آخر 10 مشاركات
سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-10-16, 04:43 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



القلق يتآكل قلبه لم يمضي على خروج جدته من المستشفي سوى أيام عده وهاهي الآن تسابقه في الذهاب وخطبة تلك الفتاة التي تعود قرابتهم لارتباط ابيه بنسبهم ، لا يهتم لأولئك الأقرباء لا أحد يَهمه سوى صاحبه الجسد الغض والصحه المعتله " أنا ارجوك ، لن يطول الأمر إنها مجرد زيارة !"

كان والده يراقب إصراره وعناد والدته المتوارث عن سلالاتها المنقرضة دون أن يحرك ساكنا لأنه يعَلم المنتصر في النقاشات وهي والدته بلا منازع ، أصدر عكازها صوتا حاداً اثر ارتطامه بالأرض منهيا النقاش من طرف نبيل قائلة " لقد مر وقت طويل ، من المُشين عدم حضور كبار العائلة لإصلاح ما أفسده دلال الصغار "

كانت تلك الكلمات في صرامتها موجهه نحو ابنها الوحيد ، ليرضخ نبيل وتعانق عينيه عيني والده الخجل من فعلته لعدم تواصله مع تلك العائلة مجددا .

لم تكد لُجين تنهي تحضير ما ترتديه وإطلاق خصلاتها للحريه حتى باغتها صوت هَيا القادم من الطرف المقابل ، أسرعت بخطواتها تَجذبها للداخل قبل أن تنهي حديثها مع عمتها حول الاستعدادات المُقبلة ، راقبتها والدهشة تعتريها " لُجين ما بك ؟ "

" صدقاً لقد تأخرتي ، كان من المفترض وصولك قبل نصف ساعه !"

اتسعت ابتسامه هَيا وهي تشاهد ابنه عمتها وهي تنهض مجددا من حالتها اليائسه وفضلا عن سؤالها عما مضي ، تحدثت وعيناها تترقصان فضولا " إذن من هو ذلك الزائر المفاجئ ؟ ، لم أعلم بأن لديكم صلة قرابه أخرى !"

كانت تضع اللمسات الأخيرة من قلادة ناعمه وأقراط نجميه حين أجابت " لا علم لي ، لقد فاجئتني والدتي ، ووجدت بأنها فرصة لنفض الماضي ومحاولة البدء مجددا ، ربما "

وقبل أن تستمر المحادثات أُعلن عن وصول الضيوف ، كان خالد يتوسط الجلسه مع شقيقته لتُتبادل الأحاديث لما يقارب النصف ساعه ، وحينها طُلب من لُجين إحضار الضيافه لتقابل مجهول الهوية .

لم تكن مستعدة ، سخرت هَيا من موقفها وإحمرار خديها المبالغ فيه ، لتُركز على عمل رئتيها اللتان اضطربتا حين دخولها للترحيب بضيوفها ، ما رأته شل حركتها ، فإما أنها جُنت أو من يجلس أمامها هو فعلا من تظنه !

مَل من الانتظار تلك الأحاديث الجانبية لا تُثير اهتمامه ولكن المثير حقا هو وجود السيد خالد كقريب بعيد ، كاد أن يسقط فكه حرفيا من شده اندهاشه ليتأقلم بخفه مع التيار ، لا يعَلم أي قوة أبقته مثبتا على تلك الآريكه لينجح في مصارعه رغبته الجامحة في الهرب ، ترابطت اصابعه ليسيطر على نوبة رعب أصابته ، سيرتبط بفتاة لا يألفها وقَلبُه مُعلق بأخرى !

ماهي إلا دقائق ..

ليتوقف الزمن ، وتصبح أحاديثهم كهمهمه في أُذنه ، إن كان يَحلم فمن الأفضل أن يغلق عينيه ويحتفظ بصورتها بين طيات ذكرياته ، ارتعش قلبه وأضاءت عيناه حبورا لقد وجد سعادته .

ابتسم خالد وهو يقدم لُجين للضيوفه " هاهي ابنتنا الصغيرة لُجين " وبالتتابع أشار لضيوفه
" هؤلاء هم أقربائك من جهة خالتك تحديدا من زوجها السابق وقد قرروا الارتباط بك ويال المفاجأة فنبيل هو ابن هذه العائلة ."

تقدمت بخطوات مرتجفه بطيئه لابد من أنها تحَلم ، أجل تَحلم ؛ من يُخيل إليه ، بأنهما مرتبطان بهذه الطريقة خالتها قد فعلت خيراً ولمرة واحدة ، انجابها تؤاما لروحها ، كادت أن تَفر هاربه إلا أن جدته أمسكت بها متلبسة وأبقتها بقربها لبعض الوقت ، قلبها يخفق بشدة ضجيجه يصُم أُذنيها عن أحاديثهم ، اعتذاراتهم ، ورغباتهم ، كانت شبه متأكدة لمعرفه هذه العجوز بالمستشفي والآن تحققت احاسيسها ، لقد كونا رابطة منذ زمن بعيد .

عَم الهدوء ، تفاجأت ألم تكن ثرثرتهم تملأ المكان صخبا ؟

اقترب قليلا ليمحو أثر شكوكه الطافيه ، حتى يصدمه عطرها الآخاذ إنها حقيقة ، غادر الأفراد ببطء ليخلو المكان سريعا .

تجولت بنظراتها لتجد المكان فارغا ، لا يتواجد فيه سواهما ، يا إلهي إنها لحظة التعارف ، بل بمعني أدق التصادم ، أن يلتقي الجليد بحمم البركان ، نهض وقطع بضع خطوات ليصل لمكانها وعيناها لا تزالان تحتضنان الأرضيه الرخاميه ، ركع على ركبتيه وأمسك بيديها الباردتين ليحتضنها بدفء داخل راحه كفه ، وبين لحظة وأخرى يطلق دفعه من الهواء الساخن لتجديد الحرارة ، تجمعت غمامات دموعها وتركت لها حريه الفرار ، إنها لا تحلم ومن أمامها نبيل !

زادت ابتسامته مظهرا صف اسنانه اللؤلؤيه و وبحركه خفيفه مسح بإبهامه دموعها الساقطة :
أخبرتني مرة بأنني سأجد ما أصبو إليه بأني سأجد السعادة ، حسناً أنتِ سعادتي .

تعالت خفقات قلبها وعانقت عينيها عينه أخيرا بعد أن باح بما يعتمل بما فيه داخله ، وتابع بنغمة راجيه : أتقبلين الارتباط بي ؟

ابتسمت ومن ثم هز رأسها موافقه ، لتشع عيناه سعادة اراد احتضانها وتقبيل ثَغرها الباسم ولكن كبح لجام نفسه ، لكل شيء وقته وقريبا ستصبح له كما أراد .

xxxxxxxx

تم الاحتفال تلك الليلة بهذه الأخبار المفرحه و احتفاءاً بانضمام فرد جديد لتلك الأسره الصغيرة ؛ تعالى نباح بضعه كلاب بينما تولى صرصار الليل اتمام معزوفته ببقعه تعلوها الرطوبه بمنزل مهجور حاملا جهازا بيده يُقلب بين تلك الصور ، وانفاسه تترك طابعها القذر على الشاشه المُضيئه استمر بالتدقيق بتلك الصور ، انحناءات جسدها ، ابتسامتها ، سُمره بشرتها ، يعَلم ما سبب تكشيرتها الخاطفه لإحدى الزميلات وتلك النظرة الغاضبة الموجهه للمصور المتطفل على خِلوتها ، نَعم يعَلم كل ذلك وأكثر ، كاد أن يهشم جهازه بعد أن لاحظ وجود حبيب قلبها في إحدى الصور التي لم يستطع التخلى عنها ، أجل عليه أن يُبقي هدفه ضمن الاطار !

هَمسٌ تردد صداه ضمن الجدران التي تُخَبِئه “ ستكونين لي ، قدرنا معا ، وذلك المتعجرف شادي لن يمتلكك أبدا “

حَلت نهاية الأسبوع كنهاية الدمج وحَانت لحظة اتمام العقد بارتباط هَيا وشادي في إطار زواج يتخلله حضور العديد من الشخصيات الهامة والعائلة ، الحرس يملئون المكان في كل مدخل ومواقف السيارات ، وكأنما هنالك خطر يُماثل انفجار قنبلة موقته يقبع تحت اقدامهم !

تغضن جبينها للمرة الثالثة بعد انتهاء المصففه من تجعيد شعرها وجعله كشلال قصير يصل لكتفيها مع وضع القليل من ظلال العيون والماسكارا لكثافة رموش عينيها المحددتين بالكحل الأسود ورونق شفتيها الخلاب بالزهري اللامع ، أما ردائها فكان من قماش حريري منسدل بحرية ملائماً لمنعطفات جسدها وأكمام من الدانتيل تصل لنصف ذارعيها ، تدلي وشاح من كتفها الأيمن جزئيا مُضيفا بهاء للتصميم بتعرجاته الحرة إضافه لحزام نجمي يُزين خصرها ، اعترضت بشدة قبل أن تتدخل لُجين قائلة :
“ يكفي هذا لما كل هذا الاعتراض ، لم يبقي سوى القليل !”

ألقت بنظرة ساخطة قبل أن تُكمل حديثها “ لما على أن ارتدي هذا الفستان ، سأُجن حقا ، أكره الدانتيل !”
ابتسمت لُجين ومسدت ظهر هَيا بحنو “ إنه شرط عمتي ، لن يُمكنها تحمل إرسالك لمنزلك الجديد دون أن تراكِ بفستان ناعم كهذا “

وقبل أن تعترض بكلمات إضافيه ، طُرق الباب وأدخل دفتر كبير الحجم لتوقيع العروس ، لم تفكر قبل أن تَخط بأحرف كبيرة اسمها وتُنهيه برسميه معتادة انتهت وعَلت الزغاريد الغرفة كإعتلاء الإحمرار وجنتيها ، تقدمت والدتها تسرع الخطى لاحتضان صغيرتها وإلقاء بعض النصح .

وبالمقابل قام شادي بالمثل وتهللت أساريره حين تتالى التبريكات من الجميع ، وأخيرا أصبحت زوجته شرعا وقانونا ، تسارعت الليله وحان وقد تقديم العروس لزوجها لذا كان من اللازم تحضير زفه للعروسين حتي يستلمها ويتجه بعد ذلك لمنزلهما الجديد ، انتظرت في تلك الغرفة الفارغه تحسب عدد دقات قلبها المجنون وتحدق بباقة الورود الحمراء المُزدانه بقطع ألماس متفرقه ، تمالكت ذاتها من قطف تلك البتلات الواحدة تلو الأخرى ، تناهي لمسامعها صوت أنفاسٍ مكتومه كصراع خارج هذه الأبواب ، محاولة يائسه لفتح الباب الذي قوبل بالضرب هو الأخر فزِعت ففي لحظة كانت تَثب واقفه وبالدقيقة التالية حُطم الباب..!

وقَبل أن تتمكن من إطلاق صرختها حَبست قطعه قماش مبللة بالكلورفرم تلك الصراخات لتحولها لنوم طويل !

غابت عن الوعي ، فيما ذهنها يستحضر صورة خاطفها ، لقد عاد من القبور ، عاد ليأخذها معه للجحيم .

نهاية الفصل ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:43 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

لا تلهكم القراءة عن أداء الصلوات


(8)



انتظر الضيوف إحضار العروس لتوديعها ، ولكن الانتظار طال لتتولى منى مهمة تسليم ابنتها لشادي ظنا منها بأن الخوف قد دب بأوصلها مانعا إياها من الحركة ولكن ما وجدته هو حرس غائبون عن الوعي وبقايا حطام ، وباقة حمراء تنتصف الغرفة تنتحب لرحيل صاحبته الغادر !

صرخت بعلو صوتها ، تستنجد بأحد ما “ لقد اختفت ، هَيا اختفت !”

أصاب الكل الذهول ، ليَحل مكانه الارتباك بالدقيقة التالية ، كاد أن يصاب خالد بسكته قلبيه لقد صَدُقت توقعات شادي ، لقد أخذ زهرته صغيرته !

أسرعت لُجين بوضع حجاب تغطي به شعرها العسلي المتحرر كتموجات بحريه ، وأنطلقت لغرفه الأمن قائلة بحده “ كيف استطعتم أن تغفلو عن مراقبة الرواق المؤدي لغرفة العروس !”

التفتت الرؤوس لذات الصوت الأنثوي الغاضب ، ليتدخل أحد الموظفين قائلا برسميه “ لقد وصلتنا أوامر تنص على عدم اقتراب الكاميرا الأمنية لتلك الجهة ولكن يمكنك التدقيق بالأمكنة القريبة ومخارج الطوارئ “

شعَرت بالدماء تتصاعد لرأسها الصغير ، ابنه عمها بخطر مُحدق وهؤلاء الأغبياء يتحدثون وكأن الأمر لا يعنيهم البته كادت أن تتلفظ بأسوء ما لديها لتوقظ لديه حس النباهه ولكن تدخُل نبيل ألجم لسانها ، تحدث بهدوء للمسؤول “ قم بجمع كل اللقطات للساعتين الأخيرة لابد من أن هنالك خطبا ما لم تستطيعوا ملاحظته !”

بعد دقيقتين دلف شادي للغرفه فمنذ سماعه للخبر لم يستطع أن يُبقي اعصابه في حالة من الهدوء لذلك أتصل بالشرطة للتبليغ عن حالة إختطاف وعن وجوب إرسال فرقه للمساعدة بالبحث في الأدلة المتواجدة ، مرت نصف ساعه ولا يزال البحث جاريا ، لُجين تذرع الغرفة ذهاباً وإياباً راجيه أن يكون ذلك الأحمق قد ظهر بإحدى اللقطات !

وشادي يراقب تلك الشاشات بعيني الصقر ، يعَلم واثقا بأنه قد تسلل للداخل ولكن كيف له ذلك فالمكان مملتئ بالحرس ولا يمكن لأي شخص الدخول بدون بطاقة دعوة مصرحه بالاسم ، وقبل أن يتعمق بتفكيره أتاه الجواب في لمحة سريعه من شريط المراقبة ليهتف “ انتظر اعد الشريط هنا “

كان ذلك لأحد الحرس وهو يتوجه لتدخين سيجارة خارج القصر من السلالم المؤدية لمواقف السيارات ، تحدث الموظف برتابه “ إنه أحد الحرس ، ماذا بالأمر ؟ “

تجاهل شادي تعليقه بينما ظلت لُجين تطلق شرارات متطايرة نحو الموظف المتملل في مكانه ، تابع شادي مواصفات الرجل الذي خبأ وجهه عن كاميرا الأمن بشكل مقصود ، ليأمره بحزم
“ أرني جميع اللقطات المؤديه للمخارج الخلفيه وأيضا مواقف السيارات ، ولا تهمل لي دقيقة واحدة “

بعد انضام موظف آخر في هذه العملية ظهرت نتيجه واضحة عما حدث ، زمت لُجين شفتيها حانقه “ لقد استغل خروج الحارس وافقده وعيه ، وانتحل شخصيته ! “

أشار نبيل لأمر مهم بينما ضغط شادي أزرار هاتفه ليبلغ الشرطه بإغلاق الطرق المؤديه للمطار واصفاً المشتبه به بأدق ما يمكنه من معلومات وجدها “ لوحة السيارة أظهر الرقم لنبحث عنه من خلال شبكة مراقبة الطرق ، أسرع “

بدأ المسؤول في إلقاء تعليماته في محاولة لتوضيح رقم اللوحة المغادرة في حالة عجلة واضحة ، أفزع شادي الموظفين بضربه لسطح المكتب المجاور له ساخطاً “ كيف استطاع إخراجها من هنا حتى وإن تظاهر بأنه أحد الحرس ، كيف له أن يحملها دون آن يُسمع صُراخها أو أن يَلمح أحد ما طيفها !”

نقرت لُجين بأظفارها على مكتب التدقيق لتتحدث بصوت مسموع “ أعتقد بأنني قد شاهدت أحد الموظفين قد أدخل صندوقاً هائل الحجم بحجه أنها طلبيه من محل للأزهار ، كنت أعتقد بأن هَيا قد رتبت للأمر لتكون مفاجأة !”

تابع نبيل مُقتربا من خطيبته “ إذن لابد من أنها وسيلته في إخفائها ، لن يَشك أحد ما بصندوق فارغ “

تنبهت لُجين لخطورة الموقف حينما ألقت بنظرة متوجسه نحو ساعة الحائط إنها الحادية عشر لقد مرت ساعه كاملة منذ إختفاء هَيا وبكل دقيقة تقترب المسكينه من نهايتها المشؤومة ، خَطت مبتعدة عن نبيل وبنبرة هجومية وجهتها للنمر المُتأهب :
“ اتفقنا على أن تحميها من ذلك السافل ، وأن تظل الأمور طي الكتمان طالما بأنها لم تتذكر أيا مما حدث بالحادثة السابقة ، ولكن أن تعود وتُقاسي الأمر ذاته ، كما لو أننا نُلقي بها للهاوية ، هي لن تتحمل ولن يُبقيها سالمة سيَقتُلها فور انتهائه من متعته الخاصة !”

صرخ هو الآخر زاجراً وقابضا أصابع يديه حتى ابيضت :
“ وهذا ما فعلته للآن ، لقد نَكرت علاقتنا السابقه ، كنت أخرساً لم أبحُ بشيء يؤكد شكوكها لهذه اللحظة ، أَمرت بحرس من الدرجات العُليا ، ومع ذلك استطاع النفاذ بسهوله ،وضعته خلف القضبان لمدة 8 سنوات وهَرب فور سماعه لخبر خطبتنا ، اختطفها في يوم زفافنا ليؤكد بفعلته أنه لن يسمح لنا بأن نكون معا !”

انتفضت لُجين من انفجار شادي المؤلم أنفاسه في تسارع وعَرق بارز من جبينه ولونه خُطف ، شحوبه يؤكد مقدار فزعه ، أنه خائف مما سيحدث ويَعلم النتيجه مُسبقا ، إن لم تستطع هَيا كسب بعض الوقت فإن حياتها قد حانت نهايتُها !

xxxxxxxx

التوقيت 11:1

قطرة باردة لامست جَبينها تلتها قطرة أخرى ، رائحه خانقة معبقة برطوبه التربه ممزوجه بالاسمنت الجاف ، حاولت تحريك يديها اللتان أطلقتا إنذارا بالألم لتجدهما مكبلتين ، شعرت بثقل جاثم على جفني عينيها وبدوار يمنعها من مواكبه الأحداث الأخيرة ، فَزِعت!

لما يداها مُكبلتين رمشَت بعينيها قليلا لتعتاد على الضوء الخافت المتوزع بأنحاء متفرقه ، أرادت تحريك قدميها علها تجد طريقه للخلاص ولكنها كانت مُقيدة بأرجل الكرسي الخشبي .

هتفت برعب “ اللعنه ، ما الذي يجري هنا “

مرت دقيقة تذكرت فيها الاقتحام المفاجئ ، وذلك الرجل ..!

خرجت كلماتها من بين شفتيها المرتجفتين كمن يلفظ آخر انفاسه “ إلياس الباطني !”

وعلى وقع أحرفه تتابعت خطواته الرشيقه بينما صدى صوته يَنطق مُصححاً “ بالنسبة لك Elee هل يَشُمل فقدان الذاكره نسياني ؟! “

ارتعاشه مرت بعمودها الفقري ورجفه سيطرت على جسدها الغض وصداع مفاجئ استعمر جزءاً من دماغها كل ذلك في جزء من الثانية ، جسدها يتذكره والآن هي أيضا ستتذكره !

xxxx*
حزمت أمرها وهي تراقب القادم من البعيد بوسامته مُنقطعه النظير وجال ببالها حديثها المعتاد
“ ألا يَمل ، أصبح الوضع مزعجا للغاية !”

التقط أنفاسه وهو يطلق تحيته الصباحيه كعادته المعهودة ، بنغمة يُخفي خلفها شوقه ولهفته
“ صباح الخير ، من الجيد لحاقي بكِ “

ارتدت ملامح الجديه متجاهلة نظراته وأسلوبه في الحَوز على رضاها “ صباح الخير إلياس “

أعترض بخفه وهو يواكب خطواتها المتعجله لإنهاء اللقاء “ لا يجوز ذلك من المُفترض بأن تُناديني ب “ Elee “ إلي ، نحن نعرف بعضنا ما يُقارب السنه لما الرسميات إذن !”

توقفت مُحاولة إبتلاع غصتها والتحدث بشكل سليم ، فالعلاقة التي يرغب بتكوينها معها مستحيلة كيف ولا، وهو مجرد زميل تشاركا معا في إنجاز مشروع دراسي فحسب .

“ إلياس “ شددت في نطق اسمه لتصيب قلبه بسهام مُباشرة ، نُطقُها لاسمه مجردا يَستهويه ، ولكن إن صاغت اسمه بتدليل مُتملك ماذا سيَحل به ؟

قذفت حديثها بوجهه دونما اكتراث “ لا ، معرفتي بك سطحيه ولا أرغب لها بأن تتطور لست مهتمه ، اهتمامي مُنصب حول المعرض الفني القادم لهذا الشهر لذا اتركني وشأني “

ابتسم ببساطة متجاهلا تعليقها ليتحدث بغرور “ إذن ما رأيك بمرافقتي للمعرض ؟ لدي صلات قويه لهذا الحدث “

تنهدت مطولا ودارت بعينيها قبل أن تصَفق بكلماتها وجهه المُشرق بابتسامة نصر “ لا ، لن أُرافقك ، تعَلم بأنك تبدو كمُترصد حاليا ، أُخبرك وللمرة المئة لا مستقبل لك معي “

وقبل أن يتحدث بحماقه تُكدر بقية يومها ، لَوحت لإحدى رفيقاتها التي سرعان ما هَبت لنجدتها وتوجهتا نحو محاضرة الفن المعاصر .

ولم تُلاحظ ذلك التَكدر المرعب في ملامحه الخلابه لتصبح شنيعه المنظر ، وإن لاحظت فلن يُصيب قلبها سوى الهلع !

تفادت إلتقاء عينيه ذات اللون الرمادي وهي تقوم بتسليمه بقية اللوحات التي كانت من نصيبها لتُنهيها ، تأكدت من كافه أعمالها مرة أخيرة قبل أن يقطع الصمت سؤاله الفظ “ ما علاقتُك بشادي السالمي ؟ “

تجاهلت وقع السؤال وغَلفت لوحاتها جيداً ، كادت أن تهَم بالمغادرة إلى أن أمسك ذراعها بقوة ألمتها ودفعت الدموع لعينيها قائلا بنغمة وقحة مفعمة بالتملك : أنتِ لي ، لا يمكنك الزواج به !

خرجت كلماتها من بين شقتيها قَهرا “ من أخبرك بذلك ! “

كاد أن يلتصق بها وهو يهَتف صارخا “ الجميع هنا يَعلم ، لقد تلازمُتما لما يُقارب السنة والنصف فلا تتوقعي الصمت بشأن ذلك ، أنتِ ملكي “

حاولت انتزاع ذراعها من بين يده ولكن بلا فائده ، صفعتها تلك الكلمات الواثقه في حين زمجرت بعصبية نادرة : دعني ، لا يحق لك لمسي ، أو حتي مخاطبتي هكذا !

خطبتي لشادي ستكون رسمية قريبا وهو الشخص الوحيد الذي سأرتبط به .

تحدث مجددا بنغمة عاليه النبرة وغضبه بازدياد : إياكِ ، لا تظني لوهلة بأني سأدعك تعيشين أحلامك الوردية ، سأحرص على تدميره قبل أن يفكَر بالارتباط بك !

عقدت حاجبيها باستنكار بينما انتقل الألم مضاعفا لجهاز الاحساس لديها : دعني ، إنك تؤلمني !

ضحك الآخر بطريقة أقرب للجنون قائلا بوعيد : إن لم ترفضي الأمر وتنهي هذه المهزلة ، سأحرص على إفلاس شركة والده وبذلك سيرفض والدك حتما ، واسم الشركة سيتلطخ بسمعه سيئة للغاية حينها أود أن ارى كيف ستنجحان في إتمام الخطبة وتبعاتها .

اتسعت عيناها دهشة وتحجرت دموعها بل إن الكلمات اختنقت بحنجرتها لتنطق بغضب عارم
" أيها الحقير ، كيف يمكنك فعل ذلك ، ما دخلك بكل هذا !"

ابتسم بخُبث واقترب منها بشكل ينم عن الخطر هامسا كحفيف مزعج " لأنني أحببتك أولا ، ولأنه شخص مُعتد بنفسه إن ظن لثانية بأني سأتركه يفعل ما يشاء بك ، معارفي كثيرون والمال يستطيع شراء كل شيء !”

شعرت برجفه تتسلق عمودها الفقري وانتابها القلق بشأن شادي ، فما يقوله هذا المختل ليس بمزحة إطلاقا وكما أن والده يعمل بذات المجال إذا لابد من له يداً مباشرة فيما يقوله !

xxxx*

هزت رأسها على مضض وتم الإلتقاء بشادي وفض العلاقه ، تتذكر ذلك بوضح ولكن ما كان قادما من بعيد تلك الحادثه التي انهت صمُودها وجلعت الدموع تتجمع بعينيها البُندقيتين لقد كان هو خلف احتراق المزرعه .

بعد انهائها تعليماته واجهته وبشدة “ لقد انتهينا ، ستترك شادي يذهب في حال سبيله ، لقد حققت مرادك الآن لا شيء سيجمع بيني وبينه !”

اشتعلت نظراته بلهيب غير اعتيادي لتتغير من اللون الرمادي للسواد القاتم ، ازدرات غصه عالقة بحنجرتها تراجعت خطوة للخلف ، بينما نهض من تلك الآريكه الجانبيه مارا بموقد ينتصف الصالون الداخلي بكل بهاء ، صفق بكلتا يديه ثم فتحهما على وسعهما قائلا بنغمة مبهمة “ إذن فقد حان وقت الاحتفال ، سَتُصبحين الآن ملكا لي ، شيء يَخُصني “

فرقع باصبعه الأوسط وابهامه ، ليتدخل في المعادلة رجُلين ذو أجسام رياضيه واحد منهما يحمل كاميرا للتصوير المنزلي والأخر قطعه حبل ، غاص قلبها رُعباً ما كان عليها أن توافق على المجئ وحيدة ولكن ماذا تفعل ، لن تُقدم شادي على طبق من ذهب ليهدم كل ما حققه والده على مر السنوات !

احتمت بحقيبتها الصغيرة وتراجعت بخطوات متتابعه علها تستطيع الانطلاق بقدميها للسيارة ولكن هيهات فهي لم تكن يوما من مُحبي الركض ، راقبت إلياس وابتسامته تعلو ملامحه البيضاء وانفه المستقيم يتغضن بدقيقه مسح بلسانه شفته العليا قائلا “ ستكونين لي وسيتم تصوير ذلك ، ستصبح ذكرئ جميلة لنستطيع تخليدها للأبد !”

استوعب عقلها ما يُلمح له وانتفاضه اصابت قدميها لتوقعها بمكانها لقد كَبلها الخوف إنها الآن تحت رحمته ، تجولت نظراتها الجاحظة نحو الثلاثة ذئاب المُحيطين بها وكل منهم يستعد لإتمام وظيفته لأجل الربح الأكبر بينما إلياس مشغول بفتح أزرار ياقته ، صرخه أطلقتها بعلو صوتها حتى شعرت بالألم داخل حبالها الصوتيه وبالهواء يُغادر كل حويصلة رئويه !

عَلت ضحكته متزامنا مع صوتها الذي يُطربه ويَبُث الرضا فيه ، لا يُخفي حبه المجنون بها مُنذ أول لقاء وأول نظرة تعانقت فيها نظرتهما هي لم تُبالي مما جعلها أكثر تَميزا لديه ، تعددت محاولاته والرفض هو الجواب ولكنه الآن سيمتلكها ، أشار لصاحب الكاميرا بالبدء والتقط الحبل من الرجل الآخر المراقب للوضع بمتعه خالصة .

اغمضت عينيها بقوة وقلبها يُناجي الخلاص “ يا الهي كن منُقذي ، ورحيما بحالي “

نهاية الفصل ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:45 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


لا تلهكم القراءة عن أداء الصلوات

(9)


عَلت ضحكته متزامنا مع صوتها الذي يُطربه ويَبُث الرضا فيه ، لا يُخفي حبه المجنون بها مُنذ أول لقاء وأول نظرة تعانقت فيها نظرتهما هي لم تُبالي مما جعلها أكثر تَميزا لديه ، تعددت محاولاته والرفض هو الجواب ولكنه الآن سيمتلكها ، أشار لصاحب الكاميرا بالبدء والتقط الحبل من الرجل الآخر المراقب للوضع بمتعه خالصة .

اغمضت عينيها بقوة وقلبها يُناجي الخلاص “ يا الهي كن منُقذي ، ورحيما بحالي “

وقبل أن يقترب خطوة إضافيه ، أتاه صوته محملا بالغضب “ ابتعد عنها وإلا قَطعت لك عُنقك !“

لم تستطع الإلتفات جسدها قد شلتها الصدمة ، ولكن صوته أنار الأمل الخامد بها لم تهتم بكيفيه وصوله ولا بتلك التساؤولات الغير منطقية خرج صوتها هامسا برجاء “ شادي ، أنقذني “

هاله منظرها حينما وقعت عيناه على حبيبه فؤاده أعماه غضبه ، سيقَتله هذا مؤكد كان يعَلم بأن هنالك خطبا بها لذلك لاحقها وصولا للمزرعه وحين سمع صرخاتها المتواصله عَلم يقينا بحقيقة شكه ، ولكن أن يكون إلياس خلف الأمر هذا مالم يكَن في الحسبان .!

انقض بسرعه النمر على إلياس الذي سقط من الوزن الجاثم فوقه وبدأ بتوجيه لكمات متتالية لوجهه وتحرك الآخر مُدافعا عن نفسه وبدأ بنفض شادي عنه ، استقام الاثنين لتلحظ هَيا الخيط الرفيع من الدماء النازف من إلياس عَلمت حينها بأنها النهاية !

أشار للرجل الواقف ببلاهه والذي كان متشوقا منذ دقيقة مضت للاشتراك في عميلته القذرة بالذهاب وتنفيذ الخطة الاحتياطية ، وتوجه لتفريغ كرهه الشديد للواقف أمامه ، لم تكن اللكمات الموجهه لشادي لتصيبه سوى بضعه مرات مقارنة بالعدد الهائل الذي ألحقه بجسد إلياس ، وقبل أن يُحسم شادي النزال بضربه قاضية خَر جسد الآخر مُحتضنا الأرض .

أسرع لهَيا محاولاً ان يحملها للهرب ولكنها التصقت بالجدار ، نهض إلياس وعظام قفصه الصدري تئن ألما أخرج هاتفه وضغط أزراره بخفه مرسلا رسالة نصية محتواها
“ أبدا بالعملية لانهيار امبرطوريه السالمي “

لم تغب لحظة من ذلك القتال الدامي عن عين الكاميرا التي كان يحملها أحد رجاله ، عاد الآخر حاملا أعواد ثقاب ألقاها لإلياس الذي ألتقطها بمهارة ليصرخ نافذا بجلده “ لقد نفذت جزئي من الخطة لن أبقي أكثر من هذا “

لم يهتم به وأبقي نظره على ذلك الثنائي ، لن يحصل عليها إن لم تكن له فلن يمتلكها أيا كان!

بصق كمية الدماء المُتجمعه بفمه ، وأشعل عودا وابتسم لمنطقه في الحصول على رغباته سار مبتعدا وقبل مغادرته ألقي بعود الثقاب بين الحشائش المبتلة بسائل سريع الاشتعال ، مرت عدة دقائق قبل أن تلتهم النيران المزرعه وقد تمت محاصرتهم بداخلها حاول الرجل المتبقي الهرب بعد أن القي بالكاميرا ولكن ضمن محاولته التقطت ملابسه النيران واحترق حياً !

أُغمي على هَيا بعد ما شهدته ، لقد اكتفت أصبحت الأمور خارجة عن السيطرة .
" هَيا ، أجيبيني ، بحق الله استيقظي ! “

هزها برفق عَلها تستفيق من إغمائها ، ألقي بنظره في المكان ليجد الكاميرا الملقاه جانبا أسرع وألتقط الكاميرا إنها الدليل الوحيد الذي يمكنه ربط إلياس بالحادثه ، عاد سريعا لهَيا ووجد بأن النيران بدأت تنتشر وتقترب بشكل خطر لمكانهما ، سيصبحان محاصرين !

حاولت أن تستعيد إتزانها وتهرب مع شادي ولكن رأسها لا يزال في دوامه أثر نقص الأكسجين
تشعر بالحرارة تستعر ملتهمة كتفها ، وبيد شادي تهزها بقوة ولكن ما كان أشد هو رائحة الخشب المحترق الجاثم على صدرها لتسعل بشدة قبل أن تفتح عينيها بصعوبة فالرؤية لم تكن متاحة بسبب السحب السوداء .

منعته رائحه الخشب المحترق من التنفس لذا قام بشق جزء من كنزته وغطى به أنفه وفمه ، اقترب منها واحتضن جسدها الغض لتتشبث به فيما كان يساندها على الوقوف متحدثا بصوت عالٍ " علينا الخروج من هنا، المكان يحترق بسرعة غير معقولة .! “

هزت رأسها إيجابا وحاولت أن تخطو بضع خطوات بمساندته ولكن قدماها أعلنتا المعارضة ، وانهارت مجددا على الأرضية الساخنة برمادها الأسود ؛ صرخ فزعا واحتضنها مبعدا عنها السقف المتهاوى ليرتطم بظهره ويرتطم المتبقي بكتفها فاصلا بينها لدقائق ، ليختلط صوت انئِنهما ، سكَن لدقائق حتى يعاود النهوض حاملا إياها بين ذراعية ، حاولت أن تصرخ و تبعده عنها لتقدر حجم إصابته ولكنه تجاهل موضع ألمه واستمر نحو المخرج المؤصد بركام الأخشاب.!

صرخت به لينجو بحياته، ولكنه تجاهلها لتعاود الصراخ بإصرار “ شادي دعني وأرحل ، لا يمكننا أن نخرج من هنا معا ، سَيقضي إلياس عليك ، أتوسل إليك !”

أنزلها وبحث عن شيء صلب ليحطم به تلك الأخشاب المحترقه فوجد مزهريه نحاسيه استخدمها في إزاحه العائق الوحيد ، أمسك برسغها جاذبا إياها لصدره “ لا تَهُمني تهديداته الفارغه ، أنتِ كل ما أريده ، ما جدوى إنقاذ نفسي إن كنت سأتركك خلفي !”

سَعلت بشدة ولسعات عينيها انبئتها بضرورة الخروج وإلا فإنهما سيموتان إختناقا ، إزدادت دفعات الأدريالين وافقته وماهي إلا دقائق معدودة حتى خرجا ولكنها فقدت وعياها بسبب جراحها ليرتطم رأسها بالأرض بقسوة .

xxxxxxxx

التوقيت 11:5

تسارع نَبضها وزخات من العرق تلالأت حين اتخذها من صدغها ملجأً ، أرادت الهرب لتنجو بحياتها من المفترس القادم وجزء ضئيل أراد الانتقام بإقتلاع عينيه من محاجرهما وإطعام لحَمه للأُسود الجائعه ، ولكن القيد يضعها في موقف الضحية فلا تستطيع الدفاع أو الهجوم !

أشعل سيجارته التي تاقت لملامسه شفتيه وسحب كميه كبيرة من النيكوتين لصدره ثم بذات السرعه نفث بموجه انتشرت مخلفه سحابه بيضاء ، تابع السير نحو أسيرته ورطب شفته العليا بلسانه قائلا “ ألم أعدكِ بتدميره ؟ “

خرجت أحرفها متراقصه ، مُتقطعه “ ألم تَكتفي ، دعني أرحل فُكَ قيدي .. أين أنا بحق الله !”

أصبحت ملامحه ضمن نطاق الإضاءه الخافته ، لترى إلياس بشكل آخر عما عهدته ، فملامحه إختفت أصبحت مختلفه للغاية ، وآيات الجمال التي كانت تتقاتل الفتيات لأجلها بَهُتت ، أصبح جسده نحيلا وعظام وجنتيه بارزتين بخلاف الندبه الممتدة على طول فكه وشفتيه المتشققتين وحاجبيه الكثيفين وبالرغم من ذلك فشعره الكثيف صمد عبر سوء التعذية وقله العنايه وما بقي على حاله هي تلك العينان التي تَمقُتهما .

استجمعت شجاعتها وحاولت تحريك يديها لفك الحصار عن رسغها ، انتابتها رغبه بالبكاء فالألم يغزو دماغها بموجات متقاربه ، اقترب الآخر وجلس القرفصاء أمامها ورفع رأسه مواجها

لملامح وجهها المرتعبة “ لقد اشتقت لكِ جميلتي “

كادت ان تُفرغ ما بجوفها حينما خدشت تلك الكلمات المقززة طبلة أُذنها ، لتُبعد عينيها عن وجهه القبيح باحثه عن مهرب ، عليها أن تُسرع وإن كانت ذكرياتها صحيحة فهو مجرد قاتل عديم المشاعر !

التوقيت 11:10

تسمرت عيناه على ملامح الشخص الدخيل عليه أن يقطع الشَك باليقين ، فإذا صَدقت توقعاته لن يصبح إجاده أمرا صعبا .

لم يستغرق سوى خمس دقائق للتأكد فذلك الوجه يستحيل نسيانه وإن اختلفت بعض ملامحه ، التقط هاتفه ليتصل بالشرطة وهتف لنبيل بالاهتمام بالبقية وغادر مسرعا فأمامه طريق طويل للحاق به ، بينما بقيت لُجين تدعو أن تكون ابنه عمها بخير فما حدث سابقا لم يكن أمرا يَسُهل التغاضي عنه ، فالصحافه لم تترك شيئا للصدف وكانت تبحث وتُنشئ عناوين رنانه ، لحُسن الحظ تولي شادي الأمر بتلك المرة وصُب كافه الاهتمام على الشركة المنهارة وتبقت الإشاعات التي تمت تداولها لتغادر هَيا بأقرب رحله للعلاج بالخارج ، كان وقتا عصيباً والآن تأمل أن ينتهي كل شيء على خير .



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:45 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



التوقيت 11:15

ابتسم واضعا رأسه على فخذها بينما بقيت ساكنه تُحملق به ، وبدقيقه كان ممسكا بخنجر مُسنن من الطرف الداخلي وأملسا بطرفه الآخر ، جَحظت عيناها وهو لا يزال بذات الوضعيه ثم ما لبث أن تحدث بكلمات غير مفهومة :
“ في بداية يوم جديد ، سنكون معا للأبد ، لن نَفترق !”

رفع رأسه واتسعت ابتسامته بينما احتضن قدماها المكبلتين لصدره “ ستقومين بفعل ذلك جميلتي ، وحينها ..“

رعشه تملكت جسدها وهي ترى الخنجر اللامع ، سيقتلها سيقوم بالانتحار معاها ، لم تكن تعَي ما ينطق به من كلمات ، ترى شفتيه تُطبقان مصدره هسيسا ، دفعت بجسده بعيداً عنه وصرخت لعل شخص ما بالجوار يَهُب لإنقاذها !

“ صوتك غير مسموع ، أتعلمين أين نحن ؟ “

لم توقف صرخاتها رغم حديثة البارد “ في المكان الذي أدخلني السجن وأطلقك حرة من جديد “

جَفت حُنجرتها وتوقفت محاولاتها في التخلص من الحبل ، ليخرج صوتها غير مُصدقا
“ من المفترض أن تكون مجرد أرض جرداء !”

“ كاذب “
“كاذب “
“كاذب “

تدفقت تلك الكلمه وأصبحت صدى يتردد ، ستموت في ذات المكان الذي ابتدأت فيها معاناتها ياله له من منطق مُقرف !

التوقيت 11:22

أوقف سيارته بعيدا عن المزرعه ببضعه أمتار لن يُجازف في هذه المرحلة ، وألقى معطفه بداخها ويرافقها ربطه عنقة السوداء ، تتالت خطواته في وتيرة سريعه مقتربا من منزل أحلامه المُستقبلي لازال البناء في مراحله الأولى كُثبان من الرمال متفرقه بنصف إحاطه ، وأطنان من الأخشاب والطوب الأحمر صامتة في هذا الحضور .

التوقيت 11:25

نهض من الأرض الاسمنتيه وركع على ركبتيه يتأمل آخر االحظات التي تجمعهما سويه صرخاتها كنغمة موسيقية لأُذنه ، كم يتمني أن يرى دموعها أن يُزيح تلك الخصلات المتمردة ويَنعم بلحظة قُرب لِيُقبل جفُني عينيها حين تبكي ، امتدت يداه والأفكار تدور برأسه ليمسك بعُنقها يَضيق الخناق شيئا فشيئا ، يراقب جحوظ عينيها تخبط يديها المُكبلتين محاولاتها الهائفه والدموع التي انسابت أخيرا مُعلنة رضوخها لأمنيته ، تركها تصارع فاجعه رئتيها للهواء وسُعال متكرر شعرت به الأخرى يُمزق حنجرتها كاد أن يكسر عنقها ، متى سينتهي كابوسها ؟!

التوقيت 11:30

التقطت رئتاه المنهكتين الهواء حين توقف بالقرب من الهيكل المبدئي للمنزل المستقبلي ، وبخطوات حذرة بدأ بالتسلل وإن كان مُحقا باستنتاجاته فإن هيا لا تزال حَيه !

هدوء جزئي طغي على لحظة الحقيقة فيما عيناها تتفحصان المكان بخفة وتعودان في ثانية للشخص الجالس أمامها وابتسامته لا تزال ذاتها ، تلك الابتسامة المُقيته التي تُشعرك بأن لا فرار من الواقع ، تلك القطرات المتساقطة على فترات متباعدة تُبقي ذِهنها صافياً ليستوعب كمية الحقائق المُفجعه في خلال الساعة الماضية !

اجتمع حاجبيه في لحظة انزعاج لانشغال تفكيرها عنه ، يحتاج أن يحفر وجوده بداخلها ، أن يستعمر كل ذرة منه ، أن يصبح كفيروس ينهشها من الداخل أن يدمرها ولا يُبقي شيئا يَصُلح للإنقاذ ، إن كان مُعترفا كمجنون ومجرم فلما لا يُنهي أكبر جرائمه ؟!

حفزته تلك الأفكار لترك أثر يدوم على جسدها مكان ظاهر فريد ، أقترب بهدوء على ركبتيه والتقط الخنجر الساكن بجوارها ليُحرر يديها من الأسر ، انكمش جسدها من قُربه ومن طريقته في تحريرها ، فقد مال بجسده نحوها واحاطها بذراعيه ليقطع الحبال بحركه سريعه ، ولكن في اللحظة التالية جَمد الدم في عروقها وأطلقت صرخة ترددت كصدى طويل .

لن يَتركها ترحل ، تناول ذراعها الأيسر وبسنتيمترات قليلة بعيدا عن المرفق أنقض بأسنانه يَغرِزُها في لحمها وصولا للعظم ، لم يتوقف رُغم صرخاتها وزاد في غرز أنيابه إلى أن ذاق طعم دمائها في فمه متلذذاً بمذاق من المرارة والحلاوة النادرة ، بينما تمتع بلحظة ملامسته لجلدها شعرت هي بلوعه في معدتها تُسرع بجريانها لحنجرتها لتطلق صرخات جديدة تعَلم بأن لا أحد يَسمعها ، سيلان لُعابه على بشرتها يُقززها وأسنانه المُنقضة على ساعِدها تؤلمها وكلما حاولت دفعه بيدها الحرة يُجدد من قوة إحكامه ، إلى أن شعرت بدمائها تُستنزف تحت نظراتها المُرتعشة إنه مُفترس لاحم !

تخالطت أنفاسه الزافرة من بين شفتيه بلعابه الذي استوطن بشرتها وامتزج بدمائها ، ارتعاشه مرت بجسده كاملا إثارة لم يَذق مثلها سابقا ، يرغب بالمزيد صرخات أعلى وعلامات أكثر عليه أن يحطمها أن يَترك خلايا دماغها عاطلة عن العمل أن يُصبح هو المحور إلى أن تحين ساعه الصفر ، بقبضه من حديد أمسك بمرفقها ولَعق بلسانه جرحها الغائر لم تكن لتحاول حتى أن تحاربه لقد أُنهكت وخارت قواها !

كانت تُنظر له بعينين خاويتين والدموع تشق طريقها كعادتها ، لم تَعد تملك القدرة على الصراخ حنجرتها تحترق ، ظمأه ومتعبه ، مال رأسها قليلا للناحيه اليمني لتلمح ظل شخص ما !

التوقيت 11:35

جولة جديدة من الصمت ، أمامها يجلس القرفصاء ممسكا بساعدها بإحكام يراقب تدفق البركان الأحمر الضئيل ، نسائم باردة تصفع وجنتيها ولا يوجد أحد هنا ليحررها وإن كان إحساسها بالوقت صحيحا فإن منتصف الليل أقترب ليُعلن عن صباح جديد .

“ همم ، لقد بدأ العد التنازلي يا جميلتي ، قريبا ستتحررين من هذه القيود من هذا المجتمع وتصبحين لي دائما وأبدا “

اخترق صمت المكان بهذه الكلمات بينما ما تزال هي على حالها ، خائرة القوى دمية فارغه لتبقي دموعها هي العامل الوحيد الذي يؤكد رفضها لكل مما يقوله .

“ كان من المفترض أن تكوني الآن بين أحضان زوجك العزيز ، ولكنك معي تقضين كل لحظة في محاولة يائسه للخلاص ، ولكن خلاصك يقبع في طريقة واحدة .. “

جذبت تلك الكلمة المبتورة انتباهها لتلقي بنظرة متسائله نحو وجهه الخالي من التعابير ولكن حينما تعانقت نظراتهما لثانية ابتسم تاركا تلك الكلمه تسبح في المحيط الخالي ، وكخيار لا مناص منه بالنسبة لها ..

“ عليكِ بقتلي !”


نهاية الفصل ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:46 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


لا تلهكم القراءة عن أداء الصلوات

(10)


“ كان من المفترض أن تكوني الآن بين أحضان زوجك العزيز ، ولكنك معي تقضين كل لحظة في محاولة يائسه للخلاص ، ولكن خلاصك يقبع في طريقة واحدة .. “

جذبت تلك الكلمة المبتورة انتباهها لتلقي بنظرة متسائله نحو وجهه الخالي من التعابير ولكن حينما تعانقت نظراتهما لثانية ابتسم تاركا تلك الكلمه تسبح في المحيط الخالي ، وكخيار لا مناص منه بالنسبة لها ..

“ عليكِ بقتلي !”

التوقيت 11:40

“ لا “ خرجت كلمتها الوحيدة بصوت منهك ضعيف ، لا ترغب بأن توصم كقاتلة يكفيها كونها مشوهة أتصبح أيضا متهمة بجريمة !

شد ساعدها باتجاهه واقترب يستمع لهمس أنفاسها ، ضربات قلبها يستطيع الشعور بها من خلال الشريان الذي ينتصف ساعدها في هذه الساعة إنه يمتلكها أمانيه تتحقق الواحدة تلو الأخرى .

استمر رفضها رغم ضعف أحبالها الصوتية “ لا يمكنني فعل ذلك ، إنه الجنون بعينه !”
“ إلياس عليك بالتوقف ، ما يحدث هنا غير صائب البته ، لقد أصبحت متزوجة ، وجودي أصَبح لشخص آخر ، لذلك … “

تابع بنغمة مُريبة “ تريدين مني أن أحررك ! “
“ بعد كل تلك المشاق التي خضتها لأجلك بالماضي وبهذه اللحظة ، لا تزالين ترغبين مني بأن أتركك وأرحل !”

رجفه اعترت جسدها لدقيقة ثم عادت لتدافع عن موقفها عليها أن تتوصل لحل ما ، وإلا فالنهاية كما خطط لها : “ إلياس ، حاول أن تتفهم موقفي ، هذه ليست المرة الأولى التي أقوم برفضك الآ تتذكر ، دعني أعش حياتي أنا حقا لا أبالي ب .. “

فض ساعدها من يده بقوة أجفلتها ونهض بخفة يراقب بتوجس المخرج الواقع عن يمينه ، ابتعد بخطوات قليلة ثم عاد بنظراته نحوها دون أن يتزحزح عن مكانه “ إنه هنا بالفعل !”

اتسعت عيناها دهشه فالخيال الذي لمحته لم يكن وهماً ، زمت شفتيها بقوة تمنع خروج اسمه لا ترغب أن يتورط بشكل عميق يكفي ما أحدثته من ضرر ، بسببها فقد الكثير ولا زال .. !


التوقيت 11:45

استنشق إلياس الهواء لصدره حتى يتمكن من أن يصبح صوته مسموعا بما يكفي ليُثير غَريمه للخروج ، وصرخ جاهراً بكلماته :
“ هاقد جمعتنا الأقدار مجددا في ذات المكان ، دائما ما تأتي النهايات في ذات البدايات !”

لم يتوقف عن استفزاز المُتخفي عن الأنظار ، ليتخطى متراجعا بضعه خطوات نحو هَيا وظهره يعاكس المنفَذ .

“ أبقي مختبئا وراقب ، لا تَعلم قد أسرق قُبلتها الأولى ، وقد أغرز خنجرا نحو قلبها ، لا بل من الأفضل أن ترى عجزك عن إنقاذها لحظة توسُلها للإعفاء عنك !”

شعرت بالاختناق وهي ترى إلياس يتقدم بثقه ولسانه يُرطب شفاته العليا ، سيقوم بفعل شيئ أحمق لا بل إنه يَبعُد كل البعد عن الحُمق ، سَيُنفذ تهديده حقا !

لم تتمالك نفسها ونطقت بزلة لسان اسمه بصوت مختنق ضعيف “ شادي “
ضحكة هِستيريه صدرت عن إلياس عند سماعه للأسم الذي أضرم نيران الغيرة والكراهية بقلبه من جديد “ ألم تسمع ، للآن تستنجد بأسمك يالها من مهزلة مصِيرها يقع بين يدي مع هذا لا تزال تطلب حمايتك !”

شَعر وكأن العرق الضاخ بصدغه على وشك الأنفجار ، يعلم تماما ما هي لعبته إن بقي مُختبئا فإنه سيؤذيها ، وأن أظهر نفسه فإنه لن يتواني عن إردائه قتيلا ، خياراته قليله ولكنه متأكد من أن خياره الدائم ستكون هي وإن كان على سبيل حياته !

اقترب منها بدرجة تُثير السقم مُكبلا يديها بقبضة واحدة مصدرا نغمة لدقات xxxxب الساعة “ تكَ توكَ ، تكَ توك َ “

تكَ توكَ !
تكَ توكَ !


التوقيت 11:50

إنها عاجزة عن الإفلات جسدها قد شُل عن الحركة ، ومقاومتها لا طائل منها لأن المفترس الذي يقترب ليسرق عذريه شفتيها لن يتردد في التمادى لإمتلاكها لن يهتم ، فصرخاتها لا تُجدي نفعا وقوته الجسديه ستطيح بها أرضا في دقائق ، تنحت بوجهها جانبا لتفاديه ولكنه بيده الحرة أمسك بفكها وثبتها لتُقابله ، لتُشاهد اللحظة وتتذكره كلما لَمحت الرغبة في ذاتها للإقتراب من شخص آخر غيره .

“ إلياس إياك ! “ صرخ بتلك الكلمات بعدما خرج من مخبئه واقترب من مكانهما ليوقفه الآخر بإشاره من سبابته .

تجاهل عيناها اللتان تعلقتا أملا ورغبه بمُنقذها وهمس بكلماته في أذنها “ شاهدي نهايته ، حطمته المرة الماضية لكن الآن سَيُدفن تحت الثرى ، لذا اسمعيني صوتك الشدي مُطالبا إياي بالإعفاء عنه ، اسمعيني وعَدك بقتلي أنتِ ، ولا أحد غَيُرك ! “

هدر ساخطاً من قُربه لها ومن ملامساته المستمرة “ إلياس ، ابتعد عنها دعها وشأنها “
جَمُدت لدقيقة ثم عادت تتفحص ملامح الجدية المرتسمة على وجهه منذ متي أصبحت لديه الثقة التامة بحديثه ؟ بأن طلباته ستكون مُجابه ، أيعَلم بمقدار رغبتها بحمايته أُيدرك حقا !

“ إذن ؟ “ حثها بصوته الهامس وهو يحرر قبضته تاركا يديها .

نظرة خاطفة ألقتها نحوه لتشحذ بها شجاعتها ثم همست بصوت خانع “ دعه وسأنفذ رغباتك “

“ همم ، لا هذا ليس بكافٍ “ هز رأسه مبتعدا ، وإن توسلت للإبقاء على حياته فلن يقبل لن تهدأ البراكين المستعره بداخل صدره إلا بقتله ، فهو السبب الرئيسي في تعفنه بالسجن طوال 8 سنوات وتخلي والده عنه حين الإعلان عن شريط الفيديو الذي أدانه أمام المحكمة بالجرم المشهود.

التوقيت 11:51

فتح ذراعيه مقتربا من شادي ليلوح بهما بالمكان “ من كان ليظن بأنك ستُعيد إنشاء هذه الخردة ، حينما تحولت لحطام ترغب بإعادتها لجنة ، كف عن لعَب دور الفارس بالدرع اللامع !”

“ إلياس ، كف عن ذلك أنا أرجوك “ كانت كلماتها ضعيفه ، تختفي أثر صرخاته ولا تصل لأذنيهما ، إنها عاجزة عليها أن توقفه قبل فوات الآوان .

كتف الآخر ساعديه فيما راقب المعتوه الواقف أمامه “ اعفني من حديثك السقيم ، فلا يوجد شخص يوازي تخَلفك العقلي ، لقد كنت تخطط لفعل ذلك منذ دخولك للسجن أي عقل تملك ؟

بل أي قدرة مَكنتك من تقَبل فكرة العيش كذليل خلف القضبان فقط لتهرب منها !؟”

“ أخَرس ، أخَرس ، لا يمكنك التحدث وكأنك تعَلم بما كان يجول بخاطري ، بل حتى في أبشع خيالاتك لن تدرك ما مررت به لأصل لهذه اللحظة ، أنت لا تملك الأحقية بإمتلاكها “ هتف بجمله سريعا قبل أن يُخرج مسدسا من خلف ملابسه ويوجه فوهته نحو شادي وبدقه نحو رأسه .

منظرهما وهما يتقاتلان لم يكن ليقع ضمن الأحداث المتوقعه ، إنهما يعيدان تكرار ما حدث بالماضي إن كانت البدايات تؤدي لنهاية واحدة فما تتصوره سيحدث عاجلا غير آجل عليها أن توقفه حتى وإن اعترضت القتال المحتد ، لمحت الخنجر القريب من مكانها واستلته بخفه لتحرر قدميها المُكبلتين ولكن قبل أن تنهض كان صوت إطلاقٍ لعيار ناري هو الأسرع !



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:46 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


لم يكن صوت تلك الطلقة هي الوحيد فما تبعه كان كتتالي إطلاق إلى أن صدر صوت تَكه تدل على نفاذ الذخيرة ، لم تستطع أن ترفع رأسها لوهلة ، إنسابت رائحة البارود لجيوبها الأنفيه جاعلةً من شكها يقينا ، لتجد بأن جسده يتوسد الأرض وتلك الإضاءة الخافتة تُشيعه حزنا ، أصبح جُثة لتبتلعه الظلال ..

آهه ، مرة أخرى ..
قام بفعلها سحق أحلامها ، قتل رغباتها ، حطم الأمل الأخير في حياة طبيعية !

بدونه تُصبح ناقصة ، أُحجية غير مُكتمله ..

التوقيت 11:55

هَمست برُعب “ شـــادي “ !

أناملها باردة وأنفاسها معبقة بالرطوبة ، لقد حررت نفسها فلماذا لا تتحرك قدماها نحوه ؟
دموعها المنسكبة بحرارة على وجنتيها ألا تزال تحاول أن تخفف وحشتها ، ألم تجفَ دموعها بعد؟
ترغب بالصراخ ، أن تنادي باسمه حتى يستفيق ، أن تحتضن جسده لصدرها علها تُشيع بعضاً من دفئها له ، ولكن ..

صوت أنفاسٍ منهكة جذب انتباهها ، لم تُطل بالنظر لذلك الجسد المهتز إثارة والذي يُلقي بنظرات منتصرة قاذفا بالمسدس في مكان بعيد لا تصَل لها يداها ، تجاهلته آملة أن ترى جزءاً يتحرك يُثبت لها إستحالة ما وقع للتو !

“ لم يَكن عليه المجئ ، لقد حفر قبره بكلتا يديه “ انتشلتها كلماته من دعواتها ، لتجد مُفترسها يُخرج خنجرا يماثل ما وقع بين يديها .

تنبهت بأن الخنجر لا يزال بين كفيها التي نضخت بالعرق ، ارتفعت يداها دفاعا ليتوسط الخنجر بينهما ، نظره هازئه من عينيه كادت أن تُحطم قوتها ولما لا فهي ترتجف بقسوة ما يحدث هنا كثير جدا عليها .

“ لقد حانت الساعة ، سأُخلصك من تلك القيود وستصبحين لي “ اقترب بهدوء مُقلق ولسان حاله يُنغم ذات الصوت ..

تَك توكَ ..
تكَ توكَ ..

التوقيت 12:00

تصاعدت الدماء في ثورة لرأسها ، رؤيته مُقتربا ونصل الخنجر يلتمع مع كل حركة يقوم بها يزيد من فرص احتمالات موتها قبله ، نظرة هاربة وقعت على جثته الهامدة بلا حراك لتُعيد حساباتها مجددا فمن المستحيل أن تنتقم من شخص فاقد لعقله ، صوت خطواته المتثاقلة يتزامن مع وقع حذائها على الأرض الاسمنتيه التفتت تحاول إيجاد مخبأ مؤقت ولكن الفراغ المحُيط بها أعلمها بأن لا فائدة من التحديق بالأرجاء ، هذا الجنون عليه أن ينتهي .

نغمة لم تأَلفها خرجت من حُنجرتها خانعة لمؤثرات عاطفتها المهتزة “ إلياس تعقل قليلا ، وعدك مُستحيل لا يمكنني قتلك ! ، جَد لك فتاة أخرى تُحبك لما أنت عليه “

ضحك بصخب مُقاطعا حديثها “ فتاة أخرى ، لن أقبل بغيرك ، وأي تَعقُل تتحدثين عنه لقد فقدت الاحساس بالوعي منذ دخولي للسجن ، وبما أني مجرم فسأُكمل جريمتي الناقصة .. الآ وهي
الوقوع في حُبك ، وامتلاكك !”

صرخت وهي تصُم أذنيها عن حديثه قائلة “ يكفي ، ما نوع حَبك لي ؟ ، لم يعد هذا الحَب مقُبولا لقد تخطيت حدودك لقد أنهيت حياة شخص للتو، لقد قَتلت زوجي ، أنت لم تُحبني يوما بل رغبت بامتلاك ما لن تَحصل عليه يوما ، لقد أردتني كدمية لك كالبقية تماما ! “

“ لقد قَتلت زوجي ، قَتلت شادي الشخص الذي حماني طيلة فراقنا والذي أنكر كل ما يمت بصلة للماضي ، لقد أحبني أكثر من أي شيء آخر ، أحَبني أكثر من حياته ، ما تملكه أنت بين أوردتك ونبضات قلبك ليس حباً ! “

“ أحقا ذلك ، ما يقبع في قلبي ليس حباً ؟! “ تساءل بصوت مُنكسر ولا زال يتقدم بخطواته .

“ طيلة تلك السنوات الماضية لم أكن أفكر سوى بك ، لم يَهمني ما يحدث لي طالما سأمتلكك يوما ما لم أهتم بمال أبي أو بمكانتي الاجتماعية ، وطبعا لم أُبالي بما فعلوه بي لقد حُولت لمسخ بعد أن قاموا بتشويه وجهي وضربي لليالٍ لا أعلم عددها ، لم أكن أملك سوى ذكرياتي عنك . “

صرخت مجددا ، وتلتها صرخات عدة “ توقف ، لا أتمني سماع قصتك ، لا أجد سببا يدفعني للشفقة عليك أو أن أحُبك ، إني أكرهك من أعماق قلبي .. “

زم شفته السفلي مستمعا لصدى جملتها الأخيرة “ إني أكرهك من أعماق قلبي . “

تراقصت كلماته المنُطلقة برفقة صدى صوتها “ إذن اقتُليني “ .

هزت إعتراضا إلى أن اصطدم عمودها الفقري بالحائط ، وأصبح إلياس مقابلا والبعُد بينهما سنتيمترات قليلة.

همس بلطف غير معهود “ الأمر بسيط ، فقط اغرزي نصل الخنجر بصدري ، عليكِ فعلها !”

ظلت بلا حراك ليُمسك بيدها موجها إياها لصدره وبالتحديد قلبه المُضطرب ، صوتها الباكي تخالط مع نواح مؤلم “ لاآآ ، توقف لا تفعل هذا بي ، أرجوك إليـــاس !”

التقط نفسا طويلا قبل أن يبدأ بغرز رأس الخنجر بيده الممسكة بيدها التي تحاول الإفلات من مصير مرعب ، ابتسم بألم قبل أن تُهاجمه موجه سعالٍ حادة لتتلون شفتاه بالأحمر القاني .!


نهاية الفصل ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:47 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


لا تلهكم القراءة عن أداء الصلوات
وعيد أضحي مبارك تقبل الله فيه أعمالنا وأعمالكم وحج مبرور لمن كتب الله لهُ الحج ().


(11)


التوقيت 12:5

شفتيها ترتعشان ، لقد تم تلويثها للتو ، اصطبغ ردائها المماثل لبياض الثلج باللون الأحمر ، دمائه احتلت الجزء الأكبر تماثلا لزهرة مُتفتحه !

أصوات إنذار تقترب ، ولكنها لا تستطيع الهروب عيناها شاهدت ما لا يجب على إمراة شابة أن تراه ، لقد اخترق خنجرها صدره يداها دبقتين ، حرارة تُحيط كفيها رغم برودة كل جزء من جسدها ، وقبل أن تتمكن من لفظ كلمة اعتذار كان صوت إطلاق عيار ناري يسبقها وإهتزاز جسده يؤكد بأنه المُستهدف ازداد ضغط وزنه الواقع فوقها مما سبب وقوعها أرضا لتُغرز الخنجر بشكل أعمق .

دفعت جسده بعيدا عنها بكامل قوتها وعدلت من وضعية جلوسها لاهثة ، اقتربت منه لتستعلم نبضة أن تخُبره كَذبا بأنه سينجو ، وأن الحياة لا تزال تملك له فرصاً لتصحيح فعلته ، لكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح حين وجدت عينيه جاحظتين فاقدتين للمعان النابض للحيوية ، بسبابتها والوسطى استشعرت شريانه الودجي الرابض برقبته ولكن السكون هو ما أجاب عن تساؤولها دفعت بجسدها بعيدا عنه !

“ لا يُعقل ، لا .. لا ، لقد مات ! “
“ قَتلته !! “ تمتمت جُملها غير مُصدقة بخفة احاطت بذراعيها ركبتيها، ضامة إياهما لمعدتها غارقة بنوبة بكاء حادة ..

خطوات متفرقه في أنحاء عدة ، ولكن هنالك صوت قريب للغاية أنفاس مُتثاقلة وهمس آخر
“ هَيا ، أانتِ بخير ؟”

ارتابت في صوته لقد فقدت عقلها ، نعم يُخيل إليها بأن شادي يقف أمامها وعيناه اللتان تتفحصانها بعناية ترغبان بإجابة تَبُث الراحة لقلبه والقلق المُرتسم على وجهه مجرد وهم تُداري به عَظم فعلتها !

تحدثت بخوف من أن تُفتضح “ شادي ، لقد قَتلته “ ثم أشارت لجثته الغارقة ببركة دماء مُتسعه تغرق ما يجاورها بطوفان مُمتد “ لقد أمرني بذلك ، رفضت لكنه لم يُصغي لي ، أمسك بيدي .. رأيت الخنجر يغوص .. أنت مُت أيضا قتلك بمسدسه ، لم تعَد لي ، لم تعَد .. ملكاً لي “

في ثانية كانت تتحدث بلا هوادة تطلق جُملها كأمر مُسلم به ، وفي الثانية الأخرى خُرست بسبب الرابض بجوارها ، تنهد بصعوبه بعد أن تأبض الأرض بجلسته وخلع سترته برعونه ليُخرج صدريه ضد الرصاص ثم بحديث مُحبب هادئ “ ما زلت ملكاً لك ، وما تزالين لي ، وأنتِ لم تَقُتليه بل المُسدس الذي أفرغت نصفه للتو فعل ذلك “.

إنها تُحبه أكثر مما يُخيل له ، وفوق ما تستطيع أن تتحمل ، تحرك جسدها باتجاهه غير آبه بصدره العاري ولا بالدماء التي تُغطيها احتضنته وغمرت وجهها المُلطخ ببُقع متناثرة في المساحة الواقعه بين كتفه وعنقة لتستمر بنواح طويل ، امسك بسترته وألقاها فوق رأسها وربت على ظهرها كطفلة تحتاج للمواساة ، بينما تسابقت خطوات أخرى مُقتحمة الوضع لبدء تأمين الضحية وتحليل وضع الخاطف المقتُول .!

التوقيت 5:30 فجرا تحديداً في المشفي ..

“ تمت مُعالجة جروحها للآن ، ولكنها في حالة صدمة مؤقته ستحتاج للكثير من الراحة قبل أن يستطيع أي منكم مُقابلتها “ وجه الطبيب المسؤول عن الحالة خطابة القصير للعائلة القلقة آملا في زرع القليل من الاطمئنان بقلوبهم المرتاعة .

أسرعت منى نحو الطبيب دون أن تعبأ بما أخبرهم به “ أيمكنني رؤيتها ؟ “

هز رأسه نافيا “ إنها نائمة لقد حقناها بإبرة مهدئه ، ووجدنا أثار إنسحاب لمخدر في جسدها لذلك فهي لن تستيقظ بالقريب العاجل “ .

كادت أن تسقط حرفيا ولكن يدين قويتين حالت دون ذلك ، ارتفعت نظراتها نحوه قائلة “ خالد طفلتنا الصغيرة ، لا أكاد أصدق ما حدث لها ، ماذا لو لم تتعرف علينا مجددا ؟! “

هدأ من انفعالها بحديثه الواثق “ لا تقلقي ، المهم أنها بخير ومتأكد من أنها ستتذكر والدتها هذه المرة “ .

في ركن آخر كانت لُجين تحاول أن تحبس رغبتها بالبكاء ، هربت من مواجهة عمها وزوجته ومن والدتها ، صديقتها الوحيدة في حالة يرثى لها وهي عاجزة عن تقديم المساعدة يالها من صديقة كان عليها الانتباه أكثر ، أن تبقي بجوارها لربما لم يكَن ليحدث كل ذلك !

“ لُجين “
تسابقت عينيها في النظر قبل أن يلتفت كامل جسدها نحوه ، إنه كالمغناطيس بالنسبة لها قُطبها الشمالي دوما غير قادرة على الإفلات ، أو الاعتراض لقد وقعت بالكامل ولن تستطيع انتشال قلبها الغارق من هذه الحالة المُستعصية ، ظلت صامتة تُراقبة منتظرة كلماته التي تُطرب أُذنيها ولكنها شَهدت أمرا أخر ، ابتسامة ساحرة وذراعين تُرحبان بها .

خطوة ، خطوة ، تحولت لهرولة بإتجاهه امتدت راحة يديها لتلمس ذراعيه وصولا لعنقه تاركة لدموعها حرية الإفلات ، شعر برطوبة تلامس خده ليُحيط بذراعيه خَصرها
ويهمس قائلا “ إنها بخير ، قُمنا بما أمكننا حاليا ، لا يَقع اللوم على أي كان وبالتأكيد فهي لن تَلومك ، إنها تعلم جميعنا نعلم أن ما حدث الليلة الفائته لم يَكن متوقعا ولكنه انتهي على خير ما يُرام “.

هزت رأسها إيجابا “ هممم “ .

في غرفة أخرى حين تمت مُعاينته من ذات الطبيب ، بعيدا عن اضطراب العائلة اخبره بتفاصيل مُقلقه زادت من أوجاعه ، تجاهل الرضوض المتعددة وطلب من الطبيب الاهتمام بطريقة ما لصرف البقية حتى يتمكن من معالجة الأمر ..

“ لقد تأذت حبالها الصوتية وبسبب الصدمة فهي لا تستطيع النطق لفترة من الوقت ، يُرافق ذلك أثار عض عميقه المعالم في ذراعها ، ومما يبدوا فإنها ستعاني من الأرق والسرحان غالبا “ .

إنها غارقه في ظلام تام ، هدوء غريب يجتاحها من الجميل بقائها كهذا لا تُعاني ولا تسبب الألم للآخرين ، ولن يؤذوها بهذه الطريقة ، فقط ستظل قابعة داخل الظلال السوداء ، قطرة ماء لامست جبهتها تلتها أخرى ، صوت أخر ..

“ تَك توكَ ، تكَ توكَ ..
تكَ توكَ ، عليكِ بقتلي ..

سأحررك من قيود المُجتمع ، ستكونين لي للأبد ، لأنني أحبك !”

جسد يتحرك بإتجاهها يُغلفه السواد يحمل خَنجرا ، تراجعت للهرب ، حاولت الصُراخ ولكن لا صوت يَخرج ، لا يوجد مكان للإختباء ، أعادت النظر لتجد بأن المسافة قد تقَلصت ، خطت للخلف ولكن عائق ما منعها من التحرك ، هنالك غرض ثقيل تحمله يداها موجهه للأمام حدقت به جيدا ما كان سوى الخنجر ذو النصل اللامع ..

في ثانية امتلأت أصابعها بالدماء القانتة ، أنفها تغضن برائحة العرق المُختلط بدمائه المتجمدة بين راحه يديها ، اتسع بؤبو عينيها وهي ترى الخنجر مُستقرا في الجسد الأسود ..

“ ستكونين لي ، ستموتين معي “ نطق أخيرا بكلمات يعتبرها أمرا جلياً ، بينما الرعب تَملكها لا يزال حياً لم يَمت ..

لا تعلم كم من الوقت قد مضى وهي تراقب ذلك الجسد وهو يُعيد تكرار جُمله ، مرة بعد مرة
“ أنتِ لي ، أحبك ، لأنني أحببتك أولا ، اقتليني بيديك ، عليكِ بقتلي “ .

تصرخ مراراً وتكراراً ولا يَصل لمسامعها سوى صوته ، تحاول وتفشل في كل مرة ، لم تَعد تستطيع إستشفاء الوقت ، لقد مر وقت طويل تشعر بأنها قَضت نصف حياتها عالقة هنا ..

“ هَيا ، الآ تزالين تَحُلمين ؟ “

صوت آخر قادم من مكان بعيد رفعت رأسها ببطء تستمع بإنصات ليُتابع برجاء مختبئ ضمن أحرفه ..

“ ألن تعودي لي ؟ “
“ لقد انتهي كل شيء لم يعد هنالك ما تقلقين لأجله ، الجميع يفتقد وجودك بالأرجاء ولكني أفتقد ابتسامتك . “

أطبقت شفتيها وزادت باحتضان جسدها بعمق الظلام ، ترغب بالاسيقاظ من هذا الكابوس ولكن ما الوسيلة ، ما أمامها يأبي أن يبتعد إنها ملزمة على البقاء كدين يجب الوفاء به ستبقي مُرغمة .

“ ما حدث كان دفاعا عن النفس ، لقد أقرت الشرطة بالأمر ومن جهة أخرى فإلياس كان سيموت بكلتا الحالتين ولكنه أختار العامل النفسي الأسرع أن يُقتل على يديك ، أراد تحطيمك من الداخل أرادك أن تتذكريه ، حقا لا أعلم ما يتوجب على قوله ولكن أنا أرجوك .. “

تحركت شفاهها بلا صوت تُحاول نطق اسمه ، ولكنه كان الأسرع بإدراك حاجتها “ عودي لي ، لقد مللت من انتظار يوم تُشرق به ابتسامتك “

اختطفت نظرة سريعه للجسد المتهاوى أمامها وبركة دماء قد بدأت بالتكون ، اتسعت البركة شيئا فشيء تقترب منها على عجل بينما راقبت بعينين مُتسعتين تحول البركة لبحر هائج يحاول إبتلاعها ، لم تُحرك إنشا من جسدها لتقبل موجة عاتية انقضت عليها بجزء من الثانية .

كان يوما اعتيادياً يزورها ، يُلقي بضع جمل على مسامعها ويحتضن يديها الباردتين ضمن كفيه لربما تتعَرفهما وتستيقظ من نومها الطويل لقد أقنع والديها بعد محاولات عديدة بترك العناية بها يُدرك صعوبة مواجهتها لوالديها في حين أنها تختبئ بمكان لا يصله البشر ، ليمضى ما يقارب الأسبوعين منذ الحادثة وهي لم تستفق ، يَعلم بأنها أرادت الهرب من هذا العالم ، ومن أقاويل لا تنتهي ، ومن ذكرى متوحشة استوطنتها ، هي ليست بغيبوبة ولكنها تأبي الاستيقاظ كما لو أنها أصبحت هاوية للأحلام يُلاحظ استيائها وعقدة متكورة بين حاجبيها ، ويُعيذها بالمعوذات لتعُود لنومها المُسالم ولكنه هذه المرة قد نال منه السأم ، ليهمس بحنين عن مدى رغبته بعودتها ..

لم يُلاحظ أي تغيير ليتحضر للرحيل ، ولكن كان لها رأي آخر حيث بدأ جهاز قياس نبضات القلب بالطنين بشكل متزايد مما جعل الممرضة المسؤولة تهرع لمريضتها متسائلة عن الخطب الواقع ، وقبل أن يتحدث أو يُطلق تفسيرا لما حدث ، كانت شهقة عالية تَصدر عنها كمن خرج من جوف بئر لا قاع لها وعيناها يقَظتين تُحدق بسقف الغرفة .!

أسئلة الطبيب كانت اعتياديه ولكنها لم تكن لِتُجيب ، مُعتقدة بأن صوتها لن يُسمع كما في كابوسها عيناها تريان الألوان مجددا ولكن هنالك شيء مُبهم فيما تراه ، تائهه ، لا تبدوا الأشياء في مكانها الصحيح ، لقد بقيت في الظلام لوقت طويل ، أجل ، لم تعد تدرك العنصر الضائع منها .

“ كما أخبرتك مسبقا ستحتاج لفترة قبل أن تعاود حياتها بشكل طبيعي ، إدراكها لا يزال ضعيفا والصدمة ما تزال أثارها واضحه ، عليك بالصبر “ ألقي الطبيب بكلماته على مسامع شادي قبل أن يُغادر ويتركه مع زوجته .

رأها هشه ، تُحدق بالأفق من خلال النافذة ، بشرتها ذابلة عيناها خاويتين ، يخشى أن يُنسي أن تطمر ذكرياتها عنه مجددا إنه خائف ولأول مرة يعترف بذلك ، تشجع لينادى باسمها :
“ هَيا ، أتتذكريني ؟ “

لم تلتفت نحوه ولم تَهُز كلماته الرنين داخل رأسها ، أعاد بصوت عالٍ قليلاً :
“هَيا ، انظري لي ، ألن تعودي لي ؟ “

رجفه اعترتها لاحظها بكل سهولة ، لتستدير بكامل جسدها نحوه وتُلقي بنظرة مطولة ثم بخفة إبتسامة واهنه وهمس ضئيل :
“ سأعود لك دائماً “

قبل أن تُكمل حديثها وجدت نفسها بين أحضانه ، التى كانت تُضيق الخناق على أنفاسها جاعلة من التنفس مهمة صعبة ولكنها تَعلم بمقدار قلقه لذا مسدت شعره وهمهمت بهدوء كترنيمة تُخفف بها من رعشة جسده ، إنها بخَير ، بوجوده هنا هي بخَير .

قبل أن ينتشر الخبر وتصدح الاحتفالات ، كان هنالك خبر آخر سيتصدر قائمة الوفيات في صباح الغد ، لقد انتهي آخر فصل من حياتها بارتباط حفيدها بفتاة أحلامه ورغبتها المتأخرة قد حققتها ، غادرتها الروح وهي نائمه في منزلها الذي احتوى ذكرياتها مع زوجها الراحل وحفيدها ، والآن ستتركه لنبيل ولُجين ليكملا ملئه بذكريات تخُصهما .

آهه ، لقد عاد وحيداً !






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:47 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

لا تلهكم القراءة عن أداء الصلوات

الفصل الأخير..

(12)


مضت 3 أيام لتنتهي أيام العزاء ، والد نبيل سافر في نهاية اليوم الأخير تاركا نبيل في حالة وحشة قاتله بمنزل فارغ يتردد به صدى الصفير، تحرك بشكل آلي نحو غرفتها التي تضم أشيائها ليُشيع آخر ذكرياته معها حزنا ووداعا .

بعد أن انتهت لُجين من آخر زوارٍ جاؤو لتقديم التعازي أصرت على والدتها أن تبقي لفترة من الوقت بجانب نبيل في محنته ، وبالرغم من محاولة والدة لُجين في ثنيها عن البقاء إلا أن اصرارها في مساندته تغلب على مخاوف والدتها، كان باقيا في غرفتها يستنشق عبير رائحتها ، لقد تركته هي الأخرى لم يعد لديه أحد في هذا العالم ، هاهو يَذوق من ذات الكأس للمرة الثانية ، تربع بالقرب من سريرها واضعا رأسه بين الأغطيه المُبعثرة ، لم ينتبه لحضورها لتربيتها على كتفه ولم يُلاحظ دموعه المتساقطة ألما على فراق والدته الوحيدة .

لم تتَحمل لُجين منظره لتجلس فوق السرير مُمسده رأسه قائلة : يُمكنك البكاء ، سيُريحك كثيرا ، ولهذا اليوم يمكنك أن تبكي بقدر ما تشاء لأن لا يوم آخر سيكون كهذا اليوم .

وكأن عباراتها قد أعلنت ضوئها الأخضر لمشاعره بالتفجر مرة واحدة ، ليحتضن خصرها الغض خافيا وجهه ضمن طيات عبائتها ويترك لنفسه حرية الرثاء على حاله .

كان اليوم التالي ، تجمع للعائلة بأكملها لزيارة هَيا والتي أصبحت أفضل بمرور الأيام ، أستطاعت التعرف على كل فرد قدم ليدعوا لها بالصحة المديدة و شادي لم يُفارق جانبها منذ اتخاذه مكانا بطرف سريرها ، كيف له مُفارقتها وهي تُعانق أصابع يديه بين أناملها ، تستمد منهما القوة للبقاء واعية لما حولها كما أعتقد هو الآخر .

لم تُطل زيارتهم وانتهي بهم الأمر بالمغادرة سريعا حفاظا على صحتها وخصوصية الزوجين اللذان خاضا قتالا مع مجرم فاقد لعقله ، ابتسم وهو يشاهد تعابيرها الحيويه تعود لتقاسيم وجهها أصابعها المُحتارة التي تبحث عن الدبوس العالق في مكان ما مُثبتا غطاء الرأس الخاص بها وحينما وجدته حررت خصلات شعرها المموجه التي انتشر على كتفيها ، تحدث قلقا :
“ هل أنتِ متُعبه ؟”

لم يتأخر ردها كالعادة أصبحت ردات فعلها أسرع : “ أنا بخير ، لا تشغل بالك كثيرا “

“ هل تؤلمك حنجرتك ؟”

هزت رأسها “ لا إنها أفضل ، ربما بسبب الراحة “

طرق سؤال هام نواقيس رأسها ، لينتشر الإحمرار على وجنتيها ، وقبل أن تنطق به أضاعت نظراتها بالأرجاء بعيدا عن أسر عينيه :
“ أمم شادي ، متى يمكنني العودة للمنزل ؟ “

نظرة عابثة وابتسامة جذابة ، شعرت بالحرارة ترتفع سريعا وبأن أُذنيها قد اصطبغتا بحمرة زاهية ، ليُقلل من عبثه قائلا : “ متى ما أردتي ، فالمنزل منزلك قطتي “

طرقات عدة انتزعت عصفوري الحب من حالة الانسجام ، لتُجيب هَيا بود “ تفضل بالدخول “
تقدمت لُجين بخطوات بطيئه خجلة ، بينما أشارت الأخرى لشادي ببضعه دقائق للخصوصية ، تركها في عهده ابنه عمها وخرج ليستعلم من الطبيب عن إمكانية التسريح المبكر .

ابتسمت عيناها وهي ترى لُجين في حالة من التعثر لتتحدث بخفة : كيف هو نبيل الآن ؟

رفعت عيناها اللتان احتضنتا الأرض لفترة كافية ، ثم أجابت بكلمات مُبعثرة : بخير .. ، لكنه يُعاني صامتا .. ، لا أعلم ما يَجب على فعله .!

أشارت لها هَيا بالجلوس قريبة منها ، ثم أصبحت نغمتها جادة : إذن فلتتزوجا سريعا ، وليكن ذلك بنهاية الشهر .

اتسعت عينا لُجين صدمة ، لتصرخ مُستنكرة للاقتراح : أجننتي !
لقد فارقت جدته الحياة منذ 3 أيام مضت ، كيف لنا القيام بزفاف وهو بحالة حداد ؟

تنهدت هَيا ثم ألقت بنظرة ملؤها اللوم والعتاب : فترة العزاء أنقضت ، واقتراحي ينص على نهاية الشهر وليس نهاية الأسبوع ، وأيضا نبيل في حالة حزن وربما ستُصيبه حالة اكتئاب حادة ، ألم تُخبريني بأنه لا يملك عائلة سوى جدته !

تدلي كتفاها وتنهدت مطولا قبل أن تُكمل اعتراضها : ولكن ماذا سنفعل ؟
من الصعب إقامة زفاف بهذا الوضع ..

“ لدي فكرة ولكن هل أنتِ مستعدة لقبولها ؟ “
“ أجل ، نحن في وضع سيء مسبقا ما الفارق بهذه الحالة “
أمسكت هَيا بيد لُجين وامتلأت حماسا “ إذن ، هذا ما سنقوم بفعله .. “

xxxxxxxx

مر أسبوع لتعود الحياة لمجاريها الأعمال المكتبية ذاتها والصفقات المتتالية ، لقد حصلوا على المناقصة وبدأ تزاحم الأعمال ، ترك كل شيء بعناية مستشاريه ليستقبل عودة محبوبته لمنزلهم لأن تُشرق مجدداً وأن ينعم بحبها أخيرا .

كانت والدتها تساعدها في توضيب حقيبتها الصغيرة استعداداً لمغادرة المشفي ، ثم توقفت لبرهة متسائله بصوت حذر : هل أنتِ متأكدة من قرارك ، الآ تُعاندين الطبيب بتعجلك للمغادرة ؟

صمتت قليلا وهي تنظُر لزاوية معُتمة قليلا بالغرفة ليُهيأ لها خروج جسد مُكبل بأصفاد تَرن يُحاول الوصول لها من جديد ، لتُزيح عينيها سريعا وتبتسم لوالدتها مُطمئنة إياها : أنا بخير حقا ، البقاء هنا لن يُفيدني البته صدقيني .

تابعت حديثها لروحها الجزعه “ لأنني لو بقيت هنا حبيسة الليالي فإنني سأجن ، أُسامر الكتب وأترقب عودة شادي لأغفو لسويعات ثم أُحارب خيالا من كابوس لا يزال يَتصيدُني “

أجل ، لا تزال الأصوات تؤثر بها ، كل شيء مُترابط ، يُقودها نحو تلك الحادثة التي تلمئوها بضع فجوات إفتعلتها قاصدة لتنسي ، أو لِتُحاول التناسي ، مهمتها مُستحيلة ولكنها ستُحاول العودة لتعيش حياتها كما اعتادت أو كما ستعتادها .

غادرت حينها مع زوجها لتظل صامته يُغازلها النوم حينا وتتنبه في الدقيقة التالية لحديث شادي حول السفر للاستجمام بتركيا أو دبي ، توافقه في جُملة بسيطة تتركب من ثلاثة أحرف “ أجل “

لم تستغرق الرحلة سوى نصف ساعة ليصلا لفيلا تقع وسط حديقة خلابة أشبه بقلعة وسط غابة استوائية ، أسر لُبها المنظر وأطاح بالنوم جانبا ، فُتحت البوابة الحديدية على وسعها ترحيبا بمالكه .

ليبدأ بجولته لم يترك بُقعه بالفيلا لم يُرها إياها ، المسبح المغلق ، السينما المنزلية ، قاعة رياضية بكافة المعدات ، مكتبة ضخمة وصالات للحفلات وأكثر بكثير مما يُمكن أن تتوقعه منه ، تاركا الغرفة التي تجمعهما للختام ، خطت ببُطء تشاهد توازن اللونين الأخضر الفاتح مع البيج بينما توسط السرير المزدوج الغرفة بغطائه البيج وبعض الوسائد الخضراء في الحائط المقابل رأت خزانة عملاقة للملابس ، لم تَكن عدد النوافذ بقليل فأعلى السرير وُجدت أثنتين وبنهاية الحائط كانت هنالك واحدة متوسطة الحجم والارتفاع مُطلة على الحديقة قابعا أمامه كرسي وطاولة قهوة صغيرة ، ولم تَغفل عن قطع الإنارة المتراقصة فوقها كنجوم متفرقه داخل أقفاص خشبية مُستديرة ، شعرت بفرحتها تُغرد عاليا ، التفتت غير مصدقة
“ ما كان عليك فعل كل هذا ! “

احتضنها بخفة وقبل جبينها “ عليكِ بالراحة الآن ، لدى عمل مُستعجل سأُنهيه وأعود فورا “
هزت رأسها وهي تحرره من عناق قد يطول ، وراقبته مبتعدا عنها يُلقي بأوامر متعددة للخدم ويجيب عن اتصال وارد .

اتجهت نحو خزانة ملابسها مختارة بنطال فضفضا قليلا وكنزه صيفيه ، وهَمت بأخذ حمام يُزيل توترها من البقاء بمفردها برفقة خيالاتها الجامحة .

حل المساء وتكثفت الغيوم معلنه عن قدوم موسم أمطار مقبلة ، قاربت xxxxب الساعة للسادسة والنصف ، كان قد انهى اعماله متأخرا ليضمن بقائه بجوارها للأسبوعين المُقبلين ، دلف للغرفة فوجدها تتوسد وسائدها وعُقدة تشكلت من تجمع حاجبيها وزخات من العرق تَنضخ كل دقيقة ، جاروها فسمع صوت أنفاسها المتثاقلة :
“ إنها تحَلم بذات الحُلم ! “
تنهد يأسا يعلم بأنه لا يملك الثقة الكافية ليساعدها في محنتها وبكابوسها ، ما مررت به قاسي جدا إنه يعترف بأن إلياس حقق غايته ، فأمنية موته أن يكون شاغلها الوحيد ، والحل أن تُقاوم تلك الذكريات .

تركها لينتعش بالإستحمام قليلا ثم يُعاود إيقاظها ، وبينما صوت رشاش الماء يتردد في أرجاء الغرفة الصامتة كانت الأخرى تتقلب بجنبات السرير ، لا يزال ذلك الجسد المُغلف بالسواد يُحدق بها تشعر به رُغم المسافة الفاصلة بينهما ، إنه صامت هذه المرة يلومها لتركه ، لتجاهلة .
رددت المرة تلو المرة علها تستفيق : “ إنه مجرد حُلم ، أوهام لا أكثر استيقظي . “

انتزعها صوت الرعد من بين أحضان كوابيسها ، ليبدأ صدرها في الارتفاع والانخفاض سريعا وكأن الهواء في الغرفة يتضاءل ، رددت المعوذات وبقيت تُحدق في الفراغ ، إنه قابع بين الظلال السوداء بأجراس ترن ، وتستمر بالرنين .

إنها تُمطر والرياح تشتد سرعتها وأصوات تلك القطرات يُشبه الطرق العنيف لأُذنيها ، انتهي شادي من استحمامه وتوسط الغرفه مرتديا بنطالا رياضيا وصدره عاريا ومنشفة تتربع فوق رأسه ، لاحظ بخفة استغراقها بالنظر لمنطقة واحدة دون أن يرف لها جفن ولا آن تحيد عينيها عن ذات المكان ، أزاح المنشفة ووضعها جانبا لتجف وأسرع ليسمك بيديها يَهزها يُعيث فيها القليل من الاحساس والواقعية ، ولكنها لم تكن لتتحرك ولا أن تُجيب .

نجح في محاولته الثالثة بعد أن ضرب الرعد للمرة الثانية على التوالي ، تحدثت بما يشبه الهمس “ إنها تُمطر“
استعادت إدراكها التام وراقبت القلق البادي على شادي فطمأنته كاذبة :
“ أنا بخير مجرد قلة نوم “
أحكم قبضته وهو يأمرها قائلا : أخبريني ، لعلي أستطيع مساعدتك .
تحدثت وهي تحت تأثير اللحظة بينما راقبت تلك الظلال مُقتربة منها وذات الرنه تعيد إحياء مشهد واحد ، مشهد الافتراس لذراعها المضمدة : “ أحضر لي علبة الإسعافات الأوليه “

الأضواء تُبعد أشباح الظلال الخافتة ، راقبت شادي يُزيح الضماد الفاسد عن ذراعها ويُعقمة وقبل أن يضع المرهم المُعقم أبعدت ذراعها لتحتضنها ورعشة دبت بأوصلها ، لا تعلم لما شعرت وكأن الحادثة تُعيد تكرار ذاتها ، حاولت أن تُغطي فعلتها قائلة : “ آسفه شعرت بالبرودة فجأة “
مد يده ليقوم بعلاج ذراعها ولكنها عوضا عن ذلك طالبته “ قم بغرز أسنانك بذراعي فوق العلامات “

تعجب من طلبها ولكنه حالما لاحظ رغبتها انحنى مُقتربا وشد ذراعها برقة طبع قبلة سريعه وباللحظة التاليه كانت أسنانه تطبق على جلدها الغض وتُغرز ببطء ، أمسكت بكتفه العاري ولاحظت حينها علامات الحرق الناجمه عن دفاعه عنها بالماضي ، تعمقت أسنانه في الغوص بينما غرزت بدون قصد أظافرها بكتفه وحدقت جيدا بوجهه علها تَمحي إلياس من ذاكرتها .

أنهي تضميد جراحها وشكرته مترددة ، نهض بخفه ليتخلص من طعم الدماء الباقي على شفتيه لتجد بأنها أحدثت أثاراً على كتفه ، يا لها من خرقاء .
خرج وعينيه تبحثان عنها ليجدها تُجهز لها قطعه علوية ليرتديها وبما أنه لاحظ الإحمراء فقد تمتع بمظهرها وهي تمد له اللباس وتبعثرعينيها بالأرجاء ، أكملت بعد تردد واضح :
“ امم اعتذر حقا عن طلبي وعن الجرح الذي أحدثته “

التفت لكتفه وابتسم ضاحكا “ لم أشعر به ، وعلى الرحب والسعه “
أمسك بيدها التي تحمل قميصه وحبسها بين ذراعيه واقترب هامسا : “ ولكن أُفضل طريقة أخرى للشكر “
ارسى شفتيه على شواطئ شفتيها وغرق في قُبلة طويلة انتهت قسراً لاستنشاق الهواء لرئتيهما ، ابتسمت خجلة وحاولت انتزاع نفسها ، ولكنه أحكم أسره وتحدث بهدوء تعاكس الأعاصير التي تدور بداخله : “ أخبريني بالحاصل معك ، أحتاج أن أعلم “ .

زمت شفتيها ثم تحدثت بحرية : “ إني أراه في كوابيسي وفي الظلال السوداء ، لا أستطيع التركيز جيدا وأرى الأشياء بشكل مختلف ، واسمع صوت رنين حين أره يختبي بالظلام ، أشعر بأني سأجن . “ ختمت كلماتها بصوت مختنق .

رفع ذقنها بيده وهو يُقاوم تلك النيران المُتأججة بصدره “ أنتِ بخير ، لقد عُدتي إلي ، لم يَعد يملك سيطرة عليك ، تَناسي ما حدث امضي بحياتك ؛ هذه الحياة بها العديد من التقلبات وما نزال ببداية الطريق !”

هزت رأسها “ إن ذكرياتي مترابطة فحينما اختطفني إلياس ، تذكرت ما حدث بالماضي ، علاقتنا ، انفصالنا ، وسفري للخارج ، الآن أعلم لما كنت أشعر بالنقص لأنني كنت انتظرك .

أتعلم عندما عُدت وعملت بشركة والدي كُنت أملك حياة جديدة ومشاعر مستقرة كنت استمع للعديد من القصص المُختلقة عنك ولأني لم أُجد التفرقه بين الخداع والحقيقة تقبلت تلك الأكاذيب بصدر رحب ، ولكن لقائي الأول بك أجبر ذكرياتي الساكنه على الطفو مجددا للسطح ، لذا فأنا أشعر بالأسي لجعلك تُعاني لفترة طويلة !”

تحررت من أسر ذراعيه وراقبت حركته في ارتداء قميصه ، وتوجهه لمراقبة الغيث بقيت ساكنه تُصارع قراراتها في البقاء بقربه أو مجابهة مخاوفها ، وقبل أن تتخذ خطوة نحوه تحدث بصوته المعتاد الهادئ :

“ لا أُخفيك علما بأني أواجه ذات الشياطين التي تُحاربينها ، لقد تحطمت بسبب ذلك الوغد واضطررت للبدء منذ الصفر ، علاوة على محاولاتي للزج به خلف القضبان بعد عدة محاكمات بائت بالنجاح ، وزواجي المفاجئ بإمرأة أشبه بالعلقة الماصة للدماء !”

ابتسم بمراره وعيناه تضيقان أثر حديثها الجارح “ صحيح بأن زواجنا كان علنيا ، ولكن داخل تلك الجدران الخرساء كانت شخصية صعبة المراس ترغب بالمال ، حينها كنت بضائقه فما بين علاج والدتي وإقامة الشركة من جديد كانت تُلح بالسفر !

تصفني بالمتوحش ، المشوه ، البخيل ، وفي كل يوم أجدها تُضيف صفة جديدة لقائمتها المطولة إلى أن ضاقت ذرعا بي وقدمت طلبا للخُلع بعد أن رفضت الطلاق لأجل والدتي ، مع هذا قامت بنشر أبشع الشائعات للضغط علي ونجحت في غضون 3 أشهر بانتزاع رغبتها ونيل حريتها المزعومة ، لم تكن تجمعنا علاقة من الأساس لذا لم أشعر بالكره نحوها بل بالشفقه ، و بعد أن يأست من عودتك بقيت أُجهد نفسي بالعمل وصادفتك!

حين توقفت عن البحث عنك تعودين ، لم أكد أصدق عيناي ذات الفتاة ولكن بغير شخصيتك كدت أن أصرخ بك لتجاهلك إياي لعقد حاجبيك وتكشيرتك المحببة لي ، لنظرات التحدى التي صعقت قلبي المُلتاع بفاجعه نسيانكِ لما جمعنا بيوم ما “

احتضنته ظهره الموحش بذراعيها تبعد أطياف الحزن عنه قائلة “ لقد حاولت حمايتي ، برغم كل ما حدث لطالما كنت البطل لحكايتي أليس ذلك بصحيح ؟ “

عانق أصابع يديها وتغيرت نغمة صوته ممتلئة بالبهجة “ أجل ، كنت أزورك بالخفاء ، أتمتع بمواجهتنا معا حينما تُصرين على معرفه ما أُخفيه ، لطالما كنتِ عنيدة “

ضحكة أخفتها عن عينيه وأنفاس مستقرة تُشيع الدفء بظهره ، ازدادت نبضات قلبه لا يزال يخشي أن تبتعد ، أن تُسرق منه في لحظة ليتساءل بوهن :

“أتعودين لي ؟ “
“ دائماً “ ..
xxxxxxxx

أغلقت هاتفها المحمول بعد أن تحدثت مطولا مع والدتها ، زافره قلقها عن كل دقيقة لكنها متفاجأة بجواب نبيل على طلبها والدليل هو برج الخليفه الشامخ أمام شقتها ، إنهما هاربان !

ابتسمت ساخرة على فكرتها تعترف بأن فكرة الهروب والزواج في مكان آخر لم تكن لتخطر ببالها ، ولكن بعد أن تناقشت بالموضوع مع نبيل أتمه بالموافقة ، كما أنه ابدى إصراراً لكتمان المسأله للوقت الحالي .

ألقت بنظرة مطولة لرداء الاستحمام المحيط بجسدها فبعد وصولها البارحة من مطار دبي غطت بنوم عميق وعند استيقاظها لم تجد نبيل بالأرجاء لذا قررت أن تستحم لتزرع الهدوء بين أفكارها ، إنها حائرة فيما تفعل قلبها يوشك على الانفجار .

للآن لا تعلم بما يفكر به نبيل ، إن كان يكره فكرة زواجهم المختصرة هذه ، تعمقت بأفكارها ولم تُلاحظ دخوله للغرفه ، عانقها وزرع أنفه أسفل رقبتها يبعثر قُبلا شغوفا ويستنشق عبق رائحتها العطرة بثانية أخرى ، يشعر بالحيوية تنتشر داخل روحه المتألمة .

استدارت لتحتضنه بالمثل ترغب أن توضح كل المسائل العالقة ، تكره أن تكون في موضع مبهم التفاصيل ، لطالما فضلت الوضوح والحقائق على تصديق الأقوال المخادعة

“ أأنت سعيد يا نبيل ؟ “

مرر يده على عمودها الفقري وطبع قبله ناعمه فوق جبهتها “ أجل ، لم أعهد سعادة تُماثل سعادتي للآن . “

رفعت رأسها قليلا وابتسمت فرحه “ أنا عائلتك وكل ما تحتاجه “

عند تلك الجملة وجدت جسدها يُحلق بعيدا عن الأرض ، فيما كان يحملها كالأميرة بين ذراعية مبتسما بجاذبية وعيناه تُنذران بقدوم نعيم من نوع آخر “ أجل ، أنتي كل ما أحتاجه “






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:48 PM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

.. الخاتمة ..


كانت أصوات مختلطة تجتاح أذنيها بينما تعد بعض الأطباق لغداء اليوم ، ابتسمت بسعادة وهي تلمح طفلها الصغير يقوم بمغامرة جديدة للوقوف على قدميه بلا مساعدة بينما الأخرى تشجعه بحماسة مفرطة ، أجل لقد مرت سنتان منذ تلك الأحداث المتضاربة !

تقدمت نحو الطاولة المنتصفة بالمطبخ وصفت الأطباق الواحد تلو الأخر ثم خاطبت لُجين قائلة :
“ الآ يمكنك ترك سيف لبعض من الوقت ومساعدتي هنا ؟! “

لم تلتفت لُجين وأكملت هتافها إلى أن بلغ الصغير هدفه وأمسك بيدها الممتدة نحوه ، لتختطفه بعناق حار ثم تُكمل مدافعه “ لا إني مستمتعه جدا برفقه هذا الصغير المشاكس ، لا أعلم كيف يمكنك احتمال تركه وحيدا هنا . “

كادت أن تفلت ضحكة مطولة من بين شفتيها حين لمحت صغيرها يغوص بين تلك الخصلات الكستنائيه ثم ما يلبث أن يبدأ بجر ما يعلق بين أصابعه ضئيلة الحجم ، اقتربت منهما ثم حملته بخفه ليقوم بالمثل لخصلات شعرها فيما عدا الجر لتُعلق قائلة :
“ لقد أصبحت هذه عادته الجديدة ، أظن بأنه أصبح مُعجبا برائحة شعري !”

ابتسمت لُجين وعيناها تفيضان محبة “ أتمني أن أرزق بفتاة ، حينها يمكننا أن نربط عائلتينا معا الآ تظنين بأن ذلك سيكون جميلا ؟”

غفى الصغير على وقع خطوات والدته وهي تحادث لُجين “ لا مانع لدى ولكن إن كان لصغيري رغبة أخرى فلن أقف عقبة بطريق سعادته ، ولا أعتقد بأنك ستفعلين المثل لجنينك القادم “

وضعت يديها على معدتها وكشرت قليلا قائلة “ لا ، لأنه سيكون مدلل العائلة أول طفل لنا وبداية عائلة جديدة“

ضحكت هَيا وهي تسير مبتعدة لغرفة صغيرها “ إذن فلتبدئي بالتصرف كأم ناضجة “

كتفت ساعديها معترضة “ أنا كذلك منذ الآن ، لا تنسي أنا حاضنة سيف منذ ولادته ! “

انهي الأوراق المتراكمة وارسل موافقته للعديد من الفروع بشأن الصفقات المنتظرة وأشار لبضعة مهام مؤجلة ، ضغط بخفة على جهاز السنترال ليصدر صوت موقر حازم :
“ ما الأمر يا سيد شادي “

تحدث بخفة وهو يٌغلق جهازه المكتبي ويخطف حقيبته من براثن المقعد الوثير :
“ لقد تأخرنا يا نبيل ، أسرع بإنهاء ما لديك “
رد الأخر سريعا “ انهيت أعمالي ، سأنتظرك بمدخل الاستقبال “

أغلق أبواب مكتبه خلفه وأسرع باعتلاء المصعد لم تمضي سوى دقائق ليلتقي بنبيل المنتظر بهدوء ووسامة منقطعه النظير كيف ولا وأغلب الموظفات يُشدن بأسلوبه الراقي وجديته بالعمل من سوء حظهن بأنه متزوج مسبقا بقريبته .

ضربه خفيفه على كتفه كانت الجزاء لخطائه ، تحدث مستنكراً “ لما هذه المرة أيضا ؟ “
أجاب شادي وهو يتجه نحو البوابة “ لمنادتك لي بالسيد ، أخبرتك مسبقا بأننا عائلة توقف عن الرسميات . “

ابتسامه حنين رست على شفتيه مجيبا “ حسنا ، سأحاول “
“ إذن لنسرع ، لقد أخبرتني زوجتي بأن الطعام جاهز منذ نصف ساعه ، ولا أعتقد بأن عروسك ستكون سعيدة بتأخرك “

أسرع بخطواته ليُقابلها ، أن يحتضنها بين ذراعيه ويقبل جبينها كعادته ، سيُنجبان طفلا بنهاية السنة ، بعد كل المآسي التي خاضها بعد كل الفقدان إنه ينعم الآن بالعائلة التي تمناها من زمن بعيد ، في هذه اللحظة هما للعالم متزوجان رسميا بعد أن أخفيا الخبر لما يقارب الثلاثة أشهر امتناعا عن سماع أخبار مشينه ، مزعجة ، وأخيرا سيُكملان عامهما الثاني بإنجاب طفل .

كانت الطاولة ممتلئة لأقصاها من سلطات متنوعه ، وصواني مختلفه والقليل من الطعام الصيني بالإضافة للإيطالي لم تُبقي شيئا لم تعده بمناسبه عودة لُجين من ترحالها لما يقارب السنه والآن لقد اجتمعتا بعد أن استقر وضعهما خلال سنتهم الثانية من عودتهم .

اقتربت لُجين وهي تمسك بهَيا جانبا “ يكفي هذا ، نبيل لن يتناول كل الطعام ولن استطيع أنا أيضا أخبرتك بأننا سنقوم بتناول الغداء معا وليس خوض معركة معها !”

التفتت الأخرى تراقب طاولة الطعام تُحصي ما تبقي ثم تنهرها قائلة “ ولكن إنها المرة الأولى لنبيل بمنزلي ، صحيح بأنك دوما ما تأتين وتثيرين المتاعب غير .. “

رن الجرس مُقاطعا حديثها لتقفز الفتاتان لإرتداء غطاء الرأس ، ابتسم كليهما لرؤيه الرجلان مستمتعان بحديث مطول ليبدأ بعدها تناول الوليمة .

غادرت لُجين برفقه نبيل بالمساء مع وعد بالعودة مرة أخرى ، فيما اتفق هيا وشادي على حضور مأدبه العشاء المقامه لاحقا على شرف الوافد الجديد للعائلة تحت أوامر من والدها ابتسمت بسعادة وهي تراقب صغيرها النائم في غرفته خافتة الإضاءة وتقبله باستمتاع إنه بهجتها وسر تمكنها من دحر كل ذكرياتها السيئة ، اقترب شادي وأحاط بذراعه خصرها الغض متسائلا “ آتعودين لي ؟”
أجابت بلا تردد تُبعد كل شُكوكه ومخاوفه “ دائما “ .


وضع يده فوق معدتها يتحسس وجود طفله داخل أحشائها ، متسائلا كيف لفتاة مثلها أن تحتمل وجود جزء آخر متمثلا منهما بداخلها بل كيف ستحتمل الأشهر الأخيرة الصعبة ؟

كانت كل تلك الأسئلة تلُح للحصول على إجابات ولكن بمجرد نظرة لعينيها تختفي جميعها وتصبح هشة مجرد وساوس ترافقها القليل من المخاوف ، هي سعيدة بامتلاكها لطفل ، لشعورها بالأمومه ، وهذا يكفيه ويكفيها لأن السعادة لا تأتي إلا بعد ألم !

همس لطفله القادم “ سأكون أبا جيدا ، وآمل أن تكون بصحة جيدة “
امتلأت عينيها بدموع الفرح وهي تشاركه القول “ وسأكون والدة ممتازة “
احتضنها بحنو وقَبل جبينها قائلا بامتنان “ شكرا للرب لأنه بعثك لطريقي ، وشكرا لكِ لقبولكِ بي“
قهقهت باسمة مجيبه على نغمات صوته “ أحبك ، وسأُحب طفلنا بالمثل كما ستفعل أنت أيضا “
همهم موافقا ثم غفى من شدة التعب ، وقلبه ينبض بالحياة لقد أخطا إن السعادة لم تغادرة مطلقا فقط لم يدرك طريقة الحصول عليها منذ البداية إنه ممتلئ حقا بالعرفان والسعادة .

يعترف بأن والده حاول بناء علاقة معه مؤخرا لكنه لا يجد في تلك العلاقة سوى الأسي ، شعور بالشفقة نحو الفتى الوحيد !

غاصت بين ذراعيه تنعم بدفء جسده ، بدقات قلبه النابضة بحيوية ، هنا وطنها .
همس بصوت ساحر “ لم تُخبريني كيف حال جسدك ؟ “

ألقت بنظرة خاطفه لندبتها المتلاشية نوعا ما ثم عادت تتجاهلها “ إني بخير ، لم تعد تؤلم “
شد جسدها الغض بقربه بينما تحاول أن تستميل النوم “ غدا موعد المراجعه الأخير “

همهمت بهدوء ، ولذه النوم تتسلق جفني عينيها “ حسنا “
قَبل جبينها وأبعد خصلة متمرده عن عينيها لقد استطال شعرها ، وتغيرت ، أصبحت أكثر حيويه سعيده بعد كل تلك الليالي المؤرقه ، والكوابيس المستمرة ، انتهت لقد نجت من سطوتها !
وقد بات الآن من اللازم التخلص عن كل ما يمت للماضي بصلة ، منها تلك الندبات العالقة بأجسادهم ، يعترف بنجاحه بردم تلك الذكريات ، لأنهما الآن في خضم تنشئه عائلة تخصهما ، بدايتهما المثمرة ..

صوت أنفاسها أصبح ترنيمته للخلود للنوم ، هي كل غايته وسبب من أسباب تَحمله ، أغمض عينيه بعد محاولات عدة في البقاء واعياً بعد سرقته بضعه قُبلات ، تمنى أن تزوره بأحلامه قبل أن يغرق بنوم عميق لعدم إكتفائه منها .

عشقه السرميدي .!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 05:27 PM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


وإني أرجو أن تكون هذه الرواية شاهدة لي لا علي ، وأن تكون ممتعة للقراء الأفاضل ..
تنتهي مغامرتنا هنا ، مع وعد عودة قريب .. قرائي الأعزاء القابعون خلف شاشاتهم أشكر لكم قرائتكم
وتخصيص وقت لمتابعتها وهاقد أتممتها على خير ().

أتقبل النقد مهما كان بشرط أن يكون بناءاً ..

ولا أعلم كلمات أخرى أُلقيها على مسامعكم سوى سعادتي بتواجدكم بالقرب ().



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:43 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.