آخر 10 مشاركات
الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          [تحميل] عند المغيب / للكاتبة طعون ، فصحى ( جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          [تحميل] يراقصها الغيم ، للكاتبة / طعون " مميزه " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          هائمون في مضمار العشق (2) .. سلسلة النهاية * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          97 - اللمسات الحالمة - مارغريت روم - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          الحب هو العسل (46) للكاتبة: فيوليت وينسببر .. كاملة ( تنزيل رابط جديد) (الكاتـب : monaaa - )           »          515 - نهاية الشك - روزالي أش - قلوب عبير دار النحاس** (الكاتـب : Just Faith - )           »          [تحميل] المشاكسه والمستبد، بقلم / نورا نبيل"مصريه" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-09-16, 11:56 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





مازالت تأثير الصدمه من الحديث الذي دار بينهما .. رمقتهما ب نظرات مليئه بالقهر والدموع هل اصبحت سلعه سهله تعرض لذلك المعقد !! هل هذا قدرها عند خالها يسلمها بسهوله اليه كتمت عبراتها وحاولت ان تستجمع قواها لتتحدث لتدافع عن نفسها عالاقل .. لم تستطع خارت قواها وافلتت عبراتها ..
..: من يوم دخلت لبيتي وانت تخطط لهالشي ؟
لم يبدي اي ردة فعل على الموقف بقي صامت حتى لا يفسد الأمر اكثر من اللازم ..
صرخت بقهر وهي تدفعه تحت انظار خالها : جاوب !
وقف خالها بينها وبينه وقال : بسس .. يكفي الي تسوينه احسني الظن يالوجين .. وانا ماراح اسلمك لأي احد بسهوله انتي غاليه عندي .. وكأنها تطمنت بعد كلام خالها وهدأت وهذا الشيء جعل سعد عاجز عن الكلام ..
مسحت دموعها بكفيها وقالت : يعني ماراح تزوجني غصب عني ..
مسح على رأسها وهو يحتضنها : لا ياحبيبتي مافيه شي يجي بالغصب اذا انتي مو راضيه ماراح اغصبك على شي .. انتظر سعد نهاية السيناريو المحكم الذي كتبه علي ليمتص غضبها فقد قرأ مافي عقله سريعاً ..
قبل رأسها وقال : يالله روحي البيت الحين وانا بلحقك ..
مسحت اخر دمعه نزلت من عينيها الزمرديتين ورافقت الحراس لخارج الفيلا ..
دخلوا الى الغرفه وجلس علي بحيره شديده والم : ماتوقعت بيوم بيحصل هالشي واسلم بنت اختي لزوجها بهالطريقه .. كل الي تمنيته تعيش سعيده ..
..: احط حد السيف على رقبتي لو هالشي بيسعدها بس تكفى الموضوع م يحتمل تأجيل عماني حجتهم اقوى حالياً ولو فازوا فيها بعد هالتعب الي تعبناه بموت قهر ..
تنهد وقال : الله يكتب الي فيه الخير انا بروح اقنعها وانت جهز ملاّك الليله لازم نكتب الكتاب ..
هز رأسه موافقاً ليهم سريعاً لمعطفه متجاهل تعبه وضعفه ..


دخلت الى غرفتها واقفلت الباب مرتين بالباب خوفاً من هذا العالم خوفاً من كل شيء خوفاً حتى من خالها الذي كان اقرب لها من حبل الوريد .. هي تعلم انها من اللحظه التي تركتهم فيها لف على عقله ليقنعه بزواجهم لكن هيهات على جثتي .. مسحت خدها بعنف الى ان احمر وتقدمت الى المرآه لترى ملامحها التي ارتسم عليها الحزن والالم .. مدت يدها لتمسح على صورتها وكأنها تمسح حزنها وتحوله الى قسوه .. طرق الباب طرقتين وعند الطرقه الثالثه صرخت بشراسه : من هناك !
قالت الخادمه بتوتر من نبرتها الحاده : يا انسه السيد يريدك فوراً ..
مسحت عينيها جيداً لتهم بفتح الباب : حسناً انا قادمه .. نزلت الخادمه لتلحق بها لوجين التي لمحته يجلس بكل اريحيه على الكنب الذي يتوسط الصاله واضعاً يد على ذقنه ويد اخرى باسطها على الكنبه ..
شد انتباهه ظلها وقال مرحباً : اهلاً اجلسي بكلمك ..
قالت بوقاحه وهي واقفه : اذا الموضوع عن الزواج مالي كلام معك ..
عقد حاجبيه من ردها الغير متوقع وقال : عفواً يا انسه ؟ من متى تكلميني بهالنبره وهالالفاظ ..
..: اسفه خالو ماخليت لي اي خيار ثاني ..
وقف بصرامه وعينيه تشتعل غضباً : لايكون تحسبين ب اسلوبك ذا بينلغي كل شي .. اصحي يالوجين وحاولي تفهمين ان هذا كله لمصلحتك ..
حاولت ان تحافظ على جمود وجهها لكن الدموع خانتها : مصلحتي ؟ وين مصلحتي الي تشوفها في انك تربطني بشخص انا مابيه ولا اطيقه ..
..: لا تفكرينه هو يبي هالزواج هو مجبور حالك حاله .. اجلسي بقولك السالفه كامله ..
جلست غصباً عنها تبحث عن اجابه خلف اصرار خالها على هذه الزيجه المفاجئه .. واخذ يحكي لها عن مخططات اعمامها الجشعين ومع كل حرف تزيد صدمتها اكثر واكثر .. لم تتوقع يوماً ان الامر سيصبح بهذا التعقيد ..
قال بنبره شبه هادئه : اتمنى انك فهمتي السبب من ورا هالزواج ولا تتسرعين بالحكم ..
اغمضت عينيها من الدوار الذي اجتاحها " ي الله مالذي يريدونه مني هؤلاء !! ماهذا الجشع الذي يجعلهم يستغلون ابنة اخيهم " وقفت على قدميها بصعوبه وهي تشعر انها توافق على شنقها بل نحرها وليس على زواج : انا موافقه .. بشرط هالزواج يكون زواج ورق واذا فكر يقرب مني ويلمس شعره من شعري راح تكون موتته على يدي ..
ابتسم علي بإطمئنان : وهذا الي بيلقاه مني بعد لو فكر ..


دخل الى فيلا عائلة علي وهو يتنحنح محاولاً الاتزان في مشيته التي اخلفها الصداع .. اشر له علي بالدخول ليرى تلك الفاتنه تقف وجميع سخط العالم في عينيها الزمرديتين .. لا يعلم لماذا يستمتع عندما يرى لمعة الغضب في عينيها لا يعلم هل هي تزينهما ام هي التي تزينها ..
قال بصوت مخنوق بسبب الحمى التي لم تفارقه : المأذون برا ..
اشر للوجين تدخل ومشت وعينيها مازالت تنفث الكره والبغض للواقف امامها الا وهو " سعد " .. استأذنهم للدخول وخلفه المأذون ليتمم امور الزواج " على الورق " ..

تسندت على الصدار واضعه يدها على فمها منكسره محطمه .. لا يوجد كلمه توصف حالها الآن .. تقدمت لها فاطمه والتي علمت كل شي من والدها ممسكه بيديها ..
..: لوجين لا تتضايقين .. ترا كله عشانك لو مو عشانك ماسواها بابا ..
تجمعت الدموع بعينيها وحضنت فاطمه بضيق : لو بابا عايش ماراح يسمح بهالشي يصير ولا راح يسمح اني اتزوج بهالطريقه ..
مسحت فاطمه على ظهرها تواسيها على دخلة والدتها ..
..: لا بأس عزيزتي لا بأس .. اعلم انك متضايقه من هذا الوضع المحرج لكن م باليد حيله لا نريد ان تتأذي ..
ابتعدت عن فاطمه وقالت بغضب : وهل تظنون انني سعيده بهذا الوضع .. الأوضاع تسوء يوماً بعد يوم بسبب ذلك المعقد .. بعد ان ظهر في حياتي ظهرت المشاكل ..
مسحت سلمى على كتفها مواسيتها فهي تعلم الظروف العصيبه التي تمر بها .. وهي تعلم ان ضعيفه لتواجه هذه المشاكل لذلك يجب ان تساندها ولا تضغط عليها ..

قاطعهم علي وهو حامل الكتاب وسلمها قلم : يالله وقعي ..
نظرت لأسمها بالجانب من اسمه واصابتها قشعريره ودوار .. وقعت ببطء وكانها توقع على وثيقة سجنها .. سحب الكاتب وقبل رأسها وقال : لمصلحتك .. ومشى
بعد ان تركها استسلمت لعبراتها وتركت لها المجال لتنسدل على خدها الناصع من دون ان تردعها .. تحتاج ان تفرغ مابها من كبت وحزن تحتاج الى صدر ترتمي اليه في هذه اللحظات العصيبه .. حزنوا سلمى وفاطمه على حالها السيء فقد كانت متسنده على الجدار واضعه رأسها عليه سامحه لدموعها وشهقاتها بالخروج من غير مقاومه ..


لندن ..

استيقض متضايق على اصوات القرقعه بجانبه .. فتح نصف عين كي يرى ماسببها لينصدم ب الممرضه بجانبه تغير ضماداته .. فز من نومته جالس رمش اكثر من مره ليحاول ان يتذكر اين هو وماذا حدث .. اخر شي يتذكره عيناها الزرقاء الصافيه معلقه فيه بندم .. التفت الى الممرضه التي انتهت من تبديل ضماداته وقال ب اكسنت انجلتريه بحته : good morning ..
هز رأسه ب ملل واعاد رأسه الى الوساده بتأفف .. يبدو انه لم يكن حلماً بل كان واقعاً سيء جداً .. اغمض عينيه محاولاً العوده الى النوم لكن لا فائده .. ضرب بكفه على السرير بملل وهو يتأفف .. لولا اصابته كان الآن هو يشارك اصدقاءه الفوز .. رنت ب صدره هذه الأفكار وضرب على رأسه .. كيف نسى اصدقاءه .. مسح بعينيه الجناح يبحث عن الكونترول ليرى الأخباره الأكيد انها تتحدث عن فريقه .. رأه يساراً على المنضده لا يبعد كثيراً عنه فمد يده ليصل له لكن انمدت يد في اللحظه الاخيره لتساعده ..
..: لا يجب ان ترهق نفسك .. اضغط ذلك الزر وسآتيك فوراً لأساعدك .. قالتها وهي تأشر على زر بجانبه
تأفف لأحساسه بالعجز و اخذ منها جهاز الكونترول ليشتغل التلفاز على اخر اخبار الاولمبياد .. لمح اصدقاءه يتقافزون فرحاً بعد ان انهى الحكم المباراه اخر الدقائق .. لمعت عيناه فرحاً برؤية خصومه خائبون مخيم على الحزن .. " بعد لحظات سنعرض لكم واحده من افضل المبادرات الرائعه " شدت هذه الجمله انتباه طلال .. ليرى قميصه بالرقم 10 يرفرف وسط ايادي زملاءه وكأنهم يهدونه هذا الفوز الثميل .. ابتسم فهذه ليست سابقه لزملاءه الاوفياء .. اقفل التلفاز برضى تام فقد نجح بتحقيق وعده لتلك الشقراء والاثبات للبقيه ان عناصر فريقه قويه به او بدونه .. دخلت الممرضه تدفع عربه مكتضه بالاطباق ووضعتها امامه وخرجت .. انقلبت كبده بمجرد ان شم رائحته .. يكره المستشفيات يكره رائحة المعقمات لا يطيق الممرضين والممرضات .. عندما كان يمرض وهو صغير يأبى ان يذهب للمشفى بحجة انه للضعيفين قناعاته في ان المرض سيخرج بعد ان يأخذ كفايته من الجسم لن تتغير .. سيخرج ولو بعد حين

انفتح باب جناحه ليباغته اعصار انثوي مدلل وتتعلق في رقبته لتقبلها : حمدلله ع السلامه حبيبي
ابتسم وهو يسحبها في عناق قوي ولم يتركها الا بعد ان اشتكت لوالدها الذي ضحك من طريقة طلال التقليديه ..
..: حمدلله على السلامه .. طالع من الشر
قال وهو يفلت اخته الصغيره ويلعب بشعرها وهي بجانبه : الله يسلمك ويطول بعمرك ..
..: كلمت الدكتور عن اصابتك والحمدلله طلعت بسيطه من 3 اسابيع الى 4 ..
اقتضب وجهه وهو يقول في نفسه " 4 اسابيع من دون ان المس الكره .. هذا كثير " ..
قرأ والده ملامحه واردف : لا تخاف ممكن تقل المده اذا اشتغلت بشكل مكثف .. وابو جاكلين ماراح يقصر معك ..
رفع عيناه مشتعله بغضب بعد ان سمع اسمها : ووش دخله ؟
دار والده الذي كان واقف طول هذه المده على سريره وهو يقول : هو عرض علي انك تتعالج عنده وتكثف العلاج التأهيلي تحت اشراف طاقمه ..
صغط على قبضته بقوه فهو لا يريد ان يشارك خصمه ب اي شي حتى ولو كلفه ذلك مستقبله : لا شكراً .. قوله مانحتاج مساعداته ..
التفت والده له عاقد حاجبيه : وليش ان شاءالله ؟
..: وشو ليه هذا رئيس الفريق الي بواجهه في هالبطوله يعني خصمي ..
جلس والده على اقرب كنبه وقال ببرود : اعتبر هالشي مجرد مساعده من شخص خارج الملعب ..
قلب الفكره في رأسه لدقائق كلام والده صحيح لن يدرج هذه الخدمه تحت قائمته السوداء .. م ان تنتهي فترة العلاج حتى يعيده اليها ..

طرق الباب مرتين بهدوء وسمحوا للطارق بالدخول ..
تفاجئوا ب الشقراء تدخل وبين يديها باقه شبه كبيره من الورود وخلفها حارسها يحمل سلة شوكولا : السلام عليكم .. ردوا عليها السلام بينما هي وضعت الباقة ب ادب بجانب طلال الذي اعتدل بجلسته حين اقبلت عليه ..
..: حمدلله ع السلامه .. بابا ارسل هالورد يتمنى لك الشفاء ويعتذر انه ماقدر يجي مشغول شويات ..
هز رأسه بعد ان انعقد حاجباه حين رؤيتها ..
ابتسمت بحرج والتفتت لوالده واخته : استأذنكم عندي محاضره بعد ربع ساعه ان شاءالله بمر عليكم بعد الدوام .. اعطتهم ظهرها لتهم خارجه وعيني طلال تلاحق ظلها المتناسق ..
اقتربت منه اخته وصفقت كتفه : غبي انت البنت متعنيه وجايه بنفسها لهنا وانت تقابلها بهالاسلوب ..
التفت لها ببرود وقال : وش تبيني اسوي هي جايه عشان توصل سلام ابوها مو عشاني ..
تكتفت وهي تقول : كان ممكن ببساطه ترسلها مع حراسها الدرازن الي واقفين ولا تجي وتشوف وجهك الودر .. غبي ياناس غبي ..
قال بصرامه : هند وش تبين توصلين له ..
التفتت للجهه الاخرى بدلال : مابي اوصل لشي ابيك بس تعامل الناس زي م تعاملني ..
ابتسم وسحبها الى ان سقطت في حضنه وقال بطرب : انت غير الناس عندي ..
ضحكت وهي معلقه عيناها على الورود التي احضرتها تلك لتلمح كرتاً مندس في وسطها .. سحبته بأستغراب فهو يحمل طابع انثوي بحت وكأن التي اختارته انثى .. فتحتها تحت انظار طلال وقرتها بصوت هادئ " Sorry " ..
قلبتها بحيره وقالت : وش يعتذر عليه ابو جاكلين ؟
اخذت الكرت منها اعاده الى الباقه وهو يعرف تماماً مايعني : مادري اكيد غلطانين في الكرت .. مييييين وده نطلب بيتزا
قفزت هند من على السرير وقالت : انا اناا بطلب وبدفع بعد بمناسبة سلامتك ..
ابتسم والده على شغبهم وقال : لازم تنتبه لأكلك ياطلال هالشي بيساعدك تتعافى بسرعه ..
عكفت شفتاها هند بزعل ورفعت اصبعها السبابه بمعنى " هالمره بس " وتلاها طلال بنفس الحركه وهو يهز رأسه موافقاً ..
ضحك الأب وقال : اوكي هالمره بس ..
ضربت كفها بكفه بأنتصار واخذت الهاتف لتطلب سريعاً قبل ان يغير والدها رأيه ..


فرنسا ..

ملت من كثرة البكاء حتى ان دموعها ملت من النزول .. خلفت تلك الساعتين العجائب على وجهها من احمرار وانتفاخ وغيرها .. مسحت فاطمه على ظهرها وهي منسدحه ووجهها مخبئ في الوسائد ولا زالت تبكي : خلاص لوجين والله قطعتي قلبي ..
تجاهلت فاطمه فهي لم تشفي غليلها بعد لن يشفي غليلها الا صفع ذلك المتعجرف على وجهه وربما قتله ان سمح الأمر .. تقدمت الخادمه بالماء والمنوم على طلب فاطمه بعد ان رأت انها منهاره كلياً ولن ترتاح الا بالمنوم ..
..: خذي حبيبتي وارتاحي ترا من رجعنا الصبح مانمتي ..
امسكت الحبه وابتلعتها من غير ان تطلب الماء وسحبت الغطاء لتغطي نفسها بعنف وقالت بصوت متحشرج من كثرة البكاء : خلاص اطلعوا بنام ..
التفتت فاطمه للخادمه واشرت لها بالخروج .. اخفضت درجة التبريد لأن الجو بدا يبرد وضعت عليها غطاء اخر وقبلت رأسها وقالت قبل ان تخرج " عشان خاطري لا تضايقين نفسك " .. انزلت الغطاء عن عينياها لتتفقد الساعه فرأتها لم تتجاوز السادسه مساءاً وهي لم تحضى بالنوم المتواصل منذ الفجر .. اغمضت عينيها الزمرديتين لتدع مفعول المنوم يبدأ ..


جلس على شرفة فيلته الخاصه ليلمح لحظات الغروب لازالت خيوط الشمس عالقه في السماء وكأنها خصلات تلك الفاتنه .. زفر بضيق وهو يتخيلها الآن ممسكه ب احدى وساداتها تفرغ فيها غضبها وحزنها لم يرد يوماً ان يكون سبباً في حزنها وتعاستها لكن هذا القدر مكتوب ولو لم يظهروا اعمامه الجشعين بتلك الوصيه لكانت الأمور هاديه بينهما .. الآن اصبحت اكثر اشتعالاً ويهاب ان تحرقه يوماً ! جلس على الاريكه بعد ان كانت متسند بكلتا يديه على الشرفه .. احس برعشة برد تسري في جسده .. لف الغطاء على نفسه فهو لم يشفى بعد وليس على استعداد ان يتفاقم عليه المرض .. عم الهدوء كلياً بعد ان كانت اصوات السيارات والابواق تعوم في المكان .. سند رأسه على الاريكه لينعم فيه فهو لم يعشق اي شي في حياته اكثر من الهدوء والسكينه .. زفر بملل بعد ان ازعجه اللاسلكي الذي ينقل محادثاتهم وتحريصهم لبعضهم .. اغلقه واعطى عبدالله خبر ان لا يزعجوه يريد ان يحضى بقليل من الراحه ..


فتحت عيناها بصعوبه وثقل كيف لا تثقل بعد موجة " الصياح " التي اجتاحتها قبل ساعات .. ارتكت على كوعها لتتفقد الساعه وتتأففت : انا وش صحاني الحين .. رفعت الغطاء عنها لترتدي خفيها وتربط شعرها بتضايق من طوله ..
توجهت للمرآه وهي تنظر لصورتها ببطء خوفاً من ان تنصدم بشكلها .. لكن كانت نومتها كافيه بتحسين وارتياح وجهها .. توجهت للحمام لتغسل وجهها وتفرش اسنانها خرجت وهي تسمع زقزقة عصافير بطنها امسكته وقالت بخباله : خلاص حبايبي الحين اوكلكم ..
خرجت من الغرفه لتستقل السلالم بسرعه وتتوجه للمطبخ .. بمجرد ان دخلته اشتغلت الانوار بحساسات .. فتحت الثلاجات لترى مابداخلها وجاهز للأكل رأت .. مرتديلا .. شرائح جبن .. خس والخ بالأضافه الى اكل مجمد سريع التحضير .. كمشت ملامحها فهو يذكرها ب اكل المستشفيات .. اخذت شرائح المرتديلا والجبن لتضعها بترتيب داخل قطعتي توست بعد ان حمصته .. شغلت غلاية الماء لتحضر لها كوب شاي بالنعناع المنعش .. قضمت من التوست لتسكت جوعها وتصبره قبل ان ينتهي الشاي حاولت قدر المستطاع ان تنسى مشاكلها ان تنسى انها ارتبطت بشخص تبغضه على الورق لا تريد ان تتنكد من بداية اليوم .. استيقضت بعد ان رنت الغلايه معلنه عن انتهاء الشاي سكبته في كوب وخرجت .. شعرت برغبه في الخروج والأكل في الهواء الطلق وفعلاً قادتها قدميها في الخروج مع الباب الرئيسي ليحاوطوها رجال " المعقد " .. تأففت بضيق من وجودهم وقالت : سأخرج وحدي لا اريد احد ..
..: هذه اوامر ي انسه لا نستطيع اخلافها ..
قالت وهي تحاول ان تضخم صوتها الناعم وتجعله جدي : لن اذهب بعيداً سأكون تحت انظاركم .. رأتهم يتلافتون في بعضهم واردفت .. اعدكم
وسعو لها الطريق ومشت ب ابتسامه : الحمدلله ناقص هاليوم ماشوف وجه المعقد ويصير احلى يوم .. ظلت تتمشى بين حدائق الفيلاتين وهي ترتشف من كوبها داعبت نسمات الهواء البارده شعرها وخديها واغمضت عينيها برعشه .. ضمت كوبها بيديها لتدفئ نفسها ..
..: اوف كيف نسيت اجيب غطاء .. لمحت من بعيد احدى الاغطيه على شرفة الفيلا وكأنه ينتظرها .. مشت بسرعه مبتسمه هذا اليوم يمشي تماماً كما تريد .. استقلت السلالم الخارجيه للفيلا واقتربت من الاريكه لكن اختفت ابتسامتها في اخر لحظه .. كل شي انهدم لحظة رؤيتها لوجهه النائم بسلام على الاريكه والغطاء نصفه يغطي قدميه والنصف الاخر يتدلى على الشرفه .. التفتت لتعود ادراجها عاقده حاجبيها حامقه غاضبه على رؤيتها لوجهه لكن .. استوقفتها همهماته حاولت ان تتجاهلها لكن فضولها اعادها اليه .. اقتربت بهدوء اليه لكي لا تُيقضه من النوم ومدت اذنها قريباً منه لكن لم تلتقط شيء كان يهمهم بلا هدف وب اشياء غير مفهومه .. ارتكت على الطاوله بجانبه بيدها اليمنى ومدت يدها اليسرى تتحسس حرارته .. تكاد تحلف انها تحرق اصابعها ..

حاول ان يفتح عيناه حاول ان يُقاوم التعب والالم الذي يسري بجسده لكن لا فائده .. احس بظل يقترب منه ليتكئ على الطاوله .. شعر ب اصابعه البارده تتسلل الى خده الأيسر وهنا جاهد نفسه ليفتح عينيه ويرى عينين زمرديتين تحدق به بخوف .. ابتعدت عنه بمجرد ان رأته يفتح عيناه وكانت ستعود ادراجها الا ان ضميرها عاد ليسحبها نحوه من غير شعور .. ترددت هل تُيقضه ام تحضر له الكمادات ام ام ام !!
اصبحت تائهه بماذا تبدأ وبماذا تنتهي .. تشجعت ووضعت يدها على كتفه لتهزه وتهمس ب اسمه لأول مره ..
مازالت الرؤيه غائمه بالنسبه له لكن تسلل صوتٌ ناعم الى مسامعه وبالأضافه الى لمستها و هزتها الرقيقه لكتفه .. فتح عينيه مره اخرى وهو يسبلها وسمع صوتها تقول " قوم الجو بارد وانت تعبان " .. سحر صوتها جعله يقف على قدميه من غير شعور لكن بشكل مترنح .. ارتعبت ظناً منها انه سيسقط وتقدمت منه لتضع يدها على خصره بمحاوله منها ان تجعله يقف بشكل مستقيم .. مشت ومشته معها بصعوبه ف بنيته تفوق بنيتها بكثير .. حاول ان لا يضغط عليها كثيراً بجسمه فهو يشعر انها ضئيله بالنسبه له .. شعر بالدفئ فجأه ف افترض انه دخل الى البيت اكد فرضيته عندما جعلته يجلس على الاريكه واسرعت الى المطبخ .. سند رأسه على الاريكه وهو يشعر بخطواتها تحوم في البيت يمين ويسار الى ان استقرت بجانبه ..
وضعت سطل الماء وافرغت فيه كيس من الثلج .. اقتربت منه وهي تضع يدينها على كتفيه بتوتر وتجعله ينسدح على ظهره .. تسائلت في نفسها " هل هذا الذي عاهدت نفسي عليه .. هل هذا الذي توعدته به .. كان يجب ان اتركه في البرد القارس في الخارج لكن مالذي حصل ! " قاطع تفكيرها لمسته المفاجئه ليدها وهو يضعها على خده من غير وعي وكأن لمسة اصابعها اعادت له شيئاً من العافيه .. لا تعلم لماذا لم تستطع ان تسحب يدها شلت تفكيرها حركته الفجائيه ماكان منها الا ان تدع يدها مستقره على خده ويدها الاخرى تضع له الكمادات .. وكالسابق ارتعش من برودة الماء وحاولت ان يبعدها لكن ابت ذلك وقالت كأنها تحادث طفل : لا لا م يصير تشيلها حرارتك مرتفعه .. ابعد يده مطيعاً لكلامها وهو عاقد حاجبيه .. ابتسمت لوجين على اطاعته لها وتمنت لو انه هكذا دائماً لكن سرعان م تمتمت بالاستغفار ..








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-16, 09:53 AM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



..



كل مرةٍ تتوعد قلبها بالقسوه والقوه تجدها تائهه في هيبته ورجولته القويه تجدها منكسره ضعيفه في لحظة ضعفه .. تقسم انها لم ولن ترى شخصاً مسالماً في حالته هذه .. مغمض عينيه بسلام باسط حاجبيه بعد ان انعكفا من كثرة عقدته لهما ملتف بجسمه كامل نحوها ويدها تحت خده المشتعل عاد تنفسه طبيعياً بعد ماكان يلهث من ارتفاع حرارته ويبدو عليه الراحه .. اعطته مسكن ولم تتوقف من تغيير كماداته حتى هبطت لم يشفى ولكن على الاقل ارتاح بنومته .. لا تعلم هل هو تأثير المسكن ام تأثير لمستها على خده زفرت بضيق لأن شعر ذقنه اصبح يضايق يدها الناعمه والنعاس يتسلل شيئاً ف شيئاً الى عينيها يجب ان تعود للفيلا قبل ان يستيقظوا .. حاولت ان تسحب يدها بهدوء لكن احكم قبضته عليها في اللحظه الأخيره وهو يقول : بس شوي ..
لم تفهم ما مقصده لكن الاكيد انه مازال يهذي حاولت مجاراته وقالت بهمس : لازم امشي ..
عقد حاجبيه وكأن الكلام لم يعجبه واحكم قبضته اكثر من قبل دلالة على الرفض ..
قالت في نفسها " ي الله وش هالمصيبه حتى وهو مو في وعيه عنيد " .. طُرق باب الفيلا بهدوء وجن جنون لوجين التي سحبت يدها بعنف مما تسبب ب استياءه .. توقفت بصدمه وهي بين نارين .. نار الذي يطرق الباب والذي احتمال ان يكون خالها ونار هذا المعقد الذي يرمش منذراً ب استيقاظه .. ارتكى على كوعه مغمضاً عينيه بقوه محاولاً استعادة وعيه لكن عندما طرق الباب مره اخرى توقف ومشى بسرعه له غير منتبهاً للتي مسبله عينيها برعب للباب امامه واصطدم بها .. امسك بها كردة فعل وهي كذلك تمسكت بقميصه بعنف لدرجة احس ب اظافرها تنغرس في جلده في سبيل امساكها بقميصه .. لم يستوعب وجودها في فيلته في الواقع كان يظنه حلماً وحلماً جميلاً لكن تبيّن انه حقيقه ! قاطعهم صوت الطرق مره رابعه وبأزعاج تركها ب انزعاج من الطارق الذي حرمه التأمل في عينيها الجوهريه ..
فتح الباب وقال ب انزعاج : ماذا هناك ..
قال الحارس بقلق : حمداً لله سيدي لم تكن تجيب على اللاسلكي او اتصالاتنا لقد قلقنا !
تذكر انه اغلق جميع سبل الاتصال ليرتاح : لم انتبه اقفلتها لشدة انزعاجي .. لا بأس انا بخير يمكنك الذهاب .. انصرف بعد ان ضرب التحيه لسيده .. اقفل الباب بالقفل متناسياً ان هناك شخصاً معه وبعد ان تذكر احس بالحرج والتفت ليرى ردة فعلها .. كانت عينيها متسعه وفمها التوتي مفتوح بصدمه .. حقاً انه وضع محرج .. ترك القفل وعاد بهدوء الى اريكته .. التفت للاشياء على الطاوله والتي خلفتها تلك الفاتنه في سبيل راحته .. مسح وجهه بيديه متوتراً لا يعلم ماذا يقول او ماذا يفعل فهي مازالت تعطيه ظهرها .. تأمل وقفتها الشامخه وظهرها المتناسق مع خصرها النحيل مرتديه بجاما طويله باللون الاسود تغلغلت بشكل فاتن مع خصل شعرها الشقراء وبياضها الفاتن ..
تصلب ظهرها حين قال لها بصوت مبحوح : شكراً ..
شعرت ان عملها قد انتهى وقالت وهي تمشي لباب المدخل : لا عادي .. خرجت وتمنى لو انها لم تخرج تمنى لو لم تعطيه ظهرها تمنى لو لم يقاطعهم الحارس ليتأمل وجهها الفاتن للحظات .. اعاد رأسه للخلف وهو يسترجع ليلة البارحه بكل تفاصيلها صحيح انه لم يستطع رؤيتها لكنه احس بكل خطوه تخطيها في منزله واحس بلمساتها الرقيقه على جسده ووجهه .. مهما اخفت تلك الرقه والحنيه تحت جلد القسوه واللامبالاه لابد ان تظهر .. توقف وهو يشعر بنشاط واستقل السلالم درجتين بنشاط واخذ احدى المناشف المعلقه ليدخل الحمام يأخذ شاور يزيد من نشاطه فالعمل لا يحتمل التأجيل اكثر ..

خرجت من الفيلا وقلبها يقرع كالطبول .. هل شكرها للتو ! هل يعقل ! .. وهل انا فعلاً بقيت بجانبه طوال الليل لماذا اشعر انه حلم وانني الان انعم في نوم عميق وسأستيقظ بعد لحظات .. صفعت وجهها بخفه ظناً منها انه حلم لكن خابت ظنونها .. دخلت فيلتهم بسرعة البرق كي لا يراها احد واقفلت على نفسها في غرفتها وهي تضع يدها على قلبها .. تلك اليد التي كان يتوسدها ! وضعتها اما عينيها بحركه غير مصدقه .. تلك اليد التي يفترض ان تصفعه لتشفي غليلها اصبحت وساده له في لحظة ضعف ! كرهت ضعفها كرهت ضميرها لو انه عذبها كان افضل من هذا الموقف .. ضغطت على صدرها في محاوله لتهدأته لكن لا فائده .. عيناه لم تدع لها مجالاً للهدوء اشبه بعيني الصقر التي اخترقت روحها لمسته الرجوليه والخشنه لخصرها لحظة اصطدامه بها اشعلت شيئاً في مشاعرها .. جلست على السرير وضمت قدميها لصدرها بحيره ماهذا الشعور الذي احس به لماذا لم اعد اشعر بالكره ناحيته اي ذهب تهديدي ووعيدي !


لندن ..

خرج من المشفى بعد ان شفي مقدماً من اصابته التي تسبب له بعدة غرزات وكأنها انغرزت في قلبه وليس قدمه ! ساعده والده على النزول من السياره الى عيادات صديقه من غير مقدمات .. كانت العيادات من ضمن قصره المهول وتأخذ حيز منه !
استخدم عكازيه وهو يكره نفسه لأستخدامهما فهما يشعرانه بالضعف وقلة الحيله .. دخلوا الى القصر مقدماً للسلام على صاحبه زفر براحه لعدم وجود باربي كي لا تراه بهذه الحاله ..
قال مرحباً بصوته الجوهري : اهلاً اهلاً بولدي طلال .. طالع من الشر ..
ابتسم مجاملاً وقال : مايجيك ..
اخذهم ليضيفهم بعض الشاي قبل البدء بالفحص وتحديد عمر الاصابه الاصلي ..
ابتسم ابو الشقراء وهو يطمن طلال : لا تخاف عندي افضل الاجهزه التأهيليه وافضل المدربين كلها من اسبوع وترجع للملاعب افضل ..
قال طلال بضيق وصراحه : ممكن اسألك ؟ ليش تسوي هالشي ؟
تغيرت ملامحه وكأنه لم يفهم وقال : مافهمت وش اسوي ؟
..: تساعدني ارجع للملاعب ب اسرع وقت .. انت عارف ان رجوعي مو لصالحك .. قولي وش المقابل
قهقه ابو الشقراء على دهاءه : مانتظر مقابل .. المقابل اشوفك تبدع واذا تبي جواب للسبب .. السبب لأن فريقي هو الي تسبب ب اصابتك واحنا الي بنتكفل ب رجوعك .. الموضوع اصلاح للوضع بس
قلب وجهه بعدم تصديق لكلام صديق والده كان سيتكلم ويخبره عن عدم تصديقه لكن قاطعه صوت انثوي يقتحم المجلس بدلال بفستان ربيعي طويل من غير اكمام يكشف نحرها الناصع : هااااي بابا .. قالتها بدلع وبحسن نيه لعدم علمها بوجود ضيوف ..
قبلت والدها على خده الذي قال : اهلاً .. سلمي على عمك وولده ..
دقت في قلبها كلمته والتفت خلفها حيث يجلسان وتعدلت ب خجل : مرحبا عمي .. التفتت على طلال الذي يكاد يقف ويخنقها بيديه لمقاطعته وقالت .. مرحبا كيفك اليوم ..
كانت ستخرج ضحكه تهكميه على سؤالها الغبي وهي من تسبب له بهذا : احسن من اي وقت ..
ابتسمت مجامله وقالت لوالدها : اوكي انا بروح ابدل وارتاح شوي تبغى شي ؟
ودعها وهو يقول : سلامتك ..
قالت وهي مبتعده وتلوح بيدها : باي عمي سعيده بشوفتكم ..
رد والد طلال : وانا الاسعد ..
انزل صديقه الكوب وهو يقول : تفضلوا معي بنسوي الفحوصات اللازمه ..
مشوا معه الى خارج القصر من الجهه الخلفيه وكان كأي قصر انجليزي فخم تنتشر النقوش في اغلب جدرانه مع الشمعدانات الانيقه والطاولات واللوح العتيقه .. خرجوا للباحه الخلفيه وكانت مكتظه بالملاعب وصالات التمارين والاهم من ذلك العيادات الطبيه .. توجهوا اليها وهو يأشر لهم على الاماكن ويصفها بأفتخار .. دخلوا الى العيادات وهم يسلمون على المتخصصين فيها .. ادخلوا طلال الى غرفة تبديل الملابس ليلبس الملابس اللائقه للفحص .. عملوا له فحص شامل مكتمل كان كل شيء سليم معافى الا موضع الاصابه .. رأهم يتشاورون في صورة قدمه الاشعاعيه واوراقه بين يديهم انخفاض اصواتهم زاده توتر على توتره .. خائف ان يغيب على الملاعب وينسى كيف يلعب .. خائف ان تخذله اقدامه وهو في بداية مشواره !
التفتو له المختصين وقالوا بهدوء : الأصابه ستأخذ من اسبوعين الى ثلاثه كحد اقصى ومع العلاج المكثف ستتقلص المده .. اولاً سننتظر الى ان يلتأم الجرح ثم سنبدأ ب اعادة التأهيل .. نتمنى لك الشفاء ..
زفر براحه بعد سماعه للمده ووعد نفسه ان يحاول جاهداً للعوده في اسرع وقت ممكن ف فريقه يحتاجه اكثر من اي وقت ..
رافقهم ابو الشقراء الى الخارج بعد ان شكروه ممتنين ..


فرنسا ..

استقام ب وقفته الشامخه مثبت اكتافه ب تركيز وبين يديه مسدسه الخاص يوجهه نحو لوحه رسمت عليها الاعضاء الجسديه بدقه .. اخذ يصوب ب مهاره عليها واحد تلو الاخر وكأنه اعتاد على اسقاط الخصم .. انزل يديه واراح عضلاتها التي كانت مشدوده والمسدس بين يديه ووضعه على الطاوله المجاوره له .. انزل النظارات وسماعات الكتم لكي لا تتأذى اذنيه من صوت الزناد العالي .. اخذ ينزل ربطات يديه بهدوء بعد ان رسمت خطوطاً على معصميه لشدة احكامها اغلق قبضته وفتحها كي يعود الدم اليها لكن قاطعه الطرق على الباب قال على مضض : تفضل ..
دخل اليه ك اعصار لكن لم يحرك في سعد " الجبل " شيء وقال : هااااه اشوفك تعافيت وقمت تتمرن ماشاءالله ..
ابتسم على مزاحه الدائم حتى في هذه الظروف وقال : افا عليك ان اراد الله انا م يوقفني تعب ..
بادله علي ابتسامه ولكن كانت ابتسامة اعجاب والتقط المسدس من على الطاوله : تسمح لنا .. هز رأسه الآخر موافقاً .. رأه يمشي بخطوات ثابته ويضع السماعات الكاتمه على اذنيه من غير نظارات ومد يد واحده ليصوب على اللوحه المستقره امامه وكانت الصدمه انه صوب على الرأس بسهوله حتى انه لم يأخذ وقتاً طويلاً في تحت المكان ..
صفق سعد اعجاباً وقال : ماشاءالله ابو محمد اشوفك صرت تنافسنا بقدراتك ..
نزل المسدس على نفس الطاوله واتقرب بمشاكسه من سعد : لا تستهين فيني ابد ..
نظر الى حيث انزل المسدس وقال بتحدي : اشوفك ماتعلمت من هياطك المره الي فاتت ..
قال علي بمنافسه اكبر : انا م اتعلم الا من اخطائي يا سيد سعد ويكون بعلمك تعلمت كويس بعد اخر مره ولولا لوجين ماتدخلت كان انت الحين في عداد الموتى ..
قهقه بمرح على " هياط " علي الدائم والذي يجعله يدفع الثمن في كل مره .. مشى الى صندوق كبير معلق على الجدار تتوزع في انحاءه شقوق وكل شق يحمل سلاح مختلف ب رصاصاته .. اخذ واحداً وهو يتفقد رصاصاته ورماه على علي الذي التقطه بمهاره .. ابتسم لأن ردة فعله كانت اسرع من ردة فعل تلك الفاتنه عندما رماه ناحيتها والذي جعل ابتسامته تزيد عندما ابتعدت خائفه منه .. تمنى لو انها كانت بتلك القوه التي يحملها خالها ..
قال علي ب استيقاف التحدي : عندي شرط ..
رفع سعد عينيه ب استغراب ناحية علي وحرك رأسه بمعنى " ماهو " ..
انزل علي المسدس ب جديه وقال : ابيك تعلم لوجين كل مايلزم للدفاع عن النفس ..
قبض على المسدس بقوه بين يديه وهو يمط شفاته على جنب ب استغراب هو يعرف تماماً انها لا تطيقه ولا تريد ان ترى وجهه فكيف له ان يبرع في تعلميها ..
فهم علي الذي يدور في رأسه وقال : هذا من مصلحتها ياسعد وبتوافق غصب .. والحين تفضل لو سمحت بدق خشمك ..
طير عيناه الصفراء بصدمه : من علمك هالكلمه هذي كلمه قويه وخصوصاً بحقي ..
ضحك علي وقال : تحسب انك انت السعودي الوحيد الي اعرفه انا عندي معارف كثير وتعلمت من عندهم مصطلحات كثيره ، اما بالنسبه لحقك اذا انت رجال خذه بنفسك .. قالها ب استقصاد استفزازه وفعلاً نجح عندما رأى عيناه تلمع كلمعان الشمس ..

..

القت حبة كرز بين شفتيها التوتيه لتزيدها حلاوه وبين يديها مجله تقلبها بملل .. منحنيه على الاريكه براحه وبجانبها سلة الفواكه الفواحه .. اخذت تفاحه لتقضمها بعد ان التهمت حبات الكرز بتلذذ .. اغلقت المجله بملل وهي تنتظر زوجة خالها " تشرف " على قولتها .. اخذت سلمى وقتاً طويلاً في ترتيب ابنها الذي سبب اعصاراً في البيت بعد الغداء .. ابعدت خصلات شعرها عن كتفها الناصع والذي يكشفه تيشيرت ابيض مشابه للون بشرتها ماله اكمام ارتدت معه جينز متشقق من بداية فخذها الى نهاية ساقها ليظهرها في ابهى حله
اقتحمت سلمى المكان مع ابنها الصغير وهي تقول : تأخرت عليك عزيزتي ..
انزلت المجله من حضنها وقالت : لا بأس هيا بنا سنتأخر ..
" اخبروا علي انهم سيقضون باقي النهار في حدائق المدينه تحت اشعة الشمس كنوع من التغيير لأن حبسة البيت اثرت على نفسياتهم فما كان منه الا ان يوافق على مضض "
امسكت بيد ابن خالها واليد الاخرى تحمل قبعتها التي تحميها من اشعة الشمس .. مشت خلفها سلمى وفاطمه التي كانت هادئه على غير العاده او بالاحرى قلقه من عدم معرفة سعد بهذا الشيء .. خرجوا ليدعوا الجده ترتاح قليلاً فهي لم تحضى بالراحة الكافيه الايام الماضيه ..

وصلوا الى وجهتهم ..
" كان مكاناً بهي للغايه توزعت فيه الشجيرات الصغيره التي تغطيها قطرات الندى المغريه وبحيره صغيره تقبع في اخره تطفو عليها اوراق الازهار اشجار طويله تنحني عليهم لتمدهم بالظل والهواء البارد .. فرشوا بساطهم على مقربه من البحيره ليستمتعوا ب عبير الازهار الطافيه عليها حررت لوجين شعرها الذهبي ليبدأ يتراقص على انغام الهواء العذب وكأنه محروم من هذه الاجواء بقدرها .. فرشوا التسالي والمكسرات والخ " لجلسة الحش المعتاده "

..

رن هاتف علي وسط التحدي ليفقده توازنه ويخطأ بالتصويب .. تأفف بضيق فهو متأخر من غير تشتيت والتقطه من جيبه كي يأتيه الصوت : هاه خالو الهيته ..
..: اشش قصري صوتك ايه الهيته .. كيف الجو عندكم ؟
قال الصوت بحماس بالغ : وااااه ياخالو يجننن والله اشتقت لهالجلسات من زمان عنها .. حرمنا منها ..
قاطعها خالها بصرامه : لوجييين
تأففت : خلاص ماراح اتكلم على حبيبك .. ماراح تجي المكان ناقصك؟
..: صعبه اجي واخليه بيشك ..
تفاجئوا بدخول رجال سعد لغرفة التمارين رافعين اسلحتهم متأهبين لأشارة سيدهم .. تصنمت يدي علي في الهوا وعيناه تحدق اليهم بصدمه ..
قال صوت من خلفه مازال يصوب على الأهداف بتهكم : توقعتوا انكم استغفلتوني .. اخذ الهاتف من علي واقفله بوجه الفاتنه ليلتفت على علي ب اقتباض : ليه ساعدتهم على الغلط ؟ وانا الي توقعت ضده ..
وضع علي يديه على الطاوله بقلة حيله فهو يشعر انه ضئيل امام دهاءه : انا ضده بس مايصير تحبسهم بهالطريقه ياسعد نفسياتهم تعبت ..
انزل معدات التمرين بعد ان انقبضت عضلاته واشر الى احد رجاله ان يتقرب منه والقى عليه كلمتين لم يلتقط منهما علي شيئاً واردف : تعال معي ..
توقف علي من دون اي كلمه فهو مستعد ان يتحمل العواقب .. خرج من قسم التمرين بخطوات حديديه متوجهاً الى كراج السيارات حين استوقفه صوت احد رجاله : سيدي لا داعي للسياره فالمكان قريب جداً .. مشى هو وعلي المصدوم " كيف عرفوا مكانهم !! " .. شقوا طريقهم بين شجيرات ليست بعيده عن الفيلل الخاصه ب سعد مشى وهو يسمع ضحكات تدغدغ اذنيه وتطربهما وظل يمشي على لحنها الى ان توقف امامهم .. تأملها وهي تلاعب ابن خالها الصغير امام البحيره وتبلله ب قطراتها النديه .. رفع يده لرجاله والذين فهموها واختفوا بسرعه .. مشى علي ليجلس بجانب زوجته على البساط والتي شهقت من تواجده ..
..: ياللهي لكن افزعتني ..
فتح فكه على مصراعيه وعض كتفها من تحت الملابس الفضفاضه : انا وحش ..
امسكت ب وجهه الفاتن وهي تتحسس عوارضه ب ابتسامه وهي تقول بخجل : انت لست وحش انت اميري الفاتن ..
التفتت لوجين الى البساط ف اجفلتها رؤية خالها الذي يقهقه مع زوجته فقالت بصدمه وبصوت مسموع : خالو جييييت .. كيف تخلصت من المعقد ..
طارت عينا علي الذي لاحظ انشداد عضلات سعد بعد كلمتها واشر لها ب اسكتي ..
استغربت تصرفات خالها الغير اعتياديه وقالت : علمني شلون تخلصت منه عشان انا اطبقها بعد .. وقهقهت بصوت عالي
امسك علي برأسه وقال لزوجته بالعربيه العاميه : البنت هذي بتجلطني والله بتجلطني ..
احست ب ظل مهول يحجب عنها اشعة الشمس وتأكدت انها ليست ظلال الاشجار .. بل ظله الشامخ وقف خلفها بثبات .. ابتعدت خطوتين ب خوف من نظرته التي اخترقتها كالسهم ..
قال بصوت كفحيح الافعى : ماراح تتخلصين مني بسهوله يا انسه .. ويكون بعلمك هذي اول واخر مره تطلعين فيها ..
واعطاها ظهره على وشك الرحيل
طيرت عيناها ووضعت يداها على خصرها النحيل بعناد وقالت : الا بتخلص منك و ب اقرب وقت .. ومو انت الي تحدد متى اطلع ومتى ما اطلع ..
لم تلبث الا ان رأته مره اخرى امامها وقال بعناد اكبر : واذا قلت الا انا الي احدد لأنها قوانيني وبيتي وغصب عنك تنفذين كل شي اقوله ..
دفعت كتفه واشرت ب اصبعها السبابه ب رقه ودلع خرجا رغماً عنها : روووح مابي اشوف وجهك خربت علينا جلستنا الحلوه ..
تمنى لو انه يستطيع ان يأكل مخارج الحروف من فمها فهي تنطق حرف الراء بشكل رنان ومميز .. اعطاها ظهره ومشى لكن هذه المره الى بساطهم ليتربع عليه بعناد اكبر من عنادها .. التفتت لوجين بطفوليه الى خالها الذي بدوره رفع كتفيه بمعنى مالي دخل واخذ ياكل المقرمشات .. ضربت بقدمها على الارض ومشت بعيداً عنهم بجانب فاطمه التي تجلس بالقرب من البحيره ..
جلست بعصبييه على احدى الصخرات الكبيره وقالت : مب مخليني ارتاح بحياتي زي الناس .. من وين طلع لي ياربي من وييين ؟
قالت فاطمه بضجر : قلت لكم بس محد يسمع لي ..
اخذت تلتفت يميناً وشمالاً تبحث عن شي تقذفه عليها وقالت : انا وش اسوي فيك كله منك ومن تشاؤمك ..
وضعت يدها على خدها وهي تنظر للبحيره الصافيه وقالت : انا طفشت متى نرجع للبيت ..
طيرت عيناها الزمرديتين وقالت : لا والله مو صاحيه اليوم شكل الحبسه سببت لك شي مالي قعده معك .. ووجهت كلامها للصغير " تعال حمودي " .. توقفت لتمشي بمحاذاة البحيره عل وعسى ان تنسى ان هنالك شخص يقبع على البساط يحرقها بنظراته الناريه ..

قرر ان يعفيها من نظراته لدقائق ويجعلها تستمتع بقية اليوم بما انها اخر مره تخرج فيها .. انتبه الى صحن ينمد إليه تحتضنه يدين ناعمه في وسطه قطع كيك وفواكه رفع نظراته لتصطدم ب ابتسامة سلمى الخجوله .. ابتسم ب شكر وهو يضعه امامه تذكر تعامل لوجين الشرس معه وكيف لم يراها ابداً تبتسم بوجهه مثلما فعلت سلمى للتو .. التقط حبة توت والتي تذكره ب شفاتها والتهمها بشهيه .. جائت فاطمه تتبختر بسبب النعاس الذي داهمها وسألتها والدتها على مضض : اين اخاكِ؟
رنت في اذنيها الكلمه ومسحت المكان بعينيه بحيره وقلق : ااا .. لقد كان هنا منذ قليل ..
توقفوا جميعاً بقلق وقال سعد بقلق اكبر : وين لوجين ..
فزعت من نظرته التي تغيرت في ثواني بعد ان كانت لينه وقالت ب بتوتر وهي تأشر ناحية البحيره : م مدري قالت بروح اتمشى ..
تعداها بسرعه فائقه وكأنها اعصار وتبع المكان الذي تأشر عليه ..

مشت ب عصبيه متجاهله الصغير الذي تسحبه معه بعنف بسبب ضيقتها .. خنقته العبره من تعاملها القاسي والذي لم يتعود عليه من قبل بسبب دلال اهله واخرج ونات مكتومه .. توقفت لتلتفت خلفها وهي تراه مغطى ب اوراق الاشجار وعلى وشك الصراخ .. المها قلبها من اهمالها له بهذا الشكل لماذا لم تشعر به افلتت قبضتها التي احكمتها على معصمه الصغير وخنقتها العبره ..
احتضنته بهدوء وهي تعتذر وتكرر اعتذارها وتمسح على شعره : اسفه حبيبي مدري كيف نسيتك .. اخرجت مناديل معقمه والتي لا تخلو من جيبها ومسحت بها وجهه ويدينه وهي تداعب وجهه على امل ان تنفرج عكفة شفاته التي تنذر بالبكاء .. ابتسم على مشاكساتها وصدحت ضحكاته في ارجاء المكان .. تنفست الصعداء فهي تسعد لرؤيته سعيد وتوقفت لتمسك بيده برقه على عكس المره السابقه وقالت : يلا نرجع .. مشت خطوتين وتوقفت بصدمه وهي ترى امامها اكثر من مرر بين الشجيرات .. التفتت يميناً وشمالاً بقلق وحيره وقلبها ينقبض في الثانيه الف مره : ياربي لا يكون ضيعت المكان .. التفتت لابن خالها الذي تمسك بقدمها وكأنه احسن بما احست فيه .. سمت بالله ومشت للممر الذي امامها .. رأت ان الاشجار كثيفه عكس المكان الذي اتو منه ابعدتها بيدها الصغيره وهي تكمل طريقها على امل ان تقابل اهلها في الجهه الأخرى .. رأت النور وابتسمت انتصار حملت ابن خالها وعندما خطت قدميها للنور انزلقت مع جرف عشبي لزق لتصرخ بفزع وتضم ابن خالتها الذي اجفلته ب صرختها واخذ يبكي .. انزلقت مع الجرف حتى حطت على قدميها لتلوي قدمها اليمنى على ارض صخريه .. فتحت عيناها لترى كومة الغبار انتشرت حواليها لتحجب عنها الرؤيه .. اخذت تسعل من كثافته وهي تتفقد ابن خالتها الذي يون في حضنها فزعت وهي تحاول ان ترى وجهه وقالت : حبيبي صارلك شي ..
رفعت وجهه ناحيتها وهي ترى جرحاً بسيطاً مسحته بيدها وهي تقبله وتحضنه بغصه .. انزلته من حضنها وهو مازال يبكي لتحاول الوقوف لكن مالبثت حتى عادت وسقطت وهي تصرخ ب الم .. ازالت الجينز من على ساقها لتراها محمره ولا تستطيع ان تحركها ب الم .. لا تعلم لماذا تشعر بخوف مع انها مدركه ان احداً لن يتركها خصوصاً " هو " .. احتضنت ابن خالها وهي تصرخ بمناجاه " ساعدونا " ..

مازال يبحث بكل م اتاه الله من قوه مع ان الظلام قد حل تقريباً الا انه لن يستسلم حتى يعثر عليها .. امر رجاله بالانتشار في كل شبر من هذه الارض وان يخرجوها حتى لو كلفهم الامر حياتهم .. لا يعلم لماذا انقبض قلبه من فكرة الظلام .. لا يمكن ان يتوقع ماذا يظهر خصوصاً في هذا الوقت .. لابد انها خائفه وسط العتمه الآن .. مازال مستمر ب ابعاد الشجيرات عن طريقه لكن هذه المره كان يهشمها بين يديه بقهر .. شق طريقه الى ان وصل الى وادي ف علم انه طريق مغلق كان سيعود ادراجه الا ان صوت انين مكتوم شد مسامعه صرخ كردة فعل : لوجين ..
فزت للصوت الذي اقتحم مسامعها ورفعت نظرها للأعلى لتراه يقف بشموخ انفرجت شفتيها ب ابتسامه فقد ايقنت انه لن يتركها وحيده في هذا المكان المعتم .. نظر الى الاسفل والامل يعود له شيئاً ف شيئاً رأها تجلس في منتصف الارض الصخريه وخلفها تماماً الوادي الجاف .. باسطه قدمها المصابه والاخرى عكفتها كانت تضيء تحت حلكة ظلام الليل وخصلات شعرها الاشقر تمده بالنور .. من غير اي انتظار انزلق على الارض اللزقه ب اقدامه وكأنه في صالة تزلج وقفز ليحط امامها وسأل على مضض : انتي بخير ..
هزت رأسها موافقه وهي ترى يده تنمد اليها امسكت ابن خالها الذي لم يكف عن البكاء بيدها اليسرى ومدت على اليمنى ليساعدها على الوقوف لكن اختل توازنها وصرخت ب الم .. احكم قبضته القويه عليها واتكئت على كتفه الصلب طالبه الاستناد عليه .. انصدم من صرختها المدويه التي استقرت في قلبه وانزلها بهدوء كي لا تضغط على قدميها جلس بجانب قدميها باسط ركبته والاخرى عاكفها وقال : اي وحده تعورك ؟
قالت بهمس وبخجل من نظراته : اليمنى ..
نزع بنطالها الجينز تحت وردة خديها من لمساته على قدمها .. امسكها بيديه الاثنتين ليحركها يميناً وشمالاً تحت تأوهاته ..
قال ليلهيها عن ما سيفعل : خلي لقافتك وعنادك ينفعونك ..
اتسعت عيناها ونست خجلها منه لتقول : كم مره اقولك مالك دخل .. صرخت بألم بعد ان حرك قدمها بقوه للجهه اليمنى ليعيد عظمها محله ..
عاد ليمد يديه للتي تتألم امامه وقال : اسف كنت مضطر اسويها .. رفعت عينيها البلوريه المبلوله التي اعتصرت قلبه وقال في نفسه " الا دموعك ارجوك " .. لم يرى منها اي ردة فعل ف انحنى بسرعه ليلتقطها بين ذراعيه القويين تحت شهقتها الناعمه وقال بهدوء : ماراح تقدرين تمشين بهالحاله لذلك لو سمحت اكرميني بسكوتك ..
تأملت ملامحه القريبه عيناه التي لم تدعها تهدأ من لحظة دخوله حياتها تنظر للأسفل برموش كالسيوف شامخه تشبه صاحبها .. كان ينظر الى مكان استقرار قدمه بحرص وهي بين احضانه ممسكه ب ابن خالها قالت في نفسها مستغربه من قوة ذراعية التي حملتها هي وابن خالها بسهوله " هل سيمشي كل هذه المسافه بهذا الحمل ؟ " .. انتبه على نظراتها التي ترمقها به نظره لم يراها مرتديتها من قبل .. هل ارى نظرات امتنان من عينيها الذباحه ! اكدت ظنونه عندما فتحت شفتيها التوتيه وقالت : شكراً ..
قال بعزة نفس ملفته اجتذبتها له اكثر ف اكثر : اعتبريها رد دين لا اكثر ..
وصل الى ارضهم والتي اصبحت خاليه بعد اختفاءها وقالت بتساؤل مندهش : وين راحوا ! اجفلت بعد ان رأت رجاله يطوقونهم واقترب منهم واحداً ليحاول التقاط ابن خالها النائم بهدوء بعد موجة البكاء فما كان منها الا ان تضمه اكثر بمعنى لا تأخذوه ..
قال هو بعد ان رأى ردة فعلها : لا بأس انا سأوصلهما ..
تقدم من السياره المجهزه لهم وفتحوا له الباب الجانبي وهو يضعها بهدوء كي لا تتأذى .. سحب حزام الامان ليطوق الصغير ويطوقها واقترب منها اكثر كي يضعه في مكانه .. استنشقت رائحة عطره المميزه القويه كصاحبها تأملت خده القريب والمليء بالشعر والذي حدده بطريقه مرتبه ومغريه وقالت قاصدها عدم ابتعاده عنها : م جاوبتني ؟
التفت لها بكامل وجهه القريب منها : لا تخافين اهلك في بيتهم وفي امان اما انتي الحين بتروحين للمستشفى نتطمن على رجلك " ياااه ماهذه الرجوله الفتاكه كيف غفلت عنها كل هذا الوقت .. ربما اغفلتني افعاله الخانقه والتي لم تدع لي مجالاً لتأمله "
استيقضت بعد ان قال لها بسخريه : اول مره تشوفين وجهي ..
اعتلت الحمره خديها البيضاء بالرغم من الغبار الذي شوهه لكنه يأبى ان ينطفئ من توهجه وقالت بعزة نفس وهي مثبته عينيها الزمرديه اللامعه في عينيه : لا تلومني اول مره اشوف قبيح زيك ..
قهقه بتسليه حتى سلبتها ضحكته عقلها ومد يده للأعلى لينزل حامية العينين الخاصه بالشمس ويفتح المرآه وقال بسخريه : شوفي هنا وبتلقين الي اقبح مني ..
تنفست بصعوبه من قربه الشديد والذي جعلت الحمره تعتلي وجهها كله وليست فقط خديها .. ابتعد مبتسماً على ارتباكها واقفل الباب ليستقل مكانه وهو القياده بجانبها ..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-16, 08:41 AM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





بلاد الحرمين .. المملكه العربيه السعوديه ..

يا سائلاً عن موطني و بلادي !
ومفتتشاً عن موطن الأجدادِ ..
وطني به البيت الحرام وطيبة ..
وبه الرسول خير منادي ..
وطني به الشرع المطهر حاكم ..
بالحق ينهي ثورة الأحقادِ ..
وطني عزيز فيه كل محبة ..
تعلوا وتسموا فوق كل سوادِ ..
وطني يسير الخير في ارجائة ..
ويعمّ رغم كل الحسادِ ..
قومٌ بغوا وتجبروا في ارضنا ..
ورموا بسهم الموت قلب بلادي ..
لكنها رغم المصائب هامة ..
تعلوا بدعوة معشر العبادِ ..
مستمسكين بدينهم وتوجهوا ..
لله ذي الأكرام والأمجادِ ..
ان يحفظ الشعب الكريم وأرضة ..
ويديم امن الدين والأجسادِ ..
ويرد كيد الكائدين بنحرهم ..
ويعيد من ضلوا لنهج الهادي ..


..


خرجت من بين الكنب والوسادات تتطاير من يمينها وشمالها جاحظة العينين بشعرٍ منكوش ممسكه بيدها " زنوبه " اعزكم الله وهي تردد بهلع : وينه وييييينه ..
جاوبت احدى الفتيات الذين يختبئون خلف جدار المجلس : مدري انا شفته بعيني نط على كتفي ..
اقتربت منها صاحبة الشكل المبعثر لتتفقد كتفها وجميع انحاء جسدها : مو معقوله تنشق الارض وتبلعه .. نفضت المجلس نفض مالقيت شي ..
قالت الأخرى بقشعريره وقرف : ييييع حسيت فيه يمشي على كتفي .. بروح اخذ شاور ستين مره عشان اتخلص من هالشعور ..
سمعوا صوت صراخ في المطبخ ليركضوا جميعاً ناحيته وينصدمون من منظر الخادمه التي قفزت على احدى طاولات المطبخ بفزع وهي تأشر على الأرض ..
اقتربت ذاك الشعر الكاكاوي المبعثر وهي تقول : اهااااا لقيتك يابن الصرصوره خذذذ .. صفعته بالزنوبه ليلتصق بالأرض لكن لم تشفي غليلها فضربه مرات متتاليات ..
اجتذبتها احدى الفتيات وهي تقول : بس بس طلعت روحه وتحلل .. اشوا اني مب صرصور عندك ..
انزلت الزنوبه وارتدتها وعدلت شعرها بعد ان انتفش بسبب حملة البحث عنه : لحد يشيله عشان يكون عبره لغيره ..
اتتها يد من خلفها تسحب اذنها بعنف وهي تقول : انتي متى بتعقلين بعرف متى ..
صرخت بألم : اي اي اي خالتي عورتيني ..
قالت الخاله وهي تقرص كتفها وبلهجه بدويه بحته : الله يخلف على امتس الي جابتس كل يومين وانتي مطارده هالصراصير انقرضوا بسبتس ..
مسحت على مكان القرصه بزعل : هذا جزاتي اتخلص منها عشانكم .. مالي قعده هنااااا برجع لبيتنا ..
نفضت الخاله يدينها بمعنى روحي وقالت : محد بيمنعتس روحي ..
قالت ابنتها الأولى بزعل : يمه زعلتيها ..
دخلت المطبخ وقالت : مازعلت اعرفها بكره ترجع ناسيه كل شي .. تنهدت وقالت .. كأنها امها ماتشيل في قلبها

اخذت عبائتها وهي تضع خمارها على رأسها وتلف نقابها جيداً على وجهها خوفاً من الله قبل الناس .. خرجت من بيت خالها من الجهه الخلفيه وهي جهة " الحريم " فتحت الباب واذا بالسائق ينتظرها .. استقلت السياره من بيت خالتها المتواضع الى بيتهم القصر المهول انفتحت البوابات على مصراعيها تنذر بدخولها لقصرها الملكي .. توقفت السياره في كراجات القصر والتي بحجم الفلل العاديه .. نزلت منها لتبدأ بالمشي مسافة طويله عبر الحدائق تعدت النافوره التي تتوسط القصر ليفتح الخادم باب القصر لها وتدخل ب حيويه : سلاااام ..
ردت امها التي تجلس بجانب زوجها يتحدث عبر الهاتف : وعليكم السلام ..
فصخت العبايه لتناولها الخادمه الواقفه بجانبها : اللللاه تشيز كيك .. اخذت منه قضمه وهي تردف : سبحان الله م تسوونه الا ذا كنت طالعه ..
قالت امها التي ترتشف قهوتها : بسك حلويات بتسمنين ..
قلبت عيناها من حرص والدتها فهي مهووسه بالصحه والرشاقه : ماما يكفي خليني اكل الي ابي انا مو صبوره على هالاشياء زيك .. اخذت قضمه اكبر وهي تتلذذ وقالت .. انا مقدر اعيش بدونها
هزت امها رأسها بأسف وقالت : بالعافيه بالعافيه بكره اذا زاد وزنك لا تجيني تصيحين ..
قالت بتساؤل وهي ترى والدها عاقد حاجبينه : مين يكلم ؟
نزلت الام كوبها على الطاوله الزجاجيه المذهبه وقالت : سعد ..
شهقت شهقه قويه حتى ظنت والدتها انها ستموت : سععععد داق ولا تعلموني .. قفزت بجانب والدها وهي تقول : الله يخليك الله يخليك الله يخليك ..
مد لها الهاتف بسرعه من طريقتها المزعجه اذا كانت تريد شيئاً : خذي خذي ..
اخذت الهاتف بنبره اشتياق واضحه : حبيبي شلووونك ؟
اتاها صوته بنفس النبره : اهلين ياهلا بالصوت .. بخير الحمدلله انتي شخبارك ..
قالت بزعل واضح بان على صوتها : مو بخير فات اكثر من اسبوع ولا رجعت ورجّعت لنا بنت عمي .. الا على طاريها هي كيف شكلها حلوه ؟ اكيد حلوه امها فرنسيه شلون ماتطلع حلوه ..
ضحكت منها وقال : اذا جات بتشوفينها .. مشفوحة زين
مطت شفايفها بدلال : هذا جزاتي اسأل عن زوجة اخوي ..
" عائلته فقط الي تدري بالموضوع "
قال بنبره تغيرت 180 درجه : خذي راحتك ..
قالت بمرح : اييييوا ومتى راجع؟
نظر الى ساعته التي تجاوزت الحاديه عشر مساءاً : طيارتي الساعه 9 الصباح .. يالله يا مدلعه بقفل عندي شغل الحين بكلمكم اول م اوصل ..

اقفل منها ليدخل الغرفة التي تقبع فيها تلك الفاتنه ممدوده القدم انلفت عليها جبيره بيضاء تشباه من بياضها لون بشرتها .. انزلت علبة الحليب ب اشمئزاز فهي تكرهه وتكرهه طعمه لكن مجبوره بسبب عظمها .. رأته يتجه نحو سريرها واستقامت ب جلستها مثبته عيناها على علبة الحليب ..
قال بصوت رخيم ارعش جسدها : خلصيه كله ..
لم تكن تنوي شرابه اصلاً لكن يبدو انه سيجبرها على تفريغ العلبه .. هزت رأسها موافقه لكن لم ترفعه الى شفتاها التوتيه ..
كتف يديه على صدره رافع حاجبه وباسط الاخر : الحين ..
توقعت هذه الأجابه وتأففت ادخلت الشفاط بين شفتيها لتسحب منه تحت تقلبات وجهها ..
ابتسم على تصرفاتها الطفوليه النابعه من القلب ولا مجال لتتصنعها ..
جلس بجانبها على الكرسي وهو يلمح ابن خالها ينام بسلام في سرير مخصص له وعلى حاجبه الصغير لصقة جروح وقال : الحمدلله الفحوصات بينت انه م يعاني من ارتجاج م يعاني من اصابات بليغه ..
هزت رأسها ب هدوء وفي صدرها شعور غريب ناحية هذا الرجل ..
رمى القنبله في وجهها سريعاً : بكره الصبح طيارتنا لازم تتجهزين ..
رفعت حاجبها الأيمن بحركه فاتنه وقد عرفت سبب هذا الشعور : عفواً ؟ طيارتنا على وين ان شاءالله
زم شفتيه الى الداخل بحركه رجوليه فاتنه جعل غمازاته تنحفر وهي المره الاولى التي تراها : للرياض .. احتاجك معي
تحرك قلبها وسط قفصها الصدري من كلمته " احتاجك معي " صحيح انه لم يقصدها بالمعنى الحرفي بل من اجل حل المشكله لا اكثر .. قالت بضيق : ماقدر اخلي اهلي ..
عقد حاجبيه وبدت على عصبيه طفيفه : حنا اهلك ..
التفتت عليه بعصبيه اكبر : اهلي الي ربوني وداروني مو يختفون 20 سنه وفجأه يقولون حنا اهلك ..
حس بذهول من كلامها لكن لم يحاول ان يبرر لها فالسبب واضح للعيان .. ليست لهم سلطه عليها قبل سن العشرين والا لما تركوها وحيده تلك السنين .. توقف من الكرسي وهو يقول : مابي نقاش كثير ارتاحي ومن بكره ابيك جاهزه بدري .. خرج وخرجت معه روحها المتألمه .. وضعت يديها على شفتيها تحاول ان تكتم شهقاتها لكن لم تستطع ف اطلقت لنفسها العنان على الوساده البيضاء بألم ..


لندن ..

نزل من سيارة والده بصعوبه بسبب اصابته ونزل هو الاخر ليساعده لكن قال : يكفي انا مو عاجز اقدر امشي ..
امسك يدين ابنه رغماً عنه وهو يعلم تماماً انه عزيز النفس لا يقبل ان يرى الشفقه ب اعين الاخرين بسبب ضعفه : لا تكابر .. ساعده على الاتزان واعطاه عصاه وقال : انتبه لنفسك الساعه 2 بكون موجود عند الباب ..
هز رأسه موافقاً وهو متضايق من تواجده في مكان واحد من هذه الباربي .. مشى الى باب القصر ف انفتح سريعاً بدون ان يطرقه وقال الصوت من خلفه : ياهلا بولدي ..
ابتسم مجاملاً على تعامل هذا الرجل وكلامه المعسول : هلا فيك .. لا يكون جيت بدري
..: لا ابداً جيت بالوقت المناسب حياك ..
دخل الى الصاله والكبيره والتي يتوسطها سلم يفوقها حجماً .. ذلك السلم .. وذلك البساط التي خطت عليه باربي لأول مره بشكلها الجديد الفاتن .. استرجع الذكريات وهو يراها تنزل برقه ممسكه بطرف فستانها الطويل كي لا تسقط ويدها الاخرى ممدوده على درابزين السلم .. نزلت حتى امسكت بذلك الأشقر .. اغمض عينيه بحقد وعاهد نفسه ان ينسى تلك الذكرى واي ذكرى تحملها في مخيلته .. مشى مع والدها الى غرفة الجلوس فتفاجئ بها منحنيه على طاولة التقديم تسكب الشاي وشعرها الأشقر ينزل كشلالات على جانبها الأيمن .. رفعت عينيها المحيطيه لتصطدم بعينيه البارده لتجمد بحر عينيها بنظره خطفت انفاسها .. سمعت والدها وهو يقول " تفضل " .. تقدم بهدوء وهو يجلس على احدى الكنبات ليتفاجئ بذلك الأشقر يجلس امامه ببدله رياضيه واضع رجل على رجل في جلسه انيقه .. مسحه من رأسه الى اخمص قدميه بنظره ثاقبه تذيب الصخر .. ف اترجفت جاكلين من نظرته رغم انها لم تكن موجهه لها .. احست ان الجو تكهرب واشغلت نفسها بسكب الشاي وهي تدعي الله ان يعدي هذا اليوم على خير .. تقدمت الى طلال ومدت له الكوب لكنه رفع يده بمعنى " لا اريد " .. اعادت الكوب وهي تقول في نفسها " ياله من وقح كيف له ان يرفض الشاي من سيده " .. يبدو ان العادات البريطانيه اسرت جاكلين كثيراً ولم تعلم ان عادات العرب عند طلال تفرض سلطتها حتى ولو كان في بلاد اجنبيه .. جلس والدها في وسط المجلس حيث مكانه وقال : يالله حي طلال ..
التفت لوالدها وقال ب ابتسامه عذبه لم يتصعنها هذه المره : الله يبقيك ..
رأها تجلس على يد الكنبه بجانب جاك وهي تدردش معه وتاره تضحك بصوت مكتوم كي لا تضايق البقيه .. رأى والدها نظرات طلال الحارقه وهو يعرف ان دمه يفور من هذه المناظر حتى وان كانت بين اجنبيين قال بصوت صارم : جاكلين ..
فزت وهي واقفه من نبرة والدها الجديده وقالت : هلا بابا ..
اشر بجانبه على الكنبه الثنائيه وهي فهمتها لتتقدم بالجلوس بجانبه ..
اما هو فقد ابتسم ب رضى تام عن حركة والدها المريحه وريح ظهره على الكنبه ..
تكلم الأشقر ليكسر الصمت الذي دام لدقائق : ارى انك تتعافى بشكل سريع ..
تغيرت نظرته عندما دارت عينيه نحو الأشقر وقال بتحدي : نعم انا افضل من اي وقت ..
..: رائع ستصبح المنافسه اقوى اذاً ..
ضحك بتهكم على قصده : طبعاً .. نحن لها حتى وان كان خصمنا يستعمل الطرق القذره ..
توقف الأشقر بغضب على كلمته المستفزه بينما لم يتحرك طلال شبر واحد وشفتيه معكوفه على جنب بسخريه ..
قال الأشقر وهو رافع اصبعه السبابه : التزم حدودك من تظن نفسك ..
ريح طلال يده على الكنبه والاخرى على فخذه بمعنى لم تؤثر فيني : مالي اراك غضبت .. لم اقل انك كذلك بالأضافه انا لم احدد من هو الخصم ..
انحرج الأشقر من رده ومن ردة فعله المبالغ فيها وكأنه كان يقصده بكلامه لكن دهاءه اكبر استطاع ان يقلب الطاوله لصالحه ..
التقط جاكيته المعلق على الكنبه المنفرده التي كان يجلس عليها وقال بغضب : انا استأذن .. كانت جاكلين سترافقه لكن والدها امسك معصمها رافضاً ..
التفت لطلال الذي يبتسم مستمتع بنظرات الشقراء الحاقده ونظرات والدها المعجب ..
دخلت الخادمه لتخبرهم بتواجد الأخصائيين وخرجوا الى الحديقه الخلفيه حيث تقبع العيادات .. اما الباربي فلم تتحرك من مكانها ولم تفكر ان تلحق بهم بسبب حقدها على احراج جاك امام والدها .. يبدو انه اتى الذي يهتم به والدها اكثر منها .. ثارت الغيره في صدرها حتى جعلتها تقف وتدور حول نفسها .. لم ولن يأتي الذي يأخذ اهتمام والدها منها .. قادتها قدمها الى العيادات حيث يوجدون ف اقتحمت المكان لأول مره تحت صدمة الجميع واولهم والدها ..
انتبهت على نظراتهم وقالت ب ابتسامه : لا تهتموا لي اكلموا عملكم وكأنني لست موجوده .. عادوا جميعاً الى عملهم ماعدا والدها الذي اقترب وهو يقول : وش تسوين هنا ؟
رفعت كتفيها العاريين بمرح وقالت : جيت ب اسكتشف المكان فرصه لي بما اني فضيت وماعندي شي ..
ابتسم والدها فهو يعرف كم هي فضوليه لكن الذي لم يعرفه انها لم تأتي بداعي الفضول وانما بداعي " الغيره " .. جلست على المقاعد المصفوفه بعنايه اخر الغرفه والتي تتيح لها رؤية كل شي بوضوح وجدته جالس لم ينتبه لوجودها واحدى الأخصائيين يتفقد قدمه بعنايه ..
توقف وهو يقول لطلال : هل تستطيع ان تقف عليها ؟
تسند على يديه ليقف فنجح بدون العصي .. اخذ يكتب الاخصائي على الدفتر الذي بين يديه وقال : هل تستطيع المشي خطوتين .. لا بأس اخبرني اذا شعرت بالم ..
مشى خطوتين واحس ب الم طفيف لا يذكر : شعرت ب الم طفيف ..
عاد ليكتب في الدفتر وهو يقول : ممتاز سيد طلال انت تتعافى بشكل سريع الجرح التأم بشكل جيد لكن يجب ان نحفز العظم كي يعود افضل من السابق .. هيا اتبعني يجب ان تكمل تمارينك البدنيه ..
تقدم الى الميزان كي يقيس وزنه وطوله قبل بداية التمارين وتفاجئ بزيادة وزنه كيلو واحد عن وزنه السابق ..
انتبه له الاخصائي وقال : لا بأس نستطيع انزالها في اكل من ثلاثة ايام ف جسدة معتاد على التمارين .. هيا اتبعني وحاول ان لا تستخدم العصي ..
افلت العصي وحاول ان يتاوزن بمشيته واكتشف انه ليس بالالم السيء كالذي انتابه في الملعب .. اكمل طريقه مع الأخصائي من غير عصي وهو سعيد بهذا الانجاز .. اشر لها على حديد للتمارين لا تبعد على الأرض كثيراً : سنبدأ بتدريب الظهر والساعدين والأهم يجب ب ان تقفز لكن لا تضغط على قدمك كثيراً واخبرني اذا شعرت ب الم .. كانت تلك الشقراء تراقبه من نهاية الغرفه وهي تأمل ان لا يسقط .. قفز بثبات ليمسك بالحديده بسهوله ويتمرن بنفس السهوله .. حسب له الوقت 20 ثانيه واخبره ان ينزل ولا يضغط على قدمه .. نزل بسهوله لكن المته قدمه عندما حط عليها ..
..: لا بأس لا بأس هذا طبيعي .. هيا بنا لنكمل باقي التمارين .. اكملوا باقي التمارين من السواعد والبطن والجانبين حتى فخذيه .. جلس بتعب بعد موجة التمارين المشقيه وفصخ تيشيرته العلوي لينعم ببعض الهواء والبروده ..

راقبت كل خطوه خطاها في غرفة التمارين حتى ظنت انهم يريدون هلاكه بتلك التمرينات .. توقفت لتمشي ناحية والدها الذي يراقب الوضع على مقربه منهم : بابا هذي تمارين صعبه على واحد مصاب ..
قال والدها : هذي التمارين تعيد بناء جسمه الرياضي واضح بالايام الي راحت ماكان يتمرن بسبب اصابته وماستبعد انها سبب له احباط .. كلها يومين من التمارين المكثفه ويرجع افضل من قبل ..
ظلت واقفه بجانب والدها وهي تراه ممسك ب الحبال وينفضها ب صعوبه وعضلات يديه بانت من الجهد الذي يبذله .. حسب له نفس الوقت 20 حتى يستريح ويعود بها ليكمل ما بدأه .. رأته يفصخ تيشيرته ف احمرت وجنتيها .. كان جسده الأسمر رطب مقسم العضلات على الرغم من عدم تمرنه في الايام السابقه لكن مازال محافظ على تقسيمته .. تأملت خطوط ظهره المرسومه بدقه واحتراف دليل على انه تعذب وتعب الى ان وصل الى هذا الشكل المثالي .. امسك قارورة الماء ليرتشف منها بعد ان انتبه على انظارها المثبته ب تركيز على جسده العاري .. ابتسم بتهكم من شكلها وهي تتأمله من دون اي خجل .. تمنى لو انها تعود الى جاكلين البسيطه .. جاكلين التي كانت تنظر له بصعوبه .. التي قبلها ذلك اليوم وتلذذ بقبلتها .. كانت مختلفه لكن الآن اصبحت مستنسخه مثل اي بريطانيه يراها .. انزل القاروره ليعلمه المدرب ان تمرينه انتهى لليوم يستطيع ان يرتاح ويكمل غداً م بدأت .. اعطاه جدول غذائي يستمر عليه طوال فترة علاجه كي يتعافى بالشكل المطلوب .. وضع قميصه على كتفه العاري ودس الجدول في جيبه ليتفاجئ ب ابو الشقراء يطوقه : فخور فيك ..
رمقته نظره فاحصه غير مصدق .. انه يذكره تماماً بوالده فالواقع نسخه كربونيه منه : الله يسلمك .. انا استأذن الحين تأخرت على ابوي 12 دقيقه ..
نظر ابو الشقراء الى ساعته وقال : تمام .. بكره بكون مشغول تقدر تجي ب اي وقت البيت بيتك .. بالسلامه ان شاءالله ..
قال وهو يهم بالخروج : الله يسلمك ..
مشى بجانب الباربي وكتفها العاري يصطدم بكتفه الخشن اغمضت عينيها وهي تشعر فيه يبطئ من مشيته كي يكتفي من نعومة بشرتها على كتفه الأسمر .. تنفست الصعداء وهي تراه يخرج من دون ان يلتفت لها ..


فرنسا ..

لم تشعر بالراحه في نومها ولم تأخذ كفايتها منه فقد ارهقتها دموعها التي لا تكف عن النزول .. كيف لها ان تترك مدينه عاشت فيها كل حياتها .. كيف لها ان يمر يوم من دون اهلها .. كيف لها ان تعيش من غير مشاكسات فاطمه وضحكات محمد الرنانه .. مسحت عينيها بكفها وهي تحاول الوقوف لكن قدمها المتها .. ضغطت الجرس لتدخل عليها ممرضه وتأمرها بمساعدها للدخول لدورة المياه .. غسلت وجهها النقي بالماء البارد على امل ان يطفئ حرقة صدرها .. خرجت وهي ترمق الساعه بعينيها الزمرديه كانت تشير الى السابعه صباحاً .. بقي امامها ساعتين .. ساعتين فقط وتودع هذا المكان وهذه الذكريات .. هي تعلم تماماً م ان يضمنوا وصولها الى ارض المملكه حتى يحرمونها من كل هذا .. امرت الممرضه ان تأخذها الى شرفه قريبه تريد ان تشم الهواء .. احضرت لها كرسي كي تجلس عليها فالشرفات ليست من ضمن الاجنحه التابعه للمستشفى .. مشت بها الممرضه الى شرفه كبيره ويبدو انها لجميع المرضى
قالت الممرضه : اين تفضلين الجلوس ..
ردت بصوت متحشرج : لا بأس هنا جيد .. تأملت الشمس الساطعه على المدن والخضره النقيه التي تلف المستشفى ليعطي المرضى انتعاشاً وبروده قطرات الندى .. غلغلت يديها في شعرها لتسمح بنسيم الصباح المنعش ان ينعشه ايضاً ..


في مكان ليس ببعيد ..
..: انا متفهم الوضع .. الأهم انها تكون ب امان ودامها معك انا متطمن ..
ابتسم على تفهمه وصدره الرحب وقال : الله يخليك تسامحني ماكنت ابيها تصير بهالشكل بس انت عارف الوقت يداهمنا ..
طبطب على يده وقال : مسامح ياخوي الأهم الحين لوجين تدري بهالسالفه ..
نكس رأسه وقال ب قليل من الضيق : ايه تدري ..
عرف الخال انها رفضت وبشده لكن لا مفر من القضيه : ماعلينا كلها يومين وترضى ..
هز رأسه سعد وقال : وانتم مابيكم تشيلون هم اي شي بتكونون تحت حراسه مشدده وطلباتكم اوامر ..
رقت عيني علي لكلامه الشهم وذي الأصول وهذا هو اللقب الذي اطلقه عليه منذ وصوله الى حياتهم : والله ماندري كيف بنرد لكم الدين ..
قاطعه سعد ب امتعاض وقال : لا تقول كذا ياعلي حنا عايله وحده واذا احتجت اي شي لا يردك الا لسانك .. استأذنك باقي ساعه ونص على طيارتي بتجهز .. واتمنى منكم تجهزون الاشياء الي تحتاجها لوجين للسفر .. وفعلاً بعد ان استأذن امر علي زوجته الحبيبه ان تشرف على حقائب لوجين بما انها ترقد في المشفى ..


في كل لحظه تستعيد كلمات ذلك المعقد على مسامعها وتتسبب في هطول دموعها بألم تنفست من الهواء المنعش عل وعسى ان تتوقف نوبة البكاء التي ارهقت روحها .. تأملت الأزهار المزروعه بعنايه على الشرفه وكانت ازهار " الياسمين " دق في قلبها ذلك الأسم فليس هناك الا هي كي تنقذها من هذه السفره البغيضه برفقته .. استوقفت احدى الممرضات وطلبت هاتفها على عجل وماكان منها الا ان تعطيها .. طقطقت ب اصابعها على شاشته وهي تكتب رقمها المحفور في ذاكرتها بسرعه ..
بعد اكثر من رنه اتاها صوتها النائم : الو
قالت لوجين بصوت متحشرج وغصه : جيجي .. ارجوك احتاجك ..
فزت صديقتها بخوف من صوتها المتغير والأهم من ذلك مقاطعتها المفاجئه لها .. استنتجت ان وراء مقاطعتها سبباً ما ويبدو انه ذاك الأسمر الوسيم الذي كان بصحبتها في الحفل : ماذا بك عزيزني .. لماذا صوتك هكذا؟
قالت لوجين وهي تخرج عبراتها : ارجوك انا في مشفى *** تعالي وخذيني انا في ورطه ..
ابعدت عنها الغطاء بفزع وهي تقول : حسناً حسناً انا قادمه لا تبكي عزيزتي ..
اقفلت الهاتف وهي تكتم عبراتها وتحمد الله على رد جيجي في الوقت المناسب .. ماهي الا نصف ساعه حتى اقتحمت جيجي المشفى وهي تبحث عنها .. اخبروها الممرضات انها في الشرفه لتتجه بسرعه لها وما ان رأتها الأخرى حتى اطلقت العنان لدموعها في حضنها ..
مسحت على شعرها بخوف وهي تقول : مابك عزيزتي مالذي يحدث ..
قالت بصوت باكي وهي متمسكه بقميص جيجي : اااه ياجاسمين انتي لا تعلمين حجم الالم الذي اشعر به الآن .. ارجوك خذيني من هنا قبل ان يأتي ..
ارادت ان تسأل وبشده من هو الذي سيأتي لكن اجلتها لوقت اخر .. جمعت حاجياتها واخذت ابن خالها الصغير في حضنها وهو مازال نائم .. ساعدتها على المشي الى ان وصلوا الى الاستقبال وقعت اوراق خروجها وتوجهوا الى سيارة جيجي استقلوها وانطلقوا الى بيتها ..


رتب حاجياته في شنطته التي اتى بها وهاهو الآن يعود كما اتى استرجع ذكريات اول يوم له في فرنسا مع هذه الفاتنه وكيف سرقت من عينيه النوم لأجل سلامتها وراحتها .. رفع عينيه في المرآه ليرى خطوط سوداء تحت عينه لن تزده الى حلاوه وجمال ورجوله .. قلب الذكريات ومر بها ذكرى ذكرى في هذه المدينه .. غاصت به ذاكرته الى ذلك اليوم وخصوصاً حفلة الأستقبال الخاصه ب صديقتها ذالك اليوم الذي اسرت قلبه فيه بجمالها وانوثتها الطاغيه .. فار دمه بل غار عندما رأى اجزاء جسدها مكشوفه للملأ ود لو انه خبئها في قلبه عن اعينهم التي تلتهم جمالها .. لن يسمح لأحد بالنظر لها بعد اليوم اصبحت ملكه صحيح انه مؤقت لكن ملكه ولن يجعل املاكه عرضه للأعين .. التقط حقيبته ووضعها في سيارته على عجل بقي اقل من ساعه هل يعقل استغرق هذا الوقت في ترتيب شنطه وحيده .. رأى الخدم يتقدمون ب شنطتين كبيرتان فيها كل مايلزم للوجين وادخلوها الى السياره .. استقبله علي عند باب الخروج ليتفاجئ بالعائله كلها هناك ..
..: قررنا نروح نودعها معك .. وبما ان محمد هناك مره وحده ناخذه ونرجع
هز رأسه موافقاً واستقل السياره مع باقي افراد العائله ليتجهوا للمشفى ..


ادخلتها الى غرفتها من دون ان يراها احد ف حالتها لا تسمح ب ان يراها احد .. اجلستها على السرير وجلست بجانبها تواسيها : لا بأس عزيزتي لا بأس اخرجي مابداخلك انتي في امان الآن ..
التفتت عليها لوجين وهي تمسح عيناها ب قطعه مناديل ناولتها اياها جيجي وقالت لها القصه بالمختصر من اللحظه التي دخل فيها حياتها ..
شهقت جيجي بصدمه : لقد توقعت ذلك .. وجه ذلك الشخص ليس باللطيف ويبدو عليه القسوه .. مسحت على شعر لوجين وقالت : ليذهب للجحيم .. انتي الآن لدينا ولن اسمح له ب اخذك مننا ..
ابتسمت لوجين وهي ترى ولد خالها يرمش منذر ب استيقاضه .. حملته كي لا يستغرب المكان ويبكي ..
قالت جيجي على عجل : انتظري هنا سأحضر شيئاً لتأكلوه .. خرجت من دون ان تسمع لردها .. اما هي ف بقيت الهواجيس تعصف بروحها وهي تعتذر الف مره في صدرها لأهلها على فعلتها لكنها مضطره ..

صدح صوته في كل المشفى : كيف تخرجوها بدون اذني ؟؟
قالت ممرضه الأستقبال بخوف من وجهه المحمر وعصبيتها المبالغ فيها : سيدي انا لم اكن على علم من تكون رجحت انها من عائلة الفتاه ..
صرخ وهو يجتذبها من قميصها : ان حصل لها مكروه سأدمرك وادمر هذا المشفى بمن فيه ..
امسك به علي وهو يعلم تماماً انه وقت الغضب لا يستطيع السيطره على افعاله : سعد بس اهدأ خلنا نفهم وش الي صاير ..
قال مره اخره وبقليل من الهدوء : هل تركت شيئاً ؟
هزت الموضفه رأسها نافيه وقالت : لكن انا اذكر شكلها كانت ذات شعر غامق ومكياج صارخ وكانت تلبس ملابس غريبه .. اوه وايضاً وقعت على وثيقة الخروج .. اخرجت اوراقاً كثيره تبحث فيها بتمعن .. اما سعد ارتاحت عضلاته بعد ان كانت مشدوده وكأنه ارتاح بعد ان عرف طرف ولو بسيطاً عن تلك الغريبه التي تجرأت واخذت حبيبته .. التقط الورقه سريعاً من يدين الممرضه وتمعن بالتوقيع كان ب اسم " جاسمين " ووسطه ورده صغيره .. لن يكذب ان اصابه الأحباط فكيف له ان يجد جاسمين في هذا البلد الكبير ..
مد الورقه على علي وقال : تعرف هالتوقيع ..
تمعن علي بالتوقيع قليلاً وقال ب اقتباض : جيجي ..
دق في قلبه الأسم وعادت ذاكرته الى حفل الأستقبال خاصتها .. خرج بسرعه من المشفى تحت انظار علي وهو يقول من بعيد : ارجعوا للبيت ..

استقل سيارته بعد ان اخذ توصيفات بيت تلك التي تدعى جيجي من سائق العائله الخاص .. ساق وقلبه يغلي بغضب شديد منها ومن جرئتها على هذه الحركه .. توقف امام بيت ليس بكبير بيت عائله هادئ تنفس الصعداء كي يهدأ من نفسه ونزل ليطرق جرس الباب .. اتاه اعصار هائج وكأن عليه الغضب : من بالباب .. هل هذا انت يا ايلي لن افتح .. ولتكن هذه عبره لك ..
قال بصوت رخيم بعد ان سمع صوت تلك الآنسه : المعذره يا سيدتي انا هنا لأصطحاب لوجين ..
سدت فمها بخجل من هذا الصوت القوي الذي اخترق مسامعها وفتحت الباب قليلاً وطلت منه : ومن اقول لها ؟
رأها تطل من طرف الباب بخجل وكانت فتاه في سن الرابعه عشر شعرها اشعث وعيناها واسعه تدل على البراءه : قولي لها زوجها .. بقيت صامته معلقه نظراتها عليه وكأنها مصدومه من هذا الخبر .. احست على نفسها واغلقت الباب بسرعه ليسمع صوت خطواتها تركض على الارضيه الخشبيه مبتعده ..
وضع يديه بداخل جيوبه فالجو بدأ يبرد ..


اقتحمت عليهم الغرفه بسرعه وهي تقول : هناك رجل ضخم بالخارج يقول انه زوج لوجين ..
اشرت لها اختها بالصموت وهي ترى لوجين نائمه بسلام على السرير وابن خالتها بجانبها .. اشرت لها تخرج ولحقت بها بعد ان غطت لوجين ..
امسكت بيدين اختها : من سمح لك ان تفتحي الباب .. انتي تعرفين تماماً ان والدينا ليسا بالمنزل وهذا الرجل خطير جداً ..
وضعت يديها على فمها ببلاهه : هل نتصل بالشرطه؟
افلتت اختها وهي تنزل وتقول : لا لاداعي انا سأتصرف .. نزلت بسرعه على الارضيه الخشبيه اما هو ف اعتدل ب وقفته حين سمع الخطوات .. فتحت الباب بعنف وطلت منه : ماذا تريد ؟
رفع حاجبيه من وقاحتها وقال : عفواً ؟ لقد اتيت لأخذ شيئاً يخصني ارجوا ان لا تتدخلي ..
قالت وهي تقفل الباب : ليس لك شيء هنا ارحل ..
مسك الباب في اخر لحظه قبل ان تغلقه وقال : هذا الموضوع بين رجل وزوجته ودفع الباب ليدفعها معه ..
قالت بصوت عالي : هيييي من تظن نفسك .. ياوقح اخرج حالاً والا استدعيت الشرطه ..
قال بتهكم : استدعي الشرطه فهذا لن يوقفني .. والآن اخبريني اين زوجتي كي اخذها واخرج من دون مشاكل ..
ارتعبت من هيئته والثقه التي في كلامه وقالت : هذا لن يحصل ولن تأخذها الا على جثتي ..
رفع كتفيه وقال : اذاً انا سأبحث عنها بنفسي .. استقل السلالم بسرعه وبثبات وفتح اول غرفه قابلته لم يجد بها احد وكانت مظلمه .. اغلقها ليكمل فتح باقي الغرف تحت صدمة جيجي التي حمدت الله ان والداها ليسا بالبيت .. فتح باب غرفتها التي قابلته بعبير مميز عبير فاتنته التي تنام براحه على السرير باسطه يدها على السرير واليد الاخرى على بطنها وبجانبها ابن خالها يلعب بشعرها الحريري .. قفز بمرح حين رأى سعد ومد يديه بمعنى " احملني " فما كان منه الا ان يلبي .. اندهشت جيجي من ردة فعل الصغير عندما رأه .. جلس بجانبها وهو يحمل الصغير ويتأمل ملامحها المتعبه .. علم انها قضت ليلة البارحه بالبكاء فالدموع الجافه على وجنتيها خير دليل .. مسح على وجهها برقه وتلك المسحه التي جعلتها تفتح عينيها .. فزعت وعادت للخلف بحركه حطمت قلبه .. نظرت لجيجي التي توقفت عند الباب بخيبة امل وكأنها تقول " لقد وعدتيني ان تحميني " .. مد يده لها بهدوء وهو يبعد خصلات شعرها عن وجهها الخائف وقال بصوت اقرب للهمس : لوجين انا ماجيت اذيك .. ويشهد علي الله ماجيت اذيك ولا اذي احد من عايلتك .. تعالي معي اهلك شايلين همك ..
غرقت عيناها بالدموع فهي لم تعد تثق فيه يستخدم اهلها كحجه للمجيء معه .. هزت رأسها برفض تام وهي تبتعد اكثر .. ضيق عينيه بعدم صبر فسحب قدمها السليمه حينها صرخت وحملها على كتفه وبيده الأخرى يحمل محمد الذي كان مستمتع باللعبه .. فزعت جيجي عندما رأته يحملها على كتفه الحديدي وشلتها الصدمه .. خرج من امامها كما دخل كالأعصار واغلق الباب خلفه ..


انتهى ارائكم تهمني ��







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-16, 09:46 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




لندن ..


ارتدت فستاناً من الدانتيل طويل الأكمام يكشف عن ظهرها الناصع بفتحه سباعيه من الصدر ينتفش تدريجياً الى نصف فخذها .. بعثرت شعرها لتعطيه كثافه اكثر وتبين تموجاته اكثر .. كان الفستان باللون الأحمر الناري وارتدت معه حذاء عالي بنفس اللون .. انحنت على المرآه لتضع بعضاً من احمر الشفاه ليرن هاتفها وتلتقطه على عجل : هالو ..
..: انا بالخارج ..
..: حسناً انا قادمه .. اغلقت الهاتف لتأخذ نظره خاطفه اخيره على شكلها وارسلت لنفسها قبله طائره .. نزلت مع السلم الكبير بسرعه وقد ازعجها هاتفها بكثرة الرنين .. ضغطت الزر الأحمر واشرت لها من باب المدخل .. فتحت السياره لتركب بجانبها وتقول : اوف كم انتي مزعجه يا انجيلا .. هاقد اتيت ..
مطت شفتيها بزعل وقالت : انتي دائماً تتأخرين على الموعد .. اخبرتك ان تكوني جاهزه عن السابعه .. ورفعت يدها تتأمل ساعتها وقالت .. والآن الثامنه الا ربع ..
انزلت المرآه وهي تتفقد شكلها الفاتن وتقول : واذاً تأخرت قليلاً مالمشكله ..
تأففت انجيلا منها ومن تصرفاتها وحركت السياره الى وجهتهم ..
سألت الفاتنه وهي تسرح شعرها ب استمرار : الى اين سنذهب لقد اخبرتني ان اتكلف بالتزيين مالمناسبه؟
لفت على احدى المراقص المختلطه وهي تقول : سترين سنمرح كثيراً ..
بلعت جاكلين ريقها بتوتر وهي المرة الاولى التي تأتي الى هذه الأماكن ..

نزلا الى باب المرقص ليستوقفهم الحارس طالباً هويتهما .. تأكد من اعمارهم وطبع على ايديهم اذن للدخول .. سحبتها صديقتها بمرح للداخل وصدحت اصوات الموسيقى الصاخبه في اذني جاكلين التي لم يعجبها الوضع .. التفتت بجانبها لترى صديقتها قد اختفت ارتجف قلبها فهي وحده في هذا المكان ولأول مره تدخل اليه .. اقتربت من منضده الشراب ليسألها البائع على مضض : ماذا تشربين ..
انحنت بيديها على الطاوله وقالت : بعضاً من الماء لو سمحت ..
احضر لها الماء وارتشفت منه لتبل ريقها الجاف واجفلتها انجيلا من الخلف لتقول : يالك من سخيفه اين ذهبتي ..
انزلت كأسين من الشراب لتقول : احضرت لنا بعضاً الشراب تناوليه ستشعرين بالموسيقى اكثر ..
عكفت شفتيها بعدم وقالت : لا بأس انا بخير ..
دفعتها بمرح وقالت : هياااا كأس واحد لن يضر .. الا تثقين بي؟
التفت يميناً وشمالاً بعدم ارتياح واخذت الكأس من امامها لتفرغه دفعه واحده ..


وفي جانب آخر يقبع بطلنا في غرفته منضجع على سريره يؤرجح قدمه السليمه على طرفه بينما يتأمل السقف في لحظة سكوت .. لم ينعم بالهدوء سوا دقائق عده حتى اقتحموا زملائه الغرفه في صخب كعادة الشباب .. ارتكى على كوعه غير مستوعب ماهذا الأعصار الذي اقتحم غرفته .. جلسوا على السرير بقفزه والآخرين توزعوا في انحاء الغرفه ..
ليتحدث احدهم : ماهذا انت في حاله مزريه ! ..
بحركه عفويه نظر الى نفسه وملابسه كان يرتدي بنطال قطني من غير قميص ..
قال احدهم وهو يفتش في دولاب ملابسه : لا بأس انا سأتكفل بهذا الأمر ..
امسك به صديقه المقرب في الفريق وهو يقول : تحتاج الى قصة شعر انظر الى نفسك .. انت مهمل ..
تأفف بملل فهو لا يمتلك الوقت لهذه التفاهات او بالأحرى " متعيجز " .. سحبوه الى دورة المياه وهم يخرجون المقصات والأستشوار والخ وهم يبدأون عملهم .. قصصوا شعره بترتيب وجففوه بالمجفف ليبدعوا في التسريحات .. لكنه كان يعكف شفاته بمعنى لم تعجبه ..
قال صديقه الذي يأس تقريباً : حسناً هذه آخر واحده ..
رفع الخصل الطويله بتسريحه " سبايكي " وخفف الجوانب بالمكينه .. التف بالكرسي ليرى نفسه واخذ اكثر من دقيقه .. نظر الى احد اصدقاءه ليراه مطبق يديه وكأنه يدعي والآخر عاكف اصبعيه متمني ان تعجبه .. ابتسم وهو يهز رأسه فقفزوا بأنتصار .. سحبوه الى الخارج ليعودوا الى الغرفه ويجدون ملابسه جاهزه مط شفتيه وهو يقول : ماذا هناك ..
صفق احد اصدقاءه : اظن اننا نحتاج الى القليل من المرح بعد هذا الاسبوع الحافل هل هذا صحيح ياشباب ..
اتت اصواتهم متفرقه .. صحيح .. بالضبط .. تعجبني طريقة تفكيرك ..
نظر الى الأسفل بتفكير عميق : لكن ليس لي رغبه في الخروج هذه الليله ..
اتت اصواتهم متفرقه وحزينه واقترب منه احدهم : هيا كابتن هل يعقل ان تتخلى عنا في نصف الطريق ..
رمقهم جميعاً بنظره وقال : حسناً .. صرخوا وصفروا بحماس وهم خارجين من الغرفه ..
ابتسم لينظر الى ملابسه التي نسقوها .. بنطلون جينز مع تيشيرت ابيض وجاكيت الفريق الرسمي .. لبسه بسرعه مع حذاء رياضي ابيض واخذ قلادته المميزه والتي تحمل صورة والدته في احدى رحلاتهم الى جزر المالديف .. قبلها ليضعها على عنقه الأسمر المفتوح وتزينه .. خرج من الغرفه ليستقل السلالم ويراهم يجلسون على الكنب يتقاذفون احدى الخداديات بمرح ..
دخل والده الى المجلس ليتوقفوا بهدوء واحترام ويخبئون الخداديه ..
نظر اليهم ب ابتسامه والقى التحيه ليبادلوه التحيه بإحترام ..
التفت لطلال ليقول : على وين ..
رفع كتفيه بمعنى لا ادري وقال : داهموني ولا القوات المسلحه ..
ابتسم متفهم ف ابنه يحتاج الى هذه الطلعات خصوصاً في حالته هذه : حسناً اتمنى لكم قضاء وقت ممتع .. ربت على كتف ابنه وخرج .. سحبوه للخارج واستقلوا سيارة الهامر الذي اتوا بها ..
قال طلال وهو ينظر للساعه : الى اين سنذهب في هذا الوقت ..
خرج احد اعضاء الفريق من المرتبه الخلفيه ليضع رأسه بين طلال والسائق : سنذهب الى ملهى *** .. وقال بحالميه .. ربما اجد فتاة احلامي هناك ..
التفت طلال بنظره حازمه الى صديقه المقرب الذي انحرج من معرفته لوجهتهم .. صفعه على جبهته ليعود للمرتبه الخلفيه ويقول : هل انت غبي ماذا اخبرتكم قبل الخروج ..
حك جبهته الأخير ببلاهه وقد تذكر كلامه " يجب ان لا يعلم الكابتن الى اين ذاهبين دعوه يعرف بنفسه عندما نصل "
قال بحرج : اووه انا اسف لقد نسيت ..
التفت صديقه الى طلال الذي تغيرت ملامحه 180 ودرجه واصبح معقود الحاجبين وقال : اعدك لن نشرب فقط سنذهب للأستمتاع ..
هز رأسه وهو مازال متضايق من وجهتهم ..


انهت كأسها الثالث تحت قهقهات انجيلا التي تحادث احدى الشبان بجانبها ..
قالت بعد ان انزلت الكأس : سأذهب للرقص .. مشت وهي تترنح بين الناس ودخلت في موجة رقص واستمتاع وسط الجموع الغفيره ..
نظرت الى منصة الرقص والتي لا يتواجد عليها سوا عدد قليل من الفتيات الفاتنات ووقفت عليها لتسلب عقول الجميع بشكلها الفاتن وفستانها الذي ينبع حراره بلونه الأحمر ..


توقفوا امام الملهى وهم ينزلون دفعه واحده ويسحبون طلال معهم بمرح .. اظهروا هوياتهم للحارس وهو بدوره طبع اذن الدخول على ظاهر يديهم .. انزعج من الصوت الصاخب .. لو لم يصروا اصدقاءه فضل هدوء غرفته على هذه الضوضاء .. سحبوه الى طاولات الڤي اي بي والذي حجزوها قبل دخولهم ولأنهم تقريباً مشاهير سمحوا لهم ب حجزها .. تلافتت الأنظار نحوهم كونهم الشخصيات الأشهر في هذا الملهى ليتسابقوا على الحصول على توقيعاتهم .. وقعوا للمعجبين اما طلال سبقهم الى الطاولات ليجلس قليلاً وهو يحاول ان لا يضغط على قدمه .. انضموا له زملاءه تحت فرحه عارمه بالفتيات الذين احاطوهم ..
..: تباً لهؤلاء الحراس لم يدعوني ابحث عن فتاة احلامي ..
صفعه الآخر على جبهته بنفس الحركه في السياره وقال : يجب ان تتعلم التجاهل ايها الأحمق انت مشهور لا تسمح لنفسك بالأنجراف خلفهن فتخسر مستقبلك ..
قال احدهم بأعجاب واضح وهو يأشر على منصة الرقص : شباب انظروا هناك .. يالها من فاتنه !
التفتوا جميعاً بفضول وقال احدهم بذهول : اليست هذه ابنة العميد !
لم يكن مهتماً بماذا ينظرون او يتحادثون فيه لكن عندما سمع تلك الكلمه التفت لا شعورياً ليندهش كلياً من المنظر ..
كانت تحرك خصرها بدقه على الألحان الصاخبه وسط الفتيات لكنها سلبت الأنظار منهن .. وصل الدم الى رأسه وهو يتسآئل مالذي حدث مالذي غيرها 180 درجه .. كانت بريئه لكن يبدو ان تلك البراءه ماكانت الا قناع وسقط .. رفع هاتفه بعصبيه ومن غير تردد واخذ يلتقط لها صور وهي منتشيه وتترنح .. توقفت الموسيقى لثواني لأستقبال الطلبات اما هي نزلت من على المنصه بترنح متجه الى صديقها عند البار وهي تصرخ ب جنون ..
..: لقد كان ذلك رائعاً
قالت صديقتها : لقد اخبرتك ستستمتعين !
حضنتها وهي شبه واعيه وقالت : انا احبك

نزل من منصة الڤي اي بي وهو عاقد حاجبيه متجه نحوهم وامسك بزندها ليلفها اليه حتى سقطت في حضنه بدون اتزان وقال بصوت مزمجر : وش تسوين هنا ..
رفعت رأسها من على صدره وقالت بمرح : زي الي تسويه ..
رص على اسنانه وهو يلتفت يميناً ويساراً خوفاً من ان يراها احد يعرفهم وقال : ابوك يدري عن الي تسوينه ..
هزت رأسها غير مدركه لما يحدث : نووو .. لو يدري بيذبحني واخذت تضحك ب هستيريه ..
انقهر منها ومن تصرفاتها الطفوليه كيف تسمح لنفسها ان تسكر وامام الناس .. وهي تعرف تماماً ان والدها معروف وله سمعته في اوساط لندن .. سحبها معه للخارج وهي تحاول ان تتملط منه : هييي وين بتاخذني يامريض ..
سحبها امامه ليدفعها على السياره بغضب : اركبي .. الله يسود وجهك ..
ابتسمت ابتسامه عوجاء وقالت : انا ؟؟ وش نقول عنك يا اخ مافيه احد يجي لمكان زي هذا بحسن نيه .. ضلت تضحك حتى اقترب منها وامسك بيديها ليضربها على السياره بعنف وبغضب اما هي فقد احست بالدوار ودفعته بعيداً متضايقه من حصاره : وخر عني مالك دخل فيني .. انا كبيره واسوي الي ابي ..
فتح باب السياره ودفعها فيها ليقفل الباب ويستقل جانب المقود ..
اراحت رأسها على المرتبه وهي تتأمل وجهه الغاضب .. يزداد فتنه عندما يغضب و عيناه تقتل عندما تقذف ذلك الشرار الحارق .. امسكت وجهه لتلفه ناحيتها وتطبع قبلتها على شفاته الحاده من غير تردد .. شلت حركته بقبلتها المباغته .. احس انه يطير ويرفرف تحت لمستها الرقيقه على خده المحدد .. اغمض عينيه ب استمتاع واخذ يستجيب للمستها وسحبه ناحيتها من غير شعور .. افاق في اللحظه الأخيره وهو يدفعها بعيداً ويقول : وقحه .. وقال بخوف من تلك المشاعر التي اجتاحته .. لو تلمسيني مره ثانيه كسرت يدك ..
ابتسمت بإنتصار فقد ضربت الوتر الحساس لديه .. نعم انه لا يستطيع مقاومتها ولا مقاومة لمستها .. اراحت رأسها مره اخرى وقالت بمرح : اذا وصلنا البيت صحيني ..
استفزته ببرودها استفزته بقربها .. احس ان السياره بدأت تنكمش وتخنقه .. داس على البنزين على امل ان يصل بسرعه ويتخلص منها فقد اربكت احاسيسه .. توقف امام قصرها بسرعة البرق ونزل بسرعه ليسحبها من دون ينبها بوصولهم .. ارتعبت واخذت تتخبط بمشيتها : هيييي شوي شوي ..
سحبها وهو يغلق فمها بعنف ويرص على اسنانه بغضب : قصري صوتك لا اذبحك هنا ..
امسك بمرفقه وهي تضع رأسها على كتفه بعدم تفكير : لو سمحت ممكن تشيلني رجولي عورتني من ذا .. وهي تأشر على كعبها ..
تنفس الصعداء محاولاً يهدئ نفسه " ماعليه ياطلال مو في وعيها واذا صحت بكره ماراح تتذكر شي "
سحبها امامه ورفعها بخفه .. احس بالقشعريره من نعومة اقدامها تجاهل الشعور وتجاهل انه يحمل فاتنه بين يديه .. تحلى بالصبر خطوتين والباب امامك لا تضعف الآن .. وضعت خدها على خده الخشن وهي تطوق رقبته ليغمض عينيه بقلة صبر وهي تقول : خدك دافي .. الشعر يدفيك ؟ ود لو انه يقتلها الآن لكنه على يقين انها لا تعي ماتقول ولهذا السبب تسأل اسئله غبيه ..
قالت ببراءه : اتمنى لو عندي شعر بخدي عشان يدفيه الحين .. احس بالرأفه على هذه الفتاه لابد انه صعب العيش وسط والدين متفككيين وذا فكرين وعادات مختلفه .. توقف امام الباب وهو يسألها بهدوء عل وعسى ان تعطيه اجابه مفهومه : وين المفتاح ..
اشرت على حقيبتها التي في حضنها .. انتظر منها ان تفتحها لكن لم تبدي ردة فعل سوا انها ميلت رأسه على كتفه لتنام ..
قال وهو يرص على اسنانه بقهر : جاكلين المفتاح ..
تأففت وهي تخرجه من حقيبتها وتفتح الباب : happy ؟
انزلها على الأرض بقوه وقال : very much .. والحين اطلعي لغرفتك لحد يشوفك وانتي كذا ..
استقلت السلالم وهي تلوح بيدها غير مهتمه .. انتظر لثواني بعد ان اختفت ليتأكد من امانها وخرج ليقفل الباب خلفه ..




المملكه العربيه السعوديه ..

اخرجت بعضاً من الدقيق الأسمر كعادتها كل صباح بعد صلاة الفجر لتعجنه بيديها البيضاء النقيه كان كل من رأها اطلق عليها لقب " السنعه " لشدة حرصها على اداء واجباتها الأنثويه من طبخ وغسيل وتنظيف لكن بالرغم من كل هذا فهي محافظه على جمالها ونظارة بشرتها .. هاهي " مهره " بعد ان عجنت الدقيق بيديها واصبح متماسكاً دهنت الصاج بقليل من زيت الزيتون واخذت تبدأ بتحضير خبز الصاج الأسمر الذي يحبه والدها .. انتهت من الخبز لتحضر بعض الشاي وتجهز سفرة الأفطار على الطاوله لأهلها .. بالرغم من ان لديهم خادمه لكنها تستمتع بعمل الأكل لهم .. استيقضت اختها " ندى " بشعرٍ منتفش وهي تحكه وتقول : الللللااااه اشم ريحة خبز .. م ان مدت يدها عليه حتى صفعتها مهره عليها وقالت : عيب عليك انتظري بابا لين يصحى ..
سمعوا صوت خطوات تتسحب لتنظم اليهم اختهم الأخرى " ريم " وهي ترمي بنفسها على الطاوله .. رفعت يديها للسماء داعيه : يارب انك تاخذ المدرسه ياااارب
ضحكوا على كسلها وكرهها الدائم للدراسه .. وما ان انظموا والديهم الى الطاوله حتى بدأت المهره بسكب الشاي والحليب لهم ..
" ابو عبدالعزيز .. رجل صالح لم يرزقه الله بخليفه يحمل اسمه بل رزقه بثلاث فاتنات ملئن حياته سعاده " .. ملئت المهره كبيرتهم في صحنه من الأفطار والخبز وكذلك لوالدتها التي دائماً ماتجاهد ريم على المائده ..
التفتت والدتها إليها فظنت انه الوقت المناسب : ابو عبدالعزيز وش صار على موضوع وليد ..
توقفت يداها التي كانت تعبث بالصحون في الهواء وهي تستمع الي حديث والديها ..
هز رأسه بوقار والشيب قد غزى رأسه : ان شاءالله قريب الموضوع ..
صفعت يديها ببعضهما وهي تقول : ياويلي ضاع مستقبل بنتي .. دامه مايبيها ليه للحين مملك عليها ليه مايطلقها تشوف نصيبها .. تزوج وانبسط واستقر في حياته وهو مدمر حياتها ..
سقطت دمعتها على السفره حاره على كلام والدتها وقالت : انا استاذن ..
قال والدها بإنقباض : اسكتي يامره ذكرتيها وضيقتي صدرها ..
قالت والدتها بقهر : وتلومني ياحبيبتي يامهره تكتم في قلبها وتسكت حسبي الله ونعم الوكيل فيك ياولد دلال ..

دخلت غرفتها المزينه بكل الألوان والتي نسقتها بنفسها ورمت على نفسها على السرير لتسمح لعبراتها بالنزول .. اغمضت عينيها وهي تتذكر تلك الليله المشؤومه التي ملك عليها ابن عمتها ..


فلاش باك ..
نزلت بفستان واسع كي يغطي جسدها الممتلئ وكي لا ينفر منها عند رؤيتها .. لطالما كرهت وزنها الزائد .. ولطالما كرهت اكلها لهذا السبب .. وضعوا الطرحه على وجهها الناصع البياض وسرحوا شعرها الفاحم بتسريحه فرنسيه بسيطه للأعلى .. دخل عليها ابن عمتها وابتسامته لم تفارق شفتيه بسبب مدح الناس فيها حتى احس انها ملاك وليست بشر وهذا ماهي عليه فالحقيقه .. اختفت ابتسامته تدريجياً عندما رأها واخذ يهمس في اذن والده .. جلس بجانبها والضيق واضح على وجهه .. اتوا بالشبكه ليلبسها فمدت له يدها البيضاء المليانه لينعوج وجهه .. امسك بيدها ليدخل الخاتم لكنه يأبى ان يدخل .. سبب لها الأحراج تحت انظار امها وخالتها وخصوصاً اخواته الذين احست بالشماته في اعينهم .. انقذت الوضع امها وقالت : خلاص ياولدي هات انا البسها .. تنفست الصعداء على انقاذ امها لها .. لكنه وجدها حجه كي ينهي عمله بسرعه ويخرج من هذا المكان فالكتمه قد اهلكته ..


توقفت امام المرآه لترى نفسها والتغيير المذهل الذي وصلت اليه بجسد متناسق وخصر نحيل يمتلئ عند الإرداف نثرت شعرها الطويل الفاحم ليصل اخر ظهرها قطعه واحده وبكثافه متناسق مع بياض بشرتها بأختصار " فاتنه " .. مسحت دموعها وهي تحاول ان ترسم البسمه على وجهها ف لولاه لما وصلت الى هذه المرحله .. لولاه لما تحسنت وجعلت من نفسها افضل .. جعلت من انكسارها دافع كي تندفع الى الأمام .. هي الآن موظفه في احدى الشركات في قسم التصميم .. استفادت من شهادتها كي توسع نطاق عملها وتصبح مصممه مطلوبه في انحاء المملكه .. كذلك ادخرت المال بذكاء كي تجعل لها مشروع منفرد لتجني منه مالاً يفيدها في مصاريف البيت .. فتحت لها مشغل ب اسم امها الغاليه وجعلته ب اسمها تكريماً لها ولصبرها عليها .. مسحت وجهها بقوه تتخلص من اثار الدموع الباقيه لتنظم اليهم من جديد ..

رأت الفتيات تجهزوا للدوامات ورافقوا والدهم الذي يوصلهم كل يوم ويذهب لعمله ..
جلست بجانب والدتها وهي تقول : يمه .. ناقصك شي ؟
مسحت على يدها بحنان وهي تقول : يايمه وانتي مخليتني احتاج شي .. الله يخليك لي ويرزقك بالزوج الصالح الفالح الي يعوضك عن كل شي قولي امين يمه ..
قالت بهمس مكسور : امين .. خلاص وش رايك اليوم اخذ اوف واجلس معك نتسلى ؟
قالت ب استغراب ولهجه بدويه محببه لقلب مهره : ويه ومن يلزم شغلتس يمه ..
ابتسمت وهي تقبل يديها : يوم واحد ماراح يموتون وباخذه اضطراري .. قامت بطولها المتناسق وجسدها الفاتن لتلم الصحون من على السفره وتسارع بغسلها وتنظيفها ليتسنى لها الجلوس مع والدتها قليلاً


في جانب آخر ..
جلست على طاولة الطعام ب استقامه وجلسه انيقه وهي ممسكه بالشاي بيدها برقه وترف ب اوراق دفارتها امامها قبل ان تذهب الى دوامها ..
دخل عليها اخوها بصخب كعادته وقال : اوووه شنقل صاحي بدري ومروق يفطر بعد ..
تأففت وهي تدور بعينيها وقالت : منقل ماتعرف تدخل بهدوء ابي اركز عندي كويز بعد شوي ..
جلست وهو يتربع على الطاوله ويقضم بشراهيه من الفطور : انتي لو انك مركزه فالمحضرات كان م احتجتي مراجعات ..
حطت يديها برقه على خصرها وهي تقول : لا والله من كيسك هالمعلومه .. اذا العباقره كانوا يراجعون حساباتهم الف مره قبل م يحلون شي انا الفقيره تبيني اركز من محاضره وحده ..
قال وهو يبتسم ابتسامه عريضه وضحت صفات اللؤلؤ : انا اسويها .. والحمدلله م حملت ولا ماده للحين .. على عكسك عندي عقل يستوعب من اول مره ..
صفعته بالدفتر وهي تقول : قوم انقلع عن وجهي مابي اعصب على بداية الصبح ..
دخل والدهم بهيبته ف عم الهدوء .. اخذ مكانه وسط الطاوله وتوجهوا له الخدم يسكبون في صحنه ..
قالت مدللته الوحيده " مرام ". : بابا ماتدري ليش سعد تأخر .. قاعده احاول اتصل عليه ارقامه مقفله ..
هز رأسه بهدوء وقال : ماعليه مصيره بيدق ..
سكتت من رد والدها البارد واكملت كوبها لتقف وتحمل دفترها وتتوجه الى محاضرتها ..
رفع عينيه على الباقي في الطاوله وهو يقول : وانت ان شاءالله عسى ماعندك دوام ؟
ابتلع لقمته بصعوبه وقال : الا طال عمرك بس م يبدأ الا 9 ..
هز رأسه واكمل اكله بهدوء ..


..


جلست على الأريكه بجانب والدتها بعد ان اعادت تحضير الشاي واحضرت معه مكسرات وقليلاً من المقرمشات .. وضعوا على احدى قنوات الفاشن والتي تعشقها " المهره " واخذت تفصفص وهي تتأمل التصاميم الخلابه ..
شهقت وهي تقول : ماما شوفي .. مرررره شيك .. اشرت على فستان اسود طويل ب اكمام طويله .. مشغول الصدر ب مجوهرات شوارفسكي خلابه ..
هزت رأسها امها وقالت : بس وراه كذا مفتح من كل مكان ؟ يامتس الستر زين ..
قالت مهره وهي تبتسم : يمه هذا المرغوب الحين .. مرت على باقي التصاميم والتي كانت جميله بالنسبه لها ومعنى جميل عند مهره ليس الكمال انما نصفه .. وضعت صحن المكسرات من يدها عندما رن هاتفها ردت ووضعت سبيكر : اهلييين .. ياهلا بالصوت
قال الصوت الآخر : انطمي ماشوفك الا من اسبوع لأسبوع واختك الكلبه ماترد على جوالها انا اوريكم بداهمكم مداهمه اليوم ..
اطلقت ضحكه ناعمه وهي تقول : بس بس يمه اكلتيني .. حياك الله ب اي وقت حياتي ياحلوهم المعصبين ..
استحت من كلامها الحلو وقالت : احم احم .. لا تحسبين بكلامتس المعسول هذا بينسيني .. حسابك لا جيت
مازالت تضحك على كلامها ولهجتها التي اصبحت تشابه لهجة والدتها : صايره نسخه مصغره من امي شعندك ؟ ولا من عاشر قوم
..: تراني م ارضى على خالتي يالبرصاء " يسمونها البرصاء في العايله لشدة بياضها " ..
مطت شفتيها بزعل وهي تتذكر والدها وهو يسميها " سنو وايت " بمعنى بياض الثلج : انتي ليش ماتعلمتي من ابوي ؟ برصاء الحين هذا لقب ينقال لوحده زيي ؟
..: اتفاهم معك لا طلعت من الدوام يالبرصااااااء .. قالت وهي تمطها بقصد اغاضتها اكثر وماكان من الأخرى الى ان تقفل بوجهها بغضب ..
قالت والدتها مستغربه : هاو يمه شفيتس زعلتي على ندوي ..
قالت وهي ماطه شفاته الورديه : يمه ماسمعتيها وش تقول ؟ تقولي برصاء ..
قالت والدتها بمزح : وهي صادزه ..
قالت المهره بزعل وبصوت لائم : يممممه !
ابتسمت امها وهي تقول : يامتس امزح معتس .. وان جت ندوي بمصع اذنها ولا تزعلين .. قاطعهم رنة الجرس المفاجئه ..
قالت والدتها بفزع : يمه قومي افتحي الباب لا يكون بنت خالتس المجنونه ..
قامت وهي تضع خمارها على رأسها وتوجهت الى الباب وهي تقول من خلفه : مين بالباب ؟
تغلغل صوتها الهادئ والناعم الى مسامعه وقال من دون شعور : انا ..
عقدت حاجبيها من خلف الباب على بلاهته وقالت : ومين انت ؟
تنحنح بحرج على رده الابله وقال : انا وليد ياندى افتحي الباب فيه كلام مهم بقوله لخالي ..
احست بغصه تنحشر في حلقها وهي تسمع صوته الواثق من خلف الباب .. بكل وساعه وجه بعد هذه الأشهر يأتي الى بيتها !
بلعت غصتها وهي تقول : ابوي مو موجود ..
هز رأسه من خلف الباب وكأنها تراه : مو مشكله بنتظره انا اعرفه م يتأخر .. اخذ دقائق ينتظر عند الباب وكأنها تشاور نفسها افتح ام لا افتح ! واخيراً انفتح الباب ليدخل ويلمح خمار اسود دخل بسرعه الى داخل البيت ..

دخلت الى البيت ودموعها في محاجرها ليأتيها صوت امها : يمه من بالباب ؟
قالت وهي تحاول ان تعدل صوتها وهي تسفط خمارها : وليد ..
توقفت امها على قدميها وهي تتفقد وجه ابنتها ظناً منها انه سيجعل دموعها تسقط سيجعلها تعاني بذكرياتها لكن اندهشت لرؤيتها واقفه بشموخ وعزة نفس تحمل خمارها بين يديها ..
استدعت الخادمه وهي تقول " جهزي قهوه وشاهي " ..
قاطعتهم بياض الثلج بسرعه : لا يمه انا بسويها .. تعرفين الخدامه ماتعرف تضبطها .. ومشت للمطبخ بسرعه من دون ان تسمع ردها .. دخلت المطبخ وهي تتكئ على احدى طاولاته وتتنفس الصعداء
سمعت الخادمه بصوت قلق : مدام مُهره انتي في زين ؟
التفتت لها وهي تهز رأسها : انا في زين ليتي .. جهزي مويه ..
هزت الخادمه رأسها وهي تنفذ ما قالته ..
عادت لتتأمل خطوط الطاوله وهي تقول في نفسها " حبيبك عائد ليفتح الجروح .. عائد ليفتح صفحات سوداء قديمه .. اااه ياوليد ليه بعد هالشهور رجعت ؟ ليه ماسلمتني ورقة طلاقي من بعيد لبعيد ويكون الوجه من الوجه ابيض " جهزت القهوه والشاي ووضعتها في صواني مذهبه للتقديمات وارفقت معها الحلا والفطائر .. صحيح هي حاقده عليه وتتمنى لو ان تطرده الآن لكن اصولها وعاداتها تمنعها من هذا الشيء ..
استوقفتها امها وقالت : يمه الله يرضى عليك روحي قهوي زوجك ..
التفتت لها مهره بعيونها الكحيله ورموشها السيوف : يمه انتي باقي تعتبرينه زوجي ؟ لأني بصراحه ماعتبره رجال ويستاهلني .. هذا لو عنده ذرة رجوله كان وصلتني ورقة طلاقي قبل 8 شهور ..
ربتت على كتفها وقالت : الله يرضى عليك ان ضاق خاطرك تراي اضيق معك ..
مسكت يديها وهي تقبلها : جعل الضيقه ماتلقى لقلبك محل يمه .. ابشري من عيوني بطلع اقهويه لا تكدرين خاطرك ياعيوني .. لبست خمارها على رأسها وتلثمت لتحمل الصواني بمساعدة الخادمه وتدخل الملحق ..

استبقتها رائحة العود والبخور التي لا تفارق ملابسها لتتغلغل في روحه وتدغدغها .. القت السلام عليه ليفتح عينيه برؤية حوريه من حوريات الجنه تقف امامه بخمارها الأسود يغطي جسدها المتناسق وشعرها الفاحم .. رفع عينيه تدريجياً الى عيناها الكحيله الذباحه رأها تنزل الصواني وهي تقف بشموخ وتقول : كيف حالك ياولد العمه ..
قال بإستغراب لعدم معرفته ان خاله يمتلك مثل هذه الفاتنه .. بالطبع قابل جميع بنات خاله لكن " متغطيات " بالرغم من غطاهن يميز كل واحده منهن .. الا هذه .. هذه مختلفه ساحره تجذب بغطائها الأسود الذي لم يوضح سواء بياض يديها الرشيقه وعينيها الواسعه الذباحه .. ابتسمت بتهكم من خلف الغطاء وعادت سؤالها بلهجه اقوى : كيف حالك ياولد العمه ؟
صحى من تأمله وقال : بخير عساك بخير يا ..
ابتسمت على دهاءه ليعرف من هي التي اقتحمت سكونه : بنت خالك ..
عرف انها لا تريد اخباره ورأها تمد عليه فنجان من القهوه .. اجتذبه من بين اصابعها الناعمه وارتجفت من لمسته الخشنه .. وضعت امامه التمر والحلا واستأذنت لتخرج ..
..: لحظه ..
توقفت في وسط الملحق المهول والتي شعرت ان انكمش عليهما : سم ..
قال وهو يريدها ان تبقى اكثر فقد راودته الشكوك : سم الله عدوك .. ماتعرفين متى يجي خالي ؟
قالت وهي تهم بالخروج : لا .. فاجئتها هيئة والدها التي اقتحمت الملحق وهو يلقي السلام ..
قال ب ابتسامه : ياهلا والله بولد الغاليه ..
توقف بطوله الفارع وجسده المتناسق مع طوله وهو يسلم على خاله : هلا فيك يالغالي .. وشلونك طمني عنك
..: ابشرك يابوك بخير ونعمه .. وشلونك انت وشلون امك عساها راضيه ومرتاحه .. احكمت قبضتها عندما سمعت سؤال والدها عن تلك " الحيه " ..
قال بكلام مباغت لم تحسب له حساب : مهره يابوك ليش متغطيه عن زوجك .. التفتت لترى الذهول على وجهه كانت متضايقه من كلمة والدها لكن عندما رأت علامات الدهشه على وجهه ابتسمت بإنتصار من خلف الغطاء وقالت : يبه انا ماعتبره زوجي لأن ورقة طلاقي بتوصلني اليوم قبل بكره ..
رأت ملامحه تتغير من الدهشه الى الغضب بسرعة البرق .. كيف له ان يفرط بهذه المهره .. لا يعلم لماذا انتابه شعور مختلف عن ليلة الملكه .. لا يعلم لماذا يشعر انها شخص مختلف .. واختلاف ملحوظ .. من فضوله تمنى لو انه يمزق ذلك الخمار ليرى شكلها كاملاً .. ظل ساكتاً بينما تتجاذب الحديث مع والدها ..
قال بصرامه : فكي لثامك ترا هذا زوجك بالشرع وله الحق يشوفك لو يبي ..
قالت بعناد : بس هو مايبي
قال بسرعه بدون تردد : الا .. سكت قليلاً عندما رأى عينيها تذبلان واكمل .. ابي .. كانت تلك القشه التي قسمت ظهر البعير .. نظرت الى والدها بنظرات ملامه وهي ترفع يديها ببطئ الى لثامها تمنت لو انها تنشل لو ان الزمن يقف هنا ولا يراها .. احست بالأهانه قبل 8 شهور وهاهي الآن تشعر بنفس الأهانه امامه .. افلتت لثامها لينزلق خمارها من على رأسها بعد ان كان محكم بسبب اللثمه .. وما انزلق حتى هوى قلب " وليد " في بطنه من جمالها .. امسكت الخمار قبل ان ينزلق عن جسدها وهي تضمه اليها .. اقتربت بجانب والدها بعد ان امرها بذلك .. اما صاحبنا فكان في عالم آخر عالم ليس فيه سواهما .. هل يعقل ان تكون هذه هي المهره بشحمها ولحمها ..
..: عساها سلمت عليك ياولدي ..
هز رأسه موافقاً لكنه كان متردداً تمنى لو انه يقول لا لم تسلم علي ليغصبها والده بالسلام عليه وحينها لن يتركها .. لكن نظراتها كانت كافيه ان تخبره انها لا تطيقه !!
فزت بعد ان رأت والدها يجلس من دون قهوه ف امسكت بالبراد بين يديها الرقيقتين حتى ظن انهما ستتحطمان من ثقل البراده .. مدت الفنجان لوالدها الذي اخذه والتفتت للوليد الذي رفع عليها فنجانه .. ترددت من الأقتراب منه لكن تشجعت واقتربت منه لتلتقط الفنجان من بين اصابعه الخشنه .. عبئته ومدته عليه بعنف حتى انسكب نصفه على صدره وقالت برضى تام : اوه اسفه ..
ابتسم على طريقتها في اغاضته وقال على مضض : فدا
مد يده على الفنجان المعلق ليأخذ من بين اصابعها الشهيه والتي ود لو انه التهمها .. عقدت حاجبيها من رده الذي استفزتها والتفتت بقوه وبعصبيه حتى التف معها شعرها الفاحم لينتشر عبيره امامه .. جلست بجانب والدها في مكانها وهي متضايقه كلياً انها لم تنجح في اغاضته ..
انزل الفنجان بعد ان ارتشف منه وقال : خالي انا جاي اكلمك بموضوع مهم ..
انتصب ظهرها ب اهتمام لتسمع حديثهم ..
..: قول يابوك اللهم اجعله خير ..
قال وهو يبتسم ببشاشه : خير ياخالي .. جاي اقولك اني حددت الزواج .. صحيح انه اتى لينهي هذه الزيجه لكن بعد رؤيتها تغيرت خطته او بالأحرى خطة والدته .. وقع هذا الخبر كالصاعقه على مهره وتوقفت كأنها انلسعت من نيرانه : من قالك انه بيكون فيه زواج .. انا مابيك طلقني ..
اقتضب والدها من ردها وقال بصرامه : مهره لا ترفعين صوتك وانا موجود ..
تجمعت الدموع في عينيها من ظلم والدها لها فهو حرفياً يبيع كرامتها لهم بعد انتظار دام 8 اشهر : لا يابوي اسمح لي هالمره بتكلم .. شهور وانا اكتم في قلبي ولا قلت لأحد وشهور وانا انسأل متى تتزوجين ؟ متى تحدد زواجك ؟ .. وشهور جاتني اتهامات باطله اغلبها تطعن فيني وفي شرفي والي يسلمك يبه انا مابيه مابيه مو طايقته هو دمرني وحطمني وحطم ثقتي بنفسي ماعاد ابي اعيش من واحد زيه ..
بقي صامتاً مصدوماً من الكلام الذي يسمعه لم يتوقع في يوم ان يكون سبباً في تعاسه لأحد .. صحيح انها لم تعجبه ايام الملكه لكن لم يكن ينوي ان يتركها .. اراد بعض الوقت للتخلص من صدمته الا ان امه دبسته في احدى بنات خالاته والتي اتضح انها " حيه من تحت تبن " لذلك طلقها منذ فتره وجيزه .. الآن تفكيره وكل همه مهره بعد ان اسرته ..
توقف وليد وهو يتقدم لجسدها الذي يرتجف بعد ان افرغت مافي قلبها وقال : ماعاشت الي ترفض وليد وماعاش الي يرفضك يامهره .. الزواج بعد اسبوع جهزي عمرك .. وخرج من دون ان يعلق اكثر .. اما هي تهاوى جسدها على الأرض ضامه خمارها وهي تئن







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-16, 09:47 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




فرنسا ..


سحبها من السياره بعنف وخشونه لدرجة انطبعت خطوط يديه على معصميها وقال وهو يزأر كالأسد : انتي تحسبين بهروبك ذا ماراح القاك .. انتي لو تروحين تحت الأرض طلعتك يا انسه .. ودفعها امام باب الفيلا ..
التقطها خالها بنظرات ملامه وهو يقول : ليه كذا يالوجين .. ليه تخلينا نضطر نستخدم الطريقه الصارمه معك ..
قالت تحت شهقاتها وصوتها انبح : خالو انا مابي اروح القضيه تنحل حتى وانا مو موجوده ليش مكبرين الموضوع ..
هزها خالها بصرامه وقال : انتي مجنونه اكيد القضيه بتكون ناقصه بدونك .. وبتروحين غصب عنك واضح ان الطيب ماينفع معك .. دفعها على سعد بصرامه وقال .. شناطك جاهزه في السياره توصلون بالسلامه .. واغلق باب الفيلا خلفه تحت صدمتها من تعامله الصارم لأول مره معها .. غرست اظافرها في كتف سعد بقهر الذي هو الآخر انصدم من تعامل علي ..
نظر الى الساعه فقد فات موعد طائرتهم .. اخرج هاتفه وقال بعد رنتين : الحين تجهزون لي طياره خاصه ..
سحبها معه جثه هامده تحت صدمتها ودموعها مازالت معلقه في رمشها .. ركبا معاً في السياره وتوجهوا للمطار في انتظار طيارتهم .. هدأت عن قبل فقد كانت تطلق شهقات مكتومه وتئن وتاره تمسح وجنتيها ب وجه كفها بطفوليه اسرت قلب سعد .. لكن يجب ان يقسى يجب ان يقوي قلبه هذا لمصلحتها .. وصلوا للمطار واستقبلوهم الحراس تحت هواء الطائره القوي .. فتحوا له الباب كذلك لها وماكان عليه الا ان يلتف لجهتها ويحاوطها من الهواء الساخن الذي تنفثه الطائره .. احست بالدوار من قربه هل هو دوار الحقد ام الكره لم تجد له تفسير فقد تجردت من اي مشاعر جميله نحوه محتها لتحل محلها مشاعر الكره .. تمسكت به برعب حين زاد هواء الطائره بمجرد اقترابهم منها شعر بخوفها وغرسها اكثر بصدره ليشعرها بالامان .. افلتته بعد ان دخلوا الطائره بسلام حتى رحبت بهم المظيفه .. تأملت داخل الطياره بهدوء وجلست في اخرها بضيق تحت انظار سعد الذي ايقن انها لا تريد ان تحادث احداً .. تفهم وضعها وجلس بالصف الأيمن بعد ان اختارت هي الايسر .. جلس بهدوء واحضروا له بعض الماء والعصير والذي كان يحتاجها وبشده ليبل ريقه .. اشو للمضيفه ان تنحني له وامرها ان تحضر لفاتنته بعض الطعام والحلويات كي تفرحها قليلاً وماكان منها الا ان تستجيب .. احضرت المظيفه الطلبات وعكفت الطاوله امام لوجين التي ضمت قدميها لها بضيق فهي لم تشتهي ان تأكل شيء .. وضعت امامها طبق من الستيك والخضار المبخره واصناف من الحلويات .. لم تلمس اياً منها فقط فتحت قاروره الماء لتشرب منها القليل فاللذي حدث منذ قليل ليس بسهل عليها .. عكفت شفتيها منذره بنوبة بكاء من ضيقها على خالها وتعامله الجاف ومسحت دمعه انفلتت بسرعة البرق على خدها .. انتبه لها عندما مسحت دمعتها ف رق قلبه عليها .. من اي تجدها من تعامل خالها الجاف ام من الأشخاص المجهولين الذين ينتظرونها في العاصمه .. انتبه عليها تنادي المظيفه وتكلمها بهمس وذهبت لتعود بعد دقائق حامله وساده واغطيه للنوم سحبتها لتسمح لنفسها بالهروب من هذا الواقع بالنوم اطول مده ممكنه ..


لندن ..

فتحت عينيها بصعوبه واقتحم الصداع رأسها الصغير كالزلزال .. امسكت رأسها وهي تضغط عليه في محاوله لتهدأته تأملت غرفتها بأستغراب وهي تحاول ان تتذكر ماحدث .. تهاوت الذكريات في رأسها مره واحده لتقف عند ذكرى جعلتها تركض الى دورة المياه لتفرغ مابداخلها بقرف .. تأملت فستانها الذي تحول الى حاله يرثى لها وفصخته من غير تردد وكأنها تفصخ ذكريات تلك الليله معه ودخلت تحت الدش لتغسل جسدها بهلع .. مازالت تحت الصدمه كيف اتت لها الجرأه ان تفعلها .. والأدهى والأمر ذلك المغرور رآني بتلك الحاله خفق قلبها بشده من معرفة والدها بهذا الأمر المخزي وان صار واكتشف الأمر ستصبح في عداد الموتى .. خرجت من الشاور وهي تضع المنشفه على جسدها المبلول وجففت شعرها بالمجفف .. ضربت على احدى الأجراس المتصله بالمطبخ لتأتيها خادمه في ثواني .. امرتها ان تجهز لها قنوه سوداء كي تتخلص من هذا الصداع وتصحصح .. ارتدت بجاما قطنيه بلون السماء ورفعت شعرها بوني تيل لتهم بالنزول .. قابلت والدها في الصاله يجلس وهو يتصفق احدى الجرائد اليوميه .. ادخلت الهواء الى رئتيها كي تستعد للقاءه وقالت بمرح : صباح الخيييير ..
التفت لها وهو ينزل نظاراته وقال : اي صباح لين حنا 2 الظهر ..
قالت بحرج محاوله تغيير الموضوع وهي تمط شفتيها بزعل : بابا ليش تقص اسمي تعرف اني ماحب اسم لين ..
قبل خدها النقي وهي تتدلل بجانبه وهو يقول : من زمان ماقلته على فكره عشان كذا طول هاليوم بناديك فيه ..
ابتسمت بعذوبه وهي تقبل رأسه : احلا من ينطقه لو احد غيرك بموته والله ..
قاطعتهم نحنحه عند باب الصاله وقال : السلام عليكم .. كنت بمر للعيادات بس شفتكم قلت اسلم ..
انزل كوب قهوته وهو يقف ويرحب به : ياهلا حياك الله ..
ابتسم وهو واضع يديه في جيوبه : الله يحييك .. تغيرت نظرته عندما رأها تقف بكل وساعة وجه امامه اما هي ارتبكت من نظرته واصبحت توزع نظراته في انحاء الغرفه وهي تضع يدها على رقبتها دلاله على ارتباكها واردف ..
ترافقوا هو ووالدها الى العيادات كعادتهم اليوميه وبدأ بالتمارين هذه المره من غير توجيهات فهو يعرف ماذا يفعل .. بدأ تمريناته والتي اصبحت اسهل وامتع عليه وكأن جسده تعود عليها .. استأذن والد الشقراء فهو لديه عمل مهم اما هي بعد ان ودعت والدها توجهت الى العيادات بسرعة البرق لتتفاهم مع ذلك الأسمر المغرور .. دفعت الباب بقدمها بغضب لتدخل كأعصار لم يهز في طلال الواقف شيئاً وقالت : الي شفته امس ابيك تنساه ولا تطري لأبوي شي ..
ابتسم بتهكم وهو ينفض يديه من البودره التي تساعده على حمل الأثقال وقال بتفكير : هممم انا مو حقير يا انسه .. كأن ملامحها هدأت عندما قال كلمتها لكن استشاطت غضباً عندما اكمل .. الا اذا لزم الأمر ..
رفعت اصبعها السبابه امامه وقالت : صدقني بتدفع الثمن غالي لو بابا عرف ب اي شي صار امس ..
امسك اصبعها ليلويه بيه اصابعه وقال : اصبعك ذا بكسره لو فكرتي تمدينه علي .. سحبته يدها متألمه وهي ترمقه بنظرات حاقده ..
اردف : انا بنفذ الي قلتيه لكن بشرط ..
نظرت لها قرابة الدقيقتين وهي تنتظر شرطه اما هو مستمتع على الآخر بنظراتها المتلهفه كي توافق عليه من دون شعور فهو يقرأ ذلك في عينيها البلوريه : تنفذين كل شي انا اقوله .. قال ببطئ .. حتى لو انك كارهته ..
مسحته من فوق الى اعلى بنظره تفحصيه وهي تقول في نفسها " مالذي قد يكون اصعب من اخبار ابي " : اوكي اتفقنا ..
مد يده للسلام وكي يكتمل هذا الأتفاق وماكان عليها الا ان تصافحه بنيه حسنه .. سحبها بقوه حتى اصبحت قريبه منه وقال : بخليك تندمين على الساعه الي فكرتي فيها تهدديني .. انشل لسانها من قربه الشديد ومن انفاسه التي تلفح وجهها الصافي .. افلتها وذهب الى الأثقال وهو يصفر لها ويأشر بمعنى تعالي .. ادخلت الهواء الي رئتيها وقالت في نفسها " يبدو انني سأعاني بمقابل كتمان هذا السر " مشت اليه ببراءه ورأته ينسدح على الآله الخاصه بالأثقال وقال : يلا اذا ساعديتي اشيل هالوزن لك هديه ياحلوه .. عكفت حاجبيها بضيق من نعتها بهذا اللقب وخصوصاً منه فهي تشعر انه يتهكم .. تقدمت له لتصبح فوق وامسكت بالوزن بجانب يديه حتى تستطيع حمله معه .. وبدأ بالتمارين عندما انتهى ووضعه في مكانه صفق بأصبعيه وقال : المنشفه .. ثارت اعصابها منه فهذه اول مره احد يجعلها خادمه .. سحبت المنشفه لتقذفها على وجهه بغضب وتهم بالخروج لكن مالم تحسب له حساب هو سرعته في سد الطريق عليها .. رمشت بصدمه ونظرت الى المكان الذي كان يجلس فيه لتعود وتلتفت بالذي واقف امامها وكأنه شبح ينتقل من مكان الى آخر وقال : انتي شكلك ماراح تعقلين لين اقول لأبوك عن سالفتك ..
قالت بصرامه وعصبيه : قول اصلاً ماعندك دليل قاطع على هالكلام وانا ببساطه بنكر لأنه يثق فيني .. وابتسمت ب انتصار
رفع هاتفه لتبدأ عينيها تتوسع مع كل صوره تراها انفرجت شفتيها بصدمه .. كيف لهذا الحقير ان يسمح لنفسه ان يصورني .. انقضت عليه محاول سحب الهاتف منه لكنه ابعده عنها بسبب طوله الفارع .. قفزت الى الأعلى بغضب وهي تقول : ياغبي هاته .. مين سمح لك تصورني متعود تصور البنات شكلك ..
اطبق على خصرها القريب منه وهو يقول بغضب : وش قلتي .. خافت من نبرته التي تحولت من الاستمتاع الى الغضب والجديه والأهم من ذلك قبضته القويه التي تكاد تمزق خصرها النحيل .. وضعت كلتا يديها على يده الحديديه كي تحرر خصرها الذي انصهر من قبضته
رص على اسنانه وهو يقول : اذا انتي تحسبين الناس زي الأشكال الي انتي متعرفه عليهم هذي مشكلتك .. رفع هاتفه بغل وقال .. هذي عشان تتأدبين بس وماراح ترجعين لهالأماكن الوصخه .. واذا فكرتي مجرد تفكير بس راح يكون لي تصرف ثاني معك ..
وضعت يديها على صدره محاوله دفعه كي تلتقط انفاسها التي انقطعت بسبب حصاره وقالت : ابعد ..
خفف من قبضته لكن مازال يمسك بها وكأنه لم يكتفي منها وقال محاولاً اذلالها : هاتي بوسه رضاوه يلا ..
رفعت عينيها التي توسعت بصدمه وكأنها لم تستوعب .. حرك عينيه في انحاء الغرفه وهو يأشر على هاتفه : رساله وحده لأبوك فيها هالصوره تضيع مستقبلك يا انسه .. امسكت بياقة قميصه محاوله ان ترتفع لخده وهي تكتم عبراتها .. لكن باغتته ب عض خده وهو بدوره دفعها بألم كي تهرب مبتعده عن المكان قدر الأمكان ..



على اراضي العاصمه حطت طائرة ابطالنا لم تنتبه فاتنتنا انها قضت معظم السفر فالنوم فمن يلومها لن تأخد قسطاً كافياً من الراحه كذلك ارهقتها دموعها من كثرة النزول .. نزل قبلها وهو يمد يده اليها كي تمسكها هي بدوره برقه وتنزل بخفه متجهين الى احدى سياراتهم واحد الحرس يقول : حمدلله على السلامه طال عمرك .. رد عليه سعد بعدها استقلوا السياره لوجهتهم الا وهو قصر العائله .. فركت يديها بتوتر والذي لاحظه سعد عليه منذ لحظه وصولها .. تقدمت وهي تلتقط كأس الماس وتشربه دفعه واحده تحت انظاره القلقه من تصرفاتها وقال : فيك شي ؟
التفتت له بسرعه وقالت بتهكم : لا ابد مافيني شي شايف فيني شي ؟ بين اهلي وناسي .. برافو استاذ سعد قدرت تسويها ..
تقلبت نظراته حمراء وهو يقترب منها بهدوء : لا تخليني اندم على الأشياء الي بسويها لك .. بتقابلين اهلي قابليهم زي ماتقابلين اهلك سامعه .. اي كلمه تكسر خواطرهم بكسر رقبتك
انكمشت على نفسها برعب وهي تغمض عينيها : بس اسكت صوتك يسبب لي صداع .. وضعت اصابعها في اذانها وهي تتنفس الصعداء .. هذه هي الطريقه الوحيده للهروب منه ومن صوته .. ظلت على هذه الوضعيه حتى وكزها وهو يقول : وصلنا ..
نزلت من الليمو الكبيره وسط قصر مهول ربما اضعاف قصرهم في فرنسا ولفت شالها على رقبتها برعشه فالمكان ابرد هنا فالليل .. رأت صفاً من الخدم متجهزين لتلقي الأوامر والباب الرئيسي يقف عنده 4 اشخاص مع شخص مقعد .. تقدمت لباب المدخل بجانب سعد فهو الوجه الوحيد المألوف الذي تعرفه هنا .. انفرجت شفتيها ب ابتسامه عندما رأت عمها .. واسرعت بخطواتها كي ترتمي ب احضانه وهو يقول : ياهلا ياهلا الحمدلله على السلامه ..
ابتعدت لوجين وهي تقبل رأسه احتراماً : الله يسلمك عمي .. شلونك .. وحشتني
مسح على رأسها وهو يقودها الى باب المدخل : مايوحشك غالي ..
سمعت صوت منخفض وفيه من الحنان الشي الكثير وهو يقول : وينها ريحة الغالي وينها .. اقتربت لوجين منها فكانت امرأه كبيره في السن متوشحه شال متواضع يقيها من البرد وهي تمسك يدها لا شعورياً ..
سحبت يدها لتقف وهي تحتضنها .. انتابها شعور جميل شعور لم تشعر فيه منذ زمان الا وهو شعور حنان الأم .. لم تحتمل هذا كثير على قلبها اخذت تبكي في احضان المرأه وقد عرفت انها جدتها ام والدها .. انزلقت على قدميها وهي تبكي بألم .. جلس بجانبها عمها وهو يمسح على ظهرها .. اما هو فترك المكان كاره هذه اللحظات .. سحبتها الجده وهي تستنشق رائحتها العذبه وتقول : يايمه وينك عني من زمان والله لو تدرين ان روحي تشفق عليك كل يوم وانتي بعيده عني .. انتي بنت الغالي انتي الي بقى لي منه ..
مسحت لوجين دموعها ووجهها تحول الى اللون الأحمر وهي تقول : سامحيني يمه ..
قاطعتها الجده وهي تقول : لا يامي لا ياحبيبتي انتي الي سامحينا .. خليناك في الغربه وحنا اولى بك .. احتضنت وجهها الصغير بين يديها المجعده وهي تقول .. لا اله الا الله سبحان الي سواك ..
احمرت وجنتي لوجين من اطراء الجده وقال عمها منقذها : لوجين هذي زوجتي وام عيالي ..
وقفت على قدميها بعد ان كانت جالسه على ركبتيها : اهلين تشرفت ..
كانت ستمد يدها لتصافحها لكن قالت ام سعد بسرعه : حبيبتي حنا اهل مابيننا الرسميات .. واخذتها بالأحضان ..
قالت لوجين في نفسها " ياللهي هذه اللطافه كثيره ولم اتوقعها " ..
واشر على فتاه في العشرين خلفها وقال: وهذي بنتي مرام الي اشغلتني كل مره تبي تشوفك ..
نطت امامها بفرح وهي منبهره بجمالها : يمه بسم الله قلبي .. انا توقعت حلوه بس مب بهالحلاوه .. التفتت للخلف وقالت .. سعود غط عيونك اخاف تصيبك جلطه من قو الجمال ..
ضحكت لوجين بعد ان احتضنتها مرام ..
لكزتها الجده بعصاها وهي تقول : اعنبوتس انتي ماتعقلين .. بس بس اتركي البنت ذبحتيها ..
قبلتها مرام قبلتين اخيرات على وجنتيها وابتعدت : اووف يمه انتي تعرفين اني البنت الوحيده هنا ومبسوطه انها جات عندي ..
لكزتها بقوه اكبر وهي تقول : ايا قليلة الحياء انا تقولين لي اوف ..
قربت من جدتها وهي تتعلق برقبتها وتقبل خدها : اسفه ولا تزعل منمن .. بمعنى " منيره " ..
ابتسمت لوجين للطافه هذه العائله الغير متوقعه .. لابد ان هذا الشي ريحها ولو قليلاً لكن البعد عن اهلها مازال صعباً .. دخلوا الى القصر الذي يزداد جمالاً بالداخل اكثر من خارجه .. جلسوا يتجاذبون اطراف الحديث ووسطهم قهوتهم ..
قالت الجده ب اقتضاب : يمه لوجين تعالي جنبي ماشبعت منك .. وقفت لوجين لتتجه نحو جدتها وتجلس بالقرب منها لتضع يدها خلف كتفها ..
قالت مرام بحزن : الله يالدنيا جا الي ياخذ منمن مننا ..
قالت الجده بهدوء : ماراح ياخذني منكم الا الموت يمه ..
قالوا بسرعه : بعد عمر طويل ..

قاطعهم شخص القى السلام عليهم ليلتفتوا لصاحب الصوت .. صرخت مرام بمرح وهي تركض ناحيته اما هو انحنى ليلتقطها في حضن قوي واخذ يدور فيها ..
قبلت خده بدلال وهي تقول : وحشتني وحشتني وحشتني ..
انزلها وهو يقول : وانتي وحشتيني بعد
وضعت يديها على خصرها وقالت : واضح مره حتى انه ترد على مكالماتي يالوصخ .. وضربته على كتفه ..
قال وهو يتعداها احتراماً للجده الجالسه : حسابي معك بعدين يالدلوعه .. تقدم ليقبل يديها ورأسها بحب وهو يستنشق عبير الحناء على يدها وقال : مبسوطه يالغاليه حفيدتك جات لين عندك ..
قالت بإمتنان والدموع تغزر عينيها المتجعده : الله يرضى عليك ياولدي ..
قال بسرعه وبضيق : الله يهداك يمه وشوله الدموع الحين ..
مسحتها بشالها البسيط وهي تقول : دموع الفرح ياوليدي .. الله يرضى عليك ويحقق لك امانيك قل امين ..
قال ب ابتسامه : امين .. سلم على والديه وقبل رأسيهما احتراماً وجلس وسط افراد عائلته والذين اكتملوا بالنسبه له .. وهذا ماكان يسعى لتحقيقه طول تلك السنين " لم شمل العائله "


انتهى كالعاده ارائكم تهمني كثييييير ❤







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-16, 08:17 AM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




اشرقت شمس المملكه على ابطالنا معلنه عن يوم جديد حافل ..

استيقظت من الصباح الباكر وهي تنظر الى جناح " جدتها " والذي اصرت ان تشاركها فيه فهي لا تريدها ان تغيب عن عينيها مره اخرى .. ربطت شعرها على شكل " كعكه " وخرجت الى المطبخ العملي تجهز لها ولجدتها الفطور .. على الرغم من وجود طاوله افطار في الدور السفلي ممتده الى آخر الصاله لكن على قولة جدتها " مايجتمعون فيها الا نادر " كل واحد يأتي في وقت معاكس للآخر بسبب اختلاف توقيت اعمالهم .. وضعت كل ماوجدت من معلبات جاهزه واشغلت غلاية الماء لتحضر الشاي .. رتبت الفوضى التي احدثتها قبل ان يجهز الماء لكي تضعه في اكواب .. طلت مع الباب لترى جدتها مازالت تغط في النوم .. وضعت الصحون على الطاوله الخشبيه العتيقه واشغلت التلفاز لتشغل نفسها لحين استيقاظها ..

طُرق باب الجناح ليزعج صفوها .. وقفت وهي تعدل تيشيرت بجامتها البسيطه وتدس قدميها الناعمه في خفين مريحين للمنزل .. توجهت لباب الجناح لتفتح قفله وتطل منه لترى ذلك الكريه يقف ببدلته الأعتياديه " تيشيرت اسود مع بنطلون بنفس اللون " .. لم يعرها الأنتباه او بالأحرى لم يرها فقد كان مشغول في هاتفه الذي بين يديه .. رصت على مقبض الباب بقهر ظناً منها انه يتجاهلها وتنحنحت لينتبه لها .. رفع عينيه عن جهازه ليراها امامه عاقدة الحاجبين وقالت " اقدر اخدمك " ..
عندما قالت مرام انها ستبات الليله عند جدتها لم يصدقها على حسب علمه انها مغروره شامخه لا تقبل بالمشاركه حتى وان كانت اقرب الناس إليها ..
دفع الباب بعنف لترتد هي للخلف بصدمه وقال : وخري مو جاي اشوفك ..
عقدت حاجبيها وقالت بصوت شبه عالي : جدتي نايمه .. الحين اطلع برا لأني مو طايقه اشوف وجهك ..
ضحك بتهكم وهو يرى جدته تخرج من غرفتها وقطرات الماء تغطي وجهها الحنون .. تقدم منها بخطوات سريعه وهو يقبل يديها ورأسها ويقول : صباح الخير ..
قالت وهو يقودها الى احدى الكنبات التي تتوسط الصاله : صباح النور يمه .. عساك افطرت ؟
جلس بجانبها بعد ان جلسها وقال : الحمدلله .. مو من عادتك تنامين لهالوقت شكل حفيدتك سهرتك ..
ضحكت على مزحه وهي تمسح على كتفه : انا الي سهرتها يايمه .. يازينها ويازين سوالفها ما مليت منها .. وقالت وهي تأشر لها وهي مازالت واقفه امام الباب بحقد عليه وعلى وقاحته .. لوجين تعالي اجلسي جنبي
انتبهت لجدتها وتلقائياً ابتسمت لتمشي بخطوات سعيده وسريعه على الرغم من عرجتها بسبب قدمها وجلست بجانبها وهي ترسم اجمل ابتسامه على شفتيها ..

اسرت قلبه عندما رسمت تلك الأبتسامه الموجهه لجدته لتنحفر غمازتها وسط خدها بغنج مع خصلات شعرها التي ترفرف بجانب خديها بنعومه .. كم تمنى ان تكون تلك الأبتسامه التي توزعها على من حوله موجهه له ولو لمره واحده يشعر بالغضب من صدها و كرهها له رغم انه لم يؤذيها .. انتبه عليها وهي تمد الكوب له وجدته تقول " سعد هاو وين سارح " .. رفرف بعينيه دلاله على استيقاضه وامسك بالكوب ليضعه امامه ..
وقال بحرج : اسف الشغل ماخلى معي عقل ..
ربتت على كتفه وقالت بحنانها الدائم : الله يوفقك ياوليدي ويسهل عليك .. التفتت للوجين وهي تقول : وانتي يمه مو ناويه تكملين دراستك ؟
شرقت بالشاي فهي لم تتوقع ذلك السؤال ولم تحسب حساب جوابه وقالت : الا يمه بس ..
قاطعتها الجده وهي تقول : ادري بتقولين متزوجه مافيها شي يمه كثير حريم متزوجات ويدرسون مافيها حياء
توسعت عيناها بصدمه فهذا لم يكن مايدور في بالها .. التفتت لسعد الذي ثبت عينيه عليها بإستمتاع لتغيرات وجهها .. مسحت فمها وقالت على عجل " استأذن " لتدخل الى غرفة النوم او بالأحرى تختبئ من نظراته ..
انهى كوبه ووقف ليستأذن من جدته

اقفل باب جناح جدته وهو يتنهد .. كم تمنى ان تتمدد الساعات والايام ولا تأتي المحاكمه بسرعه .. خرج من الدور الخاص ب اهله ليستقل المصعد لدوره الخاص الذي يضم مكتبه و جناحه الخاص .. دخل المكتب ليتفاجئ ب طنين الفاكس ويلتقطه بسرعه .. رائع جريمه اخرى تأمل موقع الجريمه الذي كان كراج للسيارات ووضع الفاكس من يده ليرتدي معطفه الأسود كسواد خصلات شعره وينطلق الى مسرح الجريمه .. توقفت الحركه بمجرد وصوله الى الموقع فمن كان يصور قد توقف عن التصوير ومن كان يتأمل الجثه عن قرب ابتعد مسافة كيلو متر .. وقفو بصف واحد وهم ينظرون اليه بهيبته ينزل من سيارته الرياضيه الحمراء وينظر لهم بجبروت .. وضع مفاتيحه في جيبه وارتدى قفازاته ليمنع التخريب في مسرح الجريمه .. توقف امام الشرطي وهو يسأله ببرود جمد عروق الواقف امامه : مافيه شهود ؟ ..
اشر بهدوء على رجل مسن يرتدي ثوب بني يقيه من البرد وبجانبه ابنه الذي قدر عمره فالعشرين .. تقدم له سعد بهدوء وهو يرى الخوف في عينيه على حارته ومنزله من هذا القاتل وقال ب ابتسامه مطمئنه : سلام عليكم ياعم ..
انفردت ملامح المسن وهو يرد السلام وماكان من سعد الا ان يدخل بصلب الموضوع : ياعم بسألك كم سؤال وابيك تكون متعاون معنا ..
هز المسن رأسه ومازالت ملامح الهلع مرسومه على وجهه ..
اشر سعد الى احد مساعديه وامره بتسجيل اقوال المسن والتفت له ليسأله : قولي وش الي شفته بالضبط وهل شفت ملامح الرجال ؟
لاحظ قدماه الهزيله تهتز من شدة البرد وامرهم ان يحضروا له كرسي ليجلس عليه براحه وقال بصوت يكاد يخرج بسبب كبر سنه : سمعت اصوات عاليه وهواش كأنهم متخالفين ياوليدي وماشفت الا ظلالهم وهو يطعنه ..
التفت سعد لمساعده ليتأكد من كتابته لأحداث المسن واكمل بسؤال اخر : ماشفت الاداه الي طعنه فيها ..
هز برأسه نافياً وقال : المكان كان ظلام .. ياوليدي انا خايف على اهلي هو شافني ومتأكد انه شافني ولولا وصول الشرطه في الوقت المناسب كان انا كنت الضحيه الجايه .. طالبك اهلي مالهم غيري ..
رفع سعد يده معارضاً على كلامه : ياعم انت في امان واهلك في امان .. اشر لمساعده واردف .. وصله لبيته وتأكد من امانه نحتاجه .. التفت للمسن ب ابتسامه .. تفضل ياعم بيوصلك لبيتك وتأكد انك في امان مادامك معنا واذا صار وتذكرت اي شي حتى لو بسيط تأكد انه بيفيدنا .. تصبح على خير .. قالها وهو يتأمل ابنه المريب الذي بان عليه البرود .. لف ليعود لمسرح الجريمه الذي طوقوه بالأشرطه ورجال الشرطه ليمنعوا اي تخريب للأدله .. رفع الشريط ليدخل بهدوء وحذر وهو يتأمل كل قطعه وكل مساحه في هذا الكراج .. كان شبه كبير يضم سيارتان جميعها تحت الصيانه .. والادوات منتشره على الارضيه الترابيه .. لمعت عيناه في لحظه عندما لاحظ بصمات اقدام لحذاء رياضي لا يخص مساعديه بالتأكيد .. اشر للمصور ليلتقط له صوره قبل ان ينمسح واتجه للجثه الهامده بجانب احدى السيارات ليتمعن فيها عن قرب وسأل مساعده الذي لم يغيب عن يمينه : عرفتوا مين صاحب الجثه ..
..: سيدي اسمه عبدالرحيم الوايلي عمره 38 .. مكانيكي واعزب اهله متوفين من 8 سنين .. سجله نظيف ماله اي سوابق .. اخذنا افادة جيرانه كلهم نفس الجواب ماكان له مشاكل مع اي احد بالعكس كان محبوب من الكل ..
عقد حاجبيه لم يتوقع ان الجريمه ستكون بهذه الصعوبه اعاد نظره الى الجثه وهو يقيم ملابسه .. كان بلباس العمل ويديه ملطخه بالزيت .. اغلق ملفه الذي رافقه طوال رحلته وصفع به صدر مساعده بغضب : ابي الجثه للتشريح وابي يتحدد نوع السلاح الي انطعن فيها كل الصور ترسلها لمكتبي حالاً ..
هز رأسه ب هلع من ملامحه وقال : حاضر سيدي ..
ترك مسرح الجريمه متجه الى بيته وبالتحديد الى مكتبه ليختلي عن العالم فيه لكن ليس لوقت طويل فقد وصلت اليه المعلومات والصور في دقائق توجه اليها ليعيد التأمل فيها على امل ان يجد خيط ولو صغير الى هذا القاتل .. قطع حبل افكاره اتصال مفاجئ ليلتقطه من غير رؤية صاحبه ويقول بلهجه قويه وصريحه : نعم ..
..: اوووه شكلي دقيت بوقت غلط .. واطلق ضحكه مشاكسه ..
وقف سعد بحرج وهو يقول بترقيع : لا لا ابد دقيت بالوقت المناسب .. شخبارك ناقصك شي ؟
ابتسم من خلف السماعه وهو يقول : انا بخير .. بس ناقصني بنت اختي ..
لا يعلم لماذا اخترقت تلك الكلمه صدره على الرغم من انه هو الذي ارغمها على المجيء لكن يعلم ان الأمر لمصلحتها وهاهو الآن يعاني فقدانها .. لا يعلم لماذا شعر انه خاطف : اوعدك بس نفوز بالقضيه بترجع لك .. الأهم سلامتها وامانها
..: شكراً ياسعد وشكراً ماتكفيك ..
حرك قلمه ب توتر من نبرته الغير عاديه وقال : هذا واجبي ..
..: يالله ما اطول عليك اكيد عندك شغل .. وصل سلامي لها
..: يوصل ان شاءالله لا تشيل هم .. انزل السماعه بعد ان اغلق الاخر الخط ووضع يديه على ذقنه بضيق .. لم ولن يتخيل اليوم الذي سيطلق فيه سراحها للحريه والامان بعد ان ينتهي هذا الكابوس الذي استمر طوال حياته .. نعم كابوس يلاحقها وكأنه يلاحقه .. لا يعلم لماذا يشعر انها جزء منه من قديم الأزل ربما لأنها السبب فيما هو عليه الآن .. هي التي خلقت ذاته وهو لم يرها او يشعر بها .. هي التي انجبته امه لها وحدها فقط !
غلغل اصابعه في شعره وهو يسترجع مكالمة خالها للتو وقد تذكرت توصيته في تعلميها كل مايتعلق بالدفاع عن النفس .. انزل كل شيء من يده ليستقل المصعد نزولاً الى الدور التي تقبع فيه .. لم يلبثن الا ان اقتحم الجناح عليهن !!
وضعت الجده يدها على صدرها بخوف : بسم الله الرحمن الرحيم .. وش صاير ..
اشرلها ب اصبعين وبحده : تجهزي يا انسه بشوفك بالجيم ..
قالت الجده بسرعه : تشوفها وين .. لا حيا ولا مستحا قدامي
تقدم للجده وقال : يمه بالنادي واوعدك برجعها لك بعد م انفذ وصية خالها ..
تأملت يديه التي تحيط يديها وقالت : اييييه وانا امك وانت عايش في النادي وتتنفس النادي وشوله تشقيها معك .. توها جايه من سفر
قبل يديها وقال : كله لمصلحتها فديتك ..
اما هي مازالت تنظر له بعدم استيعاب وعينيها معلقه على خده الأيسر حيث يجلس امامها ووجهه امام جدته ..
طقطق ب اصابعه امامها ليوقظها وقال : ماسمعتي وش قلت .. نظر الى ساعته واردف .. عشر دقايق م اشوفك بالنادي تحت بجي واخذك بطريقتي .. كان اول ما خطر ببالها تعامله الخشن دائماً وحمله لها على كتفيه العريضين فما كان منها الا ان تسرع الى الغرفه متناسيه قدمها .. ابتسم وقبل رأس جدته لينزل في انتظارها ..

دخلت الغرفه وهي تنثر ملابسها بحثاً عن شيء لائق تلبسه امامه .. خصوصاً انه تمرين فلا تريد اي شي يظهر مفاتن جسدها .. رمت كومة الملابس وهي تتأكد من الساعه لم يتبقى لها سوى 8 دقائق .. وجدت قميص ابيض طويل الأكمام وبنطال قطني بسيط باللون الوردي ارتدته بسرعه وهي ترفع الأكمام الى نصف يديها وخرجت بسرعه وهي تقبل جدتها .. اسرعت في استقلال السلالم بدلاً من المصعد فهي على يقين انه مجنون و سيفعل كل مايقول .. توقفت امام باب المدخل وهي تتلفت الى اين اذهب ! ياللهي اين هي صالة النادي !
اتاها صوتاً من الخلف : ثاني ممر وخذي يسار تلقينه ..
التفتت خلفها وهي ترى مرام تغمز لها شكرتها وذهبت وخديها توردا من كثرة الركض .. وجدت باب حديدي متحرك ايقنت انه هو لتدفعه ويصدح صوته في ارجاء الصاله الخاليه الا منه !
رفع معصمه ليرى الوقت وصفق .. يبدو انه نجح في زرع جديته فيها : جميل يا انسه .. التمرين الأول انتهى .. اخذ يمشي تارة يمين وتارة شمال وهو يقول .. يومياً ماعدا الجمعه اشوفك بهالنادي نفس هالوقت .. كل التمارين الي تعلمتيها وبتتعلمينها اليوم بتطبقينها يومياً .. من يدري يمكن اضيف تمرين جديد خليك جاهزه ..
رأت الأبتسامه الخبيثه على شفتيه لتتقدم منه بتحدي وتقول : انا جاهزه ..
وضع قدمه اليمنى خلفها ليسحب قدميها وتسقط بألم : انتي مو جاهزه لين تتوقعين تحركاتي .. اذا وصلتي لهالمرحله بعتبر شغلي خلص ..
رصت على اسنانها بقهر وهي تراه واقف بشموخ امامها بعد ان استمتع بسقوطها المؤلم ..
مد يده محاولاً مساعدتها فتجاهلته لتقف على قدميها بنفسها ..
صفر بحده لتغلق اذنيها ب اصابعها وتقول : وقف .. لم تشعر الا بالأرض الصلبه مجدداً
انزل صافرته وقال بحده : التمرين الثاني .. لا تخلين شي يلهيك
مسحت على ظهرها بلطف وب انزعاج من هذا الشخص الغير متوقع .. هذه المره امسكت بيده الممدوده ليسحبها وتعتدل بوقفتها ..
اشر لها على الأرض وقال : يدينك تحتاج قوه عطيني 10 تمرين سواعد .. 10 اليوم بكره 20 وهكذا كل يوم تزيدين 10 ..
توسعت عيناها ببلاهه وهي ترمش : عفواً ؟ ذكرني ليش اسوي ذا كله ؟
عطاها ظهره ليتقدم الى احدى حدائد التمرين : لأنها وصية خالك ..
فزت من طاريه وتقدمت ناحيته بسرعه : بخصوص هالموضوع هو كلمك؟
انتبه الى اللهفه في صوتها وقال ب تماسك وهدوء : ايه ..
قالت بلهفه اكبر : م سأل عني ..
وضع احدى يديه على الحديده وهو يلتفت لها لتصبح محاوطه لها وقال بنبره اشبه بالهمس : الا يسلم عليك ..
اربكتها نبرته ورائحته العطرن بسبب قربه وابتعدت خطوتين : او .. اوكي دامها وصية خالو اكيد بنفذها .. نزلت على الأرض لتمرن سواعدها فهي تحتاج للقوه كي تمسك ب مسدس .. الاولويات اهم عند سعد حتى وان اضطر ان يبدأ من الصفر .. انتبه على طريقتها في التمرين ولاحظ اخطاء كثيره اولها تقويسة ظهرها .. نزل لمستواها وهو يضع يده على ظهرها محاولاً ان يجعله مستقيماً اما هي ف انلسعت من لمسته لتبتعد قدر الأمكان .. اصبح شكلها غبياً بالكامل فهو لا يريد سوى مساعدتها وضعت يدها على رقبتها دلالة على احراجها ..
قال ليخرجها من جو الأحراج : عندك اغلاط كثيره .. لاحظي وضع يديه على الأرض ليبدأ بالتمرين بسهوله وهو يرفع جسده بالكامل على يديه لتبرز عضلاته .. كان ظهره خط مستقيم ومعتمد على يديه فقط .. اصبح يشرح لها على الطرق السهله والسريعه للتأقلم مع التمرين وماكان منها الا ان تطبق لتنجح في كل مره ينصحها فيها ..
قال بعد ان ارشدها على تمرينتها اليوميه : عندي شغل مهم لك نص ساعه اضافيه .. صح اني ماراح اكون موجود بس اني بكون مراقبك .. نفخت خصلتها التي تمردت على وجهها بسبب التعب وهي على الدراجه تبذل قصار جهدها " راح اراقبك اننن اننننننن .. اف مستفز "


في مكان آخر ..

في ذلك المنزل المتوسط وفي احدى الغرف المزينه بعنايه من قبل صاحبتها المدلله تقبع هي في وسط سريرها الناعم حاظنه قدميها العاريتين بعد ان انزلق قميص نومها من عليهما لتكشف عن وردة ركبتيها وبياض سيقانها .. واضعه رأسها على ركبتها لينسدل سواد الليل على جانبها الأيمن بحريريه ليغطيه .. فكرت كثيراً وكثيراً هل يمكن لهذا الزواج ان يجعل الأوضاع تصبح اجمل بينهم وبين عمتها .. لعلها خيره من رب العباد لتكون السبب في تقرب عمتها مره اخرى منهم ويلين قلبها المتحجر عليهم والأهم من ذلك لم شملها مع والدها العزيز على قلبها والذي يتمنى دائماً وصال اخته ولو بمكالمه .. اعادت شعرها للخلف وهي تمدد قدميها على سريرها الشاسع وهي ترسم ملامح ذلك " الوليد " في رأسها بعد اخر لقاء بينهم .. طويل ذو جسد متناسق وبشره سمراء رجوليه شعر ذقنه مرتب ويعطيه جاذبيه على الرغم من كثافته .. عينان حاده سوداء تجرح كل ماتنظر إليه .. وحاجبين متناسقين .. اغمضت عينيها تحاول ان تتذكر ماتبقى من وجهه لكن فشلت .. لماذا ! هل السبب لأنها كانت تنظر الى عينيه الساحرتين ولم تترك لها المجال في التأمل في غيرها .. نفضت رأسها لينتفض معها شعرها محاوله ان تبعد هذه الأفكار من رأسها .. هذا الزواج سيصبح الجسر الموصل بينهم وبين عمتها ليس الا !
طرق الباب لتدخل اختها " ريم " : مهره ماما تقول يلا تجهزي عشان نقضي باقي الجهاز مابقى على العرس شي ..
اشرت لها ان تخرج وما ان فعلت حتى وضعت رأسها على الوساده وغطته ب اخرى .. وماهي الا دقائق حتى اقتحمت امها هدوءها مرتديه عباءتها وتقول : مهره البسي عباتك وقدامي اشوف .. دلع البنات كبرتي عليه ..
قذفت بالوساده بعيداً لتقف على قدميها وتفتح دولابها لتخرج منه عباتها وتلبسها وتحكم نقابها عليها : جايه .. نزلت مع امها لتقابل اختها " ندى " التي تصغرها ب سنه فقط مرتديه نقابها بالطريقه الفوضويه الدائمه : لالا كان طولتي ياست الحسن .. فهمنا ان العرايس يتأخرون بس مب بهالشكل ..
تقدمت من اختها وملامحها جامده من خلف النقاب : الي يشوفك يقول عندي خيار اني اكون عروسه ..
رقت ملامحها وهي تمسك يدين اختها وتقول : مو هذا الي كنتي تتمنينه ؟ هذا الي انتظرتي كثير عشانه انك تصيرين عروسه ..
ضغطت على يدين اختها وهي تقول بغل : هذا كان قبل م يكسرني ولد عمتك ..
انتبهت على نبرة التوعد والقهر في صوتها ليفر قلبها من صدرها ظناً من ان اختها ستدمر الزواج : مهره لا يكون تفكرين تخربين الزواج ..
رسمت ابتسامه من خلف النقاب وقالت : لا طبعاً راح اخليه يندم انه تركني كل هالمده ..
زفرت ب راحه وهي ترى امها تلتقط حقيبتها وتقول " يالله مشينا ابوكم ينتظر "
امسكت مهره ب اختها الصغيره " ريم " وقالت : لا تفتحين الباب لأي احد وقفلي بيبان البيت زين وخلي الانوار مولعه عشان يحسون ان فيه احد بالبيت ..
تأففت اختها وهي تقول : اوووف مهره ترا ماعادني بصغيره .. وبعدين ابوي بيرجع ماراح يطول ..
قبلت اختها على رأسها وذهبت بسرعه ..
ابتسمت تلك الصغيره بدلال وهي تتأمل البيت ب ابتسامه خبيثه .. اقتحمت المطبخ لتفتح درف الحلويات والشبسات والخ تحت صرخات الخادمه المعارضه : بعدين ماما مهره سوي جنجال ويا انا ..
قالت المشاكسه وهي تملئ يديها بكل مالذ وطاب : عادي بقولها انتي مالك دخل .. وغمزت
فرشت اشياءها على الطاوله ب اهمال وقفزت على الكنب لتشغل التلفاز على احدى قنوات المفضله الخاصه بالمراهقين وضعت كيس الشيبس في حجرها واخذت تقرمش منه .. صدحت موسيقى فنانها المفضل في البيت بإزعاج لتهرع اليها الخادمه : ريييم قصر صوت بعدين جيران في يسمع عيب ..
اشرت بيدها بمعنى " روحي " ليقاطعها صوت جرس البيت .. كتمت صوت التلفاز لتذهب الى الباب الخارجي وتقول : مين بالباب ؟
تنحنح صاحب الصوت الجوهري وهو يقول : انا الوليد ..
شهقت من خلف الباب لتصله شهقتها ويبتسم .. دخلت الى البيت ولبست جلال للصلاه وعادت لتفتح له الباب : حياك الله ياولد العمه .. تفضل ..
دخل واغلق الباب خلفه وهو يقول : ابقاك الله .. وين خالي ؟
قالت وهي تحكم الجلال عليها بحياء : ابوي مو موجود طالع يودي مهره تكمل جهازها .. سكتت للحظه احست انها تكلمت كثيراً واردفت بحرج .. تفضل تفضل دقايق ويجي ابوي ..
دخل الى ملحق الرجال وهو يبتسم على هذه الصغيره .. تشع طاقه منذ ان كانت طفله ولازالت .. جلس على الكنب وهو يتأمل المكان الذي كانت تجلس فيه مهره ذلك اليوم .. جالسه بشموخ واضعه يديها في حضنها مبعده عينيها المؤلمه عنه في صدود قاطعت ذكراه تلك المشاكسه وهي تدخل الملحق بالقهوه والحلويات .. تعجب من هؤلاء الفتيات يشبهون الرجال ب اطباعهم لكن في نفس الوقت يمتلكون انوثه طاغيه محظوظ والدهم فيهم لم يرزقه الله بذكر لكن رزقه ببنات عن الف ذكر .. اخذ الفنجان منها بعد ان ملئته وقالت : اذا الموضوع مهم بدق عليه ..
قال بسرعه : لا لا ما يحتاج انا بنتظره دامه مب مطول ..
هزت رأسها وخرجت لتتركه مع خياله .. لم تمضي سوى دقائق حتى رن الجرس وعادت الصغيره بحيويه مجدداً لتفتح الباب وترحب بوالدها .. نظر إليها وهي تخاطب والدها وتأشر على جهته جهة الملحق ف توقف على قدميه ليخرج موفراً على خاله عناء المشي .. قبل يديه ورأسه : شلونك يالغالي ..
احكم قبضته على يدين ابن اخته وقال : بخير بشوفتك يابوك .. لطالما اعتبر الوليد ابنه الذي لم ينجبه واحبه بقدر محبة مدللاته .. فعلاً كما يقولون " الخال والد " تقدم خاله ليسحب بيده ويقول " حياك ليش واقف "
قال على مضض : لا الله يطولي بعمرك جيت باخذ علومك واعطيك هالغرض وامشي .. مد عليه صندوق بحجم الكف .. صح انها رجعته مع باقي الشبكه بس مابي الا هذا يكون معها .. نظر الى الصندوق الذي انحفر عليه اسمهما ليلة الملكه وقال : تفضل ولا جات انت بنفسك تعطيها الغرض .. اعاد الصندوق الى جيبه بقلة حيله ودخل مع خاله الى الملحق ليتجاذبان اطراف الحديث .. مرت نصف ساعه كالبرق وهاهي سنو وايت تتصل على والدها كي يأتي ويأخذهم .. وقف على قدميه بعد ان انهى المكالمه لكن استوقفه وليد : استريح انا بجيبهم ..
قال بسرعه : لا يابوك مابي اتعبك ..
قاطعه بسرعه وقال : لا تعب ولا شي وينهم ؟
خرج من البيت بعد ان علم بوجهته واستقل سيارته كي يحط امام المركز التجاري الذي يقبعن فيه ..

رفعت هاتفها ب استنكار من الذي يحدث وقالت بأدب لأن الذي تحادثه والدها : يبه الله يهديك كان ماتعبته لو داريه اخذنا تاكسي وجينا ..
قال والدها من الطرف الاخر حامق : افا ياذا العلم انتي بنت الأصول بتجين بتاكسي بعد ..
وضعت يدها على فمها على غلطتها وقالت : لا يابوي لا تضيق حالك بنرجع معه .. رصت على الهاتف بقهر بعد ان اغلق الخط والدها لتأتي والدتها مستفسره : وش صاير ليش تأخر ؟
قالت بصوت متردد وهي تتحامل على قهرها : يمه وليد الي جاي ياخذنا ..
قالت الأم ب استغراب : هاو ليه ابوك فيه شي ؟
قالت بسرعه : لا لا بس يقول وليد مابغاه يتعب نفسه وهو موجود
عدلت عباتها على رأسها وقالت : يالله يمه مشينا .. وش فيها وليد ولدنا
حملت سنو وايت الأكياس بحمق من تصرفات والديها وتوجهت الى سيارته المطليه باللون الأبيض والمميزه التي تشابهه .. دفعتها والدتها وقالت : اركبي قدام
قالت بملامه : يمه !
..: اص ولا كلمه ماتشوفين الأكياس وش كثرها ماراح يكون فيه مكان ورا ..
وقفت بنصف الطريق وقالت : نخلي الأكياس قدام عادي ..
قالت امها وهي مطيره عيونها : ياقليلة الحيا هذا زوجك مب سواق ..
اغمضت عينيها ب عصبيه وهي تعد الثواني كي تتمكن من الهدوء يبدو انه من الصعب ومن المستحيل ان تنسى انه زوجها واهلها موجودين ليذكروها !
احست انها تطفو في الهواء لثواني لتفتح عيناها ببطئ كي ترى نفسها في احضان ذلك الذي يسمونه زوجها .. محتضنها ورافعها عن الأرض وهو يتنفس بصعوبه .. وضع يده على اقرب سياره وهو يحاول التوازن وامها واختها يصرخون برعب وخوف على الذي حدث للتو .. احست بعضلات يديه تحيطها لتحميها من الخطر الذي احاطها .. طلت من خلف كتفه لترى سيارتان متصادمتان بشكل عكسي تماماً حيث كانت واقفه .. لولا الله ثم وليد كان الآن اصبحت منصهره بين تلك السيارتين .. تركها ليسألها على مضض " انتي بخير " .. تغلغل صوته الجوهري الى مسامعها ليوقضها من صدمتها .. تركها عندما تأكد من سلامتها ليعود الى صاحب ذلك السياره التي اتت مسرعه ويخرجه من سيارته وكان اول شي قد فعله سدد له لكمه اردته صريعاً على الأرض وقال وهو ينفض يده : عشان تكون عبره لك ماعاد تسرع .. عاد الى سنو وايت ليراها محاطه من قبل امها واختها وبعض النساء الذين يتأكدن من سلامتها بأعجوبه .. التقط شماغه من على الأرض بعد ان ظلت طريقها من رأسه لتستقر على الأرض ليضعها على كتفه وطاقيته مازالت على رأسه .. اقترب منهم لكن مازال بينهم مسافه وقال : خالتي لا يكون تحتاج مستشفى ..
قالت امها مذعوره تكاد الحروف تخرج من فمها : ياوليدي ماترد علي مدري وش فيها ..
قال بقهر من نظرات العالم لأميرته : جيبيها للسياره بنوديها للمستشفى نتأكد ..
امرت امها " ندى " بمساعدتها في قيادتها للسياره ليضعنها في المقعد الأمامي بقلق .. اما هو فقد حمل الاكياس من بعدهن ووضعها في السياره لينضم اليهم بجانب السنو وايت يتجهون للمشفى ..
فتحت والدتها علبة ماء لتمدها عليها وماكان منها الا ان تلتقطها بيديها المرتجفتين وترتشف منها .. ابعدتها عن شفاتها الورديه بعد ان هدأت نسبياً وقالت : يمه ابوي لا يدري باللي صار مابيه يشيل هم ..
قالت الأم على مضض : ان شاءالله بس قوليلي يمه تحسين بشي يوجعك شي ..
حركت مقلتيها للقابع بجانبها لترى ملامحه القاسيه عاقد حاجبيه بغضب .. انزلت عيناها ليده التي سدد بها اللكمه لترى الدماء تتصبب منها .. كانت ستمد يدها لها برعب لكن تمالك نفسها في اللحظه الأخيره وقالت : لا يمه مافيني شي .. نقدر نروح البيت ..
التفت لها ليتفحصها مره اخيره وقال : انتي متأكده ؟
هزت رأسها بهدوء ولفت نظرها الى زجاجة السياره لتلهي نفسها عن وجهه الفاتن ..
توقف امام منزلهم لينزلن امها واختها اما هي بقيت .. تسأل نفسها لماذا ! هل فعلاً يهمني امره .. صارعت الجانب الطيب في عقلها لكنها فشلت .. امسكت بالمناديل تحت استغرابه وبللتها بقليل من الماء : هات يدك ..
تأمل عيناها من خلف النقاب وفهم ماتريد فعله .. فمد يده ناحية يدها التي تطفو في الهواء .. اما هي اجتذبتها بعنف حامقه من تصرفه وقالت : انت من يومك راعي مشاكل .. مسحت عليها بلطف بعكس سحبتها له .. ابتسم على تعليقها فتذكر كم خاض من صراع مع اطفال الحي كباراً وصغاراً بعكسها هي الهادئه منذ صغرها .. نظفت يده واخرجت لصق للجروح من حقيبتها لينفجر ضاحكاً .. اما هي نظرت له بأستغراب لتخطفها ابتسامته منها وقالت : خير فيه شي يضحك ؟
توقف عن الضحك ليبقى مبتسم وقال : وانتي من يومك تسعفيني ..
ارتبكت من خلف النقاب لتداهمها ذكراهم وهم صغار ..
وجدته يجلس على باب بيتهم والغبار يغطي ملابسه واضعاً يديه على ركبتيه وملامحه مرتسمه بالغضب .. اقتربت منه مناديه بأسمه اما هو ف التفت لها وقال بطفوليه : كم مره اقولك لا تطلعين بالشارع الحريم م يطلعون بدون غطى ..
شهقت ببراءه وهي ترى حاجبه الأيمن ينزف بالدماء واخرجت منديل معقم من جيبها لتمسح على جبينه وهي تقول بحزن : ولييييد من سوى فيك كذا ؟
دفع يدها بعيداً وقال : مالك دخل ..

رفعت عيناها المدعوجه بالسواد لحاجبه الأيمن لترى ذلك الفراغ الذي خلفته تلك الأصابه .. وعادت لتتفحص وجهه الفاتن اما هو رجف قلبه بشده من نظراتها التي تكاد تقتله وقال : تأخر الوقت ..
استيقضت من كلمته التي انبهتها انه لا يريدها بعد الآن زفرت بغضب وانكسار لتهم بفتح الباب لكن سبقها والدها وعلامات القلق تبدو على ملامحه : مهره فيك شي صار لك شي ؟
صرت على اسنانها بقوه وقالت في نفسها " وربي لاذبحك ياندى" : لا يبه مافيني شي انا بخير .. تطمن لا تشيل هم ..
نزلت وهي تقبل يديه ورأسه وترافقه للداخل ..
..: قالت لي ندى الي صار ..
قالت في نفسها " ادري انها قالت لك ماتعرف تمسك لسانها " : الله يخليك لي ليش تشغل بالك الحين شوفني قدامك مابي الا العافيه .. التفت بسرعه للخلف ليرى وليد قادم ناحيتهم حامل شماغه على كتفه وتقدم منه ليمسك بيده ويقبلها : لا تقول شي يالغالي الحمدلله على سلامتها ..
قال بأمتنان لأبن اخته الشهم : الله يرضى عليك ياوليدي ويخليك لأمك ..
..: امين انا استأذن الوقت تأخر .. تصبح على خير .. وخرج بعد ان قبل رأسه ..
تأملت ظهره المستقيم يبتعد عن منزلهم وزفرت بضيق .. هي لا تريد ان تدين له بشيء تخشى انها لن تستطيع رده !
انتبه والدها لوقفتها خارج البيت : يبه لا يكون تكذبين علي .. اوديك المستشفى ..
التفتت بسرعه له وقالت : والله مافيني شي اذا يرضيك الله ..
تطمن عليها بعد ان حلفت وهو على يقين انها لا تحلف كذباً : الله يحفظك يابوك ..
ابتسمت لتهم بالدخول للمنزل واول شيء يخطر في بالها تلقين تلك الثرثاره درساً .. فصخت عبايتها ونقابها لتضعهم بعنايه على الكنب وتتجه لأختها التي التصقت بوالدتها وهي على يقين انها ستتصفق الليله ..
صرخت الأخرى بقهر : انتي متى بتتعلمين تمسكين لسانك هااااه ..
وضعت اصبيعها في اذنيها وقالت : والله اخر مره مهره لا تعصبين تكفين ..
دارت على الكنب لتصبح ناحيتها وهي تقرص كتفها بقهر : وربي م اسامحك بغيتي تجلطين ابوي .. لو تشوفين شكله وهو خايف .. انتي طفله انتي ؟ ماعاد تحسبين حساب لكلامك .. سكتت للحظه بعد ان رأت دموع اختها تسقط في هذه اللحظه عرفت انها مغلوبه على امرها ولسانها مفلوت دائماً .. جلست بجانبها وهي تمسح على مكان قرصتها وقالت : انا اسفه تماديت .. بس تدرين انتي ماحب شي يضايق ابوي ..
قالت الاخرى بعبره : يعني انا الي احب اضايقه ..
ابتسمت وقبلت جبينها وهي تقول : لا حبيبتي مو قصدي وادري انتي بعد مو قصدك .. المره الجايه اذا شفتي لسانك بدا ينفلت اطلعي من المكان ..
ابتسمت الاخرى من بين دموعها وهي تحضن اختها .. رائعه تلك الأخت التي تجدينها سند بجانبك اينما ارتحلتي .. رائعه تلك الأخت التي عندما تجرحك من غير شعور تعود لتداوي ذلك الجرح ..
دخلت المشاكسه " ريم " ممسكه ببطنها وتأن : ماما بطني يعورني ..
اقتربت منها امها بقلق وقالت : وش فيك يامصيبتي ..
خرجت الخادمه من المطبخ وقالت بحمق : هادا ريم طول ليل ياكل حلا وشيبس .. قبل انتي لا يجي كُلو صاله حوسه انا قول ريم مافي كويس هيا مافي اسمع ..
رمقوها جميعاً بنظره حارقه لتنكمش على نفسها بخوف وتقول : اسفه ..
دفعتها امها بملامه وهي تقول : قدامي قدامي على المستشفى واتفلي في وجهي مره ثانيه اذا خليتك لحالك ..


..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-16, 08:18 AM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


..


استرخت على الأريكه بجانب جدتها بعد شاور منعش اعاد لها حيويتها بعد ان سلبتها منها التمارين ..
قالت جدتها وهي تضع نظاراتها على عينيها المجعده : لا يكون تعبتي يمه ..
قالت الفاتنه بعد ان انهكها التعب وذهب يومها فالتمارين : ايييه مره .. انسدحت على فخذي جدتها وحمرة خديها مازالت تتشكل عليهما .. مسحت الجده على رأسها وهي مازالت غير مصدقه ان حفيدتها في احضانها الآن : يمه مب احسن لو تنامين في الغرفه .. لم تسمع رد فقد غطت في نوم عميق !


وضع الأوراق من يده وهو يفرك رأسه .. الساعه تجاوزت التاسعه وهو لم يمسك بخيط من القضيه بعد .. قرر ان يعود لبيت ذلك المسن لعل وعسى ان يجد مستجدات ارتدى معطفه الأسود وانطلق الى بيت المسن .. وماهي الا دقائق حتى قرع الباب .. انتظر قرابة العشر دقائق فلم يسمع رد .. كل ماسمعه هو قرقعه بداخل البيت فما كان منه الا ان يطرق مجدداً ظناً منه انهم لم ينتبهوا .. مرت ثواني عديده ف وصله صوت ذلك المسن : من بالباب ..
قال بصوت جوهري ثابت : انا المحقق سعد ياعم .. افتح الباب انت في امان
فتح الباب بعد ان تأكد من هوية الطارق وقال : ياهلا حياك ياوليدي ..
دخل البيت المتواضع وجلس حيث اشر له المسن وقال : ياهلا .. عسى مافيه خلاف ياوليدي ..
ابتسم بلطف وقلبه ينذره ان شيء ما غير صحيح : مافيه خلاف ياعم .. بس انا طلبت تفتيش هالحي بيت بيت تحسباً بس .. راح تكون اجراءات سريعه لا تشيل هم .. انتبه لوجه المسن الذي تغير 180 درجه وقال : تفتيش وشوله ..
ابتسم لأنه التقط الخيط اخيراً : اجراءات بسيطه للتأكد ياعم ..
رأى المسن يبتسم ابتسامه مريبه واخذ يلتف للمشب الذي بجانبه فتحرك بسرعه فقد قرأ تحركاته ليشهر سلاحه بسرعه ويضعه على خاصرته ومن غير مقدمات : انت وولدك موقوفين بتهمة قتل عبدالرحيم ..
تضايق المسن من مسكته الخشنه وقال : من يوم شفت وجهك وانا ماني متطمن .. صدقني بتندم ..
ضحك مستهزئ وهو يرى ابن المسن يقودونه بعد ان قيدوه .. ودفع المسن لأحدى الرجال الواقفين ليقوده هو الآخر خلف ابنه ..
اقترب مساعده بدهشه وقال : كيف خطر ببالك وشكيت فيه ..
ابتسم وقال : تذكر بصمة الجزمات الغريبه الي شفناها .. تأكدت من ماركتها وطلعت نفس الجزمات الي لابسها ولده وقت الجريمه .. اتصلت عليكم لأني كنت شاك اذا كنت صادق او لا لكن بعد م اعترف الشايب بنفسه وضح كل شي .. فتشوا البيت شبر شبر ابي الأداه الي قتل فيها البريء تطلع .. خرج من البيت ليتفاجئ بصراخ احدى النساء ينبعث من داخل البيت .. ليخرج احد الرجال ممسكاً بها وهي تنوح قال له على مضض بعد ان قرأ ملامحه المتسائله : لقيناها مربوطه في وحده من الغرف ..
اشاح بنظره بعيد وهو يقول : وش تصير لهم؟
قالت بترجي : الله يخليك لا تاخذون ابوي والله مالي غيره هو واخوي .. ابوس يدك
ابتعد خطوتين واسعه بعد ان رأها تقترب منه لتقبل يده وقال بصرامه : ابوك واخوك قتله .. وبياخذون عقابهم اللازم .. خذوها معهم بنحتاج لأقوالها ..
سحبها الرجل ليدخلها للسياره تحت صرخاتها التي اخترقت روحه .. ترك المكان الذي ضاق عليه بعد ان رأى تلك الفتاه ليقاطعه رنة هاتفه : الو ..
اتاه صوتها الحنون وهي تقول : لا يكون اشغلتك ياوليدي ..
قال بسرعه : لا لا فاضي يمه امريني ..
..: يامك تعال لي بالجناح لوجين غطها النوم على رجلي وانا مافيني شده اشيلها ..
عصر الهاتف بيديه وهو يقول " كيف تسمح لنفسها تنام على رجول جدتي وهي تعرف انها تعورها " : جاي .. اغلق الهاتف وقاد بسرعه جنونيه وكل مايفكر فيه هي تنعم بالنوم الهادئ وجدتها تتحامل على قدميها لأجلها .. انفتحت ابواب القصر ليدخل بسرعه جنونيه ويتوقف في نصف الطريق وينزل ليمشي بخطوات واسعه .. دفع الباب لترتعب مرام التي كانت تذاكر على طاولة الصاله وهي تراه يستقل السلالم بسرعه .. وضعت القلم من يدها لتلحق به على عجل فقد ارعبتها ملامحه .. توقف امام جناح جدته ليدخل بسرعه من غير ان يطرق وهو يرى جدته جالسه وفي حضنها رأس تلك الفاتنه وشعرها ينسدل على قدمي الجده .. لم يرى وجهها لأنها اعطت الباب ظهرها .. ترك المقبض وتقدم بهدوء عندما اخبرته الجده ذلك .. توقفت مرام امام باب الجناح خوفاً من ان جدتها اصابها شيء فتفاجئت بسعد يحمل لوجين بين يديه بهدوء .. استقر رأسها على كتفه ومن دون سابق انذار احاطت برقبته حاضنه اياها ..
قالت الجده وهي تقف على قدميها : الله يرضى عليك ياوليدي ..
توتر من تنفسها الهادئ والقريب من مسامعه ليمشي للغرفه المرفقه للجناح .. وينزلها بهدوء على السرير بعد ان تأكد من استقرار جسدها انتبه على قبضتها المحكمه على معطفه الأسود .. امسك ب اصابعها التي تعلقت به محاولاً ابعادها لكنه احس برجفه بين طياتها !
تأمل جسدها تحت الأضاءه الخافته ف وجده يرتجف تأكد ان البرد تسلل الى جسدها من دون ان تعلم .. انزل معطفه ليعدلها على السرير وهي جالسه ظلت تهمهم لدقائق لكن ما ان البسها المعطف الدافي الذي ضم حرارة جسده توقفت همساتها واستقر جسدها بعد نوبة التجمد .. انزل رأسها على الوساده بهدوء لتنسدل خصلاته اللامعه .. تأمله لدقائق شعرها الذي لطالما اغرقه بعبيره العطر وجعل شمس حياته تشرق تماماً ك الوانه .. مد يده الى خصلاته الطويله ليقربها من شفتيه ويطبع قبله عليه .. توقف بعد ان انزل خصلاته من يده الخشنه ليلتف بالخروج لكن تفاجئ بالجده واخته امام الباب وكلاهما ترتديان نظرات مختلفه .. رأى في مرام تلك النظره الحالمه التي طالما رأها عليها بعد رؤية احد افلامها الرومانسيه .. اما الجده ف نظرتها الحنونه لم تتغير بل زادت اكثر .. احس ان وضعه محرج للغايه خصوصاً انهم رأو كل شي حتى قبلته لخصلاتها .. تجاوزهم بسرعه وهو يقول " تصبحون على خير " ..
التفتت مرام الى لوجين وهي تقول : يااااه اخوي طلع رومانسي ..
لكزتها الجده وهي تقول : اقول اطلعي برا وخليني ارقد
استيقضت من احلامها وهي تعكف شفتيها بحزن وتخرج : هادمييين الفرحه ..
خرجت بسرعه قبل ان تباغتها جدتها بالأشياء الطائره ..

..

توقفت وهي تضع يديها على ركبتيها العاريتين بعد جوله حول الملعب استمرت 15 دقيقه اخذت تستجمع انفاسها وهي تقول في نفسها " الله ياخذك يالأبله " .. صفرت المدربه ذات الجسد الممشوق وهي ترى الشقراء تتوقف عن باقي مجموعتها : جاكلين ماذا هناك .. هيا هيا استمري ..
قالت وهي تتأفف : لكن ياكوتش لقد مرت ربع ساعه ونحن نهرول .. ارجوكِ فقط دقيقتان راحه ..
امسكت المدربه بدفترها الذي بيدها واخذت تكتب : حسناً يابنات خذو دقيقتان راحه .. اجتمعوا على كراسي الأنتظار وجلسوا بتعب وقالت احداهن : ياللهي انها تعذبنا حرفياً !
قالت جاكلين بعصبيه : ذلك المغرور هو السبب لقد فتح علينا ابواب لم تغلق !

..


دخلت الى مكتب العميد لتتفاجئ بذلك المغرور يخرج مبتسماً وقال : اوه صباح الخير انسه دلوعه ..
انقبض قلبها من كلمته وتجاهلته لتدخل بعده لتلقي التحيه بإحترام .. لتتفاجئ بالكوتش اشلي تجلس امام العميد * الذي هو والدها *
قال بعد ان قلب الأوراق امامه وبرسميه : تفضلي جاكلين ..
تقدمت لتجلس بعد ان اذن لها بجانب المدربه لتقول بقلق : هل هناك شيء ابي .. تنحنحت بعد ان رمقها بنظره لتردف .. اعني سيدي العميد
وضع الاوراق من يده وانزل نظارته الطبيه : جاكلين نحن نعلم انك شابه مجتهده وذكيه لكن شخصياً سأطلب منكِ خدمه ليس بصفتي والدك لكن بصفتي عميدك ولك الحريه في الرفض ..
سحبت الهواء الى رئتيها خوفاً من ان يغمى عليها من الخوف وقالت : تفضل سيدي ..
ابتسم وقال : يوجد نقص في فريق الآنسه اشلي ونتمنى ان تقبلي بالأنضمام لهم .. لا تقلقي ستزيد من درجاتك كلما اظهرتي ابداع في الفريق ..
ابتسمت ابتسامه مرتاحه وقالت : يبدو ممتعاً ..
قالت الكوتش بوجه خالي من التعابير : بالتأكيد سنستمتع ..
اختفت ابتسامتها من هيئتها المرعبه وتعابير وجهها الجامده .. خرجت بعد ان اذن لها والدها بالخروج وهي تتسند على الباب لتزفر براحه ..
..: دلوعة بابا بغت تبكي ؟
التفتت للصوت الذي غير مزاجها للعصبيه وتعدته لتقول : ابعد عن وجهي ..
سحب يدها بعنف لترتد للخلف مستنكره خشونته : ابعد يدك القذره
قال بصوت مستمتع : باربي ماتحب احد يلمسها
نفضت يده بعنف وتعدته .. تكرهه وتكره نفسها هي السبب الذي جعلها في هذا الموقف واذلالها بهذا الشكل لكن لا بأس سأجد لهذه المشكله حل !


صفرت المدربه لتصرخ بعنف : هيا يا عديمات الفائده الى الميدان سنحضر لتمرين الكارديو .. وقالت ب استمتاع .. ارجو ان تكونو اخذتم كفايتكم من الراحه
قالت جاكلين للتي بجانبها : هذه المرأه شريره يبدو اننا لن نخرج الا على عربات المشفى .. دفعتها بمعنى اصمتي انها قادمه .. فتعدلت جاكلين بوقفتها لتتلقى اوامر تلك الشريره ..
توقعت ان تسمعها كلام يسم البدن وفعلاً هذا ماحدث : ماذا هناك يامدلله الم تتحملي التمارين ..
كشرت جاكلين بوجهها وقالت : الا ترين انك تقسين علينا يا كوتش ..
..: اوه الآن تريدين ان تخبريني ماذا افعل ..
قالت الشقراء بتأفف : انا فقط ..
قاطعتها الشريره بصراخ : انتي لن تتدربي معنا .. هيا الى الملعب ل 15 دقيقه اخرى
فتحت عينيها البحريه بصدمه : ماذا ..
اشرت المدربه الى الفتيات الذين اطعنها بسرعه قبل ان يتعاقبن بمثل عقاب الشقراء ..
ضربت بقدمها على الأرض بعصبيه وهي منهكه تماماً وخداها قد تحولا الى اللون الأحمر .. وضعت مطارة المياه في يدها وبدأت بالركض حول الملعب وهي تنظر الى ساعتها كل دقيقه على امل ان تمر الدقائق بسرعه وتنتهي من هذا العذاب ..

اقتحموا الملعب شباب كرة القدم الضخماء تحت انظار الفتيات الهائمات لكن تعرضت لهم الكوتش التي لا تقل حجماً عنهم وقالت : عفواً هذا اليوم محجوز لنا .. مالذي تفعلونه هنا ..
تقدم مدرب الشباب ممسك بورقه : تفضلي هذا اذن من العميد ان نستغل نصف الملعب للتمرين والنصف الآخر لكم يا " فتيات " قالها بقصد التهكم .. اما المدربه اغتاضت منه لتأمر الفتيات باللحاق بها .. ذهبوا الى الجهه الأخرى من الملعب بينما الشقراء مازالت تأخذه طول وعرض وهذا الشي قد لفت انتباه الشباب والهاهم عن التمرين ..
لكز احد الشباب رفيقه وقال : اليست تلك التي رأيناها من الحانه ..
التفت من غير شعور ليرى طيفها يمرهم مسرعاً بالكاد لحقت به عينيه : وش تسوي هنا .. انزل حقيبته من يده وانزل معطفه الخاص بالفريق ليلحق بها مسرعاً متجاهل صراخ المدرب ..
توقفت بفزع عندما احست بيد تمسك برسغها .. التفت وهي تكتم انفاسها لتراه تحت اشعة الشمس التي اعطت بشرته السمراء رونق خاص .. نفضت يده وهي تقول : شتبي ..
..: ممكن اعرف وش تسوين اول مره اشوفك بميدان التمرين ..
كتفت يديها وهي تلتقط انفاسها وخصلات شعرها تطير مع نفثها للهواء وقالت : اسأل نفسك هالسؤال .. مدري كيف لفيت رأس بابا وخليته يدبسني بهالشريره
عقد حاجبيه ب استنكار وقال : وش قصدك ..
انزلت يديها وهي تقبض عليهما وتقول : لا تسوي بريء انت السبب .. طلب مني انضم لفريق الجمباز هالسنه ولولا احتياجي للدرجات م وافقت ..
تأملها من فوق لتحت وقال بضحكه : انتي فالجمباز .. وش تعرفين عنه ؟
اشاحت برأسها بعيداً وتحرك شعرها البوني تيل معها : ماعرف كثير بس بتعلم ..
اقترب منها اكثر وهو يقول : بالنسبه لأبوك .. ترا كنت عنده عشان اسلم اوراقي الطبيه ولا انتي ماتهميني مره عشان ادبسك مع وحده زي ذي .. واشر على اشلي التي اتت ناحيتهم ..
قالت جاكلين بهمس وهي تميل رأسها عليه : روح بسرعه ..
رفع حاجبه بإستغراب وهو يراها تمشي بثبات وعضلات يديها تبرز مع كل خطوه ..
اقبلت عليهم وهي تصفق : حسناً حسناً ماذا لدينا هنا .. مسحت طلال من فوق الى اسفل وهي تراه مكتف يداه وينظر لها نظره استخفاف ..
..: يبدو ان طيور الحب اجتمعوا .. شهقت جاكلين وهي تنظر لطلال الذي لم يزيح عينيه عن تلك الشريره ..
قال طلال بتهذيب مختلط بخباثه : مرحباً تسرني رؤيتك .. انا
قاطعته المدربه وهي تقول : لا تهمني هويتك مادمت لست خطراً علينا .. يمكنك ان تمضي الآن ..
بقي واقف وابتسامته لم تنزل عن شفاته وهو يلتفت على جاكلين : حسناً عزيزتي اراكِ لاحقاً .. اقترب منها وكأنه يطبع قبله على خدها واردف .. فعلاً شريره الله يعينك ..
دفعته بعيداً بغيض وهي تحول نظراتها للمدربه التي قالت بحزم : تبقى لك 10 دقائق هيا الى العمل ..
نظرت الى طلال الذي ابتعد وعاد الى تمارينه وقالت في نفسها " يبدو ان النحس سيلازمني مادمت ارى وجهه ! "
اكملت هرولتها حول الملعب متجاهله نظرات فريق طلال وبالأخص نظراته .. احست بالدوار فتوقفت لتوازن نفسها .. الشمس بدت حارقه وتسقط اشعتها بغزاره على رأسها الصغير تجاهلت الشعور لتضغط على نفسها وتكمل ما بدأ لكن جسدها الصغير خذلها ف هوت من طولها على ارضية الملعب تحت انظار الكل واولهم " طلال " الذي هرع بسرعه الى حيث ملقيه على العشب المشتعل .. رفع رأسها عن العشب واخذ يضرب خذها بخفه وهو يكرر اسمها .. سمعت اسمها مراراً يتغلغل الى اذنيها بشكل مشوش لكن لم تستطع فتح عينيها الثقيلتين ..
حملها بسرعه متوجه الى عيادة الفريق غير مبالي باصواتهم خلفه .. اقتحم العياده من غير سابق انذار والذي جعل الطبيبه تجزع من شكل جاكلين المحمر .. انزلها على السرير حيث اشرت وهي تسأله على مضض : مالذي حدث !
قال : لا اعلم ربما ضربة شمس ..
هزت رأسها تتفقد من النبض والضغط وغيرها .. رأت دائره حمراء اغمق من بقية جسدها لتتأكد انها حروق من الشمس ف بدأت ب احضار مراهم الوقايه لتضعها على جسدها ..

خرج من العياده بعد ان وضعها هناك وهو متطمئن انها في ايدي امينه .. فذهب بسرعه الى مكتب العميد متجاهل زملاءه الذين يصرخون مستفزعين به فهم يخسرون في التمارين .. اسرع بخطواته وهو يرص على اسنانه بغضب واقتحم مكتب العميد بعنف ليتفاجئ ب احدى الدكاترة يجلس امامه وهم كذلك تفاجئوا بالذي اقتحم المكان بعدم تهذيب خصوصاً انه مكتب العميد .. اعتذر طلال وتقدم ناحية والد الشقراء وهو يقول بالعربيه : ممكن ثواني من وقتك ..
اشر للدكتور فخرج فوراً وجلس مكانه طلال وهو يقول : انت ماتدري وش دخلت جاكلين فيه .. بنتك ماتعرف اي شي عن الصف الي هي سجلت فيه ولا تعرف مدربتها زين ..
وضع يديه على مكتبه وقال : طلال احنا مو برا الجامعه عشان تكلمني كأني صديق ابوك ..
غضب لعدم اهتمامه بأبنته وقال : بكلمك بالطريقه الي انا تعجبني .. مايهمني منصبك مايهمني اي منصب دامني على طبيعتي واسمح لي اقولك دخلت بنتك بمشكله كبيره خصوصاً ان مدربتها صارمه لو سمحت اسحب اسمها من الفريق ..
انزل يديه على الطاوله وهو يشبكهما وقال : انا اسف جيت متأخر

صرخ في وجهه وقال : اذا مره ماتهمك عالأقل لا تذنب فيها هي الحين في العياده واسمح لي اقول انت السبب باللي صار لها .. نظر الى والدها الذي قفز من مكتبه واردف .. استأذنك ياسيادة العميد عندي تمرين لازم انهيه " قالها بطريقه تهكميه" وخرج وخرج والدها خلفه لكن بخطوات اوسع ليتعداه ويخرج من الجامعه ناحية العيادات .. اقتحم المكان لتفزع الطبيبه مره اخرى لكن ليس خوفاً من صوت الباب الذي ارتد بل خوفاً من الشخصيه التي دفعت ذلك الباب .. اقترب من السرير وهو يراها مستلقيه عليه وسأل الطبيبه على الفور : هل هو شيء خطير يا انسه ..
ابتسمت وهي تقول : لا سيدي لا يوجد شيء خطير ..
جلس بجانب جسد ابنته المستلقي على السرير وامسك بيدها الملفوفه ليقبلها ..


استيقض في فجر اليوم التالي على اتصال القسم ليرتدي ملابسه على عجل ويقابل والده عند باب القصر بعد ان انتهى من صلاة الفجر ليسأله على مضض : على وين ؟
..: للقسم يقولون البنت تكلمت لازم اشوف وش المشكله الي خلت شايب مثله يقدم على هالفعله ..
نظر الى عيني ابنه التي تشع تحت ضوء الفجر الخافت .. تلك العينين التي تنتظر ان تنقض على فريستها .. هز رأسه واكمل طريقه الى داخل البيت ليكمل طريقه الى كراج السيارات وينطلق بسيارته الى القسم ..

اعتدلوا من في القسم بعد ان لمحوه يدخل بجبروته الدائم .. اقترب مساعده والذي يطلقون عليه اسم " عزام " وقال : سيدي البنت تكلمت بمعلومات قيمه .. واشر للغرفه التي امامه .. دخل من دون اي كلمه وكانت برفقة اخاها المكبل اليدين وحارسين على يمينهم وشمالهم .. القى السلام فردت هي فقط اما الأبن كان يرمي سعد بنظرات حارقه .. ابتسم ببرود ليطفئ نظرة ذلك الطائش وقال : كيف حالك يا اخت .. توقف قليلاً ليقرأ الأوراق التي امامه واردف .. سحر ..
بلعت ريقها برعب من نظرة اخاها وهي تلقي النظرات بينه وبين سعد الذي قال : تقدرين تاخذين راحتك يا اختي ماراح يأذيك هو هنا محرم وبس ..
تنهدت من خلف النقاب وبدأت تتكلم ب اريحيه : عبدالرحيم تقدم لي قبل سنه على سنة الله ورسوله .. بس بعد ماعرفوا ابوي واخوي .. وسكتت وهي تنظر إليه بعد ان كتم غيضه ومن دون سابق انذار قفز ليرتد بسبب السلسله التي علي يديه والتي تفصله عن اخته بمسافه ليست بقريبه .. ابتسم سعد وقال : شفتي انتي بأمان تكلمي اختي .. ادري انه ماتكلمتي الا عشان دم هالبريء مايروح ظلم ..
هزت رأسها موافقه وقالت : بعد ماعرفوا ابوي واخوي رفضوه بسبب انه عامل ميكانيكي ماعنده شي يملكه عشان يقدمه لي .. فاضت عينيها بالدموع وقالت .. قبل شهر كنت بالسوق الشعبي ووقف يسألني عن اخباري والله ماكنت ناويه اروح معه مكان .. شافني اخوي وحبسني هو ابوي على اعتقاد اني ممكن اهرب معه .. مسحت دموعها ب قطعة المناديل التي بيدها وقالت : بعد م عرف عبدالرحيم قرر يتقدم لي مره ثانيه بسبب اصراره قرروا يتخلصون منه .. وضعت كفيها على عينيها واخذت تبكي ..
عقد حاجبيه بضيق وقال في نفسه " هل ارواح الناس اصبحت لعبه يتسلى بها باردين الدم والقتله .. هل اصبحت رخيصه بنظره وهي غاليه عند رب العباد .. هل يحسبون انهم سيفلتون من عقاب الدنيا قبل عقاب الآخره ! "
ابتسم سعد مطمئن تلك البريئه التي كانت ضحية ظلم اخيها وابيها وسبب احتجازها خلف قضبان الألم : اخت سحر عندك اقارب تقدرين تروحين لهم ..
هزت رأسها موافقه وقالت : عندي خالتي ..
اشر لمساعده برأسه وهو فهمها على مضض وقال : تفضلي معي اخت سحر .. بوصلك لبيت خالتك ب امان ..
امسكت بساعد سعد قبل ان تخرج وقالت : ادري انهم بيواجهون عقوبة الأعدام وهالشي يوجعني .. بس انا مؤمنه ان الله كريم وان رحمته وسعت كل شي واتمنى يسامحهم على فعلتهم .. انا اوجعني السكوت اكثر من وجعي عليهم مارضيت دم انسان بريء يروح في رقبتي وانا ساكته .. خرجت بعد ان قالت اخر جمله مع مساعده اما هو امر الحراس ب اخذ ذلك الكريه ا زنزانته الى حين المحاكمه .. بعد ان خرجوا حنى رأسه على الطاوله ليشعر بدموعه تنزل على خديه الأسمرين .. هل حركت كلماتها شيء في داخله ؟ شيء كان يفتقرون له البشر في هذا الزمن وهو " العدل " .. خرج من القسم من دون ان يلتفت على احد ليختبئ في مكانه المفضل والذي يبعث له السكون في لحظات ضيقه ! الا وهو مكتبه انزل معطفه وجلس على الكرسي المتحرك وهو يضع ظهره عليه بكل اريحيه ..

انتفضت من لسعة البرد القارس في انحاء الجناح .. لتقف وتبحث عن شيء ترتديه .. تحسست نفسها لتجدها مرتديه معطف اسود جلدي ومن الداخل يمتلئ بالفرو الدافئ .. ضمته عليها بإبتسامه وهي تتحسس دفئه وقالت في نفسها " لابد ان جدتي اعتنت بي وانا نائمه " .. خرجت مرحه لتراها ظناً منها انها استيقضت لكن المفاجئه كانت الساعه لم تتجاوز السابعه فبدأ يقل مرحها تدريجياً .. عطست عطسه خفيفه افزعتها وهي تقول : لالالا ياربي مو وقت الزكام .. هرعت للمطبخ التحضيري الصغير لتبحث عن شاي يبعد عنها اعراض الزكام لكن لسوء الحظ لم تجد .. لفت المعطف جيداً عليها لتهم بالخروج .. استقلت السلالم الكبيره وهي تنظر يمين وشمال بحيره .. اخذت تتمشى بالمكان املاً ان تجد المطبخ خلال رحلة بحثها .. دخلت الى ممرات القصر الذي كان اشبه بمتاهه وقالت " ياربي وش هالمصيبه " .. اكملت طريقها وهي تتفقد الممرات يمين وشمال خوفاً من انها قد مرت بها قبلاً .. تأففت من كثرة الممرات المتشابهه لتخرج هاتفها من جيبها فترددت ان تزعج جدتها !
بلعت ريقها بخجل وضغطت على ذلك الأسم الموجود في اخر القائمه ليرن وبدأ قبلها يرتجف مع كل رنه .. نعم صحيح انها لا تطيقه ! لكن لا تعرف احد سواه في هذا الموقف ..
اتاها صوته بعد بضع رنات مترنح : الو ..
سكتت لفتره وهي تسمع صوت تنفسه بين كل الو يصدرها فباغتها ليقول : لوجين تراني مسجل اسمك يعني ادري انه انتي الي متصله وش فيك ؟
ترددت بالكلام فشجعت نفسها لتقول : امم انا نزلت تحت و .. سكتت لحظه وقالت في نفسها " ماذا اقول !!! هل اقول انني ضائعه في منزلك ! ماهذه السخافه " .. ولا شيء .. معليش على الأزعاج .. اقفلت الخط قبل ان يقول شيء ووضعت الهاتف على صدرها بتوتر .. ماذا سيقول الآن .. بلهاء .. غبيه .. اخذت نفس كبير واكملت مابدأت ..

مازال معلق نظره على الهاتف بصدمه بعد ان اغلقته في وجهه ! ماذا دهاها ! حاول ان يسترجع ماقالته ف تذكر انها قالت " انا نزلت " اغمض عينيه ف عرف فوراً انها تائهه في متاهات قصره .. رمى معطفه عن كتفيه وخرج ليبحث عنها ..

بدأ المكان يظلم اكثر ف اكثر وبدأ قلبها ينقبض لا تعلم لماذا لكن لا تشعر بالأمان سوى في احضان جدتها .. زفرت برعب واخذت تسأل نفسها لماذا خرجت من جناحها .. وضعت قبعة المعطف على رأسها لأحساسها بالبرد وعادت ادراجها من حيث اتت ف من المستحيل ان تمر من تلك الظلمه الحالكه .. وخلال عودتها ارعبها ظل مر بسرعه كسرعه البرق لتلتصق بالجدار برعب .. امسكت بهاتفها مجدداً بيدين مرتجفه وتحاول التركيز على الارقام والأسماء وفي لحظة رفعت عينيها لتصطدم بعيني بنيه : بووووووو ..
صرخت ب اعلى صوتها لترتد للخلف وتسقط على ظهرها بعنف وينكشف شعرها .. وضع يديه على شفتيه بصدمه فهي لم تكن مرام وقال بتوتر : انا اسف اسف حسبتك مرام .. نزل الى مستواها ومد يده ليعدل جلستها .. لكن ابتعدت برعب
مد يده مره اخرى وقال : لا تخافين انا سعود ..
تأملت شكله تحت تشويش الدموع فتذكرته كان موجود لحظة وصولها الى القصر .. وضعت يدها في يده ليساعدها على الوقوف ويكرر اعتذاره .. مسحت دموعها بطرف المعطف تحت انظاره وغير الموضوع لتنسى رعبها : هيييي هذا جاكيت سعد من وينلك ..
طيرت عينيها الزمرديتين : نعم .. هذا لسعد ؟
لوا فمه من جهه واحده بخبث : اها فهمت كان مشغول عندك البارح ..
عقدت حاجبيها بضيق فهي لا تتخيلها معه ب اي شكل من الأشكال .. انزلت المعطف وصفعت فيه صدر سعود : خذه وقوله لا عاد يدخل جناحي ..
امسك بالمعطف وقال بمزح معتاد : اوووووه مدام سعد زعلت .. التفتت له بنظرات مشتعله ومشت لتتركه مع معطفه ..
مشت مع الممر وهو يضيق بها .. غير معقول كيف يسمح لنفسه ان يدخل لغرفتي من غير استئذان .. بس اشوفه والله بخليه يندم وخلال تهديدها اصطدمت بجسد حديدي لترتد للخلف وم لبثت حتى عادت اليه بسحبه واحده .. وضعت يديها على صدره مغمضه عينيها وهي على يقين بهوية الشخص من رائحته المميزه لكن لم تتحرك .. لماذا ! هل احست بالأمان بعد نوبة الرعب الذي سببها سعود ..
اقشعر جسدها عندما همس في اذنها : سمعتك تصرخين وش فيك ؟
احكمت قبضتها على قميصه لتخرج مابداخلها بغضب فيه .. كانت ستجيبه لولا التنحنح الذي صدر من خلفهم : اخ سعد خذ مدامك واطلع فوق مايصير تسوون هالحركات على المكشوف .. ابتعدت ملسوعه عن حضن سعد الذي وجه نظرة غضب وملامه الى اخيه .. قذف بالمعطف عليه ممثلاً الخوف وقال : بروح بروح .. وخرج مسرعاً قبل ان يسمع كلام سعد المعتاد .. عاد ليلتفت عليها ويقول : ما جاوبتيني ..
ثبتت عينيها الواسعه بغضب عليه وهي تتقدم خطوتين : انت الي ابيك تجاوبني .. مين سمح لك تدخل غرفتي البارح ..
وضع المعطف على كتفه العريض وقال : وكيف عرفتي اني جيت .. كنتي صاحيه يعني ؟
تبدلت نظره الغضب الى نظرة صدمه .. كيف استطاع ان يقلب الطاوله عليها ؟ : لا صحيت وانا لابسه هالشي .. واشرت على معطفه الذي توسد كتفه ..
تقدم اليها ليقلص المسافه وهو يقول : شفتك بردانه رحمتك .. هذا بدال ماتشكريني يا انسه .. كانت سترد على كلامه لكن باغتتها يديه ليمرر اصابعه على خدها الناعم نزولاً الى ذقنها .. كانت مستسلمه كلياً الى لمساته وضعت كل تهديدها ووعيدها جانباً لتستمتع بلمسته الخشنه على خدها .. كانت ثواني حتى ايقظها : كنتي تبكين ؟
ابعدت نظراتها عنه عاجزه عن الأجابه .. ماذا تقول ! هل تقول اخاك مزح معي .. ستبدو طفوليه في عينيه ..
قرأ مافي عينيها وقال : سعود صح ..
تأففت وقالت بتساؤل دائم "كيف كييييف كل مره تعرف وش السبب بدون حتى ما اتكلم ؟ "
ابتسم ابتسامه هادئه وهو يضع معطفه على اكتافها ويحكمه بعد ان تأمل نفضة جسدها وهو على يقين تماماً بما يجول في داخلها وقال : بتفاهم معه مدري متى بيبطل المقالب .. بس الحين تعالي معي اعرفك على القصر عشان ماتضيعين مره ثانيه
امسكت بالمعطف من بعد ان افلته فهي تحتاج الدفئ والأمان بعد الموقف الذي حدث مشت خلفه وهي تكرر اجابته على سؤالها في عقلها لم تكن الاجابه التي تبحث عنها فعرفت انه لا يريد الأفصاح عن هذا السر .. مشت خلفه بهدوء وهو يريها مداخل القصر والأماكن المختصره توقفوا امام المطبخ وهو يلتف عليها : انتهت مهمتي هنا .. اذا احتجتي شي دقي علي .. مشى بعد ان القى اخر كلماته لتسحب الهواء براحه الى رئتيها وكأن وجوده كان يخنقها .. انزلت عينيها الى معطفه الدافئ والذي يشابه صدره بدفئه .. اغمضت عينيها تتذكر حضنه وشكرت سعود في صدرها الذي اتى وايقظها من هذا الساحر .. دخلت المطبخ وهي تنفض اخر ماتبقى من افكارها تبحث بعينيها عن الشاي .. كان المطبخ واسع جداً يشابه ب بحجمه مطبخ قصرهم في فرنسا .. تأملت اناقته فقد كان عصري للغايه تتدلى اوراق طبيعيه من اسقفه وعلى الارفف ابتسمت وهي تشعر بالأنتعاش .. تعشق الطبيعه فهي قادره ان تغير نفسيتها من سيئه الى هادئه ومرتاحه في ثواني .. لم تنتهي رحلة بحثها بعد بل بدأت بالبحث عن اكياس الشاي .. ارتفعت على اطراف اصابعها لتبحث في الارفف العلويه ففاجئها صوت من الخلف يلقي السلام لتتعدل بوقفها وتوجه كامل جسدها ناحيتها .. زفرت عندما رأت زوجة عمها تبتسم عند باب المطبخ مرتديه روب للنوم راقي يلامس بشرتها النظره : وش تدورين عنه ..
اقتربت منها بخجل وقالت : صباح الخير .. ابغى شاهي خلص من مطبخ جدتي ..
ابتسمت الأم لتتقدم من الادراج اليمنى وتفتح اول درج : تحبين تشربين شاهي الصباح .. اردفت بعد رأتها تهز رأسها .. يعني زيي على كذا بسوي لك معي ..
قالت لوجين بسرعه : لالالا مايحتاج انا بسوي ..
قالت الأن بقليل من الملامه : لوجين انا مو غريبه ..
تأملت تلك المرأه اللطيفه وتسآئلت في نفسها كيف لم تأثر تلك اللطافه في سعد ! كيف لم يأخذ ولو قليلاً منها .. رأتها تأتي ناحيتها ب صينية الشاي نسقتها بشكل جميل ووضعت وسطها ورود : يالله نطلع للحديقه بتعجبك ..
ابتسمت تلقائياً فهي تعشق الطبيعه .. مشت مع ام سعد الى الخارج لتقابلها الحديقه الخلفيه تتوسطها طاوله زجاجيه .. وضعت ام سعد الصينيه على الطاوله وجلست لتجلس معها لوجين في احراج فهذا ثاني لقاء بينهم ولم تقل الكثير .. قالت ام سعد وهي تضع كوب امامها وتسكب من الشاي : احكي لي عن حياتك ..
رسمت على شفتيها وهي تلتقط الشاي بعد ان مدته اليها ام سعد : مافيه شي كثير احكي عنه .. من يوم طلعت على الدنيا وانا ماعرف الا فرنسا .. وتصدقيني لو اقول ماسافرت اي مكان في حياتي هذي اول مره اطلع منها ..
لم تتعجب ام سعد فهي تعرف حياة لوجين وابويها من قبل ان تأتي على الدنيا .. هي وريثة عبدالعزيز الوحيده .. وهي المستهدفه ! : عجبك جو الرياض ولا فرنسا احلى ..
انزلت عينيها على كوبها وهي مازالت تبتسم : كلهم حلوين ..
دخلت مرام تسحب قدميها ببجاما مهمله احدى اكمامها انزلق من كتفها وشعرها اشعث يدل على ليلتها الصعبه : صباح الخير ياقوم ..
ردو اثنينهم : صباح النور ..
فركت عينيها بتعب وجلست بجانب لوجين وهي تقول : وربي بموت من التعب .. سهرت طول الليل ادرس والحين اكلت زق ..
تقدموا الخدم في ثواني يوزعون اطباق الفطور على الطاوله واصناف الخبز المحمص الطازج ..
التفتت حولها ب استغراب وهي تقول " لقد كان المكان خالي من اي احد كيف اتو بهذه السرعه ! "
وقفت من الطاوله بعد ان انهت كوبها لتقاطعها زوجة عمها : على وين ؟
قالت ب احراج من طريقتها في المغادره فقد تعودت على اهلها : امم استأذن بطلع لجدتي اخاف تصحى ماتلقاني ..
اشرت لها تجلس وقالت : خليك معانا شوي امي ماراح تصحى الحين الوقت مره بدري ..
عادت لتجلس بإحراج ليباغتهم اعصار رجولي واخذ يدور على الطاوله بهبال : وينه ويييينه ..
طيرت امه عينيها وهي تقول : وين وشو ؟ انهبلت ..
قال وهو يؤشر على عينيه البنيه : اوسكار انا شايفه بعيوني دخل عندكم .. واخذ يبحث ب عينيه يمين وشمال ..
التفتت لوجين لمرام بتسآئل بمعنى من هو " اوسكار " ؟
قالت الاخرى وهي ترمي قطعة زيتون في فمها : قطوته البليده زيه ..
وضع يديه على الطاوله على مقربه منها وقال : وش قلتي يا عديمة الاستيعاب ؟
دفعت بكتفه بعيداً وهي تمضغ الطعام : انطم لا تسد نفسي على هالصبح ..
مسكت الأم رأسها وهي تقول : بس بس صدعتوا براسي ..
صرخ بهباله ليفزع الجميع ويلحق ب قط يتضح انه كثيف الشعر لكن ماهي الا " شحوم " من كثرة الأكل ..
قالت مرام بتهزيء : سبحان الله الي خلق " بمعنى يتشابهون "
رفس كرسيها لتسقط وهرب مسرعاً الى الخارج لتصرخ هي بعصبيه : هييييين يابليد وربي مردوده ..
اطلقت لوجين ضحكه خفيفه يبدو انهم اصحاب معارك دائماً .. قاطعهم صوته وهو يلقي السلام ويقبل رأس والدته : صباح الخير ..
تعدلت بجلستها حين دخوله وقال وهو يرمي اوراق امام والدته : وشو هذا ؟

..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-16, 07:10 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



..

نظرت إليها والدته ب اقتضاب وهي تقرأها : وشو ذا ؟
تكتف امامهم وهو يقول : مايحتاج تغطين عليه .. الي يسويه غلط قاعد يصرف من فلوس الشركه لمصلحته الشخصيه وانتي تساعدينه يمه !
انزلت رأسها بخيبه وهو يقرأ مافي الاوراق : مقاضي من تيفاني اند كو ب قيمة 25 الف ؟ وياليتها ريال ياليييتها .. يمه ولدك هذا مبذر واكبر مبذر ولو انه يصرفها على نفسه عذرتك وعذرته بس قاعد يصرفها في الخراب ..
قالت والدته بتضايق : خلاص ادري اني غلطت وبتكون اخر مره ..
قاطعها بغضب : اخر مره كانت هذي كلمتك واخر مره تلحق اخر مره .. والله ثم والله اذا انصرف فلس ثاني راح احرمه من مصروفه وخلي اللعب يفيده .. مشى بغضب وكانه اعصار مثلما دخل ..
اما الفاتنه احست بالخجل من الموقف احست ان شكلها غلط بينهم .. وضعت الام يدها على رأسها بصداع بعد ان قالت مرام : ماما انتي رجعتي تساعدينه ؟
نظرت اليها امها بنظره غامضه : انتي ماتنطمين احسن ؟
قامت مرام بتأفف : بسكت بس ترا الي تسوينه غلط ودلعتيه عن اللزوم .. خرجت بعد ان قالت كلمتها الاخيره .. توقفت لوجين بخجل وكانت ستذهب لولا استيقاف زوجة عمها لها : وين بتخليني لحالي انتي بعد ؟
التفتت لها ولمحت ابتسامه دلاله على مزحها : اعذريني ماكان لازم اشهد الموقف الي تو هذي مشاكل عائليه واستأذن ..
استوقفتها مره اخرى وجلستها وهي تقول : لا تسوين نفسك طالعه من العائله .. بقولك السالفه ..
جلست لوجين تستمع الى عمتها وبإختصار اكتشفت ان المقصود بهذا الكلام " سعود " الطائش .. واكتشفت انه يأخذ من اموال الشركه ب اسم امه لكي لا يوبخه احد مثل ما حدث في اخر مره وهذا الشيء الذي ضايق لوجين التي توقعت ان جميع عائلتها يحملون المسؤوليه لكن اتضح ان احدهم قرر ان يعيش حياة الطيش والمراهقه على حساب اشخاص اخرين !
ابتسمت الأم عندما رأتها شارده : لا يكون ضايقتك بالفضفضه ..
نفضت رأسها بسرعه وقالت : لا ابداً انا مستانسه انك كتاب مفتوح معي حتى وانا لسى جديده عليكم ..
وضعت يدها على الطاوله واركت خدها عليها وهي تقول : وانتي احكي لي عن عايلتك اكثر واعتبريني صاحبتك مو زوجة عمك ..
ذبلت عينيها لذكرى عائلتها وتذكرت اخر وداع بينهم لم يكن كما يجب او بالأحرى كان جارحاً لها ومازال هذا الجزح ينزف ! : عندي خال واحد متزوج عنده ولد وبنت وحده اكبر مني وواحد عمره سنه وست شهور .. طبعاً مسلم من اصول اردنيه متأسس ب فرنسا عايلة ماما كلها بفرنسا عشان كذا معهم الجنسيه الفرنسيه حتى اللغه .. بس متعلمين العربيه كويس على قولة خالي لأنها لغة القران لازم نتعلمها .. وجدتي .. توقفت للحظه وهي تتذكر جدتها الحبيبه والتي لم تقضي معها وقتاً كافي بعد ان دخل " سعد " الى حياتها .. اكملت حين رأت زوجة عمها تنظر لها بحنيه : جدتي اطيب قلب واطهر روح .. تمنيت اني ودعتها قبل لا اجي ..
تسائلت الأم بأستغراب : وانتي م ودعتيهم ؟
لامت نفسها على زلتها وفركت يديها بإرتباك : الا ودعتهم بس جدتي ماقدرت لأن... سكتت لثواني فهي لم تجد حجه جيده وقاطعهم صوت من الخلف يقول " لأنها كانت نايمه " .. رفعت عينيها الزمرديه له حيث يقف خلف والدته واضع يديه على كرسيها وهو ينحني ليقبل رأسها واردف بصوت هامس جعلت القشعريره تسري في جسد لوجين حتى وان لم يكن الكلام موجه لها : زعلتي مني ؟
وضعت والدته يديها على الطاوله وهي تحرك خاتمها الألماس : لا مازعلت حبيبي .. ادري انك تبي مصلحته وخايف عليه من نفسه ..
جلست بجانبها حيث كانت مرام وامسك يديها يقبلها : الله يخليك لا تساعدينه على الخراب .. اول واخر طلب اطلبه منك
رصت على يديه التي بين يديها وقالت : اوعدك راح تكون اخر مره ..
رسم ابتسامه عذبه في وجه امه ومحاها حين التفت لها وقال : جدتي ماقامت ..
فزت من نظرته ونبرة صوته التي احتدت فجأه وقالت بإرتباك : لا .. مدري .. بروح اشوفها .. خرجت من الحديقه على عجل وقلبها يرقع كالطبول .. ماهذا المتناقض .. هذا الشخص مرعب حقاً !! مرات يجعلك تظن انه حمل وديع ومرات !! لا يمكن ان افكر حتى بسبب صوت قلبها الذي سد اذنيها .. استقلت السلالم الى الدور التي تقطن فيه جدتها وفتحت الباب بهدوء خوفاً من انها نائمه لكن تفاجئت بها تجلس على الأريكه .. قالت بمرح : بونجوووور ..
ابتسمت في وجهها بلطف وقالت : هلا هلا ببنتي .. ثم نظرت الى غرفتها لتقول .. كنت احسبتس نايمه يامي ..
جلست بجانبها وهي تقبل يديها بقوه : لا جده نزلت تحت شوي .. متى صحيتي ..
..: توني يامتس قلت اصبحنا واصبح الملك لله ..
ابتسمت بعذوبه لتلك الجده الحنونه التي غيرت نظرتها 180 درجه عن هذه الرحله .. نعم لقد كانت تتوقع اسلوباً جاف وكره شديد لا تعلم لماذا !
اقتحم الجناح عليهما كالعاده ليظهر هو من خلفه : صباح الخير ..
اخذت تهلي وترحب فيه من حين دخوله الى ان جلس .. اخذت تسأله اسأله عاديه من هل افطرت هل انت متعب هل تناولت دوائك وهو يجاوبها ب ابتسامه .. استوقفتها لوجين سؤالها عن دوائه ب استغراب ! ف ابحرت في مخيلتها .. هل هو مصاب بمرض ما .. اظن انه مرض انفصام الشخصيه لا محاله .. او مرض نفسي نعم نعم لا يوجد تفسير لتصرفاته الا هذا ! نظروا لها وهي تحرك رأسها ببلاهه وتاره تبتسم بينها وبين نفسها .. انتبهت لنظراتهم واعتلت الحمره وجهها النقي لتقول : اسفه قلتو شي ؟
ريح ظهره على الأريكه وقال : لو انك في وعيك كان سمعتي يا انسه ..
قلبت عينيها بملل على ردوده السباقه وقالت : كنت افكر وش نوع المرض الي تحس فيه ..
انصفق وجهه وقالت الجده : لوجين وش هالكلام ؟
لامت نفسها على تسرعها لكن مازال في صدرها غضب : اسفه جده الأحترام لك بس .. وتوقفت لتدخل الغرفه تحت انظاره ..
قالت الجده متسائله : وش الي غيرها كذا .. لا يكون متضايقه من الجيه ياوليدي ..
قبل رأس جدته وهو يقف : لا تشيلين همها هذي هي من يوم عرفتها لها مية مزاج في الثانيه .. بس نذر علي ان ضايقتك بكلمه بيكون اخر يوم في حياتها .. استأذنك

انزلت جاكيته وهي تصفع فيه السرير بغضب : وش كنتي متوقعه يالوجين متوقعه انه يتغير عشانك .. لا طبعاً مازال سعد المريض والغبي والمعقد .. استغفرالله يخلي الواحد متناقض زيه .. انزلت بجامتها لتأخذ شاور يخفف من حرارة صدرها التي اشعلها !


لندن ..


فتحت عينيها البحريه ب ثقل وهي ترمش لتبعد التشويش من عينيها .. مسحت المكان يعينها بإستغراب وتساؤل قطع عليها الهدوء صوت انثوي " اااه لقد استيقضتي .. حمداً لله على سلامتك عزيزتي " تعدلت ب جلستها وهي تمسح المكان مره واثنتان وثلاث الى ان اجتاحها دوار حاد .. امسكت بها الممرضه وهي تجعلها تستلقي على السرير وتضع كيس الثلج على رأسها : لا بأس عزيزتي ارتاحي ضربة الشمس كانت قويه عليكِ ..
استرجعت ذكراها كل شي من حين بدأت التمارين الى ... ذلك الصوت الذي تغلغل الى مسامعها حين سقوطها .. تعرفه جيداً وتميزه من بين كل الأصوات نعم انه هو !!
انفتح باب العياده ليطل والدها بعد ان وصله خير ب استيقاضها .. اقترب منها وهو يقبل رأسها ويقول : حمدلله على سلامتك حبيبتي .. وش تحسين يعورك ؟
حركت مقلتيها الى والدها وقالت : انا تمام بابا .. بس احس بشوية دوار ..
التفت للممرضه وقال : لا يوجد لديكِ شيئاً يخفف من الدوار ..
اقتربت وهي تمد عليها اقراصاً لتخفيف الدوار ووضعت الكوب في يديها .. اكلتها لترتشف من الماء قليلاً وقالت لتطمئن والدها : احسن ..
اقتحمت والدتها المكان بدراما مبالغ فيها : اووه عزيزتي .. ياقطعة من قلبي من فعل بكِ هذا .. لقد اتيت حين اتصل بي والدك فوراً ..
نظر لها والدها بحمق وهو يقول : لقد اتصلت منذ ساعتين .. يبدو انك فعلاً مهتمه ..
ردت الأخرى بصوت مرتفع : وما شأنك انت لقد اتيت وهذا هو الأهم ..
وضعت يديها على رأسها .. لقد سئمت كل هذا ! سئمت مضاربات والديها امامها دون اي حساب لمشاعرها وسئمت صراخهم كل ليله بسبب اتفه الأشياء .. رمت كيس الثلج عن رأسها وهي تقف على الرغم من الدوار الذي داهمها : استأذن عندي كلاسات لين المغرب .. امي شكراً لأهتمامك .. وخرجت بسرعه دون اي كلمه اخرى .. اختبئت خلف مدرجات الملعب وهي تكتم عبراتها .. حتى في اليوم الذي تحتاجهم للألتحام تراهم امامها يتجادلان على اتفه الأسباب .. وكم من ليله مرضت فيها لتتفاجئ بهم يزيدون عليها مرضها !
اجفلت من الصوت الذي داهم سكونها وهو يقول : ليش تبكين ؟
التفتت لتراه امامها واضع يد على الحديده العلويه ليرتكي عليها ويقابلها .. ما ان رفعت مقلتيها اليه حتى تمنى لو ان الأرض تنشق في هذه اللحظه وتبلعه .. ابعدت وجهها عنه ليغطيه شعرها وهي تمسح خديها بهدوء من غير جواب .. اقترب منها ليمسك بذقنها ويوجهه نحوه : سألتك ..
ابعدت يده بعنف وهي تقول : مالك دخل ..
كتم غيضه من ردة فعلها وحاول ان يبقى هادئاً قدر الأمكان كي لا يزيد عليها : اوكي بروح اسأل ابوك ..
التفتت بسرعه لتسحب يده وتعيده قبل ان يذهب : لا تروح ..
نظر الى يديها التي احكمتها على يده وعاد لينظر لها : جاوبي ..
افلتت يديه في حيره وانفاسها تنذر بنوبه اخرى وقالت بصوت يكاد يخرج : انا بس تعبانه .. كنت ابي اجلس لوحدي شوي بس واضح انه ماودك تروح ..
اتكئ بيده جانبها وهو يقول بنبرة اقرب للهمس : ولا راح اروح لين تقولين الصدق ..
انزلت رأسها بقلة صبر .. هاهو يفعلها مره اخرى ! هذا الأنسان عجيييب لديه القدره في اقتياد فريسته ناحيته من غير اي يتكبد اي تعب ! .. لكن لم تنصاع له .. دفعت صدره بعنف وقالت : عندي كلاس اخ طلال .. مشت لكن يده اعادها الى مكانها : نبرتك ماعجبتني ابد حاولي تحسنين منها ..
عقدت حاجبيها الفاتنين وقالت : ومين انت عشان تأمرني ..
رسم ابتسامه على شفاته المغريه وقال : مايحتاج اعرف عن نفسي تعرفيني كويس .. تشاو
مشى ليدعها تصارع دموعها مره اخرك .. لم يكن ينقصها الا هذا المتعجرف ! مسحت اخر دمعه نزلت لتذهب الى غرفة تبديل الملابس ..
..: عزيزتي هل انتي بخير .. اوه لقد انشغل تفكيري بكِ .. قالتها بعد ان احتضنتها
قالت جاكلين بعد ان ابتعدت عنها : انا بخير انجيلا لا تقلقي .. لماذا لست في الكلاس !
جلست على احدى الكراسي الخشبيه وقالت بحمق : ذلك العجوز طردني مره اخرى بسبب تأخيري .. انا لا اطيقه يبدو انني سأحذف مادته !
ابتسمت جاكلين على عداوتها مع الدكاتره وقالت : انتي تكبرين الامور .. انه لطيف
تكتفت بغضب : ااه نعم لطيف معك فقط لأنك ابنة العميد ..
التفتت لها بصدمه : هذا غير صحيح ! لقد كان لطيفاً حتى قبل ان يترشح ابي ..
اقتنعت الأخرى وقالت : كييييف تفعلين ذلك ..
فتحت خزانتها وقالت : افعل ماذا ؟
..: تجعلينهم لطفاء ..
ابتسمت الأخرى وهي تخرج منشفتها ومعدات الاستحمام : الحياه بسيطه اعطِ لتأخذ .. تعاملي معهم بلطف لكي يعيدوه لك .. ودخلت الى غرفة الاستحمام وانجيلا مازالت تثرثر ..
..: اوه لقد نسيت .. لقد احضرت لك بعض الملابس ..
خرج صوتها من حجر الاستحمام : هذا رائع شكراً لك كنت احتاجها .. خرجت بالمنشفه ملفوفه على جسدها ..
اشرت لها انجيلا على الخزانه لتفتحها وتجد فيها كيس يضم تلك الملابس .. دخلت الى غرف تبديل الملابس لترتديها ..
قالت انجيلا وهي تبرد اظافرها التي تلمع : لن تصدقي ماذا حدث بعد اغمائك .. ذلك الفتى الجميل لم يرضى بما حدث ف احزري ماذا فعل ؟
وضعت رأسها على جدار الغرفه من ذكراه وقالت : ماذا ..
قالت الأخرى بحماس : لقد اجبر العميد على طرد تلك المتسلطه لا اعلم كيف اقنعه لكن اعجبني .. لم تكن تروق لي تلك الشريره لقد استحقت ماحصل لها ..
خرجت جاكلين من غرفة الملابس ب ابهى حله كما اعتادت بعد نصائح انجيلا ..
تكتفت بمزح وقالت : ماهذا لقد اصبحتي اجمل مني ..
احتضنتها الأخرى وقالت : غير صحيح مازلت في المركز الاول بالنسبه لي ..
خرجتا من غرف التبديل على الجرس لتسرع بخطواتها وبجانبها صديقتها وودعتها قبل ان تدخل لمحاضرتها .. اقتحمت الكلاس ليلتفت من فيه جميعاً ..
..: انسه جاكلين هذه اول مره تتأخري فيها ..
انحنت ب ادب وقالت : اعذرني بروفيسور لقد كنت في العياده ..
اشر لها بالجلوس ب امسكت ب احد الكراسي لتجلس عليه
..: وش ذا اللبس ..
افزعها صوته بجانبها لتلتفت عليه : مو شغلك .. وبعدين انت في مكان لاحقني ..
اقترب منها وهو يقول : اعتقد انتي الي جايه لي ..
تذكرت انها هي من دخلت الى الكلاس متأخره لكن هذا لا يبرر انها تلحق به ! : امنيتك اني اجيك ..
رفع حاجبيه ب اعجاب من كلامها الجديد : اوه اشوف طلع لك لسان ..
قاطع محادثتهم البروفيسور : هل يمكن ان تكملوا حديثكم في الخارج ؟
قالت جاكلين بصدمه : لكن !
قاطعها مره اخرى وقال بصرامه : الى الخارج يا انسه هيا ..
وقفت ووقف هو معها ليخرجان معاً وسط سخط جاكلين عليه .. نقرته ب اصبعها على صدره بغضب : كله منك .. فوتت اهم محاضره في السمستر ..
..: لا تلوميني انتي الي كلامك كثير ..
تكتفت بغضب وهي تلف عنه ليصطدم شعرها بخده : اوووف ياربي وش الحل الحين ..
قال وهو مازال تحت تأثير عبير شعرها : انتي بنت العميد يحق لك مالا يحق لغيرك ..
التفتت له بحمق : تحسبني زي اي شخص تافه عنده سلطه يا اخ طلال .. انا حتى لو كان ابوي رئيس دوله ماراح استخدم سلطته بصالحي ..
لا ينكر انه اعجب بكلامها لكن يبقى كلام ! ليس هناك اي دليل .. جلس على كراسي الأنتظار وهو ينتظر لها تدور في الممر بذلك الرداء الفاتن .. ارتدت بنطال من الجينز فيه اكثر من فتحه تمتد من فوق ركبتها الى الأعلى .. مع توب باللون الاحمر الناري وهذا مالفت انتباهه .. اندمج مع بشرتها الصافيه بشكل فاتن .. نفض افكاره لينظر في اتجاه اخر بالطبع هذا ماتريده ! تريد لفت الأنتباه عليها كما فعلت في تلك الحانه .. لكن لن انصاع لها .. رأت الطلاب يخرجون من القاعه واحد تلو الاخر بعد ان انتهت لتتفاداهم وتدخل : مرحباً سيدي البروفيسور .. اردت فقط ان اعتذر عن قلة تهذيبي قبل قليل .. لكن اردت اوراق المحاضره اذا سمحت انها مهمه بالنسبه لي ..
قالت البروفيسور ب ابتسامه على تهذيبها : اعتذر منك يا انسه لكن نفذت .. حتى ان بعض الطلاب لم يحصلو عليها .. رأى ملامحها تذبل لسماعها الخبر لكن قال .. تستطيعين اخذ نسخ من احد الطلاب .. والان استأذن لدي اجتماع مهم ..
نظرت الى ظهره وهو يبتعد بخيبة امل وهي تقول : شلون بلقى طالب اخذ منه نسخه ! .. خرجت بسرعه وهي تبحث عن احد بعينيها البحريه لكن خاب املها ..
..: استطيع مساعدتك ؟
التفتت خلفها لتراه وعادت اليها ابتسامتها : اااه انا سعيده انني وجدتك .. انا في ورطه نفذت جميع النسخ الخاصه ب بالبروفيسور هل لديك واحده يمكنني نسخها ؟
رسم ابتسامه على شفتيه ب اتزان وقال : بالطبع يمكنك ذلك .. لكنني مشغول الآن نلتقي بعد انتهاء الدوام ..
قفزت بمرح مع نفسها وقالت : رائع ..
..: وشو الرائع ؟
اختفت شعلة المرح حين سمعت صوته مجدداً وقالت وهي تبتعد : ولا شي ..
لحق بها وهو يمشي بجانبها : يعني ماراح تقولين ؟
توقفت ليقف معها وقالت : قلت لك ولا شي ..
نظرت لعينيه مطولاً من دون اي حرف .. احست بنفسها تقترب منهما وكأنها منومه مغناطيسياً لكن نفضت رأسها بسرعه لتكتشف انه ماكان الا خيال !
..: ماقصد ذا الموضوع ..
تكتفت وهي تميل رأسها بحركه فاتنه للغايه : ماتتعب انت ؟
..: مارتاح لين اخذ الي ابي ..
ارتعبت من نبرته الغير عاديه والتمست في كلامه تهديد مبطن ! : قابلني بعد الدوام واحكي لك .. قالتها لتتخلص منه فقط لم تعده بشي ! ومشت لتكمل محاضراتها لباقي اليوم ..
فاجئته يدين تحاوط خصره في عناق طويل وهي تقبل كتفه من الخلف : مرحباً حبيبي هل اشتقت لي ؟
تأفف في صدره على هذه الفتاه التي لا تتركه حتى يتنفس : هلا ميس .. تكلمي عربي لو سمحتي افهمك ترا ..
ابتعدت عنه لتقابل وجهه : حتى بالانجليزي تفهمني وين المشكله ..
يتنرفز منها ومن حركاتها واي كلمه تخرج من شفاتها مستفزه بالنسبه له : قلت لك تكلمي عربي ولا تناقشين ..
حضنت يده وهي تضع رأسها على كتفه : اوكي حبيبي بتكلم الي يعجبك بس لا تزعل .. تعال عازمتك على الغداء ..
وضع يديه في جيب جاكيته ب ملل ومشى معها لحيث الكافيتيريا .. جلس وجلست بجانبه بغنج وقالت : كيفك اليوم ؟ كيف كان التمرين ؟
ريح ظهره على الكرسي وهو يتأمل ملامحها .. جميله لكن ليس بقدر جاكلين ناعمه لكن ليس كنعومتها شقراء لكنه ليس الا لون مزيف .. نفض رأسه وهو يكاد يجن لماذا يقارن بينهما الآن : تمام التمرين كان كويس ..
اتبسمت برضى فهي المره الاولى التي يتفاعل معها وقالت قبل ان تقف : وش تحب تاكل ..
وقف قبلها وقال : ارتاحي انا بجيب .. تبي شي معين ؟
شبكت يديها تحت ذقنها ب ابتسامه هائمه : سلطه سيزر ..
مشى من عندها وهو يفتح جاكيته قليلاً كي يتنفس .. مالذي حدث هناك ! لماذا تلك الشقراء تقتحم عقلي هكذا .. احضر لها ماطلبت اما بالنسبه له فقد اكتفى ب عصير فواكه .. وضع طلبها على الطاوله وعاد مكانه لكن هذه المره امامها بدلاً من ان يكون بجانبها .. خاف ان يختنق بقربها وحينها لن يستطيع امساك اعصابه ..
غرزت الشوكه في قطعة خيار والتهمتها وهي تحكي له عن يومها كما اعتادت .. اما هو فكان ينزعج في كل مره تثرثر فيها عن حياتها ..
..: حبيبي شفيك اليوم بس سرحان ؟
مسح على وجهه وهو يقول : ممكن امشي عندي شغل مهم .. لم يكن ينتظر اي اشغال بل كان يتهرب من الجلوس معها ..
اقتحمت الكافيتيريا بصوت ضحكتها الرنانه بجانب صديقتها المحببه " انجيلا " والذي شكرها لأول مره حتى دون ان يعرفها فقط لأنها اضحكت شفاه تلك الفاتنه ! عاد ليجلس مكانه بعد ان كان واقف وكأنه اعاد التفكير في قراره .. اراد ان يبقى ويستمتع ب صوت ضحكاتها اكثر قاطعته " ميس " مره اخرى : حبيبي شكلك تعبان .. انتقلت من امامه لتصبح بجانبه وهي تقبل كتفه بحنيه : تبي نروح للعياده ؟
ابتعد قليلاً وهو يقول : انتي انجنيتي ؟ لا تبوسيني قدام العالم هذا شي خاص بيننا
ابتسمت ب فرح وهي تظن انه اخيراً تقبل علاقتهم : ليش حبيبي خل الناس كلها تعرف اني انا وانت نحب بعض شفيها ..
قال ب حمق في نفسه " تحلمين اني احبك " : خلي بيننا مسافه ولا تكثرين كلام ..
ذبلت ملامحها وهي تبعد قليلاً عنه وهو مازال يتأمل تلك الفاتنه وهذا الشي الذي اشعل نيران الغيره في صدر " ميس " .. امسك بخده وهي تلف وجهه ناحيتها ليصبح قريباً منها : لا تناظر احد غيري مفهوم ..

توقفت انجيلا قليلاً عن المزاح وهي تضيق عينيها : انظري اليس ذلك ابن صديق والدك؟
التفتت بسرعه لأين تأشر وفتحت فمها بصدمه : وش يسوي القذر ؟ لمعت في رأسها فكره .. ورفعت هاتفها لتلقط الصور : طحت ومحد سمى عليك يا استاذ ..
امسكت بيديها انجيلا وقالت : ماذا تفعلين ..
وقفت ناحيتهم وهي تقول : سأخبرك بكل شي ..
مشت ناحية طاولتهم وهي تصفق : ماشاءالله وش اشوف هنا ..
اغمض عينيه بقهر ولوم لميس التي وضعته في هذا الموقف وهو يسمعها تكمل : اذكر واحد كان ينصحني ماسوي هالحركات وش صار الحين .. التفت لها ليراها تقف بشموخ وابتسامة الخبث ترتسم على شفتيها المغريه ..
توقفت ميس بحمق وقالت : وانتي وش دخلك اثنين يحبون بعض وش حاشرك ؟
التفتت لطلال بنظره متهزيه وابتسامه لم تفارق شفاتها : الله يهنيكم حبيبتي .. بس الكلام ماكان موجه لك يوم تقومين وتردين .. ولا وش رايك اخ طلال ..
توقف بسرعة البرق وقال : اظن مالك دخل باللي اسويه ..
تكتفت وهي تقول : وانت بعد مالك دخل بالي كنت اسويه ..
رص على اسنانه وتكلم من بينهما : الي سويته لمصلحتك ..
القت نظره على ميس التي مازالت جالسه وتشهد هذا الحوار الغريب : وانت واضح تعرف مصلحتك وين .. يكون بعلمك اذا شفتك مره ثانيه متدخل فيني بفضحك ..
مالت ابتسامته بسخريه : وريني كيف بتسوينها ..
ابتسمت واعطته ظهرها لتلتقط حقيبتها واشياءها وتخرج من الكافيتيريا برفقة انجيلا المستغربه تماماً ..
جلس بجانب ميس وهو يزفر بغضب وبدأت بسؤاله : حبيبي تعرفها ؟
رص على اسنانه بغضب وقال : مو شغلك خليك بحالك ..
قاطعه صوت رساله على هاتفه المحمول وماهي الا ثواني حتى اصبحت صورته وهو يقبل ميس تضيء على الشاشه .. جن جنونه كلياً وقذف بالجوال ليتحطم مئة قطعه وخرج من الكافيتيريا بجنون ..

ملأت ضحكتها رواق الجماعه بعد ان حكت ل انجيلا قصة ابتزازه لها وهاهي الآن تذوق طعم الأنتصار بعد ان امسكته بالجرم المشهود : لا اعلم ماقد يحدث بعد ان يرى الصوره سيجن لا محاله .. لم تكمل كلمتها حتى سمعت صوته يزأر كأنه اسد .. ارتعبت عندما نطق اسمها بنبره عاليه وكان اول شيء فعلته وضعت هاتفها في حقيبة انجيلا من غير ان تشعر .. وقف امامها كالجبل وعيناه تقذف الحمم البركانيه : طلعي الجوال ..
نظرت لأنجيلا ببراءه وقالت بنبره مستفزه : اي جوال ؟
نفث الهواء الساخن من فمه بقلة صبر : الجوال الي صورتيني فيه طلعيه قبل لا اكسر هالمكان فوق راسك ..
رسمت ابتسامه جانبيه وقالت : هات جوالك واعطيك جوالي كذا نكون تعادلنا ..
دفعها على الجدار خلفها تحت صرخة انجيلا وهو يضغط على ذقنها بغضب : بتطلعينه ولا ادفنك هنا بمكانك ..
وقالت بعناد استنفذ اعصابه : ادفني ..
ومن غير سابق انذار مرر يديه على جسدها كي يفتشه .. ارتجفت من لمست يده الخشنه ودفعت بها بعيداً : الزم حدك ياحيوان ..
صرخت انجيلا بالأمنيين تستنجد اما هو فلم يحرك فيه شعره وضل على وضعه : صدقيني بتندمين على الساعه الي فكرتي فيها هالفكره ..
افلتها وهي تمسك خديها : انت الي بتندم ياحقير ..
وصلوا جهاز الأمن للثلاثه وهم يتسائلون مالذي حدث .. كانت ستجيب انجيلا لولا رد جاكلين السريع : لا شي انذار خاطئ ..
التفتت انجيلا لصديقتها بصدمه وقالت بعد ان تحركوا الأمن : ماذا تفعلين .. لقد تهجم عليكِ ..
احست بطعم الدم في فمها بسبب قبضته وقالت : انا لا اريده ان يفصل بل اريده هنا في كل ثانيه لكي يشهد على انتقامي .. وابتسمت ابتسامه خبيثه ..
..: انتي تخيفينني يافتاه ..






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-16, 04:50 PM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




..
خرجت من الشاور وهي تزفر براحه ومرح شعرت بالأنتعاش بعد موجة الغضب التي اشعلها ذلك المعقد .. ارتدت بلوفر واسع فالبرد بدأ بالتمادي في هذه الأيام وارتدت معه جينز .. رفعت اكمام البلوفر لتستعد لتجفيف شعرها لكن الطرق على الباب استوقفها .. مشت بسرعه لتفتحه وتتفاجئ بجدتها تنظر لها بجمود ..
ابتسمت وقالت لها : تفضلي جده ليش واقفه ..
دخلت من غير رد على غير عادتها وجلست على السرير وهي تتأمل جاكيت سعد الذي رمته ب اهمال .. التفتت لها واشرت بجانبها .. مشت وجلست بجانبها ب استغراب وقالت : فيه شي مضايقك ؟
قالت الجده من غير سابق انذار : ايه ..
امسكت بيدها وقبلتها وهي تقول : وش مضايقك قوليلي ؟
قالت الجده وهي تخفي حنانها خلف جدار الصرامه : ماعجبني ردك على سعد ابد ..
اختفت ابتسامتها وقالت : هذا الي مزعلك ؟ ترا كان يستاهله على فكره
التفتت وقالت بصرامه اكبر : لا ماكان يستاهله .. انتي ماتحسين بالي يحس فيه سعد معه السكري من يوم عمره 9 سنوات شال هالمرض وهو صغير م تهنى بالحلويات زي مايتهنون الي بعمره ان كان تبيني ارضى عليك قومي اعتذري منه وترا زعله من زعلي يابنتي
حست وكأنها تلقت صفعه .. صفعه قويه لم تحسب لها حساب .. متى ستتعلم ان تمسك لسانها في هذه المواقف تسببت بجرح انسان ليس له ذنب في مرضه !
قبلت يدين جدتها واشرت على عيونها الزمرديه : من عيوني ماتحمل زعلك انا ..
سحبتها الأخرى لحضنها وقالت : الله يرضالي عليك يابنتي .. خرجت جدتها بعد ان انهت هذه المحادثه القصيره معها وتركت الفاتنه تغوص في تأنيب الضمير مالذي فعلته .. بالتأكيد انه يعاني الان بسبب كلامها الطائش والمتسرع توقفت وهي تسرع بخطواتها لباب الجناح لتتخلص من هذا العبء الذي داهمها بعد محادثة جدتها لهذا السبب رفض طبق الحلويات من جيجي تلك الليله ولهذا السبب لا يضع نقطة سكر على قهوته السوداء اصطدمت بجسد صلب دون شعور فقد كان تفكيرها فيه كل مايشغلها .. اعتدلت بوقفتها لتراه يلتفت لها بإستغراب وقال : شفيك كل ماشفتيني قمتي تصقعين فيني
قالت ببراءه : مانتبهت
لماذا تنظر لي هكذا وكأنها قطه خائفه .. اطال النظر في عينيها الواسعه التي تلمع غير متيقن لما حوله
طقطقت اخته اصابعها امامه وقالت : بتشبع فيها بعدين الحين ركز معي
رمش اكثر من مره وقال : ايوا وش كنتي تقولين ؟
اشرت بيديها على شكل مربع : هنا بيكون اطار كبير ابيض وسطه ورق جدران طبعاً للحين ماخترت بيجي الكتالوج من باريس بعد اسبوع بالضبط
نظر للجدار الفارغ لكن عقله ليس معه مع تلك التي تقف خلفهم متسائل لماذا هي هنا ولماذا قرأ في عينيها شيء غريب .. دفعت اخته كتفه وقالت : لا انت منتب صاحي من يوم جت حبيبة القلب بروح واخليكم بس برجع وانشب لك وياويلك ياسعدوه لو ماتكون مركز معي
حك رقبته بحرج وبأبتسامه : شوي واجيك .. التفت للفاتنه واردف .. وش عندك ؟
فركت يديها بإرتباك وهي تقول : انا ابي اقول .. سكتت للحظه وهي تراه يقترب وهو مضيق عيناه
ابتعدت خطوتين وقالت : شفيك ؟
امسك بخصلاتها وقال : طالعه بشعرك مبلول كذا .. انهبلتي ؟
رمشت اكثر من مره وهي تستوعب انها لم تجفف شعرها لا تعلم ماذا اصابها حين اخبرتها جدتها بما حدث نست نفسها كلياً وكان كل تركيزها فيه !
سحبها من يدها وعاد ليستقل السلم اما هي تأملت يدها وسط يديه الخشنه .. وصلو جناح جدته لكن توقفت للحظه : بقولك شي قبل لا ادخل
التفت عليها بإستغراب : شفيك اليوم غريبه ؟ اجلي هالكلام وادخلي قبل تمرضين
هزت رأسها بالنفي : لو ماقلته ممكن يقتلني تأنيب الضمير
افلت يدها والتف بكامل جسده لها بإهتمام
بلعت ريقها بصعوبه وهي تراه ينتظرها تتكلم .. ابعدت نظرها للمدى البعيد وهي تمسك بكتفها بخجل : ابي اعتذر عن الكلام الي قلته قبل شوي ماكان لازم اقوله
توسعت عيناه بصدمه وهو يطلق ضحكة صدمه : وش قلتي ؟
حولت عينيها عليه وقالت : ابي اعتذ... سكتت للحظه واستوعبت انه سمع ماقالت وعقدت حاجبيها بغضب: سمعت الي قلته مايحتاج اعيد
كتف يديه بجديه : منب مسامحك
زادت عقدة حاجبيها وقالت : احسن لا تسامحني .. دفعته لتمسك بقبضة الباب لكن استوقفها حديثها مع جدتها قبل قليل " الي يزعله يزعلني " زفرت بغضب ولفت عليه : انا اسفه
باغتها وهو يحاصرها بيديه ويقول : برضو ماسمعت
ارتفعت حرارة جسدها من قربه الشديد ونبرته الهامسه وقالت : اسفه .. قالتها ظناً منها انه سيبتعد لكن خاب ظنها وهي تراه مازال على وضعه
قال وهو يتأمل وجهها القريب : سامحتك
زفرت ب راحه وهي تضع يدها على صدرها وتتمتم " الحمدلله " اقترب من جبينها وهو يطبع قبلته بين حاجبيها ويقول " العصبيه مو لايقه عليك " تركها وهي تحت تأثير قبلته وصدمتها !

..

وضعت اخر قطعه من ملابسها في حقيبتها وقلبها منقبض لماذا لا تشعر بالراحه ك اي عروس ! لماذا تشعر انها ذاهبه الى مقبره وليس عش الزوجيه ! تمتمت بالاستغفار وهي تحكم اغلاق الحقيبه وقفت وهي تتأمل غرفتها التي اصبحت فارغه تماماً كقلبها .. انحشرت في حلقها غصه على حالها وعلى قلبها الجريح .. اقتحمت اختها الغرفه وهي تقول : ميمي رايحين لخالتي ريم بتجين ؟
مسحت دمعتها وهي تلتفت على اختها : ثواني وجايه
ابتسمت اختها بمرح وقالت : احلى عروسه ياربي .. اقفلت الباب وما ان اقفلته حتى محت تلك الابتسامه التي رسمتها الى متى ستتصنع الابتسام امام اهلها !
ابتعدت عن الحقائب وهي تمسك ب كم قطعه تركتها للضروره وارتدتها
كان فستان من الدانتيل طويل الاكمام مبطن بقماش مشجر لكن اكمامه تكشف عن بياضها الناصع
وضعت بعض من مساحيق التجميل ولولا وجود ابنة عمهم لما كلفت على نفسها !
تركت شعرها على حريته المموجه الطبيعيه واخذت عبايتها المعلقه بعنايه لتخرج وتقابل اهلها
اختاها كعادتهم لم يجهزوا بعد لذلك قررت ان تجلس قليلاً وترفه عن نفسها بالتلفاز
دخلت ندى بصخب وهي تقول : رييييييموه وين شوزي الأزرق ؟
قالت الاخرى وهي تضع قطعة ام اند امز في فمها : وش دراني
اقتربت الأخرى منها وقالت : ورب موسى وهارون لو مايطلع اني لا اعلمك الشغل
ارتعبت من الحلف وقالت : بس بس لا يطق فيك عرق بروح اجيبه
جلست بجانب اختها بقدم مكشوفه تنتظر صندلها وهي تقول : تتوقعين كيف شكلها بنت عمهم ؟
رفعت المهره اكتافها ب شرود
ارتدت الصندل بعد ان اتت به تلك الشقيه وقالت : يلا انا جاهزه .. وين ماما ؟
اتاها صوتها من خلفهم : انا هنا يلا مشينا
ارتدوا عباياتهم جميعاً وخرجوا لوالدهم الذي ينتظر فالخارج ..


وضعت لمساتها الأخيره على وجهها الفاتن من كحل وماسكرا وابتعدت للخلف لترى شكلها بالكامل
ارتدت فستان من المخمل باللون الزمردي طويل الأكمام ينفتح من الظهر والصدر على شكل v
فتحت احدى الادراج لتخرج منها علبه صغيره تضم سلسالها الذي اهداه لها خالها كتمت عبراتها وارتدته ليناسب فستانها ويشع بلون عينيها
طرقت الجده الباب ودخلت لتقول : لا اله الا الله
خجلت من كلام جدتها وهي تقترب منها : جهزتي ياجده
تجاهلت سؤالها واخذت تقرأ عليها المعوذات .. ابتسمت وهي تنتظرها ان تنتهي وقالت : جهزت يامتس .. امسكت بيدها لوجين وخرجتا من الجناح لإصنصير القصر ساعدتها على الدخول وضغطت الزر ما ان انفتح حتى ظهرا بوجهها سعد واخاه الذي استحى لحظة رؤيتها وقال : اجل يالله اكلمك بعدين وخرج مع باب القصر الذي انفرج لأستقبال الضيوف
شتتت عيناها في ارجاء القصر ماعدى الركن الذي هو واقف فيه
قالت الجده بإقتضاب : انت وش تسوي هنا .. اطلع اطلع قبل لا يجون الحريم
ابتسم وهو يقترب منها ويقبل خدها وعينيه مازالت على الفاتنه : جيت بشوف شكلك وانتي متزينه للضيوف
صفعت بعصاها قدمه بخفه وقالت : لا تكذب ياولد جيت تشوف ناس خابرتهم بس اطلع قبل يجون الحريم ويستحون منك اعرفهم بنات حياويات .. اقترب من اذن الجده وقال : بس دقيقتين ماراح اطول
بادلته الهمس وقالت : روح وانا اخليها تجيك بعدين
رسم ابتسامه وسرق قبله اخيره لخد الجده وخرج ليتركها تقهقه في ارجاء القصر ..
عقدت حاجبيها بفضول تريد ان تعرف ماذا قال لها لتضحك بهذه الشده .. منذ ان اتت لم ترى جدتها تضحك هكذا !
امسكت بها لتقودها جدتها لغرفة الضيوف وجلستها: ياربي ياحبيبي رجولي ماعاد تشيلني الكبر شين
اقتربت منها لوجين وهي تجلس بجانبها : لا تقولين كذا للحين شابه ياحياتي ..
ابتسمت الجده وهي تقول : خليت الشباب والزين لك يابنيتي ..
ماهي الا ثواني حتى سمعوا صوت مرام الصاخب وهي ترحب ب خالتها وبنات خالتها : هلااااا هلا بحياتي كلها .. سلمت على خالتها وقبلت كلا خديها تحت انزعاج خالتها الدائم من تلك الحركه : بس يابنت ماتطفشين ..
قالت الاخرى بهيام : واحد يطفش من هالزين ياربي بسسسس
ابتعدت عنها وهي تتقدم لأختها : ياهلا وسهلا .. خلاص نسيتونا بعد ماتحدد الزواج
ضحكت اختها وهي تحتضنها وتبادلها القبل : وانا اقدر انساك بس
سلموا على الجميع وعندما تقدمت المهره للسلام قالت خالتها : الف الف مبروك ياعمري الله يسعدك ويهنيك
ابتسمت في وجه خالتها وهي تقول : الله يبارك في عمرك خالتي عقبال ماتفرحين بمرام
انصفق وجه مرام واشرت من خلف امها على رقبتها بمعنى " بذبحك " ..
دخلوا الى غرفة الضيوف حيث الجده ولوجين التي ارتبكت للقاءهم
سقطت ريم بمزح على اختها وهي تقول : ياربي امسكوني امسكوووني انا دخت
فزعت لوجين وهي تتقدم لهم : وش صاير
قالت ريم : الي صاير جمالك
اعتلت الحمره وجه لوجين بعد كلامها وقالت : الله يسلمك عيونك الحلوه
ارتبكت وتقدمت من الكل لتسلم عليهم بعد تشتيت ريم لها ..
قالت زوجة عمها : اعرفكم لوجين عبدالعزيز
قالت ندى بسرعه : المفروض مسمينك قمر عبدالعزيز وش ذا الزين قلبي لا يحتمل شوفي بيني وبينك كنت احسك حلوه بس يوم شفتك عرفت انس ملكة جمال مب حلوه وبس
دفعتها ريم بمزح : لو سمحتي انسه مشفوحه خلي البنت تتنفس شوي
وضعت يديها على خصرها وقالت : لاوالله مب توك كنتي بتموتين يوم شفتيها وتقولين عني مشفوحه ؟
قاطعتهم ضحكة لوجين التي اعتلت القصر وقالت : انا حبيتكم بس مين العروسه فيكم؟
ناظروا في بعضهم واشروا خلفها .. التفتت لترى وجهاً كالقمر يبتسم لها ردت لها الأبتسامه وقالت : مبروك ياعروسه تتهني
قالت الأخرى بمزح : الله يبارك فيك .. ولو عندي اخو خليتك انتي بعد عروسه
قالت مرام وهي ترفع يدها : هييييه هييه هذي عروسة سعد محد يسرقها
قالت ندى بصدمه : وشو سعد !!!
هزت رأسها موافقه : حرم سعد عبدالله
تجمعوا عليهما بصخب وكل واحده تلوم من صوب : ليش حنا اخر من يعلم ياست مرام ؟
..: بسم الله الرحمن الرحيم اكلتوني هدوا سالفه طويله ومعقده امشوا نجلس واحكي لكم بعدين
جلسوا جميعاً يتجاذبون اطراف الحديث
حين قاطعت الجده سوالفهم وقالت : يمه لوجين اطلعي للسايق جايب لي دواي
..: يمه ليش لوجين انا اطلع اجيبه
ضربت الجده بعصاها الارض وقالت : انطقي انتي انا قلت لوجين
ابتسمت الأخرى وهي تقف وتقول : من عيوني
امسكتها مرام وهي تقول : وين رايحه يالمهبوله بتطلعين كذا ؟
اخذت احدى طرحات بنات خالاتها ووضعتها على رأس لوجين : كذا احسن
ابتسمت وهي تشكر مرام وتخرج

استند على الجدار وهو يلعب بكيس صغير بيده وعينيه على مدخل القصر

خرجت بحسن نيه وهي تحكم الغطاء على رأسها وتلتفت برعب في ظلام الحدائق .. اجفلها ظل ظهر من يسارها وكانت ستهرب لولا يده التي اوقفتها
صفعت يده بغضب وقالت : حيواااان خوفتني
اطلق ضحكه مستمتعه وقال : تخافين وانتي في قصري ؟
تكتفت بعد ان سقط غطائها عن رأسها بعد موجة الرعب : لا تنسى التفجيرات الي صارت ب قصرك
اختفت ابتسامته وقال : هناك الوضع مختلف هنا محد يتجرأ يقرب من هالبيت
قالت بتهكم بعد ان رأت الكيس في يده : كويس والحين ممكن تعطيني الدوا جدتي تنتظرني
مده لها وكانت ستأخذه لكنه سحبه في اللحظه الأخيره وعلى وجهه ابتسامه مستمتعه اغتاضت من حركته وتقدمت لتأخذه اكثر لكن ابعده مره اخرى
ضربت بكعبها العالي الأرض وقالت : وبعدين مع حركات الأطفال هذي ؟
انزل عينيه على على قدمها بعد ان ضربتها على الارض بحركه طفوليه : مين الي يسوي حركات الأطفال
تأملت يده التي خبئها خلفه وقالت ب استمتاع : تعالي خذيه
تأففت بملل وقالت : سعد خلاص هاته
اقترب منها اكثر وعينيه تلمع في الظلام وهو مستمتع ب نطقها لأسمه : عيدي وش قلتي ؟
ابتعدت خطوه وهي تعيد ماقالته في صدرها خوفاً من انها زلت لكن لاعيب فيما قالت : وليش اعيد اذا سمعت
جذبها من خصرها ناحيته حينها شهقت برعب .. مالذي يفعله هذا ليس سعد الذي تعرفه ! لماذا ينظر لي بهذه الطريقه !
قال بهمس : عيدي الي قلتيه وبعطيك الكيس
وضعت يديها على صدره محاوله ابعاده لكن لا فائده وقالت بيأس : وش يظمن لي ؟
توترت اكثر حين احكم قبضته : اوعدك
اقتحم خلوتهم مرام : لوجيييين .. ضربت الفرامل حين رأتهم بهذا الموقف ووضعت يديها على عينيها بخجل : عييييييب وش تسوون
اعتلت الحمره وجه لوجين وهي تحاول ان تفلت يدين سعد : اتركنيييي
طبع قبله قويه حتى ثنت رأسها للخلف لتعلم على خدها الصافي .. افلتها وهو يضع الكيس في يدها ويذهب
دخلت الى القصر واستدنت على الجدار وهي تضع يدها على قلبها ماذا دهاه !
صفقت مرام وهي تدور : ي الله وش هالرومنسيه وش هالحب وقالت بمزح وش ذا الي بوجهك ؟
التفتت الى مرآة المدخل وهي ترى الحمرن التي خلفتها قبلته وشهقت برعب كيف ستواجه من بالداخل بهذا الشكل
ضحكت مرام الى ان سقطت على الأرض : ماتوقعت بيوم بيصير موقف زي كذا قدامي ماشوفه الا بالافلام
قالت لوجين بغضب : مرام تصرفي مستحيل ادخل عليهم كذا
قالت وهي تستقل السلالم : ثواني
عادت بعد دقائق حامله اداة صغيره : لا تتحركين وضعت قليلاً من البودره على الاسفنجه ومررتها على وجه لوجين ..
قالت بعد ان انتهت : تاتاااا م كأنها كانت موجوده
التفتت الى المرآه وهي تقبل مرام : شكراً شكراً شكرررراً انقذتيني
..: يلا مشينا جدتي ارسلتني واشوفك واختفيت معك استعدي للتهزيء



..


وضعت جميع اوراقها في حقيبة ظهرها وخرجت من الكلاس وهي تحرك فكها بألم : ذلك ال... اهه فعلاً حقير
..: من هو ؟
التفتت ناحية الصوت بربكه وقالت : لا احد اذاً هل عرضك قائم ام غيرت رأيك؟
ابتسم في وجهها ببشاشه وقال : وهل هناك مجنون يرفض طلب جميله مثلك؟
ابتسمت بخجل وقالت : شكراً لك .. هلا ذهبنا؟
بسط يده امامه بمعنى " تفضلي " ومشت امامه ابتسمت على تهذيبه بعكس ذلك المتعجرف
رافقها الى المكتبه الداخليه وتوجه نحو الطابعات
نفثت في يديها برعشه فالجو اصبح بارد خصوصاً ان الليل قد حل !
فزعت من الذي سحبها بسرعة البرق لخلف ارفف الكتب واحكم قبضته على شفتيها كانت ستصرخ لكن هدأت حين رأت هوية الشخص وقالت : مين سمح لك تلمسني ؟ لا تحسبني وحده من حبيباتك يا اخ طلال ولا تفكر تلمسني مره ثانيه عشان م يصيرلك طيب
وضع يده مره اخرى على شفتيها بإنزعاج وقال : ماتسكتين انتي ؟ وتمتم .. مزعجه
دفعت يده بقرف وقالت : وفر كلامك الي بتقوله انا مشغوله
كانت ستمشي لولا يده التي اعادتها مكانها : انثبري هنا لا اخلي ابوك يبكي عليك اليوم
فزعت من تهديده وحاولت ان تبقى قويه : شتبي ؟
قال بتردد ومازالت نبرة الغضب في صوته : بعقد معك هدنه
مالت شفتيها ب ابتسامه : حلو انك استخدمت عقلك شوي
اغمض عينيه بقلة صبر وقال : لا تستفزين صبري يا لين
عقدت حاجبيها ب غضب وقالت : لا تناديني بذا الأسم
..: مو مهم الحين ركزي فالهدنه
ابعدت نظرها للجهه اليمنى بتعالي وقالت : كمل
..: اوعدك م امرك بشي طول اسبوعين بس تحذفين الصوره
رفعت حاجبيها بإستغراب : ماشاءالله هدنه مرضيه للطرفين صراحه
التمس التهكم في كلامها وقال : وش تبين ؟ قولي واسويه كانت ستقول احذف الصور لكن قاطعها: غير الصور
عقدت حاجبيها ومشت : اجل انا رافضه الهدنه
عاد ليسحبها لكن هذه المره وهو محاصرها وقال بغضب : تراك اول وحده اعرض عليها هالعرض المفتوح ف لو سمحتي سوي فيني الي تبين بس احذفي الصوره
لمعت عينيها ب خبث وقالت : اي شي ؟
قال بتردد بعد رأى لمعة عينيها المغريه : اي شي
ووضعت اصبعها السبابه على شفتيها : وفي اي وقت وبدون مهله محدده
نفض يديه بغضب .. كان سيرفض لكنه مجبر : الي تبين
قالت وهي تمد حقيبة ظهرها : حلو هذا اول شي تسويه
نظر لها وهو يلعن ميس على هذه المصيبه كان سيجعلها خادمه بين يدينه لكن يبدو ان الطاوله انقلبت ضده امسك بحقيبتها واردفت : عندي ثلاث ايام بالأسبوع بيكون دوامي متأخر عشان كذا لازم تجي تاخذني وتوصلني للبيت سالمه غداي يكون جاهز قبلي بالكافيتيريا، همم وش بعد اذا احتجت لك فالواجبات بقولك، يلا انتظرني برا باخذ الاوراق واجيك
عض على شفاته السفليه بقهر وخرج
اما هي ف ابتسمت برضى تام وتقدمت للذي تركته عند الطابعه لتراه يحمل الاوراق ويلتفت يمين وشمال اشرت له وقالت : اعتذر منك اذا دخلت المكتبه لا اقاوم الكتب هل انتهيت ؟
مد لها الاوراق ب ابتسامه وقال : لا بأس تفضلي
..: شكراً لك لقد انقذتني
ابتسم وهو يقول " عفواً " ويستأذنها ليخرج اما هي قبلت الاوراق وخرجت لتجد المتعجرف يقف اما باب المكتبه وصرخت : ليش رامي الشنطه كذا
سد اذنيه من صوتها الحاد وقال : انكتمي واذا تبينها انتي شيليها
شالتها وصفعت بها صدره : لو سمحت تذكر كلامك
امسكها وهو ينفضها بغضب وقلة حيله لعن نفسه في لحظة ضعف ومشى خلفها

بقيت تتمايل امامه بغنج ويديها تعبث في الأوراق وكأنها تحللها انزل عينيه على طقطقة كعبها الناري العالي والذي يناسب قدميها الناعمه
اصطدم بها بعد ان توقفت بشكل مفاجئ وهي تحدق باللاشيء وكأنها تفكر
صرخت بغضب تستفزه : عمى على كبر عيونك ماتشوف
رفع الحقيبه بغيه وضعها على كتفه وصدمها بقوه وهو يقول " اسف مانتبهت "
ارتدت من ضربته وصرخت بغضب اكبر : غبي ماتعرف تسوي شي هات هات سحبت الحقيبه من بعنف وهي تضعها على ظهرها المستقيم
رفعت هاتفها المحمول بعد ان ازعجها بكثرة الرنين لترى اسم والدها يضيء على الشاشه ذبلت ملامحها بحزن وهذا الشيء لم يخفى عن اعين طلال الذي قال : ماراح تردين ؟
ضغطن زر الرد ووضعته على اذنها وهي تقول بلهجه انجلتريه راقيه : هلو
..: جاكلين لازم ترجعين البيت بسرعه الأحوال تحذر من الطقس
زفرت وهي تتأمل من حولها الذي اتت والدته تقله والذي احتضن زوجته وهربوا من الأمطار الخفيفه الي بدأت تنزل والذي اشر لوالده ليركب معه سريعاً في السياره : اوكي
اقفلت الخط من دون ان تسمع رد لا تريد ان تسمع رد هو حتى لم يتكبد عناء المجيء والخوف عليها وقالت في نفسها " كثر الله خيره نبهني "
رأت حراسها يتجهون نحوها كالعاده ليقودونها للمنزل لكن هذه المره اشرت لها بالوقوف وقالت : عودوا ادراجكم استطيع تدبر نفسي
تقدم احدى الضخمين منها وهو يشبك يديه امامه وقال : يا انسه هذه اوامر السيد
التفتت لطلال وهي ترمي نظرات اشمئزاز وقالت : انا في امان يمكنكم الذهاب
التفتت وهي تمسك بيده وتسحبه خلفها لكن لم يستجيبوا الحرس لكلامها ف ضلوا يلحقون بهم
تأففت وتوقف امام طلال وهي تهمس : ابي اتخلص منهم كيف
وضع يديه في جيبوه وقال : مو شغلي
سوت نفس الحركه وهي تعقد حاجبيها وقالت : وهذا امر مب طلب
وكم من مرة وجد نفسه ضائع وسط عقدة حاجبيها وانفها الذي يرتفع في لحظات الغضب حتى عكفة شفاتها على الجانب الأيسر برقه تجعله يجن سحبها بسرعه ليركضان رغم ب اتجاه غرف تبديل الملابس واغلق الباب خلفهما
استندت على الباب وهو تلهث وقدميها قد المتها من الكعب العالي : مجنونه يوم خليتك تساعدني وجلست ونظرت له واردفت .. وبعدين ؟
تقدم لها بجمود وقال : وبعدين تدقين على صديقتك تجي
طيرت حاجبيها بتعجب : وليش وش دخلها
نفث الهواء بملل وقال : بتدقين ولا اروح واخليك هنا معهم
رفعت هاتفها واتصلت عليها على امل ان تكون مازالت بالحرم : هلو انجيلا اين انتي ؟
فزعت الأخرى من سؤالها المفاجئ وقالت : انا بالمكتبه الخارجيه لماذا؟ هل هناك شيء ؟ هل تهجم عليكِ ذلك الوحش مرة اخرى ؟
امسكت رأسها بعدم صبر : قابليني في غرفة الملابس وسأحكي لك كل شي .. واغلقت منها وهي تقول للأخر وبعدين ؟
وضع يده على دقنه وهو متكتف وهو يدور في المكان : اصبري خليها تجي واعلمك
سمعوا صوت طقطقة الكعب العالي بالقرب من الغرف ودخلت لتتفاجئ به وكانت ستشهق لولا انه سحبها واغلق الباب : اششش لا نريد ان نشكك الحراس بشيء
نفضت يده وهي تقترب من جاكلين وتقول : هل فعل لكِ شيئاً عزيزتي اخبريني ف انا املك رذاذ الفلفل وفتحت شنطتها ب انفعال لكن سحبتها الشقراء في اللحظه الأخيره : لالا لم يفعل شيء انه معي الآن
التفتت الأخرى له بصدمه واعادت انظارها لجاكلين غير مصدقه : هل تعين ماتقولين هذا الوحش كاد ان يقتلك سابقاً
وضعت يدها على فم انجيلا وقالت : ارجوكِ استمعي لي ولو لمره رأت ملامحها تهدأ وشفاتها تصتك في بعضها واردفت سأخبركِ بكل شي يخصه لكن الآن انا في ورطه والدي ارسل حراسه كي يعيدوني للبيت وانا لا اريد
امسكت انجيلا ب كتفي جاكلين بقلق وقالت : لماذا عزيزتي هل حدث شي اخر؟
هزت رأسها موافقه وملامحها تذوب من الحزن
اقتلع قلبه الفضول من حديثهم الغامض وتمنى لو يعرف لماذا ترسم تلك الملامح الذابله والحزينه كل ما اتى لوالديها طاري هناك شيء ما سأكتشفه
التفتت عليه وقالت : وش خطتك ؟؟
انتصب بوقفته وهو يرسم ابتسامه على وجهه


..


جلسن بالحديقه الخلفيه للقصر وهم يتجاذبون اطراف الحديث واغلب الحديث كان يتمحور حول لوجين السندريلا التي خطفت قلوبهم
ندى : مو معقووووول قصتك كأني داخله فلم اكشن
لكزتها ريم وقالت : خليك من التفجيرات طريقة زواجهم مررره رومنسيه
ابتلعت الغصه حين اتت بطاري ذلك اليوم المشؤوم وابتسمت مجامله لهم كل مايشغل تفكيرها الآن لماذا اصبح بهذا التعامل معها لماذا لم تعد تلتمس تلك القسوه والخشونه في كلامه ونظراته !
طقطقت مرام اصابعها امامها وقالت : الي ماخذ عقلك يتهنابو
ضحكوا الفتيات وقالت ندى : شفيك عليها اكيد مشتاقه لحبيب القلب
لا تنكر انها تريد الذهاب له الآن وسؤاله عن ما فعل لكن محت هذه الفكره من رأسها لكي لا تعطي هؤلاء الحالمات فرصه للسخريه منها
لاحظت شرود تلك الأميره البيضاء وهي تضع يدها على رأسها مفكره وشعرها الطويل ينساب على الكرسي : مهره وش شاغل بالك ؟
رفعت رأسها من على قبضتها وتعدلت ب جلستها : ولا شي حبيبتي وش كنتوا تقولون
امسكت ندى ب يدين مرام وريم وقالت: مشينا مشينا مالنا قعده وهذولي يفكرون بحبايبهم، خرجوا ثلاثتهم من الحديقه تاركين ورائهم اثنتان تتشابه قصصهم لكن بمكان وزمان مختلف اقتربت لوجين بتجلس بجانبها وتقول : في عيونك كلام تبين احد تحكين له
م ان قالت لوجين هذا الكلام حتى لامس ينابيع عينيها المدعوجه لتفيض كمجرى النهر فزعت لوجين واخذت تطبطب على ظهرها لتواسيها

انتظرت خمس دقائق حتى هدأت واعطتها كوب من الماء وهي تقول : وش فيك ياقلبي احكي
وضعت الكوب بيدين مرتجفه : خايفه .. خايفه من هالزواج وخايفه من الي جاي قلبي مو مرتاح يالوجين
عكفت حاجبيها بضيق وقالت : اذا مو مرتاحه افسخي الزواج
ابتسمت بألم وهي تقول : ياليت اقدر ضلت تحكي لها من اول يوم تقدم لها فارس احلامها الى هذه اللحظه اما لوجين ف انعصر قلبها على هذه المسكينه المغلوبه على امرها وعلى قلبها ايضاً لا تنكر ان مصيبتها هانت عليها عندما رأت مصيبة غيرها : مهره صلي وادعي الله يريح قلبك
الله وحده يعرف وش مكتوب لك ويعرف الي جاي كل الي عليك تكثفين الدعاء يكون اجمل وبالنسبه لوليد العشره الحلوه بتخليك تميلين له
رنت تلك الكلمه في قلبها وهي تقول " مستحيل اميل للشخص الي حطم اغلى ما املك وهي ثقتي بنفسي "
اردفت لوجين : شوفي شكلك كامله والكامل الله تتوقعين احد عنده عقل بيخليك حتى في اصعب الأوقات؟ انتي بأسلوبك بتكسبينه
رفعت المهره عينيها للوجين لترى عينيها تضيء فالعتمه : لوجين انتي راضيه عن زواجك من سعد ؟
انزلت عينيها لخاتمها وهي تقلبه بين اصابعها البيضاء : هذا الزواج كان لمصلحة الجميع عشان كذا انا راضيه
من غير سابق انذار انحنت المهره عليها لتحضنها وهي تقول : ريحتي قلبي بعد ماكنت اكتم فيه تدرين حتى خواتي ماشكيت لهم زي ماشكيت لك ضايقتك معي
ابتسمت الأخرى وقالت : لا تقولين كذا يا احلى عروسه قلبي مفتوح لك ب اي وقت
اتاهم صوت ريم من بعيد وهي تقول : مهررررره يلا مشينا ابوي عند الباب
وقفت وهي تبعد الكرسي بيديها وتقول : مشكوره حبيبتي على كلامك الحلو
رافقتها الى الباب وهي تقول : مابيننا هالكلام وعيونك الحلوه مو لايق عليها الدموع
احضنتها للمره الأخيره وخرجت على صراخ والدتها الدائم على التأخير

امسكت بمقبض باب القصر الرئيسي ودفعته كي تغلقه لكن اجفلتها يد منعت اغلاقها له وصرخت : يمه
اتت مرام تركض على صرخة لوجين لتراها محدقه به برعب وهي تضع يدها على صدرها وقالت بمزح : عرفت ان الوحش جا بعد ماسمعت صرخة الأميره
دفع الباب ممثلاً للعصبيه وقال : تعالي واعلمك منهو الوحش
اختبئت خلف لوجين برعب وهي الأخرى لا تقل عنها رعباً وقالت بصوت يكاد يخرج : ليش شكلك كذا
قذف بالخوده التي كانت معه على احدى كراسي الأنتظار وقال : توني راجع من الأسطبل
تكتفت الأخرى بشقاوه وقالت : لو ماما تشوفك كذا بتعصب .. خصوصاً بهالبوت الي كله طين
حرك يده بعدم اهتمام : في الاف الخدم مافرقت
..: سعععععد
جزعوا من تلك الصرخه والتفتو ليروها واضعه يديها على رأسها بتقزز : وش ذا داخل البيت بهالشكل ؟ براااا بررا بسرعه
مثل الصدمه وهو يطير عينيه الفاتنه : تطرديني تطردين ولدك؟
دفعته من ظهره للخارج وقالت : تروش بالحمامات الخارجيه وادخل لاعاد اشوفك داخل بهالقرف للبيت
تأملت طبعات رجليه على الأرضيه السيراميك ولطخات يده على الباب المزين بالأحجار وسمعت عمتها تقول : ياربي من هالولد بيجلطني وربي وين الخدم وين الزفتات تعالي هنا انتي وياها
حضرت رئيسة الخدم وهي مصريه الجنسيه وامرتها ان يتم تلميع هذا المكان ب اسرع وقت وخرجت بفستانها الأبيض لترتقي الدرج وترتاح قليلاً

..

..: هل انتي مستعده ؟
..: نعم هيا
صرخت الأخرى : حسناً انجيلا انا خارجه للبيت التقيك في وقت اخر
ردت عليها الاخرى قبل ان تخرج : حسناً عزيزتي عمتي مساءاً
خرجت واضعه احدى القبعات على رأسها وهي تخفي يديها السمراوتين كي لا يكتشف امرهم وما ان مشت حتى مشوا معها الحراس ظناً منهم انها " جاكلين "

قفزت بداخل الغرفه بمرح : نجحت الخطه
فتح الباب وقال : بتطلعين ولا تنتظرين لين يكشفونا ؟
خرجت قبله على اطراف اصابعها وهو لحقها يمشي مستقيماً غير ابه
انفلتت رنة هاتفها المميزه لتطير عينيها برعب التفتت ورأتهم ينظرون ناحيتها ومن غير شعور احست بنفسها تطير في الهواء تأملت يدها التي احتضنها واخذ يركض بها ناحية الشارع حيث اوقف دراجته اعطاها خوذته بسرعه وقال : البسيها
تراجعت بخوف وقالت : بس انا ماقد ركبتها
وضع الخوذه بين يديها وهو يشغل المحرك : الحين وقتك بسرعه ولا بمشي واخليك !
وضعت الخوذه على رأسها وركبت خلفه وهي تحاوط خصره ب رعب .. تحركا في اللحظه الأخيره قبل ان يمسكا بهما زفر بغضب وهو يقول " وش دخلت نفسي فيه "توقف امام منزله الذي استغربته جاكلين !
نزلت وهي تحرر شعرها من الخوذه وتقول : وين جايبني ؟ بيت حبيبة القلب ؟
ثبت الدراجه الناريه وسحب خوذته بعنف ليضعها عليها وقال : ايه لا يكون بتضايقك الغيره بس
كانت سترد على سخريته اللاذعه لكن انفتح الباب لتظهر منه تلك المدلله ترحب لكن انصدمت لرؤيتهم مع بعض وقالت ب ارتباك : هاي
نظرت جاكلين الى هند ف عرفت انه بيته والقت عليه نظرة مشمئزه لتتقدم لهند : هاااي كيفك ؟ من زمان عنك
قالت بإستغراب وهي ترمي نظراتها بينها وبين طلال : بخير .. وانتي بعد لك وحشه ماشفتك من بعد المستشفى تفضلي ليه واقفه

انتبه والدهم على كلمة هند الترحيبيه عندما امسكت بالباب : حياك
وقف بإهتمام عندما رأها اما هي ف اعتلت الحمره وجنتيها ماذا تقول الآن ! شكلها محرج جداً
قالت الشقيه بفرح كبير : بابا ماراح تصدق جاكلين جات عشان تشوفني
زفرت ب ارتياح من انقاذ هذه الصغيره لها وقالت : وش رايك اقولك اني بنام عندك بعد ؟
قفزت بمرح اكبر وهي تمسك بيدها لتسحبها : تعالي بوريك المكان واوريك غرفتي
اما هو فبقي وحيد من والده الذي ارتدى نظرة غريبه وكأنها نظرة تساؤل فقال على عجل : تصبح على خير
تابع خطواته الى ان اختفى عن وجهه في الطابق الثاني وماكان منه الا ان يتنهد

لحق بهما قبل ان يبتعدان وامسك برسغ الشقراء لتلتف عليه بصدمه وتطلق من شفتيها : خير ؟
..: وش قلتي تو؟
نفضت يده تحت نظر هند وقالت : الي سمعته والتفت على هند تبتسم .. وحشتني صاحبتي وبنام عندها وش فيها ؟
رص على اسنانه بقهر وهو يمسك بنفسه امام اخته التي ترمقهم بنظره استغراب
..: شفيكم ؟
رد على اخته وعينيه على الشقراء : مافيه شي .. روحي نامي وراك دوام بكره بدري
كانت ستمشي مع هند لكن استوقفها : بكره من بدري تتصلين على حراسك يجون ياخذونك ولا عاد تتكرر
تكتفت بغضب وقالت : اذا انت تبي تتخلص مني انا اكثر منك لأني مو طايقه نفسي الحين وانا وانت بنفس البيت ورمت عليه نظرات اشمئزاز ومشت ..

..

..: كيف تجرأ وتزوجها ؟؟؟
رد عليه صوت بإرتباك : مادري لكن وش نسوي الجلسه قريبه مره واذا طلعنا بهالوصيه بيعرفون 100٪‏ انها مزوره ..
قال الآخر بنفاذ صبر : مافيه الا حل واحد .. اتصل على *** وقوله احتاج لخدمه ضروريه .. وانفرجت شفتيه ب ضحكه خبيثه .






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-16, 03:23 AM   #30

nouhti

? العضوٌ??? » 368260
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 171
?  نُقآطِيْ » nouhti is on a distinguished road
افتراضي

رواية جميلة وحماسية أرجوكي تابعي

سعد يجنن حبيت هو ولجين بس ماحبيت ثنائي لندن وأحس أن سلمي مش طيبة زي مابيظهر.

بتمني لجين تحب سعد متل مابيحبها


nouhti غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:26 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.