آخر 10 مشاركات
طيف الأحلام (18) للكاتبة: Sara Craven *كاملة+روابط* (الكاتـب : nano 2009 - )           »          119 - بدر الأندلس - آن ويل - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          [تحميل] ماذا بعد الألم ! ، لـ الحلــوه دومــا ، اماراتية (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          99 - خطوات على الضباب - ميريام ميكريغر ( النسخة الأصلية ) (الكاتـب : حنا - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          مشاعر من نار (65) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثانى من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-12-16, 06:42 AM   #31

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





..

"هل ضر هذا الكون نبض لقائنا
أم أن هذا الحزن أدمن أضلعي
قل للمسافات البعيدة بيننا ،
أرجو بحق الله أن تتواضعي"
- جلال الدين الرومي.


وضعت رأسها على وسادتها الناعمه كخدها بعد ان بدلت ملابسها،
قضت ليله رائعة بلقاء بنات خالة مرام وبالأخص " مهره " التي شغلت تفكيرها قصتها !
عجيبه قصتها كيف لأنسان خلق الله له مشاعر واحاسيس ان يحطم تلك الرقيقه،
احست بشيء يمشي على صدرها لترى سلسال خالها يتدحرج على نحرها الناصع ..
انزلته لتتأمله وهي تفصل ذكريات ذلك اليوم في ذهنها،
لقد كانت سعيده مليئه بالفرح، لم تتوقع في يوم ان تبتعد كل هذا البعد عنهم ..
مسحت دمعه انفلتت من عينها لتقف على المرآه ، تأملت عينيها وسط الضوء الخافق كان ذلك السواد يستوطن اسفل عينيها كظلال اظلتها رموشها، لكن ماهي الا اثار التعب، والهم، والأشتياق .
وانزلت عينيها ليديها، افتقدت للعنايه والترطيب في اخر فتره من حياتها حتى اظافرها لم تكن على حالها،
مسحت وجهها وهي تقول : شكل عمر العشرين مرهق .. وشلون لو كبرت شويتين ، واطلقت ضحكه خفيفه
دخلت حمام غرفتها لتبحث عن اي شي يجدد لها حيوية بشرتها خصوصاً ان زواج " سنو وايت " قريب ولم يبقى عليه سوى يومان !
تقدمت لحوض الأستحمام الذي وضع على جانبه اوراق من الورد المجفف العطر ، ومنشفه سفطت بعنايه .
بحثت في الأرفف لتجد قناع للطين ، قرأت تعليماته بعنايه وابتسمت ،


..


مسح على وجهه بالمنشفه وهو يرتعش ، قذف بها على كنب الملحق وهو يغلق ازرار قميصه الأبيض ليجعل بشرته البرونزيه تشع ، نشف شعره جيداً ليهم بالخروج ويتأمل القصر الذي اصبح بعيداً بعض الشيء عن موطئ قدمه ، تأفف فهو متعب للغايه ولا يمكن ان يرهق نفسه اكثر !
عاد ادراجه واحكم اغلاق الباب ليمسح المكان بعينيه الصفراء : الله يسامحك يامي !
استلقى على الكنب بإرتياح والنوم يتسلل شيئاً ف شيئاً إلى جسده، لكن !
داهمتك ذكراه تلك الفاتنه، بفستانها الزمردي الذي اشعل اللهيب في صدره،
لا ينكر انه توقع صفعه منها بعد فعلته لكن تفاجئه كان اكبر عندما بقيت من دون حراك،
ابتسم بعذوبه وهو يقول في نفسه " بالتأكيد لن تتحرك لقد الجمتها "
فز من على الكنبه والشك يداهمه، ربما هي تضنني الآن اتقرب منها لأرضاء رجولتي فقط ..
رفع شعره للخلف بتفكير عميق، كيف يقنعها انها فعلاً تروق له .. تروق له حتى من قبل ان يتعرف عليها شخصياً .. ربما تضنون انه غريب بعض الشيء كيف المرء يعجب بشخص لم يره من قبل لكن كل ما اعرفه انه الحب الحقيقي الذي جعلك تعشق شخص في الطرف الآخر من العالم ولم يتعرف عليك يوماً،
ربما اسرته احاديث اهله عنها في بعض الأحيان .. كم هي ساحره ! وكم هي تذهب العقل، ايقن الآن انها فعلاً اذهبت عقله.
قاطعه رنين هاتفه ليلتقطه : الو ..
..: سيدي هناك حاله طارئه في القسم عليك القدوم حالاً ..
عقد حاجبيه وهو يرى الرقم مرة اخرى وقال : اليس هذا رقم عبدالله !
..: نعم سيدي لكن عبدالله...
سكت الطرف الآخر لمده مما جعله يتوتر : ماذا حدث ياهذا اخبرني !
تنفس الصعداء ووصله صوت تنفسه عبر الهاتف ليقول : وجدناه في مكتبه مصاب بطلق ناري ..
تصنم للحظات وهو ينظر بالفراغ امامه، شريك عمله وشريك حياته اصبح سراب !
لا يحتمل ان يفقد احداً بعد عمه وقال ب لوعه وكلمات متقطعه : وهل هو حي ؟
رد عليه الطرف الآخر : لا اعلم سيدي انا فعلاً متوتر اتت سياره الأسعاف لتقله ارجوك ان تسرع ..
اقفل الهاتف وارسل رساله إلى والدته ووضعه في جيبه ليخرج بسرعة البرق إلى القسم.


..


رفعت رأسها عن الوساده بتضايق وظهرها الناعم يؤلمها، جلست على الأرض حيث مضجعها وتمغطت بكسل وهي تمسح المكان بعينيها،
التفتت إلى الساعه التي بجانب الصغيره لتراها 7 صباحاً ، ارتدت ملابسها على عجل وخرجت من الغرفه بهدوء كي لا توقض احد !
حملت كعبها في يديها كي لا يصدر اصواتاً صاخبه ونزلت مع الدرج لتتفاجئ بصوت هز كيانها !
..: صباح الخير ، لو ماعرفك كان قلت بتسرقين شي ..
اعتدلت بوقفتها التي كانت غبيه فهي فعلاً تدل على السرقه وقالت بخجل : اسفه ماحبيت ازعج احد ،
ابتسم وهو يصدقها بالكامل فهي تربية صديقه : تفضلي كوب قهوه ،
ابتسمت وهي تضع يديها خلفها بخجل اكبر : شكراً لك عمر بس لازم امشي .. باي
مشت من دون ان تدع له مجال للأصرار واغلقت الباب خلفها وهي تزفر !
تأملت الشوارع الشبه فارغه والهواء العليل الذي عصف بالأشجار مثلما عصف ب خصلات شعرها ،
ارتدت كعبها العالي على عتبات الباب ونزلت بمرح وهي تتمايل على انغام زقزقة العصافير ..
انتبهت على احد مراكز الكعك والذي شدتها رائحة الكعك المخبوز إليه رغماً عنها ، تماماً مثل تأثير عيناه !
نفضت الأفكار من رأسها ودخلت لتسلم على المالك والذي اتضح انه رجل مسن : مرحباً ، هل لي بقطعة كعك سيدي ..
ادخلت يداها في بوكها لتخرج له بعض النقود لكن قال : لا تكلفي على نفسك عزيزتي ، مد عليها قطعة كعك زينتها قلوب حمراء وقال : جمالك دفع الثمن،
ابتسمت بخجل وهي تقول : شكراً لك انت لطيف ، اخذت القطعه من يده وخرجت لتستمتع بالأجواء الرائعه .. حتماً ليس يوماً للجامعه !
يستحيل ان تضيع يوماً كهاذا !

..

وصل إلى الجامعه وكل تفكيره في تلك الصغيره ، اين يمكن ان تكون ذهبت وإلى من لجئت !
فتح باب المكتب وجلس على مكتبه وهو يرفع هاتفه ويتصل على رقمها ، مغلق للمره المئه .. زاد توتره وضاق به المكتب ليوسع قليلاً من الكرفته التي خنقته اكثر، لم يتلقى شيئاً من حراسه بعد .. بدأت الوساوس تداهم عقله واخذ هاتفه ليتصل على حرسه ويخبرهم ان يكثفوا البحث في كل بقعه من المدينه، اغلق الهاتف والف فكره سيئه تزاحم عقله .. لم يأخذ سوى دقيقتين حتى رن الهاتف مره اخرى والتقطه بسرعه : هل وجدتموها ؟
..: نعم سيدي إننا في الطريق إلى المنزل السيده امرت بذلك ،
زفر بإرتياح وهو يسمع جدالها خلفهم وكأنها مستاءه من تخريبهم لنزهتها : حسناً شددوا الحراسه على القصر لا اريدها ان تخرج مره اخرى .
..: حاضر سيدي .
صفعت الهاتف من يده بغضب وقالت : هل انت غبي ام انك لا تفهم ، قلت لك لا اريد الذهاب إلى المنزل .
عاد ليلتقط الهاتف بعد ان سقط اسفل المرتبه : تعليمات السيد لا يمكن ان نعصيها يا انسه ،
تكتفت بغضب وهي تشوح بعينيها للمرآه بإستياء ، ماهذه الحياه الخانقه ، لا اريد ان اتواجد في منزل لا يكفون اهله عن الشجار !
نزل قبلها وهو يفتح باب السياره : تفضلي يا انسه ، خرجت بخطوات سريعه غاضبه وهي تدفع باب القصر وسريعاً إلى غرفتها ، صفعت بالباب وانزلت سترتها الحمراء : اوووف مايخلون الواحد يستانس ،
دخلت والدتها تحمل قطتها المدلله وشعرها ملفوف بالضفائر وقالت : عزيزتي لقد حجزت لنا عناية بالأضافر ، اوف بالأضافه إلى اقنعه محاربة للتجاعيد سنستمتع .
نظرت إلى ناحيتها بنصف عين وقالت : امي هل ترين اني في مزاج لهذا !
جلست بجانبها وهي تقول : لماذا مالذي حدث ؟
حكت لها ماحدث ب ملامح شبه حزينه وهي اول مره تشكي لأمها : لا بأس يجد ان تتحملي والدك ، تعلمين انه رجل شرقي وبالرغم من ذلك لم يرغمك على شيء ، هو يريد حمايتك فقط .
رفعت حاجبها الفاتن بإستغراب : من ماذا ؟
تمتمت بكلمات غير مفهومه وهامسه واردفت بإرتباك : لا عليك هيا بنا ، سنستمتع، وقت بين ام وابنتها ما رأيك .
ابتسمت بنعومه وقالت : حسناً .


..


استيقضت بالصباح الباكر على صوت غريب ! صوت الهدوء ، هذه اول مره منذ اكثر من عشرين سنه ان تفتقد اصوات اختيها المزعجتان ، فركت عينيها بإستغراب ونزلت من السرير لتضع قدميها الناعمتين على السيراميك اللاسع.. خرجت من الغرفه بإستغراب اكثر البيت مظلم ! ايعقل انهم ذهبوا إلى مكان من دون اخباري ! ، امسكت بالدرج بخوف وهي تمشي بحذر لتتفاجئ بالأضواء تشتعل وبصخب عارم : سبببببراااااايز ،
سدت اذنيها وهي ترمش بصدمه ، ماذا يحدث على ماذا يحتفلون !
اقتربت منهم بهدوء وبطئ وهي ترى " مرام " و " لوجين " من بين الحاضرين ، وكثير من رفيقات قسمها الذين يلتقطون الصور لها ،
امسكت بيديها اختها وهي تسحبها إلى الطاوله : كيف المفاجئه اعجبتك ؟
القت نظرها إلى الكيكه لترى مكتوب عليها " Bye Bye Single Life " .. بلعت ريقها بعد ان داحمتها غصه وتماسكت كي لا تفسد عليهم فرحتهم وقالت مازحه : زييين كذا خليتوني انزل لحفلتي ببجامه ،
ضحكوا جميعاً وقالت اختها : لو قايلين لك مانمتي الليل ، تعالي قطعيها وتمني امنيه ، اهم شي تمني اني اتزوج بعدك علطول .
صفقتها امها قفى رأسه وقالت : مشفوحه على العرس ،
قالت مرام ممازحه : زوجوها سعود خلوها تكره الزواج وطاريه ،
مدت يدها وهي تسكتها : تكفوووون الا ذا الآدمي قسم بالله ليحشرني بغرفه ماشوف النور لسنين ، والتفتت لمرام بمزح ، اسألو مجرب .
صفعتها مرام من نفس المكان التي صفعتها منه امها وقالت : اقول انطمي بس يحصلك سعود ؟ رجال وغيور وشهم .
دفعتها وهي تقول : ماغث منه الا انتي ، وخري وخرررري .
ابتسمت عروستهم بحزن وقلب مكسور ، يحز في خاطرها ان تترك جمعتهم هذه لتذهب إلى اناس منذ ان بلغت لم تعلم عنهم شيء !
احست بيد تطبطب على كتفها لتلتفت وترى لوجين التي ابتسمت في وجهها وماكان منها الا ان تبادلها الأبتسامه ، وكيف لا تبتسم وهي وسط اهلها مطوقه بالأهتمام والسعاده .

سحبتها اختها لتقطع الكيكه وتقول : تمني .
صفعتها ندى على رأسها وقالت : عيد ميلاد هو يالغبيه .
مسحت مكان الصفعه وقالت : مو شرط الأماني مالها وقت يالغبيه انتي .
ابتسمت اكثر واكثر وهي تنفخ على الشموع وتتمنى بقلبها ان يجعل ايامها القادمه سعاده وفرح بالرغم من انها تشاطره نصفها !
التقطوا الصور تحت صرخاتها : لااااا لا تصوروني بالبجاما
احتضنتها احدى زميلاتها والتي تدعى " سحر " وقالت : حلوه بكل حالاتك ياقلبي .
مازالت محتضنتها وهي ترص عليها فهي اقرب زميلاتها لها : ياعمري بس عيونك الحلوه .
ابتعدت عنها وهي تبتسم وتمد عليها صندوق مغلف ب رقه ونعومه وقالت : لا ترديني ..
ذبلت ملامحها حين رأت الهديه وقالت : ليش كلفتي على نفسك ياقلبي .
وضعتها بين يديها واغلقتها وقالت : مافيها كلافه لو ماهديتك في زواجك متى بهديك؟ اعتبريها مني ومن بنات الميتم برضو .
احتضنتها وقالت : شكراً لك ولهم الله يسعدكم .
سحبتها ندى لتقول : روحي بدلي ملابسك بشي محترم من زين هالوجه للحين بالبجاما ، الله يعين وليد بيشوف هالمنظر يومياً .
ابعدت خصلتها ب غرور وعزة نفس وقالت : يحصله هذا كله .
اطلقوا اصوات متفاجئه ومتفرقه من ثقتها وردت اختها : ياعيني على الثقه ، اشهد انه محظوظ .


دخل إلى المستشفى بخطوات ثقيله بعد ان علم بما حدث لصديق دربه ليسأل على مضض الريسبشن عن مكان غرفته ويسرع بخطواته لها ، رآه جثه هامده على احد الأسره وصدره مفتوح يطوقه مئة سلك وصمام الأكسجين متعلق ب شفتيه، وضع يديه الصلبه على الزجاجه بقهر وغل على حاله ليرص على اسنانه اكثر متمنياً ان الذي فعل ذلك بين فكيه الآن ..
لمح الدكتور يخرج ليسرع له ويسأله : دكتور بشر .
رفع عينيه من على الاوراق التي بيديه وهو يعلم هوية السائل وقال : خير ان شاءالله، الرصاصه اخطت كليته ب اعجوبه .. شخط على الورقه ب قلمه واردف، الي استغربته ان جسمه كله عليه خدوش، ارسلنا الرصاصه للقسم استاذ سعد لا تشغل بالك عبدالله في امان عندنا والحمدلله على سلامته .
هز رأسه وهو ينفث نيران صدره التي اشعلها هذا الفاعل ، كيف تجرأ على فعلته كيف سمح لنفسه ان يؤذيني فيه ! وضع يده وهو يمسح على صورته امامه وقال : حقك والله مايروح وانا حي .


بعد موجة الرقص والأحتفال هاهم يجلسون بتعب على ارائك الصاله و " عروستنا " بينهم تلملم شعرها الذي انتفش بعد نوبة الجنون التي اصابتها، لم تلهو هكذا منذ مده .. اااه كم تشتاق إلى المشاكسات بين حين وآخر ولولا اختيها لم تعشها يوماً !
وقفت ندى وقالت : اليوم بروفة ميمي لازم تقعدون عاد .
التفتت مرام للوجين بعد ان ذهبوا رفيقات مهره ولم يبقى سواهم وقالت : انا موافقه ولوجي اكيد موافقه بس كلمي امي هي محدده لنا وقت .
لم تصدق خبر ف التقطت الهاتف وطقطقت ب ازرته ليأتيها صوت خالتها : هلا وغلا بهالصوت ياربي لا تخليني افقده .
..: فكينا من كلامك المعسول وش تبين ؟
برطمت لأنها وضعت المكالمه على السبيكر والكل سمعها لتقول : افا خالتو كذا تردين على المدح الي يجيك ، الله يعين ابو سعد .
..: قليلة الحيا هالكلام بيوصل امك .
قالت بسرعه وبرعب : لالالا خالتي تكفين وربي امزح بس شسمه، عادي مرام ولوجين يجلسون شوي بروفة مهره بتبدأ بعد كم ساعه ونبيهم يحضرونها .
انقطع صوتها لثواني وكأنها تفكر لتقول : زين .
كتمت فرحتها وهي تقول : شكراً ياحياتي ، وطيرت لها قبله عبر السماعه لتقفلها وتقفز بمرح، ماعاد عندكم عذر انتي وياها .. البروفه بعد ساعتين بالضبط .
التفتت لأختها التي اصبحت في عالم اخر ، ايقنت تماماً انه ليس العالم الوردي الذي تحلم فيه كل فتاه وهو اقتراب يوم زفافها بل العكس ! عالم سوداوي لا تعلم ماذا ينتظرها فيه .


دخل المنزل بخطوات ثقيله بعد العمل واستلقى على الكنبه بجانب والدته ،
نظرت له بحده وقالت : عساك خلصت الشقه .
زفر بملل وقال : ايه .
عضت على شفتيها بقهر وقالت بعصبيه : ايه هذا الي فالح فيه من يومها بنت العقربه ممشيتك على مزاجها .
انزل شماغه فقد احس بأنه يضغط على رأسها ليطوقه بالصداع : كم مره قلت لك هي ماطلبت شي انا الي بسويها عشان خصوصياتنا .
صفعت يديها في بعضها وقالت : قال خصوصيات انا اعرفها بنت مرام بتاخذك مني عشان تنتقم لكن ماراح اسمح لها وسكن فوق مافيه .
" ملاحظه ام سعد وام مهره سموا بناتهم على اسماء بعض .. ريم ومرام .. "
فتح ياقة ثوبه وهو يضع شماغه على كتفه ويخرج من غير اي كلمه وهذا ماجعل والدته تطنقر غضباً من تجاهله وعلى حسب تفكيرها ان مهره سحرته ليعرض ان طلاقها ويتزوجها مرغماً .
جلست ابنتها التي تصغر الوليد ب سنه وهي حامل في الشهر الثامن وقالت : هاه بشري .
حركت يديها بغضب ورفعت صوتها كي يصله وقالت : وش ابشر الله لا يبشرها بخير هي وامها ، ساحرته مافيها كلام عيا يسمع لي كلمه ورد غطاها ، يبي يقنعني انها ماطلبت بيت لحالها عشان تاخذه مننا وانا عارفته يغطي علييييها .
صفعت ابنتها يديها في بعضها وقالت : يعني خلاص بيتزوجها .
وقفت الأم بحمق وقالت : بخليها تندم على اليوم الي فكرت فيه تدخل هالبيت وماكون دليّل .

انزل ثوبه وهو يسمع تهديدتها لها ويتنهد ، يبدو انها ستواجه صعوبات في هذا المنزل خصوصاً ان امه لم تتقبلها بعد الحادثه التي حصلت بينهم !


تظن الأم ان المهره هي من علقت ابنها وهو العكس تماماً ! لذلك زوجته احدى بنات اخواتها والتي تبين انها نسخه مصغره من الشيطان تجاهلت احتياجات ابنها لتغيض تلك المسكينه فحسب .

زفرت بتوتر حان الوقت كي تخرج إليهم، مررت يديها على تفاصيل الفستان الأبيض المرصع ب الماسات صغيره انتثرت عليه بتوب وصدر مفتوح ضيق من الخصر ثم يتوسع بالتدريج إلى اخر قدميها .. تأملت شكلها بالمرآه امامها هذا ماكانت تتمناه لكن ليست في هذه الضروف، ليس وقلبها محطم إلى اشلاء !
تأملت التسريحه العاديه التي رفعوها لها ووضعوا فيها الطرحه بعنايه لم يتكلفوا فهي مجرد بروفه !
مدت عليها مسكتها التي زينت ب الروز الأحمر وفصوص الألماس مشابهه لثوبها ، اخذت نفس عميق لا تعلم لماذا هي متوتره هذا ليس وقت التوتر ماذا ستفعل في ليلة الزواج !
اشرت برأسها عندما رأت المنظمه تأشر لها وفتحت الستاره عليهم وحينما انفتحت اصبحوا في ذهول ، لم ينطقوا اي كلمه كانت نظراتهم كافيه .
ابتسمت لهم كالقمر وما ان ابتسمت حتى هجموا عليها يتأملونها عن قرب .
قالت ندى : يمه قلببببي وين راحت اختي الشهبا ، طلعي اختي لا اطعنك ، ولوحت بالقلم الذي كان بيدها .
ضحكت بنعومه وقالت : بلا عباطه ، ولفت بمرح وهي تتمايل بغنج وتردف ، وش رايكم ؟
قالت لوجين بأبتسامه مشرقه : تهبلييييين احلى عروسه والله .
قالت مرام بعد ان ابعدت ندى واتت مكانها : يخرب بيت بيتك هذا وانتي ماتمكيجتي ولا سويتي تسريحه سنعه ، وربي سندريلا .
ضربتها بخفه ب المسكه وقالت : لا تدعين علي وانا مابعد تزوجت .
استغفرت الأخرى بسرعه .. بعد دقائق معدوده بين اراء واطراءات دخلت امها للمكان ووقفت على عتبة الباب متأمله فتاتها الصغيره بفستان احلامها والذي صممته بحالميه لهذا اليوم بالتحديد .
لمحت امها من بعيد ونزلت من على المنصه بحذر وهي ترفع فستانها بيديها الرقيقه وتقترب منها وعينيها تلمع من لمعان عيني امها : وش رايك .
وقالت امها وهي تكبت عبراتها : من يومك حلوه ياقلبي ، مسحت دمعه انفلتت من عينها على الظروف التي جعلتها ترتدي هذا الفستان واردفت ، توني رجعت من القصر كل شي جاهز حتى الشوكلاتات والتقديم ، وامسكت بيدي ابنتها لتقول ، الله يوفقك يانور عيني ويسعدك .. ادري ان عمتك قطعتنا طول هالفتره بس تأكدي ان قلبها طيب مثل طيبة قلب ابوك .
مسحت الأخرى على وجهها بعد ان غرقته الدموع وهزت رأسها موافقه : وين ريم ماشوفها .
جلست امها على الكنبه بتعب بعد الدوران الذي دارته : داخت ورجعت البيت مع ابوك ، يلا اشوف ماخترتي شي للحين ؟
جلست بجانب امها والفتيات لتختار لها التسريحه والمكياج .


رمى بنفسه على السرير بتعب من ضغط الدوام إلى ضغط البيت لا شيء يمكن ان يريحه الآن سوى رؤية عينيها الواسعه تحدق به بتلك النظره الآسره .. وضع يديه خلف رأسه وهو يرسم ملامح وجهها المضيء في سقف غرفته، لا يعلم ماذا حدث له بعد رؤيته لوجهها لأول مره منذ اكثر من 8 شهور تحركت مشاعره لتسحبه من غير شعور نحو وجهها الفاتن وبالتحديد بجانب حبة الخال التي توسطت خدها الأيمن ..
تعدل بجلسته حين سمع طرق الباب ليسمح بالطارق بالدخول وانفرجت شفتيه بإبتسامه حين رأها تدخل غرفته بجهد وتوقف ليساعدها : على هونك ..
جلست على السرير ليجلس بجانبها وهي تمسح على بطنها : هذا وهو للحين ماجا معذبني .
ابتسم وقال : لا تخافين بيطلع رجال على خاله .
..: يابخته والله لو يطلع ربعك وتنهدت بحزن مصطنع .
امسك بيدها وقال : عسى ماشر وش مضايقك .
التفت له بكامل جسدها وقالت : مضايقني انك قررت قرارك بدون حتى ماتشاورنا .
ترك يدها تدريجياً ولاح بوجهه للجهه الأخرى من الغرفه ، تضايقت من حركته وامسكت بوجهها لتلفه ناحيتها وتقول : وليد لهادرجه صرنا مب مهمين عندك؟
..: لا حشى مب هذا المقصد .
قالت بإستياء: اجل وش المقصد ، رحت بتنهي الزواج وجيت وانت مقرر تتزوجها وبأسبوع بعد ! لا تكون ساحرتك بس
نظر لها بحده ووجهه الأسمر يتحول تدريجياً للأحمر : اذا مالي حشيمه على الأقل احشمي تربية خالك .
فزعت من نظراته ونبرته التي تغيرت 180 درجه وقالت : ماكان قصدي انا كان عندي شك وبس .
توقف وقال : المفروض ماتشكين ولا واحد بالميه في تربيته وهو الي مربيني من بعد ابوي الله يرحمه ، امسك بمقبض الباب واردف ، بنام تعبان .
وقفت وخرجت بأستياء اكبر من الذي اتت به وايقنت تماماً انه ليس بعقله !
استغفر اكثر من مره وتنفسه يضيق اكثر فأكثر ، كانت فكرة الشقه مثاليه ليبعدها عن شر امه واخته اللتان لا ينوان لها الخير وهو الأدرى تماماً انها لن تؤذي احداً .











لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-12-16, 08:36 AM   #32

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-


لنْ تَستطيعَ سِنينُ البُعْدِ تَمنَعُنا
إنَّ القُلوبَ بِرَغْمِ البُعدِ تَتَّصِلُ
لا القَلبُ يَنسَى حَبيبًا كَانَ يَعْشَقُهُ
ولا النُّجومُ عَنِ الأفْلاكِ تَنْفَصِلُ
- عبدالعزيز جويدة.



أتت الشمس لتقشع ظلام الليل عن الأبطال وتبشر بيوم جديد مليء بالأمل والسعاده للبعض والبعض الآخر ولى امره لله واستودعه يومه ليزينه، تماماً مثل عروستنا انهت حمامها المغربي وتقشير الجسم وانتقلت إلى علاج الشعر والأظافر لتنعم بقليل من الاسترخاء قبل الليلة الكبيره !

دخلت اختها بصخب وشعرها ملفوف بأحدى اكياس الشعر وقالت : ميمي متى بياخذ ذا الزيت .
قالت اختها وهي ترخي رأسها للمساج : انا اول مره اشوف بنت ماتحب العنايه ، اصبري عليه شوي .
تأففت وجلست بجانبها بالروب الوردي الخاص بالصالون واختها بنفس الزي : والله مالقاها الا ندى هربت مع البنات .
ابتسمت وقالت : وتخليني لحالي بيوم زواجي .
فزت واقتربت منها وهي تحضنها : وانا اقدرررر بس .


انهوا فقرة العنايه هي ومرام وندى ليهموا بالتساريح وكل واحده لها مصففه خاصه بها، لوجين لم تتكلف بالتسريحه تركت شعرها الحريري على ظهرها بتموجات كبيره وبف من الأمام لتكتفي بذلك !
اما ندى ف رفعت شعرها ب تسريحه فرنسيه بسيطه ووضعت فيه دبوس بلون فستانها .
ومرام اكتفت بالاستشوار على قولتها " البساطه حلوه في كل شي "
..: بنات تهقون كيف شعور العرس ؟
قالت لوجين وهي تسرح شعرها : اذا جربته بقولك .
امسكتها ندى وقالت : ليش ماتسوون عرس دامكم متزوجين على سنة الله ورسوله .
انزلت عينيها لأصابعها وهي تتخيل خاتم الماس يزين يدها الرقيقه وقالت : ندى هذا زواج على الورق لمصلحة العايله وبس .
مطت ندى شفتيها وقالت : وربي لايقين لبعض انتي وسعد يارب يصير زواج حقيقي لأني اشوف نظراتك له !
رفعت عينيها الزمرديه لها وقالت : وش قصدك ؟
التفت بكامل جسدها لها وقالت : قصدي اني اشوف حب بعيونك كل ماطرا اسمه .
اعادت عينيها لأصابعها تكرر كلام ندى في عقلها الباطني ، هل يتضح علي شيء ! هل انا فعلاً احبه ، لالالا ، نفضت رأسها الصغير وقالت : خلينا مني هاليوم يوم مهره .
ذبلت ملامح ندى وهي تتفحص ملامحها ف ايقنت فعلاً انها تحبه !
اتت مرام مشتطه تلوح بيديها لكي ينشف المناكير وقالت : انتم للحين ماتمكيجتوا ، ياربي بليدات قومي انتي وياها قومي .
نزلوا للطابق السفلي حيث خبيرات الماكياج وخلال نزولهم لاحظوا والدتهم تتحدث من رئيسة الخدم ومعهما فتاة غريبه .
دفعتهم مرام وقالت : روحوا بشوف وش السالفه واجي .
نزلت مع السلم الكبير لتقابل والدتها وتقول : وش صاير ماما .
لوحت والدتها بورقه امامها وهي تقول : خادمه تبي تشتغل هنا، المشكله ماعندنا نقص ولا طلبت ! من وين جات مادري .
قالت مرام وهي تنظر للفتاه ويتضح انها تصغرها بكثير وقالت : ماما اكيد بنلقى لها مكان هنا ، ماجات تطلب شغل الا محتاجه .
هزت امها رأسها وقالت موجهه كلامها إلى رئيسة الخدم : دليها على طابق العاملات وشوفي لها اي شغل تشتغل فيه .
ابتسمت مرام بإرتياح وعادت إلى الفتيات : هااااه وش صار .
قالت لوجين وهي تحاول ان تفتح عينيها لتقوم خبيرة المكياج بتكحيلها : شوفة عينس .
ضحكت مرام وقالت : من عاشر ندى صار زيها .
صفقتها ندى بالكتالوج لتصرخ الخبيره : لك شو عملتي ؟
قالت بإستياء : اقول انطمي انتي ، ووجهت كلامها لمرام ، وانتي وش فيها عشرتي ان شاءالله ؟ مافيه احلى منها .
جلست مكانها وقالت : بسم الله الرحمن الرحيم اكلتينا ترا مافيها شي ياقلبي كلك عسل .
اقتحمت المكان نفس الفتاه التي رأتها مرام بالأسفل لتقول بخجل : ااه كتير عم بعتزر ، فكرتكن خلصتو منشان ضب المكان .
ابتسمت لها مرام وقالت : لا حبيبتي مابعد خلصنا بس عادي تقدرين تكنسين وتمسحين الزجاج .
بادلتها الأبتسامه وبدأت بالتنفيذ .
طقطقت لوجين بأصابعها على هاتفها وهي تنفخ بالون من العلكه وتقول : فاطمه تسلم عليكم بنات .
ردوا بصوت واحد : الله يسلمها .
بلمت ندى ثم قالت : لحظه لحظه مين فاطمه؟
ضحكت لوجين وقالت : بنت خالي ، طول الوقت احكي لها عنكم .
هزت ندى رأسها وقالت : اييييه قولي كذا ، الله يسلمها ماراح تجي للرياض ؟
ذبلت ابتسامتها للحظه وقالت : لا ماظن ، لتنزل هاتفها بضيقه على الطاوله بجانبها .
كانت تكنس لكن كل تفكيرها كيف تجلب ذلك الهاتف ؟
تسللت وهي تحمل قطعة قماش ممثله انها ستنظف الطاوله وبحركه سريعه وضعت الهاتف في مخبى زيها الرسمي واكملت تنظيف .



ارتدت فستانها الأبيض والمشابه لبياضها الناصع بل بشرتها ازهى واجمل صعوداً إلى الطرحه المزينه بالكريستالات تنزل تدريجياً على ظهرها إلى ذيل فستانها ، امسكت ب مسكتها بإرتجاف وتوتر وهي تنظر للمصوره امامها .
..: جاهزه ياعروسه؟
ادخلت الهواء إلى رئتيها وقالت : جاهزه .
امرتها ان تبتسم كل ما التقطت لها صوره لكن شفتيها تعجز عن الأنفراج ، جلست على الكرسي المخصص للتصوير وسلطت الأضواء عليها وبدأت بإلتقاط الصور ، امرتها ان تمسك ب حرفيهما وتلوح بهما وهي تبتسم لكن شيئاً ما بداخلها يعتصرها وهي تمسك بحرفه بجانب حرفها ، زفرت بضيق بعد ان انتهت ورمت بالحرفين على الأرض تحت انظار المصوره التي قالت بقلق " انتي منيحه " ،
جلست على الكرسي واجتاحتها رغبه بتمزيق الفستان وتحطيم المكان من قهرها المكبوت !
قاطعوهم الفتيات وهم يدخلون بمرح ويحتضنوها ، امسكت بيدها لوجين وهي تجعلها تدور : وش هالزين ياربي
توترررت اكثر فهي ستعجبه بالتأكيد ، لا تطيقه ولا تريده !
جزعت لوجين من منظر عينيها الدامعه وقالت : شفيك .
قالت وهي تكتم عبراتها : مابيه ، اكرهه .
قالت لوجين وهي تحتضنها تحت انظار الفتيات والمصوره التي رق قلبها لمنظرها ، عروس بالأسم فقط اما فرحتها ليست بفرحة عروس .
قالت لوجين بسرعه : لا تصيحين وتخربين الميك اب بليز .
بقيت دموعها معلقه في رموشها وهي تقول : خليه يخرب ماعاد ابي هالزواج ، رفعت فستانها بيد ومسكتها بيد اخرى وهي تمشي مسرعه لتخرج من غرفة التصوير ،
سبقتها لوجين ووقفت امام الباب : وش قاعده تسوين ؟
تنفست بصعوبه وكتفيها يطلعون وينزلون : لوجين ابعدي بموت من الضيقه برجع للبيت .
وسعت عيني لوجين وقالت : مجنونه انتي ؟
جات مرام تمشي لهم وقالت بإستياء : هذا مو حل لمشكلتك ، انتي شفتي فرحة امك فيك؟ شفتي فرحة خواتك لك ؟
التفتت خلفها لترى اختيها يقفون والعبرات محبوسه في عينيهم ، وضعت في موقف لا تحسد عليه اقتربت منهم وهي تحضنهم .
قالت ندى بإختناق : مهره لا تسوين شي تندمين عليه ، يمكن ربي كاتب لك الخير مع وليد .
رفعت عينيها للسماء محاوله كبح دموعها من السقوط وهي تهف على وجهها ، وفي لحظة مفاجئه دخلت والدتها على موقفها وهي تحضن اختيها وقالت : مهره انتي للحين ماتجهزتي؟ زفتك بعد نص ساعه ، وين ذا المصوره واشرت لها بعصبيه لتردف ، ابي الفيديو شغال طول الزفه سامعتني ومابي وحده من العاملات تطلع فيه .
..: تكرمي مدام .
تأملت والدتها التي قضت الليل بطوله ترتب وتأمر وتنهى فقط لتصبح ليلتها كامله لا تشوبها شائبه !


ارتدى ثوبه الأبيض المطابق لغترته وبشته الأسود بيديه وامه لم تكل ولم تمل عن وصف مهره بأبشع الأوصاف ، رأها تقف اما المرآه وتتحلطم وهي ترتب شكلها .
جاءت اخته بكامل زينتها ولبسها الواسع من اجل الحمل وقالت : وانت بعد الله يهديك يوم نويت تتزوجها كان خليته متأخر شوي ، وربي توهقت ، انظمت لأمها لتتفقد شكلها واردفت ، يلا مامي تأخرنا بالنهايه احنا اهل العريس والمفروض اول الحاضرين .
دفعتها بكوعها وقالت : انطمي لا اطلع الحره فيك ، وبعدين مايجي متأخر الا الأميرات .
صدع رأسه من طاقة والدته السلبيه في الأيام السابقه وقال : متى بيجون خالاتي ؟
ردت امه : مادري وش يدريني انا
تنهد وخرج ليقابل خاله عند باب المنزل ومعه سعد وسعود والمفاجئه الأكبر طلال !
احتضنه بقوه معبر له عن شوقه وقال : مبروك مبروك ياعريس ، اخيراً شيبت وشابت مهره وانتم ماتزوجتوا .
ضحك وقال : الله يبارك فيك وعقبالك ، وشلونك طمني عنك كيف لندن .
كمشت ملامحه وقال : ياشين الطاري ، مانبي نكد الليله نبي نفرح .
قال سعد وهو يقفل ياقة ثوبه : خلصتوا رسميات ؟ يالله مشينا اخرنا العريس عن عرسه .


جلست على الكرسي وحيده تنتظر زفتها ، طار قلبها عندما سمعت المطربه تأمر الحريم بالتغطي ليدخل العريس ، زاد تنفسها ، وضغطها ارتفع مسبباً لها برجفه ، لم اتفق مع امي على هذا !
لماذا ينزف قبلي ماذا لو سقطت امامه ، سأرى نظرات الشماته تلك مجدداً ، بلعت ريقها وهي تضغط على مسكتها لتدخل امها : يلا حبيبتي ، زفتك بتبدأ .
توقفت بصعوبه بسبب رجفة قدميها ورافقت امها لتقف خلف الستائر بتوتر : ماما فيه ناس كثير .
هزت رأسها امها وهي تقرأ عليها بهدوء وتمسح على شعرها : اهدي حبيبتي واقري على نفسك ، نزلت امها لتتركها وحيده خلف تلك الستائر ، وماهي الا دقائق حتى اشتغلت موسيقى إليسا " مكتوبه ليك " ، انفتحت الستائر ببطئ على نغم الموسيقى لتكشف عن تلك الحوريه بالفستان الأبيض ، لمحته من بعيد يقف بطوله الفارع لم ترى احداً سواه ، واقف في المنصه في وسط كوشتها وبجانبه امه ترمي نظرات الحقد والشماته ناحيتها ، تشجعت وابتسمت نعم ابتسمت فقط كي توصل له انها ليست مكسوره ، ليست حزينه بل على العكس تماماً ، وما ان بدأت إليسا بالغناء حتى بدأت تمشي بتأني على سلم القاعه الكبيره ، مشت من امامها المصوره لتوزع ضحكاتها للكاميرا ، ساحره ، فاتنه ، محظوظ فيها ، كانت كل تلك الكلمات موجهه لها تحت استمتاعها بنظرات عماتها واخته لها ، توقفت للحظه وسط القاعه لتميل رأسها لليمين وتبتسم ابتسامه واسعه وضحت لها صف اللؤلؤ المرتب ، ماجعل المصوره تبتسم على تفاعلها .
لم يرمش ولا لثانيه واحده خلال نزولها سحرت الأعين وسحرته اولاً ، لم يشعر بقدميه وهي تقوده إليها عندما وصلت إلى درج المنصه ليمد يده الصلبه ناحيتها ، اما المصوره رأتها فرصه ممتازه كي تحضى بلقطات رومنسيه بين هذا الثنائي ، رفعت عينيها الواسعه إليه ثم انزلتها إلى يده لتغلل يدها الصغيره فيها ، ساعدها على الصعود ناحيته ليعود خطوه للخلف متأملاً فيها ويده مازالت تطوق يدها ، حاولت تسحبها لكنه يرفض افلاتها ، سحرته بملمسها الناعم والمناكير الأحمر المغري ورفعها من غير شعور ليقبلها ، صرخت ندى من بين صرخات الفتيات الهائمات وقالت : يمه قلببببي زي الأفلام بالضبط ، ورفعت يديها للأعلى لتردف ، ياربي ارزقني زوج زي كذا .
صفقتها مرام وهي تقول : لا حياء ولا مستحى ، لو جده هنا قتلتك على هالكلام .
رافقها للكوشه وهو مازال يمسك بيدها ولم تخفى هذه اللحظات على المصوره التي امرته ان يقبلها مره اخرى اما هو لم يصدق ليمسك بيديها الأثنتين ليقبلهما معاً ، تضايقت وانخنقت من قربه ومن ملمس شفتيه على يديها ، احست بالحراره تسري في صدرها لتسحب يديها وتعيدها على مسكتها .
بدأت بالتصوير وما ان بدأت حتى اتت امه لتجلس وسطهما وهي تبتسم : مبروك عليك ولدي .
بادلتها الأبتسامه لتقول بثقه : مبروك عليه انا .
اقترب من امه محاولاً ان يبقى هادئ امام الكاميرات : يمه اقصري الشر مو وقته .
وقفت بحمق لتبتسم مهره بأنتصار ، امرتها المصوره ان تقترب منه ماكان منها الا ان تنفذ بسبب الأعين التي تنظر لها من خلف النقابات ، اقتربت كثيراً لدرجة انها لو تلتفت ستسقط عينيها في عينيه وهذا اخر شي تريد فعله !

قاطعهم صوت المطربه وهي تقول : ابو العروس عنده رساله مهمه .
ومن غير سابق انذار اشتغل البروجكتر ليظهر صوته الفصيح الدافئ يتلي رسالته على مسامعها .

..

ابنتي اليوم تنتقلين إلى يدين غريبتين . . .
في هذه الليله سيظلك سقف غريب في بيت رجل غريب.
في هذه الليله سأقف فوق سريرك النظيف في بيتي فأجده خالياً من ثنايا شعرك الأسود الذي يفوح منه عطر الطهاره فوق وسادتك البيضاء ، وقد تنهمر الدموع من عيني لأول مره في حياتي، فاليوم يغيب عن عيني وجه ابنتي، ليشرق في بيت رجل آخر ، اليوم ينتقل شعوري وتنتقل احاسيسي إلى اهل امك عندما سلموني ابنتهم وهم يذرفون الدموع ؛ كنت اظن انها دموع الفرح او دموع تقاليد اهل العروس ! ولم اعرف الا اليوم ان ماكان ينتابهم ، هو نفس ما ينتابني الآن ، وان مايعذبني هذه الساعه كان يعذبهم ، وان انقباض قلبي في هذه اللحظه وانا اسلمك إلى زوجك كان يداهمهم ايضاً.
وصدقيني يا ابنتي انه لو كان لي يوم تزوجت امك شعور الأب لأفنيت عمري في اسعادها كما احب ان يفني زوجك عمره في سبيل اسعادك،
ابنتي . . .
في هذه اللحظه اندم على كل لحظه مضت ضايقت امك فيها ، اليوم نحن الحاضر والمستقبل قادم،
اتمثلك واقفه امامي تقولين " زوجي يضايقني يا ابي " ، فماذا افعل ؟ اسأل الله ان لا ينتقم مني بك ، والله غفور رحيم .


بعد ان انهى رسالته واغلق البروجكتر صوته بانت شهقاتها في الصاله لتتقدم منها امها بسرعه : يمه لا تصيحين خربتي شكلك .
احتضنت امها وكلمات والدها مازالت ترن على مسامعها : ابي اشوفه .
هزت امها رأسها : تبينه يشوفك وانتي شكلك كذا ويخاف ؟
مسحت خديها وهي تقول : لا ، اشرت امها لأحدى الكوافيرات لتصلح ما افسدته دموعها ،
جلس بجانبها بقلة حيله والألم يعتصر قلبه عليها وهو يراها ترتمي في احضان والدتها التمس الخوف بكلمات خاله وكأنه تنبأ بشر امه لها تمنى لو انه بمكان والدتها للحظات ليواسيها لكن يعرف في قناعة نفسه انها لا تطيقه .
بعد ان انهت اصلاح المكياج اتوا العاملات ب قالب الكيك الأبيض المضيء بالشموع ، اخفتوا الأضواء ليصبح المكان شاعري ويلامس المشاعر ، وقف ووقفت معه ورافقتهم امها وامه ووقفوا امام القالب ليسنحوا للمصوره تصويرهم ، مدت امها عليهم السكين ليمسكها مرت لحظات ودقائق وهي تنظر ليده السمراء معلقه تنتظر لمستها ليبدأ بالتقطيع ، تداركت الوضع امها ووضعت يدها فوق يده مما جعلها تتضايق اكثر ، هذا اقل ما يستحق لا يلومها على كرهه فقد جرحها وجرح انوثتها .
قالت امها لتيقضه : يلا وليد يمه خذ مرتك سعد متصل يقول ننتظره ، هدل بشته وهو كاره على ضعفه امامها وكره تواجد امه وخالاته لمضايقتها ، تمنى لو انها تترك خلافهم وتجد الأمان بأحضانه ، احس بيدها تطوق يده لترتكئ عليه وقت النزول فما كان عليه الا ان يكون جبلاً لها ، تعثرت بطول فستانها لتأتيها ردة فعله سريعه طوق خصرها بيديه الحديديه وهي وضعت يديها على كتفيه كردة فعل .
ابتسمت المصوره بإنتصار فهذا وقتها وهذه لقطتها ، ابعد الكاميرا بإستياء وقال عندما رأى احراج مهره : كذا يكفي .
انحنى ليرفع طرف فستانها عن موطئ قدمها وقال بصوت هادئ : عورتك ، وكان يقصد قدمها .
هزت رأسها بالرفض واكملت طريقها برفقته تحت احراجها من المتواجدين .


جلست ندى على المنصه وهي تمسح انفها بعنف والذي احمر من كثرة البكاء : ياربي توفقها ، ماصدق بتروح هالبرصاء .
قالت مرام وهي تصفع يد بيد : وهي وين بتروح ان شاءالله تراه ولد عمتك .
كشت ندى عليها : ادري ولد عمتي ، بشتاق لها .
قالت ريم بإنتصار وهي تقصد عمتها : انتي شفتي وجهها بس ياربيييي حسيت بنشوه وانا اشوفه .
قالت ندى وهي تمسح انفها : وربي بردت قلبي يوم ضحكت للمصوره وللحضور .
قالت لوجين وهي تجلس بجانبنهم : فعلاً احسن شي سوته مابينت لهم شي .
نظرت مرام للساعه وقالت : الليل ببدايته امشوا نرققققص .


ضمته بقوه ، حتى احست انهم جسد واحد وهي لم تكف عن البكاء : ليش هالصياح الحين يابوك .
قالت وهي لا تريد الابتعاد عنه : بشتاق لك .
امسك بطرف شماغه وكانت هذه حركته عندما تبكي ومسح فيها دموعها : لاشوف دموعك ولا تراني بزعل ، ووجه كلامه للوليد ، انتبه لها ياولدي .
قال برزانه وبصوت رخيم : بعيوني يابوي .
ضلت ممسكه بيدي والدها إلى ان خرجت وركبت السياره ، كتمت عبراتها حياءاً من سعد الجالس بالسياره ،
..: مبروك يامهره الله يوفقك .
قالت بصوت متزن بعد نوبة البكاء : الله يبارك .
سفط بشته ووضعه بينه وبينها لتتوتر من رائحة العود والبخور التي فاحت منه .
مرت دقائق ثقيله على قلبها ورائحته العذبه تخنقها مدت يدها إلى الشباك لتفتح منه قليلاً وتسمح للهواء الطلق ان يبعد عطره .
التفتت له لتراه واضع يد على فخذه والأخرى على المرتبه لتصبح خلفها ، تأملت شكله السارح في شوارع الرياض ، جذاب المظهر كله رجوله ، عريض الكتفين كثيف واسود الشعر ، كأي رجل شرقي وسيم .
ايقضها صوته وهو يقول : مشينا .
حمدت الله ان غطاها ساتر لوجهها بالكامل ولاكان فضحتها نظراتها ، نزل قبلها ومد يده لتتشبت بها بقوه ، احس برجفتها وبرودة يدها الصغيره ف ابى ان يتركها ، امسك يدها بيد ورفع فستانها بيده الأخرى ليسمح لها بالمشي .
انخنقت وهي تقول في نفسها : لا تصبح معي لطيف لا اريد ان اميل لك بكل جوارحي ، ابتعد ارجوك !
تنفست الصعداء عندما رأته يبتعد ليسلم على سعد ويأخذ بشته بيده ، ابقاه بين يديه وعاد لمكانه بجانبها ليمسك بيدها .



جلست على الكرسي بين الحضور وهي تبحث بإستياء في حقيبتها : وين راح .
جات ندى وهي تضع حبة فراوله في فمها : وش تدورين .
قالت بغضب : جوالي مدري وين راح .
قالت وهي تلحس اصابعها من الشوكولاته : دوريه بجناح العروس فوق اكيد ناسيته يوم كنتي عند مهره .
هزت رأسها وخرجت من القاعه لتستقل السلالم .
اتاها صوت خالتها من خلفها : اشوا اني لقيتك ، وين اختفيتوا كلكم .
قالت ندى وهي تنفض يدينها : امري ياعيوني ، كلي لك .
عدلتها خالتها بغضب وقالت : تعدلي وصيري مره لا اضربك .
عدلت وقفتها وقالت : امري خالتي .
ابتسمت وقالت : كذا كويس ، حطت بيدها مبخره ذهبيه وقالت ، عطيها ابوك فشله ينتظر من اليوم عند الباب .
اخذتها ومشت بسرعه للباب الفاصل بينهم وبين قسم الرجال لتراه شبه مفتوح وهيئة والدها واقفه خلفه فتحته وهي تنظر لظهره وقالت : سم يبه .


مسح على قدميه بألم تحت انظار سعود الذي قال : افا سلامات .
ابتسم وهو يقول : الشيب وانا ابوك ماعاد بقى فيني حيل .
قال سعود وهو ينفخ صدره : افا علييييك ابو العروس وتشتغل ، تفضل تفضل استريح وانا بجيب لك عازتك .
هز رأسه وقال : الله يرضى عليك ويرزقك بنت الحلال ، مشى ليتركه عند الباب وهو يعدل غترته .
تصلب ظهره عندما سمع صوتها يأتيه من الخلف " سم يبه " ، ارتبك ، توتر ، لم يعرف ماذا يفعل في هذه اللحظه ، هل يلتفت لتراه ، لالالا ربما ستجزع لرؤيته وتصرخ وتفضحه ، ولكن ...
توسعت عيناه حين رأها تأتي امامه وعينيها على البخور تهف عليه كي لا ينطفئ : تبخر تبخر ياجعلني افداك .
سرت القشعريره بجسده من كلامها الجميل ، يااااه كم هو محظوظ والدها يصبح ويسمي على هذه الكلمات الجميله .
عقدت حاجبيها لعدم رد والدها عليها وهي اول مره يتجاهلها ، رفعت عينيها المزينه بالعدسات الرماديه لتصطدم بعينيه البنيه الساحره ، انفرجت شفتيها بصدمه وكان اول ردة فعل لها افلات المبخره لتسقط وتتحطم لأشلاء .
تدارك الوضع ومشى من امامها ليتركها مصدومه مستحيه من نفسها وتصرفها !
دخلت إلى القسم واغلقت الباب برعب والحمره سرت في جسدها كله وتسمع صوت ضربات قلبها بوضوح ، استندت على الباب بظهرها وهي تضرب خدها : يافشلتيييي يافشلتي طالعه له بكل وساعة وجه ، غبيه شجابه لأبوي هذا طويل شلون مالاحظت ، وضربت رأسها بخجل .

دخل الى قاعة الرجال وكل مايراه امامه هو وجهها المصدوم ، مين هذي ؟ من وين طلعت لي .
ابتسم عندما تذكر دعوة زوج خالته وقال : اسرع من كذا مافيه .
جلس على اول كرسي وجده وهو مازال تحت تأثير وجهها ، تلبس الفضول عقله سيموت ان لم يعرف هويتها .
اتاه زوج خالته وقال : عسى ماشر ياولدي .
وقف بربكه وقال : السموحه ، طاحت المبخره من يدي وانا جايبها مانتبهت .
هز رأسه بتفهم وقال : حصل خير ، انكسر الشر ماقصرت ياولدي .
..: الله يطول بعمرك .
جلس مرة اخرى بعد ان ذهب زوج خالته ليختلي بوجهها في مخيلته ، رأى الكثير والكثير من الفتيات ، الشقراء والحمراء وحتى السمراء لكن مثل جاذبيتها لم يرى .


ساق السياره بتأني بعد ان اوصل العريسين ليعود الى الزفاف لكن قطع عليه صوت هاتفه ينذر برساله ، عقد حاجبيه واخرجه ليفتح الرساله وعينيه تمسح احرفها " قابلني عند باب القصر " رفع عينيه إلى اسم المرسل " لوجين " ، عقد حاجبيه اكثر وهو يقول بنفسه وش صاير !
قاد بسرعه على عكس تأنيه قبل قليل ليصل للقصر بسرعة قياسيه ، نزل من السياره وهو يعدل غترته وخطواته تتوسع اكثر فأكثر ، رأها تقف بعيداً عن القصر ، فعقد حاجبيه ليقول بصوت شبه عالي : وش مطلعك ؟
اقترب منها لكن لم يرى سوى سواد العباءه وظهرها ، مد يده ليلفها نحوه لكن شخص مجهول باغته بغرز ابره في رقبته ، امسك برقبته بألم وهو يسقط شيئاً فشيئاً على الأرض واخر ما شهده تلك المرأه عندما لفت له وهي تبتسم ابتسامه خبيثه .


الساعه 3 صباحاً ..

جلست على كنب الصاله وهي تخلع كعبها العالي وتهف على قدمها : رجليني تحرقني حسبي الله عليكم .
قالت اختها وهي ترمي كعبها الأخرى : اول واخر مره البس كعب ، المره الجايه بجي بكوتش .
ضحكت لوجين وهي مازالت بحلتها : ياحبكم للحلطمه .
انزلت حقيبتها وهي تردف ، بنات جوالي مالقيته ب اي مكان كأن الأرض انشقت وبلعته .
قالت مرام وهي تنزع المناكير عن اظافرها : بسيطه اشتري غيره ماصار شي .
قالت بإستياء : مابي غيره ابيه !
اتت ريم وهي تحمل صينيه مذهبه وفيها اكواب على عددهم : هوت تشوكلت للجميع .
ركضت ندى وهي تمسك ب كوب وتشفط منه : اااه يازين الدفى ، الشرهه علي لابسه هاللبس ببدايات الشتاء .
قالت ريم وهي تضع رجل على رجل : احسن امي نصحتك بس انتي ماتفهمين .
انزلت كوبها وقالت بفضول : ايه صح وينها امي .
مرام : فوق عند امي ، وبما انكم بتنامون هنا اليوم امشوا نبدل لأن هالفستان ضايقني .
قالت ندى بخبث : اييييييه مهره عندها ناس ينزلون لها ملابسها وحنا لنا الله .
فتحوا عيونهم بصدمه من كلامها وماكان من مرام الا ان تنط لتكفخها والبنات يفارعونهم .


فتح عينيه بصعوبه وجهته اليمنى بالكامل تؤلمه ، حرك فكه بألم وهو يشعر انه مخدر ، فتح عينيه بقوه وهو يمسك المكان تماماً كعيني صقر ، مستودع مهجور والصناديق الفارغه مرميه في كل مكان ، يديه مكبله في كرسي معدني مثبت في الأرض كي لا يسمح بتحركه ، حاول ان يحرر نفسه بقوه لكن سماكة الحبل منعته ، انفتح باب المستودع ليرفع عينيه بسرعه على الداخل فكانت الصدمه كبيره .
قالت بصوت جعل القشعريره والأشمئزاز يسرون في جسد سعد : البطل المغوار صحى .
رص على اسنانه بقهر ووجهه يتحول للأحمرار : اقسم بالله لو يصير للوجين شي لا امحيك من وجه الأرض ولا اخلي لك وجود .
ضحك ضحكه جعلت سعد يتقزز منه وقال : انا مابي لوجين ، ابي العقبه الي توقف بدربي للوجين ، تزوجتها عشان تبطل الوصيه ذكي ماشاءالله .
وقال وصوت انفاسه يعلى : و ماراح تتخلص مني بسهوله .
مشى له بهدوء وهو يقول : ومن قال ابي اتخلص منك ، انا بخليك انت بنفسك تطلقها .
قال مقاطعه : انسى لو على موتي .
اقترب منه ليسدد له لكمه قويه : ماعاد عندك احترام لأعمامك بس انا بربيك من اول وجديد .
رفع عيني إليه ولو ان النظرات تقتل لمات من نظرته وقال : م يشرفني يكون عندي اعمام زيكم .
امسك بالورقه في يده وقال : اذا صرت مستعد توقع على ورقة الطلاق علمني لان واضح انك بتطول هنا .
تحرك بشراسه من على الكرسي حتى اهتزت الأرض من غضبه وقال : صدقني بتندم اشد الندم لو احط يدي عليك .
خرج من المستودع وصوت ضحكته ترن في ارجاءه .
زفر بغضب شديد وهو يتفل الدم الذي خرج بسبب لكمته ، هذا ليس الوقت المناسب ليقلق على نفسه ، اتى اليوم الذي انتظره وخاف منه طوال هذه السنين ولم يكن على اهبة الأستعداد له !


منذ ان دخلت إلى الجناح وهي حبيسة الغرفه وحبيسة وسادتها التي بللتها بالدموع وبقايا المكياج التي نزعتها بشراسه عن وجهها الفتان ، فزت على طرقه للباب وكانت هذه ثالث مره توقف بإستياء وفتحت الباب لتقابله ببجامته وشعره مبلل دليل على استحمامه ، تركب المقبض وجلست على السرير اما هو ارتكى على اطار الباب ليقول : ليش تبكين .
لفت الروب الحريري عليها ليستر اجزاء جسدها وقالت : مو شغلك .
سمعت تنهيدته ومن ثم خطواته الى ان احست بثقله على السرير .
ابعد شعرها عن وجهها لتنلسع من لمسته وتبتعد : لا تلمسني .
ابعد يده وهو يقول : الي يريحك بس قوليلي وش مضايقك .
كتمت عبراتها وحاولت ان تبتعد عنه لقربه الشديد منها : اشتقت لأهلي .
اطلق ضحكه قصيره انتهت قبل ان تطرب مسامعها وقال : طيب بكره نروح لهم ، الحين نامي نكدتي على نفسك .
اخذت مخده تحت انظاره وكانت ستخرج لولا يده التي منعتها : وين ؟
قالت بكره شديد : مابي انام بمكان انت فيه .
وقف ليقول بالرغم من كلامها الجارح : ماراح انام هنا ، واخذ المخده من يدها ليخرج تحت صدمتها .
تأففت لماذا هو بهذه اللطافه ، هل يعقل انه نادم على فعلته ، وحتى لو كان نادم من سيعيد لي كرامتي !
انزلت روبها الحريري ووضعته على طرف السرير لتنسدح بهدوء ، انقلبت على شقها الأيمن وهي تضع ذراعها تحت رأسها تتخيل ملامحه ، نظرت إلى المكان الفارغ بجانبها واحست بالذنب الشديد ، هو لن يرضى ان يلمس شخص لا يطيقه ، عزيز النفس منذ صغره ، رفعت الغطاء عنها وفتحت الباب بهدوء لتطل منه ، رأت جسده مستلقي على الكنبه واضع يد على بطنه ويد خلف رأسه ، مغمض عيناه لكن لا تعلم هل هو نائم ام لا ! ، تقدمت بقدميها الحافيتين وبيده غطاء السرير الآخر ضمته على صدرها بهدوء خوفاً من استيقاضه ، وضعته عليه بهدوء وعادت ادراجها مثلما اتت ، اغلقت الباب وهي تتكئ عليه ، قالت بنفسها عالأقل قليلاً من الذنب انزاح وعادت إلى سريرها كي تحضى بقليل من النوم قبل الصلاه .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-16, 08:58 AM   #33

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



..


فتح عيناه بصعوبه وهو يشعر بسيل العرق على وجهه ، ثوبه تحول بقدرة قادر إلى اللون البني ، تنفس بصعوبه لكثرة الغبار والرطوبه !
استنتج ان المكان قريب من مياه لشدة رطوبته ، المته يديه من شدة احكام الحبل وحاول للمره الألف ان يحرر نفسه لكن دون جدوى ، تحدث صوت بجانبه اجفله : لا تحاول هذي مصنوعه من حدايد .
عقد حاجبيه بحقد كبير ولم يرد عليه ، تأمل هيئته ، شاب في العشرينات نحيف البنيه يرتدي ملابس سوداء من رأسه حتى اخمص قدميه وعينيه مغطاه بالنظارات .
لوح بمسدس بيديه وقال : اخيراً تقابلنا ياسعد .
..: ماعرفك بس الأكيد انك بتضيع من ضياعهم .
نزل النظاره وبإبتسامه عريضه : ومين بيضيعنا ؟
لم يرد لكن صوت انفاسه كان كفيل بالإيصال انه غاضب .
انزل المسدس من يده وجلس بطفوليه على احد الصناديق : تصدق انك مشهور عندنا ، من كثر مانسمع عنك كنت احسك سراب ، بس طلعت حقيقه ، وقال بإستهزاء ، بس بتصير سراب اذا خلصنا منك .
تحرك بغضب على الكرسي وهو يتمنى امساكه ليمزقه بين اسنانه : غلطان وزي ماقلت للي قبلك صعب تتخلصون مني .
ابتسم الشاب على كلامه ، تماماً كما وصفوه ، شرس ، غاضب ، اشبه بالأسود في التعامل مع اعداءه ، لا يستغرب انهم كبلوه بهذه الأسلاك لأنه لو التقط الفرصه لن يدعهم على قيد الحياه .
نزل بنفس مرحه الذي صعد به على الصندوق وقال : تشرفت فيك استاذ سعد بس للأسف خلصت مناوبتي ، قالها قبل ان يدخل شخصاً اخر ببنيه ضخمه ولوح ليخرج .
اقترب منه صاحب البنيه الضخمه ووجه له لكمه اقوى من سابقتها وقال بصوت ضخم كحجمه : بتسوي الي نقولك عليه ولا بتاكل زي هالضربات ؟ الخيار لك .
تفل الدم من فمه وهو يوزع نظراته السامه : سوو الي تبون طلاق ماراح اطلق .
امسك بشعره ليعيد رأسه للخلف وقال : لا تبيع حياتك عشانها وتندم .
قال من بين المه : مبيوعه من زمان .
نفض رأسه واخرج سوط اسود ليسقطه على جسد سعد وهو يردد : طلقها .
تحامل على المه وكل مايجول في رأسه " هي " .


رن المنبه ليزعجها من نومه لذيذه لتمد يدها وتغلقه ، تمغطت وهي تبعد شعرها عن وجهها ، وعلى الحمام لتتوضى وتصلي الفجر ، بعد الصلاه سفطت السجاده وارتدت ليقنز وبلوفر واسع على جسدها لتخرج ، رأته ينام على الكنبه بوضعية الجنين ومخدات الكنبه تغطي جسده ، اقتربت منه وهي تنادي بأسمه بهدوء لكن لا حياة لمن تنادي !
وضعت يدها على كتفه وما ان وضعتها حتى اعتدل بجلسته ، ابتعدت خطوتين بخوف من جلسته المفاجئه وهي تراه ينظر لها بنصف عين وكأنه يلومها على ايقاضه من نومته : الصلاه .
مسح على وجهه ليصحصح معها وقال : وشو .
رفعت صوتها قليلاً : صلاة الفجر .
تأمل وقفتها وقال : زين .
استحت من نظراته ومشت لغرفتها ، اغلقت الباب واتكت عليه ، ليش يناظرني كذا اووف يالفشله .
جلست على السرير وهي تنظر للحقيبه التي احضروها ، حقيبه وحيده كبيره ضاقت بها الوسيعه وهي تفكر بالسفر بعيداً عن عائلتها ، تربعت على السرير والأفكار تعصف بها إلى ان توصلت إلى حل ، عادت لتخرج لكن لم تجده !
جلست على الكنبه مكان نومه تنتظر عودته لتفاتحه بالموضوع .

وماهي الا دقائق حتى عاد ، رأته مرتدي ثوب الزواج من غير شماغ وعندما رأها ابتسم لها .
قالت بتردد كبير : ابي اكلمك بموضوع .
جلس بجانبها على الكنبه بمسافه قريبه وقال : اسمعك .
فركت يديها ببعض وقالت : ابي تكنسل سفرتنا لتركيا .
التفت لها بكامل جسده وقال : وممكن اعرف السبب .
انزلت رأسها وهي تعرف تماماً انه سيرفض لكن لن تخسر شي بالمحاوله : مابي اسافر بجلس عند اهلي .
رفع حاجبه وكأنه يفكر بشيء : طيب .
لفت عليه بسرعه ليلف شعرها الحريري مع حركتها وقالت : صدق ؟
لمح لمعة عينيها السوداء وقال : احترم رغباتك اذا ماودك نسافر ماراح نسافر .
رسمت ابتسامه على شفتيها ومشت للغرفه من غير رد ، ضحك وهو يضع يده على رقبته ، كان متوقع كلمة شكراً على الأقل لكن يبدو انها لم تسقط مافي رأسها .

جلست على السرير وهي في فرحه عارمه على تقبله لرغباتها ، شكرته في قلبها لم تستطع قولها في وجهه لا تعلم لماذا لكن الأهم الآن رؤيتها لأهلها ، سمعت طرق الباب فتعدلت ليدخل ويقول : ممكن ادخل .
هزت رأسها موافقه وهو بدوره دخل ليجلس عند شنطته ويفتحها ، انحرجت واعتلت الحمره وجهها ، اقفلت على ملابسه وتركته بالخارج ، يافشلتي وين اودي وجهي !
وقف وهو يحمل ملابسه بين يديه ويخرج من الغرفه .


..: بشروا عساه تجاوب معكم .
قال الرجل الضخم بتعجب منه : مافيه اي تجاوب كل مازدت بتعذيبه كل مازاد تمسكه بالرفض .
حك دقنه بقهر وقال : كمل كمل م يفل الحديد الا الحديد .
عاد إلى المستودع حيث يقبع ذلك الشرس وملامحه تغطت نسبياً بالدماء ، صفعه على وجهه وهو يصرخ بأبشع الكلمات ، لكن اذنيه مسدوده عن التعذيب النفسي قبل الجسدي .
..: كلها فتره وتنهار صدقني ماراح تتحمل ، واطلق ضحكه مقززه في ارجاء المستودع .
ابتسم سعد ابتسامه مستفزه جعلت الضخم يموت غيضاً مما جعله ينهال عليه بالضرب .
اتى الشاب ليبعده عنه قبل ان يموت ويخرب عليهم الخطه وقال : مجنون انت قلنا عذبه لا تذبحه .
..: وخر وخر ماراح اشفي غليلي الا بفصل رقبته عن جسمه .
دفعه الشاب بعيداً وقال : حكم اعصابك وهدي هذا الي يبيه استفزازك وواضح انه نجح .
اخرج الشاب ولاعه من جيبه وهو يبتسم وقال : كيف تبي درجة الأستواء استاذ سعد .
رص على اسنانه وهو على يقين ان ماقد يأتي اسوأ من مضى لكن لن ينحني ولن يخضع لهم .
امسك الشاب بسيخ من حديد وهو يحمي رأسه بالولاعه ويطلق قهقهات مما جعل الضخم يشاركه الضحك .
انكمشت عضلاته عندما وضع السيخ على صدره بعد ان جردوه من لباسه العلوي وصرخ بألم ، تلذذو ب سماع صرخاته المتألمه والأهم نجحوا في جعله يعاني .
تنفس بصعوبه وهو مازال يتأوه وقال بصوت متحشرج من الصراخ : هي كلها كم يوم وبيكتشفون غيابي وصدقوني بتندمون اشد الندم على كل لحظه مرت ماقتلتوني فيها .
تقدم الضخم بغضب لكن منعه الشاب وهو يوجه كلامه لسعد : بنخلص منك قبل لا يحسون على غيابك اخ سعد ، ووجه كلامه للضخم ، جهز السرير .
انحنى بألم على الكرسي وكل جزء من جسمه يؤلمه وقال في صدره " اللهم اغثني اللهم اغثني ، اللهم اني وكلت امري إليك ف انصري على عبادك الظالمين " .



استيقضت بتعب وكل جزء من جسمها يأن ، نظرت إلى الساعه فهي تشير الى 9 صباحاً ، صحصحت بنفسها ودخلت دورة المياه لتستحم خرجت سريعاً وارتدت بدله رياضيه مع حذاء مناسب ونزلت إلى الصاله الرياضيه الخاصه بالقصر ، عقدت حاجبيها بإستغراب فهي لم تراه منذ الأمس ، حركت كتفيها بحيره وبدأت تمارينها التي علمها اياها ، مرت ربع ساعه ، نصف ساعه ، ساعه ، لم يأتي ولم يكلف على نفسه ان يطمئن على تمارينها ، وضعت يديها على صدرها بضيق ، هل مل مني ؟ ام اني اصبحت عبئاً عليه لذلك لم يكلف على نفسه ان يأتي ! تأففت وخرجت بغضب لتقابل مرام امامها بيديها صحنين وفي فمها ملعقه وقالت على مضض : اساعدك؟
هزت رأسها موافقه ووضعت صحن بيد لوجين لتخرج الملعقه من فمها : اوف ذا الدبيات م يشبعون .
ضحكت لوجين وقالت : عيب ضيوفك .
مشوا إلى غرفة المعيشه لترى ندى منسدحه على الكنب بأهمال وقالت : بدري ست مرام كنت بموت جوع .
وضعت الصحن على الطاوله وقفزت عليها لتسحب شعرها : وجع والله لو انك ببطنين ، تونا مفطرين امداك تجوعين .
فرقتهم لوجين وهي تقول : بس بس ، خليها تاكل بعد عمري كم عندنا ندى حنا .
وضعت يديها على شفتيها ممثله الخجل وقالت موجهه كلامها لمرام : تعلمي يالهمجيه تعلمي .
جلست لوجين ووضعت رجل على رجل لتقول موجهه كلامها لمرام : ماشفتي اخوك اليوم ؟
نغزت مرام ندى وهي تقول : مشتاقين لحبيب القلب .
لامت نفسها على سؤالها وعلى توقيته وقالت : لا بس من امس ماشفناه وين مختفي ؟
قالت مرام بمزح : لا تكابرين قولي انك مشتاقه له .
كشت لوجين عليها وقامت : اروح اقابل جده احسن من مقابل وجهك .


..


سمعت الطرق على باب غرفتها لتعتدل بجلستها وتقول " تفضل " ، طل برأسه من الباب وقال : الفطور .
هزت رأسها موافقه وقامت لتلحق به ، وجدته واضع الفطور على الطاوله وهو جالس على كنبته التي قضى ليلته عليها ، مشت ببطئ وجلست بجانبه وهي تقول بهدوء : متى رايحين لأهلي .
قال وهو يسمي ولم يتكبد عناء النظر لها : متى ماودك .
انزلت رأسها ليديها لأنها التمست البرود في كلامه عكس لطافته ليلة البارحه ، تأملت الطاوله كل مافيها لم يجذبها للأكل اكتفت بكأس حليب ووقفت ، تصنمت للحظه وهي تشعر بيده تطوق يدها وقال : اجلسي .
وقالت بضيق : بس انا خلصت .
سحبها بعنف حتى شهقت لتجلس رغماً عنها بجانبه ويصطدم كتفها بكتفه : ماحب اكل لحالي ، خليك لين اخلص .
تبلمت من تعامله وقالت بغضب : مين سمح لك تعاملني بهالطريقه؟
التفت عليها وهو يمسحها من رأسها حتى اخمص قدميها : هذا تعاملي تبين ولا بكيفك .
عقدت حاجبيها فهو كاذب ! لم يعامل احداً بهذا الشكل من قبل واستنتجت انه يريد اذلالها فحسب ، وقفت من جديد وبعناد اكبر : اوكي لو تعدل هالتعامل ساعتها بسمع كلامك .
مشت بإنتصار لأنها لم تسمع منه رد لكن شلتها الصدمه عندما رأته يقف امامها كجبل شامخ وقال : بتسمعين الي اقوله غصب عنك ، انا من ذاك اليوم وانا افكر كيف ارضيك ، لو سمحتي قدري هالشي وساعديني لأن هذي حياتنا الحين انا وياك مع بعض ولازم نحلها .
رفعت عينيها له وقلبها يعتصره الألم : وانا بعطيك فرصه تحط نفسك مكاني وتعيش شعوري مع اني ماظن انك بتحس بالي حسيت فيه ساعتها بس حاول وشوف هل الموضوع يستاهل المسامح بهالسهوله ولالا .
مازال واقف امامها وقلبه يعتصر من الألم عندما رأى دموعها متشبثه برموشها السيوف وقال : وش يرضيك قوليلي ، وانا مستعد اسويه استاهل فرصه يامهره .
هزت رأسها رافضه وقالت : مستحيل الي سويته مو هين ، تعدته ودخلت الغرفه لتضرب بالباب بكل قوتها وتترك العنان لعبراتها .

..

في نفس المكان الرطب وضعوه بعنايه على السرير وكلتا يديه وقدميه مكبله ، مرر السكين على جلده المتعرق ليتأوه بألم بسبب الكدمات التي ملئته .
..: جاهز توقع ولا تشيل جرح ثاني ؟
هز رأسه نافي بألم وقال : توقيع انسوا ، لم يكمل كلمته حتى احس به يشلخ جهته اليمنى بالسكين لتنزف ، كتم المه بين اسنانه وهو يستنجد برب العباد ليساعده في هذه المحنه ، احس انه يتعامل مع مرضى نفسيين لا يكلون ولا يملون من التعذيب وكل مازاد التعذيب كل مازال تلذذهم به .
لوح بالسكين الذي امتلئ بدمه بإستمتاع ووجه كلامه للضخم : ودك تجرب ؟
هز الضخم رأسه وعلى شفتيه ابتسامه ملتويه يتضح منها انه مريض نفسي لا محاله ، ارسلوا عليه اشخاص لا يملكون من الرحمه مثقال ذره ، اتجه لجهته اليسرى وضغط بالسكين على خاصرته وببطئ ليصرخ سعد بألم تدارك نفسه وهو يتحامل على اصاباته وكل مايدور في مخيلته " لوجين " هذا الألم سيكون ضئيل الحجم عند ألم فقدها !
اقترب الضخم منه وهو يهمس : هذا ولا شي من الي بيجيك .
خارت قواه لم يعد قادراً على الكلام حتى ، اغمض عينيه من دون شعور ليسقط رأسه على جانبه الأيمن من غير وعي .


..


وضعت رجل على رجل وهي تهز قدمها بغضب وضيق وتقول في نفسها ، كذا يكفي فيه شي صاير مو معقول ماشوف وجهه طول اليوم ، لا يكون الله استجاب لدعواتي انه يبعده ! يارب لالالا ، احست بيدين دافئه تمسح على فخذها لترى جدتها تنظر لها بحنان وتقول " وش بك يابنتي " .
ذبلت ملامح لوجين واقتربت كثيراً منها وهي تقول : جده انتي قد حبيتي ؟
ابتسمت الجده لتنمحي تجاعيد خدها مع ابتسامتها وتقول : حبيت جدتس الله يرحمه ، ماقد حبيت رجل كثر ماحبيته .
ابتسمت لوجين وهي تقول : احكي لي جده كيف عرفتوا بعض .
عدلت عصاها لتدعها تقف وهي تنظر لقاعدتها وبدأت تحكي لها ، من بيوتهم الطيب للخيام لحب الباديه الطاهر .

كانت تجلس هناك واضعه خمارها على رأسها وعينيها الكحيله تتراقص فرحاً لرؤيته على جواده ، كان الحب يتضح من عينيها كل م رأته وكل ما اتى ليسلم على والدها كل اسبوع ، كانت تنتظر كل يوم من الأسبوع بفارغ الصبر لتصبر قلبها المشتاق ، كل اسبوع يتقابلان خلف صخره بالقرب من خيام والدها ليطربها بأحلى القصائد ويهمس بأذنه انه يعدها ان تصبح حلاله وملكته ، وذات يوم في ليلة صاخبه رأت مجموعة من الخيول تقترب إلى خيامهم على غير العاده ، لتتفاجئ به خلف والده ب جواده ليقفوا امام خيام الرجال وتلمح والدها من خلف غطاء الخيمه يخرج ويرحب بهم ، لم تكن يوماً متطفله لكن الموضوع يخصه لم تستطع من امساك نفسها عن الأستماع ، رأتهم يتحاورون وفي نصف الحوار قال والدها : ووين بنلقى رجل زي " نافي " يستاهل " منيره " ، طار قلبها بل رفرف فقد وفى بوعده ونعم الرجل ، وهكذا توجت قصة حبهم بالزواج والأطفال والأحفاد .


غاصت لوجين وهي واضعه يديها على خديها بقصة الجده الرائعه ، وهي تقول في نفسها ، هل مازال الحب الطاهر حي معنا في هذا الزمان هل بقيت لي فرصه لأجده ! لا تعلم لماذا اتى في بالها سعد لحظة سرد الجده قصتها ولا تعلم لماذا كل ما يأتي طاري للحب تأتي ذكراه معه !
اشرت الجده لها وقالت : هاو يمه شفيتس اليوم بس ساهيه .
نفضت رأسها وهي تقول : ولا شي .
مسحت على خدها وقالت : وشو ولا شي انتي شايفه وجهتس وش فيه ذبلان كذا .
قالت لتبعد عنها الشبهات : مشتاقه لأهلي بس .
ابتسمت جدتها ابتسامه غريبه وقالت : اصبري يابنيتي اصبري هالمشاكل ماراح تطول بإذن الله ، شفتي سعد اليوم ؟
قالت في نفسها ، الحمدلله انها سألت : لا يمه ماشفته وين مختفي .
رفعت الجده هاتفها وقالت : هالولد بيخلي السكر يرتفع عندي من خوفي عليه ، انتي ماتدرين عن مصايبه كاثره اخر سنتين .
انقبض قلبها بضيق لأنها تعرف تماماً انها السبب في مشاكله والله اعلم اين هو الآن بسببها !


رفس باب القصر بقوه لترتد مرام بخوف اما ندى وريم غاصوا في الكنب لرؤيتهم " سعود " ،
قالت مرام بعصبيه : كسر هالرجل ان شاءالله ، خير وراك داخل كذا ، وبعدين ماتعرف ان البنات هنا اطلع بسرعه اطططلع .
دفع رأسها بغضب وقال : ماتعرفين تسكتين ! سعد ماندري وينه نتصل على جواله م يرد واخر شي مقفل .
وضعت يدها على قلبها بخوف وضيق : وش قصدك ماتدرون وينه !
ابتعد عنها وهو يستقل السلالم : اوووف وخري زين .
عادت إلى الفتيات وهي تجلس بخوف : يمه بنات قلبي نغزني اول ماقال سعد ماندري وينه ، يارب مايكون بمصيبه يارب .
حطت ندى يدها على كتفها وقالت : تعوذي من ابليس اكيد في القسم ولا مشغول بأي مكان تعرفين المحققين م يرتاحون هالايام .
ضغطت على قلبها وقالت : يارب احفظه .

دخل إلى جناح الجده بعجل وقال : جده سعد ماكلمك ؟
وقفت لوجين بسرعه وبخوف لتقول : وش فيه !
وقفت الجده بعدها بصعوبه وقالت بخوف : وش صاير وش فيه سعد ؟
افلت مقبض الباب وهو يتقرب منهم ويلوم نفسه على تسرعه وقال بكذب وارتجال : لا تخافين اهدي ، كلمني اليوم الصبح يقول مشغول بالمكتب ، ماعطاك خبر ؟
وضعت يدها على صدرها وهي تزفر : مكلمك اشوا ، لا والله ياوليدي ماكلمني وادق عليه مايرد .
خرج بهدوء عكس دخوله وقال : اكيد مشغول ماراح يرد ، يالله استأذن .
انقبض قلب لوجين فهي تعلم ان لا شيء بخير ودخلته تلك لم تكن تبشر بخير ، استأذنت من الجده وخرجت خلفه لتوقفه : سعود .
التفت لمصدر الصوت وهو يراها تمشي بخطوات سريعه لتصل له وقالت : بسألك سؤال وصارحني ، سعد وين ؟
رأى لمعة عينيها الغريبه والخوف في نبرتها وقال وهو يتنهد : ماندري .
انعكفت شفتيها وقال بصوت مرتجف : شلون ماتدري ؟
وضع يده على رأسه ليفركه بإرتباك وقال : من امس مفقود ونحاول ندق عليه مايرد ، اخر اتصال كان قبل شوي وانقطع الخط بعدها .
وضعت يديها على شفتيها بصدمه ، لقد حدث ماكانت تخشاه ، هاهو الآن يتضرر بسببها .
قال بسرعه بعد ان رأى دموعها تنزل ببطئ على خديها : لا تضيقين صدرك ، بندوره وبنلقاه وان شاءالله يرجع لنا سليم ، مسحي دموعك لحد يشوفها محد يدري غيرك وان شافوك كذا بيشكون ، اوعدك بيرجع .
مسحت عينيها بكم البلوفر وهي تلتمس الثقه والصدق في كلام سعود ، لتعود للجناح المخصص للجده : وين رحتي يمه ؟
قالت وقلبها يؤلمها على الكذب عليها : كنت عند البنات اشوف وش يحتاجون .



..


شهق بصدمه وهو يستيقض من فقدانه للوعي وحرك رأسه يمين وشمال يبعد الماء عن وجهه ، رفع عينيه على الفاعل ليرى ذلك الشاب بيديه سطل افرغ مافيه على جسد سعد .
..: شفتك وسخ قلت انظفك شوي ، عساها ماكانت بارده ؟
رص على اسنانه بقهر وصدره يرتفع وينزل ، تأمل وضعيته فقد تغيرت تماماً عن سابقتها .
ثبتوا سلسله في السقف تنتهي ب اصفاد طوقت يداه ليبقى معلقاً في الهواء وقدميه حره ، اقترب الشاب وبيده مسدسه وكأنه لعبه بيده يلوح بها اينما يشاء .
..: وش رايك نلعب لعبه ؟ انا اغمض عيوني ، واشر على المسدس ، واطلق في المكان ، دار على سعد المكبل واردف ، عاد انت وحظك اذا صابتك الله يرحمك واذا ما صابتك ، اطلع ضحكه صغيره واردف ، نجرب مره ثانيه ، صفق بيديه بمرح وقال ، وش رايك ؟
مازالت عينيه تطلق الشرار ولم ينطق ب اي حرف ، على ثقه تامه انها مجرد الاعيب ذهنيه تزرع الخوف في قلبه ، لكن هيهات ليس للخوف مكان في قلبه !
ربط الشاب عينيه بقطعة قماش وامسك بالمسدس بمهاره لم تخفى على سعد ، واطلق اول طلقه لتستقر على الجدار بجانبه ، فتح الشاب عينيه وقال : اوف كانت قريبه ، المره الجايه في وسط صدرك .
تأمل مكان تصويبه المره الثانيه وكانت اعلى رأسه بقليل ، ثبت يديه على مكان تصويبه وقال في نفسه ، يارب تنجح وان ماضبطت ماعاد عندي شي اخسره ، وكان يقصد بذلك يده اذا انصابت .
اطلق الشاب الطلقه وما ان اطلقها حتى صابت السلسله لينفلت منها سعد على الأرض ولكن مازالت الأصفاد في يديه ، تحامل على الم جسده واندفع بقوه للشاب قبل ان يزيل القطعه عن عينيه وارداه طريحاً على الأرض ، لوى يده بيديه الأثنتين وحرر المسدس منها ليستقر في يده وقال على مضض : قلت لك بتندم على كل دقيقه تمر ماقتلتني فيها ، واخر ماشهده ذلك الشاب هيئته الشامخه تقف فوقه .

كلها ساعات ويكتشفون غياب هذا الشاب ، لابد من ان يتصرف بسرعه ، فتش مخابيه بسرعه واخرج مفاتيح الأصفاد ليحرر يديه الصلبتين منها ، سحب جثته بثقل والألم يمنعه من التحرك بسرعه !
تأمل المكان مظلم بالكامل لا يوجد بها فتحات للتهويه ، لا يستغرب كثرة الرطوبه من انغلاق المكان عاد ليسحبه ويرمي بجثته خلف الصناديق ليفتش في سترة ويجد هاتف وتنهد براحه " اللهم لك الحمد " ، طقطق على الأرقام سريعاً ليأتيه صوته بعد رنتين : وكالة التحريات كيف نقدر نساعدك .
قال على عجل : معك سعد عبدالله النافي ، ما ان قال الأسم حتى صرخ الموظف : استاذ سعد ، وينك فيه ؟
قال وهو يتألم بسبب جروحه : مادري ، انا محبوس في مخزن واتوقع انه مخزن مويه .
..: خمس دقايق خلك معي على الخط عشان احدد مكانك .
انزله الهاتف وهو يضغط على جهته اليسرى التي نزفت بشده ، ذلك الضخم تسبب ب جرح عميق عكس ذلك الشاب ، التفت لجثته وهو آسف على حاله ، اتاه صوت الموظف : تم ، الوحدات في طريقها لك ، حاول تبقى معي !
مرت دقائق وهو يفكر ويفكر ، ماذا لو اتوا ولم يجدوا احد ؟ بالتأكيد سيفشل كل شي ولم يتمكن من الأمساك بهم ، وضع الهاتف في طرف سرواله وهو يعود إلى مكانه وهو يعرج وبصعوبه تمكن من وضع الأصفاد على يديه لكن لم يغلقها بالكامل ، ماهي سوى دقائق حتى دخل الضخم يتأمل المكان : وين راح ذا البزر .
سمع كل شيء لكن مثل انه ليس في وعيه ، سمع خطواته تقترب منه حتى توقف امامه وبحركه سريعه امسك بالسلسله ولفها حول رقبة ذلك الضخم ليجذبه ويسقط بطوله وثقله ، استغل الفرصه ليلتقط المسدس ويخرج من المخزن بسرعه بالرغم من جروحه ، اختبئ خلف خزانات المياه الضخمه غير قادر على الحركه ، يشعر ان قواه ستخذله الآن ، اقشعر جسمه عندما سمع نبرته المعتوهه يغني : اخرج اخرج اينما كنت !
ثبت المسدس مستعد لأي ردة فعل من ذلك الضخم ، لكن سمع خطواته تبتعد قليلاً عنه ، اخذ نفس وحاول ان يخرج بهدوء لتباغته طلقه منه جعلته يعود ادراجه .
..: اووه اخ سعد ليش صعبت علينا الأمور ؟ انت تدري بفعلتك ذي ممكن تنهي حياتك .
تسلق اعلى الخزان بصعوبه لينسدح اعلاه ، رأى ذلك الضخم يدور على الخزان في محاولة ايجاده ، انقلب على بطنه وهو يحاول ان يبقى في وعيه ، صوب على قدمه من بعيد ويده ترتجف ثبتها اكثر ليبعد الأرتجاف واطلق ليسقط ذلك الضخم بألم ، واخر مارنت به مسامعه اصوات الأنذارات .



..



سمت بالله وهي تخطوا اول خطواتها إلى منزلها منزل الزوجيه ، وضعت شنطة يدها على الطاوله لتتأمل المكان قليلاً ، صاله لا بأس بها ، مطبخ بعيد عن المدخل والمجالس ، غرفتين ومجلس ، ليست بشقه كبيره لكن بعثت الراحه النفسيه لروحها ، نزلت عبايتها والنقاب لتسفطهم بعنايه على الكنبه واخذت تستكشف المكان ، كل شي بما فيه المطبخ والحمامات مجهزه بالكامل بديكورات ورخام يشرح الصدر ، عادت لتجلس على كنبه الصاله منتظهره بعد ان قال لها " اسبقيني بجيب الشناط " ووضع بيدها المفتاح ، انها المره الألف التي تلمس يده يداها لكنها لم تعترض ، تشعر بالأمان في يده الكبيره تماماً كيدين والدها ، اجفلها عندما جلس بجانبها بكل ثقله وقالت " بسم الله " .
لا يعلم لماذا ابتسم لكن ذكرته بخوفها الدائم تلك الناعمه ، توقفت بغضب وهي تتجه للمطبخ ، لا تعلم لماذا اذا تضايقت تتوجه للمطبخ يبدو انها اصبحت عاده لديها كلما تضايقت اشغلت نفسها بالطبخ ، دخل عليها وهو يتكئ على الباب وقال : وش تحتاجين للمطبخ .
اتجهت للأدراج والثلاجه لتدور وتدور إلى ان استقرت وقالت : قول وش ما احتاج ، عندك ورقه وقلم ؟
ادخل يده إلى مخباه واخرج قلمه المذهب : عاد دبري نفسك بالورقه .
عقدت حاجبيها وقالت بلعانه : هات ايدك .
رفع حاجب بسخريه وكأنه عرف نيتها لكن لم يتردد بمد يده لتحتضنها يديها الناعمه ، ثبتت يده بعنف على الجدار مما جعله ينسحب ناحيتها واخذت تكتب ، قهوه ، هيل ، مكسرات ، بف باستري ، سكر ، زعفران ، الى ان امتلئت يده ، واغلقت القلم برضى تام .
لم ينطق بحرف واحد خرج من المطبخ والتقط شماغه ليخرج ويقفل الباب خلفه .
تنهدت بملل ، لو انها في بيت والدها الآن لكانت تستمع إلى شجار المشاغبات يومياً على السفره ، ولكانت تحضر الخبز لوالدها وتقابل وجهه الحنون .
زفرت واخرجت المنظفات والتي كانت مصفوفه بعنايه في الأدراج وقالت بسخريه : عالأقل فاد بشي .
رفعت شعرها الطويل كعكه ولبست مئزر الطبخ لتمنع اي اوساخ بالألتصاق بها وبدأت بالتنظيف .




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-16, 10:04 AM   #34

SABER BLO

? العضوٌ??? » 348832
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 79
?  نُقآطِيْ » SABER BLO is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

SABER BLO غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-12-16, 06:28 PM   #35

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


.


سكتنا ولكنّ العيون نواطق
أرق حديث ما العيون به تشدو
سكرنا ولا خمر ولكنّه الهوى إذا اشتدّ
في قلب امرىء ضعف الرشدُ


ماهذا !!
اين انا ، لماذا لا ارى سوى البياض ، لماذا الرؤيه غائمه ، صمت ، اصوات مشوشه ، طنين مزعج ، مهلاً ماهذا الصوت الدافئ !
..: سعد تسمعني .
رفرفت عيناه تنذر ب انفتاحهما على انغام ذلك الصوت الحنون ، احس بيدها تتلمس كتفه وتمسح عليه ، واخيراً انفتحت عيناه ليرى والدته على يمينه وبجانبها جدته ووالده على يساره وامامه يقف اخاه ، دار بعينيه في السقف وكأن ماحدث له كان حلم ، وحلم سيء ايضاً .
كانت اول كلمات نطق بها " وين لوجين " .
وضع والده يده على كتفه وقال : ارتاح لوجين في امان بالبيت .
اغمض عينيه براحه ويدين والدته تطوقه بخوف وصوت شهقاتها شق جدران المشفى على حاله ، مغطى بالضمادات ب اكمله وكل جزء من جسده مشوه : حسبي الله ونعم الوكيل ، ماعندهم قلب .
هز رأسه والده وقال موجهاً كلامه لزوجته : مانحتاج الا شهاده من الي بالحبس عشان نقدر نوصل لخليل والي معه .
قالت الأم بشراسه : مايحتاج شهاده هذا مجرم بالفطره وله سوابق وانت ادرى ، كنت ساكته طول هالسنين لأن الحشيمه لك بس تمادوا والله تمادوا !
هز رأسه متفهم ألمها ف ولدها طريح الفراش والسبب اخوانه !
قالت الجده تقطع الكلام : بس بسسس الولد تعبان مو وقت نقاش .
انمدت يده إلى يدين الجده وقال : يمه .
اقتربت منه وهي تضع يدها على رأسه وتمسح عليه : ياروح امك ، ارتاح لا تتكلم .
نظر إلى اخاه وكأن الآخر فهم نظرته ليتقدم منه ويقول : كل شي بخير ياخوي ، وعبدالله صحى من اصابته وقال شهادته على الي هاجمه .
حاول ان يجلس ليساندوه وقال بصعوبه : ومن كان .
انزل والده رأسه بخيبة امل ولاحظ عليه هذا الشيء ليقول سعود : نفسهم الي خطفوك .
انشد جسده بغل وقهر ورفع عنه الغطاء تحت صرخات امه وجدته : وحياتي لو تقوم من هالسرير ماراح اكلمك ولا راح ارضى عليك طول ما انا عايشه ، توقف للحظه وهو ينظر لوالدته مكذباً لتردف : لو يوم ريحني وريح ابوك وانت ارتاح واترك عنك هالمشاكل ، مو صاير الا الي كاتبه الله ولوجين دامها عندنا بأمان ، امسكت بكتفه وقبلت رأسه .
ارتخى جسده وهو يسمع لصوتها الحنون وعاد لينسدح على السرير ، غطته وهي تكمل : سويت لك اكل ادري بك ماتحب اكل المستشفى ، امسك بيدها ليقبلها اكثر من مره تعبيراً عن حبه .
رن هاتف سعود واغلقه ب انزعاج وهو يقول : يبه ماصارت كلم هالنشبه خلها تنثبر عني الا غصب تبي تجي .
قال والده وهو يجلس بجانب سعد : روح يابوك جيبها وجيب لوجين معها اكيد منشغل بالها .
خرج بعد كلمات والده ، اما هو ما ان قال اسمها حتى اعتدل بجلسته وهو يوجه كلامه لوالدته بصوت مبحوح : ابي مويه .
سكبت له بالكوب لتقربه من فمه لم يتردد بالشرب من يديها الناعمه بل ان طعم الماء انقلب حلو عذب من يديها ، ما ان انتهت حتى طبعت قبلتها على خده ومسحت شعره بحنان : الله يحفظك ياحبيبي .
كيف لا ينفطر قلبها فهو ابنها الأول سعادتها الأولى .

طرق الباب ليقاطعهم سعود بفتحه لتدخل مرام قبله وترتمي بأحضان اخاها الذي نسي وجعه بعد ان رأها تحتضنه : حبيبي حمدلله على سلامتك .
امسك بوجهها بين يديه الحديديه ومسح دموعها ليقول : مابي اشوفك تبكين ، شوفيني بخير .
قبلت باطن يده وقالت : حمدلله انك بخير ولا بموت لو صارلك شي .
وضع يده على شفتيها وقال : اشش لا اسمع هالكلام منك .
رأت شكله محاطاً بالضمادات ف اختنقتها العبره ، رفع عينيه عليها واضاعت نظرها في الغرفه لتقول : حمدلله ع السلامه ، لن ترد النظر في عينيه لأنها لو نظرت ستبكي لا محاله ، سمعت رده وعيناها تجول في الغرفه ، عرفت عدد الكراسي ولونها حتى بلاط الجناح حفظت عدده .
يصرخ بداخله " ناظريني ، خلي جروحي تطيب " لكن لا حياة لمن تنادي مازالت تتأمل ارضية الجناح ، قاطعته والدته وهي تصف الصحون على الطاوله المتنقله وتضعها امامه : يلا جا وقت الأكل .
قال ابوه وهو يقف : انا استأذن ، طالع من الشر سعد ، واشر لسعود ليلحق به .
اقترب منه وهو يقبل رأسه : طالع من الشر .
..: الشر مايجيكم ، انتبه لنفسك ولأبوي ماظمن اي شي وهم للحين طليقين .
هز رأسه ليخرج خلف والده .
توترت وارتبكت عندما رأته ينظر ناحيتها ، كيف لا ينظر وهي مازالت تقف امام الباب منحرجه ، قطعت عليهم امه تقول : لوجين حبيبتي اجلسي ، رأت الجده تؤشر ناحيتها لكن ندبت حظها على مكان جلوسها الذي اصبح اقرب إليه اكثر ، جلست بجانب جدتها والحمره تعتلي وجهها ، ايقنت تماماً ان عينيه تراقبها وتحرق وجنتها اليسرى لكن لم تتجرأ ان ترفع عينيها !


..

دخل إلى المنزل وهو يتفقد ماكتبت في يده مره واثنتان وثلاثه خوفاً من انه نسي شيء ليقاطعه صوت والدته : ماشاءالله اشوف ست الحسن تتخدم فيك من الحين وانت عريس .
عقد حاجبيه من الأسطوانه اليوميه التي سمعها طوال الأيام الي راحت " ست الحسن جات ست الحسن سوت ست الحسن وست الحسن " ، استقل السلم وهو يقول : يمه هذاك بيتي زي ماهذا بيتي لا تقعدين لي عالكبيره والصغيره تراني خلقه تعبان .
ومشى بعصبيه كبيره ليترك والدته تلعن وتتسخط على مهره ، حمل الأكياس بيد من حديد وهو يفتح الشقه بيده الأخرى دخل واغلق الباب بغضب ليتفاجئ بها تتراقص وتدور في الصاله ، ابعدت الأثاث كي لا يعيقها عن التنظيف ووضعته كله في جهه وحده ، طاوله الطعام قلبت كراسيها وعلقتها في طرفها ، الكنب محشور في زاوية الصاله مع طاولاته ، اما التلفاز فلم تتجرأ ان تحركه خوفاً من ان يتحطم .
مازال تحت تأثير الصدمه ، واضعه هاتفها في احدى جيوب المئزر وسماعاته في اذنيها ، انحنت بعد ان تمايلت على انغام الموسيقى الذي وصلته بسبب صوتها العالي وعصرت الممسحه بيدها لتنزلها على الارضيه الرخام وتبدأ بالتمسيح خطوه امام وخطوه وراء ، انرسمت على شفتيه ابتسامه تلقائيه فهي لم تكبر يوماً ، بل كل هذا تمثيل للنضج مازالت طفله وحركاتها خير دليل ، انحنت مره اخرى وهي تبتسم لكن تصنمت يداها وهي ترى اقدامه ، رفعت عينيها الواسعه ببطئ وهي تراه يرسم ابتسامه على شفتيه ، اعتلت الحمره وجهها واعتدلت بوقفتها لتقول : من متى انت هنا .
قال وهو يضحك : من يوم مقطع لو بص بعيني مره بس ، يقصد كلمات الأغنيه التي تتراقص عليها .
عقدت حاجبيها ووجهها يتلون مئه لون لتتقدم منه وتأخذ الأكياس من يده بشراسه وتدخل للمطبخ .
سمعت صوت ضحكته في الصاله لتعود الحمره إلى وجهها ، وضعت يدها على خدها الذي اصبح ناري : حسبي الله على ابليسي شلون ماحسيت فيه ، اخرجت هاتفها وهي ترمي به على منضدة المطبخ بغضب لتردف ، كله منك .
تنهدت وبدأت شغلها بالمطبخ .

وقف في الصاله المبعثره بحيره وملل ، جذب احدى الكنبات المنفرده وجلس عليها ليشغل نفسه في التلفاز لأنها على مايبدو انها ستسكن المطبخ طيلة الظهر ، وضع رجل على رجل واعاد رأسه للخلف بتفكير طويل عن علاقتهم ، انتهى تفكيره بترديد عقله الباطني لكلامها " حط نفسك مكاني " ، دخلت إلى الصاله وهي تعدل طاولة الطعام وترتب الصحون عليها وتضع عليها التحف الأثريه بعد ان مسحتها وعادت لتحمل بين يديها صحن الغداء ورتبت السفره من شوك وملاعق ومقبلات وايضاً الحلى ، مسحت يديها ب منشفه صغيره بيدها وقالت : الغداء .
جلس على طاولة الطعام بهدوء وهو يتأمل السفره ، كل مالذ وطاب عليها ، عاد بذكرياته لزواجه الأول وكيف كان يقضي معظم وقته بالمطاعم هو والمدام لخاطر انها ماتتعب نفسها بالطبخ ، رأها تمسك بصحنه لتضع فيه من كل صنف وتقدمه امامه ، استغرب سر هدوءها المفاجئ وحمرة وجهها لكن لم يعلق سمى بالله وبدأ بالأكل وهو يتلذذ بطعمه ، اكتفت بالسلطه وهي تأكل على مهل وتسرق النظرات لوجهه خجله من تصرفاتها امامه قبل قليل ، بالتأكيد شعر انها طفله ، رأها تطقطق بالشوكه على الصحن فأنزعج وامسك بيدها ليقول : شفيك .
افلتت الشوكه ووقفت وهي تقول : مافي شي ، بروح اتجهز .
ضل ممسك بيدها وهو يقول : اجلسي لاحقه .
جلست بهدوء وهي تتذكر كلامه في الفندق " ماحب اكل لحالي " ، عم السكوت بينهما لثواني إلى ان قال " الحمدلله " ، ما ان قالها حتى طارت ورتبت السفره ودخلت الى الغرفه كي تبدل ، فستان لنصف الساق ليمون ابرز بياضها الناصع بأكمام طويله وياقه بيضاء ، خواتم ، خلخال بسيط كعب عالي وهاهي مستعده ، تعطرت بعد ان انهت مكياجها وخرجت : جاهز .
رأته ينسدح على الكنبه واضع يد على رأسه وقدميه ممدوده على الطاوله : على وين ؟
قالت بإستياء وعقدة حاجبيها بانت : مو قلت عادي نروح لأهلي ؟
فز جالس وهو يضرب رأسه بخفه : اوه نسيت والله ، ثواني .
دخل إلى الغرفه الاخرى وهي غرفة الضيوف مرت عدة دقائق وهاهو يخرج ببدله رياضيه وساعه سوداء ونظارته معلقه على رأسه ، اول مره تراه بهذا اللباس بعد ان كان لباسه تقليدي بحت منذ صغره ، ابرز عضلاته المفتوله بشكل ملحوظ عندنا رفع اكمامه قليلاً وقال : مشينا .
تبعته وكعبها يطرب الأرضيه الرخاميه وهي ترتدي عبايتها على عجل ، سمعت صوت عمتها من الأسفل تقول : شرفت ست الحسن .
احست بيده الصلبه تمسك بيدها لينزلا معاً بهذا الشكل مما جعل امه تطير عينيها بصدمه : وليدوه على وين ان شاءالله ؟
اغمض عينيه وهو يتنهد : بيت خالي .
قالت بغضب صدح في البيت : تخلخلت عظامك ، ماعندك خال انثبر هنا مافيه روحه اذا تبي تروح الساحره خلها تروح لحالها انت مافيه روحه .
احس بقبضتها تقسى ورجفتها واضحه وقال : اذا ماعندك حشيمه لخالي عالأقل احشميني انا لأنها زوجتي .
طيرت عيونها بشكل اكبر وقالت : لا لا تعال طقني احسن .
فتح الباب بغضب إلى ان ضرب بالجدار وخرج وهي بيده ، احست بتنفسه يزيد من العصبيه ، ركب وركبت معه ليقول : لا تاخذين بكلام امي هي...
قاطعته وهي تقول : وليد تراها تبقى عمتي من لحمي ودمي ومستحيل اشيل عليها مصيرها بتعرف الحقيقه ، الحين اهدا لا تسوق وانت معصب .
تنفس وهو يمسح على وجهه ، كبرت في عينه وكيف لا تكبر وهي تربية الغالي ! ، شغل السياره بعد ان هدأ وتوجه إلى بيت خاله .



..



نظرت إلى ساعتها التي لفت معصمها النحيل بغضب وهي تطقطق بكعبها العالي على الأرض : غبي ماينوثق فيه .
سمعت صوت الدراجه يتوقف امام باب القصر لتسرع وتفتح الباب بغضب : بدري اخ طلال ؟ تو الحفله ببدايتها كان طولت .
رص على اسنانه وقال : ناوي اطول بس وش يفكني من لسانك ؟
سحبته بيده ليدخل وقالت : مو وقت هواش ، ملابسك تلقاها ب غرفة الضيوف .
قال بتهزي : لا صراحه عرفتها .
طقطقت ب اصابعها الناعمه ليأتيها احد الخدم بالبدله الرسميه اللندنيه وقالت : روح معه بيدلك ، غبي .
مشى مع الخادم وهو يشتمها ب صدره ، لم يحضى بنوم هانئ منذ قدومه من السعوديه اصبحت تتأمر في كل ساعه ، توقف الخادم وهو يؤشر على الغرفه شكره ودخل بسرعه ليفصخ جاكيته ، رأها مرتبه بعنايه على الكنبه والتقطها بإستغراب !
كانت عباره عن بنطال اسود وكرافته سوداء من غير قميص علوي ، رص على يده وخرج ليقابلها : انتي وش جايبه لي ؟
تكتفت وهي تقول بإستمتاع : وش قصدك؟ جايبه ملابس .
سحبها للغرفه وهي تشهق برعب واشر على الكنب : هذي تسمينها ملابس ؟
نفضت يده بغضب وقالت : للمره المليون اقولك لا تلمسني ، وايه هذي ملابس البسها يالله الضيوف بيجون .
قالت بغضب من بين اسنانه : منتي صاحيه اذا تتوقعين اني بلبس كذا .
نظرت لأظافرها وقالت : اوكي ماراح تلبس ماراح امسح الصوره .
عض على شفته السفليه بقهر وغل ، ود لو انه يطبق على رقبتها ليقتلها ويرتاح لكن والدها ذو سلطه ونفوذ ولن يرحمه ، سحب اللباس بغضب ودخل إلى دورة المياه تحت ابتسامتها الخبيثه .


خرجت وهي تتفقد ماينقص من اكل وشرب ف شلة الجامعه ستحضر في اي لحظه ، نظرت إلى اظافرها المطليه بالمناكير النيلي المشابه للكلتش والكعب العالي وهي تبتسم برضى عن شكلها الفاتن ، اتت والدتها تطقطق بكعبها العالي وهي تحمل قطتها : هاي ، ماهذا الم يأت احد بعد ؟
نظرت إلى ساعتها وقالت : لا لم يأت احد .

دقائق وبدأت الحديقه الخلفيه بالأمتلاء من الشبان والشابات الراقين ، مرتدين الملابس التنكرين ، تماماً كما ارادت حفله هادئه تغير جو الطلاب عن الدراسه ، شكرت امها في داخلها على اقتراحها لهذه الحفله ف لولاها لم تجعل طلال يذوق جرعة الذل مثلما اذاقها .

رأته يخرج من القصر ووجهه الأسمر قد تحول للأحمر بسبب الغضب ، رمقها بنظره حاقده من خلف قناع ارتداه مثله مثل الخدم الوسيمين المنتشرين بين الطلاب ، شكر الله انها حفله تنكريه ولا احد تعرف عليه والا قتلها ورقص على جثتها ، اقتربت منه وهي تضع في يده طبق دائري وقالت : المشروبات هناك ، خذ منها ووزع على الطلاب يلا .
ضل ينظر إلى الطبق وهو بين يديها وصفعه بعيداً وهو يقول بغضب : انتي تعديتي حدودك .
التفتو جميعاً ناحية الطبق الذي سقط وإلى تلك الشقراء التي اكتست ملامحها الحمره والخجل من تصرفه وقالت بهمس : اعتذر وانزل شيله بسرعه كأنك طيحته ولا والله بخليك تندم .
انحنى بغضب ورفعه وهو يعتذر وملامح الغضب مازالت تكتسي وجهه لتردف : تأدب هالليله بس ولا تخربها علي
وقف وهو يرمقها بنظره ناريه وذهب إلى المشروبات كي يوزعها .
ابتسمت برضى تام وذهبت لتختلط ب زملاءها ، رأت انجيلا تؤشر لها من بعيد فقد انتبهت لها لأنها الوحيده التي لم ترتدي قناع فهي صاحبة الحفله : اوه ياللهي والدك لا يمزح ابداً ! لماذا هذا التفتيش المكثف !
رفعت كتفيها وهي تؤشر لطلال وقالت : لدي لكِ مفاجئه .
اتى وهو يكتم غضبه ولم ينطق ب كلمه لتقول الشقراء : قدم المشروب لصديقتي .
مد لها الطبق لتلتقط الكأس وهي تقول : من هذا الوسيم ، لقد احسنتي الأختيار .
ابتسمت الشقراء وهي الأخرى تأخذ كأس : الم تتعرفي عليه؟
رمشت بأستغراب وهي تنقل نظراتها بينهم لتشهق : هل جننتي ، كيف جعلتي هذا الوحش ينصاع لأمرك .
لوحت بيدها الناعمه وقالت : سأخبرك لاحقاً ، استمتعي بالحفله .

احست ب يد تطوق كتفها الناعم وتقول : مرحباً .
التفتت بسرعه للوقح الذي تجرأ على لمسها لتلين ملامحها بسرعه حين رؤيته وقالت : اهلاً ، سعدت بقبولك لدعوتي .
لاحظ تغيرات وجهها حين رأته ف استنتج انه ليس شخص عادي لديها !
..: انها حفله رائعه بالأضافه ، اردف وهو يقبل يدها بشاعريه ، اردت ان اراكِ ب حلتك .
ابتسمت بخجل وقالت : انت لطيف ، اوه يالي من وقحه ، اشرت لطلال الذي كاد ينفجر حين رأهم مع بعض ، جر قدميه داعي ان يلهمه الله الصبر ومد بالطبق إلى الشاب الواقف بجانبها .
ابتسمت برضى وهي تبعد نظراته عن طلال وقالت : هلا ذهبنا ؟
عكف الشاب يده برقي لتغلغل يدها في مرفقه تحت انظار طلال التي تحرقهم .


..


وضعت مطهر على جرحه الأيسر وهي تكتم عبراتها ، منذ ان دخل إلى البيت وهو طريح الفراش ، قليل الكلام ، متعب ، كل هذا بسببها وبسبب مشاكلها ، مسحت دمعه فلتت منها لتتفاجئ به يمسك بمعصمها ويقول : شفيك !
بدأت دموعها بالأنهمار تدريجياً حين سماعها لنبرته الحنونه ليفز جالس ويمسك بيديها الأثنتين التي على وجهها : لوجين مين مضايقك ؟
من غير سابق انذار انحنت لتحاوط رقبته وتحتضنه بقوه ليفزع اكثر فأكثر !
قالت بنبره باكيه والحروف تخرج بصعوبه : كل الي صارلك بسببي ، انا اسفه
احس بجسدها يرتخي تدريجياً ليسحبها بجانبه اكثر في عناق طويل ، شعر انها بحاجه إليه وبحاجه إلى الكلام اكثر من اي وقت مضى !
مسح على ظهرها بحنيه وهو يهمس : لا تلومين نفسك على شي ، الي صار مكتوب مانقدر نعترض عليه ، ناظريني .
ابتعدت قليلاً لكن مازالت يديها على اكتافه لتنظر في عينيه ، لم ينطقا بحرف كانت النظرات بينهم هي من تتكلم ، مد يده وهو يمسح خديها الرطبين ويقول : والله ان دموعك توجعني اكثر من هالجروح .
مسحت عينيها بعنف وقالت : خلاص ماببكي ، عادت إلى خزانة الأدويه وهي تخرج القطن وتعود بجانبه ، وضعت القطن على الجرح بعد ان عقمته وقالت : تقوم بالسلامه .
ابتسم وهو يقول : ارجعي لحضني واقوم بالسلامه .
اعتلت الحمره خديها وكأنها استيقضت بعد عاصفة المشاعر لتقذف ببقايا القطن عليه وتخرج تحت ضحكاته .

اعتذر اذا كان البارت قصير لكن اوعدكم ببارت طويل قريباً ❤❤




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-17, 11:11 PM   #36

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




لها مُقلة لو أنها نظرت بها ..
إلى راهبٍ قد صام لله وابتهل .


شعرت للمرة الأولى به كالمسؤوليه على عاتقها منذ ان اصبحت حمايتها مسؤوليته ارادت رد ولو قليلاً من الدين ، فتحت عينيها بسرعه وهي تشعر به يتحرك على السرير للجهه الأخرى ويتكئ على يده ، اصبح وجهه الفاتن ناحيتها نائم بسلام وملامحه منبسطه كما اعتادت ، مدت يدها إلى جبينه وهي تمسح قطرات العرق التي تسللت إليه بفعل الدفئ ، على الرغم من الحاحه عليها ب اشعال معدات التكييف الا انها رفضت وهو في هذه الحاله .

شعر بلمستها الناعمه تمسح جبينه ، رأى في يدها دفئ وحنيه اكثر من اي شخص اخر ، تسللت ابتسامه إلى شفتيه لمحتها بسرعة البرق لتبعد يدها لكنها ليست اسرع منه امسك بها قبل ان تبعدها ليضعها بين شفتيه في قبلة حاره ، شعرت ب انفاسه تلفح يدها الناعمه وحاولت ان تسحبها بيأس فهي تعرف تماماً ان مايسقط بين قبضته لن يخرج بسهوله .
قالت ب تضييع للموقف لعله يترك يدها : صباح الخير .
مازال ممسك بيدها ليقبلها ويقول : صباح النور .
سحبتها بعنف وقالت : عن اذنك اجهز لك الفطور .
هز رأسه رافض واشر بجانبه : منب متعود اكل اول ماصحى .
وقفت بتوتر وعينيها تسقط للمكان الذي يؤشر ناحيته ، ابعدت عينيها وامسكت ب ملابسه التي على السرير مرميه والمتناثره في كل مكان لتلهي نفسها عن نظراته : دواك باقي عليه نص ساعه و ... لم تكمل كلمتها فقد احست بيديه تحاوط خصرها وظهرها يلتصق في صدره ، اغمضت عينيها بحرج وهي تفلت ملابسه من يديها وتضعها على يديه في محاوله لابعاده ، لفها ناحيته وهو مازال يحاوط خصرها النحيل وهي مازالت تحاول جاهده ان تفلت يديه : وبعدييين ؟
رفع حاجبيه وملامحه تكتسيها الجديه : وبعدين وشو ؟
وضعت يديها خلف ظهرها حيث يديه وامسكت بها وهي تقول : وبعدين معك .
امسك بيديها لتصبح مقيده تماماً امامه : اسمع نبرة تهديد .
ارتخت بين يديه وهي تهدئ من نبرتها على امل ان يرحمها من هذا الموقف : لا مو تهديد بس فرضاً دخل احد وشافنا .
نظر إلى الباب واعاد نظراته إليها وهو يقلص المسافه : وش فيها زوج وزوجته .
عقدت حاجبيها بضيق وقالت : على الورررررق .
لم يتأثر بالكلمه بتاتاً بل جعلته يتمسك بهذا الموقف : يبقى حلال لو ...
سكت وهو يراها تغمض عينيها بقوه وتردد " لالالالااالااا " وكأنها لا تريد ان تسمع .
دفعها إلى الخلف بخطوات حذره وهو مازال ممسك بها ليوقفها الجدار ، ازداد تنفسها وارتفعت حراره جسدها وهي تراه يقترب شيئاً فشيئاً ، اقشعر جسدها عندما شعرت ب انفه الحاد يلامس انفها لتغمض عينيها وتدخل في حالة اللاوعي ، استيقضت على كلمته عندما قال " يبقى حلال لو اسوي كذا " تأملت ظهره العريض وهو يمشي مبتعداً إلى دورة المياه .


..


جالسه على تلك الأريكه الممزقه تضم قدميها برعب والكحل وجد مسيرته على خديها النقيين ، تأملت المكان الشبه مظلم والرطب وهي تشهق برعب ، كعبيها رمتهما بعيداً عقدها انقطع نصفين ليتدلى على عنقها الصافي بأهمال ، انقطعت حبالها الصوتيه من كثرة الصراخ لا احد يسمعها لا احد !
اجتاحها شعور باليأس والغدر والخيانه من الشخص الذي ظنت انه الطف شخص قابلته لكن تبيّن العكس ، سمعت صوت الباب ينفتح وكأنه باب لزنزانه صريره جرح اذنيها ، دخل من خلفه ذلك الحقير لترمي عليه نظرات الحقد ولم تنتظر طويلاً بل انقضت عليه وهي تضربه بكل ما اتاها الله من قوه لكن لم يتأثر ولو قليلاً ، امسك بيديها ليخرج شريط لاصق لفه حولهما تحت صرخاتها المعارضه : ماذا تريد مني ، اتركنيييي اتركني .
قال بكره : عندما ينحني والدك امامنا سأدعك ترحلين ، والآن هل ستصمتين ام اضع هذا على شفتيكِ المغريه ، قالها وهو يؤشر على الشريط اللاصق .
سكتت بقرف منه ومن قربه وهي تندب حظها الذي جعلها تثق به !


رمى بالصحن الذي بيده بعد ان رأها تذهب مع ذلك الشخص المجهول اخبره حدسه انه شخصٌ سيء ونيته اسوأ ارتدى قميصه بسرعه ليلحق بهما ، لا ينكر انه ارتاب من هيئه ذلك الشخص ، طويل عريض صاحب فك عريض ووجه قاسي ، حتى ابتساماته في وجهها لم تكن مقنعه بل احس انه لا يطيقها ، ركب دراجته الناريه متفادي السيارات التي تقابله وعينيه على تلك الوحيده السوداء ، انصدم لرؤيتها تأخذ منعطف اخر ، منعطف يودي إلى مكان شبة خالي ، خفف من السرعه كي لا يشك به احد ، توقفوا امام فيلا شبه مهجوره نصفها متهالك قد تسقط في اي لحظه ، توقف بعيداً عن مكان توقفهم وعينيه تتوسع بصدمه عندما رأه يسحبها بعنف وهي تقاوم لتتحرر من يده ، قابله 4 اشخاص امام الفيلا ورماها ناحيتهم وهو يؤشر بيده وكأنه يوجههم .
مسح على وجهه بحيره ، ماذا يريدون منها ! ، ماذا فعلت ؟ .
اقترب من الفيلا بعد ان ذهب ذلك الشخص بسيارته ولأن المكان شبه مظلم لم ينتبه احداً له ، ذهب إلى الجهه الخلفيه بهدوء ودخل من احدى نوافذ الفيلا المحطمه ، رأهم متناثرين الاربعه امام مدخل الفيلا ومشى وهو يردد " وجعلنا من بين ايديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون " ، التفت يميناً وشمالاً ولم يجد سوى باب وحيد ويبدو انهم اصلحوه ، الجبناء خططوا لها منذ البدايه ، ضرب رأسه وهو يقول في نفسه " غبي ليش يوم شكيت فيه مابلغت عنه " ، امسك بمقبض الباب لكن تراجع في اخر لحظه عندما سمع صريره المزعج ، ركض بسرعه ليرمي بنفسه من النافذه المحطمه ويبقى ارضاً ، اما هم م ان سمعوا ذلك الصوت حتى اسرعوا إلى المكان ويتفقدوه ، احدهم فتح الباب ليراها تجلس بهدوء على الاريكه وقال ظناً منه انها هي من حاولت فتحه : لن تستطعي الفرار ياعزيزتي لتوفري عليك العناء فالمكان بعيد عن انظار البشر ، اطلق ضحكه جعلت دموعها تنزل اكثر فقد قتل كل ذرة امل تحملها ، ليتها اخبرت والدها ، ليتها ودعته على الاقل !
مسح على مرفقه بألم فالمكان مرتفع قليلاً عن الأرض ، نفض ملابسه واخذ يفكر بطريقه لأخراجها دون ان يشعروا .


حركت يديها الناعمه بتضايق فهذا الشريط حولها للون الازرق بعد ان كانت ناصعه البياض ، احست بحركه في الغرفه فشعرت بالفزع ارتفع تنفسها لخوفها من الحشرات والحيوانات وما يمكن ان يكون في هذا المكان المقرف ، انخطف لونها حين شعرت ب يدين تحاوطها وتغلق فمها كي لا تصرخ ، ارتخت اعصابها شيئاً فشيئاً وهدأت حركتها حين استنشقت رائحة عطره المميزه وهمسته عندما قال " اشش هذا انا " ، ابعد يده عن شفتيها واخرج مفتاح الدراجه ليفك حصارها .
قالت وهي تمسح يديها بعد ان حررها : كيف لقيتني .
تأمل وجهها الذي بالرغم من حالته الرثه إلا انه مازال يحتفظ بجماله : كان عندي شعور ان نيته شينه ولحقته .
قالت وهي تضع يدها بيده ليساعدها على الوقوف : وليش ماقلت لي ؟
نزل لقدميها الذان ربطا ايضاً وحررها ليقول : عشان تاكليني ؟
بمجرد ان اعتدل ب وقفته حاوطت رقبته في عناق قوي وهي تقول بصوت خرج بصعوبه : شكراً .
بقيت يديه في الهواء في وضعية مصدومه ، انزل عينيه ليراها تقف على اطراف اصابعها فما كان منه إلى ان يحاوط خصرها : ماراح نضيع وقت يلا نطلع ، سحبها من يدها ناحية النوافذ المحطمه ليقول : انا بنزل اول وبعدين انتي ولا تفكرين بالمسافه اتفقنا ؟
طلت برأسها من النافذه لتنصدم من المسافه : مجنون تبيني انط هذا كله ؟؟
وضع يديه على شفتيها وقال : ماتعرفين تتكلمين بصوت هادي ، اسكتي ولا بخليك هنا بين ايدينهم .
هزت رأسها معارضه : اخاف ماقدر .
وضع يديها في يديه وقال : لا تخافين اوعدك ماراح تتأذين .
نزل قبلها بسهوله ورفع يديه بمعنى هيا اقفزي ، اما هي فلم تتردد فهو رجل كلمته .

ركضا بكامل قواهما وقدميها الحافيه تنغرز بها انواع الاشياء الحاده لكن لم تهتم ، غاص قلبها وهي تفكر ان يلاحظوهم فيحتجزونهم ولن يجدهم احد !
ابتعدوا عن المكان قدر الأمكان غاصوا بين جموع الناس والاماكن العامه في حالة وجدوهم فلن يستطيعوا فعل شيء بوجود هذا الزحام ، اوقف دراجته ونزل منها اما هي بقيت عليها لتقول بخوف : لا يكون لحقونا ؟
التفت يمين وشمال وقال : ماظن ، اعتدل بوقفته ليقترب منها بجديه ويردف ، مين هذولي ووش يبون منك ؟
قالت وهي تلتفت بالمكان : مادري رجعني البيت انا خايفه .
رفع كم قميصه المهمل ونظر إلى الساعه : الوقت متأخر وانا مابقى معي بنزين ، التفت بعينيه في المكان واردف ، والقصر بعيد صعب نمشي على رجولنا .
نزلت من الدراجه وقالت : معك جوال ؟
تحسس جيوبه وقال : شكلي خليته بالقصر في بنطلوني .
زفرت بخيبة امل : غبيييي ماتفيد بشي .
التفت يمين وشمال واقترب منها وهو يضغط على زندها : لا تستفزيني عشان م ارجعك مثل ماجبتك .
ارتعبت لمجرد التفكير ان تعود إلى ايدي هؤلاك المرضى وقالت : اسفه .
استشعر الضعف في صوتها ف رق قلبه على الفور : بندور مكان نبيت فيه الليله وبكره من بدري ندبر جوال نتصل على ابوك .
هزت رأسها موافقه ومشت حين مشى على طارقة الرصيف ، مشوا مسافه ليست ببعيده فقابلهم مجمع يحوي عدة غرف ومتجر صغير يتضح انه رث قليلاً لكن لا بأس سيَفي بالغرض ، امسك بيدها كردة فعل ودفع بالباب ليصدر صوت جرس خفيف ف انتبه عليهم صاحب المجمع ، اشعث الشعر مهمل اللحيه يرتدي ملابس شبه قذره وفي فمه عود خشبي يمضغه ، التوى وجه جاكلين ف اختبئت خلف طلال برعب وقرف من هذا المكان .
اخرج محفظته وقال : بكم الليله ؟
رفع ذلك الشخص رأسه وقال بقذاره : بتلك الشقراء .
احس بحراره تسري في صدره فلم يتمالك نفسه ، سحبه من المنضده ليسقطه على الارض وينزل فيه ضرباً مبرحاً تحت صرخات جاكلين : يكفيييي بيموت .
نفض يده وهو يراه يتلوى على الأرض وقال : يستاهل الموت ، مشى للمكتب ليسحب مفتاح ويرمي النقود على المنضده وهو ممسك بيدها .
قالت وهي تحاول ان تجاري خطواته السريعه : مجنون تبينا نبات هنا بعد الي سويته .
توقف ولف عليها ببرود : تبين تنامين بالشارع ماعندي مشكله .
انكمشت ملامحها وقالت : خايفه ، واضح من شكله مجرم .
سحبها وهو يرد عليها : اشكاله ماعندهم الا الكلام ، وصل إلى الغرفه والتي حفر رقمها على المفتاح وفتحها ، دخلت وهي تمسح كتفيها برعشه بعد ان احست بدفئها ، رمى المفاتيح على منضدة المطبخ وهو يتأمل حركاتها ، جلست على الاريكه وهي ترفع قدميها لها بتأوه ، مشى ناحيتها وجلس عند قدميها مما جعلها تفزع بحركته تلك .
مد يده بصمت وهي فهمتها لكن قالت : لا عادي ماحس ....
سحبها رغماً عنها ووضع كعب قدمها على ركبته ليتفاجئ بالجروح ملئت باطن قدمها الناعم : تحسين فيه شي يعورك ؟
حركت رأسها نافيه وهي تراه يتمعن فيها بشده ليردف : كويس مافيه زجاج ولا فيه شوك ، وقف تحت انظارها وهي تراه يتوجه للمطبخ ويفتش قليلاً ليعود حامل بقطعة قماش بها قليلاً من الماء عاد لوضعيته امامها وهو يمسح قدميها بخفه خوفاً من ان يؤلمها ، لا تعلم لماذا تسللت تلك الأبتسامه لشفتيها وهي ترى وجهه يتمعن بحذر وقالت : شكراً .
رنت نبرة الأمتنان في اذنيه ليرفع عينيه نحوها ويرى وجهها الفاتن يتوهج ب ابتسامه لم يراها من قبل ، عاد ليكمل م بدأه وهو يصارع ابتسامته في داخله اما هي مازالت على حالها فهي تعلم كبريائه اكبر من ان يرد عليها .



..



وضعت اخر لمساتها على اظافرها اللامعه لتتزين بالمناكير المطفي ليزيد توهج يديها ، رن هاتفها لتنظر له بغضب وتقول : وقتك توني حاطته ، مدت يديها بحذر كي لا يتدمر جهدها لكنها فشلت بإمساكه ، عضت على شفتيها بغضب وحاولت ان تضغط على زر الرد لكن اظافرها الطويله منعتها ، صرخت بإستياء وقالت : دااايم وقتك غلط يامرام ياكلبه ، اجفلتها هيئته الطويله عندما انحنى من يمينها ليلتقط الهاتف ويضغط على زر الرد ويضعه على سبيكر ليأتيهم صوت مرام الصاخب : وجع يوجع هالراس ساعه على ماتردين يالبرصاء ؟
اعتلت الحمره وجهها من مرام وهي تتوعدها بصدرها وقالت برزانه : هدي شفيك معصبه .
..: تلوميني ؟ لي ساعتين قايله لك تجهزي حتى عرسك ماطولتي كذا .
عضت شفتيها وهي تسمع ضحكته الرزينه وقالت بهمس : بتنطمين ولا كيف ترا وليد عندي ويسمعك .
شهقت بقوه وقالت : الله يفضحك حاطه سبيكر ؟
قالت بغضب : احد قالك اتصلي وانا اسوي اظافري ؟
لم تسمع رد سوى اغلاق الهاتف في وجهها لتطلق ضحكه رقيقه : مجنونه ، لفت لتتجه للسرير لتراه يجلس عليه واضع رجل على رجل بحلته الرجوليه الفاتنه ، ثوب شتوي باللون الرمادي ، شماغ ابيض ، ساعه ، رمشت بعينيها الفاتنه وقالت ببرود وهي تؤشر بجانبه : ممكن شنطتي ؟
نظر إلى اين تؤشر وقال بطيف ابتسامه : تعالي خذيها .
سحبت هواء إلى رئتيها فهي تعرف الاعيبه تماماً خصوصاً ان الشنطه قريبه جداً منه ، كل كلمه تخرج من شفتيه تعتبرها تحدي وهي تعتبر نفسها قد تحدياته .
تقدمت بثقه وهي ترمي خصله من شعرها خلفها ، انحنت عليه وهي تلتقط حقيبتها بإنتصار .
م أن رأها تقترب منه بحلتها حتى اعتدل بجلسته ليتمكن من تأملها وكأنها تحفه فنيه ، اصطدم شعرها الطويل بخده عندما انحنت ليغطيه بعبيره العطر ومن غير شعور وقف بطوله الفارع لتبتعد بسرعه وعلى شفتها المغريه طيف ابتسامه وكأنها تقول له لقد فزت بالتحدي .
عادت إلى تسريحتها لتكمل ارتداء اكسسواراتها تحت انظاره ، ارتدت الأقراط بسهوله لكن عندما وصلت للعقد اصبح الأمر صعباً خصوصاً مع اظافرها الطويله .
اغمضت عينيها وهي تشعر بيديه تغوص في شعرها ليبعده عن طريقه لتسري بجسدها قشعريره من لمسته على رقبتها ، انتهى من ربط عقدها ليتأمل ظهرها المكشوف والذي كان يغطيه شعرها كوشاح ليل ، اعادت شعرها مكانه لأنه اطال التأمل وعدلت فستانها الأسود الذي لف خصرها الرشيق لينزل على جسدها المرتوي .
تأمل وجهها في المرآه امامه وهي تنظر له ببرود ، غرست تلك العينين سهم في قلبه بكحلها الأسود الذي امتد على جفنها على الطريقه الفرعونيه لينزل بعينيه لشفتيها التي انطلت باللون الأحمر الناري تماماً كلون اظافرها : حلوه .
انزلت عينيها كي لا يلاحظ تأثير كلماته عليهما لينغرس سهماً اخر في قلبه اطلقته رموشه الكثيفه : مشينا .
صحت على كلمته ومشت بخطواتها المليئه بالغنج الفطري لتلتقط عبايتها وتخرج خلفه .



..



تبي بطانيه ؟ تبي اكل ؟ تحس ب الم ؟ اكلت دواك ولا باقي ؟ ، اعتاد على سماع هذه الكلمات يومياً من شفتيها إلى ان وصل لمرحلة التمني لو انه يبقى على حاله هكذا طالما هي تعتني فيه .
وضعت الغطاء على قدميه وهو جالس على الكرسي وقالت : مرتاح ؟
ابتسم وهو يقول : بقربك مرتاح .
اعتادت على سماع تلك العبارات الغزليه لتبتسم تحت تصفير مرام : اوووه يسعدلي عصافير الحب .
قالت لوجين وهي تنظر لساعتها : تأخروا ؟
جلست بجانب سعد وهي تقبل كتفه وتقول : ريم وندى بالصاله الي داخل ، ووجهت كلامها لسعد ، والشباب برا ينتظرونك .
ابعد الغطاء وهو يقف بصعوبه لتنظم له تلك الفاتنه تساعده : بشويش .
مشت معه إلى مدخل القصر ليلتف عليها ويمسك بيدها ويقبلها : شكراً .
ابتسمت وهي تحمل غطاءه بين يديها : انتبه لنفسك .
الله كم تمنى ان يسمع تلك النبره منها وان يرى ذلك الخوف عليه في عينيها الزمرديه وهاهي تتحقق تلك الأماني امامه ، قبل يدها مره اخيره وهو يخرج .
زمت شفتيها بحرج من طريقة مرام بالنظر لها وقالت : خير ؟
وضعت يدها على قلبها : الله على الرومنسيه الله على الحب .
لسعتها بالغطاء وقالت : انطمي .



..



فتحت عينيها بصعوبه والصداع يفتك برأسها وهي تصرخ : لووووسي جهزي كوباً من القهوه حالاً .
ابعدت معصمها عن عينيها بغضب لعدم ردها ورمشت بصدمه " اين انا ؟ " ، تفاوتت الذكرى إلى رأسها بسرعة البرق وامسكته بألم ، التفت وهي تبحث عن شخص كان بجانبها طول الليل ، نعم شعرت به طوال الليل .
نزلت من السرير وهي تتجه إلى الصاله بسرعه : طلا.... وين راح !
اقتربت من الطاوله وهي ترى ورقه موضوعه عليها بعنايه وبجانبها قلم وكان محتواها " طلعت وبرجع قفلت الباب من برا وانتي قفليه من داخل احتياط " لم تكمل بقيه المكتوب توجهت بسرعه إلى الباب واقفلته عادت إلى الكنبه والتقطته لتكمل " بتلقين ملابسك جاهزه في الحمام " غلبتها الأبتسامه مره اخرى وقذفت بالورقه بمرح لتدخل الحمام لتقول : محتاجه شاور دافيييي .
مرت دقائق د ربع ساعه ، نصف ساعه !! ، مالذي اخره هكذا ، ارتدت الملابس الذي احضرها والتي كانت شبه واسعه عليها لكن تفي بالغرض ، تركت شعرها الحريري على حريته بعد ان انعشته بالشاور واخذت تهز قدمها بتوتر ، مالذي يمكن ان يكون قد حدث له ! هل يعقل ذلك القذر دبر له مكيده ! ، سرت القشعريره في جسدها ووقفت للتوجه للباب لكن وهي في طريقها له انفتح القفل ليدفع بالباب لكن السلسله منعته من الدخول !
ارتعبت لتقول : بسم الله .
طل برأسه وقال : هذا انا ، افتحي .
اقتربت من الباب بسرعه لتغلقه وتسحب منه السلسله : وين كنت ؟ تعرف اني ماقدر اتحمل هالمكان ثانيه وحده .
انزل كيس من الطعام على الطاوله وجلس : طلعت اجيب اكل ، احد جاك ؟
نظرت له بشك وقالت : لا مين بيجي مثلاً ؟
فتح اللحم المعلب واكل منه قطعه وتجاهلها بعد ان اطمئن ،
جلست بجانبه وقالت : متى بنطلع انا انقرفت من هالمكان .
انزل العلبه من يده ومد قدميه على الطاوله ليشعل التلفاز بجهاز التحكم ، اغتاضت من طريقته في تجاهلها وامسكت بدقنه تلفه ناحيتها وعينيها تشتعل غضب : اكلمك انا .
التقت عيناه في عينيها الزرقاء لتسحبه امواجها ويقول من غير شعور : اتصلت على ابوك وهو في الطريق .
توسعت عينيها بفرحه ، اخيييراً انتهى هذا الكابوس والذي استمر سنه بالنسبه لها ! : متى اتصلت عليه ؟ ليش ماقلت لي ؟
امسك برأسه بقلة صبر وقال : عشان كذا ماقلت لك ، اعاد نظره للتلفاز وهو يردف ، مزعجه .
لم تمر سوى ثواني حتى طرق الباب بشراسه ، توقف وذهب ليرى من العدسة العاكسه وقابلته هيئة والدها فما كان منه الا ان يفتح ، ما ان فتح الباب حتى دخل كالأعصار متجه نحوها اما هي اسرعت بخطواتها لترتمي في احضانه : حبيبتي صارلك شي ؟
هزت رأسها بالنفي وهي مازالت متمسكه به وكأنها وجدت طوق النجاه ، مسح على شعرها واخذ يقبل رأسها بين كل فتره ، طالت تلك اللحظه بالنسبه لطلال ف اخذ يسترق الأنظار لهم وهو بجانب الباب ، افلتها لكن مازال ممسك بيدها ومشى نحوه بخطوات واسعه ليقول : شلون اشكرك ياطلال .
رفع يده في وجهه وقال : لا تقول هالكلام ياعمي جاكلين زي هند اختي وماراح ارضى احد يأذيها .
عقدت حاجبيها وقالت بإنفعال : لو سمحت انا مو اختك .
رفع حاجب بإستغراب وكأنه قبض عليها بالجرم المشهود .
سحبت والدها وقالت : ابي اروح للبيت .
توقف للحظه قبل ان يخرج وقال : تجي نوصلك ؟
كان سيقول لا لكن باغتته تلك الشقراء لتقول : مايحتاج يقدر يدبر نفسه .
التفت لها والدها وقال بصرامه : بس ، ماعلمتك تجازين الي يساعدونك كذا .
ضغطت على اسنانها متناسيه جميله وقالت : الا هذا ماراح اشكره على شي .
ابتسم بغيض وقال موجه الكلام لوالدها : اكيد بجي .
بادله والدها الأبتسامه وخرج ليسحبها خلفه وبراكينها قد تفجرت ، ركب اولاً لتتليه هي ووالدها وتصبح هي اوسطهم لكن انحنت بجانب والدها مبتعده عنه ، لا تعلم لماذا ضاقت ذرعاً به عندما نعتها ب " اختي " هي لن ولم تكن اخته يوماً .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-17, 10:49 PM   #37

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

"أنتِ جميلة كوطن متحرر
و أنا متعب كوطن محتل
أنتِ حزينة كمخذولٍ يقاوم
و أنا مستنهض كحربٍ وشيكة
أنتِ مشتهاة كتوقف الغارة
و أنا مخلوع القلب كالباحث بين الأنقاض
أنتِ جسورة كطيارٍ يتدرب
و أنا فخور كجدَّته
أنتِ ملهوفة كوالدِ المريض
و أنا هادئ كممرضة
أنتِ حنونة كالرذاذ
و أنا أحتاجكِ لأنمو."

_ مريد البرغوثي



..

وضعت ذلك الشال المزركش على ردفيها الممتلئين تحت تصفيق الفتيات من حولها ، اسرعت احداهن إلى المسرح لتضع لها احدى الأغاني " المصريه " ورفعت الصوت ، بدأت بالتمايل ببطئ على الموال قبل ان تبدأ الطبله لتهز خصرها بمهاره وغنج على تلك الطبله ، وحركت شعرها يميناً وشمالاً والفتيات من حولها يصورون الاف الصور لها ، كانت تقطر فتنه ودلال ، انزلت رأسها للاسفل لينسدل شعرها الأسود ورفعته بجرأه حين توقفت الطبله لتسمع صفقاتهم .
..: واااه تجننيييين ياكلبه من وين تعلمتي هالحركاات .
قالت وهي تفسخ الشال عن خصرها الناري : الممارسه ياحبيبتي .
لكزت مرام اختها وقالت : يمدي وليد انبسط .
رمت عليها الشال بضحكه وقالت : وقحه ماقد شافني ارقص .
قالت ريم وهي تنفخ بالون العلكه : ارسلت له الفيديو الحين بيشوفك .
..: هه اتحداك ماتقدرين اصلاً .
رفعت لها الهاتف لترى الفيديو يضيء الشاشه ، توسعت عينيها السوداء بصدمه وقفزت على اختها بغضب : ياكلبه كنسليه بسرعه .
ابعدت الأخرى هاتفها وصرخت : لا تتحديني مره ثانيييه .
رنت نغمة الهاتف معلنه عن وصول رساله لتباغت اختها وتأخذ الهاتف من يدها ، تأملت المحادثه قليلاً وكان محتواها :
..: ريم .
..: هلا وليد .
..: صوري المهره وارسليها لي .
..: بتقتلني .
ارسل ضحكه وقال : ماعليك انتي في امان معي .
وصلتها دوخه عجيبه عندما رأت صورها على كل شكل ولون مرسله له .
رفعت رأسها ببطئ وبطريقه مخيفه افزعت ريم لتقول مدافعه عن نفسها : ميمي اسمعيني تراها اول مره يطلبني .
رمت الهاتف وصرخت : تعاااالي هنااا .
ركضت الصغيره حول الكنب لتلحق بها بغضب وهي تصرخ ب جميع التهديدات والأخرى تتوسلها .
قالت مرام الجالسه وبيدها فنجان قهوه : حمدلله وشكر مدري شفيها لو ارسلت صورها لزوجها .
قالت ندى وهي تقضم من التشيزكيك : دراميه البنت ذي .
لكزتها مرام لتؤشر على لوجين التي غارقه في احلامها وقالت بهمس : سعد ماخذ عقلها .
اسندت رأسها على يدها بسرحان وعلى وجهها شبح ابتسامه متخيله كل تفاصيله ، اصبح فارس احلامها بشكل غريب ، مع ان الذي رسمته في مخليتها لم يأتِ بنصف مالدى " سعد " ، انتبهت على الهدوء المفاجئ لتلتفت عليهم وتراهم يحقدون فيها بإبتسامه خبيثه : خير ؟
قالت ندى بإبتسامه كرتونيه مخيفه : الي ماخذ عقلك يتهنابووو .
قالت مرام بنفس الطريقه : يعني مين بياخذ عقلها غيره .
عفست وجهها بضيقه وقالت : يكفي ياسخيفات جالسه افكر ب اهلي وفرنسا ، لا تعلم لماذا كذبت لكن لا تريد ان تعيش تلك النظرات وبالأخص منهن !
جلست مرام بجانبها وقالت : عيني بعينك يالكذابه .
وضعت عينيها بعيني مرام بتحدي وقالت : هاه تأكدي الحين .
قالت مرام موجهه الكلام لندى : لا طلعت صادقه .
قاطعتهم تلك الصغيره التي فرت منذ قليل وهي تدخل عليهم بشكل مبهذل وعينيها في طرفها دمعه لتصرخ بغضب : واااطيه .
ضحكت ندى وقالت : تستاهلين عشان ماعاد تدخلين بين رجال ومرته .


..


رن هاتفه برساله بأسمها فأسرعت اصابعه بفتحها ليتلقى ذلك الفيديو الذي شل اطرافه ، حمد الله انه بعيد عن الرجال لكي لا يتضح عليه شيء ، سرت القشعريره في جسده عندما رأها تتمايل بغنج وشعرها يتمايل معها ، اقفله بسرعه وهو يغمض عينيه ربما انه الوقت والمكان الغير المناسبين ، وقف بسرعه لتتجه انظار الرجال له بما فيهم والدها ليقول بسرعه : عن اذنكم .
قاطعه سعود بميانه وهو يقول : تعال تعال ، خذ ، اعطاه صينية القهوه وهو يردف ، قول لأهلك يجددونها .
ابتسم ببلاهه وكأنه يقول " تراه بيتك "
خرج وهو يسحب هواء لرئتيه وخيالها لم يفارقه وبلا شعور طقطقت اصابعه على الشاشه ليتصل عليها .

وقفت امام المرآه وهي تسرح شعرها جيداً بعد موجة الصخب مع اختها فقاطعتها رنة هاتفها ، رأت اسمه يضوي على الشاشه ليرتفع نبضها ، ضربت خدها مرتين بحياء : ياربي وش يبي .
رفعته بيديها الراجفه وفتحت الخط لتضعه على اذنها بصمت ، سمعت صوت انفاسه والواضح انه متجمد ، عندما انتبه على الخط قال : اطلعي لي برا ، واقفله بسرعه من دون ان يسمع ردها ، زفرت ووضعت يدها على قلبها ، ماذا يريد الآن ، ليس لديها اي نيه للخروج بعد ذلك الفيديو الفاضح ، ضغطت بيدها على وجهها في حيره وخجل من مواجهته ، لم تكمل حتى اتتها رنه اخرى لرساله محتواها : لو طولتي زياده بمرض ، خفق قلبها بشده ولا تعلم مالسبب هل لأنها ارتعبت من فكرة مرضه او انه يتأذى بسببها ، خرجت إلى باب القصر الرئيسي وفتحته لتخرج لكن توقفت عندما رأته يقف امامها ، نظرت للأرض بربكه وهي تشعر بعينيه تمسحها وقالت بسرعه : وش كنت تبي ؟
تقدم منها وعينيه لم تنزل عن وجهها ومد الصينيه ناحيتها : جددوها .
رفعت عينيها له ورفت بهما بحيره ، استيقظت وامسكت بها لامست يديها الصغيره يده لكن لم يفلتها ليردف : اذا ثقيله شوفي لي طريق انا انزلها .
افلتتها ولفت لتدخل بعد ان تأكدت وارسلت للبنات ان لا يخرجوا عادت له : تفضل .
دخل خلفها وهي تتمايل امامه بغنج فطري فتحت باب المطبخ الداخلي ووقفت امام الباب ، القى نظره عليها جعلت الحمره تسري في وجهها وانزل الصينيه من يده ليعود لها : شكراً .
ركزت عينيها في عينيه لتنزل لأنفه المحمر ، تأملت شكله وهو لاف الشماغ حول رأسه دلاله على انه متجمد ، انزلت عينيها ليديه التي دسها في جاكيته الأسود كان منظره رجولي بحت وملامحه الوسيمه برزت اكثر : بردان ؟
خرجت تلك الكلمه عفويه منها لكنها لامست قلبه فهز رأسه موافق .
قالت بسرعه : اجيب لك دفايه .
امسك بيدها بسرعه قبل ان تذهب فسحبها إلى حضنه تحت صدمتها ، انشلت اطرافها لتضيع في صدره العريض ورائحة العود المميزه فيه ، مرت دقائق سريعه بالنسبه له لكن كانت دهراً بالنسبه لها ، ابتعد عنها لكن مازال ممسك بخصرها النحيل وقال : الحين دفيت ، انفجر وجهها بالحمره ووضعت يديها على صدره لتبتعد عنه .
احترم موقفها فهذه اول لحظه حميميه بينهم ، تركها ومضى اما هي بقيت دمعتها في محجرها جميع حواسها تصرخ عد إلى هنا كي اصفعك على هذه الفعله التي بعثرت فيها كياني .



..



الساعه التاسعه صباحاً ..

خطت خطواتها إلى الجامعه تحت انظار الجميع المستغربه ، اما هي ف خفضت رأسها بحياء وخجل من شكلها وهي محاطه بالحرس ، بالتأكيد فهي اول مره تتجول داخل حرم الجامعه بهذا الشكل من قبل ، اقتربت من الحديقه الخارجيه والتي تضم الملاعب ومقاعد الاستراحات وقابلت تلك الشله البغيضه ، نعم انهم رفقاء ذلك المغرور ، ضغطت على يدها بقهر واصداء صوته ترن في اذنها وهو يقول " هي مثل اختي " ، زفرت بضيق وقالت : هل من الممكن ان تبتعدوا قليلاً لا استطيع التنفس .
اجاب الحارس بحزم : انها اوامر السيد يا انسه .
تأففت بضيق اكبر وقالت بهمس : اين انتِ ي انجيلا .
اتكئ على السلم حين مرت وقال ب استخفاف : ماذا بها الأميره هل تهاب ان يلمسها احد ؟
قلبت عينيها بقرف وقالت : اهتم بشؤونك إيها القبيح .
سمعت اصواتهم متفرقه يضحكون عليه وقال بغضب : من تنعتين بالقبيح ياهذه .
التفتت يميناً وشمال بعبط وقالت : وهل يوجد قبيح غيرك هنا .
فار دمه بغضب واقترب منها لكنها مجرد ثواني حتى احس بنفسه بالهواء ، صرخ برعب من الحارس الضخم الذي رفعه من قميصه ليبقى معلقاً في الهواء : لا يسمح بلمس الآنسه .
افلته بصرامه وسقط على الأرض ليزحف برعب : ماهذه الضخامه يارجل ، انا ذاهب من هنا .
تأملت من حولها ف رأت الجميع يتجنبون الاقتراب منها بسبب هؤلاء الجبال ، نفخت خصل شعرها وجلست على احدى الكراسي التابعه للملعب .
رن هاتفها ف التقطته لتقول بحماس : انجيييلا ، أين انتِ ؟ ... حسناً قابليني امام الملعب .
لم تسري سوى ثواني حتى رأتها تركض مسرعه إليها لتحتضنها : يافتاه اين ذهبتي ليلة امس ؟
اخبرتها بجميع ماحصل لها تحت صدمتها ، والصدمه الأكبر وجود " طلال " تلك الليله : هل جننتي كيف وثقتي به !
قالت وهي تنزل عينيها إلى اظافرها : لقد كان املي الوحيد ،
وضعت يدها على رأسها بقلة صبر وقالت : يامجنونه هل اخبرك كيف علم بمكانك ؟
نظرت لها ببراءه وقالت : لقد اخبرني انه حدس سيء .
بقيت صامته تنظر لملامح انجيلا التي تنظر بلوم وشهقت لتردف : هل تظنين ان له يد بالموضوع ؟
صفعت رأسها بخفه لتقول : واخيراً استوعبتي الأمر ، يالك من غبيه دائماً تغلبك عواطفك .
بقيت تنظر للفراغ لدقائق غير مستوعبه كلام صديقتها ، عادت بذاكرتها للخلف لتلك اللحظه عندما اخبرها ان حدسه من دعاه ليلحق بهم : لكن ماتفسيرك لأعادته لي ! كان من الممكن ان يتركني بكل بساطه .
قالت الأخرى : ربما ندم على هذه الفعله وقرر اصلاح الأمر لكن هذا لا يعني انه ليس شرير ! احذري جيداً منه انني لا اطيقه .
زمت شفتيها إلى الداخل برعب وتوتر .


واضع رأسه على الطاوله وشعره الفاحم يتحرك مع هواء النافذه ، يعيش فترة الوعي واللاوعي منذ ان علم بمشكلة والد الشقراء ، وضع يده على رأسه ليضغط عليه يشعر ان تائه وسط دوامه لا مفر منها .
اغمض عينيه وغاص بذاكرته إلى محادثته مع والدها :
واضع يديه على المكتب ومسند ذقنه عليهما : انا ماكنت بسامح نفسي لو صار لها شي مالها ذنب فيه .
وقف طلال بحيره امامه وقال بتعجب : وش قصدك ؟
انزل يديه واتجه إلى خزينه وضعت بعنايه داخل الجدار وفتحها ليخرج منها كاميرا وقال : افتحها .
نظر له طلال بحيره اكبر وعاد بنظره للكاميرا التقطها وفتحها فأشتغل ذلك الفيديو الذي شل اطرافه .
احد افراد رؤساء الشرطه المعروفين في لندن يقف مع رجل لا تتضح ملامحه ، مد الأول حقيبه سوداء له فألتقطها الشرطي لكن وبشكل مباغت صوب على الرجل ليرديه قتيلاً ، مسح يده التي غطتها الدماء ووضع سلاحه في جيبه وهو يلتفت يميناً وشمالاً لكن !! انتبه على المصور وصرخ بغضب : احضروه، لينتهي الفيديو عند هذه اللقطه .
اقشعر جسد طلال بالكامل وانزل الكاميرا بهدوء ليقول : تورطت مع شرطي !
هز رأسه بخيبة امل ورفع قميصه ليبان في جانبه الأيمن جرح عميق وهو يقول : حاولوا يقتلوني لكن ماقدروا ، دبسوا علي تهم طلعت منها لأن مافيه شي يثبت اني متهم ، والحين قرروا يعاقبوني ببنتي .
ضرب بيديه على الطاوله وقال : وليش مانشرت الفيديو .
..: سكت عن الموضوع خوف ان الأمن يتفكك ، والسبب الثاني ماظمن ان الحكومه بتوقف معي وبتترك ابن بلدها ، ابي منك شي واحد بس واعرف انك انت الوحيد الي بتقدر عليه ، انتبه لبنتي لو صار لي شي .
رفع طلال يده ب اعتراض وقال : الله يطول بعمرك ويخليك لها ، اعتبرها بأمان من اليوم .

رفع رأسه عن الطاوله عندما سمع الجرس وخرج يجر قدميه بصعوبه ، ذلك الرجل يعيش حياة مفككه وصعبه ، مدينته ترفض قبوله حياته الأسريه ليست مستقره وحياته وحياة ابنته مهدده بالخطر ، قطع وعداً على نفسه ان يساعده بكل ما اتاه الله من قوه .


..



وضعت القهوه في الصينيه وهي تسب الفتيات بأبشع الكلمات : ليه دايم انا الي اجيب واودي واحط ، وش شغلة الست ريم بس جالسه وتاكل ، اففف .
رتبت الأشياء بعنايه على الصينيه ووضعت ستاند صغير يحمل ورده بيضاء وابتسمت برضى تام : مرام ، مراموووه وصمخ .
اتتها مرام من الصاله الداخليه بإنزعاج : قصري هالصوت جعله للقطع ، حشى راديو .
دفتها ب قهر وقالت : خذي وديها لأخوانك يالنشبات م كأني ضيفه عندكم جالسه اشتغل لكم .
..: انطمي بس ووديها بنفسك ، خرجت تتمايل لتزيد قهر ندى التي بالفعل استشاطت غضباً .
..: عمى يعميكم يالبجيحين .
شالت الصينيه والتي اصبحت شبه ثقيله لتقول بتضايق : الله ياخذك يامرام ، اتجهت إلى باب القصر لتباغتها نفحة البرد فأختل توازنها ، تمالكت نفسها ف زفرت براحه حين تداركت الوضع ، اكملت خطواتها ومع كل خطوه تشتم فيها مرام ، وصلت إلى المجالس وهي تلتفت يمين وشمال ، المكان شبه مظلم لا توجد سوى اضاءات المزارع ، انزلت الصينيه عند مدخل المجلس بهدوء وبعيداً عن الباب لكي تضمن ان لا يراها احد ف عادت ادراجها .


اغلق هاتفه وهو يحرك شعره مع الهواء النقي والبارد نوعاً ما ، عاد ادراجه إلى المجالس حيث الرجال بعد انهى مكالمته المهمه لكن !!
لمح ذلك الظل الضئيل وهو يتمايل بخفه ، ضيق عيناه بغرابه فأقترب اكثر منه : مين انت ؟
تصلبت في مكانها من ذلك الصوت فلفت بصدمه كردة فعل وكانت الصدمه اكبر له !
وقالوا بصوت واحد " انت ! ، انتي ! " .
ارتبكت فقالت بسرعه : عممممى لا تناظر .
تدارك الوضع ولف للجهه الأخرى وقال على أمل ان تجاوبه : مين انتي ؟
قالت بخجل ورعب من ان يراهم احد : ابعد عن الطريق بمر .
قال بفضول اكبر فهو لم يهدأ له بال حينما رأها في الزواج ، نعم متأكد انها احدى بنات خالته لكن ايهما ! : ماراح اوخر لين تقولين مين انتي !
عقدت حاجبيها بغضب وهي تتسائل لماذا هذا الأصرار : بنت خالتك .
قال بسخريه : ماشاءالله توني ادري .
ضربت بقدمها الأرض وهي تنظر إلى ظهره العريض : وخخخر قبل لا يشوفنا احد هنا .
ابتعد بقلة حيله واخر ماشهده هو خيالها يدخل إلى القصر : مصيري بعرفك .

دخلت الى القصر واستدنت على الباب وهي تضع يدها على قلبها ، لماذا ارتفعت دقاته بعنف هكذا ! ولماذا اصر ان يعرف هويتي ! شتت نظرها في انحاء الصاله بحيره ، هذه المره الأولى التي انجذب فيها إلى شخص وإلى من ! إلى سعود الذي طالما انتقدته ، ضغطت على رأسها بقوه وهي تصرخ : لا لااا مستحيل .
قاطعتها مرام : سكنهم مساكنهم تكلمين مين ؟ ، ارتعبت من نظرات ندى التي اصبحت شرسه واردفت ، هيه لا تخوفيني شفيك .
نطت عليها وهي تصرخ : كلللله مننننك يالواطيييه يالحيوااانه ، اخوك حفظنييي حفظ .
طيرت عيناها بصدمه وقالت : لا يكون سعد ياويلك لوجين بتذبحك .
قالت بغضب اكبر : انا والله الي بذبحك على هالعباطه ، موب سعد سعووود .
حركت حاجبيها بخبث وقالت : شافك بهاللبس ؟
صفعتها مره ومرتان كي تشعر على دمها قليلاً لكن لا فائده ، صرخت للفتيات بهبل وهي تقول : يابناااات جهزوا نفسكم شكل عندنا عرس ثااااني .
اغلقت فمها بعنف وهي تقول : يااحيوانه انطمييي لا تفضحيني .
ابعدت يدها وركضت في انحاء القصر وهي تكرر الجمله .



..



جلس على ارضية الملعب الرطبه بتعب وجسده رطب تماماً بعد موجة التمارين الذي اهلكهم فيها المدرب ، مر التمرين وكل م يدور في باله " هي " ، استحلت تفكيره تماماً حتى في المحاضرات لم يكن يتخيل إلا وجهها وشعرها الأشقر يغطيه .
فز جالساً وفصخ تيشيرته تحت انظار الفتيات الحاضرات للتمرين فقط لأجله ، زفر بضيق فهي ليست واحده منهم !
انتبه على الحرس يدخلون إلى ساحة التمارين ف اعتدل بجلسته ليراها جيداً ، وفعلاً طلت وبجانبها صديقتها يتجاذبون اطراف الحديث ، ما ان التقت عيناهم حتى ابعدتها بشراسه وغضب ، عقد حاجبيه بحيره ! لماذا هي غاضبه الآن ! هل يعقل بسبب تلك الجمله ، وقف على قدميه وهرول ب اتجاهها ، لم يمنعوه الحرس بل على العكس هم تحت امره لأنه تعليمات والدها
استغربت وقالت : هييي يا اغبياء الا ترون ؟ اوقفوه حالاً .
قال مقاطعها : م يقدرون انا الي اتحكم فيهم .
تنفست بقوه وهي تقول : مو على كيفك ، وجهت كلامها لهم ، ارمو به بعيداً حااااالاً ! ، لكن لم يتحركوا انش
بقي متكف اليدين وعلى وجهه ابتسامه جانبيه مغريه وقال : ابتعدوا قليلاً سأتكلم مع الآنسه على انفراد !
ابتعدوا جميعاً ماعدى واحد وقف بجانب انجيلا التي ارتعبت ليردف : اظنني قلت على انفراد ،
نظرت لجاكلين ثم اعادت نظراتها الشرسه له ورافقت الحارس بعيداً ، بقيا وحيدين واقترب ليضع يده بجانبها على حديد التمرين : وش فيك ؟
ابتعدت قليلاً وقلبها يخفق بشده لا تعلم هل لأن الوضع اصبح محرج ام لأنه فاتن لدرجة العذاب وقالت بشراسه : ابععععد .
التفت يمين ثم شمال واقترب اكثر وهو يهمس : وإلا وش بتسوين ؟
حاولت ان تبقى طبيعيه وهي تضع عينيها بعينيه الحاده : وإلا بتندم .
ضحك بإستمتاع على تهديداتها وقال : طيب ، ممكن اعرف ليه زعلانه ؟
انزلت عينيها على كتبها التي تحملها وقالت بهدوء غريب : مو شغلك .
تأمل وجهها لثواني وعينيها التي اعتكفت عن النظر له : انتي من اليوم صرتي شغلي .
انتبه على عقدة حاجبيها ورفعت عينيها بإتجاهه : وقسم بالله لو تتعرض لي بتندم .
وضع يده الأخرى على الحديد ليحاصرها تماماً وقال : انا ما اتهدد .
ابتسمت بنعومه تحت صدمته من تغير اسلوبها لتقول بهدوء : اوكي راح تشوف صورتك انت والزفت الثانيه عند ابوك .
تغيرت ملامحه للغضب وامسك بذقنها : انتبهي لا تتمادين عشان م اذبحك هنا .
لم تكن قبضته قويه بل رقيقه على غير العاده ، ربما لأن والده استأمنه عليها !
افلتت يده بسهوله ومشت من امامه بغنج عكس الطريقه التي اتت بها .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-02-17, 04:26 PM   #38

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي






.

لو كانَ لي قلبان لعشت بواحدٍ
وأفردت قلباً في هواك يعذبُ
لكنَّ لي قلباً تّملكَهُ الهَوى
لا العَيشُ يحلو لَهُ ولا الموت يقربُ
كعصفورة في كف طفلٍ يهينها
تُعَانِي عَذابَ المَوتِ والطِفلُ يلعبُ
فلا الطفل ذو عقل يرق لحالها
ولا الطيرُ مطلوقُ الجناحينِ فيذهبُ

- قيس ابن الملوح



..


وضعت رأسها على زجاجة النافذه في انتظاره بعد ان خلعت فستانها وارتدت بجاما مريحه ، منذ ان اصبح في تلك الحاله وهي تبات عنده بأمر من الجده ، رتبت الجناح والسرير لتشغل عقلها عن التفكير به لكن لا جدوى ! احتل تفكيرها بالكامل .
جلست على الأريكه المسطحه والتي اصبحت سريرها لتطلق العنان للتفكير به ، عيناه، ملامحه الرجوليه، كل شبر في وجهه حفظته في ذاكرتها كحفظها لأسمها !

ارتدى معطفه الأسود التقليدي للعمل واستقل سيارته مع انه لم يسمح له بالقياده لكن من الذي سيقف في وجهه !
وصل إلى وكالته وسط استقبال الموظيفين الحار والتحمد له بالسلامه على رأسهم عبدالله الذي قابله بإبتسامه ،
احتضنه بشوق وقال : حمدلله ع السلامه .
ابتعد عنه وقال : الله يسلمك ، وانت طمني ان شاءالله احسن ؟
ابتعد خطوه وهو يبسط ذراعيه ويقول : في احسن حال ، صعب يتخلصون مني .
ابتسم سعد براحه وسعاده لأنهم قبضوا على المتسببين بإيذاءه ، لكن المهمه الأصعب جعلهم يعترفون على اعمامه .
دخل إلى مكتبه وجلس بهدوء وهو يقول : ماصار شي جديد ؟
وضع عبدالله امامه ملفان وقال : للآن ماتكلم ، هذي ملفات الأثنين الي كانو معك بالمستودع ، الأول اسمه خالد عمره 19 سنه والي انقتل بطلق ناري ، الثاني محمود جنسيته يمنيه والي قبضنا عليه من فتره .
سند يديه على الطاوله وهو يمسح على ذقنه : حاولتوا تفاوضونه ؟
تكتف عبدالله بثبات وقال : حاولنا لكن كل الي قاله انه يفضل يموت ولا يعترف على احد .
انزل يديه عن وجهه وقال : اضغطوا عليه .
وضعوا على طاولته كوب قهوه واخذ يتأمل ملف ذلك الصبي كيف غرروه بهذا الشكل كيف سمحت لهم انفسهم ان يضيعوه من اهله بهذه الطريقه ، شبك يديه خلف رقبته يفكر ورفع رأسه بسرعه : هالولد عنده اهل ؟
اخذ عبدالله يقلب الأوراق وقال : عنده اخت بس .
رمى بالقلم على الطاوله : شوف شغلك .
ابتسم على طريقته الدائمه وقال : امرك .
رن هاتفه وقطع عليه هدوءه ليلمح اسمها ورد في لمحة بصر : الو .
اتاه صوتها هادئ وكأنها كانت نائمه : وينك ؟
نظر إلى ساعته فوجدها 2:00 صباحاً : مشغول ، محتاجه شي ؟
سمعها تسحب الهواء وكأنها طمئنت قلبها : لا مو محتاجه شي ، بتتأخر ؟
ارتخى على الكرسي وقال : ليه ؟
حركت اصبعها على غطاء السرير وقالت بعفويه : ماعرفت انام ، سكتت قليلاً وهي تستوعب كلمتها وضربت ب كفها على رأسها ببلاهه .
سمعت صوت الصفعه وضحك لتصلها ضحكته ليقول : قولي تعال وانا اجيك الحين لو تبين .
ارتبكت جداً فهي لم تتوقع هذا الرد وقالت : لا عادي خلص شغلك ، انا الحين بنام انتبه لنفسك ، باي .
اغلقت الهاتف وسط ابتسامته فأيقن تماماً ان تلك الفتاه سلبته من نفسه ليجعل من قلبها مسكناً له .


..


كتفت يديها بغضب شديد وذلك الحارس ممسك بالهاتف وواضعه امامها لتقول بغضب : بس يا بابا والله يضايقون ، مو عارفه اخذ راحتي ابد .
اتاها صوته من السبيكر بهدوء : لين عشاني هالمره انا مو مرتاح بعد الي صار ، او اختاري هم ولا طلال ؟
عقدت حاجبيها وقالت بحيره : وش دخل ذا المعتوه الحين ؟؟
سمعت صوته بدأ بالأنفعال : تأدبي وانتي تكلميني ، بعطيك وقت تقررين وانتي الي بتتحملين قرارك ، لم يسمح لها بالرد واقفل الهاتف ، صفعته من يد الحارس بغضب ليسقط اشلاء فأطلقت صرخه مكتومه من قهرها : طلال وطلال ، من يوم دخل حياتنا هالطلال وانا مو مرتاحه .
..: على اساس انا المرتاح يوم اشوف وجهك .
لم تكلف نفسها بالالتفات فجلست على العشب بغضب ، انزل حقيبته وجلس بجانبها ليقول : شفيها باربي .
صفعته بالكتب على كتفه وهي تقول : مو ناقصتك ابعد عنننني .
نظر إلى كتفه ثم إلى كتبها ف ابتسم ، لقد كان محق والدها هي ارق من ان تدافع عن نفسها .
تجاهلت وجوده فتصرفت بأريحيه ، فتحت حقيبتها واخرجت مرآه وقلم حمره ، عدلت مكياجها الخفيف والذي يعطيها مظهراً فاتناً اكثر ، حركت شعرها ليصبح اكثر كثافه لكن لا فائده يعود ليسيح بنعومه ، تأففت واغلقت المرآه لتلتفت له : ماعندك شغل ماعندك محاضره تحضرها ، ماعندك تمرين يكرفك ونفتك منك .
ابتسم بعذوبه وقال : خلصت محاضراتي وخلصت تمريني ، الحين انتي شغلي الشاغل .
عقدت حاجبيها وقالت : اذا بابا موصيك علي ف وفر على نفسك .
قال وهو يقلد نبرة صوتها : الحقيقه ايوا بابا موصيني عليكِ .
اخذت تصفعه بالكتب بغيض تحت ضحكاته المستمتعه .
..: طلااال .
التفتوا جميعهم على صوتها المصطنع وهي تنادي طلال ، اغمض عينيه بغيض تحت انظار جاكلين التي ابتسمت بتهكم : هفف تلال روح شوف شتبي .
اشر للحرس بمعنى لا تسمحوا لها بالأقتراب وامسك بقميص جاكلين من جهة رقبتها وسحبها ناحيته ليقول : جاريني لا اذبحك هنا .
ارتفعت حرارة جسدها من قربه الشديد ومن انفه الذي اصبح ملاصق لأنفها ، اغمض عينيه بقلة صبر ان اطال النظر ف سيقدم على شيء يندم عليه ، تركها ليلتفت خلفه ويرى ظل ميس تذهب بحمق وبمشيه غاضبه وتصفع كل من اتى امامها بحقيبتها .
دفعته بعيداً عنها وزحفت ابعد لتقول : مريييض .
وقف على اقدامه وهو ينفض يديه : شكراً على الأنقاذ .
حاوطت بيديها على ركبتها وهي تنظر له بإستخفاف : انا شكلي صرت مغناطيس للمعاتيه والمختلين .
عاد ليجلس امامها وهو ناصب ركبتيه : انا تجذبني الثقه .
عقدت حاجبيها بغيض وكأنه ينتقص منها : وش قصدك .
..: قصدي واضح انك ثقتك تعدت الحدود .
وقفت على ركبتيها امامه لكن لم تتعدا طوله بالرغم من جلوسه : انت الي تعديت الحدود وحركتك قبل شوي بتندم عليها ، دفعته ليسقط على ظهره ليتأمل مشيتها مبتعده عنه .


..


وصل بسيارته للموقع ليقف ب استغراب امام مبنى قديم بعض الشيء وكبيره ، يبدو وكأنه قصر مهجور ، ترجل من سيارته ووقف امام الباب ليطرقه ، مره اثنتان لم يتم الرد ! كيف لا والساعه تجاوزت الثانيه صباحاً ، كان سيذهب لكن اتاه صوت صغير من المايك يقول : مين بالباب ؟

كانت تضع رأسها على الطاوله بيأس لم يبقى لها احد في هذه الحياه ، اخيها وعزوتها الوحيده ذهب للذي هو ارحم منها ومن هذه الحياه ، مسحت دمعتيها ب اطراف كمها حين دخلت عليها احدى فتيات الميتم لتقول : ماما سحر فيه احد عند الباب .
" تنبيه ، سحر الي مسك سعد اخوها وابوها غير سحر ذي "
هرعت الى الباب وهي تلف طرحتها على رأسها لترى احدى الفتيات امام المايك فصرخت بها : ابعدي عن المايك بسرعه ، ابتعدت الفتاه لتصبح خلف سحر التي ذهبت بهدوء وخوف إلى المايك : مين بالباب ؟
اتاها صوتٌ رخيم : انا المحقق عبدالله يا انسه سحر ، انا المسؤول عن قضية اخوك ، ممكن ثواني من وقتك ؟
سكتت على ذكرى اخيها وهي تنظر للأرض بألم ليردف : اذا مضايقك اقدر اسألك هنا .
وبسرعه من غير رد فتحت الباب بعد ان تلثمت وهي تقول : تفضل .
دخل بثبات وعينيه مركزه على الأرض ، ف دخلت ليلحق بها ، فتحت احدى الغرف وقالت : تفضل هنا وانا ثواني بجي .
اقفلت الباب بعده وركضت إلى جناح الفتيات لتقتحمه وتقول : ياويلكم اشوف وحده تطلع من هنا .
اقتربت احداهن منها لتقول : ماما سحر ، صدق ماراح نشوف عمي خالد مره ثانيه .
جثت على ركبتيها لتتمكن من احتضانها وتقول بعبره : عمو خالد راح لربي ، هناك احسن من هنا .
ابتسمت الصغيره ببراءه لتقول : بشتاق له بس اذا هو عند ربي فهو بخير .
هزت رأسها موافقه والدموع تغشى عينيها : يلا حبيباتي خليكم مؤدبين هالليله بس عشان عندنا ضيف ، اوكي ؟
خرجت من عندهم بعد ان تأكدت من هدوءهم لتدخل المطبخ وتقابلها السيده امينه : وش صاير يابنتي .
وضعت يديها على الطاوله وهي تقول بقلة حيله : محقق جاي عشان سالفة خالد ، انا خايفه .
وضعت السيده الكبيره يدها على كتف سحر وهي تقول : خليك قويه يابنتي والله الحافظ ، يمكن لو قلتي له كل شي فالوقت المناسب يقدرون يسوون شي ، وانتي عارفه لولا هالأشخاص ماضاع خالد مننا .


تأمل المكان البسيط والمزين باللون الموف ، على الرغم من بساطته لكنه مرتب ، قاطعته حينما دخلت لتضع امامه كوب شاي وهي تقول : تفضل .
انزل الكتاب من يده بإريحيه وقال بأدب : مشكوره ، والحين تقدرين تاخذين راحتك وتقولين لي كل شي صار بالتفصيل مع اخوك .
جلست على الكرسي امامه ليصبح المكتب بجانبهم : الي سوى بخالد كل ذا مو عيال النافي .
عقد حاجبيه بشك وقال : عفواً ؟
تنفست بصعوبه وهي تمنع دموعها : حتى عيال النافي كانوا مجرد لعبه عندهم ، في ميه طفل وشاب مستغلين من قبل هالأشخاص وخالد كان من ميه ولو سكتت اكثر يمكن يضيعون زي ماضاع اخوي من يدي .
بقي مستمع بصدمه وملامحه جامده فيها : يعني الي افهمه ان الي ورا هذا كله مب عيال النافي ؟
هزت رأسها : عيال النافي استمدوا الماده والأسلحه والأشخاص منهم هم الرأس الممول ، والي يبي يستعين بحراس واسلحه يلجئ لهم ، حتى الي يبي دروع بشريه يلقاها عندهم ، ومايحتاج اقولك مين هم الدروع ذي .
توسعت عيناه فقد اصبح الأمر معقد اكثر : مين هم الأشخاص .
انزلت عيناها للأرض : ماعندي علم ، كل الي اعرفه ان اخوي كان يطلع من الصباح ويرجع اخر الليل جسمه مليان اصابات ، واذا تكلم بالتلفون يتكلم بألقاب والغاز .
اتكئ بيديه على ركبتيه وهو يتقدم للأمام : وكيف انصاع اخوك لهم .
مسحت دمعه من عينها وهي تتكلم بقهر : اغروه زي مايغرون اي طفل ، بالفلوس والسيارات وحياة الرفاهيه .
عم الصمت للحظات ولا يقطع هذا الصمت سوى صوت شهقاتها ، اكملت ببحه وعينيها عليه : انا متأكده انهم بيرجعون للمكان الي كان فيه خالد عشان يدمرون الي بقى منه ، وانا مو مستعده اخسر هالمكان وهالأيتام عشان غلطة اخوي .
لمعت عيني عبدالله بفكره ووقف بسرعه : اقدر اساعدك ، بس ابيك انتي بعد تساعديني عشان نمسك هالأشخاص .
هزت رأسها موافقه ، ووقفت عندما وقف ، مد يده بعفويه وهو يقول " ماقصرتي "
نظرت إلى يده قليلاً فمدت يدها لتصافحه : اوعدني انك بتحمينا .
رفع عينيه إلى عينيها الدامعه فمرت لحظة صمت طويله غاص فيها بداخل عينيها : اوعدك وهذا واجبنا .
تركت يده لترافقه إلى المخرج وفي طريقهم إلى الخارج سمعوا همهمات وقهقهات صغيره ، توقف بإستغراب والتفت خلفه ليرى ظل يركض يميناً وشمالاً ، اما هي فقد انحرجت من تصرفات تلك الفتيات المشاكسات .
طلت من خلف الباب بشعر اسود كسواد الليل ووجه ابيض وبأبتسامه كبيره قالت : هاي .
ابتسم عبدالله على شكلها البريء وجلس ناصب ركبتيه وهو يلوح بيده : اهلن .
اقتربت منه الصغيره ذاك الخمس سنوات بفستان ابيض لنص الساق وشعرها الطويل يرفرف بجانبها ومدت يدها الصغيره نحوه : انا اسمي رند .
ضحك حتى بانت اسنانه الناصعه وقال وهو يصافحها : وانا اسمي عبدالله .
ضحكت الصغيره من ضحكته وقالت : انت هنا عشان ترجع لنا عمو خالد صح ؟
قالت سحر بحزم : رند بس روحي لغرفتك يلا .
قاطعها عبدالله ليقول : ايوا انا هنا عشان ارجع لكم حقه .
ميلت رأسها ببراءه على جنب وقالت : حقه ؟
حملها بين يديه حتى ضاعت فيهما : كم عمرك يارند .
وضعت يدها امامها بمعنى خمسه فأبتسم لتردف : وانت ؟
وضع يده امامها بنفس الحركه وكررها اكثر من مره : كبيييير .
ضحكت الصغيره ببراءه وقالت : يعني شايب .
انحرجت سحر وقالت : رند عييييب ماما .
ضحك من ضحكتها وقال : خليها مبسوط عليها .
اكملت حديثها البريء : يعني حتى ماما سحر اصغر منك ؟
التفت على سحر بأبتسامه وعاد للصغيره : كم عمر ماما سحر ؟
بقيت صامته تنظر له وميلت رأسها تفكر ووجهت كلامها لسحر : انتي قوليله .
اعتلت الحمره وجهها من خلف اللثمه ، دائماً يضعونها في مواقف محرجه : عمري 23 .
ابتسم وقال موجه الكلام لها : العمر كله ، يلا يارند انا لازم اروح ، عاد لوضعيته بالجلوس كي ينزلها وبقى على وضعه وهو يردف ، تشرفت فيك .
ابتسمت وهي تشبك اصابعها امامها وتقول : بترجع لنا .
بادلها الأبتسامه وقال : اكيد برجع اذا تسمح ماما سحر .
التفتوا لها فأرتبكت اكثر لتقول : اكيد حياك الله ب اي وقت .
قفزت الصغيره بفرح وركضت إلى غرفتها .
وقف عبدالله ليكمل طريقه بجانب سحر التي اصبحت في وضع مرتبك اكثر من ذي قبل : انا ادل الطريق ، انتي ارجعي وانتبهي لنفسك ، بكره من بدري برسلك الحراس ، تصبحين على خير .
قالت بخفوت : وانت من اهله ، لتغلق الباب خلفه وتتكئ عليه براحه .


..


في مكان بعيد عن العاصمه وتحديداً غربها " جده " وضع يده على ذقنه المهمل والعريض وهو يوجه الكلام لشخصين امامه وبلهجه حجازيه بحته : إيش تبغوني اسوي ، فلوس واديتكم اسلحه واديتكم اكتر من كدا ماقدر .
قال احدى الرجلين الواقفين : انت مستوعب ان واحد من رجالك معهم يعني طبيعي بيغصبونه على الكلام ولا راح يفكونه لين يعترف علينا .
طقطق الرجال العريض اصابعه وقال : رجّالي واعرفهم بس إنتو ايش حيضمن لي إنكم ماتعترفو عليا ؟
اتسعت عينيهم بغضب وقال احدهم : انت مجنون ماتثق فينا ؟
رفع الرجل سلاحه بتهكم وقال : لا ما اثق فيكم ، ضغط على الزناد ليردي احدهم قتيلاً وبقي الآخر مصدوم ينتظر دوره .
قال الرجل بتلاعب اكبر : سلّم لي على اخوك ، وضغط الزناد ليسقط الآخر قتيل ، جلس على كرسيه وهو يبتسم بعد ان تخلص منهم .



ايش رايكم مين الرجلين الي ماتو وايش هي العصابه الي ورا هذا كله ؟






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-17, 07:47 PM   #39

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




‎‏أنا لا أصلح لغيرك،
‎ولا أشعر بأنني مناسبًا بأي شكل من الأشكال لغير قلبك،
‎كما أني لستُ قادرًا على التناغم والتعايش بعيدًا عن صدرك،
‎دعيني هناك.

..


انزل معطفه ببطئ والحراره تشتعل في جسده ، كان عبدالله يتكلم وهو في عالم آخر يشعر ان شيء ما يعتصر رقبته يمنعه من التنفس .
..: لازم نتحرك قبل لا يضيع شاب ثاني .
رفع عينه الجارحه إلى عبدالله وقال : الليله تبات عندهم ولا تطلع من عندهم ، بلاش حراس مانبي احد يحس اننا نعرف .
عقد عبدالله حاجبيه وقال : بس المكان كله حريم صعب ياخذون راحتهم .
انزل عينيه على الورقه امامه وقال : 4 من جنسيات عربيه مو سعوديه والمديره هي الوحيده السعوديه ، حاول ماتقترب من اماكنهم وخذلك مكان منفصل عنهم ، الحين تنفذ قبل لحد يوصلهم .
هز رأسه بتوتر وخرج ، اما هو وضع سبابته وابهامه على رأسه يضغطهم بألم ، تعقدت الأوضاع اكثر فأكثر الآن ليس عليه الا ان يحث الرهينه التي معهم على التحدث حتى ولو وصلت للتعذيب !


رمشت بعينيها اكثر من مره تبعد تأثير الكسل عليها ، اتكأت على كوعها تتأمل سريره المرتب مثلما تركته ، لم يعود ليلة البارحه ، ابتسمت بخيبه فدخلت إلى دورة المياه تغسل وجهها وماهي الا ثواني حتى انضمت إلى مرام وامها وجدتها : صباح الخير .
قالت الجده بفرح : ياهلا ياهلا الخير انتي ، تعالي يامي اجلسي جنبي .
توسعت ابتسامتها وجلست بجانب جدتها وهي تقبل خدها : اذا ماصبحت على وجهك مايصير يومي حلو .
لوت مرام فمها وقالت : عشتووو ، هالكلام مانشوفه لنا .
التفتت الجده بنظرتها المعتاده والتي تعرفها مرام حق المعرفه لتسرع وتردف : ههههه اسفه ياعمري يامنمن انتي يكفي وجودك عن الكلام الحلو .
انزلت عصاها بعد ان كانت تجهزها لضرب مرام وقالت : اشوفتس تعلمتي السنع من يوم جت بنتي .
عقدت حاجبيها بملامه وهي تنظر لوالدتها : ماما انا مب سنعه ؟؟؟
قالت امها وهي ترتشف الشاي : ماشفتي السنع لا نكذب على بعض .
طيرت عيونها فيهم بغضب وقالت : الشرهه علي جالسه مع ناس سلبييييه زيكم ، افففف تجيبون الاحباط ، ووقفت لتخرج تحت ضحكاتهم .
قالت الجده موجهه كلامها للوجين : وين سعد ماشوفه نزل معك .
تلعثمت لوجين وترددت كيف توصل لها الكلام : سعد انشغل بالليل وللحين مارجع .
عقدت حاجبيها الجده وقالت : وش هالكلام ؟؟؟ قومي قومي جيبي جوالي بدق عليه .
هزت رأسها ووقفت لتمر من الصاله الكبيره وتتعدى درابزون القصر وصولاً إلى غرفة الجلوس حيث تضع الجده حاجياتها دائماً ، التقطت الهاتف وهي تطقطق على ارقامه لكن حين عادت ادراجها وجدته يجلس بجانب الجده بعد ان قبل رأسها ويدها وهي تقول له : ليه تتعب نفسك ياوليدي مالك فتره طالع من المستشفى .
ابتسم وقال : يمه انا بخير ، وتراني مب بزر بتمنعيني من كل شي .
ضربت بعصاها على الأرض الرخاميه لتقول بحزم : الا بمنعك من الشي الي يضرك ، انت ماتدري وين مصلحتك تذبح نفسك بالشغل يومياً حتى وانت تعبان .
هز رأسه بتسليك لجدته حين رأها تقف تنظر ناحيته بذلك التيشيرت الواسع والذي انزلق عن كتفها قليلاً بلون الثلج تماماً كبشرتها ، رفعت شعرها بأهمال لتنزل خصله تغازل وجهها واكتافها بغنج .
صقعت الجده بعصاها على ساقه وقالت : ياولد لا تسلك لي .
التفت لها بإبتسامه وهو يأشر على انفه الحاد وقال : على هالخشم .
قالت والدته للوجين التي اطالت الوقوف بخجل : لوجين تعالي اجلسي ، رأتها تؤشر بجانبها والذي يحدث انه بجانبه ايضاً ، تقدمت ببطئ وهي تتمنى انه يبعد عينيه لكن لا فائده ! اقتربت من الجده ووضعت هاتفها في يدها التي بدورها شكرتها ، مشت من امامه وجلست وسطهم هو ووالدته وحاولت ان لا تقترب كثيراً منه !
صرخت الجده في الخدم : وصمخ لازم يروح صوتي انتي وياها .
قالت لوجين بإندفاع : امري ياجده انا اسوي لك الي تبين .
نظرت الجده في سعد ثم فيها تحت استغراب لوجين لتقول : لا ارتاحي يامتس انا بطلع اقيل شوي مانمت زين البارح .
اتت احدى الخدم وهي تساعدها على الوقوف وترافقها إلى جناحها ، اما هي بقيت تنظر إلى الطاوله امامها وكلما تمردت خصله من شعرها ابعدتها تحت انظاره .

قالت والدته تخفف التوتر : ابوك ما اتصل عليك ؟
عقدت حاجبيه بتساؤل وقال : لا ليه !
انزلت كوبها على الطاوله الزجاجيه لتقول : دق عليه عشان تعرف ، وقفت الأم لتستأذن منهم وخرجت .
اما هو ف انقبض قلبه ليأخذ جواله ويبحث عن رقم والده ، وماهي الا ثواني حتى انفتح الخط ليقول بإندفاع : وش صاير ؟
اتاه صوت والده وسط ضجه ومن غير مقدمات : عمانك انقتلوا .
اتاه الخبر كالصاعقه كالبركان الذي تفجر : ايش !!!
فزعت لوجين من صرخته ووقفت من وقوفه بقلق ، اما هو اتاه صوت والده مُنكسر : رايح استلم الجثث .
قال بإستغراب وصدمه اكبر : ليه وينها !
تقطع صوت والده وسط الضجه لكن اخر ماقاله : اذا رجعت بقولك كل شي ماينفع على الجوال .
اغلق الهاتف بتوتر ، اين يذهب مالذي يفعله الآن ! اخذ يمشي من غير هدف في الصاله الكبيره ، تحت صدمة لوجين من حالته ،
اقتربت منه وهي تمسك بمعصمه : وش صاير .
التفت لها بسكون يتأمل وجهها ، تائه يريد من يدله إلى الطريق ! : ماصاير شي .
هي بالمقابل تأملت وجهه المحمر وكأنه يكتم عبراته لتقول : لا تكذب علي .
هز رأسه نافي والأفكار التي رتبها اصبحت تسقط من ذهنه واحده تلو الآخرى .
انصدمت عندما رأته يجاهد لعدم سقوط دموعه وقالت بفزع : سعد وش صاير ؟؟؟
اعوذبالله من قهر الرجال واعوذ بالله من سعد حين يغضب ، لا يعلم إلى من يلجئ وإلى من يشكي ومن سيفهمه ، حمل ثقيل على عاتقه اصبح فوق التحمل !
وضع يديه على خلفها وسحبها في عناق قوي يستمد منها القوه ، اما هي وضعت يديها خلف ظهره بفزع اكبر من تصرفاته ، لا يمكن ان تضعف الآن ! نحن بحاجتك اكثر من اي وقت مضى .



..


مر اسبوع كالسجن على الباربي حتى عندما تخرج لا تشعر انها خارج المنزل بسبب هؤلاء الحرس واوامر والدها الخانقه !
وضعت اوراقها في حقيبتها بعد ان انتهت محاضراتها والتفتت يميناً لترى حارس وكذلك شمالاً ! تأففت بضجر وخرجت إلى الكافيتيريا ، قابلت انجيلا في احدى الطاولات تجلس وامامها حاسوبها فجلست معها وهي تمسك رأسها بتأفف : لا استطيع التحمممل اكثر .
ذبلت ملامح انجيلا ف اغلقت الحاسب لتجلس بجانبها وتضع يدها على كتفها : لماذا تأخذين المواضيع بطريقه سلبيه ! فقط فكري في والدك الذي يريد حمايتك ، وقالت بمرح ، وايضاً تبدين كالأميرات او اصحاب الجلاله الذين يتنقلون بحرسهم إلى كل مكان .
انزلت حقيبتها وقالت : الآن اعرف شعورهم يالهم من مساكين .
اشرت لأحد الحرس بضجر : اذهب احضر لي الغداء .
انحنى برقي عليها وقال : ماذا تردن يا انسات ،
ذابت انجيلا ووضعت يديها على الطاوله وثبتت خديها عليهما لتقول : انت .
صفعتها جاكلين على يدها لتنزلق وتستيقظ : ماذا انه وسيم يافتاه .
صفعت بيدها على رأسها وقالت بلهجه عربيه : مامنك رجاء ووجهت كلامها للحارس ذو الملامح الجامده ، احضر لنا سلطه سيزر .
رفعت نظرها إلى مكان بعيييد في آخر الكافيتيريا ، معطيها قفاه وجسده يهتز وكأنه يوبخ احداً !
وقفت وهي تلتفت إلى الحرس الذين طوقوا الكافيتيريا وتفصلهم عنها مسافه بعيده نسبياً ، لم يتقدموا لكن اعينهم عليها ،
قالت انجيلا ب استغراب : إلى اين !
قالت بسرعه : سأعود .
اقتربت إلى الزاويه التي يقبع فيها وكل ماتقترب كل ما تتضح لها " ميس " وصوته وهو يقول " اعتقيني لوجه الله " ،
ردت بيأس : بس انا احبك طلال .
وضع يد على رأسه ويد على خصره بقلة صبر : انتي ماتفهمين ؟ عقلك مايستوعب ، انا ما احبك قلت لك من اول ماتلاقينا انا مستحيل احب .
وضعت يدها على قلبها وصوته قد شق اذنيها فكيف بميس الواقفه امامه !
قالت وهي تشهق بمراره : تكفى لا تخليني انا ممكن ما اعيش بدونك ، طلال والله احبببك ماقدر استغني عنك .
كانت ستمسك يده لكن نفضها بسرعه وفر هارباً من المكان وهو يكاد يختنق .
ما ان رأته يتوجه نحوها حتى وضعت قبعة الهودي على رأسها كي لا يتعرف عليها ، مر مسرعاً بجانبها وكأنه اعصار فعادت بأنظارها إلى حيث ترك تلك المسكينه ، رأت الجموع قد تشكلوا حولها وهي تنظر لهم بخجل وخيبه وهم نظراتهم شماته !
عصرت يدها بقهر من تصرفاته الهمجيه وتوجهت نحوها وهي تقول : خير ان شاءالله مافيه شي تشوفونه هنا يلا انقلعوا !
ما ان ذهبوا حتى اقتربت منها وهي تقول : انتي بخير ؟
هزت رأسها نافيه بقهر وحسره وقالت : ليش يسوي فيني كذا ليش هو قاسي !
وضعت يدها على كتفها وهي تطبطب عليه : لا يهمك ، اي رجال بهالدنيا مايستاهل دموعك انتي قويه من غيرهم ، دوسي على قلبك اذا حب ترا كرامتك اغلى ماعندك واذا صارت لك الفرصه رجعيها .
مسحت ميس دموعها ووجهها المحمر بدأ يعود للونه : شكراً ، انا ميس .
ابتسمت جاكلين وهي تنظر ليدها التي تمدها وتجاهلتها لتحتضنها : وانا جاكلين .
ابتسمت على لطافتها وقالت : ماتعرفنا زين المره الي فاتت انا اسفه .
لوحت بيدها غير مهتمه : لا يهمك انا نسيت ، تعالي بعرفك على صاحبتي ،
امسكت بيدها لتسحبها لطاولتهم وقالت : انجيلا اريد ان اعرفك على شخص ما .
رفعت عينيها بحماس لكن سرعان ما اختفى وهي تقول : انها تلك ال... ، سكتت حين رأت نظرات جاكلين واردفت تتدارك الوضع ، مرحباً سررت بلقاءك انا انجيلا .
قالت ميس وهي تنظر للأرض : لا بأس يمكنك اكمال الجمله انا هكذا في نظر الجميع .
قالت جاكلين وهي تنظر لانجيلا بملامه : غير صحيح نحن لا ننظر لك بتلك الطريقه ، ذنبك انكِ جميله وجميع من رآك انفتن .
قالت انجيلا متناسيه نفسها : نعم هذا صحيح لقد كنت اشعر بالغيره منكِ و راودتني اكثر من فكره في قتلك لأخلص العالم من جمالك .
ابتعدت ميس خطوتين للخلف تحت ضحكات جاكلين لتقول : لا تخافين تراها تمزح وبرضو الي بقلبها على لسانها ماتجامل .
ابتسمت ميس وقالت : لقد تشرفت بمعرفتك انجيلا .


دفع بباب دورة مياه الشباب ليفزع كل من فيها ، اقترب من المغاسل بغضب وفتحها ليرش من مائها على وجهه بعنف ، وضع يديه على رخام المغاسل ورأسه منتكس للأسفل وقطرات الماء تنزل من وجهه وشعره ، مُختنق ، نادم ، كل شعور سيء مر عليه في هذه اللحظه ، رفع رأسه على المرآه وشهقاتها تتردد على مسامعه اغمض عينيه بندم لأنه تركها تتمادى معه إلى ان تعلقت به !
امسك بالمحارم ومسح وجهه وشعره ليخرج وهو عازم على انهاء الأمور ، حينما اقتحم الكافيتيريا شلته الصدمه حينما رآها تضحك وتمزح معها !
مالذي يحدث على ماذا تنوي تلك الشقراء !
اقترب منهم وحينها سكتوا جميعاً اولهم هي حين صدت بوجهها بألم وغصه ، لاحظ ان نظرات انجيلا وجاكلين له حراقه وقال ليتملص منها : ميس ممكن اكلمك وحدنا .
نظرت إلى جاكلين التي بدورها هزت رأسها لتقف وتمشي بغضب امامه ، اما هو فأنصدم من تأثيرها على الناس بهذه السرعه !
توقفت امامه وهي تكتف يديها وتقول : نعم .
وضع يديه في جيوبه وقال : انا اسف .
لا تعلم لماذا بدأ قلبها بالتراقص لكن وجهها كان جامد : اعتذارك مقبول ،
كانت ستمشي لكن استوقفها ليقول : وش تسوين مع ذيك الشله ؟
نظرت إلى يدها ثم إليه وحاجبيها معقودين : الأشخاص الي امشي معهم مو شغلك .
عقد حاجبيه بصدمه ، كيف تغيرت بهذه السرعه ! لقد تمردت مثل تلك الشقراء ، لا لا لا لقد تحمل شقراء لعينه واحده فكيف ب اثنتان !
لحق بها وسحب كرسي بجانب جاكلين ليجلس براحه تحت استغرابهم ،
قالت انجيلا بغضب : جاكي فقط اعطيني الأشاره وسأحطم هذا الحاسوب على رأسه .
قال بتهكم وعينيه ترمي الشرار : ستعودين لأمك بيدين مكسورتين .
طيرت عينيها وامسكت الحاسب لكن تداركت جاكلين الوضع لتمسك بها فاللحظه الأخيره : هل انتي مجنونه حافظي على اعصابك .
وضعت يدها امام وجهه بأستفزاز وهي تقول : لا استطيع تحمل وجهه يبدو انني سأتقيء اذا لم اغادر ، حملت حقيبتها لتقول ميس بسرعه " انا اتيه معك " ، امسكت بيد جاكلين قبل ان تذهب وقالت " شكراً " ، وهي بدورها ابتسمت تحت حيرة طلال من الموقف .
..: يلا انطقي .
التفتت له ببرود وقالت : عفواً ؟
اتكئ بأكواعه على الطاوله وهو يقترب منها : وش تبين من ميس ؟
ابتعدت بقرف وقالت : قبل لا تسألني اسأل نفسك .
سألها بسرعه وبقلة صبر : وش سويت .
نقرت بأصبعها على كتفه لتؤلمه : انت الي جمعت الناس عليها بهمجيتك وانا جيت وساعدتها ، انت شخص مريض تحسب مشاعر الناس لعبه عندك كل من حبتك جرحت مشاعرها ومشيت ، انتبه لنفسك ترا الدنيا تدور .
امسكت بحقيبتها على وشك الوقوف لكن امسك بيدها ليجلسها رغماً عنها : لما اقولك امشي تمشين .
نفضت يدها بغضب وقالت : هذا هو الأسلوب الي اتكلم عنه ، مو كل الناس يجون على كيفك يا اخ طلال اصحى !!
تركته بعناد ومشت لتخرج من الكافيتيريا ، اما هو اخذ نفس عميق وعد إلى العشره محاولاً تمالك اعصابه .


..


لا شيء جديد ، هاهي تجلس في صالتها مثل كل اسبوع وامامها قهوتها ، وحيده حتى الذي يُسمى شريك حياتها لا تراه الا عند وقت النوم ، رأت هاتفها يهتز بأسمه لترفعه وتقول بصوت هادئ : الو .
قال بسرعه : تجهزي بنطلع للبر .
رفعت حاجبيها بأستغرب وقالت : وشو ؟ الحين ؟ .
اتاها صوته اهدئ من العاده : ايه الحين ، بجي القاك جاهزه .
اغلقت الهاتف ودخلت لتبدل على الأقل فقد فاجئها !
لا تعلم ماذا تلبس هل تلبس فستان بسيط ام تبقى على بجامتها ففي النهايه لا احد سيراها !
استقرت على الفستان فكان لونه نيلي طويل بكتف نازل وضيق على جسدها المغري ، تركت شعرها على حريته الأنسيابيه ، اكتفت بالماسكرا والكحل وروج وردي كشفتيها ، طرق الباب فخرجت من الغرفه لتفتح القفل وتفتحه ،
قال وهو يدفعه : كم مره اقولك لا تقف...
سكت وهي سكتت بقيت تنتظره يكمل كلمته لكن ضاعت احرفه امام حسنها .
قالت بتوتر وكأنها بدأت تعتاد عليه : حلو ولا اوڤر على طلعه لحالنا .
استيقظ على كلمتها الأخيره وهو يلوم نفسه على تسرعه : حلو لا تغيرينه .
وضعت شعرها على جانبها الأيمن وقالت : دقيقه خلني اقصه .
امسك بيدها قبل ان تذهب وقال : لا ماتقصينه حلو طوله ، نظرت ليدها وكانت ستفلتها لولا انه اردف ، ابي اكلمك .
سحبها إلى الكنبه ليجلس وتجلس هي بجانبه ويقول : الحقيقه اننا مو لحالنا .
قالت بإستغراب : ليش مين بيجي .
قالها وقلبه يعتصره من الألم : امي وخالاتي .
تأمل ملامحها التي تغيرت وتنفسها الذي زاد واردف : اذا ماودك ماراح نروح .
قالت بسرعه : لا عادي نروح ، بس ماراح نطول .
هز رأسه موافق وقال : الي يريحك .
وقفت وبراكين الدنيا تتفجر في صدرها اخذت حقيبه صغيره ووضعت في تغييره تحتاجها وبعض من مساحيق التجميل وخرجت وهي نقول : يلا .
وقف وهو يلتقط مفتاحه الذي رماه بأهمال من على الطاوله ومشى اما هي اخذت عباتها المعلقه ولحقت به .

بعد مشوار نصف ساعه كتمت انفاسها متمنيه ان تموت او ان تسمع كلمه مسمومه من عماتها ، سمت بالله ونزلت من السياره لتمشي بجانب وليد الذي امسك بيدها حين رآهم : هلا هلا بوليدي ، سلمت عليه وعينيها على مهره التي حاولت رسم ابتسامه على وجهها لكن خذلها .
بعد ان سلموا عليهم جلس وليد وجلست هي بجانبه ليقول بهمس : فكي عبايتك ماعندك احد .
توترت ورفعت يدها الى نقابها وهي تفصخه وايضاً طرحتها حينها انساب شعرها الأسود كشلال حرير ، انتبهت على نظراتهم الصدومه حتى نظرات بنات عماتها واولهم تلك الشيطان المسماه ب " المها " .
قالت احداهن : ماشاءالله ، وين مخبيه هالزين يالمهره .
ابتسمت بالغصب وقالت : من ذوقك ياعمه .
سند يده خلفها واليد الأخرى وضعها على ركبته لكي تصبح اقرب له ، قالت امه بغيض : لا بوسها احسن !
ابتسم ببرود واقترب من خدها النقي ليطبع قبلته عليه ، اشتعلت وجنتيها حراره ونظرت له بلوم اما هو فتوسعت ابتسامته ، اغتاضت تلك الغيوره حين سمعت والدتها تقول : الله يهنيهم ويسعدهم وش فيك على الولد .
قالت والدته بعصبيه اكبر : كاب الحياء هالولد ، قوم عند الرجال يلا قوم .
نظر لها وهو يهمس : اروح ؟
تمنت لو انها قالت لا لا تروح وتخليني عند هالوحوش لكن قال لسانها عكس ذلك : ايه عادي روح .
قالت عمتها ام المها : قومي يامها دلي المهره على الخيمه تنزل عبايتها وتتضبط اذا ودها .
توقفت بغيض ووقفت معها المهره حين دخلت إلى الخيمه قالت لها وبتهكم : كيفك المهره .
سفطت عباتها غير مهتمه لنبرتها وقالت : الحمدلله بأحسن حال .
اخرجت مرآه بدأت ترتب شكلها الفتان لتباغتها الشيطانيه بإندفاع : يارب يكون وليد كويس معك زي ماكان معي .
اغلقت المرآه ووضعتها في حقيبتها غير مباليه لتقول : الحمدلله طيوب .
قالت الأخرى بغيض : تدرين انه كان يحبني وماراح يتركني بس خالي الله يهديه خرب علينا .
تنفست بصعوبه وهي تسمع طاري والدها لترد بلذوعه : عاد سمعت ان وليد مطلقك عشان مر وقت ماحملتي ، بس يالله ماعليه الله يشفيك ويشفي مرضى المسلمين ، لتخرج وتدعها في بركانها تذوب .
مشت بغنج حيث يجلسون لينحنون جميعاً مع انحناء خصرها النحيل . ابعدت خصله من شعرها لتجلس بهدوء على الفرشه وتقول : اعذروني تأخرت عليكم .
قالت ام المها : لا عادي يحق لك تتأخرين ، ماشاءالله يالمهره كم لنا ماشفناك .
ابتسمت بعذوبه لعمتها والتي تعتبرها اطيب عماتها : مشاغل الحياه ياعمه ولا انتم غالين عندنا .
ابتسمت على ردها المتزن وقالت : قومي ايمان صبي لعروستنا قهوه " ايمان ابنتها الثانيه " ، لتقوم برحابة صدر وتصب للمهره التي شكرتها .
اتت تلك المغروره تتمشى بعد ان نزلت عباتها وكانت ترتدي فستان برتقالي اللون على بشرتها الشبه سمراء وقالت بشراسه : قومي عن وجهي .
قامت اختها بهدوء وجلست بالمكان الشاغر بجانب المهره ، تأملت شكلها بغيره ، نحرها الناصع المكشوف مع اكتافها اعطى رونق خاص للفستان ، اما وجهها كان طبيعي مع قليل من المكياج عكسها هي التي صبت على وجهها من مساحيق التجميل لكن لا فائده !
قالت ام الوليد : قومي يالمها شبي لنا الضو الجو بدا يبرد .
وقفت المها بأبتسامه رمتها على المهره واخذت منقل الحطب لتضع عليه الحطب وتجلس امامه محاوله اشعاله .
التفتت المهره بأبتسامه ناحيتها حين مرت نصف ساعه وهي تحاول اشعاله لكن لا فائده فقالت بضحكه : اساعدك ؟
رمت عليها نظره حاقده وقالت : لا مستغنين .
سمعت صوت نحنحه فدخلت للخيمه بسرعه هي وايمان وبقيت المهره التي ميزت صوته عن الف رجل لتقول عمتها بغضب : عمى ماتستحين قومي ادخلي في رجال جاي .
ابتسمت وقالت بتهكم : وش فيك ياعمه ماتعرفين صوت ولدك وقالت بصوت شبه عالي ، ادخل ياوليد مافيه احد .
رأته يدخل بأبتسامه وجلس بجانبها موجه له الكلام : ماقدرت اطول .
توترت من كلامه الحلو لتقاطعهم امه : وانت كل دقيقه بتدخل ماتشوف بنات خالاتك م اخذوا راحتهم .
قالت مهره وهي تضع يدها على كتفه : صح خلهم ياخذون راحتهم وروح ماراح اطير ، قالتها لتجاريه امام عماتها فقط !
اما هو فأمسك بيدها ليطبع عليها قبله طويله ولولا وجودهم لطبعها في مكان اخر ، فوقف ليستأذن .



..


مسحت على شعره الأسود الذي انساب على فخذيها واخذت تلعب فيه يمين وشمال ، شعور لذيذ اجتاحها حين ارتمى لأحضانها لاجئ لها ومستغني عن الكل ، انحنت لتقبل عقدة حاجبيه الدائمه وبقيت على مسافه قريبه منه : الله يعينك حبيبي .
استوقفتها الكلمه التي خرجت عفويه لتقول في نفسها الله ما اجمل تلك الكلمه ، ان يكون لك شخص حبيب وصديق وزوج وحارس ان يكفيك عن العالم اجمع هو من يستحق تلك الكلمه ، تحرك بتضايق لينقلب على جهته اليسرى لكن مالم تحسب حسابه هو انه امسك بيدها ليضعها على شعره ، حركه شلت تفكيرها وصدمتها وجعلتها تكتسي خجلاً ، لابد انه سمعها وهي تقول " حبيبي " ، قال بصوت هز كيانها : وش فيك وقفتي ؟
حركت اصابعها على شعره بهدوء ولم تتجرأ ان تنطق حرف ، لمحت عينيه ترمش من حيث لآخر فعرفت انه مستيقظ : وش مضايقك ؟
انقلب على ظهره وقال : مافيه شي .
لم تتجرأ ان تضع عينيها في عينيه وقالت : اذا صاير شي قولي ماراح اقول لأحد .
امسك بيدها وهو يقبلها مره واثنين وثلاث : مافيه شي لا تشغلين بالك .
تنرفزت من عدم مصارحته ف امسكت بشعره وهي تلعب فيه بقوه ليقول بألم : وش ذنب شعري طيب .
قالت وهي تكتف يديها بغضب : احسن ، متضايقه لماذا لجئ لها اذا لم يريد التحدث ، لماذا يشعرها انها طوق نجاه ثم يمزقها .
امسك بذقنها ولفها ناحيته وهو يقرأ مافي عقلها ويقول : انا ماكذبت عليك .
صحيح انه لف وجهها بالكامل له لكنها ابت ان تضع عينها في عينه وهو كاذب وتقسم انه كاذب : احلف .
زفر بقلة حيله وهو يترك وجهها لتقول بسرعه : شفت انك كذاب .
سحبها بجانبه قبل ان تذهب ومن غير مقدمات اخبرها بكل شيء واردف : مابي احد يعرف ولا حتى جدتي لين نلقى حل .
بقيت عينيها معلقه فيه وهي تتسائل ، كم من الثقل حمل ظهرك ؟ ، مسحت على كتفه بلطافه وقالت : ان شاءالله ربي يفرجها عليكم .
ابتسم وهو يهز رأسه موافق ورمى رأسه حيث كان وقال : مصدع .


..


صرخت بفزع وهي تركض وتقول : وقفوووووا .
تطايرت الأشياء من حولها وكأنها اعصار ضرب المكان ...

انتهى ، توقعاتكم تهمني ❤







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-18, 03:05 PM   #40

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي






السلام عليكم ..
عُدنا والعود احمدو ❤


طال شوقي وطال انتظاركم احبائي .. عاتبوني قدر ما تشائون ف انا اعترف انني قصرت في حقكم ..

اريد ان اطمئنكم انتهيت من البارتات كامله لكن لن تنزل دفعه واحده لأجل استعادة التشويق والمشاركات ،
قليلاً وسأترككم مع اول بارت بعد الأنقطاع ❤ ..







..

"هل ضر هذا الكون نبض لقائنا
أم أن هذا الحزن أدمن أضلعي
قل للمسافات البعيدة بيننا ،
أرجو بحق الله أن تتواضعي"
- جلال الدين الرومي.


وضعت رأسها على وسادتها الناعمه كخدها بعد ان بدلت ملابسها،
قضت ليله رائعة بلقاء بنات خالة مرام وبالأخص " مهره " التي شغلت تفكيرها قصتها !
عجيبه قصتها كيف لأنسان خلق الله له مشاعر واحاسيس ان يحطم تلك الرقيقه،
احست بشيء يمشي على صدرها لترى سلسال خالها يتدحرج على نحرها الناصع ..
انزلته لتتأمله وهي تفصل ذكريات ذلك اليوم في ذهنها،
لقد كانت سعيده مليئه بالفرح، لم تتوقع في يوم ان تبتعد كل هذا البعد عنهم ..
مسحت دمعه انفلتت من عينها لتقف على المرآه ، تأملت عينيها وسط الضوء الخافق كان ذلك السواد يستوطن اسفل عينيها كظلال اظلتها رموشها، لكن ماهي الا اثار التعب، والهم، والأشتياق .
وانزلت عينيها ليديها، افتقدت للعنايه والترطيب في اخر فتره من حياتها حتى اظافرها لم تكن على حالها،
مسحت وجهها وهي تقول : شكل عمر العشرين مرهق .. وشلون لو كبرت شويتين ، واطلقت ضحكه خفيفه
دخلت حمام غرفتها لتبحث عن اي شي يجدد لها حيوية بشرتها خصوصاً ان زواج " سنو وايت " قريب ولم يبقى عليه سوى يومان !
تقدمت لحوض الأستحمام الذي وضع على جانبه اوراق من الورد المجفف العطر ، ومنشفه سفطت بعنايه .
بحثت في الأرفف لتجد قناع للطين ، قرأت تعليماته بعنايه وابتسمت ،


..


مسح على وجهه بالمنشفه وهو يرتعش ، قذف بها على كنب الملحق وهو يغلق ازرار قميصه الأبيض ليجعل بشرته البرونزيه تشع ، نشف شعره جيداً ليهم بالخروج ويتأمل القصر الذي اصبح بعيداً بعض الشيء عن موطئ قدمه ، تأفف فهو متعب للغايه ولا يمكن ان يرهق نفسه اكثر !
عاد ادراجه واحكم اغلاق الباب ليمسح المكان بعينيه الصفراء : الله يسامحك يامي !
استلقى على الكنب بإرتياح والنوم يتسلل شيئاً ف شيئاً إلى جسده، لكن !
داهمتك ذكراه تلك الفاتنه، بفستانها الزمردي الذي اشعل اللهيب في صدره،
لا ينكر انه توقع صفعه منها بعد فعلته لكن تفاجئه كان اكبر عندما بقيت من دون حراك،
ابتسم بعذوبه وهو يقول في نفسه " بالتأكيد لن تتحرك لقد الجمتها "
فز من على الكنبه والشك يداهمه، ربما هي تضنني الآن اتقرب منها لأرضاء رجولتي فقط ..
رفع شعره للخلف بتفكير عميق، كيف يقنعها انها فعلاً تروق له .. تروق له حتى من قبل ان يتعرف عليها شخصياً .. ربما تضنون انه غريب بعض الشيء كيف المرء يعجب بشخص لم يره من قبل لكن كل ما اعرفه انه الحب الحقيقي الذي جعلك تعشق شخص في الطرف الآخر من العالم ولم يتعرف عليك يوماً،
ربما اسرته احاديث اهله عنها في بعض الأحيان .. كم هي ساحره ! وكم هي تذهب العقل، ايقن الآن انها فعلاً اذهبت عقله.
قاطعه رنين هاتفه ليلتقطه : الو ..
..: سيدي هناك حاله طارئه في القسم عليك القدوم حالاً ..
عقد حاجبيه وهو يرى الرقم مرة اخرى وقال : اليس هذا رقم عبدالله !
..: نعم سيدي لكن عبدالله...
سكت الطرف الآخر لمده مما جعله يتوتر : ماذا حدث ياهذا اخبرني !
تنفس الصعداء ووصله صوت تنفسه عبر الهاتف ليقول : وجدناه في مكتبه مصاب بطلق ناري ..
تصنم للحظات وهو ينظر بالفراغ امامه، شريك عمله وشريك حياته اصبح سراب !
لا يحتمل ان يفقد احداً بعد عمه وقال ب لوعه وكلمات متقطعه : وهل هو حي ؟
رد عليه الطرف الآخر : لا اعلم سيدي انا فعلاً متوتر اتت سياره الأسعاف لتقله ارجوك ان تسرع ..
اقفل الهاتف وارسل رساله إلى والدته ووضعه في جيبه ليخرج بسرعة البرق إلى القسم.


..


رفعت رأسها عن الوساده بتضايق وظهرها الناعم يؤلمها، جلست على الأرض حيث مضجعها وتمغطت بكسل وهي تمسح المكان بعينيها،
التفتت إلى الساعه التي بجانب الصغيره لتراها 7 صباحاً ، ارتدت ملابسها على عجل وخرجت من الغرفه بهدوء كي لا توقض احد !
حملت كعبها في يديها كي لا يصدر اصواتاً صاخبه ونزلت مع الدرج لتتفاجئ بصوت هز كيانها !
..: صباح الخير ، لو ماعرفك كان قلت بتسرقين شي ..
اعتدلت بوقفتها التي كانت غبيه فهي فعلاً تدل على السرقه وقالت بخجل : اسفه ماحبيت ازعج احد ،
ابتسم وهو يصدقها بالكامل فهي تربية صديقه : تفضلي كوب قهوه ،
ابتسمت وهي تضع يديها خلفها بخجل اكبر : شكراً لك عمر بس لازم امشي .. باي
مشت من دون ان تدع له مجال للأصرار واغلقت الباب خلفها وهي تزفر !
تأملت الشوارع الشبه فارغه والهواء العليل الذي عصف بالأشجار مثلما عصف ب خصلات شعرها ،
ارتدت كعبها العالي على عتبات الباب ونزلت بمرح وهي تتمايل على انغام زقزقة العصافير ..
انتبهت على احد مراكز الكعك والذي شدتها رائحة الكعك المخبوز إليه رغماً عنها ، تماماً مثل تأثير عيناه !
نفضت الأفكار من رأسها ودخلت لتسلم على المالك والذي اتضح انه رجل مسن : مرحباً ، هل لي بقطعة كعك سيدي ..
ادخلت يداها في بوكها لتخرج له بعض النقود لكن قال : لا تكلفي على نفسك عزيزتي ، مد عليها قطعة كعك زينتها قلوب حمراء وقال : جمالك دفع الثمن،
ابتسمت بخجل وهي تقول : شكراً لك انت لطيف ، اخذت القطعه من يده وخرجت لتستمتع بالأجواء الرائعه .. حتماً ليس يوماً للجامعه !
يستحيل ان تضيع يوماً كهاذا !

..

وصل إلى الجامعه وكل تفكيره في تلك الصغيره ، اين يمكن ان تكون ذهبت وإلى من لجئت !
فتح باب المكتب وجلس على مكتبه وهو يرفع هاتفه ويتصل على رقمها ، مغلق للمره المئه .. زاد توتره وضاق به المكتب ليوسع قليلاً من الكرفته التي خنقته اكثر، لم يتلقى شيئاً من حراسه بعد .. بدأت الوساوس تداهم عقله واخذ هاتفه ليتصل على حرسه ويخبرهم ان يكثفوا البحث في كل بقعه من المدينه، اغلق الهاتف والف فكره سيئه تزاحم عقله .. لم يأخذ سوى دقيقتين حتى رن الهاتف مره اخرى والتقطه بسرعه : هل وجدتموها ؟
..: نعم سيدي إننا في الطريق إلى المنزل السيده امرت بذلك ،
زفر بإرتياح وهو يسمع جدالها خلفهم وكأنها مستاءه من تخريبهم لنزهتها : حسناً شددوا الحراسه على القصر لا اريدها ان تخرج مره اخرى .
..: حاضر سيدي .
صفعت الهاتف من يده بغضب وقالت : هل انت غبي ام انك لا تفهم ، قلت لك لا اريد الذهاب إلى المنزل .
عاد ليلتقط الهاتف بعد ان سقط اسفل المرتبه : تعليمات السيد لا يمكن ان نعصيها يا انسه ،
تكتفت بغضب وهي تشوح بعينيها للمرآه بإستياء ، ماهذه الحياه الخانقه ، لا اريد ان اتواجد في منزل لا يكفون اهله عن الشجار !
نزل قبلها وهو يفتح باب السياره : تفضلي يا انسه ، خرجت بخطوات سريعه غاضبه وهي تدفع باب القصر وسريعاً إلى غرفتها ، صفعت بالباب وانزلت سترتها الحمراء : اوووف مايخلون الواحد يستانس ،
دخلت والدتها تحمل قطتها المدلله وشعرها ملفوف بالضفائر وقالت : عزيزتي لقد حجزت لنا عناية بالأضافر ، اوف بالأضافه إلى اقنعه محاربة للتجاعيد سنستمتع .
نظرت إلى ناحيتها بنصف عين وقالت : امي هل ترين اني في مزاج لهذا !
جلست بجانبها وهي تقول : لماذا مالذي حدث ؟
حكت لها ماحدث ب ملامح شبه حزينه وهي اول مره تشكي لأمها : لا بأس يجد ان تتحملي والدك ، تعلمين انه رجل شرقي وبالرغم من ذلك لم يرغمك على شيء ، هو يريد حمايتك فقط .
رفعت حاجبها الفاتن بإستغراب : من ماذا ؟
تمتمت بكلمات غير مفهومه وهامسه واردفت بإرتباك : لا عليك هيا بنا ، سنستمتع، وقت بين ام وابنتها ما رأيك .
ابتسمت بنعومه وقالت : حسناً .


..


استيقضت بالصباح الباكر على صوت غريب ! صوت الهدوء ، هذه اول مره منذ اكثر من عشرين سنه ان تفتقد اصوات اختيها المزعجتان ، فركت عينيها بإستغراب ونزلت من السرير لتضع قدميها الناعمتين على السيراميك اللاسع.. خرجت من الغرفه بإستغراب اكثر البيت مظلم ! ايعقل انهم ذهبوا إلى مكان من دون اخباري ! ، امسكت بالدرج بخوف وهي تمشي بحذر لتتفاجئ بالأضواء تشتعل وبصخب عارم : سبببببراااااايز ،
سدت اذنيها وهي ترمش بصدمه ، ماذا يحدث على ماذا يحتفلون !
اقتربت منهم بهدوء وبطئ وهي ترى " مرام " و " لوجين " من بين الحاضرين ، وكثير من رفيقات قسمها الذين يلتقطون الصور لها ،
امسكت بيديها اختها وهي تسحبها إلى الطاوله : كيف المفاجئه اعجبتك ؟
القت نظرها إلى الكيكه لترى مكتوب عليها " Bye Bye Single Life " .. بلعت ريقها بعد ان داحمتها غصه وتماسكت كي لا تفسد عليهم فرحتهم وقالت مازحه : زييين كذا خليتوني انزل لحفلتي ببجامه ،
ضحكوا جميعاً وقالت اختها : لو قايلين لك مانمتي الليل ، تعالي قطعيها وتمني امنيه ، اهم شي تمني اني اتزوج بعدك علطول .
صفقتها امها قفى رأسه وقالت : مشفوحه على العرس ،
قالت مرام ممازحه : زوجوها سعود خلوها تكره الزواج وطاريه ،
مدت يدها وهي تسكتها : تكفوووون الا ذا الآدمي قسم بالله ليحشرني بغرفه ماشوف النور لسنين ، والتفتت لمرام بمزح ، اسألو مجرب .
صفعتها مرام من نفس المكان التي صفعتها منه امها وقالت : اقول انطمي بس يحصلك سعود ؟ رجال وغيور وشهم .
دفعتها وهي تقول : ماغث منه الا انتي ، وخري وخرررري .
ابتسمت عروستهم بحزن وقلب مكسور ، يحز في خاطرها ان تترك جمعتهم هذه لتذهب إلى اناس منذ ان بلغت لم تعلم عنهم شيء !
احست بيد تطبطب على كتفها لتلتفت وترى لوجين التي ابتسمت في وجهها وماكان منها الا ان تبادلها الأبتسامه ، وكيف لا تبتسم وهي وسط اهلها مطوقه بالأهتمام والسعاده .

سحبتها اختها لتقطع الكيكه وتقول : تمني .
صفعتها ندى على رأسها وقالت : عيد ميلاد هو يالغبيه .
مسحت مكان الصفعه وقالت : مو شرط الأماني مالها وقت يالغبيه انتي .
ابتسمت اكثر واكثر وهي تنفخ على الشموع وتتمنى بقلبها ان يجعل ايامها القادمه سعاده وفرح بالرغم من انها تشاطره نصفها !
التقطوا الصور تحت صرخاتها : لااااا لا تصوروني بالبجاما
احتضنتها احدى زميلاتها والتي تدعى " سحر " وقالت : حلوه بكل حالاتك ياقلبي .
مازالت محتضنتها وهي ترص عليها فهي اقرب زميلاتها لها : ياعمري بس عيونك الحلوه .
ابتعدت عنها وهي تبتسم وتمد عليها صندوق مغلف ب رقه ونعومه وقالت : لا ترديني ..
ذبلت ملامحها حين رأت الهديه وقالت : ليش كلفتي على نفسك ياقلبي .
وضعتها بين يديها واغلقتها وقالت : مافيها كلافه لو ماهديتك في زواجك متى بهديك؟ اعتبريها مني ومن بنات الميتم برضو .
احتضنتها وقالت : شكراً لك ولهم الله يسعدكم .
سحبتها ندى لتقول : روحي بدلي ملابسك بشي محترم من زين هالوجه للحين بالبجاما ، الله يعين وليد بيشوف هالمنظر يومياً .
ابعدت خصلتها ب غرور وعزة نفس وقالت : يحصله هذا كله .
اطلقوا اصوات متفاجئه ومتفرقه من ثقتها وردت اختها : ياعيني على الثقه ، اشهد انه محظوظ .


دخل إلى المستشفى بخطوات ثقيله بعد ان علم بما حدث لصديق دربه ليسأل على مضض الريسبشن عن مكان غرفته ويسرع بخطواته لها ، رآه جثه هامده على احد الأسره وصدره مفتوح يطوقه مئة سلك وصمام الأكسجين متعلق ب شفتيه، وضع يديه الصلبه على الزجاجه بقهر وغل على حاله ليرص على اسنانه اكثر متمنياً ان الذي فعل ذلك بين فكيه الآن ..
لمح الدكتور يخرج ليسرع له ويسأله : دكتور بشر .
رفع عينيه من على الاوراق التي بيديه وهو يعلم هوية السائل وقال : خير ان شاءالله، الرصاصه اخطت كليته ب اعجوبه .. شخط على الورقه ب قلمه واردف، الي استغربته ان جسمه كله عليه خدوش، ارسلنا الرصاصه للقسم استاذ سعد لا تشغل بالك عبدالله في امان عندنا والحمدلله على سلامته .
هز رأسه وهو ينفث نيران صدره التي اشعلها هذا الفاعل ، كيف تجرأ على فعلته كيف سمح لنفسه ان يؤذيني فيه ! وضع يده وهو يمسح على صورته امامه وقال : حقك والله مايروح وانا حي .


بعد موجة الرقص والأحتفال هاهم يجلسون بتعب على ارائك الصاله و " عروستنا " بينهم تلملم شعرها الذي انتفش بعد نوبة الجنون التي اصابتها، لم تلهو هكذا منذ مده .. اااه كم تشتاق إلى المشاكسات بين حين وآخر ولولا اختيها لم تعشها يوماً !
وقفت ندى وقالت : اليوم بروفة ميمي لازم تقعدون عاد .
التفتت مرام للوجين بعد ان ذهبوا رفيقات مهره ولم يبقى سواهم وقالت : انا موافقه ولوجي اكيد موافقه بس كلمي امي هي محدده لنا وقت .
لم تصدق خبر ف التقطت الهاتف وطقطقت ب ازرته ليأتيها صوت خالتها : هلا وغلا بهالصوت ياربي لا تخليني افقده .
..: فكينا من كلامك المعسول وش تبين ؟
برطمت لأنها وضعت المكالمه على السبيكر والكل سمعها لتقول : افا خالتو كذا تردين على المدح الي يجيك ، الله يعين ابو سعد .
..: قليلة الحيا هالكلام بيوصل امك .
قالت بسرعه وبرعب : لالالا خالتي تكفين وربي امزح بس شسمه، عادي مرام ولوجين يجلسون شوي بروفة مهره بتبدأ بعد كم ساعه ونبيهم يحضرونها .
انقطع صوتها لثواني وكأنها تفكر لتقول : زين .
كتمت فرحتها وهي تقول : شكراً ياحياتي ، وطيرت لها قبله عبر السماعه لتقفلها وتقفز بمرح، ماعاد عندكم عذر انتي وياها .. البروفه بعد ساعتين بالضبط .
التفتت لأختها التي اصبحت في عالم اخر ، ايقنت تماماً انه ليس العالم الوردي الذي تحلم فيه كل فتاه وهو اقتراب يوم زفافها بل العكس ! عالم سوداوي لا تعلم ماذا ينتظرها فيه .


دخل المنزل بخطوات ثقيله بعد العمل واستلقى على الكنبه بجانب والدته ،
نظرت له بحده وقالت : عساك خلصت الشقه .
زفر بملل وقال : ايه .
عضت على شفتيها بقهر وقالت بعصبيه : ايه هذا الي فالح فيه من يومها بنت العقربه ممشيتك على مزاجها .
انزل شماغه فقد احس بأنه يضغط على رأسها ليطوقه بالصداع : كم مره قلت لك هي ماطلبت شي انا الي بسويها عشان خصوصياتنا .
صفعت يديها في بعضها وقالت : قال خصوصيات انا اعرفها بنت مرام بتاخذك مني عشان تنتقم لكن ماراح اسمح لها وسكن فوق مافيه .
" ملاحظه ام سعد وام مهره سموا بناتهم على اسماء بعض .. ريم ومرام .. "
فتح ياقة ثوبه وهو يضع شماغه على كتفه ويخرج من غير اي كلمه وهذا ماجعل والدته تطنقر غضباً من تجاهله وعلى حسب تفكيرها ان مهره سحرته ليعرض ان طلاقها ويتزوجها مرغماً .
جلست ابنتها التي تصغر الوليد ب سنه وهي حامل في الشهر الثامن وقالت : هاه بشري .
حركت يديها بغضب ورفعت صوتها كي يصله وقالت : وش ابشر الله لا يبشرها بخير هي وامها ، ساحرته مافيها كلام عيا يسمع لي كلمه ورد غطاها ، يبي يقنعني انها ماطلبت بيت لحالها عشان تاخذه مننا وانا عارفته يغطي علييييها .
صفعت ابنتها يديها في بعضها وقالت : يعني خلاص بيتزوجها .
وقفت الأم بحمق وقالت : بخليها تندم على اليوم الي فكرت فيه تدخل هالبيت وماكون دليّل .

انزل ثوبه وهو يسمع تهديدتها لها ويتنهد ، يبدو انها ستواجه صعوبات في هذا المنزل خصوصاً ان امه لم تتقبلها بعد الحادثه التي حصلت بينهم !


تظن الأم ان المهره هي من علقت ابنها وهو العكس تماماً ! لذلك زوجته احدى بنات اخواتها والتي تبين انها نسخه مصغره من الشيطان تجاهلت احتياجات ابنها لتغيض تلك المسكينه فحسب .

زفرت بتوتر حان الوقت كي تخرج إليهم، مررت يديها على تفاصيل الفستان الأبيض المرصع ب الماسات صغيره انتثرت عليه بتوب وصدر مفتوح ضيق من الخصر ثم يتوسع بالتدريج إلى اخر قدميها .. تأملت شكلها بالمرآه امامها هذا ماكانت تتمناه لكن ليست في هذه الضروف، ليس وقلبها محطم إلى اشلاء !
تأملت التسريحه العاديه التي رفعوها لها ووضعوا فيها الطرحه بعنايه لم يتكلفوا فهي مجرد بروفه !
مدت عليها مسكتها التي زينت ب الروز الأحمر وفصوص الألماس مشابهه لثوبها ، اخذت نفس عميق لا تعلم لماذا هي متوتره هذا ليس وقت التوتر ماذا ستفعل في ليلة الزواج !
اشرت برأسها عندما رأت المنظمه تأشر لها وفتحت الستاره عليهم وحينما انفتحت اصبحوا في ذهول ، لم ينطقوا اي كلمه كانت نظراتهم كافيه .
ابتسمت لهم كالقمر وما ان ابتسمت حتى هجموا عليها يتأملونها عن قرب .
قالت ندى : يمه قلببببي وين راحت اختي الشهبا ، طلعي اختي لا اطعنك ، ولوحت بالقلم الذي كان بيدها .
ضحكت بنعومه وقالت : بلا عباطه ، ولفت بمرح وهي تتمايل بغنج وتردف ، وش رايكم ؟
قالت لوجين بأبتسامه مشرقه : تهبلييييين احلى عروسه والله .
قالت مرام بعد ان ابعدت ندى واتت مكانها : يخرب بيت بيتك هذا وانتي ماتمكيجتي ولا سويتي تسريحه سنعه ، وربي سندريلا .
ضربتها بخفه ب المسكه وقالت : لا تدعين علي وانا مابعد تزوجت .
استغفرت الأخرى بسرعه .. بعد دقائق معدوده بين اراء واطراءات دخلت امها للمكان ووقفت على عتبة الباب متأمله فتاتها الصغيره بفستان احلامها والذي صممته بحالميه لهذا اليوم بالتحديد .
لمحت امها من بعيد ونزلت من على المنصه بحذر وهي ترفع فستانها بيديها الرقيقه وتقترب منها وعينيها تلمع من لمعان عيني امها : وش رايك .
وقالت امها وهي تكبت عبراتها : من يومك حلوه ياقلبي ، مسحت دمعه انفلتت من عينها على الظروف التي جعلتها ترتدي هذا الفستان واردفت ، توني رجعت من القصر كل شي جاهز حتى الشوكلاتات والتقديم ، وامسكت بيدي ابنتها لتقول ، الله يوفقك يانور عيني ويسعدك .. ادري ان عمتك قطعتنا طول هالفتره بس تأكدي ان قلبها طيب مثل طيبة قلب ابوك .
مسحت الأخرى على وجهها بعد ان غرقته الدموع وهزت رأسها موافقه : وين ريم ماشوفها .
جلست امها على الكنبه بتعب بعد الدوران الذي دارته : داخت ورجعت البيت مع ابوك ، يلا اشوف ماخترتي شي للحين ؟
جلست بجانب امها والفتيات لتختار لها التسريحه والمكياج .


رمى بنفسه على السرير بتعب من ضغط الدوام إلى ضغط البيت لا شيء يمكن ان يريحه الآن سوى رؤية عينيها الواسعه تحدق به بتلك النظره الآسره .. وضع يديه خلف رأسه وهو يرسم ملامح وجهها المضيء في سقف غرفته، لا يعلم ماذا حدث له بعد رؤيته لوجهها لأول مره منذ اكثر من 8 شهور تحركت مشاعره لتسحبه من غير شعور نحو وجهها الفاتن وبالتحديد بجانب حبة الخال التي توسطت خدها الأيمن ..
تعدل بجلسته حين سمع طرق الباب ليسمح بالطارق بالدخول وانفرجت شفتيه بإبتسامه حين رأها تدخل غرفته بجهد وتوقف ليساعدها : على هونك ..
جلست على السرير ليجلس بجانبها وهي تمسح على بطنها : هذا وهو للحين ماجا معذبني .
ابتسم وقال : لا تخافين بيطلع رجال على خاله .
..: يابخته والله لو يطلع ربعك وتنهدت بحزن مصطنع .
امسك بيدها وقال : عسى ماشر وش مضايقك .
التفت له بكامل جسدها وقالت : مضايقني انك قررت قرارك بدون حتى ماتشاورنا .
ترك يدها تدريجياً ولاح بوجهه للجهه الأخرى من الغرفه ، تضايقت من حركته وامسكت بوجهها لتلفه ناحيتها وتقول : وليد لهادرجه صرنا مب مهمين عندك؟
..: لا حشى مب هذا المقصد .
قالت بإستياء: اجل وش المقصد ، رحت بتنهي الزواج وجيت وانت مقرر تتزوجها وبأسبوع بعد ! لا تكون ساحرتك بس
نظر لها بحده ووجهه الأسمر يتحول تدريجياً للأحمر : اذا مالي حشيمه على الأقل احشمي تربية خالك .
فزعت من نظراته ونبرته التي تغيرت 180 درجه وقالت : ماكان قصدي انا كان عندي شك وبس .
توقف وقال : المفروض ماتشكين ولا واحد بالميه في تربيته وهو الي مربيني من بعد ابوي الله يرحمه ، امسك بمقبض الباب واردف ، بنام تعبان .
وقفت وخرجت بأستياء اكبر من الذي اتت به وايقنت تماماً انه ليس بعقله !
استغفر اكثر من مره وتنفسه يضيق اكثر فأكثر ، كانت فكرة الشقه مثاليه ليبعدها عن شر امه واخته اللتان لا ينوان لها الخير وهو الأدرى تماماً انها لن تؤذي احداً .



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.