وطلع احمد لغرفته وهو مصمم ان ما ياكل اي شي...لان عارف ان امه ما تتراجع عن كلامها...
ولكن طبعا لم يكن ف نيته اي انتحار...ولكن كان نيته اضعاف قرار امه واظهار خوفها عليه....
اتفق مع اخته انها تهربله اكل ولم يخرج ابدا من المنزل لكي لا تفكر امه ابدا بأنه يأكل من الخارج وقرر اخذ اجازه يومان من عمله....
هنا مر اليوم الاول ....
وهو لا يأكل الا ما تأتي به اخته ....
ولم يكن كافي لذ لم تكن اصلا وجبات اساسيه....
وفي الجانب الاخر فتاة عند نافذتها تترقب حضوره ولكن كل ما تطل يخيب املها....
ومر اليوم الثاني وهو على حاله...
وامه قلقه جدا جدا عليه ...
لم تكن تدري بأنه صادق في كلامه ...كانت تظن بأنه مجرد تهديد....
وقد بدا عليه الاعياء والتعب من قلة الاكل ....
وايضا ما ساعد على ظهور التعب هو عدم خروجه من المنزل ومن غرفته بالتحديد....
فذهبت امه اليه وقالت له يا ولدي اكل ....وتعوذ من الشيطان ...لا تخليني احاتيك....
هو قالها لا... مستحيل ...انا قلتلك ما اكل...
كان صعب عليه ان يترك امه تحايله لكي يأكل ولكن ايضا صعب عليه ان يوافق على قرار امه الذي يراه بأنه بلا مبرر...
ومر يوم اخر ....وهو قد بدأ يشعر بالملل وينفذ صبره....
وامه زاد خوفها عليه...
احساس صعب جدا لن تعرفه الا ام ربت وتعبت وشقت من اجل ابناءها....
الام لو بيدها لاخذت اللقمه من فمها واعطتها لابنائها وكانت ستشعر بالراحه والشبع ....
هو احساس الامومه ....الذي لن يعرف ان يصفه لا اديب ولا شاعر ...احساس حب ...تضحيه... صبر...
هنا امه هاتفت اخاه ...
واخبرته بأيتحدث معه...
جاء اخاه وتحدث معه ولكنه اوضح له اصراره على الامر...
وخرج اخاه واخبر امه وقال لها" زوجيه وخليه يتحمل تتبعات قراره "
اصرت الام على رأيها ولكن ف داخلها كان قد رق قلبها له....
وهذا ما كان يريده احمد..
وكان يعرف امه جيدا بأنها لا تتحمل ان ترى احد ابنائها هكذا....
ذهبت اليه واخذت له صحن ارز ...وقالت له "كل"
قالها ما اريد.... انتي عارفه ما اكل لحد ما توافقي... قالتله انزين ليش كذا تعاند.... قالها" لآني حبيت البنت"
قالتله لا حول ولا قوة الا بالله"
قالتله انزين " كل " ومن تخلص انتفاهم....
قالها لا ...مستحيل
قالتله انزين انا موافقه
روح خطبها ...بس" كل"
هنا احمد ما صدق نفسه وطاح تبويس ف راس امه وامه تقوله الله يهديك.....
واكل الي ماخذتله اياه...
بعد فتره بسيطه شافته لابس ويريد يطلع ...
قالتله...لوين وانت بعدك تعبان...
قالها خلاص صحيت ....
انا رايح اخطبها واذا وافقوا انروح نخطبها عاد رسمي ....
كان وقت العصر وهو يعرف خلاص ان اخوها موجود...
دق الجرس....
وخرج اخوها... واستغرب منه وسلموا على بعض وقاله ان هو يريده في موضوع ما....
قاله تفضل ....
راح احمد ودخل ولما جلس وقاله ايش الموضوع وخبره ان يريد يتزوك اخته....
هنا الاخ قاله.... تو تذكرتك انت الي جايبنها لما كانت مريضه وانا اقول هين شايفنك...
بس من الربشه ما تذكرتك
وتريد تشتري ارض صح...
تعلثم احمد ما عرف ايش يقوله...
قاله تراه كنت لازم اعرفكم زين واعرف اخلاقكم....
هز راسه الاخ بعدم اقتناع ...
قاله تمام خبرني عنك واسمك ووين بالضبط ساكن ووين تشتغل وان شاء الله ارد عليك...
واخبره احمد وودعه...
ولكن خرج احمد...
وهو منكسر متشائم ...
حس الاخ ما ارتاح له وما راح يوافق...
ولكن فجأه ...وهو طالع ... شافها هي راجعه من مكان للبيت.... وهي تريد تدخل وهو خارج....
هي تفاجأت وهو تفاجأ....
نسى كل التشاؤم الي فيه وفرح كثير....
اما هي فرحت بالتأكيد ولكن ما خالط فرحتها استغراب ...
ايش الي جابه بيتنا...
ولم يخطر ببالها ابدا بأنه جاء لخطبتها....
كانت فرحه جدا برؤيته واحست بارتياح لوجوده ...
هو رجع فرحان لرؤيتها ومتخوف من رفضهم....
واخبر والدته....
وقالتله واذا ما وافقوا...
قالها بخطبها ولو 100 مره...
قالتله الله يهديك ....
اخو بسمه اخبر اخاه بأن الرجل الي شفناه ...يريد يشتري ارض...
هو نفسه الي جايبنها يوم اخر مره مريضه...وانه جاي يخطبها .. واخبره بكل التفاصيل...
وقال له ....,انا رأي ما نوافق... ما ارتحتله ... لان ما قال الصدق من اول...
قال له.... ليش؟!
احنا نسأل عنه واذا طلع انسان زين نوافق
ونتخلص من حمل الامانه الي معنا
قاله .... صدقت خلانا نسأل ونشوف عاد
.......
مر اسبوعان واحمد ينتظر على احر من الجمر للرد عليه...
وبسمه بدأت تفقد الامل في عودة احمد...
وفي اخر يوم من الاسبوع الثاني اتصل اخ بسمه ليخبر احمد....
بأنهم موافقين مبدئيا .... ليأتوا ويتقدموا رسمي وبعد ذلك سيخبر البنت وعندها عاد سيكون وقت لتفكر وتقرر هي....
احمد شكره وطار من الفرح .... وبشر اهله الي كانوا غير موافقين ومتأكدين من هذا الزواج...
ولكن ما كان يكدر منام احمد هو بما انها لا تعرف فجأه خوف .... من انها تكون تحب شخص ما ....وترفضه....
وجاء اليوم الموعود اتفق احمد مع اخوته واخوتها للذهاب وامه واخته ....
وبسمه اخبرها اخاها بأن اليوم سيأتي احد ما لخطبتها وبأنهم قد سألوا عنه مسبقا ...
وبأنه سيجعلها تراه ويراها وبعد ذلك تاخذ وقتها ف التفكير ولها حرية الموافقه او الرفض...
بسمه لم ترفض الفكره ولم تناقش اخاها ابدا...
فقط جاء في بالها احمد...
وقالت شكلي بخلي احلام السراب بعيد ....
ولم تكن تدري بأن الذي سيأتي اليها هو احمد....
جاء الليل ووصل احمد واهله ....
اندهشت الام لانها رأت ان ذوق احمد جميل ولاحظت انها فتاة هادئه
اذ كانت في خيالها بأنها سترى فتاه مجنونه(افكار كبار السن)
وهنا جاء دور احمد ليرى بسمه ( النظرة الشرعية)
شافها هو وطبعا يعرفها عز المعرفه..
وهي تفاجأت من شافته...
فرحه ...استغراب اندهاش ...دقات قلب ....متسارعه ... حب...
....
ونام الاثنان على احلام جميله ... وامل لمستقبل مشرق....
اعلنت بسمه موافقتها...
واحمد فرح جدا...
واهلها فرحولها كثيرا...
وتوج ذلك الحب بالزواج...
واكتمل حلم اثنين كإكتمال قمر في ليلة 14....