آخر 10 مشاركات
هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          7- جرح السنين - شارلوت لامب - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          227- المبادلة العادلة - فاليري بارف - مدبولي (حصري على روايتي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          27 - حبى المعذب - شريف شوقى (الكاتـب : * فوفو * - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-09-16, 07:13 PM   #91

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dosha مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
دخلت لأقرأ و أعلق لكن يظهر لي بأن الفصول الأخيرة حذفت !؟!

هل هناك مشكله في المنتدى .. ارجوا ان تحل بسرعه لأنني بصراحة أصبحت أنتظر فصول الرواية بلهفة
و كلي شوق لمعرفة الأحداث القادمة ..

ودي لك ..
و عليكم السلام
هناك مشكلة ... وجميع الروايات مو بس روايتي
فيه مشكلة في الصيانة وللاسف ما ادري ان كان هالوضع مؤقت او دائم اتمنى احد يفيدنا
انحذفت اربع فصول لحسن الحظ اني محتفظة بنسخ لهم بس ما راح انزلهم لحتى يجيني تفسير للي قاعد يصير بالضبط
والفصل الحادي عشر جااهز و متشوقة اني اطرحه لكم بسس الوضع ما يساعد




خد العروس & غير متواجد حالياً  
قديم 25-09-16, 07:21 PM   #92

نرجس علي
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 343731
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 828
?  نُقآطِيْ » نرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond repute
افتراضي

عزيزي خد العروس جواب سؤالك بموضرع كارو الجديد تجديته اول القسم وهو عن رساله من المنتدى اقرأيها وتعرفي المشكله ..

نرجس علي غير متواجد حالياً  
قديم 26-09-16, 08:06 PM   #93

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

راح أرجع انزل الفصول الناقصة من الآن
و اتمنى من جميع القراء خصوصاً الحلوات اللي يتابعوني خلف الكواليس
اتمنى منكم الدعم لأني محبطة بعض الشيء بسبب فقدان نصف التعليقات
وانتوا كريمين واحنا نستاهل


خد العروس & غير متواجد حالياً  
قديم 26-09-16, 08:14 PM   #94

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع

ذكريات مبعثرة




الذكريات كائنات لا تموت إلا بموتنا ، وعلى الرغم من ألمها إلا أنها أكثر وفاءً من أصحابها ، أكثر بقاءً من أوطانها ، أكثر وجعاً من رحيـل من تركوها وحيدة ، هي أشياء لا تنام ، لا تهدأ ،لا تنسى ...
تفرض نفسها في كل حين ومع كل نبضة .

*مقتبس



*

فوضى ..و لا شيء سوى الفوضى .. بالرغم من التأنيب المستمر الذي تتعرض اليه من والدتها الا ان هالة لازالت تُصر ان تبقى فوضوية
كتُب وأقلام متناثرة في كل بقعة من أرضية الغرفة ..و ملابس و أوشحة مرمية على السرير و لازالت ترمي عليه المزيد ... كانت أكبر هموم هالة هي دراستُها و مُعدلها الدراسي و أن تبقى في المركز الأول دائماً ..تُحب ان تُواكب الموضة في ملابسها و تسريحة شعرها ..تُحب الموسيقى الكلاسيكية و الرسم و الألوان الفاتحة .
هي فتاة بسيطة هادئة و عادية تُشبه الكثير من الفتيات .

داهمت والدتها عليها خلوتها .. شهقت من منظر الغرفة الفظيع و بدأت بتأنيبها المكرر الذي حفظته هالة عن ظهر قلب
" حسبي الله على بليسك !! متى بتكبرين ؟ انا ما ادري بكرة اذا تزوجتي و جا نصيبك كيف بتدبرين عمرك و انتي عايشة بهالفوضوية !!
أخرجت لسانها بشغب .. و وقفت أمام امها بدلال : أنا ارمي من هنا و أرتب من هنا .. برتبها يُمه لا تحاتين
اقتربت منها و طبعت قبلة بريئة على وجنتها : و لا تزعلي انتي يا قمر .. كم ام حامد عندنا ؟
اجابتها امها بإمتعاض : ايه اضحكي علي بهالكلام ..تعالي تغذي قبل لا يبرد الاكل .
اومأت بالإيجاب و تبعت والدتها تاركةً فوضى الغرفة خلفها
كانت كل ما تحاول ان تكون مرتبة و نظامية لتسعد والدتها ..تستمر على الترتيب لمدة يوم وخمس دقائق ثم ترجع للوضع القديم .


اتجهت نحو غرفة الطعام .. تستغرب الظلام و الهدوء الغريبان الذان يملآن المنزل .. أين ذهب الجميع ؟
انقشع الظلام فجأة و تقافزات أمامها بالونات ملونة و قصاصات ورقية صغيرة ثم هُتاف بصوت ليلى : ـ surprise

عائلتها يُحيطون بـ قالب الكعك الوردي المغطى بسبعة عشر شمعة .. و هدايا مُغلفة و محمود الصغير يجلس في حضن والده ليُصدرا صوتاً مزعجاً من بوق ورقي في فاهيهما
ضحكت : اصلاً كنت أدري
يُهنيها الجميع نور و الهنوف و ليلى و والدها محمود " كل عام و انتِ بخير يا حبيبة أبوك "
و يقول حامد " بسرعة تعالي طفي هالشموع جعنا نبي ناكل " و يردد إبنه وراءه " يلا بسرعة نبي ناكل "
وأطفأت شمعة عيد ميلادها السابع عشر ..ليُصفق لها الجميع و ام حامد تحتضن إبنتها بدلال
و أعطتها نور كيساً : هذا الفستان عجبني واحسه حلو عليك .. شوفيه اذا مو مقاسك عشان ابدله
التقطته منها و أخرجت ما بداخله .. فكان ثوباً أحمر اللون .. قصير و تتوسطه " فيونكة " كبيرة .
قالت بإعجاب و هي تُعاين الثوب على جسدها : واااو مررة حلو .. تعرفيني أحب ذا اللون .
نور بابتسامة : تلبسينه بالعافية

قدّمت لها ليلى هديتها : هاذي الهدية مني أنا وأمي افتحيها
أخذتها هالة بلهفة وفتحتها وكان سلسال رقيق من الذهب معلق عليه أحرف اسمها ، قالت بفرح : مررة حلو عجبني ، احتضنت اختها وهي تقول : احبك ليول
ضحكت عليها ليلى : اهم شي تحافظين عليه مو تضيعينه
ام حامد تؤيدها : أي حافظي عليه .. أعرفك فوضوية و بسرعة تضيعين اغراضك
هالة : بحافظ عليه مابضيع
اخرج ابو حامد محفظته : أنا ما افهم في الهدايا وفي هالسوالف ، مد عليها مبلغ من المال : خذي هذا واشتري به اللي تبغين هدية مني
قبّلت رأس والدها : مشكور يُبه الله لا يحرمني منك

التفتت الى حامد الذي يجلس بجانب زوجته يتناول طعامه : و انت ؟؟؟ وين هديتي بسرعة طلعها
ابتلع لُقمته و قال ضاحكاً : ههههههه ما جبت لك شي
هالة : اقول بسرعة طلعها
حامد :ههههههههههههه والله ما جبت لك شي ... امك وابوك و خواتك عطوك .. انتي ماتشبعين من الهدايا
هالة : لا ما أشبع .. وماراح اتنازل عن الهدية ، التفتت الى الهنوف : وين هديتك انتي و زوجك !!
الهنوف تضحك : هههههههه تفاهمي مع اخوك ... أنا مالي شغل
اقتربت من شقيقها و صرخت في أذنه : انت كيف تنسى ؟؟
حامد : خلاص يالبثرة ..اختاري دولة من دول الخليج وانا باوديك نهاية الاسبوع
هالة بفرح : أي الحين تعجبني

*
ذكرى أخرى في يوم آخر
تنبطح على السرير و هي تشعر بالغثيان .. بينما يتفرج أختيها على التلفاز .. تحتضن هالة الوسادة وعينيها غارقتين في شاعريَّة ،اما ليلى تحدق في الشاشة و تبتسم لا إرادياً ، مسلسل تركي رومانسي مليء بالمشاعر .. تتأثر ليلى و هالة به و تنظر نور نحوهما بسخرية .. يا ليت الحياة الواقعية تُشبه المسلسلات و يا ليت المشاعر تظهر بذات الطريقة و ذات العفوية .. قالت نور بغيظ : المفـروض أخلي منصور يتفرج على هالمسلسل لعَّل و عسى ينفع معه !
لم يُعرن كلامها أي اهتمام فهُن في قمة إندامجهن و الأحلام الوردية تُحيط بهن من كل جانب .
بينما تُقاوم نور نوبة الغثيان التي هاجمتها من جديد .. غابت عن الشقة يومين بحجة مرض أمها .. تمنت لو يتصل و تسمع منه " اشتقت لك " او على الأقل رسالة نصية تحمل كلمات الاشتياق .. لن يُكلفه ذلك الكثير .. لو أنه يُفاجئها بقدومه اليها و هو يحمل الورود كما يفعل هذا الممثل داخل التلفاز .. لن يُكلفه ذلك الكثير !!
شعرت بيد ترتبت على ظهرها و تمسح عليها .. التفتت لتجد والدتها تجلس بجانبها ..تضع العباءة على رأسها و تحمل حقيبتها اذ يبدو انها تستعد للخروج : يُمه نور .. اشربي هالعصير يخفف من اللوعة و يفتح نفسك على الاكل .
رفعت ظهرها و اخذت العصير : شكراً يمه
والدتها بحنان : وش فيك ؟ صاير بينك و بين زوجك شي ؟
تنهدت نور : مشاكل تافهة كالعادة ..انتي لا تشغلي بالك يُمه
ابتسمت لها ام حامد : شكلي بكلمه و بقول له ليه مزعل بنتي ؟ تبغيني أكلمه ؟
ضحكت نور : ههههههههه لا مش مزعلني مافيه شي
ضربتها على كتفها بخفة : هههههه طيب انا طالعة الحين .. و انتي ارجعي الليلة لبيتك مايصير تتركين الرجال لحاله أكثر من كذا .
خرجت والدتها و التفتت نور نحو التلفاز .. لماذا الاحلام كانت أجمل من الحقيقة ؟ أحلام العزوبية بفارس الأحلام كانت أجمل .. يا ليتها بقيت تحلُم الى الأبد !! سحبت جهاز التحكم لتُطفئ هذا المسلسل الذي يكاد يفقع مرارتها : يكفـي هالمسلسل كله رومانسية فاضية وأصلاً بعيدة عن الواقعية .. صياعة وقلة أدب
التفتن حولها و هتفن : حراااام عليك !!
التقطن منها الجهاز بصعوبة .. بينما كانت هالة تُجن : بيطلب يدها للزواج !! بيطلب يدها للزواج لا تخربين المقطع تكفين أبغى اشوف !!
التقطته منها و وقفت امام التلفاز و قالت بإحباط : خربتي علينا المشهد .. كنت ابغى اشوف ردة فعل توبا
ليلى بخيبة : وأنا كنت ابغى اشوف انجين وهو يلبسها الخاتم
هالة وهي تنظر الى نور بحقد : وجع نـور يعني وش دخّلنا احنا في مشاكلك انتي و منصور وش دخَل المسلسل ؟
ليلى : مريـضة .. هذا يسموه مرض .. ماتقدر تشوف أحد مستانس ومبسوط وهي لا
نور : أي ما اتحمـل اشوف رومانسيتهم الزايدة .. وابو الشباب اللي عندي الرومانسية في جهة وهو في جهة ثانية
هالة : واحنا وش دخلنا ؟ خربتي علينا الجو
نور : بكرة تتزوجون وتنصدمون من الواقع المر
ليلى باعتراض : لا حبيبتي .. مو شرط يكونوا ازواجنا المستقبليين مثل زوجك
هالة : أي أنا عن نفسي ما بوافق الا على واحد اسمر وطويل وحليو واهم شي يكون يشبه انجين
ضحكت نور بقوة : هههههههههه غبيات
وعدن الى متابعة المسلسل وأخذت نور تشغل نفسها بصحن المكسرات والحب الشمسي الذي أمامها ..

هالة وهي تنظر الى نور : ارتحتي الحين ؟ خلص
قامت ليلى من مكانها لتجلس بجانب نور وتشاركها في صحن المكسرات ، و تبعتها هالة .. نظرت نور في وجوههم و تذمرت " مشكلته ما يعرف يغازل و لما اصارحه يقول عني سطحية و متأثرة بالأفلام وهاذي حركات مراهقين يترفع حضرة جنابه يسويها "
ليلى : حاولي تغيريه شوي شوي .. خلي المبادرة تجي منك انتِ عوديه على الكلام الحلو شوي شوي يتعلم منك
نور : ههههههه المشكلة اني ما خليت كلمة حلوة ما قلتها له .. يعني ما أناديه الا بحبيبي و يا عمري بعد قلبي ويا شمعة حياتي ومافيه فايدة
هالة وهي تبصق قشور الحب الشمسي : ههههههههههههه حلوة شمعة حياتي عجبتني ، في أحد ينادي زوجه شمعة ؟؟ ههههههههه
ليلى وهي تضرب هالة بخفة : خلاص ياغبية .. ماتشوفين اختك متضايقة
فضفضت أكثر : مرة كنا نتابع فيلم اجنبي واسوي نفسي ميتة على البطل لأنه رومانسي وهو يطالعني مثل الجماد بدون احساس .. و مرة مسكت ايده واحنا طالعين اسوي فيها رومنسية ...قام سحب ايده مني بعصبية و أن هو ما يحب مرة تمسك ايده ف مكان عام و عيب و ما اعرف ايش .. و اذا عصب يتحول لواحد ثاني .. ما اقدر حتى اكلمه واتفاهم معاه ..ويسمعني كلام مثل السم ..وبعدين اذا هدى يجي ويقول ان مو قصده وان هذا طبعه وأنا لازم اتحمله يقال له يراضيني الحين .
اكملت و هي تكاد تبكي " في ذكرى زواجنا زينت الشقة كلها ورود وبالونات و كيكة وموسيقى واروح الصالون و اتزين .. وفي الاخير يجي من الدوام ويطالع فيني وفي المكان و يضحك و يتمسخر .. وقتها ما قدرت أمسك نفسي رحت الغرفة و بكيت "
هالة بحماس : و بعدين ؟
نور : ولا شي جا على انو يراضيني وان المفروض ما ازعل و ان هو يمزح لأن مو متعود و ان انا حساسة و دلوعة و أبالغ ...وقام يجاملني ويقول ان عجبه بس واضــح ان يجامل . .. ومن يومها حرمت اسوي له شي

كان كلامها يثير ضحك هالة حيث تحاول كتم ضحكتها بصعوبة بينما ليلى تحاول نصحها
ليلى : معليش طولي بالك عليه اهم شي انه يحبك وهذا طبع فيه يمكن هو مو تعود يعبر عن مشاعره

نور : احياناً اشك ان ف حياته احد غيري و اموت قهر لما اتذكر انه طول يومه في المستشفى مع هالممرضات ..بس فتشت جواله و ما لقيت شي

هالة : لا حوول .. رجعت حليمة لعادتها القديمة
ليلى : و بعدين معك نور .. بعدي هالأوهام عنك لا تخربين حياتك بايدك .. الحين لو شافك وانتي تفتشين جواله مثل المرة اللي فاتت وش بسوي فيك ؟

صمتت فليس لديها تبرير مقنع لما تقوم به و لكنها حقاً متضايقة و تشعر بالخيبة و التفاهة بسببه .. نظرت نحو هالة التي وضعت رأسها على بطنها و هي تتلمسه : لا تزعلي نفسك عشان النونو لا يتأثر .. تناقشتي مع منصور عشان الاسم و الا لسا .. رفعت راسها لنتظر نحو اختها و تقول برجاء : اذا بنت أبغى أنا اللي اسميها طيب ؟؟
نور بامتعاض : مو خليني اقول له أول .. للآن ما عنده خبر عن حملي .. خبرت الكل الا هو من القهر اللي فيني .
نظرن نحوها بذهول .. ليلى : من جدك و الا استهبال ؟
نور: ايه من جدي .. كنت بقول له و تهاوشت معه و بطلت
ابتسمت لها ليلى و هي تقوم : خليني أظبطك .. اقص اطراف شعرك و أصبغه و البسي شي جديد و اكشخي .. و الليلة خبريه بحملك أكيد بيفرح .
قامت معها هالة ليبدأن بحماس بتزيين نور و تغيير مظهرها

*

في المستشفى ، تستلقي على سرير بعد ان انتهى الطبيب من معاينتها ، مرَت سنة كاملة منذ أن اكتشفت مرضها الخبيث، الخلايا السرطانية التي تنتشر في جسدها بسرعة ، لتموت هي ببطء ، وبعد رحلة العلاج الطويلة أخبرها الطبيب للتو بهذا الخبر الصاعق ، لم يتبقى لها إلَا أيَام معدودة لتعيش ، أيَام قليلة تفصلها عن ملاقاة ربها ، أيَام قليلة تفصلها عن فراق أحبتها ، زوجها الغالي محمود ، ابنها البكر حامد ، نور ، ليلى و هالة ، ستتركهم للزمن ، ستتركهم وديعة عند الله الذي لا تضيع عنده الودائع .ـ

كان ابو حامد يحدث الطبيب بعصبية وغير تصديق ، أمَا هي فاستسلمت للأمر الواقع ، ثم جاء منصور حيث كان يعمل في المستشفى ذاته ، وحاول أن يفهم عمه و يواسيه ، وأن لا حل سوى ان يقبل بما كتبه الله .ـ
ام حامد نادت منصور ليجلس بجانبها ، وجاء وجلس على الكرسي بجانب السرير ، ولا يعرف ما عليه قوله ، خاصة انه يحب ام زوجته ويحترمها ويعتبرها في مثابة ام له ، ام حامد بابتسامة : لا تقول لنور .. ما ابغى احد من اولادي يعرف
منصور : بس ياعمتي لازم نور تعرف ..اذا سألتني وش اقول لها
ام حامد : قول لها ان انا بخير وبديت اتعافى ... ما ابغى اموت وانا اشوف الحزن في عيونهم
تأثر بكلامها ، وسقطت دمعة من عينه مسحها سريعاً ، طمأنها قائلاً : ان شاء الله اللي تقولينه بصير


*

تنظر نحو xxxxب الساعة التي تُشير نحو السابعة مساءً .. عادت الى شقتها مع السائق .. بالغت ليلى في تزيينها و أعطتها ثوباً جديداً من ثيابها .. ثوب فسفوري مُلفت للنظر ..و قصت أطراف شعرها و صبغته بدرجة أفتح قليلاً.. و زينت وجهها بالمساحيق .. كحل أسود عريض و حمرة على الشفتين و بودرة وردية للوجنتين .. بالإضافة لبعض الحلي و الاكسسوارات على ساعديها و عنقها .
ملَّت من الإنتظار و مراقبة الساعة .. لقد تأخر بعض الشيء .. ثُم أنه أيضاً لم يتصل ليسأل عنها .

و قد كان منصور في طريقه الى الشقة .. لقد تأثر كثيراً مع ام زوجته .. و أحزنه خبر تفاقم مرضها و الأصعب انه سيضطر أن يكذب على نور و يُمثل عليها بأن والدتها بخير و هذا ما لا يُجيده ..لذلك لم يتصل لها و قرر انه سيتركها في منزل والدها ليلة أخرى .. و لكنه تفاجأ بصوتها عندما دخل الى شقته .

" قواك الله حبيبي "
نظر نحوها باستغراب : انتِ متى جيتي ؟

اقتربت منه ليتضح فارق الطول بينهما و أمسكت بساعديه لتقف على أصابع قدميها لترفع بطولها قليلاً و تطبع قبلة ناعمة على خده : جيت مع السواق ..ما اشتقت لي ؟
جاملها بابتسامة خفيفة : الا اكيد اشتقت لك .. بس قلت يمكن ودك تظلين مع امك أكثر
قالت بهدوء : وش صار مع امي ؟ اليوم موعدها
قال وهو يتجنب النظر الى عينيها وتلوح في عينيه نظرة شاردة: الحمد لله صارت احسن .. بدت تستجيب للعلاج و بتتحسن
ابتسمت بود : الحمد لله يا رب ... كنت حاسَة ومتفائلة ان ربي بيشفيها
ابتعد عنها متوجهاً للغرفة ..امسكت بكفه و هي تشعر بالإحباط اذ انه تجاهل مظهرها و لم يُعلق ...نظر نحوها : وش فيك .. تبغين شي ؟
قالت بارتباك : أبغى اقول لك شي .
عقد حاجبيه باستغراب : وش عندك ؟
ابتسمت و هي تضغط على كفه : تعال نجلس
جلسا على الكنبة و صمتت نور للحظات و هي تفكر بكلمات جميلة تخبره بها عن حملها بينما كان زوجها ينظر نحوها ينتظرها ان تتكلم... التصقت به و وضع هو يده على خصرها تلقائياً ...قالت بمرح : ما قلت لي وش رايك ؟
أجابها : رايي في ايش ؟
قالت وهي تحرك شعرها بدلال : ما تشوف فيني شي متغير ؟
نظر اليها بتفحص وهو يحاول ايجاد الاختلاف الذي تقول عنه ، قال بحيرة : ما اشوف فيك شي متغير
قالت وهي تقترب منه أكثر : شوف طلع فيني زين .. ما لفت انتباهك شي ؟
قال بنفاذ صبر : لا .. من تزوجتك وهذا انتِ نفسك ماتغير فيك شي
تغيرت تعابير وجهها و بان الإحباط عليها : مو معقول منصور .. كيف ما انتبهت اني قصيت شعري و صبغته ؟

بعد جملتها ، لاحظ حقاً أن شعرها أصبح أقصر من السابق، و أن لونه الكستنائي قد صار أفتح بدرجات ، قال بعدم مبالاة : أي الحين انتبهت
احمَرت اذنيها وبدا عليها الضيق ، كيف لا ينتبه أنها تخلصت من شعرها الطويل الذي كان يصل الى نهاية خصرها ، وهي التي كانت تريد مفاجأته بتغيير شكلها ..وهو حتى لم ينتبه ، وعندما انتبه لم يعلق و لو بكلمة .ـ
تحدثت بامتعاض : طيب قول شي ، قول لي نعيماً او مثلاً تغيرتي حبيبتي صرتي احلى ، قول لي رايك
منصور باستخفاف : صرتي أحلى
حاولت أن لا تتضايق و ان لا تُعكر صفو مزاجها.. فهذا هو منصور وهذا هو اسلوبه منذ أن عرفته ..
قام من مكانه : بس خلاص هذا اللي تبغين تقو
قاطعته بسرعة : لا .. اجلس فيه شي ثاني بعد
جلس بجانبها مجدداً بملل : وش فيه بعد ؟
رمت برأسها على صدره
و أغمضت عينيها وهي تتخيل ردة فعله عندما يعرف بحملها ، حتماً سيفرح ، فقد أخبرها مسبقاً برغبته في ان يرزقا بطفل ، أمسكت بكفه ووضعته على بطنها ، قالت بشاعريَة : منصور أنـا حامـل

لم تتغير تعابيره .. لازال جامداً يُحدق في رأسها ..لم يتفاجأ ، فهو يعرف مسبقاً بحملها ، ليس غبياً لكي لا يلاحظ تأثير الحمل عليها ، الغثيان و انقطاع الطمث و المُقويات التي تتناولها منذ مدة ، ليس أبلهاً لكي لا يلاحظ كل ذلك : ايه أدري انك حامل .. وفي الشهر الثالث بعد
رفعت برأسها ، ونظرت اليه بذهول : كيــف !!!!!ـ

منصور : شايفتني غبي قدامك ؟ ترى احنا عايشين مع بعض ..اكيد بلاحظ التغيرات الي صايرة فيك ..ومن ذكائك الزايد تاخذين مواعيدك في المستشفى اللي انا فيه .. وتكذبين وتقولين انها مواعيد لأسنانك .. وأنا عارف انها مواعيد حمل بس ساكت وامشيها لك بمزاجي

نور بازدراء : طيب مافيه شي تقوله لي في هالمناسبة السعيدة ؟
لم تتغير نبرته الجافة و هو ينطق بـ : مبروك
نهضت و قد تحملت الكثير و لم تعد تستطيع ان تتحمل أكثر : مو معقول الجفاف والقحط اللي انت عايش فيه مو معقول

دخلت الى الغرفة وأغلقت الباب بقوة ، كيف لخبر حملها الأول أن لا يؤثر فيه ؟ حتى لو كان يعرف من البداية ، كان عليه أن يبدي و لو القليل من التفاعل ، لا أن يقول لها بكل برود " مبروك " وكأن الأمر لا يخصه و لا يعنيه .ـ

قام من مكانه وهو يتعوذ من الشيطان وهو يردد في نفسه بحنق " زعلت !! بكل سهولة زعلت !!! على طول تزعل لأتفه الاسباب ، يعني لازم أمثل اني متفاجئ عشان ترتاح "

دخل الى الغرفة و كانت تمسح المساحيق من وجهها ، و يداها تتحركان بعصبية واضحة ، وقف بجانبها و قال : وش المطلوب مني الحين ؟

تجاهلته وهي على وشك البكاء ، امسك بذراعها بقسوة ونظر الى وجهها : وش فيك ؟؟ لما أكلمك لا تتجاهـليني

نظرت اليه وانفجرت في وجهه : يعني لهالدرجة ماعندك احساس ولا مشاعر ؟ وأنا اتوقعت انك بتفرح وبتطير من الفرح .. و انت وكأن شيئاً لم يكن
انت اصلاً شكلك ماتحبني .. أنا الغبية أحبك مثل المجنونة وانت لا حاس فيني ولا داري عني .. اسلوبك الجاف معي يقتلني .. يعني الحين فيه واحد يحب زوجته و تقوله انها حامل و ما يقول غير مبروك .. و ما تبغاني ازعل بعد ؟؟ انت ما تحبني حتى لو كنت تحبني ماتحبني كثر ما أنا احبك

توقفت عن الكلام ، لأنه أسكتها بقبلة عميقة ، حارة أطبقت شفتيها ، ارتخت أعصابها واستسلمت لذراعيه التين تعتصرانها بقوة ، بينما دقات قلبها تتضاعف و تتضاعف ،

ابعدها عنه و قال و هو ينظر في عينيها : اكيد فرحت أول ماعرفت بحملك .. أنا اول ما تأكدت من حملك سجدت سجدة شكر لله ... تصدقت بنية أن تقومي لي بالسلامة و يتمم ربي عليك حملك .. كيف ما احبك يالغبية ؟ أنا الدنيا ماهي بـ سايعتني من أول ما عرفت انك حامل ... بس هذا طبعي وانتِ تعرفيه يا نـور ..أنا مو مثلك .. أنا ما اعرف اعبر عن مشاعري بنفس طريقتك .. وأكثر من مرة قلت لك هالكلام

لم تجد كلاماً لترد عليه به ، استسلمت لحضنه ، وهي تعيش لحظات رومانسية بطريقته هو .ـ




بعد أن هدّأ عناقه أعصابها ، وكل ذلك العتاب انمحى من قلبها ، تستلقي على صدره بينما يداعبها هو بلمساته ، قالت بود : أحبك منصور

ابتسم لها : أدري انك تحبيني .... انتِ و سارة حياتي كلها

رفعت برأسها لتوجه اليه نظراتها الثاقبة : ميـن سـارة ؟؟؟

سرح في تعابير وجهها التي تغيرت واحتدت فجأة ، قالت بنبرة شك : لا يكـون وحدة من الممرضات اللي معك ؟ سويتـها يا منصور وتزوجت علي ؟

انفجر ضاحكاً وهو يحاوطها بذراعه ، قالت والغيرة تسحق احاسيسها : لا تضحك .. بسرعة قولي ميـن سارة ؟؟

تعالت ضحكاته أكثر ، حتى أن عينيه دمعتا من فرط الضحك ، ضربت على صدره وهي تضغط على أسنانها : مين هالخايسة اللي اسمها سارة ؟؟ بسرعة قولي مين ؟؟

منصور وهو يحاول ان يمسك ضحكاته : لا تغلطي على بنتي

صمتت لبرهة ، ثم استوعبت أنه يعني ب "سارة " الجنين الذي تحمله : يعني كنت تقصد الجنـين !!!

منصور : هههههههههه يعني ما تبغين تسمينها على اسم امك ؟

نور : ما فكرت في الاسم من قبل .. ليش لا تستاهل الغالية .. بس يمكن يطلع ولد

منصور وهو يغمز لها : حتى لو ولد عادي نجرب مرة ثانية ، أكمل وهو يضرب رأسها برأسه بخفة : ههههههههه متى بتنتهي عقدتك مع الممرضات ؟

نور : عمرها ما بتنتهي يعني ليش يكونوا ممرضات ليش ما يكونوا ممرضين ؟

منصور : مستشفى ابوي هو عشان يصير كل شي على كيفي ترى مب أنا اللي اخترت يكونوا ممرضات .. وخلاص غيري الموضوع لا تنكدين علينا

قالت بدلال وهي تحاوط رقبته : وش اسوي أغار عليك ... كررت عليه السؤال للمرة المليون ربما : منصور تحبني ؟
قال وهو غارق في تفاصيلها : كم مرة سألتي هالسؤال ؟
نور : أدري تحبني بس ليش ماتقولها ؟
منصور : ما أقولها لأنها واضحة ... واضحة مثل ما اشوفك الحين
حتى لو لم يكن يجيد التغزل بها ..لا يستطيع اخفاء حبه لها ، كان حبه لها دائماً ما يفضحه الاهتمام .


يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 06-07-17 الساعة 08:05 PM
خد العروس & غير متواجد حالياً  
قديم 26-09-16, 08:16 PM   #95

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي


*

" يومه .. بروح لسهام "




كانت ام حامد منشغلة في المطبخ ، بينما هالة تصر وتكرر أنها ترغب في زيارة ابنة الجيران سهام ، ام حامد : انتظري أخوك يجي ويوصلك

هالة : يومه ماله داعي البيت قريـب ... وماراح أطول بس برجع لها الكتاب وبقعد معها شوي وبرجع

ام حامد : خلاص روحي اذيتيني بحنتك .. بس لا تطولين وسلمي على ام يوسف

هالة باستعجال : طيب يلا باي

وخرجت بعد أن ارتدت عباءتها وغطت رأسها ووجها













،يقف أمام منزله ،منحني على مقدمة سيارته البيضاء من نوع " ددسن " وهو مشمر عن أكمام ثوبه الأبيض الذي اسودَت من أثر الدخان المتصاعد من تلك السيارة ، مرت ساعة وهو يحاول اصلاحها واصفاً اياها بأنها خردة لا تصلح لشيء ، كان لهيب أشعة الشمس يضرب رأسه وجسده يتصبب من العرق ، رفع رأسها وقد أحسَ بأحدهم يقترب من منزله ، وقد كانت هي ، يميزها من مشيتها الوقورة ، وقصر قامتها ، لم يكن يظهر منها شيء إلا عينيها ، حيث كانت مغطاة بالسواد ، وهو يعرف تلك العينين جيداً ، اذ أن فيهما شيئاً يميزهما ،اذ تبدوان لغزارة أهدابهما وكأنهما مكحلتين ، كان عندما ينظر الى عينيها يشعر بوخز في قلبه ، حاول أن يصرف نظره عنها ، وهو يستغفر ربه ، فهي ابنة جيرانهم ولا يجب عليه أن يفكر بها بهذه الطريقة المشبوهة ، عاد للانشغال بالخردة التي أمامه ، وضع المفتاح في داخلها ، ليتفاجأ بها وقد اشتغلت أخيراً ، ابتسم وقال في خاطره " سبحان الله يا هالة من أقبلتي اشتغلت .. جيتي وجبتي الخير معك ... انتِ شكلك وجه خير وسعد علي "ـ



انتبه لها وقد دخلت الى المنزل ، كان ينوي الخروج ولكنه غير رأيه الآن ، يريد أن يلمحها او على الأقل يسمع صوتها ، في كل مرَة يعد نفسه بأنه سيتوقف عن مراقبتها خلسة ، ولكنه ما ان يراها ينسى تلك الوعود ، ويسكت صوت ضميره بأن هذه المرة ستكون الأخيرة ، دخل الى المنزل ، صعد الدرج واقترب من غرفة اخته ، حيث كانت هي تجلس مع اخته هناك ، أخذ ينصت الى حديثها وصوت ضحكاتها ، بحة خفيفة تميز نبرة صوتها ، يبتسم بالرغم منه وهو يسمع ضحكاتها الرقيقة وتبدو عفوية مثل الأطفال ، اقترب من الباب يحاول أن يلمحها ، ولكنه كان مغلقاً بالكامل ، وقف بجانب الباب وهو يسترق السمع .ـ




بعد عدة دقائق وكان عقله وتفكيره هائماً بها ، لم يشعر الى بالباب يفتح ويرتد عليه ليضرب رأسه ، وخرجت هالة وكانت مظهرةً وجهها ، لم يشعر بنفسه الا وهو يحملق في ملامحها ، أشاحت بوجهها عنه بسرعة ، تدارك الموقف وصد عنها وهو يعتذر : استغفر الله ... أنا آسف يا اختي ما انتبهت لك

خرجت سهام وهي تنظر اليهما بغرابة ، بينما تبتعد هالة عنهما وهي تنزل من الدرج مسرعة بعد أن غطت وجهها .ـ

سهام : وش صاير يا يوسف ؟

يوسف : مو صاير شي ... بس كنت واقف وهي طلعت .. بس ما شفت منها شي بسرعة صديت

سهام بشك : اممم فهمت




هالة وهي قاصدة باب الخروج ، كان الخجل يأكل وجهها ، لقد كان يحدق في ملامحها عن قرب ، لم تكن المرة الأولى التي تشعر بها بأنه يلاحقها ويتقصد ذلك ، حاولت أن تبعد تلك الأفكار والشكوك عنها ، فيوسف ابن جيرانهم معروف بحسن أخلاقه وسلوكه ، وأنه رجل محترم ملتزم بصلاته وفرائضه ، ووالدها و حامد كثيراً ما يذكرانه بالخير .ـ

ام يوسف وهي تمنع هالة من الذهاب : وش فيك يا بنتي مستعجلة ؟ خليك اقعدي مع سهام

هالة بارتباك : لا مشكورة خالتي خليها مرة ثانية .. انا قلت لأمي اني ما بتأخر

ام يوسف : على راحتك وسلمي على أمك .ـ




*




قرر يوسف أخيراً أن يفاتح أمه عن هالة ، يريد أن يجتمع بها بالحلال ، فيستطيع النظر اليها وسماع صوتها متى شاء بدون تلك الحركات الخرقاء التي يفعلها وهو يخجل من نفسه كثيراً بفعلها .ـ


ام يوسف بعد ان سمعت كلام ابنها قالت بامتعاض : هــالة !! تراها صغيرة وبعدها في المدرسة .. بنات ام حامد والنعم فيهم بس هالة بعدها بزر وعندها اخت اكبر منها مو متزوجة .... خليني اخطب لك ليلى .. ما شاء الله عليها ليلى تجنن

يوسف : لا يومه أنا شفت الصغيرة وعجبتني وارتحت لها

ام يوسف : أي عادي انت بس شفتها ... ودام عجبتك هالة أكيد بتعجبك ليلى ترى ليلى أجمل

يوسف : يومه وش هالكلام كيف اشوف وحدة واعجب فيها وأروح أخطب اختها .. وش المنطق اللي تتكلمين فيه ؟

ام يوسف : يا يومه يا حبيبي أنا ابغى لك الأفضل وأفكر في مصلحتك .. هالة بعدها صغيرة وغير هذا أنا اشوف اختها ليلى أفضل منها بدرجات .. ليلى اجتماعية واخلاقها حلوة وعقلها كبير عكس اختها البزر اللي بسرعة تستحي وما ينسمع صوتها واسأل اختك سهام اذا مو مصدقني ... أنا اعرف ليلى زين وبيني وبينك ترى من زمان وأنا اتمنى ليلى تصير لك لأن احسها تناسبك


لم يقتنع يوسف بكلامها ، ثم جاءت سهام لتؤيد كلام والدتها : أي ترى والله ليلى أجمل من هالة بكثير .. وغير هذا ترى هالة تفكيرها تفكير أطفال و بتتعب معها صدقني

يوسف : يا جماعة افهموني .. انا شفت الصغيرة ودخلت مزاجي كيف اخطب اختها ؟ احس اني اظلم نفسي واظلم الخوات الاثنين بهالتصرف .. انا شفتها وعجبتني وما ابغى غيرها

سهام : تراك بس شفتها وخير يا طير محسسني أن بينكم حب وغرام

ام يوسف : لا يكون بينك وبينها شي يا يوسف ؟؟ لا يكون تكلمها ؟؟

يوسف وهو ينفي : لا استغفر الله وش اكلمها ؟؟ وش هالخرابيط ؟ الشهادة لله بس شفتها مافي بينا شي

ام يوسف : دام مابينك وبينها شي اترك عنك الهياط ... قال شافها وحبها قال

سهام : ههههههههههههههه لا يكون حب من النظرة الأولى شكلك متأثر بالأفلام يا اخوي

ام يوسف : وبعدين تفكر اذا خطبتها لك بزوجونك اياها واختها الكبيرة لسا ما اتزوجت ؟؟ ما راح يوافقون

يوسف وهو يقوم من مكانه وقد ذاق بهم ذرعاً : خلاص اتركونا من هالسـيرة أنا ما ابغى اخطب لا هالة ولا غيرها .. انسوا الموضوع



بعد يومين تفاجأ يوسف بأمه وهي تخبره : أنا خليت خالك يكلم ابو حامد ويخطب لك ليلى منه

يوسف بصدمة وقد ارتفع صوته : يومه من جدك ؟؟ مو أنا قلت لك ما ابغى اخطب الحـين .. كيف تحطيني في هالموقف المحرج .. كيف تخطبين لي اخت البنت اللي ابغاها .. كذا انا بظلم بنت الناس معي .. حرام عليك .. والله حرام عليك

ام يوسف : اقول لا تبالغ واترك عنك هالكلام اللي لا يودي ولا يجيب .. طلبناها من ابوها وخلصنا
وصدقني ليلى بتعجبك .. اكيد بتعجبك .. دام هالوه العصلة عجبتك .. اكيد ليلى بتكون ملاك في عيونك .. اتطمن ولا تخاف وأنا ادرى بمصلحتك منك



لم يقتنع ولن يقتنع بكلامها ، شعر بالدنيا تصغر في عينيه , كيف لأمه أن تقوم بهذا التصرف الغير مسؤول وتوقعه بهذه الورطة ، ولم تجد إلَّا اختها ؟؟ كيف لكل شيء عاشه في خياله مع هالة طيلة هاتين السنتين أن يذهب في أدراج الرياح ؟؟

أخذ يدعو ربه بأن لا تتم تلك الخطبة ، وهو يكرر في كل حين " يا رب ما توافق .. يا رب تشوف صورتي وما أعجبها .. يا رب قبحني في نظرها يا كريم ".ـ




*




ام حامد بعد أن فرغت من صلاة العشا ، تحاول أن تقضي وقتها في العبادات وتستلذ في مناجاة ربها قبل أن يحين وقتها ، كان التفكير في اولادها يشغلها كثيراً ، لا أحد يعلم بأن هذه الأيام هيأيامها الاخيرة ، سوى زوجها و منصور ، لا تريد أن تعيش ما تبقى من حياتها وهي تعامل كالمريضة ، لا تريد أن ترى الحزن في أعينهم ، تريد أن تودعهم بصمت ، تودعهم وهم لا يشعرون .ـ


رفعت سماعة الهاتف لتحدث ابنتها نور ، وتتزود منها ، لأنها بعكس اخوتها لا تعيش معها ، ولم تأتي لزيارتهم اليوم ، تخاف أن يحين وقتها وهي لم ترتوي من ابناءها بعد ، : الو .. يومه نور

نور : هلا يومه شخبارك

ام حامد : الحمد الله انتي اخبارك يومه ؟ واخبار زوجك ؟ وكيف الحمل معك

نور : كلنا بخير يومه والحمل متعبني وهالكني .. الحين حسيت بقيمة تعبك يومه .. كيف قدرتي تحملي فينا كلنا ؟ أنا من هالحمل والتعب اللي اشوفه حرمت احمل مرة ثانية

ام حامد : ههههههههه يا حليلك بكرة اذا شفتي ولدك في ايدك بتنسي التعب كله

نور : يومه باقولك شي

ام حامد : قولي يا يومة

نور : اليوم عرفت انها بنت .. وباسميها على اسمك سارة

ام حامد وقد خنقتها العبرة ، اذ تعرف انها لن تتمكن من رؤية حفيدتها : يا بعد عمري .. الله يرزقكم برها يا بنتي ويقومك بالسلامة انتي والصغيرة

نور وقد لاحظت نبرة والدتها الحزينة : وش فيك يومه ؟ ليه صوتك تغير ؟

ام حامد ولم تتمالك نفسها وانهمرت في البكاء : ما فيني شي حبيبتي .. هاذي دموع الفرح .. لأني اشوفك كبرتي وبتصيرين ام

نور : يومة حبيبتي لا تبكين والله ما اقدر اسمعك تبكين .. اسفة يومة اليوم ما مريت عليك وزرتك بس عشان الموعد ما قدرت اجي .. بس بكرة ان شاء الله من الصباح وأنا عندك

ام حامد : نور يومه اذا صار لي شي خواتك في رقبتك

نور بقلق : يومة وش هالكلام ؟؟ منصور قال لي انك صرتي احسن وبديتي تتعافي

ام حامد : ادري يومه أي انا صرت احسن .. بس لازم باوصيك على خواتك عشان لو صار لي شي

نور : يومة لا تقولين كذا .. وخواتي ما يحتاج توصيني عليهم

ام حامد : ادري يا يومة ادري انك حنونة عليهم وتنصحينهم ومهتمة فيهم ..بس اذا صار لي شي .. ابغاك تكونين امهم الثانية

وأغلقت من ابنتها بعد أن وصتها على اخوتها ونصحتها بأن تهتم بنفسها وزوجها .ـ



" تصبحين على خير ماما عودة "

نظرت الى حفيدها الصغير محمود ، يرتدي بيجامة حمراء عليها " سوبر مان " ، ابتسمت لشكله اللطيف : وانت من أهل الخير حبيبي ...تعال يومه

اقترب منها واحتضنته ، وهي تشمه وتقبله ..وكأنها تودعه ، انتبه محمود لدموعها : ماما ليه تبكين

ام حامد : لا يا ماما ما أبكي ، مسحت على رأسه بلطف : روح نادي لي أبوك



أقبل عليها حامد ، وجلس بجانبها ، وأخذت توصيه بأخواته : يومه خواتك أمانة في رقبتك ..خصوصاً هالة .. نور أنا متطمنة عليها مع زوجها ..منصور رجال والنعم فيه .. وليلى عاقلة وقوية وتعرف تاخذ حقها بايدها ... بس هالة غير .. هالة هبلة ودلوعة وتستحي ، ماعندها مسؤولية وماتعرف تتصرف .. أنا خايفة عليها

حامد : يومه خواتي في عيوني بدون ماتقولين



في اليوم التالي لم تستيقظ أم حامد من نومها ، واظلمَت الدنيا في وجه زوجها وأبنائها ، كانت هالة هي من اكتشفت وفاتها ، عندما أتت لتوقظها ولم تستيقظ ،وكانت أطرافها باردة كالثلج .ـ







انتهى

الذكريات بعدها ما خلصت باقي بارت أخير بنزله في القريب العاجل ، عارفة أن بارت اليوم شبه ممل ومافيه أحداث ,أنا عن نفسي جتني حموضة وأنا اكتبه ، بس كان الغرض منه فهم والتعمق في شخصيات الأبطال أكثر ، البارت الجاي ان شاء الله بكون آخر بارت يخص الماضي ويكشف كثير من التساؤلات


قراءة ممتعة


خد العروس & غير متواجد حالياً  
قديم 26-09-16, 08:19 PM   #96

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن
( ذكريات مبعثرة )


*

مرَت سبعة أشهر على وفاة أم حامد ، وتستمر الحياة رغم كل شيء ، ويبقى الحزن دفين القلوب المتألمة ، كانت ليلى تبدو فاتنة بثوبها الزهري ، وشعرها البني الطويل منسدل على ظهرها ، كانت ليلى بعكس اختيها تملك بشرة بيضاء اللون ، ولكن قامتها قصيرة مثل باقي أفراد عائلتها ، اذ أن قصر القامة شأن وراثي يميز أسرتها

الليلة هي ليلة عقد قرانها من يوسف ، ولكنَ مرارة الفقد تعتري قلبها ، و ومضة حزن تتكئ على سعادتها ، لم تكن تريد حفلاً ولو بسيطاً احتراماً لذكرى والدتها المرحومة ، ولكنَ الجميع أصر عليها وخصوصاً أم خاطبها ، اذ أنه ابنها الوحيد وتريد أن تفرح به ، فرضت بحفل بسيط في منزل والدها .ـ

كان ابو حامد ينظر اليها ملياً ، وقد غرقت ملامحها في الحزن ، ينفطر قلبه وهو يرى بناته تائهات بلا أم ، ماذا تريد الفتاة في حفلة خطبتها سوى أن تكون أمها بجانبها ؟
اقترب منها ، علَه يداري وجعها ، ويسد ولو قليلاً من ذلك الفراغ التي تركته والدتها ، " الله يبارك لك ويسعدكم يا ليلى ..يا ليت أمك كانت معانا وتشاركني السعادة اللا أنا فيها "ـ

استدارت له ، وعينيها على وشك البكاء ، ارادت أن تنطق ولكنه منعها : لا يا ليلى .. ما ارضى أشوف دموعك .

قامت من مكانها لتستقر في أحضانه ، وكلماته الحنونة تهدأ من أوجاعها .ـ
كانت قريبة منهم ، تتأمل والدها وهو يحتضن ليلى ، لم يكن همها يختلف عن اختها ، نظر اليها والدها وهو يفتح ذراعه ويبتسم : هالة ..تعالي
اقتربت منه ، ليحتضنها هي الأخرى ، ويقبل جبينها ، كان يحاول أن يخفف عنهما الحزن بضمهما الى أحضانه .

قال وهو يمسح دموع ليلى : يكفي يا حبيبة أبوك .. والله ما يهون علي أشوف دموعك

ابتسمت له : ان شاء الله يبه
أكمل كلامه بنبرة الحنان ذاتها : بعد شوي بجي الشيخ .. خليك جاهزة

خرج من الغرفة ليتقابل مع نور وهي تحمل طفلتها الملفوفة بوشاح قطني ، ابتسم لها وأخذ يداعب وجنتي سارا النائمة بين ذراعيها : يا حبيبة جدها ... كل ما كبرت صارت تشبهك أكثر نسختك وانتِ صغيرة ... وأحسن شي انها ما اخذت من ملامح أبوها شي

ضحكت نور لتعليقه ، وأردف هو قائلاً : ما اوصيك على خواتك .. ليلى واضح انها متضايقة وتفتقد امها ..وهالة بدل ما تخفف عنها قاعدة تزيد عليها
نور : ولا يهمك يبه الحين با شوفهم .


دخلت الى الغرفة ، وكانت ليلى تنظر الى نفسها بالمرآة وهي تحدث هالة : تتوقعي أعجبه ؟
غيرت نبرة صوتها وهي تقول بثقة : أكيـد بعجبه ... أصلاً يحصل له وحدة مثلي وبجمالي
نور وهي تضحك : يا عيني عالغرور والثقة
أسرعت هالة الى نور وهي تأخذ سارا منها : يا عمري أنا فديتها حبيبة خالتها
نور : شوي شوي لا تصحيها ماصدقت نامت
أخذت هالة الطفلة ووضعتها على السرير وانشغلت بها ، ليلى وهي تشير الى ازواج الأحذية على الأرض : ألبس الكعب والا العادي ؟

هالة : ترى هو مب طويل كثير .. أقصد يوسف ..يعني يمكن تقريباً طول اخوي حامد
نظرن لها باستغراب ثم قالت نور : وانتِ وش دراك ؟
هالة بارتباك من نظراتهم : امم يعني شفته أكثر من مرة في بيت سهام
رفعت صوتها تخفي ارتباكها : نسيتوا أن ولد جيرانا وأنا طول الوقت في بيتهم عند سهام أكيد بلاحظ طوله
ليلى : يعني ما البس كعب .. البس العادي أحسن ..اخاف اصير اطول منه بالكعب
هالة : هههههه من طولك الزايد انتِ بعد ... تظلي سنفورة بالكعب واللا بدونه

*

بعد أن تم عقد القران ، كانت هالة تراقب ليلى وهي تتقبل التهاني من أهل يوسف ، أمه وأخواته الأربع ، كانت طوال تلك المدة - منذ أن عرفت بخطبة ليلى - تقنع نفسها بأن كل ماكانت تشعر به اتجاه يوسف مجرد أوهام ، وأن نظراته لها والمواقف التي شعرت أنه يتعمد فيها ملاحقتها كلها كانت من نسج خيالها ولم تكن متعمدة أبداً ، فلو كان معجباً بها لخطبها هي ولم يخطب ليلى ، الآن يجب عليها أن تكون سعيدة لخطبة أختها ولا تفكر في شيء آخر ، كانت ليلى تشير لها بأن تقترب لأخذ صورة تذكارية ، بادلتها الابتسامة واقتربت منها لتجلس بجانبها وتترك سهام تأخذ لهما صورة معاً.

ليلى وهي تهمس لهالة : أحس انِّ مرتبكة ..اعطيني جرعة تشجيع
هالة وتهمس لها : خليك طبيعية .. الحين يجي ويشوفك وينجن عليك وعلى جمالك
ليلى وهي تضحك : طيب

كانت صالة المنزل الواسعة ، يملأها صخب الأغاني ، وضجيج السيدات المدعوات ، كانت حفلة بسيطة عائلية ، تقدمت رنا شقيقة يوسف الصغرى لهالة وهي ترفع صوتها بسبب الازعاج : هالة ... فين الحمام ؟

هالة : تعالي ..من هنا

مشت معها وهما يبتعدان عن الضجيج متجهتان الى الأعلى ، هالة بابتسامة : رنا انتِ في أي صف الحين ؟
رنا : في صف الخامس
بعد أن صعدتا السلالم ، هالة وهي تشير بيدها : هذا الحمام .
رنا : أنا اشوفك احلى من ليلى ..مادري ليه امي تقول العكس
هالة وهي تبتسم بود : تبغين شي بعد ؟ عشان بنزل الى ليلى
رنا : اقولك سر بس ما تقولين لأحد ؟
هالة : قولي يا ست رنا سرك في بير

رنا وهي تنزل صوتها : اخوي يوسف كان يبغى يتزوجك انتِ بس أهلك ما وافقوا .. عشان ما يصير تتزوج الصغيرة قبل الكبيرة

اتسعت عينيها وفغرت فاهها في دهشة ، ثم قالت بحزم : عن الكذب والحكي الفاضي .. وما أبي اسمعك تقولين هالكلام مرة ثانية

رنا بانفعال : والله ما اكذب
هالة : ولا كلمة .. خلصي وانزلي تحت
ابتعدت عنها تقصد السلالم ، انها مجرد طفلة لا يجب أن تأخذ كلامها على محمل الجد ، حتى لو كان صحيحاً فماذا يفيد الآن ؟
نزلت ووقفت بجانب نور وهي مشوشة الذهن ، كانت نور تحدث أم يوسف وتسألها عن موعد قدوم ابنها : أنا كلمته قبل شوي والحين جاي في الطريق
نور : هالة روحي المطبخ وتأكدي من قالب الكيك وشوفي الخدامة الغبية أعرفها ما تعرف تتصرف لحالها ... هالة ؟؟
كانت هالة شاردة الذهن تفكر بكلام رنا : ها .. وش تقولين ؟
نور وهي تتأفف : ناقصتك أنا بعد ... خلاص لا تسوين شي أنا بروح أشوف

تفكيرها مشوش وازعاج وفوضى المكان يشتتها أكثر ، بدى كلام رنا معقولاً بالنسبة لها ، فهذا يفسر كل شيء حدث في السابق ، أرادت الابتعاد وأن تختلي بنفسها قليلاً ، قصدت المجلس الكائن في آخر المنزل ، حيث الهدوء ، تريد ترتيب أفكارها ، وتتمالك نفسها


كان يجلس بهدوء ، يرتدي ثوبه الأبيض التقليدي ، وعلى رأسه الشماغ الأحمر والعقال بشكل مرتب ، يحمل في يديه باقة ورد ملونة ، يحاول أن يكون طبيعياً ، ويرتب زحمة الأفكار والمشاعر المضطربة داخله ، يحاول أن يقنع نفسه بأن هالة كانت مجرد خيال ، كانت تعيش في خيالاته فقط ، وليلى هي الواقع ، ليلى هي من أصبحت الآن زوجته ، هي من تستحق مشاعره واهتمامه وحبه ، لا اختها ، سينسى هالة ، يجب عليه أن ينساها ، فهي ليست الفتاة المقدرة له .ـ

شعر بأحدهم يفتح الباب ، رفع رأسه ووجدها هي ، هالة لا غيرها ، لم يستطع منع عينيه من ملاذهما ، أخذ ينظر اليها وهو يتأملها ، كانت تقف شاردة الذهن ولم تشعر بوجوده ، ترتدي ثوب ذهبي عاري الأكمام ، وشعرها الكستنائي الطويل منسدل على كتفيها ، تبعثر كيانه ، واضطربت ضربات قلبه ، ونسى كل ما كان يقنع به نفسه ، نسى أن ينساها .ـ

كانت ولازالت تفكر في كلام رنا ، وتحاول ربط الأحداث ببعضها ، الى أن شعرت بأنها ليست الوحيدة في هذه الغرفة ،شهقت بخوف و سرت حرارة في جسدها ، وارتجفت أطرافها ، وهي ترى المسافة البسيطة التي تفصلها عن يوسف ، ليس وقته أبداً ، ما الذي جاء به الى هنا ، استدارت تريد الهروب من نظراته التي تكاد تخترقها ، وسمعته وهو يهتف باسمها " هـالـة".ـ
نطق باسمها بغير شعور ، لقد غابت عن عقله وجسده ، ولكنه لم تغب عن قلبه ، اختفت من أمامه بسرعة ، مثل طيف مر سريعاً ، كسحابة عابرة أتت لتبعثر كيانه وتذكره بها ، وكأنها تقول " لا يمكنك نسياني مهما حاولت ".ـ


خرجت هالة تركض ، تهرب منه ، لقد رآها وهي بهذا الثوب اللعين ، وكان يحدق بها ، ونطق باسمها أيضاً ، ماذا يعني هذا ؟

عادت للصالة ، وسط الضجيج ، تنظر الى ليلى التي تبتسم لها ، والاحداث ترتبط ببعضها وتتكرر في غياهب عقلها .

" هالة روحي البسي عبايتك ... عشان يوسف بيدخل "

التفتت لنور التي تمد لها عباءتها السوداء : وش فيك تطالعيني كذا ؟ ليه وجهك شاحب ؟
هالة بارتباك وصوت مضطرب : ما فيني شي .. وش بكون فيني يعني ؟
نور : طيب يلا خلصي والبسي عبايتك وغطي وجهك عشان زوج اختك بيدخل الحين

" زوج اختك "

نعم هو زوج اختها ، زوج ليلى ، ولكنه رآها قبل ليلى ، وأحبها وعرفها قبل ليلى أيضاً ، وأرادها هي لا ليلى ، هزت برأسها تحاول منع تدفق تلك الأفكار السوداء الى عقلها ، وهي تحتقر نفسها وتحتقر تلك الأفكار التي تحاصرها وتخبرها بأن يوسف أحبها هي لا ليلى .ـ

بعد عدة دقائق ، كان يوسف يقف قبالة ليلى ، وبجانبه والدته وقد دمعت عينيها من الفرح ، وهي ترى ابنها الوحيد يزف الى عروسه ، واخواته الأربع ، سهام ورنا ، هنادي ويسرى يقفن بالقرب منه وهن يهنونه بفرح ، أما هو فلم يكن حولهم أبداً ، يحاول دمج صورة ليلى بالفتاة السمراء ذات الثوب الذهبي التي لا تكاد تغيب عن عقله ، طبع قبلة باردة على جبين ليلى وهو مشوش الذهن ، ينظر اليها وكأنه ينظر الى الفراغ ، انتبه لأمه وهي تهمس له : يوسف !!! وش فيك واقف كذا .. عطيها الورد

تذكر باقة الورد التي بيديه ، مدها اليها بدون شعور ، وملامح وجهه جامدة بلا أي تعابير .ـ

أخذت ليلى منه باقة الورد بيدين مرتجفتين ، وخجلها العذري يسيطر عليها ، حتى أنها لا تستطيع النظر مباشرة في عينيه ، وقربه منها ورائحة عطره الرجالية اخترقت أنفها وأربكتها وسلبت منها حواسها .ـ

امسك بالدبلة من يد والدته ، وتناول يدها اليمنى في قبضة يده القوية ، كانت يدها تبدو صغيرة جداً وهي في قبضته ، أدخل الدبلة الذهبية في أصبعها النحيل ، بينما أخواته يتهافتن بمرح ، ناولت سهام الدبلة الرجالية لـليلى ، أمسكتها وهي تنظر الى يوسف بخجل ، تنتظر منه أن يمد يده لها ، ولكنه كان ينظر اليها بشرود .ـ

كان يتأمل ملامحها المغطاة بالمساحيق بشكل كثيف ، لم ينتبه الا لشيء واحد فيها ، وهذا الشيء أحبطه كثيراً ، انها لا تشبه هالة ، لا تشبه هالة في أي شيء ، ربما لو كانت تشبهها ولو قليلاً لكـان أفضل ، لربما هون ذلك عليه ، ولكنهما كانتا مختلفتان ، ولا يوجد أي رابط تشابه بينهما .ـ

ام يوسف وهي تهز كتف يوسف : هههه يوسف وش فيك ؟ مد ايدك لزوجتك تنتظرك
استوعب كلام والدته ، ومد يده لليلى ، امسكت كفه باستحياء ، وأدخلت الدبلة في أصبعه وهو ينظر اليها بإحباط شديد .ـ

ثم بدأ بتلبيسها ما تبقى من الطقم الذهبي ، وكأنه رجل آلي تحركه والدته ، يتحرك كيفما شاءت بلا أحاسيس ، لقد كاد أن يكسر عنق ليلى وهو يحاول أن يطوقه بالعقد الذهبي ، وكاد أن يدمي أذنيها وهو يحاول جاهداً ان يغلق الحلق الثقيل في فتحة اذنها ، لولا أن تدخلت والدته في مساعدته في هذه المهمة الصعبة بالنسبة له الى ان انهى أخيراً تلبيسها طقم الذهب كاملاً .ـ

تنهد بارتياح وجبينه يكاد يقطر عرقاً من ارتباكه ومشاعره التائهة المضطربة ، يدعو في نفسه أن تنتهي هذه الليلة بسرعة ، نظر الى والدته وهي تصب العصير في الكؤوس الزجاجية ، تنهد بعمق الا تكاد تنتهي هذه الليلة الطويلة ؟

أمسك بكأس العصير ، استدار بجسده الى ليلى ، أخذ ينظر اليها وهي تمسك كأس عصير آخر ، ارتسمت في مخيلته صورة هالة ، ابتسم ببلاهة وهو يتخيل هالة بدلاً من ليلى ، لم يشعر الا بالعصير الذي في يده ينسكب على ثوب ليلى الزهري بشكل طولي من نهاية نحرها الى أن لطخ ثوبها ببقع برتقالية ، وتشهق ليلى وترتد الى الوراء بارتباك .ـ
ام يوسف وهي تقترب من ليلى وتمسح العصير من رقبتها : بسم الله عليك .. لا تواخذيه حبيبتي الحيا عامل فيه عمايله
يوسف وهو ينظر اليها فاغراً فاهه بسذاجة : اسمحي لي ..والله ما ادري كيف انسكب من ايدي


نور وهي تهمس لهالة بانفعال : وش فيه مفهي ؟ لهاذي الدرجة مستحي ..كل هذا حيا .. بهدل اختي الله يبهدله.. شوفي ليلى مسكينة كيف وجهها صار أحمر

لم تكن هالة معها ، كانت تحاول ان تحتجز دموعها في عينيها ، وهي تستصغر نفسها : بركب فوق أطل على بنتك .. أخاف صحت من نومها واكيد ما بنسمعها اذا بكت من الازعاج
نور : طليت عليها من شوي .. غارقة في النوم
هالة وهي تذهب : معليش .. بروح اتأكد احسن

ارتقت السلالم مسرعة ، ودخلت الى غرفتها واغلقت الباب عليها واحاسيس غريبة تعصف في داخلها ، دموع مقهورة تنزلق من مقلتيها ، اكتملت الصورة في ذهنها الآن ، لقد كان معجباً بها ، يلاحقها ويتتبعها ، لم تكن مجرد صدف ، بل كانت لقاءات مدبرة ، كان يختلس النظر اليها ، يسترق سماع احاديثها ،وتلك الابتسامة العريضة التي تنرسم على وجهه عندما يراها ، شعور غريب كان يخبرها بأن تلك الابتسامة لها بينما عقلها يقنعها بأنها تتوهم ، ولكن الحقيقة تبينت الآن ، لم يكن وهماً !!! ، تلك الابتسامة كانت حقاً لها .ـ

احتقرت نفسها ومشاعرها واحاسيسها الغبية ، انه زوج اختها ومحرَم عليها ، لا يمكن ان تخون ليلى بهذه الطريقة ، سحقاً لتلك المشاعر ان كانت ستؤذي اختي ، ان كانت ستهدم سعادة ليلى فلا اريدها ، ولكن تلك المشاعر كانت تلتصق بها كالعار وتعانق روحها وتأبى الجفاء .ـ

ألقت بجسدها على السرير وهي تبكي وتنتحب بصوت مسموع ، كانت بدموعها تحتقر نفسها ، وتحتقر تلك الحقيقة التي تربطها بيوسف ، تتذكر كلام رنا وتلقي باللوم والعتاب على أهلها ، لماذا وقفوا في طريق خطبتها من يوسف ؟ ، انه من المفترض أن تكون هي في مكان ليلى الآن ، احتقرت نفسها مرة أخرى ، لا يجب عليها أن تغار من ليلى ، لا يحق لها ذلك ، اخذت تشتم نفسها وتشتم يوسف أيضاً فهو السبب في كل هذا ، راودتها فكرة زادت من اشمئزازها من نفسها ، فهي ليست الوحيدة لتي تتخيل نفسها مكان ليلى ، فيوسف أيضاً يتخيلها الآن مكان ليلى ، بدليل نظراته الحزينة وملامحه الشاردة ، والعصير الذي سكبه على ثوب ليلى بسبب سرحان عقله ، يالحقارتي !!! حتى أنه رآني قبلها بسبب غبائي !!! كم أنا حقيرة ومقززة رآني قبلها بهذا الثوب الذهبي اللعين ، رآني قبلها ويتخيلني بدلاً عنها !!!.ـ

بعد أن حلَ الصباح

استيقظت من نومها على صوت ليلى : هالة ...هالة ليه نايمة وانتِ مب مبدلة ثيابك ؟
رمشت عينيها ببطء ثم قالت بصوت هامس : ما حسيت لنفسي
ليلى : كذا تتركيني وتنامي ..كيف هنت عليك ؟
رفعت رأسها وهي تنظر الى ليلى ، هاجم ملامحها شيء من الأسى والخجل من نفسها ، احمَرت عينيها وهي تنظر الى ملامح ليلى ، مسكينة ليلى لا تعرف شيء بفعلتي القبيحة ، لا تعلم بمشاعر يوسف ونظراته لي ، ولا تعلم بأحاسيسي الحقيرة اتجاهه .ـ

ليلى باستغراب مقترن بخوف : وش فيك ؟؟ ليه تبكين ؟
هالة وهي تقاوم دموعها : مافيني شي ..بس لأنك بتتزوجين أخيراً وبرتاح منك ..بس عشان البيت بيفضى علي
ليلى وهي تقترب من هالة وتحتضنها : ههههههه يا حبيبتي ... عقبال ياربي ما أفرح فيك انتِ بعد .. وحتى لو تزوجت ياغبية يعني وين باروح عنك ؟؟ ماراح تخلصين مني لو وش يصير

ابتعدت عنها وهي تمسح دموعها عن وجهها : خلاص امسحي دموعك وعن الدلع .. ما سألتيني شي عن ليلة أمس ؟

هالة وهي تبتسم ابتسامة باهتة : وش صار ؟؟ أنا آخر شي شفته لما كب عليك العصير
ليلى : هههههههه لا تذكريني .. هو كان مررة مستحي ومتلبك ومو عارف وش يسوي
أخذت تفكر في كلمة " مستحي " وهل حقاً كان كذلك ؟ لو كان يعرف الحياء لما نظر الي بتلك النظرات ، لم يكن ذلك حياءً بلا شك .ـ

ليلى وهي تكمل وعينيها في غفوة حالمة : شعور غريـب حسيت به لما كنت معه .. لا تضحكين علي ..بس احس انِ ارتحت له ..ادري ان لسا بدري على هالكلام .. بس ما ادري شعور غريب اول مرة أحس به

هالة بغصة تحاول اخفائها : طبيعي زوجك أكيد راح تنجذبين له وترتاحين له وبتحبيه مع الوقت .. يلا أنا بقوم ابدل ثيابي من أمس وأنا على هالثوب المعفن أحس انِّ كرهته .. وبعدين كملي لي عن مشاعرك الرومانسية

ليلى : هههههه ما صار شي ... بعدين قعد معي شوي وما كان عارف يقول كلمتين على بعض ..كل اللي قاله مبروك وبعدها أخذ رقمي وطلع


*


يجلس على الأريكة شارد الذهن ، مشتت الأفكار ، غاضب من نفسه ، منذ البارحة وهو لازال يلعن نفسه ، ويلعن الغباء الذي في داخله عندما نطق اسمها أمامها ، و عندما نظر اليها بشوق ولهفة ناقضاً العهود التي قطعها على نفسه ، ماذا ستظن هالة الآن وقد نطق اسمها أمامها ؟، فضح نفسه ومشاعره الدفينة بنظراته تلك ، ثم أخذ يفكر بليلى ، ليلى هي زوجته الآن، التي لا يشعر اتجاهها الا بالذنب ، ويشعر بأنه ظلمها بهذا الزواج ، ظلمها بتفكيره باختها ، وكل هذا بسبب والدته وتصرفها الغير منطقي

كانت سهام تجلس على الأريكة المجاورة له ، وهي تتهامس وتضحك مع اختها هنادي ، كانت تقلب صور الخطبة المخزنة في الكاميرا وتضحك ، قالت بصوت مرتفع بعض الشيء وهي تقصد ان تجذب انتباه يوسف اليها : هاذي أحلى لقطة ههههههههه لما كب عليها العصير

هنادي وهي تضحك : هههههههه لا الصورة الثانية تضحك أكثر وهو متوهق مع العقد مب عارف كيف يسكره هههههههههه

نظر اليهما بشرود : احذفي هالصور يا سهام ..ويكفي مسخرة

سهام : ههههههه وليه احذفها ؟ بكرة صدقني بتتحسف قد شعر راسك اذا حذفتها .. هاذي ذكريات حلوة لازم تتوثق
يوسف : احذفيهم لا اجي وأكسر الكاميرا على راسك الحين

سهام وهي تقوم من مكانها : مب على كيفك
خرجت مسرعة من الغرفة وهي تبتعد عنه
تبعها وهو يمنعها من الذهاب : اعطيني اياها
سهام : ههههههههههههه ما قلت لي عجبتك ليلى ؟؟ احلى من هالة صح ؟

تجهم وجهه بغضب ، وقال وهو يرفع صوته بعصبية : ما أبي أسمع هالطاري منك مرة ثانية .. واسم هالة ماتطرينه قدامي ...تفكرين بنات الناس لعبة عندك ؟؟

نظرت الى عينيه الغاضبتين بخوف ، تعرف طبع أخاها وشخصيته الهادئة وكيف أنه لا يغضب بسهولة ولأي سبب ، نطقت بانصياع : ان شاء الله .. بس وش فيك ؟ انا والله ما اقصد شي ..كنت امزح معك
قاطعها بصرامة وحزم : اذا سمعتك تقولين هالكلام الغبي مرة ثانية .. او تجيبين اسم هالة قدامي .. والله ماتلومين الا نفسك ، أكمل وهو يرفع صوته : هالمواضيع مافيها مزح يا غبية .. هالبنت تصير الحين اخت زوجتي ..كيف تقولين لي هالكلام ؟؟

سهام بخوف وهي تحاول فكاك ذراعها من قبضته : آسفة خلاص والله حتى اسمها ما اقوله قدامك
تركها وذهبت مهرولةً عنه ، لم تعتاد هذا الاسلوب القاسي منه أبداً ، اتجهت اليها هنادي بقلق : وش فيكم ؟ ليه الصراخ ؟
لم تنطق سهام بكلمة وهي لازالت تحت تأثير كلماته الغاضبة .
هنادي : ما عليك منه حتى لو حذف الصور .. كل شي موثق بالصوت والصورة في جوالي هههههه

تجاهلهما وابتعد عنهما ، آخر همه صور حفلة خطوبته مع ليلى ، حتى لو كانت مضحكة ومثيرة للسخرية فهي لا تعنيه شيئاً

*

اغلقت الباب عليها وانفردت في غرفتها وتحمل في يدها " جوال منصور " ، تركت طفلتها معه لينشغل بها ويخلى لها الجو في تفتيش جواله وقراءة محادثاته في " الواتس اب " و رسائله الخاصة والتأكد من قائمة الأرقام المسجلة لديه ، تتأكد من عدم وجود امرأة غيرها في حياته ، فعمله المختلط يجعلها تتوهم بأن احتمال الخيانة وارد ، تتوهم انه ربما له علاقة مع ممرضة او ربما طبيبة أو غيرها ، انه يقضي وقته في المشفى اكثر من ما يقضيه معها ، الغيرة والشك تشكلان لها هواجس و وساوس تحاصر عقلها .

جاءها صوته المضطرب المنبعث من الصالة : تـعالي خذي بنتك ..مب قادر اسكتها وجعت راسي
رفعت صوتها ليسمعها وهي مشغولة بالعبث في جواله : يا الله !! يعني ما يحق لي استريح شوي ؟ على طول تطفش منها وترميها علي
صاح بصوت منزعج : أقولك وجعت راسـي
نور : و توجع راسك ويعني ؟ يعني أنا عادي توجع راسي وانت لا ؟ تراها بنتك مثل ماهي بنتي

فتح الباب بقوة وهو يحمـل الصغيرة بين ذراعيه : احمليها .. حرام عليك شكلها جوعانة والا ... انت وش قاعدة تسوين ؟
قال جملته الأخيرة وهو يحدق في جواله الذي تحمله في يدها

قالت بارتباك : ما اسـوي شي !!!ـ

بحركة سريعة اقترب منها وسحب الجوال من يدها ، رفع شاشته في وجهها بعد ان القى نظرة عليها : قاعدة تقرين محادثاتي وتتجسسين علي ... متى بتبطلين هالعادة ؟

صمتت واقتربت تأخذ سارة منه ، صاح بها بغضب : متى بتفهمين ان ما احب أحد يتجسس علي ويراقبني ؟ كم مرة قلت لك ان حركات الشك والتجسس ما احبها ؟

نور : انت اللي تجيب الشك لنفسك .. اجل ليه حاط باسوورد على الجوال ؟؟
رمى الجوال بجانبها بفضاضة : كملي تفتيش فيه ..كملي خلينا نشوف وش بيطلع معك

قالت بصوت خافت : فتشته كله ما لقيت شي

قال بذات الصوت المرتفع وبنبرة غاضبة : ليـه ثقتك فيني معدومة ؟ انا أكثر من مرة قلت لك لا تحطين راسك براسي لأني اذا عصبت اخليك تلقطين وجهك من الأرض من كثر ان ما عندك كلام تبررين فيه موقفك

قالت وهي تهز سارا التي زاد بكاءها بسبب صوت صراخه : طيب ماله داعي كل هالعصبية .. كلمني بهدوء

رفع صوته أكثر : لا أعصـب وأرفع صوتي بعد .. تبغيني أشوفك تشككين فيني وفي أخلاقي وما أعصب ؟ ... عديت لك هالحركة بدال المرة الف وانت تعرفين من قبل ان هذا الشي يعصبني ومع هذا مستمرة فيه .. خليني اتناقش معك نقطة بنقطة ، فيه مرة أنا شكيت فيك ؟ في مرة حسستك مجرد احساس انِّ مب واثق فيك ؟ فيه مرة تدخلت في خصوصياتك ومسكت جوالك وفتشته ؟

نور : راعي شعوري شوي .. انت بعد ما تقول لي أي شي عن المستشفى ومحسسني
قاطعها : لا تحمليني غلط انـا مالي شغل فيه .. لا تتهميني في شي باطل وبعدها تقولي انت السبب ..انضجي وكبري عقلك واتركي عنك هالسخافات واعتبري كلامي هذا تهديد مو نصيحة .ـ

عندما يفقد أعصابه ، لا يستطيع الا ويؤذيها بكلماته ، لا يمكنه ان يخفف من حدة الصراحة ، ولا يستطيع ان يداري قلبها ومشاعرها المرهفة وحساسيتها الزائدة ، يجعلها تكره نفسها وتكره تصرفها الف مرة ويبالغ في ذلك .

انتهت المشاجرة وسكن صوت صراخه وذهب لينام على الأريكة في الصالة وبقيت هي في الغرفة تبكي على وسادتها بعد أن جرحها بكلماته .ـ


استيقظت نور في صباح اليوم التالي على أثر صوت حركة زوجها في الغرفة ، فتحت عينيها ببطء في الغرفة المظلمة الا من ضوء بسيط يتسلل من النافذة المنسدلة عليها الستائر القاتمة ، نظرت اليه وهو مشغول يرتدي ملابسه ليتجهز للذهاب الى عمله ، اغمضت عينيها تتظاهر بالنوم ، ثم قررت أن تقوم وتصالحه والبكاء هو الحيلة الوحيدة التي تبقت لديها ، قامت من سريرها واتجهت اليه حيث كان واقفاً أمام المرآة يرتب ياقة قميصه وينظم شعره ، احتضنته من الخلف والدموع تتحرر من عينيها وتستقر على قميصه ، قالت بصوت مخنوق : آسـفة

يضيقُ قلبه عندما يسمع صوت بكاءها ، ولكنه تجاهلها وأمسك بقنينة العطر وأخذ يرش نفسه بها ، ابعدها عنه وخرج من الغرفة وتركها خلفه تنظر اليه بعينين دامعتين

جلس على الأريكة في الصالة وهو يزم شفتيه ويعقد حاجبيه بضيق تنهد بعمق ثم قال : الله يصبـرني عليك
اقتربت منه وألقت بجسدها النحيل في حجره ، عانقت وجنتها وجنته ، كانت مثل طفلة تتشبث بأحضانه وترجوه بأن يسامحها ، قالت بهمس : قلت لك آسفة
منصور بهدوء : كم سنة صار لنا مع بعض ؟ وانت بعدك تشكين فيني ؟ ليه ثقتك فيني معدومة ؟
نور : مو معدومة .. بس كله من الغيرة والخوف .. وانت لما تعصب تتحول الى واحد ثـاني وتقول لي كلام يجرح
منصور : نـور لا تضيعي الموضوع ..انتِ غلطانة والمشكلة أنِّ أدري أن هالكلام بينعاد مرة ثانية وثالثة وعاشرة .. أعرفك ما تتوبين عن هالحركات
نور : آخر مرة ما بعيدها .. صدقني
منصور : طيب ممكن تقومي عن رجلي ؟ تأخرت على الدوام
نور : أول قول انك سامحتني
منصور : سامحتك
نور : اعطيني ردة فعل
منصور بنفاذ صبر : كـيف يعني ؟ ما فهمت
نور : اعطيني ردة فعل أنك سامحتني
ضحك بخفة ثم داعب وجنتها الناعمة بقبلة ، ابتسم لهـا : كذا زين ؟ ارتحتـي ؟
ضحكت ثم قالت : شوي
نهض من مكانه بحركة مفاجئة وهو يحملها بين ذراعيه ، نظرت الى عينيه بصدمة : وش فيك ؟
اتجه الى الغرفة والقى بها على السرير بقوة وجلس بجانبها، وضعت كفها على خده واستقرت أناملها على لحيته الخفيفة ، قالت وهي تضحك : منصـور وش فيك

كان ينظر اليها بحدة ، يعشق بريق عينيها الواسعتين ، وملامحها السمراء الناعمة ، يطرب لصوت ضحكتها ، ويعشق حركاتها العفوية ، ازاح كفها الى شفتيه وقبله ثم قال وهو يبستم لها بود : انتظريني لين أرجع من العمل .. بعدها أعرف كيف أتفاهـم معك .ـ


*

كانت ليلى تجلس على سريرها وتتصفح بعض المجلات المتناثرة على السرير ، قالت محدثةً هالة التي تجلس على السرير المجاور لها : شوفي هذا الفستان حلـو ؟؟ قاعدة أفكر في شكل الطرحة على الفستان كـيف تكون

هالة بنفور : اذيتيني بصور هالفساتين .. انتِ من انخطبتي وما عندك سالفة الا وين اسوي زواجي ؟ وكيف فستاني ؟
ليلى : ما تلاحظين انِّ كل ما أكلمك عن خططي عشان الزواج تقلبين وجهك ؟

هالة : لا مو كذا بس احس لسا بدري على هالكلام ... يعني الحين صار لك اكثر من اسبوع من تملكتي وخطيبك لسا ما اتصل لك ولا كلمك وانتِ تفكري في الزواج

ليلى بضيق : تتوقعي ليه ما اتصل لي ؟ يمكن ما عجبته وقاعد يتهرب ؟

عاد تأنيب الضمير لهالة من جديد ، قامت من مكانها وجلست بجانب ليلى وهي تقول بعطف : لا مستحـيل اصلاً من يشوف هالجمال وما يعجبه ؟ حاصل له وحدة بجمالك ، بس انتِ قلتي من قبل أن هو كان مستحي .. يمكن هو شخصيته خجولة او يمكن مشغول بعمله .. الا هو وش يشتغل ؟

ليلى : يشتغل ادارة في فندق هـو تخصصه علوم ادارية بس ما لقى وظيفة غيرها .. ويشتغل بعد في أعمال حرة .. تعرفي بعد ما توفى ابوه هو المسؤول عن امه وخواته .. بس الحمد لله حالته المادية مستقرة ... واساساً انا ما تهمني المظاهر والفلوس أهم شي الاخلاق والسمعة .. واحنا نعرف أهله من زمان .. ف أحس انِّ متطمنة ومرتاحة له

هالة وهي تغتصب الابتسامة : لا تضيقي خلقك .. أكيد مع الوقت بيتصل لك وبكلمك .. بس انت قلتي ان مسؤول عن اهله وشغله كثير
ليلى : على قولتك مع ان يظل مو سبب مقنع .. يعني مو لدي الدرجة مايقدر يفضي لي خمس دقائق من وقته الثمين ويتصل لي .. وهو من حفلة الخطوبة ما أحسه طبيعي وكأنه متضايق ومغصوب على الزواج ... بس انا اواسي نفسي واقعد افكر في حفل الزواج وهالشغلات الفاضية

احتقرت هالة نفسها ، لأنها تعتقد أنها السبب في جفاء يوسف لـ ليلى ، قالت بهدوء : لا تتضايقي ليلى
ليلى : لا .. مع نفسه بالطقاق بنشوف وش آخرتها معه يعني اكيد ما بيقعد يتهرب مني الى الأبد وانا صرت زوجته
قامت مكانها وهي تكمل : بنزل تحت اشـوف الهنوف وش طابخة .. واذا ما عجبني بطلب لنا من ماك


بعد أن خرجت ليلى ، استدارت هالة الى الكومودينة التي بجانب السرير ، امسكت بالصورة المحتجزة في اطار فضي أنيق ،وضعتها على حجرها وأخذت تتأملها ، كانت هي مع ليلى يحتضنان بعضهما والابتسامة تشق وجهيهما في براءة طفولة ، كانت هي في الخامسة من عمرها وليلى في الثامنة ، منذ صغرهما وقد اعتادتا ان يتشاركن كل شيء ، فكانتا تتشاركان الدمى ثم بعد أن كبرتا قليلاً اصبحتا تتشاركان الملابس والأحذية ثم بعد ان كبرتا أكثر تشاركا الآراء والأفكار والمشاعر ، ولكن ماذا الآن ؟ هل سأتشارك مع ليلى في قلب زوجها أيضاً ؟

يتبع


خد العروس & غير متواجد حالياً  
قديم 26-09-16, 08:21 PM   #97

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي


*




كان يسير في الشارع المقابل لمنزله ، عائد من بقالة الحي ، وفي يده كيس صغير يحتوي على بعض الأطعمة المعلبة ، توقفت قدميه عند ذلك المنزل المتوسط المساحة ، منزل قديـم ولكنه مرمم حديثاً ، سابقاً عندما كان يقف أمـام هذا المنزل تخطر صورة هـالة في باله ، فيقف وهو سارح في الخيال ، ويدعو ربه أن يجمعه بها ، ولكن الآن ماذا سيتخيل عندما يقف عند هذا المنزل ؟ فهو يحاول جاهداً أن يمسح ذكراها من عقله ، بل حتى اسمها قرر ان يحذفه من قاموسه ، هذا المنزل الآن منزل زوجته ، نعـم منزل ليلى .

أخذ يكرر في داخله بعض الكلمات ، يريد أن يقنع نفسه بها " هذا بيت زوجتي .. بيت ليلى ..بيت ليلى .. بيت ليلى "ـ



" هلا والله بالنسيب .. وش فيك واقف كذا ..تعـال تفضل "

التفتت لمصدر الصوت الذي يرحب به ، ابتسم بترحيب واقترب يصافح حامد الذي يقف عند باب المنزل : حيـاك الله أبو محمود .. كيف حالك ؟

حامد : بخير الله يسلمك .. تفضل ادخل البيت بيتك
يوسف : لا ماله داعـي .. انا كنت راجع من البقالة والحين برجع الى بيتي

حامد وهو يضرب كتف يوسف بمزاح : اقول أدخل منت بغريب .. انت واحد منا الحين .. لا تسوي نفسك مستحي وما ادري ايش

يوسف : هههههههه لا بس ما ابي أثقل عليكم
حامد : ههههههه ترى شفتك وانت واقف وسرحان تفكر في ليلى هاه ؟؟ واقف ومتردد تدخل
جذبه من ساعده وهو يصر عليه : ادخل خلصنـا .. ادخل


دخل الى المنزل وهو مضطر لذلك ، لم يكن أن يريد الدخول لكي لا يضطر لمواجهة ليلى ، ليس مستعداً للقائها الآن ، ليس الآن وذكرى هالة لازالت عالقة في عقله ، ليس الآن وصورتها وهي بذلك الثوب الذهبي عالقة في ذاكرته ، ليس الآن وهو لا يشعر باتجاهها الا بالذنب .


أدخله الى ذلك المجلس ، المجلس ذاته الذي رأى هالة فيه تلك الليلة ، حامد بترحيب : تفضل استريح وانا شوي وجاي لك

يوسف : خذ راحتك
جلس على الكنبة محاولاً منع عقله من التخيل ، يحاول ان لا يفكر في أي شيء ، يكفي أوهام وخيالات فارغة .ـ




كانت ليلى تقف بجانب الهنوف في المطبخ وهي تتذمر : اف يعني ما تعرفين تتطبخين الا هالطبخة ؟
الهنوف : فوق شينك قواة عينك بدل ما تشكريني انِّ قاعدة اطبخ لكم
ليلى : لا تزعلي مني يا زوجة اخوي الغالية بس سوري يعني بطلب لي ولهالة من المطعم
الهنوف : انتِ واختك ما يعجبكم شي


قاطعهم حامد وهو يتحدث بسرعة : ليلى زوجك قاعد في المجلس روحـي ضيفيه
فغرت فاهها وهي تحدق في حامد ثم قالت بصدمة : كيــف !!!ـ
حامد : روحي ضيفيه.. الرجال مستعجل .. لا تتأخرين عليه
نظرت الى بجامتها الصفراء المرسوم عليها صورة " سبونج بوب " وقالت : تبيني أطلع له وأنا كذا ؟؟ اصبر بركب أغير ملابسي وباروح له

الهنوف وهي تضحك : ههههههههه يا حليلك .. عادي ترى في الأخير لازم بشوفك وانتِ مبهدلة
ليلى : تراه أول مرة يشوفني بعد الحفلة ..كيف أطلع له بهالشكل ؟
حامد : ليلى روحي ضيفي زوجك شكلك عادي مافيه شي ... الحين تركبين وتنسين نفسك .. عيب لا تتأخري عليه

ليلى : مو من جدك يا اخوي ... ما اطلع له وانا كذا لو وش يصير
حامد : مافيك شي يا حلوك ويا زينك بس والله عيب تخلين زوجك ينتظر كل هالوقت


استسلمت لكلامه وهي تتذمر ، أخذت صينية العصير واتجهت الى المجلس ، كانت هالة تنزل من الدرج ، تحدثت الى ليلى باستغراب : مين اللي جاي ؟؟ لمين العصير ؟

ليلى بصوت مرتبك : يوسف .. وحامد غصب يبيني أنا اللي أضيفه .. شوفي شكلي كيف مبهدل
الهنوف تعلق وهي تضحك : هههههههههه عادي يشوفك على الطبيعة أحسن
حامد وهو يحدق في ليلى بعصبية : وبعدك واقفة !!! روحي خلصينا .. احرجتيني معه
ليلى : طيب خلاص رايحة

اختفت من أمامهم بينما تقف هالة سارحة في الفراغ ، اقترب منها حامد وهو يحتضن وجهها بكفيه : وش فيك حبيبتي ؟ مو على بعضك هاليومين .. فيه شي مضايقك ؟
هالة : مافيني شي ... ليه تسأل ؟
حامد : تفكريني مو ملاحظ ؟ صار لك اسبوع وانتِ كله سرحانة وملامحك حزينة .. وش فيك ؟
هالة بارتباك : مافيني شي .. بس متأثرة بليلى شوي .. لأنها بتتزوج وبصير وحيدة
حامد : أفا واحنا وين رحنا ؟؟ أنا وين رحت ؟ جهزي نفسك عشان بكرة نطلع البحرين وش رايـك ؟
هالة وهي تحتضنه : يا بعد عمري أخـوي الدب أحبك والله


*


اطلَت برأسها قبل أن تدخل ، كان يوسف يجلس على الكنبة ، يبدو مختلفاً وهو يرتدي بلوزة سوداء و بنطال جينز كحلي بعيداً عن الثوب الأبيض التقليدي ، يبدو مختلفاً قليلاً فهو يجلس بارتياح بعيداً عن ارتباكه في تلك الليلة ، كانت قدماها ترتجفان ، فستجلس معه لأول مرة وحدها ، سمت بالله وخطت الى الداخل باستحياء ، قالت بصوت أشبه بالهمس : السلام عليكم

رفع رأسه اليها ، ثم قام من مكانه بلباقة ، وضعت الصينية على الطاولة ، انتبهت الى يده الممدودة اتجاهها وهو يبتسم ، مدت يدها اليه فتناولها بقبضته القوية : وعليكم السلام

جلسا و مرَت لحظات والجو بينهما مشحون بالتوتر ، كان ينظر اليها بهدوء بينما تنزل ليلى رأسها وتحدق للأسفل باستحياء
أراد أن يقطع الصمت بينهما فقال بهدوء : وش تشربين ؟
نظرت اليه بإحراج ، فمن المفترض أن تقوم هي بتضييفه وليس هو ، كان من المفترض أن تسأله هي هذا السؤال .ـ
ارتبك من نظراتها المحرجة ، مد يده الى احد العصيرات المعلبة ، فتحه ومده اليها : تفضلي
قالت وهي تهز رأسها بالنفي وقد تشربت وجنتيها بحمرة من الخجل : ما أحبه .. انت اشرب

يوسف : على راحتك
ارتشف منه رشفة وهو يرمقها بنظرات جانبية ، كانت مختلفة كثيراً عن تلك الليلة ، فيبدو وجهها واضحاً الآن بدون تلك المساحيق الثقيلة التي كانت تغطي ملامحها ، ترتدي ملابس طفولية ورسمة " سبونج بوب " عليها ذكرته بملابس أبناء اخته الصغار ، كان شعرها البني الناعم مرفوع بإهمال وتنسدل بعض الخصلات منه على وجهها بتطفل ، قال بابتسامة : على فكرة .. انتِ أحلى بكثير من دون مكياج .ـ


*

مر شهران على خطبة يوسف من ليلى و لازالت هالة تحارب مشاعرها اتجاه يوسف حتى هذه اللحظة ، حيث كانت تجلس بجانب ليلى على أريكة في بهو الفندق الذي يعمل فيه يوسف ، إذ أنَّ ليلى قررت أن تفاجئ يوسف وتذهب له في مكان عمله ، واصطحبت اختها هالة معها لكي لا تذهب وحدها ، كان يوسف مشغول في الحديث مع نزلاء الفندق الذين يقفون أمام طاولة الاستقبال ، يجاوب أسئلتهم و ينظر الى الحاسب أمامه ويسجل ويتأكد من حجوزاتهم ، كانت هالة تحاول أن تشغل نفسها بتأمل بهو الفندق الراقي ، حيث أنه من الفنادق المعروفة ويحمل خمس نجوم ، وتحاول قدر الإمكان ان تبعد ناظريها عن يوسف ، أما ليلى تراقب زوجها وعلى وجهها ابتسامة تختفي تحت النقاب ، يُعجبها شكله الرجولي وهندامه المرتب بالثوب الأبيض التقليدي والشماغ الأحمر ، ابتسامته الواثقة التي يقابل بها النزلاء ، تخط وجهه لحية خفيفة بطريقة " العارض الخليجي " او " السكسوكة " زادت وجهه جاذبية ، قطع تفكيرها صوت هالة المتذمر : يعنـي انتِ جاية حق زوجك أنا ليه ساحبتني معك ؟
ليلى : وش فيها يعني لو طلعتي معي ؟ يعني تبغيني أقعد انتظره يخلص شغله وأنا قاعدة بروحي ؟
تأففت هالة وأشاحت بوجهها .
ليلى : باقي عشر دقايق وينتهي دوامه خلاص اصبري شوي
هالة : أجل بقوم أكلم حامد عشان يجي ويرجعني البيت
ليلى : تستهبلين صح ؟ يوسف بوصلنا طبعاً
هالة : ما ابي أركب معكم .. استحي

ليلى : الحين صرتي تستحي ؟ مو هو اللي كان يرجعك من المدرسة مع سهام لما يتأخر عليك حامد ؟ الحين لما صار زوجي صرتي تستحين ؟ وهذا انتِ يالكذابة تركبين مع منصور ما اشوفك قلتي استحي

هالة تبرر بغباء : لما كان يرجعني من المدرسة أكـون مضطرة ولأن حامد يقول لي اذا تأخرت عليك أرجعي مع سهام ، ومنصور متزوج اختي من زمان .. واحنا متعودين عليه .. وبعدين ما أبي اخرب عليكم جوكم .. توكم مخطوبين واكيد هو يبغى يكون معك بروحكم

ليلى : كله مشوار الطريق ما بأثر ...واتركي عنك الحيا الزايد .. اصلا لو اتصلتي لحامد الحين بقولك ترجعي معنا

صمتت ولم تقل شيئاً يبدو أنه لا خيار أمامها إلا ان تبقى معهما ، ليلى وهي تقول بشرود : يبغى لي أقول له يسجل في جم
هالة : هاه ؟ تكلميني ؟
ليلى : اقولك يبغى لي اقول ليوسف يسجل في جم .. احسه نحيف شوي وعضلاته مو بارزة

نظرت هالة الى يوسف ، مواصفات يوسف هي المواصفات التي تحلم بها هالة وتتمنى أن يكون فارس احلامها يشبه يوسف ، قالت بنفي : لا ما احس يحتاج

ليلى : كـيف ؟
هالة بارتباك : اممم يعني احسه يناسبك وهو كذا انتي بعد نحيفة بزيادة ..لا تقارني زوجك بالممثلين الأتراك اللي تشوفينهم .. اقتنعي فيه مثل ما هو

ليلى : طيب ... هالة وش رايك تروحين معي للخياطة عشان فيه تعديلات ابي اضيفها لثوب زواجي
هالة : لا خليها بكرة احسن عشان يوصلنا حامد

ليلى : هههههه وش فيك على يوسف أحسك مو طايقته ... ترى يوسف زوج اختك مو غريب عادي لو وصلنا
هالة بكذب : مو عشان زوجك لا يوصلنا ... بس عشان الهنوف نسيتي انها قالت تبي تروح معنا
ليلى : طيب احاول اصدق



انتهى يوسف من عمله ، ابتسم لـليلى التي تنظر اليه ، بدأ يردد في نفسه تلك الجمل التي أعتاد أن يكررها على عقله " يوسف ركز .. البنت اللي على اليمين هي زوجتك وحبيبتك .. لا تطلع في البنت اللي على اليسار .. البنت اللي على اليسار انت ما تعرفها ولا تعنيك شي .. ركز يا يوسف ركز "ـ


خطى خطواته الواثقة اليهما وقال بابتسامة : يلا ليلى مشـينا ؟
ليلى وهي تقوم من مكانها : مشينا



كانت هالة تمشي ورائهم وهي تحاول ان تبقي مسافة بينها وبينهم ، وتشيح بوجهها جانباً عن يوسف ، الى ان وصلا الى مواقف السيارات ثم ركبت في المقعد الخلفي من سيارته السوداء الصغيرة ، حرَّك سيارته وبدأ بقيادتها بهدوء ، كان الصمت يخيم على الأجواء داخل تلك السيارة ، وكان الخيال هو الذي يجمع هالة بيوسف ، وليلى مثل الغريبة في هذا الخيال ، كانت هالة تتخيل نفسها تجلس في المقعد الأمامي بدلاً من ليلى ، ويوسف أيضاً أخذه خياله الى ان يتخيل هالة تجلس بجانبه بدلاً من ليلى .

حاولت أن تبعد تلك الأفكار عنها وهي تشيح بوجهها الى النافذة تراقب الشوارع والسيارات المزدحمة
وهي تردد في عقلها " هالة احترمي نفسك تراه زوج اختك ويحرم عليـك .. هالة لا تصيري حقيرة وتخوني ليلى بهالمشاعر التافهة ..ليلى اختك ماتستاهل منك هالخيانة .. وما يحق لك تغارين منها حتى "

وكذلك كان يوسف يبعد عنه الاوهام ويحارب خياله الذي يقوده للفتاة التي تجلس خلفه ، " يوسف زوجتك وحلالك تجلس جنبك يكفي حقارة يكفي لا تفكر في غيرها ..والله حرام اللي قاعد تسويه في نفسك " ، مد ذراعه نحو ليلى واجتذب كفها بكفه ، كان بتلك الحركة يريد ان يقنع نفسه بليلى ، كانت حركة عديمة الحيلة في محاولة اقتلاع هالة من عقله واستبدالها بليلى .ـ

نظرت ليلى اليه متفاجئة من حركته ، قابل نظراتها المتفاجئة بابتسامة ، ووضع كفها في حجره وهو يتحسسه بلطف .ـ

تأملتهما هالة بشيء من الحسرة ، لاحظت كيف يتبادلان النظرات بحب ، سمعته وهو يهمس لها : أحـبـك ليـلـى .
لا تعلم ما السبب الذي جعلها تشعر بقلبها وكأنه يعتصر بشدة ، وما السبب الذي جعل عينيها تذرفان الدموع بغزارة حتى بللت نقابها .ـ




*



" أنـا موافقة على سلطان "



قالت جملتها تلك بكل ثقة وصرامة في وجه نور ، بينما قابلتها نور بالنصيحة ، حيث كانت نور طوال اليوم تحاول ان تقنع هالة بالتفكير وعدم التسرع في اتخاذ القرار : أنا ما ادري ليه مستعجلة على الزواج ؟؟؟ بعدك صغـيرة وقدامك مستقبل ، السنة الجاية بتبدي دراسة في الجامعة .. وين أحلامك وطموحاتك ؟؟

هالة : يعني ما يصير اتزوج وأدرس ؟؟ عادي بنات كثير أعرفهم متزوجات ويدرسون

نور : يا حبيبتي الزواج مسؤولية مو لعبة والا لا يكون مفكرة بتكون حياتك مثل المسلسلات التركية والأفلام ؟ لا تستعجلي بعدك صغيرة وأنا اشوفك مو قد مسؤولية الزواج أبداً .. انتِ حتى ماعندك مسؤولية لنفسك ..مابالك بزوج و بيت وبعدين أولاد ؟

استدارت نور الى الهنوف التي تقف بجانبها : ما تقولي شي يالهنوف ؟

الهنوف : وش فيك على البنت يا نور ؟ لا تضغطي عليها ..وبما أن العريس محترم ومن عيلة محترمة ليـه ترفض ؟

نور: بعدها صغيرة وبتجيها فرص احسن .. و لو تركز في دراستها احسن لها .. انا لما تزوجت كنت في آخر سنة جامعة ومع هذا كنت احس ان بعدني صغيرة ... في البداية كنت متحمسة مثلك بس بعدين حسيت بالمسؤولية الكبيرة الي صارت علي .. وعرفت ان الزواج مو بس وناسة وطلعات ودلع .. وانا احس ان مررة بدري عليك يا هالة .. هالكلام لمصلحتك صدقيني

هالة بلهجة قاطعة : مو كل مرة توقفون بنصيبي

نور باستغراب : وش قصدك ما فهمت ؟ هذا أول واحد يخطبك وانتِ ما صدقتي على الله وعلى طول وافقتي كأنك تبغين الفكة .. والا كأنك تبغين تتزوجين والسلام

كانت هالة تقصد بجملتها تلك يوسف ، فعلى حسب كلام رنا الذي سمعته ، ان يوسف خطبها هي أولاً ولكن اهلها رفضوه بدون علمها ، قالت بهدوء : نور أنا فكرت واقتنعت ... الهنوف لو سمحتي قولي لحامد انِّ موافقة


قامت نور عنها بعصبية ونفاذ صبر : غبية !! ومع هذا اقولك ارجعي فكري ولا تستعجلي وفكري في الكلام اللي قلته لك قبل شوي ..وفكري بعقل

خرجت من الغرفة وتبعتها الهنوف .ـ



استلقت هالة على السرير وهي تتأمل السقف بشرود ، لن تغير رأيها فهي مصممة على هذا القرار ، ولن تكترث بكلام نور ، فسلطان هو الطريق الوحيد لها لتتخلص من احتقارها لنفسها ، وتتخلص من المشاعر والاحاسيس التي تجذبها ليوسف ، ومن حسن الحظ أن سلطان يدرس في الخارج اذ انها ستذهب معه وتبتعد عن يوسف ، وترحم قلبها الذي يعتصر بالقهر الذي يكبر شيئاً فشيئاً كلما رأت ليلى مع يوسف ، سلطان هو الخلاص الوحيد لها ، تشعر بأنه جاء في الوقت المناسب ليخلصها من عذاب الضمير .ـ


يتبع


خد العروس & غير متواجد حالياً  
قديم 26-09-16, 08:23 PM   #98

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي

*


يضع ذراعه على كتفها ،ويرفع جواله باتجاههما ، تنرسم ابتسامة على ثغريهما ، و يلتقط صورة "سيلفي " تسجل ذكرياتهما معاً ، لم تكن تخاف أن تبقى صورها معه ، فقد كانت تثق به وتصدقه في كل شيء ، فقد وعدها بالزواج وأنها في آخر المطاف ستكون له ، وهي تصدقه بدون تفكير مثل المعمى على بصيرته ، قالت وهي تضحك : وليد ..تعال صورني وأنا قريب من البحر

نظر اليها وهي تقوم من مكانها وتقترب من البحر ، يجلس معها في " شاليه مغلق " خالي الا منهما ، أخذت عيناه تسرح في سحر جمالها ، واذناه غارقتان في صوت ضحكاتها ، كانت فتاة فاتنة جميلة ، ترتدي ثوب ليلكي طويل ، وشعرها الليلي يتطاير بفعل الهواء ، وجهها يبدو وكأنه يشع نوراً سنياً بسبب انعكاس اشعة الشمس الذهبية عليها


ابتسم لها بعد أن التقط لها صورة ، هتف بصوت مرتفع : يلا يا الريم خلينا نرجع
اقتربت منه وهي تمسك بيده : وصلني لمروة اختي ... قلت لأمي انِّي بكون عندها
وليد : طيب يلا البسي عبايتك عشان نطلع



بعد أن أوصلها الي منزله حيث اخته مروة ، كانت تجلس بجانبه في السيارة ، قال بخوف وهي تمنعه من اكمال طريقه : وليد لا تقرب أكثر ... أخاف يشوفني أحد معاك
أجابها بملل : ما احد بشوفنا ، بدخل بالسيارة داخل الكراج وانتِ انزلي ..ابوي مسافر مع زوجته شهر العسل ومافيه غير مروة

الريم : حتى لو !!! افرض ان امي كانت جاية لهنا عشان تاخذني وشافتني معك ... بليز وقف هنا وأنا بنزل

وليد : طيب
الريم : يعني لمتى بظل أكذب على أهلي عشانك ؟؟ لمتى وانا اطلع معك مثل الحرامية ..متى بتتفضل وتجي تخطبني ؟
وليد : يا حبيبتي .. اصبري علي بس شوي ..ابوي يبغاله وقت عشان يقتنع ..انتظري اتخرج وبعدها ابوي اكيد بيقتنع ...ادري تحملتي كثير بس عشاني اصبري بعد شوي
الريم : اصلا ماعندي اللا اصبر .. ونشوف اخرتها معك



نزلت من جانبه وهي تتسلل الى داخل القصر وتلتفت يمنةً ويسرى ، تتأكد من خلو المكان من أحد يعرفها ، وهو بعد أن رآها تتخطى أسوار القصر حرَك سيارته يقودها الى وجهة أخرى ، أخذ يفكر بوعده لها بالزواج ، انه حقاً صادق هذه المرة ، فانه يشعر بأنه منجذب اليها بجميع حواسه ، يريد ان يتزوجها علَه يستقر معها ولا يفكر بغيرها ، عله يبتعد عن طريق الحرام الذي اعتاده منذ مراهقته ، فعندما كان في الثامنة عشر من عمره دلَه صديقه سلطان على امرأة تسمي نفسها بـ "خيال " ، امرأة تعمل في أعمال مشبوهة ، تقوم بتأجير نساء للهو والليالي الحمراء ، وتضمن لهم خلوهم من الأمراض التناسلية وغيرها ، انغمس في ذلك الطريق وضاعت روحه فيه ، وأدمنه حد النخاع ،
أدمنه لدرجة أنه يشك في نفسه ان كان يستطيع أن يتركه حتى بعد زواجه من الريم ، فهو شخص ضائع منغمس في ملذاته .ـ


وقف سيارته أمام احد البيوت ، ثم جاء سلطان ليجلس بجانبه ، قال بصوت مرتفع : هلا والله
وليد ببرود : اهلين
حرَك السيارة وعينيه تنظران بشرود الى الطريق ، تكلم سلطان ليقطع عليه شروده : أنـا خطبت .. وأهل البنت ردوا بالموافقة
نظر اليه وليد بلا مبالاة : كيف وافقوا عليك ؟
سلطان : وش قصدك ؟ وليه مايوافقون علي
وليد وهو يضحك : هههههههه شكلهم ما سألوا عنك زيـن .. واللا مافيه عائلة محترمة تقبل فيـك

سلطان : ترى أنا سمعتي طيبة ومثل المسك .. واللي خبري خبرك ما احد يعرف فيه الا ناس محدودين ..مو غبي انا عشان اخرب سمعتي ..كل شي يصير خلف الستار وحتى اللي يعرفون ما احد يسترجي منهم يتكلم علي ويفضحني

وليد : ياليتهم سألوني أنـا عنك

سلطان : أصلاً قررت أتوب .. بتزوج وبسافر و بوقف عن الصياعة
وليد : كل الناس أصدق انها تتغير الا انت ... انت واحد خربان خلقة .. ماتقدر تتغير للأحسن لو ايش يصير

سلطان وقد لاحظ شرود وليد وصوته المتقطع : انت شارب ؟؟
وليد : أي بس مو مكثر
سلطان : أجل وقف واسفط السيارة على جنب أنا بكمل سواقة عنك لاتودينا في داهية الحين
وليد وهو يضحك : عادي أنا متعود أسوق وأنا بهالوضع ... وأنا راسي ثقيل مايطير بسرعة

سلطان بصراخ : اقـولك وقف !!!!!.ـ

ضغط على المكابح بشكل مفاجئ ، ليرتد جسد سلطان الى الأمام بقوة : الله يلعن شكلك .. أنا كم مررة قايل لك اذا بتشرب لا تجيني

وليد وهو ينظر اليه بشرود : أنا بعد بخطب قريـب
سلطان وهو يلتقط أنفاسه : نفسها هاذي اخت بنت عمك ؟
وليد : ايه هي ماغيرها
سلطان : ليه أبوك وافق ؟؟ مو انت تقول ان بينه وبين ابوها مشاكل

وليد : أيه بس سامي قلبه حنين ومصيره بيرضى وبوافق بس يبغاله شوية وقت وهو اذا شافني جاد ومصر بغير رايه

سلطان : طيب قوم وخليني اسوق بدالك ... خيال مجهزة لنا سهرة محترمة
وليد : مو انت قلت انك بتتوب ؟

سلطان : هههههه قلت بتزوج وبعدها باتوب .. الحين بعدني عزابي




*



كانت الريم تجلس مقابل اختها مروة التي تصرخ عليها بعصبية : طـول هالوقت وانتِ قاعدة معاه لوحدك في الشاليه وش تسوين معه كل هالوقت يا حيوانة؟؟

الريم : لا تخافي أنا اعرف أحافظ على نفسي منه .. وما صار بينا شي

مروة : ههههههههههه يعني كل هالوقت قاعدة معاه وش تسوين ؟ تلعبون زاتا مثلاً ؟؟

الريم : قلت لك أنِّي محافظة على نفسي ..وهو مايقدر يسوي لي شي وأنا مو راضية
مروة : تـراك غبية على فكرة ..غبية أكثر من ماكنت أتصور ..وعرف وليد كيف يضحك عليك بكلمتين ...لعلمك تراه يطلع مع عشر غيرك

الريم : هذا كان قـبل بس الحين تغير وما يكلم أو يطلع الا معي أنا ..وهو وعدني بالزواج بس ينتظر حتى يتخرج وأبوه يقتنع

مروة : ههههههههههه انطر يا حمار لين يجيك الربيع ..... انتِ مصدقة أن هالفاشل بيتخرج ؟؟

الريم : وش فيك انتِ على وليد ؟؟ وليد فعلاً تغير مو مثل قبل ..وهو وعدني وأنا مصدقته

كانت رغبة تراود مروة منذ زمن وهي تخريب علاقة وليد بالريم ، تعلم بنية وليد الصادقة وأنه حقاً فاتح والده عن رغبته في خطبة الريم ، ولكن فكرة تخريب علاقتهما تزداد يوماً بعد يوم ، وقد جاءتها الفرصة الآن : وليد اخوي وأعرفه أكثر منك ... وانتِ ماتعرفينه تراه يضحك عليك

الريم : مروة لا تتكلمي معي بالألغاز عندك شي قوليه بصراحة

بدأت مروة بسرد ماضي وليد السيء وعلاقاته المتعددة مع الفتيات المستمرة الى الآن، وأخبرتها أيضاً عن تلك المرأة "خيال " ، وقامت باختلاق بعض القصص المزيفة لتزيد الطين بلَة.ـ

تغيَر وجه الريم وبدت عليه معالم الضيق وبللت الدموع وجنتيها ، وتتشوه صورة وليد في عقلها ، قالت بصوت مقهور : توصـل فيه الحقارة أن يـنام مع بنـات ، انا كنت أدري من قبل ان مغازلجي بس ماتوقعت لذي الدرجة ، هو قال لي ان انا الوحيدة اللي دخلني معه الى الشاليه ، يعني كان يكذب علي ؟؟

مروة : حبيبتي أنا قلت لك من قبل وحذرتك منه .. قلت لك انه واحد حقير ونسونجي وكذاب وفوق هذا مدمن خمر .. بس انتِ الغبية اللي ماشية وراه

الريم وهي ترفع صوتها الباكي : هو قال لي ان تغير عشاني ..طيب انتِ وش دراك ؟؟ مو معقوله يكون قال لك كل هذا ؟؟

مروة : أي هو صحيح ما قال لي .. بس انا مريو ما تخفى علي خافية ..خصوصاً وليدوه ..كل شي أعرفه عنه ..مفضوح حتى لو حاول يخبي

الريم : طيب يمكن تـاب .. هو قال لي ان تغير مروة هو قال لي ان بيتزوجني ..وانه تغير يمكن يكون صادق

مروة : اففف بتظلي طول عمرك غبية مافي فايدة منك ... اتصلي له خلينا نتأكد ..اتصلي له واسأليه وينه فيه ؟؟ نشوف وش بقول لك

أخرجت بجوالها من حقيبتها ، امسكت به و اختارت اسمه المدرج في قائمة " المفضلة " ،وضعت المكالمة في وضعية " سبيكر " انتظرت للحظات ثم أجابها : الو هلا حبيبتي

الريم وهي تحاول أن يبدو صوتها طبيعياً : ولـيد وينك فيه ؟؟

أجابها : أنـا في المكتبة رايح اشتري كتاب للجامعة .. تعرفين ناوي اتخرج هالسنة وما احمل مواد عشانك .. تبغين شي حبيبتي ؟

الريم : لا سلامتك بس كنت بتطمن عليك ... بكرة أشوفك حبيبي .. يلا بسكر الحين لأن امي تتصل باي

بعد أن أغلقت الخط ، نظرت الى مروة باستنكار : وش رايك ؟

مروة : يلعن شكله السيد رومانسي يعرف كيف يكذب .. انا بثبت لك الحين انه كذاب اصبري علي.
أمسكت بجوالها ووضعته " سبيكر " ثم جاءها صوت وليد : مريو وش تبغين ؟؟ قولي بسرعة مب فاضي لوجهك

مروة : عند مين السهرة الليلة ؟ اليسا والا جريتا ؟ واللا يمكن طالع تتعشى مع الحب القديم سلوى ؟

صمت للحظات ثم قال بارتباك واضح : انتِ وش درَاك ؟؟
نظرت مروة الى وجه الريم الحزين ، وملامحها التي تعتصرها بضيق وبدأت الدموع تنهمر من عينيها من جديد .ـ

غيرت وضعية الجوال الى خاص ، وقالت : مو مهم من وين عرفت ، بس انتبه الى الريم لأن احسها شاكة في شي ... بس قلت انبهك لا غير ويلا باي


اقتربت من الريم التي تبكي بهستيرية وتصرخ : حقـيير .. أنـا كيف صدقته ؟؟ نذل وكذاب ..الله يلعنه .. كذاب


امسكتها من يدها تحاول تهدئتها : بس خلاص لا تبكين .. زين انك عرفتيه على حقيقته قبل لا يستغلك أكثر

الريم بصراخ وصوت منتحب : كيف قدر يكذب علي ويستغفلني .. وانا الحيوانة مصدقة انه يحبني و يموت فيني ...وهو كان طول الوقت يكذب علي

مروة : تراه ماضربك على ايدك وجبرك انك تطلعين معه ...كل شي كان بارادتك .. يعني وليد صحيح حقير ونذل بس ترى مافي الا الغبيات أشكالك يمشون وراه ويصدقونه .. وللأمانة هو عمره ما جبر أحد على شي .ـ

الريم : خلاص مروة الي فيني يكفيني لاتزيدين علي ... ادري انك حذرتيني ونصحتيني من قبل خلاص تكفين اسكتي

مروة بملل : طيب امسحي دموعك ووقفي بكا .. والله مايسوى تسوين كل هالدراما عشان وليد

الريم وهي لازالت تبكي وتنتحب : أنا أوريك فيه الحقير ... باشربه من نفس الكاس ..بنتقم منه بنفس طريقته الحقيرة

مروة باستنكار : وش قصدك ؟؟؟؟

الريم : بامثل ان اخونه ... ومع صاحبه بعد .. باخليه ينقهر ويذوق طعم الخيانة

مروة : أقول اهجدي بس ولا تجني ...تراه مجنون ومب صاحي عادي السالفة تنقلب عليك في الأخير

الريم : يعني وش بسوي لي مثلاً ؟؟ ما يقدر يسوي لي شي .. وأنا خلاص عفته ما ابيه

مروة : الريم ياغبية...لا تنسي ان هو رجال وانتِ بنت ... هو لو وش سوى وفعل يظل رجال و شايل عيبه وماراح يأثر عليه كلام الناس ... بس انتِ أي كلام يطلع عليك راح يضرك ويضر أهلك وسمعتك .. و وليد واحد مجنون ماتتوقعين ردة فعله وش راح تكون ... عادي يفضحك أو يطلع عليك كلام او ممكن يسوي شي أعظم ... افتهمي يا بقرة

الريم وقد احمَر وجهها وبهتت عينيها من كثرة البكاء : يعني تبغيني أسكت له ؟؟؟ كل اللي سواه لي وأسكت له وكأن عادي ما صار شي ؟؟

رن جوال الريم ليقطع عليهما حديثهما ، أمسكته الريم لترى أن المتصل هي والدتها ، مدته الى مروة : هاذي أمي ارفعيه انتِ ما اقدر اكلمها وانا بهالحالة

مروة : وش أقول لها ؟

الريم : قولي لها انِّ بنام عندك الليلة .. ما اقدر ارجع البيت وانا كذا أكيد امي بتلاحظ علي

مروة : لا تدخليني بينك وبين أمك .. وعلى اساس امك مررة تحب قعدتك عندي هنا ..اتفاهمي معها انتِ

الريم : ما تشوفين حالتي ؟؟؟ قولي لها انك قاعدة لوحدك في البيت وما بتقول شي تكفين مروة

نفذت كلام الريم وهي تتنهد وصبرها يكاد ينفذ ، وضعت الجوال على اذنها وهي تبرر : هلا يمه .. أنا قاعدة لوحدي في البيت ..ابوي مسافر ومافي احد ف البيت غيري معليش تخلي الريم معي الليلة .... لا حتى وليد مب في البيت .. طيب ..طيب .. مع السلامة




*




في صباح اليوم التالي ، كانت الريم كالمجنونة ترمي بكل شيء تراه أمامها على وليد المذهول من تصرفها ، كان جالساً في ركن الإفطار يتناول فطوره ثم جاءت هي وداهمت وجبته، قامت بتفريغ صحن البيض المقلي على الطاولة ثم رمت به ليتكسر على الأرضية الرخامية ، ثم بدأت تنهل عليه بوابل من الشتائم .

ولم تبقى آنية أو تحفة أو صحن أو ملعقة على طاولة الطعام إلا وقذفته نحوه وهو يحاول تفادي ضرباتها العشوائية ، نطق بصراخ محاولاً فهم المغزى من جنونها المفاجئ : الريم ... اهدي وخلينا نتفاهم .. وش فيك انتِ انهبلتي ؟؟

قاطعته وهي ترمي بالتحفة الفخارية نحوه ، حاول تفاديها ولكنها تهشمت على ساعده ، مسببةً جرحاً غزيراً ، وقفت تنظر الى جرح ساعده الدامي وهي تلتقط أنفاسها ، قالت من بين دموعها بصوت
يشبه فحيح الأفعى من شدة القهر الذي يعتصر قلبها ويجثم على أنفاسها : أنت كنت طـول هالمدة تكذب علي .. وانت تنام كل ليلة في حضن وحدة غير .. وتقول نفس الكلام اللي تقوله لي لغيري

اقترب منها وهو في صدمة من كلامها : مين اللي قالك هالكلام ؟؟ هالكلام مو صحيح ..انتِ الوحيدة في حياتي

صرخت : يكفي كذب ...خلاص يكفي كذب ..أنا عرفت كل شيء ..وعرفت كذباتك الحقيرة كلها

اقترب منها واضعاً يديه على كتفيها ،يحاول تهدئتها برفق ، ابتعدت عنه بتقزز : لا تلمسني ..ولاتقرب مني يا حقير ..وترى مو بس انت اللي تعرف تخون ..أنا بعد أقدر .

قطب حاجبيه باستنكار : وش قصدك ؟؟

ابتعدت عنه وهي تركض مغادرة متجهةَ الي الباب الخارجي ، رفع صوته منادياً لها : لحظـة الريم !!
تجاهلته وهي تصفع بالباب بقوة .ـ




كانت مروة تجلس على طرف الدرج ، تابعت شجارهم بصمت وهي تحاول كتم صوت ضحكاتها ، وكأنها تتابع مسلسل خليجي مكرر ، قامت من مكانها بعد أن خرجت الريم ، اتجهت الى الوليد الجالس على الأريكة ، وجبينه يتكئ على كفه ، محدقاً في الا شيء ، ومعالم الضيق متضحة على وجهه ، جلست بجانبه وهي تحاول اخفاء ابتسامتها اللعوب ، قالت بكل أريحية : وش فيها انجنت ؟

ثبَّت نظراته الغاضبة عليها وقال بتهديد : انتِ وش قايلة لها ؟

رفعت كتفيها بلا مبالاة وهي تقول بهدوء : ما قلت لها شي ..بس هاذي سمر حبيبتك السابقة تذكرها ؟؟ ..اتصلت لها وقالت لها عن كل خياسك القديم والجديد بعـد قالت لها كل شيء وبالأدلة القاطعة

رجع برأسه الى الخلف ، تنهد بعمق ثم قال : هذا اللي ما حسبت حسابه ..،.أردف بنفس النبرة اليائسة : قالت لي " مو بس انت تقدر تخون ..أنا بعد اقدر "

مروة : ماعليك منها ..كذابة بس تبي تقهرك بهالكلام
قال بتساؤل : متى بيرجع أبوك من شهر العسل ؟

مروة بعد تفكير : الاسبوع الجاي على حسب علمي
وليد : لازم يوافق سامي ويقتنع بهالزواج ...والا بخسرها



*



تختلط الأحاسيس الباردة والمشتعلة داخلها ، تريد ان تعاقبه بالمثل ، تريد ان تنتقم لكرامتها وحبها الذي خانه ، أمالت برأسها وهي تتحدث بالجوال وتقول بغنج : أنـا معجبة سرية

جاءها صوته الرجولي الضاحك : طيب قولي لي انتِ مين ؟ وش اسمك ؟
الريم بضحكة : لا تستعجل بتعـرف قريـب
سلطان : بس ما يصير كذا ..انتِ تعرفيني وأنـا ما أعرفك
الريم : قاعدة افكر بمكان عشان نلتقي فيه قريب وتعرفني
سلطان بلهفة : يا بعد عمري .. متى ؟
الريم : اممم ما ادري بتصل لك قريب وبحدد معك مكان
أغلقت المكالمة وهي تضحك : خـروف ..بكلمتين جبت راسه


*

بعد أن عاد من سفره مع زوجته ، قضى شهرين بأكملهما متنقلاً بين دول أوروبا مع عروسه ، في هذين الشهرين عرفها أكثر ، ياسمين فتاة فطنة ويغلب عليها طابع الحزن الذي لا تحاول اخفاءه وتتظاهر بالغرور والكبرياء رغم بساطتها .
تتظاهر بالغرور وتحاول أن تبدو فخورة ومكابرة وتبين له أنها تعرف كل شيء و لكنها لا تستطيع اخفاء نظرات الانبهار التي تهاجم وجهها حينما ترى أشياءً لم ترها الا معه ، فهذه المرة الأولى التي تركب فيها طائرة وتبتعد خارج حدود المملكة ، وترى طبيعية أوروبا الساحرة وحضارتها المعمارية الآسرة ، وكان هو سعيداً برؤية تعابير وجهها الفرحة المتفاجئة ، كان منجذباً اليها انجذاباً شديداً ويشعر أنه عاد الى أيام شبابه معها ، .ـ


لم يمر يوم على عودته من سفره وها هو وليد يفاتحه في نفس الموضوع للمرة المئة ربما ، استمع لكلام ابنه حتى انتهى ، نظر الى ملامحه الجادة بعض الشيء وهو يختم كلامه بقول : يُبه أنا أوَل مرة أكون جاد وصادق لدي الدرجة

أجابه بهدوء وهو يحاول أن يكون كعادته ، فهو لا يحب ان يستخدم نبرة قاسية او غاضبة مع ابناءه : تدري يا وليد انِّ دائماً كنت احاول ما احسسكم انِّ أبوكم .. احاول اتعامل معاكم وكأني صديق

ضحك وليد ضحكة قصيرة تدل على الاستخفاف وقال بشيء من اللوم : في هاذي ضبطت معك كثـير

سامي بنفس نبرته الهادئة : تبي تخطبها روح اخطبها بروحك .. أنا ما احط ايدي في ايد ابوها ..أنا كم مرة فهمتك موقفي اتجاه ابوها ومشاكلي معه ..هذا عادل واحد نصاب ونذل ..تزوج خلود أرملة عمك وأقنعها أن أنـا أكلت حقها وحق مروة ..وما سلمتهم الورث كامـل .. مفهمها أن أنـا حرامي وسرقتهم .. وخلاها ترفع علي قضايا .. بس لأنه كذاب ما كسبهم .. وبعدين بدت المؤامرات والمشاكل .

قام من مكانه وهو ينهي كلامه مع وليد : تبي تخطبها أنـا ما اوقف في طريقك روح اخطبها بس لا تقول لي ان اجي معك

ذهب من أمامه ، ووليد يرمقه بنظرات يائسة ، عديمة الحيلة ، وكأنه قد وصل الى طريق مسدود ، لا يمكنه أن يخطب الريم بدون والده ، ووالده لازال مصِّر على رأيه ، نهض وهو يريد أن يختلي بنفسه ، يريد أن يسقي كبده ويذهب عقله بذلك السم الذي أدمنه ، فانه يجد في ذلك راحته وهروبه من ذلك الطريق المسدود .ـ




قبل أن يخرج ، أمسكت مروة بذراعه وهي تمنعه : وليـد يكفي أدري انك بتروح تشرب ..ارحم نفسك شوي
زفر بضيق : المشكلة أنها مو مصدقة انِّ كلمت ابوك ..تفكرني أكذب عليها وأماطـل
مروة وهي تقف أمامه : تبي الصدق ؟؟
وليد : غردي
مروة : انت مو وجه زواج .. حتى لو تزوجتها كلها كم يوم ويرجع مسلسل الخيانة اللي ما ينتهي
أزاحهـا من طريقه وخرج، غير مكترث بما تقول

*


في عطلة نهاية الأسبوع وفي أحد المجمعات التجارية الواسعة ، الأسواق تصبح من أكثر الأماكن ازدحاماً في العطل ، وكأن الناس لا تجد مكاناً آخر يأويها ، ضجيج وازدحام من كل حدب وصوب

كان وليد يجلس على طاولة في مقهى مفتوح وحيداً ، كان المقهى مقابلاً لمتجر للملابس النسائية ، حيث كان يراقب الريم من مسافة شبه قريبة ، كانت متلثمة بجزء من طرحتها ، ولا يظهر منها إلا عينيها الفاتنتين وحاجبيها المرسومين ولكن هذا لا يمنعه من معرفتها ، سيميزها حتى لو كانت ترتدي درع حديدي كامل

مرَ شهر على خلافه معها ، وهي لازالت ترفض الحديث معه ، ولازال والده مصِّر على رفضه ، ومنذ ذلك الحين وهو يراقب تحركاتها من مكـان لآخر .ـ


كانت تتقلب الملابس المواجهة لها وهي ترمقه بنظرات حادةَ تحذيرية ، ابتسم لها بسخرية ، قام من مكانه بعد أن دفع فاتورة القهوة التي شربها ، دخل الى المتجر و وقف موازياً لها ، لا يفصله عنها إلا طاولة عرض الملابس ، قالت بصوت أشبه للهمس وهي تشيح بوجهها جانباً : في كل مكان أروحه تطلع في وجهي ..وجهك ممسوح ببلاط كم مرة قلت لك ما أبيك؟

أخذ يقلب الملابس الموضوعة على الطاولة ثم قال وكأنه يحدث نفسه لكي لا تنجذب الأنظار نحوهما : لو ما أحبك وأغليك ما شفتيني اطلع لك في كل مكان ، أكمـل وهو يدندن : في كل مكان أطلع لك يمين يسار أطلع لك ..فوق تحت أطلع لك ما تقدر تراه

قالت وهي تتجنب النظر في وجهه بصوتها الهامس ذاته : شفت رجال الهيئة اللي واقفين هناك ؟ اذا ما ذلفت الحين بروح أشكيك لهم ويجون يجرونك قدام الناس مثل التيس

تراجع الى الخلف وهو يضحك ويحاول استفزازها ، ارتطم جسده من الخلف بطفل صغير ، التفت ليجد والدته تصرخ في وجهه : انت ليه ما تمشي مثل الناس ؟؟ استغفر الله العظيـم


همست الريم في داخلها " غبي " ، أخرجت جوالها من حقيبتها الصغيرة ، التفتت لتجري مكالمة مع سلطان ، ستنفذ الخطة الآن وأمام عيني وليد ، وستجعله يتجرع طعم الخيانة من ذات الكأس ، قالت بصوتها الناعم : الو حبيبي وينك ؟

جاءها صوته المتحمس : وأخيراً بلتقي فيك واشوفك.. أنا جالس في المقهى اللي اتفقنا عليه
الريم : طيب جاية لك الحين


عاد وليد لمقعده في المقهى ، ينظر الى ملامح الناس المبهمة حوله ، شكَّ في هوية شاب يجلس أمامه يرتدي قميص أزرق مقلَّم ، كان الشاب يعطيه ظهره لذا لم تتبين له ملامحه ، غاصت تعابير وجهه في صدمة وهو يرى الريم تقترب من ذلك الشاب وتتحدث معه ، قام من كرسيه ليتأكد من شكوكه ، وكان ذلك الشاب هو صديقه سلطان ، مرَت كلمات الريم السابقة في عقله " مو بس انت تقدر تخـون أنا بعد أقدر " ـ، شعر وكأن ماء باردة كالصقيع تُصب على رأسه ، لقد كانت تعني تلك الجملة حقَّاً!!، لم تكن مجرد جملة قالتها بسبب حالة غضب ، بدأت الأفكار تتدفق الى عقله بجنون ، منذ متى وهي معه ؟ ، ومنذ متى يستغفله سلطان بهذه الطريقة الدنيئة ؟؟ ، لقد باح له بسره وهو حبه ورغبته في الزواج من الريم وها هو الآن يخرج معها !!!!!ـ

كانت الريم ترمقه بنظرات جانبية منتصرة ، بينما سلطان ينظر الى الريم ويحادثها غير منتبه لوجوده ، لم يشعر إلا برجليه تأخذانه بعيداً عنهما ، تجاوزهما وهو يشعر بسكـين تنغرس في قلبه وتجرح كبرياءه ، وكمثل انتزاع تلك السكين من قلبه قام بحركته ، وقف أمام رجال الهيئة وهو يتحدث بصوت خالي من المشاعر : السلام عليكم يا شيخ ..أنـا ابي أبلغ عن اثنين طالعين مع بعض في خلوة غير شرعية

استدار له رجل الهيئة الملتحي وقال بوقار : وعليكم السلام ... انت متأكد من كلامك ؟

وليد : متأكد .. أنـا ما اقدر اشوف الغلط وأسكت .. أهم شي عندي أعراض الناس ما تنرمي بالباطل

أشار لهم ناحية المقهى ، حيث تجلس الريم مع سلطان وهما يتبادلان الأحاديث ، اتجهوا رجال الهيئة اليهما وبدأوا في التحقيق معهما ، وارتفعت الأصوات ، كانت الريم في موقف لا تحسد عليه ، كان الرعب يسيطر عليها وكذلك كان سلطان .ـ

أما وليد فخرج من المجمع وهو في حالة من الصدمة ، في حالة من " الا شعور " .ـ


*



" تدري أن الريم قضت هاذيك الليلة كلها في مركز الهيئة ؟؟ انت دمرتها "

يجلس على الكنبة في غرفته يستمع الى حديث مروة الذي لا يخلو من العتاب ،يستمع اليها وملامحه في شرود ويعتليه صمت مريب ، أكملت حديثها : عمي عادل منهار من اللي صار وحتى أمي ، والريم اعترفت لأمي بكل شيء وقالت لها كل شيء كان بينك وبينها وقالت لها بعد أن انت اللي بلغت عنهم الهيئة ، واتصلت لي أمي وما ظلت كلمة وسخة ما قالتها لي ، قلت لك صح ؟ عن ان الريم وسلطان أساساً ما بينهم شي وهو ما يعرفها ، وهي سوت كذا بس عشان تقهرك .ـ

قال بهدوء: و سامي عرف باللي صار ؟

مروة : أكيـد عرف ، أكـيد امي اتصلت له وقالت له عنك .. بس كالعادة كلام أمي ما يهز شعرة من راس ابوي .. فهو مطنش لك ويسوي نفسه ما يدري
قالت بتساؤل : انت ليه ما تفكر قبل لا تتهور ؟

وليد : لمَّا شفتهم مع بعض ، كنت احس وكأن سكين انغرست في ظهري ، كان في بالي بس انِّ انزعها منِّي وارتاح
مروة : وارتحت الحين ؟
زفر بضيق : لا
مروة وهي تبعد عينيها عنه : الريم بتتزوج من خالد
وليد : ميـن خالد ؟
مروة : هذا واحد من أقرباء عادل .. خطب الريم من قبل أكثر من مرة بس هي كانت ترفض .. بس الحين ما تقدر ترفض بعد اللي صار

تمتم بكلمات متقطعة وكأنه يؤنب نفسه : أنـا واحد حقير ..ونذل ..ما اقدر اتغير ..ماهو بيدي ضيعتها وأنا ضعت بعد .... اصلاً انا ضايع من زمان .. وما ادري ويني

قامت من مكانها وهي تهز رأسها بأسف ، قالت بضيق : سكران صح ؟؟ الله يعينك على نفسك

امسك بهاتفه يكاد يعتصره في يده وضغط على ازراره بقوة لم تكن الا ثواني حتى جائه صوتها الانثوي الحزين : انت شتبي أكثثر مو حرام عليك
وليد : رييم انتِ اللي حرام عليك خلينا نحل الموضوع تكفين
الريم بصراخ : لييييييش ؟؟ انت خليت عندي حل ثاااني وليد انت دمرتني دمرتنيييي الله ينتقم مننك الله لا يوفقك
وليد برجاء : رييم انا ماكان ودي توصل الامور لهنا صدقيني خلينا نشوف حل ثاني ريم انا ماقدر استغني عننك
الريم : ههه بعد ايييش ؟؟ الحين عرفت قيمتي بعد ايييش ؟؟ قولي بعد ايششش ؟
وليد : رييم مو بس انا اللي غلطت انتِ بعد غلطتي بحقي وانتِ عارفه هالشي زييين وانا سامحتك انت لازم تعطيني فرصة
الريم : على فكرة انت اوسخ وانذل واحد شفته بحياتي لاعاد تتصل مررة ثانية مابي اسمع صووتك يكفيييي
اغلقت الخط ، تجمع الدم في وجهه واخذ يتنفس بسرعه
القى بالهاتف على الجدار بقوة حتى تساقط قطع متناثرة على الارض


انتهى


خد العروس & غير متواجد حالياً  
قديم 26-09-16, 10:20 PM   #99

عييون الريم

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟ وراوي القلوب وكنز سراديب الحكايات ونجم أسماء أعضاء روايتي وأميرةخباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية عييون الريم

? العضوٌ??? » 356502
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,199
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » عييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك carton
¬» اشجع naser
?? ??? ~
آلرآئِعونْ حَقاً . . هُمْ مَنْ يَشعُرون دآئِماً بِـ قِيمَة مَآ تُقدمُه . . مَهمَآ كَانْ [ بَسيطاً ]
?? ??? ~
My Mms ~
Elk

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا عزيزتي خد العروس يلا شدي الهمه عزيزتي انا معك
من أول لكن وربي انشغلت بروايتي
لكن من الحين لازم نحط يدنا بيد بعض ونرجع نوقف احسن من أول
انا وقفت قراءه عند الفصل السابع
يعني الحين راح ابدا من الفصل الثامن
وابشري بللايكات والتعليقات الي تسرك بس انتي لاتتضايقين :
موفقه عزيزتي
ومشكورره على إعادة التنزيل
بنتظااار ابداعاتك عزيزتي خد العروس


عييون الريم غير متواجد حالياً  
قديم 26-09-16, 10:42 PM   #100

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة &بحر الخيال & مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:ts_011::ts_011:
مرحبا عزيزتي خد العروس يلا شدي الهمه عزيزتي انا معك
من أول لكن وربي انشغلت بروايتي
لكن من الحين لازم نحط يدنا بيد بعض ونرجع نوقف احسن من أول
انا وقفت قراءه عند الفصل السابع
يعني الحين راح ابدا من الفصل الثامن
وابشري بللايكات والتعليقات الي تسرك بس انتي لاتتضايقين :
موفقه عزيزتي
ومشكورره على إعادة التنزيل
بنتظااار ابداعاتك عزيزتي خد العروس
وعليكم السلام والرحمة
مشكوورة عزيرتي وهذا العشم والله
تماام اجل انتظر تعليقك للفصل الثامن
بنزل التاسع والعاشر بكرة ان شاء الله
والحادي عشر معاهم بس بفترة مختلفة


خد العروس & غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:43 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.