آخر 10 مشاركات
دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-08-16, 02:55 PM   #11

omnia saeed
 
الصورة الرمزية omnia saeed

? العضوٌ??? » 342002
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 541
?  نُقآطِيْ » omnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
الف مبروك الرواية و بالتوفيق ان شاء الله
قريت المقدمة و الفصلين
اسلوب جميل و احداث مشوقة
5 بنات في اعمار مختلفة و فجأة بيلاقو نفسهم مسؤلين عن ديون و عن نغسهم
عاصم و حب من اول نظرة لفتاه بعمر 16 سنه
بصراحة عندي لخبطة من اعمارهم دلوقتي
يعني المزاد حصل بعد وفاة العم سليمان وقتها كانت اعمارهم
ياسمين 6 سنوات و سارة و زينة 22 سنه و ليلي19 و سهيلة مش عارفة
عاصم 33 سنه و اخوه 29 سنه صح كده الاعمار و ﻻ حصل عندي لخبطة
بصراحة الفصل دسم و غني بالاحداث
راي شخصي لو مش هياثر علي ترتيب الاحداث خلي فصل واحد يوميا عشان متظلميش الاحداث و كل فصل ياخد حقة بالتعليق
لكن لو انتي هتنزلي فصلين لغاية معينه بترتيب الاحداث يبقي طبعا انتي عارفة احسن مني
بانتارك بفصل انهاردة ان شاء الله
الله يبارك فيكى يا قلبى😍😍
المزاد يحدث فى الوقت الحالى بعد وفاة الحاج سليمان ومطالبة الورثة بأموالهم..سهيلة 24 سنة وباقى الأعمار صحيحة
أنا كنت بفكر أكتفى بفصل واحد يوميا خاصة أن الفصول القادمة أكبر حجما




omnia saeed غير متواجد حالياً  
قديم 05-08-16, 03:28 PM   #12

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة omnia saeed مشاهدة المشاركة
الله يبارك فيكى يا قلبى😍😍
المزاد يحدث فى الوقت الحالى بعد وفاة الحاج سليمان ومطالبة الورثة بأموالهم..سهيلة 24 سنة وباقى الأعمار صحيحة
أنا كنت بفكر أكتفى بفصل واحد يوميا خاصة أن الفصول القادمة أكبر حجما
انا اؤيدك و بشده في اقتراحك عشان كل فصل ياخد حقة
و كمان عشان منكسلش نقري
لما بلاقي فصل بيكون سهل المتابعه لكن فصلين مع باقي فصول الروايات اللي بتنزل هيكون صعب التركيز و التعليق


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














قديم 05-08-16, 04:56 PM   #13

dalia22

? العضوٌ??? » 330969
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,183
?  نُقآطِيْ » dalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بدايه شيقه الله يعطيكى العافيه متبعاكى ان شاء الله

dalia22 غير متواجد حالياً  
قديم 05-08-16, 05:36 PM   #14

omnia saeed
 
الصورة الرمزية omnia saeed

? العضوٌ??? » 342002
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 541
?  نُقآطِيْ » omnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dalia22 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بدايه شيقه الله يعطيكى العافيه متبعاكى ان شاء الله
وعليكم السلام
تسلكى يا قلبى ومنتظرة رأيك فى الفصول القادمة


omnia saeed غير متواجد حالياً  
قديم 06-08-16, 02:41 AM   #15

omnia saeed
 
الصورة الرمزية omnia saeed

? العضوٌ??? » 342002
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 541
?  نُقآطِيْ » omnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير
سأقوم بتنزيل الفصل الثالث الأن
وسنكتفى بفصل واحد يوميا بناءا على بعض النصائح التى وجهت إلى والتى اوافقها بقوة
قراءة ممتعة


omnia saeed غير متواجد حالياً  
قديم 06-08-16, 02:42 AM   #16

omnia saeed
 
الصورة الرمزية omnia saeed

? العضوٌ??? » 342002
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 541
?  نُقآطِيْ » omnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond repute
افتراضي

**الفصل الثالث**
- أنا لن أنام بجوار زينة مهما حدث
صاحت ليلى بإعتراض بينما وقفت سارة أمامها حائرة بأمرها..
- لما لا؟! ...سألتها سارة بإحباط
ردت ليلى بغيظ وهى تنظر إلى زينة التى ترقص لها حاجبيها بمكر:
-إنها تستحوذ على السرير بأكمله .. وحتما سينتهى بى الأمر ملقاة أرضا!
تنهدت سارة بنفاذ صبر من دلال شقيقتها المتجاوز الحد قبل أن تحاول مهادنتها من جديد:
-حسنا نامى أنت مع سهيلة وياسمينا وأنا سأنام بجوار زينة .
أراحتهم زينة من الجدال بتدخلها اللامبالى المقاطع لمشاحنتهم :
- لاتشغلا بالكما بى .. أنا سأنام على الأريكة بالصالة..فعلى أى حال أنا لم أعتد على مشاركة أحد بالفراش.
حاولت سارة معارضتها لوهلة ولكن زينة رفعت كفها موقفة إياها برزانة:
- إنتهى الأمر سارة .. إنه ليس بالأمر الجلل
تنهدت سارة بقلة حيلة وإتجهت إلى سهيلة الشاردة أمام صورة لوالديهم إنتهت من تعليقها على الحائط لتوها..
- بم تفكرين؟
سألتها سارة بخفوت حتى لا تفزعها..
تنهدت سهيلة وأجابتها بصوت باهت دون أن تحيد ببصرها عن الصورة المؤطرة أمامها:
- بوالدينا ..بنا .. بالحياة..
توقفت لحظة بتعثر ثم أكملت بصوت شاحب لا حياة به :
- لا أستطيع التوقف عن التساؤل إن كانوا يرونا الأن! .. يرون كيف إنتهى بنا الحال!! .. أم أنهم إنتهوا منا منذ اللحظة التى فارقوا بها الحياة!!! .. هل هم قلقون علينا ؟ .. هل يشتقون إلينا؟"إبتلعت غصة بحلقها وأضافت بتحشرج" أقسم إنى فعلت مابوسعى .. حاربت بكل قوتى ..لم أسمح لنفسى بالإنهيار ولو لحظة .. ولكن فى هذه اللحظة ..
تبللت مقلتاها بدمع ساكن وتقطع صوتها بألم وخرج متحشرجا ممزقا
-أنا أفتقد وجودهم سارة.... أنا بأمس الحاجة لأحضانهم سارة..أنا لم أعد أٍستط....... .
جذبتها سارة بجزع إلى أحضانها تضمها إليها بقوة تكتم ما تنطقه وتخفى دموعها الصامتة عن ناظريها..لا تستطيع أن تشهد ضعف سهيلة ..ليس سهيلة .. لا تستطيع أن تثقل روحها بعبأ كهذا..ليس مصدر قوتهم وليس الأن .
أخذت تربت على ظهرها بحنان ودمعها يغسل صفحة وجهها بخلاف سهيلة التى أبت مراودة نفسها بالبكاء..هى تعلم أن إمتناعها عن البكاء هو القشة الاخيرة التى تحثها على الإستمرار .. كما تدرك أنها لو سمحت لنفسها بالبكاء لمرة فلن تتوقف أبدا..فبداية كل طريق خطوة! وطريق كهذا لن تجد بنهايته إلا الخواء والضياع وهى لن تسمح بحدوث شيئ كهذا .. ليس الأن..ليس وهم يقفون على رمال متحركة لا يعلمون مصائرهم .. فهى إن سقطت لن تسقط بمفردها ستسحب الجميع معها ..
إبتعدت عن سارة بتجلد وإلتقطت وجهها بين كفيها تمسح دموعها بإبهاميها وهمست لها برفق:لا تخشى شيئا سارة .. فأنا لن أنهار .. أضافت مازحة لتخفف من حدة الموقف.. أقله ليس الأن!
فأجأتها سارة بشراسة غير مألوفة بها:أبدا .. سهيلة التى أعرفها لن تسمح لشئ أو أحدا بدفعها للإنهيار.. ستظلين قوية شامخة دائما.
إبتسمت سهيلة إبتسامة مرتجفة و أجابتها بثقة مهزوزة : نعم أنا لن أسمح بإنهيار أحد هنا, لا أنا ولا أنتم.
*********
فى اليوم التالى توقفت سيارة عاصم أمام المزرعة بوقت الظهيرة..ترجل سريعا ملتفا حول سيارته يفتح ليساعد والده على الترجل ..تجاهل والده يده الممدودة بنظرة مغتاظة مترفعة.. إبتسم لها عاصم قبل أن يتجه إلى مساعدة والدته ..
لمحتهم ليلى التى خرجت لتوها من الملحق ..إقتربت منهم بفضول لم تستطع السيطرة عليه..حيتهم ما أن وصلت إليهم :
-مرحبا..كيف يمكنى مساعدتكم؟ .
رد عاصم بإبتسامة جذابة فلم يسعه إلا الإعجاب بتلك الفاتنة التى تقف أمامه بكل بهائها..
- أنا عاصم الحداد, ال....... .
قاطعته ليلى بإدراك سريع:أااه نعم,أسفة سيد عاصم لم أعرفك....أنا ليلى عبد الرحمن شقيقة سهيلة .
- تشرفت بلقائك أنسة ليلى .
جاءه صوت والده موبخا: ألن تعرفنا بهذه الحسناء الخلابة يا ولد؟
إلتفت إلى والده معرفا: أنسة ليلى عبد الرحمن .. شقيقة مديرة المزرعة هنا"سكت قليلا ثم أضاف بتردد" وإبنة المالك القديم للمزرعة .
نظر إليه والده بإستغراب .. فهمس له برجاء: فيما بعد أبى .
وإلتفت إلى ليلى مكملا تعارفهم : هذا والدى مختار الحداد..أمى رقية الحداد..وهذه رؤية شقيقتى الصغرى .
إبتسمت لهم ببشاشة ودون ضغائن: تشرفت بمعرفتكم سيد مختار, سيدة رقية ..... مرحبا رؤية .
حياها الجميع بتهذيب وأضاف السيد مختار : لا داعى للرسميات إبنتى , نادينى العم مختار .
أومأت ببشاشة وقالت:حسنا سأذهب لإستدعاء سهيلة.
إتجهت إلى داخل الملحق حيث تجلس سهيلة بالصالة ترتشف كوبا من الشاى وتتابع بإبتسامة هادئة مشهد زينة وهى تؤرجح ياسمينا بالهواء بقوة تقهقه لها الصغيرة بصخب .
نادتها بعجل: سهيلة, سهيلة لقد أتوا .
عرفت سهيلة من المشار إليهم بحديث اختها فأجابتها ببرود
- ماذا أفعل لهم؟ .
- تخرجين للترحيب بهم! أجابتها ليلى ببديهية .
نظرت لها سهيلة بفروغ صبر:ألم تفهمى شيئا مما يحدث معنا يافتاة؟! نحن هنا مجرد عاملين لديهم إنما هم فأصحاب ملك, وهم ليس بحاجة للترحيب بهم بأملاكهم وخاصة من العاملين بها.
ليلى بتوتر: ولكنك لست مجرد عاملة..إنك مديرة المزرعة "إبتلعت ريقها وأضافت بتوتر" ثم إنى أخبرتهم بأنى ذاهبة لإستدعائك .
رمقتها سهيلة بغضب وزعقت بها بعصبية:
-كفى عن تهورك قليلا ليلى.. لم تعودى صغيرة لإرتكاب مثل هذه الحماقات .
تدخلت زينة المتابعة للموقف أمرة ليلى: خذى ياسمينا وساعديها بفروضها ليلى .
ثم نظرت لسهيلة بقوة وأخبرتها بحزم: هيا سهيلة سأتى معك.
أومأت لها سهيلة بصمت , وأخذت نفسا عميقا وتقدمتها خارجة.
يتبع...


omnia saeed غير متواجد حالياً  
قديم 06-08-16, 02:43 AM   #17

omnia saeed
 
الصورة الرمزية omnia saeed

? العضوٌ??? » 342002
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 541
?  نُقآطِيْ » omnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond repute
افتراضي

لم يجدا بإنتظارهما سوى ذلك الكيان الداكن الشامخ لعاصم والذى لا يقل رهبة عن الهيكل الضخم لمنزل المزرعة الكبير من خلفه..
مالت زينة على أذنها بتوجس:
-لا تخبرينى أن هذا المخيف هناك ليس إلا السيد عاصم الشهير .
أجابتها بفتور ونظرها معلق بغموض بموضع حديثهما..
-إنه هو
إلتوت شفتى زينة بإمتعاض وأعلنت بتهكم ساخر:
- لطالما أمنت بأن المصائب تأتى دفعة واحدة!
وصلتا إلى ذلك المتربص بهما منذ خروجهما من الملحق .. رمقته سهيلة بنظرة عابرة ..غير متعمقة بتفاصيله.. حتى لا تخطو مرة أخرى إلى نطاق هالته المخيفة التى تسبب التوتر لمن يتعامل معه..
وهذا ما لم يبادلها عاصم إياه..فهو تعمق بكل خلية بها.. ولاحق كل حركة صدرت عنها.. عفوية كانت أو مقصودة, وتلهف إلى كل رجفة جاد بها جفناها, وغار من كل نفس بارد سحبته ليخرج حارا ,لافحا, ظافرا بحرارة صدرها, ببساطة هو كان ذائبا بها مثلما يذوب السكر فى مائه ولن يهنأ له بال قبل أن يجعلها هى سكره........ وهو ماؤها .
أرخى جفناه ما أن إستقرت خطواتها على بعد مترين منه بصحبة شقيقتها..تنحنح بخشونة و حياها بثبات:
- مرحبا من جديد أنسة سهيلة.
أتاه صوتها هادئا وهى تعرفه على رفيقتها:
-مرحبا سيد عاصم .. هذه شقيقتى زينة المهندسة الزراعية بالمزرعة والمسئولة عن إنتاجية الأض فى الفترة الماضية .
- تشرفت بلقائك أنسة زينة .
أجابته زينة بنبرة قوية:
-مرحبا بك فى مزرعتك سيد عاصم .. أتمنى ألا تخيب أمالك بها .
إبتسم من القوة المبالغ بها بصوتها وأجابها بثقة:
-أنا متأكد أن ظنونى لن تخيب أبدا..
توقف للحظة ثم أضاف وهو يستقر ببصره على سهيلة:
- سأسعى إلى ذلك .
إبتسم بخفة لوجه سهيلة الذى زاد تجهمه وأردف بنبرة عادية :
-إسمحا لى بتعريفكما على والدىّ
أومأتا له بصمت منتظرين تحركه أمامهما والذى لم يحدث..حيث أشار لهما بإبتسامة مهذبة..
-من بعدكما أنستى !
إرتفع إحدى حاجبى زينة بسخرية تلقائية ثم هزت كتفيها بلا إهتمام وتقدمته تتبعها سهيلة بتصلب كاره .
دخلتا بهدوء إلى غرفة الصالون المفتوحة حيث توجد أسرته..وقفتا فى مواجهتهم بكبرياء وصلابة ..مرحبتين بهم برسمية باردة..
نظر السيد مختار إلى الفتاتين الشامختين بكبرياء أمامه واللتان أشار إليهما إبنه منذ قليل بكونهما المُلّاك القدامى للمزرعة..لم يستطع التغلب على فضوله تجاه الغموض الذى يكتنف الأمر بأكمله فحثته مزاجيته العنيدة على إكتشاف ما ورائه بنفسه وفى الحال فهو لن يكتفى بدور المتفرج هذا كثيرا ..
- تفضلا بالجلوس
أشارت لهم السيدة رقية بلباقة فطرية للجلوس بينما مقلتاها تتفحصان هيئتهما البسيطة بإهتمام..
أجابتها سهيلة بتهذيب بارد دون ان تكلف نفسها عناء الإبتسام لها بمجاملة:
-لا داعى سيدتى .. نحن اتينا فقط للترحيب بكم ولا نريد أن نثقل عليكم .. لابد إنكم تريدون الراحة وقد وصلتم للتو .
قبل أن ترد عليها السيدة رقية أتاهم صوت السيد مختار المتسائل بفظاظة: لقد أشار إبنى منذ قليل بكونكم الملاك القدامى للمزرعة..فهل هذا صحيح؟ .
صدرت شهقة خافتة من السيدة رقية.. بينما سارع عاصم بمقاطعته معترضا :
-أبى!
لم يأبه لهم السيد مختار وإستمر بصره معلقا بإهتمام بالكبرياء الشامخ أمامه والذى لم يهتز ولو قليلا ..
إلتمعت عينى زينة بتحفز وأجابته بأنف شامخ: نحن كذلك سيد مختار .
إلتمعت عينيه تقديرا للقوة الماثلة أمامه وأكمل تساؤله بإستفزاز:أمممم..هل لى أن أعرف كيف إنتهى بكم الأمر على هذا الحال .. فولدى العزيز غفل عن ذكر ذلك .
تدخل عاصم محاولا إنهاء الأمر قبل أن يتفاقم:
-المعذرة أبى .. فأنا لدى أمر عالق مع الأنسة سهيلة أريد إنهاؤه قبل مغادرتى فأسمح لنا.. ثم نظر إلى سهيلة بحزم : تفضلى معى إلى حجرة المكتب أنسة سهيلة.
لم تعيره إنتباها وهى تركز بصرها على والده بقوة ثم وجهت كلامها له برباطة جأش:
- إعذرنى سيدى ولكنى لا أظن أن ما حدث معنا سيفيدك بشئ..نحن الأن عمال لديك بالمزرعة وإن لم يعجبك هذا الواقع فما عليك إلا التصريح به .
تعلقت أنظار السيد مختار بها بحدة للحظات عديدة كانت كافية لشحن جو الغرفة بالتوتر..ولكنه مالبث أن فاجئهم جميعا بإبتسامته الواسعة وهو يتشدق بقوله: بل يعجبنى..يعجبنى كثيرا يا فتاة..فأنا بالنهاية أثق بقرارات ولدى ثقة عمياء..ثم بحق السماء توقفى عن التغنى بلفظة "سيدى" تلك ..تكفينى العم مختار .
علقت نظراتها الجليدية به بغموض لعدة لحظات قبل أن تجيبه بكبرياء: لا أظن ذلك سيد مختار فنحن بغنى عن تميز كهذا.. شكرا لك على أى حال .
إنفلتت منه قهقة مستمتعة وأجابها بمشاكسة:إعذرينى ياصغيرتى فأنا لن أستطيع مبادلتك المثل .. فرجل عجوز مثلى قد سئم من الرسميات طوال حياته .
إبتسمت له إبتسامه صفراء زادته إستمتاعا .
تنحنح عاصم بقوة لينهى هذا الوضع الغير مريح لحوريته:إتبعينى أنسة سهيلة رجاءا .
جاءته الإجابة من زينة التى أعلنت بلهجة قاطعة هو تشدد على حروفها: سنلحق بك فى الحال سيد عاصم .
رفع أحد حاجبيه بتهكم وعلق بسخرية طفيفة: المعذرة أنسة زينة لقد سهوت عنك عرضيا ولم أتعمد ذلك .
أجابته بجفاء: لا بأس سيد عاصم , ولكن رجاءا إنتبه إلى ذلك فى المرة القادمة .
إبتسم لها بغيظ بينما علت ضحكات والده المستمتعة, وعلق بجذل: - هل يوجد الكثير منكما هنا؟! .
كشرت زينة فى وجهه وكادت أن ترميه بتعليق حاد..ولكن سهيلة منعتها بضغطة على ساعدها وإكتفت بإلقاء تحية باردة قبل أن تسحب زينة للخروج من الغرفة.. يتبعهم عاصم بخطوات كسولة ومزاج رائق..بينما إستمر السيد مختار فى تشيعيهم بضحكاته الجذلة..فحدقته زوجته بتأنيب.. فإعتذر منها دون أن يعنى ذلك: أعذرينى عزيزتى.. فأنا أقدر القوة كثيرا ولم أستطع منع نفسى من العبث معها..
هزت السيدة رقية رأسها بيأس ووجهت كلامها لرؤية السائمة مما يحدث أمامها: هيا رؤية..لنرى غرف النوم بالأعلى .
************************


omnia saeed غير متواجد حالياً  
قديم 06-08-16, 02:44 AM   #18

omnia saeed
 
الصورة الرمزية omnia saeed

? العضوٌ??? » 342002
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 541
?  نُقآطِيْ » omnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond repute
افتراضي

إتبعهما بالدخول إلى غرفة المكتب مغلقا الباب ورائه..أشار لهما بالجلوس وإتجه للجلوس خلف مكتبه فى مواجهتهما .
تنحنح وخرج صوته قويلا: فى البداية أريد الإعتذار عما بدر من والدى..أنا أؤكد لكما إنه لم يقصد الإساءة لأحد .
تعلقت أنظارهما به بغضب بارد ولم يلفظوا بحرف .
رفع أحد حاجبيه بترقب: ألن تقولا شيئا بخصوص هذا.
تنهدت سهيلة بضيق وأجابته: نحن لم نأتيا إلى هنا للتحدث عن والدك سيد عاصم..رجاءا إدخل فى صلب الموضوع الذى تريدنا فيه مباشرة .
لوى شفتيه بإبتسامة جانبية ساخرة: أسفة لإضاعتى لوقتك أنسة سهيلة .
حدجها بنظرات خاصة لعدة لحظات ثم أخرج من جيب جاكيته بضع وريقات مطبقة قدمها إليها شارحا بعملية: هذه هى العقود الخاصة بعملكم بالمزرعة ..بها كل البنود المتفق عليها...... لقد وقعت على كلتا النسختين .. خاصتى وخاصتكم.. ولم يبقى سوى توقيعكن.
إرتبكت سهيلة ومدت يدها بالعقود لزينة بعدما إنتهت من مطالعتهم .. وأخذت تفكر فى طريقة لبقة تعبر بها عما يجول بخاطرها.
تأمل عاصم تعبيرها المتوترة بتركيز و لم يلبث أن تجهم وجهه بضيق عندما خمن السبب وراء إرتباكها هذا ..فأعلن بجمود:
- لستما مجبرين على التوقيع الأن.. بإمكانى الإنتظار للأسبوع القادم..
- ولما ليس الأن سيد عاصم, ما الداعى لهذه المماطلة؟تسائلت زينة بعدائية
فأجابها بسخرية: أنا لا أماطل أنستى, أنا أحاول فقط أن أعطى مساحة لشقيقتك لفعل ماتفكر به الأن محاولا رفع الحرج عنها.
إلتفتت زينة بحدة لسهيلة التى إحمرت وجنتيها بإحراج وإرتبكت نظراتها ولم تنبس بحرف .
لم تستطع زينة فهم ما رمى إليه عاصم بكلامه ذاك فإلتفتت إليه سائلة بغيظ: وما برأيك أنت الشئ الذى تفكر به شقيقتى وإستطعت أنت بفطنتك البالغة إستنباطه؟ .
نظر إلى سهيلة بتأنيب وأردف بجمود : إنها تريد عرضها على المحامى الخاص بكن للتأكد منها قبل توقيعها.. أليس كذلك أنسة سهيلة؟ .
كرهت سهيلة وضع الدفاع الذى حشرها به..وهى من كانت منذ لحظات تحاول مرعاة شعوره.. فأجابته بحدة: إنه حقى سيد عاصم..ولا أظن أنه يمثل إهانه لاأحد .
عاصم ببرودة: نعم أنه حقك أنسة سهيلة, ولكن بالنسبة للإهانة .... فلست واثقا من ذلك .
أجابته ببرود مماثل: أنا لا اعرفك حتى أثق بك سيد عاصم .
إلتمعت عينيه للحظات بقوة قبل أن يجيبها بلهجة غريبة لم تفهمها ولكنها أرهبتها و أرسلت الرجفة بأوصلها: ستعرفينى جيدا سهيلة وحينها... لن أكتفى بنيل ثقتك فقط ..
إتسعت عينيها بإستنكار من التهديد الكامن بحديثه والذى لم تستطع إستيعاب فحواه, وغضبا من تعمده نطق إسمها مجردا من أى ألقاب
تدخلت زينة التى إكتفت مما يحدث أمامها ووجهت كلامها بإقتضاب لعاصم: أظن أنك أنهيت ما تريد قوله سيد عاصم
أجابها بغموض دون ان يحرك نظراته الجامدة عن سهيلة: لقد إنتهيت أنستى الأن..على الأقل..
نفخت زينة بفظاظة فقد إستفزتها أنظاره المعلقة على الدوام بسهيلة والتى لم ترتح لها .
قفزت واقفة منادية أختها: هيا سهيلة.. بالإذن سيد عاصم.
نظرت لها سهيلة بحيرة لا تفهم شيئا مما يحدث معها ووقفت ببطأ مستندة على ذراعى الكرسى الجالسة عليه شاعرة بنظراته تخترقها بلا هوادة والتى لا تفهم لها سببا .
إلتفتت إلى أنظاره المسلطة عليها وهزت له رأسها بإيماءة عصبية وإلتفتت لتغادر سريعا .
بالكاد وصلت إلى الباب عندما أتاها صوته بتباطأ مدروس: أتعلمين شيئا أنسة سهيلة؟! بخلافك أنت...... أنا أثق بك! .
لم تلتفت إليه ولم تنطق بحرف , فقط تصلب جسدها وإختفت أنفاسهاx
أتاها صوت أختاها بخفوت يحثها على الخروج فتقدمتها بخطوات لم تستطع إخفاء إرتجافتها.. لتتبعها زينة بنفاذ صبر وغضب مكتوم..
تنهد عاصم بضيق بعد خروجهم فهو تيقن الان بأن الطريق إليها لن يكون سهلا بالمرة .
*********************

فى الصباح التالى عادت الأمور لنصبها مرة أخرى ..حيث إتجه كل فرد لأداء مهامه المعتادة .
توجهت سهيلة إلى مكتبها الصغير المتكدس بالملفات.. عازمة على جعل أول مهامها الإتصال بالعمال الذين إضطرت إلى التخلى عنهم سابقا.. ثم ترى أمر العملاء والحسابات لاحقا .
توجهت سارة إلى الزرائب تتفحص الدواب التى أهملتهم فى الفترة الأخير ثم إتجهت إلى الإسطبل الفارغ تماما إلا من فرسها وفرس ليلى قديما قبل ان يصبحوا ككل شئ بالمزرعة ملكا للسيد عاصم
أما زينة فلم تعرف ماذا تفعل بالأرض بدون عمال فأثرت الإهتمام بالمكينات وفحصهم وإصلاح التالف منها .
توجهت ليلى من الصباح الباكر إلى جامعتها مصطحبة ياسمينا لإيصالها فى طريقها إلى المزرعة .
أما رؤية ففضلت التعرف على محيطها الجديد أولا قبل أن تلقى بنفسها فى محيط أخر جديد .
سارت الأمور على هذا المنوال لعدة أيام .. وكما كانت من قبل ,..ولكن مع إختلاف بسيط ظاهريا وشاسعا معنويا.. فبدلا من العودة فى نهايات اليوم إلى دفء منزلهم الكبير العابق بذكريات والديهم ..فهن يتقوقعن فى برودة هذا الملحق البائس كبؤسهن .
*************
يتبع...


omnia saeed غير متواجد حالياً  
قديم 06-08-16, 02:45 AM   #19

omnia saeed
 
الصورة الرمزية omnia saeed

? العضوٌ??? » 342002
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 541
?  نُقآطِيْ » omnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond repute
افتراضي

أخيرا تخلصت من تلك الصغيرة اللحوحة التى وضعها حظها العاثر فى طريقها اليوم..فبسبب تأخر ليلى اليوم بالجامعة إضطرت إلى إحضار ياسمينا من المدرسة بنفسها ..
نفخت زينة بغيظ وهى تتذكر مافعلته بها هذه المشاكسة اليوم ..فقد رفضت التحرك معها من المدرسة قبل أن تبتاع لها الكثير من المقرمشات ..ولم تكتفِ بذلك بل جعلتها تهرول خلفها بالشارع كالمجانين للحاق بركضها .. وعندما عادتا إلى المنزل تشبثت بها باكية تطالبها باللعب معها .. ولم تتخلص منها سوى بسقوطها نائمة من التعب .
نظرت أمامها بغيظ إزداد أضعافا حينما لمحت ذلك الشخص المتجه ناحيتها.. ثبتت أنظارها علي هيئته الرزينة الممتدة من ملامحه الكلاسيكية التى نادرا ماتخرج عن هدوئها.. وجسده الراسخ القوى.. وخطواته المتأنية الثابتة..إلى شخصيته المبالغ فى تحفظها وإنغلاقها..
دائما ما كانت تتعجب من رزانته التى تتجاوز سنين عمره السابعة والعشرون ...
بادرته عندما وصل إليها بلهجة مسرحية:
-أوووه .. اوووه إنظروا من لدينا هنا.. فارسنا الهمام والذى دائما ..
صمتت لحظة لتلوى شفتيها بإمتعاض وتضيف بإقتضاب :
-لا يصل فى الوقت المناسب!
لم يرعى إنتباها لسخريتها الفظة التى إعتادها منها وحياها بنبرة عادية:
مرحبا زينة.. كيف حالك؟ .
إستمرت زينة على لهجتها الفظة فى ردها عليه..
-مرحبا سيد عمار .. لقد إشتقنا إليك يا رجل!
ومن جديد غض الطرف عن وقاحة إسلوبها وسألها بإيجاز راغبا بإنهاء حديثه معها:
-حسنا من الواضح إنك لست بمزاج يسمح بإجراء حديث لائق......أين سهيلة؟
رمقته عدة لحظات بعداء قبل ان تجيبه على مضض: ستجدها بمكتبها..بالإذن .
تجاوزته بحدة غير مبررة مبتعدة عنه بخطوات واسعة مشحونة بالغضب..
*****************
كانت تقف بموقف الباصات بتململ منتظرة الباص الذى يمر على طريق المزرعة عندما توقفت أمامها سيارة سوداء فارهة مألوفة نوعا ما ..قطبت جبينها بتركيز فى محاولة منها للتعرف عليها.. ولكن ماهى إلا لحظات قليلة حتى ترجل منها صاحبها الفارع الطول مناديا عليها:
-مرحبا أنسة ليلى .. ماذا تفعلين هنا؟ .
تململت ليلى فى وقفتها وأجابته بإحراج: مرحبا سيد عاصم أنا أنتظر الباص للعودة للمزرعة .
أشار لها بيده للإقتراب مقترحا بعفوية:
أنا ذاهب إلى هناك هيا تعالى لأقلك معى.
إزداد إرتباكها وهى تتذكر توبيخ سهيلة الأخير لها:
-لكن...... أنا لا أعتقد......... .
إقترح برفق متفهما موقفها: يمكنك الركوب بالخلف .
تعلقت نظراتها المترددة به دون أن تأتى بخطوة فتزمر عاصم مستهجنا ريبتها الواضحة منه: يا إلهى ليلى أنت بعمر رؤية تقريبا..فلا تخشى من شيئ يا صغيرة .
إنبسطت شفتيها بإبتسامة متوترة قبل ان تقبل بعرضه بحذر: حسنا سأركب بالخلف .
أومأ لها برفق: لكى ما تشائين .
*************************
رفعت رأسها عن الملف الذى تتفحصه عندما علا صوت طرقات على باب المكتب المفتوح جزئيا.. إبتسمت بود عندما رأت الواقف أمامها و نهضت لترحب به :
-مرحبا عمار..تفضل بالدخول
- كيف حالك سهيلة؟ .
- أنا بخير حال , تفضل بالجلوس .
جلسا عل الكرسيين المتقابلين أمام مكتبها ..ما أن جلسا حتى بادرها معتذرا:
-المعذرة سهيلة ..لم أعرف بما جرى معكم قبل الأن ..لقد كنت خارج البلاد مشغول بتغطية أحد المؤتمرات السياسية بسوريا .
عارضته سهيلة بلطف:
- لا تعتذر عمار..أنا لم أطالبك بشئ ......إنت لست مسئولا عنا عمار !
عاتبها برزانة: كيف تقولين هذا سهيلة.. أنتن بنات عمى ..دمى وعرضى.. ولن أقصر معكم مادام بإستطاعتى ذلك .
- يكفى ماحدث لك من وراءنا عمار .
رد بهدوء: ماحدث كان يجب أن يحدث منذ زمن سهيلة"توقف لحظة ثم أكمل بخشونة" -أنت لا تعلمين كم أشكر الله لإستماعى لمحادثتكم تلك مع والدى منذ سبع سنوات مضت فلولاها لكنت أكل الأن من أموال أيتام سهيلة وأنا لا قدرة لى على ذنب كهذا..يكفى ما مر من سنوات تربيت فيها على أموال حرام ...
تجهم محيا سهيلة عند ذكر تلك المقابلة القاسية التى أهينت بها و والدتها..تنهدت بمرار وأخذت الحسرة تلون حروفها:
- لم تكن تعلم عمار .
رد بقهر: نعم لم أكن أعلم حينها .. ولكنى الأن علمت ولا أستطيع التخلص من الإحساس بالذنب .
جادلته سهيلة بحكمة:
- ولماذا تشعر بالذنب عمار؟ أنت تركت كل شئ وراءك عندما علمت بما فعله والدك.. تركته وتركت بيته وأمواله,..ثم سعيت خلفنا تقدم ما تستطيع من عون ولم تقصر معنا بشئ ..فلما تشعر بالذنب إذا .
أجابها بدون إقناع: دعينا من هذا الحديث.. أخبرينى ماهى خططك الأن ..تستطيعون أخذ شقتى بالقاهرة وأنا سأسكن مع زميل لى .. وبالنسبة للعمل................ .
قاطعته سهيلة بتردد: لا داعى لهذا عمار.. لقد وجدنا شقة بالفعل وكذلك بالنسبة للعمل .
حدج نظراتها المتهربة منه بحيرةوإستفسر بإيجاز: أوضحى سهيلة!
سحبت نفسا عميقا تهادن به كرامتها الجريحة وشجعت نفسها على الثبات بينما تجيبه..
- لقد عرض علينا المالك الجديد العمل بالمزرعة ونحن... وافقنا !
إتسعت عيناه بزهول وإرتبكت نظراته بعدم فهم ..لم يكن ذهوله من العرض بقدر ما كان من موافقتهن عليه..
- من نحن؟! تسائل عمار بتغابى عدم إستيعاب ..فقست نظرات سهيلة وتصلبت نبرتها..
-نحن عمار..أنا وشقيقاتى ..هل تريدنى أن أخبرك بأسمائهن!
ردد بتيه صدى جملتها برأسه عدة مرات قبل أن يتحفز عقله فجأة مثيرا الشكوك بنفسه .. فإلتفت لها بتساؤل يقظ :
-وماهى طبيعة العمل المعروض فى هذا الوضع
- لا تقلق .. لم يتغير شئ عن السابق ..فسارة وزينة سيستمرون بعملهم المعتاد.. وأنا سأكون مديرة للمزرعة المسئولة عن الحسبات والعملاء فى مقابل نسبة من الأرباح
- نسبة من الأرباح؟! هذه المرة لم يسيطر على إستنكاره وظهر جليا فى صوته ..
إزداد تجهم وجهه وإستفسر بضيق: ماذا يحدث معكم سهيلة أنا لا أستطيع إستيعاب ما تقولينه بتلك البساطة التى تتحدثين بها .
سألته سهيلة بنبرة هجومية : مالذى لا تستطيع إستيعابه عمار؟!موافقتى على عرض كهذا؟أم تلك النسبة من الأرباح والتى بالمناسبة 40% .
لجمت الصدمة لسانه لبرهة عندما عرف بمقدار النسبة..ثم مالبث أن أجابها بصراحة فجة: كليهما .
أجابته ببرود: حسنا إن إستغرابك يعود لعملى كأجير بمزرعتى.. فهى لم تعد كذلك يا إبن العم أنا لن أجعل كرامتى تقف فى طريق ما فيه صالح لنا..أما لو إستغرابك يعود لكرم العرض المبالغ فيه..فهذا لا أستطيه إفادتك به..فأنا مستعدة للتعلق بأى قشة فى طريقى فما بالك بعرض كهذا .
عاد لإحتجاج بضيق: ألا يثير ريبتك عرض كهذا.....أين ذكائك سهيلة؟!
- لن يطعمنى أنا وأشقائى عمار..فلتدع الذكاء لمن يحتاجه.
عمار بنفاذ صبر: لما لا تتركين كل هذا وتقبلين عرضى القديم سهيلة؟ .
سألته بمماطلة: أى عرض عمار ؟ شقتك الصغيرة التى لا تملك غيرها!!!!! .
- لا سهيلة.. أنت تعلمين عن أى عرض أتحدث.
تنهدت سهيلة وكفت عن مراوغتها: نعم أنا أعلم ما تقصد عمار , ولكن ألا ترى إستحالة وضع كهذا؟ زوجة و إخواتها الأربع وصحفى مبتدأ يحاربه والده بلقمة عيشه لمجرد وقوفك بصفنا, فماذا سيفعل عندما نتعلق برقبتك عمار ؟ صدقنى أنا لا أريد معرفة الإجابة على ذلك, لا تدع إحساسك بالذنب يدفعك بعيدا عمار .
إعترض على كلامها:إنه إحساس بالمسئولية سهيلة .. فأنا لا يعجبنى معيشتكم لحالكم دون وجود رجل معكم, كما إن أبى لن يؤذينى بالصورة التى تتخيلين إنه يريد لوى ذراعى فقط للعودة إليه.
ردت بمقت:أنا أعلم عمار,فوالدك لن يبالغ فى إيذائك ولكن ليس هناك ما يمنعه من أذيتنا نحن .
تنهد بقلة حيلة فهى على صواب فى هذه النقطة,فوالده لن يتوانى عن التعرض لهم هذه المرة .
- حسنا , وماذا عن السكن؟ .
- هنا بالمزرعة , بالملحق بالبيت الكبير
ضيق عينيه بإرتياب: هل ستعيشون مه هذا الشاب بمفردكم بالمزرعة؟ .
ردت ببرود: هو لن يعيش هنا, بل والديه وأخته من يقيمون الأن بالمنزل الكبير .
أغلق عينيه بعجز مقيت ثم وقف على قدميه مخبرا إياها: حسنا سهيلة, أنا سأغادر الأن ,ولكن إعلمى إنى لست موافق على هذا الوضع .
أجابته بقلة حيلة: ليس بيدى شيئا أخر عمار .
رد بقهر : أنا أعلم ذلك سهيلة..... أعلم ذلك .
حاولت طمأنته بقولها: لا تقلق يا إبن العم أنا لن أسمح لأاحد بأذيتى أو أذية أحد من أشقائى .
رد برجولة صرفة: وانا لن أسمه قط بشيئ كهذا .
إلتوت شفتيها بإبتسامة رقيقة: أنا أثق بذلك عمار .
***************
توقفت سيارة عاصم أمام المزرعة بهدوء.. سبقته ليلى بالترجل منها بإبتسامه شاكرة سرعان ما إهتزت عندما قابلت الغضب الكامن بعينى سهيلة .. وتجمدت على محياها عندما قابلت الإشمئزاز والبغض المنبعث من الساكن بجوار أختها .
لم تنتبه إلا على صوت عاصم الحاد: من هذا الذى يقف بجوار سهيلة؟ .
أجابته بشحوب لم ينتبه له:إنه عمار , إبن عمنا .
سألها بإستغراب دون أن يحول بصره عن الثنائى المترامى أمامه: وهل لديكم عم؟!! .
لم تستطع إجابته فهى تكاد أن تختنق بأنفاس لا تستطيع إطلاق سراحها..وتجمد الدم بعروقها ..وإزداد شحوب وجهها ولم تشعر سوى بقدميها تأخذها بعيدا .. تخفيها من أمامه كمحاولة غريزية لحماية الذات .
لم تلتفت لنداءات عاصم وسهيلة.. ولم تأبه بالدموع التى أغرقت وجهها .. كل ماكان يعنيها فى هذه اللحظة هو الفرار منه! الفرار من ماضِ لا يألو هو جهدا فى تذكيرها به....... وكأنها تنسى! .
تابع عاصم هروبها السريع بإهتمام جاد ونظرات قلقة فهو إستطاع ملاحظة شحوبها والدموع التى بدأت بالتساقط منها..أراد اللحاق بها والإطمئنان عليها.. ولكنه لم يستطع تجاهل مشهد سهيلة وذلك العمار
عاد بإنتباهه إليهما.. وزفر بضيق مما سيقدم عليه ولا يستطيع إحجام نفسه عنه..ليس وهو يرى إهتمام ذلك العمار بسهيلة وليس عندما تبتسم له هى تلك الإبتسامة الرقيقة .
تأفف بغيظ شديد منها فهى تدفعه دائما لفعل ماليس له عهد بهx
وهو الأن ....... يغار! يغار كما لم يفعل قط بحياته .
تمتم بحنق وهو يتجه إليهم بخطوات مشحونة: تبا لك سهيلة... تبا لك أيتها الحورية .
*************************
لم تستطع زينة التخلص من الضيق الذى ينتابها كلما رأت عمار.. فرغم كل شئ هى لا تستطيع نسيان كونه إبن لذلك الرجل النذل.. وقد نعم بأموالهم لسنوات ..أموال هم فى أمس الحاجة لها الأن.
إستغفرت من تلك الوساوس .. وركزت أنتباهها على ذلك المحرك الذى يأبى العمل .
نفخت بضيق متمتمة: ما بال هذا اليوم؟! كل شيئ يعارضنى منذ الصباح لتأتى رؤية عمار لتزيده سوءاوكأنه يمكن أن يكون أسوأ!
قاطع أفكارها صوت زمور مزعج لسيارة قادمة من خلفها..أشارت بيدها لصاحبها بالمرور دون أن ترفع رأسها عن غطاء المحراث الذى تحاول إصلاح العطل به .
تمتمت بحنق عندما لم ينقطع الصوت المزعج للزمور: ما بال ذلك الأحمق لما لايمر ويريحنى منه فالطريق متسع أمامه..حسنا فلتذهب إلى الجحيم أنت وزمورك المزعج هذا .
تجاهلت مايدور حولها وركزت على الموتور أمامها حتى سمعت ذلك الصوت الحانق الذى يأتيها من خلفها مباشرة:
-ما بالك أيها الفتى, ألا تسمع؟! .
وإتبع قوله بيده التى إمتدت لتربت على كتفيها بخشونة جعلتها تقفز فى مكانها بإجفال شديد قبل أن تلتفت إليه بذعر وإندفاع حاد جعل يدها الممسكة بإحدى الألات الحديدة التى تستخدمها فى إصلاح الموتور تصدم بساقه بقوة خر على إثرها أرضا ممسكا بها.. متأوها بألم شديد .
***************
إنتهى الفصل
قراءة ممتعةx


omnia saeed غير متواجد حالياً  
قديم 06-08-16, 10:15 AM   #20

نركيزا

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية نركيزا

? العضوٌ??? » 303925
?  التسِجيلٌ » Sep 2013
? مشَارَ?اتْي » 441
?  نُقآطِيْ » نركيزا has a reputation beyond reputeنركيزا has a reputation beyond reputeنركيزا has a reputation beyond reputeنركيزا has a reputation beyond reputeنركيزا has a reputation beyond reputeنركيزا has a reputation beyond reputeنركيزا has a reputation beyond reputeنركيزا has a reputation beyond reputeنركيزا has a reputation beyond reputeنركيزا has a reputation beyond reputeنركيزا has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل حلو كثير وبلشت الغيرة عند عاصم واكيد بانتظار الفصول القادمة ومتابعين معك ياوردة

نركيزا غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:37 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.