آخر 10 مشاركات
[تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          201 - لقاء في الظلام - باتريشيا ويلسون - ع.ق (مكتبة مدبولي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          بلسم جراحي (28) للكاتبة الرائعة: salmanlina *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          215 - لعبة الحب والحياة - بيتانى كامبل - مكتبة مدبولى ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          608 - المرأة الضائعة - روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : samahss - )           »          الإغراء الحريري (61) للكاتبة: ديانا هاميلتون ..كاملهــ.. (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-08-16, 09:07 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



✾الفصل التاسع عشر✾


وصلت السيارة لمنزل أسيل لتنزل تالا منها بمساعدة من عم محمود و هى تحمل بيدها هدية لأسيل اشترتها لتوها .. دخلت و هى تشعر بالرهبة و الخوف لأنها لا تعرف أحداً فى هذه الحفلة كما أنهم مختلفون كل الإختلاف عنها .. لا يوجد شئ مشترك بينها و بينهم .. شاهدت أسيل تقترب منها و ابتسامة واسعة على وجهها لكن ابتسامتها اختفت تدريجياً عندما وجدت تالا بمفردها و أدهم ليس معها !
ابتسمت تالا لها ابتسامة قلقة و مدت يدها بالهدية لأسيل و قالت : كل سنة و أنتِ طيبة
أخذت أسيل الهدية من يدها و أعطتها لصافى الواقفة بجانبها و قالت لتالا بابتسامة مصطنعة : مبسوطة أوى إنك جيتى .. ثم أردفت بتساؤل : أمال فين أدهم هو مجاش معاكى ؟
تنهدت بارتباك ثم قالت بأسف : بيعتذر ليكى جداً عشان عنده شغل كتير فمش هايعرف ييجى
تنهدت أسيل بغضب فكيف لم يأت هذا الأدهم و هو السبب الأساسى لهذا الحفل .. ظلت طوال الأسبوع الماضى ترتب كل شئ أوله ملابسها و أخره البالونات المتناثرة فى الأرجاء .. بعد كل هذا التعب و المجهود الذى بذلته لتصبح فى أحسن و أبهى صورها .. يأتى هو بكل تلك البساطة و يخرب خطتها و ترتيبها .. لقد كانت تحلم حتى و هى مستيقظة بهذا اليوم و ما ستفعله لتلفت إنتباهه و تجعله متيماً بها .. حتى أنها حلمت و تخيلت حوارات ستدور بينهما فى هذا الحفل الزائف لعيد ميلادها .. كيف له أن يفعل بها هذا لمجرد عمل تافة يقوم به .. كيف له أن يتجاهل دعوتها بكل تلك البساطة و يبعث تلك الفتاة المقعدة التى ترتدى ثياباً لا تليق بتاتاً بحفلها و ضيوف حفلها اللذان يسيران طبقاً لأحدث صيحات الموضة.. لكنها لن تسمح له أبداً أن يخرب خطتها .. لن تسمح له أن يهدر مجهودها ليصبح هباءً منثوراً !
رسمت إبتسامة مصطنعة على ثغرها بجدارة و قالت لتالا : أنا اللى غلطانة إنى ماعزمتهوش بنفسى أكيد اتكسف ييجى ثم أردفت قائلة بجدية : هاتى رقمه أنا أعزمه بنفسى
نظرت لها تالا بارتباك و قالت بتوتر : ماعتقدش أنه هايقدر ييجى عشان عنده شغل مهم أوى لازم يخلصه انهارده
وكزت أسيل صافى فى ذراعها لتتكلم فقالت صافى بابتسامة مصطنعة : ماجتش من يوم يعنى يا تالا الشغل مش هيطير ثم أردفت بخبث : و بعدين الحفلة هتطول و الوقت هيبقى بليل و أنتِ مش هينفع تروحى لوحدك
تنهدت تالا بضيق شديد فهى لا تعرف ماذا تفعل .. لا تريد أن تتصل به و تطلب مساعدته .. لقد أخذت قرار ألا تحدثه مجدداً و أنها ستتدبر أمورها بمفردها لكن تأتى أشياء غبية و ترغمها على محادثته و طلب العون منه .. لماذا تصر أسيل كل هذا الأصرار على أن يأتى أدهم إلى حفلتها .. لقد بدأت تمل و تمقت هذه الفتاة عن ذى قبل !
نظرت تالا لأسيل بضيق و قالت بنافذ صبر : طب ثوانى هاكلمه
ابتسمت أسيل بإنتصار و قالت بجدية : لو مرضاش ييجى أبقى أدهونى أكلمه
أخرجت تالا هاتفها و نظرت لرقمه بتردد ثم ضغطت زر الإتصال .. وضعت الهاتف على
أذنها لتسمع جرس .. أبعدت الهاتف بسرعة و أغلقت الخط و قالت بتوتر : مقفول
ابتسمت أسيل لها و قالت بجدية : طب جربى تانى عقبال ما أجبلك حاجة تشربيها ثم
سحبت صافى من ذراعها و ابتعدت عن تالا !
أحست تالا بالإختناق الشديد من هذا الحفل و صاحبة الحفل و كل من هم فى الحفل .. أحست بهاتفها يهتز بين يدها .. نظرت لشاشته لتجد أسمه يزينها .. ردت بعض تردد لتسمعه يقول بقلق : تالا أنتِ كويسة ؟
تالا بضيق : أدهم أنت فاضى ؟
أدهم بقلق : و لو مش فاضى أفضالك .. فى أيه ؟
اخبرته تالا باختصار كل ما قالته لأسيل بداية بكذبة الطبيب نهاية بكذبة أن لديه عمل مهم
يقوم به لذلك لن يأتى !
تنهد أدهم بغضب و قال بنافذ صبر : قولى العنوان و أنا هاجيلك
أخبرته تالا بالعنوان و أغلقت معه و هى تقول بامتنان : شكراً يا أدهم
عندما أغلقت معه الخط أحست براحة لم تتوقعها .. كان يجب أن تخبره من البداية أن يأتى معها على الأقل حتى لا تصبح وحيدة فى مكان كهذا ينفر منه وجودها .. كانت تلاحظ عيون الفتيان و الفتيات الموجهة إليها .. منهم من ينظر لها بدهشة و استغراب و منهم بشفقة و منهم من يتهامس عليها و يضحك .. شعرت بالإختناق الشديد و كادت أن تبكى !

بعد أن سحبت أسيل صافى من ذراعها .. أخذتها بعيداً عن الناس بقليل تحديداً داخل الفيلا و بدأت كلامها و هى تقول بغيظ : الخطة فشلت يا بومة و أدهم ماجاش .. يوم Black من أوله أنا عارفة .. ثم تحسست رقبتها التى يزينها عقد أنيق لكنه ليس المفضل لديها قائلة بضجر : الصبح مالقتش السلسة اللى بحبها و دلوقتى أدهم ماجاش .. What a bad luck !
نظرت لها صافى بملل و قالت : مش أنتِ قولتى لتالا دى تكلمه

أسيل بحدة : و أفرضى حضرتك أنه ماجاش و قالها إن عنده شغل ؟
تنهدت بملل و قالت بخبث : يبقى دماغ صافى هاتشتغل يا بيبى
نظرت لها أسيل بغضب و قالت بتبرم : خليها تشتغل بسرعة و تجيب حل عشان أنا قربت أزهق
نظرت لها صافى بملل و قالت بغضب مكتوم : keep calm please صافى بتفكر
نظرت لها أسيل بنافذ صبر و ظلت صامتة لبعض الوقت إلى أن قالت صافى بخبث : مدام هما صحاب و بيروح معاها للدكتور يبقى أكيد هايقلق عليها و هايسيب شغله لو أى حاجة حصلتلها
أسيل بعدم فهم : قصدك ايه ؟
صافى بغيظ : أنا مش عارفة ليه أنا مصاحبة واحدة غبية زيك ؟
أسيل بغيظ : ما أنتِ اللى بتقولى طلاسم ماتتفهمش .. ازاى هايحصلها حاجة و هى كويسة ثم أردفت بخضة : هانموتها !
نظرت لها صافى بغيظ و قالت بنافذ صبر : أنا ماشوفتش أغبى منك .. هانموتها و نروح فى داهية عشان حضرتك تشوفى و تتعرفى على سى أدهم .. ثم صاحت بها قائلة : أنتِ مجنونة
أسيل بضيق : ممكن طب تفهمينى براحة من غير زعيق
صافى بضيق : اللى يشوفك يقول ذكاء ماشى على الأرض لكن أنتِ غبية .. منظر على الفاضى ثم أشارت إلى رأسها و هى تقول : هنا فاضى أو أستغفر الله لو صادفنا و لقينا مخ أكيد هايبقى مصدى
نظرت لها أسيل بغيظ و قال بضيق : طب قولى أنتِ قصدك أيه من غير طولة لسان ؟
صافى بخبث : أحنا نخليها تشرب لحد أما تجيب أخرها و نكلمه نقوله ييجى ياخدها
نظرت لها أسيل بغيظ و صاحت بها قائلة : أنا برده اللى غبية و حضرتك اللى ذكية أوى .. أنتِ فاكرة أنها هترضى تشرب اصلاً ! دى شكلها معقدة و متزمتة و من رابع المستحيلات أنها ترضى
تنهدت صافى بتفكير و قالت بضيق : فى دى عندك حق .. خلاص نحطلها منوم فى العصير
أسيل بجدية : أنا هاروحلها أشوف هى كلمته و لا لا ! و لو لقيته مش هاييجى نبقى ننفذ خطة العصير ديه
صافى بملل : أوك As you like

لفت أنتباهها ألوان البالونات الموجودة حولها بكثرة .. كانت ألوانها تمتزج بين الأبيض و الأحمر و الأزرق .. هناك منها المرتب و المجمع ليصنع شكل أبداعى و هناك الموضوع بعشوائية لكنه يعطى شكل جمالى و إبداعى إيضاً !
رن بأذنها صوت تلك الأغنية التى بدأت لتوها و بدأ الفتيات و الفتيان يرقصون عليها .. إنها تذكرها بذلك اليوم الذى لم تكن تتمنى ابداً أن ينتهى وقتها ! و لكنها الأن تتمنى لو ماتت قبل أن تفعل كل ما فعلته فى حياتها السابقة .. لماذا كل شئ حولها مصر على أن يذكرها بماجد !
Flash Back

كل شئ كان أمامها مطلى بالأسود .. لا ترى أى شئ غير الأسود حتى أنها ظنت أن تلك العصابة السوداء لو بقيت على عينها أكثر ستفقد الرؤية و تصبح عمياء بكل تأكيد !
كانت يده الممسكة بيدها هى مرشدها الوحيد فى طريقها المظلم .. تنهدت بملل و قالت بفضول : فى أيه يا ماجد أنت واخدنى و رايح على فين ؟
ماجد بجدية : ششش أسكتى شوية .. خليكى توتة ماجد المطيعة و أسمعى الكلام
تنهدت تالا و الفضول ينهشها و قالت بجدية : يا ماجد اللى بتعمله دة جو قديم أوى يعنى .. أنت ممكن تفاجئنى من غير البتاعة السودة اللى على عنيا دى .. دى على عينى من أول ما خدتنى من قدام البيت
أقترب من أذنها و همس قائلاً : عاجبنى أوى إحساس إحتياجك ليا و إنك من غيرى مش هاتعرفى تمشى خطوة واحدة
تركت يده و قالت بابتسامة تحدى : مين اللى قالك كده ؟ أنا هاعرف أمشى طبعاً من غيرك و بدأت تمشى بمفردها و هى تترنح فى مشيتها كأنها شربت حتى الثمالة .. كانت تشعر أن قدميها تغرسان فى الرمال و رائحة البحر التى تعرفها جيداً تخترق أنفها .. لم يتحمل فضول المرأة بداخلها أكثر من هذا فنزعت العصابة السوداء من على عينها لتجد نفسها عند أول مكان قابلت ماجد فيه .. كان حقاً رائع الجمال .. شموع و بالونات تمتزج ألوانها بين الأحمر و الأبيض و الأزرق تملأ المكان بكثرة .. كم هو مجنون ! .. كم هى تعشقه و لا تتخيل حياتها بدونه هو و جنونه ! .. نظرت وراءها لكنها لم تجده .. عبست و قالت بصوت عالى : ماجد يا ماجد أنت فين ؟
لم تسمع صوته و لكنها سمعت صوت الأغنية التى بدأت .. جاء ماجد من خلفها و قال بابتسامة : مين يصدق أننا بقالنا سنة نعرف بعض ! .. مين يصدق أن البنت اللى أنقذتها من الغرق غرقتنى بحبها !
ألتفتت له و عيونها تدمع فرحاً و قالت بابتسامة حب : ماجد أنا بحبك أوى
أبتسم ماجد لها بحب و أقترب منها ليحتضنها و لكنها ابتعدت و قالت بجدية ممزوجة بالخجل : أحنا قولنا ايه ؟ عيب كده
أبتسم ماجد بغيظ و قال : ماسبتكيش تغرقى ليه ساعتها !
مشيت بعيداً عنه و هى تقول بدلال : و كنت هاتقدر تعيش من غير توتة ماجد أو كنت هاتلاقى توتة ماجد غيرى ؟
أبتسم ماجد و قال بأسف : للأسف لا ثم أردف مشاكساً إياها : أيه رأيك لو نعيد لحظة الغرق اللى كانت من سنة و أنا أنقذك بقى و أنتِ تبقى عايزة تنفس صناعى و أنا ساعتها مش هتردد لحظة
أحمرت وجنتها من الخجل و قالت بخجل : ماجد لو مبطلتش كلامك ده أنا مش هاكلمك تانى
أبتسم ماجد و قال بجدية : أنا بقول كلامى ده عشان أشوف خدودك الحمر دول
تالا بنصف عين ممزوجة بالخجل : يا راجل !
ماجد بابتسامة : يا قلب الراجل
أرتسمت على وجه تالا ابتسامة حزينة و قالت بتفكير : ماجد تفتكر اننا هانكمل مع بعض .. تفتكر أننا هانكمل أكتر من سنة مع بعض
عبس وجه ماجد و قال بضيق : ايه الكلام اللى أنتِ بتقوليه ده ! أنا هاعيش معاكى حياتى كلها مش هايبعدنى عنك غير الموت
دمعت تالا و قالت بجدية : بعيد الشر عليك يا ماجد إن شاء الله أنا و أنت لا
ماجد بجدية : ماتقوليش كدة تانى .. بعيد الشر عليكى إن شاء الله أنا و انتِ لا
تالا بدموع : بعيد الشر عليك .. يا رب يومى يبقى قبل يومك
نظر لها ماجد بنافذ صبر و قال بتساؤل : هانفضل نتعازم على بعض كدة كتير .. أنا جايبك عشان أفرحك و أنتِ تنكدى علينا كده و تبوظى اليوم
تالا بجدية : ماجد أنا مش عايزة أنكد علينا .. أنا خايفة خايفة أوى .. خايفة نبعد عن
بعض .. خايفة من مامتك
قاطعها ماجد قائلاً بجدية : مش ماما اللى هاتخترلى هاتجوزنى مين يا تالا ؟ أنا اللى هاختار حياتى و هاختار البنت اللى هاتكمل معايا حياتى ثم قال بجدية و هو ينظر لعينها مباشرة : و أنا أخترتك
ابتسمت تالا ولم تجد شيئاً مناسباً لتقوله فقالت بجدية : تعال يلا روحنى عشان ماما بدأت تزعق عشان بخرج معاك كتير و بتأخر
Back
أفاقت من ذكرياتها الموجعة على صوته و هو يقول بقلق : أنتِ بتعيطى ليه ؟ حد ضايقك ؟

كانت سترد و لكنها سمعت صوت أسيل التى أتت و قالت بقلق مصطنع : مالك يا تالا ؟ مين اللى ضايقك ؟ فى حد ضايقك فى الحفلة ؟
مسحت تالا دموعها التى نزلت دون إرادتها و قالت بابتسامة مصطنعة : لا مفيش حاجة أنا بس أفتكرت حاجة
نظر لها أدهم بقلق و قال بتساؤل : يعنى أنتِ كويسة ؟
أبتسمت تالا و قالت برضا : الحمد لله
أبتسم لها أدهم ثم نظر لأسيل و مد يده لها بهدية ملفوفة و قال بضيق : كل سنة و أنتِ طيبة يا رب تعجبك
أخذت أسيل هديتها منه و قالت بابتسامة : أكيد هاتعجبنى ثم أقتربت منه لتحتضنه لتظهر امتنانها له و لكنه أبتعد عنها بشكل لائق
أحست أسيل بالحرج عندما أبتعد عنها فقالت بحرج : خدوا راحتكوا .. أنا هاروح أشوف فى حاجة ناقصة و لا نقدر أننا نطفى الشمع ثم تركتهم و ذهبت
كانت تالا تشعر بالضيق الشديد من تصرفات أسيل الطائشة التى تظهر أنها فتاة دون حياء أو خجل كما أنها شعرت بغصة بقلبها عندما أقتربت إلى هذا الحد من أدهم !
لاحظ أدهم ضيقها فقال بجدية : مدام أنتِ عارفة أنك هاتبقى مضايقة كده .. ليه تغصبى نفسك إنك تيجى مكان زى ده و تتعاملى معاه
كانت تشعر أن هناك شحنة من الغضب مختزنة بداخلها .. أرادت بشدة أن تفجرها فلم تجد أفضل من أدهم لتفجر شحنتها به و أمامه فقالت بحدة : كنت عايزة أساعدها و أنفذ وصية دادة عائشة .. بس أنا خلاص مش هساعد حد .. ثم أردفت بدموع : أنا أزاى عايزة اساعدها و نسيت أنى أكتر واحدة محتاجة مساعدة .. أنا عايزة أمشى من هنا .. أنا حاسة أنى مخنوقة و بتخنق أكتر و أكتر طول ما أنا قاعدة هنا
جثى أدهم أمامها ليصبح فى مستواها و أعطاها منديلاً و قال بجدية : طب أهدى طيب و أنا هاروحك من هنا بس أهدى
أخذت منه المنديل و زادت فى البكاء أكثر فتركها حتى تفرغ كل الشحنة الموجودة بداخلها !
بدأت تهدأ بعد أن أفرغت ما بداخلها .. مسحت ما تبقى من دموعها و نظرت له بامتنان و قالت : شكراً أنا أسفة جداً بتعبك معايا
أبتسم أدهم و قال بعتاب : و لاتعب ولا حاجة .. ماتقوليش كده تانى
تنهدت تالا و أخرجت هاتفها و أتصلت بعم محمود ليأتى و يأخذها !
بعد أن أنهت مكالمتها نظرت لأدهم لتجد نظره موجها ًبعيداً تحديداً خلفها و عينه تطلق شراراً .. نظرت له و قالت بتساؤل : فى حاجة يا أدهم !
نظر لها و علامات الغضب مازالت على وجهه و قال بضيق : لا مفيش .. حد كان بيستهبل بس و أنا لميته
نظرت له بعدم فهم و قالت بجدية : أنا مش فاهمة حاجة
أبتسم أدهم و قال بجدية : مش لازم تفهمى ثم أردف بتساؤل : كلمتى السواق ؟
تالا بجدية : أيوة كلمته
لاحظ أدهم نظرات ذلك الشاب مجدداً تحاول أن تخترقها .. لا يكفيه كل فتيات الحفل بملابسهم العارية التى ستسهل على عيونه إختراق أجسادهم بكل سهولة و يسر دون عناء لينظر لها بملابسها المحتشمة الطويلة .. هو يعلم جيداً أن المحجوب مرغوب و لكن بعيداً عنها .. أنه شاب و يعلم جيداً معنى كل نظرة وجهها الشاب تجاهها .. أحس بالغضب الشديد و الدماء تغلى فى عروقه .. كيف له أن ينظر لها هكذا .. ألا يعلم أنها أصبحت تخصه و أمانة برقبته منذ أن أمنه أحمد عليها .. ألا يعلم أنه يشعر بنغزات تصيب قلبه عندما ينظر لها أى أحد و خصوصاً لو نظرات كتلك .. ألم يكفيه تهديده له من خلال نظراته الغاضبة .. يبدو أنها لم تكفيه إطلاقاً ربما سيكتفى بلكمة قوية لتجعله يفيق و يعلم أن وراءها رجل يحميها من نظراته الحقيرة تلك !
وجد قدماه تقوده إليه إلى أن أقترب منه .. قام الشاب بفزع عندما وجده يقترب .. أمسك أدهم الشاب من ياقة قميصه و قال بغضب : فى حاجة ؟
أرتجف الشاب بين يديه و قال بارتباك : لا مفيش .. مفيش
ضغط أدهم على أسنانه بغضب ثم لكمه فى وجهه ليخرج غضبه و قال بحدة : عارف لو ما اتلمتش أنا هايبقى ليا تصرف تانى معاك مش هايعجبك
نظر له الشاب بخوف و قال بارتباك : أنا ماكنش قصدى أبصلها بس لفتت إنتباهى عشان محجبة و حجابها طويل بس رجليها باينة من وراه
ضغط أدهم على أسنانه بغضب أكثر و لكمه لكمة أخرى .. تجمع على أثرها كل من فى الحفل !
دخلت أسيل وسط هذا الحشد المتجمع من الناس و أقتربت من أدهم و قالت بتساؤل : فى ايه ؟
تركه أدهم و قال بجدية : مفيش حاجة يلا كل واحد يروح يشوف كان بيعمل ايه ؟
غادروا و هم يجرون أذيال الخيبة وراءهم فقد كانوا يرجون أن يحدث شجار عنيف بينهم ليشجعوا اللعبة الحلوة !
بقى أدهم الذى كان يشعر بالغضب و أسيل التى لا تفهم أى شئ و تالا التى أصيبت بالدهشة عندما تركها أدهم دون إنذار سابق و لكم هذا الفتى !
أقترب أدهم منها و وجه نظره بتجاه قدمها ليجدها ليست عارية .. ماذا يقول هذا الأحمق ! .. تذكر كلماته و هو يقول أن قدمها ظاهرة من الخلف و ليست من الأمام فدار حولها ليجد أن الشاب كان محقا ًو أن جزءا ً من قدمها عارى من الخلف .. يبدو أنها عندما جلست جلست على جزء من الفستان فارتفع ليظهر جزء من قدمها .. كان يسمع تساؤلاتها هى و أسيل عما يفعل و لكنه لم يعرهم أى أهتمام و جثى أمامها و أمسك طرف الفستان من الجهة المرتفعة و سحبه ليغطى قدماها الظاهرة !
فهمت أخيراً ما كان يحاول فعله .. كانت تشعر بالغضب الشديد من نفسها كيف لم تشعر أن الفستان مرفوع من الخلف و جزء من قدمها ظاهر .. لقد أرتدت هذا الفستان بعد أن علمت أنه لن يظهر أى شئ من تفاصيل جسدها !

نظرت له بحرج و قالت بامتنان : شكراً بس كنت قولتلى و أنا هاعلمه
نظر لها بضيق و قال بجدية : أبقى خلى بالك بعد كده
نظرت لهم أسيل و هى تشعر أنها كالأطرش فى الزفة و قالت بعدم فهم : أنا مش فاهمة حاجة ؟ هو فيه ايه ؟ ثم أردفت بعدم اهتمام : يلا عشان نطفى الشمع
نظرت لها تالا بضيق و قالت بجدية : أنا لازم أمشى عشان تعبانة و السواق جه
نظرت أسيل لأدهم و قالت بجدية : ماتقولها حاجة يا أدهم .. ماينفعش تمشى كده
نظر لها أدهم لبعض الوقت و هو يحاول أن يعرف ماهية هذه الفتاة و أصرارها على مصادقة تالا .. لم يستغرق وقت طويل ليعرف ما يدور فى ذهنها و أنه هو المنشود و ليست تالا فقال بجدية : معلش بس هى لازم تنام بدرى عشان بتتعب و أنا عندى شغل و جيت عشان خاطرها
نظرت له أسيل بضيق و قالت بجدية : مافرقتش من 10 دقائق نطفى فيهم الشمع
نظر أدهم لتالا و قال بتساؤل : تحبى تقعدى ؟
أتت صافى فى تلك اللحظة و أقتربت من أسيل و همست فى أذنها قائلة : أنطى أتصلت و قالت أنها جاية هى و أنكل فى الطريق .. ساعة بالكتير و هيبقوا هنا
أبتعدت عنها أسيل و قالت بخضة : يا نهـــــــــــــار أسود

وكزتها صافى و هى تقول بصوت منخفض : ايه يا نهار أسود ديه ! أنتِ كده Local
أستأذنت منهم و أخذت صافى و دخلت الفيلا !
نظر أدهم لتالا و قال بجدية : يلا
تالا باستغراب : تفتكر فى ايه ؟
أدهم بجدية : مش عارف و مش عايز أعرف .. ثم قال بصوت منخفض : الستات كلهم كدة عجينة واحدة .. فضولين .. أى حاجة بتحصل لازم يعرفوها
نظرت له بابستغراب و قالت : بتقول حاجة ؟
ادهم بابتسامة مصطنعة : بقول يلا عشان زمان عم محمود مستنيكى بره ثم أردف بابتسامة جذابة : تسمحيلى ألقى أعجابى بالفستان ده!
أبتسمت تالا بخجل و قالت بجدية : تعرف مين اللى أختار الفستان ده؟
أدهم مشاكساً إياها : واحدة أسمها تالا
ضحكت تالا ضحكة صغيرة و قالت بجدية : لا .. توتة اللى أخترته
أبتسم أدهم و قال و هو يعدل هندامه : ذوقها يجنن زى خالها بالظبط
أبتسمت تالا و قالت بتساؤل : مش شايف أنك واثق من نفسك أوى
أدهم بابتسامة تساؤل : بزمتك مش أستاهل
نظرت تالا فى الإتجاه الأخر و قالت بجدية : يلا نخرج عشان نلحق عم محمود
أدهم بابتسامة : يلا بس أبقى فكرينى أعاقب توتة عشان أخترتلك فستان مطلعك زى القمر
عبست تالا و قالت بضيق : أدهم لو سمحت أنا مش بحب كده ثم حركت عجلات كرسيها بعيداً عنه ليذهب هو وراءها و هو يجزم أنه وقع بحب تلك الفتاة !
يا لسخرية القدر ! لقد كان يعتقد أنه الصياد الماهر الذى سيجعلها تتعثر فى شباكه و تغرق تيمنناً بيه لكنه أكتشف الأن أنه هو الفريسة و فريسة سهلة للغاية أيضاً و هى الصياد الماهر الذى لم يتكبد أى عناء لتقع فريسته فى شباكه !

أخذت صافى إلى الداخل إلى غرفة المكتب تحديداً و هى تقول بخوف : أنتِ عرفتى من قد أيه أن بابى و مامى جايين ؟
صافى ببرود : عرفت من يجى نص ساعة تقريباً

صاحت بها أسيل قائلة بحدة : عارفة من نص ساعة و ماكلفتيش نفسك تقوليلى !
نظرت لها صافى و قالت ببرود : مش أنتِ قايللهم أنك هاتعملى عيد ميلادك خايفة من أيه بقى ؟
صاحت بها أسيل قائلة بغضب : قايللهم على الحفلة لكن مقولتلهمش على الــ Drink اللى فى الحفلة أنتِ عارفة لو جم و لقوا إزازة واحدة أنا هيحصل فيا ايه ؟
أبتسمت صافى ببرود و قالت ببساطة : متقلقيش 15 mins بالظبط و مش هاتلقى أى أثر لأى Drink ثم أردفت بخبث : بس ليا مكافئتى
نظرت لها أسيل بضيق و قالت بجدية : هديكى اللى أنتِ عايزاه بس تخلصينى من المصيبة ديه ثم فتحت الباب و أرادت أن تخرج و لكنها أصطدمت بصدر أحدهم .. رفعت نظرها لتجده حاتم .. بلعت غصتها و تراجعت للوراء و صوت كعب حذائها هو فقط من يتحدث !
أرتسمت ابتسامة شماتة جانبية على ثغر صافى و قالت بجدية : أنا هاروح أتصرف فى الموضوع اللى كنا بنتكلم فيه ثم خرجت و تركتهم بمفردهم !
نظرت لها أسيل بضيق و هى تغادر ثم حاولت أن ترسم ابتسامة و هى تقول بارتباك : حاتم ايه المفاجأة الحلوة دى
اقترب حاتم منها و قال بتساؤل : عجبتك !
تراجعت للوراء و قالت بارتباك : اه أكيد .. أكيد
أقترب منها أكثر و قال بدون أى تعبير على وجهه : ماكنتش هاتبقى مفجأة لو أنتِ عزمتينى من الأول
تراجعت للوراء ثانية و قالت بارتباك : نسيت
أقترب منها أكثر و أكثر و قال : نسيتى ! يعنى عزمتى كل صحابنا و نسيتى تعزمى أقرب واحد ليكى أو اللى كان فاكر أنه أقرب واحد ليكى
رجعت للوراء أكثر و أكثر .. لكن لأول مرة تخونها قدمها و كعب حذائها العالى فتفقد توازنها و تقع !
نظرت لحاتم الذى جثى على ركبته أمامها بعدما وقعت و قالت بخوف : حاتم أنت بتتكلم و بتبصلى كدة ليه أنا بدأت أخاف منك
أرتسمت أبتسامة مخيفة جانبية على ثغره و قال بنبرة أخافتها : هو ده المطلوب
أرتجفت أوصالها بعدما سمعت نبرته و قالت بخوف : حاتم بلاش الهزار دة .. فى ايه مالك ؟
ظل ينظر لها لبعض الوقت و هو صامت إلى أن تكلمت يده و هى تمسكها من شعرها بغضب ثم قال بحدة : عايزة تعرفى مالى ؟ .. مالى أنك ضحكتى عليا و رسمتى عليا الحب و أنتِ مبتحبيش غير نفسك و بقيت أنا المغفل اللى حضرتك ضحكتى عليه
صاحت به أسيل قائلة : حاتم سيب شعرى ثم أردفت بخوف : حاتم أنا بحبك صدقنى بحبك
ترك حاتم شعرها و قام ثم مد يده لها لتقوم هى الأخرى !

نظر لها و قال بصرامة : أقعدى
جلست على الكرسى ليجلس هو أمامها مباشرة .. نظر لها و قال بتساؤل : أنتِ بتحبينى صح ؟
قالت بدون تردد : أيوة بحبك بحبك
أخرج ورقتين من جيبه و مد يده لها بهم و قال بجدية : أثبتى
أخذت الورقتين منه و فتحتهم لتجده عقد زواج عرفى ألقت الأوراق من يدها و قامت و هى تقول بحدة : أنا لا يمكن أعمل كده
قام حاتم و وقف أمامها و قال بنبرة مخيفة : يبقى أنتِ مبتحبنيش و معنى أنك مبتحبنيش يبقى أنتِ ضحكتى عليا و أنا ميضحكش عليا
أسيل بخوف : بحبك بس مش هينفع أعمل كده .. مش هينفع يا حاتم
جثى حاتم على ركبته و أحضر الأوراق و أخذ قلم موضوع على المكتب و قال بجدية : أمضى عشان أنا زعلى وحش و وحش أوى كمان و أنا مش عايز أزعلك
نظرت له بخوف و قالت برجاء : مش هاينفع يا حاتم صدقنى مش هاينفع .. لو أنت بتحبنى بجد مش هتخلينى أعمل كده
حاتم بصرامة : أمضى
أسيل بحدة : مش هاينفع يا حاتم .. أنا بحبك بس مش هينفع .. مش هينفع حرام
ضحك حاتم بشدة إلى أن دمعت عيناه و قال من بين ضحكاته : حرام ! و أنتِ من أمتى تعرفى الحلال من الحرام .. الشويتين دول على بابى و مامى يا حلوة مش عليا ثم أردف بجدية : أمضى أنا مش عايز حاجة غير أمضتك على الورقة ديه .. مش هاعوز حاجة أكتر من كدة منك
أسيل بدموع : هاتستفاد ايه لما أمضى ؟
حاتم بابتسامة خبيثة : هاستفاد كتير و أول حاجة أنك هتبقى مراتى و ساعتها محدش هيقدر يخدك منى ثم أمسكها من شعرها و هو يقول بصرامة : أمضى
أمسكت القلم بيد مرتجفة و بدأت بخط توقيعها علي الورق .. بعد أن أنتهت من التوقيع أبتسم لها و قبلها قبلة سريعة بالغصب و هو يقول بخبث : مبروك يا حبيبتى ثم تركها لتقع على الأرض
أقترب من الباب و أراد أن يخرج و لكنه ألتفت لها قبل أن يخرج و قال بجدية : أنا مش عايز منك أكتر من كده.. ثم قال بتحذير : بس لو لعبتى بيا يا أسيل و طلعتى بتضحكى عليا و أنك مش بتحبينى و شوفتك مع واحد غيرى .. الورقة الجميلة اللى عليها أمضتك دى هاتلقيها عند أنكل و أنطى اللى فاكرين أن بنتهم شريفة عفيفة نضيفة و شوفى أنتِ بقى ثم غادر الغرفة بل الفيلا بأكملها ليجعلها تبكى بحرقة على ما أقترفته منذ قليل !
دخلت صافى إلى الغرفة و هى تقول بابتسامة : كل حاجة تمام مبقاش فيه غير عصير بس
نظرت لها أسيل و قالت بحدة : مشى كل الناس اللى بره مش عايزة أشوف حد و بعد ما تمشيهم أمشى أنتِ وراهم

جلست صافى بجانبها وقالت بتساؤل : فى ايه ؟ حاتم عملك ايه ؟
نظرت لها أسيل بدموع و صاحت بها قائلة : يلا يا صافى انجزى و أنا هبقى أحكيلك بعدين
قامت صافى و أعتذرت لكل الموجودين ليغادروا المكان .. دخلت الفيلا لتبحث عن أسيل فوجدتها فى غرفتها تبدل ملابسها المبتذلة لملابس أخرى محتشمة قليلاً كعادتها عندما يكون والديها موجودين !
نظرت لها صافى بسخرية و قالت : أعتقد أن لو حد شافك دلوقتى من صحابنا مش هيعرفك بلبسك ده
نظرت أسيل لها بضيق و هى تخفى ملابسها المبتذلة وراء ملابس محتشمة قليلاً ثم قالت بجدية : مش قولتلك تروحى ؟ يلا أمشى قبل ما بابى و مامى ييجوا عشان بابى مش بيطيقك و أنتِ عارفة كده
نظرت لها صافى بضيق شديد ثم قامت و غادرت غرفة أسيل و لكنها دخلت مجدداً و هى تقول بجدية : جم قبل ما أمشى
تنهدت أسيل بضيق و قالت بنافذ صبر : هاسمع بقى أسطوانة لما يشوفكى و يعرفوا أنى لسة بكلمك
نظرت لها صافى بضيق و قالت بحدة : فى أيه يا أسيل ما أنتِ زي بالظبط بس انتِ اللى عاملة الملاك البرئ قدامهم
أقتربت أسيل منها و وضعت يدها على فمها و هى تقول بضيق : أسكتى أفرضى سمعوكى يا غبية ثم أردفت بجدية : يلا ننزل عشان نسلم عليهم
نزلت أسيل بصحبة صافى .. لتسلم صافى على والدى تالا و تغادر سريعاً لأنهم لا يحبوها و لا هى تحبهم !
عندما غادرت صافى أقتربت أسيل من والدها و أرتمت بحضنه فقال لها والدها بعتاب : مش قولتلك متكلميش صافى دى تانى .. يا بنتى دى مش محترمة و لبسها كله وحش
تنهدت أسيل بضيق و قالت بجدية : معلش يا بابى بس صاحبتى و مش بقدر أبعد عنها ثم بدأت فجأة بالبكاء
ربت والدها على كتفها و هو يقول بتساؤل : مالك يا حبيبتى فى ايه ؟ أنتِ كويسة ؟ عيد الميلاد اللى عملتيه كان ناقصه حاجة ؟ الفلوس اللى سايبهالك خلصت ؟
نظرت له أسيل بابتسامة من بين دموعها و قالت بجدية : أنا كويسة بس أنتوا كنتوا واحشنى أوى ماتسفروش تانى
نظرت لهم أمها أو التى تعتقدها أنها أمها و قالت بجدية : يلا يا أسيل سيبى عبد العزيز يطلع يريح عشان السفر كان متعب علينا أوى ثم قامت و أردفت بجدية : أنا هاطلع أنام
ضمها والدها و قال بجدية : أنا هاطلع أنام نبقى نتكلم بعدين يا حبيبتى ثم أردف قائلاً بابتسامة : أفتحى الشنطة الحمرة اللى فى النص هاتلقى هدايا كتير ليكى ثم قام و ذهب لغرفته لتظل هى تبكى و هى تقول : أنا عايزكوا أنتوا مش عايزة الهدايا بتعتكوا دى .. الهدايا بتعتكوا دى جماد مش هتسمعنى ولا هتحس بيا و تدينى حنية و حب !
صباح يوم جديد فى فيلا عبد العزيز .. كان أفراد الأسرة الثلاثة يتناولون الأفطار معاً لأول مرة منذ مدة طويلة .. كانت رأس أسيل تعمل طوال الليل تفكر فى قرارها الذى أتخذته !
نظرت لوالدها الذى يتصفح الجريدة و هو يأكل و قالت بجدية : بابى أنا عايزة أطلب منك طلب



يتبع ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 09:09 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


✾الفصل العشرون✾


صباح يوم جديد فى فيلا عبد العزيز .. كان أفراد الأسرة الثلاثة يتناولون
الإفطار معاً لأول مرة منذ مدة طويلة .. كانت رأس أسيل تعمل طوال الليل تفكر فى قرارها الذى اتخذته !

نظرت لوالدها الذى يتصفح الجريدة و هو يأكل و قالت بجدية : بابى أنا عايزة أطلب منك طلب
عبد العزيز و هو مازال يتصفح الجريدة : عايزة فلوس
تنهدت أسيل بضيق و قالت بانفعال : فلوس فلوس فلوس .. كل ما أكلمك أو أقولك حاجة تقولى الفلوس هى كل حاجة عندك الفلوس و بس
أمها بحدة : أسيل أيه اللهجة اللى أنتِ بتتكلمى بيها ديه .. اتكلمى عدل
أوقفها عبد العزيز بإشارة من يده بعد أن ترك الجريدة و قال لأسيل بجدية : عايزة أيه يا أسيل .. قولى و أنا سمعك يا حبيبتى
أسيل بأسف : أنا أسفة يا بابى على طريقتى ثم أردفت بجدية : بابى أنا عايزة اروح أقعد عند واحدة صاحبتى
عبد العزيز بعدم فهم : هاتروحى تقعدى معاها شوية و ترجعى صح ؟
أسيل بجدية : لا هاقعد عندها فترة .. يعنى أسبوع أتنين ثلاثة أو أكتر لسة مش عارفة
أمها بضيق : أكيد طبعاً هاتروحى تقعدى عند صافى هانم
نظر عبد العزيز لها بضيق و قال بجدية : أستنى يا كريمة
نظرت له كريمة بضيق و قامت و هى تقول بعدم أهتمام : أنا راحة النادى بقالى كتير مشوفتش صحابى ثم أخذت حقيبتها و غادرت
نظرت أسيل لوالدها و قالت نافية : لا مش هاقعد عند صافى و الله .. أنا هاقعد عند واحدة صاحبتى اسمها تالا
عبد العزيز باستغراب : تالا .. أنا أول مرة أعرف أن عندك صاحبة اسمها تالا
أرتسمت ابتسامة ساخرة على شفتى صافى و قالت بجدية : بابى أنت مش بتقعد معايا اصلاً عشان تعرف مين صحابى ثم أردفت بجدية : بليز يا بابى أنا عايزة أروح أقعد معاها
عبد العزيز بجدية : خليها هى تيجى تقعد معاكى
أسيل بتفكير : ماعتقدش أنها هاترضى ثم أردفت بجدية : هى و الله أنسانة محترمة أوى و كويسة جداً و كمان ساكنة لوحدها
عبد العزيز بتساؤل : و هى عايشة لوحدها ليه ؟
أسيل بجدية : باباها مسافر و مامتها متوفية
عبد العزيز باستغراب : باباها مسافر و سايبها قاعدة لوحدها !
نظرت له بدهشة لرد فعله و قالت بسخرية : اه عادى زى ما حضرتك كنت سايبنى الفترة اللى فاتت قاعدة لوحدى و مسافر انت و مامى
أبكم لسان عبد العزيز بعد عبارتها تلك .. فقالت هى لتغير مجرى الحديث : بابى بليز وافق
كاد عبد العزيز أن يرد و لكن رن هاتفه و كانت مكالمة عمل فرد عليها .. انتظرته أسيل إلى أن انتهى من مكالمته و قالت بتساؤل : ها يا بابى أروح

قام عبد العزيز و أخذ مفاتيحه و بعض الأوراق الهامة و هو فى عجلة من أمره و أقترب منها و قبلها من جبينها و قال بجدية : روحى يا حبيبتى بس خلى بالك من نفسك .. أنا هامشى بقى عشان عندى شغل مهم جداً ثم تركها و ذهب !

مكان يملؤه الزغاريط و الأفراح و الأقارب الذين جاءوا من أماكن بعيدة مخصوص ليحضروا فرح لميس و مروان .. دخل مروان الشقة لتقترب منه صابرين و هى تتحسس وجهه و تقول بابتسامة : مبروك يا حبيبى

ابتسم مروان و قال بتساؤل : فين لميس عشان أوديها الكوافير ؟
صابرين بجدية : لسة نايمة يا مروان بقالى ساعتين بحاول اصحيها مش راضية
مروان بجدية : طب أنا هدخل أصحيها عشان متتأخرش على الكوافير
صابرين بابتسامة : ماشى يا حبيبى
فتح مروان باب غرفة لميس و دخل .. ليجدها نائمة و لكنها تتمتم ببعض الكلمات و حبات العرق متناثرة على جبينها .. أقترب منها ليسمع همهماتها فوجدها تقول : لا يا مروان .. و الله أسفة .. ماكنش قصدى .. مروان حرام عليك .. مروان لا .. لا يا مروان .. ماتضربنيش .. ربت مروان على كتفها لتستيقظ فقامت مفزوعة و هى تقول برجاء : لا يا مروان متضربنيش و الله ماكنش قصدى
جلس بجانبها على السرير و ضمها إلى صدره و ربت على شعرها و هو يقول بقلق : أهدى أهدى ماتخفيش مش هاعملك حاجة أهدى
بدأت تهدأ قليلاً و أستكانت على صدره و أوصالها مازلت ترتجف .. ربت مروان على شعرها بحنان و قال بتساؤل : أنتِ كويسة ؟
تمسكت لميس بقميصه علها تشعر بالأمان و قالت ببكاء : كابوس يا مروان كابوس
ضمها مروان إليه أكثر و قرأ عليها بعض أيات القرأن التى يحفظها ليهدئها و قال بجدية : أهدى يا حبيبتى أهدى ماتخفيش أنا جمبك و ماقدرش أمد أيدى عليكى ابداً

أبتعدت لميس عنه و قالت بدموع : ما انت قدرت و ضربتنى لما كنا عند تالا
ضغط مروان على أسنانه بغضب و قال بصرامة : لميس قولتلك ميت مرة مش بحب أسمع أسم تالا ده فى أى نقاش بينا و قولتلك إنى كنت متعصب ساعتها عشان أنتِ كسرتى كلمتى و رحتلها ثم أردف قائلاً بجدية : يلا قومى البسى و أغسلى وشك عشان أوديكى للكوافير بلاش نكد على الصبح .. انهاردة فرحنا و أنا مش عايز أتخانق معاكى
لميس بخضوع : حاضر يا مروان .. حاضر


كانت تدور بسيارتها ذات السقف المكشوف فى الشوارع و هى تحاول أن تتذكر أى فيلا من هؤلاء هى فيلة تالا .. توقفت أمام فيلا تشبه كثيراً فيلة تالا و قررت أن تنزل و تجرب حظها لعلها تكون صائبة فى تخمينها و تكون تلك الفيلا صاحبتها تالا !
رنت جرس الباب لتفتح لها مارى .. نظرت لمارى بتمعن و قالت بتساؤل : قوليلى أنك مارى عشان قلبى يطمئن ثم أردفت بحيرة : أصل الصراحة الفلبينيين كلهم شبه بعض
مارى بابتسامة صفراء : نورتى يا أسيل هانم

اقتربت أسيل من مارى و احتضنها و هى تقول : عارفة لو ماكنتيش أنتِ اللى فتحتى و حد غيرك فتح أنا كان ممكن يجرالى حاجة ثم ابتعدت عنها و قالت بتساؤل : تالا هنا
نظرت لها مارى باستغراب و دهشة و الذى زاد دهشتها و استغرابها أكثر تلك الحقيبة التى تحملها بيدها !
مررت أسيل يدها أمام مارى و قالت بتساؤل : هاى مارى أنتِ روحتى فين ؟
مارى بجدية : اتفضلى يا أسيل هانم و أنا هادخل أندهلك تالا هانم
دخلت أسيل و جلست تنتظر تالا و هى تحاول أن تجمع بعض الكلمات تقولها لها عن سبب مجيئها !
لم يمر وقت طويل حتى وجدت تالا تقترب منها و على وجهها علامات الدهشة و الاستغراب .. نظرت لها تالا و قالت : نورتى يا أسيل .. ثم أردفت بجدية : أنا أسفة أنى مشيت امبارح بس كان لازم أمشى قبل ما الوقت يتأخر
قامت أسيل و اقتربت منها و جثت أمامها و قالت بتوتر : أنا مش جاية عشان أكلمك على امبارح
نظرت لها تالا بعدم فهم و قالت بقلق : فى ايه يا أسيل ؟
أسيل بتوتر : أنا جعانة
تالا باستغراب : ايه ؟
أسيل بتوتر : أنا لما بتوتر ببقى جعانة وأنا دلوقتى متوترة فجعانة تعالى نطلب أكل و بعد كده نتكلم
تالا بجدية : أعتقد أن مارى عملت الغداء .. أستنى أقولها تحطه ثم قالت بصوت عالى نسبياً : مارى لو سمحتى حضرى الغداء على السفرة
اتت مارى و قالت بابتسامة : حاضر يا تالا هانم
أسيل بتوتر : تالا ممكن أقعد معاكى .. أنا عارفة أنك قاعدة لوحدك و حاسة بالوحدة و أنا عارفة كويس جداً يعنى ايه وحدة عشان أنا مجرباها ثم قامت و قالت بجدية : بس لو أنتِ عندك مانع أنا ممكن أمشى عادى و مش هازعل منك
ظلت تنظر لها لبعض الوقت بتفكير و هى تشعر أنها أنسب فرصة لتصلح حال أسيل و لا يجب عليها أن تضيعها من يدها فقالت بابتسامة : تنورينى أكيد أنا هابقى فرحانة أوى لو قعدتى معايا .. على الأقل نونس بعض ثم قالت بتساؤل : هو باباكى و مامتك لسة مسافرين ؟
أسيل بجدية : لا .. جم امبارح
تالا باستغراب : و سبتيهم و جيتى تقعدى معايا ؟
أسيل بابتسامة سخرية : صدقينى وجودهم ذى عدمه مش فارق .. مش هاتحسى بفرق كبير .. بابى لما بييجى من السفر معظم وقته فى الشغل و مامى معظم وقتها فى النادى و بييجوا على النوم
ابتسمت تالا بأسف و هى تشعر أنها ليست الوحيدة التى تتألم و تتوجع من مشاكل الحياة !
سمعت صوت أذان المغرب يدوى فى الأرجاء فنظرت لأسيل و قالت بابتسامة : الوقت عدى بسرعة أوى و المغرب أدن .. أنا هاروح أصلى
أسيل بجدية : ماشى و أنا هستناكى
نظرت لها تالا بابتسامة و قالت بجدية : مش هتيجى تصلى معايا ؟
نظرت لها أسيل بارتباك و هى لا تدرى ماذا تقول ! هل تقول لها أنها لا تعرف كيف تصلى من الأساس أم تخبرها أنها لا تعرف كيف تتوضأ أم تخبرها أنها طيلة الــ 21 عاماً التى عاشتها لم تركعها من قبل ! فكيف ستركعها و هى لم ترى أى أحد حولها يركعها !
اسيل بارتباك : روحى أنتِ يا تالا و أنا هابقى أصلى بعدين
نظرت لها تالا و قالت بجدية : تعرفى الرسول صلى الله عليه و سلمثم تابعت بابتسامة : قولى عليه الصلاة و السلام

أسيل بجدية : عليه الصلاة و السلام
تابعت تالا كلامها و هى تقول : لما سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم سئل : أي العمل أحب إلى الله ؟ قال (( الصلاة على وقتها )) .. ثم تابعت بجدية : و فى سورة النساء قال الله تعالى : " إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَـٰباً مَّوْقُوتاً "

نظرت لها أسيل باستغراب و قالت بتساؤل : أنتِ عرفتى الحاجات دى ازاى ؟ و ازاى حفظاها كده ثم أردفت بجدية : أكيد بتتعلمى فيها من و انتِ صغيرة جداً و مش بتعملى حاجة غير كده
أبتسمت تالا و قالت بجدية : لا مش من و أنا صغيرة ولا حاجة .. أنا من سنتين بالظبط ماكنتش أعرف حاجات كتيرة أوى عن دينى و كنت مسلمة بالإسم ذى ناس كتير أوى مش حاسين بنعمة الإسلام اللى هما فيها
نظرت لها أسيل باستغراب فتابعت تالا بابتسامة بشوشة : تعالى نصلى و بعد كده هاحكيلك حكاية بنت أكتشفت إن غرق البحر أهون بكتير من غرق الذنوب !
أسيل بحرج : تالا أنا مابعرفش أصلى !
نظرت لها تالا ببتسامة و قالت بجدية : يبقى تتعلمى
أسيل بجدية : هاتتعبى معايا روحى صلى أنتِ و متضيعيش وقتك معايا

تالا بابتسامة : أنا مستعدة أتعب معاكى
أسيل بجدية : أنتِ اللى قولتى أهو .. ماترجعيش تقوليلى أنتِ غبية بعد كده
ابتسمت تالا و قالت بجدية : ماتخفيش مش هاقول

" أنا بحبها " خرجت هذه العبارة من فم أدهم بدون تردد إلى أحمد فى الهاتف
ظل أحمد صامتا ًلبعض الوقت يستوعب الصدمة فبالنسبة له حب أدهم لتالا بهذه السرعة صدمة كبيرة !
تنهد تنهيدة عميقة و قال بتساؤل : أدهم أنت عارف أنت بتقول ايه ؟
أدهم بجدية : أيوة عارف .. أنا اه عمرى ما حبيت بس أنا متأكد إن مشاعرى اللى اتحركت تجاهها اتحركت عشان أنا حبيبتها
أحمد بتساؤل : طب حبيتها ليه ؟ حبيت ايه فيها ؟
فقد أدهم أعصابه فقال بحدة : يعنى أيه حبتها ليه ؟ أنت مضايق إنى حبيتها !
أحمد بجدية : أنا مش مضايق بس ماكنتش متوقع أنك تحبها بالسرعة ديه ثم اردف قائلاً : أنا فرحان إنك حبيتها .. فرحان جداً
صمت أدهم لبعض الوقت ثم قال بجدية : أنا خلاص هاطلب منها الجواز بس لسة بافكر هاقولها إزاى ؟
أحمد بجدية : ماشى يا أدهم ثم أردف قائلاً بجدية : أنا لازم أقفل دلوقتى
أغلق أحمد مع أدهم و هو يعزم على السفر إلى مصر فى أقرب وقت ممكن فبقاء أدهم مع تالا الأن بعد أن أحبها و أعترف بحبها أصبح هو شخصياً خطر عليها .. فبعد أن أحبها أدهم بالتأكيد سيسير وراء مشاعره الجامحة و ينسى كل تعليماته و أوامره و ربما يخبرها بالحقيقة و بهذا سيفقد هو السيطرة على الوضع نهائياً .. رغم أنه يثق بأدهم و يأتمنه لكنه تعلم ألا يضع ثقته كاملة فى أحد مهما كان !
أمسك هاتفه و طلب بعض الأرقام ليرد عليه شخص و هو يقول : أفندم يا أحمد بيه
أحمد بجدية : أدهم فين دلوقتى ؟
الشخص : فى البيت يا باشا ماخرجش انهاردة
أحمد بجدية : و تالا ؟
الشخص بجدية : تالا هانم برده ماخرجتش انهاردة بس البنت اللى اسمها أسيل دى راحتلها و
كانت معاها شنطة سفر .. من الواضح يا فندم أنها هاتقعد معاها
أحمد بجدية : طيب ماشى خلاص .. خليك مراقبهم و بلغنى بأى جديد يحصل
الشخص بجدية : حاضر يا أحمد بيه


كانت عيونها تلمع و هى تستمع لحكاية تالا ثم قاطعتها قائلة بإعجاب : Wow ماجد دة تحفة و رومانسى أوى .. بجد يجنن ثم أردفت بتساؤل : ماتعرفيش واحد زى ماجد ده ؟
ارتسمت ابتسامة سخرية على ثغر تالا و قالت بجدية : ماتحكميش على حد من أول الحكاية .. اسمعى للأخر
أسيل و هى تضع يدها على فمها بدهشة : ماتقوليش ماجد هيطلع وحش و هو الشرير بتاع الحكاية
ابتسمت تالا بألم و قالت بجدية : ماتسبقيش الأحداث اسمعنى للأخر و بعد كده أحكمى
أسيل بتساؤل : ايه اللى حصل بعد كده للبنت ديه ؟ اتجوزت هى و ماجد و لا سابوا بعض ؟
نزلت دمعة حارقة من عيون تالا و قالت بابتسامة حزينة : بعد ما فات سنتين على علاقتهم و حبهم لبعض و خناقاته مع مامته و اصراره انه يتجوزها و كملت هى 21 سنة كتبوا كتابهم و كان ده اسعد يوم فى حياتهم هما الأتنين عشان حبهم أخيراً انتصر على كل الصعاب اللى واجهتم
نظرت لها أسيل بدهشة و قالت : أنتِ بتعيطى ليه ؟
مسحت تالا دموعها و قالت بابتسامة حزينة : سيبنى أكمل بقى و لا أنتِ مش عايزة تعرفى بقية حكاية ماجد و البنت اللى أكتشفت أن غرق البحر أهون من غرق الذنوب !
نظرت لها أسيل و قالت بجدية : مش عندى فضول أوى أنا ممكن أتوقع النهاية بسهولة
تالا بابتسامة حزينة : سمعاكى
أسيل بجدية : لو نهاية سعيدة يبقى البنت ديه هاتعيش حياتها مع ماجد و يخلفوا قطاقيط صغيرين و يبقى حبهم انتصر فعلاً و لو نهاية حزينة يبقى أكيد ماجد بعد ما أتجوزها اتجوز بنت خالته أو خانها مع واحدة تانية خالص
ابتسمت تالا بحزن و قالت بجدية : أنا كنت فاكرة زيك كده فى الأول إن النهاية هاتبقى سعيدة و أنهم هايخلفوا قطاقيط صغيرين و هايعيشوا حياتهم فى حب و سعادة بس أكتشفت أن الحب الوحيد اللى بينتصر هو الحب الحلال اللى ربنا راضى عنه .. الحب الحلال النقى اللى الطرفين بيحافظوا على نفسهم عشان بعض .. الحب الحلال اللى الطرفين بيحاولوا فيه على قد ما يقدروا انهم يتجنبوا كل حاجة حرام و يعينوا بعض على طاعة ربنا مش على طاعة شهواتهم .. الحب الحلال إن هو يحافظ عليها من نفسه قبل ما يحافظ عليها من غيره .. الحب الحلال إن هو يتقى ربنا معاها و فيها .. الحب الحلال بيبقى فى النور .. الحب الحلال تتباهى بيه قدام الناس و أهلك .. و حاجات كتيرة أوى تانية لأمثلة الحب الحلال .. الحب الحلال أكيد متواجد بس أعتقد أن احنا بنستسهل الحرام عشان نرضى شهواتنا !
أبتسمت أسيل و قالت بجدية : كلامك جميل أوى ثم أردفت بتساؤل : يبقى نهاية حزينة و زى ما قولتلك هو خانها أو أتجوز عليها
تالا بابتسامة حزينة : حاجة زى كده بس مش بالظبط .. هو خانها بس مش مع واحدة .. هو خانها باللى عامله فيها و هى كمان كانت غلطانة مش هو بس اللى غلط .. أما حوار أتجوز عليها ده
قاطعتها أسيل بجدية : لا أنتِ كده لازم تكملى .. كملى بالتفاصيل .. تفاصيل التفاصيل لو سمحتى عشان أنا بعشق الــ Details ثم أردفت بتساؤل : ثوانى بس هى مامته بقت تعاملها كويس و معاملتها اتغيرت معاها و لا فضلت زى ما هى
ابتسمت تالا بسخرية و قالت بجدية : لا مامته معاملتها ذادت ليها أسوء من السوء ذات نفسه .. و كلمات جارحة بقى و تلقيح بالكلام هى و اخواته البنات .. و كانت أكتر كلمة بتتقالها أنتِ خدتى مكان بنت أختى أو خدتى مكان بنت خالتى و احنا مش راضيين عن الجوازة دى و إن شاء الله هاتتفركش قبل ما تبدأ .. و شوية كلمات زى أنت عاملة نفسك محترمة ده انتِ كنتى ماشية معاه سنتين .. احنا مش عارفين هو اتهبل و اتجوزك ازاى ! .. أنتِ عارفة ماجد اللى كان ماشى معاكى سنتين دة لو عرف إن واحدة فينا كلمت ولد كان عمل فيها ايه .. مش بعيد كان قتلها !
أسيل بانفعال : أنا لو منها كنت جبتلهم سم فران و موتهم كلهم .. أيه العيلة المقرفة ديه .. هما مالهم هو ماجد اللى كان هايتجوز و لا هما ! و بعدين هى لو ماكنتش صاحبته شوية كانت هاتحبه أزاى ؟ أو هو ازاى كان هايحبها ؟ كانت لازم تصاحبه شوية عشان تعرف عنه كل حاجة و تعرف هاتكمل معاه حياتها ازاى و تحدد شخصيته بدل ما تتجوزه من غير ما تعرف عنه حاجة و ترجع تندم بعد كده
نظرت لها تالا و قالت بسخرية : و أتاريه نفع ما هى ندمت بردوا
أسيل بجدية : كملى طيب كملى
تالا بجدية : المهم بقى كان فاضل على فرحهم 10 ايام بالظبط .. كانت هى و ماجد كل يوم بيخرجوا عشان يختاروا الدعوات و الفستان و البدلة و الحاجات بتاعت الفرح ديه لدرجة إن هى مالحظتش إن مامتها اطلقت من باباها و راحت اتجوزت صاحبه
نظرت لها أسيل بدهشة و قالت بانفعال : مامتها سابت باباها و اتجوزت صاحبه ؟
قاطعتها تالا بجدية : هو دة كان نفس رد فعلها لما عرفت أن باباها سافر و أن مامتها خاينة !
أسيل بفضول : كملى طيب أيه اللى حصل !
تالا بجدية : قررت إنها تروح عند مامتها فى بيت صاحبه و تفهم ايه اللى حصل بالظبط .. فمامتها قابلتها بكل برود و لا كأنها عملت حاجة و قالتلها " أنتِ شايفة نفسك مع ماجد و باباكى اتجوز شغله و فلوسه .. سيبنى أعيش الكام سنة اللى فاضلنلى على كيفى بقى .. عايزة أحس إنى ست تانى .. أبوكى دمر الأنثى اللى جوايا .. سيبنى أعيش بالفتات اللى فضلالى و فرحك أنتِ و ماجد أنا هاحضره عادى جداً و هفضل مامتك مفيش حاجة هاتتغير غير أنى هاعيش حياتى اللى ابوكى حرمنى منها عشان كان بيجرى وراء الفلوس و السلطة و نسى أن فى واحدة متعلقة فى رقبته ليها حقوق عليه "
قاطعتها أسيل بنفعال : هى ليها حق تسيبه هى مش خاينة .. هو السبب فى أنها تخونه و تبص لواحد غيره عشان هو ماكنش مكفيها .. هو سابها و جرى وراء الفلوس و نسيها ! و كمان بنتها كانت كل اللى هاممها ماجد و بس !
نظرت لها تالا بغضب و قالت بحدة : أسكتى هى خاينة .. خاينة .. خانت جوزها لما راحت كلمت صاحبه من وراه و كانت بتحكيله على كل تفاصيل حياتها و بعد كدة اطلقت و بكل بجاحه راحت اتجوزت صاحبه .. عارفة ليه ! عشان هى خاينة و أنانية .. مافكرتش غير فى نفسها و نسيت أنها دمرت حياة عيلتها باللى هى عملته ده
نظرت لها أسيل باستغراب و قالت بجدية : فى ايه يا تالا أهدى دى مجرد قصة و أحنا بنتناقش عادى .. ممكن حد يشوف إن مامتها خاينة و ممكن حد يشوف أن باباها غلطان و ممكن حد تالت خلاص يشوف أن بنتهم هى اللى غلطانة و كل واحد و ليه آراءه و كل واحد بيشوف جانب من الحكاية يمكن التانى مش شايفها منها
نزلت دموع تالا و لكنها مسحتها سريعاً و قالت بجدية : هاكملك بقى .. بعد ما سابت مامتها قررت إنها تروح عند ماجد

Flash Back
خرجت من عند والدتها و دموعها منسابة على خديها و تتتابع فى النزول أكثر و أكثر و هى لا تريد أن تتوقف .. كيف لوالدتها أن تفعل بها كل هذا ؟ قررت أن تذهب لماجد و تحكى له كل ما حدث لعلها تخفف عن نفسها قليلاً .. أرادت أن تركب سيارتها و لكنها لم تكن بحالة جيدة لتسوقها فاستقلت تاكسى و ذهبت إلى مقر عمل ماجد !
كان يعمل فى شركة ضخمة لصناعة الأدوية .. دخلت و سألت عن مكتب ماجد فدلتها إحدى الموظفات إلى مكتبه الذى يشاركه مع أصدقاء عمله .. دلفت إلى داخل المكتب فقام ماجد على الفور بخضة عندما رأها .. اقتربت منه بخطوات بطيئة وارتمت بحضنه و تمسكت بملابسه بشدة و هى تقول ببكاء دون أن تعى ما تقوله أو أمام من تقوله : إلحقنى يا ماجد .. ماما و بابا اطلقوا و هى راحت اتجوزت صاحبه ثم أردفت ببكاء أكثر : شفت يا ماجد .. شفت ماما طلعت خاينة و سابت بابــ..
قاطعها ماجد و هو يضع يده على فمها لتصمت و قال بصرامة : هانتكلم و هاسمعك بس مش هنا ثم أبعدها عنه و أخذ مفاتيحه من على المكتب و وضعها فى يدها ثم قال بصرامة : أستنينى فى العربية تحت
أستمعت كلامه بخضوع و غادرت دون أن تنطق ببنت شفة !
كان يلملم أشياءه و هو يستمع جيداً لحديث أصدقاءه و هم يتحدثوا عنه و عنها !
صديقه بصوت خافت : هى ازاى تجيله المكتب و تحضنه قدامنا كده
صديقه الأخر بسخرية : ما هى اللى توافق انها تمشى مع واحد سنتين يبقى عادى بالنسبة لها أى حاجة
ليرد أخر قائلاً : بس هما كتبوا الكتاب و فرحهم قرب
ليقول الأول بسخرية : قال يعنى لو ماكنوش كتبوا الكتاب ماكنتش هاتعمل كده .. أنت مش شايف لبسها ملزق ازاى ! أكيد هو متجوزها عشان يتعايق بيها قدام الناس و الخلق و هايبقى لمؤاخذة ثم أردف بسخرية أكثر : مش البيه خرونج برده
ليقول واحد أخر : أنت ماسمعتهاش بتقول ايه ؟ دى عيلة بايظة أمها سابت أبوها و راحت تخونه مع صاحبه
قبض ماجد يده بغضب و ضرب المكتب بيده ثم قال بحدة : كل واحد فيكوا يتكتم و يحط لسانه جوه بقه و ماسمعش حسه فاهمين .. كل واحد يخليه فى نفسه و يسكت و سيرتى و سيرتها ماتجيش على لسانكوا .. ماتنسوش أنها مراتى و أنا المفروض صاحبكم ثم غادر و تركهم
فتح باب السيارة و جلس أمام مقود السائق و نظر وجدها مازالت تبكى .. عندما أحست هى بوجوده اقتربت منه و استكانت على صدره .. فهذا هو المكان الوحيد الذى يحميها دائماً و يحتويها !
أبعدها ماجد عنه برفق و قال بجدية : تالا الناس يا حبيبتى .. مش هينفع كده
نظرت له بدهشة و قالت بحدة : ليه مش بتقولى توتة ماجد ! أنت دائماً بتقولى توتة ماجد .. مش بتقول تالا ديه غير لما بتبقى مضايق منى أو متخانقين ثم قالت ببكاء : أنت مضايق منى ليه .. أنا عملت ايه .. و بعدين من أمتى أصلاً احنا بنبص لكلام الناس .. احنا عايشين و بنعمل اللى احنا عايزينه و شايفينه صح من غير ما نبص لكلام الناس ؟

اقتربت منها و ضمها إليه و قال بجدية : طب أهدى يا توتة ماجد أهدى ثم قاد سيارته إلى أن وقف أمام عمارة فخمة .. احدى شققها تكون شقة جوازهم المستقبلية التى انتهوا من تجهيزها !

نظرت له تالا باستغراب و قالت : احنا وقفنا هنا ليه ؟
ماجد بجدية : تعالى نتكلم فوق
انصاعت تالا لأمره و صعدوا إلى تلك البناية الفخمة .. فتح ماجد الباب و دخل لتدخل
هى وراءه بخطوات ثقيلة .. جلس على الفوتيه فجلست هى بجانبه .. أمسك وجهها بكلتا يديه و قال بتساؤل : مالك بقى ؟
أزاحت تالا يده من على وجهها و أرتمت بحضنه و دفنت رأسها فى صدره و قالت ببكاء : شوية و هحكيلك
ضمها ماجد إليه أكثر و أكثر و هو يشتم عبقها و عبيرها الذى طالما عشقه و أحبه !
ظلت ساكنة لبعض الوقت على صدره و لكنها ابتعدت و قالت بدموع : تخيل يا ماجد .. تخيل إن ماما تخون بابا و مع مين ؟ مع أعز صديق ليه و شريكه
أرجعها ماجد إلى صدره مجدداً و قال بجدية : معلش يا حبيبتى
ابتعدت عنه و قالت ببكاء : معلش ايه يا ماجد ؟ هو أنا قولتلك إنى كسرت ضافر من ضوافرى
أرجعها إلى صدره مجدداً و قال بجدية : أهدى الموضوع مش مستاهل كل اللى أنتِ عاملاه ده
ابتعدت عنه و قالت بحدة : ازاى مش مستاهل ؟ بقولك أمى خانت أبويا و اتجوزت صاحبه فأبويا سافر
نظر لها ماجد بغضب و قال بحدة : أهلاً و سهلاً عرفت خلاص .. ممكن تهدى بقى شوية و تسبينى أتنيل على عين أهلى و أفكر
تنهدت تالا بضيق و قالت ببكاء : حاضر يا ماجد
قام ماجد و حملها فقالت ببكاء : نزلنى يا ماجد .. أنت مودينى على فين ؟
نظر لها ماجد بنافذ صبر و قال بصرامة : ممكن تسكتى شوية ممكن
تمسكت تالا برقبته و أسكنت رأسها على صدره و قالت بدموع : حاضر هاتكتم خالص و مش هاتسمع صوتى
دخل ماجد إلى الغرفة التى جهزوها لتصبح غرفة نومهم و وضعها على السرير برفق .. اعتدلت فى جلستها و قالت بدموع : أيه ؟
أرجعها ماجد بيده لتنام مجدداً و قال بجدية : أنتِ شكلك مجهدة .. نامى .. أحسن حل ليكى النوم .. نامى و ماتفكريش فى أى حاجة .. مفيش حاجة تستاهل دموعك ديه
تالا بتساؤل : و أنت ؟

ماجد بجدية : أنا هافضل قاعد جمبك و مش هاقوم غير لما أنتِ تصحى
ابتسمت تالا باطمئنان و قالت بجدية : ربنا يخليك ليا و ميحرمنيش منك .. أنا معنديش غيرك دلوقتى يا ماجد ثم أغمضت عيونها بتعب !
جلس ماجد بجانبها و أخذ يمسح على شعرها بحنان كقطة صغيرة أليفة لا تعض !
بعدما تأكد ماجد أنها ذهبت فى نوم عميق أستلقى بجانبها بجسده و ظل ينظر للسقف و رأسه يفكر فى علاقته بها .. كان يسأل نفسه دائماً فى كل مرة يفكر فى علاقته بها سؤال واحد فقط .. هل تصلح زوجه و أم لأطفاله و أمرأة تحمل أسمه فى الحاضر و المستقبل ! فى كل مرة لا يجد غير جواب واحد فقط و هو أنه يحبها ! كان قلبه فقط هو من يجاوب عليه و عقله كان يقف بعيداً متفرجاً يرفض التدخل بعد أن تدخل كثيراً .. كان عقله يشاهد فقط فقد سأم التدخل فى أى شئ يخص تلك الفتاة النائمة بجانبه فعقله يعلم جيداً أنه دائماً ينصر قلبه عليه ! كان يسأل نفسه دائماً ماذا لو داس قلبه بقدميه و مشى وراء عقله مرة واحدة فقط ! كانت الإجابة سهلة للغاية و واضحة و لكنه لم يكن قادراً على أن يفعلها .. لا يتخيل نفسه بعيداً عن توتة قلبه ! فتاته التى سلبت لبه منذ أول مرة وقعت عينه عليها و رأها !
استيقظت عندما شعرت بتلك الأنفاس القريبة منها تلفح وجهها بسخونتها .. عندما وجدها استيقظت قبلها قبلة طويلة بث بها ما فى قلبه من حب و شوق تجاهها .. انتظر سنتين كاملتين و هو يحلم بتلك القبلة .. رغم أنه قبلها من قبل لكنها لم تكن كتلك القبلة .. كانت تلك القبلة مختلفة كل الأختلاف عن ما سبقاتها !
أبعدته عنها و هى تقول بصدمة : ماجد فى ايه ؟ ثم أردفت بارتباك : أنا عايزة أروح
أقترب ماجد منها ثانية و قال بجدية : و أنا مش هاسيبك تروحى .. مقدرش أسيبك تنامى
فى فيلا طويلة عريضة لوحدك
تالا بارتباك : بس يا ماجد ماينفعش
وضع ماجد أنامله على شفتيها ليجعلها تصمت و قال بجدية : ششش مفيش كلمة هتتقال بعد كلمتى
بدأت تالا تضعف و تستسلم له لكنها قالت : ماجد صدقنى مش هاينفع .. فيها إيه لو صبرت شوية أيام .. الفرح خلاص قر..
قاطعها ماجد بقبلة أخرى ثم ابتعد قليلاً و قال بجدية : أنا جوزك و كاتبين الكتاب سواء دلوقتى أو بعد الفرح فى الحالتين أنا جوزك .. مش هاتفرق كتير
استسلمت تالا له كلياً فسكتت شهرزاد عن الكلام الغير مباح !
استيقظت فى الصباح و هى تتململ فى الفراش .. اعتدلت فى جلستها و أمسكت الملاءة و عدلتها لتخفى بها كتفها العارى .. نظرت له و النوم مازال يداعب جفونها لتجده انتهى من ارتداء ملابسه و يعدل من هندامه فقالت بنوم ممزوج بالأستغراب : حبيبى أنت رايح فين ؟
نظر لها ماجد بملامح جامدة و لكنها استطاعت أن تميز نظرة الأسف و الندم التى تنبعث من عيونه و هو يحاول أن يخفيها بشتى الطرق لكنه لم يستطع .. لم تدرك معنى نظرته تلك إلا عندما قال لها بجدية : تالا أنتِ طـــــــــــــــــــالق

ملحوظة صغنتوتة .. حكاية تالا و ماجد لسة مخلصتش !


يتبع ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 09:12 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


✾الفصل الواحد و العشرون✾


استيقظت فى الصباح و هى تتململ فى الفراش .. اعتدلت فى جلستها و أمسكت الملاءة و عدلتها لتخفى بها كتفها العارى .. نظرت له و النوم مازال يداعب جفونها لتجده انتهى من ارتداء ملابسه و يعدل من هندامه فقالت بنوم : حبيبى أنت رايح فين ؟
نظر لها ماجد بملامح جامدة و لكنها استطاعت أن تميز نظرة الأسف و الندم التى تنبعث من عيونه و هو يحاول أن يخفيها بشتى الطرق لكنه لم يستطع .. لم تدرك معنى نظرته تلك إلا عندما قال لها بجدية : تالا أنتِ طالق

انتفضت أسيل من جلستها بصدمة و قالت و فمها فاغراً من الدهشة : طلقها ! طلقها طلقها يعنى مابقتش مراته ثم أردفت بانفعال : إزاى يطلقها هو عبيط ولا مجنون ؟
نظرت لها تالا و الدموع تتلألئ فى مقلتيها و قالت بصوت متحشرج : هاتسيبنى أكمل ولا أدخل أنام ؟
أسيل برجاء : لا كملى ثم أردفت بجدية : بس ثوانى هاروح أجيب حاجة من شنطتى و
هاجى
أماءت تالا برأسها فذهبت أسيل لتجدها هى فرصة مناسبة لتترك العنان لدموعها التى كانت ترفض النزول أمام أسيل فيفضح أمرها و تعلم أسيل أنها حكايتها و ليست حكاية قرأتها فى أحد الكتب فتأثرت بها !
مسحت دموعها بظهر كفيها الأثنين قبل أن تأتى أسيل و تسألها عن سبب بكائها ! .. أتت أسيل و هى تحمل حقيبة يدها الكبيرة و جلست فى مكانها أمام تالا .. فتحت الحقيبة و أخرجت منها هاتفها و ألقته بجانبها بعدم إهتمام و من ثم أخرجت أحمر شفاه فنظرت له بحيرة و لكن حيرتها لم تطل و وضعت منه على شفتيها و ألقته بجانبها بعدم إهتمام هو الأخر .. أخرجت بعض الأشياء الأخرى التى تجدها تالا تافهة للغاية و غير مهمة و ألقتها بعدم إكتراث .. نظرت لها تالا باستغراب و قالت بدهشة : أنتِ بتدورى على أيه ؟
لم تعرها أسيل أهتماماً فهى مازالت تبحث فى حقيبتها الواسعة التى يبدو أنها تحمل فيها غرفة بأكملها .. لا ليست غرفة فقط بل هناك بها بوتيك و مطعم صغير متنقل و ربما محل للحلوى و أشياء غريبة تقسم تالا أنها لا تعرف ما هى !
تنهدت أسيل بارتياح عندما وجدت مرادها بعدما قلبت حقيبتها رأساً على عقب .. نظرت تالا لما تحمله أسيل فى يدها بصدمة و قالت بانفعال خفيف : هى ديه اللى كنتِ بتدورى عليها ؟
ابتسمت أسيل بارتياح و هى تخرج سيجارة من علبة السجائر التى تحملها بيدها و تحجزها بين أصابع يدها السبابة و الوسطى و من ثم احتجزتها بين شفتيها المطلية بأحمر الشفاه خاصتها و أشعلتها بقداحة أنيقة الشكل .. أخذت نفساً منها و نفثت دخانها عالياً فى الهواء و قالت بجدية : أه هى .. ثم أكملت بإهتمام : يلا كملى بقى و أنا سمعاكى
سعلت تالا بسبب دخان تلك السجائر و نظرت لأسيل بإشمزاز و قالت بجدية : أطفى البتاع ديه ..وإلا مش هاكمل ثم أردفت بإشمزاز : شكلك مقرف بجد و انتِ بتشربى القرف اللى فى إيدك ده
تنهدت أسيل بضيق و قالت بملل : بليز يا تالا فكيها شوية و ماتبقيش Old Fashioned ثم أخرجت سيجارة أخرى و قالت بابتسامة : جربى بنفسك هاتعجبك
تنهدت تالا بضيق شديد و هى تقول بصوت خافت " اللهم طولك يا روح " ثم قالت بصوت مسموع : أسيل صدقنى شكلك مقرف جداً .. و بعدين سيبك من شكلك المقرف و إنك بنت و بتشربى سجاير .. أنتِ مش عارفة الأضرار السلبية للزفت اللى بتشربيه ده
أسيل بعدم إهتمام : لا مش عارفة و مش هاممنى أعرف
تنهدت تالا بنافذ صبر و سحبت السجارة من بين أصابع أسيل و قالت برجاء : عشان خاطرى أطفيها .. أنا حاسة أنى هاتخنق من ريحتها و كمان هى غلط عليكى جداً .. أنتِ لو عرفتى أضرارها هاتبطليها فوراً من غير تفكير .. ماتأذيش نفسك بإيدك
أخذت أسيل منها السيجارة و أخذت منها نفساً طويلا ًثم أخرجته و قالت بسخرية لاذعة : مأذيها عادى .. تفتكرى فى حد مهتم ! أو هايهتم
أخذت تالا السيجارة من يدها مجدداً و قالت بجدية : أه أنا مهتمة .. و أكيد فى ناس كتير حواليكى مهتمين بس أنتِ اللى مش واخدة بالك .. ثم أردفت بجدية : حتى لو مفيش حد مهتم أهتمى أنتِ بنفسك عشان نفسك .. ماتدمريش نفسك بإيدك .. نفسك ديه غالية أوى يا أسيل .. عشان خاطرى أطفيها
بحثت أسيل بين كراكيبها التى كانت تضعها فى حقيبتها و أنتقت منهم طفايتها و قالت لتالا بابتسامة : عشان خاطرك أنتِ بس .. بس موعدكيش إنى أبطلها ثم أخذتها من يد تالا و أطفئتها و هى تخنقها و تدوس عليها بأصابعها حتى دهستها دهساً !
ابتسمت أسيل و قالت بجدية : يلا كملى حكاية ماجد الكلب عشان معصبنى أوى ثم أردفت بغيظ : مش كنتى تسبينى أطلع غيظى فى السيجارة
وضعت تالا يدها على ذقن أسيل بحنان و قالت بجدية : معلش بس حياتك غالية أوى حرام تنهيها بإيدك ثم أردفت بجدية : هاكملك بقى

Flash Back
لم تدرك معنى نظرته تلك إلا عندما قال لها بجدية : تالا أنتِ طالق !

طالق ! مهما وصفت شعورها فى تلك اللحظة لن تستطع أبداً أن تحسن التعبير .. هل تقول أنها شعرت بقطار أتٍ تجاهها يسير بسرعة 603 كيلو متر فى الساعة صدمها و دهسها لتتناثر أجزاء جسدها و دمائها فى الأرجاء بشكل بشع يقشعر له البدن .. أم تقول أنها شعرت شعور عنزة صغيرة بيضاء اللون جميلة عندما تنظر لها تستطيع أن ترى البراءة تعشعش فى عينيها و لكن على حين غفلة منها يأتى هذا الجزار المخيف بملابسه الملطخة بالدماء و بيده سكين بارد و ينحرها به دون رحمة .. أم تقول أنها شعرت شعور متهم برئ لم يرتكب أى جريمة و لكن يأتى القاضى و يأمر بقتله بأكثر الطرق بشاعة لينزل سكين حاد يفصل رقبته عن جسده .. أم تقول أنها شعرت شعور من بجسده جروح كثيرة غائرة حديثة الولادة لم يمر على وجودها سوي بضع ثوانى و من ثم يسقط فى بحر من الليمون !
مهما وصفت شعورها لن يرضى نفسها أى تعبير .. كيف له أن يطلقها و هى قد وضعت ثقتها كاملة به .. كيف له أن يخذلها بعد أن سلمت نفسها له دون أى تفكير !
قامت بخطوات متثاقلة و أقتربت منه قائلة : أنت بتقول ايه ؟ ثم أمسكته من ياقة قميصه و قالت بانهيار : يعنى ايه أنتِ طالق ؟ يعنى ايه قولى ؟
أبعد يدها الممسكة بياقة قميصه و قال بقسوة بعد أن أنتزع قلبه و ألقاه بعيداً و ترك لعقله السيطرة الكاملة لتتحكم فى الموقف : طالق يعنى مابقتيش مراتى .. كان اختبار و أنتِ سقطتى فيه بجدراة و سلمتيلى نفسك بكل سهولة قبل الفرح .. أنا اتبسطت و أنتِ كمان أتبسطى و خلاص كل حاجة خلصت .. أنتهت ! .. أنتِ من طريق و أنا من طريق .. طريقنا ماينفعش يبقى واحد !
نظرت له بصدمة لكلامه و قالت و فمها فاغراً من الصدمة : اختبار ! اختبار ايه ؟ أنا مراتك مش فتاة ليل جايبها تقضى معاها ليلة و تسيبها .. أنت قولتلى أنك سواء دلوقتى أو بعد الفرح .. أنت فى الحالتين جوزى .. مافرقتش كتير .. أنت اللى قولتلى كده و أنت عارف إنى بثق فى كلامك ثقة عمياء من غير ما أفكر .. أنت عارف لو قولتلى أرمى نفسك فى البحر يا تالا هاسمع كلامك من غير تفكير و هارمى نفسى .. أنا ماعملتش حاجة حرام أو غلط .. أنت جوزى و أنا مراتك
ماجد بجدية : كنتى .. كنتى مراتى .. دلوقتى أنتِ طليقتى و أنا من طريق و أنتِ من طريق .. و ورقتك هتوصلك .. صدقينى مش هاينفع نكمل مع بعض .. مش هاقدر أخلف أطفال و يطلعوا زيك
كان صدرها يعلو و يهبط من الصدمة بشكل واضح حتى أنها شعرت أن قلبها سيتوقف قريباً .. أو ربما توقف بعدما سمع كلماته الجارحة التى ثقبته ثقباً غائراً و جعلته ينزف دماً .. نظرت له و الدموع متجمدة فى مقلتيها : مش عايز أطفال يطلعوا زيى .. أنت مش كنت دايماً بتقولى إنك عايز أطفال كلهم يطلعوا شبهى و إنى أنا اللى هاسميهم لدرجة إننا أخترنا أساميهم .. فاكر .. فاكر لما أخترنا اسمين قريبين من بعض عشان لو جبنا توأم .. فاكر لما قلنا ريان و ريانة .. إزاى دلوقتى مش عايزهم شبهى .. قبضت يدها ثم ضربته على صدره بكلتا يديها و هى تقول بانهيار : إزاى قولى إزاى !!
ضرباتها المستمرة على صدره بدأت ترجع الحياة لقلبه و تجعله يفيق مجدداً بعد أن تأمر عليه هو و عقله و ضربه ضرباً مبرحاً حتى وقع منهكاً من التعب .. كان قلبه يحاول أن يسيطر مجدداً و يدافع عنها و يحميها من عقله الغير مبالى بالمشاعر .. بدأ يضعف أمامها مجدداً و يرجع السيطرة لقلبه و لكن عقله رفض بشدة أن يتنازل عن منصبه الجديد .. لن يتنازل أبداً عن منصبه مجدداً لن يرجع السيطرة لهذا القلب الغبى الذى سيضيعه و يرسله إلى الهلاك بكل تأكيد .. سيظل فى منصبه و يتصرف هو .. يتصرف بشكل عقلانى صحيح .. دون تدخل لتلك المشاعر الجامحة الحمقاء !
أمسك يدها بكلتا يديه ليجعلها تكف عن ضربه و قال بتساؤل : تقدرى تقوليلى لو جبنا ريان و ريانة و سألونى عن جدهم و جدتهم هاقولهم ايه ؟ ترضى لأطفالى أن جدتهم تبقى خاينة ! ماقدرش أكمل حياتى معاكى .. أنا فقت .. هو أه فى وقت متأخر بس فى الأخر فقت ثم ابتعد عنها قائلاً ببرود : أنا هامشى عشان متأخرش على الشغل .. ياريت تلبسى هدومك و تمشى بعد ما أنا أمشى
تالا بانهيار : يتحرق الشغل على اللى عايز يشتغل .. أنا بكلمك .. إزاى تطلقنى قولى إزاى ! و إزاى تقولى كده .. و فرحنا فرحنا اللى بعد أيام
أعطى لها ماجد ظهره و قال بجدية : مفيش فرح أنا خلاص طلقتك .. أنتِ ماتنفعيش زوجة صالحة و أم لعيالى .. صدقينى ماتنفعيش .. أنتِ عمرك ما ركعتيها و لبسك كله زفت و حياتك كلها غلط فى غلط و عيلتك مفيش حد يتشرف بيها
وقفت أمامه و قالت بحدة : يعنى أنت اللى بتركعها ! أنا عمرى ما شوفتك بتصلى ثم أردفت بدموع : أنت لو كنت قولتلى تعالى نصلى .. أنا كنت هاسمع كلامك .. حياتى اللى كلها غلط فى غلط ديه أنا كنت واثقة فيك و مستنياك تصلحها .. حرام عليك ليه تعمل فيا كده .. ليه بتستغل ضعفى و حاجتى ليك .. ليه دة أنا حبيبتك .. أنا توتة ماجد اللى ماجد مايقدرش يعيش من غيرها .. فاكر لما قولتلى " عاجبنى أوى إحساس إحتياجك ليا و إنك من غيرى مش هاتعرفى تمشى خطوة واحدة " .. فاكر .. أنا دلوقتى ماليش غيرك .. أمى و أبويا اتخلوا عنى .. ليه أنت كمان عايز تتخلى عنى .. أنت كل حاجة ليا يا ماجد .. أنا بنيت مستقبل و ماضى و حاضر معاك صاحت به قائلة و هى تقول بانهيار : ماجد فوق أنا توتة .. توتة اللى بتحبك و أنت بتحبها .. لم تتحمل أكثر أمسكت رأسها بألم و وقعت مغشياً عليها !
Back
قامت أسيل و جلست على ركبتها و قالت بانفعال ممزوج بالغضب : ايه ماجد ده .. دة ابن

قاطعتها تالا قائلة بجدية : أهدى مايستهلش تخدى ذنوب و تديله حسنات
أسيل بجدية : أصله بارد أوى .. هو مش حبها و هى كده .. هو مش عارف أنها كده .. من أول مرة قابلها و هو عارف إنها كده و عارف إن مامتها بتتخانق مع باباها .. أمال ليه اتحول مرة واحدة كده من ماجد العاشق لماجد الغدار القاسى
نزلت دموع تالا بحرقة و قالت بجدية : غلطة ماجد أنه لما حبها حبها بقلبه بس .. و وقف عقله عن التفكير .. و لما قرر يسيبها وقف قلبه و استخدم عقله بس .. الإنسان السوى الصح اللى حياته بتبقى مظبوتة و ماشية بطريقة سليمة .. هو الإنسان اللى بيوازن بين عقله و قلبه .. بيفكر بالاتنين .. بيشغل عقله و قلبه .. و عمره ما بيلغى واحد فيهم !
أسيل بجدية : بس اللى أعرفه إن الواحد لما بييجى يحب .. بيلقى نفسه بيحب .. بيتفاجئ إنه بيحب .. فمش بيقدر إنه يفكر بعقله مع الإنسان اللى بيحبه و القلب بس اللى بيشتغل
ابتسمت تالا و قالت بجدية : ما أنتِ ذكية أهو أمال بتقولى إنك غبية ليه ؟ بصى كلامك صحيح .. بس أنا هاقولك وجهة نظرى .. ساعتها الواحد يوازن بين عقله و قلبه من الأول خالص و يحسن إختيار الناس اللى يعرفها .. الناس اللى شبهه
أسيل بجدية : طب مش أنتِ قولتى إنها ماكنتش بتصلى و هو كمان ماكنش بيركعها .. طب ما هما الإتنين زى بعض أهم .. و شبه بعض
تالا باستغراب : أنتِ مين اللى قالك إنك غبية ؟ مين اللى مفهمك إنك غبية ؟ .. على فكرة أنتِ ذكية و ذكية جداً كمان .. بصى أى راجل
قاطعتها اسيل بفرحة و قالت : بجد !
ابتسمت تالا و قالت بجدية : أه بجد
قامت أسيل و قبلتها من وجنتها و قالت بابتسامة : طب كملى اللى كنتى هاتقوليه
تالا بجدية : أى راجل سواء هو فيه ايه أو بيعمل ايه ؟ لما بييجى و يقرر إنه يتجوز بيختار واحدة محترمة متربية متدينة .. عشان يحطها فى بيته و هو مطمئن عليه و مطمئن على أطفاله معاها
أسيل بانفعال : يعنى هو يبقى مقضيها و عايز يتجوز واحدة مابتقمش من على سجادة الصلاة .. ايه الهبل ده ؟
تالا بجدية : بصى الواحد فعلاً لازم لما يختار واحدة يتجوزها تبقى على خلق و تدين .. الرسول صلى الله عليه و سلم قال : تنكح المرأة لأربع : لمالها، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها . فاظفر بذات الدين تَرِبَت يداك .. الرسول صلى الله عليه و سلم فضل صاحبه الدين عن غيرها .. فضلها عن صاحبة المال .. و الحسب .. و الجمال .. و ياه بقى لو الواحد يلقى واحدة بتجمع كل الحاجات ديه ثم أردفت بجدية : و أوعى تنسى إن الطيبون للطيبات

أسيل بابتسامة : طب يلا كملى حكاية ماجد الكلب اللى أنا مش طيقاه .. ايه اللى حصل بعد ما أغمى عليها
تالا بجدية : مفيش حاجة اتغيرت غير إنه مبقاش ينفع يردها لعصمته تانى .. فوقها و وصلها لحد البيت و قبل ما يسيبها قالها " أنتِ طالق .. طالق .. طالق " أنتِ طالق بالتلاتة .. عارفة زى اللى عايز يقطع كل الحبال الدايبة عشان مايرجعش فى قراره و قلبه يتحكم فيه تانى .. بعديها مشى راح شغله بكل برود !
أسيل بتساؤل : و كدة الحكاية انتهت بالفراق و كانت أخر مرة تشوفه صح ؟
تالا بجدية : لا .. هاكملك أهو

Flash Back
منذ أن أوصلها ماجد إلى بيتها و هى تجلس فى غرفتها و هى نائمة فى وضع الجنين .. لا تاكل و لا تشرب و لا تفعل أى شئ غير ذرف الدموع .. وصلتها ورقة طلاقها و دعوة ! .. و لكن لم تكن كأى دعوة كانت الدعوة التى اختارتها مع ماجد .. اختارتها لتكتب إسمها بجانب إسمه .. فتحتها بيد مرتجفة .. لتجد تصميمها كما طلبت بكل تفاصيلها و ألوانها .. كل شئ بها كان مألوفاً لديها لأنها هى التى إختارتها بنفسها .. كان هناك شئ واحد فقط غير مألوف بالنسبة لها .. و هو أن إسم الزوجة لم يكن إسمها ! لقد كان إسمها هى ! .. إسم أبنة خالته التى لطالما كرهتها و غارت منها .. بكت .. بكت بشدة و ظلت على حالها إلى أن جاء يوم زفافها .. أو الذى كان من المفترض أن يوم زفافها .. وجدت أمها تدخل عليها الغرفة و هى تقول بابتسامة : أنتِ لسة نايمة فى عروسة تنام لغاية دلوقتى ؟

نظرت لها تالا بوجه شاحب و عيون متورمة من كثرة البكاء و قالت بسخرية : عروسة ! عروسة ايه بقى ؟ ماجد طلقنى
نظرت لها أمها بصدمة وقالت : ايه ؟
تالا بسخرية : أتصدمتى ! اتضايقتى ! أكيد لا .. ثم أردفت بحدة : عارفة ليه عشان أنتِ غبية و أنانية و مش بتحبى غير نفسك و بس .. أنا بكرهك .. بكرهك أنتِ اللى بوظتيلى حياتى .. بسببك أنتِ ماجد سابنى .. بس قبل ما يسبنى عارفة عمل ايه ؟ قضى معايا ليلة .. كان ناقص حاجة بسيطة جداً و أنه يحط فى إيدى فلوس و أنا ماشية زيى زي أى واحدة من الشارع .. أنا بكرهك .. أمسكت دعوة الفرح و ألقتها بوجهها و قالت بانهيار : دعوتى اللى أخترتها بإيدى و ابتسامة عريضة على وشى .. واحدة تانية خدت مكانى و كتب إسمها بدالى .. عارفة أنا بتقطع إزاى؟ أكيد لا مفيش حد هايحس بيا
أقتربت أمها منها و جلست أمامها بصدمة و قالت : أنتِ بتقولى ايه ؟
نظرت لها تالا و قالت بحدة : بقول إنى بكرهك و مش عايزة أشوفك تانى .. يلا أطلعى بره .. أنا حياتى باظت بسببك
أقتربت منها أمها و ضمتها غصباً و هى تقول ببكاء : أهدى يا حبيبتى أهدى
دفعتها تالا عنها بغضب و قالت بسخرية لاذعة : دلوقتى بقيت حبيبتك .. بعد ايه بعد ما خسرت كل حاجة بسببك .. أنا بكرهك .. يلا روحى للراجل اللى خنتى أبويا معاه .. ثم قامت و أمسكت يد أمها و ظلت تدفعها إلى الخارج إلى أن خرجت خارج الفيلا نهائياً !
أتى اليوم الذى كانت تنتظره بفارغ الصبر منذ سنتين و لكن الأن أصبح يوم موتها ! ليتها ماتت قبل أن تشاهد ما شاهدته !
ذهبت إلى القاعة التى حجزتها مع ماجد و وقفت بعيداً لتجده يزف إلى فتاة غيرها ! فى قاعة عرسها و بفستان فرحها الذى اختارته بعد عناء ! فستان فرحها الذى ارتدته لتقيسه و هى ترى عيونه تلمع بفرحة و هى تأكلها أكلاً !
كان الحال كما هو عليه و لكن تغيرت العروس فقط ! بدلها ماجد بدم بارد بإبنة خالته !
جاءت عينه فى عينيها الباكية المتحسرة الغير مصدقة لما تراه .. فأشاح بوجهه عنها سريعاً حتى لا يشعر بالذنب أكثر مما هو يشعر !
Back

قامت أسيل و وقفت أمام تالا و هى تقول بانفعال : دة ماطلعش ماجد الكلب ده طلع ابن كلب ! .. إزاى يعمل فيها كده !
نظرت لها تالا بدموع و قالت بجدية : أهدى .. ماتخديش ذنوب علشانه
أسيل بانفعال : مش قادرة ما أنا لازم أشتمه بجد غبى و مستفز و بارد .. حتى لايق مع أسمه .. ماجد بارد
تالا بنافذ صبر : معلش .. أكمل و لا أدخل أنام
أسيل بفضول : لا كملى .. ثم أردفت بتساؤل : هى ليه مادخلتش هدت الفرح على دماغهم .. ليه ! .. هى كمان غبية .. غبية أوى كمان
تالا بنافذ صبر : أنا أنام
أسيل برجاء : لا خلاص كملى

تالا بجدية : ماشى هاكمل و أمرى لله

Flash Back
بعد ما رأته كانت تسير بين الناس و هى لا تشعر بهم .. كانت كالأموات فى عالم الزومبى .. مغيبة تماماً .. رغم إزدحام المكان الذى كانت تسير فيه .. الا أنها كانت جسد بلا روح أنهكته المشاكل .. أنهكته بشدة .. هجرتها روحها هى الأخرى .. كانت كتلة من اليأس و الضياع تسير وسط الناس .. اصطدمت بالكثير من الناس و لكنها لم تعيرهم أى اهتمام .. أو ربما لم تلاحظ أنها اصطدمت بهم من الأساس .. أكملت طريقها الوعر الملئ بالأشواك الغليظة .. كانت تمشى .. لا يهم إلى أين لكنها كانت تمشى .. تمشى و جملة واحدة فقط هى التى تتردد بين جدران عقلها .. جملة واحدة فقط لكنها تنهش عقلها دون رحمة .. جملة واحدة تحتاج لإجابة واحدة !
سئمت الواقع إما أن أغيره و إما أن أنهيه !

أخذت قرارها سريعاً و كانت الإجابة واضحة عندما وقفت بمنتصف الطريق و استقبلت سيارة سريعة بصدر رحب ! و كأنها تضم الموت و ترحب به !
Back

أسيل بدهشة : انتحرت !
سمعوا صوت أذان الفجر يدوى فى الأرجاء فقالت تالا : أنا تعبت أوى انهاردة تعالى نصلى و ننام و نكمل الصبح تمام
أسيل بخيبة أمل : مع إنى عايزة أعرف الباقى بس ماشى ثم قامت و قالت و هى تتثاءب : أنا هادخل أنام بقى
تالا بتساؤل : مش هاتصلى
أسيل بتعب : مش قادرة عايزة أنام
تالا بجدية : ماجتش من الربع ساعة ديه .. تعالى نصلى و بعدين ننام
أسيل و النوم قد كبس عليها فجأة: بس
تالا بجدية : مابسش يلا
أسيل بتأفف : ماشى

كان مستيقظاً هو و توتة يتحدثان فى أمور عادية .. سمع أذان الفجر فقال لتوتة بابتسامة : توتة عارفة هاتعمل ايه ؟
ابتسمت توتة و قالت بجدية : أيوه .. توتة هاتروح تصحى مامى و مراد و أنت هاتصحى نينة عشان يصلوا
اقترب أدهم منها و قبلها من وجنتها و قال بابتسامة : صح , شطورة
توتة بتساؤل : احنا مش هنروح عند أنطى تالا تانى
أدهم بجدية : روحى صحى مامى أنتِ بس و نبقى نتكلم فى الموضوع ده بعدين
توتة بابتسامة : ماشى
ذهبت توتة لتوقظ أمها و مراد لتترك أدهم يفكر فى حياته المستقبلية و ما سيفعله فيها !
أتت توتة بعد ثوانى و هى تجرى و علامات الخوف ظاهرة على وجهها .. نظر لها أدهم و قال بتساؤل : فى ايه مالك ؟
توتة بدموع : تعالى معايا .. أمسك أدهم يدها و ذهب معها ليجد سارة واقعة على الأرض بجانب سريرها .. جثى بجانبها ثم حملها و وضعها على السرير و حاول أن يجعلها تفيق و هو يقول بخضة : سارة .. سارة أصحى .. سارة مالك ؟
لم تستجيب له فقام و ذهب لغرفته و هو يجرى و أخذ هاتفه و طلب رقم الطبيب و أخبره أن يأتى !
دخل الغرفة ليجد منال جالسة بجانبها و هى تشعر بالقلق و توتة تبكى بجانبهم .. نظرت منال لتوتة و قالت بضيق : توتة كفاية عياط .. ثم قالت لأدهم برجاء : سكتها يا أدهم ربنا يخليك .. أعصابى تعبت كفاية رعبى على أختك
أدهم بجدية : ماتقلقيش إن شاء الله خير .. الدكتور جاى فى الطريق ثم اقترب من توتة و قال بجدية : كفاية عياط مامى إن شاء الله هاتبقى كويسة

توتة بدموع : طب هى ليه كانت واقعة على الأرض و مش بترد عليا
أدهم بجدية : يا حبيبتى ماتقلقيش مفيش حاجة .. إن شاء الله هاتبقى كويسة
أتى الطبيب و فحص سارة ثم قام و نظر لهم بابتسامة و قال بجدية : مفيش داعى للقلق ده كله .. مدام سارة حامل و شكلها بتجهد نفسها كتير فتعبت
ابتسمت أمها بفرحة و قالت : حامل ؟
ابتسم الطبيب و قال بجدية : مــــــــبروك
أوصل أدهم الطبيب للباب و حاسبه ليغادر ثم دخل و جلس بجانب سارة التى أفاقت و قال و هو يضع يده على قلبه بتأثر : حامل .. حامل يا سارة .. دى أخر حاجة كنت ممكن أتوقعها منك .. دى أخرة تربيتى فيكي .. مرمغتى شرف العيلة فى التراب
نظرت له سارة بغيظ و قالت و هى ترفع حاجب و تنزل اخر : و الله
أدهم و هو يصطنع التأثر : ماتتكلميش معايا لو سمحتى .. أختى أنا .. أختى .. ماكنتش أتوقع منك كده أبداً .. يارتنى كنت مت قبل ما أشوف اليوم ده
ضربته أمه على كتفه و قالت بجدية : بس يا واد ايه الهبل اللى أنت بتقوله ده
سارة بغيظ : سيبيه يا ماما مهو مش هايتلم غير لما أقوم ألمه أنا
أدهم بسخرية : يا شيخة أتنيلى أنتِ قادرة تتحركى أصلاً ماشوفتيش نفسك من شوية
سارة بغيظ : ما أنا هاستنى لما أولد و بعد كده هفضالك
أدهم بسخرية : هو أنتِ خلاص هاتعملى زى أى ست مصرية أصيلة و تقعدى تموتى طول فترة الحمل و تصلى و أنتِ قاعدة و الجو ده
سارة بغيظ : و أنت مالك أنت .. أحمل و ورينا شاطرتك هاتعمل ايه ؟
ضربها أدهم بخفة على رأسها و قال بغيظ : أحمل ! أنتِ بتكلمى أولفت .. أصبرى عليا بس لما تقومى بالسلامة و أنا هاوريكى
سارة و هى تصطنع البكاء : أكمن محمد مسافر يعنى .. تقوم تستفرد بيا كده
أدهم بسخرية : و هو لما محمد بيبقى موجود أنا مش بعرف أستفرد بيكى يعنى

نظرت لهم أمهم بنافذ صبر و ضربت كفيها ببعضهم و قالت بجدية : أنا هاقوم أصلى .. مهما كبرتوا هاتفضلوا عيال برده و بتتصرفوا مع بعض تصرفات طفولية ثم ربتت على كتف سارة بحنان و قالت بابتسامة : مبروك يا حبيبتى .. يتربى فى عزك أنتِ و محمد بإذن الله
نظرت لها سارة بابتسامة : الله يبارك فيكى يا ماما ثم نظرت لادهم بغيظ و قالت : شايف الناس اللى بتفهم بتقول ايه .. مش أنت
أدهم بسخرية : أنتِ حامل إزاى أصلاً ؟ مش أنتِ عديتى سن اليأس من ييجى عشر سنين كده
سارة بغيظ : يأس فى عينك .. أنا لسة صغيرة
أدهم بسخرية : طب أركنى على جمب طيب
سارة بغيظ : ليه شايفنى عربية !
أمسكها أدهم من وجنتيها و قال بسخرية ممزوجة بالغيظ : عسل يا حبيبتى عسل ما شاء الله .. خفى شوية عشان اللى فى بطنك مايطلعش عسل زيك كده .. الواحد مش هايستحمل عسلات تانى غيرك
سارة بغيظ : رخم .. ثم نظرت له باستغراب و قالت بتساؤل : أدهم فين توتة ؟
مرر أدهم نظره فى جميع أرجاء الغرفة و قال بجدية : مش عارف بس كانت هنا من شوية
سارة برجاء : طب شوفها فين يا أدهم ربنا يخليك

قام أدهم و قبلها من جبينها و قال بابتسامة : مبروك يا حبيبتى إن شاء الله تفرحى بيه .. هاروح أشوفها أهو .. ثم خرج من الغرفة و لكنه رجع إليها مجدداً ليجدها مازلت نائمة على السرير فقال بغيظ : أنتِ لسة نايمة ما تقومى تصلى .. أنتِ خلاص المفروض اتعودتى على الحمل .. قومى يلا
سارة برجاء : حاضر بس ربنا يخليك شوف توتة فين ؟
أدهم بابتسامة : حاضر .. ماتقلقيش عليها أنا هاشوفها
خرج من الغرفة وظل يبحث عنها ليجدها بغرفة مراد .. دخل ليجد مراد يجلس كالعادة على اللاب توب و توتة تجلس على الأرض و تبكى !
اقترب منها و قال باستغراب : بتعيطى ليه مامى بقت كويسة خلاص
توتة بدموع : مامى هاتجيب نونو و هاتحبه أكتر منى
نظر لها أدهم باستغراب و قال بدهشة : مين اللى قالك الكلام ده
توتة بدموع و هى تشير إلى مراد : مراد اللى قالى كده
نظر ادهم لمراد بغيظ فقام مراد بارتباك و قال بتوتر : أنا هاروح أصلى
أدهم بضيق : اهرب اهرب .. أعمل المصيبة و اهرب
غادر مراد الغرفة لينظر أدهم توتة و يقول : أنتِ و مراد أخوات أهم .. شوفتى مامى بتحب توتة أكتر أو بتحب مراد أكتر
توتة بدموع : لا بس مراد قالى إنها هتحب النونو الجديد أكتر مننا
أدهم بجدية : لا مراد كان بيهزر معاكى و أنتِ فهمتى الموضوع غلط .. هى هاتفضل تحبكوا كلكوا زى بعض .. أنتِ و مراد و النونو الجديد
مسحت توتة دموعها و قالت بتساؤل : بجد
قبلها أدهم من وجنتها و قال بابتسامة : بجد

توتة بتساؤل : طب و أنت هتفضل تحبنى و لا هتحب النونو الجديد أكتر !

أمسكها أدهم من وجنتها و قال بابتسامة : و أنا عندى كام توتة يعنى .. هى توتة واحدة بس اللى بحبها و مش هحب حد غيرها

توتة بتساؤل : وعد !

أدهم بابتسامة : وعد


كانت مستلقية على السرير لكنها لم تعرف للنوم لذة .. قامت بضيق و أخذت علبة سجائرها و أخرجت واحدة منها و أخذت تنفث دخانها بشراهة إلى أن انتهت منها .. أحست بالمل فقامت و اتجهت لغرفة تالا .. دقت أسيل الباب و دخلت لتقول تالا : تعالى يا أسيل .. فى حاجة ؟

أسيل بتساؤل : تالا ممكن أنام جمبك ؟ مش عايزة أنام لوحدى فى الأوضة
أبتسمت تالا و قالت بجدية : تعالى
أستلقت أسيل بجانبها و ظلت صامتة لبعض الوقت ثم قالت بتساؤل : تالا أنتِ نمتى ؟
تالا بجدية : لا لسة بس هانام
أسيل بجدية : هو أنا ليه حاسة أنى مستريحالك و إنى أعرفك من زمان
نظرت لها تالا باستغراب فقالت أسيل بسرعة : نامى نامى و أنا كمان هانام ثم أعطتتها ظهرها و ظلت تفكر لماذا لجأت لها هى بالذات .. هل لأنها تمر بمثل ظروفها ؟ لا تعلم لكنها تشعر بالإرتياح فى بيتها رغم أنها لا تعرفها إلا من وقت قصير !


كانت تقف فى أحد أركان الغرفة و هى ترتعش و أواصلها كلها ترتجف و تمسك بسكينة الطعام و تشير بها لنفسها و هى تقول : و الله العظيم يا مروان لو قربت منى لاموت نفسى
أشار لها مروان بيده لتهدأ و قال بجدية : خلاص أهدى .. أهدى مش هاجى جمبك بس أرمى السكينة اللى فى إيدك ديه

لميس بخوف و يدها تزيد إرتعاشا ًأكثر و أكثر : لا أنت كداب .. اطلع بره و اقفل الباب وراك و أنا هارميها
ضغط مروان على أسنانه بغضب و قال بحدة : أنا مش هافضل أدادى فيكى كتير .. أنجزى أرمى الزفتة ديه من إيدك و بلاش جنان
لميس بخوف : لا مش هارميها ثم قربتها أكثر بتجاه رقبتها و قالت : أخرج بره يا مروان .. أخرج بره
مروان بغضب : ماتخلنيش أطلع عفاريتى عليكى .. أرمى الزفتة اللى فى إيديكى ديه و اعقلى
لميس بدموع : لا هاموت نفسى لو مطلعتش بره
تنهد مروان بغضب و اقترب منها مسافة ليست بكبيرة .. فقربت السكينة عند رقبتها أكثر و قالت بخوف : ابعد عنى يا مروان .. و رحمة بابا لو قربت خطوة كمان هاموت نفسى
كانت يدها ترتعش بشدة حتى أن السكينة جرحت رقبتها جرح صغير فالقت السكين من يدها و جلست على الأرض و وضعت يدها على الجرح بألم .. اقترب منها مروان .. فوضعت يدها على السكينة مجدداً لتأخذها لكنه كان أسرع منها و أخذها و ألقاها بعيداً !
انكمشت فى نفسها و انزوت فى الركن أكثر و هى ترتعش بشدة .. اقترب منها مروان فقالت هى برجاء : مروان ربنا يخليك أبعد عنى أنت بتخوفنى .. ربنا يخليك أبعد
تنهد مروان بغضب و جلس بجانبها فابتعدت هى عنه .. نظر لها مروان و قال بتساؤل : أنتِ مغصوبة عليا ؟
أماءت لميس رأسها بلا و قالت بجدية : لا
مروان بتساؤل : طب أنا غصبك عليا ؟
نظرت له لميس باستغراب لأن السؤالين يؤديان إلى نفس المعنى ثم قالت بجدية : لا
مروان بتساؤل : طب فى حد تانى فى حياتك طيب ؟
حركت لميس رأسها بلا
مروان و قد بدأ صبره ينفذ : طب غلطتى مع حد
نظرت له لميس بصدمة لما ظنه بها و قالت بجدية : أكيد لا
مد مروان يده بغضب و أمسكها من شعرها قائلاً بحدة : أمال قارفة أمى من ساعة ما جينا من الفرح ليه ؟ ايه الدلع الماسخ و السهوكة ديه
نظرت له بخوف و قالت بدموع : خايفة منك .. شوف أنت بتمد إيدك عليا إزاى ؟ و لسة فى أول ساعات لينا تحت سقف واحد .. أمال بعد كدة هاتعمل ايه !
ترك مروان شعرها فانتفضت هى و قالت بجدية : أنا عايزة أروح .. روحنى يلا
مروان بضيق : أروحك فين ؟ بلاش شغل الهبل ده و اعقلى و خلى ليلتك تعدى على خير .. ثم أردف قائلاً : أنتِ اللى بتعصبينى أهو و ترجعى تقولى خايفة منك
نظرت له بخوف و فتحت فى البكاء و قالت من بين بكائها : طب خلاص نزلنى أبات انهاردة عند مامتك تحت و هابقى أطلع بكرة
نظر لها بضيق و قال بنافذ صبر : اللهم طولك يا روح .. يا رب صبرنى على لميس عشان أنا خلاص صبرى نفذ .. الناس بتبقى فرحانة ليلة فرحها و هى بتعيط .. متجوز واحدة غبية و نكدية .. أمسكها من كتفها و قال بتساؤل : أطلقك و أروحك تقعدى جمب أمك يا حبيبتى عشان تفرحى و تبطلى النكد اللى أنتِ فيه ده
مسحت دموعها و قالت بخوف : خلاص مش هاعيط .. بس أنا لسة خايفة منك
نظر لها مروان بغضب و قال بحدة : هو ايه اللى خايفة منك خايفة منك ده .. أنتِ ركبك عفريت أسمه خايفة منك .. ثم أردف بحدة أكثر : شايفة عفريت قدامك .. ما أنا كل يوم بشوفك و أنتِ بتشوفينى .. أمال ايه بقى خايفة منك ديه .. ايه اللى اتغير
ابتعدت لميس عنه بخوف و قالت بجدية : اللى أختلف إننا بقينا تحت سقف واحد لوحدنا .. فأنا خايفة
مروان بغضب : خايفة منى ليه ؟ هاعضك ولا هابلعك
بكت لميس و قالت من بين دموعها : مروان حس بيا .. نفسى فى مرة تحس بيا و تطمنى .. طمنى مش تقعد تزعقلى و تشخط فيا
ضغط مروان على أسنانه بغضب و قال : اللى أنتِ بتعمليه دة شغل ماسخ .. مفيش واحدة بتعمل زيك كده .. أنتِ بتتدلعى
بكت أكثر و قالت بتردد : ماشى يا مروان .. أنا بتدلع طلقنى بقى مدام أنا بتدلع
اقترب مروان منها و أمسكها من شعرها بغضب و قال بحدة : أنتِ مش غبية و نكدية بس
أنتِ كمان مجنونة .. ماتقرفنيش عشان ماطلعش قرفى عليكى و أزعلك .. اتعدلى بقى عشان ماقلبش عليكى و بدل ما هو يوم فرحك يبقى يوم عزاكى .. ثم أردف بصرامة : اتعدلى
وضعت يدها على فمه ليصمت و قالت برجاء : خلاص خلاص أهدى و وطى صوتك الناس تقول علينا ايه ؟ أنا هتعدل ثم أردفت ببكاء : بس أنا لسة خايفة منك
ترك مروان شعرها و ضرب الحائط بيده بغضب .. ألمته يده بشدة عندما ضربها بالحائط فتوجع .. اقتربت منه لميس و أمسكت بيده و قالت بقلق : أنت كويس ؟ إيدك كويسة ؟
تضايق من نفسه كثيراً عندما قلقت عليه عندما توجع قليلاً فعندما كانت هى تبكى و تريد من يطمئنها كان هو يصيح بها لا أكثر !
حاوط رقبتها بيده و قبل جبينها و قال بجدية : أنا أسف .. حقك عليا يا حبيبتى
أبتسمت لميس و قالت بجدية : أنت كويس ولا إيدك لسة بتوجعك ؟
مروان بجدية : أنا كويس بس مش عايزك تزعلى منى عشان اتعصبت عليكى
أطمئنت لميس قليلاً بكلماته و قالت بجدية : أنا ماقدرش أزعل منك .. اغلط تانى و أنا هاسامحك تانى !

أتى الصباح ..كن يجلسن و هن يتناولن الطعام معاً .. نظرت تالا لأسيل و قالت بغيظ : أنتِ ماتنميش جمبى تانى
نظرت لها أسيل بابتسامة حرج و قالت : ما أنا نومى كده هاعمل أيه يعنى ؟
تالا بجدية : لا و الله أنتِ بجد فظيعة .. مرة تشدى الغطاء و مرة تشيلى المخدة و مرة تحطى المخدة .. و طول الليل تفركى و أنتِ نايمة

كادت أسيل أن ترد و لكنها سمعت صوت هاتفها و هو ينبئها عن وصول رسالة جديدة قد وصلت لتوها من حاتم !


****************************


يتبع...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 09:13 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



✾الفصل الثانى و العشرون✾

أتى الصباح ..كن يجلسن و هن يتناولن الطعام معاً .. نظرت تالا لأسيل و قالت بغيظ : أنتِ ماتناميش جمبى تانى
نظرت لها أسيل بابتسامة حرج و قالت : ما أنا نومى كده هاعمل أيه يعنى ؟
تالا بجدية : لا و الله أنتِ بجد فظيعة .. مرة تشدى الغطاء و مرة تشيلى المخدة و مرة تحطى المخدة .. و طول الليل تفركى و أنتِ نايمة
كادت أسيل أن ترد و لكنها سمعت صوت هاتفها و هو ينبئها عن وصول رسالة جديدة قد وصلت لتوها من حاتم !
فتحت الرسالة لتجد محتواها " أنتِ فين ؟ "
نظرت للرسالة بضيق و وضعت الهاتف بجانبها بملل .. لتصلها رسالة جديدة منه محتواها " الله الله و كمان مش بتردى عليا دة أنا حتى جوزك و أمضتك على الورقة دى حتى تثبت .. ثم أرسل لها صورة للورقة التى خطت بتوقيعها عليها لحظة تهديد !
تنهدت أسيل بضيق و بدأت بالرد عليه لترسل له رسالة محتواها " عايز ايه ؟ "
حاتم " عايز ايه ؟ مش عيب واحدة تقول لجوزها عايز ايه ؟ .. اتكلمى بأسلوب أحسن من كده عشان حاتم مايزعلكيش "
أسيل " أنت صدقتك الورقة اللى معاك ديه ؟ .. دى ورقة ملهاش لازمة .. أعملها مركب و ألعب بيها "
حاتم " توء توء توء أسيل كده هاتزعل حاتم و زعل حاتم وحش .. وحش أوى .. و أقل حاجة حاتم ممكن يعملها أنه يبعت الورقة الجميلة دى لبابى "
تجمعت الدموع فى مقلتيها و أرسلت له بقلة حيلة " ايه المطلوب عشان حاتم مايزعلش "
حاتم " عايز أشوفك وحشتينى .. شوفتى الموضوع بسيط إزاى ؟ "
أسيل " لازم انهاردة "
حاتم " لازم دلوقتى "
أسيل " هانتقابل فين طيب ؟ "
حاتم " احنا لسة الصبح و مفيش اى بار أو دسكو فاتح .. يبقى نتقابل فى شقة المهندسين "
أسيل " لا بلاش شقة المهندسين تعال نتقابل فى اى كافيه "
حاتم " ماتخفيش مش هاعملك حاجة .. أنا بس عايز أتكلم معاكى شوية و أشوفك عشان أنتِ وحشانى "
أسيل " حاتم هانتقابل فى كافيه " .. " بعد ساعة .. يلا باى عشان الموبايل هايفصل " ثم أغلقت الهاتف نهائياً عن العمل !
كانت تالا تتابعها منذ أن أمسكت بهاتفها و ظلت تعبث به .. بعدما أغلقت أسيل هاتفها .. نظرت لتالا و قالت بابتسامة مصطنعة : تالا أنا هاروح مشوار ساعة كده و هاجيلك تانى
نظرت لها تالا بعدم اهتمام مصتنع و قالت : هاتروحى فين ؟
أسيل بارتباك : هاقابل واحدة صاحبتى محتجانى ضرورى عندها مشكلة و لازم أساعدها
تالا بتساؤل : مشكلة ايه ؟
قامت أسيل و قالت بارتباك : هاقولك لما أجى ثم ذهبت مبتعدة عن تالا قبل أن تستجوبها أكثر .. نظرت لها تالا و هى تذهب بعدم ارتياح و عزمت على أن تعرف ما تخفيه تلك الفتاة !
نظرت أمامها على طاولة الطعام لتجد أن هاتف أسيل موضوع أمامها على بعد سنتيمترات .. ظلت تفكر لبعض الوقت بتردد إلى أن عزمت أمرها على فتح هاتفها و معرفة مع من كانت أسيل تتكلم منذ قليل .. إنها تعلم جيداً أنها ستتجسس على خصوصيتها و تطلع على ما ليس لها و لكنها أقنعت نفسها إن ما ستفعله هذا بالتأكيد سيكون فى مصلحة أسيل .. ستتقمص معها دور الأم التى تبحث وراء أبناءها للأطمئنان عليهم و توجيههم أذا أخطئوا .. لطالما تمنت أن تبحث أمها وراءها و تهتم بها و بما تفعله .. لطالما تمنت منها قلم خماسى الأبعاد ينبهها إن علاقتها مع ماجد كانت خاطئة منذ البداية .. حركت عجلات كرسيها و مدت يدها و أخذت هاتف أسيل .. ارادت أن تفتح الهاتف و لكنها تذكرت أنها أغلقته نهائياً .. فتحته بحرص لكنه أصدر صوتاً صاخباً فألقته من يدها بتوتر و نظرت حولها خوفاً من أن تكون أسيل سمعته فيفضح أمرها .. عندما تأكدت أن أسيل مازالت تغير ثيابها و ليست موجودة .. أمسكت الهاتف مجدداً و أرادت أن تفتح الرسائل لكنها وجدت عليه قفل .. فأغلقت الهاتف نهائياً مجدداً و ألقته بغضب !
جاءت أسيل بعد أن غيرت ثيابها و قالت : تالا أنا هاخرج بقى ماشى
تالا بابتسامة مصطنعة : أسيل أنا زهقانة ماتخدينى معاكى
أسيل بارتباك : أنا بالنسبة لى عادى بس المشكلة فى صاحبتى عشان زى ما قولتلك عندها مشكلة و ممكن تتكسف تحكى قدامك
تالا بعدم اقتناع : ماشى .. بس أوعى تنسى الحكاية اللى حكتهالك أماءت أسيل برأسها ثم قالت : فكرتينى صح .. عايزاكى تكملهالى لما أجى .. ثم أردفت بتساؤل : عايزة حاجة أجبهالك و أنا جاية طيب

تالا بابتسامة : عايزة سلامتك .. بس عايزاكى تعرفى أن البيت هنا ليه قواعد و أولها إنك متتأخريش عن الساعة 8

أماءت أسيل برأسها و قالت : أنا مش هتأخر عن ساعة أصلاً .. يلا باى

تالا بابتسامة : لا إله إلا الله

أسيل بتساؤل : المفروض أقول محمد رسول الله , صح ؟

تالا بابتسامة : صح .. تروحى و ترجعى بالسلامة متتأخريش عشان أكملك الحكاية

أقتربت منها أسيل و طبعت قبلة سريعة على وجنتها .. فنظرت لها تالا باستغراب فقالت
أسيل بحرج : أنا هامشى بقى ثم غادرت


لم يمر الكثير من الوقت .. يمكننا أن نقول أنه قد مر نصف ساعة على مغادرة أسيل الفيلا .. سمعت تالا رنين جرس الباب .. هل عادت أسيل بهذه السرعة ! .. توقف الرنين فيبدو أن مارى فتحت الباب .. لم يمر الكثير من الوقت إلا و وجدت مارى تتجه نحوها و على وجهها ابتسامة .. نظرت لها تالا و قالت باستغراب : مين اللى جه يا مارى

مارى بابتسامة : توتة و أستاذ أدهم مستنين حضرتك فى الجنينة يا تالا هانم

تنهدت تالا بضيق شديد ألم تخبره أن لا يأتى إلى هنا مجدداً و إذا أرادت توتة المجئ سترسل عم محمود ليأخذها

نظرت تالا لمارى و قالت بجدية : لو سمحتى يا مارى ممكن تيجى تساعدينى ألبس

مارى بابتسامة : أكيد يا تالا هانم .. ساعدتها مارى فى إرتداء ثيابها المحتشمة و طرحتها التى تفخر بها

خرجت إلى الحديقة و وراءها مارى لتتفاجئ بمظهر الحديقة .. كانت الحديقة مليئة ببلونات بجميع الألوان .. أقترب أدهم منها بوسامته الطاغية و هو يحمل بوكيه ورد أحمر متقن التنسيق بين يديه .. وضعه على قدميها ثم ألتفت و أمسك بمقبض كرسيها و حركه ليقف أمام منضدة فى وسط الحديقة عليها كعكة متوسطة الحجم .. صدمت للكلمة المكتوبة عليها بالشوكولاتة البيضاء " تتجوزينى " .. كانت الكعكة حقاً رائعة و لكن لم يعجبها بتاتاً الكلام المكتوب عليها .. لم تعجبها تلك الكلمة التى أصبحت تسبب مأساه لها .. لم تعجبها تلك الكلمة التى تذكرها بماض أليم .. كلمة أصبحت تمقتها ولا تؤمن بها .. كلمة عندما تسمعها ترتجف أواصلها إرتجافاً ! تتجوزينى ! هل يريد الزواج منها هى ! كانت الصدمة مسيطرة عليها حتى أنها لم تتكلم .. أبكم فمها .. لاحظت أنه جثى على ركبته أمامها فنظرت له و ملامح الصدمة التهمت وجهها بأكمله .. سمعت صوته الرخيم و هو يقول بابتسامة جذابة : تالا تتجوزينى !

ماذا يقول هذا الأحمق ! .. هل هو مجنون أم مخبول ! .. ثم لماذا دقات قلبها عالية هكذا .. عزف قلبها سمفونية لم تسمعها من قبل عندما عرض عليها طلبه و لكنها تجاهلتها و ستتجاهلها دائماً !

أحست بتلك الشفايف الصغيرة تقبل وجنتها وسمعت بعدها صوت توتة و هى تقول بابتسامة : يلا يا أنطى بليز وافقى

أغرورقت عيون تالا بالدموع و نظرت لتوتة و قالت و هى شبه مغيبة من الصدمة : مش هاينفع مش هاينفع ثم حركت عجلات كرسيها مبتعدة و هى تقول بحدة : بره .. أخرج بره يا أدهم

هرول أدهم و وقف أمامها ثم نزل و جثى على ركبته ليصبح فى مستواها و قال بجدية : تالا أسمعينى

تالا بحدة : بره .. قولتك أطلع بره يا أدهم

أدهم بجدية : أنا بحبك و عايز أتجوزك ايه الغلط اللى غلطته فى كده

نظرت له تالا بحدة و قالت بانفعال : تتجوزنى ؟ هو أنت تعرف عنى حاجة عشان تتجوزنى ؟

أدهم بجدية : مش لازم أعرف حاجة عنك كفاية اللى أنا شايفه .. أنا شايفك بقلبى و عايز أتجوزك فيها ايه بقى ؟

نظرت له بدموع و قلبها يرتعش بداخلها لكلماته و قالت ببكاء : بتحب فيا ايه ؟ أنا واحدة مقعدة ملهاش اى لازمة .. عارف يعنى ايه مقعدة .. يعنى مابعرفش امشى و مش هاعرف ابنى بيت ولا أسرة .. مش هاعرف أعيشك عيشة طبيعية و لو جبت أطفال مش هاعرف أخد بالى منهم و مش هاعرف أخد بالى منك أنت شخصياً .. أنا مابعرفش أعمل اى حاجة لوحدى لازم مساعدة من حد و أنا مش هاتجوزك عشان أبقى عالة و حمل عليك ثم
صمتت قليلاً و قالت بدموع أكثر و ماضيها يمر أمام عينها : و غير أنى مقعدة أنا مطلقة .. سيبك من دة كله أهلك نفسهم أكيد مش هايقبلوا أنك تتجوز واحدة مقعدة مطلقة .. و أخيراً أنا رافضة فكرة الجواز .. عرفت بقى فيها ايه ؟


أدهم بجدية : الحب عمره ما كان له سبب و لو كان فى سبب فده مجرد إعجاب و بمجرد ما بيروح السبب .. بيروح معاه الإعجاب .. أنا بحبك و اى ماضى مش مهم عندى .. أنا أهم حاجة عندى الحاضر و المستقبل .. عايزك تبقى معايا فيهم

نظرت له تالا بحدة و قالت ببكاء : كلامك دة كلام غير واقعى بالمرة .. كلام أشعار و روايات لا يمت للواقع باى صلة .. ثم أردفت برجاء : لو سمحت يا أدهم أمشى

أدهم بجدية : أنا مش هاسيبك لوحدك فى الحالة ديه

تالا بحدة : الحالة ديه أنت السبب فيها يبقى تمشى عشان أستريح و اهدى

جاءت توتة و جذبت أدهم من قميصه و هى تقول بدموع : يلا نمشى من هنا

أدهم بجدية : أستنى يا توتة

توتة بدموع : لا توتة مش هاتستنى .. ثم أقتربت من تالا و قالت بحدة خفيفة : أنتِ يا وحشة ماتزعقيش لخالو

نظر أدهم لها بحدة لتصمت ثم تنهد بغضب شديد و نظر لتالا و قال بجدية : أنا هاسيبك تهدى و تفكرى

كادت أن تتكلم لكنه قاطعها قائلاً : مش هاسمع ردك دلوقتى .. أنا هاسيبك تفكرى ثم أخذ توتة من يدها و ذهب !

ظلت جالسة فى مكانها و هى تبكى بشدة .. أتت مارى و ربتت على كتفها بحنان و هى تقول : خلاص يا تالا هانم .. كفاية عياط

مسحت تالا دموعها بعفوية ثم نظرت لمارى و قالت : خدى الحاجات ديه و وديها للفيلا اللى جمبنا لا اللى بعدها بتاعت طنط سوسن عشان حرام نرميها و قوليلها هدية لولاد بنتها الصغيرين

مارى : حاضر يا تالا هانم .. أى أوامر تانية

تالا و مازالت الدموع فى عينيها : أيوه قبل ما تودى الكيك حاولى تمسحى الكلمة اللى مكتوبة عليها

مارى : حاضر يا تالا هانم

مرت نصف ساعة على ميعادهم و هو لم يصل بعد .. تنهدت بملل و هى تشعر انها غبية و تؤنب نفسها بشدة لأنها سلمت له بهذه السرعة .. ماذا كان سيفعل إذا لم تخط بتوقيعها على الورق .. كان سيقتلها مثلاً .. لو كان قتلها سيكون أفضل لها من تلك المأساة و الذل اللذان تعيشهما .. لماذا هى جبانة و خافت منه بهذه السرعة .. إنها غلطتها منذ البداية لكنها ستنهى هذا العبث و تجعل حاتم خاتماً يزين إصبعها من جديد .. هى تعرف جيداً نقطة ضعفه و لكنها غبية ولم تستغلها المرة الماضية .. وجدته يجلس أمامها بابتسامته المخيفة التى وشمت مؤخراً على فمه و قال : اتأخرت عليكى ؟

نظرت له بضيق و قالت بتساؤل : حاتم أنت ايه اللى غيرك أنت ماكنتش كده .. فين حاتم اللى بيحبنى ؟

ضحك بسخرية و قال : قدامك أهو بشحمه و لحمه

أسيل بضيق : لا يا حاتم .. اللى قدامى دلوقتى حاتم تانى .. تصرفاتك اتغيرت 180درجة .. أنا بحب حاتم الأولانى اللى كان بيحبنى و بيعمل اى حاجة عشان يرضينى

تنهد حاتم بضيق و قال بسخرية : بتحبى حاتم الأولانى اللى كان كلب تحت رجل حضرتك .. مش ده قصدك ؟

نظرت له أسيل بملل و قالت بضيق : حاتم الأولانى كان طيب و بيحبنى لكن حاتم بتاع دلوقتى أنا بخاف منه

ضحك حاتم بسخرية و قال : حاتم الأولانى اختفى لما أسيل هانم لقيت واحد غيره يملي مكانه

أصطنعت الدهشة و هى تقول : أنا لقيت غيرك ؟ مين اللى قالك كده .. ثم اقتربت منه و مررت يدها على وجهه و هى تقول بدلال مصطنع : أنا مفيش فى حياتى غير واحد بس مالى عينى و هو حاتم حبيب قلبى

ضعف أمامها فاقترب ليقبلها لكنها ابتعدت و قالت بدلال : الناس ماينفعش .. ثم أردفت بحزن مصطنع : و بعدين أنا زعلانة منك أنت بقيت بتضايقنى كتير يا حاتم

اقترب منها مجدداً و قال و هو مغيب بها : مراتى حبيبتى محدش ليه دعوة

تراجعت للوراء بضيق و قالت بدلال : أنا و أنت عارفين أن الورقة اللى أنا مضيت عليها ديه ملهاش لازمة

ابتسم حاتم بسخرية و قال بخبث : أنا مش عارف أنا متأكد .. بس لو البابى بتاعك شافها هيبقى ليها لازمة و نص

تنهدت بملل و قالت بضيق : شوفت أنت بتزعلنى إزاى .. أنت لو بتحبنى بجد مش هاتعمل كده

حاتم بضيق : أسيل فكك من جو أمينة رزق اللى أنتِ عايشة فيه ده يا حبيبتى و تعالى نخرج

أسيل بملل : مش هاينفع أخرج .. مامى قايلالى ماتتأخريش ثم قامت و هى تقول : يلا باى بقى يا حاتم .. لازم أمشى عشان مامى ماتزعقش

حاتم بضيق : لسة بدرى .. احنا لسة ماقعدناش مع بعض

أسيل بملل : حاتم أنا مش عايزة وجع دماغ و زعيق فبليز سيبنى أمشى ثم ذهبت قبل أن يتكلم أكثر من هذا !

نظر لها حاتم بغيظ و هى تمشى و قال بخبث : مسيرك يا ملوخية تجى تحت المخرطة بس الصبر .. واحدة واحدة ثم أردف بسخرية : عاملة فيها ذكية و هى مفيش أغبى منها .. فاكرة أنها بشوية السهوكة دول هترجع حاتم اللى كان بيبوس رجليها عشان ترضى .. أنا هوريها مين حاتم اللى كانت بتتسلى بيه .. ربنا يخليكى يا صافى أنتِ و أفكارك الجهنمية مش عارف من غيرك كنت هاعمل ايه ! .. ابتسم بتحدى و قال : يا أنا يا أنتِ يا أسيل يا بنت عبد العزيز



كان يجول فى الغرفة ذهاباً و إياباً و هو يتذكر كل تفاصيل لقائهم الأخير .. توقف عند أسبابها لرفض الزواج .. ألا تعلم أنه فكر فى كل كلامها هذا عندما عرض عليه أحمد الزواج منها .. بعد أن قضى معظم عمره فى الدراسة و العمل و نوى أن يتزوج .. يتزوج فتاة مقعدة مطلقة ليخدمها .. فقط لينفذ خدمة لمثله الأعلى .. الرجل الذى أصبح مثل أبيه بعدما توفى والده .. الرجل الذى طالما أراد أن يصبح مثله .. الرجل الذى ساعده ليحصل على وظيفة مرموقة فى شركته المشهورة عندما تخرج ولم يكن يملك أى خبرة .. الرجل الذى مد له يد العون ليصبح فى خبرته و مكانته تلك .. كان يرى عنده طموح و عزيمة عظيمتان لو وزعوا على أمة لأصبحت من أرقى و أعظم الأمم .. كان أحمد الأب الروحى له حتى أنه عندما علم أنه فض الشراكة و سافر حزن عليه كثيراً .. كان حزنه نابعاً من قلبه حقاً .. علم بعد وقت قصير أنه افتتح شركة صغيرة فى ألمانيا .. أصر أن يسافر و يعمل عنده من جديد فقد كان يمقت رئيس عمله الثانى .. سافر فعلاً و عمل عنده رغم اعتراض أمه و أخته على سفره .. كان أحمد يحكى له كل فترة عن تفاصيل حياته على سبيل الفضفضة إلى أن أتى اليوم الذى طلب منه الزواج منها وافق هو بعد تفكير ليس بكثير فإنه على استعداد أن يفعل أى شئ لهذا الرجل .. يتذكر جيداً أنه عندما جلس وحيداً و فكر تفكيراً عقلانياً وجد أنه سيظلم نفسه قبل أن يظلمها .. كما أنه لم يتخيل أن يتزوج بتلك الفتاة الخليعة التى كان يمقتها بشدة .. رأها مرتين فقط عندما أتت لأحمد الشركة .. مرتين فقط لكنها كانت كافية ليكرهها بشدة .. طريقة لبسها .. أخلاقها التى تبدو أنها معدومة .. كان حقاً فى حيرة من أمره .. أيقبل بالمرأة التى يمقتها أن تصبح زوجة له .. قرر أن يختلق أى عذر يخبر به أحمد أنه لن يتزوجها .. يتذكر جيداً عندما ذهب إليه و أخبره أنه سيفعل أى شئ أخر غير أن يتزوج من ابنته .. أخبره بكل صراحة أن طلبه هذا يظلمه بشدة .. لن يستطيع أن يتزوجها .. ترجاه أحمد بشدة أن يوافق على طلبه فإنه هو الوحيد الذى سيأمنه على ابنته .. كما أنه أخبره أنه لن يخسر أى شئ و طمأنه قائلاً أنها إذا أجرت العملية ستمشى و أنها مطلقة كأسم فقط و أن ماجد طلقها قبل الفرح بأيام عندما علم بأمر خيانة أمها !
فى بادئ الأمر كانت اعاقتها و لقب مطلقة الذى كان يلازمها حتى لو كان طلاق بعد كتب كتاب يضايقه بشدة .. كان متضايقاً من الأمر برمته من الأساس .. كيف لا و هو يمقتها هى شخصياً .. لكن الأن مستعد أن يتحمل أى شئ معها !

أراد أن يشكر ماجد بشدة لانه تركها و لم يكمل زواجه بها .. جلس على السرير و تنهد تنهيدة طويلة و هو يعزم على اقناعها بشتى الطرق للزواج منه !

كانتا جالستين معاً و لكن عقلهماشارداً فى أشياء مختلفة .. أسيل تفكر كيف تتخلص من حاتم و تلك الورقة الغبية التى مضتها و تالا تفكر فى أدهم و ما فعله اليوم .. أحست أسيل بالملل الشديد و قامت فجـأة و هى تقول بضجر : تالا أنا زهقانة

لم تسمعها تالا فما تفكر فيه كان يشغل عقلها بشدة .. اقتربت أسيل منها و نزعت تلك التوكة التى تمسك خصلات شعرها القصيرة .. تفحصته و هى تقول بتساؤل : تالا أنتِ بقالك أد ايه مرحتيش للكوافير

لم ترد عليها فهزتها أسيل و هى تصيح بها : تالا

أفاقت تالا من شرودها و قالت بضيق : فى ايه ؟ ثم نظرت ليد أسيل التى تمسك شعرها و
قالت بضيق شديد : أنتِ بتعمليى ايه ؟


ابتسمت أسيل و لمعت عيونها بفكرة فقالت : هاتسلى عشان زهقانة

تالا بضيق : شعرى ماله و مال إنك تتسلى

أسيل بابتسامة : أسكتى بس ثم أكملت تفحص شعرها و هى تقول بضيق : مين الغبى اللى قصلك شعرك بالطريقة الغبية ديه .. أكيد مش كوافير

تراجعت بذاكرتها للوراء سريعاً عندما كانت جالسة بجانب ماجد بسيارته و هى تقول بحيرة تحديداً و هى تمسك خصلات شعرها و تلفها حول أناملها بملل : بفكر اقصه أيه رأيك ؟

اقترب ماجد منها و قال و هو يجز على أسنانه بتهديد : عشان أقص رقبتك بعدها .. ثم أردف بجدية و هو يفك حصار خصلات شعرها من بين يدها التى تريد الفتك بها : أعملى أى حاجة غير أنك تقربى من شعرك عشان شعرك دة مش ملكك .. شعرك دة بتاعى أنا .. بتاعى أنا و بس .. مالكيش الحق إنك تقربى منه غير باذنى ثم قربه من أنفه ليستنشق رائحة الياسمين الأخاذ المنبعث منه !

أقتحمت عقلها بعد تلك الذكرى .. ذكرى أخرى عندما طلقها ماجد و أوصلها إلى البيت .. وقفت أمام المرآة و هى تنظر لشعرها الطويل الذى يصل إلى فخذها تحديداً .. خنقت بعضاً منهم فى يد و اليد الأخرى بها المقص الذى سيقضى عليهم و ينهى حياتهم .. بدأت بقص شعرها بعشوائية قاتلة .. ظلت تقصه و تقصه دون رحمة أو هدى .. فقد كانت تشعر أنها بهذا الفعل ستثأر من ماجد و ستتحدى يأسها و خيبتها ! بعد أن انتهت من قص شعرها و جعلته يصل إلى رقبتها .. جلست بجانبه و هى تشعر ببعض النشوى و الفرح .. أمسكت خصلات شعرها المتناثرة على الأرض و بدأت بالبكاء و هى تتذكر تلك المقولة التى تقول " عندما تقص المرأة شعرها فانها تنوى تغيير حياتها " و لكن ظل هذا السؤال يراودها و هى لا تعرف له إجابة هل ما فعلته و إرتكبته بحق شعرها .. سيغير شيئاً من حياتها أم أنها حماقات ! و هى فعلت فعلتها تلك لتنتقم من ماجد بخسارة شعرها العزيز الذى كان يقدسه
!


أفاقت على صوت أسيل و هى تصيح بها قائلة : تالا أنت رحتى فين ؟

نظرت لها تالا بضيق و أبعدت يد أسيل عن شعرها و هى تقول : موجودة يعنى هاروح فين ؟
وضعت أسيل يدها مجدداً على شعر تالا و قالت باصرار : بليز سيبيلى نفسك و أنا هاظبتك

تالا بضيق : أسيل اقعدى ربنا يهديكى

أسيل باصرار : لا هاعملك شعرك عشان مضايقنى منظره ثم أردفت بضيق : أنا عيزاكى بس تقوليلى مين الحيوان اللى قصه

ابتسمت تالا بسخرية و قالت : حيوانة مش حيوان لو سمحتى

أسيل بحرج : و أنتِ الحيوانة .. قصدى يعنى أنتِ اللى قصتيه كده

أماءت تالا برأسها فقالت أسيل بابتسامة : أسمحيلى أنى أصلح الجريمة البشعة اللى ارتكبتيها ديه ثم أردفت بجدية : لو مش معاكى فلوس قوليلى و أنا مستعدة أسلفك عشان تروحى الكوافير

ابتسمت تالا و قالت بجدية : مش موضوع فلوس .. أنا مابحبش أروح هناك

أسيل بابتسامة : مدام كده يبقى سيبنى أنا أظبطك ثم أردفت برجاء : و أنتِ تكملى الحكاية و أنا بظبتك .. تمام

تنهدت تالا باستسلام و قالت : تمام ثم أردفت بتساؤل : أحنا وقفنا لحد فين ؟

أسيل بتذكر : وقفنا لحد أما رمت نفسها قدام العربية ثم أردفت بخضة : أوعى تقولى إنها
ماتت


تالا بنافذ صبر : ما هى لو ماتت أنا كنت هقول إنها ماتت و ماكنش هايبقى فيه تكملة

أسيل و هى تصفف شعرها : طب كملى

تالا بجدية : اتجمعت الناس حواليها و أسعفوها .. بس كانت الإصابة خطيرة و نتج عنها شلل نصفى سفلى

أسيل بتساؤل : زيك كده

تالا بجدية : أه حاجة زى كده

أسيل بتساؤل : و ايه اللى حصل بعد كده !

بدأت تالا تقص عليها ماحدث بعد ذلك

Flash Back

بعدما علمت بشللها و أنها لن تستطيع المشى مجدداً .. اسودت الدنيا بوجهها أكثر و أكثر .. أهذا ما كان ينقصها .. لماذا لم تمت .. لماذا تخلى عنها الموت و رفض احتضانها .. كانت تعيش بظلام دامس وحيدة يائسة .. لكنها لن تتحمل العيش أكثر .. لن تتحمل هذه الحياة بتاتاً !

دخلت عليها الممرضة و ابتسمت ابتسامة صغيرة و قالت بجدية : ميعاد الحقنة

تالا بصوت متعب : ممكن ميه الأول

ابتسمت الممرضة و قالت بجدية : أكيد .. ثوانى هاجبلك ميه من بره .. و لكنها قبل أن تخرج وضعت الأشياء التى كانت بيدها على الكمودينو و كان من ضمنها مشرط صغير لفتح الأمبول !

لفت انتباه تالا ذلك المشرط فمدت يدها إلى الكمودينو الموضوع بجانبها و أخذته بيد مرتجفة .. نظرت لشرايين يدها و عزمت على الإنتحار من جديد و كانت هذه ثانى مرة تنتحر فيها تالا و يسعفونها من براثن الموت ! فلم يأت موعدها بعد !

فتحت عيونها بتثاقل و هى تتمنى أن تجد نفسها ميتة .. لكن أصابتها الخيبة عندما رأت
ذلك الشاش يلف معصمها و قلبها المكسور ما زال ينبض بالحياة .. تباً لهؤلاء الأغبياء ينقذون من يريدون الموت و يهملون من يتمسكون بالحياة .. لماذا لا تموت و تستريح لتنتهى من هذه الحياة القاسية .. لماذا ولدت من الأساس


سمعت صوت دق الباب لتدخل امرأة فى عقدها الخامس و هى ترتدى معطفاً أبيض و خماراً يزين وجهها .. يبدو أنها طبيبة هنا

أخذت كرسياً و جلست بجانب تالا بهدوء لترتسم علامات الدهشة و التساؤل على وجهه تالا !

ظلت السيدة صامتة لبعض الوقت ثم قالت بجدية : الإنتحار عمره ما كان حل للمشكلة
نظرت لها تالا لبعض الوقت ثم قالت بجدية : إلا مشكلتى الحل الوحيد ليها الأنتحار

السيدة بابتسامة : كل مشكلة و ليها حل بعيداً كل البعد عن إنك تستخدمى أسهل الطرق للهروب زى الإنتحار .. ماينفعش تنهى حياتك عشان مشكلة مؤقتة هاتلاقيلها حل مع مرور الوقت

تالا بجدية : مشكلتى مختلفة تماماً عن كل المشاكل .. مشكلة لو قعدت عمرى كله أدورلها على حل مش هلاقى .. صدقينى مش هلاقى

السيدة بابتسامة : كل واحد بيشوف مشكلته إنها ملهاش حل و إنها مشكلة عقيمة معقدة و إن الدنيا اتقفلت فى وشه و مش هايقدر يعيش تانى .. هاديكى مثال بسيط .. الطالب اللى بيسقط فى الإمتحان و بيبقى عليه ضغوط نفسية عالية جداً .. أسهل حل و ابسطهم أنه ينتحر عشان يتخلص من عبء السقوط اللى هو شايفه فى سنه أنه مشكلة عقيمة ملهاش حل .. لو أى حد فكر فى مشكلته ديه هايلاقيها مشكلة عابرة و حلها بسيط جداً .. ببساطة هيقعد يذاكر و ينجح فى الملحق .. حتى لو سقط تانى .. مش لازم يفقد الأمل و ينهى حياته عشان فشل بسيط له حل .. ممكن يجتهد أكتر و يذاكر أكتر و ينجح السنة اللى بعديها !

تنهدت تالا بضيق و قالت بحدة : قولتلك مشكلتى مش زى ما أنتِ فاكرة .. دة طالب تافه بينتحر عشان حاجة تافهة لكن أنا لا .. أنا مشكلتى أكبر من كده

نظرت لها بابتسامة و قالت بجدية : المشكلة اللى بالنسبةلك تافهة ديه .. بالنسبةله هو مشكلة عويصة ذى مشكلتك بالظبط ثم أردفت بتساؤل : شابة فى سنك كده ايه مشكلتها .. حبيبها سابها .. جوزها طلقها .. حد عزيز عليها مات

بكت تالا و قالت بدموع : مشكلتى أكبر بكتير .. بكتير أوى .. مشكلتى مشكلة قلب اتكسر .. بعد ما بنيت قصر مع أقرب حد ليا .. كان القصر اساسه الثقة و كملنا بناءه بأمل و طموحات وأحلام و أخيراً بعد ما كنت فاكرة أنه قصر متين و قوى طلع سراب و أن مفيش قصر من البداية .. كان مجرد سراب أنا بس اللى شايفاه .. كل حاجة حستها طلعت وهم كبير كنت معيشة نفسى فيه

ابتسمت السيدة و قالت : اللى أنتِ بتقوليه ده مشكلة بنات كتير أوى غيرك مروا بيها .. فيه اللى قرر ينتحر زيك و أضعفته التجربة و فيه اللى قوته التجربة .. عارفة ايه الفرق بنهم ؟ .. الفرق بين اللى أضعفتها التجربة إن إيمانها ضعيف بالله ضعيف أوى .. لكن اللى قوتها التجربة كانت مؤمنة و واثقة فى الله و عارفة أن ربنا مابيعملش حاجة وحشة لحد و أن أكيد الابتلاء دة خير لها " عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خيرٌ لكم و عسى أن تحبوا شيئاً و هو شرٌ لكم .. عارفة ايه مشكلتك الوحيدة .. نظرت لها تالا بتساؤل فتابعت السيدة قائلة : إنك بعيدة أوى عن ربنا .. فربنا ابتلاكى عشان تقربى منه مش عشان تبعدى أكتر و تغضبيه بانتحارك .. أنتِ عارفة إن الإنتحار ده من كبائر الذنوب .. فى آية بتحرم الإنتحار و قتل النفس بسم الله الرحمن الرحيم : {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} صدق الله العظيم

أنتِ عارفة أن فى ناس مصابة بالسرطان و أمراض تانية كتير بيحاربوا الموت و نفسهم يعيشوا عشان يكملوا مع أطفالهم و زوجاتهم .. الحياة اللى أنتِ رفضاها فى غيرك بيتمناها.. الحل الوحيد لمشكلتك أنك تقربى من ربنا و هو هيريحلك قلبك .. الرسول صلى الله عليه و سلم كان بيقول" إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء " .. قربى من ربك و أنتِ هاتستريحى وهاتلاقى كل مشاكلك اتحلت .. أقصر طريق لسعادتك هو قربك من ربنا و اتصالك بيه .. للقرب من ربنا لذة مش هايجربها غير اللى قرب منه .. ثم قامت و قالت بابتسامة بشوشة : أنا هاسيبك تستريحى و تفكرى فى كلامى و أرادت أن تخرج و لكن أوقفتها تالا و هى تقول بتساؤل : حضرتك أسمك ايه ؟

أبتسمت لها و قالت : أسمى خديجة نسبه لخديجة بنت خويلد أم المؤمنين و أولى زوجات النبى صلى الله عليه وسلم

ابتسمت تالا لها و أماءت برأسها .. لتقول خديجة بابتسامة بشوشة : صلى على النبى .. أنتِ تعرفى فى سورة الأحزاب بتقول : إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً

أماءت تالا برأسها إيماءة صغيرة بحرج و قالت : عليه أفضل الصلاة و السلام
Back

أسيل بتساؤل : خديجة ديه دكتورة نفسية , صح
ابتسمت تالا ابتسامة صغيرة و قالت بجدية : أيوه .. الست اللى كانت السبب فى تغيير حياتها بعد كده .. كانت هى طوق النجاة ليها !

ابتسمت أسيل لكلامها ثم قالت بجدية : أنا كدة خلصت شعرك ظبته على قد ما أقدر علشان يبقى شكله حلو .. شوفى كده فى المراية

نظرت تالا فى المراية و ابتسمت ابتسامة حزينة فمنذ مدة لم تعط شعرها قدراً كافياً من الإهتمام .. نظرت لأسيل و قالت بامتنان : شكراً جداً يا أسيل .. بجد شكله يجنن

ابتسمت أسيل و قالت : دى أقل حاجة عندى .. عدى الجمايل بقى

ابتسمت تالا لها ابتسامة امتنان و لم تعلق !

هبطت الطائرة على أرض مصر الحبيبة .. نزل من الطائرة و أول شئ فعله .. أنه سجد و قبل تراب بلده باشتياق.. استقل سيارته و أمر عم محمود بالذهاب لكنه لم يذهب إلى الفيلا لتالا .. ذهب لمكان أخر اشتاق له بشدة و قرر المكوث فيه !

يتبع....



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 09:17 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


✾الفصل الثالث و العشرون✾



هبطت الطائرة على أرض مصر الحبيبة .. نزل من الطائرة و أول شئ فعله .. أنه سجد و قبل تراب بلده باشتياق.. استقل سيارته و أمر عم محمود بالذهاب لكنه لم يذهب إلى الفيلا لتالا .. ذهب لمكان أخر اشتاق له بشدة و قرر المكوث فيه!
وقفت السيارة أمام زقاق ضيق للغاية لم تستطع السيارة العبور منه .. نزل أحمد و ابتسامة حزينة على وجهه و هو ينظر لتلك البناية المتهالكة التى تشققت جدرانها مع مرور السنين و الأيام و هذا الباب الحديدى الذى لون بالبنى نتيجة للصدأ الذى انتشر به .. يبدو أن الزمن قد ترك بصماته عليها كما ترك له نصيب من التجاعيد التى حفرت على وجهه بتفانى لا أحد يستطيع إنكاره !
مرت أيام شبابه أمامه بسرعة البرق و هو يتذكر عندما اشترى شقة فى هذه البناية بعد معاناة و عمل ليل نهار .. تقدم ببطء ناحية الباب الحديدى و دفعه بقدميه لتتجسد أمامه تلك الذكرى عندما دفع هذا الباب بقدميه و هو يحملها ليلة زفافهم و الإبتسامة لا تفارق وجههم و عيونهم اللامعة المبتهجة لتحقيق حلم عمرهم .. كم تمنى لو يأخذوا منه كل ما يملك و يعود للماضى ثانية واحدة فقط ليمنع هذا المجنون من السفر و السعى وراء المال و ترك عائلته وحيدة مهشمة على طرق الإنتظار .. بالتأكيد كان سيأمره و يعنفه أن يحافظ على أسرته و يحوطها بكنفه .. تخيل حياته الأن لو سمع كلامها و لم يسافر .. بالتأكيد كان حاله سيصبح أفضل مما هو فيه الأن .. ربما سيكون هو بمثل هذا الوقت يحتضن زوجته و هم جالسون أمام التلفاز كل همهم ما سيتناولونه غداً على الغداء .. ربما سيكون معظم تفكيرهم فى ابنتهم المتزوجة التى تسكن على بعد شارعين منهم .. و ضحكته التى ستطبع على وجهه عندما يعطى أحفاده الصغار من ابنته الوحيدة مصاصات لا تكلف كثيراً لكنها تعطيهم سعادة لا توصف .. ربما كان أحفاده سيجرون عليه عندما يروه و يحتضنوه رغم ثيابه البالية بسبب فقره .. كان سبب سفره فى البداية أنه تخيل هذه الأحداث فى المستقبل .. لم يرض أن يعيش هكذا .. لكنه الأن يتمنى أن يعيش هذه العيشة البسيطة فى سبيل أن يعيش فى وسط دفئ العائلة و حنانها .. ربما هو مخطئ و أنانى لأنه لم يوازن بين طموحه و أسرته .. أعطى طموحه كل الأهمية و ترك أسرته .. رغم أنه كان يفعل هذا كله من أجل حياة منعمة كريمة لأسرته .. لكنه أهملها بشدة حتى أضاعها و أصبحت مشتتة !
نزلت دمعة مسحها سريعاً و صعد السلالم إلى أن وقف أمام شقته .. أخرج مفاتيحه و بحث عن مفتاح تلك الشقة الذى لم يضيعه ابداً .. بعد وقت ليس بكثير وجده .. فتح باب الشقة بهدوء و دخل .. ليجد أن الشقة مرتبة بشكل ملحوظ و إنه لايوجد أى أثر للغبار على الأثاث رغم قدمه .. أصابته الدهشة و الإستغراب معاً .. هل سكن أحد هذه الشقة دون علمه ؟ قاده عقله إلى أشياء غير منطقية حتى أنه ظن أن الشقة مسكونه بالجن و العفاريت !
سمى بالله ثم دخل إلى الغرفة التى كانت غرفة نومهم .. فتح النور و أراد أن يلقى بجسده المنهك على السرير و لكنه تصلب فى مكانه عندما وجدها نائمة .. أقترب منها و هو يدقق فى ملامحها ليتأكد إذا كانت هى أم لا ؟ .. كانت هى بكل تفاصيلها التى حفظها لكنها أصبحت ذابلة و نحيفة للغاية و كست التجاعيد و الثنايا وجهها بإخلاص .. ترى ما الذى أتى بها إلى هنا ؟ .. و أين صديقه الخائن ؟ .. مد يده ليوقظها لكنه تراجع فى أخر لحظة و أغلق النور و غادر البيت بأكمله و قرر أن يستقر بأوتيل !
ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
دقت الباب بتردد لتسمع صوت تالا يسمح لها بالدخول .. دخلت على استحياء و قالت بضيق : تالا لو سمحتى ممكن أنام جمبك ثم أردفت برجاء : صدقينى هاحاول متقلبش كتير بس مش عايزة أنام لوحـ..
قاطعتها تالا قائلة بابتسامة : تعالى
ركضت أسيل و الابتسامة تشق ثغرها و نامت بجانب تالا و دثرت نفسها بالغطاء .. أغلقت تالا الأبجورة بجانبها و أعطت ظهرها لأسيل .. كانت تنظر بتجاه التسريحة لتتذكر عندما كانت تحاول أن تصل إلى الهاتف لتتصل بلميس لكنها وقعت فأتى أدهم و حاول مساعدتها .. تذكرت عندما جذبها لتجلس لكنها ألتصقت بصدره من شدة الدفعة .. تذكرت عندما كانت فى حفلة أسيل و عينه تطلق شراراً تجاه الشاب الذى كان ينظر لقدمها العارية .. تذكرت عندما جثى أمامها على ركبته ليخفى قدمها و علامات الغضب ظاهرة على وجهه بوضوح .. تذكرت اليوم عندما جثى أمامها و طلب منها الزواج .. دق قلبها بعنف و عزف تلك السيمفونية مجدداً !
سمعت صوت أسيل الخافت و هو يقول بتساؤل : تالا أنتِ لسة صاحية !
ألتفتت تالا لها و قالت بجدية : أيوه عايزة حاجة
أسيل بملل : أنا زهقانة .. أنا عمرى ما نمت دلوقتى .. أرغى كملى الحكاية أعملى أى حاجة
تالا بضيق : و أنا كمان مش جايلى نوم تعالى أكملك الحكاية .. ثم أردفت قائلة : بعد ما خديجة خرجت من عندها قعدت هى تفكر فى كلامها لحد أما تعبت من التفكير و نامت بس صحيت بعد كده لما حست بأيد ضمة إيديها بقوة !
Flash Back
فتحت عينها بتثاقل لتجده يجلس بجانبها يمسك بيدها و يتأملها .. عندما رأها استيقظت ابتسم و قبلها من جبينها و هو يقول : ألف سلامة عليكى يا حبيبتى إن شاء الله أنا و أنتِ لا
سحبت يدها منه بعنف و صفعته على وجهه ثم قالت بحدة : أبعد عنى
تراجع للوراء و هو يضع يده على وجهه بصدمة ثم جلس بجانبها و هو يقول برجاء : تالا سامحينى أنا أسف .. أنا عارف إنى غلطت فى حقك
نظرت له بعيون دامعة و هى تقول بعتاب : ليه يا ماجد .. ليه تعمل فيا كده .. ليه تقتلنى بالبطئ .. أنا عملتك ايه عشان تعمل فيا كده !
جلس بجانبها على السرير و أمسك يدها لتسحبها هى بعنف و هى تقول ببكاء : ابعد عنى .. ماكفكش اللى خدته .. لسة ماشبعتش
نظر لها ماجد بعيون دامعة و قال بجدية : صدقينى مكنش قصدى أجرحك .. أنا كنت بحبك و مازلت بحبك بس الحب لوحده مش كفاية صدقينى مش كفاية
بكت بشدة ثم قالت بحدة : بره أخرج بره .. أنا مش طايقة أشوفك روح لمراتك زمانها مستنياك .. ثم أردفت بسخرية لاذعة : نسيت أقولك صح , مبروووك
انهمرت دموعه على وجنته و قال : صدقينى كنت عايز أكمل معاكى بس ماكنش هاينفع .. صدقينى ماكنش هاينفع .. ثم أردف بجدية : حتى جوزاى أنا متجوز غصب عنى متجوز تحت ضغط أمى و أخواتى .. صدقينى بعد ما سيبتك قررت أترهبن و ماتجوزش تانى عشان مش هاقدر أشوف ست غيرك بس الظروف كانت أقوى منى .. حتى لما جيتى الفرح أنا اضايقت جداً ماكنتش عايزك تشوفينى و أنا بتزف لغيرك .. قلبى كان بيوجعنى ساعتها أنى عملت فيكى كده
نظرت للأتجاه الأخر بدموع و قالت بضيق : أنتِ عايز أيه دلوقتى ؟

ماجد بجدية : كنت عايز أطمئن عليكى .. عايزك تسامحينى .. عايزك تعرفى إنى بتعذب و أنتِ بعيدة عنى
بكت بشدة ثم قالت بتساؤل : خلصت !
ظل صامتاً لبعض الوقت ثم قال بتردد : تالا فى حد عرف اللى حصل بينا ؟
نظرت له بقرف و بصقت فى وجهه و هى تقول بحدة : تعرف أنا قرفانة من نفسى جداً .. قرفانة إنى عرفت واحد زيك .. إزاى طول الفترة ديه كنت مخدوعة فيك و مصدقة إنك ملاك .. ثم أردفت بحدة أكثر : ترضى حد يعمل فى واحدة من أخواتك كده
نظر لها ماجد بغضب و قال بحدة : ماتجبيش سيرة أخواتى على لسانك .. ولا واحدة من أخواتى زيك و لا عمرهم هايبقوا زيك ثم أردف بجدية : قرفانة مش قرفانة أنا جاى أقولك كلمتين و هامشى .. لو حد عرف اللى حصل بينا صدقينى أنتِ اللى هاتخسرى كتير و اللوم كله هيبقى عليكى .. أنا مش هاخسر أى حاجة .. أنا ممكن أقول بكل بساطة أنك كنتِ مش تمام و تعرفى واحد قبلى عشان كده أنا طلقتك .. فياريت تخلى اللى حصل ده سر بينا
نظرت له بصدمة لكلامه .. هل هذا الماجد الذى عشقته .. بصقت عليه مجدداً و قالت بغضب : بره أخرج بره يا حيوان .. أنا بكرهك
نظر لها ببرود و قال بجدية : حاضر هاخرج بس أفتكرى كلامى و أن الليلة كلها هاتتقلب على دماغك لو حد عرف
بكت بشدة و هى تقول بحدة : أنا ماعملتش حاجة غلط أو حرام أنا كنت مراتك ثم ظلت تصرخ بشدة و هى تقول بصراخ : أخرج بره .. بره
دخلت الممرضة و وراءها الطبيب ليخرج ماجد للخارج .. حاولوا تهدئتها و أعطوها حقنة مهدئة لتنام !
Back
أسيل بضيق : يعنى هو جاى عشان يقولها ماتقوليش لحد ! ثم أردفت بانفعال : طب ده يتشتم يتقله ايه !
تالا بدموع تحاول أن تخفيها : ماتقوليش حاجة ربنا موجود قادر ياخد حقها منه
أسيل بتساؤل : هى أكيد قالت لأبوها صح ؟
نظرت لها بدموع و هزت رأسها بلا !
أسيل بانفعال : يعنى ايه لا ؟ إزاى ماقلتش لأبوها هى متخلفة و خافت من تهديد ماجد !
تالا بدموع : ماخفتش من تهديد ماجد هى خلاص خسرت كل حاجة مابقاش فيه حاجة تفرق معاها ثم أردفت بجدية : و للأسف كانت لسه بتحبه فامحبتش أنها تنزله من نظر أبوها باللى عمله و قاله فقالتله أنه طلقها أول ما عرف أن مامتها خاينة !
أسيل بغيظ : كملى طيب عشان أنا أعصابى تعبت
نظرت لها تالا بتساؤل و قالت بدموع : تفتكرى مين اللى غلطان ؟ هى و لا ماجد !
أسيل بتفكير : اعتقد أنه غلطان لما سابها و عمل فيها كده و هى غلطانة إنها ماقلتش لأبوها على اللى عمله .. ثم أخذت هاتفها الموضوع بجانبها و بدأت بالضغط على أزراره !
نظرت لها تالا باستغراب لما تفعله و قالت بتساؤل : أنتِ بتعملى ايه ؟
أسيل و هى مازالت تكتب : دة جروب كده فيه ناس عرب .. فيه اللى من سوريا و مصر و لبنان و فلسطين و المغرب و بلاد عربية تانية كتير
تالا بتساؤل : و بعدين ؟
انتهت أسيل من كتابتها و أرت الهاتف لتالا و هى تقول : أحنا هانزل المشكلة بتاعت البنت ديه باختصار شديد على الجروب ده و الناس تقول رأيها .. أنا دايماً بشوف ناس كتير بتعمل كده و لما ببقى زهقانة بقعد أقرأ الحاجات ديه و أسلى نفسى بيها
تالا بإعتراض : لا .. لا يا أسيل
لم تستمع أسيل لكلامها و ضغطت Post
ابتسمت أسيل بسخرية و هى تقول : عمرى ما كنت أتوقع أنى أعمل كده و أستنى رودود الناس و أنا طول عمرى كنت بقول عليهم أنهم ناس تافهة و متخلفة
لم يمر الكثير من الوقت إلا و وجدت التعليقات تنهمر عليها بكثرة .. بدأت بقراءة التعليقات بصوت مسموع لتسمعها تالا !
-أعراف بالية ثانية .. وثقافة مجتمع مختلفة عن مجتمعات أخرى جعلت فتاة تضيع حقها .. وجعلت زوجاً يتوهم أن زوجته بحلال الله فرطت في نفسها له وهي زوجته...شيء مضحك فعلاً .. عقد قران يعني زواج فهو استحلك بشرع الله

- الرجل لا يحب المرأه اللينة التى تسلمه نفسها بسهولة ولو تابت وصارت رابعه العدوية سوف يظل يشك فيها بعد الزواج واستعجال المتعة فى لحظات ثمرته الندم و الهم باقى العمر .
- بغض النظر عن ندالة وحقارة زوجها إلا اننى أحمل المسئولية على التقاليد والأعراف البالية المتخلفة اللي بتحول شرع الله أحياناً إلى جريمة.
- لن اتحدث عن ماحدث فقد حدث وانتِ اخطأت ان اعطيته حق غير حقه .. نعم ليس زنا فهو زوجك شرعاً ولكن العرف المتبع وخيانة امانة اهلك .. و اتضح انه شخص لا يستحق فى النهاية .. استعيني بالدعاء والتوبة النصوح
- حتما البنت اخطأت لانها مازالت أمانة فى بيت والدها ولم يسلمها والدها لعريسها ويتركها معه فى بيت الزوجية ويدعهم وينصرف بعد أن يوصيه أن يضعها فى عيونه
- ربنا يسترك يا بنتي واقول للندل زوجك السابق ان النساء امانة وزي ما بيعمل فى بنات الناس والله العظيم هتتردله .. فى ذنوب لازم تخلص فى الدنيا قبل الاخرة
- أخطأت حين آمنت مكر هذا النذل وأخطأتحين تجاوزت الخط الأحمر وسمحت له بأكثر مما يستحق، صحيح أنه كان زوجك بشرعالله وكتابه، لكنك كنت عنده أمانة خانها وخان العهد ومثل هذا الشخص الذييقبل أن يفعل بزوجته هذا ويطلقها ،هو شخص قميء لا دين له ولا مبدأ والحقيقة إنني لن أحمله المسئولية فتلك هيأخلاقه ومبادؤه بل إنك وحدك تتحملين مسئولية هذا الخطأ الجسيم كونك أسلمتقيادك لخائن لم يحفظ العهد، ثم وبعد أن حصل علي مالا يستحقه.
- احمدي ربك انك رغم كل شيء مررت من هذهالأزمة بخير وقد سترك الله، فلا تسعي لفضح نفسك بأي شكل ، ولا تنسي أنك كنتزوجة له بشرع الله ، المهم أن تكوني قد تعلمت من التجربة ، وأن تتعلم كلفتاة ألا تندفع هذا الإندفاع الأهوج نحو الخطيب حتي لو تم عقد القران، لأنهحينما يحدث أي شيء تدفع البنت وحدها الثمن من سمعتها وسمعة أسرتهافالأعراف والتقاليد قد تتساوي مخالفتها مع مخالفة الأديان في بعض الأحيانمن فرط قوتها، ولأن مجتمعاتنا العربية محكومة بالعرف والتقاليد إلي حد كبيروحتي لو كان الشرع معك وفي صفك وبحكمه أنتِ لم ترتكبي منكراً أو خطيئة إلاأن العرف يقول غير ذلك، علي كل حال لقد حصل عليك هذا الحقير بثمن بخسونالك بثمن رخيص لذلك فرط فيكي بمنتهي السهولة، وقد أخطأت أنت عدة مرات مرةحين سلمته نفسك بزعم أنك زوجة له، ومرة حين تركته يطلقك ويفلت من العقوبةلإخلاله بالوعد مع أهلك لأن مثل هذا الوغد كان يجب أن يلقن درساً لا ينساههو و أمثاله، فقد كان عليك أن تخبري أهلك بفعلته الشائنة.
- قصة مكررة منذ الازل فمتى تتعلم البنات !!
- رأيي إنك تنسي الماضي بكل مافيه و اسعي لبداية حياة جديدة
و كثير من التعليقات الأخرى .. منهم من يسبها و يلعن فى تربيتها و منهم من يسبه و يعلن فيه و فيما فعله بها .. و منهم من يسب أهلها .. ومنهم من يسب الأعراف و التقاليد .. أراء مختلفة بكثرة حتى أنهم بدأوا الشجار فى أى الأراء أصح .. من قال إن الإختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية !! فى مجتمعنا الشرقى إختلاف الرأى من الممكن أن يؤدى فى بعض الأحيان إلى القتل !
( الأراء أراء ناس مختلفة فى هذا الموضوع .. منقول للأمانة )
أمسكت رأسها بألم و قالت بصريخ : خلاص يا أسيل كفاية .. كفاية مش قادرة أسمع أكتر من كده .. مش قادرة
القت أسيل الهاتف من يدها بإهمال و اقتربت منها و ضمتها لها و هى تقول بخضة : مالك فيه أيه .. أهدى
بكت تالا و هى تقول بدموع : أنا و الله سمعت كلامه عشان بحبه و كنت واثقة فيه ثقة عمياء هو قالى أنه جوزى و سواء دلوقتى أو بعد الفرح .. بس هو أستغل ضعفى و حاجتى ليه ساعتها .. أنا مش عارفة هو ليه عمل معايا كده .. مش قادرة أنسى يا أسيل .. كل أما بحاول أنسى فيه حاجة جديدة بتيجى و بتخلينى أفتكر كل اللى ماجد عمله فيا
أبعدتها أسيل عنها و قالت بصدمة : هو أنتِ البنت ديه
أماءت تالا برأسها و أكملت بكاء .. ضمتها أسيل إليها مجدداً و هى تقول بحزن : خلاص أهدى .. أهدى مايستهلش اللى أنتِ فيه ده .. صدقينى مايستهلش
ظلت تربت على كتفها بحنان إلى أن نامت من كثرة البكاء .. لتنظر لها أسيل بشفقة و دموعها تنزل هى الأخرى !
صدق المثل الذى قال " اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته " إن مشكلتها هينة للغاية بالنسبة لمشكلة تلك الفتاة النائمة و هى ترتجف بأحضانها !
ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
فى أحد البنوك المشهورة .. يجلس هذا الشاب مع أصدقاء عمله يتحدثون .. انفرد به صديقه ليتحدثوا !
صديقه : بس انت مدلعها يا مروان .. غلط الدلع دا .. مش عشان بتحبها .. يبقى تسيبلها السايب فى السايب كدا .. لازم توريها العين الحمرة فى أول الجواز
مروان بجدية : مش مدلعها ولا حاجة ؟ بس انت عارف انى بحاول على أد مقدر ماجيش عليها عشان هى بنت عمى و بقت فى رقبتى من ساعة ما عمى مات .. و غير دا كله هى مراتى و حبيبتى يا مازن
مازن بسخرية : و خدنا ايه من الحب و القرابة .. ما انا كنت زيك كدا و قايدلها صوابعى العشرين شمع .. أه ماتستغربش .. صوابع ايدى و رجلى و كان ناقص اجيب صوابع الجيران و اقيدهم كمان .. و فى الاخر ماعجبش و خانتنى و لما واجهتها بالحقيقة و إنى عرفت خيانتها قالتلى بدم بارد .. انت ملل .. عمرى ما قولتلك على حاجة و قولتلى لا .. شخصيتك ضعيفة .. و انا ذهقت ان كل حاجة تبقى مجابة .. عايزة واحد يزعقلى و يقولى لا
مروان بجدية : بس انا علاقتى بلميس مش كدا .. انا برده بقولها على حاجات كتيرة لا .. مش سايبلها السايب فى السايب
ربت صديقه على كتفه و قال : انا بحذرك بس يا صاحبى عشان ماتبقاش نايم على ودانك زي زى الاطرش فى الزفة .. خلي بالك ثم تركه و انشغل فى اداء عمله .. ليجلس مروان و الشك يكاد ان يفتك به !
ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
قامت فى الصباح و هى تشعر بصداع رهيب بسبب بكائها البارحة .. تنهدت بضيق عندما علمت أنها أخبرت أسيل أنها هى الفتاة المقصودة فى قصتها .. أمسكت رأسها بألم و نظرت لأسيل النائمة بجانبها .. ابتسمت عندما تذكرتها و هى تضمها و تربت عليها بحنان .. كانت بحاجة شديدة لهذه الضمة !
أمسكت هاتفها الموضوع بجانبها و أرسلت لمارى لتأتى لها .. نظرت فى ساعة هاتفها لتجدها الــعاشرة صباحاً أنتفضت بخضة و هى تقول بضيق : الفجر فاتنى نمت و ماصحتش .. جاءت مارى و على وجهها إبتسامة بشوشة و هى تحمل باقة ورد بيضاء بيدها !
نظرت تالا للباقة البيضاء و قالت باستغراب مين اللى جاب ديه ؟
مارى بجدية : مش عارفة يا تالا هانم .. لم تكمل مارى كلامها فقط قاطعها صوت هاتف تالا الذى يعلن عن مجئ رسالة .. فتحت الرسالة لتجدها من أدهم .. فبتسمت دون أن تشعر لكنها عندما أدركتها مسحتها بسرعة !
كان مضمونها كالأتى " أتمنى الورد يعجبك .. أكيد بتسألى نفسك دلوقتى أشمعنى اللون الأبيض .. أنا هاقولك .. الأبيض .. هو لون الإخلاص .. الوردة البيضاء .. ترمز للارتباط بالآخر .. ممكن تبقى في صورة زواج أو حب أو حتى صداقة دائمة .. البياض الناصع للوردة .. هو إشارة لنقاءها .. أو نقاء علاقة الشخص وإخلاصه للآخرين .. أنا مش طماع خالص أنا بس عايز أكون كل صور الإرتباط .. أبقى جوزك و حبيبك و صديقك .. عارف أنك مش هتردى على الرسالة .. بس هابقى مبسوط أوى لو رديتى .. زوجك المستقبلى قريباً جداً بإذن الله "
تنهدت بغيظ .. من هذا الأحمق ليفرض نفسه عليها بهذا الشكل .. هل هو غبى أم ماذا .. هى لن ترضى به أو بغيره .. لقد اعتزلت الزواج نهائياً !
تنهدت بغيظ و أرسلت له " زوجك المستقبلى قريباً جداً بإذن الله .. حلوة النكتة ديه ضحكتنى و أنا ماليش نفس أضحك .. أنت بتحلم "
وصلته رسالتها فرد عليها قائلاً بتحدى " أما نشوف و أنا و أنتِ و الزمن طويل "
قرأت الرسالة بغيظ و ألقت الهاتف بجانبها بغضب ثم قالت لمارى أرمى الورد دة بره فى الـ Basket ثم امسكت هاتفها و أرسلت له قائلة : بلاش تكلف نفسك تانى عشان الورد بتاعك مسيره فى Basket الزبالة .. ابتسمت بإنتصار ممزوج بالتحدى و ظلت تنتظر رسالته التالية بنافذ الصبر لكنه لم يرسل شيئا ً !
ظلت أكثر من ربع ساعة تنتظر رسالته بفارغ الصبر إلى أن ملت .. يبدو أن هذا الأحمق قد تجاهلها !

ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
كان يجلس و هو يتصفح بعض أوراق عمله و هو يفكر في حديث صديقه .. تنهد بغضب ثم قال بصوت عالى : أنتِ يا زفتة يا لميس كل ده بتعملى فى فنجان قهوة
أتت لميس مسرعة و هى تقول بأسف : أسفة يا مروان بس و الله انشغلت فى غسيل المواعين
مروان بحدة : طبعاً ما انتِ مش على بال حضرتك الأستاذ اللى قاعد جوه مستنيكى
لميس بضيق : معلش يا مروان هاروح أعملها .. 5 دقايق بالظبط
مروان بحدة : بعد كدة أقول الحاجة تسيبى كل اللى فى ايدك و تعمليها
فقدت لميس أعصابها فقالت بحدة : ما قولت حاضر .. كل ده عشان فنجان قهوة
قام بغضب و اتجه نحوها و هو يقول بحدة : الله الله يا ست هانم .. بتعلى صوتك عليا ما هو دة اللى ناقص .. ما أنتِ مش متربية و أهلك ماعرفوش يربوكى
لميس بحدة : مهم أهلى هما أهلك يا أستاذ مروان .. و إذا ماكنوش عرفوا يربونى يبقى ماعرفوش يعلموك إزاى تتعامل مع مراتك و إنها مراتك مش خدامة عند سعادتك .. أنا قرفت بقى يوم بحال و اليوم اللى بعده بحال تانى .. أعصابى تعبت بقى يا أخى ارحمنى
أقترب منها و أمسكها من شعرها بغضب و هو يقول : صوتك مايعلاش عليا و طولة لسان مش عايز .. عشان ماخليش حياتك جحيم .. فاهمة !
أماءت برأسها و قالت بدموع : فاهمة
دفعها بغضب لتقع على الأرض و هو يقول بحدة : يلا غورى فى داهية روحى أعملى القهوة
قامت لميس و ذهبت مسرعة إلى المطبخ لتحضر فنجان القهوة و هى تبكى .. بعدما انتهت من تحضيره أخذته و ذهبت بسرعة البرق إلى مروان و هى تقول بصوت متحشرج : اتفضل
أخذ مروان منها الفنجان بضيق و أرتشف منه رشفة ليجد طعمها مسكر للغاية .. يبدو أنها وضعت الكثير من السكر .. ألقاه بوجهها لتقع القهوة الساخنة على صدرها و قال بحدة : يعلن أبو اللى علمك تعملى قهوة يا شيخة .. عيشة تقرف و جوازة نكد ثم قام و أخذ مفاتيحه و أردف قائلاً : هاروح أشربها فى القهوة مدام اللى متجوزها مش نافعة فى حاجة ثم خرج و تركها تبكى بألم و هى تتحسس صدرها الذى التهب فوراً عندما ألقى عليه القهوة ..قامت بتثاقل و هى تبكى .. أخرجت ثلج من الثلاجة و وضعته على صدرها لعلها تهدئ هذه النيران المندلعة منه .. لم تتحمل أكثر من هذا فكانت تشعر أن روحها تغادرها ببطء فقررت أن تطلب المساعدة من أمه .. دخلت إلى غرفة نومهم و أخذت الروب الملقى على السرير و أرتدته سريعاً على قميصها الطويل .. كانت ستغلقه لكنها لم تتحمل أن يلامس أى شئ الحروق الموجودة بصدرها .. وضعت طرحة على شعرها بعشوائية و نزلت مسرعة تستنجد بأمه لتساعدها فى إخماد النيران المنبعثة من تلك الحروق .. دقت الباب لتجده واقفا ً أمامها و بيده فنجان قهوة أخر .. تراجعت للوراء بخوف و قد نست ألم صدرها تماماً فما هو أتى أفظع و أنيل !
نظر لها من أخمص قدميها إلى رأسها و عيونه تطلق شراراً بتجاهها و قال بغضب : أنتِ نازلة كده إزاى ؟ اتفضلى أطلعى على فوق ثم قال بصرامة : يلا
لميس بدموع : حاضر بس
مروان بصرامة : هى كلمة و مش هاكررها يلا
أرادت لميس أن تصعد و لكن أوقفتها هالة قائلة : تعالى يا حبيبتى فيه ايه ؟
ألتفتت لميس لها لترى هالة صدرها الملتهب .. فشهقت بخضة قائلة : ايه اللى عمل فيكى كده ؟
نظرت لميس لمروان بتوتر ثم حولت نظرها لهالة و قالت بارتباك : وقعت القهوة على نفسى و أنا بشربها
نظرت هالة لمروان نظرة ذات مغزى ثم قالت بحنان : طب تعالى يا حبيبتى أحطلك مرهم
نظر مروان لأمه بضيق و قالت بانفعال : تيجى فين ؟ هى هاتطلع فوق و لو أنتِ عايزة تطلعلها اطلعى ثم قال للميس بصرامة : يلا أطلعى
خضعت لميس لأمره و صعدت إلى شقتها .. لتنظر له أمه بعتاب و هى تعلم جيداً أنه من فعل بها هذا .. تدخل و تجلب المرهم و تصعد لها ليصعد هو وراءها !
دخل الشقة ليجد فنجان القهوة مازال ملقى على الأرض فى مكانه فتنهد بغضب وحمله إلى المطبخ و هو يقول بغضب : متجوز واحدة معفنة مش هاين عليها تشيل الفنجان من على الأرض !
ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
بعد توسلات و إصرار أسيل على الخروج للتسوق وافقت تالا أخيراً .. ذهبوا إلى احدى المولات الفخمة و تجولوا بها .. دخلت أسيل إلى أحد المحلات و أختارت بلوزة قصيرة للغاية و اختارت لها جيب من الجينز قصيرة أيضاً ثم قالت لتالا بتساؤل : ايه رأيك ؟
نظرت لها تالا بضيق و قالت بسخرية : لو هاتجبيهم لبنت عندها 5 سنين هايبقوا حلوين
نظرت لها أسيل بغيظ و قالت بضيق : أنتِ بتستظرفى يا تالا .. ثم ألقتهم من يدها بضيق و هى تقول : فصلتينى منهم
تالا بجدية : ليه ماتجبيش لبس مقفول .. صدقينى بيبقى أحلى
أسيل بضيق : إن شاء الله ثم أردفت بجدية : كمليلى بقى الحكاية اللى اكتشفت إنها حكايتك و احنا بنتغدا .. ايه اللى حصل بعد كده و ازاى وصلتى للى أنتِ فيه دلوقتى ؟
تالا بابتسامة : مش عارفة إزاى بس كلام دكتورة خديجة أثر فيا أوى .. لمس قلبى من جوه .. حسيت إنى عايزة أتغير مش عشان حد لا عشان نفسى ثم أردفت بجدية : أسيل أنا كنت نسخة منك بالظبط .. بس مش عايزة نهايتك تبقى زيي عشان هاتتوجعى أوى .. هاتتوجعى أوى يا أسيل .. صدقينى ماحدش هايقدر يحس بالوجع ده غير اللى جربه .. ارجعى لربنا من دلوقتى لنفسك مش لحد تانى .. ارجعى دلوقتى قبل ما تقولى يا ريتنى
جثت أسيل على ركبتها أمامها لتصبح فى مستواها و مسحت دموع تالا و هى تقول برجاء : ماتعيطيش .. صدقينى أو لا براحتك بس أنا بقيت حاسة أنك الأخت اللى كان نفسى فيها من زمان .. و ساعات كمان بشوف فيكى الأم اللى نفسى فيها !
ابتسمت تالا و قالت بجدية : و أنتِ أختى الصغيرة يا حبيبتى .. أنتِ من جواكى نقية أوى فبلاش تضيعى النقاء ده .. مش هاتعرفى ترجعيه تانى غير بعد عذاب .. و ممكن ماتعرفيش ترجعيه من الأساس
ابتسمت أسيل لها و أماءت برأسها فقالت تالا بابتسامة حزينة : هاكملك بقى .. بعد ما نامت صحيت بس على أيد تانية بتطبطب على شعرها
Flash Back
فتحت عينها بتثاقل لتجده هو فقالت بلهفة : بابا
قام أحمد و احتضنها بحب و هو يقول : ماتعيطيش يا قلبى .. قوليلى ايه اللى حصل !
ظلت صامتة و هى تبكى فحسب ثم قالت بدموع : ماجد طلقنى و كده أحسن لينا !
مرت 5 أسابيع كاملة على لقاء ماجد .. كان والدها يعتنى بها فيهم بجانب عمله و خديجة أصبحت صديقتها المفضلة رغم فرق العمر الكبير بينهم .. دخلت لها خديجة فى يوم و قالت بابتسامة بشوشة : أنتِ الحمد لله بقيتى أحسن كتير .. تقدرى تخرجى دلوقتى
عبثت تالا بضيق و قالت برجاء : بس أنا عايزة أفضل هنا .. هاخرج بره أعمل ايه ؟
أبتسمت خديجة و قالت بجدية : مش أحنا قولنا أننا هانعيش حياتنا و مش هانفكر فى القديم و بعدين انتِ لسة صغيرة و قدامك العمر طويل و قدامك دراسة تنشغلى فيها ثم أردفت بابتسامة و هى تمد يدها لها بكارت : دة عنوان معهد علوم القرآن والسُنة .. لو رحتى هاتستفادى كتير .. ابتسمت تالا لها و قالت بجدية : هانشوف بعض تانى أكيد صح ؟
خديجة بابتسامة بشوشة : إن شاء الله .. قولى يا رب
مرت الأيام و الشهور و بدأت تالا ترجع مجدداً للحياة و لكن عقل بدون قلب .. جسد بدون روح و لكن أيمانها و ثقتها بالله كانا يزيدان يوماً بعد يوم !
أنستها مشاغل الحياة خديجة فغضبت من نفسها غضبا ً شديدا ً و قررت أن تذهب لها زيارة فى المستشفى .. سألت عليها ممرضة .. لتقول لها بأسف : دكتورة خديجة تعيشى أنتِ كان عندها سلاماً قولاً من رب رحيم سرطان و كانت فى المرحلة الأخيرة !
نظرت لها تالا بصدمة و بكت بشدة ..كيف كانت تعطيها أمل فى الحياة و هى تتألم و تريد من يعطيها دفعة لتعيش .. ليتها استطاعت أن تعطيها عمرها .. كانت دائماً تستمع لها و هى تحكى عن أولادها و الابتسامة البشوشة مرتسمة على ثغرها .. كيف كانت تحمل أكثر الأمراض ألماً و هى تحثها على التمسك بالحياة و دائماً البسمة البشوشة على وجهها !
Back

دمعت تالا و قالت : ربنا يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته
أسيل بابتسامة حزينة : أمين
سمعت صوته و هو يقول بضيق : أنتِ هنا من غير ما تقوليلى ؟ ثم نظر لأسيل و قال بضيق : أزيك يا أسيل
أسيل بابتسامة متأملة : تمام الحمد لله
رفعت نظرها له بغيظ ثم نظرت الى أسيل التى تعتقد أنهم أصدقاء بارتباك و قالت بصوت خافت : و أنا أقولك أنا راحة فين و جاية منين ليه ؟ أنت مالك بنى أدم حشرى و رخم ثم أردفت بضيق : أزيك يا أدهم
جثى أدهم أمامها و فك رابطة كوتشها و قال بجدية : مش تخلى بالك و تربطى الكوتشى ثم أردف بصوت خافت : و على فكرة سمعتك لما كنتى بتبرطمى و هاعدهالك بمزاجى بس مش هاعديلك حكاية بوكيه الورد اللى رمتيه .. أردف و هو يضغط على أسنانه بغيظ : أنتِ عارفة الوردة الواحدة فيه بكام ؟ .. سيبك من تمنه المادى .. و خليكى فى تمنه المعنوى .. إزاى ترمى حاجة أنا جايبهالك
تنهدت بضيق و قالت بصوت خافت و هى تضغط على أسنانها بغضب : عارف أنا كنت أتمنى إنى أحرك رجلى لسبب صغير جداً و إنى أخبطك بيها و أنت قاعد كده و أوقع صف سنانك التحتانى .. قوم يلا
ابتسم أدهم ببرود و قال بتساؤل : و يرضيكى إن جوزك المستقبلى يبقى من غير سنان
تالا بغيظ بصوت خافت : أنت غبى ليه أنا مش هاتجوزك
أدهم ببرود : توء توء توء .. أنا عينت نفسى عندك خطيب فى الوقت الحالى و بعد كده زوج بإذن الله .. بس عايز رقم باباكى عشان أكلمه
تالا بغيظ : ده بعدك .. نجوم السما أقربلك منى ثم أردفت بضيق : قوم
نظرت لهم أسيل و قالت باستغراب : هو فيه أيه كل ده بتربط الكوتشى ؟
قام أدهم و ابتسم ببرود و قال بجدية : مفيش بس تالا دماغها ناشفة كانت عايزة تسيبه مفكوك
نظرت له تالا بضيق و قالت بصوت خافت : بارد و غبى
نظر لها أدهم بضيق و قال بصرامة : سمعتك على فكرة .. بطلى برطمة
نظرت له أسيل بعدم فهم و قالت بتساؤل : أنا !
أدهم بجدية : هى عارفة نفسها ثم أردف بجدية : يلا شوفوا هتجيبوا أيه عشان متتأخروش
تالا بابتسامة صفراء : طب اتفضل أنت عشان أكيد عندك شغل

أدهم بابتسامة باردة : انهاردة أجازة عندى
تالا بغيظ : فى أجازة الأتنين ؟ أنت شغال حلاق
أسيل بجدية : أيه يا تالا ماتبقيش رخمة بقى .. قالك عندى أجازة يبقى عندى أجازة
ابتسم أدهم و قرر أن يستغل أسيل دون أن يدبس نفسه معاها ليشعل غيرة حبيبته .. فإذا
غارت فبالتأكيد مشاعرها تحركت نحوه .. ابتسم بخبث ثم وجهه كلامه لتالا قائلاً : شايفة الناس اللى بتفهم

نظرت له تالا بضيق و قالت بغيظ : قصد حضرتك إنى مابفهمش مثلاً
أراد أدهم أن يغير دفة الحديث حتى لا يغضبها أكثر فقال بجدية : شكلكوا لسة كنتوا هاتتغدوا تعالوا أنا عازمكوا على الغداء
تالا بضيق : لا أنا هامشى .. يلا يا أسيل
نظر لها أدهم بضيق و قال بجدية : أنا لما أقول كلمة تتنفذ من أول مرة
تالا بضيق : على نفسك
أمسك مقبض كرسيها و حركه ليقول ببرود : و عليكِ و صمت قليلاً و قال : و على اى
حد

نظرت له بحدة و قالت بجدية : أدهم أنا مابحبش حد يزقنى و أنت عارف كده
أدهم بضيق : شش أنا مش اى حد ثم نظر لأسيل و قالت بابتسامة لتظهر تلك الغمازة المحفورة بوجنته اليمنى : تحبى تكلى فى أنهى مطعم
أسيل بعيون مسحورة به : أى حاجة اللى تشوفه
نظرت لهم تالا بغيظ و قالت بضيق دون أن تشعر : و الله
أقترب منها أدهم و قال بصوت خافت : غيرتى يبقى بتحبينى !


يتبع ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 09:20 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

✾الفصل الرابع و العشرون✾


نظرت له بحدة و قالت بجدية : أدهم أنا مابحبش حد يزقنى و أنت عارف كده

أدهم بضيق : شش أنا مش أى حد ثم نظر لأسيل و قالت بابتسامة لتظهر تلك الغمازة

المحفورة بوجنته اليمنى : تحبى تكلى فى أنهى مطعم

أسيل بعيون مسحورة به : أى حاجة اللى تشوفه

نظرت لهم تالا بغيظ و قالت بضيق دون أن تشعر : و الله

أقترب منها أدهم و قال بصوت خافت : غيرتى يبقى بتحبينى !

نظرت له نظرة نارية ثم قالت بجدية : أنا عايزة أروح

أدهم بجدية : بعد ما نتغدا

تالا بحدة : لا أنا عايزة أروح ثم نظرت لأسيل و قالت بتساؤل : هاتيجى معايا ولا لا ؟

أسيل برجاء : تالا أنا جعانة خلينا نتغدا و بعد كده نروح

أدهم بداخله " ماشى يا تالا أنا هاخليكى تقعدى و برضاكى كمان و يا أنا يا أنتِ "

نظر لأسيل و قال بعدم اهتمام مصطنع : خلاص يا أسيل سيبيها براحتها تعالى احنا نتغدا

نظرت له تالا بغيظ و قالت بعند : أنا مش هاسيب أسيل لوحدها

أدهم بابتسامة باردة : خلاص تعالى اتغدى معانا

تالا بضيق : لا أنا و هى هانروح

أدهم بجدية : أنتِ مالك بيها هى هاتتغدا معايا .. أنتِ عايزة تيجى معانا تعالى

نظرت تالا لأسيل لتجد علامات الحيرة مرسومة على وجهها بوضوح .. خافت أن تسألها من ستختار فتخذلها و تختار أدهم .. تنهدت بضيق و قالت بجدية : أنا هاجى أتغدا معاكوا عشان مش هاقدر أسيب أسيل لوحدها و كمان أنا قلت لمارى ماتعملش أكل

أبتسم أدهم بإنتصار و قال بجدية : طب يلا

أراد أدهم أن يدفع الكرسي لكنها نظرت له بحدة و قالت بضيق : أدهم ماضيقنيش لو سمحت

تنهد أدهم بضيق و ترك مقبض الكرسي حتى لا يزعجها أكثر من هذا !

دخلوا إلى المطعم و جلسوا ليأتى النادل ليطلبوا الطعام .. بعدما غادر النادل نظرت تالا لهم و قالت بضيق : أنا هاروح التواليت عشان أغسل إيدى

أسيل بتساؤل : أجى معاكى ؟

تالا بضيق : لا

قام أدهم و قال بجدية : تعالى هاوديكى

نظرت له تالا بحدة و قالت بضيق : لا ثم حركت عجلات كرسيها مبتعدة

جلس أدهم مجدداً و وضع وجهه بين كلتا يديه بضيق ثم أرجع يده للوراء لتنغمس بين خصلات شعره الغزيرة السوداء لترتد مجدداً للأمام و تتناثر على جبينه بشكل مثير و جذاب !

نظرت له أسيل بإعجاب ثم قالت بتساؤل : أدهم فى حاجة ؟

أدهم بجدية : لا أبداً مفيش .. ثم أردف بتساؤل : تالا اتأخرت مش كده

أسيل بابتسامة : مش أوى

أدهم بجدية : طب أنا كمان هاقوم أغسل إيدى

أسيل بابتسامة : أستنى أنا هاجى معاك .. كادت أن تقوم و لكن رن هاتفها بإسم حاتم

فنظرت لأدهم و قالت بارتباك : خلاص روح أنت أنا هافضل قاعدة هنا

أماء أدهم برأسه و تركها و غادر .. وقف أمام حمام السيدات ينتظرها .. وجد شابة تدخل فأوقفها قائلاً بحرج : لو سمحتى ممكن تشوفيلى بنت جوه أسمها تالا قاعدة على كرسي متحرك و لابسة طرحة طويلة زرقة

أماءت الفتاة برأسها و دخلت ثم خرجت بعد بضع ثوانى و هى تقول : مش موجودة جوه

أدهم بضيق : متأكده

أماءت الفتاة برأسها و قالت بجدية : عن إذنك ثم دخلت مجدداً

ضغط على أسنانه بغيظ و ضرب الجدار بيده بغضب شديد يبدو أنها غادرت .. أخرج هاتفه و أتصل بها .. ليسمع صوت رنين هاتف على مقربه منه و لكنه يأتى من الحمام الرجالى .. أصابته الدهشة و الإستغراب و أغلق الخط و دخل مسرعاً ليجدها بالداخل تعدل دبابيس طرحتها و هى شاردة .. أفاقت على صوته و هو يقول بدهشة : أنتِ بتهببى ايه هنا ؟

أفاقت من شرودها و قالت باستغراب : كنت باغسل إيدى زى ما قولتلكم و بعد كده

قولت أعدل الطرحة ثم لاحظت أنه دخل الحمام النسائى فقالت بحدة : أنت بتعمل ايه هنا .. اخرج بره يلا ؟

ضغط على اسنانه بغيظ و قال بضيق : احمدى ربنا أن الحمام فاضى و إن أنا اللى دخلت مش حد تانى ثم أقترب منها وأمسك مقبض كرسيها و حركه ليخرجوا .. ليجدوا فى طريق خروجهم رجلا ًيدخل و هو ينظر لهم باستغراب .. فنظر له أدهم بضيق و قال بجدية : خليك فى حالك و بص قدامك

نظر له الرجل بضيق ثم نظر لها و قال بصوت خافت : أستغفر الله العظيم يا رب ثم دخل و تركهم لتنظر تالا لأدهم باستغراب و هى تقول بانفعال : هو ازاى يدخل هنا قوله إن دة حمام سيدات ثم أردف بضيق : مش كفاية أنت دخلت

نظر لها بغيظ و أشار إلى اللافتة الموجودة على الباب لتجد مرسوما ًعليها صبى و مكتوب تحت الرسمة بخط عريض ( Men ) .. فمن لا يعرف القراءة سيستطيع أن يميز بكل سهولة من الرسمة أنه حمام للرجال !

أتسعت حدقة عينها من الصدمة و بلعت ريقها بصعوبة ثم قالت بصوت متحشرج : قول إنك بتهزر .. قولى إن ده مش حقيقى

نظر لها بأسف و هز رأسه نافياً .. وضعت وجهها بين كفيها لتخفيه من الإحراج و بدأت بالبكاء فهى فى موقف لا تحسد عليه بالإضافة إلى ذلك هى كانت بحاجة كبيرة للبكاء فقد كان قلبها يشعر بالإختناق دون أن تعرف السبب !

جثى أمامها على ركبته ليصبح فى مستواها و قال بصوت دافئ : طب أنتِ بتعيطى ليه دلوقتى ؟

تالا بصوت متحشرج : أنا و الله ماخدتش بالى .. ماخدتش بالى خالص

أدهم بحنان : طب بطلى عياط ماحصلش حاجة لده كله و احمدى ربنا إن ماكنش فيه حد جوه

تالا بصوت متحشرج من البكاء : و الله أنا ماخدتش بالى

أدهم بحنان : و الله عارف و مصدقك .. كفاية عياط بقى و يلا عشان نتغدا زمان الأكل برد

أبعدت يدها من على وجهها ببطئ و ظلت موجة نظرها لأسفل بحرج .. نظر لها و قال بجدية : طول ما أنا عايش على وش الأرض عايز أشوف رأسك مرفوعة دايماً

رفعت نظرها له بدهشة لكلامه لتغرق عينها فى بحر عيونه القاتمة .. دق قلبها بعنف لتسمع تلك السمفونية التى تعزف خصيصاً له عندما تفكر به أو تكون بقربه !! أبعدت عينها عنه و غضت بصرها و هى تخفضها بخجل شديد و قد كست الحمرة وجنتها بتفانى !

ابتسم لها عندما لاحظ خجلها الواضح و قال بابتسامة جذابة : خدودك أحمرت و أتكسفتى يبقى بتحبينى !

أختفت نظرة الخجل من عيونها ليحل محلها نظرة حادة .. سمعت صوت أسيل و هى تقول بصوت عالى نسبياً نسبة لبعدها : أنتوا اتأخرتوا ليه .. كل ده بتغسلوا أيدكوا ؟

أدهم بجدية : يلا نتغدا طيب

ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
جالس على الأريكة و هو يسند قدمه على المنضدة أمامه و لميس تسند رأسها على قدمه .. مرر يده على شعرها و هو يقول بتساؤل : لميس أنتِ لسة زعلانة منى

ظلت صامتة لبعض الوقت و هى تنظر لصدرها الواضح عليه علامات الإحتراق ثم قالت بجدية : لا يا مروان أنا ماقدرش أزعل منك ابداً

ابتسم لها مروان و انحنى ليطبع قبلة رقيقة على شفتيها ثم قال بحب : أكتر حاجة بحبها فيكى إنك متسامحة و مهما عملت بتغفريلى بسهولة و من غير مجهود

اعتدلت فى جلستها لتصبح فى مواجهته و وضعت أناملها على وجهه و هى تقول بجدية : عشان بحبك .. بحبك أوى ثم وضعت يدها على قلبه و هى تقول بعيون لامعة : و عارفة أن القلب ده برده بيحبنى .. هو قاسى و عصبى أه بس فى الأخر بيحبنى .. ظلت صامتة لبعض الوقت تفكر ثم قالت بعيون ترفض نزول دموعها : مروان أوعى فى يوم تخلينى أندم إنى حبيتك و دوست على كرامتى و كبريائى عشانك

أمسك يدها التى على قلبه و قبلها بحنان ثم ضمها إلى صدره و هو يقول : أوعدك أنك مش هاتندمى بس أنتِ عارفة إن أقل حاجة بتعصبنى .. فعايزك تستحملينى

رفعت رأسها له و قالت بعتاب : مروان أنا لو ماستحملتكش هاستحمل مين يعنى ؟ زى ما قولتلك قبل كدة أغلط تانى و أنا هاسمحك تانى
ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍

كانت جالسة بغرفتها شاردة و أسيل واقفة أمامها تقيس ما أشترته من ملابس و أحذية !

لاحظت أسيل أنها شاردة فقالت بغيظ : تالا ايه رأيك ؟

تالا دون أن تنظر لها : حلو أوى

نظرت لها أسيل بغيظ و ألقت الوسادة عليها و هى تقول بغيظ : أنا لبست البيجامة أصلاً

نظرت لها تالا بضيق و قالت بشرود : حلوة البيجامة

أسيل بغيظ : يا راجل ما أنا كنت لابساها الصبح

تالا بضيق : أسيل أنتِ عايزة ايه ؟

أسيل بتساؤل : أنتِ سرحانة فى ايه ؟

تالا بضيق : مش سرحانة بس عايزة أنام

أسيل بابتسامة : طب تعالى أسندك عشان تنامى .. أقتربت أسيل منها و أسندتها على السرير و وضعت عليها الغطاء ثم نامت بجانبها و أطفأت نور الأبجورة .. أغمضت تالا عيونها و هى تتذكر ذلك الموقف الذى أغضبها بشدة و ذكرها بماجد !

Flash Back

بعدما تناولوا الغداء .. جاء النادل و وضع الفاتورة على الطاولة لتمد تالا يدها لتأخذها و لكن يد أدهم سبقتها و أخذتها و وضع بها الحساب ثم أعطاه للنادل ليغادر .. نظر لها بغضب و قال بحدة خفيفة : حضرتك قاعدة مع سوسن

نظرت له بحدة و قالت بضيق : أنا مابحبش حد يصرف عليا ثم أخرجت بعض المال من حقيبتها و مدت يدها له بهم و هى تقول بجدية : شوف دول كفاية ولا عايز تانى

نظر لها بحدة و ضرب الطاولة بيده بغضب ثم قام .

نظرت أسيل لها بعتاب و قالت بضيق : ينفع كده يا تالا تحرجيه .. أسلوبك كان وحش أوى معاه .. كان ممكن تدهمله بأسلوب أحسن من كده ثم قامت وراءه

Back

خرجت من تفكيرها على صوت أسيل و هى تقول بتساؤل : تالا هو أنتِ دايماً بتتعاملى مع أدهم كده ؟

نظرت لها تالا باستغراب و قالت بدهشة : باعمله إزاى يعنى ؟

أسيل بتردد : أصلى لاحظت إنك مش طايقاه و بتعامليه من تحت الضرس

تالا بارتباك : عادى هو متعود على كده

أسيل بعيون لامعة : فى حد يعامل أدهــــــــــــــم ده بالطريقة ديه ؟

انتبهت تالا لها و قالت بضيق : ماله يعنى ماهو عادى

ابتسمت أسيل ابتسامة حالمة و قالت بدهشة : أنتِ بتهزرى صح ؟ .. أدهم مين ده اللى عادى كفاية عضلة التراى و الباى اللى بارزين من قميصه الأسود اللى بيشمره لحد الكوع و الساعة اللى لابسها و لا شعره الأسود المخصل و لا جنتلته و ريحة البرفيوم الرجالى اللى يجنن اللى بيحطها و عيونه السودة الجذابة اللى فيها لمعان غريب رغم إنها صارمة .. دة حتى نبرة صوته فيها حاجة حلوة ثم أردفت بتساؤل : تفتكرى عنده 6 Packs ( عضلات بطن )

نظرت لها تالا بغضب و هى تشعر أنها تحترق من الداخل ثم أعطتها ظهرها و أغمضت عينها بغيظ !

اقتربت أسيل منها و وضعت يدها على كتفها و هى تشب كى تنظر إلى وجهها و قالت بضيق : تالا أنتِ ماجوبتيش على سؤالى

نظرت لها تالا بغضب و قالت بغيظ : و أنا هاعرف منين ؟ ماشفتهمش عشان أقولك
أبتعدت أسيل عنها و هى تقول بتفكير : أكيد عنده

نظرت لها تالا بغيظ و قالت بضيق : أتخمدى بقى يا أسيل يا تروحى تنامى لوحدك

أسيل باستغراب : أنتِ غيرانة عليه ؟

نظرت لها تالا بارتباك و قالت بسرعة : مين ده .. أنا أغير على أدهم ! ثم أردفت بعدم مبالاه مصطنع : أنا و أدهم زى الإخوات بنعز بعض زى الإخوات

أسيل بتساؤل : أمال اضايقتى ليه لما كنت بتكلم عليه ؟

تالا بانفعال : عشان حرام يا أسيل حرام اللى أنتِ بتقوليه ده

أسيل باستغراب : ايه الحرام فى كده .. أنا كنت بقول رأيى فيه ثم أردفت بدهشة : و بعدين أنتِ لما بتشوفينى باعمل حاجة غلط أو حرام بتكلمينى عليها بهدوء زى لما شوفتينى بشرب السجاير و الـــ Red Wine ( النبيذ الأحمر ) .. أشمعنى ديه اتعصبتى !

حاولت تالا أن تهدئ نفسها و قالت بضيق : عارفة معناها ايه إنك تفصليه من فوقه لتحته كده

أسيل بتفكير : معناها إنه زى القمر عشان كده لفت إنتباهى

نظرت لها تالا بغيظ و ضغطت على أسنانها بغضب ثم قالت بضيق : صبرنى يا رب على لميس ثم أردفت بجدية : معناها أن مفيش حياء أو خجل و إنك ماغضتيش بصرك عنه

لدرجة إنى لو سألتك دلوقتى هو بيلبس فنلة مقاس كام ممكن تقوليلى

قاطعتها أسيل بتفكير : مش عارفة بس ممكن أفكر

ضربتها تالا بالوسادة الموجودة بجانبها و قالت بغيظ : أسيل اتخمدى

أسيل برجاء : خلاص كملى كلامك

تالا بجدية : غض البصر مش للرجالة بس .. اللى فاهم كده غلطان جداً .. فى سورة النور فى أية بتقول " وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ " .. ربنا أمرنا إننا نغض البصر عن ما لا يحل لنا .. فلا يحل للرجل أن ينظر إلى المرأة ولا المرأة إلى الرجل

نظرت لها أسيل و قالت بتساؤل : و أنتِ بتعملى كده !

صمتت تالا لبعض الوقت و هى تتذكر اليوم عندما غرقت بعيون أدهم فقالت بجدية : أنا بحاول على قد ما اقدر إنى أغض بصرى .. بس ساعات الواحد من غير ما يقصد بيغرق و يسرح !

أسيل باستغراب : بيغرق و بيسرح فى ايه ؟

أرادت تالا أن تغير مجرى الحديث فقالت تعرفى فى حديث للرسول صلى الله عليه و سلم

قاطعتها أسيل و هى تقول بصوت خافت : عليه الصلاة و الصلاة

تابعت تالا بابتسامة : في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فالعينان تزنيان و زناهما النظر

أسيل بدهشة : أنتِ بتهزرى , صح ؟

تالا بضيق : هاهزر فى الدين ؟

أسيل بجدية : أنا ماكنتش أعرف كده

ابتسمت تالا لها و ربتت على كتفها بحنان و هى تقول : أديكى عرفتى استغفرى ربنا بقى
ابتسمت أسيل و قالت و هى تحتضن تالا و تقبلها من وجنتها : أنتِ طيبة أوى يا تالا
أبتسمت تالا و قالت بجدية : طب نامى يلا

بعد مرور بضع ثوانى سمعت تالا صوت أسيل و هى تقول بتساؤل : تالا أنتِ لسة صاحية !

نظرت لها تالا و قالت بنافذ صبر : لا نايمة

أسيل بغيظ : أمال مين اللى بيرد عليا -_-

تالا بنافذ صبر : عايزة ايه يا أسيل !

قامت أسيل فجأة و أشعلت الأضواء ثم قالت بسرعة كى لا تتراجع : تالا أنا متجوزة عرفى !
ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
كان يجلس فى غرفته و هو يمسك سلسة رقيقة للغاية المصنوعة من الفضة .. نظر لها بتأمل و ابتسم و هو يتلاعب بها بين يديه .. تذكر عندما رأى نظرات الإعجاب فى عينها تجاه تلك السلسة .. ليته كان سلسلة أنيقة ليرى نظراتها تلك موجهة إليه .. تذكر عندما أوصلها هى و أسيل إلى سيارة أسيل و رجع مجدداً ليشترى تلك السلسة الموجودة بين يديه الأن !

دخلت عليه توتة و قالت بطفولة : خالو سلكتك أمك

شدها من ثيابها إليه و قال باستغراب : نعم ياختى

توتة بضيق : سلكتك أمك

أدهم باستغراب : ايوة يعنى عايزة ايه ؟ أمى مالها ؟

ضربت قدميها فى الأرض بضيق شديد و قالت : سلكتك أمك بقى

نظر لها أدهم بدهشة و قال بتخمين : قصدك ثكلتك أمك ؟

توتة بابتسامة : ايوة هى ديه

أدهم بدهشة : بتقوليلى ثكلتك أمك ! نهارك مش فايت يا بنت سارة ثم أردف بتساؤل : عرفتيها منين ديه ؟

توتة بضيق : من التلفزيون

أدهم بعتاب : أى حاجة حاجة تشوفيها تقوليها كده ايه روتر ثم أردف بجدية قائلاً : أنتِ عارفة يعنى ايه أصلاً ؟

هزت توتة رأسها بنفى و قالت بعدم اهتمام : لا بس شكلها حاجة حلوة عشان كده أول ما سمعتها جيت أقولهالك علطول

نظر لها أدهم بغيظ و قال بجدية : طب ماتقولهاش تانى عشان أنتِ كده بتدعى عليا و مافيهاش أى حاجة حلوة

توتة بتساؤل : طب قولى يعنى ايه عشان لو مش قولتلى أنا هاقولها تانى و هافضل أقولها كتير

أدهم بصرامة : توتــــــــة

توتة بضيق : حاضر خلاص مش هاقولها تانى

ابتسم أدهم لها و ربت على شعرها بحنان و هو يقول : شطورة يا حبيبتى

لفت انتباهها تلك السلسة التى تتدلى من يده .. أبعدت توتة يده من على شعرها و أمسكتها لتنظر إلى تلك السلسة التى تحاوط اصبع من اصابعه .. نزعتها من يده بكل بساطة و هى تقول بابتسامة : حلوة أوى ديه أنت جايبها ليا صح ؟

أبتسم أدهم لها و قال بجدية : لا دى هتبقى طويلة عليكى أنا جبتلك واحدة أحلى ثم فتح درج الكمودينو و أخرج منها علبة صغيرة فهو لم ينسها أبداً حتى و إن شغلت تالا جزء كبير من تفكيره و قلبه .. أخذ سلسة تالا من بين أناملها الصغيرة و أخرج السلسة الأخرى و أعطاها لها .. نظرت للسلسة الموجودة بين يدها بعدم أهتمام و قالت بتساؤل : السلسة اللى فى إيدك ديه بتاعت مين ؟

أدهم بابتسامة : دى لأنطى تالا

نظرت له توتة بضيق و قالت بحدة خفيفة : و أنت جايب لتالا الوحشة ديه سلسة ليه ؟

أدهم بعتاب : توتة عيب كده

توتة بضيق : لا مش عيب .. هى وحشة و أنا مش بحبها عشان كانت بتزعقلك

تنهد أدهم بضيق و قال بصرامة : توتة قولتلك عيب كده ثم أردف بهدوء : هى كانت متعصبة شوية بس ماكنش قصدها تزعقلى

نظرت له توتة بضيق و ألقت السلسة الذى جلبها لها من بين يدها و ركضت إلى الخارج .. يبدو أن كلامه لم يعجبها !

تنهد بضيق و قام وراءها .. حملها و دخل غرفته مجدداً و قال بعتاب : ينفع تسبينى و ترمى السلسلة اللى جبتهالك و تمشى كده

نظرت له توتة بضيق ثم نظرت فى الإتجاه الأخر !

أدهم بحدة بسيطة : توتة أنا بكلمك

توتة بدموع : نعم

مسح أدهم دموعها و قال بجدية : قوليلى أعمل ايه و أنا أعملهولك

توتة بتفكير : أنا عايزة السلسة بتاعت تالا

أدهم بجدية : أولاً أسمها أنطى تالا .. ثانياً مش هاتبقى حلوة عليكى عشان طويلة

ربعت توتة يدها أمامها و قالت بعند طفولى : لا أنا عايزة السلسة ديه

تنهد أدهم بضيق و قال بجدية : خلاص بكرة نخرج أنا و أنتِ و نجيب واحدة زيها

توتة بضيق : لا أنا عايزة ديه

تنهد أدهم بضيق و أنزلها ثم قال بجدية : مفيش ديه ولا اللى جبتهالك ولا اللى كنت

هاجبها .. أنا غلطان أصلاً أنى فكرت فيكى و جبتلك حاجة ثم أردف بصرامة : يلا أخرجى بره عشان هانام

نظرت له بضيق و ربعت يدها أمامها و قالت بعند طفولى : لا مش هاخرج

نظر لها بعدم اهتمام و استلقى على السرير و أغمض عيونه .. ليشعر بفمها الصغير و هو يطبع قبله على وجنته .. فتح عينه لتقول هى بأسف : أنا أسفة خلاص هاخد اللى أنت جيبهالى و هاقول أنطى تالا و كمان أنطى تالا حلوة و أنا بحبها بس أنت مش تزعل منى
قبلها من وجنتها و ربت على شعرها بحنان ثم أخذ السلسة التى جلبها لها من على الكمودينو و ألبسها إياها .

ابتسمت توتة و قالت بامتنان : شكراً يا خالو .. ثم أردفت قائلة : يلا إحكيلى حدوتة بقى عشان مش أزعل منك

ادهم بضيق : لا أزعلى منى .. أنا فاشل فى الحواديت

توتة برجاء : يلا بليز

أدهم بضيق : لا

توتة برجاء أكثر و هى تتمسك فى ذراعه : بليز بقى

أدهم بضيق : لا .. مفيش حواديت أنا مش بتاع الكلام ده

توتة برجاء أكثر و أكثر : بليز بقى يا خالو

أدهم بضيق : ماشى بس لو قولتى ملتوتة هاخنقك بالسلسة اللى فى رقبتك ديه ثم أردف

بسخرية : و أهى هاتبقى أول قضية قتل عشان قصة !

ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
قامت أسيل فجأة و أشعلت الأضواء ثم قالت بسرعة كى لا تتراجع : تالا أنا متجوزة عرفى !
نظرت لها تالا بصدمة و فمها فاغراً من الصدمة ثم قالت بحدة : أنتِ بتقولى ايه ؟

حكت أسيل يدها بشعرها ثم قالت بجدية : قصدى مضيت على ورقة عرفى

تالا بحدة : و ايه الفرق إن شاء الله

أسيل بجدية : و الله يا تالا أنا مضيت غصب عنى .. ثم بدأت تقص عليها كل ما حدث

إلى أن توقفت عند مكالمة الصباح الذى هددها فيها حاتم أنها إذا لم تأت إليه سيخبر والدها و يرسل له الورقة و فوقها قبلة !

نظرت لها تالا و قالت بتساؤل : و انتِ ناوية تعملى ايه بقى ؟

أسيل بدون تردد : هارحله طبعاً أنتِ عارفة لو بابى عرف حاجة زى كدة ممكن يعمل فيا ايه ؟

نظرت لها تالا بحدة و قالت بانفعال : أنتِ مجنونة عايزة تطينيها أكتر ماهى مطينة

أسيل بجدية : ما أنتِ مش فاهمة أنا هاعمل ايه ؟

تالا بسخرية : و حضرتك إن شاء الله ناوية تعملى ايه ؟

أسيل بجدية : نامى و هاقولك بكرة

تالا بانفعال : لا والله .. و أنا هايجيلى نوم بعد اللى قولتيه ده ثم اردفت بصرامة : يلا قولى

تنهدت أسيل بنافذ صبر و بدأت تقص خطتها على تالا !

نظرت لها تالا و قالت بحدة : أنتِ مجنونة أنا مش هاسيبك تعملى كده

أسيل بجدية : مافيش حل غير كده .. ماتخلنيش أندم أنى قولتلك

تالا بتفكير : أكيد فى حل تانى .. سيبنى أفكر لحد الصبح

بكت أسيل و هى تقول بدموع : صدقينى يا تالا مفيش .. مفيش حل تانى غير ده .. بابى

لو عرف هاتبقى مصيبة

ربتت تالا على كتفها بحنان و قالت بجدية : طب نامى دلوقتى و بكرة إن شاء الله نفكر

أسيل بجدية : أنا قولته أنى هارحله بكرة

تالا بضيق : طب نامى طيب و يحلها ربنا
ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
كانت واقفة أمام باب الأسانسير و هى تشعر بالإرتباك و الخوف .. أمسكت تالا يدها و قالت بجدية : أسيل أنا خايفة عليكى بلاش .. بلاش تطلعى نفكر فى حل تانى
ربتت أسيل على يد تالا و قالت بجدية : ما أحنا فكرنا طول الليل و مالقناش حل غير ده
تالا بجدية : تعالى نروح نقول لباباكى هو هايعرف يتصرف

أسيل بانفعال : أنتِ مجنونة ! بابى لو عرف ممكن يموتنى ثم أردفت بجدية : أنا هاطلع بقى و أمرى إلى الله .. إدعيلى

تالا بقلق : لا إله إلا الله

أسيل بتوتر : محمد رسول الله ثم أردفت بتساؤل : تالا معاكى أى حاجة تتاكل

نظرت لها تالا بغيظ و قالت بنافذ صبر : أمشى يا أسيل ماتجننيش

أسيل بضيق : ما أنا متوترة

تالا بابتسامة قلقة : إن شاء الله الخطة تنجح و هابقى أعزمك فى أى حتة أنتِ عايزاها
استقلت أسيل المصعد و كاد أن يغلق و لكن أوقفته تالا بيدها مجدداً لتقول بجدية : هاقولك أية تقوليها علطول

أسيل بجدية : أكيد مش هالحق أحفظها

تالا بجدية : عيديها مرتين تلاتة و هاتعرفى إن شاء الله و يعدين الإية سهلة مش صعبة

أسيل بتوتر واضح : طب ماشى قوليها

تالا : " لا إله الأ انت سبحانك إنى كنت من الظالمين "

ظلت أسيل ترددها لبعض الوقت إلى إن حفظتها .. استقلت المصعد و صعدت إلى وكر هذا الذئب البشرى !

وقفت أمام الباب و هى تعدل خصلات شعرها لتجعلها غجرية ثم دقت الباب برقة و هدوء عكس عاصفة الخوف و القلق التى تعصف بداخلها .. فتح لها حاتم و ابتسامة واسعة على وجهه لتقترب منه هى بدلال و تحتضنه و تطبع قلبه على وجنته !

سحبها من خصرها و دخل و أغلق الباب وراءه .. نظرت له بارتباك و قالت بتوتر : إزيك ؟ واحشنى

ابتسم لها ابتسامة خبيثة و قال : و أنتِ كمان واحشتينى .. ايه فينك الأيام اللى فاتت ديه ؟ ولا بتروحى الــ Bar ولا الــ Night Club حتى صافى كانت بتسأل عليكى و مش عارفة توصلك

أسيل بارتباك : عادى عشان مامى و بابى جم من السفر و كده

ابتسم حاتم بخبث و قال بسخرية : أه قولتيلى بابى و مامى ثم قام و أحضر كأسين و زجاجة نبيذ أحمر و وضعهم أمامها على الطاولة و هو يقول بابتسامة : عارف إنك بتحبيه

ابتسمت أسيل ابتسامة ضيق ثم قالت بدلال : سيبنى أنا أصب كاسين و روح شغلنا Music

غمز حاتم لها بخبث و قال بابتسامة : أحبك و أنتِ فاهمانى ثم دخل إلى الغرفة ليأتى بالأسطوانات !

نظرت له بضيق و هو يغادر و فتحت الزجاجة و بدأت بوضعها فى الكؤس .. ثم أخرجت من جيب بنطلوها كيس صغير و سكبت محتواه فى أحد الكؤس و ابتسمت بتوتر .. جاء حاتم لترمى هى الكيس من يدها و تدوس عليه بقدميها حتى لا يراه !

أقترب حاتم منها و قال بابتسامة : أنا عارف إنك بتحبى الــ Song ديه

أبتسمت أسيل بتوتر و قالت بدلال : أنا بحب أى حاجة أنت بتحبها .. لو أنت بتحبها يبقى أنا كمان بحبها زيك بالظبط

ابتسم حاتم باستغراب و قال بدهشة : من أمتى الحب ده

أسيل بجدية : من زمان بس أنت اللى أعمى و كنت فاكر إن حد غيرك خد مكانك ثم أمسكت الكوب التى وضعت به محتويات الكيس و مدت يدها له به بدلال ليأخذه هو منها ثم أخذت الكأس التانى .. ضربوا الكؤس ببعضها لتصدر صوت ارتطام الزجاج ببعضه و أرادت أن ترتشف أسيل من كوبها و لكن حاتم أوقفها قائلاً بابتسامة : أنا عايز الكاس اللى فى ايدك ده !

نظرت له أسيل بارتباك و قالت بدلال : زى ما تحب .. اتفضل ثم أعطته له حتى لا يشك

فيها !

ابتسم لها بخث و مد يده لها بالكوب الذى كان معه لتأخذه منه بارتباك !

حاتم بخبث : ما تشربى

أسيل بتوتر : حاضر هاشرب ثم أردفت بجدية : هاتلى كوباية ماية الأول

حاتم بخبث : ماتقومى تجبيها معايا

بدأت تشعر بالخوف بشدة .. تذكرت الأية التى حفظتها منذ دقائق و بدأت بترديدها فى سرها ثم قالت بدلال : يلا يا حاتم بقى قوم

قام حاتم بضيق و قال بجدية : ماشى يا ست أسيل أما نشوف أخرتها معاكى

أبتسمت أسيل بتوتر و قالت بضيق حاولت أن تخفيه : أخرتها خير

دخل حاتم إلى المطبخ لتبدل أسيل الكؤس مجدداً .. أتى حاتم و بيده كوب الماء ليعطيه

لأسيل و قال ببتسامة : أتفضلى يا ست أسيل

أخذت منه أسيل كوب الماء و شربته بأكمله فقد كانت تشعر بالجفاف من كثرة التوتر و القلق .. نظرت له بابتسامة و قالت بدلال : أشرب بقى

أبتسم لها حاتم بخبث و قال بسخرية : هاشرب بس شوية كده

بدأت أسيل تشعر بالدوار فأمسكت رأسها بألم و قالت بوهن : هو فيه إيه ؟ أنا ليه حاسة

إن الرؤية بتنعدم قدامى .. سندت رأسها إلى الوراء و قالت بوهن : دماغى يا حاتم

ابتسم لها حاتم بخبث و قال بسخرية : معلش يا حبيبتى .. شوية و مش هاتحسى بأى حاجة
نظرت له بعدم فهم وقد أصبحت الرؤية منعدمة كلياً و ذهبت فى نوم عميق !

ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍

ظلت جالسة أمام باب المصعد و هى تشعر بالقلق الشديد عليها .. حسمت أمرها و قررت الصعود لها و ليحدث ما يحدث !
أستقلت الأسانسير و صعدت لتتوقف أمام الطابق الذى أخبرتها عنه أسيل من قبل !

دقت الباب بحذر شديد و إرتباك ليفتح لها حاتم بعد مدة ليست بكثيرة !

نظرت له بخوف و صدرها يعلو و يهبط من الخوف ثم قالت بجدية : أنا عايزة أسيل

نظر لها حاتم باستغراب لبعض الوقت ثم قال بابتسامة خبيثة بعد أن تفحصها بعينه من أخمص قدميها إلى رأسها : اتفضلى خديها

تالا بابرتباك : ناديها لو سمحت ثم أردفت بصوت عالى نسبياً : أسيل أسيل

نظر لها حاتم بضيق لشديد لصوتها العالى فدفع كرسيها إلى الداخل و أغلق الباب و هو يقول بتهديد : ماتعليش صوتك .. هاتلقى ست أسيل جوة أهى بس تعبت فنامت

نظرت له بضيق شديد و قالت بحدة : عارف لو لقتيك أذتها هاتبقى أنت اللى أذيت نفسك و حركت عجلات كرسيها بسرعة لتدخل لها !

نظر لها حاتم بخبث و هى تدخل و قال بابتسامة خبيثة : زيادة الخير خيرين !

يتبع ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 09:21 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



✾الفصل الخامس و العشرون✾


نظرت له بضيق شديد و قالت بحدة : عارف لو لقتيك أذتها هاتبقى أنت اللى أذيت نفسك و حركت عجلات كرسيها بسرعة لتدخل لها !
نظر لها حاتم بخبث و هى تدخل و قال بابتسامة خبيثة : زيادة الخير خيرين !
أراد ان يدخل لهم و لكنه سمع صوت ترزيع على الباب .. نظر من العين السحرية ليجد شابا ً يبدو على ملامحه علامات الغضب و الضيق .. ضغط على أسنانه بغيظ و هو يقول بتوعد : أكيد ده البيه اللى الهانم سابتنى عشانه .. أما نشوف أنا ولا هو
دخل إلى المطبخ و أحضر سكينا ً و وضعها بجيب بنطاله .. فتح الباب و نظر له بسخرية قائلاً : أنا ماليش فى الخشن بس تعال نتكلم
لم يتحدث الشاب بلسانه بل تكلمت يده .. لكمه بغضب ليقع حاتم على الأرض و من ثم أنهال عليه باللكمات إلى إن شلب وجهه دماً !
تركه ملقى على الأرض و دخل ليبحث عنها ليجدها جالسة بجانب أسيل التى يبدو عليها أنها فاقدة للوعى و تحاول إفاقتها و هى لا تدرى ماذا تفعل .. اقترب منها و هو يقول بعصبية : هاتفضلى طول عمرك غبية و متهورة و تصرفاتك طايشة .. تصرفات واحدة مراهقة بتعمل التصرف من غير أى تفكير فى نتياجه و خطورته
نظرت له بغضب و قالت بحدة : أنت بتزعقلى بدل ما تيجى تشيلها عشان نخرج من الزفتة ديه .. دة وقته اللى أنت بتقوله ده ثم تذكرت أنها أرسلت له رسالة مرفقة بالعنوان تخبره فيها بما ستفعله باختصار لعله يساعدها عندما ذهبت أسيل للصيدلية لتشترى المنوم فأردفت بحدة أكثر : و بعدين ما أنا بعتلك مسج و أنت اللى مردتش عليا
نظر لها بغضب و قال بعصبية : أيوه فعلاً عداكى العيب الصراحة .. المسج اللى بتقوليلى فى أخرها عايز تيجى تعال مش عايز عادى أنا هاعرف أتصرف ثم أردف بغضب : بتعزمى عليا بكوباية شاى .. أفرضى أنا ماكنتش قريت المسج دلوقتى .. إفرضى ماكنتش لحقتك و كان عمل حاجة فيكى .. أنتِ مش مقدرة الخطر اللى كنتى فيه !! إزاى تمشى وراها و هى مستهترة و طايشة .. المفروض أن حضرتك كنتى تتصرفى بعقلانية و تكلمينى و نشوف حل للموضوع ده مش تتصرفى لوحدك و تعمليلى فيها سبع رجالة فى بعض و أنتِ أصلاً مش هاتقدرى تعملى أى حاجة لوحدك
دمعت عيونها و قالت بصوت أشبه بالبكاء : كنت عايزنى أسيبها لوحدها يعنى .. قولى كنت عايزنى أسيبها تخاطر بنفسها لوحدها
ضغط أدهم على أسنانه بغضب و قال بحدة : لا طبعاً تودى نفسك فى داهية معاها .. ماينفعش تسيبيها أبداً
نظرت له بضيق و قالت برجاء : طب يلا نمشى من هنا و بعد كده نبقى نتخانق
نظر لها أدهم بحدة و قال بصرامة : اسبقينى أنتِ طيب .. و لكنه سمع صوت حاتم و هو يقول بسخرية : أنت فاكر إن دخول الحمام زى خروجه يا حلو يا اللى لامم الحريم حواليك ؟
التفت له أدهم بغضب و أمسكه من ياقة قميصه و هو يقول بحدة : أنت لسة فيك روح .. يا بنى أنا لو كنت أتجوزت كان زمانى مخلف أدك
نظر له حاتم بغيظ و أخرج السكينة من جيبه الخلفى و طعن بها أدهم فى جانب بطنه و حركها بداخله و تركه ليقع على الأرض و الدماء تسيل من جانبه !
نظرت له تالا بصدمة و ظلت تصرخ بأسم أدهم ببكاء !
صوت صراخها العالى أغضبه بشدة و نبهه بالمصيبة التى فعلها فقال بحدة : أسكتى أسكتى بقى ثم خرج من الشقة راكضاً و هو يتعثر فى مشيته ليحاول الهروب من الجريمة التى ارتكبها !
حركت تالا عجلات كرسيها بسرعة لتصبح قريبة من أدهم .. كان مستواها عالى نسبة للأرض التى يرقد عليها .. دفعت نفسها بقوة من على الكرسى لتقع بجانبه .. حاولت أن تعتدل فى جلستها إلى أن عدلتها بعد مجهود .. نظرت له بدموع و قالت ببكاء : أنا السبب أنا أسفة
ابتسم لها بوهن و قال بصوت متألم : ماتعيطيش أنا كويس
تالا بدموع : كويس أيه بس أنت لو فضلت كده دمك هايتصفى و هاتموت
ابتسم أدهم لها و قال و هو يتألم أكثر : أنتِ كمان بتفولى عليا مش كفاية توتة أمبارح كانت بتقولى ثكلتك أمك .. أهى شكلها هاتثكلنى فعلاً
نظرت له تالا بغيظ و قالت دون أن تشعر : أنت بتهزر و أنا هاموت من الرعب عليك
ابتسم أدهم بوهن و قال بصوت متعب للغاية : بتخافى عليا يبقى بتحبينى !
نظرت له بضيق و قالت ببكاء : أدهم بطل هزار و قولى أعمل أيه عشان بجد مش عارفة أتصرف ؟
أدهم بصوت متعب للغاية : أهدى أنا هابقى كويس إن شاء الله .. أسر زمانه جاى
تالا بانفعال : أنا لو أستنيت اللى أسمه أسر ده يبقى أنت كده هاتروح فيها .. قولى أعمل ايه !! ثم نظرت إلى السكينة التى أستكانت بأحشائه و قالت بدموع : بص هى هاتوجعك بس معلش استحمل عشان خاطرى
أدهم و هو على وشك أن يفقد الوعى : ماشى
تالا بجدية : أدهم خليك صاحى ماتنامش ثم مدت يدها لتقتلع السكينة من بين أحشائه .. و لكنها أبعدت يدها فوراً فقد أقشعر بدنها بمجرد التفكير فيما ستفعله .. لن تستطيع .. لا تملك الشجاعة الكافية لفعل هذا .. لاحظت أنه بدأ يفقد وعيه .. هزته من كتفه بعنف وهى تأمره بأن يظل مستيقظا ً.. عزمت أمرها سريعاً و سمت بالله و سحبت السكينة من بين أحشائه و هى تنظر فى الإتجاة الأخر و ألقتها بعيداً ليتأوه هو بألم شديد خلع قلبها من مكانه !
نظرت له بخضة و قالت بدموع : أنا أسفة أنا أسفة و الله ماكنش قصدى
ابتسم لها أدهم بتعب و قال بوهن : أنا كويس
كانت تريد أى قماشة لتربط بها جرحه حتى يتوقف الدم عن السيلان .. لم تجد أمامها غير طرحتها فبدأت فى خلعها .. نظر لها بتعب و قال بصوت ضعيف : بتعملى ايه أسر ممكن ييجى فى أى وقت
تالا بدموع : لابسة بندانة تحتيها متقلقش ثم أقتربت منه و بدأت بلف طرحتها على الجرح !
بعدما انتهت من لف الطرحة و أوقفت النزيف إلى حد ما .. نظرت له لتجده فاقداً للوعى تماماً .. هزته من كتفه بعنف و هى تقول بدموع : ماينفعش تموت .. أنت هاتبقى كويس .. لازم تبقى كويس
لم يمر الكثير من الوقت إلا و وجدت أسر و بعض العساكر يدخلون وراءه .. اقترب أسر منهم و جثى على ركبته أمامهم و هو يقول لها بانفعال : أيه اللى حصل ؟
نظرت له بدموع و قالت ببكاء : أنت اسر صح ؟ انقذه ماتسبهوش يموت
أماء أسر برأسه ثم أردف بتساؤل : أنتِ تالا ؟
أمات برأسها بالإيجاب فقال أسر : إن شاء الله هايبقى كويس بس أهدى و قوليلى ايه اللى حصل
تالا برجاء : ماتسبهوش يموت
أماء أسر برأسه لها ثم نظر للعساكر و أمرهم بحمله .. حملوه و لكن يدها ظلت متشبثه بيده خشية أن تفقده .. أمرها أسر أن تترك يده ليسعفه ففكت حصار يدها التى كانت تحاصر يده ببطئ و هى تدعى الله أن ينجيه !
غادر أدهم مع بعض العساكر بينما ظل عسكرى واحد فقط معهم .. نظرت تالا لأسر و قالت برجاء : ساعدنى أقعد على الكرسي عشان أروح معاه
==سر بتساؤل : هو ايه اللى حصل بالظبط ؟

تالا بحدة : ابقى حقق بعدين المهم دلوقتى تساعدنى أنى اروح معاه .. ساعدنى أروح معاه و بعدين هابقى أقولك كل اللى حصل
تنهد أسر و ساعدتها لتجلس على الكرسي فقالت له برجاء : أنا أروح معاه و أنت شيل أسيل ماتسبهاش هنا
أمر أسر العسكرى بأن يأخذ تالا و يظل معها هى و أدهم إلى أن يأتى إليهم هو .. فنفذ العسكرى الأوامر و أخذ تالا و غادر !
اقترب من تلك الفتاة المسماة بأسيل التى أخبرته عنها تالا .. حاول إفاقتها و لكنها لم تستيقظ .. أمسك معصمها ليجد نبضها عادياً .. حملها و وضعها بسيارته الخاصة و أغلق الباب عليها ثم صعد مجدداً ليتفقد الشقة و يقوم بعمله !
ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
كانت جالسة بالخارج و القلق يتغذى عليها .. لم تنشف دموعها حتى الأن .. ظلت تدعى ربها من كل قلبها أن يقوم و يصبح بخير .. ليتها لم تخبره .. لو حدث أى مكروه له ستظل تشعر بالذنب تجاهه طوال عمرها !
خرج الطبيب من عنده لتذهب هى مسرعة إليه و هى تقول بقلق : خير يا دكتور
الطبيب بجدية : ماقدرش أكدب عليكى يا بنتى .. حالته مش مستقرة و محتاج نقل دم بسبب الدم الغزير اللى فقده
نزلت دموعها و قالت بجدية : أنا ممكن أتبرعله يا دكتور و أخبرته عن فصيلة دمها
الطبيب بجدية : طب كويس أوى .. نادى على الممرضة و أمرها بأن تأخذها إلى غرفة التبرع بالدم .. قامت الطبيبة بعمل تحليل للأنيميا لها .. لكنها وجدت أن نسبة الأنيميا عندها عالية فأخبرتها أنها لن تستطيع أن تتبرع له !
خرجت من الغرفة و هى تجر أذيال الخيبة وراءها .. وجدت الممرضة تتجه نحوها و هى تعطيها حقيبة بها ملابس أدهم و أشياء كانت مع أدهم كهاتفه و مفاتيحه و محفظته و أخبرتها أنه سيبقى فى العناية المركزة إلى أن تستقر حالته .. حاولت أن تفتح الهاتف لتتصل بأى أحد من أهله لكنها وجدت عليه رمز سرى .. تنهدت بغضب و هى تستغفر لكل من يضعون رمز سرى على هواتفهم ! لماذا يفعلون تلك الخصلة التى تكرهها و تمقتها حتى النخاع !
ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
فتحت عينيها بتثاقل شديد و هى تشعر أن رأسها سينفجر .. حكت يدها بشعرها بتعب ثم نظرت بجانبها بعيون شبه مغلقة لتجد شخصاً غريبا ً لا تعرفه يقود السيارة فانتفضت فى جلستها و قالت بخضة ممزوجة بالإنفعال : أنت مين و أنا باعمل ايه هنا ؟
نظر لها بحدة و قال بملامح جامدة : ممكن تهدى و أنا هافهمك ثم أخرج كارنيه الشرطة و أعطاه لها .. أخذته منه و قرأت ما فيه و هى تقول بدهشة : زيزى مصالح أحسن راقصة بمصر .. التليفون 0100
سحبه منها بسرعة و هو يقول بجدية ممزوجة بالحرج : إحم مش ده ثم أخرج كارنية أخر و نظر به ليتأكد أنه كارنيه الشرطة و أعطاه لها .. قرأت ما فيه ثم نظرت له و قالت بتساؤل : أنت ظابط !
نظر لها بغيظ و قال بضيق : حضرتك شايفة ايه ! ثم أردف قائلاً بسخرية و هو ينظر للكارنيه الموجود بيدها : على أساس أن الكارنيه اللى فى أيدك دة كارنيه النادى مثلاً
تنهدت أسيل بضيق و قالت بتساؤل : طب أنا هنا باعمل ايه ؟
أسر بجدية دون أن ينظر لها : أنا اللى المفروض أسألك أنتِ كنتى بتعملى ايه هناك ؟
نظرت له بتوتر و قالت بارتباك : هناك فين ؟
أسر بجدية : فى شقة جلال المسيرى .. اللى فى الاصل ساكن فيها حاتم جلال المسيرى لوحده من بعد ما ابوه انفصل عن مامته
نظرت له بارتباك و قالت بتساؤل : هو ايه اللى حصل بالظبط ؟ ثم لفت إنتباهها زجاجة المياه الموضوعة أمامها على تابلوه السيارة فاخذتها و فتحتها .. نظر لها بجانب عينه و ظن أنها ستشرب و لكنه تفاجأ بها و هى تفرغ الزجاجة على رأسها لتفيق بشكل كامل !
أخذ منها الزجاجة و هو يضغط على أسنانه بغضب و أغلقها و ألقاها بالخلف و هو يقول بسره بغيظ " الله يحرقك يا بعيدة غرقتيلى العربية اللى لسة جايبها بقالى شهر .. فاكراها حمام بتستحمى فيها "
نظرت له باستغراب و قالت بتساؤل : أنت خدت الإزازة ليه ؟
نظر لها بضيق و قال بحدة : ممكن ماسمعش صوتك دلوقتى خالص أنا العفاريت بتطنطت
قدامى
تنهدت بضيق و صمتت .. ظلت صامتة لبعض الوقت و الفضول يفترسها .. نظرت لملامحه بتأمل فقد لفت إنتباهها هذا الشارب .. لم تستطع أن تمنع نفسها من الضحك .. ظلت تضحك بشدة .. نظر لها بحدة فوضعت كلتا يديها على فمها لتمنع نفسها من الضحك لكنها لم تستطع و انفجرت بالضحك أكثر !
نظر لها بحدة و قال بغيظ : و حضرتك إن شاء الله بتضحكى على ايه و فشتك عايمة كده؟
نظرت له بخوف و حاولت أن تمسك بزمام ضحكها ثم قالت بتساؤل : لو قولتلك هاتزعل ؟
أسر بضيق : أنجزى فيه ايه ؟
أشارت إلى شاربه و هى مازالت تضحك : شنبك
أسر بغيظ : ماله !
حاولت منع ضحكتها و هى تقول بحيرة : شبة واحد كدة بيجى فى التلفزيون .. مش فاكره أسمه ايه ؟ بس عنده شنب زيك كده .. بيعمل أكل هو .. ثم أردفت بتفكير : شبرواى شكرى شبرينى
قاطعها بغيظ و هو يقول بضيق : شربينى .. الشيف شربينى !
أماءت أسيل برأسها و هى تصيح به قائلة بفرحة لأنه ذكرها به : صح هو ده .. شطور .. أنت شطور
نظر لها بغيظ و قال بضيق : شطور .. الظاهر إنك لسة نايمة ثم وجه نظره للطريق مجدداً و قد ارتسمت ابتسامة صغيرة على ثغره بسبب جنونها فقال بصوت خافت : مجنونة و حلوة .. يا ترى ايه اللى حصل و ايه علاقتك بأدهم ! ثم تحسس الكيس الصغير الموجود بجيبه كأدلة و هو يخمن أنها أخذت منه لذلك كانت فاقدة وعيها !
توقف بسيارته أمام احدى المستشفيات و أخرج كلابشات و وضع يدها بها !
نظرت للكلابشات التى حاوطت يدها بضيق و قالت بتساؤل : دى كلابشات !
نظر لها بغيظ و قال بنافذ صبر : لا دى شبكتك ثم أردف بحدة : ماتجنينيش أنتِ شايفة ايه يعنى !
نظرت له بضيق ممزوج بالغيظ فقال بجدية : تعرفى تمشى معايا و أنتِ ساكتة .. يلا أنزلى
نظرت للكلابشات بضيق و قالت بسخرية : و إن شاء الله هانزل إزاى و إحنا كده !
نظر لها بغيظ و فك الكلابشات و قال بصرامة : يلا أنزلى
نزلت أسيل بضيق لينزل أسر و يغلق السيارة .. اقترب منها ليضع الكلابشات بيدها مجدداً لكنها أبعدت يدها و قالت بضيق : مش هاهرب منك ماتخفش .. أنا ماعملتش حاجة عشان أهرب .. ملهاش لازمة الكلابشات ديه ثم أردفت بقرف : و بعدين أنا ماضمنش الكلبشات ديه كانت فى إيد مين ؟
أسر بنافذ صبر : يلا قدامى طيب .. ذهبت أسيل معه و هى لا تفهم أى شئ .. نظرت له بضيق و قالت بحيرة و هى تنظر إلى مبنى المستشفى الماثل أمامها : على فكرة أنت ظابط مش دكتور و الظابط بيروح القسم مش المستشفى .. ثم أردفت بتساؤل : أنا معلوماتى صح مش كده ؟
أسر بنافذ صبر : أسكتى بدل ماروح أحبسك فى العربية ثم تركها و توجه إلى الإستقبال و سأل عن أدهم ليخبره بمكانه و عاد لها مجدداً و أمرها باتباعه .. كان فى طريقه إلى العناية المركزة و هى تمشى بجانبه و لا تكف عن طرح الأسئلة .. وقف و نظر لها بحدة ثم قال بضيق : أسئلة أسئلة أسئلة .. هو مين الظابط أنا و لا أنتِ .. ممكن تسكتى شوية
تنهدت بضيق و قالت بملل : حاضر
أكمل طريقه و توقف عندما رأى تالا جالسة على كرسيها فى استراحة أمام العناية المركزة و بيدها هاتفها تتصفح المصحف و تقرأ فيه و العسكرى يقف بجانبها !
عندما رأتها أسيل اندفعت نحوها و احتضنتها ثم ابتعدت عنها و هى تقول بخضة : ايه الدم اللى مالى هدومك ده ؟ أنتِ كويسة ؟ ثم أردفت بتساؤل : هو ايه اللى حصل ؟ أنا مش فاكرة أى حاجة غير إنى كنت عند حاتم و شربت كوباية الماية و بعد كده ماحستش بحاجة .. صمتت قليلاً و قالت بخضة : أنتِ قتلتى حاتم ؟
نظرت لها تالا بغيظ و قالت بنافذ صبر : أنتِ بتتفرجى على أفلام هندى كتير و شكلها مأثرة على دماغك , صح !
نظر لها أسر و قال بجدية : سيبك منها و قوليلى ايه اللى حصل بالظبط !
تنهدت تالا و بدأت تقص عليه كل شئ بداية سبب ذهابهم إلى هناك رغم اعتراض كبير من أسيل و لكن تالا أقنعتها أنها لم تخطئ و أنه هو من أجبرها على أن تخط بتوقيعها على تلك الورقة .. نهاية بهروب حاتم !
تنهد أسر بضيق و قال بجدية : أنا كده فهمت كل حاجة و عرفت أنا هاعمل ايه .. ثم أردف بتساؤل : أدهم عامل ايه دلوقتى ؟
تالا بجدية : الدكتور بيقول حالته مش مستقرة و هايفضل فى العناية لحد أما الحالة تستقر
أسر بجدية : إن شاء الله هايبقى كويس ثم أردف قائلاً : أنتوا المفروض تروحوا قاعدتكوا ملهاش لازمة
كادت تالا أن تتكلم لكنه قاطعها بجدية : صدقينى ملهاش لازمة
أماءت تالا برأسها و نظرت لأسيل التى لم ترفع عينيها من الأرض منذ أن أخبرت تالا أسر بالجزء الخاص بها هى و حاتم .. كانت تشعر بالحرج الشديد !
أمر أسر العسكرى بإيصال تالا و أسيل و أنه سيرسل له عساكر أخرى ليقفوا معه حراسة على الفيلا خشيئة أن يفعل حاتم بهم شئ !
ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
كان جالساً بغرفة الفندق يشعر بالقلق الشديد على أدهم فقد علم من رجاله الذين يراقبونهم أن حالته ليست مستقرة .. حمد الله كثيراً أن أدهم أنقذ ابنته من حماقتها و تهورها و لكن القلق مازال يلازمه على أدهم ! ظل يدعى الله أن يصبح بخير فهو يعتبره مثل ولده الذى لم ينجبه و لن يتحمل خسارته ابداً ! أراد أن يذهب له ليطمئن عليه لكنه للأسف لم يحن موعده للظهور بعد !
ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
كان يجلس فى شرفة منزله و هو يفكر فى صديقه الراقد بالمستشفى .. تذكر عندما قابله منذ عدة أيام ليعيدوا أيام صداقتهم .. ظلوا يتحدثون فى أمور عادية و أحوالهم الفترة الماضية إلى أن أتت سيرة الجواز .. تلك السيرة التى يمقتها .. أخبره أدهم أن يدعى له أن توافق عليه الفتاة التى أحبها فإنها عنيدة للغاية .. يبدو عليها حقاً علامات العند .. لكن السؤال هنا لماذا ترفض الزواج من أدهم رغم أن تصرفاتها الليلة تدل أنها تحبه ! بل متيمة بغرامه ! كيف ترفض الزواج منه و هو شاب تتمناه ألاف الفتيات الجميلات و ليست فتاة مقعدة مثلها ! لا يعلم .. حقاً لا يعلم فجنس الحريم هذا له تفكير غريب لا أحد يستطيع تفسيره غيرهم !
قطع تفكيره دخول أمه و هى تحمل حقيبة ملابس أدهم الذى أخذها من تالا قبل أن تغادر !

أعطته الحقيبة و هى تقول بجدية : أسر يا حبيبى فى هنا موبايل بيرن
ابتسم أسر لها و أخذ الحقيبة من يدها و قال بجدية : شكراً يا ماما
أمه بتساؤل : أحضرلك العشاء ؟
أسر بابتسامة : يا ريت يا ماما
غادرت أمه ليخرج هو الهاتف من الحقيبة .. أراد أن يفتحه لكنه وجد عليه رمز سرى .. لم يفكر كثيراً و أدخل أسمها ليفتح الهاتف على الفور !
وجد اتصالات من أمه و أخته .. ظل بعض الوقت يفكر بماذا يخبرهم .. لم يطل تفكيره كثيراً فقد اتصلت منال ثانية ! رد عليها أسر قائلاً : إزيك يا طنط .. أنا صاحب أدهم
منال بقلق : إزيك يا حبيبى .. هو فين أدهم ؟
وجد نفسه يقول بتلقائية : أصل جاتلنا سفرية مفاجئة .. صاحب الشغل طلب من كل المسافرين إنهم يرجعوا تانى من أجازاتهم عشان الشغل كان كتير
منال بدهشة : أدهم سافر تانى من غير ما يقولنا ؟ ثم أردفت بتساؤل : طب هو فين ؟
أسر بارتباك : نايم يا طنط عشان تعبان من السفر
منال بقلق : طب هو كويس يا حبيبى ؟
أسر بارتباك : أه طبعاً يا طنط .. هايكون ماله يعنى .. هو بس تعبان من السفر المفاجئ حتى مالحقش يبلغكوا بسفره
منال بقلق : أصل قلبى مقبوض أوى مش عارفة ليه ! ثم أردفت بجدية : على العموم لما يصحى خليه يكلمنى
أسر بارتباك : حاضر يا طنط حاضر
اغلق أسر معها الخط و هو يجهل لماذا كذب عليها و أخبرها أن أدهم بخير !
ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
كانت جالسة على السرير تقرأ القرآن و تدعى الله أن يشفيه ..كانت صورته و الأجهزة تحاوطه من كل مكان لا تريد أن تفارق ذهنها بتاتاً .. تذكرت عندما دخلت له لتطمئن عليه و شاهدته فى أقصى حالات ضعفه .. كان مثله مثل السرير الأبيض الذى ينام عليه و عيونه مغلقة و قسمات وجهه مجهدة للغاية .. أنبت نفسها بشدة لأنها أخبرته .. أنها هى السبب الأساسى فيما هو فيه الأن .. لن تسامح نفسها أبداً إذا حدث له أى مكروه .. دخلت أسيل و جلست بجانبها بدون أن تنطق ببنت شفة ! .. لفت انتباهها تلك السلسة التى ترتديها بيدها كانسيال فقالت بتساؤل : تالا أنا عارفة أنه سؤال رخم و مش وقته بس أنا أول مرة أشوفك لابسة اكسسوار
صدقت تالا و أغلقت المصحف و وضعته على الكمودينو بجانبها ثم نظرت لأسيل و قالت بارتباك : عادى .. أغلقت الأنوار و أردفت قائلة : نامي يلا
أعطتها تالا ظهرها و أمسكت تلك السلسة التى تحتضن يدها و تذكرت عندما أرادت أن تضع محفظته بالحقيبة التى بها ملابسه و لكن وقع منها شئ على الأرض فأنحنى العسكرى و جلبها لها و أعطاها أياها .. نظرت للسلسة بدهشة .. إنها تلك السلسة التى أعجبتها و أرادتها بشدة و لكنها لم تجلبها لنفسها .. هل من الممكن أن يكون لاحظ نظرتها المعجبة تجاه تلك السلسة ! لا تعلم لماذا وجدت نفسها ترتديها و لكن حول معصمها و ليس رقبتها !
ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
كان يجلس بالــ Bar و أمامه أكواب الخمر الفارغة بكثرة .. وضع يده على وجهه و كاد أن يبكى .. ماذا فعل ! لماذا هو أحمق هكذا ! ماذا كان مصير الشاب الذى طعنه ! هل مات ! هل ضيع مستقبله بسبب فتاة ! هل سيقضى بقيه عمره هارباً أم فى السجن أم سيعدم ! لماذا سار وراء تلك الأفعى المسماة بصافى ! كثير من الأسئلة تجول بخاطره لا يعرف لها إجابة غير أنه غبى !
اقتربت منه صافى و جلست بجانبه و هى تقول بخبث كحفيف الأفاعى : ماحدش أدك انهارده .. عملت ايه مع أسيل ..قضيت المصلحة و لا أيه ؟
نظر لها حاتم بعيون دامعة و قال بجدية : قتلت
ابتعدت صافى عنه على الفور و قالت بصدمة : ايه ؟
حاتم بضيق : قتلت الواد اللى فضلته عليا
صافى بتساؤل : أدهم !
ألقى حاتم الكوب من يده بعصبية و قال بحدة : ماعرفش ماعرفش .. ماعرفش غير أنى لقيت نفسى بقتله .. ثم اقترب منها و أمسكها من رقبتها ليخنقها و هو يقول بانفعال : و كل دة بسببك .. الله يخرب بيتك يا شيخة ضيعتيلى مستقبلى .. أنا كده كده هاتعدم يبقى أقتلك قبل ما أتعدم !
تجمع الناس حولهما و حاولوا أن يخلصوها من قبضه يده إلى أن نجحوا بعد عناء !
أمسكت رقبتها بذعر و هى تحاول أن تأخذ نفسها بصعوبة .. نظرت له نظرة تملؤها الحقد و التوعد و هى تقسم أنها ستثأر منه !
ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
صباح يوم جديد .. كان أسر يجلس بمكتبه يطلع على بعض القضايا و الأوراق .. ليدخل له العسكرى و يخبره أن هناك سيدة تريد مقابلته !
دخلت إليه سيدة ترتدى النقاب و جلست مقابله .. نظر لها بترقب و قال بجدية : أفندم
السيدة بجدية : حضرتك الرائد أسر حسن اللى بيدور على حاتم جلال
نظر لها باهتمام و قال بتساؤل : تعرفى مكانه
السيدة بجدية : أيوه.. أخبرت أسر عن مكانه و قامت لترحل !
أوقفها أسر قائلاً بتساؤل : هاتستفادى ايه لما تبلغى عنه !
ألتفتت له و قالت بجدية : عمل خيرى اعتبره عمل خيرى ثم أردفت بجدية : ماعتقدش أنه يهمك أصلاً .. أعتقد إن أهم حاجة عندك المعلومات اللى ادتهالك .. عن إذنك .. تركته و خرجت من القسم إلى أن وصلت إلى سيارتها .. بدأت بخلع النقاب الذى ترتديه ثم نظرت فى مرآه السيارة و هى تعدل من هندامها و تقول بابتسامة شماتة : أوه هاتوحشنى أوى يا حاتم .. بس مش أوى يعنى !
ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
كانت تشعر بالصدمة من كلماته .. ماذا يقول هذا الأحمق الذى تزوجته ! هل يخبرها أنها لن تكمل تعليمها ! لماذا لن تكمل تعليمها ! أن تترك تعليمها يعنى أنه يريد أن يدفنها و هى حية ترزق ! بقت لها سنة واحدة فقط و تحصل على شهادة من جامعتها ! لماذا يمنعها من أقل حقوقها ! ماذا تفرق هى عنه ! لماذا أكمل هو تعليمه و هى لا ! حتى إذا لم تعمل بشهادتها على الأقل تكون امتلكت الشهادة بين يديها ! لماذا هو مصر على أن يعذبها ! لماذا هو غبى هكذا و يفرق بين المرأة و الرجل !
لميس بحدة : يعنى ايه مش هاكمل تعليمى ! جت على أخر سنة و تقولى لا !
مروان بعصبية : إذا كان عاجب اللى خلفوكى
لميس بحدة : قولتلك قبل كدة يا مروان لما تجى تتكلم معايا تتكلم بإحترام و ماتجبش سيرة أهلى فى خناقاتنا .. ايه اللى خلفوكى ديه !!
مروان بعصبية ساخرة : إذا كان عاجب حضرة اللى خلفوكى .. حلو كده
لميس بحدة : لا مش حلو .. أنا هاكمل تعليمى عاجبك عاجبك مش عاجبك إن شاء الله ما عاجبك
مروان بحدة : الله الله يا ست هانم .. لسانك طويل أوى و هاقصهولك قريب أوى .. بس اصبرى عليا و إذا كان على التعليم فمفيش زفت .. كفاية عليكى لحد كده
لميس بحدة : يبقى تطلقنى يا مروان
مروان بحدة : أطلقك عشان تعملى اللى أنتِ عايزاه و تفجرى
لميس بحدة : هو التعليم دلوقتى بقى فجور
مروان بحدة : أنا سيابلك البيت و ماشى .. متجوز واحدة نكدية مابتعرفش تهبب حاجة فى حياتها غير أنها تنكد عليا و بس .. غير كدة ماتعرفش .. ربنا يخدنى يا شيخة عشان أرتاح من الهم اللى أنا فيه ده ثم فتح الباب و غادر
ظلت تبكى لبعض الوقت ثم ارتدت ثيابها و طرحتها و نزلت لهالة لتشتكى لها .. ظلت هالة تواسيها لبعض الوقت و أخبرتها أنها ستحاول أن تتكلم معه !
صعدت لميس قبل أن يأتى مروان .. حضرت له الغداء و تزينت و قررت أن تصالحه و تتكلم معه بهدوء لعله يوافق أن تذهب إلى جامعتها !
سمعت صوت الباب يفتح .. وقفت أمام المرآة لتتفحص زينتها .. خرجت له و هى تقول بتساؤل : أنت جيت يا حبيبى !
اقترب منها و عيونه تطلق شراراً و أمسكها من ذراعها بعنف و هو يقول : أنتِ خليتى فيها حبيبى .. راحة تشتكنى لأمى ! ثم أردف بتحذير قائلاً : مفيش كلمة تحصل فى البيت ده تتقال بره أو جنس مخلوق يعرفها .. سواء لأمى أو أمك أو اى حد فاهمة !
هزت رأسها بإيجاب و هى تقول بخوف : فاهمة .. أنا أسفة يا مروان و الله ماكنش قصدى
أشتكيك أنا كنت بفضفض بس ثم أردفت برجاء : تعال عشان تاكل أكيد جعان
مروان بضيق : ماشى يا لميس .. ماشى يا بنت عمى
ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
دخلت تالا العناية المركزة و أسيل وراءها ليسألوا عن أدهم .. لتخبرهم الممرضة أنه غير موجود !
نظرت لها أسيل بخضة و قال بانفعال : مات !
تالا بضيق : بعيد الشر ثم سألت الممرضة قائلة : راح فين طيب ؟
الممرضة بابتسامة : ماتقلقيش .. حالته استقرت فاتنقل غرفة عادية
حمدت تالا ربها و ذهبت للغرفة التى أخبرتها الممرضة عنها .. دقت الباب و دخلت هى و أسيل لتجد أسر بالداخل .. ألقت السلام ليرد أسر عليها
تالا بتساؤل : الدكتور قال حالته عاملة ايه دلوقتى ؟
أسر بجدية : فى الوقت الحالى حالته مستقرة بس زى ما أنتِ شايفة لسة مافقش
تالا بدعاء : ربنا يشفـ..
لم تكمل تالا كلامها لأن أسيل قاطعتها و هى تقول بابتسامة : أدهم بيحاول يفوق أهو .. إيده بتتحرك
قام أسر سريعاً و خرج ليخبر الطبيب أنه على وشك أن يفيق أما تالا فابتسمت و حمدت ربها أنها لن تكون سبب موته !
فتح عينه بتثاقل و نظر لها ليجد عيونها مبتسمة فابتسم هو بوهن .. نظرت له تالا و قالت بقلق حاولت أخفائه لكنها فشلت فشل ذريع : أنت كويس
أماء أدهم برأسه بضعف و قال بصوت متعب للغاية : الحمد لله
أسيل بابتسامة : حمد لله على السلامة يا أدهم
نظر لها بضيق و أماء برأسه ثم عاد ببصره إلى تالا مجدداً .. لمح السلسة و هى تتدلى على كف يدها فابتسم !
لاحظت هى نظرته فقامت بخلعها و قالت بارتباك : وقعت من محفظتك لما جيت أحطها فى الشنطة فقولت ألبسها عشان ماتضعش .. ثم أردفت بتساؤل : أحطهالك تحت المخدة !
أدهم بصوت متعب : خليها معاكى بدل ما تضيع
تالا بجدية : هاحطلها لك تحت المخدة ماتقلقش
أدهم بصوت متعب للغاية : خليها معاكى و هاخدها منك لما أخف .. اسمعى الكلام
أغلقت تالا قبضه يدها عليها و قالت بجدية : حاضر
أتى الطبيب مع أسر و فحصه و طمأنهم عليه و خرج !
أستأذنت تالا و أسيل و ذهبوا فوجودهم لم يعد له أهمية ليسحب أسر الكرسى و يجلس بجانب أدهم .. أخرج أسر هاتف أدهم من جيبه و قال بجدية : طنط كلمتك و أنا قولتلها ثم بدأ يقص عليه ما قاله لها بالتفصيل .. ثم أردف بجدية : أنا عارف أنك مابتحبش تكدب بس قولت أقولها كده و أنت لما تفوق تقول اللى أنت عايزه
ارتسمت ابتسامة سخرية جانبية على ثغره فقد أصبحت حياته تقوم على الكذب .. نظر له و قال بصوت متعب : كده أحسن عشان ماتقلقش و أنا أخف شوية و هابقى أكلمها أطمنها عليا
ابتسم أسر و قال بجدية : تمام كده ثم أردف بجدية قائلاً : أنا عايز أكلمك فى موضوع مهم .. صمت قليلاً ثم قال بجدية : وكيل النيابة هاييجى بعد شوية عشان ياخد أقوالك
أماء أدهم برأسه بتعب و قال بتساؤل : خد أقوال تالا و أسيل !!
ضرب أسر على رأسه و هو يقول بضيق : نسيت خالص المفروض يبقوا متواجدين دلوقتى عشان التحقيق
ابتسم أدهم لأنه سيراها ثانية ثم قال بجدية : نكلمهم يرجعوا تانى
أماء أسر برأسه فقال أدهم بجدية : بقولك أيه يا أسر أنا مش عايز شوشرة و محاكم و الكلام ده أسيل بنت و مش عايز فضايح و الموضوع يوصل لأبوها .. ثم أردف بجدية : أنا كل اللى يهمنى الورقة اللى مضى أسيل عليها الحيوان اللى أسمه حاتم ده و يا سيدى لو على المحضر أنا مستعد أتنازل عنه و نحلها بالود !
أماء أسر برأسه بتفهم و ربت على كتفه و هو يقول : طب استريح أنت و ماتجهدش
نفسك فى الكلام .. عقبال ما وكيل النيابة ييجى
أدهم بصوت متعب : كلم تالا و اسيل
غمز أسر له ثم قال : حاضر يا عم الحبيب
أغلق أدهم عيونه بتعب ليستريح أما أسر فاتصل بتالا و أمرها بالعودة هى و أسيل ثم ظل صامتاً ليفكر !
ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
بعد مرور عدة أيام ليست بكثيرة .. كان أدهم يرقد فى فراشه فى المستشفى و هو يفكر بها و يدعى الله أن يراها فى أقرب وقت .. لم يكن يعلم أن الله يستجيب لدعواته و بتلك السرعة أيضاً .. بعدما سمع دقات على الباب شاهدها تدخل و أسيل وراءها .. ابتسم أبتسامة صافية عندما رأها لتلقى هى السلام ثم تقول بجدية : عامل ايه دلوقتى ؟
أدهم بابتسامة : الحمد لله
كادت أسيل أن تتكلم لكن دق الباب و دخل منه أسر و على وجهه ابتسامة واسعة .. اقترب منهم و قال بجدية : عندى ليكوا خبر حلو أوى ثم أخرج ورقة مطوية من جيبه و قال بجدية : ورقتين العرفى اللى حاتم مضاكى عليهم غصب عنك أهم
اندفعت أسيل تجاه أسر و أخذت منه الورقتين و نظرت فيهما لتتأكد منهما .. بعد كثير من التفحص تأكدت بالفعل أنهما هما !
نظرت له بامتنان و قالت بعفوية : كان نفسى أبوسك و أحضنك و الله على الخبر ده بس الحمد لله أنا حرمت ثم شرعت بتقطيع الورقتين إلى أشلاء صغيرة و ألقتهما بالقمامة بجانبها !
نظرت له تالا و قالت بتساؤل : جبتهم إزاى و ايه مصير حاتم !
جلس أسر و قال بجدية : هاجبلك من الأول و هاختصرلك المفيد ثم أردف قائلاً : حاتم أول ما اتقبض عليه كان فاكر أنه قتل أدهم .. فكان مرعوب و كان يخطرف بالكلام و يقول ماكنش قصدى و الكلام ده .. المهم بقى المحامى اللى أدهم كان عامله توكيل أنه يتصرف بداله و يحل المشكلة ودى .. بعد مشاحنات كتير بين المحامى بتاع حاتم و المحامى بتاع ادهم و مناقشات ملهاش أول من أخر .. أقنع محامى أدهم محامى حاتم إن أدهم ممكن يتنازل عن المحضر فى سبيل أن حاتم يديله ورقة العرفى و ينهوا الموضوع ودى .. و طبعاً لما حاتم عرف عرض أدهم وتاكد أنه عايش يرزق زقطط و وافق علطول و جاب الورق و طلقها بالمرة علشان يبقى كله تمام .. دى إجابة سؤال جبتهم إزاى ؟ .. أما بقى بتاع ايه مصير حاتم .. فحاتم خرج بكفالة بعد ما أقر أنه مش هايتعرضلكوا تانى و ودنه اتقرصت و اتعلم إنه يمشى عدل .. أو على الأقل هايمشى عدل لو مشى قريب منكوا
نظرت لهم أسيل و قالت بامتنان : أنا بجد مش عارفة أشكركوا إزاى ؟
تنهد أدهم تنهيدة عميقة ثم قال بجدية : ممكن تسبونى أنا و أسيل لوحدنا عشان عايز أكلمها فى موضوع مهم !



يتبع ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 09:35 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



✾الفصل السادس و العشرون✾



تنهد أدهم تنهيدة عميقة ثم قال بجدية : ممكن تسيبونى أنا و أسيل لوحدنا عشان عايز أكلمها فى موضوع مهم !
تكدرت حنقاً بعدما سمعت كلماته تلك و حاولت إخفاء حنقها تحت قناع البرود الذى ستحاول قدر الإمكان أن تتلبسه فى تلك اللحظة التى اشتعل فيها فتيل غضبها ! لماذا يريد أسيل ! ثم لماذا يريدها بمفردها ! و الأكثر من هذا ما هو هذا الموضوع الهام الذى يريدها فيه ! لماذا لا يقوله أمامهم ! هل هو موضوع سرى لتلك الدرجة حتى أنه يريدها لتبقى معه فى الغرفة بمفردها .. هى و هو فقط ! يخلو بها ! لا يؤنس وحدتهم غير هذا الكرسي الذى سيغادره أسر بعد لحظات ليخرج معها و يتركهم بمفردهم ليلبى رغبة أدهم !
سمعت صوت أسيل و هى تقول باستغراب مبطن بالفرحة : عايزنى أنا !
نظر لها أدهم بضيق و قال بجدية : فى حد غيرك هنا أسمه أسيل !
أنه يؤكد كلماته .. يؤكد أنه يريدها ليتكلم معها بمفردهما ! .. لماذا يريد أسيل ولا يريدها هى ! ألم يخبرها أنه يحبها هى حتى أنه طلب منها الزواج .. تصلب تفكيرها فجأة لتلعنها نفسها لما تفكر فيه من تفاهات لفتاة مراهقة .. فليفعل ما يريده و يخبرها بما يريده .. عسى أن يذهب كلاهما للجحيم دفعه واحدة .. نظرت له بإذدراء ثم حولت نظرها لــ أسر و هى تحاول كبح غيظها قائلة : أستاذ أسر أنا حاسة إننا بننطرد بالذوق .. يلا نخرج بكرامتنا أحسن
ابتسم أدهم بداخله عندما شعر بغيرتها الواضحة التى فشلت فى إخفائها عنه حتى لو استطاعت أن تخفيها عنهم و قال بجدية : مش بطردكوا و الله بس أنا فعلاً عايزها فى موضوع مهم
تنهدت تالا بغيظ و قالت بابستامة صفراء كحجة : عادى أنا أصلاً كنت هاروح اسأل الدكتور أنت ممكن تخرج أمتى ؟ ثم حركت عجلات كرسيها و خرجت و هى تتمتم ببعض الكلمات الغاضبة لتنفث عن غيظها !
تنحنح أسر و هو يقول بجدية : طب أنا هاروح أشرب
اؤمأ أدهم برأسه ثم قال بابتسامة صفراء : أسر أتفسح فى المستشفى كلها بس مالكش دعوة بأوضة الدكتور عشان أنا عارفك
تنحنح أسر بحرج و قال بعتاب : عيب اللى أنت بتقوله ده ثم أردف بضيق و هو يشير لأسيل بجانب عينه : مش قدام الناس التسييح ده راعى أن ليا وضعى فى الدولة
نظرت لهما أسيل و هى تشعر بالغباء فهى لم تفهم حديثهما أما أدهم فابتسم و قال بجدية : ماشى يا خويا يلا روح شوف هاتتفسح فين ؟
أسر بغيظ و هو يتوعد له : ماشى و حياة طنط لما تخف هاديك أسبوعين فى السجن و أنا اللى هافسحك بنفسى و هافتحلك زنزانة على البحر مخصوص عشان تاخد تان و تستمتع كويس
أدهم بنافذ صبر : مهما كبرت أو بقيت الظابط و ربيت شنب المقشة ده عمرك ما هاتتغير أبداً .. يلا بره
ضحكت أسيل حتى دمعت عينها على كلمات أدهم و قالت لـ أسر : شوفت عشان تعرف أن مش أنا لوحدى اللى بتريق على شنبك
تحسس شعيرات شاربه الغزيرة و هو يرتبها بفخر و قال بإعتزاز : ده حقد و نفسنة عشان ماعندكوش واحد زيه ثم نظر لأسيل و قال بجدية مصطنعة : مايغركيش إنى ساكتله أنا بس محترم وجودك ثم خرج و تركهما !
أبتسمت أسيل و لأول مرة على عباراته .. حولت نظرها لأدهم بعدما خرج أسر لتجده يخترقها بنظرة لم تعرف معناها و لا تريد أن تعرف معناها مطلقاً .. لا تعرف غير أنها كانت خائفة .. خائفة بشدة من تلك النظرة التى ترمقها بها تلك العيون الحادة كعيون الصقر ! لم يعد الشاب الوسيم الذى كانت تراه عينها و تحلم بعبارة واحدة منه .. كان مخيفاً .. حقاً مخيفاً تمنت لو انشقت الأرض و بلعتها لتحميها من نظرته تلك .. كانت تشعر أنه عما قريب سيكشر عن أنيابه و ينقض عليها ليفترسها ! أدركت حينها أن الموضوع الذى يريدها فيه ليس هيناً على الإطلاق و لن يكون عابرا ً يمر مرور الكرام !
بدأ حديثه بجدية متسائلا ًو هو مازال يرمقها بنظراته التى تجهل معناها : مش كفاية كده !
أسيل بعدم فهم : كفاية ايه! أنا مش فاهمة حاجة ؟
أدهم بجدية : كفاية التمثيلية السخيفة اللى بتمثليها عليها ديه
أسيل بعدم فهم : تمثلية ايه ؟ أنت قصدك ايه ؟

زمجر فى وجهها قائلاً بغضب : التمثلية السخيفة اللى بتمثليها على تالا .. تألم بشدة عندما انفعل فى الحديث فوضع يده على موضع اصابته بألم و التقط أنفاسه و هو يحاول أن يتمالك أعصابه حتى لا يؤلمه الجرح أكثر .. أكمل قائلاً بضيق : أسيل أوعى تفتكرى إنى عيل أهبل بريالة و هاصدق أنك مصاحبة تالا عشان الصداقة و الحب مقطعين بعضهم معاكوا .. أنا أقدر بسهولة أوى أميز اللى قدامى بيفكر فى ايه ؟ و أنتِ مش أول واحدة تقابلنى بالنوعية ديه .. أنا قابلت كتير زيك و أكتر منك كمان
نظرت له بدهشة لكلامه و هى لم تستطع بعد أن تفهم مغزاه الأصلى من كلماته .. كادت أن تتكلم لكنه قاطعها بصرامة متناهية قائلاً : أسيل أنا لسه ماخلصتش كلامى
صمتت أسيل و هى خائفة من لهجته و دموعها تنهمر على خديها لتحرقه بسخونتها ليكمل هو قائلاً بجدية : أوعى تفتكرى إنى مش فاهمك .. أنا عارف كويس أوى السبب الأصلى اللى مخليكى مصاحبة تالا و أحب أقولك إنك عمرك ما هاتوصليله أبداً .. عارفة ليه ! بمنتهى البساطة عشان طول ما أنتِ عاملة فى نفسك كده و عايشة بالطريقة بتاعتك ديه بتصرفاتك الطايشة الغلط و بتخرجى بهدومك ديه اللى بتدل إنه لا فيه حياء و لا أدب .. أخرك تتصاحبى و يتمشى معاكى شوية للتفاريح و التسلية أو ورقة عرفى زى ما حاتم عمل بالظبط و ممكن كمان من غير ورقة عرفى .. و أنا مش بتاع الكلام ده و بستحرم أعمله فبالتالى عمرك ما هتوصلى .. ده أولاً .. ثانياً بقى أنا بحب تالا و يوم ما أفكر فى واحدة مش هافكر فى غيرها ثم صمت قليلاً و قال بجدية : ابعدى عنها بقى و ايأسى و أعرفى أن خطتك فاشلة و كفاية تنافقيها !
كانت كلماته تخرج من فمه و تغرس بها كخناجر مسمومة تعزم على قتلها .. هل هى رخيصة للغاية كما يقول ! هل معظم الشباب ينظروا لها بهذا المنظار كما يقول ! فتاة للتسلية ! فقط للتسلية ! .. نزلت دموعها بغزارة و قد أبكم فمها عن الكلام ليكمل هو قائلاً بعدما شعر أنه أثقل عليها بالكلمات السامة : أنت حرة اعملى اللى أنتِ عايزاه لكن بعيد عنها .. المرة ديه أنا اللى اتأذيت لكن المرة الجاية الله أعلم مين اللى هايتأذى ثم أردف بجدية قائلاً : سيبك منى أنا مش مهم .. المهم هى .. أنا مش هاسمحلك أبداً أنك تأذيها .. فابعدى عنها أحسن يا أسيل .. أنتِ كده كده مش مصحباها عشان بتحبيها فابعدى يا بنت الناس و كفاية لحد كده
لم تتحمل أكثر قذائفه تلك تتهمها باتهامات كانت حقيقة بدايةً و لكنها تبخرت الأن و باتت زائفة باطلة ! صاحت به قائلة و أواصلها ترتجف : أنت كده بتظلمنى .. بتظلمنى أوى .. أنا الأول فعلاً كنت مصحباها عشانك لكن الوضع دلوقتى اختلف .. دلوقتى أنا بقيت بحبها .. لما عرفتها بجد بقيت بحبها .. حببتنى فيها بطيبة قلبها و تحملها ليا و لغبائى .. حتى كلامها بيريحنى و بحب أسمعه منها .. أنا عمرى ما حسيت بالحب و الإهتمام غير منها .. بحب اهتمامها لما بتزعقلى لما بتشوفنى بعمل حاجة غلط تضرنى .. هى أه بتتعصب فى الأول بس بعد كده بتفهمنى بالراحة .. بحاول على قد ما أقدر إنى أبطل الحاجات اللى بتضايقها عشان ماتتضايقش و تزعل منى .. أخيراً لقيت اللى يوجهنى للصح .. أنت عارف أنا لقيت فيها اللى مالقتهوش فى مامى أو فى أى واحدة صاحبتها فى حياتى .. لقيت فيها الأخت و الأم و الصديقة اللى بتمناها و أنت بكل سهولة تقولى ابعدى عنها .. هى أه الصاحبة الوحيدة فى حياتى دلوقتى لكنى مش حاسة بالوحدة .. الأول كنت وسط ألاف الأصحاب بس ماحدش فيهم زيها و كنت بحس إنى وحيدة و أنا معاهم .. ماحدش بيفهمنى زيها .. تعرف انها هى الوحيدة اللى بتقولى إنى ذكية و بتدينى ثقة كبيرة فى نفسى .. تعرف إنى الأول كنت فاكراها هى اللى معقدة و ملهاش لازمة بس اكتشفت إنى أنا اللى مليش لازمة قصادها .. أنا كنت بحب ضوء النجومية و السطوع عشان كده كنت بعمل فى نفسى كده و البس قصير و احط ميكب أوفر يمكن حد يأخد باله منى و يهتم بيا .. تعرف إنى دلوقتى بحب أقعد معاها فى جوها الهادى المنزوى .. نظرت له نظرة أخيرة و غادرت الغرفة راكضة و دموعها تسبقها للخارج !
غضب من نفسه للغاية بعدما سمع كلماتها التى أثرت فيه و استشعر فيها صدقها الشديد .. لقد كان سليط اللسان معها و قذفها بكلمات جارحة خرجت منه بتلقائية .. غمره جو مشبع بالغضب و الضيق .. أنب نفسه بشدة و وضع يده على جرحه الذى بدأ يشد عليه و يوجعه يبدو أنه مستاء مما فعله فى تلك الفتاة .. و لكن ماذا كان سيفعل لقد كان خائفا ًعلى تالا من أن يصيبها مكروه بواسطة تلك الفتاة كما كان سيحدث قبل عدة أيام !
كانت جالسة بكافتيريا المستشفى ترتشف كوباً من عصير الليمون لتهدئ من أعصابها .. لم
يتركها فضول المرأة و أخذت تفكر فيما يقوله أدهم لـ أسيل الأن .. ألفت حوارات كثيرة من نسج خيالها عن حديثهما الذى يدور بالأعلى فى احدى غرف هذه المستشفى .. ترى هل مل من التحايل عليها فقرر أن يذهب لغيرها و يقول لها نفس ما قاله لها ! شعرت بحنق شديد تجهل سببه أو أنها تجهل سببه عن قصد ! .. خرجت من عالم تفكيرها عندما شاهدت أسيل من وراء الزجاج الذى تجلس بقربه تركض و هى تبكى و أسر يركض خلفها !
ماذا هناك يا ترى.. ذاد فضولها أكثر و شعرت بالحيرة أهى تبكى بسبب ما قاله أدهم أم شئ أخر سببه أسر !

حركت عجلات كرسيها و هى تحاول أن تلحق بها .. بعد مرور وقت ليس بقليل وصلت بعد مجهود شاق إلى الخارج لتشاهد سيارة أسيل و هى تغادر و أسر يتجه نحوها !
نظرت له باستغراب و قال بتساؤل : أستاذ أسر فى ايه و أسيل مالها !
أسر بجدية : مش عارف بجد .. أنا زيك بالظبط معرفش حاجة .. أنا لقتها بتجرى و هى بتعيط فقولت أشوف مالها بس لما كلمتها زعقتلى و ركبت عربيتها و مشيت

ؤمات تالا برأسها فقال أسر بتساؤل : أنتِ هاتروحى إزاى ؟
تالا بجدية : هاتصل بالسواق ييجى يخدنى
أسر بتساؤل : تحبى أستنى معاكى !
تالا بجدية : لا شكراً .. أنا هاستناه فى الكافتيريا بتاعت المستشفى
قرر أسر أن يتركها بشأنها فإذا علم أدهم أنه جلس معها بالتأكيد سيغضب فقال بابتسامة : طب أنا هاطلع أشوف أدهم لو محتاج حاجة ثم غادر و تركها
تنهدت بضيق و اتصلت بعم محمود ليأتى لها !

دق باب غرفته و دخل ليجده شارداً و يبدو على قسمات وجهه الضيق الشديد .. سحب كرسى و جلس بجانبه و هو يقول بتساؤل : انت مالك شايل طاجن ستك فوق دماغك كده ليه ؟ ثم أردف بتساؤل : هو أنت قولت ايه لـ أسيل خلتها نازلة منهارة كده و مش شايفة قدامها من العياط ؟ .. صمت قليلاً و أردف بضيق : أكيد أدتها كلمتين من الدبش بتوعك ما أنا عرفك لطخ و مدب من صغرك
رمقه أدهم بغضب فأردف أسر قائلاً : ايه بكدب ! .. مش فاكر لما كنا فى 2 إعدادى و المزة بتاعت الفصل اللى أسمها ريم اللى كانت بتعمل ضفيرة على الجمب و تربطها فى الأخر بفيونكة روز سابت صبيان الفصل كله اللى كانوا بيحفوا وراها و أنا من ضمنهم و جت قالتلك أدهم أنا بحبك و أنت روحت قايلها .. أكمل أدهم معه و قالا فى نفس واحد : أنتِ بنت مش محترمة روحى ذاكريلك كلمتين بدل المسخرة اللى بتقوليها ديه .. نظروا لبعضهم البعض و انفجروا فى الضحك .. أحس أدهم بالألم و وضع يده على الجرح و هو يقول بغيظ : منك لله يا شيخ
ضحك أسر و ضربه على كتفه قائلاً : ده أنا معايا سيديهاتك ياض فوق كده ثم أردف بسخرية و هو ينظر على يد أدهم الموضوعة بجانب بطنه : و يا ترى يا أختى هاتسمى المولود اللى جاى ايه ؟
نظر له أدهم بغيظ و رفع يده لتنزل بظهرها على كتف أسر بقوة و هو يقول بضيق : هاسميه الخفة و الظرافة يا سكر ثم أردف بجدية : قوم ياض من هنا .. مش هاستحمل عمليتين مرة واحدة لما مرارتى تتفقع بسببك
وضع أسر يده على كفته بألم و قال بغيظ : بتتشطر عليا يا أخويا ثم أردف و هو ينظر إلى عضلات ذراع أدهم : كل العضلات ديه و الواد الخرع ده يضربك بالسكينة
نظر له أدهم بضيق و قال بغيظ : و الله ما فيه حد خرع غيرك .. فى ظابط يبقى بطنه لزقه فى أفاه كده
نظر له أسر بغيظ و قال بضيق : يا غبى أنت مش فاهم حاجة القميص اللى أنا لابسه واسع فعشان كده مش مبين العضلات ثم أردف باعتزاز : و بعدين ديه رشاقة مش أحسن مابقى ظابط و كرشى قدامى
تنهض أدهم بنافذ صبر و قال بجدية : ربنا يشفيك يا أسر يا أبن روحية و يبعتلك واحدة تتدبس فيها و تتجوزها و تتطلع عينك زى ما أنت قارف البنى أدمين اللى عايشين معاك على الكوكب
حرك أسر يده باعتراض و هو يقول برجاء : يا رب لا .. يا رب متسمعش كلامه .. أنا مش عايز اتجوز .. أنا عايز أفضل عايش حياتى برنس كده و على راحتى .. مفيش واحدة تخنقنى و تقولى عايز ايه و رايح فين و بتكلم مين و تبقى هى الحكومة
سمعوا دق على باب الغرفة يليه دخول الممرضة و هى تحمل صنية الطعام المخصصة لأدهم .. فقام أسر و أخذ منها صنية الطعام لتخرج هى .. نظر أسر له بعدما خرجت و قال : يلا يا بطة عشان تتغدى

نظر له بغيظ : ما تيجى تهشكنى الأول و تدينى الرضعة ثم أردف بجدية : و بعدين أنا مش جعان
أسر بجدية : إن شاء الله عنك ما كلت أكل أنا .. أنا جاى من القسم على هنا علطول و ماحطتش لقمة فى بقى من الصبح ثم نظر له و قال بسخرية : خليك أنت كده قاعد بتندب فى حظك زى الولية المطلقة
أدهم بنافذ صبر : يا رب صبرنى ما صدقت خلصت منه فى ثانوى رجع يقرفنى تانى ثم أردف بابتسامة صفراء : بالسم الهارى يا حبيبى
أسر بابتسامة باردة : ربنا يخليك يا حبيب قلبى مش عارف من غير دعواتك ديه كنت هاستمتع بأكل العيانين ده إزاى ! ثم شرع فى تناول الطعام
نظر له أدهم و قال بتساؤل : أنت ايه اللى رجعك تانى .. مامشتش ليه ؟

ابتلع أسر الطعام الموضوع بفمه و قال بابتسامة : سؤال مهم و إجابته سهلة .. أكيد مش راجع عشان جمال سواد عيونك فى هنا حتت ممرضة يا أدهم إنما ايه ! .. بت فظيعة ثم أردف و هو يضرب كف بالأخر : مفيهاش حاجة طبيعية كله عيرة ما شاء الله من أول الحواجب لحد ضوافر رجليها
نظر له أدهم بغيظ و قال بجدية : هات الطبق اللى فى ايدك ده
أسر باستغراب : أنت جعت ؟

أدهم بجدية : هاته بس .. أعطاه أسر الطبق فقال أدهم بغيظ : يلا بره مش عايز أشوف خلقتك لحد ما أموت و فى العزا برده ماتجيش .. صحوبية قذرة
نظر له أسر بغيظ و أخذ منه طبق الطعام مجدداً و قال ببرود : يا أخى خضتنى افتكرتك جعت و هتاكل معايا .. مش أسلوب ده يا أدهم ثم أردف بجدية : يلا قولى قولت لــ أسيل ايه عشان نازلة معيطة كده
تنهد أدهم بضيق و قال بجدية : شديت معاها فى الكلام شوية .. ثم أردف و هو يحك يده بشعره بضيق : كتير مش شوية

أسر بجدية : مش بقولك لطخ و مش بتعرف تتعامل مع الكائنات اللطيفة الرهيفة .. فى حد يتعامل مع بسكوتة زى أسيل كده ثم أردف قائلاً : أى نعم أنا أول ما شوفتها كنت عايز أخنقها بس لما أتعرفت عليها طلعت لذيذة و طيبة أوى غير ده كده كله البت زى القمر و تتحب
نظر له أدهم و قال بجدية : أسر مالكش دعوة بأسيل .. بلاش تبقى نزوة من نزوات
أسر بتساؤل : أنت هتجننى معاك أنت بتتنيل تحب تالا و لا أسيل ؟
أدهم بجدية : أسر ملكش دعوة بأسيل و خليك فى الممرضة اللى كلها عيرة ديه
أسر بتساؤل : برده مقولتليش كنت عايزها فى ايه ؟ و ليه خارجة معيطة !
أدهم بجدية : ما أنا قولتلك شديت معاها فى الكلام فعيطت ثم أردف بتساؤل : ماتعرفش تالا راحت فين ؟
أسر بجدية : على ما أعتقد أنها روحت
تنهد أدهم بضيق شديد و شرد يفكر !
وصلت إلى الفيلا و دخلت .. سألت مارى عنها لتخبرها أنها وصلت منذ مدة و دخلت للغرفة التى خصصتها لها تالا فى بادئ الأمر لتبيت فيها .. وصلت إلى باب الغرفة لتجده مغلقا ً.. دقت على الباب لتسمع صوت أسيل و هى تصيح قائلة : مش عايزة أكلم حد و لا أشوف حد
تنهدت تالا بحزن و قالت بجدية : أسيل لو سمحتى افتحى

لم تمر ثوانى كثيرة حتى وجدت أسيل تفتح باب الغرفة ببطئ و حالتها يرثى لها .. جثت أسيل على ركبتها أمامها و وضعت رأسها على قدمها و بدأت بالنحيب !
ربتت تالا على رأسها بحنان و قالت بخضة : فى ايه مالك ؟ أهدى طيب و نتكلم بهدوء
لم تتوقف عن النحيب .. بكت إلى أن تعبت من البكاء فنامت فى مكانها ! ظلت تالا تربت على شعرها بحنان و هى شاردة تفكر ماذا أصاب تلك الفتاة لتصل إلى تلك الدرجة من الإنهيار ! و السؤال الأهم ! ماذا قال لها أدهم ! بالتأكيد هو السبب الأساسى فى حالة أسيل ! مهما تخيلت لن تستطع أبداً معرفة ما قاله لها !
حولت نظرها داخل الغرفة لتجد ثياب أسيل ملقاه على الأرض بشكل عشوائى ! اخرجت هاتفها و اتصلت بمارى لتأتى لها .. أتت مارى لها لتقول تالا بجدية : مارى لمى الهدوم اللى هناك ديه ووضبى الأوضة زى ما كانت
اؤمأت مارى برأسها و ذهبت لتلم ثياب أسيل و لكنها وجدت معظمهم مقطع بشكل عشوائى .. ذهبت بتجاه تالا و مدت يدها لها بالملابس و هى تقول : دول مقطعين أسيبهم و لا ايه ؟
أخدت تالا الثياب و تفحصتها بدهشة ثم قالت بجدية : لميهم دلوقتى .. ربتت على كتف أسيل برفق .. لتفتح أسيل عينها الحمراء من كثرة البكاء و تقول بصوت نائم : نعم
تالا بجدية : قومى يا حبيبتى نامى جوه عشان أنتِ كده هاتتعبى
رفعت أسيل رأسها و قالت بجدية : تالا أنا عايزة أبقى زيك
نظرت لها تالا باستغراب و قالت بتساؤل : تبقى زيي إزاى ؟

أسيل برجاء : عايزة ألبس زيك .. و أصلى زيك علطول و ماسبش فرض أبداً .. عايزة أقرى ورد زي ما كنت بشوفك الأيام اللى فاتت ديه بتعملى .. عايزاكى تعلمينى كل اللى أنتِ عرفاه عن الدين .. ثم أردفت بدموع : أنا عارفة إنك هاتتعبى معايا أوى بس لو سمحتى ساعدينى .. مش أنتِ أول مرة أشوفك خالص قولتيلى إنك عايزة تساعدينى و أنا ساعتها استهزأت بكلامك .. ساعتها كنت غلطانة بس أنا دلوقتى عايزاكى تساعدينى و تاخدى بإيدى للصح
ربتت تالا على شعرها بحنان و قالت بتساؤل : حاضر يا حبيبتى بس ايه اللى حصل و أدهم كان عايزك ليه ؟
أسيل بجدية : مفيش حاجة يا تالا .. معلش مش عايزة أحكى
تنهدت تالا بضيق و قالت بجدية : ماشى يا أسيل براحتك أنا مش هغصبك على حاجة .. أهم حاجة إن موضوع حاتم ده عدى على خير

مرت الأيام و تالا مشغولة مع أسيل تنتقى معها ملابس جديدة فقد قررت أسيل أن ترتدى ثياباً أكثر احتشاماً عن ملابسها القديمة .. حثتها تالا على أن ترتدى الحجاب لكنها أخبرتها أنها لن ترتديه إلا عندما تكون على اقتناع كامل حتى لا تتخلى عنه بعد وقت قصير .. كان أدهم يأتى على بالها كثيراً و تشعر نحوه بالإشتياق و الحنين حتى أنها كانت تريد أن تراه لتروى اشتياقها له لكنها أنبت نفسها و فسرت أنها مجرد شفقة لما حدث له بسببها و أنه وحيد لا يوجد أحد معه من عائلته يهتم به فقد أخبرها أدهم عندما سألته عنهم أنه لم يخبرهم بما حدث و أخبرهم أنه سافر حتى لا يقلقوا !
أما أدهم فسئم من جو المستشفى و كان يريد أن يخرج منها بأى شكل بعدما قطعت تالا زيارتها له فقد أصبحت الغرفة التى يرقد فيها ضيقة , موحشة , حتى الجدران الأربعة التى تشكل الغرفة شعر أنها ستقترب يوم بعد يوم لتطبق عليه كالوحش الكاسر و تخنقه بلا رحمة أو عطف ! حتى هو انتابته وحدة و كآبة سيطرت عليه بشدة .. لا يوجد أحد غير أسر هو الذى كان يرفه عليه وحدته ! شعر بالشفقة تجاه تالا بشدة كيف تتحمل العيش بين جدران فيلا طويلة عريضة بمفردها !
سمع دق الباب ليدخل عليه أسر .. نظر له أدهم بتساؤل و قال بجدية : دفعت حساب المستشفى ؟

أسر بجدية : مدفوع
أدهم باستغراب : يعنى ايه ؟
أسر بغيظ : هو ايه اللى يعنى ايه ! بقولك مدفوع .. جيت أدفعه لقيته مدفوع

أدهم بتساؤل : مين اللى دفعه
أسر بجدية : مجهول .. اللى دفعه دفع بأسمك
تنهد أدهم بغضب جارف و هو يقول بضيق : أكيد هى
أسر بتساؤل : تالا !
أدهم بضيق : هو فى غيرها

سمعت صوت رنين جرس الباب فسرعت فى خطواتها و اتجهت إلى الباب و فتحته لتجد أدهم أمامها نظرت لــ أدهم بابتسامة و قالت بجدية : اتفضل عقبال ما أنده تالا هانم لحضرتك
دخل أدهم و جلس بالصالون ينتظرها .. لا يعلم هل يضحك بوجهها عندما يراها أم يصرخ بوجهها و يعنفها لأنها دفعت فاتورة المشفى !
وجدها تتقدم نحوه فارتسمت ابتسامة تلقائية على وجهه لكنه مسحها سريعاً .. اقتربت منه و قالت بجدية : ألف سلامة عليك خرجت من المستشفى أمتى ؟
كاد أن يرد و لكنه سمع صوت أسيل من الخارج و هى تصيح بفرحة قائلة : تالا جبتلك مارشميلو كتير عشان عارفة انك بتحبيه .. دخلت إلى الصالون لتنصدم بوحود أدهم فاختفت الإبتسامة من على محياها على الفور و ظلت صامتة لبعض الوقت ثم قالت بجدية : ازيك يا أدهم
اؤمأ برأسه قائلاً بابتسامة : الحمد لله أنتِ عاملة ايه ؟
اسيل بضيق : الحمد لله ثم نظرت لتالا و قالت بجدية : أنا هاقعد فى الجنينة بره لما تخلصوا كلام ابقى تعاليلى عشان أفرجك أنا جبت ايه ! ماشى
تالا بجدية : ما تيجى تقعدى معانا طيب
أسيل بجدية : لا أنا عايزة أقعد فى الجنينة شوية ثم خرجت راكضة قبل أن توقفها تالا !
نظرت تالا لـ أدهم و قالت بتساؤل : أنا اللى نفسى أفهمه دلوقتى أنت قولت ايه لـ أسيل !

نظر لها بدهشة الم تخبرها أسيل كل هذا الوقت بما قاله لها ! تنهد تنهيدة طويلة أراد أن يخرج بها كل ما هو مكتوم بصدره ثم قال ليغير مجرى الحديث : أنتِ إزاى تدفعى حساب المستشفى ؟
صمتت تالا لبعض الوقت ثم قالت بجدية : عادى زى ما أنت دفعت حساب الغداء
أحس بدمائه تلتهب و تحرق عروقه فى الداخل .. فقال بغضب مكتوم : أنت لو قاصدة تشتمينى مش هاتقولى كده .. ثم أردف بحنق : أنتِ لو شتمتينى هتبقى أهون من اللى بتقوليه ده

أحست بغضبه فقالت لتهدئ الموقف فهى ليست بمزاج جيد لتتشاجر معه و تتعالى صيحاتها و صيحاته فى الأرجاء فقالت بجدية : أدهم ماتخدش الموضوع بحساسية .. أنا حبيت أشكرك و مالقتش غير الطريقة ديه أشكرك بيها
ألتقط أنفاسه و تمالك أعصابه قائلاً : فى ألف طريقة و طريقة تشكرينى بيها غير ديه .. و أولهم أنك توافقى على طلبى و تدينى رقم باباكى عشان أتفق معاه
تنهدت تالا بضيق و قالت بجدية : أنا قولتلك أنا مش بفكر فى الجواز .. مش هاتجوز أنا .. هو بالعافية
لفحت قلبه هبّة من اليأس عندما سمع كلماتها و لكنه أقترب منها و نزل لمستواها قائلاً بابتسامة تحدى : أنا من النوع اللى لما بحب ببقى لزقة امريكانى للى بحبه و ببقى قدره .. شوفتى حد يقدر يهرب من قدره !
هزت رأسها بالسلب بدون أن تشعر و هى مغيبة بشكل كامل فأكمل قائلاً بابتسامة : يبقى أنسى بقى أنك تهربى منى
قام و وضع حفنة من المال على المنضدة ثم قال بجدية : ماتعملهاش تانى عشان أنا راجل مش سوسن ثم اردف بجدية : يلا لا إله الا الله
غادر هو ليترك قلبها يضطرب بالداخل و هو يعزف تلك السمفونية التى أصبحت معتادة على سماعها مؤخراً !

خرج بخطوات واثقة ليجد أسيل جالسة على أحد كراسى الحديقة تعبث بهاتفها .. اقترب منها و قال بجدية : أنا أسف
رفعت عينها الحمراء من البكاء فقد كانت تبكى لكنها مسحت دموعها عندما أحست بباب الفيلا يفتح و رأت أدهم يخرج منه فتظاهرت بالعبث فى هاتفها .. قالت بصوت متحشرج : أسف على أيه ؟
أدهم بجدية : على اللى قولتهولك قبل كده .. كنت قاسى أوى فى كلامى .. أنا أسف

لم تستطع أن تكبح دموعها على النزول فبكت بشدة .. جلس بجانبها و قال بجدية : طب أعملك ايه تانى عشان ماتعيطيش و تسامحينى
مسحت دموعها بباطن يدها بعفوية و قالت بصوت متحشرج و هى تنظر للإتجاه الأخر : خلاص ماحصلش حاجة
ابتسم لها و قال بجدية : عشان أصدق أن قلبك صافى من ناحيتى عايزك تقبلينى أخ كبير ليكى زى ما قبلتى تالا أخت و أم ليكى .. ها أيه رأيك ؟

ظلت تنظر له لبعض الوقت بتفكير ثم ابتسمت قائلة : موافقة
ابتسم أدهم لها و قال بجدية : أى حاجة محتجاها قوليلى عليها و ماتتردديش لحظة .. اتفقنا
أبتسمت أسيل و قالت بجدية : اتفقنا
أدهم بتساؤل : أنتِ هاتفضلى قاعدة مع تالا لحد أمتى ؟
كادت أسيل أن تبكى وقالت بتساؤل : لسة عايزنى أبعد عنها !
ابتسم أدهم و قال بجدية : ماتبقيش هبلة بقى أنا بسألك سؤال عشان مش عايزك تسيبيها لوحدها
تنفسدت أسيل الصعداء و قالت بجدية : مامى و بابى سافروا احتمال كبير أفضل قاعدة معاها لحد أجازة نص السنة
ابتسم أدهم لها و قال بجدية : طب تمام أوى .. ثم أردف بجدية : هامشى أنا بقى لا إله الا الله
أسيل بابتسامة : محمد رسول الله

كانت تالا تتابعهم من احدى شرفات الفيلا و هى تشعر بالضيق و الفضول .. لماذا أسيل تبكى ثم لماذا تحول بكائها إلى ابتسامة ! حاولت تناسى الأمر و الخروج لأسيل كأنما لم يحدث شئ بعدما ذهب أدهم !
" أنت جيت " كانتا هاتين الكلمتين منبعثتين من فم توتة تجاه أدهم عندما رأته .. ذهبت له مسرعة و تشبثت بملابسه قائلة بحزن : أنا زعلانة منك جداً .. ماتسافرش تانى ابداً
حملها و قبلها من وجنتها قائلاً : وحشتينى يا توتة ثم أردف بتساؤل : نينة و مامى فين ؟
توتة بجدية : نينة و مامى راحوا عند الدكتور عشان مامى تشوف النونو اللى فى بطنها ثم أردفت بضيق : أنت ضحكت عليا و قولتلى أنها هتحب النونو الجديد زينا لكن هى بتحبه أكتر عشان خدته معاها عند الدكتور و أنا لما جيت أقولها خدينى قالتلى لا خليكى قاعدة مع مراد
ضحك أدهم عليها و قال بتساؤل : تفتكرى هى ممكن تسيبه و تخرج إزاى و هو لسة فى بطنها .. لما يخرج هتبقى تقعده معاكى و تسيبكوا أنتو الأتنين و تخرج هى
نظرت له بتفكير ثم قالت بجدية : أنت صح .. و كمان مش كدبت عليا
أبتسم أدهم و قال بجدية : أنا هدخل أنام بقى عشان تعبان أوى .. خليكى شاطرة و ماتعمليش دوشة .. أوك
توتة بابتسامة : أوك
دخل أدهم إلى غرفته بخطوات متعبة و أغلق الباب وراءه و خلع قميصه و ألقاه بعدم اهتمام على الكرسى الموجود بالغرفة و ألقى جسده على السرير بإهمال ليذهب بعدها فى نوم عميق خلال ثوانى معدودة !

انتفض على صوت أمه و هى تقول بخضة : أدهم ؟
نظر لها بخضة و قال بانفعال : ايه فيه ايه ؟ حد حصله حاجة ؟ سارة كويسة ! توتة كويسة ! مراد حصله حاجة ! أنتِ تعبانة ! ثم أردف بتساؤل و هو ينظر إلى باب الغرفة الذى ظن أنه أغلقه جيداً : أنتِ دخلتى هنا إزاى ؟
نظرت لأثار الجرح الموجود على بطنه و قالت بجدية : فوقلى كده و قولى ايه ده ؟

نظر لها أدهم بارتباك و قال و هو يصطنع عدم الفهم : ايه ؟
منال بجدية : أدهم ماتستهبلش
أدهم بارتباك : دى من التمارين اللى بعملها
منال بجدية : لا يا أدهم دى مش تمارين ثم أردفت بتساؤل : أنت ماكنتش مسافر مش كده .. أنت كنت فى المستشفى
أدهم بجدية : صدقينى أنا كويس
ضمته منال إلى صدرها و هى تقول بجدية : أنا كان قلبى حاسس .. كان قلبى حاسس إنك مش كويس ثم أردفت بتساؤل : كبرت و بقيت تكدب و على مين عليا ؟

ابتعد أدهم عنها و قال بجدية : صدقينى يا ماما أنا بقيت كويس و ماحبتش أقلقك
منال بانفعال : ما أنا كنت قلقانة برده .. أنت فاكر إنى ماكنتش قلقانة و أنا بسمع صوتك فى التليفون و حاسة أنه مش كويس و أن فيك حاجة و سفرك المفاجئ اللى ماكنتش مقتنعة بيه لحد انهارده بس كنت بحاول أصبر نفسى و أطمنها عليك و خلاص

تنهد أدهم بضيق و قال بجدية : خلاص يا ماما .. أنا بقيت كويس الحمد لله ملهوش لازمة كل اللى أنتِ عملاه ده
منال بتساؤل : ايه اللى حصل طيب ؟
أدهم بجدية : اتخانقت
منال بانفعال : من امتى ؟ من امتى و أبنى بيتخانق

تنهد أدهم بضيق و قبل جبينها ثم انحنى ليقبل يدها و قال بجدية : ماما أنا كويس دلوقتى فقفلى على الموضوع ده ثم فتح دولابه و أخذ ثياباً أخرى ليرتديها و دخل إلى الحمام المرفق بالغرفة و تركها !
تنهدت منال بضيق شديد و قالت بدعاء : ربنا يهديك يا أبنى و ترجع أبنى اللى أعرفه .. كانت حياتك عملية و كلها شغل أه بس أهى أحسن من الحياة الملخبطة ديه اللى أنا مش فاهملها حاجة !
مرت الأيام بسرعة غريبة حتى أنهم لم يشعروا بها .. دخلت الدراسة و كانت تالا ملتزمة بالذهاب إلى الجامعة كعادتها مما جعل أسيل تلتزم هى الأخرى .. كانت تضع الكتب حولها و تتصفحها بتركيز .. أمسكت قلمها و بدأت بالكتابة .. لتترك الكتابة بعد وقت ليس بقليل و تخرج تلك السلسلة الموجودة برقبتها .. تذكرت عندما طلب منها أن تبقى السلسة معها .. فى بداية الأمر وضعتها بيدها و إرتدتها كإنسيال مجدداً لكنها خافت أن تقع منها و هى أمانة معها فأرتدتها برقبتها و لم تخلعها منذ ذلك الحين .. كانت فى كل مرة تقابله فيها تنسى أن ترجعها له و الغريب أنه لم يطلبها منها أبداً .. أتت مارى و قالت بجدية : أستاذ أدهم عايز حضرتك ..و مستنيكى حضرتك فى الجنينة
فرح قلبها بشدة عندما علمت أنه بالخارج .. طلبت من مارى طرحتها و أرتدتها سريعاً لتخرج له .. خرجت له و هى تحاول أن تجمع شتات أفكارها .. عندما رأها ألقى عليها السلام و قال بجدية : أنا جبتلك الكتب و المراجع ديه ممكن ينفعوكى فى مذاكرتك
ابتسمت له و قالت بجدية : شكراً يا أدهم
ظل صامتاً لبعض الوقت ثم أردف بتساؤل : و أخرتها ايه ؟
نظرت له تالا باستغراب و قالت بجدية : فى ايه ؟

أدهم بجدية : فينا .. أنا عايز أخد خطوة فى علاقتنا ديه يا تالا .. عايز أقابل باباكى و على الأقل نعمل خطوبة فى الوقت الحالى
أرادت تالا أن تغير مجرى الحديث فقالت بجدية : أستنى هديك السلسلة بتاعتك كل مرة بنسى أديهالك ثم شرعت فى خلعها .. أرادت أن تخلعها لتعطيها له لكنها لم تخرج معها .. يبدو أن السلسة قد شبكت فى ثيابها .. أرادت أن تسحبها بقوة أكثر لكنه قام و اقترب منها و هو يقول بجدية : بالراحة أستنى أنتِ كده هاتقطعيها ثم أردف بضيق : أنا مش عارف أنتِ قلعتيها ليه ؟ أنا قولتلك أقلعيها أو قولتلك إنى عايزها
تالا بضيق : سيبك من الكلام ده .. السلسة شبكت فى حاجة جوه و مش عارفة أخرجها .. اقترب منها أكثر و أكثر و هو يحاول أن يعرف بماذا تتشبث تلك السلسة اللعينة ليسمع صوت ليس غريبا ًعليه على الإطلاق يقول : الله الله .. أنا مسافر و أنتوا هنا بتقرطسونى
وجهوا نظرهم فى نفس اللحظة لمصدر الصوت ليجدوا أحمد واقفا ًو هو يرشقهم بنظراته الغاضبة !



يتبع ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 09:50 PM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



✾الفصل السابع و العشرون✾


تالا بضيق : سيبك من الكلام ده .. السلسة شبكت فى حاجة جوه و مش عارفة أخرجها .. اقترب منها أكثر و أكثر و هو يحاول أن يعرف بماذا تتشبث تلك السلسة اللعينة ليسمع صوت ليس غريبا ًعليه على الإطلاق يقول : الله الله .. أنا مسافر و أنتوا هنا بتقرطسونى
وجهوا نظرهم فى نفس اللحظة لمصدر الصوت ليجدوا أحمد واقفا ًو هو يرشقهم بنظراته الغاضبة !
أعادت تالا نظرها لـ أدهم لتجده على بعد سنتيمترات قليلة منها دون أن تلاحظ يبدو أنها كانت مشغولة مع تلك السلسلة .. وجدت نفسها تدفعه من كتفه بباطن يدها لتبعده عنها بمسافة كافية ثم نظرت لوالدها و قالت بعيون تترجاه أن يصدقها كبرئ يحاول تبرئة نفسه أمام عدالة المحكمة : بابا أنت فاهم غلط .. و الله فاهم غلط .. ثم اشارت إلى أدهم و هى تقول بتوتر : هو كان جاى يدينى كتب و مراجع عشان يساعدونى على المذاكرة و أنا جيت أديله السلسلة بتاعته بس
قاطعها أحمد بحدة : أنتِ هاتغلطينى فى حاجة أنا شايفها بعينى ! بقى أنا مديكى الثقة و عشان أنا مش شايفك تخونى ثقتى فيكى !
تنهد أدهم بغضب دفين من كلمات أحمد التى تتهمها بالزيف .. يبدو أنه ينفذ تلك التمثيلية الغبية التى أخبره عنها منذ عدة أيام .. ألم يعترض عليها أدهم و أخبره أنه سيحاول أن يجعلها توافق بدون تدخل تلك التمثيلية الغبية .. كيف له أن يتهمها بشئ باطل و هو يعلم جيداً أنه لم يحدث .. أكل هذا ليضغط عليها للزواج ..لم يجد حل أخر غير أن يجارى أحمد فيما يفعله فليس أمامه خياراً أخر فتدخل قائلاً : حضرتك فاهم غلط .. أنا
قاطعه أحمد و هو يقول بحدة : أنت .. أنت ايه بقى يا أستاذ يا محترم ؟
كادت تالا أن ترد علي والدها بدلاً منه لكن أدهم سبقها قائلاً : أنا طالب القرب من حضرتك صدقنى أنا كنت لسة بقولها هاتى رقم باباكى عشان أكلمه ثم أردف بجدية قائلاً : حضرتك فهمت غلط .. أدينى فرصة أفهمك و أعرفك عليا
نظر لها بضيق و قال بتساؤل مصطنع : الكلام اللى بيقوله ده صح ؟
اومأت تالا برأسها بإيجاب و قالت برجاء : بابا ماتفهمش الموضوع غلط ثم أردفت و هى تقول بدموع : والله أنت فاهم غلط .. الموضوع مش زى ما أنت فاكر
تنهد بضيق و قال بصرامة : أدخلى جوه دلوقتى طيب
تالا بدموع : و الله يا بابا أنت فاهم غلـ..
قاطعها أحمد بصرامة : أدخلى جوه دلوقتى
اؤمأت تالا برأسها باستسلام و حركت عجلات كرسيها و ذهبت إلى الداخل و هى تبكى و تدعو الله أن يصدقها والدها فهى مظلومة !
بعدما تأكد أحمد أنها غادرت للداخل .. أمسك أدهم من ذراعه و مشى به بعض خطوات ليصبحا خارج الفيلا ثم قال بضيق و هو يضغط على أسنانه بغضب : ايه اللى أنت كنت بتهببه ده ! بقى ديه الأمانة اللى أمنتهالك !
صعقته صدمة عندما سمع كلمات أحمد فنظر له بعدم فهم و قال بغضب مكتوم : أنت مش واثق فيا ! يعنى اللى كنت بتعمله ده بجد مش تمثيلية زى ما أنا كنت فاكر
تنهد أحمد بضيق و قال بجدية : أنا مابثقش فى حد و أنت عارف كده يا أدهم
أدهم بغضب مكتوم : كنت فاكر أنى عندك غير أى حد ثم أردف بدهشة : و مدام مابتثقش فيا إزاى كنت عايز تجوزنى بنتك و كنت مأتمنى عليها و عمال تقولى أدهم انت الوحيد اللى ممكن أثق فيه و أديله بنتى .. انت الوحيد اللى ممكن تخرجها من الحزن اللى هى دافنة نفسها فيه .. و لما قولتلك إنى بحبها حسيتك اتضايقت .. ايه التناقض اللى أنت فيه ده .. صدقنى أنا مابقتش فاهمك .. يعنى أنت واثق فيا و مأتمنى و بتعتبرنى أبنك زى ما أنا معتبرك أبويا ولا لا ؟
تنهد أحمد بضيق و قال بجدية : أدهم عايزنى أدخل ألاقيك قريب من بنتى كده و أسكت
أدهم بجدية : المفروض أنك تكون واثق فيا و تبقى عارف إنى عمرى ما هخون ثقتك ولا الأمانة اللى أنت أمنتنى عليها .. تبقى عارف إن ده مجرد سوء تفاهم حصل ثم بدأ بسرد ما حدث بالتفصيل و أردف بضيق قائلاً : أنا كنت فاكرك الأول بتمثل ماتخيلتش أبداً أن ثقتك تكون معدومة فيا كده
تنهد احمد بنافذ صبر و قال بجدية : أنا فعلاً فى الأول كنت هامثل عشان أدخل فى الموضوع و أقدر أثر عليها لكن لما شوفتك كده اتضايقت يا أدهم ثم أردف بجدية : خلاص يا أدهم على العموم حصل خير نبقى نكمل كلامنا بعدين أنا هاروح أقعد معاها شوية
دفن غضبه فى أعماق نفسه و حاول أن يرتد إلى حالة الهدوء و السكون فقال بضيق : ماشى .. أراد ان يذهب لكن أوقفته يد أحمد فنظر له بتساؤل ليقول أحمد بجدية : أدهم أنا بثق فيك على فكرة بس أعذرنى اللى حصلى قبل كده يخلينى أحرص برده
تنهد أدهم بضيق ثم قال بجدية : خلاص حصل خير ثم أردف بجدية : يلا ادخل لتالا عشان زمانها بتعيط
أستقل أدهم سيارته الفارهة و غادر ليدخل أحمد و يدق الباب لتفتح له مارى
مارى باستغراب : أفندم حضرتك مين ؟
عرف أحمد نفسه إليها لتقول مارى بأسف : أنا أسفة أوى اتفضل
دخل أحمد إلى الصالون بعدما أرشدته مارى على مكان ابنته .. أقترب منها ليجدها تبكى بأنين !
لم يتحمل أحمد دموع ابنته أكثر من هذا .. اقترب منها و جثى أمامها على ركبتيه و ضمها إليه باشتياق و هو يقول بجدية : خلاص يا حبيبتى أنا مصدقك أدهم فهمنى سوء التفاهم اللى حصل و واضح انه شاب كويس و محترم ثم أردف قائلاً باشتياق : تعرفى إنك كنتى وحشانى أوى
بكت بنحيب و هى تقول بعتاب من بين بكائها : طب ليه ماكنتش بتسأل عليا ؟ لو كنت وحشتك بجد كنت سيبت أى حاجة شاغلاك عنى و جيت تشوفنى .. لكن أنت من أول خناقة بينا سافرت و سيبتنى حتى من غير ما تسأل عليا و تعرف أنا عايشة ولا ميتة ولا حالتى عاملة إزاى و أنا وحيدة ماليش حد !
ضمها إليه بحنان و هو يقول بجدية : كنت بطمئن عليكى و الله يا حبيبتى .. كنت بكلم دادة عائشة و لما توفت بقيت أسال عم محمود و أعرف أخبارك منه
تالا بدموع : مش كفاية .. مش كفاية خالص ثم أبعدته عنها برفق و حركت عجلات كرسيها لتذهب إلى غرفتها و دموعها تنزل بحرقة .. كانت مشتاقة له بشدة و تريد أن تبقى بكنفه لكنه خذلها .. خذلها بشدة و تركها وحيدة بسبب شجار غبى نتج لحظة عند و غضب منها !
وقف أحمد أمامها ليمنعها من الذهاب و قال بعتاب : للدرجادى أنا كنت وحش و ماوحشتكيش
نظرت له بعتاب و قالت بصوت متحشرج من البكاء : ليه سيبتنى كل الفترة ديه لوحدى .. أنا عارفة إنى ضايقتك أخر مرة و اتعصبت بس ماكنتش متخيلة إنك تعاقبنى كده .. أنت عاقبتنى جامد بسفرك و عدم سؤالك المباشر عنى .. أنا كنت حاسة إنى لوحدى ماليش ضهر أتاحما فيه
كلماتها أكدت له أنه لم يكن أبداً الأب الذى تتمناه أى فتاة و تفخر بيه .. ضمها إليه و هو يقول بدموع : أنا أسف و أدينى رجعتلك أهو يا حبيبتى و هابقى ضهرك و كل حاجة ليكى
سندت رأسها على كتفه و تشبثت بثيابه كطلفة صغيرة و هى تقول بتساؤل : مش هاتسبنى تانى أبداً , صح !
ربت أحمد على ظهرها بحنان و قال بجدية : صح يا حبيبتى مش هاسيبك تانى أبداً
ابتعدت عنه تالا و قالت برجاء : اوعدنى طيب .. اوعدنى إنك مش هاتتخلى عنى تانى و تسافر و تسيبنى
نزلت دموع أحمد و قال بجدية : أوعدك يا حبيبتى
مسحت دموعه بأناملها و هى تقول برجاء : بابا ماتعيطش والله مسمحاك بس أنت
متسافرش تانى .. ماتبعدش عنى تانى أنا محتجاك جمبى
ابتسم أحمد لها و قال بجدية : مش هابعد عنك تانى يا حبيبتى .. أوعدك
كان يتكأ على سيارته و حوله أصدقائه يمرحون لكنه كان شارد الذهن يفكر فيها .. لقد تغيرت كثيراً .. لم تعد أسيل التى يعرفها .. ثيابها تغيرت تماماً .. أصبحت ملتزمة ولا تفوتها أى محاضرة عكس عادتها .. حتى أنها لم تعد تختلط بالشباب .. توقفت عن وضع مكياجها الصارخ و اكتفت بوضع لمسات رقيقة فظهرت ملامح أخرى لطفلة بريئة .. حتى شعرها لم يعد غجرياً كما كان فى السابق .. يعجبه تغيرها هذا بشدة .. وكزه صديقه و هو يقول بخبث و هو يغمز له : ايه يا برنس اللى واخد عقلك !
تنهد حاتم تنهيدة طويلة و قال بضيق : مفيش ما أنا عادى أهو

صديقه بسخرية : مهو واضح يا حبيبى واضح
رأها من بعيد و هى تحمل كتبها و فى طريقها إلى سيارتها .. ترك أصدقائه دون سابق إنذار و ركض تجاهها بسرعة حتى وصل إليها .. نظرت له باستغراب و عادت للوراء بتوتر و هى تقول بترقب : عايز ايه يا حاتم ! سيبنى فى حالى بقى
ظل صامتا ًلبعض الوقت يتأملها ثم قال بارتباك : عاملة ايه يا أسيل ؟
نظرت له بتوتر و قالت بملل : كويسة .. فى حاجة !
حاتم بجدية : حبيت أقولك إنك بقيتى أحلى بالإستايل ده
أسيل بملل مبطن بالإرتباك : شكراً فى حاجة تانى !
حاتم بحرج : أنا أسف
أسيل بملل : عن إذنك أنا لازم أمشى .. أرادت أن تمشى لكنه أمسكها من ذراعها ليوقفها
و هو يقول برجاء : أسيل استنى
نظرت له بضيق و أبعدت يده التى تمسكها من ذراعها بيدها الأخرى و قالت بتساؤل : أفندم ايه تانى !
ظل صامتا ًلبعض الوقت يحاول أن يكون جملة مفيدة .. وجد نفسه يقول بتلقائية : أسيل تتجوزينى !
نظرت له بضيق و قالت بانفعال : تانى يا حاتم .. تانى
حاتم بجدية : ماتفهمنيش غلط أنا عايز أجى أطلبك من باباكى
تنهدت أسيل بضيق و قالت بجدية : أسفة يا حاتم بس طلبك مرفوض
تنهد حاتم بيأس و قال برجاء : أنا عارف إنك زعلانة منى بس ليه مانبدأش صفحة جديدة !
أسيل بتلقائية : حاتم أنا مش هاكدب عليك .. أنا مش بحبك ولا عمرى حبيبتك .. أنا
كنت معحبة بشكلك بس زى ما أنت معجب بشكلى بالظبط .. أنت عمرك ماحبتنى صدقنى
حاتم برجاء : بس يا أسيل أدينى فرصـ..
قاطعته أسيل بجدية : أنا أسفة ثم أرادت أن تذهب لكنه أوقفها قائلاً بحزن : بتحبيه !
أسيل باستغراب : هو مين ؟
حاتم بحزن : أدهم !
ظلت صامتة لبعض الوقت ثم قالت بجدية : مش لازم تعرف .. مفيش حاجة هتتغير صدقنى
استولى عليه يأس مميت فقال بحزن : أسف إنى عطلتك ثم أردف بجدية : خلى بالك من
صافى يا أسيل .. صافى مش بتحبك ولا بتحب أى حد و الحقد ماليها .. هى السبب الأساسى فى كل اللى عملته فيكى و كل حاجة عملتها كانت من تفكيرها
جن جنونها عندما سمعت كلماته لكنها حاولت أن تتماسك و تتمالك نفسها فقالت بضيق : مش غريب عليها و مش غلطها .. الغلط على اللى مشى وراها و كان زى اليويو فى ايديها و سابها تملاه بسمها و تقوله شمال شمال يمين يمين .. تركته و أستقلت سيارتها و ذهبت حتى اختفت من أمامه !
كانت جالسة أمام التلفاز شاردة الذهن تضع يدها على خدها الأيمن بعدما أستعمر الحزن و الحسرة كيانها .. إلى متى سترضخ لأوامر مروان الظالمة التى تجردها من أقل حقوقها .. لا جامعة .. لا خروج لأى مكان بدونه .. لا وقوف بالشرفة .. لا تكلم مع أى أحد من الجيران .. لا يحق لها أن تشترى طلبات المنزل بمفردها .. لا يحق لها أى شئ .. أكثر كلمة أصبحت تتردد فى عقلها هى " لا " .. على كل شئ لا لا لا يبدو أنه لا يعرف غيرها للرد على طلباتها البسيطة .. حتى أمه و أمها منعها من زيارتهما بمفردها .. إنها تجزم أن السجناء و قتالين القتلة يعاملون بلطف و رقة أكثر مما يعاملها هو .. تحسست برفق تلك الكدمة الزرقاء التى احتلت جانب وجهها الأيسر .. مازلت توجعها بشدة .. نتجت تلك الكدمة عندما كانت تتشاجر معه للمرة المليون لتذهب لجامعتها .. صفعها صفعة مدوية جعلت فمها يشلب دماً على الفور حتى أنها وقعت على الأرض من شدة الصفعة .. بعدما صفعها نظر لها شذراً و صرخ فى وجهها قائلاً " أنتِ آلة لتنفيذ أوامرى و بس " !
قطع تفكيرها صوت الباب و هو يفتح .. قامت بخطوات متثاقلة و اقتربت من الباب لتجد مروان يدخل و هو يحمل حقيبة العمل بيد و أكياس فاكهة فى اليد الأخرى .. أخذتهم منه بصمت و قالت بجدية : غير هدومك عقبال ما أحضر الغداء
اقترب منها و طبع قلبه على وجنتها و قال بجدية : ماشى يا حبيبتى
لم تعلق على ما فعله أو قاله .. ليذهب هو إلى الغرفة ليبدل ثيابه أما هى فوضعت حقيبة عمله على أحد كراسى الصالون و من ثم دخلت إلى المطبخ .. وضعت أكياس الفاكهة بالثلاجة و بدأت بتحضير سفرة الغداء .. أثناء غرفها للطعام شعرت بدوخة بسيطة لا تعلم سببها .. جلست على أحد كراسى المطبخ لتستريح قليلاً ثم قامت مجدداً لتكمل الطعام حتى لا يتشاجر معها مروان !
لم يمر وقت طويل إلا و كانا جالسين على السفرة يتناولان الطعام .. كانت تقلب الطعام أمامها دون أن تأكل منه أى شئ .. لاحظها هو فقال بتساؤل : لميس مابتكليش ليه !
رفعت عينها بتجاهه و قالت بجدية : ماليش نفس أكل
تجهم وجهه مروان و قال بضيق : هاتسبينى أكل لوحدى
تنهدت بضيق و قالت بنافذ صبر : حاضر يا مروان هاكل .. كل أنت كمان يلا .. شرعت فى تناول الطعام غصباً عنها حتى لا تغضبه .. أحست أنها ستتقيأ فوضعت يدها على فمها و قامت مسرعة بتجاه الحمام .. قام مروان وراءها ليجدها تتقيأ و تفرغ كل ما فى معدتها .. بعدما انتهت اغتسلت جيداً لتسمعه يقول بقلق : أنتِ كويسة أطلبك دكتور ؟
هزت رأسها نفياً قائلة بجدية : مفيش داعى يا مروان .. أكيد خدت برد من التكييف
مروان بقلق : متأكدة يا لميس ! دى مش أول مرة تحصل أنتِ بقالك فترة مش طبيعية
اؤمأت برأسها قائلة : صدقنى يا مروان أنا كويسة .. أنا هادخل أنام شوية و هاصحى هابقى كويسة
اؤما مروان برأسه و قال بجدية : ماشى يا حبيبتى
دخلت كعادتها بصوتها العالى و صخبها و هى تقول : تالا أنا جيت .. أنتِ فين ؟
أجابتها مارى التى فتحت لها الباب قائلة بجدية : تالا هانم قاعدة فى الصالون مع مستر أحمد
نظرت لها أسيل بدهشة و قالت بتساؤل : مستر أحمد مين ! ثم أردفت قائلة بابتسامة واسعة : مستر أحمد ده حلو !
مارى بجدية : مستر أحمد يبقى والد تالا هانم
حكت أسيل يدها برأسها بحرج قائلة : احم احم مش تقولى من الأول ثم أردفت بتساؤل : هو رجع من السفر ؟
اؤمات مارى برأسها فقالت اسيل : طب تمام حضرى الغدا بقى عشان هاموت من الجوع
اؤمات مارى برأسها و غادرت لتدخل أسيل الصالون على حرج .. نظرت لها تالا و قالت بابتسامة : تعالى يا أسيل .. ثم قالت معرفة أسيل لوالدها : أسيل يا بابا قاعدة معايا عشان باباها و مامتها مسافرين
مدت أسيل يدها لتصافح أحمد ثم قالت بابتسامة : إزاى حضرتك يا أونكل حمد لله على السلامة
أبتسم أحمد لها و قال بابتسامة : الله يسلمك يا بنتى ثم نظر لتالا و قال بجدية : أنا هاروح أنام و أريح شوية يا تالا عشان تعبت من السفر
تالا بابتسامة : ماشى يا بابا .. أكيد مارى وضبتلك أوضتك
ابتسم أحمد و قال بتساؤل : هى مارى بس اللى شغالة هنا ؟
تالا بجدية : حالياً أه بس كان فيه ممرضة أسمها زينب بس مشيت من فترة لأسباب شخصية
اؤمأ أحمد رأسه بتفهم ثم غادر غرفة الصالون لتجلس أسيل على أحد كراسى الصالون بتعب و هى تقول بتساؤل : هو أونكل جيه أمتى ؟
تالا بجدية : جيه أنهارده

أسيل بتساؤل : هايسافر تانى ولا هايستقر هنا !
تالا بحيرة : مش عارفة يا أسيل والله بس هو قالى أنه مش هايسبنى تانى .. صمتت قليلاً و أردفت قائلة بقلق : خايفة يكون جاى يخدنى معاه و يقولى اعملى العملية زى المرة اللى فاتت و ساعتها هانتخانق مع بعض تانى
أسيل باستغراب : أنت ماحكتليش إنك أتخانقتى معاه قبل ما يسافر .. ثم أردفت بتساؤل : مش أنتِ قولتيلى أنه مسافر فى شغل !
تالا بجدية : ما هو فعلاً كان مسافر عشان شغله بره بس هو كان عايزنى أسافر أعيش معاه فى المانيا و أعمل العملية
أسيل بتساؤل : هو أنتِ ممكن تعملى عملية و ترجعى تمشى تانى
اؤمأت تالا برأسها فصاحت بها أسيل : أمال مش بتعمليها ليه ؟ هتشلينى و هاقعد جمبك قريب
تالا بضيق : أسيل مش بحب أتكلم فى الموضوع ده .. مش عايزة أعملها أنا حرة
نظرت لها أسيل بضيق و قالت بانفعال : لا مش حرة .. تالا أنتِ Stupid صح ؟ عندك فرصة أنك تمشى تانى و بترفضيها .. أنتِ مجنونة بجد !
تالا بضيق : ماشى شكراً
أسيل بتساؤل : أنتِ عاجبك حالتك ديه ؟ قوليلى عاجبك حالتك و أنتِ مش عارفة تمشى ولا تعملى أى حاجة لوحدك !
قدحت تالا عيونها غضباً و قالت بانفعال : أيوة عاجبنى محدش ليه دعوة
أسيل بتساؤل : طب أنتِ ليه رافضة تعملى العملية ! أنتِ مجنونة والله
تجمعت الدموع فى مقلتيها و قالت بصوت متحشرج من البكاء : أنا غلطت كتير فى حياتى و ده عقاب من ربنا و لازم أرضى بيه و أعيش بيه طول عمرى
استشاطت أسيل غضباً و قالت بنفعال : أنتِ طول الأيام اللى فاتت ديه بتقوليلى أن ربنا غفور رحيم و عمالة تقولى أحاديث و آيات .. لحد ما أيقنت إنى مدام تبت على اللى كنت باعمله و رجعت لربنا عشان عايزة أتوب يبقى ربنا هايغفرلى .. أنتِ بتقوليلى الكلام و مش بتعملى بيه ؟ ثم أردفت بجدية : أكيد ربنا سامحك مدام أنتِ تبتى عن الغلط و رجعتيله عشان كده اداكى فرصة جديدة إنك تمشى !
ظلت تالا صامتة تفكر فى كلامها لتكمل أسيل قائلة بضيق : أعملى اللى أنتِ عايزاه يا تالا .. أنا عارفة إن دماغك حجر و هاتعملى اللى أنتِ عايزاه فى الأخر من غير ما تسمعى لحد بس اللى أعرفه أنك مجنونة عشان قدامك إنك تتعالجى و أنتِ رافضة العلاج و عاجبك حالتك ديه ثم أردفت بجدية : لو مش هاتعمليها عشانك أعمليها عشان الناس اللى بتحبك
ظلت تالا تنظر لها لبعض الوقت بتفكير ثم قالت بدهشة : ايه الحكمة اللى نزلت عليكى فجأة ديه يا أسيل
قامت أسيل و جثت أمامها على ركبتيها قائلة بحيرة : مش عارفة بس أنا بقولك الكلام ده من قلبى .. ثم أردفت بصدق : أنا هافرح أوى لو أنتِ رجعتى تمشى تانى و أكيد برده اونكل أحمد هايفرح .. ظلت صامتة لبعض الوقت و قالت و هى تغمز لها : و واحد كده زى القمر أعرفه هايفرح و هايفرح أوى كمان
نظرت لها تالا بارتباك و قالت بتوتر : و هو هايفرح ليه يعنى !
أسيل بخبث : هو مين ده ؟
تالا بضيق : أدهم .. مش أنتِ لسه قايلة أدهم هايفرح
أسيل و هى تصطنع البراءة : أنا قولت واحد زى القمر هايفرح .. هو أى حد زى القمر يبقى أدهم
تالا بارتباك : أصله هو الوحيد اللى أعرفه .. ثم أردفت لتغير مجرى الحديث : عملتى ايه النهارده فى الجامعة !
قامت أسيل وجلست على الصالون مجدداً و قالت بضيق : ماتفكرنيش
تالا بتساؤل : ليه ايه اللى حصل ؟
أسيل بملل : سى حاتم جاى يقولى أنا أسف .. و قال أيه عايز يتجوزنى
تالا بتساؤل : و أنتِ قولتى ايه ؟
قامت أسيل و قالت بجدية : تعالى نشوف مارى ماتت فى المطبخ ولا ايه ؟ عشان هاموت من الجوع .. أكل بعد كده أبقى أحكيلك بالتفصيل الممل
تالا بجدية : طب ماشى
ذهبت أسيل و وراءها تالا إلى المطبخ لتجدا مارى تغرف الغداء فقالت أسيل لمارى : مارى بقالك ساعتين انجزى هاموت من الجوع صدقينى
مارى بجدية : حاضر يا أسيل هانم عشر دقايق بالظبط
أسيل بجدية : أنا عشر دقايق بالظبط و هافترسك يا مارى .. صدقينى هاموت من الجوع
تالا بدهشة : أنا نفسى أعرف أنتِ إزاى مش بتتخنى و أنتِ 24 ساعة بتكلى سواء بقى أكل أو حلويات أو شكولاتات
أسيل بنصف عين : أحسدينى بقى .. دى نعمة من عند ربنا أكل و مازيدش ولا أتخن
تالا بنافذ صبر : أسيل أنتِ هاتجنينى قريب !
نظرت لها أسيل بعدم اهتمام ثم قالت بتساؤل : تالا أنتِ مش نفسك تمشى زينا كده و تروحى الملاهى و ترقصى و تجرى
تجهم وجه تالا و قالت بضيق : أسيل أقفلى الموضوع ده بقى
أسيل بملل : تالا أنتِ بجد مجنونة قدامك فرصة إنك تتعالجى و تعملى كل اللى نفسك فيه و أنتِ رافضة
تالا بنافذ صبر : أسيل اقعدى كلى عشان تحكيلى عملتى ايه مع حاتم
أسيل بجدية : هاقولك يا بيبى عقبال ما مارى تنجز و تحضر الأكل عشان أسلى نفسى بدل ما أفترسكوا .. بدأت أسيل تحكى لها كل شئ إلى أن انتهت .. لتقول تالا بجدية : شاطرة صديه كده علطول هو و أى واحد .. و صافى ديه مالكيش دعوة بيها و أبعدى عنها
اؤمأت أسيل برأسها و قالت بجدية : حاضر ثم أردفت بجدية : تالا أنا كده مش هاينفع أقعد معاكى و لازم أروح
تالا باستغراب : تروحى ليه ؟ هما باباكى و مامتك رجعوا ؟
أسيل بحرج : لا مارجعوش بس مش هاينفع أقعد عشان أونكل أحمد رجع من السفر
نظرت لها تالا بتفكير ثم قالت بجدية : خليكى قاعدة معايا لحد ما باباكى و مامتك ييجوا من السفر ماينفعش تقعدى لوحدك
أسيل بجدية : و ماينفعش أقعد معاكى و أونكل أحمد موجود
تالا بجدية : خليكى قاعدة معايا بس لحد ما طنط و أونكل ييجوا من السفر و بعد كده أمشى .. مش هاقدر أسيبك تقعدى لوحدك
أسيل بجدية : بس يا تالا
قاطعتها تالا بجدية : أنا مش ضامنة إذا كان بابا فعلاً هايقعد معايا علطول ولا لا ؟ و بعدين أنا هابقى قاعدة معاكى طول النهار و هو هايبقى بيباشر شغله فمش هايبقى فاضى يبص فى وشنا أصلاً ثم أردفت بجدية : أعتبريه زى باباكى و صدقينى هو مش هايضيقك أو هايتضايق من وجودك
أسيل بجدية : يا تالا عادى ما أنا متعودة أقعد لوحدى
تالا بجدية : خلاص بقى يا أسيل اسمعى الكلام .. ماتتعبنيش
أسيل باستسلام : خلاص أمرى لله .. ثم صاحت بمارى قائلة : مارى لو مت من الجوع يبقى هاموت بسببك
مارى بجدية : حاضر يا أسيل هانم حاضر
كان جالسا ًبغرفته يفكر بها .. لم يكن يعلم أنها عنيدة هكذا .. دعا الله أن يوفق أحمد فى التأثير على رأيها و جعلها توافق على الزواج منه فقد تعب من التحايل عليها و هو لم يعتاد على التحايل على أحد .. سمع صوت طرقات على الباب فقام و فتحه ليجد أمه أمامه فقال بتساؤل : فى حاجة يا ماما
منال بجدية : عايزة أتكلم معاك بلاش
أفسح لها الطريق و قال بجدية : اتفضلى يا ماما
دخلت أمه و جلست على أحد الكراسى الموجودة بالغرفة و قالت بحنان فهى تعلم أنه لن يأتى معها بالشجار : مالك يا حبيبى ؟ فيك ايه ؟
تنهد أدهم و قال بتساؤل : مالى يا ماما يعنى ما أنا زى الفل أهو
منال بضيق : لا يا أدهم .. أنا أمك و عارفة إنك مش كويس .. علطول سرحان و بتفكر و أخر حاجة وصلتها إنك كدبت عليا و خبيت إنك فى المستشفى و غير ده كله إنك اتخانقت و لحد دلوقتى مش راضى تقول لحد عن سبب الخناقة
أدهم بجدية : صدقينى يا ماما أنا كويس كل اللى محتاجه منك دعواتك و رضاكى عنى و بس .. مش محتاج حاجة تانى
منال بضيق : أدهم أنت ليه مصر تتعبنى معاك ؟ قولى فيك ايه يمكن أساعدك ثم أردفت بتساؤل : محتاج فلوس ؟ اترفدت من الشغل طيب ؟ ايه يا أبنى اللى فيك مشقلب حالك كده
أدهم بنافذ صبر : شوية مشاكل فى الشغل
فقدت منال صوابها و قالت بحدة : مشاكل فى الشغل إزاى و أنت واخد أجازة ؟ أنتِ هاتجننى ؟
أدهم بضيق : أستغفر الله العظيم يا رب .. ماما أنتِ عايزة تتخانقى و توجعى دماغك ليه ؟
منال بحدة : عايزة أعرف أبنى ماله و أطمئن عليه .. ايه العيب فى كده !
كاد أدهم أن يتكلم لكنه سمع توتة و هى تقول و هى تنهج من الجرى : خالو تعال شوف مامى و هى بتضرب مراد عشان مش شاطر فى المدرسة
أدهم بدهشة : سارة بتضرب مراد ؟
قامت منال و هى تضرب كفاً بكف و تقول : لا حول ولا قوة الا بالله أنتو هاتموتونى قريب أنا عارفة
كاد أدهم أن يخرج من الغرفة ليلحق مراد من بين براثن أخته لكنه وجد مراد يجرى نحوه و يختبأ وراءه و يمسك بملابسه بذعر و هو يقول برجاء : قولها ماتضربنيش يا خالو و الله هذاكر بعد كده
وجد سارة أمامه و الشرر يتطاير من عينيها و هى تمسك عصا طويلة لا يعلم من أين أتت بها و تقول بحدة : جايبلى 1 و نص من عشرين .. ليه كتبت أسمك و سطرت بس .. عايز تموتنى .. عايز أبوك يشمت فيا لما يلاقيك فاشل و ساقط
أدهم بجدية : سارة أهدى خلاص حرام عليكى أنتِ حامل هو هيذاكر و هايقفل الإمتحان الجاى إن شاء الله
سارة بحدة : مالكش دعوة أنت ماتدخلش بينى و بين ابنى .. أنا هاربيه من أول و جديد .. أوعى من وشى يلا
مراد و هو يتمسك بأدهم أكثر و يقول ببكاء : لا يا خالو أوعى تسيبها تضربنى
منال بحدة : خلاص يا سارة بقى .. أهدى عشان اللى فى بطنك
تنهدت سارة بغضب و قالت بجدية : محدش يدخل بينى و بين أبنى .. سيبونى أعرفه إزاى يجيب واحد و نص من عشرين .. ثم أقتربت من أدهم و هى تحاول أن تصل لمراد لتضربه و هى تقول بانفعال : بقى أنا المستر يقولى ابنك قاعد فى الدرس عمال يبعت رسايل حب للبنت اللى قاعدة جمبه و بيسبلها و مش بيركز فى الحصص و واخدها دلع و هزار و قلة أدب و تجبلى فى الأخر كام ! .. تجبلى واحد و نص من عشرين .. لما أبوك يجى من السفر بس
مراد ببكاء : و الله هذاكر و مش هكلم البت اللى قاعدة جمبى ديه تانى
أمسكها أدهم من كتفها و ضمها إليه ليشل حركتها و قال بانفعال : خلاص أهدى يا سارة .. أهدى و أنا هاتصرف معاه .. أهدى حرام عليكى أنتِ كنتى بتضربينى أنا ..كل عصاية فاكرها انها بتنزل عليه كانت بتنزل عليا أنا .. اهدى بقى حرام عليكى نفسك و البيبى اللى فى بطنك
بدأت تستكين و تهدأ و هى تقول بانفعال بسيط : يعنى يرضيك يا أدهم يجيب واحد و نص فى أول امتحان يمتحنه فى الدرس و غير ده كله قاعد بيسبلى
أدهم بجدية : خلاص بقى أهدى أنتِ و سيبهولى .. قبل رأسها و هو يقول برجاء : أبوس راسك أهدى و أنا هظبتهولك مالكيش دعوة أنتِ
سمع منال و هى تقول بصوت خافت : و الله ماحد عايز يتظبت غيرك
نظر لها أدهم بنصف عين و قال بجدية : سامعك يا منال على فكرة و سمعتك كمان لما كنتى بتقولى أحسن أحسن لما سارة كانت بتضرب مراد و تيجى فيا
ارتسمت ابتسامة صغيرة جانب شفتى منال و قالت بجدية : والله لو ما كانت حامل و غلط عليها .. لكنت سيبتها عليكو تضربكوا أنتوا الاتنين ولا كنت هاحوش
أدهم بسخرية : أنتِ هاتقوليلى عارفك يا منال مفترية
رفعت سارة نظرها لــ أدهم و قالت بغيظ : سيبك من الإفترا و الكلام ده بالنسبة انك خنقنى بالمسكة ديه و حاسة أن روحى هاتطلع
نظر لها أدهم و قال بتساؤل : هديتى خلاص يعنى مش هلاقى شلوط كده عصاية كده
شبشب محدوف كده ثم أردف بقلق : أنا مقلق منك الصراحة
سارة بضيق : انجز يا أدهم صدقنى مخنوقة
فك أدهم حصاره عنها و قال بجدية : هو هايبقى كويس و هايجيب الــFull Mark المرة الجاية ثم نظر لمراد و قال بتساؤل : صح يا مراد ولا ايه ؟
مراد بسرعة : صح صح .. وعد والله يا ماما
أدهم بجدية : أهو وعدك أهو و مراد راجل و هاينفذ وعده ولا ايه ؟
مراد بسرعة : أكيد
جلست سارة بتعب ثم قالت بضيق : أما نشوف
اقتربت توتة و قالت لأدهم و هى تضحك : كان شكلك حلو و بيضحك لما مامى كانت بتضربك
أدهم بغيظ : أنتِ كمان فرحانة فيا
توتة برجاء : بليز يا خالو خلى مامى كل يوم تضربك كده .. ثم أردفت بطفولة : أقولك حاجة حلوة خليها كل يوم تضربك و أنا مش هاطلب منك تحكى حواديت تانى
نظر أدهم لها بغيظ ثم نظر لسارة و قال : سارة خدى عيالك و روحى على بيت جوزك يا حبيبتى
صباح يوم جديد .. خرجت تالا من غرفتها بعدما أرتدت ثيابها و حضرت كتبها لتذهب إلى جامعتها .. دخلت لمارى المطبخ و قالت بابتسامة : صباح الخير يا مارى
مارى بابتسامة : صباح النور يا تالا هانم
تالا بابتسامة : أعمليلى سندوتش صغير عشان ألحق اروح الجامعة ثم أردفت بسخرية : الظاهر أن أسيل عدتنى بقيت عايزة أكل علطول
ابتسمت لها مارى لتقول تالا بتساؤل : هو بابا صحى ؟
مارى بجدية : أيوه يا تالا هانم صحى من بدرى و قاعد مع أستاذ أدهم
تالا باستغراب : قاعد مع أستاذ أدهم ! يعنى ادهم هنا دلوقتى ؟
مارى بجدية : أيوه يا تالا هانم
لم تعقب تالا على كلمات مارى بل حركت عجلات كرسيها و روحها تتسابق معها لتراه .. أخرجت هاتفها و نظرت لشاشته لتعدل من هندامها ..كاد قلبها أن يتوقف عن العمل عندما جاءت أسيل من وراءها و صاحت بها قائلة : بتعملى ايه ؟
نظرت لها بتوتر و قالت بارتباك : مابعملش حاجة كنت بعدل الطرحة عشان راحة الجامعة
أسيل بتساؤل : ماصحتنيش ليه طيب ؟ ثم أردفت بعدم أهتمام : مش مهم أهم حاجة مارى جهزت الفطار
تالا بنافذ صبر : أسيل روحى نامى هاتجنينى .. حركت عجلات كرسيها و ذهبت إلى الصالون و هى على يقين أنها ستجد أدهم بالداخل لكنها أظهرت أنها لا تعرف بوجوده .. دخلت إلى غرفة الصالون ليقول أحمد بابتسامة : تعالى يا حبيبتى
قام أدهم و قال بجدية : طب أستأذن أنا يا عمى بقى .. أتمنى أحصل على الموافقة فى أقرب وقت
ابتسم أحمد له و قال بجدية : إن شاء الله يا أبنى .. هابلغك ردى قريب جداً
كانت تشعر بالضيق لأنه لم يحدثها أو يلقى عليها السلام حتى .. رفعت نظرها له و هو يعبر بجانبها ليغمز لها هو و يشير إلى أصبعه البنصر الموجود بيده اليسرى ثم يغادر بصمت !
ظلت صامتة لبعض الوقت و هذا المشهد يتكرر أمام عينيها .. ارتسمت ابتسامة بسيطة على ثغرها و قالت بتساؤل مصطنع : بابا هو أدهم كان عايز ايه ؟
أحمد بابتسامة : كان بيطلب إيدك منى
دق قلبها بعنف ثم قالت بدهشة : بيطلب إيدى الساعة 9 الصبح
أحمد بابتسامة : شكله بيحبك فمستعجل ثم أردف بجدية : مبدئياً أنا موافق و مرحب بالموضوع جداً .. شكله ابن ناس و كويس و غير ده كله واضح إنه بيحبك و أنت بتحبيه بس لازم أسال عليه
ظلت تالا صامتة لبعض الوقت تفكر ثم قالت بجدية لتغير مجرى الحديث : بابا أنا راحة الجامعة عشان متأخرش
قام أحمد و قال بجدية : تعالى هاوصلك عشان عايز أتكلم معاكى شوية
تالا بجدية : ماتتعبش نفسك يا بابا .. هاكلم عم محمود ييجى يخدنى
أحمد بجدية : مهو هاييجى ياخدنى أنا و أنتِ
تالا بنافذ صبر : ماشى يا بابا
أحمد بتساؤل : أسيل هاتيجى معانا ولا معندهاش محاضرات انهارده
تالا بجدية : مش عارفة بس هى كده كده بتروح الجامعة بعربيتها
اؤمأ أحمد برأسه و قال بجدية : شكلها بنت طيبة و كويسة أوى ثم أردف بتساؤل : هى فعلاً تبقى بنت دادة عائشة ؟
نظرت له تالا بدهشة و قالت بتساؤل : أيوة بس عرفت منين ؟ محدش عارف الموضوع ده غير أدهم و عم محمود
أحمد بجدية : أه ما أنا عرفت من عم محمود
أؤمات تالا برأسها قائلة بجدية : بابا أوعى تقولها أى حاجة أو تجبلها سيرة .. أسيل ماتعرفش حاجة عن الموضوع ده ثم أردفت قائلة بحزن : تصدق يا بابا إنها ساعات كتير بتقولى أنها حاسة أن مامتها مش هى مامتها الحقيقية !
أحمد بتساؤل : أنتِ هاتفضلى مخبية عليها ولا هاتقوليها !
كادت تالا أن تتكلم لكنها سمعت صوت أسيل و هى تقول بصدمة : مش محتاجة تقولى .. أنا خلاص عرفت


يتبع ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 09:55 PM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



✾الفصل الثامن و العشرون✾


أحمد بتساؤل : أنتِ هاتفضلى مخبية عليها ولا هاتقوليها !
كادت تالا أن تتكلم لكنها سمعت صوت أسيل و هى تقول بصدمة : مش محتاجة تقولى .. أنا خلاص عرفت
وجهت تالا بصرها إلى أسيل لتجد علامات الصدمة نحتت على وجهها بتفانى مع تساقط صامت للدموع .. بلعت غصتها بصعوبة و قالت بارتباك : أسيل أنتِ هنا من أمتى !
ظلت أسيل صامتة لبعض الوقت ثم قالت بملامح جامدة من الصدمة : مش من كتير أوى تقدرى تقولى كده من بعد شكر أونكل أحمد فيا و سؤاله " هى فعلاً تبقى بنت دادة عائشة ! "
لا تجد كلمات مناسبة تقولها لها .. حاولت أن تكون أى جملة مفيدة تقولها لكنها لا تجد .. وجدت نفسها تقول برجاء : أسيل أدينى فرصة أفهمك
صاحت بها أسيل قائلة بحدة : مش عايزة أعرف حاجة و لا عايزة أسمع حاجة ثم ركضت إلى الخارج و هى لا تعرف وجهتها !
حركت تالا عجلات كرسيها تحاول اللحاق بأسيل و هى تقول برجاء : أسيل أستنى .. أسيل
لحق أحمد بتالا وهو يقول بجدية : خليكى أنتِ هنا و أنا هحاول ألحقها
اؤمأت برأسها بإيجاب ليذهب أحمد وراء أسيل و تظل هى جالسة بمكانها تشعر بكمية عجز لا توصف .. وجدت نفسها تبكى بشدة .. لا تعلم هل تبكى لأن أسيل رفضت سماعها بعدما علمت بما استطاعت أن تخفيه عليها فترة كبيرة من الزمن أم أنها تبكى لأنها ثقيلة الحركة عاجزة لا و لن تستطع أن تجرى وراءها لتلحقها و تخفف عليها صدمتها و تمسح دموعها !
جففت دموعها بظهر يدها و حركت عجلات كرسيها لتلحق بأسيل ووالدها .. توقفت فى مكانها عندما رأت أحمد يأتى بتجاهها و لكن بمفرده !
اقترب منها أحمد لتقول هى بتساؤل مبطن باللهفة : أسيل فين يا بابا ؟ راحت فين ؟
أحمد بجدية : قالتلى إنها عايزة تقعد لوحدها و ركبت عربيتها و مشيت ثم أردف قائلاً : ماقدرتش أمنعها .. سبيها لوحدها تهدى شوية لحد لما تتقبل الصدمة
نظرت له بحدة و قالت بدموع : لا مش هاسيبها لوحدها .. مش هاعمل زى ما عملت فيا و سيبتنى لوحدى وأنا بموت و محتاجة اللى يقف جمبى فى وحدتى و يواسينى .. مش هاسيبها تاخد الصدمة لوحدها .. لازم أقف جمبها لحد اما أخرجها من صدمتها .. أمال أنا صحبتها ليه ؟
دائماً تخرسه بحديثها و تجعله يتقن أنه فشل فشلا ًذريعا ًفى احتوائها كأب حنون .. فشل فشلاً ذريعا ًفى فهمها و الوقوف بجانبها بأصعب و أفجع لحظات مرت بها .. دائماً تذكره بالذنب الذى اقترفه بحقها عندما فضل الجلوس بعيداً يراقبها و هى تحتضر و قلبها مازال ينبض بالحياة !
أحمد بجدية : تعالى طيب نلحقها أكيد روحت
اؤمأت تالا برأسها و قالت بجدية : كلم عم محمود بسرعة طيب
كانت جالسة تشعر بالقلق الشديد عليها .. لا تعلم حتى الأن أين هى أو ماذا تفعل أو كيف حالها ! بحثت عنها فى بيتها .. فى جامعتها و لكنها لم تجد لها أى أثر .. كان القلق يتمكن منها دقيقة بعد دقيقة .. طرأ على ذهنها رجل المهمات الصعبة خصتها الذى يساعدها دائماً و يقف بجانبها فى الأزمات لكنها كيف ستتصل به الأن و والدها موجود .. وجدت نفسها تقول لأحمد : بابا احنا ممكن نكلم أدهم صاحبه ظابط و ممكن يساعدنا
حمد أحمد ربه أنها جاءت من عندها فقد كان يريد الإتصال بأدهم منذ مدة كبيرة لكنه لم يجد دافعاً لذلك .. رغم ذلك قال بجدية حتى لا تشك بأمرهم : بس احنا كده هانتعبه معانا
تالا بسرعة : لا يا بابا .. أدهم كان دايماً بيساعدنى لما حضرتك كنت مسافر .. كلمه هو ممكن يقدر يساعدنا هو وصاحبه ثم أخرجت هاتفها و أرادت أن تعطيه الرقم و لكنها وجدته اتصل بالفعل و ينتظر رد أدهم .. فقالت بدهشة : هو حضرتك معاك رقمه ؟
نظر لها أحمد بارتباك ثم أردف بجدية : خدته منه الصبح عشان أبلغه بردى .. جاءه رد أدهم فأخبره بما حدث باختصار ليرد ادهم بأنه سيفعل كل ما فى وسعه ليجدها !
مرت الساعات و أدهم مايزال يبحث عنها هو و أسر الذى أخبره أنه لن يستطيع أن يبحث عنها كاظابط الإ بعد مرور 24 ساعة من إختفائها و لكنه سيساعده كصديق بالتأكيد !
سمعت تالا طرقات على الباب يليها دخول أدهم بخفى حنين إلى غرفة الصالون .. نظرت له تالا بقلق و قالت بلهفة : لقتها يا أدهم ! قولى إنك لقتها !
جلس أدهم على أحد كراسى الصالون و هو يحاول أن يلتقط أنفاسه التى أنهكها البحث .. لاحظ أحمد تعب أدهم فنادى مارى و أمرها بأحضار كوب ماء لـ أدهم .. بعدما أرتشف
أدهم بعض القطرات .. نظرت له تالا و قالت بلهفة : ها يا أدهم عملت ايه !
تنهد أدهم بخيبة أمل و قال بجدية : ماسيبتش حتة إلا و دورت فيها مستشفيات , نوادى , night clubs , شوارع .. حتى أسر لسه بيدور عليها لحد دلوقتى ثم أردف بقلة حيلة : إحنا بندور على إبرة فى قوم قش
نظر أحمد لتالا و قال بتساؤل : تالا أنتِ صاحبتها و أكيد عارفة أسيل لما بتتضايق بتحب تعمل إيه أو تروح فين ؟
أكمل أدهم كلام أحمد و هو يقول بجدية : أو مثلاً تعرفى حد من أصحابها ثم أردف بما يفكر به لكن بصوت مسموع : ممكن تكون راحت لحاتم
هزت تالا رأسها نافية و هى تقول بجدية : لا صدقنى أسيل اتغيرت .. هى تعبتنى معاها أه بس فى الأخر اتغيرت .. لا يمكن تكون راحت لحاتم .. هى مابقتش تطيقه
أدهم بتساؤل : طب حاولتى تكلميها على الموبايل ؟
تالا بجدية : ماخدتش الموبايل معاها سايباه هنا
أدهم بنافذ صبر : طب إيه ؟ ندور عليها فين تانى ؟
ظلت تالا تفكر و هى تتذكر كل لحظاتها مع أسيل لعلها تصل إلى مكانها .. أخرجها من شرودها صوت مارى وهى تقول بجدية : أنا أسفة على التدخل بس أسيل هانم لما بتبقى مضايقة , فرحانة , زهقانة بتاكل .. يبقى الإحتمال الأكبر إنها تكون فى مطعم أو فى كافيه فيه أكل
صاحت بها تالا قائلة بفرحة : صح يا مارى صح .. إزاى ماجاش على بالى .. أسيل أهم حاجة عندها الأكل
تنهد أدهم تنهيدة طويلة و قال بنافذ صبر : كده المشكلة ماتحلتش لسه .. لو فرضنا إنها فى مطعم أو فى كافيه يبقى هانقعد للسنة الجاية ندور عليها عشان مصر فيها بدل الكافيه و المطعم مليون .. حاولى تحددى بالظبط هى فين ؟
ظلت تالا تفكر لبعض الوقت ثم قالت بتخمين : هى بتحب الأكل كله بس بتعشق الــ Cupcakes بالتحديد
أدهم بتفكير : تمام كده سهلت شوية ثم قام ليذهب لكن أحمد أوقفه قائلاً بجدية : إستنى ممكن نعرف هى فين بالظبط .. نظر لتالا و قال بتساؤل : هى أكيد لما كانت قاعدة معاكى كانت بتجيب Cupcakes صح ؟
تالا بجدية : أيوة ثوانى هافتكر إسم المحل اللى كانت بتجيب منه .. ظلت تفكر لبعض الوقت إلى أن تذكرت إسم المحل فأخبرته به !
أخرج أدهم هاتفه و اتصل بأسر ليخبره بالتوقف عن البحث عنها و الذهاب إلى المكان الذى أخبرته به تالا و هو سيلحق به !
بعدما أنهى أدهم حديثه قام ليذهب و لكن أوقفته تالا قائلة بجدية : أدهم إستنى عايزة أجى معاك
أدهم بجدية : خليكى و أنا هاجبهالك لحد عندك
تالا برجاء : لو سمحت يا أدهم خدنى معاك
نظر لها أحمد بضيق و قال بصرامة : تروحى معاه فين ؟ أول حاجة الوقت اتاخر تانى حاجة هتلخميه معاكى و مش هايعرف يتحرك بحرية تالت حاجة ممكن ماتكنش هناك أصلاً و تروحى المشوار على الفاضى .. خليكى هنا و هو قالك هايجبهالك لحد عندك
بقدر ما جرحتها كلمات أحمد و أشعرتها بعجزها أكثر و أكثر بقدر ما كان محقا ًفى كل ما قاله .. بالتأكيد ستصبح عبأً و عالة عليه بحالتها تلك .. لا ذنب له بأن يتحملها بعجزها يكفى أنه يتحمل مشاكلها و يحلها لها بصدر رحب دون أدنى تذمر منه .. نظرت لوالدها بعيون دامعة و قالت باستسلام : عندك حق يا بابا ثم حولت عيونها لــ أدهم و قالت بجدية : روح يا أدهم ربنا معاك
ابتسم أدهم لها مطمئناً و قال بجدية : ماتقلقيش ثقى فيا إن شاء الله هالاقيها و أرجعهالك
اؤمأت تالا برأسها و اكتفت بنظرات الإمتنان .. غادر أدهم لينظر أحمد لتالا و يقول بجدية : أبقى فكرينى لما نخلص موضوع أسيل أتكلم معاكى بخصوص أدهم

بلعت ريقها بصعوبة و قالت بقلق : ليه هو فيه حاجة !
أحمد بجدية : لو عايزانا نتكلم دلوقتى نتكلم بس أنا عارف إنك مش هاتبقى مركزة معايا بسبب موضوع أسيل .. فخليها بعدين
لم تبد أى رد فعل غير أنها هزت رأسها موافقة على كلامه !
عندما أخبره أدهم بمكان إحتمال وجودها .. ذهب إليه سريعاً و لحسن حظه لم يكن المكان بعيداً عنه .. دخل و مسح المكان بعينه ليبحث عنها لكنه لم يجدها و وجد المكان شبه فارغ لا يوجد به أحد فقد تأخر الوقت بشدة .. خرج و هو يجر أذيال الخيبة وراءه .. استقل سيارته و كاد أن يذهب بها لكن لفت انتباهه تلك الفتاة الجالسة بركن جانب الزجاج داخل المحل .. يبدو أنه لم يلاحظها لأنها جالسة بركن منزوى .. لا يعلم لماذا لفتت انتباهه لكنه يوقن أنه يعرفها جيداً ! ربما تكون إحدى الفتيات التى عرفهم مسبقاً أو ربما تـــــــــــكون أسيل ! ظل يفكر بعض الوقت .. بالتأكيد ليست هى فأستايل الملابس مختلف كلياً عن أخر مرة رأها فيها .. كاد أن يذهب ليكمل البحث عنها فى فرع أخر للمحل لكنه وجد نفسه ينزل من السيارة ليتحقق منها و يعرف من تكون .. دخل للمحل مجدداً و ذهب لمكان تلك الفتاة التى رأها من الخارج .. اقترب منها ليجدها تضع وجهها داخل كفيها و أمامها الكثير من الأطباق .. ذهب بخطوات مترددة و جلس أمامها ثم قال بتساؤل : أنتِ كويسة
يبدو هذا الصوت مألوفاً لها بشدة .. رفعت وجهها له و نظرت له بعيونها المنتفخة التى ظهرت فيها شعيرات حمراء من كثرة البكاء و قالت بدهشة : أسر
قام بدهشة و هو يتفحصها من أخمص قدمها حتى رأسها و قال بدهشة : أسيل
أسيل بتساؤل : أنت بتعمل إيه هنا ؟
جلس أسر مجدداً و تنهد تنهيدة طويلة و هو يقول بغيظ : لففتينى وراكى يا بنت الإيه .. حرام عليكى أنا من صباحية ربنا بدور عليكى
نظرت له باستغراب و قالت بدهشة : بتدور عليا ليه .. هو أنا كنت تايهة و أنا ماعرفش
أسر بغيظ : هانبتدى نستظرف بقى
تنهدت أسيل بملل و قال بتساؤل : إنت عايز إيه دلوقتى ؟
أسر بتساؤل : إنتِ كنتى بتعيطى ليه ؟
تنهدت أسيل بضيق و قالت و كأنها تحدث نفسها و لكن بصوت عالى : موضوع مش مهم .. مش فارق معايا لإنى كنت حاسة بس اللى فارق معايا إن أقرب الناس ليا كدبت عليا و اللى كنت فكراه صدفة طلع صدفة مقصودة .. مش عارفة فين مامى الحقيقة .. مش عارفة بابى هو بابى ولا لا .. ثم أردفت بدموع و هى تأكل من قطعة الكيك الموجودة أمامها لتنفث عن ضيقها : أنا مش عارفة أى حاجة .. صدقنى مش عارفة أى حاجة .. مش عارفة غير أن مامى الحقيقة دادة أسمها عائشة غير كده مش عارفة .. مش عارفة ده حصل إزاى و إزاى تالا عرفت و تالا تبقى مين فى الحقيقة .. مش عارفة .. أنا تايهة بجد و مش عارفة أى حاجة .. الأفكار بتودى و تجيب فيا و مش عارفة حاجة .. صدقنى مش عارفة .. صمتت قليلاً و قالت بتساؤل : ماتعرفش دكتور يدينى دواء يخلي أفكارى تافهة تانى .. تعبت من التفكير فى حاجات بتخلينى أتعب و أعيط
سحب الطبق من أمامها و قال بجدية : كفاية أكل هاتتعبى ثم أردف قائلاً بحيرة : أنا مش هاقدر أفيدك بأى حاجة عشان أنا مش عارف زيك بالظبط .. أنا مش عارف حاجة عن الموضوع .. بس اللى أقدر أقولهولك إن مفيش حاجة تستاهل كل اللى أنتِ عاملاه فى نفسك ده .. كل مشكلة و ليها حل .. صمت قليلاً و قال بابتسامة : حلو الإستايل ده عليكى ثم مد يده و مسح دموعها بأنامله و هو يقول بعتاب : بس الدموع ديه وحشة أوى عليكى .. ماتعيطيش تانى
نظرت له بارتباك و أبعدت يده و هى تقول بتوتر : الإستايل ده ذوق تالا ثم سحبت الطبق من أمامه و وضعته أمامها و بدأت بالأكل مجدداً
نظر للأطباق الموجودة بكثرة على الطاولة و قال بتساؤل : هو أنتِ كان فى حد قاعد معاكى ؟
حركت رأسها بالنفى و قالت بتساؤل : ليه ؟
أسر بدهشة : عايزة تفهمينى أنك أكلتى كل ده لوحدك
نظرت له بضيق و اؤمأت برأسها بإيجاب ثم حولت نظرها للزجاج الذى يطل على الشارع لتجد ظلاما ً يحاوط المكان رغم ضوء القمر و بعض أعمدة النور .. حولت نظرها له بفزع و قالت بخضة : الساعة شكلها عدت 8
لم يتكلم بل مد يده التى تحاوطها ساعة أنيقة أمامها و قال بجدية : هى فعلاً عدت 8
نظرت للساعة لتجدها تقترب من الواحدة ليلاً .. قامت بفزع و قالت بتساؤل : هى الساعة واحدة ولا أنا متهيألى !
سمعت صوت أخر يجاوبها قائلاً بجدية : أظن كفاية كده و يلا عشان تروحى
حاولت نظرها لمصدر الصوت لتجد أدهم واقفاً أمامها .. اقتربت منه و قالت بسرعة خوفاً من أن يفسر تأخيرها و جلوسها مع أسر خطأ و يقذفها بكلماته السامة التى تجرحها بشدة : أنا ماخدتش بالى و الله من الوقت .. أنا عارفة إنك هاتقولى إن البنت المحترمة ماتتأخرش لحد دلوقتى بس صدقنى أنا مخدتش بالى من الوقت ثم أشارت لــ أسر و قالت بجدية : هو لسه جاى من شوية أنا كنت قاعدة لوحدى .. بكت و هى تقول برجاء : بليز يا أدهم ماتقوليش كلام وحش زى اللى قولتهولى قبل كده .. أنا مش فى المود أنى أسمع كلامك الوحش
تنهد أدهم بنافذ صبر و قال بجدية : بليز أنتِ أهدى أنا جاى عشان أرجعك لتالا عشان قلقانة عليكى أوى
بدأت أسيل تأخذ طريق الهدوء إلى أن وصلت إليه و قالت بتساؤل : أدهم أكيد أنت عارف هما يقصدوا ايه بإن اللى أسمها دادة عائشة ديه تبقى مامى .. بليز فهمنى
أدهم بدهشة :يعنى أنتِ مختفية طول النهار و شكلك مموتة نفسك من العياط و فى الأخر مش عارفة هما يقصدوا ايه أن دادة عائشة تبقى مامتك
اؤمأت برأسها فقال أدهم بنافذ صبر : حاضر هافهمك كل حاجة بس فى الطريق عشان تالا قلقانة عليكى
أسيل برجاء : إحكيلى هنا و بعد كده أبقى أقرر إذا كنت هاروح عند تالا ولا لا ؟
أدهم بجدية : أسيل ماتوجعيش دماغى بقى .. مابحبش أعيد الكلام هاحكيلك فى الطريق ثم مد يده لها بمفاتيح سيارته و قال بجدية : العربية البورش السودة هاتلاقيها قدام باب المحل .. إستنينى فيها
أسيل بجدية : و عربيتى .. أنا مش هاينفع أسيبها هنا
وضع مفاتيحه بجيبه مجدداً و قال بنافذ صبر : خلاص يا أسيل روحى إستنينى فى عربيتك
اؤمأت أسيل برأسها ثم قالت بحرج : أدهم بالنسبة إنى لما خرجت من عند تالا ماكنش قدامى غير مفاتيح العربية فخدتها
نظر لها بنافذ صبر و قال بجدية : خلاص يا أسيل فهمتك يلا روحى و أنا هاجى وراكى
أسيل بحرج : هادهملك ماتقلقش .. أول ما أروح هادهملك والله
بدأ صبره ينفذ من ثرثرتها التى لا تنتهى فقال و هو يضغط على أسنانه بغضب : إتفضلى روحى يلا
خرجت أسيل ليقترب أدهم من أسر و هو يقول بجدية : معلش يا أسر .. أنا عارف إنى تعبتك معايا أنهارده
أبتسم أسر و قال بجدية : أنت عبيط .. ده أحنا كنا صحاب ديسك واحد .. ده أنت جمايلك مغرقانى .. فاكر لما كنا فى الإمتحان و احنا صغيرين و كنت أجى أقولك غششنى .. ثم قال بتذكر : و أنت تقولى بكل واطينة العالم أجمع .. أكمل أدهم معه فى نفس واحد : و أنت مابتذاكرش ليه ؟ مش هاغششك عشان تتعلم بعد كده تذاكر .. نظرا لبعضهما و انفجرا بالضحك كالعادة عندما يتذكرا أيام طفولتهما !
ابتسم أدهم و قال بجدية : بس مش كنت بغششك فى الأخر لما بتصعب عليا !
أسر بغيظ : أه طبعاً بعد ما كنت بتذلنى شوية
أدهم بنافذ صبر : مش وقتك خالص .. أما اروح أشوف البت اللى هاتشلنى قريب ديه
أسر بجدية : أدهم لينا قعدة مع بعض قريب .. فى حاجات عايز أعرفها
فهم أدهم ما يرمى إليه فقال بجدية : أسر أبعد عن أسيل مش هاقولهالك تانى ! أسيل مش من الصنف اللى تعرفه .. هى طيبة بغباء لدرجة السذاجة و مالقتش اللى يوجهها صح .. ابعد عنها أحسن يا صاحبى .. و لو عايز تقرب يبقى تقرب بالحلال .. بلاش غير كده .. بلاش اللى فى دماغك ثم أردف بجدية : عشان أنا مش هاسمحلك بكده يا أسر
ظل صامتاً لبعض الوقت ثم قال بجدية : روح يا أدهم أكيد تالا قلقانة .. احنا مش هانخسر بعضنا عشان بنت .. مش هى اللى هاتفرق معايا
ذهب أدهم و دفع الحساب الذى لم يكن قليلاً ثم خرج لها ليجدها جالسة بكرسى السائق .. اقترب منها و فتح الباب و قال بجدية : إنزلى يلا أنا اللى هاسوق .. نزلت ليركب هو أمام مقود السيارة و هى بجانبه .. بعدما أدار السيارة و أنطلق بها .. نظر لها و قال بتساؤل : ليه مشيتى قبل ما تالا توضحلك كل حاجة ؟
ظلت صامتة و لم ترد !
نظر لها أدهم بنافذ صبر و قال بحدة خفيفة : أسيـــل
انتفضت من نبرته ثم قالت بدموع : كنت خايفة تقولى حاجة تخلينى أكرهها .. و أنا مش عايزة أكرهها
أشفق عليها بشدة من كلماتها فقال بجدية : صدقينى هى ماعملتش حاجة وحشة عشان تكرهيها .. هى كل اللى عملته إنها كانت عايزة تساعدك بناء على وصية مامتك
نظرت له أسيل بدهشة و قالت بدموع : هى ميتة كمان مش عايشة ! يعنى أنا مش هاينفع أشوفها !
أدهم بجدية : أسيل بطلى عياط .. أنا هافهمك كل حاجة
مسحت دموعها قائلة : أحكى بس لو فيه أى حاجة وحشة ممكن تخلينى أكره تالا أنت ممكن تمنتجها من الحكاية .. مش عايزة أعرفها
أدهم بجدية : أنا هاقولك على كل حاجة من غير منتجة و زي ما قولتلك قبل كده هى ماعملتش حاجة وحشة .. كل اللى عملته إنها كانت بتحاول تساعدك .. تنهد تنهيدة
طويلة أخرج بها كل ما يعتمله صدره ثم بدأ بسرد الحكاية كاملة دون أن يقص منها أى شئ !
ظلت تبكى بشدة دون تعليق على أى شئ !
تنهد بنافذ صبر و قال بجدية : أسيل خلاص كفاية عياط بقى .. حرام عليكى
رفعت بصرها له و قالت بصوت متحشرج : ماكنتش متخيلة ان بابى ممكن يعمل كده .. و ماكنتش متخيلة أن حتى مامى الحقيقية مش كويسة و اتخلت عنى مقابل الفلوس ..كان نفسى أشوفها عشان أسألها هى ليه اتخلت عنى و فضلت الفلوس على بنتها .. يا ريتنى ما عرفت .. أول مرة أعرف إن الحقيقة بتبقى صعبة كده و بتجرح .. يا ريتنى ما عرفت يا أدهم .. أنت ليه قولتلى .. ليه أنا سمعتهم بالصدفة .. ماكنتش عايزة أعرف !
أوقف أدهم السيارة أمام فيلا تالا و قال بجدية : لو ماكنتيش عرفتى دلوقتى كان مسيرك تعرفى بعدين .. الحقيقة ديماً بتتكشف حتى لو مر عليها سنين و هى مطمورة تحت التراب .. ظلت تلك الجملة ترن بأذنه .. أنه يؤمن بأن الحقيقة ستكشف فماذا سيحدث عندما تعلم تالا بحقيقته ! نفض تلك الأفكار السيئة من رأسه ثم أردف قائلاً : يلا إنزلى عشان زمان تالا قلقانة عليكى و أنا سايب الموبايل فى العربية
اؤمأت برأسها و نزلت بخطوات متثاقلة .. سار إلى الفيلا لتسير هى وراءه و دموعها تروى الأرض التى تسير عليها .. دق الباب لتفتح له مارى .. وجد تالا تبعد مارى بيدها و هى تقول بقلق : مابتردش على الموبايل ليه ! لمحت أسيل واقفة وراءه فقالت برجاء : أسيل والله ماكنش قصدى أكدب عليكى ولا كان فى نيتى أى حاجة وحشة ليكى .. كل اللى كنت بافكر فيه إنى أساعدك .. ماكنش ينفع أقولك هى كانت موصيانى قبل ما تموت ما قولكيش
جثت أسيل أمامها و أرتمت بكنفها و تركت العنان لدموعها و هى تقول بأنين : شوفتى مش أنا ديماً كنت بقولك إنى حاسة إنها مش مامى .. عمرها ما عاملتنى على إنها مامى .. كانت دايماً بعيدة عنى و كل اللى هاممها النادى و صاحبتها و بس .. لكن أنا عمرى ما كنت مهمة عندها .. عمرها ما سألتنى أسيل أنتِ كويسة ولا لا ! أنتِ عاملة إيه فى حياتك أو بتعملى ايه ؟ حتى لما كنت بتعب و أخد برد .. عمرها ما طبطبت عليا و قالتلى معلش يا حبيبتى إن شاء الله تقومى بالسلامة .. عمرها ما قالتلى كده .. كنت ساعات كتير بشوف نظرة الغيرة فى عنيها تجاهى لما بابى بيبقى بيتكلم معايا أو يقعد معايا شوية يسألنى عن أحوالى .. كانت بتحاول تقومه بأى طريقة .. أى طريقة و خلاص المهم أنه يقوم و يسيبنى .. أجهشت بالبكاء أكثر قائلة : طلعت بنت الخدامة فى الأخر .. الخدامة اللى قبلت إنها تبيع بنتها مقابل الفلوس .. ضمتها تالا لها بشدة و ظلت تربت على كتفها بحنان و هى تقول برجاء : كفاية بقى يا أسيل حرام عليكى ثم أردفت بتساؤل : مش أنتِ دايماً كنتى بتقوليلى إنك بتعتبرينى أختك و مامتك ! خلاص أنا موجودة جمبك أهو

قاطعهما صوت أدهم و هو يقول بجدية : أدخلوا جوه يلا و أنا هامشى
ابتعدت أسيل عنها و جففت دموعها بعشوائية ثم قالت لــ أدهم : ثوانى هاجبلك الفلوس اللى دفعتها من جوه
نظر لها بنافذ صبر و قال بضيق : أنا ماشى يا تالا عشان أسيل هتشلنى قريب
أسيل بجدية : استنى بس يا أدهم ثم ركضت إلى الداخل لتحضر له النقود .. نظرت تالا له بامتنان و قالت بجدية : شكراً يا أدهم .. أنا بجد مش عارفة أرد جمايلك ديه إزاى ؟
تنهد أدهم بضيق و قال بجدية : عايزة تردى جمايلى يبقى تريحينى و تقبلى طلبى
نظرت فى الإتجاه الأخر و قالت بدموع : ماينفعش .. هاتتجوز واحدة مقعدة و مطلـــ..
قاطعها أدهم بصرامة : تالا أنا مايهمنيش أى حاجة .. أنا اخترتك و عايز أكمل معاكى حياتى
تنهدت تالا بنافذ صبر .. لماذا هو لحوح هكذا ! تعجبت من نفسها بشدة لأنها يعجبها إلحاحه و تمسكه بها رغم أنها مقعدة معقدة مطلقة ! يعجبها حقاً بشدة ! لكن رغم كل شئ هى ترفض فكرة الزواج و تمقتها و لن تتحمل أن تخوض تجربة فاشلة ثانية فقالت بجدية كى تتهرب من إلحاحه : مش وقته الكلام ده
أدهم بجدية : لا يا تالا وقته
تنهدت بنافذ صبر و قالت بعد تفكير : هاوافق بس بشرط
تنهد أدهم بضيق و قال بجدية : قولى بس بلاش نسميه شرط
تالا بجدية : هاوافق عليك لما تحفظ القرآن كله و يبقى ده مهرى و لحد أما تعمل ده ماتتكلمش فى الموضوع ده تانى
ظل صامتا ًلبعض الوقت ثم ارتسمت ابتسامة واسعة على فمه و قال بتساؤل : فين باباكى ؟
نظرت له باستغراب لإبتسامته التى شقت وجهه فجأة و قالت بدهشة : دخل أوضته قبل وصولكم بشوية عشان يستريح و يتابع شغله ثم أردفت بتساؤل : ليه ؟
أدهم بابتسامة : عشان نحدد كتب الكتاب و الفرح !
نظرت له بدهشة ثم قالت بصدمة : تقصد من كلامك إنك حافظ القرآن كله
اؤمأ برأسه بابتسامة واسعة لتظهر غمازته اليتيمة و قال بجدية : مش قولتلك إنى قدرك ثم
أردف قائلاً : أنا الحمد لله خاتم القرآن حفظاً من و أنا فى تانية ثانوى
يا لها من غبية لقد أوقعت نفسها بمشكلة عويصة .. كيف ستخرج نفسها من تلك الورطة التى ورطت نفسها بها .. لم تكن تتخيل أبداً أنه حافظ لكتاب الله بأكمله .. ظنت أنه سيكف عن طلبه لها لمدة .. سنة .. اثنتين .. ثلاثة .. و ربما أربعة .. يجب أن تخرج من هذه الورطة .. ظلت تفكر إلى أن قالت بارتباك : أكيد نسيت أنت حافظه من ثانية ثانوى
ابتسم لها بخبث و قال بجدية : هراجع عليه هافتكره مع إنى مانستهوش أصلاً .. حاجة تانى
ظلت تفكر لبعض الوقت فى كيفية التخلص من إلحاحه على الزواج .. لا يوجد به أى شئ يرفض حتى أنها قالت بجوفها " كتك القرف مافكيش أى حاجة وحشة تترفض عليها " .. عصرت عقلها إلى أن وجدت فكرة تظنها جيدة تتحجج بها : أنا مش هارضى إنى أبقى عالة و حمل عليك .. مش هاتجوزك إلا إذا رجعت أمشى تانى
سمعت صياح أسيل من ورائها و هى تقول بفرحة رغم ما بها من حزن و آلم داخلى : إنتِ قررتى تعملى العملية ؟
انتفضت تالا و نظرت لها بغيظ و هى تقول بضيق : أسيل أنا فى مرة هموت منك و أنتِ بتطلعى فجأة زى عفريت العلبة كده ؟ ثم أردفت بجدية : لا مش هاعملها .. أنا هاستنى معجزة من عند ربنا .. أصحى فى يوم ألقى نفسى بمشى لوحدى من غير عمليات
غضب غضباً جنونياً من ردها إلى متى سيظل يترجاها .. لقد نفذ صبره معها و طفح كيله من حجهها الفارغة التى لن تقنع طفلا ًرضيعا ًفى لفافته .. قال بحدة : دى تلاكيك بقى .. إنتِ بتتلككى .. على العموم براحتك يا تالا أنا قرفت مش هتحايل عليكى تانى .. أنا هافضل عايزك بس مش هتحايل تانى .. لما تقررى إبقى خلى باباكى يبلغنى بقرارك ثم التفت و غادر !
نظرت تالا لــ أسيل بحزن و قالت بتساؤل : هو اتعصب ليه ؟
تنهدت أسيل بغيظ و قالت بملل : عشان بيحب واحدة مش هاتستريح غير لما يتشل جمبها ثم أردفت بسخرية : تصدقى أن أدهم صعبان عليا أكتر ما أنا صعبانة على نفسى .. نظرت للنقود الموجودة بيدها و قالت بضيق : هابقى أدهمله بعدين ثم دخلت و تركتها !
رجعت تالا للوراء بالكرسي ثم أغلقت الباب و أرادت أن تذهب بتجاه غرفتها هى و أسيل لكنها وجدت والدها ينزل من الطابق العلوى و هو يقول بتساؤل : أدهم لقى أسيل
اؤمأت برأسها فقال بابتسامة : ربنا يكرمه شاب كويس و متأخرش لحظة لما طلبنا منه المساعدة
اؤمأت برأسها ثم قالت بجدية : أنا هاروح أشوف أسيل
أحمد بجدية : استنى يا تالا أنا عايزك
فهمت تالا أنه يريد أن يحدثها بشأن أدهم فقالت بارتباك : بابا خليها بكرة عشان أنا دلوقتى مصدعة
أحمد بجدية : عشر دقايق مش هاتفرق يا تالا
تالا بنافذ صبر : ماشى يا بابا .. اتفضل اتكلم
أمسك مقبض كرسيها و حركه و دخل بها غرفة الصالون .. جلس على الكرسى ليصبح مقابلها و قال بجدية : احكيلى عرفتى أدهم إزاى ؟
تنهدت تالا بنافذ صبر بعدما علمت أنها لن تستطع الفرار من حديث والدها فبدأت تقص له كل ما حدث منذ أن قابلت أدهم
أطمئن أحمد عندما وجد أن كلام تالا مطابق تماماً لكلام أدهم لكنه قال بتساؤل : مش شايفة إنك غلطتى لما سمحتيله إنه يفضل داخل خارج كده !
نظرت للأرض و هى تحاول أن تخفى عيونها عنه .. كعادتها عندما تشعر أنها أخطأت .. رفع وجهها له و قال بتساؤل : غلطتى ولا لا ؟
ظلت صامتة لبعض الوقت ثم قالت مدافعة عن نفسها : زى ما حكيت لحضرتك هو لما كان بييجى كان بيقولى على حاجات مهمة أو كان بيجيب بنت أخته تقعد معايا و عمره ما تطاول معايا .. زيارته ماكنتش بتتعدى الــ 10 دقايق ثم أردفت قائلة : و أنا والله ساعات كتير كنت بقوله ماتجيش عشان أنا قاعدة لوحدى
قاطعها أحمد قائلاً بجدية : غلطتى ولا لا ؟
اؤمأت برأسها قائلة بحرج : غلطت .. ثم أردف بأسف : أنا أسفة أوى يا بابا
ابتسم لها و قال بجدية : أنا مبسوط إنك اعترفتى بغلطتك و هو شكله شاب محترم و راجل يعتمد عليه و عايز يدخل البيت من بابه .. أنا بعد اللى شوفته منه انهارده أنا موافق عليه و هاعزمه بكره على الغداء و أقوله على قرارى
ظلت صامتة لبعض الوقت ثم قالت بجدية : بس أنا مش عايزة أتجوز
أحمد بضيق : و أنا نفسى أشوفك عروسة و أشوف أحفادى قبل ما أموت .. ليه عايزة تحرمينى من أمنيتى ؟ أشار إلى قلبها قائلاً بجدية : أنا متأكد أن القلب ده اتحرك و مايل ناحيته ثم قام و أشار إلى رأسها و هو يقول بضيق : يا ريت تلينى دماغك و تقتلى عندك و تدى فرصة لقلبك و ماتدوسيش عليه .. دماغك الناشفة ديه مش هاتنفعك يا بنتى لما تلاقى نفسك بتكبرى لوحدك من غير زوج ولا أولاد و عيلة حواليكى تملى حياتك
نظرت له بدموع و قالت بصوت متحشرج : خايفة أتجرح .. خايفة أوى .. مش هاقدر أتحمل جرح تانى بعد جرح ماجد

أحمد بجدية : ماجد كان فصل فى حياتك و خلص .. فكرى فى حياتك و عيشيها زى ما هو عمل .. لو كل واحد مر بتجربة و خاف إنه يعمل حاجة تانى بعد كده يبقى الحياة مش هاتستمر .. احنا مانخفش من التجربة بالعكس احنا نتعلم منها و نشوف إيه اللى كان غلط فيها و مانعملهوش تانى ثم أردف بجدية قائلاً : أنا هاديكى مهلة لحد بكرة بليل تفكرى و تبلغينى برأيك عشان نرد على أدهم ! .. صمت قليلاً و قال بجدية : أدهم بيحبك يا تالا .. ماتضيعيش حبه عشان تجربة فاشلة كنت أنا و روفيدة السبب فيها .. تركها و خرج لتظل هى جالسة تفكر بكلماته .. لماذا لا تعطى نفسها فرصة أخرى كأى فتاة لتحب و تكون عائلة لنفسها و تحصل على أطفال يملئون الفراغ بداخلها ! لماذا لا تعطى هذا القلب الذى ينبض بداخلها فرصة أخرى و ترجعه يحيا بالحب ! أجابتها نفسها إجابة بسيطة للغاية أنها إذا أرادت حياة جديدة لنفسها يجب أن تغلق الماضى و لكن قبل أن تغلقه يجب أن تفتح جميع صفحاته حتى لا يفتح مجدداً .. لكنها لن تستطيع أن تخبر أحدا ًبما فعله ماجد معها فى الماضى .. لا تملك الشجاعة الكافية لفعل هذا ! قلبها يخبرها أن تعطى فرصة لـه و لنفسها و عقلها يخبرها أنها إذا أرادت السير وراء قلبها و إعطاء نفسها فرصة أخرى فيجب عليها أن تكشف المستور !
كاد رأسها ينفجر من كثرة التفكير قررت أن تفرغ رأسها من كل شئ حولها و تذهب لترى كيف حال أسيل .. دخلت غرفتها لتجد أسيل نائمة بملابسها و دموعها على وجنتها .. قربت كرسيها إلى أن أصبح ملاصقاً للسرير و مسحت دموع أسيل برفق نظرت لها بشفقة .. سمعت صوت هاتف أسيل الذى ينبؤها أن هناك إشعارات على الفيس بوك .. أمسكته لتجد إشعارات عادية .. أرادت أن تضعه مجدداً و لكنها وجدت نفسها تتصفحه .. توقفت عند هذا " البوست " الذى أشعرها أنها رسالة لها حقاً
رسالة لك
أعلم جيداً أنك تعرضت لقصة فى حياتك , لموقف لا يمكن ان تنساه , لحديث لن يغيب على ذهنك , لكن سأظل أقول لك : لابد أن يأتى اليوم الجميل , و تنسى فيه كل ما سلف
ابتسم , ولا تمضى وقتك فى التفكير !
"منقول"
أغلقت الهاتف و وضعته مكانه و وجدت ابتسامة تلقائية تشق ثغرها و تحثها على إعطاء نفسها فرصة جديدة .. أخذت المصحف الموضوع على الكمودينو و بدأت بالقراءة فيه و هى تدعو الله أن يلهمها الصواب !

لم يزره سلطان النوم فنظر للميس النائمة بجانبه و هى تعطى ظهرها له و أحتضنها من الخلف و هو يقول بتساؤل : لميس أنتِ نايمة ؟
أبعدت يده عنها بضيق و قالت باختناق : مروان أبعد عنى عشان أنا مش طايقة نفسى ولا طيقاك ولا طايقة السرير اللى نايمة عليه ثم قامت و هى تقول بضيق : أقولك حاجة أنا هاروح أنام فى الأوضة التانية و هاسيبلك الأوضة كلها .. خرجت من الغرفة و ذهبت للغرفة الأخرى ليتنهد هو بغضب و هو يقول بتوعد : ماشى يا لميس ماشى يا بنت عمى مبقاش مروان لو ماخلتكيش تلفى حوالين نفسك طول ما أنتِ شغالالى فى الأزرق كده
انتفضت من النوم ووجها يتصبب عرقاً بسبب كابوس غريب اقتحم أحلامها التى لم تكن وردية قط .. أحست فيه أن جسدها كله قد شل و ليس نصفها السفلى فقط .. حاولت أن تستعيد أنفاسها التى فرت هاربة منها إلى أن استطاعت القبض عليها مجدداً .. قامت أسيل على حركتها الغير طبيعية و قالت بخضة : فى إيه ؟ فى إيه يا تالا ؟ مالك ؟
وضعت يدها على صدرها و هى تحاول التنفس و قالت باختناق : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ظلت تكررها ثم نظرت لــ أسيل و قالت : كابوس .. كابوس يا أسيل .. هاتيلى أشرب لو سمحتى
انتفضت أسيل من مجلسها و خرجت من الغرفة و أتت بعد بضع دقائق و هى تحمل كوب ماء بيدها .. أعطته لتالا و قالت بجدية : اتفضلى
أخذت تالا منها الكوب و ارتشفته بأكمله فقد كانت تشعر بالظمأ الشديد .. بعدما انتهت .. نظرت لها أسيل و قالت بتساؤل : فى إيه ؟ حلمتى بإيه ؟
عقدت تالا حاجبيها بضيق و قالت بخوف : لميس .. أنا خايفة عليها أوى
أسيل باستغراب : لميس مين و حلمتى بإيه ؟
بلعت تالا ريقها بصعوبة و قالت بجدية : بلاش أحكيه عشان مايتحققش .. إن شاء الله خير .. يا رب أسترها عليها
أسيل بجدية : إن شاء الله
فكرت تالا أن تتصل بها لتطمئن عليها لكنها تراجعت خوفاً من مروان على لميس !
أخرجتها أسيل من تفكيرها و هى تقول برجاء : تالا ممكن تحكيلى عن مامى الحقيقة .. أدهم قالى إنها كانت الدادة بتاعتك
ابتسمت تالا لها و قالت بجدية : أكيد يا حبيبتى هاحكيلك .. ظلت تقص لها العديد من الأشياء التى تعرفها عن عائشة إلى أن نفذت المعلومات لديها !
أسيل بدموع : دى كانت طيبة أوى أمال ليه سابتنى ؟
تالا بجدية : قدر .. قدرك و قدرها كده
مر اليوم سريعاً و تالا جالسة مع أسيل تتحدثان لكن عقلها كان شارداً بأدهم و بقرارها الذى ستخبر به والدها ..قرارها الذى اتخذته بعد صراع طويل للغاية مع نفسها .. قرارها الأخير الراسخ الذى لن يكون له بديلاً ولن يكون عنه تراجعا ً!


يتبع ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:00 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.