آخر 10 مشاركات
الزوجة العنيدة - روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          سيد القصر - جيم آدامز - غولدن كايدج** (الكاتـب : angel08 - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          موقع افلام بلس (الكاتـب : ابراهيم احماا - )           »          رواية بحر من دموع *مكتملة* (الكاتـب : روز علي - )           »          310 - الإنجذاب الناري - إيما ريتشموند - احلامي (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          89- الشوق المكسور - فلورا كيد (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-09-16, 01:35 AM   #21

نرجس علي
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 343731
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 828
?  نُقآطِيْ » نرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond repute
افتراضي


هلو مايلو
الفصل الثاني كان راااااائع جدااااا جداااا
هههههههه من اقرأ عن هشام من جد اضحك طريقته رائعه حبه من النظره الاولى كان فعلآ شيئ يستحق الاعجاب بالاخص انه ومن اللحظه الاولى قاتل من اجله .. شخصيه نادره افمر مستقبلآ اعمل بطل عاشق بدل البطل البارد لأنه يضفي جمال اخر للروايه اهنئك ماي لقد امتعتني كثيرااا بكل حرف .. طريقة السرد رائعه جداا وغير ممله ابدا .. زياد هههههه مقلب من الطراز الاول لقد اوقع المسكينه .. فصل روووعه حبيبتي ننتقل للفصل الاخر .. تحيااااتي


نرجس علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-16, 01:42 AM   #22

نرجس علي
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 343731
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 828
?  نُقآطِيْ » نرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث
با اللهي * هشام * ما هذا .. عندما حذر راندا من قول حبيبي مره اخرى وانه لن يكون مسؤولا عنه تصرفه لو قالتها كم ارعبني حينها وكأنني انا اعيش الموقف ... لقد اخترتك مليكتي ... ياللروعه هشام انا احبك حقا يا رجل اي جرأه هذه التي تمتلكها انت حقآ تستحق الثناء ايها العزيز ... عاصي *-* يعجبني ايظا ههههههه لكنه مسافز قليلا ... شخصياتك كلها حلوه مايلو وكلها مهضومه وممتعه .. الفصل كان جميل ورائع ومميز ننتظر القاذم بصبر ..
تحياااتي


نرجس علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-16, 01:52 AM   #23

soe
 
الصورة الرمزية soe

? العضوٌ??? » 120846
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 359
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » soe has a reputation beyond reputesoe has a reputation beyond reputesoe has a reputation beyond reputesoe has a reputation beyond reputesoe has a reputation beyond reputesoe has a reputation beyond reputesoe has a reputation beyond reputesoe has a reputation beyond reputesoe has a reputation beyond reputesoe has a reputation beyond reputesoe has a reputation beyond repute
افتراضي

مبروك روايتك الاولى اسلوبك شيق بالتوفيق

soe غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-16, 02:19 AM   #24

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
اعادة تعليقي عن الفصل الثاني
اسلوبك ممتع جدا
يعني مشهد ارقصة ضحكت جدا
زياد مسخرة و زي العسل و عملها مقلب محترم
هشام ياتري هلي فيه انتقام دخل في علاقته بيها و ﻻ فعلا كان اعجاب و بس
ادم حبيب و ﻻ صديق و ﻻ اخ
هنشوف الاجابة الفصول الجاية

تسلمى كتير حبيبتى و منورانى دايما بوجودك
زياد مسخرة فعلا و هو و راندا بيعملوا مقالب فى بعض من صغرهم و علاقتهم قوية
هشام وقع فى الحب و هيبدأ طريقه لقلب راندا بس هى رد فعلها إيه هنشوف قريب
آدم شخصيته و علاقته براندا هتبان اكتر فى الأحداث الجاية
إن شاء الله الأحداث الجاية كلها تعجبك

(أنا حاسة فعلا إنى رجعت بآلة زمن ههههههه بس مبسوطة بقراءة ردك من جديد )
أرق تحياتى


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-09-16, 02:20 AM   #25

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
اعادة تعليقي عن الفصل الثالث

خطير هشام بصراحة داخلة قوية للبنت
زياد مقلب بسيط قلب بمصيبة و تحدي و رغبة في التملك و غيرة قوية
عاصي مسخرة و اكيد له قصة هو كمان مش هتقل عن قصة هشام من حيث القوة و التشويق
ياتري رندا هتعمل ايه في زياد و الاهم هتعمل ايه لي هشام
ادم اعتقد هو الحبيب المجهول هنشوف قصته ايه و ربنا يستر
__________________
هشام وقع فى الحب بجنون و اكتشف فى نفسه تملك و غيرة نحوها و لأول مرة يتصرف بإندفاع و تهور
زياد رماها فى قلب النار و سابها هى فى ورطة بس هى مش هتسيب حقها
عاصى الساخر دوما له قصة أكيد و تفاصيلها هتبان قريب
راندا مش هتسيب حقها أكيد و هتنتقم من زياد ... و هى خلاص وضعت هشام فى خانة العدو
آدم هنعرف قريب مين هو
منورانى دايما حبيبتى


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-09-16, 02:33 AM   #26

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نرجس علي مشاهدة المشاركة
هلو مايلو
الفصل الثاني كان راااااائع جدااااا جداااا
هههههههه من اقرأ عن هشام من جد اضحك طريقته رائعه حبه من النظره الاولى كان فعلآ شيئ يستحق الاعجاب بالاخص انه ومن اللحظه الاولى قاتل من اجله .. شخصيه نادره افمر مستقبلآ اعمل بطل عاشق بدل البطل البارد لأنه يضفي جمال اخر للروايه اهنئك ماي لقد امتعتني كثيرااا بكل حرف .. طريقة السرد رائعه جداا وغير ممله ابدا .. زياد هههههه مقلب من الطراز الاول لقد اوقع المسكينه .. فصل روووعه حبيبتي ننتقل للفصل الاخر .. تحيااااتي
تسلمى حبيبتى و نورتينى بوجودك
سعيدة إنك أحببتى الأحداث و الشخصيات
هشام فعلا رائع و عاشق مجنون و متملك ... ههههههههههه أيوه فكرى فى شخصية عاشقة .. كفاية اللى عامله فينا يوسف ... آه منه و من بروده القاتل ههههههههه بس إن شاء الله ربنا يهديه و يبقى عاشق و يبطل بروده
زياد صاحب المقالب الدائمة بس راندا هتنتقم منه على المقلب أكيد
أحببت تعليقك جدا حبيبتى و يا رب دائما تنورينى بوجودك و تشجيعك


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-09-16, 02:38 AM   #27

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نرجس علي مشاهدة المشاركة
الفصل الثالث
با اللهي * هشام * ما هذا .. عندما حذر راندا من قول حبيبي مره اخرى وانه لن يكون مسؤولا عنه تصرفه لو قالتها كم ارعبني حينها وكأنني انا اعيش الموقف ... لقد اخترتك مليكتي ... ياللروعه هشام انا احبك حقا يا رجل اي جرأه هذه التي تمتلكها انت حقآ تستحق الثناء ايها العزيز ... عاصي *-* يعجبني ايظا ههههههه لكنه مسافز قليلا ... شخصياتك كلها حلوه مايلو وكلها مهضومه وممتعه .. الفصل كان جميل ورائع ومميز ننتظر القاذم بصبر ..
تحياااتي
ههههههههه هشام خطير جدا ... هو قرر خلاص أنها ملكه و مليكته و بس بينفذ القرار و يبلغها به
عاصى ساخر و مستفز كتير هههه و تفاصيل شخصيته هتبان أكتر مع الأحداث
سعيدة جدا إنك أحببتى أبطالى و بتمنى الأحداث الجاية كلها تعجبك
نورتينى بوجودك العطر حبيبتى


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-09-16, 02:40 AM   #28

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soe مشاهدة المشاركة
مبروك روايتك الاولى اسلوبك شيق بالتوفيق
الله يبارك فيكِ عزيزتى ... سعيدة إن أسلوبى حاز إعجابك و أتمنى تنورينى بوجودك و تشجيعك
أرق تحياتى


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-09-16, 10:19 PM   #29

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع

للحب طرقه الغريبة ... قد يقضى البعض عمره بحثا عنه دون جدوى ... و البعض الآخر لا يؤمن به ... يقيم حول قلبه جدراناً قاسية و حصوناً... يتحدى الحب ان يطرقها يوماً ..و بكل غرور يظن أنه أضحى منيعاً ،... والحب!! ... الحب لم يعترف يوما بالجدران ... وقت ان يقرر ... يحطم الحصون كأنها ما كانت ... يستولى على زمام القلب و الروح حتى يخضعا .. حتى يعترفا به ، البعض يعترف بسهولة و يدرك أنه ما وضع القلبُ تلك الأسوار إلا لتُفتح لمن يملك مفتاحها فقط ... ذلك الذى حين يأتى سيعرفه ليُسلِم أسوارَه دون أدنى مقاومة ... و البعض يرفض ....يحارب بضراوة، يقاوم ... و تستمر المقاومة حتى ينحنى الغرور مستسلماً و معترفاً ... و يتنهد القلب فى راحة مستكيناً.
لكن الحب متطرف فى بعض الأحيان... لامبال ..متلاعب .. يرمى سهامه بعشوائية ... يرمى سهماً فيصيب قلباً دون آخر ... تقع فى حبِ قلبٍ فلا يجد حبكُ صدى لديه ... هل يستهوى الحبُ تعذيبنا أم أننا من يفعل ؟!! ،لماذا دوما نقع فى حب معذبينا ... لماذا نستلذ بعذابنا فى الحب ... نلتمس العذر تلو الآخر للمحبوب ... نفنى أنفسنا و ذواتنا من أجل إبتسامة .. نظرة واحدة منه ... فقط لنرى الرضا فى عينيه ، كيف إذا كان المحبوب يبادلنا حباَ بحب ... ماذا عسانا نقدم له أكثر .. هل يمكن ان نحبه أكثر مما فعلنا ….
و هو ... هو رفض الحب طوال حياته .. ظن نفسه منيعا ... لم يعرف أنه فقط ينتظرها هى ... هى وحدها كانت تملك مفتاح قلبه ... و حين أتت جثى القلب مستسلما و مسلما مقاليد عرشه ...
هى وحدها من كانت تملك هذا الحق ... و هى وحدها من طالب بها وأقر أنها ملكه و مليكته ... ما كان يملك خياراً آخراً ..... و هل يملك رفضاً من كاد يهلك عطشاً حين يمن عليه القدر بقطراتٍ من سلسبيل .. هل يملك رفضاً من كان يحياً جسداً دون روح حين ترد إليه ... فيحيا أخيراً ...
تنهيدة محرقة خرجت من بين شفتيه محملة بالآم قلبه العاشق .. تنهيدة استلمتها أمواج البحر التى كانت تواسى عواصفه ... يجلس على رمال الشاطئ التى تعانقها الأمواج كل حين و تتراجع خجلاً بعد كل عناق ... ليجذبها الحنين نحو الشاطئ مرة أخرى ... تعاود الكرة دون ملل ... تلامس قدميه الحافيتين فيما هو شارد نحو الأمواج يبثها شكواه ... يشكو تلك القاسية التى تتربع عرش قلبه و جذور عشقها تمتد عميقا عميقا فى روحه فلا يملك لها إجتثاثا و لا يملك منها تحررا ... يستعيد تفاصيل إقتحامها حياته ذات ليلة دون إستئذان ... دون رحمة ... و دون إرادتها ... أيظلمها حين يتهمها أنها هى من أقتحمت حياته ...أيكون منصفا إن قال أنه هو من طاردها مقتحما دنياها .. أنه من أدخلها قسرا فى عالمه .. من عذب نفسه مرارا بقربها و استخدم كل وسيلة ليصل إليها ... تحداها أن يجعل خافقها ملكه .. أن يملكها قلبا و روحا و جسدا ... و أقسمت هى أنه لن يفعل ... فماذا كانت النتيجة و من فاز منهما ... هل عليه أن يتنحى عن غروره فيعترف أنه قد خسر و يمنحها حريةً يعرف أن فيها مقتله ... قبض كفه على الرمال بقوة و روحه التى لم تعترف بالهزيمة يوماً تصرخ رافضة ذلك القرار ... لم يحن الوقت للهزيمة بعد ... ليس هو من يهزم و ليس هو من ينكسر أمام أى تحدى... نعم ابتعد .. و غضب .. و أخبرها أنها نجحت و هنأها بإنتصار لم تعترف به روحه ... حسنا سيدعها تستمتع قليلا بنصرها الأجوف قبل أن يعود ليقلب الطاولة من جديد ... سيعمل على أن يعاقبها جيدا قبل أن يجعلها تعترف بملكيتها له وحده ... هذه المرة سيلعب أوراقه جيدا و سيحكم حصاره حولها ... هذه المرة لن تجد مفرا من حصار عشقه ... إبتسامة منتشية واثقة ارتسمت على شفتيه مع قراره الأخير و هو يتراجع بظهره قليلا مستندا على كفيه و عيناه تنظران بتحدى نحو الشمس التى تغرب فى هدوء ...
_"يا إلهى!! ...تبدو مخيفاً بهذه الإبتسامة ... أنا حقاً أشفق على الشخص الذى تفكر به"
صوت (عاصى) الساخر انتزعه من شروده فالتفت نحوه .. ارتفعت عيناه نحو ابن عمه الذى كان يتطلع نحوه و على شفتيه إبتسامة ساخرة ... ابتسم و هو يتأمله يقف حافيا و قد شمر بنطاله قليلا عن ساقيه و فك رباط عنقه تاركا إياه حول ياقة قميصه الذى فك أزراره العلوية و الهواء يعيث فسادا فى شعره الذى تركه ليستطيل قليلا ... بدا عابثا كعادته ... أخرج (عاصى) يديه من جيب بنطاله و هو يقترب ليجاوره فى جلسته ... ثنى ساقيه الطويلتين و سند مرفقه على إحدى ركبتيه و هو يتأمله قليلا بنفس الإبتسامة قبل أن ينظر أمامه متطلعا نحو البحر
_"مازلت تفكر فيها؟!"
لم يرد (هشام) فتابع قائلا
_"أنا أعرف أن قدومك معى كان مجرد عذر (هشام) ... يمكننى ان أعرف فيما تفكر... إذن هل توصلت لقرار بعد هذا"الإنفراد" الذى تحدثت عنه؟"
صمت (هشام) قليلا قبل أن يتنهد و هو يلتقط بعض الرمال فى قبضته ليجعلها تتسرب من بين أصابعه قائلا :
_"لا أدرى (عاصى) ... كلما اعتقدت أننى قد اقتربت ، أكتشف أننى فقط ازداد بعدا ... تتسرب من بين أصابعى كهذه الرمال "
و تابع و هو ينفض كفيه من بقايا الرمال التى علقت بها :
_"تتسرب من بين أصابعى تاركةً بعض آثارها تتحدانى أننى لن أحصل منها على شئ سوى الفتات ... الفتات الذى تتركه هى بإرادتها ... تمعن فى تحدىّ و تتلذذ بقتالى ... لا تتوان عن توجيه أقسى طعناتها إلى قلب قلبى "
ارتسمت على شفتيه إبتسامة منتشية و هو يتمتم
_"و حربها ليست سهلة أبدا (عاصى) لكننى أتلذذ بكل لحظة منها ... لم أتوقع أن تكون بالخصم الهين حين قابلتها أول مرة لكنها فاقت كل تخيلاتى ،كلانا ينتظر اللحظة التى سيستسلم الآخر معترفا بهزيمته"
ضحكة قصيرة انطلقت من بين شفتىّ (عاصى) قبل أن يقول
_"يا إلهى !!(هشام) ... لم أتخيل أبدا أن أراك هكذا"
نظر (هشام) نحوه بتساؤل
_"هكذا كيف؟!!"
اتسعت إبتسامة (عاصى) و هو يجيبه :
_"عاشقا بهذه الطريقة اليائسة ... اعتقدت دوما أنك لا تؤمن أبدا بالحب .. ربما أكون قد تخيلت (عصام) واقعا فى الحب رغم كل عمليته و بروده الشهيرين اللذين أؤمن الآن أنهما ما كانا إلا مجرد قناع واه ... لكن أنت .. لا أبدا لم يخطر على بالى ... المشاعر لم تكن يوما فى حساباتك ،صحيح؟!"
هز (هشام) كتفيه متطلعا للبعيد كأنما ينظر لماضيه و أجابه
_"أنا أيضا كنت أعتقد هذا ، لكننى اكتشفت أننى فقط كنت أنتظرها هى ... فى لحظة واحدة أدركت هذه الحقيقة ... لحظة واحدة أدركت بعدها أن حياتى لن تعود كما كانت و أنه لا معنى لهذه الحياة دون وجودها فيها "
تساءل (عاصى) و هو يفتش فى جيبه عن شئ ما
_"حسنا و ماذا قررت من أجل قصة حبك المستحيلة تلك "
تابع و هو يشعل السيجارة التى أخرجها من علبة سجائره لينفث دخانها أمام عينىّ (هشام) الحانقتين
_" أتمنى أن تكون قد خرجت من جلستك الإنفرادية هذه بقرار حاسم"
ضيق (هشام) عينيه و هو ينظر نحو دخان السيجارة فى ضيق قبل أن يمد يده لينتزعها من (عاصى) قبل أن تلمس شفتيه مرة أخرى ليرميها بعيدا نحو الماء قائلا :
_"قلت لك ألف مرة .. لا تدخن أمامى (عاصى)"
و زفر بحدة متابعاً
_"هذه السجائر اللعينة ستقتلك يوما أيها الأحمق"
غامت عينا (عاصى) و قلبه ينتفض بين ضلوعه بخيانة و ذكرى عينين بلون العسل الصافى تعود إلى عقله و صوت صاحبتهما الرقيق الضاحك تهتف بذات الجملة و هى تنتزع سيجارته من يده بشقاوة ، لتتأوه و هو يقرص أذنها لائما لتعتذر و هى تمسك أذنها متطلعة إليه بعينيها كقطة بريئة قبل أن تلمع الشقاوة بهما مجددا و هى تخرج لسانها له قبل أن تهرب من أمامه مغيظة و هى تلوح بعلبة سجائره التى سرقتها فى غفلة منه... أغمض عينيه و أخذ نفسا عميقا .. لينتزع نفسه من ذكرياته و قناع من الغموض يكسو ملامحه سائلا :
_"إذن ماذا قررت؟!"
تنهد (هشام) مجيبا :
_"ماذا برأيك ؟! ... هل عرفت عنى يوما أننى خسرت أى تحدى ... تعرف أننى لا أتخلى أبدا عما أريده ،صحيح؟!"
ابتسم (عاصى) مؤكدا و هو يضرب كتف (هشام) مداعبا
_"بالطبع (هشام) ... أنت قدوتى فى الحياة يا رجل"
بادله (هشام) ضحكة قصيرة قبل أن يقول بجدية
_"دعك من مشاكلى الآن (عاصى) ... ماذا عنك أنت ؟ ... هل قررت ماذا تنوى أن تفعل ؟ ... فيما يخص (رهف)؟! ... تعرف أننى مازلت غير راض عن ما فعلته أنت و أبى ... و لولا الوضع وقتها لم رضخت للموقف "
لم يحر (عاصى) جوابا و هو يمرر أصابعه فى شعره و زفرة حارة تخرج من فمه يحاول ألا يغوص فى عمق ذكرياته ... لا يريد أن يفكر فيما حدث قبل أكثر من سنة ، هل كان مخيرا وقتها أم مسيرا ... أكان دافعه هوالواجب نحو عائلته ... نحو عمه الذى ضمه يتيما صغيرا إلى كنف عائلة محبة عوضته دفء أبويه - اللذين خسرهما باكرا فى حادث أليم أودى بحياتيهما - أم كان شيئا آخرا ، شيئا يخشى كثيرا أن يعترف به فى أعماقه ... يريد ان يختزل موقفه فى كلمتى الشهامة و الواجب فقط ... يخشى كثيرا أن يتخطاهما إلى ذلك المجهول الذى يجعل قلبه مشوشا ...
رغم كل ما حدث وقتها و الأشهر التى تلته ... هو ليس نادما أبدا و لو عاد به الوقت لما اتخذ قرارا غيره ... لم يكن ليتخلى عنها أبدا ... لذا فليتوقف عن البحث عن مبررات ... ليكن واجبا ... شهامة .. أو شيئا آخرا ... هو لن يتراجع أبدا ..
انتزعه هشام من أفكاره سائلا
_"(عاصى) ... أنت أخى و صديقى المقرب قبل أن تكون ابن عمى و أخبرتك أكثر من مرة ... لا داعى لأن تشعر بالحرج منى ... كُن صريحاً معى ... أعرف أن الأمر كان صعبا بالنسبة لك ... أنت شخص يرفض تماما أن تحكمه الظروف و لا أن يفرض عليه أحدهم شيئا ... كُن صريحا مع نفسك أولا (عاصى) ... هل أنت راضٍ بهذا الوضع؟! ... إذا أردت يمكننى بكلمة منك أن أنهى كل شـ.."
_"لا"
اندفعت من بين شفتيه قوية قاطعة قبل أن يزفز بحدة و هو يلتفت نحو هشام قائلا بلهجة حملت توسلا كان غريبا على (عاصى) :
_" لا (هشام) ... أرجوك لا تفعل"
أخذ نفسا عميقا محاولا السيطرة على مشاعره ... يحاول محاربة ذلك الشعور بالخوف .. لا ...بل بالرعب من أن ينفذ (هشام) ما يقول ... لا ... هو لا يجب أن يسمح لمشاعره بالسيطرة على تفكيره و لا التحكم فى مجريات حياته ... عاد يلتفت نحو (هشام) قائلا بهدوء أخفى صراعات نفسه
_"أرجوك (هشام) ... هذه مشكلتى أنا ... و أنت قلتها أنا لا أحد يستطيع فرض إرادته علىّ ... أنا اتخذت قرارى بكل رضا و تقبلته بكل نتائجه و لا شئ سيجعلنى أتراجع عنه ... فقط دع الأمور تأخذ مجراها و أنا سأهتم بكل شئ ... لا تقلق"
رد هشام بغضب مكتوم:
_"متى ستفعل يا (عاصى) ؟ ... تقول لا أقلق ... لقد مضت سنة كاملة و أنت واقف مكانك ... لم تتقدم خطوة واحدة و لم تتخذ قرارا حاسما ... لا أنت أخبرتها و لا تركتنى أفعل و لا حتى قررت أن تنهى الأمر قبل أن تتعقد الأمور ... و الأدهى أنك تعيش حياتك العابثة كأن شيئا لم يتغير ... هل تعتقد أن حياتك و تصرفاتك هذه ستجعلنى سعيدا .. تقول لا تقلق ... بحق الله إنها حياة شقيقتى يا (عاصى)"
و أضاف عندما لم يرد عاصى :
_"ما الذى تريده بالضبط (عاصى) ؟ ... هل تعرف حتى ؟"
لا ... هو لا يعرف ... هو حقا لا يعرف ... لا يعرف مبرراته ... و لا يعرف حقيقة مشاعره ... و لا يعرف حتى لماذا يعجز عن إتخاذ قرار ... كل ما يعرفه أن داخله رغبة أنانية لا يستطيع السيطرة عليها ... رغبة فى أن لا يفلتها أبدا من مدار فلكه ... رغبة فى أن يكون هو من يمحو تلك النظرة الميتة فى عينيها ... تلك النظرة الباردة المحملة بالكراهية و الموجهة نحوه على وجه الخصوص قبل أى مما يحيط بها ... رغبة جارفة أن يكون وحده من يعيد ذلك الألق الحى إلى عسل عينيها كما كان يوما ... لن يفتش فى أعماقه عن أسباب ذلك الجنون العبثى الذى يتملكه نحوها ... هو يعرف فقط شيئا أكيدا ... هى أصبحت جزءا من قدره ... فمتى كان القدر شيئا يسهل الهروب منه ؟!!
******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-09-16, 10:21 PM   #30

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

_"هل ترى صغيرى ... والدك كان رجلا مجنونا منذ أول يومٍ التقينا فيه"
همست (راندا) بالعبارة و هى تتحسس بطنها فى حنان و تتابع و هى تضحك برقة
_"فى الواقع هو مازال مجنونا ... لم يتغير أبدا ..ممم .. ربما علىّ أن أقول أنه ربما أصبح أكثر جنونا ... هل تعرف ؟! ... لقد جعلنى أكرهه بشدة ، لم يترك وسيلة تجعلنى أتمنى قتله يوميا إلا اتخذها ... لم يترك لى مهربا فى أى مكان ... كنت أشتعل غضبا و كراهية لأكتشف أننى فقط أغرق فيه عشقا دون أن أدرى"
مسحة من الحزن لمعت فى عينيها و هى تتمتم
_"لقد أغضبته جدا حبيبى ... هل تعتقد أنه سيسامحنى ؟!.. لكن لا تقلق .. (ماما) هنا و هى ستعيده إلينا بأى طريقة .. لكننى لن أخبره عنك الآن ، اتفقنا ؟! ... سامحنى صغيرى ... أعرف أنه سيحبك جدا و سيُجن فرحا عندما يعلم بوجودك ... لكن لوقت قصير فقط ..دعنا نجعل هذا سرنا أنا و أنت ، حسنا؟"
تنهدت فى سعادة و هى تتمدد لترتاح أكثر على الأريكة و تقول بحب
_" انا سعيدة جدا جدا ... أعرف أنك تشعر بى ، أليس كذلك ؟! ... لا أعرف إن كنت صبيا أم فتاة حبيبى ... لكننى أتمنى صبيا يشبه (هشام) فى كل شئ ... عناده... جنونه .. غروره ... تسلطه و حنانه و قلبه الكبير ... كل شئ"
عادت تغمض عينيها و تعود لتغرق فى ذكريات ذلك اليوم الذى اقتحم فيه (هشام) حياتها بكل قوة ... متحديا إياها بكونه يملك حقا حصريا فيها ... مازالت تتذكر كل ما حدث بينهما يومها ، كأنما حدث البارحة ، ما فعلاه و ما قالاه ... ذلك الإعصار من الأحاسيس التى إجتاحتها عن قدميها و التى جعلتها تغضب بشدة من نفسها و منه ... تركت (عاصى) العابث دوما واقفا فى الشرفة حيث راقصها (هشام) و اندفعت للداخل تنتوى إخبار والديها برغبتها فى العودة للبيت ... بحثت بعينيها عن (زياد) .. ذلك الأحمق أين ذهب ... هذه الليلة موته سيكون مؤكدا على يديها .. فلتعثر عليه فقط و سينتهى أمره ... الوغد يجرؤ على إيقاعها فى هذه الورطة ... لن تكون (راندا هاشمى) إن لم تجعله يدفع الثمن مضاعفا ... اقتربت من أمها لتميل هامسة
_"أمى هل تنتوين أنتِ و أبى المبيت هنا أم ماذا ؟!! ألم تملا بعد ؟"
ابتسمت والدتها بدبلوماسية و هى تقرصها خفية و تهمس من تحت أسنانها
_"(راندا) كُفى عن أسلوبك الساخر هذا... متى تنوين أن تنضجى قليلا و تعرفى ما يجب عليكِ ... يوما ما ستصبحين سيدة مجتمع و مسؤولة عن صورة إجتماعية مشرقة أمام الناس ... لماذا لا تحاولى التدرب قليلا من الآن"
زفرت (راندا) بتأفف لترد
_"آآآآه ... سيدة (ثريا هاشمى) لن تكفى أبدا عن محاضرات سيدات المجتمع الراقى هذه حتى تقتليننى قهرا ، صحيح ؟!... أمى هذه الحياة تخنقنى حاولى ان تتفهمى هذه الحقيقة ... كلما سارعتِ بتقبلها ، كلما كان ذلك أفضل لكلينا"
رفعت (ثريا) عينيها للسماء و هى تقول
_"رحماك يا رب ... (راندا) أرجوكِ دعي هذه الليلة تمر فى سلام ... أنتِ أصلا لا فائدة منكِ "
_"جيد أمى أنكِ أدركتِ الحقيقة أخيرا ... إذن سيدة ماما..."
تلفتت حولها باحثة بعينيها لتتابع
_"هل رأيتِ (زياد) فى أى مكان هنا ؟! ... أحتاجه ضرورى ... مسألة حياة أو موت إن شئنا الدقة"
_"لا ... لمحته مع أحد أصدقائه منذ قليل ... لا أدرى أين ذهب "
_"حسنا ... كنت أريد العودة للمنزل ... تبدوا مشغولان أنتِ و أبى العزيز ... هل يمكننى العودة وحدى ؟!"
قطبت امها حاجبيها و هى تقول
_"هل تريدين إصابتى بالجنون (راندا) ؟ ... أنتِ لم تكملى الساعة حتى .. لماذا لا تحاولين الإستمتاع بوقتك قليلا و ليتك تتعرفين على بعض الفتيات هنا ، ربما يمكنك أن تتوقفى عندها عن التسكع مع فتيات الطبقات الدنيا"
عقدت (راندا) حاجبيها فى ضيق و هى ترد
_"أمى ... أنا لا أتسكع مع فتيات الطبقات الدنيا كما تقولين ... و إن كنتِ تقصدين بحديثك هذا (سمارا) .. فهى صديقتى الوحيدة و هى أفضل آلاف المرات من الكثير من فتيات الطبقة الراقية التافهات إن أردتِ الحق"
رمقتها أمها و تنهدت فى يأس
_"لا فائدة منكِ"
تركتها (راندا) لتقترب من والدها .. تأبطت ذراعه و هى تقول بدلال إعتادت عليه مع والدها
_"بابا ... أنا أشعر بالملل هنا ... هل يمكننى أن أعود للمنزل ؟!... أرجوك"
قالتها و هى تنظر إليه بعينين متوسلتين و شفتين مضمومتين كالأطفال فضحك و هو يربت على شعرها بحنان
_"صغيرتى المخادعة ... حسنا يمكنك العودة ... انتظرى (زياد) قليلا و عودى برفقته"
مالت برأسه على كتفه و هى تبتسم
_"أنت حبيبى .. أنت وحدك تفهمنى .. عكس بعض الناس هنا"
قالتها و هى تنظر بشقاوة نحو أمها التى تنهدت فى يأس فيما والدها أطلق ضحكة مرحة و هو يقرب (راندا) منه بحنان ... التصقت بوالدها تحاول أن تحتمى به من أفكارها التى تدور فى فلك واحد لا تريد ان تنجذب إليه ... سترحل الآن و ستنسى كل شئ فى الصباح الباكر كما قالت ... ستنسى هذا الرجل بغروره و وقاحته و لن تراه بعدها أبدا ... و كأنما استدعته أفكارها فى التو .. كان يتجسد أمامها بكل غطرسته .. يدلف إلى القاعة برفقة (عاصى) ... تأملته من بعيد و هو يتوقف على بعد يتحاور مع بعض الأشخاص فى حديث بدا جدى .. غرقت فى تأمله دون أن تستطيع منع عينيها عن الإبتعاد عنه ، فقد قلبها إحدى نبضاته حين التفت نحوها و ضبطها و هى تحدق فيه ... تقابلت عيناهما و ارتفع ركن فمه بإبتسامة و تألقت عيناه كأنما يخبرها أنه يعلم أنها تراقبه من مكانها ... عاد الغضب يندلع داخلها و هى تقطب حاجبيها لتشيح بعينيها عنه ... المغرور .. من يظن نفسه ... ليس لأنها نظرت نحوه قليلا هذا يعنى أنه لا يقاوم .. تبا له .. تبا .. تبا ... لماذا تسمح له بتعكير مزاجها ... هى ستغادر الآن و ستعود لغرفتها لتنعم بنوم هادئ .. لكن ليس قبل أن تقتل (زياد) الأحمق ... هكذا ستحصل على نوم هانئ و أحلام سعيدة ... قبل أن تضع فكرتها قيد التنفيذ و تخبر والدها برغبتها كانت قد لمحته يغادر رفاقه ليتحرك نحوها ... لا .. ربما كان ذاهبا لمكان آخر ... القاعة واسعة .. لن يجرؤ حقا على الإقتراب منها فى وجود والديها ... ... آآآآه لا بل هو فعلا يتجه حيث تقف عائلتها ... يا إلهى !! .. فلتنشق الأرض و تبتلعها ... تحركت بتململ و هى تتابع إقترابه المتمهل بمشيته الواثقة و قامته الطويلة ... كانت أنفاسها تضيق كلما اقتربت خطواته حتى وصل قربها و والديها ... خفق قلبها بقوة مع صوته القوى و هو يلقى التحية على والديها اللذين بدا أنهما على معرفة به ... والدتها كانت سعيدة جدا و هى تسأله عن والدته و شقيقته و والدها تبادل معه حوارا ترحيبيا معتادا كان خلاله يرد بإحترام و بإبتسامة واسعة و سخيفة .. أجل ... إبتسامته سخيفة ..و.. و بغيضة ... لهذا غضت عينيها عنها ... بالطبع هذا هو السبب ...لذلك قلبها انقبض بلوعة داخل صدرها هكذا ... لا تفسير آخر ...
التفتت لوالدها بحاجبين مزمومين ضيقا حين سمعته يعرفها إليه
_" (هشام) دعنى أقدم لك ابنتى (راندا) ... لا أعتقد أنكما التقيتما من قبل"
التفت نحوها مبتسما و عيناه تلمعان و هو يقول بلهجة جعلتها تشهق فى أعماقها
_" لا سيدى .. لم نلتقى قبل اليوم ... لم أعرف أن قصر (هاشمى) كان يخفى جوهرته النادرة هذه عن أعين البشر العاديين أمثالنا ... آنستى"
المغرور .. يغازلها أمام والديها و يتصرف كأنه يتعرفها لأول مرة ... كأنه لم يراقصها بوقاحة قبل قليل..... صوته القوى كان يخترق كيانها كله فيزيد من إحتراقها غضبا من نفسها لتأثرها به و بغزله الوقح ... لن تلتفت .. متأكدة أن إبتسامته اللعينة ستقابلها ... تشعر بها دون ان تراها ... لكزة من أمها - التى بدت سعيدة جدا بإعجاب (هشام) الواضح بابنتها - جعلتها تلتفت .. آه ... ها هى إبتسامته أمام عينيها ... تماما ... و قلبها عاد للإنقباض ... حسنا لقد التفتت ... لكنه يحلم إن فكر أنها سترحب به أمام والديها بالإحترام الذى يعتقدان أنه يستحقه... رفعت حاجبيها بترفع و هى تنظر لكفه التى إمتدت نحوها .. فلينتظر للأبد فهى لن تمنحه كفها ... ذلك المغرور ... حسنا الوسيم المغرور ... ذو الإبتسامة ال ...ال .. أجل ...الكريهة ... وكزة أخرى من أمها و نظرة تأنيب من والدها لترحب به .. للجحيم ... رفعت رأسها بإبتسامة سمجة :
_"آسفة لا أصافح الرجال"
حاجباه ارتفعا فى سخرية واضحة لمعت بين عينيه و هو يسحب كفه فيما زاوية فمه ارتفعت بتسلية جعلت حريقا يشب داخلها .. و بدا واضحا أنه يكتم ضحكته .. حقا ؟! .. ماذا قالت ؟! .. لا تصافح الرجال ؟!! ... هى فقط تراقصهم .. كزت على أسنانها و هى ترى ضحكته المكتومة ... حسنا و من يهتم .. فليحترق فى الجحيم .. هذا ما يستحقه بعد وقاحته معها ... عادت تلتفت نحو والديها بإبتسامة مصطنعة دون أن تبال بالذهول المرتسم على وجهيهما من وقاحتها معه لتقول
_"سأذهب للخارج لأستنشق بعض الهواء النقى"
ثم رمقته بنظرة مستفزة من عليائها و هى تردد
_"الجو هنا أصبح خانقا للغاية"
و غادرت و ضحكاته التى سيطر عليها تتردد فى مخيلتها بوضوح تزيدها إحتراقا ... التهمت بخطواتها المسافة حتى وصلت للشرفة ... نفس عميق ... تنهيدة طويلة و أصابعها تشبثت بحاجز الشرفة بقوة ... حريق .. حريق هائل داخلها لا تستطيع السيطرة عليه ... ذلك المغرور .. من يظن نفسه ...لقد أحرق أعصابها تماما ... لقد اكتفت منه و من وقاحته لسنوات قادمة ...ما السوء الذى ارتكبته اليوم ليعاقبها القدر بوضعه فى طريقها هكذا ... لم تشعر نحو أحدهم هكذا من قبل ..أبدا لم تعامل أحدا بتلك الوقاحة قبلا .. لم يستفزها شخص كما ذلك المغرور المعتد بنفسه لأقصى درجة ... اللعنة لقد أخرج أسوأ ما فيها ....همست ضاغطة على أسنانها بقوة _"غادر رأسى أيها المزعج"
همهمة مستمتعة قاطعت همسها تلاها صوته :
_"كنتِ محقة .. الجو هنا أروع من الداخل بكثير"
التفتت إليه بعينين مشتعلتين ... لقد لاحقها هنا أيضا ... أهى حمقاء ؟! .. ألم يكن ذلك متوقعا ؟! .. كان يجب أن تغادر فورا حتى و لو مشيا على الأقدام ... لكنها كالفريسة الحمقاء وقفت فى إنتظاره ... لم ترد عليه ...أشاحت بوجهها فاقترب ليجاورها ... جسدها كله تشنج بقوة مستشعرا قربه منها ، فتشنجت أصابعها المتشبثة بالسور ... سترتكب جريمة ... أجل .. و الصورة ترتسم فى عقلها بوضوح الآن ...و لن يلومها أحد إن فعلت ... تفكيرها الدموى قاطعه صوت مألوف ينادى إسمها التفتت بدهشة لتهتف
_"(وتين) أنتِ هنا ؟! ... لم تقولى أنكِ ستحضرى هذا الحفل "
اقتربت (وتين) برقتها الملائكية المعتادة يرافقها خطيبها الذى كما يبدو كان على معرفة بـ(هشام) .. صافحه بحرارة و تحدث معه قليلا .. بينما مالت (وتين) على أذن (راندا) هامسة
_"انتِ برفقة (هشام رضوان)؟! ... ما الذى يحدث بالضبط؟"
همست (راندا) بدهشة
_"أنتِ أيضا تعرفينه (وتين) ؟"
ردت (وتين) بذات الهمس
_"تعرفين أننى لا أهتم لأخبار الإقتصاد و رجال الأعمال .. لكن (سالم) تحدث عنه كثيرا ... إنه لا يتوقف عن مدحه .. هو من لمحكما الآن و أخبرنى"
لوت (راندا) شفتيها إمتعاضا و هى تتابع حديث (هشام) الجدى مع خطيب ابنة عمها الذى لا تطيقه أصلا فضغطت أسنانها قائلة
_"حقا؟! ... لكن لم تخبرينى أنتِ .. منذ متى و أنتِ تحضرين هذه الحفلات المملة؟!"
ألقت (وتين) نظرة حذرة نحو (سالم) قبل أن تخفض وجهها بمسحة حزن
_"إنه (سالم) ... تعرفين زواجنا اقترب .. و قريبا سأكون زوجة لرجل فى مكانته .. يجب أن أقوم بواجباتى الإجتماعية ، صحيح؟"
عقدت (راندا) حاجبيها و هى تهتف غضبا
_" (وتين) .. لا تدعيه يتحكم بكِ .. لا تتغيرى من أجل أى شخص ... أنا لم أعد أعرفك حقا .. أين ذهبت ابنة عمى التى كنت أعرفها"
تنهدت (وتين) بأسى و هى تقول
_"لا شئ يبقى على حاله (راندا)"
و تابعت و هى تحاول الإبتسام لتقول بلهجة مرحة مخادعة لم تهضمها أذن (راندا)
_"دعكِ منى حبيبتى و أخبرينى .... من أوقعك فى طريق هذا الرجل الخطير؟ّ"
هتفت من بين أسنانها دون أن تنتبه لكلماتها
_" إنه (زياد) الأحمق"
شهقة (وتين) الخافتة نبهتها لزلة لسانها التى ما كان يجب أن تنطق بها أمامها و راقبت وجه (وتين) الذى شحب رغم أن صوتها حمل لهفة واضحة لم تخطأها أذن (راندا) و هى تقول
_"(زياد) هنا ؟! .. هل عاد من السفر؟"
تنهدت (راندا) و هى تقول فى أسف
_"أجل .. إنه فى مكان ما فى الداخل إن لم يكن قد غادر"
و تابعت و هى تتأمل وجه (وتين) الشاحب قبل أن تنظر نحو خطيبها المنشغل مع (هشام)
_"أتمنى لو فعل .. سيكون من الأفضل للجميع لو كان قد غادر الحفل"
اذدردت (وتين) لعابها بألم قبل أن تلتفت نحو خطيبها هامسة بصوت حاولت محو الحزن منه
_"(سالم) ... هل يمكنك أن تمنحنى لحظة ؟ .. أريدك قليلا لو سمحت"
_"بالطبع عزيزتى"
صافح (هشام) بقوة و هو يعتذر منه قبل أن يقترب من (راندا) و يمد كفه مصافحا فيما ذراعه الآخر امتدت لتحيط خصر (وتين) أمام عينىّ (راندا) الحانقتين .. كانت غاضبة حقا ... من (زياد ) ومن (وتين) و من هذا الذى يقف قرب (وتين) متبجحا بملكيته لها ... صافحته ببرود و هى تبتسم إحدى إبتسامتها المستفزة التى حفظها (سالم)
_"مرحبا (قاسم) ... سعيدة لرؤيتك اليوم"
صحح ببرود و هو يترك كفها
_"(سالم) .. (سالم) يا آنسة (راندا هاشمى) .. لن أصححه لكِ كل مرة"
ضحكت بإستفزاز و هى تقول
_" (سالم) ...(قاسم) كلها أسماء فاعل ،صحيح؟"
قالتها و هى ترفع كفها كأنما تنوى ضرب كفه .. رمقها ببرود دون أن يمد كفه فحركت كفها مشيرة بإبهامها لأسفل ... لمحت (هشام) يضغط على شفتيه كاتما ضحكة فيما رمقتها (وتين) بعتاب فقالت
_"نكتة سخيفة ... أعرف هذا .. آسفة (وتين) لكن (سالم) يعرف كم أحبه ، صحيح (سالم)؟!"
بادلها ردها البارد بأبرد منه و هو يقول
_"بالطبع ... الشعور متبادل عزيزتى ... هيا (وتين) لا يجب أن نتأخر أكثر .. اعتذر منك سيد (هشام)"
أومأ (هشام) برأسه فيما قطبت (راندا) حاجبيها و هى تضم قبضتها غضبا و ترمقه بحدة و كراهية و هو يبتعد و ذراعه يحيط خصر (وتين) بتملك ... عاودت الالتفات نحو الحديقة المطلة أمامها تحاول السيطرة على مشاعرها ... دعت أن يكون (زياد) قد غادر الحفل .. رغم كل شئ لا تتمنى له أن يتألم .. ذبحها له فى الواقع سيكون أرحم له ... انتبهت لـ(هشام) الذى كان يتأملها فى صمت ... تساءلت متى سينصرف من نفسه قبل أن تطرده هى أو تترك له المكان بأكمله... صوته الساخر أخرجها من تفكيرها و هو يقول
_"إذن ... أنتِ ... لا تصافحين الرجال!!"
ضغطت على شفتيها بقوة و هى تتساءل ما الذى يمنعها من الإلتفات و صفعه بكلمة من قاموس السباب الذى يدور فى عقلها علها تمحو إبتسامته الساخرة تلك ... لكنه لم ينتظر أصلا ردة فعلها وهو يقترب أكثر ... تصلب جسدها و عيناها تتسعان فى ذهول حين إستشعرت أنفاسه الحارة تلفح جانب وجهها فيما يهمس فى أذنها :
_"يسعدنى إذن أنكِ لم تري هنا رجلا غيرى عزيزتى"
صفعة على وجهه وينتهى الأمر , لكن جسدها لم يطاوعها و قبل أن تجد الفرصة لتمنحه الرد المناسب كان هاتفه قد رن فالتقطه و ألقى نظرة غاضبة على الإسم الظاهر و سمعته يهتف من بين أسنانه
_"(عاصى) ... يوما ما سأقتلك بيدىّ"
ضغط على رفض المكالمة قبل أن يبتعد ليرمق عينيها بنظرة عميقة قبل أن يبتسم قائلا
_"للأسف علىّ الإنصراف ... لكننا سنلتقى قريبا عزيزتى"
لم تستطع منع لسانها من الهتاف بشراسة
_"فى أحلامك"
ابتسم و هو يلتقط كفها تحت أنظارها الذاهلة و يقبله برقة ناظرا فى عينيها قبل أن يغمز قائلا
_"سأنتظركِ إذن لا تتأخرى"
و ابتعد و هى تحدق فى إثره بغضب و هى تدعو ألا تلتقيه أبدا مرة أخرى ... كان يجب أن تعرف أنه ليست كل الأمانى قابلة للتحقيق ... و أنها لو كانت تعرفه قبلا لعرفت انه لا يتراجع عن وعدٍ و لا يلقى بكلماته جزافا ... و لو كانت قادرة على قراءة أفكاره يومها لعرفت أنها لن تجد مكانا تهرب إليه منه ... و لو كانت تملك رؤية الغيب لأدركت ان الهرب ما كان يجدى نفعا و أنها ما كانت ستهرب إلا لتعود إليه مرة أخرى ... قدرها كان هو...و مصيرها هو .. و وطنها الأوحد ...

noor elhuda likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.