آخر 10 مشاركات
أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          إِفْكُ نَبْض (2) *مميزة & مكتمله* .. سلسلة عِجَافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          عشق السلاطين(1) *متميزة ومكتملة *.. سلسلة سلاطين الهوى (الكاتـب : serendipity green - )           »          311 - لن ينتهي الرحيل - الكسندرا سكوت (الكاتـب : سيرينا - )           »          غريب الروح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          ودواهم العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : emy33 - )           »          423 - امرأة من دخان - سارة مورغن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-11-16, 01:17 PM   #381

wissem15

? العضوٌ??? » 342692
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 376
?  نُقآطِيْ » wissem15 is on a distinguished road
افتراضي


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

wissem15 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-16, 07:27 PM   #382

لبنى سمارة

? العضوٌ??? » 385916
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 86
?  نُقآطِيْ » لبنى سمارة is on a distinguished road
افتراضي

ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة miya orasini مشاهدة المشاركة
2- أهلا وسهلا بك..........


السماء كانت ملبدة بالغيوم عندما ركبت القطار من محطة لندن بعد الظهر , في الطريق راحت الغيوم تنقشع بعض الشيء , وتترك فسحات زرقاء قليلة تراقبها فانيسا من نافذة القطار , كانت تعلم أنها أغلقت فصلا في حياتها وفتحت فصلا جديدا , وهي الآن مستعدة للأنطلاق في الحياة من جديد , فجأة شعرت أنها سعيدة وأنها مليئة بالثقة , وحتى تفكيرها في شخصية الرجل الذي ستعمل عنده لم يبدد شعورها بالثقة , ولا حتى أسلوبه في نص الرسالة التي أستلمتها منه في اليوم الفائت , الرسالة مختصرة وعملية وهي تؤكد النقاط التي أتفقا عليها في عبارات واضحة وجافة , لكن الشيء الوحيد الشخصي كان الأمضاء في أسفل الصفحة : برانت مالوري.
أرتاحت في مقعدها وحاولت تذكر ما قرأته مرة عن قصر رالينغز مالوري , فرب عملها الجديد , هو آخر أبناء سلالة طويلة بدأت تظهر أهميتها في العام 1550 عندما وهب الملك أدوارد السادس بارت مالوري , قصر رالينغز والأرض المحيطة تقديرا لخدماته لدى التاج الملكي , تذكر أنها عندما قرأت المقال في مجلة , أن آخر أبناء العائلة سيد القصر الحالي ما يزال عازبا , ولكن طبعا , الوضع يختلف الآن , وفكرت أي نوع من النساء يستحق هذا الرجل أن يعطي أسمه وبيته , وخرجت بنتيجة أن المرأة يجب أن تكون أكثر من سيدة عادية.
كانت الرحلة طويلة ومملة , مرة واحدة تحركت الى مطعم القطار من أجل فنجان شاي , وكان المساء قد أقترب عندما توقف القطار أخيرا في محطة شيفيلد الكبيرة المظلمة , شعرت بلفحة برد وهي تنتقل في الى قاعة الوصول , رفعت ياقة الفستان العسلي الذي كانت ترتديه لتحمي عنقها من البرد , وجدت أن الطقس أكثر بردا مما توقعت والهواء يلسع ......نظرت الى السيارات المتوقفة علها تعثر على الشخص الذي ينتظرها من دون عناء , وفكرت أنها أذا أنتظرت طويلا فأنها ستجمد من البرد , فستانها الخفيف يلائم الخريف غير القاسي الذي تركته وراءها في لندن , طبعا كان يجب أن تحتاط للأمر.
لاحظت أنها تحدق صوب سيارة أوستن حمراء , متوقفة على بعد أمتار قليلة من باب الباحة الخارجية , وشاب أشقر متكىء على باب السيارة ينظر اليها ويبتسم , أستدارت الى الأتجاه المعاكس متوقعة أن تصل سيارة وفيها شخص يسأل عنها , شعرت بخطوات خلفها وعبارات متراقصة تقول:
" أملي ضعيف ومع ذلك أسأل , هل يمكن أن تكوني الآنسة فانيسا بيدج؟".
ألتفتت فانيسا الى الوراء لترى الشاب الأشقر بعينيه السوداوين الذي كان يتكىء على السيارة قبل قليل.
" نعم , أنا هي".
فوجىء بالجواب , وقال ضاحكا أنه رمى السؤال للتحرش بها لأنه كان يتوقع غيرها .
" ألم يجد غير القول أن شعرها أحمر ليشير اليك؟".
" شعري ليس أحمر".
" كلا ليس كذلك , أنا أراه بين لوني البرونز والنحاس وجميلا جدا".
ثم مد يده نحو ذراعها وتناول حقيبتها قائلا:
" أنا جيرارد ترنر , طلب مني برانت أن ألتقيك هنا وآخذك الى البيت , وأنا لست نادما أطلاقا على المجيء , أنت تستحقين أن يتعب الشاب من أجلك , فأنت غير ما توقعت أن تكوني".
وفي السيارة سألته:
" وماذا توقعت أن أكون؟".
" توقعت أن أرى أمرأة قاسية الملامح , علمية النظرات والنظارات , أنا سعيد لأنني أخطأت التقدير".
" وأنا سعيدة لأنك تعترف بالخطأ".
وعندما أدار محرك السيارة وأنتقل بها في سرعة شعرت بفضول لمعرفة من يكون , أنه تكلم عن رب عملها بأسمه الأول برانت , أذن يجب أن تكون علاقتهما حميمة , وأخيرا سألته:
" هل أنت صديق لعائلة مالوري؟".
" أنا صديق الجميع ,وشريك في مقلع الحجارة الذي يخص العائلة : شريك متواضع".
قال ذلك وهو يخترق فسحة ضيقة بين سيارتين في زحمة السير ويتجاهل ملاحظات سائق شاحنة , وأضاف:
" بالمناسبة , برانت يكون أبن خالي , أرجو أن لا تأخذي فكرة سيئة عني بسبب هذه القرابة , فأنا وهو لا نتشابه ".
وافقت فانيسا في داخلها على أن الأثنين لا يتشابهان , جيرارد يبدو أصغر بثمان أو تسع سنوات , ويملك جاذبية مباشرة من دون تعمد الخداع , أعلن أنه يتمتع برفقة النساء , ويبدو معتادا على سماع كلمات الغزل بالمقابل , أما أبن خاله , فلا يبدو أنه يهتم بأن يحبه الناس أو يكرهوه.
عندما بلغا ضواحي المدينة تغيّر السير وغابت الزحمة , أغتنم جيرارد الفرصة ليضاعف من السرعة , وقادتهم الطريق بين مناطق سكنية هادئة , بيوتها عتيقة كبيرة , أمامهم فسحات من الحشائش المنسقة والأشجار المتوازية , وبدت أنها لم تتوقع الفارق بين المنطقة هنا وبين المدينة الرمادية الصاخبة التي خلفتها وراءها .
" أتوقع أن نصل نحو السادسة والنصف , كان برانت سيحضر الى المحطة ولكنه أضطر للذهاب الى موعد عمل طارىء , أنا سعيد لأنه أنشغل ,وألا لكنت خسرت رفقتك , ألا توافقين معي؟".
" خسارة كبيرة جدا".
بادلته المزاح ووجدته ظريفا , شعرت بأرتياح لأن برانت مالوري لم يتمكن من الحضور ولكن أفرحتها الملاحظة أن برانت فكر فيها متنازلا عن تعاليه.
سألت رفيقها في السيارة :
" أخبرني عن البيت , هل تسكن هناك؟".
" أنا آخر من يمكن أن يسأل عن قصر رالينغز , أكره المكان , متحف كبير لأشياء لا نفع لها , سأكون صادقا معك , أنا أسكن هناك فقط لأنه لا يمكنني تحمل مصاريف السكن في مكان غيره وفي المستوى ذاته , ولأنه ملك لأبن خالي فهذا لا يساعد على جعلي أحب المكان , فلسنا أصدقاء كما يمكن أن يخيل اليك".
" ألا تحبه؟".
" هو لا يحبني , لولا أمي لكنت رميت خارج البيت منذ زمن بعيد".
جديته للكلام لم تطل , عاد للمزاح:
" أن وجودك في القصر سينير الأيام السوداء اللانهائية ".
ضحكت فانيسا , فكرت أن جيرارد لا يمكن أن يكرهه أحد , حبه للمزاح أعطاها فرحا طفوليا نسيته منذ سنوات , شعرت أن معنوياتها مرتفعة , والطريق أمامها تقتحم الوديان والسهول ,والتلال , تتسع أو تضيق , من دون أن تلغي المناظر الخلابة للريف البريطاني في الخريف , وقالت في نفسها من كان يظن أن أرضا جميلة بهذا الشكل يمكن أن تكون بعد قليل من مدينة الصلب والفولاذ ؟ تمنت أن تسنح لها الفرصة لتتجول في هذه الأنحاء وتتعرف اليها.
وأخيرا أستدار جيرارد بالسيارة نحو طريق فرعية , ثم خفف من سرعته ليدخل طريقا ضيقة ثم عبر باب حديد ضخما ليصبح داخل أرض خاصة وأخيرا يستقر أمام مبنى قصر قديم , سحبت فانيسا نفسا طويلا : أذن هذا هو رالينغز هول.
البناء يعود الى القرن السادس عشر , أضيفت اليه أجنحة على فترات متباعدة فبدا متعدد الأشكال حسب العصور , تتنوع فيه السقوف والشبابيك , وتختلط فيه حجارة البناء الرمادية بالأخشاب والقرميد , بدا القصر العتيق , مع آخر خيط سماوي أزرق , في مظهر خلاّب.
أوقف جيرارد السيارة وأطفأ المحرك.
" السادسة والنصف تماما , أنزلي يا حلوة , دعيني أعرفك على بيتك الجديد".
مع صعودهما عتبات السلالم الخارجية فتح باب ضخم وظهر رجل مسن في ثياب رسمية داكنة ترتفع حتى الرقبة , قال الرجل محييا :
" سمعت صوت السيارة , فأسرعت أليكما , هل تريد السيارة حتى المساء يا سيد جيرارد أم تريدني أن أضعها في الكاراج قبل حضور السيد برانت ؟ أنت تعرف كم يكره سيد القصلا هذا التصرف".
تمتم جيرارد كلمات غير مفهومة بدت كأنها تطعن بسيد القصر , ثم قال :
" أظن أنه من الأفضل أن تنقل السيارة من مكانها".
وأضاف موجها كلامه الى فانيسا :
" هذا بانيت , أو سمّه الجنرال العملي".
ضحك الرجل المسن قائلا :
" نعم أنا كذلك ".
ثم نظر الى فانيسا وقال:
" نأمل هذه المرة أن تمضي عندنا وقتا أطول من الذي سبقك , فقد غادرنا بسرعة , ولا أظن أنه كان مخطئا".
وتابع سيره نحو السيارة في حين دخل جيرارد البيت ماسكا ذراع فانيسا.
القاعة الكبرى تحتل وسط القصر وترتفع حتى خشبة السقف , المدفأة الضخمة يشتعل فيها الحطب مما يضفي على المكان أشكالا راقصة خاصة على الحيطان المكسوة بالخشب , والسلم الدائري وسط القاعة المزين بالنقوش.
نسيت رفيقها وراحت تتأمل محيطها بأهتمام شديد , أهتمام أخصائي تحف , تحركت عبر القاعة ومررت يدها على سطح طاولة كبيرة في منتصف القاعة من عصر الملكة أليزابيت الأولى , وعقلها مشغول بقيمة الأشياء أمامها.
" أنه رائع...... رائع....".
" لا أظن أنك تتمسكين برأيك أن كنت مسؤولة عن تنظيفه".
جاءها صوت جاف لأمرأة من الوراء , بدت بطول فانيسا ولكن بضعف حجمها , كانت ترتدي رداء أبيض , وشعرها أبيض , عندما تكلمت للمرة الثانية سألت جيرارد:
" هل صادفت بانيت في أي مكان عندما دخلت يا سيد جيرارد؟ قلت له أن يوقد السخان منذ أكثر من نصف ساعة , وحتى الآن لم يفعل".
" الآن فهمت لماذا بدا مستعجلا في الخروج , هل عدتما مجددا الى الخناق يا أيمي؟".
" خناق؟ أريدك أن تعلم أنني لا أتعب نفسي في مجادلة شخص مثل كلايتون بانيت لا يعرف حدوده وأظن أن الوقت حانم لأحالته على التقاعد والتخلي عن خدماته".
ضحك جيرارد وتولى تعريف المرأتين :
" الآنسة فانيسا بيدج , السيدة أميلين رودجرز مدبرة المنزل في رالينغز منذ أن بدأ وعيي , وهي المرأة الوحيدة التي تحمل المفتاح الى قلبي".
" لا تجرب لسانك المعسول عليّ يا ولد".
قالت ثم نظرت الى فانيسا متفحصة , مسجلة التفاصيل الصغيرة للفتاة الآتية من المدينة , لم تكن تعابيرها تحمل صداقة.
" سأدلك على غرفتك يا آنسة بيدج , لا تشغلي بالك بالحقائب , بانيت سيجلبها لك عندما يحضر".
وسارت أمامها تقودها الى غرفتها عبر السلالم , وقال جيرارد لفانيسا:
" لن تصدقي أبدا أن أيمي تحمل قلبا طيبا على الرغم من هذا المظهر الشرس , عليك فقط أن تعتادي عليها , أرجو أن أراك على العشاء".
وقبل أن تتابع طريقها على السلالم توقفت فانيسا لتنظر الى جيرارد الذي بقي واقفا في أسفل السلالم وسألته:
" جيرارد , ماذا قصد بانيت عندما قال أن الموظف قبلي غادر المكان بسرعة؟".
" تماما مثلما قال , الأخير أمضى هنا ثمانية أسابيع , والذي قبله ستة أسابيع فقط , أنت الثالثة , ربما تكون الثالثة ثابتة كما يقولون".
" لمذا غادرا المكان؟".
" بعدما ألتقيت الرجل , هل من مجال بعد للسؤال؟".
" ربما لا".
وتابعت خطواتها خلف مدبرة المنزل , في نهاية السلالم أستدارت أيمي الى اليمين ومرت داخل متحف كبير ثم ممرات علّقت على حيطانها لوحات كبيرة تمثل معارك قديمة , وعلى الرفوف والزوايا أشكال من الأسلحة القديمة ربما تكون أقدم من البيت نفسه , وفي أحد الزوايا صندوق محفور من جذع شجرة ضخم وقديم , رغبت كثيرا فانيسا أن تلمسه وتتفحصه وأجلت ذلك لوقت مناسب.
كانت غرفتها في آخر المنزل , مريحة الأثاث من الطراز الفكتوري , تغطي النوافذ الضخمة ستائر مخملية سميكة , ومدفأة تشتعل مرحبة , لاحظت حماما ملاصقا للغرفة وفيه معدات صحية تختلف تماما عن أجواء المنزل الغارق في التاريخ.
" العشاء في الثامنة تماما".
قالت أيمي وهي تغادر الغرفة.
" ليس عليك أرتداء أي شيء خاص , السيد برانت لا يجعل ملابس العشاء رسمية ألا أذا كان ثمة ضيوف , وأنت ستعيشين هنا مثل فرد في الأسرة , طيلة أقامتك عندنا".
أغلقت الباب خلفها , وأبتعدت ايمي في الممرات مع رجع صدى الخطوات في أذني فانيسا , وخطوات آخرين في أتجاهات مختلفة , وأصوات مناقشات غير مفهومة ,بعد قليل سمعت طرقا على الباب , وعندما فتحت للطارق , دخل بانيت مع حقيبتها , قال:
" هذه المرأة ستلقى نهاية تعيسة يوما ما".
وضع حقيبتها وغادر المكان وهو يتمتم بعبارات غير مفهومة تنال من مدبرة المنزل.
قبل الثامنة بقليل , كانت فانيسا قد أنهت حمامها وأرتدت فستانا مختلفا وسارت عبر الممرات الى المتحف فالقاعة الدائرية حول السلالم ونزلت , على درجات السلالم وجدت نفسها تنزل ببطء وتتأمل صور وجوه لأشخاص في شكل متواز , لأفراد سلالة مالوري من الأجداد الى الأحفاد , تشابه في الملامح القاسية على الرغم من الأختلاف في تصفيف الشعر والثياب , في صور النساء بعض الأختلاف , الملامح أنعم , الأنف أقل حدة ,ولكن بدا لها الكل يحملون النظرة المتسلطة ذاتها , عيونهم نحوها جعلتها تشعر وكأنها أخترقت حرمتهم فأزعجتهم , أبتسمت للفكرة ولكن لم تستطع أن تنحي عنها الشعور بالنفور.
لدى وصولها الى القاعة الكبرى في الطبقة الأرضية , أحتارت ألى أي باب تتجه من الأبواب المتعددة الموزعة في أنحاء القاعة , أحد الأبواب كان مفتوحا قليلا , أقتربت منه , طرقت عليه ودخلت لتجد نفسها داخل غرفة جلوس مكسوة الحيطان بالحرير المزركش , والسجاد الصيني يغطي الأرض , وسيدة جالسة على مقعد من نسيج الحرير المشجر بجوار مدفأة , تبادلتا النظر في صمت وموسيقى بيانو تنبعث من راديو أو آلة أسطوانات مخفية.
" أنا فيسا بيدج".
قالت فانيسا بعد لحظات صمت متسائلة أذا كان الأستغراب على وجه المرأة هو نتيجة يقظتها من شرود طويل أو لأنها لم تتوقع أن تدخل اليها السكرتيرة الجديدة من دون أستئذان .؟شعرت أنها غريبة جدا في محيط غريب ولا تعرف كيف تتصرف ولا ماذا تعني عبارة , ستعيشين هنا مثل فرد في الأسرة .
وأخيرا قالت المرأة الأخرى:
" طبعا أنت فانيسا,عذرا يا عزيزتي أن حملقت بك هكذا , بالحقيقة أنت غير ما توقعت , تعالي يا آنسة بيدج , أجلسي هنا , أنا نورا ترنر , عمة برانت".
أين والدة جيرارد أذا ؟ أنها لم تكن ستحزر القرابة , أذ ليس من شبه بينها وبين أبنها , أنها من عائلة مالوري أولا وآخرا وملامحها مثلهم , ربما ورث جيرارد ملامحه من والده الذي لم يقل عنه شيئا .
عينا ترنر زرقاوان زاهيتان أكثر من عيني أبن شقيقها, راحت تتفحص فانيسا وهي تجلس الى جانبها .
" أنت صغيرة جدا على تخزين المعلومات التي تمكنت بها من التأثير على برانت , أخبريني عن مؤهلاتك , عندي فضول لمعرفة , كيف جعلت أبن شقيقي يغير من نفوره في العمل مع النساء".
" من قال أن نفوري تغيّر ؟".
قال هذه العبارة رجل دلف لتوه الى الغرفة , وأذا به برانت مالوري نفسه الذي أضاف:
" هل يمكن أن يكون الشحاذ مشارطا؟".
شعرت فانيسا بالعداء يخترق مسامعها , ربما يكون تبعها وهي على السلالم ويراقبها في القاعة الكبرى مترددة من دون أن يقترب منها ويزيل أرتباكها .
" عذرا لأنني لم أتمكن من المجيء الى المحطة , عمل طارىءأخّرني , ولكنني متأكد أن أبن عمتي قام بالواجب كاملا , وعلى فكرة , أين هو الآن ؟ أن الساعة تقترب من الثامنة".
ردت العمة بأمتعاض :
" لا بد أنه قرر السهر في الخارج هذه الليلة".
" أشك في ذلك , ليس الليلة".
قال ذلك وهو ينظر الى فانيسا وبدا وكأنه سيشضيف شيئا ولكن صوت الناقوس من القاعة الكبرى دق معلنا الدعوة الى العشاء .
" حسنا , لا أظن أننا سننتظره".
قال برانت مالوري وسار بين المرأتين عبر القاعة الكبرى , في غرفة الطعام جلسوا الى طاولة كبيرة ملأى بأواني الكريستال والفضة , وباشر خادم صب الحساء من دون تأخر.
بعد قليل وصل جيرارد , وقال من دون أن يبدو منزعجا :
" عفوا , نسيت الوقت".
وجلس الى جانب فانيسا بعدما غمزها من دون أن يكترث أن شاهده أحد أو لم يشاهده , وأضاف:
" أنا سعيد أنك هنا يا فانيسا , وألا كنت سأسمع محاضرة الآن عن أهمية الدقة في المواعيد".
في غرفة الجلوس تناول الجميع القهوة , وقالت السيدة ترنر لفانيسا :
"علمت أنك كنت تعملين في مجال التحف قبل أن تأتي الى هنا , ألا تجدين عالم التحف صعبا على أمرأة؟".
" أنه عالم صعب لأي كان , والنساء لسن ضعيفات في هذا المضمار".
قالت فانيسا في أرتياح , وردت على أسئلة مختلفة عن حياتها السابقة وتجربتها في عالم التحف وبدت واثقة من معلوماتها وواثقة من نفسها على الرغم من أرتباكها الداخلي , وأذ بنورا ترنر تقول:
" أتعلم يا برانت , أن هذه الفتاة لن تعرف الخوف معك مثل الذين سبقوها".
وأجاب برانت:
" آمل ذلك , ولكن بعض الشدة يبقى مفيدا".
هل هذا تحذير ؟ فكرت فانيسا , أنه لن يقبل أي تصرف خاطىء منها , ووجهه الصارم يبدو لغزا يصعب حله , وجدت فانيسا نفسها مغتاظة ومتوترة فركزت على فنجان الشاي بين يديها وراحت تحتسيه بصمت.
بعد قليل دعاها برانت الى اللحاق به في غرفة المكتب لأنهاء بعض المهام العالقة , هناك , وجدت الغرفة تعكس نفسية صاحبها , مرتبة وصارمة , جلس رب عملها الى مكتب خشبي ضخم , خلف نافذة كبيرة مغطاة بستائر مخمل , دعاها الى الجلوس على كرسي في مواجهته وطلب منها توقيع عقد العمل مع الأقامة ستة أشهر مثلما أتفقا.
" ألا أذا غيّرت رأيك في العمل والبقاء".
خلال وهلة , كادت فانيسا تقبل التراجع , من السهل القول أنها أخطأت التقدير , وجدت أنها لا تفهم الرجل وربما لن تفهمه أبدا , فبرانت مالوري ليس شخصا يمكن أن لا يحمل المرء أتجاهه أي شعور , بل أما أن تقبله كما هو أو لا , وشعرت فانيسا أنها تميل نحو الكره , بدا متعجرفا معتزا بذاته و......... جذابا.
فكرت أنها أذا تركت العمل هنا فأنها لن تتعرف الى التحف الموجود ولن تسنح لها فرصة أخرى , ولماذا تريد أن ترفض العمل؟ من أجل شعور عدائي أتجاه رجل سيكون غائبا أكثر الوقت؟
" لن أغير رأيي آخر لحظة , طبعا لا".
تناولت القلم أمامها ووقعت على أسفل الورقة.
" أنت شديدة الثقة بالآخرين , لم تحاولي قراءة العقد , كان يمكن أن أضع أي شيء أرغبه وأنت توقعين".
لم يخطر في بالها ذلك الأحتمال , أذ مهما كانت سيئاته فأنه يبدو رجلا نزيها.
" في كل حال لا تشغلي بالك في الموضوع , البنود هي تماما مثلما أتفقنا يوم الأثنين".
وقفت فانيسا ترغب في الخروج , فطلب منها أن تبقى ليعد لها شرابا أحتفاء بالمناسبة.
وفيما هو يعد الشراب , راحت تنظر الى صورة أمرأة على رف فوق المدفأة , المرأة شقراء , بنفسجية العينين , مجعدة الشعر في ترتيب , ودقيقة الملامح.
" أنا أمي".
علّق برانت من ورائها.
" أنها جميلة جدا".
قالت فانيسا وهي تستدير نحوه , كانت تظن أن الصورة لزوجته , ولكن الآن بدا واضحا أن الرجل عازب.
قدم لها كوب الشراب وتابع الحديث عن أمه:
" ماتت قبل ست عشرة سنة".
ثم بدا وكأنه يطرد ذكرى أليمه عن ملامحه , نظر الى فانيسا وأبتسم تلك الأبتسامة الجذابة وقال رافعا كوبه:
" أهلا وسهلا بك في رالينغز يا آنسة بيدج , أرجو أن تكون أقامتك سعيدة".


لبنى سمارة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-16, 09:34 AM   #383

اسلام الازمازى

? العضوٌ??? » 366180
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 159
?  نُقآطِيْ » اسلام الازمازى is on a distinguished road
افتراضي

شكرا رواياتى ارشيف القصص

اسلام الازمازى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-16, 02:01 PM   #384

Abrar09

? العضوٌ??? » 387147
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » Abrar09 is on a distinguished road
افتراضي

ربنا يوفقك وتواصلي في النشر ياعيوني😍😍😍😍

Abrar09 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-16, 07:39 PM   #385

Laramt

? العضوٌ??? » 347340
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 61
?  نُقآطِيْ » Laramt is on a distinguished road
افتراضي

روايه حلوه شكرا

Laramt غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-16, 10:52 AM   #386

سنويه

? العضوٌ??? » 100946
?  التسِجيلٌ » Oct 2009
? مشَارَ?اتْي » 147
?  نُقآطِيْ » سنويه is on a distinguished road
افتراضي

يسلمووووووووووووووو

سنويه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-16, 02:40 PM   #387

اسيل 1212

? العضوٌ??? » 387605
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 9
?  نُقآطِيْ » اسيل 1212 is on a distinguished road
Smile

جهد راائع تشكرون عليه..

اسيل 1212 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-16, 04:58 PM   #388

عبدالعزيز بن محمد

? العضوٌ??? » 386469
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » عبدالعزيز بن محمد is on a distinguished road
افتراضي

خيال يحلق بك في عالم الرومانسيه اللامحدود بعمق المشاعر ويختلج في النفس من صراعات تنقلك الى عالمه زهرة زهره

عبدالعزيز بن محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-16, 11:39 AM   #389

@5555

? العضوٌ??? » 386370
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 130
?  نُقآطِيْ » @5555 is on a distinguished road
Smile

وين الرواية الملخص حلو

@5555 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-16, 01:06 PM   #390

نمارا
 
الصورة الرمزية نمارا

? العضوٌ??? » 366398
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 277
?  نُقآطِيْ » نمارا is on a distinguished road
افتراضي

اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد

نمارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:12 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.