لن اتراجع عن قراري - مادلين كير -روايات غادة (كتابة /كاملة) - الصفحة 2

Just Faith · 01-06-16, 01:39 AM

الفصل العاشر

" انا رجل صنعت نفسي بنفسي" قال غاري ثم نظر الى هيلين وأضاف" استغنيت عن العائلة "
" هذا لا يكفي " تذمرت سارة " هناك غموض في الأمر. دعني أحذر" اخذت تتأمل غاري للحظات ثم تابعت " بوجه و جسم كهذا, لا يمكن ان تكون لا انساني"
" لست كما تقولين ؟"
" هذا هو السر الذي تخفيه منذ سنين! والدك لابد انه إله ... واحد من هؤلاء الذين جاءوا وفتنوا الفتيات الفلاحات؟"

" السؤال هو " قال كارلو " من هو ذلك الاله ؟ المرغ؟"
" مع هذه العينين الرماديتين , اعتقد ان نبتون أقرب " علقت سارة , ثم نظرت الى هيلين و أضافت " هيلين , ستعرف أكثر من الجميع . من الإله الذي كان والد غاري؟"
" هذا سهل" نظرت الى زوجها والابتسامة لا تفارق وجهها " فالكن ".
" فالكن ؟" سألت سارة "لقد كان أعرج"
" ولكنه كان داهية الألهة " قال كارلو " اجل الخبير الفني , بلاك سميث, مدرع, مصمم اعتقد ان هيلين على حق , لقد وضعت الأصبع على الجرح"
كانت عينا غاري ما تزالان تتأملانها . ارتجفت و سألته " هل نحن على حق؟"
" أنا شعر بالمديح. كلا , عائلتي كانت كجيمع البشر فقط توفيا في سن الشباب, وفي ظروف صعبة لذلك نادراً ما اتحدث عنهما"

ساد الصمت بين الجميع ثم قطعته هيلين "اوه غاري, انا حقاً آسفة. لم أقصد ان اتحدث في ذكرى مؤلمة !"
" ارجوك, لم يحصل شيء" واقترب منها فشعرت انها ولأول مرة تريده ان يبقى بقربها .. على الأقل لديهما شيء مشترك, طفولة حزينة.
انتهت الحفلة حوالي الساعة الحادية عشرة, وضع غاري يديه حول خصرها . فتوترت " لماذا التوتر؟ هل هذا التوتر الذي يحدث في ليلة الزفاف الأولى ؟"
لقيت هيلين صامتة . ثم سارت الى غرفة النوم فلحق بها غاري" يبدو انك تمتعت بهذه الحفلة "
" لا بأس بها , انا آسفة اذا جعلتك تتكدر بالحديث عن عائلتك"
" سارة تملك روح الدعابة, وهي احياناً تذهب في ذلك الى حد بعيد!"
نظر اليها وهي تجلس على السرير" هل ستنامين بثيابك أم ماذا ؟"
سارت الى الخزانة , واخذت قميص نوم ثم دخلت الى الحمام , واقفلت الباب بسرعة . يا إلهي ! ماذا سأفعل الآن؟ يالها من ليلة زفاف ! تأملت وجهها في المرآة . وعلا الاحمرار وجنتيها , لن تتركه يمارس الحب معها الليلة ابداً.

ارتدت قميص النوم , وخرجت تسرح شعرها , فأمرها غاري بالاقتراب منه.
" هل ستأمرني دائماً, كما لو كنت أسيرة عندك"
" لست أسيرة .. انت زوجتي"
"زوجتك, هذا الزواج ليس سوى سخرية؟"
"هل هو حقاً هكذا؟" اقترب منها وقال "حسناً سنرى الى أي حد, يا حلوتي !"
اخذها بين ذراعيه , فبدأت تقاوم "دعني اذهب"
تجاهل غاري مقاومتها , وبدأ يقبلها بقسوة .
"هذا الزواج ليس سخرية"
" انت تؤذيني ..غاريّ احياناً تخيفني, لا اعرف ماذا أقول و .. "
"ايتها الحلوة البرئية " قال ساخراً " تقبلين حقاً كعذراء !"
بدأت هلين تغريه بقوة , ولكنه كان أقوى منها , فأبعد يديها "هل أنت ؟ ألم تمارسي الحب مع رجل سابقاً؟"
"انت تعرف انني لم أفعل" قالت بحدة" فقط السافل والمتوحش يؤذي امرأة "
"هيلين , لأوضح لك شيئا .. من الآن فصاعداً اذا آذيتني , فسأفعل بالمثل , لن أتردد في ان أوذي امرأة , وخاصة اذا كانت ابنة سكوت كير, لذلك حاولي ان تبقي مخالبك بعيدة, وأنا سأكون بغاية اللطف , هل تفهمين ؟"
" انت تضع القوانين " تمتمت بغضب.
"رائع , والليلة , أؤكد لك , لا أنوي ابداً ان أسبب لك الألم"
اصبحت قبلاته دافئة , فلم تستطع ان تقاوم أكثر , وبدأت تذوب تحت لمسة يده .
"قلت انني جذبتك , هل ما زلت أجذبك؟"
" لا تفعل هذا بي" قالت بصوت خافت " فلن يكون هناك من متعة مع استعمال العنف"
" أنا لا أنوي ان استعمل القوة , فقط اللطف"
"وفر حديثك الجميل لعشيقاتك"
تجهم وجهه وقال " عيشقاتي؟"
" اعتقد ان لديك المئات , مثل سارة شيبرالي ؟ حسناً افعل ماتريده معهن, غاري. لأنني لن ادعك ابداً تستعملني كساقطة"
ثم شعرت بالندم , للكلمات التي نطقت بها , تجهم وجهه وقال بغضب " ايتها الثعلبة , من علمك ان تقولي كلمات كهذه؟"
" هكذا تنوي ان تستعملني , أليس كذلك؟ جئت بي كغنيمة حرب. ولكي تظهر كم انك قوي , وتسيطر على كل شيء!"
" انت تدنسين ليلة الزفاف بكلام كهذا! والآن لننهي هذا الحديث"
فجأة شعرت بالحزن والارهاق فانهمرت الدموع الغزيرة على وجهها, رفع حاجبيه بدهشة حين رآها على هذا الحال .
"يالك من مخلوقة غريبة, انت رقيقة وعنيدة , الآن بكاء , صراخ , ارهاق. ثم تصبحين كالحمل الوديع , أنا لا أفهمك "

نهاية الفصل

Just Faith · 01-06-16, 01:41 AM

الفصل الحادي عشر

قربها منه وبدأ يلامس شعرها برقة. فوضعت رأسها على صدره, ونسيت انه ذاك الرجل القاسي الذي كان يتحدث بنبرة حادة.
" أنا آسفة . ولكنني مرهقة , اعتذر اذا تصرفت بجنون , لقد حصل كل شيء بسرعة "
" طبعاً انت على حق , وأنا من يجب ان يعتذر با حبيبتي , ارتاحي الآن , اغمضي عينيك" اطاعت هيلين , وهي تشعر وكأنها طفلة صغيرة " لقد كنت ساحرة وجميلة , جعلتني فخوراً بك "
"أنا مرهقة ..!" تمتمت وهي تتمسك به بشدة.

" اذن , نامي يا حبيبتي "
بدأت تشعر بانعاس تدريجياً ثم غطت في نوم عميق.
كان الهواء يداعب شعرها , وهما على الشاطئ. بدأت تمشيء بجانبه وهو يتسلق الصخور , هل كانت هيلين تشعر بالخوف وهي تسير بجانبه والهواء العليل يداعب شعرها.
" هيا بنا نتسلق الصخور" قال غاري وهو يمسك يدها .
" أليس هناك خطر؟" سألته بقلق.
"لا, أبداً, ولا تنسي انني معك"
"هذه الجزيرة جميلة جداً"
" انها امبراطورتي الصغيرة , وأنت اميرتي " وطبع قبلة خاطفة على خدها.
لم يكونا قد تكلما عن ليلة الأمس , ولم يكن يبدو عليه انه حاقد عليها .
" أنا حقاً محظوظ , ولن تكتمل سعادتي الا عندما أرى أولادي يلعبون في هذه المنطقة الهادئة"
مجرد التفكير في الأطفال , جعلها تتوتر, فسبقته في النزول حتى الشاطئ الصخري.
" ولكن لماذا اخترت هذه الجزيرة الهادئة؟" سألته عندما انضم اليها.
" كنت بحاجة الى الاستقرار بعيداً عن الناس, فكونت ثروة جيدة وبنيت هذا المنزل على الفور بعد ان اشتريت الأرض , ربما هذا كانت نتيجة خسارتي لأهلي بسن مبكرة . سيعيش اولادي ولن يتمكن احد من سلبهم ممتلكاتهم " أضاف بمرارة .
فشعرت هيلين بالفضول ورغبت بمعرفة كل شيء عنه.
" وكيف خسرت عائلتك ؟"
"حادث" اجابها باقتضاب وسار امامها.
تبعته بصمت ثم جلست بجانبه على احدى الصخور.
" حادث , من أي نوع؟"
"حادث فقط" وأخذ يتأمل امواج البحر التي تتكسر عند الصخور.
" حادث سيارة؟"
" قتلهما رجل مستبد"
" لماذا؟" سألته بانفعال وشعرت بالحزن لأجله .
"لنعد الى المنزل, اعتقد انه يجب علينا ان نقفل هذا الموضوع , هيلين "ونهض.
سارت الى جانبه بصمت ولم تجرؤ على طرح مزيد من الأسئلة لأنها لاحظت اصراره على الصمت.
لكنها وجدت نفسها تفتح الموضوع معه مرة اخرى بدون قصد منها عندما دخلا الى المنزل ورأته يحدق بالصورة المعلقة على الحائط في الصالون , وكانت الصورة لرجل يحمل طفلا بين يديه وتقف بجانبه امرأة سمراء جميلة , لابد ان هذا الطفل هو غاري نفسه .

" عائلتك؟"
" أجل"
"يبدو ان عائلتك كانت سعيدة" أضافت وهي تتأمل نظرات الفرح في عيون الوالد و الوالدة.
" نعم, كنا سعيدين الى ان دخل ذلك الرجل حياتنا وحطمها بقتلهما معاً"
" يا إلهي! من قتلهما, ولماذا؟"
" قتلهما سكوت كير, ليتسولي على ممتلكاتهما" اجابها بحدة ووقف امام النافذة واضعاً يديه في جيبه.
تجمد الدم في عروق الفتاة ووقفت تنظر الى الصورة بذهول.
"غاري, ماذا تقصد؟" سألته وهي عاجزة عن التصديق.
"حقاً تريدين ان تعرفي ؟" والتفت نحوها.
"طبعاً , ان ما قلته شيء فظيع , لايمكن تصديقه!"
"لا يمكن تصديقه أم انك لا تريدين تصديقه؟ أم ان والدك بعيد عن مثل هذه الاعمال ؟"
كانت هيلين تعرف ان والدها كان قاسياً ولكنها لم تكن تعتقد انه قادراً على القيام بمثل هذه الجريمة .
"ما تقوله فظيع...!" رددت بصعوبة وقد شحب لونها .
" هيا لنتناول الغداء الآن "
لكنها لم تتحرك من مكانها .
" انسي كل شيء , هيلين , وهيا لتناول الغداء"
"لن اتمكن من وضع شيء في فمي الآن , غاري , بحق السماء , قل لي ماذا تقصد من اتهام والدي؟"
"قلت لك انسي ماقلته , لا اريد ان اتحدث بهذا الموضوع "
" ارجوك" صرخت وكانت على وشك الانهيار.
"حسناً , سأخبرك ولكنك زوجتي الآن رغم كل شيء"
" لكنني ابنة سكوت كير قبل ان أكون زوجتك " قالت وهي تحبس دموعها.
" والدك اراد ان يستولي على شركة والدي " قال بحدة " كان والدي ناجحاً وصمد طويلاً امام سكوت كير , لكنك تعلمين جيداً أساليب والدك في الوصول الى غاياته , حاول أولاً ان يشتري ضمير والدي فلم يستطع عندئذ حطم شركته مستعملاً خططاً شبيهة بتلك التي استعملتها أنا لتحطيم مصنع وشركة كير طوال الأشهر الماضية. حارب والدي بكل قوته " شرب كأس النبيذ وتابع " لكن والدك كان ماكراً , فبذل كل جهده واستغل نفوذه الى ان بدأت اعمال والدي تنهار تدريجياً واضطر بالتالي لبيع المنزل و الأرض , كل هذا يسبب والدك"
" يا إلهي ! هذه قصة فظيعة "
"نعم, ولكن تبدين شاحبة , اشربي شيئا من هذا النبيذ كي تستعيدي اعصابك" , وناولها كأساً حملته بيد مرتجفة .
" لم يقبل والدي بالهزيمة وحاول ان يبني شركته من جديد بمساعدة بعض المخلصين له. لكن والدك وقف له بالمرصاد ودبر له حادث سيارة فمات هو ووالدتي بلحظة واحدة"
" اذا كان كلامك صحيحاً لماذا لم تقبض الشرطة على والدي؟"
" تعلمين ان والدك رجل ماكر وصاحب نفوذ تمكن بدهائه من ان يشتري ضمير مفوض الشرطة الذي أمر بإغلاق ملف القضية وإثباتها ضد مجهول, وهكذا وجدت نفسي وحيداً يتيماً"

نهاية الفصل

Just Faith · 01-06-16, 01:41 AM

الفصل الثاني عشر

شعرت هيلين وكأن الأرض تدور حولها, فأمسكت بالكنبة كي لا تقع . لا يمكن ان يكون ما سمعته حقيقياً ! هل وصل والدها بقسوته لهذه الدرجة!
" اجلسي , هيلين , لا داعي للإنفعال " قال غاري بلطف وحنان وهو يساعدها في الجلوس, ثم جلس بجانبها.
نظرت اليه وهي تشعر بالذنب نحوه. ارادت ان تضمه الى صدرها ولكن الخجل منعها.
" لقد اصبح كل شيء من الماضي, منذ عشرين عاماً . كنت في الخامسة عشرة من عمري. هل علمت الآن ما هي طبيعة العلاقة بين عائلتي وعائلتك ؟"

" ولكن , كان يجب ان تخبرني بذلك منذ اسابيع " قالت بصوت مرتجف" قبل ان تتزوجني"
لم يجب , وظل ينظر الى الأرض امامه.
" لكنك لم تفعل لأنك كنت تخطط للثأر من والدي؟"
" بالطبع , أقسمت منذ سنين بعيدة انني سأحطم شركة ومصنع كير. وأمضيت وقتاً طويلاً و أنا أفكر بالسهم الذي سأوجهه لها , سميت شركتي برميرا, وحين اصبحت مزدهرة وشهيرة . عرفت انني أحقق ما اطمح اليه , واصبحت قادراً على وضع اصابعي حول عنق سكوت كير!" بدى وجهه وكأنه قناع " ولكنه توفي , اللعنة عليه, مات قبل ان استطيع اكمال ما بدأته , كل ذاك العمل الذي سهرت من أجله, لم ينفع. كنت اراقب اعماله منذ اشهر واحلل كل شيء , وقررت ان أقوم بما اريد في الوقت المناسب"
" ولكن الثأر من والدي لم يكن ليحقق لك السعادة غاري! وانت تعرف ذلك تمام المعرفة"
" اعرف ذلك, ولكنها العدالة هي ما كنت اريده, والثأر لموت أبي و أمي"
اخذت يده بين يديها وقالت :
" غاري ... والدي رحل الى حيث تأخذ العدالة مجراها بشكل أقوى مما كنت تريده!"

" اجل , انت على حق, لوكن الحياة تستمر , أليس كذلك هيلين؟ بالنسبة للأحياء هي مستمرة !"
" ماذا تقصد؟" سألت وكأنها لا تصدق ما يقصده غاري "هل يمكن انك تزوجتني .. لكي تثأر؟ هل تزوجتني لكي تثأر من رجل مات؟ هل فكرت ان تحطمني بما انك لم تنل من والدي؟"
" تقصدين ان اذلك؟ احطم روحك ؟ انتقاماً من الرجل الذي كان والدك؟ هذا حقاً تفكير ممتع"
رجعت هيلين الى الوراء وكأن أفعى لسعتها.
" لا اصدق ذلك, لا يمكن ان تكون احمق , ولا انساني!"
" اذن لماذا تعتقدين انني تزوجتك؟"
" اعتقدت انك تزوجتني لأنك... تشعر برغبة تجاهي" تمتمت هيلين وكأنها تقنع نفسها.
" ولكن انا حقا اريدك , اريدك كثيرا , هيلين"
"تريدني كضحيتك , لا كزوجة لك, تريدني لكي تؤذيني"
" لا تكوني متأكدة من ذلك" واخذها بين ذراعيه" الماضي هو الماضي , والحاضر لنا نحن. وقلت في السابق ان الألم لا يدخل ضمن خططي بالنسبة لك. أنوي ان اعطيك المتعة , هيلين الكثير من المتعة "

وقبلها بحرارة , فارتجفت وابتعدت عنه بسرعة .
" كلا! دعني وشأني !"
" هكذا ؟ ألا يسعدك .. أن ارغب بك؟"
" ليس بهذه الطريقة" صرخت بحدة" لا يمكن ان تفعل هذا بي!"
" لم أفعل أي شيء.. بعد" قال مذكراً.
شعرت انها حقاً بخطر مع زوجها, ولكن ماذا ستفعل فهي حتى لا تستطيع ان تلومه على هذا الشعور.
" ارجوك" توسلت اليه" لا يمكن ان تحملني المسؤولية, غاري! لا تعرف كم عانيت من والدي, طوال حياتي! لا يمكن ان تلومني على اشياء لم أكن حتى قادرة على الاعتراض عليها"
" اللعنة " قاطعها غاري" انت تخيبين املي, هيلين لا تركعي ابداً على ركبتيك امامي, فأنا لا اتحمل رؤيتك على هذه الحال"
" ولكن اذا كنت تتخيل انني سأتحمل مسؤولية جرائم والدي..."
" أنا لا افكر هكذا ابداً" قال بحدة " ولكن دعيني اخبرك شيئاً, ستعيشين في هذا المنزل بكرامتك , هيلين, وإلا سأعاملك كما تريدين, وكما عامل والدك عائلتي .. سأحطمك"
" كلا!" صرخت هيلين بغضب, وحاولت ان تسيطر على اعصابها قدر المستطاع" لن أدعك تفعل هذا بي , غاري هيل مهما كنت تعتقد انك قوي ... ابداً"
وقفا للحظات يحدقان ببعض , ثم تركته ودخلت الى غرفتها , انقلبت حياتها رأساً على عقب , للحظات فكرت ان زواجها قد ينجح , والآن اصبحت متأكدة ان الأمل لن يعرف طريقه اليها.
كانت وجبة الطعام شهية , ولكن هيلين بالكاد لمست صحتها. الآن اصبحت تعرف لماذا تزوجها غاري لكي يثأر لعائلته من والدها . شيء واحد سيكون عليها ان تحققه , وهو عدم الاستسلام لهذا الرجل ذكرت له انها متعبة وبحاجة للراحة فقال " اجل, وأنا سأبدأ نهاري باكراً , يجب ان أقابل اشخاص في المدينة , لذلك من الأفضل ان تأوي الى الفراش الآن!"
" كما تريد " قالت هيلين ووقفت قبل ان تسمع اية كلمة اخرى, دخلت الى غرفة النوم فحملت بطانية ووسادة واتجهت نحو الباب.
"الى اين ستذهبين ؟"
" لن امضي الليلة معك, غاري بعد ماحصل , ويجب ان تعرف انني اريد البقاء وحدي, سأنام في غرفة الضيوف"
" انت غبية حقاً, ولكني لست في مزاج يسمح لي بتحمل الغباء"
" وأنا كذلك" قالت هيلين وحاولت ان تخرج ولكنه كان أسرع منها , فأقفل الباب واخذها بين ذراعيه"هناك الكثير عليك ان تتعلميه عني وعن نفسك"
واخذ يقبلها بلطف , ثم دفعها الى السرير , ورغم مقاومتها الشديدة , لم تستطع نفي المشاعر التي كان غاري يثيرها في كيانها.
" والآن , هذه المجادلة انتهت " قال غاري بغضب.

نهاية الفصل

Just Faith · 01-06-16, 01:42 AM

الفصل الثالث عشر

ابتعد عنها للحظات, فهربت الى الحمام وبدأت تخلع ملابسها.
ماذا ستفعل الآن ؟ يبدو انه يريد ان يستعمل القسوة معها؟ لماذا هي ضعيفة امامه؟
خرجت من الحمام وتمددت بجانبه على السرير, كان قلبها يدق بسرعة.
" حسناً دعينا لا نتشاجر يا حبيبتي فهناك اشياء كثيرة يجب ان نعرفها عن بعض"
" ألم نعرف للتو, كل شيء؟"قالت ببرود" أم أنك ستعذبني لما فعله والدي بعائلتك؟"

" كم أنت مأساوية !" وابتسم ولمس شعرها برقة" ألا تستطيعين ان تقبلي بذلك, بأنني أكن لك شعوراً عظيماً؟"
ولم ينتظر جوابها , اخذها بين ذراعيه مجدداً وبدأ يقبلها , ولكنها هذه المرة لم تقو حتى على الاعتراض فقد كانت لمسة يده دافئة على جسدها , خافت ان تصبح خاضعة تماماً.
"يكفي!" اعترضت هيلين محاولة ايقافه , ولكنه تجاهل كلماتها.
" يكفي؟ نحن لن نكتفي ابداً من بعض هيلين أنا حقاً..."
بقيت الكلمات معلقة في الهواء .
" غاري"
"اوه, هيلين , كم اريدك!"
"غاري؟ لا تذلني هكذا بحق السماء؟"
" وهل هذا اذلال ؟"
"اجل! وأنا لا اريد ذلك, ارجوك"
" ولكن ليس هذا ما أشعر به , اوه , كم انت ناعمة هيلين , وكم اريدك "
" و أنا اريدك ايضاً" قالت بصدق" احتاج اليك كثيراً غاري!"
وضعت يديها حول عنقه , واقتربت منه أكثر , فاحتضنها غاري بشدة , فجأة شعرت وكأنها تضحك على نفسها , فهي تعرف الهدف من وراء زواج غاري بها!.

" كلا , توقف , هذا لا يكفي ..."صرخت بعصبية " ارجوك دعني أذهب"
ابتسم وهو يرى دموعها " مزيد من الدموع ؟ ما الأمر الآن , هيلين ؟"
" هذه ليست طريقة مناسبة لكي تثأر , غاري , فقد اصبحت سكوت كير آخر!"
" ماذا تقصدين بحق الجحيم؟" سألها بحدة .
" مما قلته تماماً , هذه الطريقة التي كان يستعملها للحصول على مايريده, ولكن بحق السماء , ولأجلك فقط, لا تفعل ذلك! اعرف أية درجة ألمك والدي ولكنك تعرف أعماله..."
" لقد قلت الكثير , احتفظي بالباقي"
" ارجوك, غاري هذا الزواج بدأ بالثأر والانتقام, لا تجعله ينتهي بهذه الطريقة ايضاً, ربما هناك فرصة ان نصبح اصدقاء.."
" أنا لم اتزوجك لكي أصبح صديقاً لك" قال بحدة , وأصبح وجهه شاحباً للغاية " ولكني بدأت اشعر انك على حق فيما تقولين, هيلين ربما كان من الأفضل ان لا اتزوجك اطلاقاً"

" اوه, غاري!" لمست وجهه برقة " انت حقاً تجعلني أشعر بأشياء لم أكن لأحلم بها حتى ... أنا احتاجك بقوة , ولكن والدي ..."
" اعتقد انك تحدثت كثيراً عن والدك في ليلة واحدة " قال ببرود ودفع يدها بعيداًعنه.
" ولكنك لا تحاول ان تفهم , اعرف كيف كان والدي وأنا..."
" واللعنة على والدك , الآن وحتى بعد موته!"
" ولكنك تعاملني على هذا الأساس!"
" أنا متعب!" قال بلا مبالاة , وأطفأ النور.
تمددا بصمت , وهما يحدقان بالسقف. ستحاول قدر المستطاع ان تتقرب من زوجها. فهو على أي حال زوجها. ووالدها جعله يعاني الكثير , كما فعل مع كثير من الناس.
كم كان والدها قاسياً ! السلطة اعمت بصيرته. وجعلته ينظر الى الناس بطريقة قذرة .
عندما استيقظت في الصباح , كان غاري قد غادر الى المدينة. جلست في سريره تتذكر ليلة الأمس فافتقدت الى لمسة الدافئة!
اصبحت تريده كحبيبها ؟ لا كزوج فقط تزوجها للإنتقام من والدها. ولكن التفكير بأنه والدها قد حطم عائلته جعلها تتوتر, وتتراجع عما تفكر فيه, هل يكرهها غاري؟ عليها ان تقنعه بكل الوسائل والطرق بأنها ليست مثل والدها, بل هي مختلفة عنه كلياً.
احضرت لها الخادمة الافطار الى غرفة النوم . النظرة على وجه الخادمة جعلتها تحمر خجلاً, فقد كان شعرها غير مرتب, وقميص النوم مفتوحاً على صدرها . تمتمت بصوت خافت :
"شكرا لك"
انحنت الخادمة بتهذيب , ثم فتحت الباب وخرجت.
تذكرت كيف قالت لغاري بأنه أصبح مثل سكوت كير في تصرفاته . هل سيسامحها؟ لم تعد تعرف اذا كان هذا الزواج سيتحول الى جنة او جحيم , كانت قد انتهت من ارتداء ملابسها حين وصلت سارة شيبرالي.
" صباح الخير هيلين, غاري قال انك متفرغة هذا الصباح, أنا ذاهبة لأتسوق, وفكرت بأنك ربما تودين ان تذهبي برفقتي , هناك محلات رائعة في المدينة"
" اوه ذلك كثير " قالت هيلين بحماس واستأذنت للحظات , احضرت حقيبة يدها , ولكنها فوجئت وهي ترى مغلفاً على طاولتها . كان بداخله مبلغ من المال, وكتب عليه من الخارج , تمتعي بوقتك.
ابتسمت , فبعد كل ماقالته له , جاءت مبادرته لتجعلها سعيدة للغاية.
جلست هيلين بجانب سارة في السيارة, وقبل ان تنطلق نظرت الى الفيللا فعلقت سارة " زوجك يملك منزلاً رائعاً"
"اجل" قالت بهدوء " المنزل حقاً , يدل على ذوق رفيع "
"هل تعرفين ان غاري صمم المنزل وبناءه؟"
رفعت حاجبيها بدهشة " كلا, لا اعرف ذلك"

نهاية الفصل

Just Faith · 01-06-16, 01:43 AM

الفصل الرابع عشر

كما قالت سارة فقد كانت الملابس رائعة, واختارت هيلين ثوبين رائعين.
عند الظهر شربتا القهوة في مطعم صغير , اعجبت هيلين بسارة التي اخبرتها بصراحة ان غاري كان موضع اهتمامها لفترة .
" اجل كما قلت , معظم النساء كانت معجبة به وما زالت, أنا لم اقصد ان أكدرك , وجود النساء كان لا مفر منه في حياة غاري . ولكن هذا لا يعني شيئاً , انه مجنون بك , هيلين وهذا واضح "
" هل تعتقدين ذلك؟" سألتها هيلين بتردد .

" اوه, يا إلهي , يجب ان تعرفي ذلك فأنت زوجته الآن"
"للحقيقة , تعرفت عليه منذ مدة قصيرة ولا اعرف عنه سوى القليل"
" اذا رأيت رجلاً مغرماً, فهو غاري, ألم تلاحظي خلال الحفلة انه لم يستطع ان يرفع عينيه عنك؟"
"حقاً؟" سألتها هيلين بدهشة.
" كيف تشكين بذلك ؟ انت جميلة جداً , أؤكد لك ان غاري سيكون مخلصاً لك"
شعرت هيلين بشيء من الاطمئنان وبعد ان شربتا القهوة , قامتا بجولة اخرى على المحلات فاشترت هيلين بعض الحاجيات وعادت الصديقتان الجدياتان الى المنزل.
ما ان وصلتا حتى تفاجأت هيلين بشاحنة تتوقف امام المنزل. فأسرعت مع سارة نحو الرجال الذين يفتحون باب الشاحنة.
" ماذا تريدون ؟" سألتهم بدهشة.
" لقد احضرنا الخيول من المرفأ كما أمرنا السيد غاري هيل.
" يا الهي ! " صرخت هيلين بدهشة" انه حصاني , سيد"
وركضت نحو الحصان الذي نزل من الشاحنة وعانقته بشوق كبير واخذت تمتم بكلمات غير مفهومة.
" يجب ان ندخل الخيول الى الأسطبل , لابد انها جائعة " قال السيد فيل مساعد غاري.
"حسناً, شكرا لكم " قالت له مبتسمة والسعادة بادية على وجهها.
"عفواً , سيدتي , طلب مني السيد غاري ان اخبرك بأنه لا يريدك ان تمتطي الحصان قبل عودته"
"شكرا لك " اجابته بمرح وانضمت الى سارة التي تنظر اليها بمودة.
" انه فرسي, سيد . اشتقت اليه كثيراً!"
"هل تأكدت الآن من حب غاري لك؟"
"انها مفاجئة بالفعل, لم يخبرني بأنه سيحضر الخيول من فرنسا"
"غاري دائماً يحب المفاجآت ..."
في هذه اللحظة نادتها الخادمة .
"سيدتي , سيدي على الخط يريد ان يكلمك"
اسرعت هيلين نحو المنزل وهي تشير لسارة كي تتبعها .
"آلو ..."
" وصلت المفاجأة ؟" سألها غاري بمرح.
"نعم غاري, شكراً لك"
"هل أسعدتك المفاجأة ؟"
"جداً" وشعرت باحمرار خديها.

" اعرف كم تعني هذه الجياد بالنسبة لك , لذلك أرسلت لاحضارها "
"شكراً لك .. غاري" قالت بحنان بالغ وادركت انها ترغب برؤيته وكأنه غاب عنها اسابيع طويلة.
"هل أنت بخير ؟"
"نعم , أنا بخير"
" لم أشأ ان اوقظك في الصباح , كنت جميلة جداً وأنت نائمة كالملائكة"
"غاري..." وارادت ان تقول له بأنها تحبه , لكن سارة دخلت بهذه اللحظة.
" ماذا يا حبيبتي ؟"
"لا شيء, لا شيء"
"حسناً , تمتعي بوقتك حتى أعود, اياك ان تمتطي الخيل, الطرقات وعرة وخاصة قرب الصخور"
" لا تقلق, شكراً لاتصالك , غاري , أنا مسرورة لأنني سمعت صوتك "
"أراك الليلة"
" سأكون بانتظارك "
انها حقاً ترغب برؤيته . هل هذه ردة فعل طبيعية لأنه احضر خيلها من فرنسا؟ أم انها حقاً وقعت في غرام زوجها؟
" ألن تقدمي لي كأساً؟" سألتها سارة ممازحة عندما لاحظت شرودها.
" بالتأكيد , بالتأكيد"
شربتا النبيذ وشكرتها هيلين على لطفها و طلبت منها تزورها باستمرار.
ما ان ذهبت سارة حتى اسرعت هيلين الى الاسطبل, لم تكن قادرة على الصبر أكثر , فهي لم تمتطي فرسها منذ أيام , لكن العامل في الاسطبل حاول منعها. فلم تهتم واسرجت الحصان بنفسها وامتطته بسعادة كبيرة , انطلق سيد مسرعاً وكأنه يرحب بها. لكنها ما ان قامت بجولة أولى حول الصخور حتى تذكرت تحذير غاري , فأعادت الفرس الى الاسطبل وصعدت الى غرفتها.
اخذت حماماً سريعاً وارتدت ثوبها الجديد ووقفت امام المرآة تتأمل نفسها.
هل غاري معجب بي حقاً؟ تساءلت مبتسمة . انها حقاً ترغب اليوم بأن تنال اعجابه . اعجابه فقط؟ تساءلت بمكر. انها تريده وترغب به.
اخذ قلبها يدق بسرعة حين سمعت صوت غاري في الأسفل. كان يتحدث الى الخادمة ويبدو غاضباً , شعرت هيلين بالتوتر وتمنت ان لا يبقى مزاجه متعكراً الليلة .
بعد لحظات , دخل غاري غرفتها وكان الشرر يتطاير من عينيه .
" ايتها الغبية , ماهذا التصرف الصبياني؟" سألها بحدة وهو يجبرها على النهوض.
" لا اعرف عما تتحدث , أي تصرف صبياني تقصد؟"
" ايتها الغبية " ولوى يدها بقوة " تأخذين فرسك قرب الصخور , ألم أطلب منك ألا تفعلي ؟ ألم تعرفي ان المكان خطر للغاية؟"
" لكنني لم أذهب بعيداً , دعني غاري , انت تؤلمني"
" اريد ان اؤلمك ايتها الغبية , لن تذهبي وحدك قرب الصخور مرة ثانية , هل فهمت ؟"

نهاية الفصل

Just Faith · 01-06-16, 01:44 AM

الفصل الخامس عشر

" سأذهب الى أي مكان اريده!" وترقرقت الدموع في عينيها وتبدد كل فرحها. كانت تستعد لاستقباله بشكل مختلف , لكنه يوجه اليها الأوامر وكأنها اسيرة لديه .
" لا يمكنك ان تصدر الي الأوامر و تمنعني من امتطاء فرسي!"
" حقاً؟ اذا علمت انك امتطيته وذهبت نحو الشاطئ الصخري , سأقتله"
" تقتل فرسي؟ ألهذا السبب أحضرته الى هنا؟"
"سأفعل اذا لم تطيعي أوامري "
" لن تجرؤ على ذلك"

" اذا كنت تحبين جيادك حقاً, فلا تعرضينها للخطر.. لأنني حقاً أقصد ما قلته " نظر الى البعيد وأضاف " ستتعلمين لاحقاً انني أعني ما أقوله والآن اسكبي لي كأساً"
" افعل ذلك بنفسك, اللعنة عليك " قالت بعصبية " اذا لمست أياً من الجياد غاري , فسوف ..."
" أنا لا اهتم ولو للحظة بجيادك " قاطعها بحدة " انت من يهمني . اذا سمعت مجدداً انك ذهبت الى هناك فسأفعل كما قلت وربما أسجنك انت ايضا"
"اوه , كم أنت شجاع " سكبت النبيذ ببرود" تقتل ثلاث جياد , وتسجن امرأة .. هذا بالطبع شيء ممتع بالنسبة لك , تركت ذاك الولد , لكي يتجسس علي, حتى تتأكد أنني أنفذ تعليماتك بحذافيرها ؟"
" الولد ؟ لن يعمل عندي مجدداً"
" حقاً, انت طردته؟"
" الولد كان أحمقاً لأنه تركك تذهبين الى الصخور لوحدك, لو انك سقطت لرميته خلفك"
نظرت اليه للحظات ثم قالت :
" غاري انت حقاً رجل قاسٍ, تعتقد ان بإمكانك ان تقلب حياة الناس رأساً على عقب, تفعل بهم ماتريد ... ذاك الولد المسكين لم يكن يستطيع ان يمنعني ! كيف يمكن ان تكون غلطته؟"
" كان يجب ان يذهب خلفك , حين رآك تصلين الى ذاك الممر . انه يعيش هنا منذ مدة طويلة . ويعرف الصخور جيداً بعكسك. ذلك المكان خطير " تأملها بعينين باردتين " الذين يعملون لي وعندي يجب ان يعطوني ولائهم كاملاً , لن أسمح ابداً بعكس ذلك"
" وماذا يعطيهم سموك بالمقابل؟"

" أبادلهم الاخلاص بالمقابل, هل تعتقدين ان هناك واحد من الذين يعملون عندي لا يقدم حياته لك, هيلين ؟ هذه كابرى , وليست فرنسا"
جاءت الخادمة تخبرهم بأن العشاء اصبح جاهزاً فأومأ بالايجاب , ثم اقترب من زوجته ورفع وجهها بلطف:
" لا تحاولي , ان تتحديني , هيلين , تذكري ما قلته لك" امسك بيدها ووضعها تحت ذراعه.
" حين يصبح لدينا اطفال , سأسيج هذه الصخور بشكل كامل"
" اطفال؟" سألت بدهشة.
" لا تنظري بهذه الطريقة . الجميع ينجبون الأطفال , أليس كذلك, هيلين؟"
" الناس ليسوا مثلنا, اقسمت انني لن انجب الأطفال ... بسبب ماتعرضت له "
نظر اليها وقال بلطف :
" هل تتخيلين حقاً المستقبل بدونهم ؟"

" بسهولة !" لا يمكن ان تترك اطفالها يتعذبون كما حصل معها " وافقت على الزواج منك , غاري ... ولكني لن احمل طفلك ابداً. أقسم بذلك!"
تجهم وجهه وقال بقسوة :
" هيلين , لقد سمحت لك بالكلام الكثير وبالتصرفات الطفولية فلا تجعليني أغضب أكثر .. عندها لن يعجبك ما سأفعله"
" هكذا , هل هذا جزء من ثأرك؟"
" ثأر؟ ماذا تقصدين ؟"
" اقصد انك تريد ان تؤذيني , ان تذلني الى حد كبير"
" وهل تعتبرين انجاب طفل مني اذلال؟"
" لا تكن لطيفاً, وماذا يمكن غير ذلك , تجلعني احمل طفل أكرهه؟ بالطبع لن تقبل بذلك!"
" هكذا اذن! هل هذا ما تشعرين به تجاهي؟"
صمتت هيلين وتساءلت : هل ذهبت أبعد مما ارادت في كلماتها ؟
" أنا آسفة"
" حسناً, لن افتح هذا الموضوع مجدداً" نظر الى ساعته و أضاف " أنا لست جائعاً , تناولي العشاء وحدك, سأعمل في مكتبي"
وخرج دون ان يلتفت اليها, جاءت الخادمة وسألتها اذا كانا سينزلان.
" أنا آسفة داليلا, لا نريد ان نتناول العشاء , شكراً لك"
" ولكن سيدتي ... هل أحضر لك شيئاً؟ هل تريدين كأساً من النبيذ؟"
" سأفعل بنفسي, شكراً" استأذنت الخادمة فخلعت هيلين ملابسها وارتدت قميص النوم. ثم تمددت على سريرها والدموع تملأ عينيها.
عندما استيقظت في الصباح كانت تشعر بصداع , لم يأت غاري الى فراشها.
طوال اليوم كانت تحاول قدر المستطاع ان تتجنب غاري , وصلتها رسالة من توم وساتون محاميها تقول :
" محامي زوجك أذكى من أي رجل عرفته في القانون, لقد استعاد المصنع مكانته بفضل زوجك, اريد ان أذكرك ان اجتماع المصنع الرئيسي سيكون في 24 كانون الأول"
طوت الرسالة وهي تفكر منذ مجيئها الى كابرى وهي بعيدة عن أعمال الشركة , أو ربما لا يهمها ان تعرف ماذا يحصل . فمن السهل ان تترك كل شيء بين يدي غاري.
نهار الجمعة كانت الليلة عاصفة , بكت هيلين طويلاً ولم تستطع النوم واخيراً دخل غاري الى غرفتها.
" لم استطيع ان ابقى بعيداً أكثر, لماذا يجب ان نكون مثل الهر والكلب طوال الوقت , هيلين؟"
" لا أريد ان نكون كذلك" قالت هيلين بصدق.
تمدد بجانبها:
" انت حقا مخلوقة غريبة يا حبيبتي , لا اعرف , اعتقدت ان باستطاعتي ان أروضك , ولكن يبدو انني كنت مخطئاً"
" لست مخطئاً, غاري! أنا حقاً بحاجة اليك. ولكني لا أعرف ماذا يحصل لي احياناً"
" تملكين أنوثة المرأة , ولهذا تزوجتك"
" انت رجل عظيم , أليس كذلك ؟ ..أقصد انك لست شيطان , مليء بالكره ؟"

نهاية الفصل

Just Faith · 01-06-16, 01:44 AM

الفصل السادس عشر

اخذها بين ذراعيه وهو يضحك :
" الليلة سترين بنفسك أي رجل أنا. هيلين! أريدك ان تنسي اننا نتشاجر كثيراً. فقط فكري في هذه اللحظة!"
" اوه, غاري!"
" كم اريدك هيلين " اخذ يقبلها برقة ثم احتضنها للحظات, وكأنه يريد ان يتأكد انها بجانبه.
حين استيقظت في الصباح, كانت تشعر بسعادة لا توصف , اخبرتها داليلا ان غاري اخذ فرسها بجولة.
جلست برفقة ميشيلا التي علقت على تعابير وجهها الفرحة:
"لابد انك نمت جيداً"

" أجل , بشكل رائع"
" في البداية , اعتقدت انك لا تتمتعين بوجودك في كابرى ؟ ولكن الآن .. لا استطيع ان اقول ذلك اطلاقاً؟"
" ربما! ولكن ماذا عنك ميشيلا.. ألا تفكرين بالزواج؟"
" بالتأكيد , أنا أتعرف على رجال كثيرين هنا وهناك؟"
" حقاً؟" سألت هيلين بدهشة.
" اجل, هذا لا يصلح لك بالطبع فأنت امرأة تكتفي برجل واحد , وأنت محظوظة لأنك وجدته , لا تعرفين كم أحسدك , هيلين, هل تخططين لوجود عائلة ؟"
" كلا" قالت هيلين بسرعة " أقصد ليس في الوقت الحالي " ولكنها لم تعد متأكدة , ربما يكون طفل غاري ينمو في احشائها الآن.
" هيا لنذهب ونجد غاري!"
وقفت فعلقت ميشيلا " أرجو ان لا أكون ضايقتك بسؤالي"
"كلا, اطلاقاً"
خرجتا الى باحة المنزل فأشارت ميشيلا , بيدها .
" هاهو غاري!"
" لقد استعرت حصانك " قال غاري حين أصبح بجانبهما.
" مرحباً يا ابنة عمي!"
" وأنت ايتها الجميلة , كيف تشعرين هذا الصباح ؟"
شعرت هيلين بالاحمرار يعلو وجهها امام نظراته .
"كالعادة , أنا بأفضل حال" ردت ببرود , فأخذ غاري يضحك.
" هل ترين بأنها سيدة باردة؟ ولكن ليلة الأمس لم تكن كذلك! تعالي" قال لأبنة عمه مازحاً.
تعلقت بيده وركبت امامه على الحصان .
" ولكن هذا خطر غاري" احتجت بدلال.
" انه أمان, لا تخافي فأنت برفقتي . سنأخذ الفرس الى الاسطبل , نراك في المنزل , ميشيلا , ربما نذهب بجولة في اليخت بعد ذلك"
" اوه, اجل احب ذلك" قالت ميشيلا بسرور , وركضت الى المنزل.
" هل ضايقتك ليلة الأمس؟ هل كنت قاسياً؟"
"ربما, فأنا لا أتذكر ذلك"
" اللعنة على النساء, هل تحبين ان تريني غاضباً؟ جسدك يخبرني بكل شيء , حتى لو كذب لسانك"
ترك الحصان في الاسطبل , ثم امسك يدها وسارا باتجاه المنزل .
" لقد احضرت لك هدية "
" ياللطف!" قالت ساخرة. لاعتقادها انه يداعبها .

" كم انت قاسية , الا تثقين بي؟"
دخلا الى القاعة الكبيرة, فأخرج من احد الادراج علبة مخملية .
" لقد أحضرتها لك البارحة!"
فتحتها هيلين ونظرت بدهشة الى اللؤلؤة الخلابة.
" ألا تعجبك؟"
" انها رائعة حقاً" تمتمت هيلين بحزن, وترقرقت الدموع في عينيها.
" لماذا تبكين يا حبيبتي!"
" هل هذا ثمن الأسابيع الأولى؟"
" كل لحظة من الأسابيع التي مرت , كانت ثمينة بالنسبة لي وهذا ليس ثمناً هيلين"
" أنا لا أستحقها , لابد انها كلفت ثروة!"
"ولكن انت تستحقين أكثر من ذلك"
"هل هذا تعبير عن رضاءك عني؟"
" ماذا تقولين بحق السماء , هل تعتقدين انني حجر مثل والدك"
"كلا, لقد قلت ذلك بدون قصد, انت رجل يأخذ ويعطي , لا تستعمل القوة "
" كلمتعة مثلاً؟" تمتم بغضب.
"انت تعرف , انني لا استطيع ان أنكر ذلك"
"أردتك .. بشكل لا يوصف هيلين , ومازلت أريدك"
"كيف تريدني؟ , ألا تكرهني؟"
" بسبب والدك؟ هل هذا ما تعتقدينه؟"
"كلا!"
"اذن , لماذا هذا التشنج بيننا؟" سألها بلطف"لا داع لذلك"
" حقاً؟ احياناً اعتقد اننا وقعنا في فخ, أنا و أنت بسبب عائلتينا"
"انت فقط تحاولين اقناع نفسك انني تزوجتك لكي اعذبك وأذلك , كجزء من الثأر . اطردي هذه الأفكار من رأسك يا حبيبتي , ولنذهب لنجهز اليخت"
تمتعت هيلين بيوم جميل, على متن اليخت برفقة غاري وميشيلا التي اصبحت صديقتها ايضاً.
عند الصباح وخلال الفطور قال غاري:
" هل تحبين الأوبرا؟"
" اجل, لماذا؟"
"ماريا دوبراي تغني في نابولي الليلة, لقد حجزت في المسرح , هل تودين الذهاب؟"
"آه , اجل انها رائعة , احب ان اسمعها !"
" عظيم , سنذهب الى المدينة, ونتناول العشاء في المطعم لاحقاً, موافقة ؟"
"اجل" تمتمت هيلين بحماس.
ارتدت فستاناً احمر طويلاً ذو قبة عالية. بدت فيه في غاية الجمال, ورفعت شعرها فوق رأسها وتركت بعض الخصلات تتدلى على عنقها.
"اوه, تبدين ساحرة !" علق غاري حين رآها.
دخلت هيلين برفقة زوجها دار الأوبرا وجلسا يستمعان الى ماريا دوبراي . كانت دائما تحب الأوبرا وخاصة هذه التي تروي قصة حب حزينة.

نهاية الفصل

Just Faith · 01-06-16, 01:45 AM

الفصل السابع عشر

وضعت رأسها على كتف زوجها وترقرقت عيناها بالدموع يا الهي كم أحبه! قالت لنفسها ولكن هل يشعر هو بشيء تجاهها!
حين انتهت ماريا دوبراي, بدأ الجميع يصفقون وأضيئت الأنوار فقال غاري:
"لقد سمعت ماريا دوبراي تغني مرات عديدة, ولكن الليلة هي الأروع"
" أجل ولكنها..."
"ماذا...؟"
"يبدو انها أحزنتك ؟ أليس كذلك؟"

تمتمت بتردد , فأومأ غاري بالايجاب.
دخلا الى احد المطاعم الفاخرة, فأخذ غاري يتأملها للحظات.
" هل صممت هذا الثوب ايضاً؟"
" اجل, لم أتوقع ان ارتديه , هذا يحدث غالباً معي فأحياناً أصمم ثوب, ثم أتراجع ولا ارتديه!"
" انه حقاً رائع!"
"شكراً لك , غاري!"
" هل مازلت تعتقدين انني أريد ان احطمك, هيلين؟ ألم تتعلمي ان تثقي بي ابداً؟"
" ماكان يجب ان تتزوجني وانت تصوب مسدساً الى رأسي , فهذا لم يشكل بداية جيدة, ومازلت اعتقد انك تزوجتني , على الأقل الى حدٍ ما لكي تعذبني لكي تثأر لعائلتك مني .. أجل!"
" ولنفترض انني تزوجتك لهذا السبب , ألا يحق لي ان أغير رأيي؟"
" ربما لم يفت الأوان فيما يتعلق بك, ولكن ماذا لو وجدت نفسي غير قادرة على ان أغير رأيي؟ لقد اخذتني رهينة , لكي تترك الموظفين , وزواجي كان الفدية لكي تحقق ذلك!"
"حسناً , اذن ماذا الآن؟"
" أنا لست سوى رهينة بين يديك , وسأبقى دائماً كذلك, غاري!"
" ولكن لا يمكن ان تتظاهري انك .. لم تتجاوبي معي؟ فقد شعرت بك بين ذراعي هيلين , نظرت الى عينيك وأنا امارس الحب معك"

" الجنس ليس كل شيء! في الحقيقة انه لا شيء!"
" ألا يشعرك بشيء؟"
"فقط.. انه شيء مادي, ولا يلمس قلبي, وفي قلبي سأظل دائماً غريبة بالنسبة لك"
"اذن ليس هناك ما يقال.. حسناً .. حسناً وماذا لو اعطيتك حريتك , هيلين؟"
"حريتي ؟ ماذا تقصد؟"
"حريتك, حريتنا.. نحن الاثنين, ماذا لو أعطيتك ما تريدين .. الطلاق؟"
نظرت اليه وكأنها صدمت :
" أنا لم أقل انني أريد الطلاق"
"أنا أقول الآن"
" انت تريد ان تطلقني ؟ هل انت جاد يا حبيبي؟"
" أنا لست حبيبك , هيلين , وعلى العكس مما قلته أنا رجل لا يتمتع بأن يؤذي الآخرين. ولا استطيع ان اعيش مع زوجتي وهي تكرهني وتخاف مني. سأعطيك حريتك ولا تقلقي مصنعك سيكون بأمان بإمكانك ان تعودي لادارته , ولن تسمعي عني او تريني ابداً"

" هل تقصد ما تقوله؟"
" لا يبدو انك مسرورة , أليس هذا ماتريدينه . منذ ان تركت فرنسا ؟"
" اجل اعتقدت ان الطلاق لا وجود له هنا"
"نعم, لا طلاق هنا, واذا اراد احد الطلاق سيكلفه ثروة, وهذا لا يهمني بقدر حصولك على حريتك"
"هكذا اذن!" تمتمت وهي على وشك البكاء.
"ماذا قلت , هل تقبلين بعرضي؟"
" احتاج الى ... الوقت لكي أفكر , ربما اعطيتك انطباعاً خاطئاً"
"على أي حال , لا يهم لقد قررت كل شيء , وأريد ان نتوقف عند هذا الحد. سنطير الى فرنسا الأسبوع المقبل, وستحصلين على الطلاق في نهاية الشهر. وربما تكونين في قصرك الرائع خلال عطلة الميلاد , أليس هذا ما تريدينه؟"
"اوه, غاري" تمتمت بحزن.
"عظيم, انا سعيد لأنك موافقة سأقوم بكافة الترتيبات غداً, تهانينا هيلين"
نظرت اليه , وكأنها لا تصدق:
" لقد ربحت , ألست سعيد بذلك؟"
شردت للحظات, هل حقاً سأبتعد عن غاري؟ اوه لا يمكن ذلك! حياتي ستكون جحيماً بدونه.
"هيلين؟."
" أنا آسفة لابد انها الحرارة و النبيذ"
"حسناً, سنعود الى الجزيرة , يجب ان ترتاحي لبعض الوقت في السرير, هل انت بخير؟" سألها حين رأى وجهها الشاحب , ويديها الباردتين.
" أنا بخير!" وقالت بمرارة ونهضت.
وقفت في غرفتها تخلع ملابسها , والدموع على وشك ان تنهمر. لم تستطع ان تقول أية كلمة لغاري, وهما في طريق العودة . جلس بعيداً عنها يدخن سيجارة, وهو شيء لم يفعله سابقاً.
نظرت الى المرآة لتلتقي بنظراته , ولكنه أدار وجهه بسرعة , وبدأ يفك أزرار قميصه , ثم دخل الى الحمام, فركضت هيلين ورمت نفسها على السرير.
حين تمدد بجانبها , كانت الدموع قد بللت وسادتها , شعرت بيده على شعرها . التفتت اليه وقررت ان تخبره الحقيقة, تخبره كم يعني لها . الا ان كلماته الساخرة منعتها.
"انت رائعة الليلة يا حبيبتي ! اعتقد ان هذا لا يلمس قلبك أليس كذلك؟"
"اوه, أجل انه لا يلمسه , لا تقلق غاري!"
" أنا سعيد بسماع ذلك, فحتى الناس الذي يكرهون بعض قادرون على ان يفعلوا ما نفعله"
كان يقبلها بحرارة , فشعرت وكأنها حقاً ستفارقه :
"حسنا, لقد قلنا الوداع , فأنت لم تعودي رهينتي ..."
حين استيقظت في الصباح , كان غاري قد خرج ليحضر اجتماع عمل هام .
اخذت حماماً سريعاً , ارتدت ملابسها ثم قصدت فيللا سارة شيبرالي , ولكن لسوء حظها لم تجدها.

نهاية الفصل

Just Faith · 01-06-16, 01:46 AM

الفصل الثامن عشر

كانت بحاجة ماسة لكي تتحدث مع احد ما؟ جلست في سيارتها تفكر الى من ستذهب ؟ ميشيلا لطيفة ولكنها صغيرة ولن تفهم ما ستقوله هيلين. عادت الى المنزل , وهي تفكر كيف ستبتعد عن غاري.
لم يعد الى المنزل . اتصل بها واخبرها انه سيمضي الليلة في المدينة دون ان يقول اين ومع من, وتركها تمضي ليلة حزينة بالبكاء والأسف.
وحين عاد عند ظهر اليوم التالي , ارتجفت هيلين امام نظراته ولاحظت الارهاق على وجهه وعينيه التي تدل على انه بقى ساهراً.

جلست بجانبه يتناولان طعام العشاء:
"غاري! بالنسبة للطلاق اريد ان اقول شيئا"
" ألم يقال كل شيء ؟دعينا لا نعيد هذا الموضوع مجدداً من فضلك!"
" ولكن لم نقل كل شيء , على الأقل بالنسبة لي !"
"هكذا, تقصدين انك فكرت ببعض الكلمات القاسية منذ ليلة الأمس؟"
" كلا"
"آه , ربما تريدين ان تبدأي مشاجرة جديدة"
"كلا" صرخت هيلين بحدة" لا اريد ان اتشاجر معك. اريد ان نحصل على فرصة ثانية , هل ستصغي لما أقوله ؟"
"وهل أصغيت انت لما كنت أقوله؟"
" ربما لم افعل. ولكن اريدك ان تسمعني هذه المرة"
"لقد فات الأوان . سمعتك مرات عديدة , هيلين. اتصلت بالمحامي هذا الصباح , وطلبت منه ان يبدأ بمعاملات الطلاق في الحال"

"في الحال؟" كررت بخوف..
" المال يصنع العجائب. لا تقلقي سيتم كل شيء بسرعة هائلة , وخلال يومين او ثلاثة سنكون في فرنسا"
" أنا لا أتحمل ان ينتهي الامر هكذا" وبدأت تبكي.
" وماذا يهم ؟ قلت ليلة امس اننا غرباء , لماذا يضايقك الانفصال عن رجل غريب؟"
"هذا شيء فظيع , ولا يمكن ان يحدث بعد ما تشاركناه معاً!"
"وهل هذا يعني شيئا؟ انت بنفسك قلت انه لا يلمس قلبك"
" كنت أكذب"
" حقاً؟ ارجوك لا تقولي انك اصبحت عاطفية بين ليلة وضحاها, خاصة اننا سننفصل قريباً!"
"لا يجب ان ننفصل غاري , لقد أسأنا فهم بعض . بحق السماء , الا تستطيع ان نصلح الأمور"
" لا يمكن ان نصل الى أكثر مما هي الآن "
" لماذا تفعل هذا؟" صرخت هيلين"هل أذيتك بعمق حتى تعاقبني؟ لا أريد الطلاق , لا أريد ان أبتعد عنك ... ابداً!"
" وما الذي جعلك تتغيرين هكذا , يا زوجتي العزيزة ؟"
" لقد بدأت أرى الامور بوضوح غاري , وبدأت أفهم نفسي . اشعر بالاحترام والاعجاب تجاهك"
"احترام؟ هذا ما سيظهره الجندي للضابط, هيلين ولكن كأساس لزواج, هذا لا يكفي"
"الحب اذن"
" لا تكوني حمقاء , لقد اصبحت حقا عاطفية, لقد كرهتني منذ البداية, وفعلت مابوسعك لكي أكرهك "

" كلا!"
"اجل, لقد حصلت على ما تريدين, وسأكون سعيداً بهذا القرار على أي حال زواجنا كان مقامرة. لتتوقف عند هذا الحد"
تركها وخرج من الغرفة, قبل ان يسمع أي شيء اضافي . ركضت بسرعة وخرجت من الفيللا الى الاسطبل امتطت سيد واطلقت له العنان.
كانت دموعها تنهمر بغزارة على وجهها يا الهي . غاري لو تعرف فقط كم احبك...
وصلت الى الشاطئ . ثم سلكت الممر الذي يقود الى الصخور, انتهى كل شيء, الحب الذي تكنه لغاري لم يعد ينفع...ما بقي للمستقبل ذكريات لا تريدها ! ولن تحمل لها سوى العذاب.
وصلت بسرعة الى المكان الخطر, والذي كان غاري دائماً يحذرها من ان تأتي اليه.
فجأة انزلقت حوافر الحصان , فسقط بين احدى الصخور ووقعت هيلين بجانبه كذلك, بعد ان اطلقت صرخة مدوية , وراحت في غيبوبة.
حين استيقظت مجدداً كان الظلام يخيم على المكان.
" لا تتحركي! سأصل اليك!"
لا يمكن .. هل هي تحلم ..غاري.. لم يتبادر الى ذهنها ابداً انه سيأتي لنجدتها.
"غاري بحق السماء كن حذراً!" صرخت هيلين.
" فقط , حاولي ان تبقي هادئة .. هل أصبت بأذى؟"
"ظهري, اوه شكراً لله. انك هنا يا عزيزي"
"ظهرك؟ هل يؤلمك؟"
"اجل, لا أعرف "
" اذا كان يؤلمك فهو لا يخيف, هل تستطيعين تحريك رجليك؟"
"انه يؤلمني!"
" يا إلهي!" سمعته يتمتم.
" آسفة, كان يجب ان اصغي اليك بالنسبة للممر.. ولكنني ..."
" لا يهم, سأرفعك هيلين, فقط قولي لي متى تتألمي؟"
بدأ غاري يرفعها بحبل, وحين اصبحت على وشك ان تلمس يده قالت :
" أنا مسرورة برؤيتك غاري"
بقي ملتزماً الصمت فأضافت هيلين:
"أحبك .. أحببتك منذ البداية, أتسأل ان كنت تعرف ذلك؟"
لم تسمع أي جواب , بقيت متمسكة بالحبل للحظات .
" هل أنت بخير ؟" سألته.
"أجل فقط اهدأي انت يا حبيبتي !"
كانت مدركة لكل ما حصل بعد ذلك , نقلتها الاسعاف الى المستشفى, وكان غاري يجلس بجانبها.

بدأ الأطباء يسألونها عدة اسئلة فيما يتعلق بحالتها. شعرت بقبلة غاري على فمها, قبل ان يتركها ليخرج .
حين استيقظت كان بجانبها :
" كيف تشعرين ؟"
"أفضل بكثير, ولكن هل يجب ان تبقى يدي مرفوعة هكذا؟ انها تؤلمني"
" كثيراً؟"
"عل أي حال سأعيش!" قالت مداعبة.
"هناك بعض الجروح في ظهرك, ولكن لا شيء خطر. شكراً للسماء انك بخير !"
"كان يجب ان استمع اليك , غاري..."
" اهدأي الآن " وجلس بجانبها على السرير.
" شكراً لأنك بقيت معي .. كنت خائفة"
"ارتاحي, سأخبر الطبيب انك مستيقظة فهو يريد ان يلقي عليك نظرة!"
" متى استطيع ان اترك المستشفى غاري؟"
" الليلة على الارجح , كل ما أنت بحاجة له الآن الراحة , سأذهب الآن لأطلب الطبيب"

جاءت سارة لتراها , واحضرت لها علبة مليئة بالشوكولا .
" لقد أخفتنا , حين جاء غاري الى المنزل , وسأل عنك عرف انك ستكونين قرب الصخور, لقد خاطر بحياته لكي ينقذك هيلين, هل تعرفين ذلك؟"
"اجل, أعرف , لن يقتل الفرس, أليس كذلك؟"
" بالطبع لن يفعل ذلك, كيف حال ذراعك الآن؟"
" لا بأس , لم تعد تؤلمني كثيراً!"
" قال الطبيب ان بإمكانك العودة الى المنزل الليلة اذا كنت تريدين ذلك"
" أنا مسرورة , فلا أحب ان اقلقكم هكذا!"
"لا تقلقي" جاء صوت غاري ليسعدها " سيلقي الطبيب نظرة اخيرة ثم نذهب الى المنزل, حسناً؟"
"حسناً, هذا يشعرني بالراحة"
كانت تجلس على سريرها في منزلها تفكر كيف ستعيش بدون غاري.
" بماذا تفكرين ايتها الجميلة ؟" سأل غاري فارتجفت.
"اوه, كنت أفكر بالعودة الى فرنسا , ماذا سأفعل هناك؟, حياتي بالطبع ستختلف"
اقترب منها غاري وداعب شعرها برقة " لن تذهبي الى أي مكان هيلين, أنا أدين لك باعتذار , كل ما قلته فيما يخص موضوع الطلاق كان خرافة , لم أقصد ذلك ابداً"
"اوه , ياحبيبي , احبك غاري"

"اعرف , لقد عرفت منذ البداية , ولكن انت نفسك لم تعرفي ذلك. كنت تحاربين نفسك, لذلك قررت ان اصدمك واجعلك تعترفين بذلك, ليساعدني الله , فكرت بأنني لو حاولت تهديدك, ستعرفين مشاعرك الحقيقية"
"اذن لم تقصد ماقلته ؟"
"كيف يمكن ان أقصد ذلك؟ اردتك فقط ان تقبلي حبي لك, حبيبتي! .. أنت حياتي ! ولا استطيع ان أعيش بدونك , أحبك هيلين .. أحببتك من النظرة الأولى وتمنيت ان تبادليني هذا الحب "
" كنت مقتنعة انك تكرهني, ولم أفكر انك تكن لي اية مشاعر اخرى !"
" أكرهك ؟" ضحك وهو يقربها منه " كنت أعرف منذ اللحظة الأولى انك ستكونين لي, فخططت لذلك!"
" اذن انت لم تتزوجني لكي تذلني؟"
" ايتها الحمقاء ! تزوجتك لأنني احببتك , جئت الى فرنسا , وامامي هدف واحد ان احطم اعمال كير , أجل كنت حاقداً, اعتقد انك عرفت ذلك, وكل ما أردته ان أثأر من سكوت كير!"
" أنا لا استطيع ان ألومك ,أفهم كل ماتقوله "
"كلا, لقد كان خطأ يا زوجتي الحبيبة , جنون , ولكنه أوصلني اليك ..حين سمعت بموت والدك اصبت بالجنون ليسامحني الله. لم استطع ان انفذ ثأري! عندما تذكرت ان لسكوت كير ابنة , وقررت ان أراك , وأعرف اية امرأة انت .. وحين رأيتك أحببتك من اللحظة الأولى "
" اوه , غاري"
"فجأة بدأ يتبخر كل ما أكنه من كره لسكوت كير بسبب حبي لك !"
"هذا ما حدث معي في البداية, كرهتك وحاولت ان أقنع نفسي انني لا احبك , ولكن هذا مستحيل!"
" من الآن فصاعداً احتاجك بجانبي , بدونك لا وجود لي! هيلين . أحبك ايتها الزوجة الجميلة!"
" تعلمت ان احبك غاري , ولكنك كنت جافاً معي, تركتني اتخيل انك تريد اذيتي"
" اعتقد انك عانيت الكثير , هيلين , كنت احاول ان اجد طريقة لكي أزيل الثلج من حولك , وكلما جرحتك كان قلبي ينزف . خاصة تلك الليلة . ونحن نسمع الأوبرا يا الهي كم عانيت وأنا أراك تتألمين"
" وأنا كذلك ! لا اعتقد انني بكيت أكثر من تلك الليلة "
" أقسم انك لن تذوقي دمعة واحدة , بعد الآن!"
" لكن لن أكون أكثر سعادة مما أنا عليه الآن , غاري!"
"هناك شيء آخر " قبل أنفها واضاف " شيء هام جداً يجب ان أقوله لك"

"ماهو ؟" سألت بدهشة.
"اتصلوا من المستشفى هذا الصباح , واخبروني بنتيجة احد التحاليل التي ظهرت "
" تحاليل؟ اية واحدة؟"
"هامة جداً, انت حامل , يا حبيبتي, طرحوا علي بعض الاسئلة عنك, وقالوا انك ستنجبين مولوداً خلال ثمانية أشهر"
"هل انت جاد؟"
"بالطبع!" واخذ يضحك " كيف تشعرين هيلين؟"
" بالنسبة للمولود؟ انه أروع خبر سمعته !"
"اوه , يا حبيبتي ! شكراً للسماء على ذلك, لو تعرفين كم كنت قلقاً هذا الصباح !"
"لماذا؟ لأنني قلت في السابق ان انجاب طفل منك لن يحدث؟ غاري, لقد قلت اشياء سخيفة واسخفها كانت هذه, سأحمل الأطفال الذين تريدهم , ومهما كان العدد!"
التعبير على وجهه اعطاها الجواب الذي تريده , اخذها بين ذراعيه وقال " سنذهب الى السرير, فأنت بحاجة للراحة ؟"

" ولكن لا يبدو انك مرتاح. اقصد عقلياً وجسدياً"قالت مداعبة , وهي تشعر بالاحمرار يعلو خديها فبدأ يضحك , ثم حملها الى السرير وتمدد بجانبها.
"يا الهي انت رائعة , كم أحبك!"
"غاري حبيبي لا تتركني ابداً"
" لن افعل ابداً" تمتم بهدوء.
فعلقت هيلين مداعبة وهي تلمس وجهه برقة " قال الطبيب اني يجب ان أكون حذرة بالنسبة ليدي"
" آه, ستندهشين حين ترين الى أي حد بإمكاني ان أكون لطيفاً , خاصة حين تصبحين بين ذراعي !"

Just Faith · 01-06-16, 01:47 AM

تمت بحمد الله
قراءة ممتعة للجميع

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
العرض العادي الانتقال إلى العرض المتطور الانتقال إلى العرض الشجري