقات قلبي
ربما وصل وانا لا ادري!!
استوعبت: انا من متى راقده
شما: امم من نص ساعه .. منو ريلج؟
اومأت .. اتصلت به لأعرف أينه !
رد: الوه
- هلا محمد..
-وينج ماتردين
-مم رقدت شوي
-اسف تأخرت..انا برع
لم يعجبني صوته ولم اسأله امام شما..
واريت: يلا طالعين
-تمام
سألتني شما: ترومين توقفين
جلست وضميت شفاتي: هيه, احين احسن
وقفت: الحمدلله..عيل بخبرهم
اخذت عمر حتى لا يزعجني وبكى يريد البقاء, قلت لها: خليه عادي
شما تتنفس: على راحتج حبيبتي




يتبع. . .





__DEFINE_LIKE_SHARE__





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 02-05-16 الساعة 10:24 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:08 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.