آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          زهر جبينها المكلل- قلوب أحلام غربية (118) [حصريا] للكاتبة Hya Ssin *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          المز الغامض بسلامته - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة Nor BLack *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Nor BLack - )           »          مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          واثق الخطى ملكاً فى قلبي *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : حياتى هى خواتى - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          أسيـ الغرام ـاد -ج2 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائــد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          قطار الحنين لن يأتي *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : رُقيّة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree25Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-06-16, 07:18 AM   #81

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



.
.



القسم الأول من الجزء السابــــع والسبعــــون




أُحبُّكِ


كيفَ تريديني أن أبرهنَ أنّ حضوركِ في الكون ..


مثل حضور المياهِ ..


ومثل حضور الشَجَرْ


وأنّكِ زهرةُ دوَّار شمسٍ


وبستانُ نَخْلٍ


وأُغنيةٌ أبحرتْ من وَتَرْ


دعيني أقولُك بالصمتِ


حين تضيقُ العبارةُ عمّا أُعاني


وحين يصيرُ الكلامُ مؤامرةً أتورّط فيها


وتغدو القصيدةُ آنيةً من حَجَرْ




لـ نزار قباني



،




شهقت ببكاء وهي تضع كلا يديها على وجهها الممتقع .... لم تتحمل رؤيته وهو ملفوف القدم ويعرج ماشياً نحوها بملامحه المرهقة .......... المرهقة على نحو ارعشها وقبض قلبها الصغير !



جرّها بحنو حتى جلست قربه بينما يقول بخشونة صوته المبحوح: استهدي بالله موزانه قلتلج ما فيّه الا العافية


: كـ .... كيف ما فيك شي ..... وووو ... وانت ........... وانت متعور وتعري ......


قهقه بشحوب هاتفاً وهو يمسد رأسها: ههههه شو اسوي بعد قدر الله وما شاء فعل .... طحت وانا ارقى اليبل مع الشباب


ارتعشت شفتيها بانفعال هادرة: انت .... انت عمرك ما طحت من يبل ... من يوم عدك يااااهل


كشر وجهه بافتتان اخوي عذب وهو يقول محاولاً إلهاءها عن قلقها/مخاوفها: وافديت الحس .... الحينه البنات يوم يكبرن يغدي حسهن جيه غاوي !!!


ضربت يده وهي تقول بميوعة فطرية وخداها تحترقان من الخجل: ايييييييييييه حارب ....


حارب: هههههههههههههههههههههههه


مطت شفتيها وهي تنهره بقلق: لا ترقى ايبال مرة ثانية لو في الأخير بتردلي مكسر مجسح


ابتسم لها بحنانه الذي لا يظهر بصورته الفاتنة الا لأحبائه والقريبين من قلبه ......... قبل ان يقطب حاجباه بوجع من قدمه المُصابة ويقول مقاوماً إياه بقوة: ان شاء الله ....... ا ........ احم ............. وينها ناعمة ؟؟


اشرت بأنفها للخارج وقالت: اظنتي بعدها واقفة مع عمها ....



نظر لباب المنزل الموارب وجود سلطان الذي قام بتوصيله من المشفى الى المنزل واستمرار وقوفه في الخارج



ويعلم سبب وقوفه في الخارج الى الآن .............. انها ناعمة !


لابد وانها تجري معه تحقيق شرس كي تعلم منه سبب اصابته


كتم ابتسامته بقوة .......... واثقاً انها ابداً لن تستطيع معرفة أي شيء عما جرى من عمها ........



.
.
.
.
.
.
.



ضربت رجلها الأرض وهي بالكاد تستطيع السيطرة على دموعها: عميه شبلاه ...!!!


رد بحزم حانق: نعوم قذيتيني تراج ..... قلتلج ما بلاه شي .. رقى يبل مع ربعه وطاح وانكسرت ريله


هدرت بانفعال وصورة حبيبها المُصاب تنهش قلبها نهشاً لا يرحم: ماصددددددق .. هاي مب لفة واحد مكسورة ريلـ........


هتف بغضب حقيقي ............ فـ آخر ما يرغب به الآن وهو منهك الجسد/الفكر ان يقف ويستمع لصراخ ابنة أخيه واستنتاجاتها الذكية التي لا تخيب ابداً: اجّذبيني يعني نعووووووم !!!


تراجعت ....... وهي ترمش بسرعة وحدة ......... بعينان تلألأتا بقوة من الدموع ........... وقالت بحشرجة: ما اجذبك عميه ..... بسسس .......


هدر بقسوة: سيري طاعي ريلج شو محتاي وفكيني من الصدعه .... ورايه اشغال انا هب متفيج لج






هديره الأخير اظهره "متعمداً" بحدة/قسوة كي تخاف وتتراجع ويتنفس الصعداء من انهاء تحقيقها الذي "كان سيتمادى ان سمح هو بطيبته بذلك" !!!!


زمت فمها بقهر مجنون واستدارت مهرولةً نحو المنزل


زفر بنفاذ صبر وقال مهاتفاً نفسه: افففففففف ......... ما بغت تعتقنا بنت هامل ..... حشى كلت فواديه اكل على ريلها ....





ثم ................ وببطئ شديد ................ ابتسم بمكر صبياني ......


اها ............ اذا فالمحارب قد تمكن بحق من نيل قلب الاميرة السمراء العنيدة ........



.
.
.
.
.
.
.



في الداخل



ترك اخته ليدخل الحمام ويتوضئ ............ بعد خروجه وجد الصالة فارغة من احد فـ ادرك ان ناعمة وموزة لابد وانهما في المطبخ يحضرن العشاء


شيء ما في روحه ارتعش ............ أحقاً منزل محمد ونيلا سيعود للحياة الآن !!


أحقاً سيتمكن وشقيقته ............... من العيش فيه بسلام بعد الحادثة الأليمة !!



توقف وهو للتو يلاحظ ان اخته كانت في المنزل ..... بينهم ............ وليست قابعة كعادتها في الملحق !



رباه ................. أتمكنت اخيراً من دخول المنزل بأريحية وعدم خوف .......... ام ان مجيئه وهو بتلك الحالة المريبة المثيرة للقلق هو من جعلها لا ارادياً تدخل المنزل ورائه من غير ان تشعر !!!!






مهما كانت الإجابة .......... فـ لا يهم ................ المهم انها الآن معه هنا اخيراً .........







وسط مشاعره العاتية ............. الجارفة ............ توجه نحو مكتب والده .......... ودخله ..........


تأمل المكان العتيق عدة لحظات ........... قبل ان يخطو خطواته المتعرجة الثقيلة متجاهلاً بقهر ألم قدمه ......... حتى استقر واقفاً امام مقعد ابيه الكبير الفخم ........ والذي يذكره دوماً بمقاعد القضاة في المحاكم ....


انهار جالساً على المقعد .............. تاركاً مشاعره تتناثر بوجع/شجن على الطاولة


هذه المرة بلا تردد .. بلا ربكة .. بلا حرج ... بلا اية كتمان وسيطرة على النفس !!


تمايلت خطوط الحزن والوجع على خطوط وجهه وهو يخفض رأسه ويسنده على الطاولة ............ مغمضاً عيناه الحمراوتان الشاحبتان بحرقة




: شو يا حارب ...؟!


رفع رأسه بعنف متلهف نحو الذي تحدث معه فجأة


كان والده ...... يجلس على الكرسي الذي امام طاولة الشطرنج الخاصة به ..........


ابتسم والده بحنان جارف وقال: شو يا ولديه ..؟! ما بردت يوفك لين الحينه ..؟!


هز رأسه بـ ضياع ............. ضياع يخنقه حد السماء/الأرض


هتف بحشرجة محترقة: يوفي ما بيبرد الا بلقاكم


اتسعت ابتسامة والده وقال: بنتلاقى ان شاء الله ... بنتلاقى كلنا يميع بإذن الواحد الاحد


همس بأجش ملؤه اللهفة والشوق المجنون: متى !!!!!!


: ههههههههههههههه لاحق علينا يا ولديه ... عيش حياتك .....


ابتلع ريقه بصعوبة قائلاً: حياتي بلياكم سقم ....


: واختك موزة ........... وحرمتك ناعمة ............ نسيتهم


هز رأسه بالنفي الحاد وقال بصدق: لا ........... ما نسيتهم ........... بس انا اباكم


تأمله والده ببسمته الرقيقة ............ وقال: تغيرت يا حارب


لمس حارب ندبته ........ قبل ان يقول بنبرة متعذبة متذكراً الشخص الذي كان لأجله جرح وجهه: وين امايه !!


: امك مرتاحة يا ولديه .... مرتاحة لا تحاتيها


ارتعش صدره وهو يقول بتوهان ..... بحرمان ..... بـ فضيان: قولها ................... قولها حارب يقولج .............. آسف


أبا حارب بحيرة: على شو ..؟!


انزل عنقه محدقاً بالطاولة بتضبب .............. وقال مسترسلاً مشاعره بحرقة لا قبل لها ولا بعد: آسف لاني ..... ما حميتها ..............
آسف لاني ما حميتك انت ..... من نفسك .............
آسف لاني ما حميت عبيد ............ ولا .............. ولا قدرت احمي موزة من الويع والحزن ............ آسف لانييييييي ........





لم يكن يعلم ان دموعه "لأول مرة منذ حدوث فاجعة حياته" تنهمر على خده الحار ............


لم يكن يعلم ................. حتى انفجر من فرط مشاعره ورمى كل شيء على الطاولة بقبضة واحدة قاسية ............... مزمجراً بلوعة: آسف لاني ما دفنت روووووووحي معااااااااااااها



ضرب ندبته بقسوة مجنونة وهو يردف: ما صلخت الا ويهي من حر ما فييييييه ..... ما صلخت الا ويهي يا بوووووويه .......... وانا اللي كنت أبا اصلخ الدنياااااا وما فيهااااااااااا .....
اصلخ يلدي وفوادي وروووووحي ..... اصلخ واجتل كل البشرررر من عقبهاااااااااااا .........












شهقت وهي تتراجع بتعثر .... وبوجه احتقن وامتقع من الهلع والصدمة .........



إلهي ................ أكان هو من تسبب .............. بندبته تلك !!!!!



مرّت صورته وهو يجرح وجهه بنفسه ............ وانتفضت برعب تام ........... وبعفوية قلبها المتيم به ........... تساقطت دموعها بحرارة شديدة .........


ولم تنتظر .............. ليست وهي ترغب باحتضانه واخفائه عن العالم كله حتى عن آلامه واحزانه ومرارة ما يجيش في روحه الحبيبة ........


اقتحمت غرفة المكتب بحدة ......... لتراه يقف باستنفار وهيجان ............. قبل ان يوليها ظهره بردة فعل خرجت عفوية كي لا ترى دموعه ........



اهتزت نظراتها بألم وهي تهمس مقتربة منه: حـ ......... حـار.........


امرها بقسوة وهو يمسح دموعه بخشونة بظاهر يده: طلعي


هزت رأسها بالنفي .... لتقول بعناد: لا


هدر بحدة مصراً الا يريها وجهه الى الآن: طلعي ناااااعمة


اغمض عيناه وهو يستشعر اقترابها منه شيئاً فـ شيئاً .............. وقبل ان يزمجر طارداً إياها للمرة الثالثة .......


كانت تحتضن ظهره بعاطفة شرسة .... وتقول من بين دموعها المنهمرة: لا .... لا ...... ما بطلع ..... ما بروح مكان ... من يوم وساير انت ما بتعاني روحك ...... ما بتتضايق روحك ...... ما بتشوف الحزن روحك
عمري ما بخليك حارب ... عمري .....
اصيرلك الام ..... والابو ..... والاخو ..... وكل شي في الدنيا ...... اصيرلك السند والعون والراحة ....... بس دخيلك ........
لا تبعدني عنك .............. ولا اتفكر تكتم همومك وضيجك وانا عندك ...... دخيلك





ادار جسده نحوه .............. مستنشقاً الهواء حوله بصعوبة ..... بصمت ....... وباختناق مريع !




كانت آلامه هذه المرة ........... واضحة ........... شفافة ............ لا تشوبها شيء ...........!


لمست ندبته برقة مُعذبة ............... تحت همسه الغليظ المكتوم المبحوح: شو سمعتي ؟؟


رفعت نفسها إليه ......... برؤوس أصابع قدميها ................ وبصمت تام لا يشوبه سوى انفاس حارب الهادرة ............... اخذت تقبل ندبته المظلمة ............ بحب ..... بغرام ..... بحزن ...... وبعاطفة انثى شرسة مندفعة فياضة بالحنان .......


حتى سمعته همسه الأجش الخافت: نـ ..... ناعمة .....



: يا روح ناعمة ............ يا روحها وعمرها كله


اخذ نفساً حاداً طويلاً وهن يغلق عيناه ................. قبل ان يفتحهما ببطئ ويقول بصوت خافت ........ انما قوي ووحشي: لا تفكرين في يوم تخليني



تلألأت عيناها النجلاوتان بدموع العشق وهي تهمس: حد يتخلى عن روحه ..!!!


غرس أصابعه الطويلة من طيات شعرها الغجري الأسود ........... ومن غير ان يرد على كلماتها "الشافية" بكلماتٍ يعرف جيداً انها لن تخرج كما يريدها من جوفه ..........


جرّها نحوه بعنف .............. واغلق فمها بـ فمه ..............



.
.
.
.
.
.
.



جثى على ركبته ........... مقبلاً بانفعال يد والدته ............. وركبتها .....


انتفضت بفزع وهي تقول: بسم الله الرحمن الرحيم ... شبلاك ابويه !!!


رفع رأسه .......... بـ عقاله الذي مال قليلاً بسبب جثيته المفاجأة ......... صادماً والدته بعيناه اللامعتان بمشاعر لا قبل لها ولا بعد: راضية علي امايه !!!


كررت سؤالها بقلب منقبض منتفض ... فوجه ابنها الحبيب لا يبث في قلبها الراحة البتة: بطي حبيبي شو فيك بسم الله عليك .....!!!!


بينما هو يكرر بـ قوة .... بـ هيجان موجع: راضية علي يا عين بطي ..؟!


اجابته بـ اندفاع وصدق ورضا: هيه يا عيون امايتك .... هيه ...... راضية عليك دنيا وآخرة ... شبلاك فديتك ... زيغتني ......








ماذا يقول لها !!!


أيقول لها انه شعر بهلع فقدها بعد معرفة ما جرى لـ حارب على لسان سلطان بعد ان اصر عليه ان يعرف سبب وجود "حارب المُصاب" معهم !!!


أيقول انه علم بـ امر عائلته المغدورة .............. وبالتفصيل .............. منذ سويعات قليلة ............... لهذا فقط شعر ان غضبه وحزنه على مقتل أخيه لا يساوي شيئاً مقارنةً بحزن حارب المكبوت على مقتل عائلته كلها !


أيقول لها انه لم يستطع رفع سبابة واحدة على ذاك الحقير المدعو بـ أبا مرشد ........... فقط لأنه شعر بالتفاهة لما فكّر بفعله !


أينتقم بعد انتقام حارب !


أيتحدث ويسب ويشتم ويخرج ما في جوفه .......... بعدما اخرج الأخير كل ما في روحه اليوم !!!


أيكون بخيلاً ولا يعطي لـ حارب السعادة في امتلاكه وحده انتقامه !


انتقامه للجميع ومن ضمنهم اخاه الكبير ............... سعيد !!!!


ماذا أقول يا امي ............. وكيف سأقوله !!!!!


آآآآه .....
اشهد ان الموت حق ..... وان الساعة حق ..... وان رضاك حق ..... يا من بعد عيناها يقفل باب من أبواب جنانه عز وجل



اغلق عيناه .... اللتان تحرقانه بالفعل .... من فرط ارهاقه النفسي .... والعصبي ........... قبل ان ينزع بحدة عن رأسه شماغه وعقاله باقياً بـ قحفيته البيضاء الرقيقة .........


ومن غير ان يجيبها ........ وضع رأسه على فخذيها وهو يهتف بـ صوت مكتوم مختنق:
لا خلت عيني منج يالغالية ... الدنيا بلياج ما تسوى شي في ذمتيه .....



.
.
.
.
.
.
.



امر اعوانه بحزم بالغ: هاتولي مانع


قال إبراهيم متسائلاً: بتخبره الصدق ؟!!


سلطان: اني تعمدت اخلي بومرشد يشرده عسب نخليه يتعاون معانا من غير ما يعرف !!


ابراهيم: هيه ...


قال خلفان بحيرة: هب عسب جيه بس ..... وماظنتي قلتلنا السبب الصدقي ورا خطتك هاي ...


تنهد مخرجاً أنفاسه من انفه ...... ليقول بعدها بشفقة واضحة: مانع ولد مسكين ... ضحية أبو مهمل ... وريال راعي جرايم وفعايل دنية .. غير انه يتحراني ذابح ابوه ..


ابراهيم: منو اللي ذبحه عيل ..؟!


اجابه سلطان ببساطة: بومرشد اللي ذابحنه


خلفان: ليش !!


سلطان: لانه غدر فيه .... معطنه وكالة يخته عسب يقدر يهرب خلاله ذهب من الامارات لـ عمان يلين افريقيا ..... بومانع سرق الشحنة كلها مع واحد من اللي كانوا وياه ....
بس الثاني تنازع مع بومانع على النسبة اللي كان يباها من الشحنة ... جان يسير عند بومرشد ويخبره باللي صار .... بس على هاييج الساعة بومانع قسّم الشحنة واودع كل جزء منها في بنك ... بنك في اثيوبيا ... وبنك في النيجر ... وبنك لو ما خاب ظني في السودان .. وموصي ان مات محد يفتح الخزاين الا ولده مانع ..


خلفان بحاجب مرفوع: عسب جيه حرص يخلي مانع قريب منه ...


سلطان: هيه نعم .... طبعا عقب ما اوهمه اني انا اللي جاتل ابوه ...


إبراهيم متسائلاً: وانت بغيت تعطيه فرصة ايديدة عسب يعرف الصدق ويعيش حياة نظيفة من اول وايديد !!!


: هاللي بغيته ... لكن السؤال هو .... هل مانع يستحق هالفرصة !!


خلفان: ليش ما سألت نفسك هالسؤال قبل ما اطلعه !!!


سؤال خلفان ارجعه لذلك اليوم ................ قبل اشهر مضت ..........



.
.



امسكت كفه وهي تحاول تقبيلها بـ ذل وضعف وخزي: ابوس ايدك يا ولديه .. ابوس ايدك .... انا ما عندي الا الله وانت يا ولد الايواد


جرّ يده هاتفاً بصوت قوي صارم: استغفر الله العظيم .... يا امايه ولدج هب مسجون بتهمة سرقة هوش ودياي بارك الله فيج .... تهمته المساس بأمن الدولة ... غير الجتل والخطف والأمور الثانية اللي مابا اقولها عسب لا اطيحين علينا ميتة ..... ولدج يا ام مانع ما يستاهل هاللي تسوينه عشانه ....


هتفت بصوت باكٍ متحشرج موجوع: قلتها .... ولديه ..... يستاهل عويناتي ان بغاهن .... الله يخليك ..... دخيل كل من له غلا في فوادك .. ساعدني ..


وقفت وهي تكمل بهستيرية ام مفجوعة ملتاعة: اضمن لك انه ما بيرد لهالدرب موليه .... اوعدك .... بس دخيلك .... طلعه .... عطه فرصة ثانية وطلعه ...
دخيييييييلك



سألها وهو يشعر بالضغط العاطفي الذي يكره معايشته خاصةً في مجال عمله القاسي: منو دلج عليه ...!!



ابتلعت ريقها وهي تجيبه بأمل: سمعت اسم عمك وايد على أيام بومانع الله يرحمه .... ويوم بغيت اسيرله قالولي متقاعد بس ولد اخوه موجود وهو ماخذ منصبه الحينه ..


اومئ برأسه هاتفاً بشرود: خير خير


سألته بلهفة شديدة: يعني بطلعه ..؟!


ابتسم بحنان يشوبه بعض السخرية لهذه الأم التي تعتقد ان الأمور تمشي بهذه السهولة هنا: ما بيصير الا كل خير يا ام مانع ريحي فوادج


كررت سؤالها ودموعها تتساقط بعذاب: يعني بطلعه ..؟!


حولق بصوت خافت قبل ان يقول بحزم: ما اقدر اعطيج الجواب الحينه ... بس ان شفتيني داق عليج بتعرفين اني داق ومعايه اللي بيسر خاطرج ان شاء الله










وفعلها ........................ لأجل تلك العجوز فقط لا غير .............. وبعد ان اخذ منها عهد الا تخبر ابنها بالمقابلة التي جرت بينهما !


ولأجل الخطة التي وضعها والتي ستساعده على معرفة أمور لم يكن ليعرفها الا بواسطة اتصال مانع بـ أبا مرشد بشكل مباشر وفعلي .......!


واهم ما عرفه من خلال الخطة التي وضعها ............ هي امر مذكرات سعيد بن خويدم !


فـ مانع هو من اخبر آندي ....... أي نهيان ........ بأمرها !!!!


لكن مانع ...... وبعد خطفه لابنة أخيه ......... اخذ يشك بصواب فعلته !!


هل اخطأ حقاً بإعطاء مانع فرصة جديدة لعيش حياة كريمة نظيفة !!


امه بعد كل شيء .......... لن تتمكن ابداً من ردع شرور ابنها ............. الا ان تمكن هو في المقابل من فعل شيء ما لايقاظه من اوهامه بأن الدنيا كلها قد ظلمته ومنعت عنه السعادة والرزق !



.
.



قال سلطان لـ خلفان مجيباً ببسمة خفيفة ساخرة: هاللي يسمونه غلطة الشاطر ........... ما علينا ........ طرشوا اثنينه ايبون مانع عندي الحينه .. اعتقد انه لين الحينه يتريا آندي عسب يخبره بنتايج الصفقة ....


ابراهيم: الحمدلله ما حظر الصفقة ولا عرف شو صار فيها ... ظنك بعده عنده امل من نهيان !! اقصد آندي !!!


سلطان: خل نهيان على صوب .. مهمته هنيه خلصت ... خاصة عقب ما حاز على ثقة ديرفس وخلاه ذراعه اليمين وعرّفه على معارفه في الكونغرس ....
مهمة آندي كانت الدخول لمجلس النواب الأمريكي على يد ديرفس فقط ........ ولاني ما بغيته يلتهي بالامور الثانية دخلت حارب في اللعبة .... عسب الأخير يقدر يكون الخيط المباشر بينا وبين جماعة ديرفس من غير اتصال آندي المباشر فينا ..... نبعد العين عنه وعنا ....





اتاه اتصال بعد ساعتان من احد معاونيه قائلاً بحيرة/اضطراب: سيدي ما لقينا مانع ....... اختفى .....



.
.
.
.
.
.
.



بعد مرور أسبوع







كانت تجلس امام النافذة الكبيرة المطلة مباشرةً على الكعبة المشرفة وتستغفر بصوت خافت منتظرةً رجوع زوجها ووالدتها من صلاة الظهر .....


كانت ستذهب معهما لولا شعورها المفاجئ بالغثيان والصداع .... فـ فضّلت المكوث في الفندق كي لا يزيد ارهاقها مع زحمة المسلمين الشديدة .....


رف قلبها حباً ما ان سمعت باب الغرفة يُفتح ويُغلق بهدوء


اقتربا منها وهي ما زالت على جلوسها ............... لامحةً ابتسامة زوجها الهادئة اللطيفة .....


أيام طويلة مضت وهي معه ............. وتقسم ان اكثر شيء اخذت تعشقه به هي بسمته الرقيقة الحانية هذه !


فليصمت ...... فليمتنع كلياً عن الحديث ............. لكن لا يجب عليه ان يحرمها من ابتسامته ........ ابتسامته هذه هي شفاء بعد مرض ............... بل هي حياة بعد موت !


همست بحب له بينما تنظر لوالدتها التي دخلت الى الحمام بعد ان ألقت السلام عليها من بعيد وردت سلامها بالمقابل بخفوت

: تقبل الله ...



اجابها وهو يفتح ازرار ثوبه الأبيض العلوية ... ثوبه الذي لبسه اليوم بعد ان تحلل من احرامه واكمل شعائر العمرة مع زوجته وامها البارحة ليلاً: أجمعين ان شاء الله ................. ها زاهبة ..؟!


اومأت برأسها وهي تؤشر على الحقائب: هيه خلاص ... احمد المدينة بعيدة عن مكة ..؟!


اجابها موضحاً بنعومة: يعني حول الثلاث ساعات ونص او اربع ....


اومأت برأسها بهدوء .......... ليردف متأملاً إياها بنظرة ذات معنى: مستانسة ..؟!


تنهدت بعمق وهي تقول بامتنان حقيقي: من الخاطر ...... يزاك الله خير .... كنت محتايه صدق هالعمرة .... انا وامايه


نظر نحو باب الحمام وقال كاتماً ابتسامته: الحمدلله اليوم ام حمدان عطتنا ويه ورمستنا ...


ابتسمت له بحنان جياش وقالت: ما عليه فديتك ... شوي شوي وبترد ان شاء الله شرات اول واحسن ... الحمدلله هي عقب ما اعتمرت تحسنت نفسيتها وبدت تتقبل الواقع وتشوف الدنيا بشكلها الصدقي ..... حتى من البارحة اشوفها تاكل من الخاطر ....


هتف بصدق: زين زين الحمدلله .... هاللي نباه نحن .....


رددت حنان بخفوت رقيق: اللهم لك الحمد والشكر


سمعا الاثنان جرس باب الغرفة ... وبعفوية من احمد ......... قام ليفتح الباب معتقداً انها خدمة الغرف لا غير


لكنه وما ان فتح الباب حتى رآى امامه امرأة متشحة بالسواد كلياً عدا وجهها ........



قبل ان يهتف متسائلاً عن هويتها .... سبقته وهو يستمع لنبرة اللهفة والفضول في صوتها: اخويه .... ام عوشة هنيه ..؟!


رفع حاجباً باستغراب قائلاً: ام عوشة ...؟!


نظرت للداخل بوقاحةٍ اغضبته ..... وقال مردفاً ببرود: منو انتي ختيه ..؟!


اجابته وهي ما زالت تبحث بعيناها: ا .... أبا ام عوشة ......


اتاه صوت حنان التي اقتربت ورأت المرأة الواقفة امام الباب: منو احمد ..؟!


اتسعت عينا المرأة وحدّقت بـ حنان التي ما زالت بلباس صلاتها ولم تنزعه ............. هاتفةً بدهشة: حنااااااان !!!!



نظرت الى الاثنان بصدمة ............ مضيفةً بخفوت لم يسمعه الا حنان: احمد ............. وحنان !!!!!


عقدت حنان حاجبيها من غرابة ما تتفوه به هذه المرأة الجريئة ....... وقالت وهي تتقدم زوجها بدفاعية وحزم طالبةً منه برقة ............ بنظرة من عيناها ............ انها هي من ستتولى مهمة معرفة هويتها:
منو انتي ختيه ...؟! وشو تبين ..؟!


كان احمد يتراجع بنظرة حائرة باردة غير آبهاً في الحقيقة لما تقوله المرأة ..... فالنوم الآن هو من يحتل الجزء الكبير من عقله ...........


شهقت بصوت مكتوم ما ان سحبتها المرأة للخارج ..... بوقاحة وقلة حياء ........ وقالت بذهول شديد: انتي متى خذتي ريل عوووشة ......!!!


من غير ان تشعر .... قالت بحدة: نعممم !!!!
انتي منو أصلا عسب تعقين الميانة ويايه وتسأليني في خصوصياتي !!!


: ما عرفتيني !!!! انا ريم ربيعة عووووشة ......


رددت حنان بنبرة لاذعة يشوبها الحيرة/الاضطراب: الله يرحمهااا


قالت المرأة بسرعة وبنفاذ صبر: الله يرحمهااا الله يرحمهاااا .... متى خذتي ريلهااااا !!!!
اكيد خذتيه ... ولا شحقه انتي وياه في غرفة وحده .....



بدأت تتذكرها ............ اجل .... هذه ريم صديقة عوشة المقربة .......... والوحيدة ....... اذ كانت عوشة تكره في الحقيقة تكوين علاقات كثيرة وصداقات منذ ان كانت طفلة صغيرة ........



حنان بحاجب مرفوع: تذكرتج .... هلا خت ريم ..... ممكن ندخل داخل عن حد يخطف ويشوفنا ....!!


أكملت بصرامة: اظنتي عيب في حقي وحقج ...... حياج حياج


ريم بعجلة: لا لا ... ماقدر اتم وياج الحينه هليه يتريوني تحت ..... بس كنت أبا اشوف امج واسلم عليها ...


حنان ببرود: ببلغها سلامج ان شاء الله


عادت ريم تسألها بفضول ...... يشوبه بغض لم تفقه حنان سببه: انتي صدق خذتي ريل اختج ...!!!


حرّكت حنان فمها بعدم رضا ...... وامتعاض لم تتمكن من اخفائه ..... قبل ان تجيبها بجفاف: هيه .... ليش السؤال !!


ريم بقهر: ما لقيتي الا هااااااا !!
قلوا الرياييل يعني !!!


هدرت حنان بحدة: عفواً !!!!


لم تبالي ريم بردة فعل حنان بل استمرت هاتفة بذات قهرها: انتي شكلج ما تعرفينه ....


عقدت حنان حاجباها بقسوة لتقول بنبرة ساخرة: وانتي اللي بتخبريني عنه الحينه !!


: ها اللي انتي مغترة فيه عذّب اختج وايد في حياتها وخلاها خبله ما تعرف يمينها من شمالها ....


اتسعت عيناها غضباً من جرأة كلمات المرأة الفظيعة وتجرأها السافر على أمور لا تخصها ولا تعنيها .......... وكانت ستجيبها برد يسكتها ويخرس لسانها الطويل الوقح ..... لولا ان الأخيرة هرعت مهرولةً نحو المصاعد ..... وهي تضيف بسرعة: خل نتلاقى صوب ستاربكس عقب صلاة المغرب وبخبرج كل شي ...
لا تنسيييين ..... عقب صلاة المغرررررب ........




: حنان بنتيه .... شو موقفنج خاري !!!


التفتت لوالدتها بشرود وهي تقول: هااه !!


: بسم الله ... شبلاج !!!


تلعثمت بتوتر: ا ا .... لا لا ..... ماشي ....


رمقتها والدتها بتعجب قبل ان تقول لها بحزم: دشي انزين عن حد يخطف علينا ويشوفنا ....


اومات برأسها بـ ضياع ..... وارتباك ............ وهي تعود ادراجها الى الداخل .......



.
.
.
.
.
.
.



في الديار
دبي تحديداً




: امايه شعنه معصبة الله يهداج !!


هتفت ام نهيان بقهر: يعني تبيني اضحك وانا اشوف اخوج متلته منيه مناك لا رقاد شرات الناس ولا اكل شرات الناس وفوق ها حرمته ...............


قطعت كلامها وهي تستغفر بصوت عالي حاد ........... قبل ان تغمغم من بين اسنانها: خليني ساكته بس


رمقتها ابنتها الوحيدة بتأنيب وهي تقول: امايه حرام عليج ... الحينه ميرة هي الغلطانة !!


ام نهيان بقسوة: ما قلت غلطانة .... بس يلين متى بتخلي اخوج جذا معلق .....!!!


هتفت مهرة باندفاع وانفعال حقيقي: انا لو منها ماردله والله


زجرتها أمها بغضب: مهروووه


مهرة بدفاع عن حق صديقتها الوحيدة وحق العشرة التي دامت بينهما سنين طويلة: هالصدق بعد شووو !! اللي ما ارضاه على نفسي ما برضاه على ربيعتي ولا بنات العرب ....


اسكتتها والدتها ..... ومشاعر الام الحزينة على ابنها هي من تحرك تصرفاتها وافعالها غير السوية: سكتي بالله عليج سكتتتتي ....




زمت مهرة فمها وهي تغمغم بغيظ: وانتي دومج تسكتيني ان ما عيبج شي أقوله !!!


صاحت أمها هذه المرة بحدة اشد: مهروه سكتي قسم بالله هب متفيجتلج


تنهدت مهرة بقلة حيلة/قهر ........ قبل ان تحولق بخفوت وتقوم من امام والدتها الغاضبة والموجوعة على حال ابنها الصغير ............
ابنها الغارق "بتعمد واضح للجميع" في العمل المتواصل والمنهك ...... راغباً بكل نبض فيه ان يلهي قلبه وتفكيره عن تلك الصغيرة القاسية ..............







لحظات حتى اتاها اتصال من ميرة ........ والتي أصبحت العلاقة بينهما هادئة باهتة مع مرور الزمن


: مهرة


اجابتها مهرة وهي تنظر من بعيد لوالدتها: هلا ميرة


: بتروحين ..؟!


عقدت مهرة حاجبيها وهي تتسائل: وين ؟؟!


ميرة: ما تعرفين !! عميه بطي عازم الكل في الويكند على عزبته ....... عزم ابوج و ........ ا ا ........ اخوانج كلهم


مهرة باستغراب: امايه ما خبرتني


ميرة: يمكن نست


ابتسمت بسخرية وهي تقول: وانتي داقة عسب تعرفين لو حمد بيروح !!


ميرة بحدة مفاجئة: انا !!! منو قال !!! ولا مستهمة اساساً به .. بغيت اعرف لو انتي بتيين ولا لا !!!


قالت مهرة ببرود ظاهري اخفت خلفه يقينها التام بما قالته قبل قليل: اها ............... اوك بشوف شو السالفة وبرد عليج خبر ...


ميرة: اوك



.
.
.
.
.
.
.



أغلقت الهاتف عن صديقتها وهي تسأل اختها باقتضاب: بتروحين !!


ردت حصة وهي تأكل حبات من العنب: هيه ... طفرانة وابا اغير جو


سألتها فجأة ....... ومن تحت اهدابها المعتمة: لو فلاح بيروح بتروحين !!


ردت حصة بلامبالاة ...... ونزق: شو عليه منه !! انا في مكان وهو في مكان .... انا سايرة اغير جو ما بخلي حد يعكر عليه مزاجي


ابتسمت ميرة ساخرة: من قلبج !!


ردت حصة بوقاحة وبذاءة: لا من فـ........


ضربتها ميرة بوسادة الاريكة مغتاظة من لسان شقيقتها الذي لن تجد له علاج ابداً وهي تصيح بغضب: يا ربييييييه ........ حصوه متى بتنظفين لسانج هذااااااااا !!!!


دفعت عن كتفها الوسادة وهي تقول ببرود تام: لا تيبيلي طاريه عسب ما اعطيج كمن كلمة تخليج تحلفين عقبها ما ترمسيني ........


ميرة بعينان متسعتان من القهر: حشى حشى ....... ما برمس عنه فكينا من لسانج يا بوي ....


حصة: دواج



الا انها شهقت فجاة بحدة ما ان امسكت ميرة معصمها ..... واحست بنبضات حصة القوية المجنونة على نحو ارعبها بحق !



لكنها ابتسمت بمكر يشوبه بعض القسوة وهي تكرر سؤالها: من قلبج حصة !!


دفعتها بحدة وهي تهدر بغضب: ميروووووووووه


ميرة بثقة عالية: والله انج جذابة ........ شفتج بعيني كيف نقزتي يوم امايه قالت ان عميه عازم قوم الحر .....


هذه المرة .... حصة من رمت الوسادة على اختها وهي ترميها بأشد الشتائم واقساها ...


ابتسمت ميرة بسخرية هاتفة: وغيظج ها اكبر دليل .......


ابتعدت حصة عنها وهي تغمغم بحقد: انا الغبية اللي ييت ويلست معاج .... زولي عن ويهي يالهرمة ....




اتسعت بسمة السخرية بمحيا ميرة ..........




الحب مصيبة .......... ومصيبته تكمن باحتلاله قلوب المجانين


لكنها ليست مجنونة ............ ولن تكون ...............


تذكرت ابتعاده المفاجئ عنها .............. مما أدى لاشتعال روحها بالقهر والغضب مرة أخرى


لا لقاء .... لا اتصال ..... ولا حتى رسالة واحدة


ما به ذلك الوغد ............ أفقد الامل مني وامتلأت معدته حتى اكتفى من شرب كأس الذل !


لا ................... ان اكتفى هو ............. فهي لم تكتفي ............ ولن تكتفي !



.
.
.
.
.
.
.



بعد ان خرج العامل الهندي الذي اتى ليفحص للمرة الأخيرة أجهزة التكييف في الطابق السفلي ويتأكد انها تشتغل بشكل كامل وآمن


التفت لأباه الذي هتف له متسائلاً: ها بتروح عزيمة قوم بن خويدم ؟؟


نظر نهيان لساعة رسغه وقال: ماظنتي يا بويه عنديه شغل هالويكند


: شو عندك بعد ....!!


كي يتفادى ادخال نفسه في معمعمة كلامية مع والده ........ قال باختصار وهو يستدير للخارج: شغل ابويه شغل ... ان خلصته بسرعة بلحقكم ... بس ترى روضة وعبيد بيسيرون معاكم ...


قال والده بحزم: انزين .... لا تنسى اتييبهم باجر عندنا ..


: ان شاء الله





عندما خرج ........... اتاه اتصال منها ..... من مليحته الحسناء .....





انقبض قلبه فجأة بسبب ندائها الخافت المختنق: نـ نهيان .........


كانت تكتم شهقاتها بقوة .............. يعرف هذا حق المعرفة !



سأل بقلق شديد: روضة شبلاااج !!!


: عـ ... عبيد .....


هدر بحدة: شو فيه عبيد !!!


: ما ....... ماعرف وييييينه .....



.
.
.
.
.
.
.



قطع الدرب من دبي الى ابوظبي بسرعة مجنونة .............. والله وحده يعلم كمية أجهزة رصد السرعة التي التقطت له الصور


ما ان وقف حتى فتح الباب الذي بجانبه ودخلت روضة بوجه محتقن باكٍ


سألها وقلبه يخفق بجنون: وينه عبيد ؟؟


روضة بهلع .... وقلق .... وتوتر: حرّك حرّك بقولك وينه


قال بانفعال: احرك وانا ماعرف وين بروح !!!


ابتلعت ريقها وهي تمسك ببطنها شاعرةً بالالم الفعلي جراء الهلع الذي عاشته طيلة الدقائق الطويلة السابقة: عـ عند ..... امه



.
.
.
.
.
.
.



هدرت بغضب كاسح: لي اتصلت بـ مرت بيّك آآآ !!!! شو مسيو كرم .... نسيت ماما وما بدك ياها هلأ !!!


انكمش الابن على نفسه وهو يقول بغضب طفولي يشوبه الخوف: أبا .... اكلم ..... ماما روضة ...... هـ هي ..... قالت ........... انها ........... بتوديني الألعاب .............. اليوم ............ كلمتها ......... عشان ........... توديني ........... وما تنسى .......


ميسون بهستيرية ارعبت الصغير: لا تجنني كررررررم .... انا الماما مش هيي ... انااااااااا ..... افهاااااااااام ..........


زم فمه بحنق طفولي وصاح مغتاظاً: اسمي عبيد نهيان بن عبيد بن نهيان الحر الـ....





رباه ................ وكأنها ترى نهيان بنفسه يتحدث ويزبد من الغضب الناري !!!!!





ابتلعت ريقها بتوتر ...... وقالت محاولة تهدئة نفسها الغيورة الغاضبة الحاقدة: حبيبي عبيد ..... هلأ انتي ما بدك ماما !!! ما بدك تعيش معا متل ئبل ...؟!


عبيد بعناد: أبا ..... بس أبا بابا وماما روضة بعد .....


ميسون: مافي ..... انا وانته بس يا عبييييد


ومن غير ان تستوعب الامر مسبقاً ............. انفجر عبيد بالبكاء .......


بكاءاً ما كان ليدخل خضامه الا بعد شعوره بالفزع الحقيقي من هذه المرأة التي ما عادت "بصراخها القاسي وتصرفاتها الغريبة" والدته الحنونة الطيبة .............



.
.
.
.
.
.
.



كان يشتم ويتوعد بصوت غاضب ان يريها الويل ما ان يراها .......


قال بقسوة وهو يفتح نافذته وينظر للمباني والشوارع امامه وحوله: انتي متأكدة انهم قريب وما طلعوا من المنطقة !!!


هتفت بثقة وانما بعينان مرتبكتان خائفتان على صغيرها ......... تعلم انها امه ولن تمسه بسوء .... لكن ما هذه الام التي تخطف ابنها بغياب والده وانشغال امه الثانية في المطبخ !!! بل في الأساس كيف تجرأت هذه الام على اقتحام منزل ليس بمنزلها ومن غير علم أصحابه !! وكيف علمت مكانه !!!


: هيه ... سمعت بأذنيه يوم كلمني عبيد صوت موسيقى سيارة الاسكريم اللي تمر دوم صوب بيتنا .. وصوت الهندي اللي دوم يلاعب عبيد يوم اشتريله اسكريم ...


نظر نحوها بحدة تشوبها القلق ............ وقال بقهر: كيف خليتيها تشله .... كيف !!!


هتفت بحرقة ... ومن غير حول ولا قوة: انا في المطبخ يا نهيان في المطبخ .... ومخلتنه يالس في الصالة ويلعب ..... شو عرفني انها وقحة لدرجة انها تدخل بيوت العرب بليا هود وتشل عيالهم بليا علمهم


اضافت بانفعال وهي تتذكر انه طفلها ........ رباه .......... بحق الله .......... ألا يفهم نهيان انها امه !!!!: وبعدييييييين ..... وبعدين هي اممممه ..... اممممه ..... حتى لو دخلت عليه ...... تظن بقولها شي ان طلبت مني تاخذه !!!!


صرخ بغضب شديد: هيه ............. تمنعييييييينها بكل بساااااااطة




عندما انسكبت دموعها بشكل احد واقسى من ذي قبل على قلبه ....... ضرب المقود وهو يغمغم بانفعال حاد:
استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم ..........


ضرب المقود مرة أخرى ...... وعاد بأنظاره للخارج يبحث عن ابنه هنا وهناك علّه يلمحه



التمعت عيناها بالسعادة ما ان رأت عبيد: نهيان هاذوه هاذوووه


نهيان بلهفة: وين !!!


نظر حيث اشرت روضة ورآى من بعيد امرأة تجر بحدة ولداً صغيراً يبكي ويصيح بغضب ...


كانا من الواضح انهما للتو خارجان من حديقة المنطقة الصغيرة ....






أوقف السيارة في اقرب مكان يصلح للوقوف ......... وخرج مهرولاً نحوهما ........... وهما في الحقيقة لم يكونا منتبهان بعد له ..............




دقائق مرت عليها في السيارة ............ دقائق مثل الجمر .............


كانت تراقب من بعيد ما يجري بين زوجها وزوجته السابقة ............. تراقب بهدوء ظاهري يكاد ينفجر ويُخرج النيران من جوفها ..........


لكنه انفجر في الأخير ............. وهي تراه يأخذ ابنه ويحمله بين ذراعيه ......... ويمسك في المقابل ذراعها جاراً اياها نحوه بشراسة .......


لم تفكر بغضبه

لم تفكر بهيجانه

لم تفكر بخوفه على ابنه


الغيرة أحرقت مسرى فكرها الطبيعي العاقل تماماً وجعلها تفكر بشكل غير سوي البتة


يلمسها .........!

لماذا ....!!

هل اندلعت نيران الشوق لملمسها ما أن رآها امامه !!

هل عادت ذكرياته الحلوة معها للحياة ما سقطت عيناه على شعرها الفاتح وعيناها الواسعتان الحلوتان !!

أم ماذا بالضبط !! ............ ماذااااااا !!



ضباب الغضب .... والمشاعر المجنونة .... حالت بين ناظرها والمشهد الذي يجري أمامها من خلف زجاج السيارة .....

لم ينقطع ظلام شرودها إلا صوت الباب وهو يغلق بعنف .... وفتح باب نهيان اليسار وانغلاقه بذات العنف


: مامااااااتي


شهقت بصدمة/ وشوق مريع ما أن شعرت بجسد عبيد فوق حظنها .....


احتضنته بقوة وهي تهمس بحشرجة: حبيييبي


عبيد بحنق: ماما وين كنتي .... ماما ميسون ودتني مكان ماااااااعرفه ولااا احبه وما خلتني اكلمج بعدددد



ظلت تحتضنه من غير أن تتفوه بكلمة واحدة .....


سمعت صوت نهيان الحازم الغاضب: سر ورا عبيد


اجابه ابنه بعناد مغتاظ: ماباااا ..... ابا اكون مع ماما روضة


نهره بقسوة: عبيد


التفتت نحوه فجأة .......... هاتفةً له بنبرة حادة لاذعة: شحقه معصب وشال الدنيا فوق راسك !!
المفروض يوم شفت الحبايب ولمستهم ترد وانت شاق الحلج ومتهني ...


رفع حاجباً بصدمة وهو يقول: انتي شو تقولين يالخبله !!


هدرت بحدة ........... واعصابها انفلتت تماماً من تحت سيطرتها: انا خبله يا نهيان !!!! انا خبله !!!!


هتف بصرامة: روضة لا تصارخين


: لا بصااااارخ ... انت تصارخ عادي اما انا لاااا


تنهد بصوت غير مسموع قبل ان يهدأ قليلاً .... ليعاود القول بصوت هادئ حازم: شو مشكلتج الحينه فهميني !!



اتسعت عيناه بدهشة ما ان هجمت عليه وهي تضرب كتفه بقوة مغتاظة ....



زمجرت بأنوثة غيورة مجروحة: ليش تمسكها ليييييييش !!!!!


مسك يدها التي تنهال عليه بالضرب الرقيق بالنسبة له .... العنيف بالنسبة لها ....... وهو يقول باستغراب حاد:
مسكت منووووو !!!!


صرخت بصوت مختنق مقهور متحشرج: هااااييج


ما ان تذكر وفهم ما قصدته ............. حتى تراجع وهو يرمقها بحنق خفيف وتأنيب ....... وقال:
ما كنت بحاسيتي روضة ..... معصب وهب شايف اللي جداااامي ...


أغلقت عيناها بحرقة وهي تقول بوجع غاضب:
لاااا بحاسيتك ونصصص ..... ادريبك متوله عليها وتباهااااا ..... حنيت للحب الاولي ادددري


نهيان بذهول: طاعو .....



سكت هو يحرك فمه بـ غضب يحاول كبته قدر المستطاع ............ ليضيف بقسوة: والله ما برد عليج هب عشانج عشاني انا .......... ان رديت عليج بغدي جليل عقل ....


اتسعت عيناها وهي تقول له بذهول مزيف ............. وسخرية تامة:
اهاااا .... يعني انا لهالدرجة تافهة وما اسوى بنظرك !!


قاطعها بصرامة: روضة ....... اذكري الله يا بنت الناس


نظرت للأمام بحدة وهي تقول بنبرة مباشرة: البيت نهيان




شعر بالندم ............. وحاول لمس يدها الا انها ابعدتها عن متناوله .... وهي تكرر بجمود بالغ:
البيت لو سمحت




وصمتت ............... محتضنةً طيلة الوقت عبيد ين يداها بقوة وغضب ......



.
.
.
.
.
.
.



مشت ببطنها المتكور الصغير ..... المخفي اسفل ثوبها العربي الأزرق المرسوم على جسدها تماماً ....


تنفست بإرهاق وهي تنزل الكيس الثقيل على الأرض: فطيم حبيبي هالكيسة عطيها عموه .. امايه مطرشه سامان حقها


فطيم بدهشة: عميه ان شافج شاله الكيس بيعصب .. نسيتي شو سوى البارحة !!


: هههههههههه سكتي والله .. بعدني كل ما تذكرت هزابه انقز من الروع ...


اتاهما صوته الخشن المتوعد على نحو ظريف لطيف: ها تبين تنقزين بعد الحين !!


وضعت يدها على خصرها وهي تقول بطرف عيناها: لا والله !! كل يوم عيد شو يا بوبطي !!


نظر لـ فطيم وقال بصوت زيّفه بالرعب: شو سوت !!


فطيم بمكر: ههههههههههههههه ما بقولك .. انا ما انشر الفتنة بين الريال وحرمته ..


سأل شما وهو يرص عيناه بتهديد: بنت خويدم ..... شو مسويه من ورايه ..؟!


زمت فمها وهي تحدق به بغيظ ...... قبل ان تسحبه خلفها بطربوش ثوبه ...... هاتفةً ببسمة مسرحية واسعة لـ فطيم الذي تورد وجهها فجأة: دقايق فطيمي رادتلج


اوقفته امام احدى الغرف المخصصة للضيوف ..............

دفعته بقوةٍ اذهلته على الحائط ........... وقالت ببسمة خبيثة:
ما سويت شي ........... بس لو تميت على صوتك هاللي ما يحرك فيه شعره من الخوف .......... هاللي ما يحرك فيه الا قلبيه اللي يعشقك ........ بخليك تندم يا مزيون




حدّق بها بعتمة عيناه المرصوصتان ............. البراقتان بالافتتان والاثارة .............. قبل ان يقول بأجش من بين أنفاسه الساخنة:
وكيف بتخليني اندم !!!


عضت باطن شفتها السفلية وهي تقول: متأكد تبا تعرف !!


اخفض عنقه .......... ساحباً إياها بعنف من خصرها نحوه ............... حتى التصق بطنها المتكور .... ببطنه العضلي الصلب ............. هاتفاً ببسمة صقرية واثقة:
راويني ................... يلا


التمعت عيناها باليقين ................ مدركةً بالفعل انه يعلم ما تنوي فعله ............. لكنها ستعذبه قليلاً ............. وستتركه يلهث غضباً ................... فـ غضبه يثيرها .............. يثيرها حد اللامعقول !!


قرّبت وجهها اكثر نحو وجهه ........ وهمست ممسدةً برؤوس اصابعها ذقنه الخشنة الانيقة: سلطان ....


همهم بغلظة اسفل مشاعره الهائجة الفائرة: هممممم


دعكت برقة ابهامها على شفته السفلية .... وكررت همسها الذي غدا اشد اثارةً ونعومةً: حـ ...... ـبيبي .......


رأت بوضوح كيف بلع ريقه ......... مهمهماً مرة أخرى بعينان توترتا واهتزتا من الانتظار/الترقب: لبيه


ابتسمت بأنوثة فياضة وقالت متأملةً عيناه الثائرتان وثغره المرتعش تحت سلطة اصابعها: يوم تعصب ......... تعرف شو ايي في خاطري ...؟!


انتفضت خفقاته وهو يسأل بصوت غليظ مبحوح: شو ؟؟؟


أصدرت صوتاً من بين اسنانها افتتاناً .... وغراماً ......... وقالت وهي تضغط بقوة على ذقنه: آكلك يا ولد .. آآآآآآآآآكلك


اتسعت عيناه بذهول مضحك وقال: ولد !!!!!!!!!!!!!
كل ها ........... وولـ .............



قطعت كلماته وهي تلثم ثغره بعنف انثوي ادهش نبضاته واغراها حد السماء/الأرض


: انت ولدي ............... وريلي ................. وحبيبي
انتي ابوي ................ وامي ................ كل خلاني .......
أقول فيك اللي ابااااه ........... واسوي فيك اللي اباااااااااااه .......... تسمع !!


هز رأسه مجيباً بـ ذوبان ... وخدر .... توهان عاطفي شرس .....


سحبته للمرة الثانية من طربوشه وهي تأمره بعنف انثوي مغري: لا .......... جاوب بلسانك ............ تسمع !!!


اجابها وهو يتنفس رائحتها بعذاب: اسمع اسمع



: نرد لـ "كيف اخليك تندم" !!!!


هز رأسه بثمالة وهو يغمغم بأجش: هيه ........... نرد حبيبي نرد


قهقهت بدهاء انثوي وهي تبعد يداه عن خصرها وتبتعد: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههه لا ........... ما بنرد .............


سألها بشتات ..... وحيرة موجعة: وين رايحة .....!!


غمزت له بعينها وهي تقول: خلاص عفيت عنك


هدر بحنق .... ومن خلف هيجان مشاعره وجسده وقلبه: شموووه .... تعالي راويني كيف بندم


قالت وهي تبتعد عنه اكثر واكثر بنبرة مغيظة حلوة ......... ومثيرة: لا حبيبي ....... انا قلبي طيب وعفيت عنك


: شماااااااااااااا


لوّحت له بضحكة ناعمة قبل ان تقول: باي باي حبيبي بسير اغسل عبيي قبل طلعة الويكند



بينما ظل هو واقفاً بمكانه .... مغمغماً من بين اسنانه .... وانفاسه الهادرة الحارة كـ حرارة ما اشعلته محبوبته للتو فيه: اففففففففففف .............. الجاسية ............. خلتني صدق اندم .............











نهــــاية القســــم الأول من الجــــزء الســــابع والسبعــــون







.


.






السموحة مرة ثانية ع القصور .... ماحب اخلي متابعاتي ينتظرون وايد ويخيب ظنهم مع كل دقيقة تمر


بس هانت ... نحن واصلين النهاية ان شاء الله ابا منكم شوي حُلم وصبر ووساعة صدر ..........




وتذكروا دوم انكم اجمل البشر لـ لولوه بنت عبدالله


الله لا يحرمني منكم عسى ......







التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 25-06-16 الساعة 08:22 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 07:46 AM   #82

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)




.
.

الجزء الثاني السابع والسبعون


بعد غروب الشمس



خرجت من الحمام وهي ما تزال تشعر بحرارة الغضب تلفحها من كل جانب ........ صورته وهو يمسك بتلك لا تفارق عيناها البتة !!



الماء البارد لم ينفعها ................. ولم يطفئ شيء من غيرتها المشتعلة ............. بجانب ان نهيان زاد ما فيها اكثر فـ اكثر ...... فـ ما ان انزلها مع عبيد المنزل حتى حرّك بحدة سيارته متوجهاً لـ "الله وحده يعلم اين" !




استدارت نحو هاتفها بحدة وهي ترى رسالة قادمة إليها




ما ان فتحتها حتى جلست من فرط صدمتها ....... وغضبها !



كان صورة لـ نهيان ............ مستنداً على احدى جدران مبنى شهير في باريس ...... و ......
ومحتضناً قرب صدره ..................... زوجته السابقة !
ميسون !





لم تكد تغلق عيناها المفتوحتان للحظات من الصدمة ................ حتى اتتها رسالة ثانية مكتوبة بالانجليزية



Don’t ever think he forgot me … he is mine ….. and always will be …..










نار

نار مريعة اندلعت فيها .............. ومن كل حدب وصوب !



وبلا وعي منها ............. وجدت نفسها "بجنون تام" .................... تتصل بصاحبة الرسالة الوقحة !!



ما ان رفعت الثانية الخط ..... حتى هدرت روضة بنبرة مرعبة: لو عندج ذرة شجاعة ............ بتخبريني انتي وين الحينه ........







بعد ساعتان ..... كان السائق يقف امام مبنى فخم يحتوي على الكثير من المقاهي الأوروبية المعروفة ......


نزلت بكل انفة وثقة تمتلكها ............ وحقيقة واحدة تسبقها ............... انها الليلة يجب عليها اثبات وجودها في حياة نهيان وابنه !


تقدمت ومعها الخادمة والسائق ......... فهي لم ولن تدخل ابداً لوحدها ليلاً مكاناً كهذا المكان الفخم مزدحم بالرجال والنساء على حد سواء ............. هي من اسرة محافظة قبل كل شيء .....


ما ان لمحتها من بعيد .... حتى شدت على غطاء وجهها وكأن تشد على اعصابها الممتلئة بالغل/الغضب ........... ثم اقتربت



ما ان وصلت .... وأصبحت امامها ........ حتى طلبت من السائق والخادمة ان يجلسان في الطاولة القريبة منهما ......






رفعت ميسون انفها بتكبر واضح وهي تقول: بونسوار ...


رمقتها روضة بطرف عينها ........ ولم تجلس .............. بل وقفت امامها بالضبط ........ وهي تطرق اصبعها على الطاولة بشكل متواصل مستفز مثير للأعصاب ....... قبل ان تقول بهدوء ظاهري: شو تتحرين بسوي عقب ما اقرى رسالتج ..!؟ اني بصيح وألطم واتنازع مع ريلي !!!


ابتسمت بقسوة ............. مردفة بصوت كالفحيح: عشانج !!


اخفت ميسون توترها من قرب روضة الشديد منها وهي تقول بشيطنة: لو ما تأسرتي من المسج ما حكيتيني مدام !! لما انا غلطاني !!


هزت روضة كتفيها بخفة لتقول ببرود اثار غضب ميسون التي كانت تطمح منذ البداية لإثارة جنونها ... كما اثارت هي جنونها بمحاولتها تفريق عبيد عنها ... وكما اثارت جنونها بحقيقة انها حامل ! .......... حقيقةٌ عرفت بشأنها من غمغمات عبيد الطفولية وهو يصف لها بكل سعادة انه امه روضة حامل سيكون له عما قريب اخ صغير !

: تأثرت ايوه ..... بس تعرفين شو نتيجة تأثري برسالتج اللي تعبر تماماً عن اخلاقج وقيمتج في الحياة !!


حركت فمها بحقد لتقول من غير وعي: شو !!


حملت روضة بهدوء شديد .... كوب الماء امام ميسون .............. وسكبته ببطء على رأسها !


لتقول تحت صوت شهقة ميسون الصادمة: هاي نتيجة تأثري .....




وقفت ميسون بعنف وهي تصيح بغضب: يا وااااطيي


جميع من في المكان التفت عليهما ........... الا انها ليس روضة ان تمادت وصاحت مثلها!

قالت بصوت اقرب للهمس الحوائي الخبيث: سمعي حبيبي .... انا هادية .......... طيبة ........... وحنونة ........... ومالي شغل بالمشاكل ولا عوار الراس ....
لكن اللي يفكر بس يتعدى حدوده وياي ..... ويتجرأ يلمس أي شي امتلكه واحبه ........... اجلع عينه من مكانها .....
وانتي ..... مب الا بجلع عينج .......... الا بخليج تحوطين بين الناس بليا ايد ولا ريل ...



دفعت كتف ميسون بطرف سبابتها لتضيف بقسوة بالغة:
نهياان .... ريلي وبوعيااااالي ..... خط احمر ......... لا تفكرين تمرين فوقه او تلمسينه بقذارتج
وعبيد ............ اللي الله بلاه بأم خايسة انانية طماعة شراتج ........ الله رزقه بأم ثانية .... وهي انا
ومب مستعدة ابد اتخلى عن امومتي له لأي كان .......... حطي هالرمسة حلقة بأذنج




وما ان ارادت الالتفات والذهاب .... حتى عادت لتقول ببسمة ساخرة: وهيه ... قبل لا انسى ..... نحن ما يهددونا يا ماما ... نحن نهدد .... بس ما بستخدم هالاسلوب معاج لاني مب جبانة ولا ضعيفة ....
سيري دوري ع غيري تلعبين عليه وتقضين وقت فراغج وياه

يا ..............



قلدت طريقة كلامها بأن قالت بميوعة مستفزة: مدااااااااام ....



نظرت للخادمة والسائق قبل ان تأمرهما بإشارةٍ من عيناها ان يلحقانها ....



ثارت ميسون قهراً وحقداً ...... ولم تبالي بالمكان العام وهي تصرخ بجنون: عبيد وبيو رح يرجعولي ........... فهمتييييييييي !!!


رمقتها من خلف كتفها وهي تقول بازدراء: اسأل الله العفو والعافية بس ...... الله يشفيج حبيبتي بدعيلج من كل قلب صدقيني


وذهبت عنها بعد ان اعطتها اشد ابتساماتها استفزازاً .........



.
.
.
.
.
.
.



بعد ان قالت كل ما جعبتها ............ ختمت حديثها بغل شديد: ما يستاهلج .... ودام انج لين الحينه ما عندج منه عيال انصحج تطلقين منه .....




لم تتكلم ..... بل انها لم ترمش وهي تحدّق بالتي امامها بشكل مريب غامض لا تفسير لبريقه الغريب !


وبسبب تحديقها الطويل ... شعرت ريم بالتوتر/التوجس .............. ولم تتمكن من التقاط نفساً الا عندما سألتها الأخرى بـ جمود تام:
وليش ما قلتي هالرمسة حق عوشة قبل .... دام انها ما كانت تباه ومتعلوزة وياه ومراويها الويل !!


قالت ريم باندفاع: قلتلها وااااااااايد بس هي ماعرف شو اللي كانت تترياااااه


ثم حرّكت عيناها بضجر لتردف: يمكن كانت الحبيبة تتريا ولد عمها اييها على حصان ابيض وينقذها



حنان بجمود: تطرين سلطان !!


: هيه .... قلتلج ............ هي تعشقه من هي ياهل ........... وسوّت وايد اشيا عسب يعطيها نظرة ويشوف حبها .... منها سالفة خطبته لـ شما بنت خويدم وشقى خربت السالفة عليهم ....
ما الومها على اللي سوته .... اللي يحب ممكن يسوي عشان حبيبه ..
بس تعرفين ... هي في الأخير صحصحت على نفسها وسوت شي يخليها تطلق منه من غير ما تنعق العذاريب عليها



سألتها حنان بذات نظرتها الجامدة على نحو مثير للغرابة: شو !!


قالت وهي تشخر بسخرية: ورطته بخيانة هو بري منها ... طرشتله وحدة خايسة المكتب عسب تعفد عليهم وهم ويا بعض وتلم عليه خلق الله ... وعقبها طبعا تطلب الطلاق ...... هالسالفة عرفتها منها في يوم الحادث الصبح ...




حنان: يعني كنتي تعرفين كل ها وموافقتنها باللي تسويه !!


ريم ببساطة شديدة: ربيعتي ........... اكيد بكون معاها واسندها واعاونها باي شي تباه


حرّكت حنان رأسها وهي تقول بهدوء: ونعم الربعه ...


حنان بحنق: تطنزين !!
هاي يزاتي اني بغيتج تتحذرين من هاك الـ....



رفعت حنان يدها .... لتقول فجأة وبنبرة صدمت ريم تماماً: جب ............ ولا تفكرين تيبين طاري ريلي بالشين ............. احمد تاجج وتاج راس ابوج ......




شهقت ريم قبل ان تقول بصدمة: حناااااان


حنان بقسوة: ام زايد لو سمحتي .....


برقت عيناها بوحشية وهي تقول ساخرة: قلتيلي كانت تعق عيالها عسب ما تربط عمرها فيه زود !!


: ا ..... هيه ....... طـ طبعا ها من حقها ... هي ما ......


قاطعتها حنان بقوة انثوية مهيبة: عيل ابشرج ....... بييبله عشر ان الله كتب وقدّر ....



ثم ابتسمت ..... تلك الابتسامة المائلة المزلزلة ........... وهي تسمع ريم تقول بغيظ: غسل مخج ولد اللذينا


وقفت حنان بهيبة لتقول: يا انتي ......... ما اتحمل ايلس وياج زود ........... لانج بكل بساطة .............. مرضتيني بسواد روحج .......... وبسواد روح اختي للأسف .......
ما بشكرج لانج قلتيلي كل شي كان خافي عني ... لانج كسرتي قلبي من ناحية اختي الوحيدة .... اللي بين ايدين ربها الحينه ...... وما بشكرج لانج بينتيلي شقد انا محظوظة في احمد ............... لان مع كل كلمة سمعتها منج ............ كنت اتقطع عليه وعلى حياته الاولية مع عوشة ..............
ما بشكر الا ربي اللي طرشلي اياج عسب يراويني جيمته وطيب ساسه ....




ومن غير كلمة إضافية .......... كانت تولي الفتاة ظهرها وتبتعد .......... متجاهلةً الذهول الذي اكتسح وجهها وجعلها تنسى النطق لدقائق !



.
.
.
.
.
.
.



احتضنت اخوانها وخفقاتها وصلت حالة عاتية من الهيجان والجنون ........ لا تعرف بالضبط سبب الصراخ والشجار المخيف الآتي من الخارج ....... فهي كانت في الغرفة تساعد الصغار في حل واجباتهم المنزلية وتسألهم عما تعلموا اليوم في المدرسة .....


هتف اخاها بحيرة: رفعة هذا صوت ابويه .... ليش معصب !!!

قرّبت رأسه من خاصرتها وهي تقول بنبرة حاولت إخراجها بقوة وثبات قدر المستطاع: ماعرف والله حبيبي .... الحينه بيظهر هو واللي وياه لا تخاف


غمغمت اختها الصغيرة بخوف: رفعة .... الريال صوته يخوف





اشتد الصراخ بين الرجلان ..... واحتدت الشتائم البذيئة واللعنات الكريهة ..... حتى انتفض الثلاث مرة واحدة ما ان صدح بقوة صياح مسعود .................. وكأنه تلقى ضربة ما !!!!


ثم صوت ارتطام عنيف ............ وحشرجات يشوبها انين مختنق .................


بعدها ......... سمعوا صوت بصقة الرجل ........ وخروجه الحاد الغاضب من المنزل ...........



.
.
.
.
.
.
.



سألها بتعجب: تأخرتي حنان .... وين كنتي ؟؟


كانت هي ........... في حالة مريعة يرثى لها ............ وجهها شاحب متورد وكأنها تكتم بكاء حاد !



مسك وجنتها وهو يهمس بقلق: حنان


وفي لحظة خاطفة .... كانت تبتعد عنه وتهرب متجهةً لغرفتهما الخاصة .......... أقفلت الباب عليها مستندةً جسدها المرتجف عليه ........


اتسعت عينا احمد بقلق شديد هذه المرة ....... وهرول اتجاه الغرفة ....


طرق الباب وهو يقول بحزم قلق: حنان بطلي الباب


لم تجبه ........ كانت قد انفجرت للتو في البكاء ......

تبكي بلوعة ما بعدها لوعة ............ أهناك اكثر حرقةً من معرفة ان اختك الوحيدة ... والتي رحلت لبارئها عز وجل ........... كانت ببساطة "مريعة وقاسية ولا تمتلك أي نوع من الإحساس والرحمة والطيبة" !

ان اختك قد كسرت روحك ........... حتى بعد موتها !

ان اختك ........... جعلتك تكرهينها ........... حتى وهي تحت التراب !



رباه ............ لماذا عوشة !!

لماذاااااااااااااااااا !!!!









احمد متسائلاً بقلب يخفق بجنون: حنان شبلاج !! ... بطلي الباب اقولج .....



اجابته بصوت متحشرج متقطع مختنق: ا ............... الله يخليك .............. خلني بروحي


احمد بحنق متوتر: خبله انتي اخليج وانتي جيه !!


: ا .......... الله يخليك احمد ... الله يخليك .......... أبا اتم روحي ...... دخيلك .....


احمد: لا حول ولا قوة الا بالله
تعوذي من بليس يا حرمة وبطلي الباب



احتد صوتها هذه المرة وقد فقدت بحق سيطرتها على روحها المنكسرة: مابااااااا مابااااااااااا ... خلني بروووووووحي دخيييييييييلك



تراجع ليتنفس بقوة .... قبل ان يعود قرب الباب وهو يقول بنبرة قاطعة: ساير اييب عشا ......... ويلين ما ارد اباج تهدين ......... زين ..؟!





استمرت ببكائها الملتاع المرير .......... مما جعل قلبه ينقبض اكثر فـ اكثر لأجلها ........... ما بها يا ترى !!!


حمد الله ان والدتها ليست هنا .... فـ الأخيرة رأت ابنة عمتها بالصدفة عند الصلاة المغرب وقررت ان تجلس معها في الحرم المكي حتى صلاة العشاء .......








طيلة فترة ذهابه وايابه ............. وهو يفكر بقلق عما جرى لـ حنان ............. حنان التي أصبحت جزء لا يتجزء منه



اجل ............ أصبح لا يعرف يومه ......... بنهاره وليله ... من غيرها !


يحبها ................ سيكذب ان ادعى عكس ذلك ........... لكنه الى الآن يشعر بالخوف من الاعتراف بذلك .....


يخشى ان يسقط في حفرة الخذلان مرتان ........... ليس لأنه ما زال يظن ان حنان كـ اختها ....... لا ........... بل هو شعور فطري ينمو بداخل من كُسرت روحه مرة .......... شعور ينمو بلا ارادةٍ من صاحبه ... شعور لا يعرفه الا المتألم نفسه .....









عندما وصل ........... كان في استقباله عمته ........... والدة زوجته .......... والتي اتهمته بنظراتها الحادة ان سبب تغير حنان المفاجئ ومكوثها غير الطبيعي في الغرفة لساعة كاملة .........


ولأنه لا يريد ان يزيد علاقته بـ ام حميد سوءاً وتوتراً ... آثر الصمت ولم يحاول ابداً ان ينفي الاتهام عنه




طرق الباب وهو يقول بصوت هادئ متزن: حنان تعالي العشا وصل


: احم .......... يايه احمد عطني دقايق بس






تنهد بامتنان لانها لم تفتعل حركة طفولية امام والدتها وامتنعت عن العشاء



بعد لحظات ........ خرجت من الغرفة وهي تحاول ابعاد وجهها عنهما كي لا يرا عيناها التي ما زالت مشوبة بالاحمرار رغم غسل وجهها عدة مرات بالماء البارد ......


رأت أمها عيناها وملامح وجهها ... قبل ان تنظر لأحمد بحدة وتقول بنبرة لاذعة: البنية صايحة .... شو مسوبها انت !!


رفعت حنان يدها وهي تقول بتوسل اخرس منطقياً لسان والدتها: امايه .... دخيل الغالي ابوج حميد .... انا ما فيّه شي ...
لا ترمسين احمد جيه .... لانه ما سوابي شي ولا بيفكر في يوم يسويبي شي .....


ام حميد بحدة: وشعنه اطولين حسج وادافعين عنه جيه !!


قفزت حنان من مكانها وهي تصيح بهستيرية افجعت قلب أمها واحمد بحق: لانه يستااااااااااااهل ........ يستااااااااهل يا اماااااااايه .....


بهت وجهه وهو يهمس: حنان


انفجرت دموعها وهي تؤشر بيدها وتصيح بلوعة: انتي ............ انتي تعرفين عوشة شو سوت فيه !!


قالت كلماتها ولم تنتبه لـ احمد ..... الذي اتسعت عيناه فزعاً وتوتراً !



ما الذي تعرفه حنان بحق الله !!




أكملت حنان وهي تهدر بثوران: بنتج ........ بنتج اللي كارهة احمد عشانها ......... كانت ....... كـ كااااااانت .....




اخرستها والدتها بشحوب ......... ورعب: لا تقولينها


حنان بقسوة: ليش ماقولهااااا ... تخافين تعرفين بنتج وتكتشفين شقد كانت انسانة عديمة القلب !!


بلعت ام حميد ريقها وهي تقول بانفعال تفجر بالهلع/الوجع: لا ترمسين عن اختج جيه ... اختـ......



جلست حنان بحدة على مقعدها وهي تشهق ببكاء مرير: هب اختي ..... هب اختي .......... الأخت ما تحقد على اختها .... الأخت تكون لأختها الصغيرة القلب والروح والعون .... تكون لها كتاب ابيض تسطر فيه اخلاقها وقيمها العالية في الدنيا واعمالها اللي الله يتشرف فيها والمسلمين .... الأخت لازم تكون انسااااانة قبل أي شي ....... واختي ........... اختي ما كانت انسااااااااانة ........... والله يعز الحيوااااااان عنننننـ






قُطعت حبال صوتها الصارخ المرتعش فجأة .... وبصفعة غاضبة من والدتها ........


ام حميد بيد مرتعشة ........... وقلب مرتعش ملتاع: اخر .... اخر مرة ......... اسمعج ترمسين عن عوشة جيه .....


رمقتها حنان بشراسة ............ ومن بين دميعاتها البراقة الغزيرة .......... قبل ان تبصق كلماتها بقسوة جرحت فؤاد امها: لانج موليه ما تبين تعرفين هي شو كانت ..........




وقبل ان تتمادى في الحديث ... بسبب فقدها لعقلانيتها واتزانها ..... كان احمد يقف ..... ويسحبها بحزم معه نحو الغرفة: حنان تعالي ..




وانجرت ورائه ..... ليس خنعاً .......... بل انهاكاً عاطفياً وحسرةً ما بعدها حسرة !







ما ان اغلق باب الغرفة عليهما حتى التفت اتجاهها وسألها بصرامة: يستوي افهم منج شو اللي صاير !!



تراجع جسده للوراء وهو يتلق جسدها المندفع .......



احتضنها وصرامته تلاشت بقدرة قادر ولم يبق في قلبه سوى الحنان والعاطفة الحارة الغنية ....



اغرقت وجهها في صدره وهي تتشبث به بجنون وتبكي: احممممممممممممد


تنهد زافراً من فمه وهو يقول بهمس حائر: يا عيونه


قالت وهي ما تزال ترتعش وتبكي بمرارة: انا .............. انا ما .............. مااااا



مسد شعرها وهو يهدأها برقة: هدي ....... خذي نفس وهدي فديتج ....


تأوهت بلوعة وهي تقول: ليت ظهر النفس من يوفي كله قبل لا اسمع اللي سمعته


قال باندفاع وقلبه مع كلماتها الأخيرة قد خفق رعباً مما سمعه: بسم الله عليج ... لا تقولين جيه


: آآآآآآآآآآآه


احمد متسائلاً بحيرة موجعة: شو مستوي حنان والله ما فيه صبر زود



التصقت به اكثر ....... واكثر ......... ورفعت وجهها حتى خبأته في تجويفة عنقه العبق برائحة دهن العود السيوفي ...


ما تزال ترتعش وتبكي بوجع خالص ........................ أتُلام يا بشر !




قالت بحشرجة أليمة .............. صادقة شفافة كـ شفافية روح الطفل: لـ .....لو ...... لو عوشة ما حبتك .......... انا ..... انا احبك لين آخر نصخ ف حياتي ........





تجمدت يداه ذهولاً !





: لو ...... لو عوشة ما بغت تييب منك عيال ..... انا ....... انا ميتة واييب منك لو ياهل واحد



كتم شهقة مفجعة في جوفه ............... ما الذي تتفوه به هذه الصغيرة بحق الله !




: لو عوشة بغت غيرك ........... فـ انا مابا الا انت ......... والله مابا الا انت ..........
انت اول انسان خفق له هالقلب .............. وآخر انسان بيخفق له .............








جهل .......... ايبلع ريقه مرارةً لانها علمت بمصاب روحه ...... وكشفت الستار عن جراحه


ام يلثم كل نبض يعشقه فيها لأنها وهي تدميه ...... كانت تداويه ......... وتعانق جراحه بحرير حروفها الجورية !




قال بعد صمت مهيب ............ ومن بين رعشة نظراته الضعيفة: منو خبرج ..؟!


شهقت بدموعها المنهمرة وهي تقول بقهر: مب مهممممم


هتف بحزم وهو يرص على جسدها الغض الصغير: لا مهم حنان





ولم تتمكن بالطبع من الإفلات من إصراره حتى قالت له كل ما جرى منذ لحظات معها وتلك الريم التي لا تعلم من أي مكان نزلت عليها !




ابعدها قليلاً عنه وهو يقول بنظرة تبرق بالاعجاب/الذهول: قلتيلها جيه !!!


رغم توترها ...... وخجلها من جرأة ما فعلته وقالته ........... الا انها اجابته بقوة انثوية عذبة: وقلته لك قبل شوي ....


اخفض اهدابه قليلاً ......... ليرفع عيناه ويقول: مابا اللي صار يأثر عليج ..... عوشة اتم اختج ... ومهما سوت بتم اختج


اغمضت عيناها بألم لا قبل له وهي تغمغم من بين اسنانها: دخيلك ... مابا ارمس عن هالانسانه الحين ..


رفع وجهها بسبابته هامساً برقة: ماحيد قلبج اسود


ارتعش فكها تحت وطأة لمسته الدافئة ...... لتهمس بعدها بوجع ... بحسرة .... بقهر مر: مجروحة منها يا احمد .... مجروحة منها وايد ... شو أقول بسسس .. شو اقوول ....



: قولي الله يرحمها ويسامحها ... هي بين ايد رب العالمين الحين


حنان باستنكار ... وصدمة مليئة بالقهر: تروم تترحم عليها وتسامحها عقب كل اللي سوته فيك ..؟!


اقترب منها .............. بملامح شفافة وانما .............. غريبة ................ ليقول بعتمة عيناه: لأني .............



قاطعته بذات مشاعرها الحامية: لانك شو ..؟!


فجأة ................. وكأن احد ما قام يإيقاظه من خدرٍ لذيذ ................ تراجع خطوتان للوراء وهو يقول بتلعثم وتخبط عاطفي عاصف: ا ا ا ...... لان يعني نحن اوادم ولازم نسامح ... اذا الله يسامح شحقه نحن ما نسامح !!!!


همست بعدم تصديق: احمد


قال محاولاً تغيير الموضوع: سيري عند امج يلا واستسمحي منها .... ما تستاهل اللي ياها منج ....









شعرت بألم ينهش روحها


وكل الكلام الذي تفوهت به من قلبها ........... ألن تسمع رداً منه يثلج صدرها وخفقاتها المغرمة به !


ألن يقول لها انه يحبها ....... وانه ابداً لن يقارن بينها وبين اختها بعد اليوم !


حتى لو لم يكن يحبها ..... ألا يستطيع فقط قول انه يصدقها ويقدر فضحها لمشاعرها بتلك الطريقة الصادمة !


وجرّاء كل ما مر بها اليوم ... انفجرت نيرانها غضباً .......


قبل ان تلتفت بعنف وتخرج من الغرفة تاركةً احمد يناديها بقلق مستغرباً من مزاجها الذي انقلب فجأة !



.
.
.
.
.
.
.




ترك اخته بعد ان اعطته موافقتها الخجولة على خطبة ذياب لها .. موافقة كان يجب ان يعلم بها ليلة قبضه وجماعة سلطان على ديرفس ومن معه لولا ان موزة "كما علم منها منذ دقائق" اجلت إعلانها حتى تطمئن على صحته وحال قدمه .........



ذهب نحو المجلس الداخلي حاملاً بيده هاتفه المحمول



بعد عدة رنات ............. أجاب على الاتصال



هتف حارب ببسمة خفيفة: ما تبون رد بنتنا عليكم


قفز ذياب من مكانه بلهفة وسعادة لا وصف لها ...... وقال بقلب مرتعش: انا قلت نسيتوني يا ريال ..


قهقه حارب بود اخوي ليقول بكلماتٍ مفهومة تماماً: حياك انت وعربك يميع ....


اتسعت عينا ذياب بهجةً موجعة: صـ ...... صدددق ... يـ يعني هي .... وافقت !!!!


: هههههههه هيه وافقت


ذياب بصدمة مُضحكة: احلفففف


حارب: طاعو ......... بجذب عليك يعني !!


ذياب بربكة روح عارمة: لا لا ... محشوم ... ا ا


: ههههههههههه شبلاااااك !!!!


نفى بتوتر ليتسائل بعدها بشوق جائع: لا لا .... احم ...... والملجة .... متى الملجة ....!!!


قال حارب بحاجب مرفوع ونظرة ضحوكة: قبل الملجة في خطبة يالحبيب


: الخطبة ... هيه الخطبة ... مـ متى نييكم ؟؟!


: هههههههههههههههههههه اسميك انت ........ حياكم ابويه أي وقت


اخذ يمشي حول نفسه بمشاعر مهتاجة قبل ان يتوقف ويقول بعنف: حارب


: لبيه


ذياب بعزيمة: طلبتك


حارب بغرابة: ان قدرت على طلبك فالك طيب


ذياب بعد ان بلع ريقه الجاف: لا تقدر ... والله ما تردني يا خويه


: هات اللي عندك


ذياب: الملجة عقب الخطبة سيده ..... والله ما تردني يا ولد محمد ...... واللي عطاك هالساس الطيب


حارب: ههههههههههههه تم


ذياب ببسمة كبيرة شقّت وجهه كله: عنيه افدا خشمك والله ..


اردف بروح منتعشة: الويكند يايينكم ان شاء الله


حارب بتعجب: جيه ما بتسيرون عزبة بوخويدم ..!! عازم اليميع هو


ذياب: اووه صدق ... نسيت .... انزين متى نييكم !!


حارب: الويكند اللي وراه ... شرايك !!


ذياب بحدة: لا مابا ... بعيد ...... يوم الاحد ولا الاثنين نحن عندكم


: هههههههههههههههههههه ولا يهمك ابويه ... متى ما بغيت ..



.
.
.
.
.
.
.



خافت ان تخرج ............... بل شعرت بالهلع المجنون !


ظلت على حالتها هذه مع الصغار .................. للحظات طويلة ............... حتى سمعوا جرس المنزل



نهض اخاها وهو يقول: ببطل الباب


هدرت رفعة بحدة مصدرها خوفها وقلقها: لا .... خل ابوك يبطل الباب نحن مالنا خص


قالت الصغيرة بفم مزموم: لا تطلع يمكن الريال رد ..... بعدين بيضربك .....




تكرر رنين الجرس ...... مما جعل رفعة تشعر بالخوف يتصاعد في صدرها



لمَ لا يفتح الوغد مسعود الباب !!!!






بعد ثوانٍ



سمع الثلاث صوت رجولي فريد من نوعه: يا هل البييييييييييت ..... هود هوووووود


هرعت الصغيرة نحو النافذة لتنظر خلالها الى الخارج ...... ثم قالت: رفعة شوفي الريااااااال



لحقتها رفعة حيث كانت تقف .................... ورأت ما لم تحلم برؤيته هنا .............. في منزلها !!




رباه .......................... ما الذي جاء بهذا الكائن الى هنا !!!!!!!!!!!






خفق قلبها رعباً .............. وكادت تلبس حجابها لتخرج لولا انها تراجعت وهي تسمع صياح الرجل الهلع كلياً:
عوذ بالله ...... عووووووذ بالله ...........



.
.
.
.
.
.
.



الخميــــس
في المنطقة الغربية من البلاد ............. تحديداً مدينة ليوا ..




امتلأت المزرعة الضخمة الواسعة ....... والتي تحتوي بداخلها ثمان اكواخ صغيرة بجوار بعضها بتصميم أوروبي متناسق .... جميل وانيق ....


قسموا الاكواخ كالآتي ....... ثلاث اكواخ للرجال .... الأول لـ أبا سعيد، أبا عبيد، أبا نهيان، أبا ذياب، وأبا سيف
الثاني لـ سلطان،بطي،احمد،حارب ونهيان
والثالث لـ فلاح، حمد، ذياب، سيف


اما النسوة فلهن ثلاث اكواخ كذلك ... كوخ لـ ام سعيد، ام العنود، ام سيف، ام نهيان، وام هامل


وكوخ لـ شما، آمنة، العنود، حنان، وروضة


وكوخ لـ حصة، ميرة، مهرة، ناعمة، فطيم وموزة


اما الأولاد الصغار .. احفاد آل خويدم وعبيد الحر الصغير وحمدان ابن هامل ...... فـ جميعهم في كوخ واحد












في احدى اكواخ الفتيات ............. كان هناك شجار من نوع آخر !




وضعت يدها على خصرها ............ هاتفةُ بانفعال غريب ........... كان سببه في الحقيقة امراً آخراً: ماباااا .... أبا رواضي ونعومه ويااايه .... سيري انتي رقدي في حجرة عموه شما ....


رفعت اختها الصغرى حاجباً قائلة بعناد: تبطين ... انا بتم مع مهاري ... خلي فطيم تتبادل مع رواضي


احتضنت فطيم ذراع اختها وهي تقول بفم مزموم: أبا ختيه انا ... أخاف ارقد هنيه روحي


ناعمة: هههههههههههههههههههههه والله انكن متفيجات ..... ترى جيه ولا جيه كلنا بنسهر ويا بعض يعني ما بتفرق وين بنحط راسنا ونرقد


حصة بعناد احد وقد ذاق ذرعها من الجدال: ماشي .... ميروه تسير بيت عموه شما ورواضي تيي بيتنا


ميرة بحقد: هيه ترى مكتوب باسمج هو


حصة ببرود مستفز: باسم عميه .... يعني باسميه ...


ميرة بعصبية: هيه ثرني بنت راعي الدكان وانا مادري ...


حصة بصراخ: لا تزاعقين


ميرة بعصبية احد من ذي قبل: ما زاعقت انتي اللي تزاعقين من غبشة وتتأمرين جنه الا العزبة بكبرها عزبتج ....


ناعمة بغرابة: حصة .... ميرة .... شبلاكن الله يهداكن ... ترا السالفة ما ترزى شحقه ولعتن جيه !!


كانت مهرة تنظر للموقف بنظرة غريبة ذات معنى ..... قبل ان تقول بجدية يشوبه بعض الخبث: لان الحبايب هنيه .... عسب جيه معصبات ........


ناعمة ..... والتي لا تعلم في الحقيقة ..... وكذلك روضة ....... بالمشاكل الحاصلة مؤخراً ... بين حصة وفلاح ..... وميرة وحمد بسبب انشغالهما في حياتهما الجديدة ...... قالت باستغراب: وشو يعني !!


ميرة بحدة: مهروه صخي


حصة وهي تؤشر ييدها اتجاه مهرة بانفعال: ميروه سكتي ربيعتج قبل لا اشوتها


ميرة باستهجان بارد: استريحي .... محد يجيس مهره وانا عندها


مهرة: ههههههههههههههه فديت خشمج انا


دفعتها ميرة بقهر وهي تقول: تفدي خشمي بس من غير ما ترمسين بسوالف مالها معنى


مهرة بمكر باسم: زين زين


ناعمة بحيرة: انا هب فاهمه شي ...


حصة بحنق: عقب عقب بخبرج .... المهم ... ميروه يلا شلي قشارج وسيري بيت عموه شما ...


مسكت ميرة يد مهرة وهي تغمغم من بين اسنانها: ماعليه هالمرة بخليج تسوين اللي تبينه بس مرة ثانية لا .... يلا مهره تعالي ... بنبدل انا وانتي مع عنوده ورواضي ....






خرجت الفتاة مع صديقتها في ذات الوقت الذي دخلت به موزة لكوخ الفتيات


أتت مرتبكة وهي تتسائل بحيرة جاهلةً بأمر تقسيم الاكواخ مسبقاً: ا ..... انا وين ارقد ....؟!


تلألأت عينا حصة حباً حقيقياً .......... شاعرةً بالنشوة كلما نطقت موزة بكلمة ناعمة بعيناها العسليتان الحائرتان المرتبكتان ..... موزة هي الانسانة الوحيدة التي لا تستطيع حصة الا ان تدللها وترمي عليها اجمل/اعذب الكلمات والمدائح المثيرة للخجل:
وه وه وه .......... استويلج شبرية ..... استويلج لحاااااااااااف ... استويلج مخددددددده


تورد وجه موزة ببسمة خجولة بينما فطيم تقول بتعجب جريء: لاحظت ان موزة الوحيده اللي ما تنصلخ بلسانج ..


حصة بغرور مسرحي: هاي الموز فديتج المووووز ..... يخسي لساني يصلخها بحرف ....


وقبّلت خد موزة بعنف


لم تتحمل موزة فـ ضحكت ببهجة: ههههههههههههههههههههههههه ههههههه
حبيبتي حصة


ثم اقتربت منها وقبلت وجنتها برقة بالمقابل .....




ناعمة بضحكة مكتومة: زقروا ام سعيد ... قولولها شي فلم اباحي شاذ ينعرض هنيه


رمقت حصة موزة من تحت اهدابها وهي تقول: ما عليج ما عليج يغارون من حبنا يا عمري


موزة: ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههه


ناعمة بمكر باسم: أقول خلي عنج ... موزة خلاص محجوزة


انصدمت حصة: هاااااااااااااا


التفتت نحو موزة وهي تردف بذهول كاسح: موزوووه من ورااااانا


رقصت ناعمة حاجبيها لتقول: وللذيب بجلالة قدره .....


هتفت وهي تشهق: ذياااااااااااااب !!!!


دفعت كتف موزة بخشونة صبيانية مضيفة بعينان متسعتان: ياللي ما تخيلييييييييين ..... ومتى حبيبتي كنت ناوية تخبرييييييني !!!


: ما ما ما ... والله حصة ماااا ............ نعووووووومممم


وكادت تبكي خجلاً وتخبطاً ....


حصة بحدة زائفة: ها ها شتبين في نعوم ..... الله يا موزووووه ..... انا الحينه آخر من يعلم !!!


موزة بعينان تبرقان بالضيق والبراءة الشفافة: حصة ....... ما ... ما صار شي ..... أصلا ما خطبوا رسمي لين الحينه


ناعمة بمكر وهي تستمتع بحق بإغاضة صديقتها: وابشرج بعد ... بيخطبون ان شاء الله عقب الويكند ..


حصة بذهول ........... وبدراما حزينة مُضحكة: جرحتني يالعشير وانا اللي كنت اشوفك الدنيا وما فيها


هتفت موزة وهي تكاد تبكي من كلام حصة: حصووووووووووه


اشاحت وجهها عنها وهي تقول بخشونة: هاااا


موزة بفم مزموم: آسفة


اشرت بيدها وهي تهتف بقهر: وين اصرفها آسفة !!!


فطيم: أقول موزة ......... هاي بتم سنة تذلج ... خليها عنج ههههههههههههه


موزة بحزن صادق: لا لا ما تهون علي حصة ... آسفة والله ما قصدت ادس عنج ... أصلا محد يعرف حتى شما .... بس عموه عاشة وناعمة واخويه ....


رمقتها بطرف عينها .... قبل ان تحرك شفتاها وتقول ببرود زائف: بسامحج ... هب عشانج ... عشان فواديه اللي ما تحمل حسج


ناعمة+فطيم: ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههههههه


ناعمة: الله يلعن الشذوذ


حصة وهي تعقد حاجبيها ببسمة عصبية: شو نسوي بعد ..... حسها غاوي يسحر الرياييل والحريم ..... انتي شو كنتي تشربين عسب يغدي غاوي جيه هااااااه !!!
الله يعين قلب ولد هامل بس .....


ضربتها موزة على كتفها ........... ووجهها يحترق من الخجل ............. قبل ان تخرج لتجلب حقيبة ملابسها من السيارة .....










نهــــاية الجــــزء السابــــع والسبعــــون









اتحفوني بتوقعاتكم في البارت الياي .... اللي بيكون ان شاء الله مليء بالمغامرات المثيرة




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 07:50 AM   #83

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



.
.



الجــــزء الثــــامن والسبعــــون



،



نالت على يدها مالم تنله يدي


نقشاً على معصمٍ أوهت به جلدي


كأنهُ طُرْقُ نملٍ في أناملها


أو روضةٌ رصعتها السُحْبُ بالبردِ


وقوسُ حاجبها مِنْ كُلِّ ناحيةٍ


وَنَبْلُ مُقْلَتِها ترمي به كبدي


مدتْ مَوَاشِطها في كفها شَرَكاً


تَصِيدُ قلبي بها مِنْ داخل الجسد


إنسيةٌ لو رأتها الشمسُ ما طلعت


من بعدِ رُؤيَتها يوماً على أحدِ


سَألْتُها الوصل قالتْ :لا تَغُرَّ بِنا


من رام مِنا وِصالاً مَات بالكمد


فَكَم قَتِيلٍ لَنا بالحبِ ماتَ جَوَىً


من الغرامِ ، ولم يُبْدِئ
ولم يعدِ


فقلتُ : استغفرُ الرحمنَ مِنْ زَلَلٍ


إن المحبَّ قليل الصبر والجلد


قد خَلفتني طرِيحاً وهي قائلةٌ


تَأملوا كيف فِعْلُ الظبيِ بالأسد


قالتْ: لطيف خيالٍ زارني ومضى


بالله صِفهُ ولا تنقص ولا تَزِدِ


فقال:خَلَّفتُهُ لو مات مِنْ ظمَأٍ


وقلتُ: قف عن ورود الماء لم
يرِدِ


قالتْ:صَدَقْتَ الوفا في الحبِّ شِيمتُهُ


يا بَردَ ذاكَ الذي قالتْ على كبدي


واسترجعتْ سألتْ عَني ، فقيل لها


ما فيه من رمقٍ .. و دقتْ يداً
بِيَدِ


وأمطرتْ لُؤلؤاً من نرجسٍ وسقتْ


ورداً ، وعضتْ على العِنابِ بِالبردِ


وأنشدتْ بِلِسان الحالِ قائلةً


مِنْ غيرِ كُرْهٍ ولا مَطْلٍ ولا
مددِ


واللهِ ما حزنتْ أختٌ لِفقدِ أخٍ


حُزني عليه ولا أمٌ على ولدِ


إن يحسدوني على موتي ، فَوَا أسفي


حتى على الموتِ لا أخلو مِنَ الحسدِ





لـ يزيد بن معاوية



،






لمحت من بعيد ابن عمها زايد يحاول بجهد حمل كيس ثقيل من سيارة عمها بطي ..... فـ شعرت بالشفقة عليه وذهبت لمساعدته بعد ان لبست لباساً ساتراً وغطت رأسها بإحكام ....


حمدت الله ان جميع الرجال يجلسون الآن في الخيمة الكبيرة المنصوبة خارج العزبة ..... فوق احدى "النقيان" بجانبهم ...


وضعت الكيس قرب المطبخ وهي تقول للصغير: ها زيودي ... شي سامان بعد في الموتر ؟؟؟


قال الصغير وهو يحك رأسه: هيه شي حطب ... بس ها ثقيل وايد صوصة


ابتسمت حصة بـ حنان لابن عمها القلق عليها وقالت: عادي حبيبي اروم عليه ... عطني سويج الموتر .. بشل الحطب منه وبصكه



بعد ن أعطاها مفتاح السيارة .... عادت للسيارة لتحمل رزمة الحطب .... في البداية لم تجد صعوبة الا بالثقل طبعاً .... لكنها عندما رغبت بركوب الدرج المؤدي للمطبخ ..... تأوهت بوجع .....


رأس احد الحطبات خدشت ذقنها وهي تحاول ميل رأسها لترى الأرض التي تمشي عليها .....


عقدت حاجبيها بألم وهي تنحني لتضع حزمة الحطب على الأرض وتتلمس جرحها


غمغمت وهي تشعر بدمها يسيل: حسبي الله على ابليس ... تشوهت









امام باب المزرعة الكبير




كان يسير مع اخاه حمد نحو المطبخ ليجلبوا بعض الماء للرجال عندما سقطت عيناه عليها من بعيد


لم يكن يحتاج لبرهان ليتأكد من هويتها


يعرف تضاريس "ام عويل" خاصته ويعرف كذلك انها الوحيدة هنا تلبس الكعب الطويل حتى لو كان المكان لا يسمح ابداً بالاحذية الفخمة ذات الاكعاب الطويلة ..


وفكّر بتعجب حانق ............... ما سر حبها الغريب لهذه الأحذية الغبية المتعبة !!!!



وضع يده على صدر أخيه ليوقفه ..... وقال بعد ان أعطاه نظرة خاطفة: انت رد الخيمة وانا بييب غراش الماي


رمقه حمد باستغراب ........ ليفهم بعد ذلك سبب فعلة أخيه وهو يلمح من بعيد طيف فتاة


ابتسم ببرود ...... وعاد للخيمة .......









شمر عن ساعده وهو يغمغم بينه وبين نفسه: زخيناج يا غصين البان ....



كانت تحاول حمل الحطب عندما اخذ يقترب منها شيئاً فـ شيئاً ......... وفجأة صرخت ........ قبل ان تسقط على ظهرها جرّاء اختلال توازنها من الحذاء الطويل .......


لكنه بسرعة التقطها ممسكاً بشدة بخصرها النحيل ....



صرخت مرة أخرى بهلع وهي تضرب من غير وعي وجه الذي انقذها


فلاح بتأوه خشن: اخخخخخخ .... يا غبية شبلاااااج !!!



شهقت وهي تلتفت إليه وتدفعه بصدمة: فـ .... فلااااااح !!!







رباه .................. الكحل في محاجرها ............... كـ سحرٍ اسود مُباح ........





هدر بحدة سببها شوقه ............. لهفته .............. غرامه الجائع: انتي يه تسبين يه تضربين .... ما عندج شي حلو تسوينه فيّه !!!!!



قالت وهي تبلع ريقها تحت وطأة "رعشة خافقها المجنون": آ .... آسفه .... والله ما .............


عندها تراجعت .... وانقلبت نبرتها وهي ترى عقدة حاجباه وتتذكر افعاله بها: لا هب آآآآآآآسفة .... تستاااااااااهل ...... خوز عن ويهي اشووووف ....


حرّك شفاهه بطريقة مغرورة اثارتها ................. ويحهه ....لقد اشتاقت له ولـ غروره .....




همس وهو يتأمل عيناها ببسمة كسولة: ما ييت عسب اخوز عن ويهج يا ........... حلـ ـ ـ ـوة ...





كلمته الأخيرة ............ خرجت من فاهه كأنها قصيدة يعود غزلها الفاحش لما قبل عصر الإسلام !


كي تسيطر على ما بقي من انهيارها الداخلي ..... قالت وهي تستدير: عيل خلك مع الطوَف ...


قفز الدرجات الصغيرة بقفزتان رشيقتان ليأتي امامها تماماً ... وعندما فتح ثغره ليتحدث رآى بوضوح الخدشة التي تسببت بها كومة الحطب ....



لمس وجهها هاتفاً بقلق: شو ها !!!



لمسته اوجعتها .............. ليس فعلياً .............. بل روحياً ............ اوجعتها حد الثمالة !



ووجدت نفسها تقول بهدوء اثار غرابته .... وبهجته كذلك: تعورت وانا اشل الحطب من شوي



اصدر صوتاً معترضاً مستنكراً من بين اسنانه وهو يرى كومة الحطب التي بجانب قدميها



جرّها خلفه نحو المطبخ وهو بقول بغيظ قلق: تعالي يمكن نلاقي علبة اسعافات في المطبخ


: مـ مابا ..... مالك خص فيه ....


قال بحزم: جب حصة


هدرت بحدة: لا تقولي جب


فلاح مستهزئاً: الحينه "جب" زعلتج !!! الله اكبر عليج بس يا ام لسان ... ما تشوفين روحج وانتي تسبين الخلق بليا مخ ..


زمت فمها بتذمر وانجرت خلفه رغماً عنها


عندما دخلا المطبخ ... سحبت يدها من يده بفظاظة وهي تغمغم: كسرت ايدي حشى


رمقها بطرف عينه وتجاهلها باحثاً عن علبة الإسعاف التي يريد ....


عندما وجدها اخيراً في احدى الرفوف القريبة من الثلاجة قال بأمر لم يتعمده: تعالي


اتسعت عيناها غضباً ... واضعةً يدها على خصرها ..... قائلة: ويتأمر بعد .... حبيبي اللي يباني اييني ..


حرّك عيناه بضجر .... وقال مقترباً منها: زين زين صخي بس وشلي ايدج عن خصرج ...


سألته بحاجبان مرفوعان: وشعنه !! حتى ايدي تبا تتحكم فيها !!


عقد حاجباه بمشاعر حارة هائجة ...... هاتفاً بغضب عاشق وهو يجر وجهها نحوه بقسوة: وانتي منو يروم يتحكم فيج أصلا !!!


: عيل شو تبا في ايديه !!


غمغم بأنفاس متلاحقة وهو يمسح جرحها بالقطن: لاني اباج ............ وايد اباج .... عسب جيه اصطلبي وخليني هادي ..... شوفة عيونج وويهج وجسمج يسوون فيه بلاوي الله وحده يعلم بعذابهن .....





فغرت عيناها وفاهها بـ صدمة .......... وربكة ............. وزلزال روحي اهوج !



وصمتت .... ذلك الصمت الذي يرافقه خمول عصبي .......... وخدر جسدي ........... وفوران روحي !



تحت ثمالة نظرة عيناها .... وتوهانهما ..... اخذ ينظف جرحها ........... ومن غير إحساس منه ........... بدأت الحروف تخرج من حنجرته وعيناه على ما بين يداه فقط:

ليتك بعمري ثلاثة اشخاص ما ملّك




عقدت حاجبيها بغرابة ...............وكادت تفتح ثغرها لتسكب عليه جام غضبها بسبب فهمها الخاطئ لمقصده الا انه اكمل ما بدأه بسرحان وشرود عميق:


واحد معي دوم ..... وواحد روحي يملاها




انزل يده وعيناه على العلبة ....... ليلتقط لاصق الجراح .......... ويكمل همسه الدافئ الاجش:

والثالث بجفن عيني لا فقد حسك

او غمض الجفن جاني فيك يتباهى




برقت عيناه بصدق وهو يربت برقة على اللاصق ................ واكمل:

مو بس احبك ... انا والله من حبك

احب حتى ثرى الأرض اللي تطاها








كان صدرها ........... من غير إحساس منها .................. يأخذ شهيقاً صعباً مختنقاً ....... ليُخرج زفيراً اصعب من ذي قبل واشد اختناقاً .........



ابتسم برجولية حلوة ليختم ما يجيش في روحه ويقول: اشتقتلج ..



اخفضت عيناها خجلاً فظيعاً ........ فهذه المرة الأولى ترى هذا الوجه العذب من فلاح


وبسبب خجلها الشديد سألته ببلاهة: منو الشاعر ؟؟؟


اتسعت ابتسامته وهو يجيب: طلال الرشيد الله يرحمه


اطبقت شفاهها على بعضهما وهي تهمس: الله يرحمه


: عيبنج ..؟!



كانت ستجيب .... وتقول "اجل" لولا انها استافقت فجأة ........ وقالت ساخرة: حلوة من ثم الشاعر نفسه لانه قايلها لحبيبته .... بس انت الله اعلم حق كم وحده قايلها !!




جرحته .... بل جرحته هذه المرة بشكل اهانه واستحقر من شأنه


هدر بقسوة: انا الغلطان اللي ياينج والله


زمت فمها بغضب ..... صورة صاحبة العينان الكشميريتان الشامتتان لا تفارقها .....


اكملت بصق غضبها عليه وغيرتها المريرة: هيه حبيبي غلطان .. سر اخيرلك حق خفاشتك المصونة ... شو تبا في الحص وهذربانها اللي ما منه فود ..



تنهد بـ ضيق ..... بـ نفاذ صبر ....... بـ قهر مكتوم .......... ليرمقها بعدها بخيبة مليئة بالحسرة ...... ويخرج



انقبض قلبها ............... نظرته رغماً عن كل ما يجيش في قلبها الغاضب ........ اثرت بها حد النخاع


كانت نظرة رجل تسول الزاد ولم يلقاه .................. تسول الحاجة ولم يتلقاها ............. تسول القُرب ولم يجد الا الصد والامتناع ..........!!!!






ولأول مرة ............. لأول مرة بعد ذلك اليوم الذي رغبت به ان تعتذر منه عن افعالها المشينة بحقه ......... شعرت انها أخطأت بحقه ......... وتسرعت بشكل احمق ........






"مو بس احبك ..... انا والله من حبك ........ احب حتى ثرى الأرض اللي تطاها"


"اشتقتلج"


"اشتقتلج"


"اشتقتلج"








تأففت بقهر من نفسها وهي تكاد تبكي حقاً


ايتها الخرقاء الغبية ............ مالذي تفوهتي به بحق الله !!!


الرجل يأتي ليقول لك اجمل الكلمات واعذبها غزلاً وانتي تحادثينه بتلك الطريقة الخشنة الفظة المعتوهة !!!!


يا ربييييييييي .............. ما الذي عليها فعله الآن !!!!!!!!





وهي في خضم صراعها مع مشاعرها العاتية ........... وصلتها رسالة آتية من رقم غريب


قرأتها ................ وقلبها يخفق كـ خفقان قلب عداء اولومبي بالضبط !!!!



.
.
.
.
.
.
.



حول النار يتسامرون ......... احدهم يحرك الحطب المشتعل اسفل ابريق الشاي ......... واحد آخر منهم يشوي الدجاج واللحم .... واربع شبان يلعبون الورق داخل الخيمة ....... ومجموعة أخرى تلعب الشطرنج بجانبهم ....... وهكذا .........


رفع حمد رأسه نحو فلاح القادم إليهم بيدين خاويتين ..... مرهفاً السمع لوالده الذي يسأله باستغراب: فلاح وين الماي ؟؟!


اجابه فلاح بوجه ممتقع شاحب: السموحة ابويه نسيت ....


والده باستنكار: طاعو ... وين مخك يا بويه ؟!!


عندها علم حمد سبب تغير مزاج أخيه المفاجئ ... فـ وقف وهو يقول متداركاً الوضع: خله بويه انا بسير اييب الماي


ذياب: فلاح تعال خذ مكان اخوك


فلاح بتعب: لا الغالي اسموحه مالي بارض الحينه


ذياب: افااا


فلاح: هيه والله


ذياب: على هواك


اردف هاتفاً لـ عمه سلطان الجالي في الخارج يحادث حارب: عميه تعال خذ مكان حمد


استدار نحوه سلطان ليقول: اصبر يالس ارمس نسيبك .......



اردف مكملاً حديثه مع حارب: انزين حارب
مثل ما اتفقنا .... سلم الاحد كل اغراضك للمؤسسة وسر عند خلفان عسب توقع على بعض الأوراق قبل لا تظهر ..


حارب: ان شاء الله .......... بس سلطان .......... امانة ..... ان احتيتوني في أي وقت تراني زاهب ..... الروح ترخص لبلادي وانت تعرف


: كفو يا ولد محمد وكثر الله من شرواك ..... ادريبك ما تقصر .... وامره لا تستهم ... ان بغيناك بنعرف نييبك ...


حارب بمزاح لطيف: مب على جمس اسود لو سمحت


: ههههههههههههههههههههههههه ههه لا لا على ليموزين اسود


ذياب بنفاذ صبر: عميه يلااااااا


حارب ببسمة ماكرة: أقول ..... شحقه ما تشل ذياب وتخليه في ساحة التدريب يوم واحد !!


سلطان مجيباً بذات بسمة حارب: يباله والله ..... طاع انت بس كرشته تقول كرشة هندي توه داق صينية عيش


حارب: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههه



صاح ذياب من بعيد مغتاظاً: سمعتكممممم



.
.
.
.
.
.
.



منذ يومان ... منذ ذلك الحوار الحامي المليئ بالاعترافات الساخنة والمشاعر العاصفة .... لم يتحدث معها


ان اصح التعبير ..... هي لم تتحدث معه !


بعدما عادا الى البلاد ... بعد رحلة ايمانية قصيرة الى مسجد الله الحرام .... حاول تدارك الوضع وفتح باب النقاش معها علّ الغضب المتفجر منها يزول ويرى مرة أخرى بسمتها التي يعشق



متى عشق بسمتها بهذه الطريقة الاجرامية !


أيكون في تلك الليلة التي قالت فيها بكل براءة الكون وسكرها:
" بالعكسسس .. انا اعشق اسم احمدددد"


ام عندما برقت عيناها وهي تقول بحنكة انثى تعلم تماماً ما تقول:
"انا ما احلل شخصيتك .... في فرق بين تحليل شخصية الغير وبين الإحساس الذاتي"


ام يالله .......... عندما قفزت كالاطفال وهي تصيح بانتعاش:
"تلعب طااااااولة ...!!!!"


ام ...................... ام عندما سقطت والدتها ضحية نفسيتها الصعبة بعد عودتهما من الكويت ....... قائلة بشفافية موجعة:
باجر مدارس وماقدر اخلي سعود وزيودي ......... وماقدر اخليك .......




رغم كل عدائيته .... وسلبيته ...... وقسوته ..... وجنونه .......... كانت له ملمس الحرير ورقة الخرير ...... كانت له نورٌ في الغسق وظلُ في ظهيرة حارة ملأى بالعبق !





السؤال الذي يؤرق قلبه التائه بين دروب عيناها هو !


كيف يتمكن من الخلو بها بعيد عن اعين الرجال والنساء والصغار ...... والتحدث معها !!!


اففففففففففففف .......... يالسذاجتك أيها الأحمد .......... منذ متى أصبحت هكذا عديم الحيلة عند التعامل مع النساء !







لمح من بعيد سلطان ابن أخيه بطي ............ ناداه بسرعة قبل ان يختفي عن انظاره ويعود لأقرانه:
سلطااااااااان .... تعال باباااا


اتاه الصغير مهرولاً: لبيه عميه


احمد بعفوية: سلطان طلبتك


رد سلطان الصغير بقوة رجولية مبكرة عليه: تم على هالشااااارب


احمد هامساً: اباك تشوفلي وين خالتك حنان ..


رفع سلطان الصغير حاجباه ليقول بتعجب بريء: شحقه ما ادق عليهااا !!







لأني سأموت ان احسست اكثر بنبرة البرود بصوتها او رسائلها النصية يا ابن اخي ...





احمد بحنق خفيف: انا أباك تزقرلي إياها ....... يلا بسرعة


استدار الصغير وهو يقول: ان شاء الله







بعد دقائق




كان يأتي راكضاً نحوه وهو يناديه


وقف وابتعد عن جمعة الرجال ........ ليسأل الصغير بلهفة: ها وينها ؟؟


: خالوه حنان راااااقده ..


احمد بخيبة: راقده !! شو عرفك !!


سلطان الصغير: سألت عموه شما وهي قالتلي ...


عقد حاجباه بضيق ليقول بمزاج اسود: زين خلاص سر






شعر بالخيبة .... وبالقهر ........... أتنام في الوقت الذي يرغب بأن يراها وينفرد بها !


صبرك يا رب ..






"



"لـ .....لو ...... لو عوشة ما حبتك .......... انا ..... انا احبك لين آخر نصخ ف حياتي"


"لو ...... لو عوشة ما بغت تييب منك عيال ..... انا ....... انا ميتة واييب منك لو ياهل واحد"


"لو عوشة بغت غيرك ........... فـ انا مابا الا انت ......... والله مابا الا انت"


"انت اول انسان خفق له هالقلب .............. وآخر انسان بيخفق له"



"







كلماتها المُعذبة .... والتي تصرخ بالصدق/الحب ............ ما تزال تحرقه ....... ما تزال تشتته فـ تجمعه فـ تشتته مرة أخرى



إلهي ................. كيف ترك مخاوفه تجرحها بتلك الطريقة ........... كيف !!!








: بوزاااااايد


استدار نحو نسيبه سلطان هاتفا بصوت رنان شارد: لبيه


: لبيت حاي ....... العشا زهب اقرب يلا ..




عاد الى الرجال ............... وهو يفكر بقلق ............. أتذوقت صغيرته قليلاً من الزاد قبل ان تنام !!!!



.
.
.
.
.
.
.



قبل منتصف الليل بساعة ونصف



اجتمعن الفتيات حول النار .... في الباحة الخلفية للمزرعة الكبيرة ..... حيث الرمال الناعمة والهواء البارد والحيوانات الاليفة المسالمة ...


وبدأن .... باقتراح من العنود ..... بلعب لعب التحدي والحقيقة



اول شوط كان بين شما وموزة ..... والتي اختارت الحقيقة ووقعت ضحية سؤال شما المُضحك: في أي موقف حسيتي روحج غبية صدق ؟؟؟؟


عندها اجابت موزة بفكاهة: من كم يوم بس ..... كنت في المول ... في محل العاب اشتري لعب حق عيال العنود ..... ويوم طلعت من المحل اكتشفت اني ناسية اشل الأغراض وفوقهن الباقي من بيزاتي ههههههههههههههههههههههههه ههه



ثاني شوط كان بين حصة وفطيم .... وكانت فطيم من عليها الإجابة على سؤال او قبول التحدي من حصة ....


حصة: فطيم ....... روحي خيمة الرياييل وقولي بابااااتي تعااااال


فطيم بصدمة: لا لا غش نحن متفقين الجرأة تكون بحدود


رقصت حصة حاجبيها لتقول بعناد: ماشي .... يلا سوي اللي طلبته ولا بتخسرييييين


هنا قالت فطيم بفيظ لـ اختها الكبيرة: نعوم طاعي ربيعتج .. تعرفين زين ان أبويه بيقصبني ان دست شبر صوب الخيمة


كتمت ناعمة ضحكتها وهي تقول: حصوه عاد عن السخافة دوري حركة ثانية


لتعاند حصة اكثر وتقول بضحك: ماباااا ....... ها طلبيه ههههههههههههههههههههههه


وقفت فطيم بعصبية وقالت: تبطيييين ........ ونفاد علني ما لعبت ويااااكن


قالت ميرة بغيظ: حصوه لا تستهبلين شو هاي الحركة !!! غيريها يلااااااا


حصة بضجر: افففففف زين زين حشرتوني ....... اممممممم دقي على ذياب وقوليله موزة تقول انها معجبة فيك ....


ضحكت فطيم بشقاوة لتقول: هاااااي بسيييييطه


وقفت موزة باستنكار وقالت بحدة: أقول استريحي انتي وياهااااا



اتسعت عينا حصة ذهولاً من انفعال موزة لتقول بحنق خفيف:
موزوووووه ..... ظهري منها انتي ..... ها بيني وبين فطيم


موزة بعنف: قلتيها بينج وبينها شخصني فيكن !!!!


وقفت حصة لتكون امام موزة تماماً وتقول لها وجهاً لوجه: عادي ترانا نلعب


هدرت موزة بعينان مشتعلتان: لعبي بعيد عنننني


التمعت عينا حصة بالغضب:
موزوووووه


صاحت موزة بصوتٍ اعلى واشد رعباً: حصوووووووووووه


تراجعت حصة بارتباك لتردف موزة رافعةً سبابتها بوعيد:
ان خليتي فطيم تسويها بسير عند ولد الخال واقوله خذ حرمتك تراها تصيح تبااااك



شهقت حصة وقالت: هاااااااااه !!!!


موزة ببسمة مستفزة: من قال هااااه سمع ....... ترى نحن مب بقر .... نشوف ونسمع بس نعني عيونا عن اللي نباه ونتصيمخ ....... ولا طلال الرشيد له رأي ثاني !!!!


شهقت مرة أخرى ...... هاتفة بصدمة شديدة: يا حماره كنتي هناااااك !!!


ابتسمت بخبث لتقول: احم ..... وسمعت كل شي بعد


سألت ميرة بتعجب: شو السالفة !!


موزة بتهديد ماكر: هاا اقولهم !!!


أغلقت حصة فم موزة بحدة لتقول بربكة حادة تشوبها الحنق/الذهول: حسبي الله على العدو ثرج بليس متنقل


موزة: ههههههههههههههههههههههههه هههههه


ناعمة: ههههههههههههههههههههههههه هه مقوااااج يالطفسه ...... . طلعت حصوه ولا شي جدامج


موزة ببسمة واثقة: دوااااها


حصة بقهر: خلاص كشفت ويهج الثاني من يوم وساير بعاملج مثل ما اعامل باقي أعدائي


موزة بغرور مسرحي: ما ترومين انا حبيبتج الموز


حصة بحاجبان معقودان: لا الموز ولا التفاح دام هاي علومج


البنات: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههه



ميرة: يلا غيري تحديج


حصة: حشى لوعتن جبدي ..... فطيم ....... باجر تشويلنا ربيااااان


فطيم: ان شااااااء الله .... الربيان مقدور عليه



اما الشوط الثالث فكان بين موزة وناعمة


عضّت موزة جانب شفتها وهي تسأل زوجة اخيها: احم .... خل نسألج يا الغرشوب .... شو احلى اسم عندج ؟؟


ناعمة بتفكير: ولد ولا بنت ؟؟


موزة: ولد


اجابت ناعمة ببسمة تعقبها حاجب مرفوع:
حارب


ضحكن الفتيات مكراً وشقاوةً ....... ولم تخلو الضحكات من نغزات حصة وتعليقاتها الجريئة


عادت موزة تسأل بحماس:
ولو عندج طير شو بتسمينه ؟؟


ميرة باعتراض: لا لا بس سؤال واحد


ناعمة: لا خليها عادي ........ جوابي هو ما تغيّر ........... حارب


موزة: ههههههههههههههههههههههههه ههه ولو عندج شبل صغيروني شو بتسمينه ؟؟؟؟


تنهدت ناعمة بحالمية لتقول: حاااا...



انتفضت ما ان هتفت حصة ومعها مهرة وميرة بميوعة ساخرة: حاااااااااااااارب


ناعمة: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه مسخفكن يا ربي ..




الشوط الرابع كان بيت آمنة ومهرة



آمنة: مهرة يا مهرة امممممممم ...... ابااااااج


مهرة بتحفز: هييييه !!!


آمنة: امممممم هههههههههههههههههههه اباج تسيرين عند امج وتقوليلها امايه اشتريلي بكيني ابا اتسبح ف بحر جي بي آر ويا ربيعاتي


اتسعت عينا مهرة بهلع: جدام كل الحريييييم !!!!


آمنة: هيه ههههههههههههههههههههههههه هههه


مهرة بذات هلعها: لو الموووووووت


آمنة: هههههههههههههههههههه عيل خسرانه


مهرة بفم مزموم: لا مابااااااا


اردفت بقهر لـ شما: يا ام بطي شبلاها بنت أخوج وخالتها عليناااا !!!!
قضبيهن لا نتوهق بسبتهن ونندبغ من ورا هاللعبة


شما ههههههههههههههههههه امون تبين ام نهيان تجتل البنية الله يهداج !!


آمنة بتذمر: بس لازم يكون التحدي على مستوى ثقيييييل


مهرة: ثقيل ما اختلفنا بس ما يتسبب بموووتنا الله يصلحج


آمنة: زين زين بغيره ...... اممممممممم
سيري عند نهيان أخوج ضربيه على علباه وتعالي





وقبل أن تعترض مهرة اردفت بحزم:
ما بغير الطلب سوري


مهرة: هئ هئ لازم اتشهد روحي


استدارت نحو روضة وهي تهتف بتعجب مغتاظ:
اشوف الشيخة روضة ما علقت !!


غمغمت روضة بصوت غير مسموع اثر غضبها المستمر من نهيان الذي لم يحاول حتى الآن مراضاتها:
عضي ايده بعد ما عندي مانع


مهرة: شو قلتي ؟؟


روضة ببسمة باردة: ماشي .... سيري سوي اللي قالولج عنه ... اللعب لعب وها تحدي






الشوط الخامس كان بين ميرة ومهرة .............. والتي عادت راكضة هاربة من غضب نهيان الذي ما ان تلقى ضربتها وعلم بأمر التحدي حتى اقسم الا تنتهي الرحلة الا وهي معلقة على احدى شجر الغاف .....


مهرة بنظرة ذات معنى:
عنود قالت سيف أخوج راقد في حجرة اليهال ..... سيري عنده جبي عليه ماي وتعالي



شهقت ميرة بجزع لتقول: لا لا قويه هااااي مهاااااري
سيف أبويه ما عنده تفاهم بيعطيني سطار يطيح كل ضريساتي ..... مابااااا


مهرة بعناد: مااااشي ..... خلج قد التحدي يا بنت عبدالله


ميرة بتذمر: العنود شوفيهااا


العنود: هههههههههههههههههههه التحدي تحدي


شما بصدمة ضاحكة: وابوي عليها ما تخاف على ريلها هاي ....


العنود: لا وانتي الصادقه ...خايفه على ميروه منه ههههههههههههههههههههههههه ه


ميرة: امرنا لله ....




وقفت وذهبت باتجاه كوخ الأطفال ..... وهو الكوخ الأقرب لـ الاكواخ المخصصة للنسوة ......





فتحت باب الكوخ ودخلت ........ ولمحت ثلاث غرف صغيرة قرب بعض


الا انها توجهت مباشرة للغرفة اليمنى لأنها الوحيدة المفتوحة ... والتي تفوح منها هواء المكيف البارد بشكل قوي ومرعش للأوصال .......


رفعت ثوبها العربي وربطته على خاصرتها ليظل ساقاها مستورتان بالسروال الأبيض القطني الطويل ...... تقنية دفاعية لتطير هاربة من امام سيف بلا معوقات ما ان تسكب الماء على رأسه ......


رغم انه سيكون آخر هروب لها بساقيها بعد ان تُقتل على يد شقيقها


فليكتب الله لها الشهادة اذن





همست بصوت خافت مرتعب: اشهد ان لا اله الا الله ... وان محمد رسول الله




وسكبت الماء بقوة على رأسه ............ لتستدير برعب مجنون على شهقة النائم الفزع



: شو هاااااااااااا !!!!!!!!


التفتت بعنف نحوه لتصيح بذهول مرتبك: حـ ......... حمممممد !!!!






انتفض واقفاً من السرير وهو يمسح عن شعره ووجهه الماء بوجه منتفخ وعينان حمراوتان ناعستان من النوم العميق


كان ببساطة ............. غاضباً بشكل جنوني ولم يستوعب الى الآن ان التي امامه هي ميرة !


نزع يده عن وجهه ليلكم وجه الذي باعتقاده يمرح ويفعل به المقالب على حساب راحته ونومه لينفجع بها



همس بغلظة وصوت مبحوح من اثر النوم: انتي !!!!


من فرط حرجها ..... وربكتها .... وتخبطها ....... اشرت للنافذة وهي تقول بتعلثم مرتعب: ما ما كنت ادري ..... مـ مهرة .... مهرة قالت ان اللي راقد سييييف .... و ووووالله مااااااا .......




غضب ................ غضب مرير اشتعل به ............. ولم يأبى لما تقولها مصدقاً احساسه الوحيد الذي يقول انها لم تأتي الى هنا الا لإذلاله والسخرية منه كما اعتاد منها طيلة الأسابيع الفائتة ... لكنه اكتفى بحق .......


هدرت بعيناه الحمراوتان المرعبتان وهو يقترب منها بشكل خطير: فوق الذل ... والاهانات ... ياية تجبين عليه ماي !! تبين تمرضيني !! تبين تجتليني !! يعني خلاص ميره ودرتي العقل مرة وحده !!



: و .... والله العظيم اني تحريتك سيييف ..... هاي لعبة ومهروه تحدتني فيهااااا ... والله العظيم ما كنت اعر........



سحبها من ذراعها وهو يرص على اسنانه بقوة:
ماصدددددقج


قالت بنبرة لاذعة: ومن متى أصلا انت تصدق شي أقوله !!


تراجع وهو يرص على شفتاه حتى شحبتا واصبحنا بيضاء اللون


بعد حبسه لأنفاسه صوانٍ طويلة .... زفرها بحدة ...... وقال بخشونة .... وحدة وهو يستدير ليعود للفراش مرة أخرى: اظهري وصكي الباب وراج



نجح "من غير تعمد منه" .......... بإيقاظ تنينة الغضب الصغيرة فيها


رفعت حاجباً لتقول بعدها بسخرية: وان ما ظهرت وصكيت الباب .... شو بتسوي ..... بتضربني بالعقال مرة ثانية !!!!



نزع عنه الغطاء وهو يصرخ بصوت نفضها وجعلها تتراجع للوراء جزعاً: قلتلج اظهررررررررري .... ما فيج عقل انتتتتتي !!!!!!!







لم تتوقعه غاضباً لهذه الدرجة ..... بل لم تظن انه سيتجرأ ويصرخ عليها بعد كل ما فعله بها


مرارة من نوع غريب اخذت تمر بشيطنة شامتة على كل جنبات جسدها وجلدها ............ وذكرى لياليها المرعبة معه عادت لسطح ذاكرتها .........





ارتعش فكها وهي تهتف بكره علقمي: كان فيك عقل وانت تتهمني بشرفي !!


ضربت دماغها بأصابعها وهي تضيف بشراسة: كان فيك عقل وانت تضربني وتكسر الدنيا على راسي !!!!


صرخت مكملة نفث حممها المجنونة: كان فيك عقققققل وانت ادوووس بكرامتيه القاااااااااااع !!!!!





كانت تصرخ بهستيرية ............. لا تعرف لم انفجرت رغم انها وعدت نفسها الا تكون سوى سلطانة البرود والقسوة واللامبالاة امامه


الا تكون سوى البيدق الهادئ المستفز المهاجم بصمت ......... لا البيدق الغاضب المنفجر المهاجم بجنون !!!



قام من سريره وهو يهدر بحسرة ... بغضب من ذاته ومنها ........ بجرح ماكن في روحه: يعلني نفددددددددت قبل لا افكر اسويهااااااا .... يعلني نفدددددددددت




ظهرت الكلمات من فاهه بحرقة .... بصدق آلمها ولم تعرف السبب !!!!



اشاحت بوجهها عنه بعنف وصدرها يعلو ويهبط من الانفعال .......




وهو بالمثل ............ حرارة جسدها فاحت منه وتطايرت حتى كادت تلسعها بالفعل




تنهد بما يجيش في جوفه ......... ليهمس بإرهاق وهو يقترب منها: ميره




ارتجفت وهي تبتعد عنه: لا تقرّب


: انا ............. انا آسف ...........




عندما لمح شحوب وجهها واصفراره المثير للقلق اردف متسائلاً بخوف: ميرة شبلاج !!


ردت بعنف: ما بلايه شي ...


: انتي .... تتراقلين ......... بكبرج تتراقلين .......


لا ارادياً من حواسها/اعصابها ........... اندفعت اتجاهه بشكل جنوني واخذت تضرب صدره بحقد عارم: اكررررررررهك ... اكررررررررهك يا عديم الضمييييييييير


هدر بانفعال وهو يحاول السيطرة على هيجانها الصادم: مييييييرة




دفعته من صدره بوحشية لتصيح بعينان حادتان دامعتان:
اكرررره كل ششششششي فيييييييييييييييك


: مـ .......... ميرررره



جرّها بقوة نحوه ............. واخذها بين احظانه رغماً عنها


كانت ما قال تماماً .... ترتعش ...... عيناها متسعتان على نحو هستيري مرعب .............. وانفها يتوسع ويضيق جرّاء أنفاسها المتلاحقة المجنونة .....


ما تزال تدفعه بكلتا يداها ........... وهو يرغمها على السكون بين احظانه اكثر فـ اكثر ........


حتى استكانت ............ لكن جسدها/مشاعرها لم يستكينا ابداً



اغمض عيناه وهو يتنعم بشم عبق شعرها وملمس طراوة جسدها المحظور عليه: بسوي اللي تبينه .......... أي شي تبينه ........




قالت بجمود ووجهها بالكامل لاصقاً بصدره الحار: تباني اسامحك !!!


: قبل كنت أقول اني ما استاهل غفرانج ..... بس الحينه اباه .... مب عشاني عشانج ..... لان الغفران بيصفي قلبج وبيريحه ....... لانه بيحررج من القهر والنار والويع ......



قالت ساخرة بمرارة: واثق اني بتحرر من السجن اللي حطيتني فيه ....


قال وهو يبلع ريقه بصعوبة: ما في شي مستحيل ميرة ....


رصت على اسنانها وهي تقول: ليش كلامك يوّري زود الغيظ فيه ويخليني اقطع بضروووووسي !!!!!



امسك وجهها بقوة حانية ........ متأملاً تفاصيلها الفاتنة بوله ............ حتى ابتسم ببطئ مثير .........




عبست وهي تسأله بحدة محاولةً ابعاد وجهها عن يداه الدافئتان: ليش تبتسم ... قلت شي يضحك لا سمح الله !!


هز حمد رأسه بلا ليقول بذات ابتسامته الغريبة: لا .......... بس اكتشفت شي ...


سألته بتوجس وهي تنظر لكل شيء عداه: شو هو !!!!


قرّب وجهه منها اكثر ........ وقال بنظرة تلمع بالافتتان الخالص: يوم تحرجين ..... عينج اليسار تتسكر اول عقب اليمين



كتمت شهقتها وهي تتراجع بحرج ..... وغيظ .......


كشرت انفها لتقول بغل: ماخذ راحتك الحبيب وتتمقل


قال حمد بخفوت وعيناه على شفتيها: حرمتيه واتمقل فيها على راحتيه .....


هدرت بقهر شديد رغم انها تعلم سخافة ما تقوله: هب حرمتك ... انت طلقتني


ابتسم هذه المرة بثقة وهو يقول: ورديتج


ضربت رجلها الأرض هادرة بشراسة: لا تقوووولها ...... انتتتتت ..... انتتتتتتت



خرج صوت غليظ من حنجرته دليل فقده التام على مشاعره ورغبته المجنونة في اشباع شوقه/توقه إليها ......... ثم غمغم من بين اسنانه بعنفوان رجولي بحت: يا ربيييييييييييه




وبلمح البصر ..... كانت يداه تتراقص ثمالةً على كل شبر من جسدها ........... وفمه يجتاحها بجنون ............ بجوى .............. بعطش جوف جرّده قحط الحب من الحياة .............









ملمس شفتيها وجع خالص .............. كالجهنمية ........... اجل


كـ زهر الجهنمية .............. مجنونة ......... عنفوانية ....... زاهية ......... بريقها عنيف ....... وهيمنتها على الأرض الجدباء اعنف !







: شفا



عقدت حاجباها بخدر ..... بسكر ....... بضياع حائر



: انتي .................. شفا ....



صدرها ينتفض ..... اهدابها تهتز ........... وقلبها .................. آه من قلبها



ما باله هكذا يخفق كالمجنون !!!


وما بال نظرتها غدت ضبابية مظلمة مشوشة بهذه الطريقة المخيفة !!!



بيدان مرتعشتان حد النخاع ........... دفعته بعيداً عن مرمى وجهها المحتقن المثخن بقبلاته الساخنة العنيفة .......... وفعلت ما استطاعت فقط فعله ..............




الالتفات ........... والهرب !!!!!



لكنه قبض يدها بقوة وهو يهمس بتوسل عاشق: لا تروحين .......... دخيلج


: هـ ......... هدددني


سحبها إليه وهو يأن بجوع جنوني: لا ميرة .... مب هالمره بعد ...... دخيلج خلج يمبي ولا تروحين



هزت رأسها بعنف ..... بهستيرية ........ لتصرخ به: لااااااااااااا .......


ضربت يده وهي تكمل بهيجان .......... هيجان لا تعرف أهو بسبب احقادها ............ ام مشاعرها الغريبة التي احستها مع قبلته العنيفة: ماباااااااك مابااااااااااااك .... انت ما تفهممممممم



سحبت ذراعها بقوة ........... واستدارت خارجة من المكان .............. هلعةً من طيوف الوجع والربكة والضياع التي تتخبط فوق رأسها تخبط لا قبل له ولا بعد ............



.
.
.
.
.
.
.



بعد سهرة حافلة عند الرجال والنساء ايضاً ..... نام الجميع مستسلمين بعد يوم متعب ومليء بالمرح ....... رغم ان البعض عاش المرح والحزن على حد سواء .......



وعند أذان الفجر ..... نهض أبا سعيد ليوقظ جميع الرجال ويأم عليهم في الصلاة ..


أبا سعيد لـ حفيده سيف: ماشوف حارب ونهيان ... وينهم ؟؟

مسح سيف باقي ماء الوضوء من على وجهه ليقول: مادريبهم والله ... تخبر عميه احمد هو المفروض بايت وياهم


استدار أبا سعيد لابنه الذي للتو استيقظ واخذ يسير نحو الحمام كي يغتسل ويتوضئ: احمد حارب ونهيان وينهم ... حدرت بيتكم ما لقيتهم ...


هز احمد كتفاه بحاجبان معقودان وقال بصوت اخشوشن من اثر النوم: ماعرف .. يمكن بعدهم في الخيمة يالسين


امر ابنه بصرامة: سر سر ابويه وعهم جانهم رقود هناك .. الصلاة ما بتترياهم ....


احمد: ان شاء الله


ثم اتجه نحو الخيمة ليراهم بالفعل نائمان هناك ..... حارب على ظهره ممدداً على وسادة ثقيلة قدمه التي ما زالت ملفوفة


ونهيان على بطنه بشكل كاد يثير ضحك احمد بحق ...... وكأن الأخير كان يتصارع مع النوم ذاته ........



ناداهم بصوت قوي رنان: حارب .. نهياااان .... يلا نشوووا صلاااااااااة









بعد الصلاة




تثائب بصوت عالي ..... وعيناه تدمعان من النعاس ... ليقول بعدها لحارب بصوت خافت كي لا يسمعها احد: متى رقدت ؟؟


حارب وهو يحك عيناه من التعب: قبل ما يوعونا بنص ساعة بس


نظر نهيان للرجال ثم قال: قلت حق سلطان !!


حارب بحزم: لا وما بنقوله يلين ما نتأكد ... يمكن مجرد اوهام


نهيان بغيظ: بس انت تقول حسيت حد يحوم حول المزرعة البارحة .... وزيغتني ياخي خليتني الا يالس ومبلق عيني على المكان حولي .... حتى النمل والذبان ما اسلموا مني ..... آخرتها تقولي أوهام !!!


حارب: ما نبا نسوي شوشرة على الفاضي يا بوعبيد ... يمكن أكون غلطان ياخي ....


نهيان وهو يحك رأسه بنعاس بالغ: زين زين ... أصلا انا ماعرف شو يالس اخربط الرقاد ماكل راسي اكل .... يلا ساير ارقد في الحجرة



حارب: بوعبيد ما عليك امر دق على حرمتك قول حقها خل تخبر حرمتيه عسب ادق عليه ..... لا هي ولا موزة يردن عليه ...


: الظاهر خلص الشحن من تلفوناتهن وما لقن كهربا .... البارحة بوخويدم يقول احتمال الكهربا تتبند عقب نص الليل ... عاده مادري تبندت ولا لا رقدت خاري انا ...


حارب: هيه صدقك ..... امبلى تبندت ......... مريت المطبخ قبل الفير بساعتين وشفت الكهربا مبندة .... بس الحمدلله تبطلت الحينه ...



ثم اردف: عط حرمتك خبر لا تنسى ...


نهيان ......... والحديث عن زوجته قد اثار به شتى المشاعر: ان شاء الله


: يزاك الله خير









ذهب نهيان نحو الكوخ وهو يفكر بها ........... بغزاله الشارد .............. وبغرابة تعاملها معه منذ ذلك اليوم ............ يعترف انها بالغت بردة فعلها العنيفة ....... لكنه يعترف كذلك انه شعر بالنشوة وهو يرى وجه جديد لها



لكنها غاضبة ........... وقبل كل شيء امرأة حامل ........... وهو صبور ........... صبور جداً وابداً وكلياً !



الصبر هي السمة الوحيدة التي انغرست به منذ ان دخل مجال عمله الخطر ....



صحيح انه ينسى الصبر عند العاطفة ... العاطفة المجنونة الذي يكنها لـ روضة ....... لكنه يستطيع التمسك به بقوة لو أراد الحفاظ عليها قريبةٍ منه ..


وهو يريدها قريبة منه دوماً وابداً ..... لهذا هو يصمت حتى تهدأ .... لهذا هو يتشبث بالحُلم ويصبر حتى تبرد نيران غضبها ........... ولهذا ايضاً هو لم يتفوه بكلمة حتى وهو يعلم انها ذهبت من غير علمه لميسون ولقنتها درساً قاسياً في الادب والأخلاق .........


الحرس الذي وضعهم ليحرسوا عائلته اخبروه بكل خطوة خطتها .......... مثلما اخبروه كذلك بكيفية معرفة ميسون بمكان عبيد ومحاولتها ابعاده عنه بصورة معتوهة لا تنم الا على تفكيرها المحدود الصغير .....




الخبيثة ......... استغلت رؤيتها صدفة سائق منزل زوجته وهو يوصل عبيد من الحضانة الى المنزل ....... فلحقته وعلمت اين يقطنون .......


لو انها تأخرت قليلاً بخطتها لما حصل ما حصل ..... فهو كان قد قرر مسبقاً انه سيعود وابنه ومعه زوجته الى دبي خاصةً وان والدها قد اصبح بخير وعافية الآن ولا يحتاج الا لمنزل خالٍ تماماً من ازعاج الأطفال .... وابنه بحق مزعج ويثير الصداع بشغبه ولعبه الصبياني .....



حسناً ...... ما ان تنتهي إجازة الأسبوع ... سيعود الى دبي مع عائلته الصغيرة ...... في منزل والده سيكون المكان لهما اشد امناً وسلامةً ........









نهــــاية القســــم الأول من الجــــزء الثــــامن والسبعــــــون




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 07:58 AM   #84

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)


.
.




القســــم الثــــاني مــــن الجــــزء الثــــامن والسبعــــون



،





عند الظهيرة .... وبعد عودة الرجال من صلاة الجمعة من احدى المساجد الصغيرة القريبة منهم .... اجتمعوا في الخيمة وتناولوا غدائهم ............. قبل ان يذهب نهيان لجلب الدراجات التي سبق واستأجرها ليلعبوا بها الأطفال على الرمال ..


وضع ذياب يده على خاصرته ويده الأخرى على جبينه ليحمي نفسه من اشعة الشمس الساطعة لكنها ليست بالحارقة خاصةً في هذا الموسم من السنة ...


وصاح بصوت رنان: شو بوعبيد ونحن مالنا رب !!!


ابتسم نهيان نصف ابتسامة ليقول: لا لكم نصيب افا عليكم .... الدراجات العوده يايه في الدرب اصبروا ..


اتاه هتاف حارب من الخيمة: نهيان وين البارتبل جارجر مالك ؟؟
(Portable charger)





استدار نهيان نحوه وهو يجيبه: العيال خذوه عني .. تخبرهم شوف وين عقوه ...



اومئ حارب برأسه وذهب نحو كوخ الأطفال ...... ليلمح قرب بابه ناعمة وشقيقها حمدان ...



عقد حاجباه وهو يلتفت حوله بحدة: شو تسوين هنيه ...!!


رفعت حاجباها ببراءة وقالت بينما حمدان قد استدار وذهب ليكمل لعبه مع باقي الاولاد: يايه اشل ثياب حمدان عسب اغسلهن .... وييب ثيابك انت بعـ......


قاطعها وهو يرص على اسنانه: دشي داخل بسرررعه


ناعمة وهي تنظر حولها وتقول بعفوية رقيقة: حـ حارب محد هنيه ... وبعدين انا متغطيه بكبري ...


اقترب وامارات غضب الغيرة تشع فوق ندبته المظلمة: ولو كنتي لابسة كبتج كله .. مب مسموح لج تظهرين والبقعة كلها رياييل ..


زمت فمها وهي تغمغم: انزين لا تعصب عليه ..


هتف من بين اسنانه ولامبالاته تثير اعصابه بحق: ناااعمة


التمعت عيناها بشقاوة لتقول بنصف ابتسامة غاوية: ما بدش


اتسعت عيناه حدةً وقال: نعم !!


اسبلت اهدابها كاتمة بسمتها .... ثم رفعتها ببطئ ارعش خافقه من فرط فتنتها ...


ثم قالت: امممممم قولي كلمة حلوة عقب بدش


عقد حاجباه وهو يقول بصوت جاف: مب يالسين نلعب الحينه ... داخل يلا


عاندت ... واعترضت .... بذات ابتسامتها: مابا .... قولي كلمة حلوة اول



سحبها نحوه من ذراعها بعنف لتتأوه بوجع ... وقهر ..... وسار معها حتى اختلى بها ..... خلف كوخ الأطفال تحديداً ....


سحبت ذراعها عنه وهي تمسدها هاتفة بغيظ ناعم: يا متوحش


كان يتنفس بحدة زافراً أنفاسه بقوة على وجهها .... هنا اخذت تتأمله بحب .... بافتتان ..... بانبهار .... وقد تلاشى كلياً غيضها



رباه ............... كم تعشق توحش فارسها الأسمر .......... وغيرته التي تلهب انوثتها حد الاثارة !



كانت تقف مستندة على الحائط ... وهو امامها تماماً .... كالجبل المهيب الشامخ ..... بـ انفته وكبريائه وشموخ اصله !



قربت جسدها منه لتستشعر بحرارته ..... وتصلب كل عضلة منه .............. قبل ان تهمس قرب شاربه: كل ها عسب قلتلك قولي كلام حلو !! جيه ما استاهل !!


تأملها ثوانٍ باضطراب ..... ليقول بعدها بذات صوته الجاف: تعرفين زين شو عصبني !!


عضت شفتها السفلية .... لتلصق جسدها بجسده اكثر ..... وتكمل همسها الفاتن الذي يعد بالكثير والكثير: قولي كلام حلو وانا بخلي مزاجك يرد شرات قبل ........ ووواحسسسن .....


الجفاف في صوته تلاشى ليحل محله الخشونة والتوتر والبراءة: أ أ كلام مثل شو يعني !!!


أحاطت يداها حول خصره النحيل الصلب وهي تقول محدقاً بعيناه بغير شبع: أي شي ... اللي في قلبك قوله ....


تلعثم ببراءة تفكيره وجهله الجلي بباطن مقصدها: مـ ... ما عندي شي ...


عاتبته بحنق مدلل: حاااااااااارب


حارب: والله ماا ...........


قاطعت قسمه بحزم واصرار: لا تحلف ...




حركت اصابعها على صدره بغنج ... ثم سللتها ببطئ نحو عنقه السمراء ..... لتكمل تحريكها حول عروقه حتى التمعت عيناه بالرغبة الخالصة ........... بعدها همست بنبرة رقيقة ... انما قوية ..... فيها من العنف ما يجعل القلب يهتز هزاً:

تحبني ؟؟


توتر ... وبان توتره البالغ من ابتلاعه ريقه بصعوبة ....فـ صمت محدقاً بعيناها بدهشة


قالت وهي تنظر إليه من الأسفل: سألتك حارب .. تحبني ..؟!



ظل صامتاً ..... جاهلاً تماماً كيف يستطيع التعبير عن مشاعره .....


وفهمته .... فـ ابتسمت بدلال وهي تهمس قرب فمه بثقة عالية: اعرف انك تحبني ... بس أبا اسمعها منك


عندما رأى بسمتها الواثقة ... ابتسم هو بالمقابل بشكل مغيظ ...... وقال: واثقة اني احبج يعني !!


هزت رأسها بثقة .... وأنفة ..... وخجل .....


اسند ذراعه على الحائظ خلفها .... وامال جسده نحوها اكثر ...... ليردف بنظرة برّاقة: وكيف عرفتي ؟؟


: لا يا عين ناعمة .... قول متى حبيتج بالضبط ؟


رص على عيناه وهو يهمهم: امممممممم ومتى حبيتج بالضبط ؟؟


اخفضت عيناها بابتسامة وهي تقول: في باريس


حرك فكه بمكر وسألها: شدراج !!


ناعمة بلهفة: اول شي قول ... صح ولا لا !!


: في باريس ما كان حب .... كان فضول .... اهتمام .... أي شي ثاني الا حب


قالت بفم مزموم ..... وصوت محبط: عيل متى حبيتني .!!


ابتسم نصف ابتسامة وقال بشقاوة: بس انا ما قلت اني حبيتج


: حااااااااااارب


حارب: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههه


اردف وهو يدعك رأس انفه على وجنتها المتوردة: حبيتج يوووم


ناعمة بعيناها النجلاوان الواسعتان: ايوووه !!!


حارب: يوم زاعقتي وقلتي ...


قام بتقليد صياحها الغاضب ذاك اليوم: والله بخبر عليك ابووووووووويه


شهقت بحرج شديد ثم ضحكت وهي تضرب كتفه: لا تذككككككرني بهاك اليوووووم ... والله تمنيت الأرض تنشششق وتبلعني


انفجر حارب ضاحكاً: ههههههههههههههههههههههههه ههههه هاك اليوم ..... كانت المرة الأولى اللي اضحك فيها صدق من سنين


كلماته اوجعتها ........ الا انها قالت ببسمة مغتاظة: ضحكت على حساب انهياري العصبي ..... يا مجررررم


حارب: انتي الغلطانة شو خصني انا ههههههههههههههههههههههههه ه


ناعمة بغيظ باسم: وانت لازم تاخذ شرات موتر ذياب وشرات رقمه !!!!


: أخوج شرا موتره عقبي يعني الغلطة غلطته .... وهو اللي عطاني الرقم ..... وبعدين لولا الشبه ها ما كنت بشوفج ولا اعرف انج تقربين لعيال خالي مصبح ..


ناعمة: هههههههههههههههههههههههه في هاي عاده صدقت ....


تراجع وصوت ما يثير حاسة السمع فيه ...... تماماً مثل الصوت الذي سمعه ليلة البارحة


قال وهو يلتفت حوله بريبة .... وحدة: ناعمة دشي داخل


شعرت بالقلق فسألته: ليش شو صار !!


: انتي دشي داخل الحينه وخلاص


غمغمت بحزن مدلل: بس انا متولهة علييييك ... خلني شوي معااااك


مسك ذقنها برقة وقال: لو نحن في بيتنا ما خليتج دقيقة وحده لاني متوله عليج فوق ولهج عليه مليون مرة ... بس نحن مخاوين عرب ومب حلوة انتم رواحنا ونخليهم .... يلا داخل اشوف




كلامه أصاب عين الصحة ..... فأومأت برأسها بنعومة وعدم اعتراض ..... قبل ان تقبّل عينه اليمنى بقوة وتهرول نحو الكوخ المخصص لها ....


ابتسم بعشق ..... ثم ما لبث ان تذكر الصوت ...... فعقد حاجباه بقسوة ..... وذهب خارجاً باتجاه الخيمة ......


كلامه السابق أصاب عين الصحة صحيح .... الا ان جزءه الأخير منه خرج من فاهه بتعمد خفي ليبعد ناعمة عن أي خطر يحدّق بها ....



مخاوفه تتصاعد في روحه ......... ويجب عليه ان يخبر سلطان عنها ........



.
.
.
.
.
.
.



بعد ساعة



التفتت يمنةً ويسرة لتتأكد من خلو الممر المؤدي لكوخ الأطفال من الرجال .... ثم هرولت برشاقة حتى دخلته


: يا عيااال ..... واحد فيكم يزقرلي عمكم فلاح ..


الا ان "العيال" ما زالوا متسمرين امام شاشة التلفاز الضخمة ويتابعون بنهم المصارعة الحرة على احدى القنوات الرياضة


صاحت بحنق: حوووه انتو ما تسمعووووني


صرخ عليها سلطان الصغير غاضباً: سكتي يااااااااخي خلينا نشوف منو بيفوووز


اتسعت عيناها بصدمة ..... لتقول بعصبية: سككككككككتي !!!!


ومن غير تفكير اخذت نعالها واتجهت نحوه لتضربه على مؤخرته الا انه استوعب في آخر لحظة وقفز بعيداً عنها معتذراً بفزع: والله والله آسف صووووصة ....


هتفت بنبرة مرعبة: ان عدتها والله بزوالك ... سر اذلف وازقر عمك فلاح بسرعة


غمغم متذمراً وهو يهرول نحو الباب: شو ها كل حد يطرشلي على حد ثاني .... البارحة عميه احمد واليوم انتي ..


وبخته بغيظ: صخ صخ وكمّل دربك لا اييك النعال على راسك يالهرم ...








عند الرجال ... خارج الخيمة تحديداً



فلاح باقتضاب: هي قالتلك ازقره ؟!!


سلطان الصغير: هيه


رفع حاجباً راغباً بإعادة الحركة اللاذعة لها: قول حقها اللي يبانا ايينا








عند النساء




شهقت بقهر وهي تقول بحدة: هو جيه قالك !!


حك سلطان الصغير رأسه بضجر وهو يقول: هيه


حصة من بين اسنانها: سر قوله ما تستاهل اللي بغيت اسويه عشانك








عند الرجال



اتسعت عيناه بشكل مخيف وهو يقول: هي جيه قالت !!


رد سلطان الصغير هذه المرة بنفاذ صبر: هييييييييه


امسك بتلابيب الصغير وكأنه يمسك بتلابيبها هي ... وقال بغضب حقيقي: قول حقها وانتي ما تستاهلين اللي سويته عشاااانج


قال سلطان الصغير بفزع من حركة فلاح المفاجأة: شـ شو خصني انا عميه ....


ترك الصغير بحدة وهو يستل هاتفه الذي رن فجأة برنين رسالة صوتية قادمة إليه من برنامج الواتس أب ..


ابتعد عن الصغير الذي هرول نحو حصة لينقل لها ما قاله فلاح




زمت فمها وهي تجلس ...... قبل ان تقول بصوت هادئ انما مليئ بالضيق/القهر: هو جيه قال !!


هرب منها الصغير وهو يقول: هيه هيه وخلاص لا اطرشيني مليت منكم افففففففففف





تباً له ............. لمَ يصعّب علي مهمة رؤيته والاعتذار منه ............ لمَ !!!!!


العيب ممن ...... مني ام منه هو !!!!!


يا ربييييييييييييييييي ......



اخذت تمشي حول نفسها .......... مرة ... مرتان .... ثلاث ...... اربع ............ حتى العشرة ...........



قبل ان تبرق عيناها بالعزيمة .... والقوة .............. لتخرج بعدها من الكوخ


لن تسكت .... وستثبت له انها اكثر من مجرد فتاة لا تعرف سوى لغة اللسان ....... اجل ستثبت له ........







عندما خطت خطوتان نحو الخارج .... لمحته يدخل من باب المزرعة الضخمة .......


كلما كان يقترب .... كلما وضح لها نظرته ....


كانت غريبة ............. براقة ............ قوية ............ ومثيرة يالله ...........


ما به بحق الله .............. من أي قاع خرجت هذه النظرة المبهمة من عيناه !!!!!


همست بلهفة مجنونة .... لنفسها التواقة إليه: فـ ..... فلاح .....



اقتربت منه ........... ولأول مرة تشعر بالخجل الحقيقي ...... خجل عروس حديثة العهد بعريسها .........


خجل طاهر ... نظيف ... بريء ..... وعذري !!










ثانيتان ....... حتى لمحت من خلف فلاح ..... رجل غريب متلثم ........


لم يثر فزعها هو بحد ذاته بل الذي اثار فزعها الحديدة المدببة بين يداه .... وقبل ان تتمكن من تحذير فلاح ... كان الرجل خلفه يهوي حديدته المدببة على ظهره ..... ويرديه ارضاً


قلبها ببساطة ........... انشطر لنصفان ......


شهقت ...... فـ صرخت برعب/لوعة .... الا ان يداً ما اخرست صراخها وجرتها الى الخلف بوحشية ........... كاتمةً فمها وانفاسها كذلك .........



.
.
.
.
.
.
.



في ذات الوقت



غطت فمها وهي تتثائب ... صراخ حاد مبحوح جعلها تستيقظ .... الا انها فيما بعد ارجعت سبب الصراخ لـ لعب الصغار المشاغبين لا اكثر .... فـ من ذا الذي سيصرخ في هذه الظهيرة الهادئة غيرهم !!


لبست ملابس جديدة وخرجت بعدها من الكوخ المخصص لها ولـ صديقتها آمنة والبقية ..... فاقدةً الامل بأن يأتيها النوم ..... هي تريد النوم بحق .... لكن النوم على ما يبدو لا يريدها هذه الظهيرة الجميلة .....


فقررت ان تجلس في الخارج ...


اقتربت من نخلة كبيرة قريبة من كوخ النسوة الكبار .... وجلست اسفلها .... متنعمة بملمس الرمال الناعمة الدافئة ونسيم الهواء العليل الدافء القريب نسبياً من البرودة ....



حان لـ الصيف الرحيل ... وللشتاء المجيء .... وما بينهما تراقص متناغم بين الدفء والبرودة ....



همهمت وهي تنظر للشمس المتوارية نصفها خلف الغيوم: محلى الجو ... على قولت فطيم الخبلة .. جو بو نفرين



زمت فمها بتهكم رقيق لتردف حانقة: وينه الحب يا حظي ... من البارحة ما رمت اشوفه شرا الخلق ... الأخ يالس ومستانس ويا ربعه ونساني


فجأة ... رن هاتفها .... لتبتسم بمكر وتهمس: ولد حلال هههههههههههه


اجابت بجفاء زائف: هلا


: هلا !!


كتمت ضحكتها لتقول بجدية مصطنعة: زين تذكرتنا يا بوبطي ... قلنا خلاص نسيتنا ...


: انا انساكم ..... كيف يالحب !!


حركت فمها للامام بابتسامة جذلة ...... لتستمر بمعاتبة حبيبها بغنجها الذي يذيبه ويهلك جوفه العاشق لها


الى ان تركها تتورد خجلاً من غزله الجريء المثير


همست وهي تنظر للتي تقترب منها بهدوء: بس بس سلطان عيب ههههههههههههههههههههههه


: تعالي اباج


شما: نو نو عنديه عرب هنيه يلا مع السلامة


: لوولوووه ... تعالي والله ابااااااج


قالت شما راغبة باشعال نيران شوقه لها اكثر واكثر: خلاف خلاف .... مع السلامة


: يا ربي منج ........... مع السلامة











قهقهت بحب .... لترحب بالقادمة: هلا والله بـ بنت حميد ..


ابتسمت لها حنان بشحوب وهي لا تعلم انها قاطعت مكالمة غرامية للتو ... وقالت: هلا بج زود يا بنت خويدم .... شو ميلسنج هنيه روحج ؟؟


شما: والله ماشي ... الجو حلو وعايبني قلت ايلس اتونس به قبل يأذن العصر ونسير صوب الرملة خاري


اتسعت عيناها المرهقتان بذهول وهي تقول: لا تقولين بتركبين الدراجات ويه بنات اخوج المخبل


شما: هههههههههههههههههه جيه تبين ولد عمج يجتلني !!! لا ابويه هب مستغنية عن روحي


حنان ببسمة خفيفة: ولا بيجيس منج اشعره .....


نظرت لحولها وهي تردف بصوت متباعد ...... مليء بالشجن ...... خافت ولا يُسمع بوضوح: اللي يحب ما يضر اللي يحبه


ثم اضافت باهتمام: خبرينا انتي شعلوم النونو ؟!


شما: الحمدلله ... مب ملعوزني ابد فديته .... إلا ف الوحام ههههههههههههه


حنان بمحبة شديدة: يا قلببببببببي ..... ربي يتمملج على خير يا رب


شما: آمين يا رب العالمين وعقبالج


: إن شاء الله



الصمت حل مكان صخب حروفهما ...... لدقائق معدودة .... كل واحدةٍ منهن حلقت بعالمها الخاص ........ مع نسيم الظهر المنعش واشعة الشمس الدافئة ............. الا ان كسرت شما الصمت وهي تقول:
حنان .... ماعرف شو أقول ....... بس ....... شكرا وايد


نظرت إليها حنان وسألتها بحيرة: على شو ؟؟


تنحنحت بحرج ...... قبل ان تقول بصراحة وبشكل مباشر: من زمان ما شفت احمد جيه


تضببت عينا حنان بحيرة متزايد .... وقلبها مع اسم احمد يخفق بقوة: كيف يعني ما فهمت !!




: امممممممم يعني ... كيف افهمج .......


ابتسمت بشجن وود لتردف موضحة اكثر:
ماشوفه مهموم .... ماشوفه شال هم حياته وعياله شرات قبل ..
ما ...... الصراحه ماعرف شو أقول ..... أخاف افهمج زود وتزعلين


حنان بلهفة/فضول: لا ما بزعل قولي


شما بحرج: انتي مب شرات عوشه الله يرحمها ... وهالشي كان مخلي احمد مكتئب ومهموم أغلب الوقت ....


اومأت حنان برأسها بتفهم: فهمت عليج


أكملت شما وهي تنظر للطبيعة حولها: يضحك يسولف ويرتبش ويانا بس في داخله شي ثاني
الحين لا .... اشوفه فديته يسولف ويضحك من خاطره وجنه إلا الدنيا بكبرها بين ايده


اسبلت حنان اهدابها وهي تهمس: بس .... بس هو حب عوشه صدق


اجابتها شما بقوة: حبه لعوشه شي .... وحبه لج شي ثاني


قالت حنان بذهول موجع: حبه لي !!


شما من بين عقدة حاجبيها: لا تصدميني وتقولين انج ما تعرفين هالشي


هزت حنان رأسها نافية لتقول: ما يحبني هو شما


قالت شما وهي تمسك يد حنان بقوة: الا يعشششقج يالخبلة ......
ما تشوفينه كيف يطالعج !!
ما تشوفينه كيف يدوده يوم نلهيه عنج ! .... وكيف يدورج بعينه كل ما اختفيتي !
حتى ويهه يا ذا الناس يضوي كل ما رمسنا عنج ....




قلب حنان ......... داهمه زلزال اهوج مجنون !




مع رعشات روحها المتواصلة ...... قالت بتخبط ..... واضطراب: انتي ... انتي ما تعرفين شحقه هو خذاني ..


شما بحزم/بثقة: عشان العيال ادري ... بس حبج .... ومستحيل اصدق غير هالشي


ابتسمت ساخرة ..... وفتحت فمها لتقول، لتخرج شيئاً مما يعتري قلبها المتعب، ولتفضفض قليلاً وتنفض عنها غبار الحزن/المرارة


قبل ان يقاطعها صوته الرجولي المميز: السلام عليكم


التمعت عينا شما بحب ... وشيئاً من الفطنة/الخبث .... وردت: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


ردت حنان بهمس مرتبك .... وربكتها انستها كلياً انها غاضبة منه منذ يومان: وعليكم السلام والرحمة


سأل شقيقته وعيناه على "حنانه القاسي": شحالج شما ؟؟


شما بانتعاش: انا الحمدلله بخير وعافية .... انت شحالك فديتك ؟؟


: بخير الحمدلله ..


اشر بعيناه نحو اكواخ النسوة وهو يقول: اقدر ايلس هنيه !!


شما: هيه حبيبي خذ راحتك الحريم والبنات كلهن داخل يقيلن .. ولا وحده فيهن بتظهر لين الاذان ..
(يقيلن = نائمات نوم الظهيرة)






بكامل هيبته .. ورجولته ..... وعصامته الموضوعة فوق رأسه بشكل عبثي صبياني أعطاه منظراً اصغر من عمرها بسنين ... جلس قربها ..... في ذات الوقت التي وقفت فيه شما وهي تقول: سايرة اسوي اقهوة وجاهي حق الرياييل والحريم .... تبا شي بوزايد ؟؟


رفع عيناه نحوها وهو يقول: هيه خاطريه في حبة حمرا ... شي في المطبخ !!!!


شما: امممممم ماعرف والله لو امايه يا.......


ردت حنان بهدوء وعيناها على الرمال: انا يبته ... بتلاقينه شما في الجيس الأبيض اللي عدال المايكرويف


نظرت شما للزوجان بمكر لتقول وهي تستدير: انزين ..


سألها ما ان ابتعدت اخته عن مدارهما: يبتيه جيه ولا لانج تعرفين انيه احب حليب حبة حمرا ؟!


ردت باقتضاب مدركة تماماً لخبث سؤاله: كلنا نحبه


احمد وهو يحدّق بها بقوة وسيطرة: كلنا نحبه ..... بس هب الكل ظاري يشربه المسا شراتي


ارتبكت ..... فسألت بهدوء جامد تمحي خلالها نظرة السيطرة بعيناه: بغيت شي بوزايد !!!


تنهد من انفه ...... ليقول بهمس أجش: هيه ............ بغيتج انتي


رغم انه كلماته هزتها ..... الا انها لم تنسى واقعها معه ........ همست وهي تنظر للرمال المتناثرة على قدمها: آمر


: يومين مقاطعتني وهب معطتني ريج حلو ..... ما بتروفين بحال بوزايد ؟!!


حدّقت بأصابعها التي تتلاعب مع بعض لا ارادياً اثر توترها ..... قائلة بحزن اصيل .... ومرارة اخفتها خلف صوتها الهادئ الساكن:
وشبلاه بوزايد ؟!
ما شاء الله عليه مستانس وماشي شرات مزاجه العالي


: تبين تخبريني اني انا مستانس في الوقت اللي انتي فيه متضايجة وشاله بخاطرج عليه !!


ادارت وجهها عنه وهي تهمس: يعني تعرف اني متضايجة ..


: طبعا ... بس انتي الله يهداج ما عطيتينا فجة نرمس وياج ..


صمتت .... فالذي قاله صحيح ...... لكنها معذورة .... فحالتها النفسية في الأيام السابقة كانت اكثر من متدهورة ومدمرة






اقترب بوجهه منها وهو يهمس بدفئ شديد جعل قلبها يسقط حباً/شوقاً: حنان .......... انااا ....





: احممممممممممممممممممممممم ممد






وقف بهلع ناطقاً باسم التي تناديه بعينان متسعتان: شمااا





هرع وزوجته باتجاه مصدر الصراخ ............... وهناك ....... ارتعشت أجسادهم مما رأوه




شما مرمية على الأرض كـ جسد لا حياة فيه !!



.
.
.
.
.
.
.



قبل دقائق مضت



خرجت من المطبخ وهي تنادي الخادمة كي تساعدها في غسل الأكواب المتسخة ..... قبل أن تعقد حاجبيها وتلمح من بعيد امرأة كبيرة في السن تدخل المزرعة ......


لم تغضب ولم تستنكر فهي قد صادفت الكثير من المتسولات العجائز اللاتي يدخلني باحات منازل الناس من غير إذن


اقتربت شما منها بحزم مراد صرفها بصورة لبقة ... فهي وان كانت طيبة القلب فلا تتعاطف ابداً مع الذين يستخدمون التسول مصدر رزق لهم


قبل أن تتفوه بكلمة اخرستها العجوز بكلماتها السريعة المتتالية ونبرتها المستعطفة الباكية


قالت شما بهدوء مهذب:
يا خالتيه الله يعطيج ويرزقج من حيث لا تحتسبين ..... توكلي غلط اللي تسوينه


كانت العجوز تقترب بينما شما تتمسك بحذرها أكثر من السابق


: الله يوفقج يا بنتي .... بنتي تعبانه فيها السرطان وولدي الله لا يوفقه خذا كل بيزاتي وشرد ....


شما بحزم ...... وعقلها يسترجع تلك الحادثة المفجعة التي تسببتها احدى المتسولات الكاذبات والتي على اثرها مات طفل صغير بسبب استهتارهن: توكلي يا خالتيه ولا بشتكي عليج ..


كانت العجوز تقترب وتقترب .... بشكل مريب ومثير للقلق .....


: يا بنتي الله يخليج ... محتاجه اكل ... ومحتاجة لبس ....


صرخت بغضب وهي تنادي اقرب رجل لها ..... شقيقها احمد الجالس مع زوجته قرب كوخ النساء البعيد نسبياً عن مرآهم:
احممممممممممممد



.
.
.
.
.
.
.



فيما بعد



لمح سلطان وهو يهرع خارج الخيمة وكأن الشياطين تلاحقه ...... شعر بالقلق الا انه ظل مكانه فربما الامر خاص به وبأهله


بعد ثوانٍ ..... انزل الهاتف عن وجهه وهو يسأل شقيقه بحيرة: حمد ... فلاح وينه ؟؟


حمد .... الذي كان يصلح جهاز حاسوب المحمول بانهماك قال: مادريبه والله .. يمكن سار يرقد في حجرته .... شو تبابه !!


عاد نهيان لهاتفه وهو يرد: لا ماشي بس استغربت مختفي من زمان ...



رفع رأسه بسرعة ما ان اتاه هتاف بطي من خارج الخيمة: نهيااااان ... تعاااااال




من غير ان يفهم سبب الخوف والقلق اللذان اجتاحاه فجأة ...... قفز برشاقة وخرج الى بطي



: هلا بوخويدم



لبس بطي نظارته الشمسية وهو يقول له بصرامة: حرمتك وختيه طاحن داخل ولازم نوديهن المستشفى الحين



صاح بفزع: اشووووووه !!!!!



.
.
.
.
.
.
.



اشرت بيدها بغضب وهي تصرخ على التي تحادثها في الخط الآخر: لك شو يعني ضربتي حدن ما بتعرفيييييييه !!
مجنوني انتتتتتي ....!!!
ئلتليك اضربي الحبلي بسسسس ...


هدرت التي على الخط الآخر بقسوة: انتي ما قلتيلي ان شي حرمتين حمّل في المكان .... قلتيلي اضربي الحامل وبس .... حتى صورة ما عطيتيني حقها عسب اعرفهاااا ....


: وضربتي البنتييين !!!


: هيه ..... يوم دشيت المزرعة شفت وحده حامل تتمشى قلت اكيد هاي هي ..... جان اخلص عليها ....
ويوم شردت الا اشوفلج بنيه واقفة على الرملة ورا المزرعة تزاوع وزاخه بطنها .... شكيت ...... انا حرمة واعرف البنية لو كانت حامل ولا لا .... خفت اكمل دربي وتكون هي البنية اللي طريتيها ...... جان اخلص عليها هي بعد عقب شردت ....


غطت وجهها بفزع وهي تدعو عليها بقهر شديد: يبعتليك داء السسسسل ..........


واخذت ترشقها بالشتائم واللعنات مرعوبة بحق من نتائج ما خططت له ........... لقد تسرعت ....... وتسرعت بشكل ابله غبي


كان يجب عليها ان تتأكد من ان التي أرسلتها ستضرب روضة فقط .......... لا ان تضربها وتضرب غيرها


هذا ان كانت روضة احدى اللاتي ضربتهن هذه المسنة الخرقاء الهمجية ..


أغلقت الهاتف بوجهها واخذت بوجه شاحب هلع تخيل ردة فعل نهيان ان علم بما فعلته ..



.
.
.
.
.
.
.



كان يراقب المكان كله من السيارة ...... شاعراً ان روحه تكاد تختنق من شدة الترقب واللهفة لاشباع رغبة الانتقام فيه


لف وجهه نحو الذي يسوق بجانبه وقال: أبا المهمة اتم شرات ما أبا .... فاهم !!


: ولا يهمك يالخوي ..... شرات ما تبا بالضبط


غمغم وهو ينظر للضوضاء الحاصلة خارج المزرعة: أبا سلطان ....... وحمد


رص هلى اسنانه وهو يكمل بمقلتان مشتعلتان: خص نص حمد .....








واخذ يتلمس بحقد اسود رجله المصابة .............. وذكريات تلك الليلة المشؤومة تنغص عليه روحه الغارقة بالكره/الغل



الا ان صورة ما ....... أخرجته من ذكرياته وذكرّته بغبائه الذي سقط فيه طيلة الأشهر الماضية







صورة آنـــــــــــدي








قبض على يده اليمنى بقسوة ...... وفكرة انه طيلة الأشهر الماضية كان يتعاون من غير ان يعلم مع جماعة سلطان بن ظاعن ..... تنهش اعصابه نهشاً





تذكر ذلك اليوم ... والتي بعدها انقطعت اخبار أبا مرشد عنه تماماً .... ويعلم السبب ...... فهو الآن في السجن مع ديرفس ورجاله الآخرين .....



"



جلس على مقعده برعب وهو يهتف بهستيرية غير مصدق ما سمعه: مـ ..... منو خبررررك ...؟!


: الريال اللي عيناه عسب يشل بومرشد في حال صار أي طارئ كان يراقب كل شي من بعيد .... وخبرنا بكل شي شافه وسمعه


مانع: يـ .... يعني .......... يعني آندي هو .......... نهيان ....!!!
بس ...... بس كيييييف ..... نـ ..... نهيان ولد عبيد الحر مييييت !!!


: قصوا عليناا







رباه ......................... بدأت الأمور المتشربكة في عقله تترتب بشكل اصعقه !!!


لقد قال الكثير لـ آندي ......... بل الكثير والكثير والكثير !!


شهق وعيناه تتسعان بهلع اكثر من ذي قبل ......


أي ان عملية هروبه من السجن ما هي الا خطة مقصودة منه ومن سلطان !!!!!




امسك هاتفه بانفعال وهو يهدر بغضب: وشو تتريا !!!!
ان ما نفدنا الساع بيون قوم سلطان ويزخونااااااا



"






فتح يده وارخاها بهدوء ..... قبل ان يقول وعيناه تحدقان بشر للمزرعة الكبيرة: حسابكم زاد يا عيال الـ.....

زاااااادددد



.
.
.
.
.
.
.



حصل الأمر بسرعة مخيفة


خليفة الذي رغبت منذ استيقاظه أن يظل بعيداً عن مسعود المتوحش ... يأتي لمنزلها ويكتشف مقتل مسعود


أجل مقتله ... وعلى يد أحد المقامرين الذين يطالبونه بمبلغ هائل من المال


لا تعرف مالذي حدث بعد ذلك ..


أتت الشرطة وحققت في الجريمة وبشهادتها وشهادة بعض الجيران خرج خليفة من الجريمة ببراءة ...


كذلك أخذوا بعين الاعتبار الأدلة التي وجهتهم مباشرة للقاتل ..... لو لم يكن الأخير ثملاً ... ما كان ترك خلفه اي شيء يدينه


والآن هي وحدها مع طفلان في منزل حقير بعيد ...... ونجس


لكنها ورغم كل شيء ...... تشعر بشعور غريب


نشوة


حرية


ذهول


عدم تصديق


وقبل كل شيء


تشفي مخيف


رباه ..

أحقاً غدت حرة وتخلصت من ذلك الحقير !!


من ذلك الذي جسّد لها الحياة بأبشع صورها واشدها عذاباً !!





رفعت عيناها للسقف المتصدع مغمضةً عيناها بقسوة



سمعت هرن سيارة آتٍ من نافذة غرفتها الصغيرة ...


فعلمت من القادم


ومن سواه أصبح المتعطف الوحيد عليها واخوانها بعد مقتل مسعود !!


وللمرة الثالثة .... ستخرج لتطلب منه بأدب أخذ اغراضه والرحيل ....


فعزة نفسها لن تدعها ابداً تأخذ الصدقات من أحد


حتى منه هو ....



.
.
.
.
.
.
.



رمى طرف شماغه فوق رأسه وهو يهدر بانفعال لأحمد الذي يحمل شما بين ذراعاه:
ييبها احمد ييبها


هدر الآخر بانفعال مشابه وخوفه على شقيقته وصل حده الأقصى في روحه: بطّل بطّل الباب سلطان انا بسدحهااا


فتح سلطان باب سيارته الخلفية ذات الدفع الرباعي والتي استخدمها في هذه الرحلة لأنها تلائم جو الرمال والمنحدرات والطرق المتعرجة


ورفع رأسه بقلق ليرى ما إذ ذهب نهيان بزوجته المشفى ام لا ..


فالاخيرة وُجدت فوق الرمال خلف المزرعة مرمية على الأرض وبقع من الدماء منتشرة في ثوبها ....... لولا الرجل المار بقربها لما علموا بأمرها !!



اخذ يردد بداخله بقلق بالغ معاتباً رغم عنه حارب الذي اتى إليه محذراً بعد فوات الأوان:
سترك يا رب ...... سترك ورحمتك







إلا أنه واحمد تراجعا بصدمة مهولة ما أن اندفعت السيارة فجأة أمام أعينهم ....... مكتشفان بنظرة صاعقة من كلاهما
سيارة بحجم سيارة سلطان إلا أنها مرفوعة باطارات ضخمة جعلتها أكبر واضخم ....


هي من ضربت سيارة سلطان من المؤخرة لمنع الاثنان من دخولها !!



برز رجل مفتول العضلات من نافذة السيارة العلوية وبيده سلاح طويل ..... مهدداً بنظرة شيطانية بحتة:
ولا حركة ...









نهــــاية الجــــزء الثــــامن والسبعــــون



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 08:06 AM   #85

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)




القسسم الأول الجــــزء التــــاسع والسبعــــون



،



إن من يعطي رأسه للأ‌رض يصبح في غنى عن الرثاء


الذين يستحقون الرثاء هم الباقون على قيد الحياة


الذين سيصعب عليهم العيش دونه !



لـ الطاهر بن جلون ..



،



لم يكن يتوقع نشوب مشكلة تعيق عليه عملية المداهمة .... أي سقوط احدى النسوة مريضة ...... الا انه بعدها تجاهل الامر واكمل بث أوامره على جميع رجاله ......... رجاله الذين كانوا حلفاء سابقين لأبا مرشد والذي استعان بهم في مهمة انتقامه الذي طال انتظارها ...



اقترب ببطئ من الرجل الذي يصوب سلاحه نحو كلا من احمد وسلطان ....... وقال بقسوة: تشرفت بشوفتك مرة ثانية يا بن ظاعن


احمرت عينا سلطان وهو يغمغم من بين اسنانه: مااااااانع


نظر احمد بتوتر لما يجري حوله وقال باضطراب: سلطااان ....... شماااا ....


نظر سلطان نحو زوجته بحدة ..... ليقترب بشر مهدد نحو مانع ويهدر: اقصر الشرررر مانع وخل الأمور بعيدة عن الاهل ..


عقد حاجباه هاتفاً بسخرية: اقصر الشر .... والحينه !! لا لا لا صدقني .... احسن وقت عسب امد الشر واخليه يحرقك بنيرانه هو الحينه ... الحينه بالذات ...


زأر سلطان بجنون وهلعه على زوجته وعائلته جعلت النيران تفور بدماغه: مااااااااااااااانع



وانقض قابضاً تلابيبه وهو يبصق كلماته بوعيد اسود: اقصصصصر الشر وخوووز عن دربنا لا والله ما بتشوفك امك الليلة الا جثثثثثثثثة ......



صدح صوت رصاص في المكان ...... وقبل ان يلتفت ويرى احمد ........ كان الأخير يشتم الرجل بقسوة ... الرجل الواقف اعلى نافذة السيارة ....... ويركض نحوه ليرديه ارضاً غير آبهاً البتة بالسلاح بين يديه ......


الا انه توقف مع هدير سلطان القاسي: احمد لاااااا ... خلك مع اختك ....


نظر مانع لسيارة سلطان وهو يقول ببراءة مستفزة: الا حرمتك شبلاها !! شفنا حرمة تضربها وتشرد



انقض عليه ممسكاً بتلابيبه مرة أخرى وهو يصرخ: حرمة اللي ضربتها ولا انت وجلابك يالخمممممه !!!


رفع يداه بشكل بارد مستفز وهو يقول: لا لا احلفلك بالله ما زخيناها ... شو مصلحتيه اجذب عليك وانا أصلااااااا



ثم ابتسم بشكل واسع ... مخيف ..... وشيطاني ......!




انزل سلطان يداه عن مانع وهو يتراجع بعينان متسعتان ........... ورنين الرعب تنبأه بالاسوء ..... والافظع


دفع مانع بوحشية .... وهو يهرع نحو داخل المزرعة ويصيح محذراً احمد بقسوة: احمد حط باااالك عليهااااااا









ما ان اصبح امام اكواخ النسوة ........... حتى توقف ........ فاغراً فاهه ....... تاركاً شحوب الخوف تغزو وجهه بلا هوادة ....


المنظر امامه مفجع .... ولم يتصور ان يعيشه حتى في اقصى درجات كوابيسه !!


مايد ابن سيف مقبوض الجسد بين يدي رجل ضخم اسود ويحاول بشتى الطرق التفلت من بين يداه



صاح ما ان رآى سلطان امامه: عميه سلطاااااااااااااان ... خذوا مامااااااااااااااا ... خذوا يدوووووووووووه ....... شفتهممممم والله شفتهمممممم .....




سأل وقلبه يخفق ... ويخفق ..... حتى كاد يخنقه ..... يخاف معرفة الحقيقة .... يخاف ان احد من النسوة حصل لها ضرر .... والسبب من ... السبب هو !!!!!:
و..... وينهننن ....... امك ..... يدتك ..... ناعمة ..... والبنات كلهن ...... وينهن !!!!



بكى الطفل وهو يحاول ضرب الرجل الذي اخذ يبتسم بشر وهو يستمع لنبرة الرعب بصوت سلطان: شفتهمممم عميه ..... والله شفتهممممم ...


اشر نحو الباب الخلفي من المزرعة وهو يكمل صائحاً: طلعوهم من هالبااااااب ودخلوهم كلهم سيارة عووووده وودوووووهم ...... والله شفتهممممم



الجنون حل محل عقله ........... والغضب ................. رباه من الغضب المتفجر فييييييييه !!!!!



ومن غير تفكير ....... استل بحركة رشيقة من قدمه سكيناً مرمياً على الرمال ... والتي كانت من اثر سهرة الأولاد ليلة البارحة على الألعاب النارية والمفرقعات الثقيلة ....... وسددها بشراسة على جبين الرجل .......


أتت وسط جبينه تماماً ......... ولن تكون في غير الوسط لو لم يكن الرامي بمهارة سلطان نفسه !!!



سقط الصغير ارضاً وهو يكح بحدة ...... ركض نحوه سلطان ..... وحمله بين ذراعه ودخل اول كوخ امامه ... الكوخ الذي كان مخصصاً للنسوة الكبار ... امه والبقية ...... لم يجد احد منهن الا اثارهن .... مما جعل الفزع يغزوه حد ان الرؤية امام عيناه تضببه وتشوشت


بحث في الكوخ الثاني ... فالثالث ....... ولم يجد احد ........ لاااااا احد !!!




خرج ووقف وسط المزرعة ............. وهو يفكر بحيرة قاتلة ......



اين الرجال .......... اين اخاه وابن اخاه ورجال آل الحر ..... وآل خويدم !!!


بطي .......... بطي كان معهم قبل قليل ........... اين اختفى فجأة ........!!!!



رباه ........... يكاد يموت من فرط رعبه واضطرابه



نهيان ......... اجل نهيان ......... هو الوحيد الذي شهد بعيناه ابتعاده عن المكان بأكمله فسيارته لم تكن موجودة .....


استل هاتفه وحاول الاتصال به الا ان الارسال اختار هذا الوقت بالذات ليعلن انعدامه من المكان




تباً ..........



حارب .............. اين حارب !!!!



اخذ يبحث بعيناه عن اثر له لكنه لم يجده



بجنون تام ..... صرخ: وينهمممممممم ......!!!!!



كان الصغير يبكي وكأنه ببكاءه كان يعلم ان مكروهاً مريعاً يحدث بعائلته


سأله بنبرة يحاول خلالها تخفيف هلعه: مايد بابا خلاااااص هد وصخ عن الصياح .... امك بخير وما عليها شر ان شاء الله ......

عاد يسأل وعيناه على كوخ الصغار: اخوانك وينهم !! وعيال عمك بطي واحمد .....!!




تذكر حمدان ............ ابن أخيه





وعاد يسأل باضطراب: وو ... وحمدان ... وعبيد الصغيروني ..... وينهممم !!!!!


هز مايد كتفاه وهو يبكي ويقول : ماعررررف ... يمكن بعدهم في البيت يشوفون تلفزيووون


وقبل ان يتقدم سلطان ليرى الأطفال كان احد الرجال يخرج امام عيناه من حيث لا يعلم ويمنعه من الدخول ....


ثم بعد ذلك ..... سمع خطوات تقترب .... ومعها قهقهة شيطانية مقرفة ......... هو لا غير ..... مانع !



استدار نحوه وهو يزمجر بهستيرية: والله .... واللي خلاك يلين الحينه حي تتنصخ هوا الدنيا .... ان لمستوا اشعره من راس هليه ..... لاخليك تصيح تبا الموت وما تلقااااااااااه


اخرج مانع صوتاً ساخراً من لسانه هاتفاً: تؤ تؤ تؤ .... ما تعبت من التهديدات يا سلطان ..... وين الفعل .... ماشوفه ..... ولا بس الفعل من صوبنا ومن صوبكم الكلام !!!!


رص على اسنانه وهو يتقدم وبين يداه الصغير مايد: لو الكلام من صوبنا ما كان الحينه معزبك الجلب في السجن خاااااايس هناك
لو الكلاااام من صووووبنا ...... جان عرفت انه الحينه ينابح بين اربع يدران يصيح عيوووونه اللي انببببببطت


تراجع مانع بتوتر ...... اخفاه بجدارة خلف جمود عيناه الحاقدتان


برقت عينا سلطان بشر ماكن مستهزئاً: هيه ...... عيونه راحت ..... وايده راحت ....... شرات ريلك
ولا ظنك سلطان بن ظاعن ما يعرف شو سويت من وراه .... وشو سوا حمد السبع فيك ...... بس اشهد انه ما برّد يوفي ..... لو جاتلك جان ابرك يالووووصخ .......



انتفخت اوداج مانع وهو يقول بهمس خشن: ترمس معايه جيه ....... وحريمك عنديه .......!!!!


نظر للخارج .... نحو احمد الواقف بغضب وقلق وقهر قرب شما المغمى عليها الى الآن


واكمل بخبث: وحرمتك تحت رحمتيه


زمجر سلطان بعينان تقدحان شرراً: محد تحت رحمممممممتك يالحشرة .......... لا تسوي لروحك جيمة وانت الترااااااب ما توصل جييييمته
يرحم الله حال امك اللي لولاها كنت يلين الحين خايس في السجن ...... ويرحم الله حال الطيبين اللي بعدهم يعرفون الله ويخافونه ويقدرون دمعة الام لي طاحت عشان ظناها


مانع بشك يشوبه الغيظ: شو قصدك !!!


سلطان بازدراء تام: قصدي انك جلب .... وبتم طول عمرك جلب ....


التفت حوله وهو يسأله بوحشية: وينهم ..... وين اليميع !!!


مانع ببسمة شيطانية: تطري منو بالضبط ..... الحريم .... ولا الرياييل ....!!!


هدر بصوت جعل مايد ينتفض بين يداه: وينهم كلهممممممممم رد علييييييييييه !!!


: هههههههههههه هد اعصابك حبيبي ما يرزى كل هالعصبية ... الحريم كلهن في الحفظ والصون ...... بس الرياييل ... اممممممممم ماعرف والله لو بعدهم حيين


اتسعت عينا سلطان بذهول ....... ونيران الهلع تلسع مقلتاه قبل دماغه: اشوووووووه !!!



: في الخيمة راقدين .... بس واحد من ربعنا يقول حطلهم جرعة زايدة من المنوم وشكلها تجتل .....







سيجن ... لا محالة سيجن .......... ما الذي يحدث حوله يالله ..........





كلهم وقعوا ضحية المنوم !!!

لا يصدق !!


بطي


فلاح


ذياب


حمد


سيف !!!!


و ................ وحاااااااااارب !!!!!!











اخذت السماء تتبلد بالغيوم ..... والجو ... وبشكل مفاجئ .... يغرق في ظلمة رغم ان العصر للتو حل عليهم !



قلبه يخفق ..... وهلعه في ازدياد متواصل







قال بعد ان تمالك اعصابه ... وقوته .... ورباطة جأشه ...... فوضعه حساس ولا يقبل ابداً الضعف والخنوع !!




: خلصنا ...... شو هي طلباتك !!!!


مانع بضحكة شريرة: هههههههههه يعجبني اللي فاهم عليه


رفع ابهامه .... واردف:
واحد
لا تحاولون ابد تضربوني ورا ظهري لأن مثل ما تعرف الحريم كلهن بين أيدي


رص سلطان على اسنانه .... ليقول بنظرة ممتلئة بالغل/الغضب:
الله يلعنك


مانع: ههههههههههههه حلو شكلك وانت معصب


اقترب سلطان منه يريد تشويه وجهه وتغيير معالمه حتى لا يتعرف هو نفسه عليه !!!


مانع وهو يتراجع بحذر:
انتبه حبيبي ما خلصت طلباتي


رفع سبابته فأكمل:
اثنين
700 مليون درهم .... درهم ينطح درهم .... اباهم في شنطة خلال ساعة وحده بسسسسس

رفع اصبعه الأوسط وهو يكمل بخبث ماكن:
ثلاثة
طيارة خاصة بأوراق مختمة رسمية اطلعني من البلاد اول ما استلم الشنطة
وهنيه ....... اباها تنزل في هالبقعه



هدر سلطان باستنكار:
بس مستحيل نجهز كل شي في ساعه وحده بسسسس


: انت سلطان بن ظاعن ولووووو ... كيف يصعب عليك شي تافه مثل اللي طلبته
تلفون واحد لربعك الشيوخ وبيكون كل شي زاهب



قبض سلطان على يمينه بشدة وهو يقول: الحريم .... الحريم وينهن !!!!!


عقد مانع ساعداه امام صدره قائلاً: في الحفظ والصون ...... لو طلباتي كلها تنفذت


اشر سلطان برأسه .... بعينان غدتا كالجمر من فرط كبحه لأعصابه وثورانه: خل احمد يودي الحرمة المستشفى ........ انت جيه جيه ظامن أن الأمور كلها بين ايديك


مانع بخبث شيطاني: لا الخوي .... ابا الكل تحت عيني .... الحرص واجب لا اكثر


صرخ سلطان بوحشية: ما بتستفييييد شييييييييي
خله يوديها المستشفففففى


مانع بدهشة زائفة: الله أكبر ........ ها سلطان اللي يزاعج ولا اتخيل !!!
اخيرا حبيبنا طلع من قالب الثلج اللي حابس روحه فيه طول الوقت !!!!


سلطان بوعيد مرعب: مااااانععععععع


رفع مانع حاجباً ليقول ببرود مستفز: سو اللي قلتلك عنه .... لا تنسى هلك كلهم الحينه تحت رحمتيه


تحت انظار مانع المتسلطة عليه ..... والمترقبة لكل حركة منه ..... رفع هاتفاً ........ ولحسن حظه تمكن من التقاط ارسال .....




فاتصل بالمسؤولين بسرعة .....



.
.
.
.
.
.
.



امسك بذراع سيف واسند جسده بقوة مبتعدان قدر المستطاع عن الخيمة التي حدثت فيها الحادثة المفزعة !!


كل الرجال الكبار ناموا وكأن الشيطان نفسه هو من يقف فوق رؤوسهم يمنعهم من النهوض

ومعهم ذياب

إلا أنه تمكن .... بعد عودته من الحمام .... ورؤيته لمانع الكلب وهو يقف بمرصاد سلطان واحمد .... من حمل سيف الذي كان يتقيىء كل ما في معدته وكأن المادة التي شربها أعطت نتيجة عكسية له وبدل أن تنومه تركته ينتفض كالمصاب بالحمى !!


يعرف أن سيف مريض بالتصلب اللويحي إلا أنه ليس متأكد ما إذ كان تفاعل المرض والمنوم هما ما تسببا له هذا الأمر الجلل ...... او انه قبل دقائق معدودة اخذ دوائه المعتاد فتفاعل مع المادة المنومة واعطت نتيجة ضارة جداً على جسده !!



اسند ذراعه على كتفه وهو يقول بصرامة وثبات: سيف تحمل ... الحينه بتصل بنهيان ...... هو الوحيد اللي قدر يظهر من المزرعة قبل لا ايون هالكلاب ......




لكن سيف لا يسمعه ولا يراه !!


ينتفض ... ويتعرق .... ويهذي بأشياء مبهمة .... وبين نفضة ونفضة يتقيء !


وضعه حمد في ابعد نقطة عن المزرعة ....... وراء إحدى الكثبان الرملية الضخمة .....


هتف قريباً من اذنه: بردلك اصبر شويه ....



صلب حمد ظهره ..... وابتلع ريقه بتوتر شديد .... قبل ان يربط شماغه حول وجهه لكي لا يعرف هويته احد !!



وعاد اتجاه المزرعة


إلا أنه وبفطنة ...... ورشاقة


سار من الخلف ودخلها من إحدى الأبواب الصغيرة القريبة من المطبخ التي سقطت أمامه شما ..


قرب المطبخ رأى حمام ..... لكن ما أثار فضوله هو صوت البكاء الآتي منه


حرك رأسه يمنةً ويسرة وقرر انه لابد أن يجد سلاحاً يدافع به عن نفسه



فلاح .... أين أنت يا أخي !!!


أخذ نفسا قوياً واقترب من الحمام ...... ليأتيه الصوت أقرب وأوضح

تمتم بفزع : ميره


اقترب أكثر من الباب وهو يناديها بلهفة: ميرة هاي انتي ؟؟؟



فتحت الباب قليلاً .... لتخرج له عيناها الدامعتان من خلفه هامسة بفزع جنوني: حـ ...... حممممد


دفع الباب ليدخل .... ويصبح امامها تماماً ........ ارتمت بحضنه وهي تبكي برعبها وخوفها وتوترها ...... كانت تتمشى حول المزرعة تبحث عن اختها المختفية منذ لحظات طويلة ...... وعندما شعرت انها بحاجة الى الحمام دخلت اقرب حمام صادفها .... والذي كان بقرب المطبخ ....... وعندما رغبت بالخروج سقطت عيناها على منظر الرجال المنتشرين في زوايا المزرعة .... والرجل الذي يمسك برقبة ابن شقيقها وامامه سلطان يقف له بالمرصاد .... وبردة فعل غريزية أغلقت باب الحمام مرة أخرى وظلت بداخله حتى تستوعب الذي يجري في الخارج !!!!


اخذت تهذي بكلمات لم يفهمها بادئ الأمر: شو مستوووووي .... ليش الكل يزاعق ويصاااااارخ ....... ليشششش ... ليش الريال هذاك كان يزخ ماااااااايد ....... وسـ .... وسلطاااااااااان يتواجع وياااااااه ........
حـ ... حممممد بمووووت من الرووووع ..... شو مستوي هنيييييييه !!!!!!



قرّب رأسها لصدره وهو يقول بصوت قوي قاسي متفجر بالمشاعر: لا تخافين من شي دامج ويايه .... تسمعيني ميره !!


: بسسسس ....... بس انا خااااايفة ......



امسك رسغها وهو يأمرها بلطف: تعالي



وذهبت معه ....... خارجان من الحمام ......... وهي لا ترى الطريق امامها من دموعها المنهمرة !!



بقدرة قادر ... وكأن الله أعمى بصيرة أحد رجال مانع كان يمشي في الخلف ليرى الأوضاع


استدار مولياً ظهره لهما ....... في ذات الوقت الذي خرج به حمد من خلف المزرعة ومعه ميرة


بعد سير مليء بالتوتر والحذر والتلفت هنا وهناك ....... اصبحا عند سيف ....... اجلسها قربه ..... واوصاها بكلمات قصيرة ان تعتني به والا تتحرك من مكانها حتى يعود لهما ...........



: لا تخافين .... بإذن الله محد بيجيسكم بسو ... انتي خلج هنيه ولا تتحركين ......



هزت رأسها ببراءة وبوجهها المحتقن المتورد ....... الا انه قبل ان يبتعد عنهما .... مسكت يمينه وهي تقول بحشرجة وخوف شديد:
لا لا .... لا تروووووووح


حضن وجنتها بكفه ...... هامساً بصوته الرجولي الدافء الرقيق: برد ميرة ... بس اول لازم اشوف شو اللي صاير بالضبط



هزت رأسها بـ لا بحدة وتوتر .... لتعود وتقول بدموعها الغزيرة: لا لا لا ترووووح ..


: ميرة ... قوي قلبج ..... خلج ميرة اللي باسها قوي واللي ما يهزها ريح
سوي هالشي عشاني


قبّل رأسها بعنف مشاعره التي يكنها لها ...... ثم قال: زين !!



بعد ان تأملته ثوانٍ ... والدموع تغشى ناظريها كالضباب ...... هزت رأسها بطواعية ...... ثم تركت يده



ابتعد عنها وشقيقها ....... الى ان اقترب من الخيمة .......


اختبئ وراء أحد اعمدتها الخشبية الضخمة الغليظة ....... لكنه بعد عدة لحظات شعر بأحدهم يكتم أنفاسه ...... فانتفض بقسوة وكاد يضرب الذي ورائه بكوعه



: اششششششششش ....... ها أنا حاااارب


استدار نحو ابن عمته هاتفاً بدهشة: حارب !!


من غير كلمة إضافية ... أعطاه حارب سلاحاً وقال بحزم: اندوك ..


اخذ السلاح من غير تردد ..... فقال بعدها بقهر شديد:
الكلب ها شو يبا !!


حارب بريبة: تعرفه !!


: هيه .... بس لا تسألني من وين ....



هز حارب رأسه ..... فعاد يقول وهو ينظر لرجال مانع المنتشرين امام المزرعة بحذر بالغ: مب وقت الأسئلة الحينه أصلا ..
مثل ما قلت ها كلب ...... وبيسوي اي شي عسب يحقق انتقامه


نظر لحمد واردف بصلابة: حمد .... فلاح مغمى عليه ومفرور في وحدة من مواتر موينع


انتفض حمد فزعاً على شقيقه: شووووو !!!!


حارب توني وانا اراقبهم ....... شفتهم يحطونه داخل موتر


هدر حمد بجنون: شو سووبه عيال الككككلب !!!!


حارب بقلب جامد وكأن ما يمر به لا شيء مقارنةً بما مر به في السابق:
لا تخاف ما جتلوه ...... اللي كان يشله شفته بعيني بفحص نبضه وقال انه حي .... بس لازم ناخذه قبل لا تدهور حالته نحن ما نعرف بشوف هو مفلوع ووين بالضبط


هز حمد رأسه بارتباك عاصف ... قبل ان يقول: الرياييل كلهم رقود ...... واحد من حيوانات موينع حط لهم منوم



حارب: ادري



حمد بقهر ..... وخوف: بس ..... بس سيف تعب وتم يزاوع المنوم ما والمه وضره زوووود





رص حارب على فكاه ليغمغم بغضب بالغ: يالله ...




اردف وهو يأمره بحدة: خلك هنيه بييك


من غير ان ينتظر رده ..... كان يركض بسرعة كي لا يلتقطه أحد بعيناه ...... يركض بعيداً عن مدار المكان كله ......




يريد الوصول لقمة تساعده على التقاط ارسال ... فالارسال في الأسفل ضعيف جداً



عندما وصل لمبتغاه ...... اتصل بنهيان ..... ثم بابراهيم وخلفان .....



.
.
.
.
.
.
.



قال وعيناه تلمح من بعيد زوجته المرمية بلا حياة على المقعد الخلفي من سيارته ... واخيها الواقف قربها بقلة حيلة تشوبها التخبط ونفاذ الصبر: خلوه يودي الحرمة ..


أشر مانع بيده نحو السائق الذي تعمد ضرب سيارة سلطان من الخلف .... وفهم الاخير اشارته


خرج من السيارة .... وقام بصمت بإمساك احمد ...... الا ان احمد دفعه وهو يصرخ هادراً: خوزززززز




التفت سلطان نحو مانع هاتفاً بفوران: شو تبوووووبه !!!


ولأن السائق ... حجمه طوله ضعف حجم وطول احمد ... تمكن من جرّه من عنقه وابعاده عن السيارة تحت مقاومته العنيفة وصراخه الغاضب المنفعل







سلطان: وين مودييييينه !!!


مانع بنبرة ثلجية: عند الأول ........ شو اسمه !!!!!
امممممم هيه
فلاح .......... فلاح بن عبيد الحر


رص على عيناه مردفاً بنبرة شيطانية: اخو حمد بن عبيد الحر .....
إلا بتخبرك ..... وينه حمد ؟!!


سلطان باحتقار: شو خصك بحمد !!


دار مانع حول سلطان ... ويداه معقودتان خلف ظهره ........ وقال: اممممم لا ابد بس ابا اسلم عليه


سلطان بحدة: مانع .... اتفقنا على اني اعطيك اللي تباه بس خلك قد الاتفاق ولا تفكر تمس هليه بشرررر


توقف مانع للحظات .... قبل ان ينظر لسلطان ويقول بحقد اسود: ما فكرت بغيرك وانت تجتل أقرب الناس لهم !!


هدر سلطان بقهر ونفاذ صبر: انا ما ذبحت ابوووك يالغبببببببببي


صرخ مانع مغتاظاً وقلبه ممتلئ بالغل/الضغينة: ذبححححته ........ ذبحته بايدك الوصخه يا سلطااااان


سلطان: غبي وبتم طول عمرك غبببببي
اللي ذبحه بومرشدددد هب انااااااااا



مانع: جذاااااب


سلطان: يعلك ما تصدددددق ....... شو برتيي من واحد غبي إلا أنه يصدق اوهامه واحلامه التافهة الدنية شراااااته !!


زمجر بغيظ عارم .... ومن غير ان يشعر ..... استدار وهرول اتجاه شما ........ امسك سلاحه وصوّبه بعينان تقدحان شراراً نحوها .......


سلطان: لاااااااااااااااااا



ركض نحوها ...... وقبل ان يصل لمانع ..... وقف امامه اثنان سود ......... يحميان مانع منه ........




صرخ حتى بح صوته واختنق: خلهااااااااااا



ابتسم مانع بشكل هستيري وهو يقول: انكسررررر ..... ابا أشوفك منكسسسر ومذلوووووول



سلطان بفوران ..... بصوت كالبركان الثائر: تهبببببببببببي


ومع كلمته الأخيرة ....... اخذ يضرب الرجلان بجنون ويتصارع معهما حتى تمكن في الأخير من الإطاحة بهما ........


مسح الدم المنصب من فمه وجانب عينه اليمنى ........... وهمّ بالانقضاض على مانع لولا الصوت الذي سمعاه



التفت بحدة ..... ولمح احمد يركض نحوه ويبدو من ملابسه المتقطعة والدم المتصبب من جبينه انه هو الآخر كان وسط صراع حامي مع الرجل الذي قبض عليه





ما ان اصبح مع سلطان .... رفع السلاح الذي سرقه من ذلك الرجل ووجهه نحو مانع


شرفه ....... كرامته ......... دم آل خويدم النابض فيه ...... كلهم اجتمعوا في عقله وكونوا امر واحد ........... الاجرام !!!!! .....................



هدر بغضب جنوني تام: بتجتلهاااااااااا ....!!!!!
وان مااااااااااتت !!!!
منو بيخليك عقبهااااا تفلت من اييييييدي يالسفففففففله !!!!!
جيه ولا جيه بتمووووووت ..........




اهتزت يداه رعباً .............. وجه احمد كان مخيفاً وحشياً بحق ............ فقال محاولاً عدم اظهار ارتباكه وخوفه:
قلتله يا سلطان عنننننن ...........


رفع سلطان يده بتحذير قائلاً: نزل سلاحك احمد ..... الحريم عنده ....



اتسعت عيناه هلعاً وهو يهدر بخافق مرتعش: شوووووه !!!!!


سلطان بحدة: نزل سلااااحك







بعقل وقلب مشوشان متخبطان مضطربان ........ انزل احمد سلاحه ببطئ



قال سلطان لـ مانع .... بعد ان هدأ من اعصابه وجعلها تحت مستوى البرودة الطبيعية بعدة ارقام:
مانع خلنا على اتفاقنا
تاخذ اللي طلبته ........ وتردلنا الحريم وهن بخير وسلامة


مانع بقسوة: 700 مليون يا سلطان


ردد سلطان بتأكيد وصرامة: 700 مليون
والحينه ....... شل سلاحك وخلك بعيد عن الموتر


لعب مانع بالسلاح بين أصابع يده ....... وضحك بمكر .......



.
.
.
.
.
.
.



لم ينتظر عودة حارب ... قلقه على محبوبته واخيها فاق الوصف/الخيال !


عاد حيث وضع سيف ..... كله امل ان يكون وهي بخير .... لكن قلبه انقبض بشدة ما ان رأى الفراغ مكان جلوسها !!




لم تكن موجودة ........... فـ جن ببساطة !! اخذ يتلفت هنا وهناك منادياً إياها بخفوت كي لا يصل صوته لأحد


لكن ما من مجيب



جثى على ركبة واحدة ليتأكد ان قلب سيف ما زال ينبض .... ثم تنفس الصعداء ما ان شعر بالارتياح ... لا يعرف ما به الا ان المهم الآن هو انه ما زال حياً .......




اخذ يلتفت حوله مرة ثانية



تباً ...... أين ذهبت هذه المجنوووووووونة !!!!
قلت لها الا تتحرك من مكاااااااانها .......





انتفض واقفاً ما ان سمع صوتها الرقيق يناديه: حمد


اقترب منها بحدة وهو يهتف من بين اسنانه اثر خوفه العارم عليها:
قلتلج لا تتحركين من مكاااااانج


تلعثمت وهي تأشر بيديها بشكل عشوائي مرتعب مضطرب: تـ تـ تخبببببلت والله ..... ما شفت اللي شفتتتتته ...... سيف نش فجأة ويلس يزاااوع وينتفض محله ..... اخوووويه بيموووت حمد بيمووووووت



مسك بكلتا ذراعيها بقوة محاولاً تهدأتها وبث الطمأنينة في جوفها الا ان جبلاً ضخماً خرج امام وجهه فجأة .......!


ابتسم الرجل بخبث مخيف: هلا هلاااا



اختبأت خلف حمد بسرعة ....... والأخير رفع سلاحه في وجه الرجل وعيناه تقدحان بالشر


لكن يد أخرى جرت ميرة بعنف مبعداً إياها عن حمد


صرخت بمناجاة: حممممممد


بردة فعل لم يستوعبها حمد .... صوّب الرصاص على عنق الرجل الذي خلفهما


ردة فعله كانت سريعة خاطفة ..... مرتبكة وغير مدروسة !


لكنه لم يتوقع أن الرصاصة التي خرجت من سلاحه ...... ستدخل بديلة عنها في ظهره هو !


لم يتوقع حتى سقط أرضا أمامها وأمام الرجل الذي كشر عن انفه بخبث بعد أن أرداه أرضاً !


جثت على الأرض بقوة ........... وعيناها تتسعان شيئاً فـ شيئاً من الصدمة ........... من الفاجعة المُهلكة !








كلمتان اخذتا تترددان كصياح أبناء ابليس في عقلها


حمد ................ مات


حمد


مااااااااااات !!!!!!!!!!






وضعت يديها على وجهها ........ وبكل عذاب اعترى روحها .......... صرخت لافظةً اسمه مفجوعة:
حممممممممممممممدددددددددد ددددد




.
.
.
.
.
.
.



في مكان آخر .... بعيد كلياً عن المسرحية المرعبة في المزرعة
تحديداً ..... في مؤخرة سيارة غامقة اللون كبيرة اشبه بالحافلات الصغيرة !






انتفضت ام نهيان وهي تهمس بهلع:
حمد






انتفضت مهرة بوجه شاحب اصفر ....... فهي لن تنسى ابداً كيف دخل الرجال المسلحين الاغراب عليهم المنزل وقاموا يإيقاظهم من النوم واجبارهم على الخروج والسير امامهم ........ ولولا العقل الذي بقي قليلاً في رأسها واختفاء اغلبه مع الرعب لكانت قد نسيت هي والبقية تغطية رؤوسهن ووجوههن



وقالت بقلق عاصف: شبلاه حمد امايه !!!!




لكن أمها لم تجبها .... كانت تبكي بحرقة شديدة .... بعد حين هزت كتفيها بقلة حيلة وقالت بحشرجة:
ماعرف ماعرف ....... قلبي منقبض يا بنتيه


قالت أم سعيد وهي تمسح رأس آمنة التي نزل ضغطها من هول ما حل بهم: تعوذي من بليس يا عذبة .... تعوذي من بليس



انفجرت آمنة بالبكاء مع كلمات خالتها ام زوجها: عموه خايفة على ريلي وعيااااااااالي


ام سعيد بصلابة تُحسد عليها: يا بنتيه قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا


شريفة بانفعال ...... وخوفها على زوجها وعائلتها "وابنتها ميرة بالاخص" جعل تقاطيع وجهها تبدو اكبر من عمرها الطبيعي بشكل واضح مخيف:
ليش جيه انتي باردة عمووووه !!!


ام سعيد بحزم: هب باردة بس الصياح شو بيسويبي !!!
سنة من السنين يا بنتيه عشت اللي اردى عن ها اللي اعيشه
يعني يا امايه انا ظاريه على هاللي نحن فيييييه .....



ام هامل وهي تتذكر تلك الحادثة القديمة التي تقصدها ام سعيد:
تطرين يوم قوم بن نايم سرقوج انتي وامج وبغوا يبيعونج لواحد من هل الرويس !!


ام سعيد: هيه .... سرقوني وأنا عمريه 8 سنين ....
بس الحمدلله لقوني عقب ورديت بيتي بخير وسلامة


قالت فطيم التي كانت تضع رأسها في حضن ناعمة وتحتضن بطنها بردة فعل طبيعية بسبب خوفها ورعبها مما حدث:
يدوه لطيفة عايشة الاكشن من صغرها



لكزتها ناعمة على كتفها وهي تقول موبخة: هب وقتج فطيم خلاص


اغرقت وجهها في بطن اختها وهي تقول بصوت مختنق مرتجف: خليني ارمس ولا بتخبل من الرووووع



احتضنت رأس اختها وهي تقول بقسوة وقوة انثوية جبارة: والله اللي بيدقج ما بخليه عااااااايش


مسحت فطيم دموعها وهي تقول: حبيبتي نعووووم



قالت شريفة وهي تخرج أشياء حديدية من جيب ثوبها العربي الفضفاض: يودن بنات .... خلن هاييل عندكن



مهرة: شو ها خالوه !!!


شريفة من بين عقدة حاجبيها: شوج



(شوج = شوك .... تقصد الاشواك المخصصة لتناول الطعام)







فطيم بتوتر: شو نسويبهم !!!


شريفة بحنق:
شو بتسوين ابهن بعد ...... اللي بيمسكج حطي ها ف عيييييييينه




تحركت حصة .... التي كانت في الأساس مغشياً عليها فوق حضن والدتها ....... وبدأت شيئاً فشيئاً باستعادة وعيها


انتفض الجميع غير مصدقين انها واخيراً ستستفيق ... فهن منذ ان دخلن الى السيارة رؤوها مرمية فيها وهن يحاولن ايقاظها بشتى الطرق ولم تستفق ................ سوى الآن





: فـ ............ فلاح ............ وين .................. فلااااااااح



واخذت تسعل بقوة ......


هتفت والدتها بسعادة باكية: حصصصصة .... حصة يا عمممممري ..... شخباااااارج ...... شو تحسين الحيييين !!!


: فـ فلاااااااااح ...... ووووو ...... وين فلاااااااااااح !!!!!!


أغلقت أمها فمها وهي تحبس صوت بكائها بقوة .....


ماذا تقول لها بحق الله وكل الرجال ومعهم زوجها في قبضة اغراب مسلحين لا تعلم من أي مصيبة خرجوا منها إليهم وما سبب فعلتهم المريعة هذه !!!!


أهم لصوص !!


أهم إرهابيين يهددون امن الدولة !!


أم مجرد حثالة يريدون اللهو واللعب بأرواح البشر الأبرياء !!!!


لا تعرف ......... حقاً لا تعرف







أخرجت ناعمة سلاحاً ابيضاً من جيبها ......... ارتعبت ام هامل وهي تقول:
ويدييييييييه يالله بالسترررر ..... من وين يايبتنها هالسجييييينة !!!!


ناعمة بحزم .... وبرود ...... وقوة: مخلتنها في مخبايه دوم يدوه





بالطبع ... هي لم تقل لهم عن امر اختطافها السابق .... وانها بعد تلك الحادثة لم تتخلى عن السلاح الأبيض ... فهي تضعه دوما في جيبها اينما ذهبت وخرجت !!!


فطيم بخوف حقيقي:
احس عمريه في كابوس يا ناااااااااااس


ناعمة: خلج قوية ..... هاييل خمة ما يستقوون إلا على الظعاااااف ونحن هب ظعاااااااف


آمنة بانفعال غاضب: شلوا تلفوناتنا الكلاااااب


ام نهيان بحقد: يعلهم العدددددم ......... بس عيبتيني يا امون
كيف رمتي تصفعين هاك الحيوان اللي درعم علينا هو وربعه وغصبنا نسير وراااااه !!!


هدرت آمنة وهي تنظر للرجل الذي صفعته .... والواقف خارج السيارة يراقب الوضع بعينان لا ترفان:
قهرني الحيوااااان ...... عيني عينك كان يبا يتحرش فيه ....


مهرة بفخر: يدوه لطيفة فرته بالمدخن عقب صفعتج والدم انصب صب اليهد من راااااسه ......


آمنة بغضب: هددني بعياااااالي الحيوان ولا جان والله ما سرت وراااااه


غمغمت ام نهيان بخوف بالغ: هددنا كلنا بعيالنا


وضعت ناعمة رأسها على كتف ام العنود التي كانت من الأساس تحاول قدر المستطاع تهدئة بكاء العنود ...... وهمست بخوف لم تستطع كبحه:
الله يحمي حارب ومن معاه .... والله احاتيهم خالوه


ام العنود بصلابة ورباطة جأش: حطوا الرحمن في قلوبكن ويلسوا أقروا سورة البقرة ..


حرّكت مهرة يدها على وجهها باختناق هامسة لوالدتها:
امايه مصطككككككككه .....



احتضنتها امها وهي تحاول تهدأتها بقراءة بعض الآيات من سورة البقرة على رأسها بعدها نصحتها الا تتنفس بقوة وسرعة .....



وضعت موزة يدها على عنقها .... هي الأخرى تشعر بالاختناق ............. لكن اين يد والدتها لتمسح رأسها وتبث في روحها الطمأنينة والسكينة !!


طوت رجليها امام وجهها ...... وانزلت رأسها وهي تكتم شهقات الألم/الخوف فيها ...... راجيةً الله عز وجل ان تلتقي بشقيقها حارب عما قريب ..... وهو بكامل صحته وعافيته .........



.
.
.
.
.
.
.



بعد نزوله من القمة ... عاد لحيث كان واقفاً مع حمد الا انه لم يجده ....... غضن جبينه بتوجع ....... وتأوه وهو يجلس ....


قدمه ما زالت في طور التحسن الا انها لم تتحسن كلياً


شعر بأحدهم يحاول مساعدته في تمديد رجله


عقد حاجبه بتوجس قبل ان يرخيه براحة وهو يهمس: بطي


شمر ساعده بطي بحدة هاتفاً بقهر اسود: عطني سلاحك


: لا .....


كان يتنفس بعنف ويتعرق بشدة ...... وواضح انه اجهد ساقه المصابة كثيراً


بطي بانفعال: انت متعور يا حارب عطني سلاحك وخلك هنيه


عندما حاول الاعتراض قاطعه بطي بصرامة: ما بتعرف تسوي حايه وانت جيه صدقني .... عطني إياااااااه


: لا ...... خله وياي .....


اشر لأسفل دراجة كانت قريبة منهم وهو يقول بانهاك .... وبنبرة غليظة قاسية: شي سلاح دسيته تحت هالدراجة قبل شويه ..... شله .....



اومئ بطي برأسه وركض نحو الدراجة .....


سأله حارب وهو يمسح عرقه بيده: وين كنت !!


استل بطي السلاح وهو يقول: سرت اييب موتريه من محل التصليح البارحة انبط التاير .... ويوم قدني واصل المزرعة عسب اشل امايه وحرمتيه ونلحق ورا سلطان وختيه الا اشوف الدنيا قايمة فوق تحت ...... ويوم شفت موينع الكلب عرفت شو مستوي .....





رآى الاستغراب على وجه حارب فاردف مفسراً: شفته في وحده من صور بومرشد اللي راواني إياها سلطان قبل


هز رأسه مغلقاً عيناه بتعب


قال بصوت مبحوح مليئ بالقهر: الحريم ...... الحريم يا بوخديم


ابتلع بطي ريقه وقال بتوتر: شبلاهن !!!!!


: خطفهن .............. كلهن ....... الا اختك ...... في موتر سلطان مع اخوك احمد







اتسعت عينا بطي لبضعة ثوانٍ ...... قبل ان يرص على فكاه بقسوة ويغمغم من بين بريق مقلتاه السوداوتان المرعبتان: والله ليمووووووت الساااااااااع .......... والله




صاح حارب بصدمة بالغة: بططططططططي تعاال ....... لا تتهووووور


لكن القهر والغضب والعار شتتوا كل ذرة عقل في رأس بطي !!!


عندما اصبح امامه .............. امامه بالضبط ............ كان يوليه ظهره ويأمر رجاله ان يبعدوا سلطان واحمد عن وجهه


وقبل ان يصوب رصاصة في رأسه ............... كان احدهم يضربه من الخلف ............. ويسقطه ارضاً



التفت مانع للضجة خلفه بحدة ............. وعندما علم مالذي جرى سأل الرجل بقسوة وفظاظة: منو انت !!







: مب مهم تعرفني ... المهم المنفعة اللي بتييك من ورايه ... ولا تحاتي ... انا وبومرشد بينا مصالح مشتركة


هدر مانع بعصبية وثقة الرجل بنفسه تثير فيه الغيظ: سألتك سؤال .... منو انت !!


اجابه احد الرجال القريبين من أبا مرشد سابقاً: عتيبي


اقترب عتيبي وهو يقول ببرود شديد: بساعدك في مهمتك ... اللي اكيد بتفشل بلياي ...


كشر مانع انفه وهو يقاطعه بثقة وعنجهية واضحة: حاط حسابي لكل شي


عتيبي ... بنظرة جامدة ........ مثيرة للأعصاب: بس بتفشل ..


غضب مانع ... فزمجر وهو يتقدم خطوتان من عتيبي: شو تبااااا خلصنيييي


: خلفان


عقد حاجباه وهو يهمس بغرابة: خلفان !!


عتيبي: خلفان بن عوض الـ..



مانع بريبة وتوجس: ها واحد من ربع سلطان ... شو تبابه


همس الرجل الذي بجانبه بتوتر: ها اخووه


رفع مانع حاجباه ليقول بسخرية: ياي تسأل عن اخوك عندنا !!


عتيبي: مب ياي اسأل عنه ... قلتلك ..... اباه .....


قال مانع من بين اسنانه: شو سالفتك يا انتتتت ...


عتيبي: المسألة بسيطة ... تعطيني خلفان واعطيك فزعتي ...


مانع بشك: وبس !!!


عتيبي: بس ...... وكان الله غفوراً رحيما


كان صوته بعيداً .... غليظاً ...... وميتاً بشكل فظيع !!!!!


وكأنه آتٍ من ......................... جنازة !






مانع بحدة: أتوقع وصوله قريب ...



عند كلمة مانع الأخيرة ...... جلس عتيبي على اقرب صخرة .... انتزع من جيبه خنجراً .... خنجراً لا يفارقه البتة .... واخذ يلعب به بصقيعية مستفزة امام ناظر مانع


امر مانع رجاله بحمل بطي ووضعه مع الرجال في الخيمة .... التي حوصرت من اول المداهمة ..... بعشرة رجال معدين بأسلحتهم ......


واجه الكثير من المشاكل لاقناعهم بالتعاون مع كل هؤلاء الرجال المجرمين ..... الا ان ثمن تعاونهم معه هو كم جعلهم يرضخون لطلبه بكل رحابة صدر


وبالطبع ..... فلديه رجال أبا مرشد .... الذين يعطون كل الولاء له ولكل من يقف بجانبه ......!



.
.
.
.
.
.
.



رص على اسنانه وهو يشهد من بعيد سقوط بطي على يد عتيبي




ذلك المجرم الخبيث ....... يخرج في الأوقات الحرجة .............. وبشكل غريب لا يفقه هو بالذات أسبابه ......




تحامل على نفسه .... ووقف ......


نزع شماغه عن رأسه ... وربطها حول قدمه بقوة ......


لن يضعف ..... ليس الآن ..... ليس ومصير عائلته وعائلة زوجته على المحك



ليس ومحارمه ..... وكرامته ..... وشرفه ........ كلهمم على المحك !!!!!




عليه فقط البحث عن مكان النسوة ...... ان قام بانقاذهن أولاً فستسهل المهمة عليه فيما بعد ......




ابتلع ريقه .... والعرق يتصبب من شعره الغزير حتى جبينه وندبته طرف جبينه



ردد آية كان سلطان دوماً يحثه وباقي الرجال على ترديدها ان واجهوا موقف كهذا الموقف


"وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون"



رددها خمس مرات .... قبل ان تلتمع عيناه بالعزيمة والقوة ...... ويهرع راكضاً نحو المزرعة من الخلف




كلما لمح احد رجال مانع ...... يختبئ بسرعة ... اما خلف نخلة


او برميل نفايات


او سيارة من سياراتهم المنتشرة هنا وهناك ......



وهكذا


مع ركضه المستمر السريع ... كان يبحث بجنون عن اثر لهن




أي اثر ولو كان صغيراً



توقف وهو يلمح شيئاً اوقفه ....... سلسال ذهب !!



التقطه وهو يهمس بـ اسم صاحبتها: موزة ..



مع اسم شقيقته ... عادت اليه كوابيسه ومخاوفه وذكرياته المرعبة




لا ............. لن يفقدها ........ ليس الآن ..... ليس عندما اخيراً تمكن بفضل الله سبحانه من رؤيتها تعود كالسابق شيئاً فـ شيئاً


ليس وهو يبني من جديد حياته معها ... ومع زوجته ... وعائلته المتبقية !!!!




كان يبحث بأنفاس متلاحقة ............. حتى ابتعد نسبياً عن المزرعة ...... واصبح وسط الصحراء ذاتها




وليس حوله سواء الرمال .... والسماء ....... واصوات الطيور المهاجرة !




كان يردد برجاء: وينكم ..... وين ودوكم !!!




وهو وسط بحثه الطويل ...... لمح من بعيد احد الرجال من الجنسية السودانية ..... يركب ناقة .... ويقترب منه ببطء




فـ اقترب منه بسرعة متوسلاً الله ان يمسك بخيط من هذا الرجل يدله على مكان النسوة !!



.
.
.
.
.
.
.



نزع عن عيناه العصبة وهو يقول: مواتر ياية صوبنا ...... سر شوف لو هم ولا لا


رمقه سلطان بكره صافي ... وبصمت تام .... صمت مدروس كلياً .....



تحرك وذهب من الاتجاه الذي اشر نحوه مانع



ورآه



عتيبي




لم يوجه له كلمة .... فتواجده المفاجئ الغريب في كل مرة يكون في ورطة ... اصبح معتاداً عليه




تجاهل وجوده .... وسار مبتعداً عنه ..... حتى وقف امام القادم نحوه بهدوء وسكينة لا تعكس ما يعتريه جوفه من قلق



: شخباركم


اشر بعيناه وهو يقول بقسوة: شرات ما انت شايف ...... اختار الوقت المناسب في المكان المناسب


: وين إبراهيم ؟؟


اجابه خلفان وعيناه على مانع ..... وشقيقه: يزهب الطلبات


مانع بفظاظة: الساعة قربت تخلص ..... اذكركم بس يا حلوين


سلطان بغضب يتراكم في روحه اكثر فـ اكثر: شو يسوي اخوك هنيه !!



اجابه خلفان وعيناه على شقيقه: يباني ....


عقد سلطان حاجباه هاتفاً بشك: يباك !!


فـ غمغم خلفان بعدها بصوت جامد لا حياة فيه: الشي اللي خلاه يلين الحين ما يجلتني ....... راح ..............


هز سلطان رأسه نافياً وهو يقول بانفعال: ما فهمت




لم يجبه خلفان بل ظل يحدق به مطولاً ومن غير ان يرف له جفن










بعد دقائق طويلة صعبة مليئة بالصمت والترقب والاعصاب المنفلتة



كانت الطائرة الصغيرة تحط امامهم ...... مسببة ضجة كبيرة في المكان بصوتها العالي المخيف وتيارها الهوائي الذي هز المزرعة والخيمة ومن فيها/حولها هزاً بشدتها ......




وحقيبة صغيرة محمولة بين يدي إبراهيم تقترب شيئاً فشيئاً نحو مانع



رفع سلطان يده وهو يهدر: الحريم اول .... عقب البيزات والأوراق الرسمية والطيارة




مانع باعتراض حاد: لا ............ الشنطة اول عقب ادخل الطيارة ومعايه الاوراق .... ويوم أكون في ابعد نقطة عنكم بييكم اتصال من ريال يخبركم بمكان الحريم



سلطان: وشو الضمان !!!



ابتسم مانع بسخرية ليقول:: ما شي ضمان ... انت ما تمتلك أي صلاحية تخولك تأخذ ضمان من عندي ..... يه توافق .... يه الحريم كلهن ينفدن بدقيقة



قال سلطان لـ عتيبي الجالس محله بصمت تام راغباً يلعب لعبة مستفزة تثير أعصاب مانع: شو راي عتيبي ؟؟


هدر مانع بغضب: عليك مني اناااااااا ... عتيبي ماله خص في أي شي مخطط له


سلطان بمكر: ما يبا منك بيزات مقابل مساعدته !!


قال مانع وهو ينظر لعتيبي بشراسة: ولا فلسسسس


قال عتيبي بصقيعية تامة وهو يلعب بخنجره: دوري بس اضمن ان العملية تنجح ....


سلطان باستفزاز واضح: اهااا .... ثرك قريندايزر ونحن ما عندنا علم



لم يجبه عتيبي ..... ظل كما هو ....... يلعب بخنجره وكأنه في عالم آخر ... آخر كلياً




اشر سلطان بعيناه لابراهيم ليتقدم



أعطاه الحقيبة .......... وبحماية رجاله ... جثى على ركبتيه ليتأكد من المال



ثم امر احدهم بعد كل ورقة كي يتأكد من صحة عدد المبلغ المطلوب ......









في تلك الاثناء










سار خلفان ووقف امامه



: عظم الله اجرك




عتيبي يلعب بخنجره بشكل متوالي سريع مخيف



خلفان: الصبح وصلني الخبر .....



لم يجبه .... ما زالت عيناه على الخنجر ...... يلعب به بشكل يثير الاعصاب بحق





دقيقة مرت وهو يقف فوق رأسه



حتى وقف هو اخيراً !




ورفع عيناه نحوه



اقترب منه



ذات الطول ...... ذات الملامح ...... ذات العينان ......... الذي يختلف ...... هو القلب .... القلب لا غير !!!!



وفجأة



لانت عيناه ..... وابتسم



خفق قلب خلفان



غافان يبتسم !!!!!


وله !!!!




ربااااااااااااااااااه ................. كـ .............. كيف !!!!


ما الامر العظيم الذي حدث ليبتسم بسببه غافان له !!!! له هو بالذات !!!!





انزل عتيبي عيناه وهو يتلمس خنجره ويتلمس نعومة الحديد فيه ......... قبل ان يقول بصوت مرتخي .... هادئ:
امايه الله يرحمها ..... كانت تقول ...... الاخو ماله غنى عن اخوه .....



رفع عيناه نحو أخيه ............ ليردف ببسمة ملؤها الشجن .... والحنين ....... والذكريات العتيقة:
الاخو له عين ... وعينه الثانية اخوه
الاخو له نبض .... ونبضه الثاني اخوه
الاخو له ذراع .... وذراعه الثاني اخوه
الاخو .............. الاخو ماله بد من اخوه ..... ان طاح يطيح الثاني
ان قام يقوم الثاني
ان ضحك يضحك الثاني
ان زعل يزعل الثاني




الاخو عزوة ..... وفدوة ....





قاطعه خلفان بعينان تتلألئان بالشوق/اللهفة/العذاب: وقد الهقوة




ابتسم عتيبي تصف ابتسامة مخفضاً اهدابه ارضاً ............. ليكمل:
الأخو






نظر له بحنين اثار رعشة خافقه الملتاع .................. وقال بصوت مختنق:
الاخو خلفان .......... وما لـ خلفان بديل






شهق قلبه ... وروحه


وغشت مقلتاه دموعاً .... لا يعرف سببها الا هو ...... والذي امامه ...... ووالده !




غمغم بوجع اصيل: انا ............ آسف .................. والله آسف



ابتسم له عتيبي بدفء .... بمحبة .........







يالله ...................... أهذا حقاً غافان !!!


أهذا حقاً من عاش عمره كله يرتجي عودته لأصله وحقيقته !!!!!





رفع غافان ذراعاه ........... مطالباً إياه بالاقتراب ..... واحتضانه بقوة



يطالبه بحضن يملؤه الشوق والحنين والاخوة الضائعة المشتاقة





ولم يخب ظنه ............ لا يعرف سبب تغيره الغريب ............. وليس متأكد ما اذ علم بالحقيقة المدفونة .....





لكنه يبتسم .......... وغافان لن يبتسم له الا اذا عرف انه حقاً بريء ...........



ولكن لو كان يعرف انه بريء ..... فهو قد عرف ايضاً من هو المذنب الحقيقي !!!!


لا لا .............. لا يهم .............. لا يهم فليذهب كل شيء للجحيم




المهم انه هنا .................. ويبتسم له




يالوجع قلبي ولهفته عليك يا ابن ابي وامي










وبخشونة شديدة اقترب منه واحتضنه بقوة


بقوة سنين البعد ..... والجفاء .... والضغينة


بقوة سنين القحط .... والفقد ....... والفاجعة


بقوة ألمهما ... ومرارة فؤادهما !!!!!







همس اسمه بصوت مختنق مبحوح ........... ودمعة حارقة تسقط على وجنته بعذاب: غافاااااااااان




اغلق غافان عيناه وهو يقول: الاخو ماله حياة من غير اخوه .... ماله حياااااااة



شد خلفان من احتضانه له ..... وصورة امه لا تفارق مخيلته


وصوتها كذلك ... وكأنها تهنيهما على عودتهما متلاحمان بعد طول انتظار





هز رأسه وهو يقول بصوت غليظ باكٍ: هيه ...... ماله حيااااااااااااة ابددددن










ابتسم غافان ..... حتى بانت صف اسنانه العلوية ............




وفعلها ................ فعل تماماً ما كان يقصده في كلماته







اتسعت عيناه خلفان بجنون حتى كاد مقلتاه تتلاصقان بجبينه





غرس خنجره في قلبه .... وسط قلبه بالضبط








: غـ غا .......... فاااااااااا .... نننننننننن





ردد وهو يغلق عيناه ببرود ......... ويغرس الخنجر اكثر في قلبه: الأخو ماله حياة من غير اخوه ................. يا خووويه





ابتعد خلفان ببطء متخبط مرتجف عنه ...... متشبثاً بكتفاه بشدة كالغريق




واجه عيناه ............. كانتا بالبلور



جامدتان


شفافتان


ميتتان !!!!!






انزل عيناه الحمراوتان الجاحظتان للأسفل .... نحو الخنجر المنغرس بقلبه ....... وهو يقول بحشرجة ..... بحرقة ........ بعذاب خالص:
لـ .......... لـ .......... ليييييششششش !!!!



مع كلمته .......... انتفض وابتعد اكثر عن أخيه ......... ليشهد الجميع مشهد الخنجر المصلوب بين احشاءه



ثار سلطان ... واندفع بهلع دافعاً كل رجل امامه .. حتى إبراهيم ....... حتى اصبح قربهما .... وقبل ان يسقط خلفان ارضاً .... كان يد سلطان تتلقفه وهو يصيح بإسمه مفجوعاً: خلفاااااااااااان


اخذت عيناه تنتقل بين الخنجر ..... والدم الخارج من فمه ...... مزمجراً بصوت رجل فقد للتو من اعز رفقاء دربه/قلبه:
خـ خلفااااااااان ..... يا ........... يا الكلللللللللللللب ليييييييش ...... ليش تجتله ليييييييييييييش !!!
ها اخوووووووووك




بح صوته وتحشرج وهو يقولها بحرقة قلب شديدة: اخووووووووووك يا عديم الضمييييييييييير ...... ليش تجتلللللللللللللللله !!!!!



لكن عتيبي ............... لم يجبه ....... بل حتى عيناه ............... لم تكن عليهما !

بل ينظر في الخواء .....!











شهق خلفان بقوة ........ ليقول بصوت متقطع غليظ مبحوح قرب وجه سلطان:
سلطان ........... سلطان قرب ........... اذنك




سعل دماً تناثر بعضه في ثوب سلطان المفجوع ...... ثم اردف هامساً بصعوبة واختناق: لا ............ لا تسوون ........ به شي


فتح سلطان فمه ليتكلم الا ان خلفان قاطعه بحدة:
خلني أتكلم ..
لا ............. تسوون به شي



بلع ريقه بعذاب ................ ليكمل:
انا .................. انا مسامحنه ............ جدامك وجدام رب العالمين اقولها ..... مسامحنه ........... دنيا وآخرة ............... خـ خخخلوه ............... خلوووه يروح في حال سبيله .....




مـ مـ ..... محلل .... ومبيووووح ..... ولد عوض .......
مححححلل .............. وو ...... ومبيووووح



كان مع كل كلمة ..... يلمح سلطان وهو يهز رأسه بغضب جنوني ...... ورفض تام


فقال موصياً برجاء وعيناه تدمعان:
اترجااااك .............. هاي وصيتي الوحيده .................. اخويه لا تسوون به شي ...............
هاي ....... هاي وصيتي سـ سلطااااان .......... وصيتــــ....................












وخرجت روحه لبارئها !



.
.
.
.
.
.
.



ماذا قال له الرجل السوداني !!!


على بعد 5 كيلومترات



سيجد منزل صغير منصوب فوق علم الامارات


المنزل يشرف على منحدر كبير حاد ... لا يستطيع النزول منه سوى السيارات الكبيرة المتمكنة

سيرى امامه مجموعة كبيرة من النخيل


بينها سيارة كحلية كبيرة اشبه بالباص متوقفة منذ وقت طويل


وحسب ما قاله الرجل ... فهو رآها لكن لا يعرف ان كان داخلها ما ينشده حارب ..... لكنه فقط قال ما اعتقد انه ربما سيساعده في بحثه





مشى .... ومشى ..... ومشى ......... ولو كانت سيارته غير محاصرة من قبل رجال مانع لما ترك نفسه ضحية الصحراء هكذا !!



لكن لا ...... في سبيل انقاذ عائلته سيفعل المستحيل ...


حتى انه رفض مبادرة السوداني ورغبته بايصاله للمكان الذي يرغب بالوصول إليه لشكه المنعدم في كل شخص حوله الآن





بعد مشي طويل ..... تحت اشعة الشمس التي توشك على الغروب



وصل للمنزل الصغير


ورآى حقاً منحدراً حاداً اسفله



عندما وقف في حادة المنحدر نظر للأسفل ورآى السيارة التي وصفها الرجل


لكن تباً



السيارة محاطة بـ رجلان كل رجل فيهما يزن شاحنة بأكملها





اخذ يبحث عن خطة تساعده في اجتياز هذان البغلان


حتى برق دماغه بالحل الأنسب وهو يرى شيئاً ما يتحرك قرب المنزل






حتى يتمكن من الوصول للنسوة يجب عليه ابعاد الرجلان من السيارة وبجهد اقل منه ..... ومن غير سلاح فـ للأسف لم يبق لديه الا رصاصة واحدة ولن يتهور ويستخدمها مع وجود رجلان لا رجل واحد !



اقترب من الذئب المربوط بالسلاسل الحديدية .... الذئب كان بحق ..... كالوحش ......... مرعب بسواده وضخامته ولهاثه المتوحش المقشعر للابدان




وفكّر



الذئب جائع .................... ويبدو ان صاحب المنزل غير مكترث به الآن



حسناً .... هذا جيد ..... جوع الذئب سيساعده في مهمته !






ليس هناك وسيلة أخرى .... لا بد من استخدام الرصاصة المتبقية ..........



جيد ...... لم ينسى كاتم الصوت !







برشاقة ..... وصلابة ........ جثى على ركبته ........ وصوب السلاح على رأس احد الرجلان



اختبئ قبل ان يلمحه الرجل الآخر الذي اخذ وضعية التحفز رافعاً سلاحه ......





وبخطوات سريعة خلع رأس الحديدة ..... قبل ان يتشبث بحديدة متدلية من سقف المنزل ويتسلقها حتى اصبح فوقه !!


تاركاً الذئب يركض بجوع ولهاث نحو رائحة الدم !



في الوقت الذي كان الذئب يركض نحو فريسته


كان هو ينزل من المنزل .... ويركض بعيداً بحيث يتمكن من النزول من المنحدر من غير ان يراه الرجل الآخر




وصار الامر سريعاً ..... اصبح خلف السيارة بينما يسمع باذناه المعركة التي تحدث بين الذئب والرجل


كان يسمع أصوات النسوة في الداخل ... صوت عمته .... اخته ... زوجته .... شقيقة زوجته ..... والكثير !



نظر نحو الرجل ...... ولمحه يرفع سلاحه ويصوب نحو الذئب


لم يستطع التردد ... التردد في وضعه سيضعف موقفه ويحبط مخططه !



قبل ان يضغط الرجل على الزناد ...... كان حارب يهوي صخرة كبيرة على رأسه ...... ويرديه ارضاً !!



وبسرعة كبيرة رفع سلاح الرجل وصوبه مباشرة على الذئب






ذهب خلف السيارة ... وفتحها ..... ليخرج وجهه كالشمس الساطعة عليهن



صرخت موزة بسعادة قصوى: حاااااااااااارب




وقفزت بجسدها كله عليه




بعد ذلك رفع هاتفه واتصل بحمد كي يستطيع نقل خبر عثوره على النسوة لسلطان من غير ان يعلم مانع بهذا



لكن من رد على الاتصال .... ميرة زوجته لا هو !!








نهايــــة القســــم الأول من البارت التــــاسع والسبعــــون







.

.







انتظروا القسم الثاني من البارت الـ 79 قريب ان شاء الله ... قبل يوم الاربعا الياي اذا الله كتب ويسّر ..



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 08:09 AM   #86

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)






القســــم الثــــاني مــــن الجــــزء التــــاسع والسبعــــون




،





شعر بالقلق من صوتها الذي يرتعش بجنون ما ان نطقت بإسمها ... الا انه تمالك اعصابه وهو يقول بحزم: بنت عبدالله ... ريلج وين !!


فـ سمع الإجابة من صوت امرأة أخرى: بومحمد ... انا حنان بنت حميد .. ميرة ما تروم ترمس الحينه .... حمد طايح بدمانه دخيلك الحق عليه ... وسيف .... سيف ماعرف شبلااه ......


انتصب ظهره بتحفز ليقول بصرامة: حنان .... حنان سمعيني ..... انا بعيد عنكن وايد .... منو وياكن !!


نظرت حنان للرجل الذي اردته ارضاً بضربتان عنيفتان منها ومن حمدان .... لا تعرف أي معجزة جعلتها تصل لمكان ميرة وفي هذا الوقت بالذات ... يبدو ان الاستماع لنصيحة الأطفال تفيد احياناً في المواقف الصعبة




تذكرت ما حدث قبل هذا ... كانت في كوخ الأطفال ولا يعرف احد بهذا حتى الرجل الذي يراقب الكوخ من الخارج


فهي كانت اساساً عندما جرت كل هذه المعمعة في حمام الصغار تحمم كلاً من عبيد الصغير وسعيد


ولم تفقه لما جرى الا عندما سمعت صراخ ابن عمها سلطان آتٍ من الخارج .... ففهمت بعضاً مما يجري



لكن الصغار لم يتركوها ...... الحماس واللهفة للقتال غزت عقولهم ...... والفضل يعود لبرامج المصارعة الحرة المدمنين عليها !


اعترضت ... ووبخت ... وامرتهم بالسكوت كي لا يمسهم الخطر لكنهم اخذوا يقفزون فوق رأسها يريدونها ان تدعهم يخرجون ويضربون الرجال في الخارج


بعد جهد جهيد منهم .... رضت هي ان تخرج ... هي فقط .... ومعها خويدم ابن بطي وحمدان شقيق ناعمة ..... ليس لشيء ... فقط قلقاً على عائلتها ورغبةً منها ان تعرف ما اذ حدث لاحدهم ضرر


عندما خرجت


لم تجد احد من الرجال يقف يعترض طريقها ... وفهمت من الضجة الآتية خارج المزرعة وصوت الطائرة وصخب الرجال


ان الجميع لاهٍ بأمر ما في الخارج .... لكنها لمحت مايد ابن سيف يهرع نحوهم ووجهه يتلألئ بالسعادة .... فهو كان يشعر بحق بالرعب والهلع خاصةً بعد ان تركه سلطان في زاوية حجرية بين احدى جدران المزرعة من الداخل محذراً إياه ان يترك مكانه حتى يأتيه لكنه لم يستطع الجلوس وهو يرى اخيراً بعض اهله معه !



مسكت يده بقوة ...... وتلثمت ... ثم خرجت معه وخويدم وحمدان من الباب الخلفي







واخذت تسير وتسير معهم ............ حتى توقفت قدماها عند صياح ميرة ... الآتي من خلف احدى الكثبان الرملية







"



امسك خويدم عصا مدببة وملفوف حولها الشوك كانت ملقاة بين الرمال وقال بعينان تبرقان بالقوة/الشجاعة: خالووووه ..... انا بزخ السيخ هااااا ..... لو حد يانا بدخله في بطنه شرات ما سوى ترابل اتش في شون مااااايكل


اتسعت عيناها وهي تنزع العصا من يده: وابوووويه .... منو ها ترابل اتش وشون مايكل .... هات هات عن تغز عويناتك يا ولدددددد ....


حمدان ببسالة: خالوه حنان لا تخافين انا معاااااج .... عميه سلطان علمني الكراتيه السنة اللي طااااافت


: يا ربي انا شو خلاني اشل هاييل ويايه ... صخوا صخوا خلوني اعرف وين امشششششي



الصياح يحتد ويرتفع .... وهلعها اثر ذلك .... يحتد ويرتفع اكثر فـ اكثر


ابتلعت ريقها واقتربت بحذر ... حتى سقطت عيناها على احدهم ... يقترب من ميرة الجاثية قرب جسد ما ..... تصيح بإسمه بفاجعة وعذاب !




اشتدت قبضتها لا ارادياً بالعصا .............



وقبل ان يلمس الرجل ميرة ... كانت هي تهوي بالعصا على ظهره ....... ولم يكن ليسقط ارضاً الا بعد ان اعقب ضربتها ....... رمية صخرة عنيفة على اذنه اليمنى ............!!




ارتفعت عيناها على حنان ...... والأطفال ........... وهي تهذي بإسمه بوجهها الذي غدا كوجه الأموات تماماً: حـ ..... حمد ........ حـ .......... حمدددددد





هرعت حنان اتجاه حمد ........... ولأنها حازت على شهادة الإسعافات الأولية ومعلمة أطفال في المقام الأول ....... فهي تعرف جيداً ما تفعل !!




ابتلعت ريقها وهي تسيطر على اعصابها كي لا تنهار من منظره المخيف بدمائه المتفجرة من ظهره ...





فحصت نبضه ...... وكان للأسف ضعيفاً جداً




قالت بصلابة وحزم: نبضه ضعيف وواضح انه نزف وايد ..... لازم نلحق عليه


وقبل ان تستل هاتفها لتتصل بأحمد كان هاتف حمد يرن ........... فاستلته ميرة بسرعة واجابت على الاتصال



"





كرر سؤاله بنفاذ صبر: منو وياكن حناااااان !!!!


تلعثمت وهي تجيب بارتباك: سيف ....... وحمد .... حمد ولد خالك متصاوب في ظهره وطايح ..... لازم حد يوديه المستشفى .... نزف وايد ونبضه غدا ضعيف ....



لعنهم بصوت مزمجر واردف بسرعة: الله يلعنهم ...... حنان .... حنان سمعيني ..... سوي اللي بقولج عنه


ابتلعت ريقها وقالت: اسمعك


حارب: انتي وميرة اربطوا ظهر حمد بخلقة ..... بأي شي .... وقفوا صبيب الدم يلين ما اقدر اييكم


هزت رأسها بتوتر لتقول: لا تخاف انا عنديه شهادة اسعافات أولية واعرف ادبر عمريه


حارب: زين حلو ... بتّجل عليج عيل ...... بس سمعي
محتاينج في شي ثاني


: آمر بومحمد


حارب: سلطان ........ أبا أوصل رسالة لسلطان الحينه



.
.
.
.
.
.
.



وقف الرجل وهو يقول لمانع: المبلغ كامل مانع



هتف باسم الذي الى الآن ينظر لرفيقه الميت بصدمة وألم لا يوصفان: سلطان


مع نداء مانع ...... سمع همس صغير آتٍ من زاوية بعيدة ..... همس لم يسمعه سواه



كان حمدان ابن أخيه


رفع الأخير امام وجهه ورقة مكتوب عليها


"الحريم في امان عند حارب"






بعدها نظر سلطان لمانع .. ثم لخلفان المقتول بغدر شنيع بين يداه !





ثم لعتيبي ...... بل لظهر عتيبي ........... الذي اخذ يسير مبتعداً عن الجميع بغير هدى ....... وكأنه بسيره الميت هذا ............... يترك كل شيء خلفه ............ يترك الرؤوس تتناحر ............ والصقور تتناقر ............. وغيوم السماء تتناثر !





زمجر بحقد ..... وألم ....... وحزن ............ كيف لا .......... وهو يشهد بعيناه مقتل اخ على يد أخيه !


كيف لا ........... والمقتول يبرئ القاتل من دمه ............. بكل بساطة !


كيف لا ................. والميت خلفان !


رباااااااااااااااااااه !




عاد بانظاره نحو مانع ..... متذكراً فحوى الرسالة






اذا .... فـ حارب قد وجد اخيراً النسوة .......... لكن كيف !!




نظر بطرف عيناه لابن اخاه حمدان الذي ما زال يحمل الورقة


ثم امره بعيناه ان يبتعد ......... فرسالته قد وصلت !


انزل بهدوء رأس خلفان على الأرض .... منتزعاً بخفية سلاحاً مربوطاً بساقه اليمنى اسفل بنطاله


وبخفة يد عالية ..... صوّب على رأس الرجل الذي كان يعد المبلغ


ومعه رجلان كانوا معه




انتفض مانع بهلع وهو يصرخ بغيظ عاصف: خلنا على اتفاااااااقنا يا سلطاااااااااااااان







لكن الجنون تملّك سلطان




كل ما جرى حوله اليوم جعله ضحية الجنون لأول مرة




زوجته المرمية في السيارة


عائلته



رفيقه


كرامته


شرفه


قلة حيلته



كل شيء ....... كل شيء جعله يجن الآن ببساطة





اقترب منه ... وعيناه تبرقان بشر هستيري



غمغم من بين اسنانه ..... وعيناه المحتقنتان بالدم: الحينه براويك اتفاقنا ........... زين ما زيييييييييييين .....









وهجم عليه كالصقر الجارح






لم يترك الا جثة هامدة ... بوجهٍ تشوه من اللكمات والضرب والدماء


وساقٍ ثانية معطوبة !!



.
.
.
.
.
.
.



بعد غروب الشمس



انتشر رجال الأمن حول المزرعة


رجال سلطان المقربين .... ومعهم رجال الشرطة


والاسعاف


والاطفاء ............. فـ احد رجال مانع ممن الذين هربوا قبل القبض عليهم قام بإحراق جزء من المزرعة قبل هروبه





قبض الامن على ما من بقي من المجرمين ..... الا عتيبي ........... الذي رحل لمكان لا يعلمه احد


وحملت الإسعاف المصابين




حمد ... بطي ... وفلاح ... سيف ... شما ... وحصة ....




وبالطبع .... وبعد ان نهض الرجال الكبار ومعهم ذياب ....... توحشت ارواحهم وغضبوا بما سمعوه وعرفوه ...... الا ان سلطان طلب منهم بصرامة ان يذهبوا مع المصابين كي يفحصوهم ويتأكدوا من خلوا المنوم من مواد أخرى ضارة ...




هرعت ابنة أخيه نحوه .... ورمت جسدها بأحضانه وهي تبكي برعب: عميييييييييييه .... عمييييييييه شفت شو سووا فينا هاييل !!!!


احتضن رأس فطيم بقوة ... ولثم جبينها قبل ان يقول لها بصوت دافء مطمئن: خلاص بابا .. خلاص .. كلهم التعنوا محد بيجيسكن بشر ان شاء الله


قالت ناعمة وعيناها تدمعان قلقاً على شما: عميه شما شبلاها !!


تنهد بقلق ...... وقال: ما بلاها شي ان شاء الله ... ادعولها انتو بس الله يقومها بالسلامة


ناعمة + فطيم: ياااااارب


استدارت نحو زوجها القادم نحوهم ...... قبل ان تخطو نحوه بحزن وهي تقول بألم على حاله: شو ريلك الحينه !!

اجابها بحنانه المتفرد: لا الحمدلله .... خلاص ما تعورني


ناعمة بشك متألم: صدق ولا تقص عليه !!


جر انفها هاتفاً ببسمة ناعمة: حق شو بقص عليج .... والله ما تعورني الحينه


تمتمت بخفوت: الحمدلله


حارب: سيري يلسي عند موزة .. ما صدقت على الله حالتها بدت تتحسن .. أخاف تنتكس مرة ثانية


اومأت برأسها وقالت: ان شاء الله



اقترب من سلطان ......... وبعفوية من الأخير اشر لفطيم ان تعود للنسوة



سأله بوجه شاحب ممتقع: شو صار !! خـ .... خلفان ...... خلفان منو جتله !!!


اغلق سلطان عيناه ألماً وظل صامتاً لا يعرف بالضبط ما الذي يجب عليه قوله !


: منو جتله سلطاااااااان !!!


اشاح بعيناه ليقول بحرقة قلب نابض: عتيبي


شهق وهو يتراجع بفزع/صدمة: اخوووووووووووه !!!!


أومئ سلطان برأسه باقتضاب


حارب: لييييييش !!!!!!
وانت ............. انت خلييييييييييته !!!!


: هاي وصية خلفان


هدر حارب بانفعال هائج: وصييييييته !!!!




واخبره سلطان ما حدث بصوت قاسي جامد غليظ ... وصورة خلفان المغدور لا تفارق مخيلته !


وضع يده على جبينه بفزع ليقول: يالله .... يالله
شو مستوي في الدنيا .... شووو مستوووووي !!!!!


سلطان بمرارة: آخر الزمان يا حارب .... آخر الزمان


حارب بذات مشاعره: اللهم ارحمنا برحمتك .... اللهم ارحمنا برحمتككككك



التفت الاثنان بحدة ما ان سمعا صرير سيارة عنيف قربهما


يعقبة نهيان وهو يخرج من السيارة بسرعة


نهيان بانفعال ... وقهر مما حدث بغيابه: بومييد .... حارب ..... السموووحة .... والله السموووحة ما رمت ألحق عليييكم
شو صااااار .... خبروني شوووو صار بالضبطططط .....


وضع سلطان يده على كتف نهيان وقال: هد هد هد ... صار الشي وانتهينا منه الحمدلله ... خبرنا شو صحة حرمتك !!




نهيان ... بوجه شاحب ... مرهق .... وحزين: الحمدلله على كل حال .. الحرمة بخير بس الياهل طاح


حارب: لا حول ولا قوة الا بالله


سلطان: الله يعوضكم خير ويرزقكم بداله ثلاث واربع وعشر ...


: الحمدلله على كل حال ... خبروني شو صار ... انتو يوم دقيتولي كنت مدوده وياها النزيف يزيد ويزيد ... خفت اكمل دربي لأقرب عيادة وانتو محتاييني وتبون فزعة .... وخفت من صوب ثاني اييكم وتزيد حالة الحرمة ولا يستويبها شي
واقرب عياده بعيدة عن المزرعة ساعة ونص ....



سلطان: معذور يا نهيان والله معذوور ... انت كنت في شي ونحن كنا في شي ....


نهيان بربكة: وين امايه ... وباجي الحريم ..... ياهن شي !!


تنهد سلطان فقال: لا الحمدلله كلهن بخير وصحة وعافية


رآى نهيان إبراهيم وهو يمسح دمعته من بعيد



نهيان بقلق وتوتر: شو مستوي ... إبراهيم شبلاه !!!


حارب بحزن مرير: خلفان .................. خلفان راح


اتسعت عيناه بحدة وصاح: رااااااااااااح !!!!


سلطان بخفوت: الله يرحمه


نهيان بفاجعة: شقاااااااااايل !!!!!



اخبره حارب بالمختصر ما حدث


ومع آخر كلمة من فاه حارب ....... كان إبراهيم يقترب منهم بعنف ووجهه محتقناً تماماً من الحزن/الفاجعة



رص على فكه ..... وصورة صديقه الدامية لا تزال ترافق عقله وعيناه الدامعتان:
ليش .... ليش خليته بومييد ....... جتل خلفاااان


بح صوته واختنق:
جتله بكل دم بااااارد ..... ليش خلييييييييييته !!!!!



سلطان بجمود:
هاي وصيته يا إبراهيم


إبراهيم بحدة:
وصيته !!!! كييييف خبرني كييييف !!!!


اغلق عيناه بقهر من نفسه قبل كل شيء ...... ليهدر: الله يخليك ابراهيم اللي فيه يسدني ....
هاي وصيته وخلاص لحد يناقشني في اللي صااااااااااار


نهيان بحدة: والمسؤولين ..!!!! لازم بيسألونا عن اللي صار .. شو بنخبرهم !!!!


تنهد سلطان بإرهاق ..... وقال: خلوا السالفة عليه .... انا بتصرف .... لكن سمعوني ...


رفع سبابته ليردف بجبروت: غافااااان محد بيجيسه
لو دمي هو الثمننننن




وتركهم مبتعداً عنهم ............ وخلفه تتراكض كلمات خلفان الأخيرة معذبةً روحه بصورة مريعة




"



انا .................. انا مسامحنه ............ جدامك وجدام رب العالمين اقولها ..... مسامحنه ........... دنيا وآخرة ............... خـ خخخلوه ............... خلوووه يروح في حال سبيله .....



"


"



مـ مـ ..... محلل .... ومبيووووح ..... ولد عوض .......
مححححلل .............. وو ...... ومبيووووح



"


"



اترجااااك .............. هاي وصيتي الوحيده .................. اخويه لا تسوون به شي ...............
هاي ....... هاي وصيتي سـ سلطااااان



"



شهق غضبه .... وحسرته ...... وكل شعور مقيت يعتريه ...... ليزفر نيران خارجة من قلبه فـ رئتاه فـ انفه !



تركت في قلبي يا صاح ........... نار مستعرة لن تنطفء حتى الممات .......



.
.
.
.
.
.
.



صباح اليوم التالي
في مستشفى ليوا تحديداً



اقترب منه الضابط منادياً إياه بخفوت: بوعبيد


ابتعد نهيان عن الرجال المنتشرين حوله ...... ليقف مع الضابط في مكان منزوي


الضابط وهو يعطيه آخر التقارير بعد ان علموا من روضة مسبقاً ان المجرمة هي امرأة وليست رجل: لقيناها ..... كاميرة محطة البترول الجريبة من عزبتكم جكتها وهي خاطفة عليها عقب اللي صار .... نفس الوقت والساعة تقريباً .....
اشترت ماي وكملت دربها يلين بوظبي


نهيان بعينان تقدحان شراراً: اباها جدامي الحينه ....... الحيييينه


الضابط: تم بوعبيد







ثم عاد نهيان لزوجته التي علمت بشأن موت جنينها منذ ان استيقظت فجراً


تأمل وجهها الشاحب تماماً ... وقال بخفوت رقيق: شخبارج الحينه فديتج ؟؟


هزت رأسها بانهاك ....... وقالت بصوت مبحوح غليظ: الحمدلله على كل حال


قبّل يدها ليقول بحزن:
الله بيعوضنا ان شاء الله


اجابته بمرارة رغم أنها بالفعل موجوعة بشدة على طفلها الذي مات:
فقدت أغلى البشر امي .... تحسبت وفوضت أمري لله سبحانه .... ما بسويها الحينه على ولدي !!


ربت على يدها برقة وقال:
كل شي يتعوض ... كل شي يتعوض يا ام عبيد


برقت عيناها بسعادة موجعة وقالت بحشرجة:
أم عبيد !!


نهيان بعينان تلمعان بالثقة/الصدق: أكيد


بلعت ريقها الجاف ... وقالت بصوت رقيق ملتاع: كلمتك هاي بردت النار اللي كانت شابه في يوفي


وضع كفها على لحيته ليقول بندم حقيقي: اسف ما قصدت موليه اضايقج باللي صار قبل


نزعت بنعومة كفها من يده ..... قبل ان تغلق بها فمه وتقول:
اشششش ...... انسى .... قلة عقل مني يوم عصبت عليك


رمقها بغرام من بين عيناه الباسمتان برجولية فاتنة ........... وقال بخفوت تحت سلطة اصابعها: فديت الغيور


كشرت وجهها بسبب خجلها الشديد من نفسها وقالت بدلال حانق: نهيااان


ضحك ببحة صوته الحلوة ....... هامساً لها وهو يقترب من وجهها:
عمره انتي



.
.
.
.
.
.
.



بعد خمس ساعات



كسر الباب بركلة واحدة منه ............ ليدخل بعدها الشقة مثيراً بها زوبعة لا تصدر بهذا الشكل المتفرد الا منه هو



نهيان !





صرخ بأعلى صوت خرجه يوماً من حنجرته: ميسوووووووووووووووووووووو وووون



خرجت من غرفتها الخاصة ........... وخلفها زوجها



لم يتفاجئ ... ولم يكترث كذلك


هجم على الرجل من غير تردد ....!!

هجومه الأول عليه كان في باريس ولم يتمكن من قتله آنذاك


لكن الآن هو في بلاده !!


سيقتله
هو وتلك العقربة الواقفة قربه ترتعش هلعاً !



التفت زوجها بـ جبن وخوف لزوجته بعد ان تمكن من التحرر اخيراً من لكمات نهيان المتوالية الغاضبة ....... وخرج من الشقة هارباً من بطشه تاركاً الأخيرة وحيدة بين يداه !


شهقت بصدمة غير متوقعة ان ذلك الوغد سيتركها لوحدها مع نهيان



رص على اسنانه بشراسة وهو يقترب منها ببطء مخيف:
انتي ....... يالحششششرة
تتجرأين وتتنبشين عن علومي وتراقبيني وين سرت ووين ييت ..... !!!!
انتي ...... يا اوصخ انسانة مرت عليه
تتجرأين وتتعدين على حيااااااتي واطرشين وحده عسب تضر هليه !!!!!!!!


تلعثمت وهي تنادي اسمه بتوسل:
نـ نـ نهياااااااان



صرخ بغضب اسود:
جججججججججب



وصفعها بقوة صفعةً اردتها ارضاً


: الحيوااان بس يسوي اللي سويتييييه ...... تضرين حرمتيه وفوقها حرمة ربيعي !!!!
ليششش !!!!
شو سووبج هن !!!!
خبرينييييي .... شو سووبج !!!!


هدرت بخوف .... بقهر ..... بغل: خرجاااا .... الله لا يوفئاااااا


اتسعت عيناه ذهولاً ....... والنيران تتطاير منهما


أكملت بهستيرية: سررررررئتك مننننني ... وسررررئت عبيد كماااان



قاطعها باصقاً كلماته باحتقار/كره: وانا من متى يالزباااالة كنت لج !!!!


صرخت بجنون: انت بتحبنننننني


نهيان مصدوماً من خيالها الواسع واوهامها التافهة: احب منوووو !!!
احبج انتي يالخاااااايسة !!!
احب وحده خبلة شراتج ..... ترابع من ريال لريال !!!!


شعرت بالاهانة فهدرت بانفعال: كلو بالحلاااال


شخر ساخراً ليقول بازدراء: وايه عليج يا شريفة مكة ..... ياللي عمال الحرم حفظوا ويهج من زود الإيمان والتقوى


ضرب قلبه بعنف ليهدر بشكل مخيف امام وجهها الممتقع الشاحب:
شو فايده الحلال والروح ميييييتة !!
والأخلاق صفررررررر !!


وسكت ....... متنفساً الهواء من انفه بقوة .... تحت سلطة نظراتها المغتاظة المضطربة


هز رأسه بخيبة ..... واحتقار ....... ليكمل ما اتى لفعله بعيداً عن الكلمات ... فالكلمات مع مثل التي من صنف ميسون ........... لا ينفع للأسف !!


رفع هاتفه بحدة وهو يغمغم ساخراً:
تقول شو ... تقول احبها ... نكتة الموسم هاي


ثم اردف بصوت حازم بعد ان رفع الطرف الثاني الخط:
شاهين ازقرهن ....


هتفت ميسون بلعثمة مرعوبة:
شو ..... شو بدك تعموووول !!!!


اغلق هاتفه وهو يقول بشفقة تشوبها السخرية: يا حبيبتي انتي خطر على المجتمع .... لازم يعقونج بقفص شرات البهايم


ميسون بهلع: ما ما عندك دليييييل


نهيان بحاجب مرفوع: يوم انج مب قد سوالف افلام جاكي شان جان انثبرتي محلج مستورة في بيتج راحمه الخلق من شرج ....... بس هاي انتي شرات ما اعرفج ......... خبله ..........


دقائق حتى دخلن العسكريات ليأخذن ميسون ....... التي اخذت تتحرك بجنون بين ايديهن ........... وعندما فقدن السيطرة عليها .... ضربتها احداهن بقوة على راسها حتى فقدت وعيها تماماً ........



.
.
.
.
.
.
.



في المستشفى



فتحت عيناها بارتعاش ..... ولسانها لا يهذي الا بكلمة "ولدي"


الضربات التي تلقتها كانت في بطنها بالضبط ... ضربات عصا خشبية غليظة صلبة
الا اغلبها كانت فوق يدها .. فهي بعفوية حمت طفلها بيديها وكأنها كانت تشعر انه هو الذي في خطر وليس هي !



لهذا يداها كانتا مكدومتان ملونتان بالازرق بشكل مخيف !


لكنها ملفوفة الآن



شعرت به يرفع يداها ويقبلهما بشغف ....... بقلق عاصف


تأوهت بألم: اااااه



همس بصوت مُعذّب: ليته كان في فواديه ولا فيج


خرج وجهه كالشمس امام ناظريها


همست بحشرجة: سـ ....... سلطااااااااان
وووو .... ولدناااااااا


احتضن وجهها بكفاه وهو يطمأنها برقة: لا تخافين ما ياه شي الحمدلله


تلألأت عيناها بالدموع وهي تهمس بسعادة: صددددق !!!


هز رأسه ليقول بسعادة مشابهة: هيه والله


مسحت دموعها المتساقطة وهي تحمد الله بقلب مرتعش


تنهد .... ليقول بعدها بضيق: حرمة نهيان سقطت


شهقت بفزع: كـ كيييييف !!!


سلطان بضيق يشوبه القهر: الجلبة اللي تعدت عليج ... كانت مطرشه من صوب حرمة نهيان الأولية .... خربطت بينج وبين روضة
تحرتج هي
ويوم شردت عقب ما طحتي ... شافتها وكملت عليها
بس ما تحملت حرمة نهيان ضرباتها



أغلقت فمها وهي تقول باختناق متحشرج: يا ويلي عليج يا رووووووووضة
سلطان ... سلطان دخيلك ودني صوبها أبا اشوووفها


سلطان: يا بنت الحلال وين تبين تسيرين ....
لازم اتمين راقده خطر عليج تتحركين الحينه


بكت اكثر وهي تتوسله: أبا اشوفها سلطاااااان
يا ويلي عليها تلاقي الحينه ميتة صياااااح


سلطان وهو يأخذ نفساً عميقاً: الله بيعوضهم خير ان شاء الله
بوديج صوبها من عيوني بس ريحي الحينه ولا تتحركين .... هي بعدها بتم في المستشفى كم يوم


شما بلوعة: حسبي الله على اللي كان السبب .. حسبي الله عليهااااااا ... هاي شو من قلب عليهاااااا !!!


سلطان بصرامة ..... وثقة بالغة: كلن بياخذ يزاته فديتج



.
.
.
.
.
.
.



في مكان آخر من المستشفى



خرجت من غرفة التمريض بعد ان وضعت الممرضة فوق جرح جبينها اللاصق


الوغد الذي جرّها بكل قسوة تعمد ضربها على جبينها عندما كانت تقاومه وتهتز بين يداه



عندما أغلقت الباب خلفها .... تراجعت بفزع وهي تراه يقف امامها


بثوبه المتقطع ... الاغبر .... والمتلوث بالدم


بلا شماغٍ يعلو رأسه


فقط وجه مرهق ... شاحب .... متلهف حد العذاب !




همست بإسمه وجسدها رغماً عنها يرتعش ويخفق: فـ فلاااح



مع نظراته المعتمة ...... المتلهفة ........ الثملة بشكل مُهلك


تساقطت دموعها على وجناتها وقد فقدت السيطرة على نفسها


ومن غير كلمة ......... جرّها بقوة حتى جعلها بين اضلعه تماماً


بين أنفاسه الثقيلة المتلاحقة


ونبضات قلبه المرتعبة عليها ولأجلها ولها فقط !



اخذت تهذي على صدره الصلب بهلع ما زال نابضاً في جوفها: شـ شفففته ..... شـ شفتتته وهو وراااااااااك
كان ........ كان يبا يضرررربك
شـ شفتتتتته ... كاااان
كاااااان .....
آآآآآه فلااااااااااح




تشبثت بثوبه بلوعة وهي تبكي بانهيار



كانت ستفقده للأبد ............ كانت ستعيش هذه الدنيا من غيره/نبضه


كانت منطقياً .............. ستصاب بالجنون !!!!!




متى احبته بهذه الطريقة المرعبة !!


متى تعلقت بطيوفه/بريق عيناه بهذا الشكل الغريب !!


متى استوعبت انها من غيره ستمووووووووووت !!!


اجل ........... عندما احست بفقده .............. استوعبت هذا


استوعبت وبالطريقة الصعبة المميتة للروح !!




: كـ كنت ....... كنت ابااااا ...... اباااااا





اغلق عيناه بقوة وكأنه للتو فقط شعر انه في النعيم !




همس بخقوت وهو يحتضن رأسها قرب صدره بعنف كـ عنف مشاعره:
هدي اول ... هدي غناتي .....




: ما ...... مارووووم ........... مارووووووووووم
انا ............... انا شفت المووووت اليووووووم




دموعها تتساقط بلا هوادة مما اوجع تلابيب قلبه بشدة


هو ايضاً عاش الموت .......... كما يعيش الحياة الآن وهي بين احضانه


: تعالي


ابعدها عنه بعفوية لكنها صاحت وهي تلتصق به بجنون:
لاااااا لااااااااا لا تخليييييني
بموووت فلاح بموووووووت لا تخلييييييني




امسك وجهها الأحمر المنتفخ من البكاء وهو يهدر بانفعال: بسم الله عليج من الموت
لا تقولينها حصووووه والله ماقهر اسمعهااااا





رفعت أصابع قدميها لتصل الى عنقه .......... وضعت رأسها عليه ونست كلياً ان المكان غير مناسب الآن !


لكنها ليست بوعيها كلياً من فرط رعبها وتهتسر اعصابها !


ولم يجد سوى ان يحملها بين ذراعاه ويدخلها مرة أخرى غرفة التمريض



خافت الممرضة فاقتربت وهي تقول بالانجليزية:
What happened sir ???


فلاح:
Please .. Leave us alone


بطواعية رسمية ... هزت الممرضة رأسها وخرجت من الغرفة فوراً قبل ان يقفل فلاح الباب خلفها



ثم وضعها على السرير الطبي ..... نازعاً نعليها وغطاء رأسها


كان يفعل كل ذلك وهي تتشبث بقوة بثوبه لا تريد تركه




وهو يردد بين كل حركة وحركة:
انا عدالج حبيبتي .... ما بخليج





تمددت على ظهرها ...... وجعلته يتمدد قربها


لم تتركه البتة .... وكأنها بهذا تعوض أيام البعد الطوال بعيداً عنه




قبّلها على جبينها وهي يهدهدها كالاطفال


حتى نامت



يبدو انها اخذت دواء ثقيلاً يجعلها تنام .... يجب ان يتأكد من حالتها عند الطبيبة بعد قليل



ابتسم وهو يرى شفتاها المنفرجتان قرب صدره الايمن



امسك ذقنها برقة




قبّل شفتيها





ثم اسند رأسه في الوسادة هو الآخر ................ ونام !!!



.
.
.
.
.
.
.



رآها تقف قرب غرفة زوجها تتنظر خروجه


اقترب منها وقال: يعلج تسلمين يا بنت حميد .... خبروني شو سويتي معايه .... مشكووورة وما قصرتي


خرج احمد من غرفة الطبيب الذي كان يعاينه ويتأكد من تمام صحته


ليعقد حاجباه باستغراب وهو يستمع لحديث ابن اخيه


ابتسم له سيف وقال موضحاً: ياي اشكر حرمتك ... ما قصرت ويانا اليوم


نظر احمد نحوها لتخفض عيناها بحرج/تخبط


اكمل سيف بامتنان: الدكتور قال لوما الماي والملح اللي عطتني إياه قبل ما ايون الاسعاف جان دمي تسمم اكثر من المادة ورحت فيها


همست بخجل: سويت اللي قدرت عليه يا بومايد وها واجبي واقل من واجبي


سيف بحزم ودود: ما قصرتي في ذمتيه ... كثر الله من شرواج


اومأت براسها لتقول ببسمة ناعمة: الف لا باس عليك وما تشوف شر


نظر لعمه وقال متسائلاً: عميه بتيي ويايه !!!



كان يحدّق بها بخدر ......... وافتتان عاصف ......... ليفقه بعدها لنظرات سيف وقال مستيقظاً من شروده: ها !!


قال سيف: اقولك بتيي ويايه ..!!


تنحنح بحرج ..... متسائلاً بصوت غليظ مبحوح: وين !!


: ساير اشوف الشواب واطمن عليهم .... هم في الحجر اللي تحتنا امرره


احمد: اسبقني انت وانا لاحقنك


: ان شاء الله







بعد ان ابتعد عنهما سيف .... التفت نحوها ...... وقال:
اللي سويتيه اليوم كبير حنان .. ساعدتي سيف وميرة وريلها ..... ولولا الله وفضله ولولاج جان الحينه الله اعلم شو صاير ابهم .....



انزلت عيناها ارضاً وهي تهمس: ما سويت الا اللي لازم اسويه ..... وهلك تراهم هليه ..... واللي يصيبهم يصيبني انا قبلهم


مسك يمناها بقوة .............. وهو يقول بنبرة صادقة شفافة مؤثرة: لا خليت منج





اخرجها من اعمق نقطة في قلبها ...... فدخلت لأعمق نقطة في قلبها ...


أحست بطيور تحلق فوق قلبها سعادةً وفرحاً




اقترب منها


ثم تراجع



فكّر ........... لا


ان أراد فعلها


فسيفعلها بالطريقة المناسبة وبالمكان المناسب


وليس هنا




تنحنح مرة أخرى .. ثم امسك يدها .............. وقال:
تعالي خل نشوف شحوال الباجيين .....



.
.
.
.
.
.
.



وقف مع العسكري في غرفة الحجز ........ وجهه منتفخ من الضرب المبرح


ولا يستطيع تحمل اكثر ألم ساقاه


لكن ألم روحه الحاقدة غطت على كل ألم .......... كلللللللل ألمممممممممم !



شهق وهو يلتقط أنفاسه المختنقة ..



يشعر بالاختناق



الغضب ... والغل ... والقهر .... يجعلون دمه يفور ... والهواء بدل ان يريحه ... كان في رئتيه يثور


ويتضخم


ويغزو بوحشية حتى مخارج انفه



هواء حار ..... حار حد الهلاك !









عندما دفعه العسكري ليدخل الحجز المؤقت


كان يتصلب ..... ويرفض تماماً اطاعته



فـ امره العسكري بصرامة: ادخل


نظر إليه بعيناه المنتفختان المزرقتان ........ وهو يقول: وين بومرشد !!!


العسكري: مالك خص ... ادخل يلا




ودفعه للداخل بقوة .....






بعد ربع ساعة





كان يقف بتوتر ويترقب رؤية الآتي نحوه



عندما رآه


انتفخت اوداجه غضباً مريراً



لقد وثق به


وثق به حتى اكثر من أبا مرشد نفسه


لكنه في نهاية المطاف لم يكن سوى احدى رجال سلطان الذي يكره !



غمغم من بين اسنانه ... التي سقطت بعضها من لكمات سلطان: ها اننننننت !!!


: مرحبا مانع


مانع بسخرية غاضبة حد الموت: مرحبا !!!


شخر مستهزئاً ....... واردف: عقب البونجور صرنا نقول مرحبا !!


ابتسم نهيان باستفزاز ليقول: شو نسوي ردينا لأصلنا .... ملينا من رمسة الشقران الحمر



مانع بقهر هستيري: لعبتوها صح انت وربعك


رص نهيان على عيناه ...... وقال: مانع ما تحس نفسك غبي !!


زمجر مانع بجنون: انا مب غببببي .... مب غبببببببي ... انا بغيت اعيييييييش
بغيت أكون شرات باجي الناااااااس
أعيش حيااااااتي بطولها وعرضهاااا
بغيت فلوووووس ... بغيت عزززز وكراااامة وجااااااااه ومكاااااااااانة
بغيت اسوي اللي ما سواه ابووووويه .....


ضرب صدره وهو يكمل بحرقة: ويمكن كان بيسويييييه بس ربيعك جتله قبل لا يحقق طمووووحه



: طموحه في درب الحرام !!


مانع بصراخ بح من حدته/عنفه: واللي سويتوه حلااااااااال ... خبروني حلاااااااااال .......


: سلطان ما جتل ابوك
بومرشد اللي جتله


مانع: جذابيييييييييين



نهيان: جب واسمع السالفة كلها






واخبره كل الحكاية باختصار تام !



ثم ختمها وهو يقول: انقص عليك يا مانع



مانع بعدم تصديق: جـ جذاااااااااااااب



هز كتفاه وهو يقول بعدم مبالاة:
مب مهم ...... بريت ذمتيه وذمة سلطان وخبرناك ......
اساساً شو مصلحتيه اجذب عليك وانت خلاص بين ايدنا ... لا تهش ولا تنش ....




واستدار مولياً إياه ظهره



: اصبررررر


وقف نهيان مع كلمته


مانع بقهر: ليش ما زخيتوا عتيبي ..... هو كان ويايه في السالفة







عند اسم عتيبي


التقط نهيان انفاساً عميقة


وهو يتذكر كلمات سلطان الصارمة



"غافان محد بيجيسه .... لو دمي هو الثمن"









اجابه ببرود تام: مالك خص



: اصبر



هنا استدار نهيان نحوه وقال: مانع خلاص ما عاد للرمسة فايده



ابتلع مانع ريقه بصعوبة ..... وقال بصوت مكتوم متحشرج: صدق بومرشد .... اللي جاتل ....... ابويه !!!


: هيه مانع ........ هيه .....








وذهب ......... تاركاً إياه يعد خيبات حياته المتوالية !





جثى على الأرض بقوة
وعيناه تلمعان بدموع الفاجعة .... والمرارة ...... والعذاب





وفجأة



ضرب رأسه بالقضبان وهو يزمجر من بين اسنانه:
بججججججججججتله ........ والله بججججججججججججتله .......
الكككككككككككككلببببببببب ب



.
.
.
.
.
.
.



تركت والديها بعد ان تأكدت من الممرضة انهما بصحة وعافية ... فـ ضغط أمها عاد لحالته الطبيعية اثر ارتفاعه المفاجئ البارحة بسبب ما حصل ..... وكذلك والدها


الذي اشعل الدنيا بغضبه ما ان علم ما جرى .... ما ان علم ان ابناءه كانوا في خطر وهو للأسف كان منوماً لا يدري ما يحدث حوله .....


رأت اخوها يقترب منها .... فـ لم تتوانى عن الركض والسقوط بين احضانه ....... فلم تتحمل وانفجرت بالبكاء:
شو صحتك الحين يا عين ميرة !!


سيف برقة: ليش الصياح الله يهداج ... ما قصدت على الله اسكت عنود وامايه ...


ميرة ببكاء: كنت بفقدك يا عمري ... يعل يومي قبل يومك


: يعل عمرج طويل بطاعته يالغالية ... والله ما بلايه شي .. ها طاعيني .... اشقح وانطح


بحشرجة قالت: الحمدلله رب العالمين ..


سيف: شو قال الدكتور عن حالة حمد !!


ميرة بصوت مكتوم: قدروا يطلعون الرصاصة .... الحمدلله ما دخلت في عضو حيوي بس
بس لين الحينه ما نش .... ماعرف ليششش !!


سيف: بينش إن شاء الله ها مفعول المخدر فديتج


ميرة بتأمل موجع:
ان شاء الله



.
.
.
.
.
.
.



بعد دقائق



كانت تقف امام غرفته ............. متعثرة الخفقات مختنقةَ العبرات !


فتشجعت ودخلت وهي تسمي الرحمن داخل قلبها




كان مستيقظاً ...... لكن مغلق العينان


عندما احس بوجودها ... فتح عيناه ببطء .... لتبرقان بغرام ....... وشوق مجنون



ابتلعت ريقها وهي تحاول قدر المستطاع الا تفقد السيطرة على ثبات صوتها ............... ثم قالت بخفوت وهي تخفض عيناها ارضاً: شـ ..... شخبارك حمد ؟؟؟


فاجأها بنبرته القوية الآمرة .......... الأجشة:
تعالي




بعفوية من روحها المضطربة ....... هزت رأسها بـ "لا" ..... بشكل قوي متعثر !



غمغم من بين اسنانه .... غاضباً .... مشتاقاً ..... تواقاً:
كافي عذاب ميرة .... روفي بحاااالي




كرر كلمته وهو يرفع يده نحوها: تعالي



هنا ...... أغلقت عيناها وهي تشهق بحرقة/لوعة


إحساس ما يقتلها ...... احساسٌ انها كانت على وشك فقده ..... "يقتلها" !





اقتربت منه وجسدها الصغير بأكمله ........ يهتز




جرها ما ان أصبحت قربه ...... وهو يقول لها بحزم وقوة ....... يشوبهما رقته الفريدة:
لا تصيحين ....... الحمدلله انا ما بلايه شي


اخذت نفساً من بين دموعها المتساقطة .... وهي تهدر بحدة ناعمة:
منو قال اصيح عشانك !!!!


ابتسم بعشق ..... ليقول متسائلاً من بين نظراته المتأملة المتلهفة:
عشان منو عيل !!!


أشاحت بوجهها عنه .... وصمتت



ناداها بالتياع: مـ .... ميرة


قطع ندائه سعال قوي اجتاح رئتاه .....


امسكت يده بقوة وهي تهتف بقلق:
ارتاح ولا ترمس .... الرمسه بتعبك زود


سعل مرة أخيرة .... ليأخذ نفساً ..... ويتنحنح بسرعة ....... ويقول بنبرة ذات معنى مليئة بالشجن:
محد متعبني غيرج




تراجعت ميرة وهي تقول بشحوب وارهاق عاطفي/جسدي:
المفروض انا اقول هالكلام هب انت



امسك يدها وقربها منه ....... حتى اصبح انفها مقابل انفه


تجاهل تماماً رجفات جسدها ....... وقبّل ما بين عيناها بقوة اخرج معها كل مشاعره/احزانه/آلامه/اشواقه



الا ان "آه" متوجعة خرجت منه بسبب ألم اعتراه في ظهره !


: اااخخخخ



شهقت ميرة بخوف لتقول مرعوبة:
بسم الله عليك



امسكت خده بعفوية وهي تتلفت هنا وهنا تريد ان تعرف مكان ألمه بالضبط




هنا .... شعر بالثمالة ...... بالغرام ينصب صباً على رأسه !



امسك يدها ...... وقبّل باطنها .......... ليقول بصوت أجش:
سامحيني ..... غلطت بحقج وايد





تذكرت ما فعله بها ....... فأبعدت يدها عنه لا ارادياً ....... لكنه منعها من الابتعاد اكثر:
ميرة


ميرة بوجع خالص:
اللي سويته في حقي كبير


حمد من بين عيناه المتلألئتان بالأمل الأليم:
بس انتي اكبر من كل شي ....... وقلبج أكبر وأكبررررر



أنزلت عيناها وهي لا تجد رداً على ما قاله




بعد صمت وجيز ...... قالت بخفوت ..... وتردد:
عطني وقت ..... محتايه وقت عسب اصفي ذهني واقدر افكر زين بحياتنا



حمد باندفاع .... ولهفة ...... وامانٍ تطير بين السحب:
لج كل الوقت




اكمل وهو يتحرك بعدم راحة في سريرة: بسسسس


نظرت نحوه بتعجب متسائلة: بس شو !!


ابتسم برقة ليقول: بس يلين ما تقررين مصير علاقتنا ....
ممكن تحطين موسده ورا ظهريه !!



شهقت برقة .... لتقول بقلق اثار خافقه وألهبه:
من عيووووني ....





اقتربت منه لتضع وسادة خلف ظهره




كان أنفه قرب عنقها بالضبط





غمغم بصوت اجش مُغرم: ريحتج غاوية



تورد وجهها خجلاً ..... وتذكرت انها وضعت على عنقها دهن عود بعد استحمامها قبيل صلاة الجمعة


قالت لتدارك خجلها:
وين غاوية الله يهداك ... بقت فيه ريحة غاوية عقب الركيض والمعافد فوق الرملة البارحة !!




لم يكن يستمع إليها .... بل لخفقاته القوية العالية ........ ولعيناه اللتان تتأملانها بجوع ...... ومن غير توقف





اكمل بنظرة متخدرة ناعسة:
وشامتج .....



لمست شامتها بدهشة وتوتر



: شامتج ....... تجتل




تورد وجهها اكثر .... فـ اكثر



رباه ............. ما الذي يتفوه به هذا الرجل بحق الله !




تلعثمت بحرج وهي تهمس:
البنج لاعب في عقلك






قاطعها بصوته المتخدر ذاته: وشفايفج




اطبقت شفاهها على بعضها ...... وعيناها تتسعان بصدمة !




عيناه المرهقتان الناعستان ..... مع صوته المتخدر ........ اشعلوا في قلبها بركاناً ثائراً




: يوم حبيتهن ............. حسـ ....... حسيتتتت




بدأ يغلق عيناه تدريجياً



: حسـ حسسسسيت




خفق قلبها بجنون ...... وحرارة جسدها ارتفعت واحرقت عظامها



اغلق عيناها بالكامل هامساً بصوت ممدود ... مبحوح .... أجش ..... ثمل:
بالحياااااااااااااااه










وغرق في نوم عميق



.
.
.
.
.
.



في العاصمة أبوظبي



: يـ يعرررس !!!


قالت بحزم ..... وتعقل .... وهي تطعم ابنها الصغير: هيه ....


شيخة باستهجان: بس ... بس امايه توها متوفية


تنهدت فاطمة ..... وقالت: شيخه امايه متوفية توها بالنسبة لنا .. بس ابويه في غيبوبة من سنين طويلة .. يعني منطقياً هي والكل متوفين بالنسبة له من زمان ..... صح ولا لا !!!
وبعدين ..... بعدين أبا ابويه يرد شرات قبل ..... اباه يرد يشتغل .... يكون صداقات .... يكون علاقات منيه مناك .... اباه يرد خليفة اللي كان قبل


شيخة بحدة: وشو خص العرس في اللي تقولينه !!


فاطمة: لانه ريال ... محتاي حرمة وهو ما شاء الله بعده شباب مب عود وايد ...


شيخة وهي تكتم حنقها بقوة: منو تبين تخطبيله !!


فاطمة: الصراحة


شيخة بترقب حاد: هيه


فاطمة ببساطة: رفعة


وقفت شيخة لتهدر مستنكرة: اشووووه !!!


فاطمة: احم ..... الصراحة يعني ...... اشوفها مناسبه له


شيخة بانفعال: هاي قد بناااااااته


هزت كتفيها لتقول: شو اللي يمنع .... وبعدين حسيت ان ابويه يباها


شيخة عاقدةً حاجبيها: شو دراج !!


فاطمة: الصبح يلست وياه وسولفنا .... وقالي انه كل يوم يسير عندهم عقب موت ابوهم .... يبا يساعدها هي واخوانها .... بس هي ما تخليه
شفته متضايج بسبة هالشي .... فقلت في خاطري يمكن البنية ما تبا حد يرمس عنها ويتهمها بشرفها .....
عسب جيه فكرت فيها وقلت ليش ما ياخذها بالحلال ويصك حلوج الناس !!


شيخة بمشاعر مكبوحة: قلتيله !!


فاطمة: لا ..... بس بقوله الليلة ان شاء الله


هدرت شيخة بحدة: كيفكم ... سووا اللي تبونه ... أصلا انا منو عسب تخبروني وتاخذون رايي




وبعد هيجانها المفاجئ الذي صدم فاطمة ..... هرعت نحو السلم وذهبت للأعلى نحو غرفتها


همست فاطمة بتعجب بينها وبين نفسها: هاي شبلاها جيه معصبة !!






رن هاتفها ...... وكان غانم زوجها


استلته بهدوء وقالت: هلا غانم


..


: روضة ..!!
شبلاها !!


..


وقفت بعنف لتصيح فزعة: شوووووووو !!!!!










نهايــــة الجــــزء التاســــع والسبعــــون






.
.
.






ترقبوا الجزء الثمانون "الخاتمة" الاسبوع القادم إن شاء الله تعالى ....



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 08:31 AM   #87

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





قبل البارت الختامي



اشكر همس القلب على احلى هدية قدمتلي اياها من عرفتها ...... خنقتني العبرة من جمال الحفل والمؤتمر ...... والله خنقتني العبرة ..... لي تعليق ثاني اطول واوفى لحقج


وشكر خاص لـ زهرة منسية على النقل ... يعطيج العافية كفيتي ووفيتي

وشكر اخير .. لكل من ساااااااااهم مع همس في ترتيب المؤتمر والحفل ..... شكراً من كللللللللل قلبي .... اسعدتووووني اسعدتوووووني اسعدتووووووني وما في كلمة اقدر اقولها بتوفيكم حقكم .......

لو تميت اتكلم ما بسكت <<<<< خلاص الدمعة شوي وبطيح من عيني ..... قلبي بعده يراقع من اللي شفته وقريته ....



احبكـــــــــــــــــــــ م



البارت بين ايدكم الحينه


قراءة ممتعة حبايبي



.
.




(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



.
.



الجــــزء الثمانــــون والأخيــــر



،



ما لعيني عشيت بالنظر


أنكرت بعدك ضوء القمر


وإذا ما شئت فاسمع خبري


عشيت عيني من طول البكا


وبكى بعضي على بعضي معي


..


غصن بان مال من حيث استوى


بات من يهواه من فرط الجوى


خفق الاحشاء موهون القوى


كلما فكر في البين بكى


ويحه يبكي لما لم يقعِ


..


ليس لي صبر ولا لي جلدُ


يا لقومي عذلوا واجتهدوا


أنكروا شكواي مما أجدُ


مثل حالي حقها أن تشتكي


كمد اليأس وذل الطمعِ


..


كبدي حري ودمعي يكفُ


تعرف الذنب ولا تعترفُ


أيها المعرض عما اصفُ


قد نما حبي بقلبي وزكا


لا تخل في الحب أني مدعي



لـ ابن زهر الاشبيلي



،



بعد مرور شهرين
صباحاً




ابتسم بحزن ... داخل سيارته بعد ان خرجت جدته منها قبل قليل زائرةً حفيدتها ناعمة ..... وعيناه على الزاوية القريبة من الباب الخارجي الصغير .... الذي اعتاد هو وعبيد ان يقفا عندها يدردشان ويضحكان على آخر المقالب التي افتعلوها مع اصدقائهم ..


دعاه الشوق ... فـ لبّاه


خرج من سيارته ...... ومشى .......... ثم مشى


حتى اصبح عند الزاوية تماماً




لمس الجدار الأبيض بحرقة .............. ولوعة




ليغمغم بخفوت أليم حد العذاب وكأنه يسر حديثاً في اذن صديقه رحمه الله: ما لقيت شرواك عبيد .... المخاواه عقبك بليا معنى يا ولد محمد ........





رفع عيناه للسماء ............... ثم اردف بصوت مكتوم: الله يجمعني بك في جنات النعيم







: آمين







انتفض بوقفته والتفت للخلف بحدة ........



ليراها تقف امام باب الملحق القريب من مكان وقوفه


اتسعت عيناه وكأنه يرى خيالاً ....... لكنه ليس خيالاً !



انها موزة ................ زوجته !



اجل ........ في خضم حزنه تذّكر ان التي امامه زوجته وانه عقد عليها القران بعد أسبوع من حادثة ليوا



نطقها بصوت مختنق ..... رغم ولهه/اشواقه ....... رغم لهفته ان يسمع صوتها اكثر ........ الا انه الآن يريد بلسماً يخفف ما يعتري روحه: مـ ...... موزة




اخفضت اهدابها ............ وهي تدرك تماماً ما يجيش بخاطره فقد سمعت كل حرف تفوه به ولم تكن تعرف انه ما زال يتعذب لفراق اخيها .... صديقه الابدي





ومن غير ان تشعر ....... ابتسمت ........ ولا تعرف السبب !


ربما آلمها منظره المتألم ورغبت ان تخفف عنه وتنسيه حزنه ...............




قالت وهي تستند على باب الملحق: البتانية





فـ فهم ما قصدته بكلمتها ...............




اخفض عيناه ارضاً وقهقه بخفوت .... بمشاعر شتى ........... حارة ومجنونة




ثم رفع وجهه ..... مع حاجبٍ واحد ببسمة كسولة ....... ليقترب منها ببطء ويقول: عاش من شاف هالويه




توتر جسدها من اقترابه .. فـ عدلت وقفتها وكذلك حجاب رأسها


عندما اصبح اخيراً يقف امامها ...... اشر للزاوية بأنفه ليقول بنبرة ذات معنى .... تشوبها مشاكسة من نوع خاص بعيداً عن الحزن/المرارة: كنت ارمس عبيد



ابتسمت مقلتاها حباً للإسم الأخير .. فقالت وهي تجاري حديثه: لو قرضتوبي ما بحللكم ترى


ذياب بعينان متسعتان: ههههههههههههههههههه وابوي بسم الله ...... ما بحللكم مرة وحده !!
لا لا ... ما قرضنابج ..... قالي شي واحد بس وسار


وضعت يدها على خصرها بطفولية بريئة وسألته بنصف عين: وشو قااااال !!


ذياب: احم .... قالي مبروك عليك شيخة البنات



انزلت يدها بخجل ...... وهمست مخفضةً اهدابها بحرج: والله !


رد بثقة باسمة: هيه نعم


: وشو رديت عليه !!


رفع انفه بتعجرف زائف ليقول: ما يبالها ..... قلتله هي اللي مبروك عليها ذياب بن هامل


اتسعت عيناها بصدمة ..... وغيظ طفولي ...... لتهدر بصوت ناعم حاد: انت مب جنتل مووووليه


حاصرها بجسده الرجولي الكبير ...... قبل ان يقول بنبرة اجشة محدّقاً بوجهها بجوع: وانتي لسانج طويل ..... وايدج بعد





زمت فمها باستغراب ولم تفهم ما قصده ...... لتبرق عيناها بالمعرفة بعد ثوانٍ وهي تراه يؤشر بمكر على جبينه




تذكرت انها يوماً ما ضربت جبينه بالحصى ..... فـ أغلقت فمها بسرعة وضحكت عليه



كشر انفه بمكر .... وقال: بعدها الفلعة تعورني



: آسسسـ آسسففـ.....




سكتت عندما تذكرت سبب رميها إياه بالحصا فتراجعت عن اعتذارها بحنق مغتاظ: لاااااا ........ تذكرت شحقه فلعتك ..... دواااااااااااااك



حاصرها اكثر بجسده ........... ولا يفصل صدر كل منهما ...... سوى عدى سنتيمترات



الحرارة في الجو ارتفعت .............. ولا تعلم أهي خارجة من جسدها ...... ام من جسده !



التقطت أنفاسها خجلاً .... تخبطاً .... اضطراباً ..... لتسمعه يهمس بصوت مبحوح غليظ قرب وجهها:
دوايه !!!!



خرج صوتها بصعوبة: ا ا ا هـ .... هيييه



: والسبب !!


هدرت برقة وعيناها على الأرض ...... وليس على وجهه القريب: لـ .... لـ لأنك عيبت عليه ....
ووو .... وانا ما كنت رايمه ارد عليك ... شو كنت تتريا مني اسوي !!!


رفع جانب ثغره ببسمة صبيانية مشاكسة ليقول: انزين الحينه ترومين تردين عليه ...
قولي اللي في خاطرج ...






رباه ............... كيف ستفعلها وهو قريب منها بهذا الشكل التعذيبي !


: مـ ما .......






التقطت أنفاسها بصعوبة ......... فأكملت بتوتر شديد: ما عندي شي أقوله ......




ذياب وهو يمارس الضغط النفسي عليها بصوته الأجش القريب: ولا شي !!!


موزة: و و ...... ولاشي



عض باطن شفته السفلية بـ افتتان مُهلك ..... ليقرب وجهه اكثر ..... ويلصق جبينه على جبينها الرقيق


عندما احست بملمس جلده على جلدها ......... شهقت وأغلقت عيناها بقوة ...........



ذياب: لا تغمضين عينج ....... لا تحرميني من عسلها ....... دخيلج .........




تنفس بـ توق/التياع عبيرها الحلو ..... واكمل بشوق: ما تعرفين شقد ترييت هاللحظة ...............



ببطئ .... تردد ..... وتعثر خافق مجنون


ارتجفت اجفانها ..... ورفعتهما ليخرج العسل مرة أخرى امام عيناه




ابتسم بتلذذ ........ وقال اول كلمة خطرت بباله لحظتها: اعشق عيونج


تورد وجهها ..... واحتقن بحمرة الخجل ......... لتغمغم من غير ان تشعر: انت .... انت وايد ...... جريء ..... خلاص ...
خـ .... خووووز




قهقه بأجش .... ليصدر صوتاً معارضاً من اسنانه ..... ويقول بمكر: لا ..


حاولت دفعه ..... لكنه امسك يدها وقال: اول حددي يوم عرسنا .... الحينه


توترت ..... فقالت بلعثمة: انا ..... احم ........ انا قلت حق حارب


ذياب بقوة: لا .... ما بتريا يلين ما تدخلين الجامعه وتخلصين اول كورس ..... لو تجتليني


همست اسمه بضعف: ذياااااااب


ذياب بمشاعر محمومة هائجة: اباج موزة قربي ..... اباج كل يوم جدامي ...... اشوفج في صباحي ومساي
اشوفج حولي ..... وفي بيتي ......


دخيلج لا ترديني




بعد صمت طويل ..... وبعد ضغط عاطفي من عيناه الحارقتان واصراره العنيف ......... قالت برضوخ: زين ...... مـ متى تبا !!!


فقال بسرعة ومن غير تفكير: عقب شهر



شهقت مصدومة وصاحت: شهــــــ...........






قطع شهقتها فجأة بأن قبل جانب ثغرها بقوة



تجمدت كلياً



قال وهو ينظر لعيناها المتجمدتان: عقب شهر .... اوكي !!



لم تجبه ..... ما زالت لا تصدق انه للتو ................ قبّلها !




كانت جامدة كلياً



فـ ابتسمت عيناه بمكر ..... ورفع هاتفه ليخبر حارب ان الزفاف بعد شهر ..... بموافقة كاملة من موزة






عندما انهى الاتصال ..... دفعت صدره بقوة ....... وهربت مهرولة نحو المنزل





فـ ضحك بانتصار ودخل سيارته ليستعد لزفافه القريب



.
.
.
.
.
.
.



شعرت به يدخل الغرفة .... فـ أغلقت عيناها بسرعة وادعت انها ما زالت تغط في نومٍ عميق


لكنه فقه لفعلتها .... فـ برقت عيناه مكراً واقترب منها ببطئ وعلى رؤوس أصابعه



فجأة


صاحت وهي تضحك بشدة: ههههههههههههههههههههههههه ه احمممممممد لااااااااااااااا




لكنه لم يبتعد ... ظل يدغدغ ابطها حتى ادمعت عيناها


: يااا مشاااااغب بسسسس هههههههههههههههههههه


استمر بدغدغتها ضاحكاً هو الآخر ..... وبسرعة لم يفقه لها ... دفعته بقوة بعد ان سحبت يدها منه


اصبح مرتمياً على ظهره على السرير



وهي تشرف عليه من فوق


رمقته من تحت اهدابها لتقول بخفوت: ما بتصطلب يعني !


عض شفته وقال بنبرة صبيانية: لا .... شو بتسوين !!


عضت خده فـ اخذ يضحك بجنون


هذا سلاحها الجديد بعد ان اكتشفته مؤخراً ......


احمد لا يقاوم أي عضة تأتيه على وجهه ...!!! يضحك بجنون ما ان تعضه حنان على وجهه حتى يشعر بالألم الفعلي في بطنه



: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههه حنوووووون


حنان بخبث باسم:
ما بخليك بهالسهولة يا حلووووو ...... لازم تترجاااااني عسب اخليك



احمد: ههههههههههههههههه يالخبلة خلاااااص


حنان بضحكة شريرة: لا لا ..... ترجاني اني اخليك .... يلااااااااااااا


توسلها من بين عيناه الضحوكتان: بلييييييث


حنان:هههههههههههههههههههه� �ه وتعيب بعد على ولديه سعيدان !!!


ضحك بخفة ..... قبل ان ان يمسك بخصرها .... ويرفعها بقوة فوقه ..........


صاحت بضحك يشوبه الخوف : احمد لااااا بطييييييييح



ثم رماها بجانبه .... واصبح هو هذه المرة فوقها



كانا يلهثان امام بعض بضحك وانفاس متلاحقة .......




لحظات مرت وهو يتأملها ببريق عيناه الشديد ..... ليقول فجأة بجدية ارعبتها: حنون


عقدت حنان حاجبيها بتوتر وهمست: شو !!


احمد بصرامة: قربي شوي


تلعثمت من الخوف ... وقالت مرتعبة: شو احمد زيغتنيييي


احمد بذات نبرته الجدية: قربي قربي خل اشوف شو هاللي في ويهج ..


حنان بهلع: بسم الله شوووووو !!!


قرّبت وجهها من وجهه واغلقت عيناها خوفاً مما سيكتشفه فيها ......



وقبل ان تعاود سؤالها كانت تشهق بصدمة وألم ................ يعقبهما ضحك مغري ......... وامتناع مثير !


اخذ يعض وجهها ويقبله هنا وهناك بعنف ... وصوت عالي غليظ


: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههه احمدااااااااااااني .....



وغرقا مرة أخرى بين أمواج الوله/العشق








بعد لحظات طويلة




دخل الحمام ليستحم ويجهز نفسه لصلاة الظهر


أسندت رأسها على يدها وهي تبتسم برقة متفجرة بالغرام


وشيئاً .... فـ شيئاً ......... عادت ذاكرتها لما حصل قبل شهران بالضبط !




"




بعد ان خرجا من المستشفى وكذلك الجميع ........ وعندما اصبح كل منهما في السيارة ... متجاوران .... متفجران بشتى أنواع المشاعر الحارقة الهائجة !



نظرت لـ اللوحة الزرقاء الكبيرة المنصوبة على جانب الشارع ......... هاتفةً بحيرة/ارتباك:
وين سايرين !! درب بوظبي يمين هب يسار !!


اجابها باختصار وناظره على الشارع العام: قطر


شهقت وهي تقول بصدمة: قطر !!!!


نظر نحوها .... وابتسم بشرٍ دغدغ قلبها ...... ليقول بعدها وهو يعدل نظارته الشمسية فوق جسر انفه: بخطفج أسبوعين وبردج ...


تقدمت للأمام وهي تنظر للشارع غير مصدقة ...... وقالت: احممممد


: اش ولا كلمة ...


نظرت إليه لتقول بربكة وشتات وحيرة: بس ... بس ما عندنا ثياااااب


احمد: سايره ربع الخالي انتي !! الدوحة متروسة مولات ما شاء الله بنسير أي مول وبنتشرالنا


حنان بقلق: و ..... واليهااااال !!!!


احمد: ناخذ منهم إجازة أسبوعين .... بخلي سيف يشلهم عنده لا تستهمين .........والجوازات في السدة جدامج تمن في الموتر يوم سرت اجددهن قبل أسبوع ..



وقطع باقي احتجاجاتها الرقيقة بأن اغلق فمها وامرها بنظرة قوية من عيناه الا تجادله .... ففعلت ما طلبه بابتسامة مندهشة خجولة










في إحدى فنادق الدوحة الفخمة





وقف امامها وهو يقول بصوت رقيق انما آمر اثار تعجبها: 8 خلج زاهبة ..... ناقصنج شي بعد ؟!!


هزت رأسها نافية لتقول بخفوت: لا الحمدلله اشتريت كل شي من المول


رفع هاتفه وهو يقول: زين ..... انا ساير


حنان: وين ؟!!


احمد: مشوار صغيروني .... رقدي انتي وريحي ... و8 اباج زاهبة ... اوكي !!!


حنان بحيرة بالغة: شحقه احمد ؟!!


هتف احمد بغيظ ... فتساؤلات حنان تزيد درجة حرارة ربكته ... "المرتفعة في الأساس": اوهووو .. خلاص سوي اللي اقولج عليه وخلاص


رفعت يديها وهي تقول مستسلمة: زين زين ان شاء الله










عند تمام الساعة الثامنة ... كانت جاهزة بالكامل ... من شعرها حتى اخمص قدميها

بفستان ابيض ناعم ....... اشترته بأمر من احمد ولا تعرف السبب !!


بعد لحظات دخل الغرفة اربع مضيفات ...... شقراوات جميلات انيقات بفساتين وردية ساترة جميلة ... كل واحدة منهن تحمل بين يديها باقة حمراء وبيضاء على حرف من حروفها




باقة على شكل حرف ح

باقة على شكل حرف ن

باقة على شكل حرف أ

وباقة أخيرة على شكل حرف ن




وقبل ان تعبر لهن عن صدمتها ..... كانت مضيفة خامسة ..... ويبدو انها كبيرة المضيفات لكبر سنها ولباسها المختلف


تتقدم نحوها وهي تبتسم بحنان واعجاب .... وضعت خلف اذنها وردة حمراء لتقول بإنجليزية خافتة لطيفة:
هكذا ستبدين اجمل أيتها الفاتنة ..




اثارت الصمت .... فالذي يجري حولها الآن ...................... كـ الحُلم المُخدر للأعصاب !




قادتها وباقي المضيفات الى قاعة ضخمة ...... بالطبع بعد ان اخفين حُسنها تحت العباءة الفضفاضة والحجاب السميك




ظلام ..... شموع حمراء متناثرة هنا وهناك



لا ترى شيئاَ عدا الشموع هذه ... بصدمتها ... وارتباكها .... وتخبطها .... وذهولها



همست بأول اسم طرأ على بالها/قلبها ما ان اوقفتها كبيرة المضيفات بين طاولة ومقعد: ا ..... احمد


اتاها صوته الرخيم .... الاجش ..... المتفرد من الظلام البعيد كلياً عن الشموع: يا نصخ احمد


خرج وجهه عندما اخذت كبيرة المضيفات بإشعال الشموع فوق الطاولة ...... مع اقترابه ببطء منهما




احتقن وجهها وهي تتأمله بمشاعر مجنونة ... حارة ... عنيفة


كان في قمة اناقته ...... ووسامته البدوية بثوبه وشماغه هم من أعطت للجو الشاعري الكلاسيكي طابع خاص فريد من نوعه






ذهبت كبيرة المضيفات ..... فـ ظللن المضيفات الأربع واقفات خلف ستار الظلام ليعطين الخصوصية للزوجان العاشقان


تأمل حُسنها ...... فـ ارتعش فؤاده هياماً واعجاباً خالصاً



اجلسها تحت وطأة نظراتها المبهوتة المتسعة ......... وجثى بعدها على ركبة واحدة عند رجليها




نظرت حولها وهي تقول بعينان تلتمعان بدموع السعادة/الذهول/الحيرة: ا ... احمد .... شـ شو هااا.....





امسك يداها المرتجفتان ............... مقاطعاً إياها بأجش خافت حار: كان يا مكان ..... في قديم الزمان




تضببت عيناها وهي تحدّق به بتوهان ............. ليردف بذات نبرته/مشاعره:
ريال اسمه احمد
حرمته توفت .... وخذا اختها عسب يطلع كل عقده وينونه فيها ....



انتفض قلبها ....... فـ انتفضت يداها الصغيرتان اكثر بين يداه القويتان الكبيرتان



اخفض اهدابه قليلاً .... ليعود وينظر إليها ببسمة جانبية موجعة: كان يتحرا الدنيا عقب سوايا حرمته الاولانية سودا ... ظلمة .... ما فيها حرمة تستاهل يثق فيها ويسلمها قلبه وحياته

ضرب بنت الناس .... ذلها ...... سبها ..... لعن صيرها ........ سوى فيها اللي ما يتصوره مسلم عاقل

وهي ..... مع كل ها اللي ياها .... صبرت ..... وتفهمت ...... وكانت له الدفى اللي فقده سنين طويلة

كانت له البلسم لجروحه ..... والدوا لآهاته





لمس جانب ثغرها متأملاً إياه بشكل مُهلك .......... ليردف بصوت اختنق من فرط مشاعره: بسمتها ............ انشهد بسمتها كانت تطفي ....... شوي شوي النيران اللاظية في يوفه

اكتشف معاها معنى الحب والاهتمام .... والاحترام !

اكتشف معاها .... ان الدنيا بعدها بخير .... وان صبوع ايده هب سوى ....





اتسعت ابتسامته ... لتخرج اسنانه العلوية الجميلة ......... ثم قال بحرارة: تعرفين شو اسمها !!


هزت رأسها ........ نافية ........ ودموعها تتساقط بتأثر .. وسعادة .. وانبهار



هي تعلم من يقصد ............. لكنها ارادت سماعها من فمه




رفعها حتى وقفا امام بعض ...... امسك خصرها وقرّبها نحو صدره الصلب ....... ليقول بغرام لا يقبل الجدال: اسمها حنان ............. وهي الحنان كله





دموعها لا تتوقف يالله .............. لا تتوقف .............. وهو لا يرحمها بنظراته المُغرمة الثملة



اردف وهو يمسح دموعها بطرف ابهامه: يبا يعترف لها بشي ... بس ظنج بتصدقه !!


امسكت بيده المسترخية على خدها .... لتقول من بين دمعاتها الشفافة: وليش ما تصدقه !! هي تحب تربع ورا إحساسها .... وتتجل على قلبها وايد ........ وهو ما يخيب ظنها


ابتسم وفهم ما قصدته من خلف كلماتها ...... اشارت الى ما قاله قبل اشهر عندما صرّح لها انه لا يستطيع الاعتماد على قلبه بعد ان خذله مرة !



اخفض عنقه لكي يصبح وجهه امام وجهها تماماً ...... ثم قال بنظرة ملؤها الوله/الولع:
يعني بتصدقه لو قالها ...................... "احبج"







تجمدت نظرتها/عروقها


لم تكن تعرف انه سيقولها ...... ظنّت انه سيقول أي شيء عدا هذه الكلمة



ربااااااااااااااه







فجأة ...... وببطش انثى متعطشة ...... امسكت وجهه بكلتا يديها ........ وقالت بقوة:
بتصدقه ................. قولها








: احبج حنان ..







لا تعرف ..... أتبكي سعادةً لما تسمع ....... أم تسكت وتلتقط أنفاسها كي يعود الدم لقلبها من جديد



التمعت مقلتاه بالتأثر .... وضغط المشاعر في جوفه .............. ليردف:
وما حبيت وحده شراتج



ارتمت بحضنه بعنف ............ لتغمغم من بين دموعها المتساقطة: حبيييييييييييبي




شد من حضنه لها ..... وقال بأجش: الليلة هاي ليلتنا ...... والعروس هي حبيبتي .......
الليلة أبا اعيشج عمر .............. وأبا اعوضج عن كل شي انحرمتي منه ويايه ....... ممكن !!



ابتسمت بـ دموعها الصارخة بالسعادة: تستأذن وانا كلي لك !!



لثم جبينها برقة دغدغتها ....... ليهمس امام عيناها بحبٍ خالص: يا اجمل ما خلق ربي ...



"










: حنااااااااااان


ردت على ندائه الآتي من خلف باب الحمام: لبيييه


: عطيني فوطة



نزلت من السرير وهي تلتقط منشفته وتقول: ان شاء الله


عند باب الحمام ... مدّت يدها لتعطيه المنشفة ..... الا انها شهقت بخوف وهو يجر يدها بقوة مع المنشفة ......... واعقب شهقتها الخافئة ....... ضحكة متغنجة منها بعد ان أصبحت أسيرة ذراعيه في الداخل: هههههههههههههههههههههههه احمد لااااااااااااا



.
.
.
.
.
.
.



تثائبت بنعاس .... وقالت: فلاح خلاص أبا ارقد


فلاح بغيظ: الحينه ريلج متصلبج وتقوليله أبا ارقد .... زولي اشوف زولي والله مب منج ... مني انا


حصة بتدلل ناعس: فلااااااااااح


اتاها صوته جافاً: خير


طرقعت اصابعها لتقول بحماس مفاجئ: تذكرت شي


فلاح بتعجب: شو


التمعت مقلتاها مكراً وقالت: اختك


: شبلاها مهروه !!


حصة موضحة: لا لا ...... السوسة مياسوه


فلاح: مياسه !! ...... شبلاها !!


حصة بشر ماكن: تحيد يوم حلفت وقلت الا اردلها الحركة !!




عقد حاجباه بحيرة وهو يحاول تذكر ما تقصده حصة بكلامها




"



قبل شهران ...

حصة ... ويالهول تعجبه مما فعلته ... طلبت منه ان يأخذها الى مزرعته بعد خروجهما من المستشفى




وهناك ..... في غرفتهما ...... سحبها واجلسها قربه على الاريكة


وضع كفه على وجهها ..... وقال بانهاك عاطفي شديد: خلاص حصة .... تعبت من لعبة الشرطي والحرامي ..... اباج ..... واقولها لج بالعلني ... اباااااااااج واحبج ......


اخفضت عيناها بخدان متوردتان ....... لتقول بصوت خشن محرج: و ..... وانا .... اناااا



سكتت فجأة وهي تلمحه يرفع هاتفه ويفتح محادثة صوتية



وسرعان ما اتسعت عيناها بصدمة وهي تستمع للمحادثة





//



: مياسه .....


: يلا قولي ... وهب لازم تقولين هيه او لا ... عبريلي عن مشاعرج اللي تييج يوم تشوفينه او تسمعين حسه ....


: ظلمته انا مياسه ... وايد ... بس هو بعد ما قصّر فيه ... شفتي بعينج حركاته ... وزاد الطين بلة يوم يابلي هاييج العله الكشميرية .... ماعرف هي حرمته ولا حبيبته ولا ربيعته ..... بس اكرهها ... اللي ما يخيل عرف كيف يحرق فواديه زين ما زين ....
انا ......... اناااا ...... اففففففففففف
ماعرف ماعرف .... كل ما يسويبي شي يعور قلبي ويعصبني .... اتعلق به زود

يوم خذاني غصبن عني تعلقت به زود
يوم طرشلي هاك المتوه عسب يغايضني ويذكرني دوم بوجوده بحياتي تعلقت به زود
يوم احس بدفاه وحنانه واسمع اسميه بحسه الرخيم اتعلق به زود
يوم ......... ا ا ا ............ يوم يلمسني ........ احس ان كل نبض في يوفي يرقص رقيص ... كياني يهتز ... انفاسي تثقل .... بكبري احترق واذوب ...
ووو ... ويوم يابلي هاييج العله .......... حسيت ان حد خذا شي مني ... يمكن كرامتي ... يمكن عزة نفسي ... او .....
او ...... يمكن روحي كلها ......
كرهته ............. بس وانا اكرهه .......... كنت اتعلق به زود ............. انا غبية ............. وهو غبي لانه حط راسه براس وحده غبية ...........



//





شهقت وهي تقف: منو ..... منو مسجل رمستيه !!!


فلاح كابحاً ضحكته بقوة: منو غيرها !!


صاحت بغضب: مياسوووووه !!!


امسك يدها بقوة ... ليجلسها قربه مرة أخرى ..... ويقول بنبرة اقرب للأمر من الطلب: قوليها


توترت ... فـ تلعثمت بخجل فظيع: ما ..... ما ...... ا ا انااااااا



كررها بعنف كـ عنف مشاعره: قوليها ....... قولي فلاح انا احبك


هدرت بخجل فظيع: فـ فلااااااح


كرر كلامه بشوق عنيف: قوليها


اطبقت شفاهها على بعضها .... وقالت بوجه محتقن: خلاص تعرف حق شو اقولها


احتد صوته بنفاذ صبر: حصوووووه


زمت فمها لتغمغم بتدلل مغتاظ: لا تصارخ


نظر لها متأملا عيناها بوجع ........ لتردف بقهر رقيق: لا اطالعني جيه


فتح ثغره ليتكلم


لكنها قاطعته وهي تأمره بذات قهرها: لا تفتح ثمك


نظر لها بتعجب وغيظ من اوامرها المستمرة لكنه سرعان ما برقت عيناه بخبث ما ان لمحها تحرك يدها على وجهها المحتقن .. وتقول بحنق/حرج: ليش جيه المكان غدا حار !!



قهقه وظل يتأملها بحبٍ وحنان بالغان


ثم سمعها تقول بتلعثم خجول: احم ...... شسمه


نظر لها من تحت اهدابه هاتفاً بصبر تام: ايوه !!


تراجع بتعجب عندما هدرت بحدة امام وجهه: مياسوه هاي براويها صنع الله ..... الطفسه


تنهد بخفة ....... ليقول متمسكاً بصبر وحُلمه: ايوه !!


ضربته بسبابتها وهي تكمل بحقد ملؤه التوتر/الاضطراب: و وووو وانت ...... انت ليش تتسمع شي مالك خص فيه !!


ابتسم بخفوت ......... ليكرر كلمته بمكر خفي: ايوه !!


اشاحت وجهها بحدة ........ وقالت مغمغة فاقدةً السيطرة على اعصابها: استغفر الله العظيم ... احم ...





تحت نظراته المغرمة سألته وهي تحرك اصابعها مع بعضها البعض: عسب جيه ييت المزرعة الظهر .. بغيت تشوفني عقب ما سمعت الكلام !!


لانت نظرته بحنان فيّاض ..... وقال: هيه


: وانا ..... انا بعد بغيت اشوفك ...... عقب ما قريت كلام ...... يمامة


فلاح باستغراب: يمامة !!


: هيه ..... طرشتلي كلام وايد بس مختصره هو .... انك بريء من أي علاقة وياها .... وانها تحبك من طرف واحد وما تعدت حدودها وياك الا في لحظة ضعف هاك اليوم وانت صديتها .... لانك .............. لانك تحبـ.....



سكتت خجلاً .... فـ سمعته يكمل كلمتها بنفسه: لاني احبج



اخفضت اهدابها بوجه متورد .......... قبل ان يقول بافتتان خالص: اخ بس منج ..... عشقت لسانج الطويل ..... بس مادريت اني بعشق حياج اكثر



ضربت كتفه بخشونة تنافت مع صوتها الرقيق الخجول: فلااااااااح


مسك خصرها وسحبها نحوه بعنف .... وقال: بعدني اتريا


امسكت شحمة اذنه بعفوية وهي تغمغم بخجل: ا ............ احبك ............. احبك اكثر مما تحبني بعد


ابتسم مع اتساعة محاجره ...... ثم قال: جذوب ... شعرفج شو في قلبيه !!


شهقت بنعومة ...... وصاحت بعناد: والله احبك اكثر مما تحبببببببني


رص على مقلتاه وهو يقول: وتحلف بعد بنت عبدالله



رفعت انفها بغرور ..... وهي تقول: هيه نعم .. آآآآآآآآآآآآآي .......
فلااااااااااااح نززززززززلني




امسك يدها بيده اليسرى وحملها حتى اصبحت تتدلى خلف رقبته ويده الثانية فوق وركيها ...




قال ببسمة خبيثة وهو يسير بها نحو السرير: بتصومين ثلاث أيام على حلفانج ها


فهمت مقصده فـ ضحكت: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههه مينووووووووووون



"





قال رافعاً شفته ببسمة قصيرة: وعلى شو ناوية مدام حصة !!


حصة بدهاء: الحبيبة من يوم ملجت وهي ساحبه علينا ..... جان اعزمها اليوم عندنا


فلاح: انزين وخلاف !!


حصة: اباك تعزم ريلها .... ويوم ايي بقولها تسير ادخن الميلس لانك عازم ربعك على العشا الليلة


فلاح: انزين !!!!


حصة: وبس ..... هي بتدخل وبتشوفه .... وانا بقفل الميلس عليهم .... وبيي دورك عقب ... اباك تدخل عليهم وتسويلهم احلى فلم هندي .... فلم هندي ررررررعب ههههههههههههههههههه
أبا مياسوه يوم تشوفك وانت حادر عليهم تسويها على ملابسها من الخوووووف ...


فلاح: ههههههههههههههه ماعرف امثل أخاف اضحك


حصة بنصف عين: انت ما تعرف تمثثثثثثثثثل !!! خلني ساكتة بسسسسس


فلاح: هههههههههههههههههه انزين انزين ..... بس حددي ... رعب مع ضرب ولا تهديد بس .... فيها قبايل هاي ترى ... شقى تيلس ويا ريلها قبل العرس رواحهم ..!!


حصة بحماس شرير: لا لا تهديد بس ..... تبا البنت تتكسر قبل عرسهاااا !!


فلاح: انزين صار ...... وشو بتعطيني مقابل خدمتي !!


قالت بغنج: اللي تباااااااااه حبيبي


فلاح: اللي ابااااااااه !!


همست وهي تبتسم بنعومة مثيرة: هيه


فلاح وقد اشتعلت مشاعره مع همسها المبحوح: خلاص تم


حصة بتحذير: بس هاااااااااااه .... اباها تربع صووووبي وهي تصييييييح من الموقف ..... ماوصييييييييك


فلاح: ههههههههههههههههههههههه والله انج شررر


حصة بمكر: ههههههههههههههههههههههههه اعييييبك ..











ليــــلاً






اتاها صوت مياسه الحاد الباكي: حصووووووووووه لحقي علييييييييييييييه



فـ كتمت ضحكتها الماكرة بقوة وهي تعلم سبب صياح المياسة الهلع !



.
.
.
.
.
.
.



كان صبوراً


وهذه المرة صبره متعقلاً .. حليماً .. متفهماً


أراد أن يبدأ حياة جديدة معها لذا ترك لها كل الوقت


لم يغضب


لم يغتاظ


لم يستاء


لم يبين لها حتى شوقه المجنون لها


كان نعم الصديق لها ...... بعد ان عادت معه الى دبي وهي تدرك تماماً ان مكوثها اكثر في منزل والدها لن يزيد الامر الا سوءاً !


فـ تمكن من التعرف عليها من جديد


وأعطاها الفرصة كي تتقبل صداقته ولا تنظر له هذه الفترة سوى بمنظور بريء صادق ...... فـ كانت له الصديقة


وتعرفت عليه هي كذلك من جديد


علمت ما يحب وما يكره


تستفيق معه كل صباح لتجهز له افطاره وملابسه


وعند الغداء تنتظر عودته من العمل ليأكلا سوياً


وعند العشاء تسأله ما يفضل تناوله لتطبخ له بنفسها


أصبحا لا يفترقان ....... لكن الصداقة هي ما تجمعهما


وصلت صداقتها له حد انها تشجعت وصارحته يوماً بمشكلة مص ابهامها ...... فهي كانت منزعجة من فكرة انه ربما سيراها تمص اصبعها في ليلةٍ ما وهي تجهل ذلك ....... فـ يظنها تعاني من مشكلة نفسية ما


عندما علم .... تفهمها .... وطمأنها ان مثل هذه الأمور تحصل للكثير حتى للرجال .... المسألة فقط مسألة اعتياد نفسي ...... وسيساعدها هو شخصياً بترك هذه العادة القديمة بطريقة صحية مناسبة ....


تفهمه ... وتعقله .... وكبر دماغه ...... ابهروها ..... وبشدة .......


وساعدت كثيراً في تمتين حبال الثقة/الود بينهما


تعترف انه كان هناك الكثير من اللحظات ..... كادا يضعفان وينجران وراء مشاعرهما الخاصة لكنهما يتراجعان


في آخر لحظة !



قال لها يوماً:
لو نسيتي اللي طاف وقررتي نتجدم في حياتنا ونبني علاقة يديدة صافية خاليه من الجروح
ما يحتاي تقوليلي .......... بعرف هالشي من نظرة عينج




كلماته كانت شفاءاً لها ...... وفي ذات الوقت فقدت معها قوتها وجعلتها تفكر بهيجان ان تقرر فوراً وتخبره انها تريد المضي بحياتها معه ..... فـ ما رأته منه طيلة الأيام الماضية ...... جعلها تتعلق به من جديد .......... لكنها جبنت ..... وترددت ......




اليوم ............... مؤشر ضعفها وصل الحضيض .............. تريده .......... وبشدة ............. تريد ان تكون كباقي الفتيات ..... تريد ان تشعر بالحرية وهي تتحدث عنه امام الجميع

تريد عائلة حقيقية ............. تريد ...........




رباه .................. تريد طفلاً






ماذا يا ميرة ............. أغرتي من صديقتك عندما أخبرتك بأمر حملها وهي لم تتزوج سوى من شهر واحد !



آه ...............



أتفعلها وتمضي قدماً !!!!!





لكنها خائفة ............ خائفة من الخذلان مرة أخرى









رفعت مصحفها ..... واكملت وردها ....... لتغلقه فيما بعد ..... وتعتزم فعل ما يدور بخلدها







بعد ثوانٍ




اتصلت به ... فأجابها بصوته الدافئ الهادئ: هلا والله


أغلقت عيناها بقوة .... بسبب توترها .... وخجلها ........ لتقول بحدة: تعال


لم يفقه لحدة نبرتها وارتباكها ....... فقال وهو ينظر من بعيد لأصدقاءه: توني واصل عند الربع .... بغيتي شي ؟!


: تـ ....... تعال




عندما فقه اخيراً ..... لصوتها المرتبك المتعثر الحاد ..... قال بقلق: ميرة شوو......


قطعت كلماته بأن كررت وهي تغطي وجهها المحتقن الحار: تعال


صمتت بأنفاس متلاحقة ..... لتردف بصوت مكتوم مليئ بالمشاعر: ........... وشوف نظرتي




انتفض جسده بصدمة ..... برهبة ....... بعدم تصديق ............... ليأخذ بعنف مفتاح سيارته ويقول بلهجة آمرة غليظة:
لا تتحركين من مكانج
ياينج الحينه












عندما أصبح أمامها ....... ويلمح بوضوح صدرها الذي يعلو ويهبط بربكة ...... وخوف




علم بحق ما الذي ستتفوه به



رفع ذقنها .......... ليقول بعد ان حدّق بعيناها لحظات ملؤها الوجع/الجوع: من صدقج ...... ولا


ابتلع ريقه الجاف ليكمل بعدم تصديق:
ولا مقلب !!!!









يالله ................. عيناه قمة في البراءة ................ حد انها تعطشت الغرق بهما الى مالانهاية



ما بها ................ وكأنها ستختنق ان لم تنجر الآن مهزومة خلف ما يتفوه به قلبها المجنون النائم في المجاعة !






اقتربت منه بجرأة متفردة منها ........ وهمست:
انت قلت بتعرف الشي من نظرة عيوني ....
عيوني شو تقولك الحينه !!



تلعثم ...... وارتجف الذي يتوارى خلق صدره الايسر ............. ثم قال بعد شهيق/زفير حادان: يعني ....... يـ يعننني ...
نفتح ..... نفتح صفحة ايديده ؟!!!




ذبلت عيناها بعواصف من الاشواق ........ والرضى ......... وسماحة النفس



ثم أومأت برأسها بخفوت وانزلت عيناها ارضاً





امسك كتفاها .... وهو يقربها نحوه بشكل حميمي حار ........ هاتفاً بنبرة خافتة انما متفجرة بالمشاعر الهائجة: شو ...... شو اللي خلاج تقررين اليوم !!!








أغلقت اجفانها بربكة ...... وحزن ......... وأسى




لتقول بعد معركة طاحنة بين قلبها/عقلها:
لاني ....... تعبت ......
تعبت وانا اكتم مشاعري واغصب عمري اسوي اشيا انا ماباها .....


تغيمت نظرته ................ فقال متلهفاً للمزيد: مثل شو !!




تساقطت دموعها من فرط ما يعتريها من مشاعر .... ومن فرط خجلها/اضطرابها ........... ثم قالت بتعثر/اختناق:
مثل اني اشوفك تتلمس خدي كل صبح وتقولي الله لا يحرمني منج ...... ووو ...... وانا اخلي عمري راقدة وماقدر ارد عليييك

مثللل ....... مثل اني اشوفك اطالعني كل ما مشيت جدامك بعشق ووله ..... وانااا ........ اخلي عمري ماشووووفك

مثل ...... اني كل ليلة اخليك ترقد على الكنبة ....... وانا ماقدر امنعك واقولك تعال ارقد عداااااالي



كان فمها يرتعش أمام فمه بالضبط



أمرها بتسلط عنيف:
كملي ..... لا تسكتين


ضرب قلبه مردفاً بلوعة:
هاللي يدق في صدريه ..... متوله على هاللحظة فوق ما تتخيلييييين





: بـ ..... باجر ......... لو نشيت ... وقلتلي الله لا يحرمني منج
ابا ارد عليك واقولك ......... ولا يحرمني رب الكون من حنانك

بااااجر ........ لو يلست اطالعني .... بنظراتك اللي خلتني اتعلق بك من اول وايديد
بسكر عيونك بايديه الثنتيييييييين .... لـ ...... لأني ........ استحي .......... منهن ........

ولوووو.......




شهقت وهي تمسح دموعها



اكمل كلامها بنظرة براقة قوية: ولو شفتيني راقد على الكنبة ...... شو بتقولين !!!



احتقن "كلها" حرجاً وخرس لسانها



حملها بمشاعره المحمومة وهو يقول بأجش خافت:
لا
ما بتريا يلين ما اسمعها منج







: حمدددددد




لم يستمع لندائها الخائف ......

فـ شوق حمد كان عاصفاً .... هائجاً ..... وحاراً ..... لا يبرده سوى وصالها الذي طال انتظاره !!



.
.
.
.
.
.
.



مساء اليوم التالي
ليلة زفاف شيخة/ناصر




قالت فاطمة وهي تعدل طرحة شقيقتها الصغيرة: يلا دقايق وبتطلعين خلج جاهزة


شيخة بتردد: يت !!


فاطمة باستغراب: منو !!


تنحنحت بخفوت .... لتقول: رفعة


فاطمة: هيه







ابتسمت شيخة ببرود


تقبلتها بصعوبة في حياتها بعد ان عُقِد قرانها على والدها بعد اسبوعان من خروج روضة من المستشفى .... والفضل يعود لناصر الذي علم بشأن حساسيتها من رفعة وعدم رضاها بزواج والدها منها


تتذكر كلماته القوية والتي دخلت قلبها وروحها واشعرتها كم كانت فتاة سخيفة وقليلة العقل



"



: شيخة ..... ابوج يحبج مثل ما يحب فاطمة وروضة بالضبط ... مافي أبو ما يحب بنته .... بس حطي نفسج مكانه .... اهو في غيبوبة من 15 سنة .... آخر مرة قعد مع بنته الصغيرة كان عمرها بس 5 سنين

والانسان كل واحد وشخصيته وحالته الطبية ... في ناس يقومون من الغيبوبة يبيلهم وقت إلين ما يتقبلون وضعهم الجديد ... وفي ناس من اول أسبوعين يندمجون في حياتهم ومع أهلهم ....

وفي ناس يتقبلون حياتهم بسرعة بس ما يتقبلون نفسياً وعاطفياً الناس حواليهم مثل قبل


وابوج اشوف حالته طبيعية على فكرة .. تقبل حياته .... ومشى فيها ...... وتقبلكم انتو بعد ..... صح مب مثل قبل وهذا الشي طبيعي بيتغير مع الوقت ... بس تقبلها ......... العيب منج انتي شيخة ..

انتي اللي تبين ابوج يعوضج عن كل السنين الفايتة بدون ما انتي تبادرين وتسعين .... انتي تبين ابوج يشاركج بالسوالف ويكلمج باللي في خاطره بدون ما انتي تمدين الخطوة وتبدين ....

على سبيل المثال

مب قلتيلي خبر فاطمة بسالفة روحته لبيت البنت عشان يبي يساعدهم !!
كيف قدر يصارحها بهالشي ويتقبل فاطمة طرف يسمع لحزنه واستيائه !!
لان فاطمة اللي بادرت وسألته .... فاطمة اللي خلته يوثق فيها وتعطيه الحافز يشاركها لحظات حياته الجديدة

صح ولا انا غلطان !!



أومأت برأسها صامتة بعد ان شعرت للتو ان المتاهات العاطفية في روحها بدأت تتسع وتعطيها المجال لترى طريقها من غير توهان/حيرة


اكمل ناصر بحزم: ابوج يحبج ويغليج ..... بس عشان تشوفين مشاعره .... لازم تراوينه انج انتي تسعين عشان يكون جزء منج وانتي تكونين جزء منه
هو من له غيركم .....!!



اخفضت اهدابها لتقول بيأس/استياء: كيف ....... وهو بيعرس ....... وانا بعد !!!


: الزواج ما يبعد البنت عن ابوها ولا الابو عن بنته .... نحن اتفقنا كل ويكند تجين بوظبي

في الويكند سوي اللي في خاطرج مع ابوج ....





صمتت وهي تفكر للمرة الأولى بعقلها لا بقلبها الطفولي



ختم ناصر كلماته بنبرة قوية واثقة: عوضيه عشان يعوضج شيخة ..



"



.
.
.
.
.
.
.



في قاعة النساء




اقتربت منها وهي تناديها بحبور: ام خوييييييدم



التفتت آمنة للصوت الذي يناديها لتقول بذهول: أليااااازية !!! يا هلااا والله ...


قبلت خدها ...... لتسألها بعينان تبرقان برضى النفس: تقربين للمعاريس !!


آمنة: خت العروس تصير حرمة واحد من هلنا وربيعة بنت اختيه شريفة


اليازية: اهااا ..... انا معزومة من طرف وحده تصير للمعرس


أكملت بصوت منتعش وهي تجلس لتجلس آمنة قربها بعفوية: وشحوالج بعد .... اليهال علومهم !!!




كانت تتحدث بطيبة قلب وعفوية خارجة من الأعماق فشعرت امنة ان هناك تغير طرأ في حياتها


اجابتها بنعومة: بخير فديتهم بصحة وعافية



سألتها بمكر انثوي من تحت اهدابها: شي فيج متغير .... شو هو !!!


اليازية: ههههههههههههههههههه احم ... ا ا ..... ماشي .... بسسسس


: ههههههههههههههههه ايوه في بسبسه في الساالفة .... قولي قولي اعترفي


: انخطبت ...... وعرسي عقب اربع شهور ان شاء الله



اتسعت عينا آمنة بسعادة وهي تصيح: يا قللللللللبي



واحتضنتها بحنان ..... ورقة ............ وهي تهنئها: مبروك حبيبتي ربي يتمم لج على خير ان شاء الله



اليازية بخدان متوردان: ان شاء الله






فـ فهمت آمنة ما يجري ............... اليازية بالمختصر واقعة في الحب !





كتمت قهقهتها الناعمة ودعت للأخيرة في صميم قلبها بكل خير/طيبة .....


آمنة وهي تلتفت حولها: عيل امج وين !!


ابتسمت أليازية بحزن ...... وهي لا تستطيع ان تقول لآمنة ان أمها بعد سجن اخيها أصبحت تكره الخروج من المنزل وحالتها النفسية في تدهور مستمر: امايه ما تحب تظهر من البيت وايد


آمنة: اهااا .. سلمي عليها وايد


اليازية: ان شاء الله يبلغ



.
.
.
.
.
.
.



قبل دخول ناصر لقاعة النساء

اقترب منه عم زوجته أبا خالد ...... لكن نهيان وقف امامه مولياً إياه ظهره ليمنعه من الاقتراب من ناصر السعيد بليلته هذه ........ واشغل صديقه بحديث جانبي كي لا يأتي ذلك الوقح ويهدم مزاجه الحلو ....


فكّر نهيان بازدراء

هذه وظيفة أبا خالد مؤخراً ودوماً ان صح التعبير .... فهو لا يقترب منه او من صديقه او حتى من غانم الا وهو يرغب بشدة بمضايقتهم بسموم لسانه


وكأنه بسخريته المستمرة عليهم ..... وغضبه الذي لا ينضب اتجاههم ..... يريد إخراج خيباته/فشله في الحياة


يريد ان ينتقم بأسخف الطرق وأكثرها طفولية !



زم فمه وابتعد بعد ان علم ان نهيان قد فهم انه لم يقترب من ناصر الا ليزعجه ...




بعد ان تأكد نهيان بطرف عيناه ان أبا خالد ابتعد ..... تنفس الصعداء وقال لصديقه: ها الخوي .... شو النفسية !!



ناصر بابتسامة واسعة جمّلت اكثر اناقته الرجولية بثوبه القطري وبشته الأسود المعطر بدهن العود:
فوق الريح


ضربه نهيان على ظهره بشكل فج وهو يضحك بصوت عالي خبيث


ناصر بتوبيخ: اسكت يا رجال فضحتناااااا


لكن نهيان لم يسكت ..... ظل يضحك وهو يلعب بحاجباه يريد اغاظة صديقه


ناصر بضحكة خافتة: لا حول ولا قوة الا بالله .... متى بتعقل انت !!!



قال نهيان بخبث وهو يضع يده بخشونة فوق كتف صديقه: ييب عروس حق عبيد وابشر بالعقل


انزل ناصر يد صديقه ..... ليقول ببسمة مغتاظة: اجيب بنت وابليها بعم مثلك ..... لا بالله كدت خير .....


نهيان بتكشيرة شريرة: هب على كيفك ابويه ..... خلاص حيرنا بنتكم لولدنا ....


ناصر: ههههههههههههههههههههههههه هه خلها توصل بالسلامة اول



.
.
.
.
.
.
.



بعد يومان
في منزل حارب





دعا الجميع على وجبة عشاء فخمة بمناسبة اكتمال مشروعه "الحُلم" وقرب افتتاحه لأول فرع لشركته في العاصمة ابوظبي


بعد انتهاء العشاء ....... بدأ الأقارب والمعارف بالخروج .... حتى بقيَ رجال العائلة فقط





فـ استأذنهم سلطان قليلاً وخرج من المجلس متوجهاً للمنزل ....... يريد تهنئة محبوبته الصغيرة ناعمة بعد معرفته بشأن حملها .....






لكن توقف عندما رآى توأمه تقف أمام الباب من الخارج .... وهي تشرب الشاي الأخضر وترمق الأطفال وهم يلعبون من بعيد بحب/حنان



عندما رأته ابتسمت بخبث .... وقالت: حرمتك تزيد حلاة كل ما زاد كبر بطنها



استدار باحثاً عن زوجته بلهفة ..... ولمحها اخيراً عند الأطفال ..... الا انها تقف قرب شجرة تخفيها عن اعين كل من يدخل ويخرج من مجلس الرجال .....


تنهد بشكل مسرحي فكاهي ..... وقال:
سلامي لا تجلبين المواجع


انفجرت سلامة ضحكاً: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه بعدها في بيت اهلهاااا !!


سلطان بغمغمة حانقة: من أسبوع تخيلي !!!


سلامة: هههههههههههههه حليلها تفازع أمها ..... كانت تأثث ميلس الحريم الايديد وهاي يبالها مشاوير ومشترى وروحة وردة





تأوه بصوت غليظ ملؤه الشوق/الغضب: آآآآآآآآآخ


رفعت صوتها قليلاً كي تسمعها زوجة اخيها: هههههههههههههههههههههههه شميييييمي ... لحقي ريلج



رفعت شما عيناها من بعيد .................. فـ فهمت ما يجري بين التوأمان من نظرات سلطان الجائعة


قالت وهي تكتم ضحكتها بقوة: شبلاه ريلي ..... اشتكالج انتي بعد !!


سلامة بدهشة: هههههههههههههههه ثره الحبيب مشتكي عند اليميع


شما بمكر انثوي: ومطرشلي مطاريش بعد


ابتعد عن اخته ... ليقترب منها ............... ويقول ما ان أصبحت أسيرة يداه: وما لان قلبج !!!


غمزت بعينها اليمنى ..... وقالت: نباكم تتولهون شوي


سلطان بصوت خشن غاضب: تبونهم يتولهون هااا !!! ..... عيل والله ثم والله اليوم رقادج في بيتج ......


شما: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه وهاللي بيصير



بهت وجهه بذهول اثار ضحكها اكثر ...... وقال: هاااه !!


شما بابتسامة كبيرة: خلاص خلصنا الميلس ...... وامايه حلفت عليه قبلك ارد البيت اليوم


سلطان بعينان تقدحان شراراً "من نوع خاص": وشو تتريين !!


رفعت كلا حاجبيها ولم تفهم ما قصده ..... قالت: شو !!!


اشر بأنفه آمراً بصرامة: يلا ............ البيت جدامي


ضربت صدرها لتقول باستنكار رقيق: وابووووووي .. والعررررب !!! نخلييييييهم !!!!!


عوج فمه وهو يقلّد صوتها الناعم الممدود: وابوووووي !!!! واناااا!!!! ...... مخلتني اسبوووووع رووحي يالظالمة .....



: ههههههههههههههههههههههههه ههه



اقتربت منه .............. وقالت وهي تحرك طرف شاربه حول سبابتها: سلطااااااني .... اصبر شوي ....... ساعه بس




وقبل ان يجرها معترضاً أي شيء تقوله .... كان هاتف عمله يرن


استله من غير تفكير ..... وقال: ألو


..


: في ذمتك !!


..


تهلل وجهه وهو يقول بسعادة قصوى: يعل ربي يبشرك بالشهااااااااااادة


..


: تسلم تسلم إبراهيم ما تقصر


..


: مع السلامة ربي يحفظك










اغلق هاتفه ورآها تبتسم باستغراب وتسأله: شو السااااااالفة !!!


: اخوج سعيد ..... وبوحارب الله يرحمهم يميع ...... من اللي بيتكرمون في يوم الوطني عن افضل وامهر رائدين في مجال القضاء منذ تأسيس دولة الامارات العربية المتحدة


انتفضت وهي تهتف بذهول/بهجة لا حدود لهما: في ذممممممتك


سلطان بابتسامة واسعة جذلة: هيه والله



واحتضنته بقوة وعيناها تدمعان سعادةً من اجل اخيها الراحل ...


لكن سلطان ..... ما اسعده بحق .............. هو الخبر الثاني "والأهم" الذي لم يخبره شما بعد ....... فليتركها مفاجأة للجميع غداً


مفاجأة يهديها خاصةً .............. لـ حارب !



.
.
.
.
.
.
.



صباح اليوم التالي



سمع صياح الأطفال وضحكاتهم القادمة من الخارج فـ علم من يتسبب بهذا



شقيقته موزة .... التي أصرت ان ينام أبناء خالها مصبح الصغار معها بعد عزيمة ليلة امس ..... فـ لم يخب ظنها خالها ووافق بكل رحابة صدر .....



خرج للخارج بفضول ..... ورآهم يلعبون كرة القدم ...... فابتسم بشغب ...... وانضم لهم



لحقته ناعمة وهي تحمل كوب قهوته التي نسيها على ما يبدو ولم يشربها .....


عندما رأته يلعب مع اخته والصغار الكرة ....... ارتجفت روحها حباً/سروراً




تغيّر حارب كثيراً

ما عاد ذلك الرجل الصامت .... المرتبك ..... الشارد اغلب الوقت



اصبح مختلفاً ............... وكأنه عاد لطبيعته السابقة






لانت نظرتها وبدل ان تناديه ليشرب قهوته ....... آثرت تأمل منظره الجميل وهو يركض هنا وهناك بجسده العضلي الرشيق بمهارة عالية .... يتشاكس بين حين وآخر مع اخته التي اغتاضت بطفولية من دخوله اللعبة .... فـ دخوله يعني هزيمة فريقها هي !




وضعت ناعمة يدها على بطنها .......... وهي تهمس لطفلها انه سيكون محظوظاً بوالده المشاكس الحنون ....





بعد دقائق





اقترب منها وهو يضحك بلهاث على اخته التي اجبرته ان يخرج من اللعبة بعد ان حاز 15 نقطة ضد فريقها







عندما اصبح واقفاً قربها ........ مسكت يده بحب ............. فـ فاجأها بأن شد من قبضتها اكثر .....



نظرت نحوه بحيرة



فسمعته يقول بنبرة مبحوحة وهو يتأمل اخته من بعيد: مشكورة


سألته باستغراب: على ؟!!


اجابها وعيناه ما زالتا على اخته: لولا الله ثم لولاج .... ما تشافت ختيه من الماضي ولا ردلها حسها


انزلت عيناها بمشاعر شتى ........ لتقول بعد حين بخجل رقيق: انا صح كنت اسعى صدق اخليها تتشافى من الماضي .. بس سبحان الله الصدف ساعدتني بهالشي وايد ...
يعني لو هي ما حدرت علينا ونحن نتضارب يوم كانت مختفية هاييج الليلة ...... وفي نفس مكان ضرابة أمها وابوها .. ولو ما عاشت قبلها اخس لحظات حياتها .... وكانت على حافة الانهيار العصبي ...
جان ما انفجرت جدامنا وهي تزاعق باسمك متخيلة ان اللي يتضاربون ابوها وامها هب اخوها وحرمته ..





ترددت بحرج ...... لتردف وهي تستجمع جرأتها: صح حطيت الشرط عشانها ..... و ....... وعشانك ....... بس ما توقعت موليه الأمور تمشي مثل مابا بهالسرعة المينونة



استدار نحوها .... وقال بدهشة: عشاني !!


ابتسمت برقة لدهشته ...... وقالت موضحة: انت بليا اختك ناقص .... عسب اشوفك مكتمل ..... بروحك وشغفك وضياك وسعادتك .... لازم تردلك اختك شرات ما كانت



رفع كلا حاجبيه ..... وسألها متلهفاً: كنت تفكرين فيه قبل ما اخطبج !!


احترق وجهها خجلاً ...... فـ ضربته بنعومة على كتفه وهي تغمغم بفم مزموم: كله منك ....... انت علقت فوادي فيك ......





ابتسم تلك الابتسامة الصبيانية التي ذكرتها بحارب الذي رأته في مطار باريس


وضعت يدها على قلبها بطريقة درامية وهي تقول:
وايه قلبي .......... حارب لا تبتسم جيه والله قلبي ما يتحمل


انفجر مقهقهاً على حركتها ..... لتشعر ان الكلمات لن تفي حجم سعادتها في روحها المُغرمة .... فاحتضنت ذراعه مستندةً برأسها عليها .....


لكنها سرعان ما رفعت رأسها وهي تسأله بلهفة: يبت الجريدة !!


حارب: هيه داخل .... بس ما قريتها بعدني .... شعنه !!


ناعمة بحماس: محطين معرض ربيعتي للرسوم التشكيلية في الجريدة أبا اشوفهاااا


حارب: داخل ... خلج انا بييبها






دخل الى المنزل .............. واخذت ناعمة تنتظره .......... لكنه تأخر .......... ولم يأتي بعد ......




فدخلت المنزل خلفه




لكنها تراجعت بهلع ما ان رأته يحتضن الجريدة بعنف ............ ودمعتان حارقتان تنزلان من عيناه المنغلقتان بقوة



امتقع وجهها رعباً واقتربت منه ............ فـ هي لم ترَ دموع حارب الا مرة ............. ذلك اليوم في مكتب والده




لكن الآن .............. مالذي يبكيه بهذا الشكل الموجع !!!!



اقتربت منه وهي تهمس بصوت متلعثم متحشرج مرتعب: حـ حاااارب ... شـ ..... شبلااااك !!!




ارتخت عضلاته فجأة واستدار وهو يمسح دموعه





تنحنح بخشونة وغلظة .... ليلمحها امامه بالضبط ..... وتأخذ منه الجريدة




وسقطت عيناها على الصفحة الرئيسية




اول خبر



( اعتذار رسمي من الحكومة وتبرأتها علنياً لـ القاضي الراحل محمد بن حارب من كافة التهم الواهية الكاذبة ........ مع تبرأتها كذلك من تهم معاطاة الخمور وشتة أنواع المخدرات ... وتأكيد صارم منها انه لم يصدر أي حكم قضائي خاطئ من القاضي وهو تحت تأثير الممنوعات )




ثاني خبر



( تكريم القاضيان سعيد بن خويدم ومحمد بن حارب في اليوم الوطني ..... وعلى منصة مدينة زايد الرياضية والتي ستشهد فيها الاحتفال الرسمي والفعاليات المطروحة لهذه السنة )






تساقطت دموعها لأجل زوجها ...... فاحتضنته مع الجريدة وهي تردد بهمس: اللهم لك الحمد .... اللهم لك الحمد ..... الف الف مبروك يا عمررررررررري .......




احتضنها بقوة وهو يقول بصوت مكتوم مليء بالرضا/الامتنان: الله يبارك فيج




قالت بسعادة وهي تبتعد عن حضنه قليلاً: شو تتريا .... بشّر عمتك وموزانه يلاااااا


اومئ برأسه ... وقبل ان يذهب الى اخته ............. كان هاتفه يرن .............


فاستله بسرعة هاتفاً بسعادة قصوى: يديه



اتاه صوت جده متحشرجاً مبحوحاً ....... جده الوحيد من عائلته الذي لم يتمكن من إخفاء امر مقتل والداه عليه: ظهر الحق يا ولديه ... ظهر ...



اغلق عيناه براحة لم يذقها منذ دهر ......... ليقول بأجش متأثر: الله ما ينسى عباده يديه .... الحمدلله رب العالمين ........ الحمدلله ..........










النهــــــايــــة






.
.






متابعيني .. متابعاتي .........

اشكركم كلكم من كل قلبي .... وقفتوا معاي وايد


ساندتوني


شجعتوني


شديتوا من ازري


طيبتوا خاطري


وقبل كل شي .... اسعدتوووووووووني


معاكم عشت اجمل أيام حياتي .... واصعبها كذلك


عرفت معنى الحب والاحترام والرقي معاكم ..... والصدااااااقة بعد


لو اصففلكم الف جملة من اليوم لين باجر ما بقدر اعبرلكم عن اللي فيني الحينه


ما أقول الا ... يعل ربي يسعدكم ويوفقكم دنيا وآخرة


وسامحوني يا حبايبي لو بدر مني قصور ... او في يوم زعلت حد فيكم ...



.
.



أخر شي أقول


اللهم اجعل هذه الرواية شاهدة لي لا علي يوم القيامة


وصلّ اللهم وبارك وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وآله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين



.
.



استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-07-16, 02:17 AM   #88

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-16, 03:05 PM   #89

hidaya 2

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية hidaya 2

? العضوٌ??? » 107776
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,552
?  نُقآطِيْ » hidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

hidaya 2 غير متواجد حالياً  
التوقيع

( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )
رد مع اقتباس
قديم 28-04-17, 06:35 AM   #90

ندى تدى

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ندى تدى

? العضوٌ??? » 142345
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 8,582
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

من اجمل واروع ما قرأت

ابداع ابداع ابداع اسلوب راقي

موضوع شيق وممتع شخصيات جميله

روايه مميزه تسلم ايد الكاتبه

وشكرا حبيبتي للنقل والمجهود الرائع


ندى تدى غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:17 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.