عزاء

[طارق خلف]

قال صديقى: "أمى نخلة أغصانها ظللت حيها .. وهبت ثمارها - بابتسامة ودودة - لمن أقترب من مجالها ، حمت طلع اليتامى بأشواك تشهرها ، تغرسها فى مقل الطامعين، قهرت بشموخها رياح هبت عن شمالها .. إصطدم الهواء الأرعن بعودها ، شتته ، بقى قدها سامقا، حطمت غطرسة عواصف، أطلقت فحيحا منذرا باقتلاع جذرها ، مدت للأرض عروقا ُتزيد من ثباتها فى وجه تيارات المحن .
ظلت ثمانين حولا تأبى الإنحاء، الخضوع لتجاعيد الزمان .. رأت فسائلها نخيلا يوشوش فى ليالى القمر النجوم ويحلب السحاب .
سارعت بتلبية نداء أرض أمدتها برحيق الحياة ، إستوت على صفحة الثرى راضية ".
طارق الصاوى خلف

[muslema13]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق خلف

قال صديقى: "أمى نخلة أغصانها ظللت حيها ..

وكأن ذراعيها في الاحتواء عش وأنا فيه فرخ يحتمي من الرمضاء
وهبت ثمارها - بابتسامة ودودة - لمن أقترب من مجالها ،

يخرج صوتي منازعا للبكاء
فتبتسم لي فأطيب كمن شرب الدواء

حمت طلع اليتامى بأشواك تشهرها ، تغرسها فى مقل الطامعين،

لا يكون يتيما إلا من فقد عزته بين الجموع فكان في هوان
وكيف يهين الزهر و في ساقه اللين شوك الوفاء

قهرت بشموخها رياح هبت عن شمالها .. إصطدم الهواء الأرعن بعودها ، شتته ، بقى قدها سامقا، حطمت غطرسة عواصف، أطلقت فحيحا منذرا باقتلاع جذرها ،

في جوف أنثى أم صلبة كحجارة صماء
يظنها الرائي جبل وهي في جوفها الماء
تحمي وهي بالرقة كـ السنابل الملحاء
تتبع الريح في انحناء
لا لخوف بل هي تحمي ثقل الحب ف بطنها من الظلماء
رباه كيف يجتمع رقة و صلابة في من كنت اظنها في الحرب عزلاء

مدت للأرض عروقا ُتزيد من ثباتها فى وجه تيارات المحن .

نقول جار الزمان على الاحياء
ونغفل عن كل أم حبلت فكانت في بلاء
تسهر ترضع تربي ولا تنتظر الجزاء
وكأنما مدت في جسدها تيارا من كهرباء
لا ينضب طالما في الجو هواء
فأحكمت سطوتها على جوف الارض و دعواتها تصدح بالسماء

ظلت ثمانين حولا تأبى الإنحاء، الخضوع لتجاعيد الزمان .. رأت فسائلها نخيلا يوشوش فى ليالى القمر النجوم ويحلب السحاب .
سارعت بتلبية نداء أرض أمدتها برحيق الحياة ، إستوت على صفحة الثرى راضية ".

إلا أن لكل رحلة بداية و انتهاء
وهي من صنع ربي آية في الوفاء
أبت أن تزول إلا ولها نسخ معطاء
تذكرها في مماتها و تبرها بالدعاء

طارق الصاوى خلف

روووووعه

ومعبرة جدا

شكرا لك

[um soso]

قصه قصيره معبره
و رد muslema13 رائع جدا

عاشت الايادي