آخر 10 مشاركات
روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          [تحميل] الزمن طبعه كذا ، لـ عاشقة ديرتها (الكاتـب : Topaz. - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل]غار الغرام ،"الرواية الثالثة" للكاتبة / نبض أفكاري "مميزة" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          [تحميل]مأساتي حيث لا يوجد حل / للكاتبة /سماء صافيه/ فصحى(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          سيف باردليان - ميشال زيفاكو (الكاتـب : فرح - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          بعض العيون حقدها في نظرها....للكاتبه ضمنى بين الاهداب.. (الكاتـب : اسيرة الماضى - )           »          رواية/ و ان خان الزمن بقول وافي.. ماني بتركي ولا اظنك سعود ! (الكاتـب : غيـاهـب - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-06-16, 01:17 AM   #1

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
Rewitysmile6 وهل ينتهي الحب ؟! *مميزة*









اهداء من فيتامين سي للروايه



عندما تمر بموقف سيء ,حادث مؤلم ,ستحاول ان تتجاوزه بهدوء, ان تسيطر عليه او ان يخفف عنك احدهم, ان ينتهي بك الأمر الي نسيانه وأنها فترة وستمضي
ولكن ماذا لو كان ذلك الموقف سيقلب حياتك رأساً على عقب وان لا تعود الحياة بعده كما كانت
تتلبسك تهمة بشعه وليس بمقدورك تبرئة نفسك منها ويخذلك جميع الأحبة بتصديقها وتصرخ محاولا نفيها عنك
ولا أحد لا أحد منهم يسمعك
تنفى وتنسى طريق العودة من المنفى وتبقى تائهاً وتشعر بأنك شخص غير مرغوب به
عندها ستكون مخيرا بخيارين
اما ان تستسلم لليأس او ان تشق طريقا معاكسا لاتجاه التيار
ولكن هل سينتهي الحب ؟





الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون ج1
الفصل الرابع والعشرون ج2
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون ج1
الفصل السابع والعشرون ج2
الفصل الثامن والعشرون






التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 03-09-17 الساعة 03:51 AM
خد العروس & غير متواجد حالياً  
قديم 27-06-16, 01:19 AM   #2

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الأول بعنوان ( وردة بيضاء تنزف )

لا يزال شريط الذكرى يُعاد علي ، ابتسامتها , نقائها ..قلبها الدافئ ، صوتها وحده كافٍ ليشعرني بالأمان
آه يا امي لِمَ رحلتي وتركتي خلفك قلباً يشكو لوعة الفراق ؟

تمرين عليَ في كل وقت كسحابة جميلة ولكنك سرعان ما تختفين !!

اود كثيرا ان تكونين معي هذه الليلة ليتك ترجعين
امي سأظل اتذكر واتذكر الى ان تحين ساعتي !!


تقف أمام المرآة كوردة بيضاء تتأمل ملامحها المغطاة بالمساحيق تحاول ان تخفي حزنها الدفين الذي لا يمكن ان يُنسى مهما طال الزمن

تحمل في يديها صورة الغالية "والدتها "وكأنها تعاتبها بعينيها الحزينتين كما لو كانت على قيد الحياة

فُتِح الباب ودخلت امرأة مُتزينة تتشابه مع العروس الحزينة بالملامح " هالة حبي يلا عشان تنزلين ما نبغى نتأخر "
لازالت هالة تتأمل صورة والدتها المرحومة ولم تلاحظ بعد دخول اختها نور الى الغرفة
لاحظت الحزن على ملامح اختها الصغرى لتتعاطف معها مُرغمة .. مر عامان على وفاة والدتهما ولكن القلب لازال يتفطر شوقاً اليها اقتربت منها وربتت على كتفها بهدوء : وش فيك ؟ توك تضحكين وش زينك ايش صار لك فجأة ؟

هالة بعين دامعة وكأنها طفل اضاع والدته لتوه : ابغى امي
ارتمت في احضان اختها و هي ترثي والدتها بشجن : وحشتني كثثيير تمنيتها معي في هاليوم يا نور ما أتخيل نفسي بدونها كانت دايما تتمنى تشوفني عروس وتفرح فيني بس ماصار
نور وهي تحاول ان تخفي حزنها : مايجوز الا تسوينه ياعمري ادعي لها بالرحمه وان ربي يجمعنا معها في الجنه
امي مابترضى انك تبكين عليها كذا وتخربين فرحتنا فيك

هالة: ليه تركتني وراحت اتخيلها معنا في كل دقيقة تشرف على تجهيزات العرس تحضني وتبكي وتقول اخيرا شفت هاليوم وتطمنت عليك ياريتها تجي بس اليوم وتروح بس اليوم

حاولت ان تبدو قوية .. تتماسك .. و ان لا تضعف و تتباكى هي الاخرى و تُفسد هذه الفرحة .. حاولت ان تقوم بدور الام كما عاهدت نفسها ان تكون .. امسكت بكتفي هالة وجعلتها تنظر اليها : هالة امي معنا هنا في قلبي و قلبك مستحيل احد يمحي ذكراها
امي تفرح لما تفرحين وتزعل لما تبكين كذا لاتخلين الحزن يتغلب عليك في حياة حلوة ومستقبل حلو ينتظرك اليوم انتي بتبدين اول المشوار مع زوجك لازم تكونين قوية وقد
المسؤولية... ، بتكونين في مكان بعيد عنا ولازم توازنين بين دراستك وبيتك تغمز لها :بس عاد مو تلهيك بريطانيا عنا كلمينا وطمنينا عن اخبارك

ابتسمت خجلاً :طبعاً مابنساكم.. و هذا كلام ؟

ابعدتها عنها و هي تُمازحها : والله لو ما نويصر وبنته جيت معكم .. ، تفقدت بإصبعها كِحلها الذي سال اسفل عينيها : اف الله يلعن بليسك خليتيني ابكي وسال هالكحل ، تأففت مرة اخرى و هي تتفحص وجه هالة : انتِ بعد مكياجك خرب .. رايحة اجيب علبة المكياج عشان اظبطه لك
همست هالة بإنصياع و هي تتمالك نفسها أخيراً : طيب


التفتت نور لتخرج ولكنها عاودت الالتفات مرة اخرى نحو هالة .. سرحت بتفكيرها لـ برهة .. لم تكن متقبلة ابداً لفكرة زواج هالة .. فبنظرها انها لازالت طفلة و لازالت تحتاج الى من يهتم بها و يرعاها .. لا تعتقد انها نضجت بعد .. و ان مسؤولية بناء اسرة امر اكبر من سنها .. لاسيما انها ستعيش في بلاد اخرى بعيدة .. و كيف لها أن تتحمل كل هذا دفعة واحدة ؟

ابتسمت بهدوء مُحاولة ابعاد تلك الهواجس عنها .. لقد كان قرار هالة في النهاية و لم يُجبرها احد عليه و يبدو ان نصيبها قد أتى باكراً .. برقت عينيها بنظرات الاعجاب نحو تلك السمراء بثوبها الابيض .. يتخلل شعرها تاج فضي محفوف بكرستالات ناعمة ..و رُفع شعرها بتسريحة انيقة تنسدل منها خصلات كستنائية الى اسفل نحرها .. ثوبها الابيض اظهر جمال جسدها النحيل ... لم تكن بذلك الجمال الذي يُبهر.. جمالها بسيط ولكن سُمرتها .. وجهها الكروي و ملامحها البريئة .. تجعلها جذابة كالمغناطيس .. قطبت جبينها و قالت :وش فيك تطالعيني كذا ؟ مضيعه شي بوجهي
شاكستها نور بكلماتها لتُثير خجلها العذري و تخفف عنها بمزاحها الثقيل بعض الشيء لترتفع ضحكاتهما

اقتحمت الغرفة فتاة أخرى مُتزينة ترتدي ثوب مزركش بذيل طويل .. و تحمل على خصرها طفلة صغيرة جِداً مُقارنةً بفستانها .. حيث بدت ضائعة داخله ..

وقفت ليلى ما بين اختيها و قالت بضجر : متى بتخلصون قرقرتكم ؟ ترى اتأخرنا ياحلوات.. وانتِ يا نوير ترى بنتك اقرفتني بريحة حفاظها

اتسعت عينيها و قد لاحظت خلل بسيط في المساحيق التي على وجهي اختيها .. لتقول بـمـبالغة : وش هالوجيييه ياخبلات المكياج سال على وجيهكم صارين مثل الخفافيش .. اقتربت منهما و هي تقول بتهويل : ياربي صدق تفشلوون وماينفع معكم لا مكياج ولاغيره

نظرت نور الى ساعة معصمها لتُدرك ان الوقت تأخر فعلاً .. قالت باستعجال وهي تأخذ طفلتها من ليلى : انتِ عدلي مكياج هالة وانا رايحه اغير حفاظ سارة واظبط مكياجي
ليلى و هي تتخصر بمُزاح : اوامرك يا ستي
نور : كلمتي حامد عشان يأكد على البوفيه ؟ مانبي ننحرج قدام الناس
ليلى :ايوا وكل شي جاهز في القاعة دحين
نور : والطقاقة والمصورة ؟
ليلى : صار لك ساءلتني الف مرة وقلت لك انهم على الساعه ثمانية راح يكونون في القاعه
نور بقلق واضح : ووش بعد؟ ياربي مانكون نسينا شي
ليلى : خلاص نور لا تقلقين نفسك كل شي راح يكون اوكي بس انتِ روحي شوفي بنتك ومكياجك لا نتأخر
نور :أي صح والله اني بديت انسى نفسي

خرجت و هي تهز طفلتها التي بدأت بالتباكي .. واغلقت الباب خلفها و هي تُراجع جميع تجهيزات الحفل في عقلها

ضحكت ليلى :هههههههههه ماتلاحظين انها صايرة تعاملنا كأن في معسكر وهي بس تتأمر علينا

هالة وكأنها ستعاود البكاء : فديتها تبي تغطي مكان أمي بس مو قادرة
ليلى : انت هيه هيه خلصتي من نوير والحين بتبتدين فيني مابي اسمع شي واجلسي خليني اشوف علبة الالوان الا فوجهك
جلست بانصياع على الاريكة ..اغمضت عينيها لتترك ليلى تُباشر بتعديل مافسد من مكياجها .. تشعر بالتوتر والخوف و مشاعر غريبة عليها بمجرد التفكير بأنها ستمشي على ذلك الجسر وحدها الى ان اتصل الى منصة الزفاف .. تراقبها اعين الجميع .. فهي فتاة خجولة نوعاً ما وتشعر بأن الخوف سيبتلعها عندما ستكون مع سلطان في غرفة واحده فهي لم تعتاد عليه ابداً وعقلها لايستطيع تذكر ملامح وجهه جيداً فقد كان لقاؤهما الوحيد اثناء "النظرة الشرعية "حيث كانت تجلس بجوار والدها غير قادرة ان ترفع رأسها من شدة الخجل ..اقتحم عقلها شعور مُرعب مُفاجئ .. اليس ما تقوم به و ذلك القرار الذي اتخذته بكامل قناعتها محض جنون ؟؟؟
فتحت عينيها و قالت بصوت غليظ :ليلى انا متوترة واحس اني بموت من الخوف
ليلى : لا عاد كله ولا العروس لا تنزعج
هالة :والله جد ابي تخلص هالليله وبس
ليلى وبنظرات خبيثه :تخلص وبس هااا هااا
تحركت من مكانها مغتاظة من كلام ليلى الذي يحمل معنى آخر :وجع اصلا انا مادري وش تقصدين
ليلى : اثبتي فمكانك لاقمت الحين ولعنت خيرك انا ذابحة عمري اعدل لك المكياج وانت تهايطين
هالة: اف طيب .. اردفت بنبرة طفولية :بس والله متوترة احس بخوف وفرح وزعل وكل شيي
ليلى : عادي لاتتوترين ولاتزعجين نفسك افرحي ليه انتِ كم مرة بتتزوجين ؟ كلها مرة وحده انبسطي وفلي امها وماعليك من أحد
هالة : انتِ قبل خمس شهور كنت محلي كيف قدرتي تظبطي اعصابك وماتخافين ؟
ليلى :ومن قالك ما كنت خايفة ؟والله كنت بموت بس انا مانيب خبلة مثلك اعرف كيف اتأقلم مع الوضع بسرعه اكملت ممازحة :ايه والله قبل خمس شهور وانتِ على طول غرتي علي حتى في العرس مناشبتني
هالة:ههههههههههه وججع
ليلى بمُزاح : ايوا اضحك ياعم وماتفتحش للهم باب
تنهدت : يارب انها تعدي على خير تخيلي اني اطيح على الكوشة؟
ليلى : هههههه عادي تصير في أحسن العائلات
هالة : والله كان اعمل حالي ميته
ليلى : هههههههههههههههه الله يرجك
هالة :بتوحشوني كلكم انتِ ونور وبنتها سوير وابوي واخوي ومرته وحمودي مادري كيف بقدر اعيش من دونكم
ليلى :واحنا بعد ياعمري بس تدرين وش احسن مافي موضوع سفرك ؟
هالة : وشو ؟
ليلى : انك بتسافرين وبتبعدين عن ام زوجك والغثة والنشبة
هالة تضحك : حرااام عليك اصلاً خالتي ام سلطان طيوبه
ليلى : مالومك ماتدرين وش يعني نشبة ام الزوج الله لا يراويك بس وش عليييك بتكونين مع سلطان حبيب القلب وحدكم مافي أحد ينكد عليكم ولا أحد يدخل عليكم عرض

رفعت يدها من وجه هالة : كِذا خلصت بس مو تشغلين حنفياتك مرة ثانيه ياساندريلا
هالة بجدية : ليول كيف كان شعورك يوم عرسك ؟

ليلى :طبعا كنت متوترة وخايفة كِذا مثلك بس ما اخفي عنك اني كنت في قمة سعادتي
هالة : طبعا لأنك كنتِ تعرفين يوسف من قبل قعدتي فترة بعد ماتملكتي مش مثلي
ليلى : افهم من كلامك انك مش مبسوطة ؟ وكان ودك تتملكين بعدين تعرسين ؟

هالة : مدري بس أنا مو متعودة عليه والامور كلها صارت بسرعه وورا بعض
ليلى : انا اللي بسألك الحين كيف هي مشاعرك اتجاه سلطان ؟
هالة : أحس اني مرتاحة له وفي نفس الوقت خايفة منه بس هو يعني زين ابوي يقول كذا وحامد يقول ان رجال والنعم فيه حتى زوجك يقول انه كان يعرفه قبل فأنا متطمة يعني
بدت مضحكة وهي تحاول ان تشرح مشاعرها فقد احمر وجهها كالعاده
ليلى :هههههه ماعليك من ابوي وحامد ويوسف انا ابغى رايك انتِ
هالة : مدري احس افهي بقووة لما افكر فيه يعني احسن شي انه اطول مني عشان اقدر البس كعب على راحتي وانه مسومر عشان لايقولون ان زوجها ابيض منها وفيه لحية خفيفة لأني ما احب الرجال يكون وجهه مثل البلاطة
ليلى : الله وأكبر هذا كله وانتِ تقولين ماشفتيه زين
احمر وجهها أكثر وانزلت رأسها بخجل

ليلى :ههههههههههههههه طيب خلااص لا تذوبين

لفت انتباههم صوت قوي من الاسفل ويبدو ان أحدهم اغلق الباب وكأنه يريد ان يقتلعه من مكانه
شهقتا مفزوعتان
ليلى : بسم الله مين هذا الي ناوي يكسر الباب ؟
هالة بتفكير : يمكن اخوي حامد وابوي او عمتي موضي
ليلى : رايحة اشوف وراجعة لك باساعدك في لبس العباية لا تخربين تسريحتك
خرجت ليلى تاركةً العروس تغوص في افكارها العقيمة مُجدداً
جلست على سريرها تتأمل باقة الورد الحمراء في يديها و بدأت .. تحلُم !!
تفكر بمن اقترن اسمها باسمه .. مشاعر مختلطة مضطربة لا تستطيع تفسيرها ولكنها كأي عذراء مُرهفة الاحاسيس .. تحلم بأن تكون الزوجة الجميلة التي يعشقها زوجها حيث لم يعرف و لم يرى فتاة اجمل و ارق منها ... و ان تتوج حياتهما بالسعادة الابدية وتعيش كما الاميرات وهو سيحقق لها احلامها ويبعدها عن الاحاسيس الحزينة وسيكون لهما اطفال كالملائكة يضيفون لحياتهما لوناً آخر وستدرس الطب ايضاً وستكون طبيبه اسنان مخلصة كما كانت تحلم دائماً .. و حُلم " الابتعاث " الذي كان ممنوعاً و مُحرماً في السابق اصبح الآن حقيقة بسبب سلطان " المصباح السحري "
و ستعمل بنصائح نور لكي توازن ما بين دراستها و زواجها .. بمجرد التفكير بالمستقبل تشعر بالارتياح ويتراقص قلبها فرحاً وكأنها الطائر الذي سيحلق هذه الليلة .

فتح باب غرفتها الآن .... باب الامنيات

والدها ، نور ، ليلى ، حامد و زوجته الهنوف و ابنهما حمودي و الطفلة سارة

ينظرون اليها وتبادلهما النظرات بابتسامة

والدي الغالي يا فخري وتوجته تاجاً على راسي يا افضل رجل عرفته .. يا حبي الأول .. كنت دائماً تشعرني بأنني اميرتك فقد كنت دائماً تحاول ان تنفذ لي ما اريد .. و بحنانك و حبك و ايضاً قسوتك الدافئة جعلتني مُمتنةً لك ما حييت
والدي صغيرتك كبرت الآن ولكن مهما كبرت فستبقى صغيرتك ومدللتك لا اعرف ماذا اقول وأي الكلام يجزي في حقك عزيزي ؟
انتقلت عينيها الى اخيها السمين حامد ..لتواصل سرد مشاعرها : اخي لطالما شعرت بأن هنالك سند خلفي يحميني من عثرات الطريق .. اخي كثيراً ما افسدت خصوصياتك و مُمتلكاتك بشقاوتي وكنت توبخني وأضحك أشعر بشيء من الخجل المُتأخر نحوك الآن

نور اختي الكبرى .. كنتِ دائماً معي تنصحينني و تخافين علي .. تحرصين على توجيهي للطريق الصحيح.. لم اشعر بالوحدة ابداً بوجودك فقلبك كـ اتساع السماء يحتويني دائماً

ليلى صديقتي و بئر اسراري لن انسى ابداً ضحكاتنا مقالبنا مع نور وحامد ضجيج ضحكاتنا تعليقاتنا السخيفة و خلافاتنا الحلوة التي لا تنتهي ستظلين اقرب انسانة الى قلبي

الهنوف حسناً لم اتقبلكِ في البداية و ارغمت نفسي على تقبلك من أجل حامد ولكنني اكتشفت في ما بعد ان خلف غرورك قلب طيب وشخصية رائعة .. سعيدة جداً لأنك دخلتي الى عائلتنا

حمودي .. حبيبي من كنت أنا عمته عالم الطفولة الجميل الذي لا يعرف التعب والسأم
سارونه : يا قطعة الحلوى ارى فيك ملامح أمي وأشعر بأنك هدية من الله لتخفف عنا فقد امي

عائلتي أحبكم وأحبكم و أحبكم
و لا يمكن لأي شيء ان يفرق بيننا ولاحتى بريطانيا هههه

وانطلقت الى أحضان والدها مطأطئة رأسها بخجل وترتسم على وجهها ابتسامه تزيدها تألقاً .. تريد ان تودعه وتتزود من حنانه فقد حان الرحيل

وو استفاقت من أحلامها الوردية بصفعة مؤلمة لم تكن بالحسبان من تلك اليد الحنونة التي لم تعرف منها الا الحب والعطف !!!!!!!!!!

اضمحلت ابتسامتها ورفعت رأسها بذهول شديد وعيناها تحدقان بوالدها بغرابة ويدها تتحسس خدها بغير تصديق
ما الذي حدث ؟ هل يعقل ان تكون هذه الصفعة من والدي ؟
لمَ ملامحك يا والدي قاسيه هكذا .. انا سأرحل الآن الا تريد توديعي ؟
ادركت ان وجهه يبدو شاحباً غاضباً وملامحه محتدة .. و ظهرت تجاعيد وجهه كما لم تظهر من قبل .. عيناه تلمعان و .. هل كان يبكي ؟
تحرر من صمته و هو ينظر اليها بوعيد : يا خسارة تربيتي فيك !! انا ربيتك عشان تلعبين بشرفي يالكلبة

كانت كلماته نابعة من قلب يحترق ولكنها لم تكن مفهومة بالنسبة لها .. تغيب عقلها عنها و لم تشعر الا بدموعها الحارة تنساب على وجنتيها وتجر كحل عينيها :يُبه !! وش قاعد تقول ؟ والله انا ما
لم تستطع اكمال كلامها اذ انها تلقت صفعة أخرى كانت كفيلة بأن تهوي بها على الأرض
رفع صوته بنبرة باكية : أنا ربيتك عشان تلعبين فشرفي ؟ما احترمتي شيبتي وكبر سني يالواطيه

لم تصدق ما تسمعه اذنيها هل هذه الالفاظ من والدها ؟
بدا ذلك مستحيلاً لها .. هل تحلم مُجدداً ؟ هل هذا هو الوجه الأسود من احلام اليقظة ؟
وزعت نظراتها لمن كانوا يقفون قرب الباب .. ليلى .. نور و الهنوف
لم انتن صامتات ؟ لم لا تدافعون عني ؟ لم ملامحكن حزينة ؟
أخبروني ما هو ذنبي ؟ الم يحن موعد زفافي ؟

و لكنهن بتجاهل مُتعمد اتجهن نحو ابو حامد الذي خر على الارض وهو يندب وينتحب

ليلى و هي تُمسك بذراعه . : يُبه عشاني قوم واهدى وسم بالرحمن
اجابها بصوت مخنوق كمن يحتضر :كيف أهدى و اختكم وطت راسي !! فضحتني قدام الا يسوى والا مايسوى ماراعت شيبتي وكبر سني .. هاذي آخر تربيتي لها ؟ انا شرفي ينحكى فيه في المجالس ؟
نور وهي تبكي :يُبه .. لاتسوي فروحك كذا .. تكفى الله يخليك
ادارت ليلى وجهها لهالة .. و بدت مُختلفة عما كانت قبل قليل .. مُختلفة و كأنها اخرى .. لتقول بأسف :حسبي الله ونعم الوكيل فيك حسبي الله ونعم الوكيل فيك

جحظت عيني هالة .. لتتلعثم و هي تقول : وش فيه ليلى ؟ وش فضيحته ؟ وش قاعد يصير ؟؟

صرخت ليلى وسط بُكائها و هي تُلقي ظرفاً على وجهٍ بلل بالدموع : شوفي وسخك يا مسودة الوجه !! الله يلعنك !!

التقطت الظرف بيدين ترتجفان و فتحته بسرعه وأخرجت ما بداخله من اوراق او .. صُور !!
اقشعر بدنها و ارتعدت اطرافها واختفت تعابير وجهها في صدمة .. لقد كانت صورها !! صورها وهي في حالة مُخزية مع شاب و ملابسها شفافة وشبه عارية

القت الصور من يدها وانفلتت منها صرخة قوية هزت كيانها : هآذي موو أنااا مووو أناا والله مو اناا مستحيل تكون أناا نوور تصدقينران هاذي أنا ؟؟ نوور ليه ماتدافعين عني؟ نوور !!!

نور و صدمتها جعلتها تنطق بكلمات لا تستوعبها : بس ياقليلة الحياا مابي اسمع صوتك بس الله ياخذك الله ياخذك

اخذت تبكي وتصرخ بكل جوارحها فقد ثبتت التهمة عليها الآن لم تستطع التبرير والدفاع فالجميع ضدها ولا أحد .. لا احد يريد سماعها
و والدهم كان يبكي بحرقة ينتحب و هو يشعر بالخزي و العار يُحول شرفه المزعوم الى رماد
كيف لمثلها ان يفعل ذلك ؟ كيف لذلك الوجه البريء ان يكذب ؟ وكيف لتلك العيون ان تخون؟
أهذه طفلته ؟ من كانت تنام على يديه ؟ أهذه تربيته ؟

الهنوف كانت واقفه متسمرة لا تعرف مالذي يجب فعله الآن فصدمتها استحوذت عليها
تذكرت ابنها كيف استطاعت بصعوبة اقناعه لينام ولا يشهد أحداث هذه الليلة السوداء
وزوجها !! أه أجل اين ذهب زوجها !! كان يقف بجانبها منذ دقيقة ولكن اين ذهب الآن؟

التفتت ورائها و هي تتلفت يُمنةً و يُسرى : حآآمد حآآمد وينك ؟؟
انطلقت تبحث عنه في ارجاء المنزل بخوف وهلع خائفة ان يفعل شئ لا يحمد عقباه كانت ستنزل من الدرج وفاجأها بقدومه مسرعاً وعيناه تشتعلان بغضب
امسكت يده : حامد وش بتسوي ؟ حامد ؟
ابعدها عنه بقسوة .. بدى كمن غُيب عقله عنه و هو يقول : فضحتنا هالبزر .. و أنا اللي بنظف اللي عارها
شهقت بقوة وهي ترى ماخُبئ في جيبه ولم تستطع ان تمنعه من الصعود للغرفة

هرول داخلاً الى الغُرفة حيث استقرت نظراته المُلتهبة نحو اخته .. او غريمته !! متعلقة برجل والدها تبكي وتصرخ وترجوه أن يصدقها او على الاقل يسمع تبريرها !! تقدم حامد إليها وركلها ببطنها بلا أي شفقة

صرخت بألم مدوي: آآآآآآه
رفعها من مقدمة شعرها وأخذ يصفعها بصفعات متتالية على وجهها وهي حتى لا يمكنها الصراخ
وأفلتها من يده وانهال عليها بالضرب مجدداً بدون أي رحمة وهو يشتمها بأبشع الألفاظ
نور وليلى امسكتاه من يده محاولتان ايقافه
نور : حامد خلاص والله بتموت يكفي حامد
ليلى : حامد الله يخليك خلاص لاتوسخ ايدينك فيها
حامد ابعدهما عنه غير مكترث بصراخهم ورجائهم له ان يتركها فليس في باله شئ الا ان يغسل العار

والدهم لم يستطع التحمل أكثر ..ولم تعد ركبتاه بمقدورها ان تحملانه اكثر .. خارت قواه وسقط على الارض مغشياً عليه
التفت الجميع اليه برهبة .. الفتاتان صرختا بقوة وحامد القى العروس الجريحة من يده والتفت الى والده
و بين بكاء ليلى و ذهول حامد و انين هالة .. استوعبت نور اخيراً الموقف لتتصل بالإسعاف علها تتدارك الموقف
دقائق و خرج الجميع ليتركوا العروس السمراء تأن وحدها

أغلقت عيناها وسط أنين و وجع كان قلبها يبكي قبل عينيها وفستانها الابيض فستان الفرح يلتف على جسدها وكأنه يحاول ان يخنقها و كأنه الكفن !!

احلامها دُهست امام عينيها بلا رحمة وشوهت الليلة التي قد اسمتها "ليلتها" و " ليلة العمر " ولم يعد هناك شخص يدعى ب"سلطان" وانتهى كل شيء جميل ..كل شيء تبخر !!


مرت ساعات طويلة و لم يتوقف ذلك الانين .. لم تستفق من كابوسها بعد .. وفي كل ثانية تمر تختنق أكثر
"يا رب ان كان هذا حلماً فلينتهي بسرعه "



سمعت خطوات واهنة تقترب منها و ظل أسود انعكس على بياض فستانها .. اقترب منها بجسده الضخم ونزل الى مستواها .. نظر اليها بهدوء
هالة بصوت متقطع : حامد ابوي كيفه ؟
وكأنه لم يسمعها غرس السكين في خصرها وتلون ثوبها بل حلمها بالدم وسكن ذلك الأنين
أخرج السكينة من جسدها و ذهب ....تركها ورده بيضاء تنزف !!


أليس من المفترض أن تكون هذه الليلة مكللة بالورد والريحان ؟! ليلة جميلة و لا تُنسى ؟
اذاً لم العروس ملقاه على الارض ؟ لم ثوبها الجميل ملطخ بالدماء ؟
ماذا فعلتي ؟! ما هو ذنبك ؟



وخلف هذه المأساة
يد تلعب بالخفاء.. دمر كل شيء واخرج نفسه منها مثل اقتلاع الشعرة من العجين
وها هوَ يضحك مستهزئاً وفخورا بما قد اقترفت يداه



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 06-07-17 الساعة 07:54 PM
خد العروس & غير متواجد حالياً  
قديم 27-06-16, 01:22 AM   #3

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الأول ( الجزء الثاني )
وردة بيضاء تنزف



ومرت أيام وصار الصمت هو التعبير الوحيد الممكن عن الصدق
وصار الانتحار، هو الازدهار الوحيد المتبقي
وصار الجرح بشفتيه الداميتين .. الابتسامة الوحيدة المتبقية لي

غاده السمان








يا عروس الكون يا ضي العيون ..
يا ملاكٍ ينثر عطور الزهور ..
يا عرس الكون يا نَف المزون ..
يا أميرة فاقت الحسن بظهور


تبتسم بخجل وهي تسمع اصوات الزغاريد حولها ...غنائهم لها يجدد لها الفرح
ملتفين حولها و ينثرونها بالورد والريحان وهي تسير بخطوات خجلة الى غرفة سلطان
اقترب منها ذلك الرجل (عريس الغفلة ) بثوبه الابيض المطرز يغطيه بشت اسود وعلى رأسه الغترة البيضاء و العقال
انزلت رأسها واغمضت عينيها و دقات قلبها تتزايد كلما احست انه يقترب أكثر و تقتحم انفها رائحة العود الى ان احست بأنها ستخنقها

فتحت عينيها وكان وجهه مقابلاً لوجهها
وجه أسود بلا ملامح تنبعث منه شرارات حمراء و اصوات ضحك مرعبة
التفتت حولها تبحث عنهم
يمه يبه ليلى نووور الهنوف حااامد حموودي

وينكم ؟؟؟؟

صرخت و صرخت و صرخت
ولا أحد حولها سوى ذلك الرجل الاسود على هيئة عريس يحاوطها بذراعيه ويحاول تقبيلها
واصلت صراخها الى ان فقدت وعيها على صوت ضحكاته
فلم تكن تُزف الى سلطان بل كانت تُزف الى الموت !!





استفاقت من ذلك الكابوس المرعب لتُصبح على كابوس أشد رعباً .. أين هي ؟ تفحصت المكان بعينين مرهقتين ..غرفة بيضاء و سرير أبيض تستلقي عليه رائحة المعقمات تسيطر على المكان ، انزلت ناظريها نحو الابرة المغروسة في معصمها ثم تمتد بأنبوب الى ان تصل الى كيس معلق فوقها ..تنهدت و اوجاعها لا تكاد تنتهي .. مدت يديها لذلك الألم القاتل في خاصرتها فارتجفت و اقشعرت !! تسارعت ضربات قلبها وهي تتحسس الضماد الذي يغطي جرحها وكأنها تتحسس تلك الليلة المظلمة الباردة لم تعد تتذكر كم من الوقت مضى وهي في هذا المكان وكم مرة تحسست الضماد و كم مرة استيقظت من نومها تبحث عنهم !!!
و رغم مرور ثلاثة عشر يوماً الا انها لازالت لا تسطيع تصديق ما حدث لها !!
" و كأني طحت من مكان عالي و ما مت و ما احد حولي "


فتحت الباب بهدوء واغلقته بالهدوء ذاته تقدمت نحو السرير تنظر بحقد الى تلك المنهارة عليه... تناست كل مشاعر الأخوة و الحب و كأنها لم تكن يوماً اختها !!
ليلى : صباح الخير حبيبتي شلونك بعد ماسودتي وجهنا ؟ شلونك بعد ما فضحتينا قدام الي يسوى واللي مايسوى ؟ أكيد مبسوطة صح ؟

لم تُجب و عيناها تنظران نحو الفراغ و وجهها شاحب كالأموات .. تفكر و تفكر .. متى ستستيقظ من هذا الكابوس .. فلم تعد تُفرق بين حلمها و يقظتها !!


امسكت ليلى بطرف رداء هالة بقهر و أخذت تشده اليها بقسوة : انطقي يالقذرة انتِ قاعده هنا مرتاحة وابوي بموت من قهره بسببك بسببك ابوي ماعاد ابوي الاولي ابوي انتهى بسببك يا حقيرة

ابتسمت هالة ابتسامة صفراء وكأنها استفاقت من غيبوبة : ليلى انتِ جيتي تاخذيني صح ؟ ليلى ...حامد كان بيقتلني !! ليلى اختي انت مصدقتني صح ؟

ليلى والدم يغلي في عروقها : وجع يوجعك ماني اختك ولا احنا اهلك الله ياخذك ياريتك متي

تجعدت ملامحها و برمت شفتيها و صرخت .. صرخت بكل ما لديها من قوة... فالكابوس يأبى ان ينتهي .. هل تعيش في الأوهام ؟

افلتتها ليلى من يديها و تراجعت للوراء بفزع وهي ترى أختها تصرخ كالمجانين وتتحرك يميناً وشمالاً
دخلت مجموعة من الممرضات الى الغرفة مسرعات
سحبت احداهن ليلى الى الخارج و احاطت الاخريات بهالة يحاولن امساكها ورشها بالمهدئ
تحولت هالة الى حُطام ... ضعيفة عديمة الحيلة تتعرف على آلام لم تكن تعرفها ابداً و تعترض بصراخها على واقعها الكاذب

يا سكة الحلم عفواً - حلمي الفاخر
تحففت أقدامنا / و ثِقلت خطاوينـا
الواقع اللي نعيشه مُحبط وسآخر
يضحك على حزننا ويمسح أسامينا

*

و على النقيض تماماً من ليلى .. لم تفكر نور سوى بهالة .. راجعت نفسها و لم تُصدق .. لم تصدق ان هالة من الممكن ان تكون هي ذاتها من في الصور .. مستحيل !! هناك لبس ما !!
في ذلك اليوم بعد ان عادت نور مع زوجها الى منزل العائلة بعد أن سقط والدها مغشياً عليه .. تذكرت هالة و عادت الى المنزل فرأتها طريحة مُلونة بدمائها .. لم تعرف كيف تتصرف من فزعها فنادت زوجها حيث أنه طبيب ليتصرف هو بها .
وضعت يدها على قلبها .. و همست " الحمد لله " .. فهالة لم تمت و هذا المهم !!

عادت ليلى لتجلس بجانبها .. التفتت لها و قالت : لو شفتيها و هي تنزف هاذيك الليلة كان ما صرتي قاسية كذا !! حرام عليك .. أصلاً انا احس ان اختي مظلومة
قاطعتها ليلى بانفعال : اجل مين اللي كان في الصور ؟؟ لا يكون أنا ؟؟!!
تمالكت نفسها و التقطت انفاسها لتقول بغرابة : نور انا لما طلعت من الغرفة كانت تصرخ .. ما ادري شفيها ؟
قامت نور من مكانها بصدمة : و ليه ؟

*
و في طرف آخر من المشفى
يوقع حامد اوراق خروج والده من المستشفى وبجانبه زوج اخته يوسف الذي كان مسانداً له طيلة الوقت بعكس " منصور " الذي كان يبدو عليه الاحراج والانزعاج حيث كان يرميهم بكلمات متعالية كلما سمحت له الفرصة
على كُل حال .. الكيان المتحجر البدائي لازال يسكن حامد و مع الوقت كبُر داخله أكثر !! .. لم يتوقف عن أذية هالة حتى و هي تقطن المشفى .. و بلا أي مبدأ او منطقية يتصرف !!

*

الأخبار السيئة تتميز بأنها تنتشر بسرعة ..بل لا تنتشر فقط بل تُلفق حولها الاكاذيب و الاشاعات .. و تبقى الحقيقة تائهة
يتغذى عليها النمامون و الثرثارون و يكثر القيل و القال
يقولون أنها عروس أكتشف عريسها في ليلتهما الاولى انها ليست عذراء ثم يأتي التأكيد و يأتي وراءه النفي " لا !! يقولون ان اخاها من اعتدى عليها بالضرب لأنها رفضت الزواج و اراد اجبارها عليه غصباً " ثم تأتي شائعة اخرى " يقولون انها ليست سوية و هي فتاة ماجنة لها علاقات غير شريفة .. و اكتشف خطيبها ذلك فأنهى الزواج قبل ان يبدأ " و " يقولون ان عشيقها هو من افتضح امرها " و " يقولون و يقولون و يقولون ثم بعد ان خاضوا في سيرتها و شرفها و شرف اهلها بكل بجاحه يقولون " الله يستر عليها "

و كان من تأثر بهذه الشائعات .. الجراح منصور !!
تضايق كثيراً من ما انتشر عن اخت زوجته و اهلها .. فالشرف خط أحمر لا يجوز تجاوزه و ماذا لو كانت الأدلة موثقة بالصور ؟ و هو لا يعرف ما الذي يجري بالضبط .. و لكن عندما يمر اسم هالة بجانب اسمه يغضب و تنفلت أعصابه !!
دخلت ممرضة الى عيادته .. و قالت
: دكتور منصور .. المريضة قريبتك .. جاتها حالة انهيار عصبي واحنا خايفين يكون الجرح انفتح من حركتها المفاجئة

أجابها وقد ضايقته كلمة "قريبتك": اعطوها مهدئ
الممرضة : أي هيا اخذت بس الجرح !!
منصور : كلمي الدكتورة نجلا عن الموضوع هي المسؤولة عن حالتها مش انا
الممرضة : ان شاء الله دكتور بس انا قلت اقولك بما انها قريبتك

كان سوداوي المزاج عصبياً يشعر انه قد فقد هيبته بين الموظفين في المشفى بسبب فضيحة اخت زوجته التي اصبح الناس يتحدثون عنها امام عينيه ..بل يُشاع أيضاً انها اخته او قريبته .. حاول ان يهدأ .. هي فقط اخت زوجته .. اخت زوجته لا غير !! ليست اخته او ابنة عمه و لا حتى ابنة عم والده .. هي فقط اخت زوجته الموضوع بسيط جداً و لا يعنيه .. انشدت اعصابه و هو يتذكر انه ارتبط من هالة اكثر من ذلك عندما شاع في هذا المستشفى انها اخته ... ثم انها ليست اخت زوجته و حسب بل خالة ابنته ايضاً
اخذ يقنع نفسه و يحاول ان يُهدئ من اعصابه .. هالة لا تعنيه و لن يتدخل في موضوعها أكثر .. نعم لا تعنيه .. لا تعنيه

استدار باستغراب نحو نور التي دخلت دون ان تطرق الباب .. كم مرة حذرها ان لا تأتي الى هنا ؟ و انه مشغول و يعمل و هذا المكان ليس مكاناً يصلح للنقاش .. نظر اليها و هي تتحدث بخوف
: منصور ابي اكلمك عن هالة مدري شفيها تصرخ و تضرب نفسها

اجابها بعدم اهتمام : يبغالها دكتور نفسي
نور بفزع : ايش ؟ منصور الله يخليك سوي شي
منصور : يعني وش تبغيني اسوي اكثر ؟؟ مو كافي انها فضحتنا بين الناس ؟
نور : منصور مو وقت هالكلام
منصور باستخفاف : بالعكس كذا بتقدرون تلقطون وجيهكم بتقولون البنت مجنونة وماهيب واعية لتصرافتها

نور : انت شقاعد تقول ؟؟ من جدك ؟

منصور : شوفي يا نور اختك مالها قعدة في هالمستشفى اكثر من كذا الناس صارت تتكلم !! شوفوا لها دكتور نفسي في مستشفى ثاني .. ما ابغى اتوسخ معكم .. و هذاك الثور اخوك قولي له يهجد ..مو كل يوم يفضحنا عند غرفة اخته !! مو يكفي انه نفذ من التحقيق !!
رفع صوته : يروح يتهجم على غرفتها كل يومين ليه ؟؟ مو يكفينا فضايح ؟؟ ... شوفي لاختك مستشفى ثاني و ريحوني من بلاويكم

نور : منصور لا تزيدها علي الي فيني مكفيني الله يخليك و بعدين انت بدل ما تساعدنا وتوقف معانا هذا كلامك ؟؟ هذا موقفك ؟؟ شوف يوسف زوج اختي كيف واقف معنا و مو مقصر مو انت ماغير تعايرنا عالطالعة والنازلة
منصور : لاتقارنيني بهالحافي المنتف .. مافي احساس ولا غيرة في دمه مثل التيس ورا زوجته

اعتادت على اسلوب منصور المتعالي لذلك تجاهلته : بس خلاص حرام عليك
منصور : المهم ان اختك ما تقعد في هالمستشفى فاهمة ؟؟ والا بتشوفين شي ما يرضيك
صمتت بإحباط بينما اكمل تأنيبه لها : و لا عاد اشوفك جاية لعندي هنا .. انا كم مررة مفهمك ان ما تجين لي و انا في العيادة .. بيت ابوك هو !!


*

بعيداً عن اجواء المستشفيات الكئيبة

مستلقي على رمال البحر الدافئة نصفه العلوي على الرمال والنصف السفلي تداعبه امواج البحر
امواج البحر بين مد وجزر بللت ساقاه الطويلتان ولوث الطين الجزء الخلفي من شعره و رقبته و قميصه الابيض الممزق مهترئ بالرمال يلامس وجهه نسيم البحر وعيناه شاردتان في صفاء السماء دون ان يرى شيئاً و جسده لا يشعر بأشعة الشمس القوية التي تكاد تكويه

ربما فقد الاحساس بما يدور حوله بسبب حرارة الشمس الحارقة ؟ ام انه فيضان الكحول الذي يتدفق في اوردته ؟ ام أنها الذكريات التي تشغل التفكير حد النسيان ؟


وانقادت الى ذهنه تلك الذكرى وكلماتها ترن في اذنه وكأنه يسمعها حقاً

" أمسك بهاتفه يكاد يعتصره في يده وضغط على ازراره بقوة لم تكن الا ثواني حتى جائه صوتها الانثوي الحزين : انت وش تبغى أكثر مو حرام عليك

ليُجيبها برجاء : رييم انتِ اللي حرام عليك خلينا نحل الموضوع تكفين

الريم بصراخ : ليش ؟؟ انت خليت عندي حل ثاني وليد انت دمرتني د الله ينتقم منك الله لا يوفقك

وليد برجاء : رييم انا ماكان ودي توصل الامور لهنا صدقيني خلينا نشوف حل ثاني ري
الريم : ههه بعد ايييش ؟؟ الحين عرفت قيمتي بعد ايييش ؟؟ قولي بعد ايش ؟

يُحاول اقناعها بلا فائدة : رييم مو بس انا اللي غلطت انتِ بعد غلطتي بحقي وانتِ عارفه وانا سامحتك انت بعد لازم تعطيني فرصة

الريم : على فكرة انت اوسخ وانذل واحد شفته بحياتي لا عاد تتصل مررة ثانية ما أبغى أسمع صوتك مرة ثانية ..يكفي !!

اقفلت الخط في وجهه لتٌقفل جميع الطرق في وجهه .. تجمع الدم في وجهه واخذ يتنفس بسرعه
القى بالهاتف على الجدار بقوة حتى تساقط قطع متناثرة على الارض




يا نسيم البحر ريانَ بطيب ما الذي تحمل من عطر الحبيبِ؟
صافحتني من نواحيك يدٌ تمسح الدمعةَ عن جفن الغريبِ
وتلقَّاني رشاشٌ كالبكا وهديرٌ مثلُ موصول النحيبِ





تأملته من بعيد

فتاة أشبه ما تكون بصبي مراهق طويلة القامة رشيقة ترتدي بنطال جينز ممزق عند الركبة وقميص اسود وعلى نحرها الكثير من السلاسل الفضية الغريبة وكانت ذات وجه نحيل صغير حاد الملامح واما شعرها الأسود فكان جزؤه الايمن منسدل على وجهها حتى نهاية رقبتها اما الجزء الآخر فكان محلوقاً حتى بانت فروته

مشت باتجاه البحر حتى بلغته نظرت اليه بشفقة : قوم يا دلخ لا ينسلخ جلدك
كان صوتها ناعماً رقيقاً لا يلائم ابداً مظهرها الشاذ
لم يحرك ساكناً و لازال ينظر للسماء بنصف عين و يبتسم ببلاهة

ركلت ظهره بقسوة فتنهد بألم ركز نظره عليها يحاول التعرف على السواد الواقف امامه وأخذ يتمتم : الرييم حبيبتي ريم انا احبك يا ريم

علقت بعصبية : الريم فعينك مالومك سكران طينة كالعادة .. ياهالريم الي ماراح نخلص منها

نزلت الى مستواه وسحبت مقدمة شعره اليها لتقابل وجهه : وليد قوم خل ندخل داخل بلا هبل لا تجيك ضربة شمس الحين

تكلم معها بلا وعي : ههههههههههه أشتقتي لي انا بعد اشتقت لريحتك وضع يده على وجهها : ولجسمك المرمر

صفعته على وجهه باشمئزاز ثم اخذت تغرق وجهه في البحر كان مخمورا لدرجة انه لا يستطيع التحكم بجسده

"خبل خبل تخرفنك بنت صحيح حماار الحين بنت تسوي فيك كذا "

ابعدت يداها عنه ورفع وليد رأسه وهو ينتفض ويكح بقوة

ردت : قوم ندخل داخل لا ابتلي فيك هنا

وضعت ذراعه على كتفها ونهض معها متجهان الى البيت المقابل للبحر

*


تجلس بجانب زوجها في سيارته و تفكيرها في مكان آخر
اختها لم تعد تستطيع النظر اليها ....اصبحت بالنسبة لها عاراً و لا تتشرف بها
امسك بكفها ونظر الى عينيها : ليلى وصلنا ما بتنزلين
نظرت اليه : سوري ما انتبهت
ليلى : يوسف خلينا ندخل من الباب الخلفي
يوسف : ليه ؟؟
ليلى : اممم اكيد الحين امك وخواتك قاعدين ف الصالة وانا مب مستعده لأسئلتهم

اومأ برأسه بتفهم و دخلا من الباب الخلفي ولكن كانت ام يوسف هي من فتحت الباب

" هلا والله من زمان عنكم ولا كأنا عايشين ف نفس البيت "

ليلى بارتباك : هلا هلا خالتي شخبارك ؟
قاطعتها : كيف ابوك ؟؟ صار احسن ان شاء الله
ليلى : أي الحمد لله تحسن كثيير

ام يوسف و كأنها تحدث نفسها : مسكين هالرجال انكسر ف آخر عمره وش الا بخليه يتحمل ليتحمل يلا شنقول بعد هاذي نتيجة تربيته ايي واختك هذيك الا ما تتسمى وش بتسون فيها ؟؟

ليلى : خالتي ما تلاحظين ان انا لسا واقفة على الباب ما دخلت ؟؟

رمقتها بنظرات حاده واسرعت تصعد الدرج المؤدي للطابق الثالث حيث يقع جناحها
تتبعتها نظرات ام يوسف المغتاظة : شفت كيف تطالعني قليلة الأدب ؟
يوسف : يمه حرام عليك بالله وقته هالكلام ؟؟

ام يوسف : هاذي جزاتي اسأل عنها وعن اهلها خايفة عليهم


تجاهلها و تركها هو الآخر لاحقاً بزوجته
ام يوسف : أي روح وراها روح راضها لا تزعل عليك اصلاً هذا الا احنا اخذناه منكم





دخلت ليلى الى غرفتها و القت جسدها المرهق على السرير و بكت كما تفعل كل ليلة و ليت البكاء يفيد و كأن ما ينقصها ام يوسف واسئلتها المستفزة .. تُراجع كل الاحداث السيئة التي تحدث و تغرق في بحر بكائها أكثر و لم تشعر بزوجها الذي جلس بجانبها الى ان ربت على كتفها بلطف : ليلى
استدارت ناحيته واعتدلت في جلستها بوجهها الي يسيل دموعاً
اقترب منها ووضع كفه على وجهها يمسح دموعها
لم تتمالك نفسها وارتمت في حضنه و بكت بصوت مرتفع
احتضنها وهو يمسح على شعرها وبصوت حنون : ليلتي حبيبي خلاص .. ادري امي مصختها معك امسحيها فوجهي

اجابته بكلمات متقطعة بسبب البكاء : عاادي ... مو بس أمك.......كل الناس ...الدنيا كلها ضدنا .......مو قادر ارفع راسي بين الناس .....ما أعرف وش اجاوبهم وش اقول . حتى ابوي الا ف حياتي ما شفته منهار فحياتي ما شفت دموعه مو عارف وش يسوي ......أنا خلاص تعبت يا يوسف تعببت ما عاد فيني اتحمل اكثر ........... ما اقدر اتحمل نظراتهم لي وكلامهم عن أهلي ......حتى ما اقدر اروح الجامعة ... اخاف احد يسألني شي ..حتى انت أكيد مستحي منا أدري بدون ما تقول ادري

رفع يوسف ذقنها ثم أمسك بأكتافها وهو ينظر الى عينيها : ليلى أدري ان اللي مريتوا فيه صعب بس خلاص انتهى أنا ما دخلني في اختك وفي اللي سوته انا علي منك انتِ.. انتِ زوجتي وأنا واثق فيك وفي اخلاقك ..ما يهمني كلام الناس ولا حتى كلام امي خلي الناس تتكلم من هنا ليوم الدين أنا ما همني الا يهمني انتِ بس يا ليلى
احتضنته بقوة و هي تشعر بالاطمئنان دقائق و أبعدها عنه و تغيرت تعابير وجهه شيئاً فشيئاً
: قومي امسحي القرف الا فخشمك أنا اول مرة اشوف احد يبكي من خشمه
ابتسم بتهكُم و قامت ليلى بخجل من السرير واقفلت على نفسها باب الحمام و تبعها ومن وراء الباب : مو تكملين بكا في الحمام تراني أسمعك
وبكرة بتروحين الجامعة يا الداشرة خلاص يكفيك نوم و أكل و قلة سنع ... و وقت ما أرجع من الدوام أبغى أشوفك قدامي متسنعة و مظبطة نفسك .. تعبت أصبح و أمسي بكشتك يا النكدية .

صرخت : يووووسف وجع خلاص مابي اسمع صوتك اسكت

ضحك عليها باستمتاع .. لقد كان يحاول ان يخرجها من جوها الكئيب و يخفف عنها و ربما كان مزاحه ثقيلاً بعض الشيء .. و لكنه يعشق السخرية عليها و المزاح معها بهذه الطريقة .

*

تتأرجح على كرسي هزاز و تحمل بين ذراعيها طفلتها تحاول تنويمها.. تلاحقها الهموم ..دموع والدها وشكوى ليلى و تحجر حامد ..صراخ هالة و نفسيتها المحطمة .. و الحقيقة .. أين الحقيقة ؟
متى ستنتهي هذه الأزمة ؟؟ والى اين سيأخذنا القدر ؟
ثم تتردد كلمات منصور في عقلها .. لم يكن هكذا في بداية الأمر .. و لكنه الآن يبدو أنه مل و لم يعد يتحمل أكثر

نظرت الى وجه سارة البريء وعيناها الناعستان تقاوم النوم و ارتسمت صورة هالة في مخيلتها

"اتخيلك يا اختي مثل براءة سارة ما تقدرين تغلطين "

بس كيف ؟ و ليش ؟ "

كل ما تفكر بالأمر تتعقد الأمور ولا تبرير ولا حل


وضعت طفلتها في السرير بعد ان غفت عيناها دثرتها و قبلت جبينها استدارت لتجد منصور يقف خلفها
شهقت شهقة خفيفة : بسم الله انت من متى هناا ؟
منصور : من عشر دقايق وانتِ ولا حاسة بالدنيا
نور : طيب طلع صوت ولا شي خوفتني اف
منصور : وش صار على اختك ؟ حليتي موضوعها ؟
امسكت بيده : نتكلم برا الغرفة لا تقعد بنتك ما صدقت نامت

ما ان تعديا الغرفة كرر سؤاله عليها

وأجابته : منصور بالله عليك البنت مريضه وين تروح ؟
منصور : قلت لك مو شغلي ماتفهمين ؟ , رفع صوته : ما عدت اقدر احط عيني فعين احد بسبب فضايحكم

نور : طيب طيب لا تصارخ يصير خير ان شاء الله

منصور : شوفي لك حل وبسرعة ماعاد فيني اتحمل أكثر

نور : ان شاء الله
ابتعد عنها وهمست في داخلها : الله يهديك
الى متى و هي تكتم في داخلها و تُجاريه .. هي أيضاً سأمت من أسلوبه و حديثه عن أهلها ... هل سيأتي يوم و تنفجر في وجهه ؟


*

في شاليه البحر

بعد ان اختفت الشمس وبرد لهيبها
تجلس تتأمل البحر من بعيد و تنفث دخان سيجارتها بهدوء
لاحظت شاب طويل يقترب منها نظرت اليه ولم يكن لها مألوفا
اقترب منها : السلام عليكم انا ابو حنان جيت اشوف وليد انت شكلك ولد عمه صح والا انا غلطان ؟

نظرت اليه بنظرة تفحص من رأسه حتى حذائه : وليد نايم الحين وش بغيت منه

تشوش تفكيره من ذلك الصوت الناعم الذي انبعث من الشخص الواقف امامه الذي بدا له و انه صبي مراهق ولكن صوته ابدا لم يكن يلائم مظهره
فغر فاهه واخذ ينظر اليها ببلاهة
مروة : اقولك نايم وش بغيت منه ؟؟
ابو حنان : ها لا بس بغيت اسلمه البضاعة

نظرت الى الكيس الذي يحمله اقتربت منه والقت نظره داخله : ويسكي ؟؟ انت ماتشوف الرجال مثل الطييينة وبعد جايب له خمر انت ماتحس ؟

ابو حنان ولازال غير مستوعب لهيئة الشخص الواقف امامه : لا بس هو وصاني اجيبه

مروة : روح انت و خمرك و ما أبي اشوفك جايب خمر مرة ثانيه هنا سامع ؟؟

لم يستطع ان يقاطع او يبرر من الصدمة : طيب
ابتعد عنها و هو في حيرة من أمره و لازال يتساءل في نفسه اهو صبي ام فتاة ؟


دخلت الى الشاليه واتجهت نحو المطبخ فتحت الثلاجة لتجد العديد من قناني الخمر اخذتها و فرغتها جميعاً ثم القتها في القمامة

وخرجت ورأته مستلقي على الاريكة
ولازالت آثار النوم عالقة في وجهه : مريو انتِ شجابك هنا
مروة : وأخيرا صحيت صباح الليل
جلست بجانبه : مو ناوي تتروش وتحلق ذقنك ؟ صاير لحجي وريحتك تقرف
ضربته على كتفه : شلونك الحين ؟ صرت أحسن ؟
تنهد بألم : وين اصير احسن يا مريو والريم راحت

مروة : قلعتها هي الخسرانة انت هنا بتموت عشانها وهي و لا درت عن هوا دراك تلاقيها الحين مبسوطة وقاعده تجهز حق عرسها

وليد : انا حبيتها يا مريو حبييتها أول مرة احب احد هالكثر أنا كنت مستعد ابيع الدنيا كلها عشانها الدنيا كلهاا وماهمني احد غيرها

مروة بتلاعب : وهي وش كانت ردة فعلها ؟؟ تركتك ونستك وراحت لغييرك خلاص انساها

وبعدين لا تلعب على نفسك انت ماحبيتها انت بس متعود عليها وكل هذا بمر صدقني

وليد : مريو انتِ مو فاهمة شي وماراح تفهمين تكفين فاارقي

مروة : لا حبيبي انا الي اعرفك واعرفها زييين خابزتكم وعاجنتكم بايدي و ماراح افارق الا وانت معي ابوي بكرة يرجع من السفر واذا ما شافك في البيت ماتلوم الا نفسك وهالريم مابتنفعك

امسكت وجهه وادارته نحوها : وليييد اسمعني انت لازم ترجع مثل قبل مو بنت الا تكسرك انت الا تكسر راس الكل و ماحد يقدر يدوس لك على طرف و الريم تركتك اقبل خلاص وارجع لنا يعني لمتى بظل على هالحاال الخايس ؟ قولي لمتى ؟؟

وليد : لحد ما ترجع الريم ما قدر اعيش من دونهااا وبترجع غصبا عنها انا اوريك فيها

مروة : بلا هبال يكفي اللي سويته من قبل لا تودينا في داهية ثانية بعد

وليد : اقولك ماقدر اعيش من دونها ماتفهمين ؟؟

انفجرت ضحكاً في وجهه و أخت تقهقه بصوت مرتفع مستفز

استفزه ضحكها حاصرها وامسك كتفاها وحشرها في زاوية الاريكة : ليه الضحك ؟

مروة ولازالت تضحك : هههههههههههه تكفى ترى مو لايق عليك دور العاشق الولهاان هههههههههههه والله مو لايق بتموت عشانها يعني ؟ لاتقولي انك بتنتحر بعد ههههههههههههههههههههههههه ههههههههه

وليد وهو يضغط على ذراعيها بقوة : ابلعي لسانك
صفعها بخفة : غبية

صمتت ثم احتدت عيناها وبينما هو يقوم من الاريكة امسكت بقنينة الخمر الفارغة الملقاة على الاريكة وضربته بها على ذراعه فتحطمت

اغمض عيناه من الالم وجلس وهو يعض على شفتاه ويده على ذراعة وقد تلونت بالدم : مجنووونة انتِ غبية ؟؟؟؟؟؟ ماينمزح معك

مروة : احلف انك كنت تمززح ؟؟ ههههههههه مو انت الا تمد ايدك علي يالخكري

وليد : الله يلعنك يالحيوانة انا اربيك

مروة : روح بسس ضمد عالجرح لاتمووت يالرقيق ههههههههههههههههههههههههه ه وضعت يدها على ذقنه : وبتحلق هاللحية وبترجع البيت بكرة

بقي يتأوه من الألم و هذا ما زاد من ضحكها أكثر
مروة : ههههههههههههههههههههههههه ه هذا وانت تبي تلعن خير الرييم وترجعها شووف روحك اول يالناعم يالخكري يالرقيق

وليد : وحياتك لأرجعها واخليها تبوس ايدي عشان اسامحها

*

في احدى قصور مدينة الخبر الراقية

قصر الكبير يدل على غنى صاحبه و مستواه الاجتماعي ..
غرف كثيرة مختلفة الأحجام بدون الحاجة لمعظمها ,غرف استقبال ضخمة , حديقة خارجية واسعة مترامية الأطراف , كان هذا القصر يعج بالخدم حتى ان عددهم يقوف اصحاب المنزل انفسهم الذين لم يكونوا سوى رجل اعمال خمسيني و زوجته الشابة ,ابنه الغائب الحاضر , و ابنة اخيه التي تعتبر بمثابة ابنته

وفي احدى الغرف الواسعة

مستلقية على الفراش و تستند الوسائد ..ترتدي قميص نوم فضفاض مورد بالون الاحمر والابيض , كانت امرأة شابة على مشارف الثلاثين من العمر , ذات عينين عسليتين واسعتين ,شعر طويل مصبوغ بالأشقر , جميلة المحيا ذات بشرة فاتحة رقيقة .
فتحت عينيها ببطء و قد ازعجها رنين هاتفها المتواصل , التقطت هاتفها ورأت اسم المتصل على الشاشة " نور جاسر " تأففت بضيق فقد سأمت اتصالات هذه المرأة المثيرة للشفقة ردت على المكالمة بصوتها الناعس : الو مرحبا
نور : اهلا ياسمين حبيبتي كيفك ؟
ياسمين ببرود : طيبة ...خير يا نور وش بغيتي
نور : وش صار على موضوع اختي؟ انتِ قلتي بتشوفين اذا تقدر تدخل دار الحماية اولا ولسا مارديتي علي
ياسمين : ايوا انا مو ناسية بس تعرفين انا ف اجازة الحين و لسا ما داومت بالدار ان شاء الله بكره لداومت يصير خير ولاتخافي حبيبتي الموضوع بسيط اهم شي اوراق اختك تكون جاهزة وكل شي محلول ان شاء الله

نور : مادري كيف اشكرك انا لولاك مادري وش كنت بسوي اسفه على الازعاج بس اعذريني الا صار لنا مب سهل وانا ما اعرف احد يقدر يفيدني غيرك .
قاطعتها ياسمين بملل : طيب عادي ما سويت شي انا بسكر الحين لأني مشغولة
اغلقت المكالمة حتى بدون ان تسمع الرد
القت نظرة على الساعة وكانت تشير الى العاشرة صباحاً : لا و متصلة من صباح ربي ناس ماعندها ذوق

قامت من سريرها بكسل دخلت دورة المياه التي تقع داخل غرفتها الواسعة غسلت وجهها وفرشت اسنانها ورتبت شعرها
فتحت خزانة الملابس وتناولت ثوب ارجواني طويل ارتدته ثم فتحت علبة الماكياج واخذت تتفنن في وضعه
نظرت الى انعكاس صورتها في المرآه برضا
كانت امرأة رائقة المزاج تحب ان تهتم بنفسها كثيراً حتى بأدق التفاصيل فلم يكن هنالك ما يشغلها , انها تعيش حياة مرفهة بلا أي مسؤوليات , وظيفة تذهب لها في أي وقت شاءت لمجرد "برستيج " او ان تبعد عن نفسها الملل , زوج مشغول بأعماله لا تراه الا في الاجازات وابنائه الذين لا تكترث بهم البتة
تذكرت ان زوجها قادم الليلة من سفره الذي دام شهرين متتالين قررت ان تقوم بمفاجئته بطريقتها .... التقطت عباءتها الملونة الأشبه بفستان ... و بدلاً من أن تذهب الى العمل ..ذهبت الى السوق .


*
يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 06-07-17 الساعة 07:56 PM
خد العروس & غير متواجد حالياً  
قديم 27-06-16, 01:22 AM   #4

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي

اخيراً استقر " ابو حامد " في منزله

كان مستلقياً على السرير و يبدو مرهقاً وتظهر على ملامحه علامات الألم و الانكسار .. يجتمع ابناؤه حوله ..
يوسف : الحمد الله على السلامة يا عمي ما تشوف شر
ليلى بصوت باكي : يبه حبيبي شلونك ؟؟

تقدم يوسف وقبل رأس ابو حامد بإحترام اما ليلى فانحنت تحتضن يد والدها و تقبلها
ابو حامد بصوت منكسر : الله يسلمك يا ولدي مشكور على وقفتك معانا ما قصرت

رد باحترام : ما سويت شي و أنتم أهلي

ابو حامد : والله انا مستحي منك مب عارف وش اقولك سودت وجهي هالبنت
ليلى رفعت رأسها وبرجاء : يوبه الله يخليك لا تسوي ف روحك كذا

أبعد يدا ابنته عنه واشاح بوجهه جانباً وعيناه تحتبس الدموع مطأطأً رأسه بانكسار

كان حامد يجلس بجانب سرير والده صامتاً عاقداً حاجبيه اما نور تجلس بجانب الهنوف في اخر الغرفة بحكم وجود " يوسف "

كان الجو مشحوناً بالتوتر فأي كلمات يمكنها ان تخفف ذلك الوجع ؟ أي كلمات يمكنها أن تمحي الفضيحة ؟ وهذا الرجل الذي كان مثل الجبل قد انهار

استأذن يوسف بأدب : يلا انا اخليك ياعمي عندي شغل ولازم اخلصه

ابو حامد : الله يسلمك ياولدي روح لاتشغل نفسك فينا الله يوفقك ويسدد خطاك

بعد ان خرج يوسف تحدث ابو حامد بتعب : وش بتسوون الحين مع هاذي مسودة الوجه ؟؟ يا ريتها ماتت و ارتحنا

تقدمت نور وجلست بجانب والدها : انا كلمت ياسمين بنت خالتي عشان ندخلها دار الحماية هناك أفضل لها

خرج حامد من صمته وتحدث بعصبية : وش دار حماية انتِ بعد ؟ انا من رايي نجيبها هنا البيت وخليها تخيس ف غرفتها لين ما تموت والا الاحسن نذبحها ونخلص منها مررة وحدة

نور بالعصبية ذاتها : انت آخر واحد تتكلم .. يكفي الا سويته فيها بكل وحشية بدون لا رحمة و لا ضمير

صرخ في وجهها :انتِ اللي اخر وحدة تتكلمين يان ور يكفي زوجك وهو ذلنا في المستشفى ع الطالعة والنازلة

نور تدافع : الحين زوجي الغلط و انت الصح ؟ طبعاً بيطفش منك و انت كل شوي مسبب لنا مشكلة هناك .. و ترى هو مش قصده هو اسلوبه و طبعه كذا

انفعل أكثر : لا تصرفات زوجك كانت واضحة مثل الشمس حتى انه ماجا و تحمد لأبوي بالسلامة واضح انه مستعر منا ومتفشل ...صدق ان ما تعرف معادن الناس الا في المواقف الصعبة .. لكن انا اوريه الحقير

ابو حامد : يا حامد اترك منصور ف حاله الرجال ما قصر معنا ف شي ورايته بيضا ... الفضيحة الا حطتنا فيها اختكم مو سهلة احنا مب قادرين نطلع منها ما بالكم بمنصور... اختكم فضحتني و ذلتني على آخر عمري انا ما ادري ف ايش قصرت معها والا ايش انا سويت عشان يصير معي كذا ذلتني بين الناس.... ذلتني

كان الحزن منثوراً عليه ..بل كان مغطى به

حامد : ما عاش من يذلك وينزل راسك يايوي وانا هالوسخة ذابحها ذابحها

نور : ليش هي خروف نذبحها ؟ هاذي اختنا يا حامد اختنا , هاذي تربيتك يا يبه , تصدق ان هالة تسوي كذا ؟؟ مهما صار تظل اختنا ولازم نوقف ف صفها مهما صااار
وانا راح اثبت لكم ان هالة مظلومة لازم نتكلم معها ونشوف حل

قاطعها حامد بعصبية واستمر هذا النقاش العقيم بصراخ وعصبية متجاهلين حالة والدهم المريض الذي لم يعد يتحمل المزيد

اما الهنوف فكانت تجلس كالصنم و يبدو عليها الرعب وا لقلق و كان من الواضح انها تخبئ شيئاَ




*



" ليلى "

خرجت من الغرفة متجهة ً الى غرفة نومها القديمة , الغرفة التي كانت تجمعها مع اختها "هالة " .. تنهال عليها الذكريات كشريط سينمائي, جلست على سريرها و اخرجت صور اختها المشؤومة من احدى الادراج , وهي مبحرة في بحر من التساؤلات ,كثيرة هي الاسئلة التي لم تجد لها جواباً, شعرت بالاختناق وهي تتأمل صور هالة للمرة المليون علها تجد جواباً , او دليلاً على براءة اختها و لكن لا شيء


تظهر هالة في الصور وهي شبه عارية مع شاب و هناك غمامة سوداء تخفي وجهه, اما هالة فكانت في الصورة الاولى مغمضةً عينيها وكأنها نائمة ,اما في الصورة الثانية كانت مبتسمة ابتسامة غريبة , و الصورة الثالثة فكانت مرتدية ثوب احمر قصير وكأنها ترقص مع ذلك الشاب



تشابكت الافكار في رأسها وقيدتها لقد كانت تعرف جيداً ان هذه الصور ليست معدلة او مختلقة بحكم خبرتها في مجال التصوير و التصميم



دخلت الى الغرفة نور و يبدو عليها الانزعاج و تأثير الشجار

تحدثت بحنق : مريض نفسي ,همجي ,مب راضي يفهم ان العصبية والجنون الا هو فيه مب حل , لازم نقعد مع البنت ونفهم منها بعدين نحكم , غبي مجنون

ليلى : تروح بحريقة , ما عاد تهمني , انا كل اللي يهمني في الموضوع ابوي
مدت الصور نحو اختها : الصور واضحة يا نور وضوح الشمس , خلاص تكفين لا تدافعين عنها

نور وهي تنظر لما في يدي ليلى : انتِ وب عدين مع هالصور , الصور مفبركة واحد لاعب فيها مية بالمية

ليلى : الصور واضحة هاذي هالة , هاذي هالة اختي شوفي الشامة البيضا على بطنها , و السلسال الذهب الي باسمها هذا السلسال انا اللي اهديتها اياه في عيد ميلادها , الثوب الاحمر الي تحبه وتلبسه ف اغلب المناسبات , هاذي هالة مافي شك

نور : اقولك في احد لاعب ف الصور يمكن البنت احد صورها بعرس او سارق الصور من جوالها و ركب صور الولد معها

ليلى : هههههه لا تضحكيني وهي ليش بتصور نفسها بدون هدوم ؟ نور مو انا اللي تمشي علي هالأمور , انا مصورة واكيد بعرف اذا كان احد لاعب بالصور بفوتوشوب او غيره

نور واغرقت عيناها بالدموع : مادري يا ليلى مب قادرة اصدق

ليلى بانفعال : اذا تبغين الحق , احنا انشغلنا عنها في الفترة الاخيرة , امي ماتت وانتِ تزوجتي وصار عندك بنت و انشغلتي , وانا انخطبت وانشغلت , كلنا كنا مشغولين ومب داريين عنها , وهي بنت مراهقة و بريئة و ساذجة و بسرعة ينضحك عليها , يمكن تكون ضحية واحد لعب عليها و ضيعها ,بس هذا ما يعني انها مب غلطانة

نور باصرار : انتِ ش قاعدة تقولين ؟؟ انا اعرف اختي زين ما تسوي كذا مستحييييل و انا صحيح تزوجت وانشغلت مع زوجي وبنتي بس هذا ما يعني اني اهملت هالة انا اعرفها زين وهي غير عن اللي تقولينه

ليلى : كل الناس لما يغلطون عيالهم يقولون نفس الكلام , بس احنا غفلنا عنها وهي ف النهاية بنت محتاجة حنان وعطف و الشيطان لعب بعقلها وضاعت وضيعتنا معها اصحي يا نور اصحي

نور بغصة : مستحيل هالة احسها مثل بنتي سارة بريئة مستحيل تغلط

فستان احمر , قيادة ذهبية و شامة بيضاء

علامات تشير الى شيء واحد لا غير وهو ادانة هالة فهل ثبتت التهمة حقاً ؟

انتهى الفصل الأول



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 06-07-17 الساعة 07:58 PM
خد العروس & غير متواجد حالياً  
قديم 27-06-16, 01:24 AM   #5

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي

هذه لم تكن الا البداية
احتاج لتشيعكم ونقدكم او أي شيء لأكملها

دمتم بخير


خد العروس & غير متواجد حالياً  
قديم 27-06-16, 03:41 AM   #6

ريام عبدالزهرة

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية ريام عبدالزهرة

? العضوٌ??? » 364947
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 865
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » ريام عبدالزهرة has a reputation beyond reputeريام عبدالزهرة has a reputation beyond reputeريام عبدالزهرة has a reputation beyond reputeريام عبدالزهرة has a reputation beyond reputeريام عبدالزهرة has a reputation beyond reputeريام عبدالزهرة has a reputation beyond reputeريام عبدالزهرة has a reputation beyond reputeريام عبدالزهرة has a reputation beyond reputeريام عبدالزهرة has a reputation beyond reputeريام عبدالزهرة has a reputation beyond reputeريام عبدالزهرة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
افتراضي

قرأت روايتك ...جميلة بحق ومتشوقة لاعرف اكثر عن هالة ومن الذي اوقعها بالمصيبة ...

ريام عبدالزهرة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية الساحرات السبعَ في قصر الكتابة الخياليةhttps://www.rewity.com/forum/t354702.html..كل يوم خميس..


قديم 27-06-16, 09:19 AM   #7

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا بك في وحي الاعضاء

اتمنى ان تجدي المتابعة والنجاح الذي تتمنينه
كما ارجو منك المرور على هذا الموضوع
دليل الكتاب والكاتبات الجدد وقوانين قسم قصص من وحي الأعضاء


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





قديم 27-06-16, 11:19 PM   #8

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي

مشكورين اعزائي
اتمنى اشووف تشجيع اكثر عشان اتحمس اكملها


خد العروس & غير متواجد حالياً  
قديم 05-07-16, 02:45 AM   #9

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني
بعنوان : اكاذيب



لا أحد يسمع ما يقوله قلبك
لا أحد يسمع الحقيقة
في عقبات الحياة و معاركها الكاذبة
لا أحد يرى الحقيقة !!
وبعد سنوات ستتذكر الذكريات و أنت حزين
والندامة لن تتركك و لن تترك قدرك و ستستمر في ملاحقتك
و جمرة حبك لن تستسلم للمياه الباردة
و تلك اللحظة لن تُعاش مرة اخرى
لا يوجد مكان تذهب اليه
ولا باب تدقه
و ستفهم عندما تبقى لوحدك في هذه الدنيا
ان هنالك كلام كثير تريد أن تقوله
و لكن لا أحد يسمع !!
تعبت من أن أحب لوحدي أيتها الدنيا الكاذبة


لازالت هالة طريحة الفراش ... تستيقظ لتبكي و تصرخ , يداها مقيدتان بالسرير , لمنعها من ضرب نفسها وايذائها , سجينة حزنها و تعاستها , تعاقب لذنب لا تتذكر انها ارتكبته ..نتنظر تنفيذ الحكم عليها !!


*

يرتب ملابسه وأشياءه ليستعد لسفره الطويل كما كان مُخططاً له و لكن هناك شيء ناقص ..أين هي عروسه ؟ كانت من المفترض أن تكون معه ..ليس هذا ما خطط له !! أن يجهز لسفره وحده و يسافر وحده ..ليعيش في ذلك البلد البعيد وحده !! كانت تعيش في جميع خيالاته حين يتخيل نفسه في بريطانيا ..دائماً كانت تعيش في مخيلته ..و لكن أين اختفت الآن ؟

تذكَر ذلك اليوم ..اليوم الذي كان من المفترض أن يكون يوم زفافه منها ..كان سعيداً جداً ..و فرحته لا يمكن وصفها , ثم اختفى كل شيء

حينما وصلت له تلك الرسالة المجهولة , تخبره أن يتمهل في الزواج , و الا سيندم !! ثم ذلك الظرف والصور التي افقدته صوابه

كانت تلك صورها ..لم و لن ينسى ذلك الوجه الذي طبع في مخيلته منذ ان رآها .. أخبر والدته لتأكد له أنها هي !! ويذهب والده ليخبر والدها بفضيحة ابنته ..و انتهى ذلك الزواج قبل أن يبدأ
لم يستطع السكوت عن ما رآه .. او ان يُتمم الزفاف و لو شكلياً لكي لا تُفضح .. لم يستطع فلم تكُن هالة تعني له الكثير في الحقيقة .. هي فتاة تربطه معها نظرة شرعية و اوهام بُنيت على اساس تلك النظرة .. لم تكُن سوى الفتاة التي اختارتها والدته له .. و لا يعرف عنها سوى مديح والدته لها .
دخلت والدته الى غرفته : يُمه سلطان خلصت تجهيز اغراضك ؟ والا اساعدك ؟
جلست بجانبه : حبيبي ,ان شاء الله ما تكون بعدك متضايق من اللي صار
سلطان : شلون ما اتضايق يمه , انا كنت بتزوج وفجأة انتهى كل شي
ام سلطان : لا تضيق خلقك , اللي صار كله خيره من رب العالمين , ربي كشفها لك من البداية عشان لا تتورط معها , الله يجزيه خير اللي رسل الصور و فضحها قبل لا تتزوجها
سلطان : الحمد الله على كل حال
ام سلطان : بكرة ادورك لك على الاحسن منها و لا ينكسر خاطرك يا يمه
و بهذه البساطة .. تبحث له عن عروس اخرى و تنتهي مُشكلة ابنها التي تعتقد انها صعبة !!

*

في ذلك القصر الراقي ..تجلس بجانب زوجها الذي عاد أخيراً من سفره ..كان المكان مزين بالبالونات الملونة بالأحمر والأبيض ..و مُشكلة على هيئة قلوب و تتوسط الصالة طاولة وُضِعَ عليها قالب كعك وردي كُتِب عليه ..ياسمين و سامي الى الأبد
تحدثت بميوعة و هي تضع قطعة من الكعك في فمه : حبيبي !!ما تصدق قد ايش وحشتني !! والله ما كنت عايشة بدونك
اخذ يُجاريها بالحديث و لم يكن صوته واضحاً بسبب فمه المليء بالكعك : يا بعد عمري , انا بعد ماكنت عايش بدونك
و هي تجلُس بجانبه .. يبدو واضحاً فرق العُمر بينهما .. حتى في الاحاديث التي يخوضانها يبدو واضحاً انه يُجاريها بصعوبة و يُحاول ان يبدو اصغر سناً ..ترتدي ياسمين ثوب ذهبي طويل , و شعرها المصبوغ بالأشقر منسدل على جانب واحد ,أما هو فيرتدي قميصاً مشجر و بنطال قصير , كان يحاول أن يبدو اكثر شباباً بهذه الملابس و حيث قام بصبغ شعره ولحيته بالأسود ليخفي شيبه ..علَّه يصغر من سنه الذي قارب للستين .

في هذه الأثناء دخل وليد ومعه مروة الى القصر ..لفت انتباههما صوت الموسيقى القادم من الصالة
وليد : مرت ابوك عندها عزيمة ؟
مروة : ما ادري ..يجوز !! بروح أطل اشوف
مشت بخفة الى ان وصلت الى البوابة و بدأت بالتلصص بهدوء .. ثُم ابتعدت قليلاً و انفرجت شفتيها بضحكة : ههههههههه وليد تعال شوف
اجابها باستنكار : وش فيه ؟
مروة : هههههههههه تعال شوف ابوي رجع من السفر
اقترب منها واخذ ينظر الى ما نتظر اليه , : هههههههههههههه يسعد لي جوك ياشيخ
مروة : تعال نسلم عليه
وليد : انتِ روحي , أنا مالي خلق , بعدني شايل في قلبي عليه بعد اللي صار مع الريم
مروة وهي تمسك يده : يلا تعال و لا تتغلى , خلينا نضحك شوي
لاحظ سامي اولاده متجهين اليه .. فاعتدل في جلسته مُحاولاً استعادة رباطة جأشه التي تاهت منه و هو بجوار ياسمين ..
مروة : هلا يبه الحمد الله على السلامة
سامي : الله يسلمك يا مروة
مروة وتقدمت اليه وقبلت رأسه باحترام : تو ما نور البيت
سامي : منور بأهله حبيبتي شلونك ؟
مروة : الحمد لله
سامي وهو يرمق وليد الواقف بمسافة بسيطة عنه : وانت ليه ما تجي تسلم على ابوك
وليد ببرود وبدون أن ينظر اليه : سلام
سامي : وش ذا السلام البارد , كذا تسلم على ابوك الا ما شفته من شهرين , انت ما تستحي على وجهك
تحاول مروة تغير الموضوع : يبه ليه صابغ شعرك ؟ صاير شباب حتى تبين وكأنك في عمر وليدوه
اعجبه إطراء مروة فقال : والله ؟ لايق علي ؟
مروة : أي مررة ولا كأنك في العشرين
لم يستطع وليد كتم ضحكته : ههههههههههه
احرج من ضحكة ابنه وعرف معناها و لكنه قال بتأنيب : انت ليه تضحك ؟
تجاهل والده وترك الصالة متجهاً الى غرفته
سامي : قليل أدب أنا اوريك
ياسمين وهي تربت على كتف زوجها : حبيبي ما عليك منه , لا تعصب , خله يولي وش تبي فيه
سامي : لا بس قلة ادبه زادت عن حدها
ياسمين : ما عليك منه حبيبي , الحين تروح وتتركني , وانا تعبت طول اليوم وانا اتعدل وا تظبط لك
استند على الأريكة متراجعاً عما كان سيقوم بفعله .. و من الأساس لم يكن دور الأب لائقاً عليه أبداً : ما عليه حبيبتي عصبت شوي , اسمحي لي
فتحت مروة فاهها باستغراب .. ثم حاولت كتم ضحكتها .. مُنذ ان تزوج والدها هذه الشابة و هو يبدو غريباً الى حد الضحك .. شعرت ان موقعها بينهما غير مناسب فقالت : تصبح على خير يبه اتركك تاخذ راحتك مع زوجتك
تركتهما واتجهت لوليد الذي كان يصعد الدرج
مروة : ولييد هههههههههه انت متى بتعقل عن هالحركات
وليد : انتِ ماشفتي البالونات والجو الرومنسي اللي عايش فيه , وزوجته كأنها بنته , ما قدرت امسك نفسي هههههههههههه
مروة : وجع نزل صوتك لا يسمعنا
وليد : ما يهمني


*
قُبيل الفجر بسُويعات .. تستلقي على طرف سريرها .. تقابل وجه زوجها بظهرها .. كان غارقاً في النوم اما هي فلم تستطع ان تنام .. في قلبها كلام .. كلام كثير !! و كتلة من الهموم تسكنها و كُتلة من المشاكل !!
اين ذهب الاطمئنان الذي كانت تشعر به و هي بقُربه .. هل لازالت تشعر بالاطمئنان و الامان و هي بجواره ؟
مدت يدها نحو المنضدة التي تُقابلها لتلتقط هاتفها الذي رن مُعلناً موعد صلاة الفجر .. اطفأته ثُم اعتدلت في جلستها .. اشعلت ضوء الأباجورة و من ذلك الضوء الاصفر الضئيل تراءت لها صورتها المُحتجزة في برواز .. نظرت نحوها بحنين .. ذكرى زفافها بمنصور ..نظراتُها و تعابير وجهها توحي بالفرح و هي ترتدي فُستانها الأبيض ..و يقف هو جوارها بشموخ و ابتسامة باردة ..كم كانت سعيدة وقتها !! لقد كان من اجمل الايام في حياتها .. و لكن هل لازالت سعيدة ؟ حسناً لقد تأقلمت مع طباعه مع الوقت و تكيفت على الحياة معه .. لن تظلمه هو ايضاً رجُل مسؤول و صاحب مبدأ .. معطاء و كريم لم يُقصر عليها و على ابنتها مادياً ابداً .. لن تُبالغ لو قالت انه حنون رغم ان ذلك لا يبدو واضحاً عليه و الواضح انه رجل جلف و بلا مشاعر و لكنه ليس كذلك !! لازالت تُصر انه ليس كما يبدو .. انها فقط ظروف الحياة و حالة الغضب التي تتملكه فهو عندما يفقد اعصابه يُصبح جافاً ، عديم الاحساس ينطق بكلمات عُدوانية قاسية مُستفزة و كأنه ذو شخصيتين متناقضتين يحل احداهما محل الاخرى بالتناوب
وضعت يديها على اذنيها بانزعاج و هي تحتبس دموعها .. جُمله الجارحة اصبحت تتكرر عليها حتى دون ان ينطقها
" انتِ تبغين تجننيني , اقولك مو متحمل وجودها ف المستشفى تبغين تجيبنها بيتي بعد "
" الزمي حدودك معي يا نور واسمعي الكلام و لا تردين ف وجهي .. اختك هاذي ما ابغى اسمع طاريها و لا ابغاك حتى تشوفينها تسمعين والا لا ؟ "
كلماته الجارحة أصبحت كالكوابيس ترن في اذنها طوال الليل .. لا يمكنها العيش مع تعييره لها ولأهلها الى الأبد .. يقلل من شأن والدها .. يحتقر هالة و يتشاجر مع حامد و يتعالى على يوسف

مدت يدها اليه لتوقظه بهدوء : منصور ..قوم أذن الفجر !!
همهم بصوت ناعس دون ان يفتح عينيه : طيب
اختلست نظرة الى وجهه و حدثت نفسها ( مو حرام الا تسويه فيني يا منصور ؟)

*
في صباح يوم جديد , تلقت ياسمين مكالمة من نور
ياسمين : بس لازم يكون ولي الامر موجود معها اذا بتدخلينها الدار
نور : بس ابوي تعبان هالفترة , مافي غير هالحل ؟
ياسمين : امم طيب انا برسل لك اوراق على البريد , عبيها وفيه اثباتات لازم تجيبينها معك و بحاول احل الموضوع
نور : طيب مشكورة حبيبتي ما قصرتي
ياسمين : ولا يهمك
اغلقت الهاتف ..و اقتربت من زوجها الجالس على السرير
ياسمين بدلال : حبيبي ليه متضايق ؟
سامي : متضايق على هالولد , شكله بعده حاقد علي بعد اللي صار
ياسمين : حبيبي انت سويت هالشي لمصلحته , كلها كم يوم وينسى ويعرف غلطه ويجي يعتذر منك
سامي : بس شكلي قسيت عليه هالمرة , وانا ما اتحمل اشوفه مكتئب كذا , يظل ولدي الوحيد و ما عندي غيره
صمتت للحظات ..و هي تشعر ان سامي يدلل ابنه كثيراً و وليد لا يستحق .. بل يستحق القسوة و الغلظة على وقاحة تصرفاته .. قالت بهدوء : حبيبي لا تشغل بالك , كلها كم يوم ويرجع كل شي مثل ما كان صدقني
لاذ بالصمت و هو يفكر بابنه المدلل بضيق .. ليس من عادته ان يقسو و اذا قسى يُؤلمه قلبه على ابنائه بسرعة فائقة فهو لازال يراهم صغاراً و اخطاءهم جداً صغيرة .. اما ياسمين فالتفتت الى المرآة لتتزين و تتأنق مستخفةً بما يجري بين زوجها و ابنه .



*

كان يجلس في غرفته ..وعلى ملامحه امارات الضيق , اليوم هو يوم زفافها , اليوم ستصبح لغيره , وستحرَم عليه للابد .. و هو الذي كان يعتقد انها مُلكه و دائماً ما كان يقول لها ( انا اعتبرك زوجتي .. كلام على ورق ما راح يغير شي ) ... و الآن كلام على ورق جعلها تُصبح لغيره ز
بدون ان تطرق الباب ...داهمت مروة الغرفة : ولييدوه ,
جلست على السرير و قابلت وجهه : وش رايك نروح للبحرين نغير جو , اليوم بجيبون السلطان سليمان بعظمته عشان يغني في مهرجان هناك
وليد : مالي خلق
مروة : يلا عاد , خلاص تراك ابثرتنا برومنسيتك الزايدة , وتزوجت ويعني ؟ خلاص نهاية العالم ؟
وليد : ما بتروحين العرس الليلة ؟
مروة : وليه أروح ؟
وليد : و ليه يعني .. لأنها اختك .. ما عليك من مشاكلي و روحي لها عشان امك على الاقل
مروة : هههههههههه أنا وامي مشاكلنا ما تخلص , وانا ما باروح العرس لأني ما احب الأعراس واجوائها التافهة مو عشانك
وليد : والريم ؟
مروة : الريم صحيح اختي , بس مش مهم يعني هي تدري ان انا ماحب هالاجواء
ضربت كتفه بفظاظة : افف خلاص لا تفكر فيها , مررة مصدق حالك انك تحبها ...انت تدري ليه مو قادر تشيلها من بالك ومتأثر فيها ؟
وليد ببرود : ليه ؟
مروة : عشانها هي اللي تركتك , مو انت اللي تركتها , انت في العادة اللي تنهي العلاقة مع كل بنت كنت معها , بس هالمررة صار العكس هي اللي تركتك وكملت حياتها
أخذ يفكر بكلامها , و يتساءل في نفسه ان كان صحيحاً أم لا , مروة ابنة عمه التي لا يعتبرها سوى اخت واقرب شخص له , كانت تعرفه أكثر منه , كانت تجمعها معه علاقة اخوية جميلة , كانت متعلقة به أكثر من اختها الغير شقيقة " الريم "

يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 06-07-17 الساعة 07:59 PM
خد العروس & غير متواجد حالياً  
قديم 05-07-16, 02:48 AM   #10

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني ( الرد الثاني )

في المستشفى

للتو انتهى من عملية استئصال المرارة ...لحسن الحظ أنها كانت مجرد عملية بسيطة باستخدام المنظار و لا تتطلب أي جهد مبالغ ...فلازال تفكيره مشوش و أعصابه مشدودة ...و لازال شجاره البارحة مع نور مؤثراً على مزاجه ..كان متجهاً لغرفة هالة ليرى ان كانت متواجدة أم لا فمن المقرر ان تخرج اليوم من المشفى ..و بالقرب من غرفة هالة سمع اصوات ضحكات عالية قادمة من تجمع ممرضات ...يتحدثن بصوت عالي مُلفت .

احاديث سخيفة و تعليقات سمِجة على المرضى و المُراجعين .. و إشاعات .. إشاعات و أكاذيب من جديد ، سمع احداهن تتحدث : من شوي كنت عند اخت الدكتور منصور و ما عرفت اقيس ضغطها من صراخها
علقت اخرى تدعى منيرة : مو المفروض انها تطلع اليوم من المستشفى ؟ بس لسا اهلها ما وقعوا على اوراق الخروج .. على فكرة ترى هي مش اخته .. اللقب مختلف .
اجابتها اخرى : انا كنت في الطوارئ اك اليوم و هو اللي جابها معه و كانت لابسة فستان زواج ... تتوقعون وش تصير له بالضبط ؟
تلقائياً توقف عن المشي و يستمع الى تلك المدعوة منيرة التي تسرد التفاصيل و كأنها تعرفُه و تعرف زوجته و اهلها
رفعت منيرة الاوراق التي بيدها و قرأتها .. و كانت تلك الاوراق تخص هالة : هاذي هالة الجاسر .. عمرها ١٨ و العملية استئصال كلية .
رفعت رأسها من الاوراق : لما جت لهنا كانت تنزف بشدة و حالتها حرجة .. واضح انه تعدي و محاولة قتل و انها كانت مطعونة .. بس ليه موضوعها مر كذا ؟ واضح انه فيها شرف .. و الا كيف عروس مطعونة ؟
ادلت اخرى تدعى جنان : قبل يومين فيه واحد عمل مشكلة قدام غرفتها .
منيرة : ايوا هذاك الدب .. شكله هو اللي حاول يقتلها .. يا كافي !!
أكملت منيرة : المفروض ينسجن .. بس كيف مر الموضوع كذا ؟
قالت جنان : انتي قلتيها ... بما أن فيها شرف أكيد حاولوا يلملوا الموضوع و يستروا على أنفسهم
قالت ممرضة اخرى : طيب و البنت اذا طلعت من المستشفى وش مصيرها ؟
رفع صوته موجهاً الكلام اليهن :
كل وحدة فيكم تحترم المكان الي جالسة فيه , احنا هنا في مستشفى , شوية احترام للمرضى .. مسببين ازعاج باصواتكم العالية ولو كل وحدة تشوف شغلها يكون أحسن .

تفرقنَ محرجات من كلماته ومن أعين الموظفين والمراجعين التي تركزت عليهم ,أما هو فقد أكمل مسيره الى الغرفة الخاصة به وهو يحترق من الداخل..... هل أصبحت أعراض الناس موضوعاً مثيراً ليخاض فيها بهذه الطريقة ؟ .. (قليلات أدب , والله لو ما هم بنات كان عرفت كيف أتفاهم معهم )


*


ابتعدت الممرضة منيرة و بجانبها زميلتها جنان يبتعدان عن قسم العيادات , متجهات لقسم التنويم لاكمال عملهن

جنان تكلم منيرة بصوت منخفض : احراااج , الحين كيف بقدر احط عيني بعينه بعد اللي صار , انا الغبية الا متابعتكم وماشية ورا سوالفكم البايخة

توقفت منيرة و توردت وجنتيها و هي تقول : وه يا فديته ,يجنن وهو معصب ...هيبة و ثقل .. يا ليت كل يوم أسمع صوته

تعجبت من كلامها ..قالت بتأنيب : والله انك فاضية و ماعندك حيا , اقولك انحرجنا معه وهو قفطنا نتكلم عنه و عن أهله , و انتِ تفكرين في مشاعرك التعبانة

منيرة : وه بس , الله يجعله من نصيبي يا رب

جنان باستياء : غبية , تراه متزوج وعنده بنت على فكرة
منيرة : عارفة انه متزوج يا حبيبتي , بس عادي .. الشرع حلل أربع
صمتت و هي تتعجب أكثر من تصرفات منيرة .. تساءلت في نفسها ان كانت تعني ما تقوله حقاً او تمزح ؟


عكست منيرة اتجاهها .. و عادت الى غرفة هالة .. تبعتها جنان بعدم فهم
جنان : شفيك وقفتي هنا , احنا المفروض نكون ف غرفة 77 عند الدكتورة نجلا
منيرة : هاذي غرفة هالة , اتحداك تدخلين وتغيرين ضمادها
جنان : وليه يعني ؟ طايحة من عينك ؟
منيرة : تراها مجنونة , ما تخلي احد يلمسها تتحرك مثل المجنانين لما تشوف أحد
جنان بتحدي : ما يكون اسمي جنان اذا مادخلت وغيرت لها وبتشوفين أن انا احسن منك فذي الشغلة
منيرة : نشووف , يلا أنا بروح لعند دكتورة نجلا , لا تحس بتأخيرنا , وباقول لها انك شوي و بتجين
و قبلت جنان التحدي و كأنهم أطفال يتنافسون على لُعبة


دخلت جنان " الممرضة الجاهلة " الى الغرفة , يغمرها التحدي لتثبت لمنيرة انها الافضل في مجالها , القت نظرة الى تلك النائمة على السرير , كانت تبدو وكأنها تغط في نوم طويل ولن تستيقظ بسهولة , جهزت الضمادات والعصابات النظيفة لتغير لها عن جرحها , جلست بجانبها , وكشفت عن جرحها , واخذت نتزع بقايا الضماد بهدوء وحرص شديدين , في هذه اللحظات , فتحت هالة عينيها ,شعرت بحركة يدي الممرضة على جرحها , رعشة جنون سيطرت على هالة , يداها ترتعدان ,وجهها مصفر كثيب , شفتاها تميل للزرقة , بدأت بالنواح بصوت منخفض متعب , نظرت جنان اليها وهي تحاول تهدئتها : لا تخافي حبيبتي أنا بس بغير لك الشاش الي عالجرح , لا تتحركي عشان اخلص بسرعة

ازداد أنين هالة شيئاً فشيئاً وارتفع صوتها بالصراخ , وأخذت تحاول ابعاد يدي الممرضة عنها ,

هالة تصرخ بصوت مبحوح : بعدييي عنيي , لاتلمسيني رووحي بعدي بعديي

كانت حركاتها العشوائية تنطق بالجنون وكأنها مصابة بمس من الجن , ولم تستطع جنان السيطرة عليها , وصل الصوت للخارج , فدخل احد الأطباء مع ممرضتين للغرفة

جنان تشرح الوضع بارتباك : أنا كنت اغير لها على الجرح وفجأة قامت تصرخ وتضربني وتضرب نفسها

الطبيب بصرخة وهو منشغل بتهدئة هالة : طيب اطلعي برا لو سمحتي ونادي على الدكتورة نجلا بسرعة



خرجت من الغرفة وهي ترتعد من ما رأته عينيها , ماكان يجب عليها أن تطيع منيرة وتتدخل في مالا يعنيها , ذهبت بسرعة لتخبر دكتورة نجلاء بما حدث ,


,

كانت دكتورة نجلاء تؤنب جنان بانفعال : انتِ من طلب منك تغيرين لها عالجرح ؟؟ ليه تدخلين الغرفة من الأساس ؟ أنا طلبت منك تساعدي منيرة في تجهيز مريض لعملية مو تروحين لغرفة هالة , انتِ ما تفهمين والا تعاندين والا شقصتك بالضبط ؟

جنان وهي تحاول ان لا تبكي : آسفة دكتورة , أنا بس قلت اساعدك , وشفت المريضة نايمة قلت اغير لها فرصة

الدكتورة نجلا بعصبية أكبر : ومن طلب منك المساعدة ؟؟ المريضة تعبانة نفسياً وماتتحمل أي مضايقة , احنا نحاول نتصرف معها بكل حذر مع المساعدة النفسية وانتِ تجين وتدخلين كذا بدون حتى ماتسألين , وش هالتصرف الغير مسؤول ,

جنان : آسفة والله آخر مررة اسوي شي بدون ما أسأل , أنا جديدة هنا في المستشفى وهاذي أول وظيفة استلمها , أتمنى تعذريني

دكتورة نجلاء : المرضى أمانة عندنا أمانة مو لعبة , احمدي ربك أن الموضوع عدَى على خير , تدرين لو صار لها شي كان أنا الا راح اتحاسب , لأن أنا المسؤولة عن الحالة بس وربي ماكنت اخليك تفلتين منها , يلا الحين روحي و لا تخليني اشوف وجهك



ذهبت وهي تندب حظها وتلعن منيرة في نفسها , وقفت في الزاوية وأخذت تبكي بصمت , كان منصور خارجاً من الغرفة بعد أن انهى جميع مواعيده مع المرضى , انتبه لجنان التي تقف بطريقة غريبة لاحظ بكائها .... التقت عينيه بعينيها و من غير شعور من جنان أطالت النظر في عينيه .. و لكنه لم يعرها أي اهتمام وأكمل مسيره ليتفاجأ بوجود "أبو سلطان يقف أمامه " :السلام عليكم , كيف حالك يا منصور
تفاجأ من ابو سلطان الذي كان من الواضح أنه ينتظره : و عليكم السلام , حياك الله
ابو سلطان : أنا جاي أكلمك بموضوع
منصور : تفضل
ابو سلطان : تعال معي شوي , ما أبغى أتكلم هنا واسبب لك احراج



خرجا من المستشفى وانفردا معاً في مكان خالٍ من الناس
منصور وقد تمالكه الفضول : تفضل يا ابو سلطان قول اللي عندك
ابو سلطان : منصور , أنا ماحبيت افتح هذا الموضوع مرة ثانية , واحنا قلنا مثل ما دخلنا بالخير نطلع بالخير , بس الا رسل لسلطان الصور رجع ورسل له شي ثاني
مد اليه كيس صغير : هذا يخص بنتكم ,
أخذ منصور الكيس منه وألقى نظرة على ما في داخله فكان قرصاً

ابو سلطان : أنا قلت اجي اكلمك انت احسن بما ان بينا معرفة قديمة , ما حبيت اكلم ابوها او اخوها , خفت يكبر الموضوع و احنا ما نبغى مشاكل , واكيد ابوها ما بيتحمل مني كلام أكثر يكفي اللي صار

لم يعرف منصور ماذا يقول او ماذا يبرر فقد شعر بالحرج الشديد

ابو سلطان : يلا في أمان الله
ذهب ابو سلطان , وظل منصور ناراً متوقدة من الداخل , لماذا هو ؟ لماذا هو من يجب عليه أن يتحمل كل هذا ؟

,


اوقف سيارته في المواقف المخصصة للعمارة التي يسكن بها ، ترجل منها وهو يجر قدميه بعصبية , دخل الى العمارة و توجه الى شقته التي تقع في الطابق الثاني ..اخرج مفتاح الشقة و فتح الباب , دخل الى شقته وهو مهيَأ للشجار , يريد ان يفرغ غضبه عليها , يعلم جيداً أن لا ذنب لها فيما حدث لعائلتها , و لكنها الطريقة الوحيدة لإفراغ غضبه والا سيجن , رمى بمعطفه الطبي ومفتاح سيارته على الأريكة بطريقة تنم عن العصبية التي لم تنفك منه منذ تلك الحادثة , رفع صوته وهو يناديها : نور

لم يسمع جواباً فرفع صوته أكثر : نوور
ولم يسمع جواباً ايضاً , أخذ يبحث عنها , لم تكن في غرفة المعيشة و لا يبدو انها في غرفة النوم , اذاً بالتأكيد هي في المطبخ , سلك الممر الذي يؤدي الى المطبخ , كان الباب مغلقاً , وصوت شفاط المطبخ المزعج ينبعث منه الى جانب صوت تباكي طفلته و تذمر نور , فتح الباب وتكاثفت ابخرة الطعام الكثيفة في وجهه .. ستنشقها لتحشر في حلقه و يكح بقوة .. نظرت نور اليه و قد كانت تقابل قدر الكبسة الذي كان مصدر تلك الأبخرة التي تملأ المطبخ ..و تحمل طفلتها التي كانت تبكي بانزعاج ..استعجلت تصب الماء و قدمته له : بسم الله عليك !! اشرب .. اشرب

اخذ الكأس منها و شربه بسرعة ... لتختفي الحشرة و ارتاح حلقه على اثر جرعة الماء .. ابتلع ريقه و نظر نحو نور التي تُحدق به .. ارتاب من مظهرها الذي ينم عن الارهاق ..شعرها منفوش تلف عليه منديل أزرق ..ترتدي مريلة متسخة ، جبينها يقطر عرقاً و عينيها محمرتين من أثر البصل الذي كانت تقطعه .. اما الطفلة فكان وجهها محمر غارق بالدموع
منصور : ليه تاركة البنت تبكي ؟
تذمرت بانزعاج : هاذي بنتك لا ترحم و لا تخلي رحمة ربك تنزل ..اذتني بصياحها ودلعها , مب راضيه تقعد ف الصالة تلعب بالعابها ولاهي مخليتني فحالي , شسوي فيها ؟
انقل تركيزه من نور الى الطفلة فأثارت شفقته مد يديه نحوها ليتلقط سارة الباكية منها : خلصي اللي عندك و انا بجلس معها .
خرج من المطبخ حاملاً اياها و هو يحاول تهدئتها
جلس على الأريكة و اخذ يُنشف وجهها من الدموع و يمسح مخاط أنفها .. و يُطبطب على ظهرها الى ان هدأت .. مالت نحوه و مرغت وجهها الصغير في رقبته ثُم رفعت رأسها و اخذت تُحملق في وجهه بملامح تقطر براءة... تلك البراءة في عينيها ، دقات قلبها البريء التي شعر بها وهي بين يديه ، و ايضاً نعومة وجنتيها التي لامست رقبته .. كان كل ذلك كفيلاً بتهدئة أعصابه وتغيير مزاجه السوداوي .. ابتسم بالرغم عنه وهو يسمعها تنطق بـ : بابا ثم تضحك بلطف
رفعها و أنزلها بسرعة و قد آنسه صوت ضحكاتها الذي ارتفع .. تساءل في نفسه كم من الوقت مضى و هو مشغول عن طفلته .. متى كانت آخر مرة قضى وقتاً ممتعاً معها ؟

في الفترة الأخيرة كان كل ما يفعله عند عودته للمنزل هو الشجار مع نور , وتذكيرها بفضائله عليها , و ان تحمله وصبره قد نفذ منه ومن فضيحة عائلتها التي لا تحتمل و انه قد قام بما عليه و أكثر. وان لو أن شخصاً آخر لما كان تحمل كل ما يجري و ما كان صبر كل هذا الصبر , متناسياً معاناة نور وأن ما حدث بالطبع قد آلمها أكثر منه , و أنها تشعر بأضعاف ما يشعر به هو , ف متى سينتهي هذا الشجار العقيم ؟

قطعت سارة أفكاره بسحبها نظارته الطبية من عينيه .. حدقت به و ضحكت بشغب ثم وضعت النظارة في فمها
.. انجذب لها و لشكلها البريء ، لا تدرك شيئاً حولها ..كأنها تعيش في عالمها الداخلي الخاص الذي لامعنى للحزن فيه .. قبَّل وجنتيها ثم دغدغ بطنها مستأنساً بها وبضحكاتها .

*

على طاولة الطعام ، تطعم نور سارا بطعام الأطفال الخاص , اما هو فقد كان سارحاً بأفكاره , يتأمل زوجته وطفلته , لماذا لا يعود نمط حياته الهادئ كما كان ؟ الى اين سيصل شجارهما ؟ أخذ يراجع نفسه ..كلماته الجارحة التي كان يسمعها نور كل يوم , و ما ذنبها هي ان اخطأت اختها ؟ ومن الطبيعي جداً أن تقف مع عائلتها و تدافع عن اختها ولا تتقبل الفضيحة , من الطبيعي جداً ان ترد عليه وتدافع عن نفسها وعن أهلها , انهم اهلها في النهاية و هذا ما يفعله افراد العائلة لبعضهم البعض .. و ان لم تقف مع اهلها في ازماتهم فمتى تقف ؟ شعر بتأنيب الضمير ...لقد كانت دائماً تتحمل غضبه حتى في اتفه الأمور .. اعترف انه كان أنانياً معها , كان يفكر بنفسه ومكانته المرموقة والفضيحة و الاشاعات و " كلام الناس " ..غافلاً عن مشاعر زوجته ومعاناتها .
نظرت نحوه نور و قد لاحظت شروده.. قالت باستغراب : منصور ليه ما تاكل ؟ بيبرد الأكل

نظر الى طبق الكبسة بالدجاج المحمر الذي اعدته نور لأجله , وهاج بطنه بشهوة الطعام ولكنه حافظ على جموده , جرفته مشاعره نحو زوجته و بطيبها وصفاء قلبها , بالرغم من تصرفاته القاسية معها الا انها لازالت تفكر به ولم تنسى واجباتها اتجاهه , خجل من نفسه عندما تذكر انه كان يريد مشاجرتها بسبب كلام ابو سلطان
نظر اليها و قال بهدوء : تسلم ايدك
نور : الله يسلمك عليك بالعافية
بدأ بالأكل و الضمير يُأنبه و العواطف تتحدث عنها ..أما هي فكانت متعجبة من هدوئه الغريب

*

يهتف بها : و يا روح البابا .. و يا قلب أبوك

يجلس معها على ارضية الغُرفة و تتناثر الدمى حولهما .. اندمج بمُجاراتها باللعب و كأنه طفل مثلها , تارة يقبلها وتارة يحادثها بلغتها الغير مفهومة ، امسك بكفيها الصغيرين ليساعدها على الوقوف , فبالرغم من اتمامها عامها الأول الا انها لم تخطي خطواتها الأولى بعد , اخرج هاتفه المحمول من جيبه و شغَل الكاميرا وبدأ بتصويرها لتوثيق خطواتها الاولى

امسك بذراعها بيد و بالهاتف الموجه نحوها باليد الاخرى : يلا يا بابا ...خليك شجاعة , انا بترك ايدك اللحين عشان تمشي لوحدك .. اتفقنا ؟

افلت يدها و ترك مسافةً بسيطة بينهما .. مرت عدة لحظات و هو يُصورها دون ان تتحرك ...بقيت واقفة على قدميها للحظات و بدت خائفة و هي تُحدق نحوه .. برمت شفتيها و تباكت بدلال و هي تمُد ذراعيها نحوه .. بينما انفجر ضاحكاً و هو يراها خائفة من الوقوع : ههههههههههههه تعالي هنا تعالي يا خوافة

مضى لها ورفعها واحتضنها و هو يضحك عليها .. في هذه اللحظات خرجت نور من الحمام بعد ان استحمت طويلاً لتتخلص من رائحة المطبخ .. تأملها و هي تلوح بشعرها القصير المبلل ..كانت تبدو جميلة ببشرتها المتوردة ..لم يعد يتذكر متى آخر مرة نظر اليها بهذه الطريقة .
التقت عينيها في عينيه فابتسمت : اشوفك رايق اليوم ...صوت ضحككم واصل لعندي
اجابها بسخرية : هاذي العجوز بنتك ..الخايبة ما ادري متى بتمشي العجوزة
ضحكت لتعليقاته على سارا : هههههههههه أي مادري ليه للحين ما مشت ..مع أن الاطفال الا في سنها و اصغر منها بدو يخطو
منصور : يحق لها بنت منصور تدلل

صمتا للحظات ..يفكر كلٌ منهما بالآخر ..تذكر ذلك القرص ..يجب أن تعرف نور به
قال لها بجدية : نور اليوم جاني ابو سلطان المستشفى
فتحت فاهها و قالت بصدمة : لييه ؟ وش فيه بعد
احضر لها القرص ومده لها : عطاني هذا السي دي , يقول ان وصل لولده سلطان و يخص هالة
اخذت نور القرص منه : الله يستر من اللي فيه .. انت فتحته ؟
نفى بسرعة : لا و ليش افتحه ..يمكن فيه شي خاص
نور : طيب انا بروح اشوف وش فيه

دخلت الى الغرفة واغلقت الباب عليها , أما هو أخذ يكمل لهوه مع سارا , وهو يدعو ان لا يجلب هذا القرص مشكلة أخرى

*

اخرجت الحاسوب ووضعت القرص في محرك الأقراص , ليبدأ المقطع , احترقت من الداخل و عينيها تكاد تخرجان من محجريها و هي ترى هالة ترتدي الثوب الأحمر ذاته !! كانت تتحرك بطريقة غريبة وكأنها ثملة ..وبرفقتها شاب تم التغطية على وجهه وهو يضحك ويلمس هالة بطريقة اثارت حفيظتها , لم تستطع ان تُكمل .. اغلقت الحاسب بقوة , لم تصدق عينيها , هذا لا يعقل , حتماً هناك خطأ في الموضوع , هناك حلقة ناقصة يجب ان تعرفها , امتلأت نفسها بالهم والحزن و غرقت في صمت و ذهول غريبين , هل فعلاً ليلى على حق ؟

تشابكت الأفكار في رأسها و قيدتها , و أخذت الحيرة تنهش عقلها , أجهشت بالبكاء , و هي لا تدري ماذا تفعل ؟ ومن تصدق ؟ ومن يرسل الصور ؟ لماذا يريد أذيتهم بهذه الطريقة البشعة ؟

فاجأتها حركة الباب فأشاحت وجهها بارتباك , علمت أنه منصور فحبست أنفاسها ومسحت دموعها بينما اقترب منها وجلس بجانبها , لاحظ ملامحها الحزينة وبقايا الدموع في عينيها : وش فيك ؟ السي دي فيه شي ؟؟
قالت بكبرياء : ماله داعي تعرف , الموضوع ما يخصك , وانت تعبت معنا وأدري انك خلاص ما عاد فيك تتحمل فضايحنا أكثر , حفظت الاسطوانة منصور ماله داعي تعيدها !!
قالت كلماتها ونهضت عنه ..لا تريد ان يجرحها أكثر .. لا ينقصها المزيد فما رأته في هذا القرص كان فوق طاقتها , و لكنه لم يتركها , أمسك بمعصمها مانعاً إياها من الذهاب : نور !! اجلسي و خلينا نفكر مع بعض و نحاول نشوف حل لهالموضوع
حاولت الافلات منه و هي تقول : ليش ؟ انت قلت ما تبغى تتدخل اكثر , منصور اللي فيني يكفيني واذا بتقول شي يضايقني فماله داعي ,
شد على معصمها اكثر : أقولك اجلسي ..أنا ابغى اساعدك يا نور
استجابت له و جلست بجانبه تستمع لما يقول
سألها : القرص فيه شي يخص هالة ؟
أومأت برأسها بالايجاب ثم قالت بدفاع : منصور أنا أعرف اختي زين ..هالة مو من هالنوع من البنات , هالة متربية و محترمة و فوق هذا خجولة , مستحيل تغلط هالغلطة .. ما تقدر .
دفعتها عاطفتها للمبالغة و هي تصفها : هالة تخاف حتى من ظلها ..ترتعد اذا شافت رجال غريب يناظرها و تخاف !!
اكملت و هي تنظر نحوه برجاء : مستحييل تسوي كذا !! منصور هاذي اختي واعرفها ..ماتسويها والله ماتسويها

منصور بتفهم : طيب مين برايك اللي رسل الصور لسلطان ؟ عندكم مشاكل مع أحد ؟ فيه أحد حاقد على هالة و يبغى يأذيها ؟

نور بعد تفكير : لا !! هالة صداقاتها قليلة و ما تحتك بالناس كثير . وحتى لو كان عندنا مشاكل , ليه يفضحنا بذي الطريقة ؟ ليش كل هذا الحقد ؟ و ليش يرسل الصور فنفس يوم الزواج ؟ ليش اختار هالتوقيت بالذات ؟
انزلت رأسها و خانها صوتها و قالت بتباكي : حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل ..الله لا يوفقه !!

لاحظ منصور جرس صوتها الحزين وأدرك انها على وشك البكاء فتأثر بها وحاول تهدئتها : طيب نور ركزي معي , اهدي وصلي ع النبي , خلينا نفكر فيها بعقل ..هالة وين كانت تروح ؟ ومع مين ؟

اجابته و هي تكاد تبكي : هالة من البيت للمدرسة ومن المدرسة للبيت ..ما كانت تطلع الا معي او مع ليلى او مع الهنوف .. و طلعاتها مع صديقاتها قليلة مررة !!

وصديقاتها كلهم نعرفهم ..و حامد بنفسه اللي كان يوصلها اذا بتطلع , منصور أنا فكرت كثيير بالموضوع بس مب لاقية حل , مب لاقية شي , هذا الشخص الا رسل الصور نيته واضحه انه يبغى يخرب , والا ليه رسل الصور لسلطان , ليه ما رسلها لأبوي أو حامد ؟
منصور : شكله يعرف سلطان ,او له علاقة بسلطان
نور : أي ويمكن له عداوة مع سلطان و يبغى يأذيه , بس كيف نعرفه مين هو وكيف نوقفه عند حده

ابعد عينيه عنها و صمت تردد قبل ان يعرض عليها المساعدة اذ انه قرر ان يتنحى جانباً ... و لكنه لم يستطع و نظر لها و قال : أنا بكلم سلطان وبشوف أقاوله ..وكيف وصلوا له الصور بالضبط ..لازم نعرف هالخسيس الا رسل الصور ونوقفه عند حده , لازم يتحاسب , وأنا عندي معارف في المباحث , وان شاء الله يقدرون يجيبونه من تحت الارض
تعجبت نور من ردة فعله المفاجئة , و كيف تغير رأيه ,و كيف اصبح هادئاً ويحاول مساعدتها , لم تصدق ما سمعته منه : والله ؟ بتكلم سلطان ؟
نظر الى عينيها المتفاجئتين : أي لازم نفهم منه و

لم يكمل كلامه فقد اقتربت منه وعانقته بقوة و القت بثقل رأسها على كتفه ..لم تنطق بأي كلمة , فقد كانت فرحتها لا توصف ..أخيرا استمع اليها و صدقها , لقد ازاح ذلك الثقل الكبير عنها وازال بعض تعبها , و شعرت اخيراً ان هناك من يشاركها في همها و من تستطيع الاعتماد عليه .. همست في اذنه : ما أدري وش كنت بسوي من دونك ..الله يخليك لي
وضع يده على ظهرها برقة , ابتعدت عنه قليلاً ليرى ملامح وجهها التي تبدلت من الحزن الى الأمل , اكتفى بالابتسام لها , فقد كان بعكسها لا يجيد وصف مشاعره بالقول , دائماً ما كان يعبر عن حبه لها بالأفعال لا بالأقوال .

*

يختلط لهيب العواطف بصقيعها .. هل يتمنى موتها ام يتمنى انها لم تُخطئ .. ام ان حُبه الابوي لها يمنعه من تصديق هذه الترهات ؟
اول لحظاته معها ..عندما وضعوها لتستلقي على ذراعيه , وقتها كانت صغيرة ولا تُقدَر بثمن , في تلك اللحظة عرف انه قد وقع في حبها .. كبرت أمام عينيه , و لم تنمحي ملامح الطفولة منها , و لم تختفي نظرات البراءة من عينيها , يتذكر تفاصيل حياتها البريئة الى ان اصبحت عروساً ,يحاول ان يدرك ما الخطأ الذي ارتكبه لتخطأ طفلته ما اخطأت و تفضحه و تلعب في شرفه , هل خطأه انه احبها ؟ ام لأنه في حياته كلها لم يرفض لها طلباً ؟ هل هو الدلال الزائد الذي جعلها تفعل ما فعلت ؟

كان غارقاً في حزنه العميق , الغضب ,الشعور بالذنب , الاستياء , عدم التصديق و خيبة أمل كبيرة ,يشعر انه فقدها الى الأبد , مات حبها في قلبه ,و اصبحت في عالم الاموات ..بالنسبة اليه ,و لكنه يشعر بالحنين الى طفلته الصغيرة , تلك الصغيرة البريئة التي لا تخطئ , يتذكر كلماتها الأخيرة و دموعها , و أنينها , بدأ يتسرب الى ذهنه شعور قاتل بأنه قد يكون ظلمها , و لكن الصور وكلام ابو سلطان يثبت ادانتها , الشك والحيرة مثل حبل المشنقة الملفوف على عنقه بدون أي مقاومه منه .
كانت نور تقف خلف الباب .. جاءت الى هنا بقصد لقاءه و الحديث معه تردد في الدخول , فوالدها لم يعد والدها الذي تعرفه , تمنت لو ان يلين قلبه ولو قليلاً لتتمكن من التفاهم معه بهدوء طرقت الباب : يبه اقدر ادخل ؟ ابي اكلمك في موضوع
سمح لها بالدخول فدخلت وجلست بجانبه ترددت للحظات قبل ان تتحدث : يُبه
ابو حامد : قولي يا نور
نور : انا ابغى اكلمك عن هالة
صمت واشاح بوجهه جانباً
نور : أدري انك ماتبغى تتكلم عن هالموضوع , بس مايصير كذا نرمي البنت و ما نسأل .. انا احس ان اختي مظلومة , ولازم نفهم منها , ولين ما تهدأ الامور انا قلت ندخلها دار الحماية , بنت خالتي ياسمين تشتغل هناك و بتدير بالها عليها , بس لازم موافقتك اول !!
ابو حامد : يعني تفكرين ان انا ابغى اظلمها , هاذي بنتي يا نور .. كل ما حاولت اكرهها ما اقدر , بس وش بيدي اسوي ؟؟ اكذب عليك اذا قلت ما تهمني وعساها الموت , هاذي بنتي يانور

لمست في كلماته الحنان الذي طالما عرفته فيه : يبه , هالة بريئة وانا راح اثبت هالشي , لا تتسرع وتحكم عليها , منصور قال لي ان بيتحرى عن الموضوع , ومن اللي راسل الصور , لازم نعرف اللى رسل الصور يبه ,منصور معارفه كثيرة وان شاء الله ينحل الموضوع واثبت لك ان هالة مظلومة وان هالصور مب صحيحة

ابو حامد : أتمنى انها مظلومة يا يبه , بس اخاف يطلع العكس , سالت دموعه على خديه : واذا طلع العكس ؟؟ اذا طلعت صدق فاجرة

تقدمت اليه وهي لم تتحمل رؤية دموعه : تكفى لا تستعجل وتحكم عليها , هاذي هالة وتربيتك , انا ماقدر اشوف دموعك تكفى عشاني يبه ,

قبلت رأٍسه ويديه : انت خلي الموضوع علي , وخلينا ندخلها دار الحماية , ي انا اخاف اجيبها هنا البيت وحامد يسوي فيها شي

ابو حامد : مو بس حامد , انا خايف عليها حتى من نفسي , اخاف اشوفها وانا اللي أأذيها , بتردد : هاتي الاوراق اللي بايدك وخلينا ندخلها ده اللي تقولين بيه



مهما فعلت تظل طفلته الصغيرة , ويظل والدها , تظل تفاحة عينيه ,التي يخاف عليها حتى من نفسه, حتى مع احتمال ان تكون مذنبة , كان خائفاً عليها



,





الهنوف



كانت تجلس شاردة الذهن , ويجلس بجانبها ابنها محمود ذو السبعة أعوام يكتب واجباته ,

محمود وهو يرفع اليها كتابه : ماما شوفي خطي حلو

الهنوف وهي لم تنظر اليه ولازالت شاردة : أي حلو

محمود : بس انتِ ماناظرتي في الكراسة , كيف قلتي حلو

الهنوف : افف محمود , كمل حل واجباتك ولا تزعجني

محمود ابتعد عنها بتذمر واكمل الكتابة على كراسته

قامت من مكانها فجأة وذهب الى احدى الغرف واغلفت الباب عليها , امسكت بهاتفها , واختارت احدى الارقام المسجلة لديها وضعت الهاتف على اذنها تنتظر سماع الرد

جاءها صوت أنثوي : الو
الهنوف : الوو انا الهنوف
المرأة : ايوا وش بغيتي
الهنوف : تكفيين ما ابغاك تذكرين اسمي في اللي صار , انتِ تعرفين ان انا مالي ذنب , يكفي البنت المسكينة في المستشفى ويقولوا انها انجنت , لا تخربين حياتي أنا بعد ,أنا عندي ولد و حامل , حرام اذا مو عشاني عشان اولادي

المرأة : هههههههههههههه وش فيك خفتي ؟

الهنوف : أي وبموت من الخوف اذا عرف زوجي بيذبحني , تكفين الله يخليك استري ع الموضوع

المرأة : اطمني يا قلبي بما انك تسوين اللي اقوله بالحرف الواحد ما راح يصير لك شي

الهنوف : أكيد ؟؟ اتطمن يعني

المرأة :ههههههههههههه أي تطمني وحطي ف بطنك بطيخة صيفي , خلاص انا اخذت الا ابيه و مايهمني افضحك او اسوي لك شي

الهنوف بارتياح : مشكورة , الله يستر عليك مثل ما سترتي علي بس ممكن سؤال

المرأة : اييش ؟

الهنوف : ليه عملتي كذا بهالة ؟ حرام البنت مسكينة و

قاطعتها المرأة بنرفزة : لا تتدخلين بشي ما يعنيك يالهنوف لا تخليني اغير رايي فيك

الهنوف : لا لا لا اسفه , خلاص انا بسكر الحين وبمسح رقمك من عندي انا ما ابغى مشاكل معك

المرأة : بس انا ما بمسح رقمك يمكن احتاجك

الهنوف : ها ليش بعد

المرأة : مادري يمكن احتاجك للضرورة , واذا ما شفتك معي يمكن اسوي شي ما يعجبك ياقلبي

الهنوف بخوف : لا تكفين

لم تسمع رد فقد اغلقت تلك المرأة الخط , شعرت باحدهم يفتح الباب

نور : الهنوف وينك ؟ ولدك يبغاك تذاكرين له

الهنوف فزعة : اففف وانتِ ليه ما تدقين الباب قبل لاتدخلين مافي خصوصية ف هالبيت

نور : انا صار لي مدة ادق الباب وانت ما تردين

الهنوف : كنت اكلم اختي في الجوال , وما انتبهت , خوفتيني اففف

نور : طيب حصل خير ليه معصبه ؟


ذهبت الهنوف الى محمود واخذت تصرخ عليه : انت متى بتعتمد على نفسك وتذاكر لوحدك , اذيتني



تركتها نور وهي متعجبة من تصرفاتها الغريبة , صعدت الى الطابق الثاني لتجد ليلى تجلس وحدها في الغرفة

نور : مادري وش فيها مرت اخوك , مب طبيعية

ليلى : ليش هو فيه أحد طبيعي بعد الا صار

نور وهي تجلس بجانبها : معصبة وتصارخ على الولد وكانت شوي و تضربني بعد ما شفتها تكلم بالجوال

ليلى : اتركيها عنك مع نفسها

نور : وانتِ شفيك بعد , احسك متضايقة ؟

ليلى : آآآه يا نور , ام يوسف ماعندها سالفة ف البيت الا سالفتنا , من تشوفي تبدي تسأل عن هالة وعن ابوي , وكل ما احقرها مافي فايدة ترجع تسأل , كأنها ماصدقت تحصل شي عشان تضايقني فيه

نور : ماعليك منها , انتِ اهم شي زوجك ما يتأثر بكلامها

ليلى : لا الحمد لله يوسف مقدر الوضع وهو بنفسه يقول لي ان ما اعطيها أي اهتمام واطنش , بس لمتى ؟ لا واليوم لما رحت الجامعة كيف البنات يطالعوني , صحيح ان ماحد تكلم بس نظراتهم تكفي , فششلة انحرجنا كثيير مع المعازيم والناس يا نور , يعني هالخايس مالقى يرسل الصور الى ف يوم العرس

نور ولم يكن يهمها الناس بقدر ما تهمها هالة : الله يرد كيده في نحره

ليلى التفتت لنور : وانتِ كيفك مع زوجك ؟ بعده معصب من الموضوع كل ما اتذكر صراخه عليك ذاك اليوم ونظراته لنا في المستشفى , اقول الله يعينك كيف متحملة ؟

نور : لا الحمد لله منصور بدا يهدى شوي , وقال ان بساعدني عشان نعرف مين الا رسل الصور , يقول ان عنده معارف في الشرطة , وبحاول يحل الموضوع ويطلعه من تحت الأرض

ليلى : شهالتغير المفاجئ ماشاء الله

نور : لا منصور صحيح بسرعة يعصب , واذا عصب يصير مستفز وماينطاق بس قلبه طيب ولما يهدئ يصير اطيب منه مافيه

ليلى : الله يهديه ولا يغير عليكم يا رب , بس وش تفرق اذا عرفنا مين رسل الصور , ما احس بيتغير شي

نور : طبعا بيتغير يا ليلى , احنا لازم نعرف مين و وش يبغى وليه يبغى يفضحنا

ليلى : تتوقعين الا رسل الصور نفسه الا كان معاها في الصورة
نور : ما ادري , انا اعتبر هذا الا معاها في الصور مو موجود , انا بعدني احس ان اختي مظلومة
ليلى : يا ليتني اقدر افكر مثلك


يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 06-07-17 الساعة 08:01 PM
خد العروس & غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:17 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.