26-09-16, 03:42 PM | #1 | ||||
| تباريح تباريح كل شيء يبدو على طبيعته, ها هي الشمس تطل من بين بعض الغيوم المتفرقة, وبقايا لقطرات من المطر تدلف على أوراق الزهور الغافية, لتحتضن بسقوطها الأرض, يوم جميل, ولكن على غير عادة سامر لم ينظر فيه إلى تلك الأشياء التي طالما أحبها, لم يعد ير سامر ذلك الجمال في قطرات المطر المنسابة, لربما إذا فقدت أسمى أمنياتك في الحياة ستشعر أنك ضيف فيها ولا تعنيك أشياؤها بشيء, طقسها, مناخها, تقلباتها الجوية, لا تخصك, أسعار البورصة, الاقتصاد, الأخبار السياسة, كرة القدم, ذاك كله ترف يخص غيرك من الناس, حتى أصدقاؤك ستتكلف في مجاملتهم فوق طاقتك لتجاريهم في تلك الشؤون, أهم تغيروا أم أنت؟؟!, قطع محمد عبده بأغنيته الأماكن شرود سامر, يبدو أنه لا رغبة لسامر في الرد على الهاتف ولكن صوت النغمة استفزه لقطعها _ على الرغم من حبه لها_ لماذا نكره الأشياء التي تذكرنا بنقصنا واحتياجنا لشيء يستحيل الوصول إليه, _ أهلاً كريم _ أهلاً سامر, التفت خلفك _ ما الذي أتى بك؟ _ لا تخف أنا سأدفع ثمن قهوتك _ ابتسم سامر مردداً يا لك من أحمق _ إذن لن أدفع ثمن القهوة _ يا لك من متقلب أغلق سامر الخط وهو ينظر إلى كريم فلم يتمالك نفسه من إطلاق ابتسامة لتتجاوب مع ضحكات كريم, كان كريم الشخص الوحيد القادر على بعث الابتسامة في روح سامر, وصل كريم فتعانقا وقال كريم لسامر _ اشتقت إليك, لم أرك منذ ثمان ساعات _ نعم بسببك اضطررت للقفز من فوق الباب _ ألم تكن معك نسخة من المفاتيح _ بلى, ولكن نسيت أين وضعتها _ يبدو أن ذاكرتك قد شاخت كثيراً _ لم تقل لي ما الذي أتى بك إلى الجامعة من الصباح ظننتك لن تستيقظ حتى الواحدة كعادتك طبعاً _ أتيت لكي تدفع عني ثمن القهوة أم نسيت نظر سامر إلى كريم نظرة تفيد بنفاد أعصابه, فأخرج كريم من جيب سترته ورقة وأعطاها لسامر _ ما هذا _ ورقة فحصك الطبي _ أوه لقد نسيت أن والدك طبيباً ويعمل في الجامعة, إذن هذا الذي أتى بك _ يبدو أن ذاكرتك ضعيفة فعلاً فكيف نسيت بأن والدي طبيباً والأغرب كيف نسيت أني أتيت لتدفع عني ثمن القهوة _ تباً لك وارتفعت ضحكاتهما وهما يدخلان إلى كافتيريا الجامعة جلس الصديقان على أحد المقاعد في تلك الكافتيريا التي تغص بالطلبة, وأكثرهم من الطلبة الجدد فاليوم هو موعد الفحص الطبي للذين تم قبولهم في الجامعة لهذا العام, _ كريم اشكر لي أباك لولاه لوقفت لثلاث أو لأربع ساعات لإكمال الفحص الطبي _ وأنا لا تود أن تقدم لي الشكر _ أنت لا تستحق أكثر من فنجان قهوة _ يا لك من وضيع ضحك كريم بصوت مرتفع فقال له سامر –اخفض صوتك يا رجل _ يا لك من معقد رن هاتف كريم وراح يسبح سامر بتفكير غامض لم يكن يعرف هو نفسه ما الذي يفكر به ولكن كان كريم يعرف جيداً ما الذي كان يفكر به صديقه سامر فهو أقرب له من روحه, _ سامر لا تفكر كثيراً احمر وجه سامر لأنه يعرف جيداً أن أوراقه مكشوفة أمام كريم فهو أخوه الذي لم تنجبه له أمه فتلعثم سامر فقال له كريم _ ألازلت تفكر بها _ أفكر أنا بمن _ بجدتي ضحك سامر هذه المرة ضحكة خرجت من قلبه, لكن هذه المرة كريم هو من قال له –اخفض صوتك يا رجل لا تفضحنا عرف سامر أنه لا فائدة بالمراوغة مع توأم روحه فقال سامر _ آه يا كريم, أنت تذكرني بأمي, لقد قالت لي البارحة بعد أن طرقت الباب وأيقظتها من النوم بسببك طبعاً _ يبدو أنه لا علاج لذاكرتك الهزيلة, بسببي أم بسبب تضييعك للمفتاح _ أنت أخرتني حتى الثانية صباحاً _ وما يدريني أن السيارة ستتعطل في منتصف الطريق _ صحيح هل أصلحت السيارة _ دعك من السيارة الآن _ أين كنا _ أعطني ورقة فحصك الطبي _ ما تصنع بها _ سأعيدها لأبي _ لماذا _ سأقول له أن يكتب بها لا يصلح بسبب الزهايمر ضحك سامر وقال _ حسناً ما من مناص منك يا كريم _ أكمل _ قالت لي أمي أما زلت تفكر بها, ألم أقل لك أنك مثل أمي _ وماذا أجبتها _ ماذا أجبتها؟؟ بالطبع أجبتها بأني نسيتها ولا أفكر بها بتاتاً _ تعرف يا سامر أني لست مثل أمك فلن تستطيع أن تخبأ عني _ وماذا أخبأ عنك إنها الحقيقة _ لا ليست الحقيقة فأنت منذ يومين شارد الذهن كثيراً _ حسناً أعترف بذلك ولكن هذا لا يعني أني أفكر بها _ بماذا إذن _ أفكر بالسنين التي ضيعتها بسببها حين تركت المدرسة فلو لم أترك المدرسة لكنت اليوم في المرحلة الأخيرة من الجامعة وليس في الأولى _ لا تحمل المسألة أكثر مما ينبغي فها أنا في المرحلة الأخيرة وأود لو عدت للمرحلة الأولى _ حسناً ولكنك تعلم أنها حطمت رغبتي في الحياة, حطمت أحلامي, وأحلام أهلي أيضاً, فلولاها لكنت الآن طالباً في كلية الطب, وليس طالب مرحلة أولى في كلية الاقتصاد _ لماذا هل هي قالت لك ادخل الامتحانات بدون مذاكرة نظر سامر إلى كريم نظرة غضب فقال له كريم ليهدء من غضبه _ أعرف أنك محق أكمل أكمل _ ماذا أكمل _ هل أطلب لك فنجان قهوة آخر ضحك سامر وهتف في سره _ الحمد لله الذي جعلنا صديقين يا كريم _ لا تخف أنا من سيدفع الحساب هذه المرة لم يتمالكا نفسيهما من الضحك _ أجل يا صديقي, اضحك للدنيا _ لكي تضحك لي _ كلا _ إذن لماذا _ لتأخذ لك صورة وعلت ضحكتاهم مجدداً فقال كريم مخاطباً صديقه _ من يدري لربما تضحك لك الدنيا ويأتيك حب جديد ينسيك كل شيء _ حب جديد هذه نكتة ولكنها غير مضحكة _ من يدري لعله حب لم يكن في الحسبان _ تعرف أنه سدت نفسي من هذين الحرفين ومن هذا القهوة أيضاً لن أشربها _ لا تتهرب ستدفع ثمنها رغماً عنك ابتسم سامر ودمدم بصوت منخفض _ تباً لك التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 15-10-16 الساعة 11:55 AM | ||||
12-10-16, 03:07 PM | #6 | |||||||
نجم روايتي وبطلة اتقابلنا فين ؟ونجم مسابقة الرد الأول وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل
| السلام عليكم لا أخي كمل والله إنها حلوة وأهم اشي انو فيها عنصر الضحك مش عارفة شو اسمو ضحك فكاهة ههههه يعني جمعت فيها كتير أشياء عشان هيك طلعت حلوة ما تيأس أخي لانو يمكن الأعضاء لسا ما شافو موضوعك يعني انا الحين لحتى شفتو بس انت كمل إن شاء الله بتلاقي تفاعل مع باقي الفصول موفق اخي | |||||||
15-10-16, 12:00 PM | #7 | |||||||
مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي
| السلام عليكم الظروف التي حصلت بالمنتدى والذي ادى لضياع الكثير من الروايات والفصول .. جعل الكل ينشغل بما حصل للروايات ... كما ان العام الدراسي قد بدأ والكثير من القراء قلت فترة تواجدهم بالمنتدى وربما اصبحوا يتواجدون فقط ايام العطل ... هذا اول رواية لك عليك بالصبر والاستمرار بالتنزيل ليتعرف عليك القراء وجود الروايه دائما بالصفحه الاولى يلفت الانتباه لها .... الروايات الاولى دائما تكون قليلة الجضور او حتى معدوم لكن الالتزام باكمال العمل الذي بدأته يعطي ثقة للقراء .... الكثير اصبح يفضل ان يقرأ الروايات المكتمله خوفا من مزاجية الكاتب وان يتركهم بنصف الطريق انا سانتظر كم يوم اذا لم ينزل جديد سنضطر لغلق الروايه بالتوفيق | |||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|