آخر 10 مشاركات
♥♥ خـواطـر قلبيــه ♥♥ (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          *** شكرا لكم أيها الحمقى !!!! *** .... (الكاتـب : حكواتي - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          178 - قيد الوفاء - سارة كريفن - روايات عبير القديمة(كامله)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          روزالــــــــــينـــــــــــــــدا ... "مكتملة" (الكاتـب : أناناسة - )           »          إنه انت * مكتملة * (الكاتـب : الكاتبة الزرقاء - )           »          300 - القفاز المخملى - ريبيكا ستراتون - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          قلبه من رخام (37) للكاتبة الآخاذة: أميرة الحب raja tortorici(مميزة) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          132- كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - ع.ق. ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-08-16, 01:22 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




ألقت تلك الكلمات بسعادة تعلو سعادتها عندما زوجت ابنها الوحيد، لترى تأثير كلماتها قد أطاح بعقل نبيل ويبدأ في موجة قَبل لكفيها وجبهتها لتعترض ضاحكة" توقف ، لو كنت على علم بمقدار السعادة التي ستجلبها تلك الفتاة لك لكَنت زوجتك إياها منذ زمن " .

هدأ وسكَن في مكانه وتربع بجلسته متمهلا في الذهاب وطرق أبواب بيتها: أمهليني بعض الوقت أماه نحن بصدد عمل مهم ، حينما ينتهي سنذهب ونتقدم لها رسميا وخلال هذه الفترة سأتأكد من إن كانت ستوافق علي أم لا .

وافقته جدته القول بفخر " رأي سديد " .

تعالت أصوات النقر على لوحة مفاتيح حاسوبها المحمول محاولة تجاهل النقاش الحاد المحتد داخلها فقلبها متشوق لسماع صوته مجددا مخبرا إياها بجمل تذيب دفاعاتها:
" إنكِ لا تقومين بفعل سيء، فقط رنة لهاتفه وسيقوم بالاتصال بك وحينها أخبريه بأنك طلبتِ الرقم الخاطئ وأغلقي المكالمة “

بينما عقلها يعيد بناء حواجز تعيق جنون قلبها المتهور ناهرا بصوت هادر:
” توقف عن إرباكها إنها ليست لعبة، هذه حياة واقعية أي خطأ في هذه المرحلة تعني إرسال إشارات ومفهوم سيء عنكِ ؛ أترغبين بأن يشاهدكِ بصورة فتاة عابثة ؟!”

دافع القلب بخفة محضرا حجج واهية في نظر العقل" ولكني لا أقصد سوءا ، كل ما في الأمر هو رغبتي بسماع صوته الذي يبث فيني إحساسا يبعث على الإدمان ؛ كمخدر يرتفع بصاحبة لأعلى السحاب قام هو بذلك من خلال كلمة وحسب !”

نظرت لُجين ليمينها حيث يقبع هاتفها صامتا فوق سطح مكتبها لينهرها عقلها مجددا:
” إياكِ ثم إياكِ ، عواقب رغبتك وخيمة يكفي لهذه الليلة انهي عملك واخلدي للنوم لديكِ فرصة أخرى لمقابلته بالغد"

ازدادت ضربات قلبها على تلك الفكرة فبالفعل هما يعملان معا الآن لذا ففرص اللقاء كثيرة ، لما الصوت والمقابلة وجه لوجه أفضل بكثير ؟

استعجلت النقر بخفة على مفاتيح جهازها في محاولة مستميتة لإنهاء التقرير والخلود للنوم أملا في لقاء الغد الذي قد ينتهي مرة أخرى في المقهى المجاور للشركة .

أنهت هَيا استحمامها وارتدت بجامتها القطنية لتنجح في استعادة نشاطها وحيويتها لتظل تفكر في أحداث اليوم منذ مغادرتها للشركة وعودتها منهكة بحمى وصداع نصفي ليبقي الحدث الأكبر الذي جعل من قلبها يقرع طبولا وتصبح وجنتيها مصبوغة بالحمرة هو موافقتها للزواج من شادي ، يا إلهي لقد وافقت على الزواج بعد أن حاولت التهرب منه في عديد من المناسبات !

أرخت عضلات جسدها المشدودة بجلوسها على الصوفا المفضلة لديها والتي تقابل سريرها الملكي الذي انتصف الغرفة بكل أناقة ، لتظل تعيد حساباتها فهي لم تنظر له في مرة واحدة بطريقة تخالف عادتها ولكن الآن بعد كل ما تذكرته مؤاخرا تشعر بشيء يربطهما معا حتى قلبها بدأ في سرد مشاعر منسية يكاد يتوقف من شدة خفقانه !

بقيت تجاهد لالتقاط الهواء لرئتيها ما يقارب الدقيقة وحينما استعادت هدوءها أجهشت بالبكاء حتى كاد يصبح نواحا ، سمعت طرقات متتابعة وصوت والدتها القلق" هَيا عزيزتي ، ما الأمر لما البكاء ؟”

حاولت كتمان شهقاتها بيديها ولكنها لم تفلح ، دلفت والدتها الغرفة واتجهت نحوها مفزوعة قلقة " ما الأمر عزيزتي ، هل يؤلمك شيء ما ؟”

احتضنت والدتها وتشبثت بكلتا يديها بها قائلة بصوت باكي" قلبي يؤلمني جدا ، كما لو أن شخصا ما أنتزعه من مكانة ! “

احتضنتها والدتها وبقيت تقرأ المعوذات على طفلتها الوحيدة إلى أن أستولي النوم عليها وجعلها تسَكن في حضن والدتها .

تنهدت والدتها وتساءلت بقلق" هل بدأت بتذكر تفاصيل أخرى عن الماضي ؟”

لم يكن الوقت في ذلك المساء متأخرا حينما قرر شادي الذهاب لوالدته وفتح الموضوع بشأن خطبته لهَيا في الأسبوع القادم لما لا والوقت مناسب جدا بهذا لن يلومه أحد ما لو عجل بأمر الزواج بعد فترة قليلة ، دلف للمنزل الذي حمل ذكرياته منذ الصغر وأفظعها موت والده مع هذا لا تزال والدته مصره على الاحتفاظ بالمنزل الذي قضت نصف عمرها به برفقة زوجها ، حاول معها كثير بأن تنتقل معه لشقه أصغر لأنها لن تكون قادرة على الاهتمام بمنزل يفوق حجم المنازل الأخرى المجاورة مساحة ولكن لا يزال الجواب كما هو .. الرفض !

بصوته الرخيم قام بمناداة والدته بضع مرات قبل أن ترد عليه بحنو من المطبخ القابع في جزء يبعد بضع خطوات عن المجلس الداخلي المتصل بمدخل ثانِ يؤدي لقسم آخر من المنزل، اتجه بخطوات متسارعة رتيبة وحين وصوله للباب تحدث بلهجة محافظة: أحتاجك في أمر هام أماه ، هلا تحدثنا قليلا .

" ما الأمر ، أهناك أمر يشغل تفكيرك ؟" تبعته بعد أن تركت ما شغل يديها من تنظيف للأواني ، لتبقي منشقة صغيرة رفيقة لراحة كفيها بغية تجفيفهما .

أشار لها بالجلوس جواره بعد أن اتخذ مقعده في أقاصي المجلس، ارتابت والدته لتتحدث بتوجس: حسنا أنك تقلقني !

ابتسمت عيناه قبل شفتيه وقهقه قائلا: لا تقلقي ، لم يحدث ما يثير قلقك أنه موضوع لطالما قمت بتأجيله .
تنهدت والدته بارتياح لتبتسم قائلة: إذن وما هي المسألة المؤجلة ؟

" الزواج " قالها بدون مقدمات للموضوع يكفيه ما سيواجهه من أسئلة من والدته .

همهمت قائلة وهي تضع المنشفة الصغيرة جانبا: همم حسنا لن أقول بأني تفاجأت ، يمكنك القول بأني كنت أعلم بأنك ستفاتحني بالموضوع في وقت ما .
" إذن ، ممن تريد الارتباط هذه المرة ؟ " نظرت له بحنو وأمسكت بيده الحرة تربت عليها تطيب بها خاطرها لتتابع قائلة" أخشي بأني قد كنت السبب في طلاقك من زوجتك الأولى لم أظنها قد تكون سيئة لهذه الدرجة !”

احتدت عيناه مغلقا الحديث" انتهي ما كان قائما بيننا منذ زمن بعيد أماه وأنتِ لستِ الملامة أبدا “
" وأظن بأن الفتاة التي سأرتبط بها قريبا ، تربطك معها معرفة طويلة الأمد "

عقدت حاجبيها باستنكار" ليس لدى معارف مقربون لهذه الدرجة ؟”

" أرغب بالارتباط ب هَيا ابنه خالد الرافعي ، بما أن الشركة ستقوم بدمج قريب فلا أجد مانعا للأمر “

لحظة صمت عَبرت عن الكثير إلى أن نطقت والدته بما دار بخلدها: إذا ماذا تنتظر ، تعلم بأني لن أعارض لقد أصبحت المسألة تختص بقرارك أكثر من كونها تختص بموافقتي ؛ ولا أحبذ فكرة ربط خطبتكما بدمج الشركة قد يأخذ الكثيرون الانطباع الخاطئ حول مسألة زواجكما !

ابتسم وأسند رأسه على كتف والدته ليتحدث في نغمة مليئة بالامتنان: شكرا أماه واقدر لكِ قلقك لكن المجتمع لن يتوقف عن الحديث لا الآن ولا .. لاحقا .

ابتسمت بمحبة وربتت على رأسه بلطف وبسعادة عامرة أنهت الحديث قائلة " إذن لابد من نذيع الخبر السعيد، فهذا سيكون بداية جديدة لكلينا " .

في صباح اليوم التالي وخلال نصف ساعة منذ بدأ ساعات العمل الرسمية انتشر الخبر في كلتا الشركتين بأن رئيس شركة سالم السالمي " شادي السالمي" سوف يقترن بابنه رئيس شركة خالد الرافعي "هيا الرافعي" ولم يخلو الخبر من تناقل الإشاعات التي تعود لسنين خلت، إنهم عشاق للأحاديث الممزوجة بوقائع مكذوبة .

لم يكن هنالك أسعد من لجُين حين سماعها للخبر ، وبدأت في تقليب الأحداث في رأسها الصغير إلى أن وضعت استنتاجا مبسط لما يحدث حاليا ؛ إذ أن آخر لقاء كان شخصيا لهذا شعرت بغرابة الوضع .!
مع ذلك تأمل بأن لا تطفو ذكرياتها للسطح مجددا ، وعليه أن يُبقي سراً .

ولكن لما لم تخبرها هَيا بشأن هذا المخطط لابد من وجود سبب تركت استفساراتها جانبا لتنتهي من عملها بشكل أسرع ، ويمكنها لاحقا أن تمر على هَيا وترغمها على الحديث بكل ما تخبئه بجعبتها .

في ذلك الوقت كان شادي يتعامل مع بقية الأمور العالقة ويتجول في أنحاء شركته حتى يتأكد من عمليات الدمج المرتقب فلم يبقي الكثير وسيتم نقل كل شيء لشركة خالد الرافعي ؛ حتى تناهي لأذنه حديث بعض الموظفين

تحدث موظف بتفكير متعجب " ألا تعتقدون بأنه أمر غريب بأن تتم الخطبة والشراكة بنفس الوقت ؟”

رد موظف آخر " لا ، أنه أمر طبيعي إنه كحفظ الحقوق للجانبين فكما تعلمون فلا يملك خالد الرافعي رجلا ليرثه فقط ابنه وحيده وقد سمعت مؤخرا بأن الرئيس كان على علاقة جيدة مع رئيسنا المرحوم سالم السالمي لذا فالأمر يبدوا طبيعيا" .

رفض موظف آخر افتراض زميله بالعمل " لابد من أنك لم تعلم بأن علاقتهما قطعت منذ إعلان إفلاس شركتنا والفضائح المقترنة بذلك أنسيت بأن ذلك الشخص الذي كان معاونا في شركة خالد قد سبب لنا الأضرار ! “

أعاد زميله الحديث بوقائع مصححة " لماذا ، لا تعلمون سوى نصف الحقيقة ؟! “




هنا تنتهي الفصول ^^
قراءة ممتعة وإلى لقاء قريب في الفصل الخامس بالأسبوع القادم =)

* تذكير : إذا تم نسيان الموعد من قبلي أو كنت تحت ظرف ما فإني سأعوض الفصل
بفصلين في أحد أيام التنزيل ..







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-16, 11:49 AM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


لا تلهكم القراءة عن أداء الصلوات

(4)


أعاد زميله الحديث بوقائع مصححة " لماذا ، لا تعلمون سوى نصف الحقيقة ؟! “

بالحقيقة لقد تم كشف الموظف ولكن سمعت بأنه توفي في حريق قد افتعله في مزرعة خالد الرافعي حين تم افتضاح أمره أنسيتم هذا ولكن كان الأوان قد فات لتصحيح الوضع بعد وفاة سالم السالمي جراء مرض ألم بقلبه”

أضاف موظف آخر بعد سماعه لأطراف الحديث" ولا تنسوا بأن موظف من شركتنا قام أيضا بخيانتنا والنصب على رئيسنا المرحوم لقد نال ما يستحقه ، لقد غَرم بمبلغ مالي خيالي وأيضا هو قابع بالسجن حتى الآن " .

تجاهل شادي بقية المحادثة وعاد لإكمال عمله؛ الجميع لا يعلم ما حدث حقا لأنه لم يخبر أي شخص بما جرى في تلك الفترة الغائبة ، ولماذا يخبرهم والجاني قد مات وحبيبة قلبه قد تتعرض لضغوط من ألسنة مجتمع لا يرحم !

ليتبادلوا الحديث بوقائع ناقصة وليتمتعوا بربطها في محور لا يمت للواقع بصلة كل ما يرغب به أن يحميها من ألسنتهم ومن نظرتهم المقيتة لها، هي لم تخطئ بشيء بل حاولت حمايته وحماية شركة والده وهذا يكفي لكي يحبها ويرغب بالارتباط بها أكثر مما مضى .

أنهي نبيل عمله المتراكم بعد أن قرر رئيسه بالعمل شادي القيام بجولة تفقديه للشركة ، وقرر أن يذهب ليقدم آخر الأوراق للجُين وحتى يستطيع جَس نبضها حوله بالرغم من أن الأمر واضح كوضوح الشمس إنها معجبة به كإعجابه بها وأكثر بقليل ؛ إنه يرغب بامتلاكها والشعور بقربها إنها أشبه بقبس نور ينير ظلمه وحدته !

اتجه نبيل مباشرة نحو شركة خالد الرافعي بعد أن وضع ملحوظة في مكتب رئيسه حتى يعلم أن ذهب ، فرئيسة لا يحبذ الاتصالات الهاتفية وقت العمل إلا للضرورة .

لم يستغرق الكثير من الوقت ليصل للشركة والذهاب بشكل مباشر لمكتبها طرق الباب بهدوء، ليسمع صوتها الحازم قائلا: تفضل بالدخول .

كانت تبدو ضئيلة الحجم وهي تحاول الوصول لرف يعلوها ببضعه سنتيمترات وهي ترتدي حجابها وعباءتها ذات اللون البني الفاتح ليتحدث ببهجة ملحوظة: أترغبين ببعض المساعدة ؟

التفتت والخجل يعتريها من قدومه المباغت لتفكر قائلة" لماذا كلما خطر ببالي أراه يأتي على عجل، لابد من أنني قد جننت “

لترتب هندامها وتقف بشكل محترم ، مجيبه على طلبه: حسنا لا أستطيع رفض عرض مغرى .

وأكملت وهي تشير بسبابتها على مجموعه ملفات بلون رمادي بما يقارب الصفين: أريد هذه الملفات لنقلها لغرفة الأرشيف ، كان من المفترض أن يساعدني شخص ما ولكنه قد علق في اجتماع مفاجئ .

ابتسم بجاذبيه ليخفق قلبها كالمجنون ، واضعا حاجياته جانبا لم ينسي ترك معطفه الذي سيكون عائقا بالنسبة له وقام برفع أكمام قميصه لمرفقه بعد أن حررها من الأسر ليقترب من المكتبة الزجاجية قائلا: إذن لنبدأ ، ولكن عليكِ إرشادي لغرفة الأرشيف.

كتفت ذراعيها وابتعدت بخطوات رشيقة لتعطيه بعضا من المساحة لتجيب مؤكدة: بالتأكيد كيف ستعلم الطريق بدوني .

بدأ في العمل والصمت سيد الموقف فقد كان يتولي عمليه إخراج الملفات من المكتبة وتسليمها إياها لتضعها جانبا حتى يتم نقلها على دفعات لكثرة العدد، وبينما هي مشغولة في ترتيب الملفات لم يرحمها قلبها إذ انه أعلن الخضوع التام في هذه المرة قائلا بثورة عصيان " هذه المرة لابد لنا من الاعتراف له ، أنظري إليه فحسب أنه الشخص المنشود ! “

تدخل العقل بحكم العادة ليهدئ من جنون القلب" أهدأ قليلا ، لا تستعجل الأمور لسنا واثقين من كونه يرى عزيزتنا بأنها المنشودة أيضا ؛ قد يكون حبا من طرف واحد ! "

تجاهل القلب كلمات العقل كما لو أنه قد غرق في بحر اللاعودة " أنا لست منطقيا أبدا لذا توقف عن محاولتك هذه حينما أكون بقربه لا أستطيع سوى أنتاج هذه النبضات المتهورة كيف أن يكون هذا أمرا منطقيا استسلم فحسب" .

" لهذا أنا متواجد حتى أحكم الرباط عليك ، من غيرك يوقعنا في مشاكل لا غني عنها تستعجل الأمور وتقوم بربطها بأفعال ظاهرة بدون الاستناد للشخص الأخر واقعيتي تجعلني منطقيا لذا كن صبورا" أنبه العقل مما جعل القلب يلتزم الصمت ويهدأ قليلا ليعتاد تواجده بالقرب من هذا المخدر .

أطلقت لجُين تنهيدة طويلة حينما أنتهي نبيل من إفراغ الرفين العلويين قائلة: بما أن مجموعها لا يتجاوز ال25 ملفاً لنقسمها بالتساوي ونقم بنقلها على دفعات .

أعترض نبيل بهدوء وهو يرى كومة الملفات ممتلئة لأخرها: سأحمل الضعف وأنتِ قومي بحمل 3 منها ولا تناقشيني ستشكرينني لاحقا .

" كما لو أنني أجرؤ على معارضتك ! " أفصح قلبها الخاضع والذي لا يزال مستمرا في النبض بشغف.

قبلت عرضة وقامت بدورها في إرشاده وتنظيم الملفات في غرفة الأرشيف لتبقي مجموعة أخيرة تحتاج لتنظيم مختلف لتبدأ لجُين بالبحث ريثما نبيل يراقبها حاملا المجموعة الأخيرة حينما وجدت المكان الملائم حملت سلماً متوسط الحجم وتسلقته لتتولى عملية التنظيم و بصوتها المنهك أبلغته بمكانها: نبيل أيمكنك القدوم وإعطائي الملفات ، ستجدني في القسم الثاني بالجهة اليمني .

اتبع إرشاداتها وقام بتسليمها الملفات الواحدة تلو الأخرى وراقبها وهي تعيد ترتيبها مرة بعد أخرى حتى يسهل العثور عليها فيما بعد ، استغرق عمل ذلك ما يقارب الساعة مع هذا لم تتذمر مما جعل نبيل يشعر بعظمة إحساسها بالمسؤولية لذا لم يخطئ حينما قرر خطبتها فور انتهائهم من دمج الشركة .

مدت لجُين يدها لنبيل لتستلم الملف لتنظمه بجوار أشقائه ونظراتها لم تفارق الرف حتى لا تضيع موقعه الملائم قائلة: نبيل أعطني الملف لو سمحت .

تنبه نبيل لصوتها ليمد لها بالملف الثقيل نوعا ما محذرا إياها: كوني على حذر فهو قد يكون ثقيل عليكِ لذا ..

لم تكن تعَي كلمة مما يقوله لانغماسها في عملها لذا سحبت الملف من يده بخفة مما سبب خللاً في توازنها للثقل الحاصل، لم تستطع أن توازن جسدها بالوقت المناسب لتشعر بأنها تهوى للأسفل كبتت صرختها مرت لحظات ولم تسمع سوى صوت ارتطام الملف بالأرضية الرخامية وأنفاسها المتسارعة بخوف ؛ تعجبت عدم شعورها بالألم ولكنها أقنعت نفسها بأنه آتي لا محالة ، لتسمع صوت أنين منخفض لتفتح عينيها على مهل لترى بأنها في موقف محرج للغاية !

صرخت بصوت مختنق وحاولت أن تبعد جسدها الغض عنه إلا أن ذراعية اللتان تحيطان بخصرها منعاها من ذلك ، لتتحدث بصوت أقرب للبكاء: نبيل هل أنت بخير ؟

" أجننتَ ، كيف لك أن تفعل هذا سأكون بخير ليس وكأنما سأكسر ذراعي أو ما يشابهه !"

سعَل بضعه مرات قبل أن يتحدث بعصبية وعيناه تقدحان غضبا: ألم أخبرك بأن تكوني حذرة ، لقد كان ثقيلا لذا بالطبع ستسقطين !

في تلك اللحظة أنزلق حجابها وتحررت خصلات شعرها العسلية ، وتجمعت غمامات منعتها من الرؤية إنها تتألم وخائفة للغاية لم يسبق لها بأن خضعت لتجربة كهذه ؛ ارتبك نبيل وخُرست الكلمات فقد بقي مأسورا بجمالها ، دموعها لم تترك له مجالا لإكمال عتابه كيف لا وقد شعر بقلبه يهوى معها حينما كادت أن ترتطم بالأرض !

اعتدل بجلسته ولا يزال ممسكا بها مسح بظاهر كفه دموعها ممازحا إياها: أعتقد بأن هذا ليس بالوقت الجيد لسؤالك إذا ما كان من المناسب التقدم لخطبتك ، صحيح ؟!

وقبل أن يبعدها رفع حجابها المتحرر عن كتفيها ووضعه فوق رأسها، إنها تُسبب له اضطراب في خفقات قلبه يخشي أن يتهور فيما قد يقدم عليه لاحقا لكنه يعلم جيدا الحدود المسموحة بها وهذا أقصى حد سيعبره .

اتسعت عيناها دهشة من طلبه ، جفت حنجرتها وتأبي الكلمات أن تخرج بشكل صحيح تاركة دموعها تكمل مسيرتها على وجنتيها مما جعل موقفه أصعب بكثير لم يتوقع رد فعل كهذه ؛ أعاد شعره للوراء بحركة سريعة وأدار وجهه للجهة المقابلة قائلا: آسف ، لم أقصد إفزاعك ولكن كيف أصف لكِ الأمر ..

مدت يدها المرتجفة وأمسكت بقميصه لتتحدث بصوت مهتز ونغمة باكية: ماذا لو قلت بأني موافقة ؟

نهض بخفة مما جعلها تترك قميصه وتخفض نظراتها للأرض" لقد تسرعت بحديثها ماذا سيظن الآن بأنها مخبولة بكل تأكيد" قاطع سلسلة أفكارها وهو يقوم بجذبها من يدها لتستقيم مجددا قائلا بجرأة : إذن لا أجد مانعا من إخبارك بأني أجدك مميزه للغاية ، وأني أرغب بالارتباط بكِ قريبا جدا .

توقفت عن البكاء واحمرت خجلا ، وأبقت نظراتها على أصابعها المتراقصة فيما تحاول تهدئة قلبها الذي جن جنونه .

ألتقط نبيل الملف من الأرض ووضعه في مكانه الملائم وقام بإعادة السلم لمكانه وجميع ذلك تحت نظرات لجُين المرتبكة ، وقبل أن ينهي ما كان يفعله تنحنح قائلا : إذن سأنتظر ريثما ننهي عملية الدمج ثم بعد ذلك سأتقدم لكِ رسمياً .

وضعت راحة كفها على شفتيها لتمنع شهقاتها من الخروج للعلن وفضح أمرها، هل بدأت تحلم أحلام يقظة ؟!
استمرت قطرات نديه في ريِ حدائق وجنتيها النضرة بينما انتظرها نبيل حتى تستعيد هدوءها لم يكن يبعد عنها سوى بضعه خطوات مواجها للمخرج وظهره المستقيم مقابلا لها ، لم يشأ بأن يسبب لها الإحراج يكفيه ما حدث قبل قليل بداية من سقوطها لموجة الاعترافات المفاجئة .

*******




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-16, 11:51 AM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




لم تكن قد استيقظت بشكل كامل بعد نوبة البكاء الذي خاضتها قبل ساعة مضت ، ليهيأ لها روية شادي واقفا أمامها ونظراته مليئة بالعتب والعجز ، حاولت أن تتحدث أن تخرج صوتها لتتفوه بكلمات محبوسة تنتظر الإفراج ولكنها بمجرد أن نطقت باسمه حتى أختفى كطيف سراب ووهم لا أكثر ولا أقل !

لقد بدأ عقلها يمارس الأعيبه بمهارة حتى يثبت لها مقدار جنوحها ، في قراراتها ورغباتها والأهم في هذا علاقاتها زمت شفتها السفلى قهراً فعملية الشفاء هذه قد استغرقت وقتا طويلا ، تلك الحلقة الناقصة تتعلق بشادي وإلا لما هنالك الكثير من الذكريات عنه ؟!

تنهدت بأسي بالغ فمهما كانت شدة رغبتها بأن تعود طبيعيه ،إلا أن الأمور لا تسير وفق هواها تقدمت نحو مرآة تناهز طولها ببضعة سنتيمترات قد وضعتها بجوار خزانة ملابسها وقامت فك أزرار كنزتها القطنية ونزعه عنها بكل هدوء تحتاج أن تقييم حالتها كل فترة ، بل كيف ستقوم بمواجهه شادي بمثل هذا الجسد !

لمست بأصابعها المرتعشة أطراف ندبتها الممتدة من كتفها الأيمن ، بداية من عظمة الترقوة إلى الجزء العلوي من عظم الكتف وقد حظي باتساع يصل لجزء من صدرها العلوي ، بالرغم من أنها تخفيه جيدا تحت كنزه طويلة إلا أن الاحساس بوجوده لا يختفي ، تتألم من النظر إليه كل مرة ؛وتخشي من نظرات البقية إليه كيف ولا وتلك النظرات تحمل تساؤلات لا تستطيع الإجابة عنها ولا حتى لنفسها!
هذه الندبة هي الشيء الوحيد الذي يربطها بحقيقة حدثت منذ وقت طويل ، ويربطها به الشخص الذي ضحي بحياته لأجلها هذا ما سمعته على أقل تقدير ولهذا فهي تحاول جاهدة بناء ثقتها بجسدها مجددا ولكنه صعب للغاية .

والآن هي موشكة على الزواج برجل تربطها معه ماضي لا تستطيع تذكره، ورغم محاولاتها بالابتعاد عن هذا الموضوع وتأجيله إلا أنها قد أوقعت نفسها في مشكلة لن يمكنها الفرار منها سالمة من العواقب .!

شعرت بموجة صداع تداهمها تفتك بخلايا رأسها، كما لو أنها تعيد إحياء جزء فُقد؛تقوم بإنعاشه مرة تلو الأخرى .

عقدت حاجبيها وأغمضت عيناها من شدة الألم ،تريد أن تمر هذه الموجة بسلام لا ترغب بتذكر أي شيء الآن لا تريد رؤية صورته ولا سماع صوته ، قلبها ليس متأهبا وعقلها في حالة يرثي لها، ولكنها سرعان ما وجدت نفسها في ذكرئ جديدة بالنسبة لها عنه ..
***

ابتسم ضاحكا بنغمة محببة لقلبها قائلا وسط ضحكاته: إنه ليس بهذا السوء حقا.

امتقع لونها احمراراً بعد ما حدث للتو ، وتوقفت عن الحك لتنظر إليه شرزاً: حسنا ، يمكنك التوقف ساعة تشاء.

توقف مبتسما وهو يداعب ذراعها على موضع الحساسية : لا تلقي للأمر بالاً ، يحدث ذلك غالباً لمعظم البشر إنها مجرد رد فعل .

أبعدت يده التي أطلقت شرارات كهربائية في ذراعها، وأخفت وجهها براحه كفيها فهي محرجة للغاية : كيف لي أن أنسي أمراً بهذه الأهمية ، إني أعاني من حساسية تجاه المكسرات ولقد تناولت للتو حلوى محشوة بها !

توقفت لبرهة تنظر لابتسامته العابثة ثم أكملت بفزع ظاهر : سوف أصبح كالبالون قريبا ويطغي اللون الأحمر على بشرتي، سوف تكرهني لهذا فمنظري شنيع جدا !

علت ضحكته مجددا مما جعل البعض يلتفت لهذا الثنائي السعيد بالمقهى ، لتحذره هي الأخرى بسبابتها كعلامة وعيد وتهديد : توقف وإلا سأغادر فالجميع يحدق بنا .

هدأ انفعاله منذ لحظة خلت وعلق عينيه بعينيها البندقيتين متابعا حديثه بصوت محب هادئ رخيم : أهذا ما يثير قلقك ، طريقة رؤيتي لكِ هي ما تثير حنقك وفزعك ؟!

تناول يدها واحتضنها داخل يده الضخمة الدافئة ثم طبع قبلة ناعمة سريعة قائلا وهو يعاود العبث بأصابعه على موضع الحساسية : من المستحيل أن تغير هذا الأشياء الثانوية نظرتي لكِ ، ما أحبه بكِ هو أبعد ما يكون عن المظاهر والأشياء الملموسة ، فأنا أحب غضبكَ ، ومزاحك ، ضحكتكَ وروحك العالية ، وأيضا ثقتكَ الهائلة بحبي لكِ .!
احمرت خجلا وأضاعت الاتصال البصري بينهما بالتحديق في فنجان قوتها تاركة له الحرية في فعل ما يشاء وقول ما يشاء فمقدرته على إضاعة ما يزعجها جدير بالثناء.
***

انتهت هذه اللحظة وشعرت بصداع يختفي شيئا فشيئا كما لو أن خلايا دماغها قد عاودت العمل بشكل طبيعي فتحت عينيها أمله برؤيته أمامها مجددا، ولكنها لم ترى سوى انعكاسها بالمرآة أحاطت جسدها بذراعيها هامسة بألم : لن تحبني هكذا ، لن يعجبك ما حل بي .!

مرت منذ تلك الأحداث 3 أسابيع في تنظيم دمج الشركتين بالإضافة لارتباط شادي وهَيا في نفس اليوم الذي تنتهي فيه عملية الانتقال .

كانت تحمل ما تحتاجه من أدوات الزينة وتضعه بالقرب من حقيبة متوسطة الحجم، فلم يبقي سوى أسبوعين حتى تصبح رسمياً زوجة لرئيس شركتهم المستقبلية من الواضح بأن والدها سيسلم أمور شركته كليا له فهذا هو الغرض من الزواج ولكن ما تزال تتساءل لما عرض شادي موضوع الزواج مجددا، في حين أنهما انفصلا قبلا ؟

قطع تسلسل أفكارها صوت لُجين المستاء ، لتتحدث معها بمرح : ماذا أتشتاقين لي منذ الآن ؟

أغلقت هاتفها المحمول بانزعاج واضح وتابعت الحديث بنفس الاستياء: لا بل ما يتداولونه في شبكات التواصل الاجتماعي ، لقد فاض بي الكيل من هذه الإشاعات فقد تجاوزت الحد المعقول !

قهقهت هَيا ضاحكة ويداها تعملان على تنظيم الحقيبة ، لتستمر لُجين وهي تطلق العنان
لصوتها : ماذا !
لستِ أول فتاة ستتزوج برجل مطلق ، ولكنهم يجعلون الأمر بغاية الأهمية والإجحاف .

كقولهم " صفقة تجارية تكلل بالزواج ، ما السر ؟”

لم يتركوا شيئا إلا و تحدثوا عن خلفيته وعن وفاة والده وزواجه وانفصاله السريع الغير متوقع ونجاحه بعد الإفلاس !

" هكذا هم الصحافيون ، يعشقون الأخبار المليئة بالتفاصيل الغامضة " هدأت هَيا روع لُجين بهذه الكلمات دون أن تتفاعل معها يكفيها ما سمعته من أفراد عائلتها .

كتفت لُجين ذراعيها وهي تشاهد الهدوء الذي تمتلكه ابنه عمها قائلة بإعجاب : لديكِ قدرة مذهلة على التزام الصمت والمحافظة عل هدوءك بينما الكل في خضم معركة ما بين القيل والقال !

ابتسمت على كلمات المديح الصادرة من لُجين لتتذكر ما أخبرها به شادي في مرة من المرات " أما المجتمع لا يهمني بشيء البتة دعيهم يتحدثوا سرعان ما سيجدون حدثا جديدا لالتهامه ".
اقتربت لُجين من هَيا واتكأت بظهرها مستنده إياه لظهرها هامسة بحذر : هل أنتِ متأكدة من قرارك بالارتباط به؟

وأضافت كمن يذيع نشرة أخبار جوية " لقد تزوج قبلا ، وله خلفية سيئة بحسب الأقاويل المتناقلة ، ولا يسهل التعامل معه شخصيا" .

توقفت هَيا وأسندت ثقل جسدها على لُجين لتتحدث بصدق جلى : حسنا ، قد أكون صدمت بخبر زواجه الأول ولكنني على ثقة بأن له ظروفه ومسبباته فقد عانت والدته وقتا عصيبا بعد فقدانها لزوجها.

“وأما عن الأقاويل فهي تبالغ بوصفه كوحش ضاري إذ أننا في مجال عملنا لا مجال للتساهل والرقة وإلا الخسارة هي نصيبنا الأكبر “

“و شخصيته همم لسنا جميعنا ملائكة فنحن بشر نخطئ ونصيب لذا أرغب في خوض هذا الارتباط لأني أعلم تماما بأنه سيكون نعَم السند لوالدي “.

همهمت لُجين ثم ما لبثت أن بدأت تدندن نغمات موسيقية ، ثم شاركتها هَيا في التلحين بصوتها ليقضوا فترة ما بعد الظهيرة في الاسترخاء سوية وتوضيب الحقائب .

بالنسبة لشادي لم تكن تلك الإشاعات لتسبب له الضيق أو الانزعاج ، لذا فقد كان سلسل في إنهاء ما تبقي من أمور الشركة وتقديم إعلان للصحافة حتى يتوقفوا على سرد المزيد من الأكاذيب في مؤتمر صحفي .

أنهي تجديد أثاث منزله في الأسبوع الماضي وقد نظم لشهر عسل في لندن وروما و فينيسيا ولم ينسي الذهاب لزيارة الطبيب على مدى أسبوعين للانتهاء من بعض الفحوصات والمشاورات الطبية وكانت هذه الزيارة هي الأخيرة .

بدأ باغلاق ازرار قميصة الكاكي اللون وألقي بنظرة مطولة على الطبيب وهو يدون بعض الملاحظات للعلاج كاد أن يتنهد ولكن سرعان ما تحدث الطبيب : تبدو جروحك جيدة ، إن ما كنا سنقوم بعملية ليزر لإزالة تلك العلامات فأظن أن الأمر سيستغرق 7 أشهر .

“ لابأس معي فهذه الأشياء لا تؤثر بي مطلقا ولكنها ترمز للماضي لذا أرغب بالتخلص منها رجاءاً “
“ حسنا ، علاجك سيحدد حين تكون جاهزا لهذه الخطوة ، ولكن ماذا عن زوجتك ؟”

نهض عن كرسيه وعلامات القلق اسبتدت بملامحه الجذابة “ ليس الآن ، لأنها لا تعلم ما علاقتي بها فكيف أخبرها عن شيء شخصي وحميمي للغاية ، إن الوقت مبكر ! “

هز الطبيب رأسه بتفهم “ أدرك هذا لقد كنت المسؤول عن حالتكما وقد رفضتما حينها القيام بهذه الخطوة سابقا لنأمل أن تكون حالتها قد تحسنت “

انهي شادي الحديث المطول عن ذكريات يُفترض بها أن تكون مدفونة تحت مئات الأطنان من الذكريات والأحاسيس ولكنها تعود لتطفو ويبقي مُلزما بوعد قطعه حينها للُجين ، وعد سيجعله أخرسا لو اضطر لذلك ، وبهذا لم يبقي سوى اتمام الارتباط بعقد النكاح حتى يُحرر من وعده .



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-16, 11:51 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



سعَلت بضعه مرات مما سبب لها ألما حاداً بحنجرتها، لتتبعه بكوب ماء عله بذلك يسكن لفترة من الزمن لا تزال ترغب بقضاء مزيد من الوقت برفقه حفيدها ورؤيته على الأقل برفقة فتاة صالحة ترعاه من بعدها، تناولت أقراص دوائها الموصوفة لها منذ فترة وجيزة وألقت نظرة شاملة قبل بلعها لقد تضاعفت الكمية مما يدل على سوء مرضها بهذه المرحلة !

لم تعترض لمشيئة الرب فقد عاشت لفترة طويلة ورأت حفيدها نبيل يكبر بطريقة جيده ، وهاهو الآن موشك على الارتباط وما عليها سوى توثيق هذا الارتباط قبل أن يحدث الأسوأ ؛ طَرق الباب بهدوء لتسارع في إخفاء اشرطة أدويتها والإجابة بكل هدوء : يمكنك الدخول .

دلف كعادته مبتسما وهو يحمل بيده علبة تضم قطع متعددة من الكعك قائلا : ما رأيك بتناول الكعك مع القهوة ونقضي فترة المساء في مشاهدة فيلم أحضرته معي .

ألقت عليه بنظرة متوجسة ثم تساءلت عن نوعية الفيلم الذي أحضره ، ليجيبها وهو يُجاهد ضحكته : من الأفلام القديمة ذات الطابع الدرامي كما تحبينه .

حل ستار الليل الهادئ ونسائمه الباردة وما تزال لُجين تساعد هَيا في تنظيم حقائبها ، وبعد فترة من الوقت أطلقت تنهيدة راحة قائلة: ذكريني بأن لا أقوم بشراء العديد من الحاجيات عندما أتزوج .!

قهقهت هَيا ضاحكة وأكملت قائلة: إنه أمر بسيط ، ولكن لا تدعي والدتك تبالغ كما فعلت والدتي .

ابتسمت وهي تتخيل موقفها في منع والدتها من المبالغة ولكنها تفشل المرة تلو الأخرى لتتابع باستسلام : أخشي بأنك ستقومين بمعاونتي في توضيب حاجياتي فوالدتي لن تتهاون مطلقا !

لتضحك هَيا من التصريح البليغ وتشاركها لُجين سعادتها، تأخر الوقت وانتصف الليل والفتاتان تشهدان فيلم سهرة ملئ بالإثارة والخيال العلمي وبين الفاصل الإعلاني وتمدد لُجين من الجلوس لوقت طويل أطلقت هَيا العنان لفضولها حول موضوع نبيل قائلة : إذا لم تخبريني بالحاصل مع نبيل ، فبعد حادثة مخزن الأرشيف لم أسمع أي جديد؟.

تكورت لُجين بجوار ابنه عمها صديقتها المفضلة وتدثرت بالغطاء الرقيق قائلة بهمس: لا جديد حاليا، لقد تقابلنا مرة خلال الأسبوع الماضي وتبادلنا أخبارنا في المقهى وحسب .

أسندت هَيا رأسها برأس لُجين متابعة حديثها بنغمة هادئة : لابد من أنك مشتاقة له ، بالرغم من كل شيء فقد اعترف برغبته بالارتباط بكَ ، وهذا ما يدل على جديته حول علاقتكما؛ هل أخبرتِ عمتي بالأمر ؟

هزت رأسها نافية وفضلت الصمت على الحديث ، لا يزال من المبكر اعتبار الأمر قد أنجز في حين أن الشركة قد قاربت على اتمام بقية المعاملات النهائية .

لاحظت هَيا هاتف لُجين وهو يستمر بالوميض ثم الخمود للسكون وما يظل يتكرر الحال كل بضعه دقائق لتتحدث بعجب ممزوج بالاستغراب : لُجين هل من المفترض أن يتصل بكِ أحد في هذه الساعة ؟

نهضت لُجين لتعدل من جلستها وهي تشاهد هاتفها يومض متحدثة والقلق يلتهم قلبها: لا فلقد أبلغت والدتي بمبيتي عندك ، ولا يجرؤ أيٍ كان على الإتصال بي في هذا الوقت المتأخر .

دفعتها هَيا على عجل لتجيب: لربما كان الأمر هاماً، حاولي أن تبقي هادئة حسنا .

هزت رأسها موافقة وألقت نظرة لشاشة هاتفها لترى تركيبة الأرقام ، وسرعان ما وجدت قلبها يجيب على اتصاله حتى قبل أن تفكر بسبب اتصاله : نبيل ، ما الأمر أأنت بخير؟

أتاها صوته المتعب والذي باغته الانهاك: لُجين ، أحتاج إلى أن أقابلك ، أحتاج لوجودك بقربي الآن !

كاد أن يصيبها الجنون وقلبها كان قد وقع في مصيدة الاضطراب الشديد، ولكنها حاولت أن تستوعب المشكلة التي حصلت له لتتابع بهدوء: أخبرني بالحاصل معك ، لا تقلق هنا الآن .

تحدث بصوت مرتبك ، قلق ، غير متزن نوعاما: لقد انهارت أمامي فجأة ، وحالتها الآن تسوء لم أستطع فعل شيء لها .. يخبرني الطبيب أنها في حالة حرجة ..!

صَمت لبضع دقائق ثم عاد يكمل : كنت أعلم بأنها متعبة وأن أدويتها الموصوفة بازدياد ولكن ..

حاولت قدر الإمكان جعل صوتها يبدوا ثابتا وقويا: لا بأس ، كن قويا سيحل الصباح قريبا وحينها سترى بأنها قد استعادت صحتها وعافيتها متأكدة بأن الأطباء قد أخبروك بأن حالتها مستقرة حاليا .

لم تتدخل هَيا بالموضوع بل فضلت أن تعطي لرفيقتها القليل من الخصوصية فتركتها لتنهي محادثتها، مستغلة الفرصة لتتجه نحو الصالة الداخلية حتى ترتاح لفترة وقد اصطحبت هاتفها الذكي برفقتها فهنالك رسائل تنتظر منها الإجابة .

تنهدت وهي تنظر لأسئلتهم المستفزة ، حتى صديقاتها لم يرحمنها من نقل الإشاعات حول شادي لها إنها تعلم من يكون ؛ هو مختلف عما يكتبونه عنه رغم غموضه في هذه الفترة ولكنها متأكدة بأنه لا يزال الشخص ذاته الذي وقعت بحبه قبل 7 سنوات مضت .

استمرت لُجين في طمأنة نبيل وظل هو الأخر يخبرها عن أهميه جدته والتي هي بمثابة والدته وعما حدث في حياته بفضل الله ثم بوجودها وطالت المكالمة لتنتهي بوعد من لُجين بزيارته بالمستشفي قبل انطلاقها للعمل .

لم تكد هَيا أن تنتهي من إجابة تساؤلات صديقاتها ليصل لها عبر البريد الإلكتروني مقطع فيديو للمؤتمر الصحفي الذي أقامه في عصر هذا اليوم ، شاهدت الفيديو وراقبت انفعالاته وهدوئه حول الأسئلة المباغته ، وذكائه في الإدلال بإجابة غامضة غير واضحة المعالم لقد أثلج صدرها بطريقته في إخراس أفواههم ، أوقفت العرض وظلت تراقب ملامح وجهه الحادة وجاذبيته التي تجذب الناظرين لاحظت لون عينيه اللتان تميلان للبني القاتم وتذكرت في لحظة طوله الفارع مقارنة بطولها حينما تقابلا صدفة بمكتب والدها.

أعادت تشغيل العرض وإيقافه لمرات عدة ترغب بذكرى حديثه عنه ، أصبحت لا تجد السلوى إلا في ذكرياتها عنه رغم انفصالهما المؤلم ، ولكنها سترتبط معه بعد أسبوعين من الآن ستعيد ترتيب هذه الأحجية وتعيد بناء روابطهما المحطمة !

شعرت بالنوم يتسلل لجفني عينيها مُزينا لها الأحلام وباسطا نجوم الأماني المحققة ، لذة ناعمة ومعزوفة بدأت تتناغم مع حلمها لتغرق بهدوء في اللاوعي وترتخي أطراف جسدها مما تسبب في وقوع هاتفها النقال مصدرا صوت تحطم ؛ كذلك اليوم الذي حُطمت فيه أمنياتها وتركت خواءاً جديدا لتملئه .!

في عمق سباتها تردد صدى ، سبب لها مزيجا من القلق والألم ليتناهى لأذنها صوته المختنق مناديا باسمها
" هَيا ، أجيبيني ، بحق الله استيقظي ! “

ثم عاد صارخا بصوت متحشرج من الدخان المنتشر:

“ هيــا !! “


نهاية الفصل ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:40 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


لا تلهكم القراءة عن أداء الصلوات

(5)


في عمق سباتها تردد صدى ، سبب لها مزيجا من القلق والألم ليتناهى لأذنها صوته المختنق مناديا باسمها
" هَيا ، أجيبيني ، بحق الله استيقظي ! “

تشعر بالحرارة تستعر ملتهمة كتفها ، وبيد تهزها بقوة ولكن ما كان أشد هو رائحة الخشب المحترق الجاثم على صدرها لتسعل بشدة قبل أن تفتح عينيها بصعوبة فالرؤية لم تكن متاحة بسبب السحب السوداء .

حاولت أن تستعلم ملامح المنادى ولكن بدون جدوى ، فقد كان يرتدي قطعه قماش تغطي نصف وجهه تشبثت به فيما كان يساندها على الوقوف متحدثا بصوت عالٍ " علينا الخروج من هنا، المكان يحترق بسرعة غير معقولة .! “

هزت رأسها إيجابا وحاولت أن تخطو بضع خطوات بمساندته ولكن قدماها أعلنتا المعارضة ، وانهارت مجددا على الأرضية الساخنة برمادها الأسود ؛ صرخ فزعا واحتضنها مبعدا عنها السقف المتهاوى ليرتطم بظهره، ليئن بألم ويسكَن لدقائق حتى يعاود النهوض حاملا إياها بين ذراعية ، حاولت أن تصرخ و تبعده عنها لتقدر حجم إصابته ولكنه تجاهل موضع ألمه واستمر نحو المخرج المؤصد .!

صرخت به لينجو بحياته، ولكنه تجاهلها لتعاود لتصرخ باسم غادر ذاكرتها !

xxxxxxxxxxxx

شعرت بيد حانية تهز كتفها، وصوت رقيق ينادى بهمس : هيا ، استفيقي،لقد تأخر الوقت لا يمكنك النوم هنا!

قاومت رغبتها الشديدة في النوم لدقيقة إضافية، لتجيب على المنادى بصوت متعب:ما الأمر ، لا يضر النوم بشيء.

أعاد الصوت الحديث بنغمة ناهية: لا أتحدث عن ممانعتي للنوم، بل بمكان نومك ستؤذين ظهرك بهذه الطريقة .
لم تستطع هيا استرجاع موقع نومها، إلى أن تحسست بيدها قماش الصوفا الذي يخالف نعومة سريرها الوثير، اعتدلت بجلستها مغمضة العينين، تحافظ على المتبقي من تلك اللذة الهاربة، لم تتحدث واتجهت لغرفتها التي تحفظ طريقها وما يصادفها فيه كخطوط راحة كفها.

ليخاطبها الصوت قائلا " سألحق بك بعد قليل، حاولي أن لا تتعثري أثناء سيرك الأعمى هذا" .

لم تأبه كثيرا للحديث الذي وجهه لها ، وأسرعت في الاستلقاء والغرق في موجة جديدة، ليتردد مجددا صوت تحطم صاخب مترددا في جَنبات عقلها، تارة صوت تهاوى قطع من الأخشاب وتصادمها بالأرض، وتارة أخرى أصوات لتحطم زجاج كمفرقعات نارية، تتالت الأصوات بحيث لم تعد تستطيع تميزه بشكل جيد واختلط بهذا كله تلك الرائحة الخانقة التي جثت على صدرها تكتم بها أنفاسها القليلة، وحرارة متزايده تحيط بجسدها وكأنما وقعت داخل ألسنة من اللهب !.

استيقظت بشهقة عالية تحاول التقاط الهواء لصدرها، افزع تصرفها لُجين المستلقية بجوارها لتتساءل بخوف: هَيا ما الأمر؟ هل راودتكِ كوابيس مفزعة ؟!

نضخ جبينها بحبيبات من العرق، وصوت أنفاسها المتلاحقة حجبها عن إلاجابة، ماهي إلا لحظات حتى بدأت تجول بنظرها حول المكان باحثة عن شيء خفي، جذبت لجُين رسغ هَيا قائلة: ما الأمر؟

هزت رأسها بصمت، وبقيت تحدق في الفراغ الجاثم أمامها، آمله بأن يترأى ما حدث في حلمها في تلك البقعة السوداء، أن يعرض كشريط سينمائي معاد ولكن لا فائدة ترجي فكلما حاولت باغتها صداع مصدرا نشيجا حادا داخل جمجمتها.!

باغتها سؤال لجين القلق مجددا: أانتِ بخير حقا، يبدوا كما لو أنكِ شاهدتِ شبحا !

توترت للحظات وما عادت قادرة على الإجابة عن سؤال لا تعرف ماهية جوابه، هزت رأسها ونزعت الغطاء عن جسدها لتستفرد بنفسها في الطابق السفلي، التفتت بخفة نحو لُجين وطمئنتها قائلة : سأذهب لشرب كأس من الماء لن أتأخر .

تخطت درجات السلالم بقفزات سريعة عابرة الدرجة بدرجتين، وقبل أن تتوجه للمطبخ تذكرت سقوط هاتفها في مكان نومها الغير اعتيادي ، ألقت بنظراتها تتفحص المكان لتجد جزء ظاهر من هاتفها تحت الصوفا ، لم تستغرق الكثير من الوقت لانتشاله والمرور بالمطبخ، ملأت لها كوبا من الماء يرافقه قطع من الثلج وأفرغته بجوفها على دفعات برغبة منها لإسكات الفزع الذي لا يزال مستعمرا بداخلها .

أضاءت شاشة هاتفها معلنة عن وصول رسالة، ظلت حائرة لفترة زمنية قصيرة فمن سيهاتفها الآن والوقت قد تخطى الواحدة فجرا بقليل؛ تجاهلت وصولها فهي ليست بحاجة لما يعكر صفو هذه اللحظة الهادئة بعد .

بالعودة لنبيل كان لا يزال محتضنا راحة يد جدته اليمني بين كفيه، الآمه رؤيته تلك الأسلاك الموصلة وحقن التغذية وصوت جهاز النبضات الذي تجعل اعصابه في توتر دائم ، تساءل عم يفعله والده في حين أن صلة القرابة الوحيدة المتبقية من عائلته تنازع الموت!

تخبطت العديد من الافكار في رأسه، في حين مباغته النوم لجفني عينيه، إنه مرهق فلم يذق طعما للراحة منذ فجر هذا الأمس والآن سيأتي فجر جديد وهو لا يعلم إن كان سيحمل بين طياته عمرا آخر لوالدته أم إنها الختام لرحلة قضتها بالعناية به ؟!

xxxxxxxxxxxx

أنهت هَيا في دقائق شرب الماء المثلج، بعد صراع داخلي طويل حول ذكرياتها المشتتة، ثم ما لبث هاتفها الذكي أن أطلق نغمة منبهة تتلوها أخرى ، وكما لو أن جهاز إنذار قد أطلق تتالت النغمات لما يقارب نصف ثانية لتنظر هَيا بفزع لشاشتها لتجد حوالي 40 رسالة ، لم تتواني في فتح جهازها لتجد بأنها قد أدرجت ضمن قائمة محادثات قد أنشئت من قِبل إحدى صديقاتها التي قطعت صلتها بها منذ فترة الدراسة ، لم تصدق تلك الكلمات التي لاحت أمام ناظريها .

لا أصدق بأنها سترتبط به مجدداً ، بعد كل ما حدث بسببه ! =(

نظرا لما حدث ، فمن المستحسن الآ يتركها مرة أخرى ، لقد عانت باتخاذها قرار الإنفصال .. = - =

أصحيح بأنها لا تتذكر شادي !
مجرد سماعي بذلك يجعلني أشعر بالآسى لأجله ، يناضل في سبيل ارتباط شبة فاشل للمرة الثانية وهي لا تتذكر الساعات التي كانا يقضيانها سويا !! ^*^

حسنا ، يكفي هذا ، لكلاً منهما أسبابه الخاصة تتالت الأحداث من تخرج وفقدانه لوالده وسفر هَيا أخيرا .

لحظة ، أليس من المفترض أن يبقي الأمر بعيدا عنها ، عليكم بتهنئتها وليس محاولة تذكيرها بماضي منسي ، فعلا يالكن من رفقة .! ¬ _ ¬

لم تصدق هَيا بأن أخبارها منتشرة بهذا القدر فلا خصوصية تحظي بها، وكأن حياتها سبق صحفي على الجميع التحدث عنه !
أسرعت بالنقر على أزرار الشاشة لترسل ما يعتل صدرها من قلق .
مهلا ، كيف لكنْ أن تعلموا بهذا كله ؟
من أخبركن بهذا !؟؟
برزت أمامها اعلان عن الكتابة typing …. ، واستغرقت الدقائق دهرا كاملا و أمام ناظريها صعقتها تلك الكلمات التي أبت أن تستقر، لتتمكن من استيعابها بشكل جيد !
- اعتذر بالنيابة عن الفتيات ، لم يقصدن سوءاً ولكن لأخبرك الحقيقة لدى الجميع علم ولا يمكن إعتباره سراً وإن جاز لي القول فإن لدى لُجين إجابات أسئلتك تلك ..

xxxxxxxxxxxx*




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:40 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


حينما اشرقت خيوط الشمس الأولى لم تكن هَيا قد حظيت، بنوم مريح فقد استغرقت في التفكير وجمع التفاصيل المبهمة من حياتها في السنوات الماضية،لكن فكرة أن للجين خلفية عن الموضوع وتقوم بالتستر عليه فهذا كثير !
رفيقتها منذ الصغر تخفي سراً يخصها وتلتزم الصمت بشأنه , ولكن لماذا لُجين ؟
نفضت كل تلك الأفكار، لن تصبح محطمة الآن لديها ما تحتاجه ، وبقليل من الصبر ستنجح في حل معضلتها .

استفاقت لُجين من نومها المتقطع، وجالت ببصرها الغرفة تبحث عن هَيا لكنها وكما ظنت لم تجدها تعلم يقينا بأنها ستكون في موقف حرج، إذا ما تابعت التستر عن الأمر ولكنها مضطرة بل بمعنى أدق مجبرة ، فكلمة واحدة قد تؤدى لكارثة هي ليست مخولة بالحديث لأنها تملك نصف الحقيقة ، ولكنها ليست بالحقيقة الجميلة، منذ متى كانت الحقائق تسعدنا ؟!

تنهدت مطولا قبل أن تغادر السرير، وتبدأ في ترتيب الغرفة التي تعمها الفوضى وبجدولة مواعيدها لليوم هنالك الكثير الذي ينتظر أن يتم إنجازه والقلق حول التفاصيل الصغيرة ليست من ضمن خططها .

xxxxxxxxxxxx*
لم تطل لُجين في تحضير نفسها ليومها الطويل نسبيا، وقررت في غمرة قلقها أن تنتظر هَيا ،لتقوم بإيصالها للشركة فالمقرر عودتها اليوم لإنهاء المعاملات المتبقية التي تقع تحت يديها ، وبينما هي تنتظرها في غرفة الطعام يُعاود هاتفها الرنين للمرة الثالثة على التوالي ، تَدرك حاجة نبيل إليها ولكنها مضطرة لتجاهله قليلا لتتم واجباتها كصديقة وكفرد من العائلة ، قبل أن تكون حبيبة أحدهم !

ولم تكَن هَيا أقل اضطرابا من لُجين ، تعلم تماما حاجتها الماسة لمقابلة شادي ووضع حد لهذا الأمر، إلى متى سيزعم عدم معرفته بها ؟ بل إلى أي حد قد يصل به النكران ؟

هنالك جزء ناقص يمتلكه شادي ، وحقيقة تقبع لدى لُجين لكن أياً منهما مستعد للإفصاح أولاً ؛ هنا يكمن السؤال !

أنهت في بضع دقائق ترتيب هندامها ، وأسرعت للحاق بلُجين غير آبه لتلك الندبة التي سرعان ما نقرت أجراس عقلها حول ما سيحدث لاحقاً إذ ما اكتشف شادي الأمر.

خارج رواق المشفي كان نبيل يتلقى سيلاً من المعلومات حول الحالة الطبية ، التي تختص بحالة جدته ، لم يكن نبيل في حالة جيدة لاستيعاب كل ما يقال له ولكنه اضطر لذلك، وحينما انتهي النقاش تهالك جسده على أقرب مقعد عثر عليه، ألقي نظرة خاطفة على هاتفه الذكي عله يجد رسالة ، أو مكالمة يزيح بها قلقه المتزايد ولم يجد سوى تذكير بموعد تسليم التقاير الأسبوعية لشادي .

لم تجَد هَيا في نفسها الحائرة ، القدرة على العمل بفاعلية كما تفعل دائما فتدفق الأسئلة لم يتوقف منذ ليلة البارحة ، كيف للجميع أن يمتلك المعرفة بتفاصيل ماضية لا تتذكرها ويتحدث البقية عنها بكل شغف !

حازمة أمرها وتقرر بلحظة انفعال ، أن تتواصل مع شادي عله يطمئن قلبها فليس من العدل الآ يخبرها بجزئه من القصة ، وهو المعنى بالأمر منذ البداية .

ظلت لُجين متجاهلة حاجتها الملحة للقاء نبيل ، والإسراع لمساندته بمحنته ، فعملها الآن يحتل المرتبة الأولى وقلبها تاليا ، ولا ضرورة لها في التخلي عن العمل الموكل لها فما سيحتاجه العمل هو بضع أوامر وقليل من الخطابات وتصبح حرة لفعل ما ترغب به كطائر يُفرج عنه .

أشار عقرب الساعة للعاشرة معلنا نهاية الانتظار الحثيث ، لتبدأ هَيا بحزم ملفاتها التي ما كادت تنهيها لتمررها للبقية ، أبلغت الموظفين المسؤولين عن التغيرات التي قامت بتحديثها وأنطلقت تحث الخطى نحو السيارة التي سوف تُقلها لشركة السالم .

مشاعر مختلطة تراودها والرغبة العارمة التي تكبحها للغوص في عناق طويل بين ذراعيه ،بشكل غريب ترافقها رغبة منذ مساء الأمس في توجية بضعة لكمات لصاحب المعاملة الرسمية ، لإصراره على النكران المثير للجدل!

حين وصولها ألقت بنظرة متوجسة نحو ساعتها المشيرة للعاشرة والنصف، ثم نحو الموظفين الذين تجمدوا في أماكنهم حين تعرفوا على صاحبة الوجه القلق ، والاطلالة المشرقة التي تناقض حالتها النفسية ، أقتربت من منضد الاستقبال وبلهجة لا تلخو من الأمر الطفيف " أرشديني نحو مكتب شادي " .

لم يكن شادي مستعدا لمقابلة خطيبته المستقبلية بعد وهو بصدد انهاء بقية الإجراءات المتبعة للدمج، كان جُل تفكيره هو في كيفية التعامل مع المستجدات الحديثة مع الصحافة والشائعات التي تتناقل بين موظفية ؛ إذ أن محاولاته لا تزيد إلا النار اشتعالا وعليه إيجاد طريقة لإخمادها ، ومقولة لا دخان بلا نار تثبت صحتها بفعالية تامة في موقفه !

طُرق الباب ليسمع بعدها صوته ويتبعه نقرات حذائها وهي تقترب من مكتبه ، بينما نظراته مرتكزة على شاشة حاسوبه المحمول متابعا الأسهم والأخبار المهمة .

طال الصمت ليتعجب شادي من سكوت الموظفة التي طالبت بالأذن ، ليفاجأ بهَيا تبتسم بشفافية وهي تنظر له ، متحدثة قبل أن يتساءل عن سبب حضورها المفاجئ : لابد مني من القدوم حتى أثبت للجميع بأن ارتباطنا بات رسمياً ، ربما هذا سيوقف بعض المقولات المنتشرة.

استقام بخفة وابعَد ملامحه المتفاجئة ، ليبادلها ابتسامتها الجذابة ومرحبا بها للجلوس على الكرسي المقابل له بكياسة : اعتذر لابد من أنكِ منزعجة للغاية ، لا أزال أحاول قمع بعض الأخبار عن الصحافة لكنهم مصرون على معرفة جميع التفاصيل والأسباب .

نفت قائلة : لا تقلق لقد اعتدت الأمر ، بالمناسبة هل من اللائق أن أقوم بسؤالك عن شيء ما ؟

تشابكت أصابع يديه أمامه على سطح المكتب وشجعها بهز رأسه ، ركزت بحواسها وكل إدراكها على تقبله لما ستطرحه ، لتتحدث براحة : هل مازلت تذكر مزرعة والدي المحترقة ؟

لاحظت من قربها انتفاضة بسيطة صدرت منه ، ثم إرتخاءه على المقعد متسائلا هو الآخر: ولما السؤال عنها ، فكما سمعت بأنها محطمة وتمت مساواتها بالأرض .

" أجل ووالدي يفكر بإعادة بنائها وتقديمها لي كهدية لزواجي القريب منك " تابعت الحديث بسلاسة وكأنما كل كلمة تصدر من شفتيها تناهز الحقيقة في بشاعتها !

إنها كاذبة وتدرك ذلك ، لكن السؤال هو هل سيدرك الأمر ويتابع معها لعبتها أم يوقفها ويؤكد شكوكها في كلتا الحالتين هي المنتصرة ، ليأتيها الجواب مختصرا " لا ، لا يمكنه ذلك "

تعاقد حاجيبيها كما تكتفت قدماها الواحدة فوق الأخرى : لما ذلك ؟

ابتسم بشيطانية جعلت من قلبها المسكين ينبض بالدقيقة ألف مرة ، لقد اكتشفها بأقل من دقيقة ، توردت خداها خجلا من الموقف ظنت لوهلة بأنها منتصرة ولكنها مهزومة أمامه حتى قبل أن تبدأ المنافسة ، تأثيره عليها لايزال كما كان بالسابق إذن لما يكذب هو الآخر ؟

أجاب بعد نهوضه واقترابه منها بدرجه كافية ليهمس لها من الخلف بكلماته الرنانة : لأنني امتلك تلك الأرض .

التفتت بخفة لتعترض وتُخَرج حجة جديدة ، ولكنها صُدمت بإلتقاء نظراتهما فقد كان القرب قاتلاً لم تستطع الإشاحة بنظرها بعيداً ، وهو الآخر ظل مسحوراً غارقا في لذة اللحظة ، طال انتظاره ليحصل على هذا القرب أن يعود ليستنشق عبق رائحتها ، أن لا يخشي لمسها أو يقلق من مسألة هروبها بعيداً عنه بحجة واهية كما حدث في الماضي ، لن يسمح لها بالابتعاد لن تنزلق من بين يديه كما حدث حينما كان غافلاً وأحمقا ، مرت دقيقة فقد كليهما فيها الاحساس بالزمن وفي غمرة غرقه في توقه وشغَفه بها مرر راحه اصبعيه على وجنتيها وصولا لفكها ثم زم شفتيه ، لقد فقد نفسه لوهلة هنا !

جَفُلت هَيا في لحظتها ثم ما لبثَت بأن هاجمها شعور الوحدة المقزز ، ترغب بالصراخ وإنهاء هذا اللغز الجاثم بينهما ، كيف لها أن تنهي الصراع ؟!

أن تبدأ من جديد دونما المساس بكبريائه ؟ ، كيف لها أن تبقيه قريبا ؟ ، أسئلة لا حصر لها بلا أجوبة عالقة في المساحة الفاصلة بينهما !.

وقبل أن تعود أصابعه لتحضتن الفراغ ، أمسكت براحة كفه لتبتسم بألم ودموعها المحبطة تتكاتف لتعلن عن معياد سقوطها الحر ؛ بسطت راحه كفه تحت مرأى نظراته المتسائلة المحتارة وقربتها ناحيه وجنتها اليمني لتصبح كوسادة تلقي بتعبها عليها ، ودموعها تستقر على أكمام بذلته ، هالة منظرها لم يعتد أن تكون حبيبته يائسة هكذا !

اقترب واضعا جبينه فوق جبهتها المائلة وأنفاسه المتسارعه تلفح وجنتها لتضرعها بالحمرة ، تَشعر بدفعه أدرينالين تتشعب داخل عروقها ، لقد افتقدت هذا الشعور ، هذه النبضات المليئة بالشغف .

وسط الهدوء بين حطامها ومحاولاته للخروج من حالة الغرق المؤقته ، أيقظه سؤالها بل أعاده لحالة التأهب التي كان عليه أن لا يخسرها " لما لا تُخبرنني بالحقيقة ، لما تزال تنكر معرفتنا ببعضنا البعض ؟! " .

كان قاسيا في ابتعاده عنها ، كمن تعرض للدغة من أفعي وفَضَل الهروب على البقاء وقتلها عاد لموقعه خلف مكتبه الهائل حماية لذاته ، لا يرغب بالعودة والتعرض لمغريات أكثر !

لا تزال تشعر بالمهانة ولكنها تحفظت وعادت لتنظر له بجدية رغما عن الدموع المقبلة على النضوخ رغما عن إرادتها ، أعادت مؤكدة على رغبتها بالحصول على إجابة " إذا ؟! "

لم يُجَب ، وكأنما رفضة يجب أن يكون واضحا من خلال هذا الصمت المطبق ، تلالأت عينيها بسبب تراكم دموعها لتصبح رؤيتها له مشوشة ، ضبابية ، كما هي حال ذكرياتها عنه ، نهضت حفاظا على بقية كبريائها كإمرأة !

لن تتوسل لمعرفة ما يمكنها إكتشافه بنفسها ، إن كان لديه تصميم على التزام الصمت ، فهي لديها خدع من نوع آخر وستنفذها فور ارتباطهما النهائي .

" لنرى حينها من سيسقط أولا ، قناعكَ أم عنادي ! " حدثت نفسها قائلة وهي تهَم بالخروج .

راقبها وهي تتوجه نحو الباب بخطوات واسعه ، أجل ، يعلم أنه بسكوته يجرحها ويصنع مسافة تبعدهما عن العودة لعلاقتهما السابقة ، ولكنه لا يستطيع أن يحطم ما حاول والدها إصلاحه ولن يفسد ما تبقي من علاقتهما وبالتأكيد لن يحطم وعوده !

حينما أُغَلق الباب إجَتاحته رغبة مُلحة باللحاق بها ومنعها ، للآن لا يزال عاجزاً مكبلاً بحقائق لا يمكن تجاهلها إذ أن عواقب فعلته ستكون وخيمة ، وهو لا يرغب بنتائج عكسية فالتحاول النبش بماضيها ولتحَاول أن تصنع مجهودا أكبر مما فعله حينها سيتعادلان وربما ، ربما ستعَلم ماهية شعوره طيلة السنين الفائته !

xxxxxxxx




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:41 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



كان جهاز مقياس النبض لا يزال يصدر طنينا متتالياً والمحلول المغذي الموصول بأوردتها يستبدل بآخر حين انتهائه ، يدرك أنها في آخر لحظات حياتها وبأنها ستودعه في العاجل القريب كيف لا وهي تناهز في عمرها التسعين عاما بقليل ، وما أفصح عنه الطبيب لا يبشَر بالخير .

تضخمت مخاوفة واستبد به اليأس ، لقد عاد وحيداً مجددا ، وليس لديه أقرباء يعتمد عليهم في حال وفاة جدته ، والعالم بكثرة أعداده فهم كصفر يسار الخانة العددية !

تهادى صوت قلق لأذنيه منتشلاً إياه من غرقه المتواصل: نبيل ، هل يمكنني الدخول ؟

ترك راحه يدها واضعا إياها على السرير بعدما بقيت بين كفيه فترة طويلة يَبُث فيهما القليل من الدفء والكثير من الرجاء ، وبصوت خفيض لكيلآ يزعج جدته : أجل ، فلا أحد هنا على أي حال.

تباطأت في خطواتها لتشاهد إمرأة عجوز قد طغى الشيب على خصلات شعرها الطويل ، وملامحها المسالمة التي جار عليها الزمن تاركا التجاعيد دليلا على سطوته ونُحَلها الواضح من خلال أوردتها وشرايينها البارزة ، شعرت بالألفه فورا لم تكن غريبة تماما عنها ، تدرك مدى غرابة الأمر ولكنها واثقة من كونها قد أنشأت علاقة معرفة معها منذ زمن بعيد جداً !

اقتربت من ظهر نبيل المقوس ووضعت يدها على كتفه ، لتضغط بها عدة مرات كمساعدة في تهدئته ظل الصمت هو المسيطر قرابة ال 10 دقائق ثم ما لبث أن استقام نبيل بجلسته وأمسك بيده القربية يدها المرسأه على كتفه ، ليعانق أصابعها بقوة شعرت بها لُجين كمس كهربائي مما جعل عقلها يَغِيُب لثوانٍ معدودة في حالة خَدر لذيذ ، تدرك بأن الوقت غير ملائم ولكن ماذا تفعل إن كان لفعله هذا التأثير القوي عليها !

استعادت لُجين رباطة جأشها وتذكرت مكانه نبيل بالعمل ، لابد من أن شادي في طور البحث عنه ، أعادت ضغط اصابعها في عناقهما لجذب انتباهه ثم تحدثت بمهنية متمرسة : عليك إبلاغ شادي بالأمر ، وطلب إجازة ملحه !

هز رأسه ثم نهض بحركة آليه خالية من الحياة ، وقبل أن يترك يدها مسد ظاهره بإبهامه وكأنما يخبرها بحاجته إليها ، ابتسمت لُجين بخجل ووضعت يدها الحرة تأكيدا لما تقوله " أنا باقية ، انهي مكالمتك وعَد سريعا !"

خَرج تاركاً لُجين بصحبة عائلته ، لم تصدق لُجين كيف أن حياتهما تتماثلان بالشبة فهي وحيدة والدتها بعد تخلى والدها عنهما في أشد حالتهما بؤسا ، كان الانفصال قاسيا على والدتها تعَلم ذلك فكيف لها أن تُعيل طفلة بلا وظيفه ، بل لمَن تترك مهمة العناية بها فالشقيقة الوحيدة التي تملكها قد انفصلت عن زوجها وارتبطت بآخر يسكن بأقصى الكرة الأرضيه ، وشقيقها الأكبر يمر بأزمة مالية ومشاكل عديدة تحتاج للتروي لحلها ، ومع كل تلك الالتزامات ناضلت لتُبقي الابتسامة على وجه صغيرتها الملائكي ، شخصيتها وكل ماهي عليه آتي نتيجة تربية والدتها ؛ تنهدت زافرة ما يعتمل صدرها واقتربت لتجلس بمقعد نبيل الخاوي وتُلقي بنظراتها القلقة على الجسد المتهالك الموصول بالأجهزة المحيطة بها ، تجولت بعينيها قليلا في أرجاء الغرفة بينما تلك الأصابع النحيلة بارزة العروق تتحرك باحثه عن زر الاستداعاء دون فتح عينيها لقد اعتادت على رائحه المعقمات النفاذة لاحظت لُجين تلك الحركة البسيطة وبلا إدراك أمسكت بيدها متسائله بصوت رقيق " أخبريني بما تحتاجين ، وسأقوم بتنفيذه "

باغت الضوء حدقتي عينيها ضعيفتي الرؤية ليغضن جبينها في محاولة لاستعلام الزائرة الغريبة ثم ما لبثت أن رسمت ابتسامه عذبه من خلف قناع الأكسجين ، وبيد مهتزة حاولت الوصول إليه لانتزاعه حتي تتمكن من الحديث ، أسرعت لُجين بالتنفيذ بعد أن ادركت رغبتها وابعدته لأسفل ذقنها ، تحدثت بنغمة مليئة بالامتنان " شكراً لكِ ، هلآ قمتي بمناداة الممرضة صغيرتي "

هزت رأسها وتوجهت للخارج لقسم الاستقبال من الممرضين ، ليدلف حينها نبيل وعلامات الارهاق باديه على ملامحه الجديه لِيُبدلها بلحظة لابتسامه واسعه لرؤيتها مستيقظة ، ضم كفها بين راحه يديه يُقبِلُها ثم بحركه سريعه بدأ بضغط زر النداء ، همست بِنفسٍ ضعيف " أنا بخير حقا ، لا تقلق "

وأضافت بخفة " اتصل بوالدك ، واطلب حضوره العاجل من أميركا !" تردد بإجابة طلبها لتُصر قائلة " عليه أن يأتي ويستلم زمام الأمور قليلا ، ستحتاجة بل إني احتاجه فهنالك شيء أريد إخبارهُ به !"

" حسنا ، سأبحث عن اسمه في سجلات هاتفك ؛ عليكِ بالراحة الآن !"

بيد مهتزه اعادت وضع القناع لفترة من الوقت ، حتي تتسع رئتيها للحديث الذي ستلقيه على مسامع حفيدها ؛ تعلم يقينا بأنها ستؤذيه ولكن تلك الفتاة التي خطرت ببالها ستحتاجه لأنها ستصبح وحيدة مثله تماما لابد أنهما سيتلائمان وعلى تلك الفتاة التي اختارها الانصياع للقدر!

بعد دقيقة تحدثت والخوف يستعمر قلبها ، ماذا لو رفض طلبها ، وماذا لو اضطرت لإجباره كل ذلك يدور بخلدها وهي تنظر لعينيه الغائرتين من تأثير السهر " هنالك فتاة ، أرغب أن ترتبط بها بشكل عاجل !"

اتسعت عيناه دهشة من الطلب المفاجئ " ماذا !"

أكملت بصوت متهدج : إنهم أقرباء لنا ، وكنت أرغب بخطبة ابنتهم قبل أن تستعرض طلبك لم أستطع الرفض بما أنها رغبتك الأولى ولكن تغيرت الأمور عزيزي ، أنا اسفه للغاية .

ابتلع غصة صعدت لحنجرته ، شعر وكأن خنجرا اخترق قلبه وأعاد تكرار الطعنه للمرة الثانية على التوالى ، ما بها السعادة لا تطرق بابه إلا لترحل بفاجعه !

همس ببحة متألمه " لا بأس ، سَتُنفذ رغباتك "

حينها دلفت الممرضة بخفه تتفقد الاشارات الحيوية لمريضتها وبينما هي تستكمل عملها بنشاط أشارت لنبيل بالخروج قليلا حتي تنتهي من عملها ، تسابقت خطواته للهرب من هذه المحادثه عله يجد السلوان من لُجين ، وربما ، ربما الغفران .

بمجرد مروره من الباب للممر كانت تستند بطفوليه للحائط مبتسمة " من الجيد كونها بخير ، إذن هل أخذت إجازة من العمل ؟"

" إنها تَعلم ، من المؤكد بأنها سمعت مجرى الحديث " راودته هذه الفكره قبل أن يعود ويجيب على تساؤلها منذ ثانية مضت : أجل ، لقد تفهم الوضع وأخبرني أن أعود حالما تصبح أموري مستقرة .

مر بضعه أشخاص من الممر وأصوات المرضى تحيطهما ، هي لم تستطع أن تبقي ، وهو لم يستطع التحدث في فوضى كهذه ، ليقترح حلا مؤقتا " لنذهب لحديقة المستشفي قليلا "

" حسنا ، لا مانع لدى " تلفظت بتلك الجملة وعقلها يصارع بقرار من نوع آخر ، الفرار والغرق بين الوسائد لكتم صرخات عدة تعتمر صدرها .

تحت مظلة هائلة الحجم كانت تسترخي على المقعد ونظراتها المتسائله لم تفارق متابعة تحركات نبيل المقابل لها ، أجل تعترف بأنها تشعر بالحَمُق الشديد لكن المواجهة هي أفضل وسيلة تعلمتها وهي بحاجة ماسة للانتهاء من هذه الدراما لتتابع حياتها ، وإن كانت المظاهر خَادعه فابتسامتها هي أفضل طريقة حتي لا تظهر مقدار بؤسها حالياً .

حَثته قائلة " إذن ؟"

اضطربت أنفاسه وتكاتفت يديه في محاولة فاشلة في التقليل من عَظِيم المسألة إنه مجرد "ارتباط" ولا فرصة ليجتمعا تحت ظل هذه الظروف إنه يتمني حقا لو بإمكانه خلق ظروف مختلفة حتي تصبح من ملكه ، لقد وعدها والآن يخلف بذلك الوعد !

" لقد عَرضت على جدتي طلباً لا يحتمل كونه خياراً " توجهت نظراته لملامحها الصامدة وعينيها الغارقتين في بحر من الدموع " آهه إنها تَعلم بالفعل !" مرت تلك الخاطره سريعا قبل أن يجفل من تساقط دموعها والابتسامة لا تزال ترتسم على شفتيها النديتين .

" لُجين .. " كاد أن ينهض ليخفف عنها ، ولكنها استوقفته بإشارة منها وعادت تَمحي بأناملها المرتجفه دموعها الخائنة ، لم تستطع تخيله وهو يتزوج بأخرى مجنونة إن قَبلت بأمر كهذا !

بللت شفتيها بحركه سريعه وأضافت بتفهم " لا تفهم دموعي بشكل خاطئ ، لست أرثي حالي هنا بل أشفق عليكِ ، أنت من وُضع في موقف يَحمل مُرَ الخيارين إما سعادتك أو بَر جدتك في مرضها !"

تابعت بغض النظر عن موقفه تجاه ما تقوله " هنا لا تكتمل الحكايا كما نريد وبِت أعلم هذا بشكل واضح الآن ، لكننا سنجد السعادة في نهاية المطاف أنا متأكدة ، ولذلك لا تحزن نبيل ، لا تترك قلبك يغرق وروحك تهوى للقاع فلا تعود تذوق حلاوة الحياة !"

نهضت قبل أن يضيف جملاً تؤلم قلبها وتجعل من هذا الفراق مأساوياً ، وأثناء مغادرتها همست " وداعاً ، يا حباً لن أنساه !"

اختفت عن انظاره كما اختفت دمعة سقطت هاربة لتتكاتف معها دمعه أخرى ، وأمسك بهاتفه يضغط على زر الاتصال برقم دولي عله ينهي هذا العذاب سريعا ..!

xxxxxxxx
في شركة السالمي وقبل انتهاء الدوام الرسمي رن هاتفه المحمول بشكل مقلق ، أراد الالتهاء عنه والتفكير بمقابلته التي سارت على نحو منذر للخطر ولكن الرنين لم يتوقف وعدد المكالمات الفائته بازدياد ؛ إرتاب وقرر المخاطرة والرد " أجل ، ماذا هنالك ؟"

" يؤسفني أن أعَلمك بهذا الخبر ، ولكن لأخذ الحيطة فحسب " توتر عضلات فكه ليستعَلم عن الخبر المستعجل " إذن أخبرني كُلي أذان صاغية "

تعَجل الطرف المقابل في إنهاء المكالمه المسروقة " لقد فَر السجين رقم 309 ، وتم ٌعلان حالة الاستنفار " تجمد الدم في عروقه هاتفا برعب " ماذا قلت !!"


نهاية الفصل ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:41 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

لا تلهكم القراءة عن أداء الصلوات

(6)



دلفت هَيا لغرفتها بعد أن انهت تناول الغداء مع عائلتها لا تزال ترى أن في ذهابها لرؤيه شادي فرصة لإيجاد حل ، أو قطعه أحجيه تساعدها في إكمال الناقص من ذكرياتها ، لن يكون من السهل إقناعه هذا شيء أكيد !

تجاهلت تفكيرها المجهد حول ماضيها وقررت الخلود للنوم قبل أن تقوم بإضافه تحليلات غير منطقية ، لتنسل برشاقة بين وسائدها الزغبيه وفرشها الوثير ولم يمضي الكثير حتي بدأت تَحلم .

xxxx*

أمسك شخص لا تتبين ملامح وجهه بذراعها بقوة ألمتها ودفعت الدموع لعينيها قائلا بنغمة وقحة مفعمة بالتملك : أنتِ لي ، لا يمكنك الزواج به !

حاولت انتزاع ذراعها من بين يده ولكن بلا فائده ، صفعتها تلك الكلمات الواثقه في حين زمجرت بعصبية نادرة : دعني ، لا يحق لك لمسي ، أو حتي مخاطبتي هكذا !
خطبتي لشادي ستكون رسمية قريبا وهو الشخص الوحيد الذي سأرتبط به .

تحدث مجددا بنغمة عاليه النبرة وغضبه بازدياد : إياكِ ، لا تظني لوهلة بأني سأدعك تعيشين أحلامك الوردية ، سأحرص على تدميره قبل أن يفكَر بالارتباط بك !

عقدت حاجبيها باستنكار بينما انتقل الألم مضاعفا لجهاز الاحساس لديها : دعني ، إنك تؤلمني !

ضحك الآخر بطريقة أقرب للجنون قائلا بوعيد : إن لم ترفضي الأمر وتنهي هذه المهزلة ، سأحرص على إفلاس شركة والده وبذلك سيرفض والدك حتما ، واسم الشركة سيتلطخ بسمعه سيئة للغاية حينها أود أن ارى كيف ستنجحان في إتمام الخطبة وتبعاتها .

اتسعت عيناها دهشة وتحجرت دموعها بل إن الكلمات اختنقت بحنجرتها لتنطق بغضب عارم
" أيها الحقير ، كيف يمكنك فعل ذلك ، ما دخلك بكل هذا !"

ابتسم بخُبث واقترب منها بشكل ينم عن الخطر هامسا بحفيف مزعج " لأنني أحببتك أولا ، ولأنه شخص مُعتد بنفسه إن ظن لثانية بأني سأتركه يفعل ما يشاء بك !"

شعرت برجفه تتسلق عمودها الفقري وانتابها القلق بشأن شادي ، فما يقوله هذا المختل ليس بمزحة إطلاقا وكما أنه يعمل بذات المجال إذا لابد من له يداً مباشرة فيما يقوله !

تلاشى الحُلم بلحظات لِيحُل صدى صوت ، محادثة قد تبادرت لها بالآونه الأخيرة ، محادثة إنفصالهما !

"سأقوم بإخبار والدي بأني لا أريد الارتباط بك بعد الآن ، ونلغي أمر خطبتنا فعموما لا يعلم بهذا سوى والدك ووالدي لذا لن يصبح الموضوع مشبوها ..”

قاطعها بغضب وعيناه تقدحان شررا أصاب قلبها برجفة خوف: أتمزحين معي !
من المستحيل أن أقبل أمر كهذا ، أخبريني بسبب واضح يقنعني برغبتك بالانفصال .

"لم أعد أرى في قلبي ما يؤهلني للاستمرار معك ، بالإضافة لقد أتي شخص منذ فترة قريبة يرغب بخطبتي لذا .."

جملة أخرى أصابتها بالألم في مقتلع قلبها ، كيف لها أن ترضخ لمطالب ذلك المجنون وتقوم بهذا الانفصال الموجع ، بل كيف سيتقبل شادي الأمر !

إنها تخونه بكل ما للكملة من معني ولكن لأجله ، لأجل حمايته ووالده عليها أن تقاوم رغبتها بالبوحَ له بالحقيقة وإلا الانهيار التام لمستقبله بدونها .

أخرس بقية الحديث بضربة من كفه على طاولة المقهى لتتوجه الأنظار الفضولية نحوهما: كلمة أخرى وسأقوم بشيء قد اندم عليه لاحقا !

رنين هانفها اخترق صمت اللحظة لتجيب" أعلم لقد انتهيت سأعود فورا ."

تناهي لمسامعها صوته المنتشي بالنصر" جيد ، لا تحاولي التفكير في ممارسة خدعة جديدة يا حلوتي ، لقاؤنا التالي بمزرعه والدك أسرعي " .

xxxx*

تتالي الرنين مصدراً صوتا حادا كنغمة صارخة مستيقظة بفزع ، جبينها ينضخ بقطرات نديه بل إن جسدها بأكمله يرتعش !

بحثت عن هاتفها الذكي حتي تستعلم عن الوقت ولكن عيناها اتجهت لكمية المكالمات والرسائل القابعة بانتظارها منذ بُرهة ، لتجد عدة مكالمات من لُجين وما يقارب العشرين من رقم مجهول تجاهلت الاتصال الغريب ونهضت لتنتعش قليلاً ثم تعاود الاتصال ب لُجين .

تحت رشاش من المياه الدافئه هدأ جسدها وارتخت عضلاتها المتصلبة ، ياله من حُلم ، بل يالها من حقيقة مفجعه ، لقد تم الفصل بينهما من قِبل مختل !

والسر يقبع بتلك المزرعه المحترقة لابد من ذلك ، وإلا لما ذكر شادي أمر امتلاكه لمزرعه والدها بتلك السهولة حلقة الوصل المفقودة ابتدأت من هناك ، انتهت من استحمامها لتلتفت للمرآه المغطاه بطبقة من بخار الماء ، تناولت منشفة نظيفه ومسحت تلك الطبقة لتشاهد ندبتها البارزة تلمستها بأناملها تخط الحدود وتحفظ المعالم المجهولة ، قريبا جدا ستتذكر ما السبب القابع خلفها

" لم يبقي سوى القليل " همست مشجعه لنفسها قبل أن تتهاوى في نوبة بكاء !

كان الكوب القابع أمامها شاغلها الوحيد لقد فرغت من البكاء ، لم تجفف خصلات شعرها الحرة بينما تسللت بضع قطرات متحررة لعنقها وصولا لنحرها مكونه بركة صغيرة ليجرى كنهر بعد إمتلائه ومنها ما أكمل طريقة لأسفل ظهرها ، لم تبالي ، فقدت الشعور بما حولها حتي برودة التكييف المركزي لم تصل لتنبه عقلها ، كانت ترتدي قميصا فضفاضاً يصل لفخذيها ملائما قوامها المتناسق آمله بأن يصل الهواء لرئتيها الُمختنقتين ، استفاقت من إغماءتها المؤقته وأيقظت هاتفها من سكونه لتعيد الاتصال ب لُجين فالأمر لا يَحتمل الانتظار لشروق يوم جديد وإن كان يَبعُد بضعه ساعات !

في الجهة المقابلة لم تكن لُجين بأحسن حالاً ، فعينيها قد تورمتا ونشيجها متقطع لا تزال تحاول الخلاص من الألم المتشعب بقلبها ، لقد انتهت علاقتها به ، لقد خسرت حبها الوحيد لأجل فتاة أخرى لا تعَلم بوجوده ، حتي وإن حاولت التمسك به فلن يَعود عليها ذلك سوى بالعذاب المضاعف ، إنها تحيا لأجله قلبها المعتل بحبه يصرخ طالبا جرعة إضافيه من قُربه .

اهتز هاتفها في محاولة لجذب انتباهها ، يومض في ثانية ويخبُت في الثانية التاليه ، لم تكن لُجين لتعبأ بأمر المتصل لولا الاسم الظاهر على الشاشه الملونه ، التقطته بخفه وأجابت بصوت مبحوح :
” وأخيرا ، كنت قد مللت من انتظار معاودتك للاتصال بي !"

تسائلت هيا وصوتها يعود لحالته الطبيعيه " ما الحاصل معك ؟ ، هل أصبتي بالانفلونزا ؟!"

نفت وصوتها يئن حزناً " بل فُطر قلبي اليوم ، لقد انفصلت عن نبيل "

خفق قلبها بشدة كما لو أنها تستعيد ذكرئ انفصالها هي الأخرى تحدثت بكلمات مقتضبة وهي تقفز من سريرها " سأصل لمنزلك خلال 20 دقيقة اتركي الباب الداخلي موارباً "

هتفت لُجين بصدمة " ماذا ! ، لكن الوقت متأخر إن الساعة تشير للثانية بعد منتصف الليل !"

" لا اهتم ، افعلي ما أخبرتك به فحسب " اغلقت هاتفها وبدأت بعقص شعرها الذي استطال بالآونه الأخيرة وارتداء جينز أسود مع كنزتها الفضفاضة وقامت بشن غارة مفاجئه لسائقها المتذمر لينطلق بها بالحال !

xxxxxxxx

في ركن مظلم من شقته الفاخرة كان غارقا داخل آريكته يفكر بعمق ، كيف له أن يجده الآن !

ستحل كارثة قريبة ، وإن كان محقا فإنه يراقب تحركاتها حاليا ، منتظرا الفرصة المناسبة للإنقضاض على تلك الغافلة عما يحدث من حولها ؛ ستُقتل !

إن لم يَقم بفعل شيء ما فإنها ستموت في أقل من 48 ساعة ، ضغط بخفة على ازرار هاتفه وتحدث بصوت أجش " أرغب بمجموعه حرس شخصيين بكفاءة عالية ، أجل ، حوالي 20 شخص "

رد الطرف المعني بالأمر بصوت متفاجئ " هل هنالك موقع ترغب بحمايته ؟ "

رد بلا مبالاة منتظرا تؤكيد طلبه المستعجل " لا بل شخص واحد "

تحدث الطرف المقابل بصوت متهكم " دعني أحزر إنها فتاة ! ، إذن اعلمني أين ينبغي أن أوزع فرق الحراسه ؟"

اتسعت ابتسامته وهو يذكر المواقع ، وعيناه تنذران بالخطر مترقبا تلك الفريسة الهاربة ، لن يسمح له بالاقتراب شبرا واحدا حتي لو اضطر لحبسها في برج عاجي !

xxxxxxxx

في اقل من الوقت المحدد كانت هَيا قد وصلت لمنزل لُجين ، دلفت بعد أن اعلمت السائق بضرورة إخبار والديها عن مكان تواجدها ، أغلقت الباب من خلفها وتوجهت نحو غرفة لُجين في الطابق الثاني يسار السلالم ، طَرقت بهدوء متسائله " عزيزتي ، هل أستطيع الدخول "

اتاها صوتها المكبوت " أجل ، لا أصدق بأنكِ قد اتيتي فعلا !"

نزعت عباءتها وأسرعت باقتحام الغرفة المظلمة ذات البرودة العالية ، إن لم يكن تكييف منزلها قد أصاب عظامها بالتصلب فصقيع غرفتها هذه كفيل بفعل ذلك !

تجولت باحثه بعينيها عن صديقتها لتلاحظ كومة متحركه بجوار السرير ، اقتربت لتجلس القرفصاء بجوارها وبخفه اسندت رأسها على كتفها المهتزة .

همست هَيا برقة " أعَلم ، إنه يؤلم ، تكاد روحك تختنق والهواء لا يعود يصبح كافيا لرئيتيك ، وقلبك سيتوقف في مرحلة ما ، لابد له من أن يتوقف عن الاحساس! ، ولن يعود ذلك الألم موجودا "

ازداد نشيج لُجين وبُكائها لتتخلي عن احتضان ذاتها والغرق بحضن هَيا ، استسلمت الأخرى وتركت دموعها تشق طريقها وبقيت تُمسد خصلات شعرها هامسة بتكرار عَذب كلماتها الشبيه بالتهويدة
" أعلم ، أعلم ، اخرجي ما بجعبتك ، البكاء يغسل كل شيء ، يغسل الخطايا والمشاعر !".

أشرقت خيوط الشمس الأولى ، وانطلقت العصافير مغردة ببهجه ، وقطرات الندى على الازهار المنتعشة ، كل تلك البدايات صاحبتها بداية جديدة لكلٍ منهما ، انسابت هَيا من الغرفه بعد أن تأكدت من استغراق لُجين في النوم لم يَغب عن بالها احتماليه بقائها طيلة اليوم حبيسة لغرفتها تشدو أنغاما لحب راحل !

اتجهت للمطبخ لتعد لها كوبا من القهوة وإذا بها تفاجأ بعمتها تحضر الفطور، تجمدت للحظة ثم ما لبثت أن عقدت حاجيبيها باستنكار " هَيا ! ، متى اتيتي ؟ "

فتحت إحدى الأدراج وتناولت كوبا كبيرا ثم خاطبت عمتها بإعتياديه " بالأمس ، تحديدا الثانية فجرا "
اتسعت حدقتا عيني عمتها لتنهرها قائله " لا يمكنك فعل ذلك ، وماذا عن والديك ؟"

تثائبت ووضعت راحه كفها على شفتيها وتابعت تحضير كوب القهوة وهي تتجول بمهل، مُغيرة لهجة حديثها في ثانية " كان الأمر عاجلا ، وتركت ملاحظة مع السائق لذا لا تقلقي ، وأيضا لن تستيقظ لُجين مبكرا ، فهلآ أمكنك إخبار أبي بأننا لن نذهب للشركة ؟"

استرخت عمتها حينما بددت قلقها بحديثها ووافقت دونما اعتراض ،انهت هَيا تحضير قهوتها لتتجة بخفة لعمتها وتزرع قبلة على وجنتها وتهمس بخفة قبل أن تغادر " إنها بخير الآن " .

تنهدت والده لُجين تدرك المعني الحقيقي لتواجد هَيا الحالي ، إنها لُجين ، لطالما عانت صغيرتها من المشاكل بدءاً بالمضايقات في المدرسة وصولاً للتنمر وبما أنها تتحفظ عن إخبارها ، تصبح عاجزة عن القيام بأمر ما ، ولكن هَيا مختلفة فهي حفيظة أسرارها من تنقذها في أوقات الشدة حتى وإن كانت تقبع في مكان بعيد فإنها تسارع للبقاء بجوارها ، احتضنت العمة جسدها بعناق حار ليت شقيقتها فعلت المَثل ، ليتها فعَلت !

انتصف النهار ولاتزال لُجين تنعم بإغماءة مطوله ، ابتسمت هَيا لمنظرها الوديع وأكملت ارتشاف كوب قهوتها الرابع ، جسدها يناجي للراحة ولكن عقلها يعَمل عن ألف جهاز كمبيوتر مكتبي ، تلك الأحداث المتتالية لا تزال تُكرر في دوامه عليها أن تتذكر التوقيت الزمني ، لو فقط تتذكر لأمكنها حل جزء من اللغز ، يبدو أن لا مفر من مقابلة شادي للمرة الثانية ، ابتسامة رقيقة غزت شفتيها ، إنها مُترقبه !


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:42 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


في تلك الأثناء لم يكن شادي أقل انشغالا ، فقد انتهي تقريبا من عملية النقل والأوراق القانونية ؛ لم يبقي سوى الزفاف القابع بعد أسبوع من الآن ، ونصف موظفيه في إجازة حاليا نهض من مقعده الوثير واضعا يديه داخل جيوبه الفارغة وأطلق نظرة كئيبة نحو ناطحات السحاب متذكراً ما حدث بالأمس ، لقد أشعلت اللهيب في جسده لا يزال قلبه يخفق كلما تذكر مقدار قُربها ، لهفتها ونظراتها المؤنبة كسوط ملتهب !

زفر مطولاً وهو يعيد اتزانه لذاته ، سيتحكم بمشاعره لن يهفوا هذه المرة ، صوت طَرق انتشله من بين أفكاره ليجيب متعجبا من تواجد موظفيه للآن " تفضل "

تسابقت رائحه عطر نسائيه لتداعب أنفه ، تغضن جبينه وأخرج يديه من جيوبه لتتعكسان على صدره قبل أن يقوم بإلتفاتته صغيره وتكشيره تعلو وجهه الجذاب " لما عدتي مجددا ؟"

" لقضاء اليوم برفقتك ، تعَلم لم يتسنى لنا اللقاء بشكل جيد ، وزفافنا قريب ، لذا طرأ ببالي أن آتي ونقضي بعض الوقت في الدردشة قليلاً " أجابته بابتسامة كادت أن تصل لعينيها وذلك البريق الملتهب فيهما يزداد كلما أطال النظر فيهما .

كيف لا وقد أتت في أبهي حلة لديها ، هذه المرة ارتدت فستانا ربيعيا بدون أكمام يسترسل بنعومه موضحا تناسق خصرها ومتسعا للأسفل وكنزه مغزوله بإتقان بخيوط تلائمت مع ردائها ولكنه كان محتشما يخفي تلك الندوب ، وصولا لنحرها المزين بعقد يتوسطه شكل مغزلي من نغمة موسيقية وقليل من اللؤلو بأطرافه ، عنقها يهمس له بغوايه أن يقترب ليقبل ذلك الشريان النابض وشفتيها المنتكزتين بلمعه من مرطبها المفضل ذو نكهة الفراولة ، وأنفها الصغير وعينيها الساحرتين تُلقي بلعنتها المعتادة ولكن هذه المرة بجرعه إضافيه بعد أن خطهما الكُحَل لتزيد من اتساعهما !
و شعرها المعقوف بشكل جذاب وخصلاتها الهاربة تزيدها بهاءاً .

تدرك بأنها تعرض نفسها لموقف محرج ولكنها مجبرة ، لُجين في حالة صدمة عاطفية والشخص المتبقي في المعادلة هو الواقف أمامها ، تحتاج للقليل من المعلومات فحسب ، لقد سارعت في تحضير نفسها منذ عودتها للمنزل ولا يمكنها أن تترك فرصتها الثمينه تذهب أدراج الرياح !

راقبت تحديقه المطول ونظرات الإعجاب التي نطقت بها عينيه ، تعجبها تلك النظرات تشعر بالزهو لمعرفة مقدار تأثيرها الواضح رغم قلة ثقتها بمظهرها إلا أن المجازفة بهذا المقدار لا بأس به ، لاحظت ارتفاع تفاحه آدم وهبوطها مرات عدة لتزيد من فتنتها القاتلة بالاقتراب منه ، وضعت عباءتها المحظوظة بقربها جانبا وتابعت مسيرتها لتقف مواجهة له تتابع حديثها المقتضب " لم تطلب قط اللقاء بي ، رغم انشغالك بالسابق ولكنك الآن متفرغ بشكل جزئي "

تحرك فكه المتصلب بهدوء دون نطق كلمه ، وهربت عيناه تبحث عن ملجأ مؤقت يشعر بكل خليه بجسده تصرخ لأجل عناق خانق طويل لا ينتهي سوى بتملكها ؛ هتف بحنق داخل عقله
" هذه القطة الحمقاء ، لا تؤذي سوى نفسها الآ تدرك مدى حساسية موقفها !"

احتدت نظرات عينه بعد ان تجاهل كل الاشارات الصارخة ، ليتحدث بلا مبالاة " لأني لم أجد ذلك ضروريا ، لقد تقابلنا بالعمل مرات عدة تكفيني لأقرر من ستكون شريكة حياتي ."

شعرت بتلك الجملة كصفعه بوجهها لتستَفيق على وجع آخر ، تحدثت بغيض " ولكنه لا يكفيني! الآ يحق لي أن أقضي بعض الوقت معك حتى نبعد اختلافاتنا ؟"

وببساطة أشار بسبابته المتحررة نحو مكتبه ، لتلاحقها نظراتها المتسائلة ، قائلا بسخرية مُبطنة " أعتقد بأن الهاتف يفي بالغرض ، وإلا لما كان اختراعه ثورة بعالم الاكتشافات !"

هتفت بصوت منخفض حياءاً " لست سَلعه للبيع ، حيث لا أملكت مشاعر تَخُصني !"

اقترب منها وصوته يطلق نذيرا لغضبه الموشك " إذن ، أخبريني ما سَر هذا التأنق ؟ ؛ إن لم تكوني سَلعه تُعرض !"

تراجعت خطوة كاتمة شهقة كادت أن تخرج من بين شفتيها ، لتصرخ قهرا " لست كذلك ! "

همسة تسللت لتوقعها في شباك الغيرة ، " لأنك ستصبحين سلعته الجديدة !" ، هي تعلم بأن ذلك غير صحيح لقد أحبا بعضهما كثيرا ولكن زوجته السابقة ليال تُخل بإطار خيالاتها ، أكملت بغيض :
"ولا أرغب بأن اصدق ما تقوله تلك الشمطآء "

أسرعت بغلق أذنيها براحه كفيها وأغمضت عينيها بقسوة لا تريد سماع صوتها المزعج حاولت أن ترمي بحديثهم عَرض الحائط ولكن حديث ليال لا يزال يطن برأسها كخلية نحل منذ إعلان الخطبة كما لو أنها اعدت العتاد لإنهاء الارتباط بزرع قنابل موقوته تتحين موعد انفجارها والآن يبدوا الوقت مناسبا لتنهال الجمل متتالية .

" لا يجب عليك الثقة ، باستمرار زواجك المزيف منه لأنه سرعان ما يمل وسيجد أخرى تحل مكانك كما فعل معي !"

وبضحكة مقززة تتابع غرز إبرها السامه قائلة " لم يسمح لي بلمس جسده ، بل إننا نملك غرفتين منفصلتين ، يعيش حياة منفردة ، نحن ظاهريا متزوجان وغرباء تحت سقف واحد ، حمقاء أنتِ لقبولك بمثل هذه الزيجيه ، في حالتك أنتِ ورقة رابحه ، إنه رجل خطر !"

أفرج عن ذراعيه وزفر مطولا وأمسك بذقنها مُقربا إياها ناحيته وبصوت ثابت جهوري " هَيا "

فتحت عينيها والدهشة تعتريها ابعدت يديها على مهل ، امتلك حواسها بنطقه لاسمها مجرداً ، حُبست عينيها البندقيتين بقفص نظراته الغاضبة ، حاولت تحرير ذقنها من سطوة اصابعه التى أضرمت النيران بجسدها بعد مرور تيار كهربائي ولكنه أعاد إحكام سيطرته
متابعا " لما تُعيرين للآخرين أُذنيك ؟ هم لن يعيشوا حياتك ، إن تحدثوا اليوم فسيصمتون غداً "

رغبت أن تؤمن بكلماته ولكن عوضا عن ذلك بدأت بقذف كل ما وجدته متاحاً دون اكتراث مطلق " وماذا عن ليال ؟ ، لقد عاشت معك لما يقارب السنتين ولم تتوقف عن الحديث عن مدى بشاعة العيش معك !"

زاد من قُربه لتختلط أنفاسهما معا ، كَمسكر لذيذ ، قاطعا لذته بتمرير اصابعه التى حررت ذقنها على طول فكها السفلي ذهابا وعودة عدة مرات قائلا بنغمة موبخة " لا تملكين الصلاحيات التي تخولك معرفه حياتي السابقة ، لذا كوني قطة وديعه واستمعي لي ."

اشتعلت الغيرة على الفور بعد سماعها لتك الكلمات ومن يتحدث عنها هي ليال ذاتها التي لم تبقي إشاعه لم تستحدثها بنسخة جديدة ، واتهامات باطلة لم تطلقها ، بل إنها أوصلت القضية للمحاكم العليا !

كادت أن تهرب موليه الأدبار ، خسرت مجددا ، ولكن صوته الآمر استوقفها فجأه بعد أن ارتدت عباءتها تأهُباً للفرار ، تَجُر أذيال خيبتها المتكررة ، لتلتفت له والغضب يَوقد من عينيها البندقيتين محولا إياه للون الكستنائي المحمر " انتظري ، من الآن وصاعدا سيرافقك اثنين من الحرس ، لن تغيبي عن أعينهم ولو لثانية ، الصحافة لا ترحَم أحدا قطتي !"

لم يكد يختم جملته بتلك الأحرف المتكهمة حتي دلف الحرس ببذلتهم السوداء وربطات عنقهم الموحدة ، وجهاز اللاسلكي المعلق بأذانهم ، ممتلئين بعضلاتهم وأجسادهم الطويلة ذات العرض المهول بالنسبة لحجمها ، تبدوا كفأرة وقعت بمصيدة لقطط بريه !

اضطربت بدقيقة ، ارادت الاعتراض ولكن ما فعلته سوى فتح فمها وإغلاقه مراراً دون جدوى لتزم شفتها السفلي وتصرخ هادرة " أنت غير معقول !" وتصفق الباب من خلفها .

مسد خصلات شعره بعصبيه بعد انتهاء ادعاءه المتقن ورد قائلا " المثَل لك قطتي ، شرسه كعادتك!”


نهاية الفصل ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:42 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


لا تلهكم القراءة عن أداء الصلوات

(7)



في المستشفي بقسم الأشعه تحديدا كان نبيل بانتظار نتائج الفحص الخاص بجدته ، ونواقيس عقله تدق كل دقيقة مطالبة للراحة ، لم ينم جيدا والهالات السوداء تحت جُفني عينيه خير دليل ، يكفيه أن يغلق عينيه لبضع ساعات ثم يعاود مراقبته لجدته هذه هي حالته منذ 3 أيام مضت ، واخلاله بوعده للُجين لايزال يزيد من عذابه يشعر وكأن كتله ضخمة تجثم على صدره ، وبأن المحتوم آتي لا محالة ولكن متي ؟ هنا يقبع السؤال .!

" لما لا ترتاح لبعض الوقت ، سأبقي بجوارها ، ففي النهاية هي والدتي " حانت من نبيل التفاته بسيطة لتقع عينيه على رجل في أواخر عقده الثالث ، بجسد رياضي وطول متوسط ووجه بشوش وملامح متشابهة نوعا ما وشعر أسود مُزين بخصلتين او أربع من الشَيب ، كاد أن يتجاهل حضوره المزعج ولكنه أجاب برسمية
" لا ، أُفضل البقاء بقربها على تركها لثانية واحدة !"

اقترب على مهل واتخذ المقعد المجاور مكانا له ، وتابع محاولا تَلطيف الأجواء المشحونه " إذن ما هي أحوالك بالعمل ؟ "

أجاب باقتضاب " جيده " ، بقي والده يحدق فيه لفترة من الزمن متحدثا براحة " لقد كبرت بشكل جيد ، هل من فتاة مميزة بحياتك ؟ "

زفر نبيل الهواء بضيق وتوجه لوالده بحديث مباشر بعد أن كان يتفادى الاحتكاك به " لقد فَقدت الحق في سؤالي منذ وقت طويل ،لقد نَبذتُماني وبدأتما بحياة جديدة لم تتواصلا معي ولو لمرة وكأن وجودي لا أساس له ، لذا لا تقم بوضع نَفسك في موقف محرج أبي ، فهذه الكلمة التي كنت لا أُطيق صبرا لأُناديك بها بهَتت فقدت بريقها حينما علمت سبب انفصالكما ، لك إحترامي وسَعه بالي وبِري بك وغير ذلك لا استطيع تقديمه لك .!"

اتسعت عينا والده من الاعتراف الصادم وبصوت متحشرج " تَعلم سبب انفصالنا ؟! "

ارتسمت شبه ابتسامه على شفتيه وعيناه تتفحصان ملامحه الفزعه " أجل ، إنه بسيط على كل حال ، الحَب من جعلك تتخلى عن عائلتك والسفر للإستقرار خارجاً .!"

" كيف ! " ، هز كتفه بلا مبالاة " البشر فضولييُن بطبعهم ، والأحاديث تنتقل بسرعه كانتقال النار في الهشيم ، حاولت جدتي إبقاء الأمر سراً ولكن فات الآوان ، بالمناسبة .."

تنبه والده لنهوض نبيل المفاجئ ، ليكمل هو الآخر " لديك عائلة جميلة ، لكني لن أكون جزءاً منها "

xxxxxxxx

في الطرف الآخر لم تكن هَيا أقل هدوءاً ، منذ دخولها العاصف للمنزل وهي ترغب بركل وتحطيم ما يقع بين يديها لكنها قاومت ، بأكبر قدر لديها !

أولئك الحرس متزمتون فعلا لا تصدق بأنها ستقضي ما يقارب الاسبوع برفقتهم ، ألقت بجسدها على السرير وأغرقت وجهها بوسادتها تخرج ما يعتَمل صدرها من صرخات انتهت لتلتقط أنفاسها ، طُرق الباب لتُجيب بصوت متوتر " يمكنك الدخول "

انسلت والدتها بخفة للداخل وهي تمعن النظر في ملابس مدللتها القطنية الواسعه ، لتزفر بضيق
" هَيا عليكِ أن تعتادي على ارتداء ما جلبته لك ، زفافك بعد اسبوع ، لا تُخبريني بأنك ستقضين ليلتك الأولى مع زوجك بملابس هكذه ! "

" إنها مريحه ، ولا أود تغيير عادتي ."

تغير صوت والدتها ليصبح أرق " عزيزتي ، لما لا نحاول تجربة العلاج بالليزر ، ستتحررين من تلك الندبة البشعه وتنعمين بحياة مريحه ؟"

ضاقت عينا هَيا وهي تستمع لطلب والدتها للمرة الألف لترد بحزم " لا ، يكفي لن أقوم بتغيير ذاتي لأجل أي شخص ، إن رغب بي فعليه تقَبُلي بعيوبي !"

تنهدت منى واستسلمت " حسنا ، عليكِ بالراحة ، بالنسبة للحرس فقد تحدث شادي مع والدك مسبقا لذا فهم لن يغادروا لأي مكان في هذه اللحظة ."

كادت ان تصرخ حنقا للمرة الثانية ولكن عوضا عن ذلك اختبأت داخل أغطيتها تناجي النوم أن يخلصها من قلقها المتزايد وغضبها اللامحدود بهذه اللحظة .

أسدل الليل ستاره حالك السواد وأشرقت نجومه المتراقصه على ضوء القمر المنتصف ، ليغط البعض في نوم عميق بينما في مكان ما ، يقبع شخص يراقب من بعيد تستعر بداخله نار لن تخمد قبل أن يضع نهاية لهذه القصة البائسه ، قصته مع حب غير مكتمل وجرم ناقص !

لاحت ابتسامه مرعبه باتساعها وصوت مفزع " لن أسمح لهذا الارتباط بالاكتمال أبداً !”

xxxxxxxx
مرت 3 أيام مسالمة ما بين عمل متقطع و تحضيرات نهائيه للشقه الجديدة التي ستجمع بينه وبين محبوبته الشرسه ، يَعلم بأن هدوئها للآن مؤقت وستعود لتفترس المعلومات منه ولكن حينها سيكون الآوان قد فات للتراجع ولن يمكنها الهروب والاختباء عنه ، هذه المرة سيجتمعان دون أن يخضعا لأحد !

طَرقات متتابعه أَيقظتها من سباتها الطويل ، متى كانت أخر مرة تناولت فيها الطعام ؟ ، بل متى غطت بالنوم بغير إدراك ؟

لم تعد قادرة على تحريك جسدها ، بل إن عينيها ترفضان التعرض للضوء وعقلها يفضل الغرق بحالة من التوقف ، مرت الأيام كحالها ولكنها في فوضي تامه من بعد انفصالها عنه قَلبها توقف بالفعل ، كما أخبرتها هَيا توقف عن الشعور بالألم ولكن دموعها لم تفعل المثَل !

أخرجت صوتها الناعس قائلة " يمكنك الدخول "

دلفت والدتها الغرفة المظلمة والتي لا تزال على حالها منذ 6 أيام لقد قاربت على بلوغ أسبوع كامل وهي ملازمة للسرير ، لتصل لهفتها لمسامع لُجين " عزيزتي ، عليكِ بالنهوض !"

لم تستطع سوى إخراج همهمه بسيطة تعبيرا عن يقظتها الجزئيه ، لتتابع والدتها بنغمة مؤنبه :
" قد لا أكون خبيرة بما يحصل هذه الأيام ، ولكن أدرك تماما حين أرى قلباً محطما أمامي !"

اتسعت عينا لُجين ونهضت مبعدة الغطاء الجاثم عليها وأشعلت المصباح القريب من سريرها لتعقد حاجبيها حين رأت ابتسامه والدتها الباهته بفعل الضوء ، كادت أن تنفي كل فكرة تصل لوالدتها عن كونها مَنفطرة الفؤاد ، لتصمتها بطلبها المفاجئ ..

" هنالك من آتي ليطلب يدك ، إن لم تكوني فعلا كما افترض فعليكِ أن تنجحي بإقناعي ومقابلة الأشخاص لمرة واحدة !"

غادرت والدتها لتحضر كل ما يلزم لاستقبال ضيوفها وقلبها يؤلمها على صغيرتها ، فإن استسلمت لمشاعرها سينتهي بها الحال يوما مثلها وهذا أمر مرفوض كليا .

عادت الأحداث تضرب إعصارا داخل عقلها الصغير ، هنالك من سيتقدم لخطبتها غير نبيل واليوم !

استمعت لخفقان قلبها المتألم الذي سرعان ما بدأ باتهام علقها : لما كان الانفصال الحل الأمثل ؟
انظر ما الذي فعلته بنا !

تجاهل عقلها ضربات قلبها وحزم أمره المتردد : كان الحل الأنسب للتقليل من الأضرار، لا يمكننا البقاء في علاقة محكومة بالفشل !
والأضرار الجانبية ستنتهي عاجلا أم آجلا .

لم يعجب قلبها بقرار عقلها المتسلط ، دوما ما يخسر معاركه ، ولكن ليس الحرب فهذه المرة وقعت بقلبها فكانت الخسائر أعظم مما تخيلت ، فقدت نفسها في هذه العلاقة تركت جزءاً كبيرا من ذاتها معه ، زفرت مطولا واستنشقت كمية كبيرة من الهواء لتحبسه قليلا ثم تطلقه ، إن كانت ستمضي بحياتها فهذه خير بداية .

لم يَمت شخص تعرفه من قبل بسبب أول حب ، ولن تكون أول من يفعل هذا ، يكفيها رؤيه ابتسامة والدتها الحانية ، ما حصل قد حَصل !

نهضت بخفه وكل عضلة بجسدها تؤلمها لحركتها القليله ، وبدأت بترتيب حاجياتها والاستعداد لمقابلة المُتقدم المجهول .

" لا يمكنك المجئ برفقتنا ، لا تزالين متعبه !"

تجاهلت تعليقه لتنظر له بطرف عينها وهي تتقدمه بعكازها " لن تفيد محاولاتك ، إنهم أقربائنا ولم نرهم منذ إنفصال والدك عن ابنتهم وسفره لأمريكا ."



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:24 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.