آخر 10 مشاركات
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر) *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : فاتن عبدالعظيم - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          1011 - ها قد اتت المتاعب - ديبى ماكومبر - د.نـــ (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          [تحميل] نار الغيرة تحرق رجل واطيها،للكاتبة/ black widow (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حَــربْ معَ الــرّاء ! (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )           »          `][جرحتني كلمتهاا][` (الكاتـب : بحر الندى - )           »          نار الغيرة تحرق رجل واطيها ....للكاتبة....black widow (الكاتـب : اسيرة الماضى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-09-16, 10:23 PM   #31

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


صوت رنين جرس الباب أخرجها من ذكرياتها ... انتفضت .. و سارعت نحو الباب ... قبل أن تتوقف لاعنة غباءها ... لو كان هو لكان فتح الباب بمفتاحه الخاص ... عادت تتجاهل الرنين ... لا تريد ان ترى احد ... فليذهب أيا من كان يقف خارجا ... تريد البقاء وحدها ... الرنين لا يتوقف .. ما بالهم ... ألا يشعرون انها تريد الهرب بعيدا عن كل شئ ... ليتها تختفى عن وجود لا معنى له فى غيابه ... و الطارق لا يبدو انه يهتم لذلك يستمر فى الرنين دون يأس ... تنهدت فى ضيق و هى تنهض.. تتجه نحو الباب فى بطء عل الطارق يمل و يرحل ... مدت يدها لتفتح لذلك الزائر المصر على قطع خلوتها ... تصلبت بمكانها و عيناها تتوقفان بإتساع على آخر شخص تتمنى أن تراه ... عيناها تحركتا تتأملان تلك الواقفة أمامها بشموخ ... نزلتا عليها من قمة رأسها بخصلاتها النارية الناعمة مصففة باناقة كعادتها ، شفتيها الكرزيتين المصبوغتين بأحمر شفاه قرمزى ،إلى فستانها الضيق الذى رسم منحنياتها بإغراء لينتهى تحت ركبتيها بقليل كاشفا عن ساقيين مرمريتين تنتهيان بحذاء أنيق ذو ماركة عالمية ،بدت كأنها قد خرجت لتوها من مجلة أزياء ، لتصعد عيناها مرة اخرى لتتوقفا امام عينين بلون الزمرد تبادلانها النظر دون أن تطرفا ... احتدت عينا راندا و شع الغضب داخل سوادهما و هى تستشعر كل الكراهية و الغضب و .. و غيرة مجنونة هى تلك التى تشتعل فى أعماقها و نيرانها طغت لتلمعا فى عينيها و هما تضيقان بغضب لترتسم إبتسامة صغيرة على شفتىّ تلك المرأة و الزمرد يلتمع فى عينيها بنظرة واثقة لرؤيتها تلك النيران ...تتسلى ؟!! ..تتسلى على حسابها .. تلك الحمراء اللعينة ... ما الذى أتت لتفعله هنا .. جاءت لتصب المزيد من الملح على جراحها .... لتسخر منها.. كيف واتتها الجرأة لتظهر أمامها ثانية بعد كل ما فعلته، بعد ان سلبتها أحلامها مرتين، قبضت على كفها تتذكر خيانة الرجل الذى اعتقدته حبيبا ذات يوم ... كيف تركها من أجل تلك الحمراء ، كيف دمرها بخيانته ... بسبب تلك المرأة خسرت أمام حصار (هشام) لها ... (هشام) ؟!! .. و هل سلم (هشام) هو الآخر من نيران تلك الحمراء المغوية ... نيران غيرتها اشتدت فأتت تماما على قلبها ، هى لم تنسى بعد... و كيف لها أن تنسى ما رأته عيناها فى مكتبه ؟!! ، كيف لها أن تنسى ان تلك المرأة كانت قبل أيام قليلة فقط بين ذراعيه؟! ... بين ذراعىّ زوجها هى ...
************
انتهى الفصل الرابع
أتمنى ينال إعجابكم و فى إنتظار آرائكم و تعليقاتكم
أرق تحياتى

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-09-16, 11:19 PM   #32

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


بدانا نعرف اكتر عن عاصي و زواجه من بنت عمه
واضح ان فيه مشملة خصلت لرهف و ابوها طلب من عاصي انه يتجوزها
هشام و اصراره بيزيد برحوع رندا له
عي فاكرة انه خانها وواضح ان المةضوع فيه خدعه
زيتد ووتين وﻻد عم برضو و فيه سبب خلاهم يبعدو و وتين ترتبط بغيره
لقاء رندا و سالم كان مسخرة هي دمها ش بات
زياد وخشني و اتمني يجي الفصل الجاي


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 29-09-16, 11:36 PM   #33

نرجس علي
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 343731
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 828
?  نُقآطِيْ » نرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7x( الأعضاء 3 والزوار 4)‏نرجس علي, ‏socomisso, ‏برستيج اردنية

مايلو لي تعليق بعد وقت قليل انتظريني


نرجس علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-16, 01:58 AM   #34

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


الفصل الخامس

قبل ستة أشهر
اليوم التالى للحفل

كانت (راندا) غارقة فى نوم عميق لا تشعر بأى شئ حولها ... لم تنتبه أن الوقت قد تأخر و أن الشمس التى تسللت إلى داخل الغرفة تعلن أن الوقت فى الخارج كاد أن يقترب من الظهيرة ... لم تكن قد استطاعت النوم حتى الساعات الأولى من الصباح ... عادت إلى المنزل بعد أن فشلت فى رؤية (زياد) ... حاولت الإتصال به لساعات لكنّ هاتفه كان مغلقا طيلة الوقت ..تمنت أن يكون قد غادر قبل دخول (وتين) و خطيبها للحفل أو أن تكون (وتين) قد استطاعت إقناع خطيبها بمغادرة الحفل بأى حجة ، و لكنها تعرف (سالم المنصورى) ذلك الرجل البارد العملى إلى درجة الإختناق ... لن يسمح لـ(وتين) بالتنفس بحرف واحد و لن يبال لأى رغبة لها أو رأى .. المهم هو واجِهته و علاقته الإجتماعية اللعينة ... و (وتين) الحمقاء غارقة هى و (زياد) فى لعبة تدمير ذات غبية ... لا تعرف لها سببا و لا تفهم إلا أن أمامها عاشقين أحمقين استخدما أبشع طريقة للإنتحار .. هل هناك أسوأ من أن تموت حيا ... تتنفس دون روح .. تراقب روحك تنسل ببطء من جسدك .. و الأدهى أنها تغادرك لتسكن جسدا آخر ...
قضت ساعات الليل منذ عودتها فى الحركة بتوتر ذهابا و إيابا فى غرفتها .. تتطلع للساعة كل حين ثم تخرج لشرفتها تنتظر عودة أى منهما لتطمئن ... تحاول الإتصال بـ(زياد) دون جدوى ... صوت سيارة قادمة أنقذها من الموت قلقا ، اندفعت بسرعة نحو الشرفة لترى القادم .. كانت سيارة (سالم) تدلف إلى ساحة القصر .. نظرت فى ساعتها لتجدها تعدت الثانية بعد منتصف الليل ، وقفت مكانها لترى (وتين) تهبط من السيارة ... كانت من هذه المسافة و رغم أضواء الحديقة الخافتة قادرة على رؤية مسحة الحزن التى تعلو وجهها ... الحزن الذى هى أكيدة من أن عينيها تحملان منه أضعافا مضاعفة و قلبها الصغير يحمل أطنانا منه ... راقبت بعينين باردتين (سالم) يغادر السيارة بدوره ليقترب من (وتين) التى كان الهواء يداعب فستانها الحريرى و خصلات شعرها .. تأملتها (راندا) بألم .. كانت تبدو كالملاك كعادتها ... ملاك عائلة (هاشمى) الرقيق ... لطالما مثلت (وتين) لـ(راندا) حالة خاصة ... فهى النقيض التام لها ... فبينما كانت (راندا) تعتبر متمردة العائلة و الأكثر جموحا و تعبيرا عن نفسها و رغباتها ... العنيدة دوما و التى لا يُرفض لها طلب رغم أن ذلك الدلال لم يفسدها ... لكنها دائما كانت شرسة فى الدفاع عن ما تعتبره حقها و لا تسمح للآخرين بالتعدى على هذا الحق ، بينما كانت (وتين) دوما اكثر فتيات العائلة رقة و أدبا... الأكثر تسامحا و رُقيا فى المعاملة مع الجميع حتى مع أولئك الذين يحملون لها الكراهية ... (وتين) التى تضع مصالح الجميع و مشاعرهم قبل مشاعرها و رغباتها هى نفسها ... (وتين) التى ذبحت روحها و روح (زياد) من أجل عائلتها ..
عادت تتابع حركة (سالم) الذى اقترب من (وتين) و طبع على خدها قبلة باردة أحرقت قلب (راندا) و هو يهمس لها ببعض الكلمات المودعة ... تأففت (راندا) بإمتعاض .. بالتأكيد كلمات باردة مثله ... لن يتغزل بجمالها بالتاكيد و لن يخبرها كم كانت الأكثر رقة بين فتيات الحفل و لن يشكرها على رفقتها الجميلة .. لن يفعل أيا من ذلك .. ربما يلقى على أسماعها بعض الأوامر الجديدة أو يخبرها أنها أجادت لعب دور السيدة (المنصورى) القادمة جيدا ... ذلك الكريه ... استمرت فى النظر إليهما متابعة (وتين) التى تحركت لتدخل القصر و هى تلوح له مودعة حتى اختفت فى الداخل ... عادت بعينيها نحوه تتابعه و هو يعود ليتحرك نحو السيارة ليغادر لكنه توقف فجأة ليرفع رأسه نحو شرفتها كأنما أحس بمراقبتها له ... لم تحاول الإختباء عن ناظريه بل استمرت فى مقابلة نظراته الباردة التى وجهها ناحيتها ... لم يرف له جفن و هو يستقبل نظرة الكراهية الباردة فى عينيها و قابلها بأخرى أكثر برودا و غموضا ... هذا الرجل يخيفها ... لا تستطيع أن تتقبله أبدا فى حياة عائلتها ... ربما يكون السبب الرئيسى لكراهيتها له هو (زياد) ... لكن هناك شئ به يجبرها على النفور منه ... ربما بروده و عمليته التى تجعل منه جبلا ثلجيا ينافس ثلوج (سيبيريا) نفسها .. ربما لامبالاته و ربما تعاميه عن الحقيقة الواضحة و المكتوبة على وجه (وتين) ... الحقيقة التى يعلمها جيدا فهى بنفسها ألقتها فى وجهه قبل أن يتمم خطبته على (وتين) حين اقتحمت مكتبه ذات يوم ليصدمها بقوله أن (وتين) قد اتخذت قرارا و هو أيضا و لن يتراجع عنه و بالتأكيد ليس من أجل شئ تافه لا يعترف بوجوده كالحب مثلا .. يومها ودت لو لكمته فوق وجهه البارد لتغير ملامحه كلها ... ربما أيضا هذه النظرة الميتة فى عينيه التى يبدو كما لو كانت قد التصقت بهما ... بإختصار هذا الرجل مخيف غامض و (وتين) ليست ندا له أبدا ... (وتين) ستبتلعها دوامته العميقة و لن ترحمها ، لن تنجو روحها المذبوحة سلفا على مذبح التضحية الأزلية التى تعتنقها ...
دقيقة مرت و هما يتبادلان النظرات المتحدية الباردة قبل أن يقطع هو التواصل بين عينيهما و هو يبادلها نظرة أخيرة ، غامضة عميقة لم تستطع فهمها ، خفض رأسه بعدها دون كلمة أو تحية ليعود و يستقل سيارته و يغادر ساحة القصر ... زفرت بحدة و راحة و هى تعود بخطوات غاضبة لغرفتها ... كادت تذهب رأسا إلى غرفة (وتين) لكنها تراجعت عن ذلك ... جلست على طرف الفراش تفكر ... لابد أن (وتين) ستكون متعبة جدا الآن و ما رأته على وجهها الآن ينبأها أنها تحتاج أن تكون وحدها فى هذه اللحظة ... حسنا ستمنحها الوقت الذى تحتاجه و غدا سيكون بينهما حديث طويل ... إن كانت هى و (زياد) يستمتعان بما يفعلانه فهى لن تسمح لهما أبدا بالمَُضى قدما فى تدمير نفسيهما ... عادت تنظر فى الساعة مجددا ، ليت (زياد) يعود هو الآخر و يرحمها من هذا القلق ... عادت تذرع غرفتها و بين الحين و الآخر تعود لتقف فى الشرفة ... لم يعد (زياد) إلا بعد الفجر ... لم ينتبه لوقوفها فى ركن منعزل من شرفتها ... تأملت خطواته الهادئة و وجهه المطرق الذى رفعه ليلقى نظرة نحو شرفة (وتين) ... وضعت يدها على قلبها فى ألم و دمعت عيناها و هى تلمح نظرة عينيه الضائعة و التى رافقتها إلى فراشها حتى غرقت فى النوم أخيرا و هى تمنى نفسها ببضع ساعات من الراحة قبل أن تلقاهما فى الغد
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx*
تقلبت (راندا) فى نومها الثقيل دون أن تشعر بما حولها ... لم تنتبه لباب غرفتها الذى فُتِح بهدوء و لا إلى الخيالين الصغيرين اللذين تسللا إلى غرفتها و هما يمشيان على أطراف أصابعهما ... اقتربا من فراشها و كلاهما يشير للآخر بالصمت و تسلقا الفراش ليجلسا جوارها بهدوء دون أن تشعر بهما أبدا ... عادت تتقلب فى نومها و شفتيها تتحركان بتمتمات غير مفهومة .. اقتربا قليلا منها ليفهما ماذا تقول ... عقدت (راندا) حاجبيها و هى تقول بصوت حانق
_"(زياد) أنا سأقتلك ... لا لا ... يجب أن أعذبك أولا قبل أن أذبحك ... تعال هنا .. أنت ميت"
ثم عادت لتتقلب مرة أخرى و لوحت بكفها فى الهواء كمن يصفع شخصا لتعود و تهتف
_"(هشام رضوان) أنت أيضا يجب أن تموت ... سأقتلك .. مت أيها المغرور "
ضحكات صغيرة انطلقت فى فضاء الغرفة قبل أن تسكت فجأة و صوت طفولى يهمس
_"ششش .. اصمتى (روفى) ... (رورو) ستستيقظ"
نزعت كفه من على شفتيها و هى تضحك بخفوت لتكمل بتآمر هامس
_"لا تخاف ... هيا نبدأ ... بسرعة قبل أن تفعل"
لم تستمع (راندا) للهمسات الدائرة حولها و لا أحست بما يقومون به
_"لا يا (رامى) ... ليس الأزرق ...انا أحب الوردى أكثر... الوردى أجمل"
_"(روفى) .. هذه ليست باربى خاصتك ... أمسكى هذا اللون بسرعة"
صوت ضحكات قصيرة خافتة تلاها حديثهما الهامس
_"إنها تتقلب كثيرا ... لا أستطيع وضع هذا اللون هنا .. خذه أنت و ضعه ناحيتك"
_"(رورو) ستغضب كثيرا"
ضحكة قصيرة خافتة تلاها صوت الصغيرة هامسا
_"ستتحول لساحرة شريرة ... هيا بسرعة يجب أن ننتهى قبل أن تستيقظ"
مضت دقائق و هما منهمكان قبل أن تتململ (راندا) فى إنزعاج جعلاهما يتسمران ... مضت لحظة قبل أن تفتح عينيها فجأة .. رفرفرت برموشها قليلا و هى تحاول العودة للنوم ، لكنها أن انتبهت لمقتحمىّ غرفتها الصغيرين ... نظرت نحوهما بعينين مشوشتين تحملان أثر النوم ... كان ينظران نحوها و بدا كما لو يكتمان ضحكاتهما بصعوبة ... تمطت بكسل قبل أن تفتح عينيها لتنظر نحوهما فى حنان و تقول باسمة
_"صباح الخير صغيرىّ الجميلين ... كيف حالكما؟ .. ما هذه المفاجأة الجميلة؟!... هاه من سيمنح (رورو) قبلة الصباح اولا"
تبادلا نظرات شقية قبل أن يندفعا نحوها بصخب طفولى محبب ... احتضنتهما فى حب قبل أن تبعدهما مرة أخرى لتعتدل فى فراشها ... انتبهت حينها للألوان التى افترشت سريرها و لطخت وجهيهما و أكفهما الصغيرة ... عقدت حاجبيها قبل أن تضحك و هى تمد يدها تداعب أنف (رامى) الذى كان ملطخا بلون أزرق .. مسحته برقة و هى تقول فى تأنيب حنون
_"ماذا تفعل هذه الألوان على فراشى يا شقيين؟ ... ثم ألم أقل لكما أكثر من مرة أن الألوان نستخدمها فى كراس الرسم و التلوين و ليس على وجوهنا"
عادت تتأمل ملاحهما الصغيرة بحب و حنين لذلك الشقيق الغائب الذى يحملان ملامحه ... كم يشبهانه بدرجة كبيرة و كأن أمهما وضعت كل حبها له فى ملامح طفليه فجاءا على شاكلته لم يآخذا إلا القليل جدا منها ... هما نسخة مصغرة منه ، نفس الشعر و العينين و الإبتسامة .. نفس لمعة عينيه ... يا الله كم تشتاق له ... عادت تبتسم و هى تنظر لهما ... عينيهما اللامعتان بشقاوة و ... مهلا لحظة ... هذه النظرة ... هى تعرفها جيدا .. ذلك اللمعان الشقى فى عينيهما تحفظه جيدا فهو يظهر خاصة حين يدبران مقلبا ما ... نظرة تشبه جيدا نظرة (زياد) ... اختفت إبتسامتها و هى تقطب حاجبيها قبل أن ترفع أحدهما و تنظر لهما فى حذر قبل أن تقول بتوجس
_"مهلا لحظة ... أنا لا أرى أى كراسات تلوين معكما ..ماذا تفعلان بالألوان وحدها فى فراشى أيها المحتالان؟!"
لم يردا و ازدادت نظراتهما الشقية و هما يتبادلان إبتسامة خبيثة كإبتسامة (زياد) الوغد فسألت بجدية
_"حسنا ... رفيف و رامى هاشمى أريد إجابة صريحة حالا و إلا سوف تـ"
قبل أن تكمل جملتها أو تحصل على أى إجابة منهما .. انتفض جسدها و جسد الصغيرين على تلك الصرخات العالية التى تنامت لأسماعهم من خارج الحجرة ..
_" (رفييييف) ... (راااامى) ... أين أنتما أيها الشيطانين ؟ ... انتظرا فقط .. عندما أعثر عليكما ستتمنيان لو أنكما لم تولدا أبدا"
نظرت لهما فى دهشة و هما ينتفضان من على فراشها و (رفيف) تهتف
_"(ميسا) قادمة ... هيا (رامى) بسرعة"
راقبتهما بحاجبين مرتفعين و هما يجريان فى الغرفة بحثا عن مخبأ ... لم يكادا يختفيان جيدا خلف أحد ستائر الشرفة حتى اندفعت (هاميس) مقتحمة الغرفة بقوة و هى تصرخ كالمجانين ... شهقت (راندا) بقوة و هى ترى منظر (هاميس) المذرى ... كانت تقف ببيجامة نومها و شعرها الطويل مشعثا كالساحرات و خصلاته اختفى لونها الجميل لتحمل كل خصلة منه لونا مختلفا فيما ملامح وجهها اختفت تماما خلف العديد من الألوان فبدا كلوحة فنية لفنان مجنون .. هتفت بذهول و غباء
_"يا إلهى!! ...(هاميس) ماذا فعلتى بنفسك؟!"
نظرت لها (هاميس) كأنما تخاطب مجنونة و صرخت فيها
_"ماذا فعلت بنفسى؟! ... هل تظنيننى مجنونة لأفعل شيئا كهذا بنفسى؟ ... أين هما ؟ أين اختفيا ؟! .. أعرف أنهما هنا ... أين ذهبا هذان الشقيان؟ ... انتظرا فقط حتى أعثر عليكما"
كانت تدور حول نفسها تفتش كل ركن فى غرفة (راندا) التى تسمرت فوق فراشها تراقب (هاميس) فى بحثها المحموم تنحنى لتبحث تحت المقاعد و الأريكة و تستقيم لتفتح دولاب الملابس .. حاولت الا تطرف بعينيها نحو الشرفة حيث يختبآن فيما صوت (هاميس) المتوعد يتابع صارخا
_"انتظرا فقط حتى تقعا تحت يدى ... سأعلقكما من أقدامكما أمام باب غرفتى لتكونا عبرة لمن يعتبر ... انتظرا فقط ... آآآآآه ... هأنتما ذا "
قامت (راندا) مسرعة من فراشها عندما رأت (هاميس) تشد الصغيرين إلى داخل الغرفة قبل أن تمسك أذنيهما مؤنبة
_"هل اعتقدتما أننى لن أعرف من فعل هذا بى؟ ... انظرا الآن ماذا سأفعل بكما"
هتفت بها (راندا) وهى تسرع نحوها و تنتزعها من بين يديها
_"(هاميس) هل جُننتى؟ .. كيف تعنفيهما هكذا؟"
التصقت (رفيف) بها و تمسكت بثيابها و هى ترفع عينين دامعتين لها و تقول ببكاء طفولى
_"(رورو) ... (ميسا) شريرة ... ضربتنى"
ربتت (راندا) على شعرها فى حنان و تضمها إليها و ذراعها الآخر يضم (رامى) هو الآخر إليها و هى تزجر (هاميس) بلوم دون أن تنتبه إلى (رفيف) التى كانت تبتسم بشقاوة مغيظة (هاميس) التى انفجرت غاضبة و هى تقول
_"انظرى إليهما !!! ... (راندا) إنهما يخدعانك .. لقد ارتكبا خطأ و يجب أن يعاقبا .. لن يفلتا من العقاب ككل مرة بسبب تدليلك لهما"
أجابتها (راندا) فى حزم
_"إنه تأثير أخيك الأحمق هو وحده من يعطيهما دروسا فى الشيطنة ...يا إلهى!! ... شقيقى ترك لى ملاكين صغيرين و انظرى ماذا فعل بهما (زياد) .. لقد حولهما لشيطانين مثله ... إن كان هناك من يجب أن يُعاقب فى المقام الأول فهو شقيقك الأحمق وحده"
هتفت (هاميس)
_"بل السبب هو جيناتك الغبية التى تسللت إليهما حتما"
_"حقا ؟! ... لا تنسى إذن أن جيناتك الغبية أنتِ و شقيقك قد تسللت إليهما هى أيضا"
_"أنتِ حمقاء يا (راندا) و تفسدينهما دلالا ... أنا خالتهما و قلت يجب أن يعاقبا"
_"فعلا يا خالة ؟! ... سمعت أن الخالة حنونة جدا و أقرب من العمة ... ربما عليكِ أخذ بعض الدروس (هاميس)"
_"تركت لكِ الحنان كله آنسة (راندا)"
ضحكات الصغيرين أوقفت جدالهما فنظرا نحوهما ... (راندا) ابتسمت فيما (هاميس) لوت شفتيها و أشاحت بوجهها و هى تغلى غضبا .. تأملتها (راندا) لحظة قبل أن تبتسم إبتسامة بدأت صغيرة قبل أن تتحول إلى ضحك هيستيرى لم تستطع التحكم فيه و هى تلوح بكفها و تمسك ببطنها
_"يا الله !! (هاميس) لا يمكننى التحمل حقا ... آسفة لكنكِ حقا .. أنتِ تبدين رهيبة"
نظرت (هاميس) نحوها ببرود و كتفت ذراعيها و ركن فمها يرتفع بتهكم و هى تقول
_"حقا؟! ... أبدو رهيبة ؟! ربما عليكِ إذن أن تلقى نظرة على نفسك فى المرآة أولا أيتها الأميرة"
توقفت (راندا) عن الضحك قبل أن تنظر نحوها بحيرة و تقول بتوجس و هى تهز رأسها
_"ماذا هناك؟ ..لا .. لا تقولى ما أفكر فيه"
هزت (هاميس) كتفيها و هى ترفع حاجبيها بنظرة تقول لا تصدقى هذا شأنك... أطلقت (راندا) ضحكة عصبية و هزت رأسها و هى تلوح بسبابتها بإشارة نافية و هى تنظر للصغيرين
_"لا لا تقولى هذا .. هذا ليس صحيحا ... صغيرىّ أنتما لم تفعلا هذا بـ(رورو) ، صحيح؟"
هتفت (هاميس) فى حنق و هى تضرب كفيها ببعضهما و ترفع عينيها نحو السماء بنفاذ صبر قبل أن تشير للألوان على الفراش
_" لا حول و لا قوة إلا بالله ... ألهمنى الصبر يا رب ... (راندا) بالله عليكِ .. ألم تلاحظى علب الألوان هناك ؟! ماذا فى رأيك كانا يفعلان بها فى فراشك و أنتِ نائمة .. يلونان أحلامك مثلا؟!! .. ماذا عن الألوان التى تلطخ وسادتك ؟! إن كنتِ لا تستطيعين النظر فى المرآة ربما عليكى الإكتفاء بالنظر إلى شعرك إذن"
مدت (راندا) كفها فى حذر تلتقط خصلة من شعرها و نظرت إليها ... لا .. هذا ليس حقيقيا .. ليس هى .. تحركت نحو المرآة .. وقفت أمامها و رفعت ناظريها نحو صورتها فى توجس و اتسعت عيناها و هى ترى الصورة المنعكسة أمامها... شعرها مشعث كـ(هاميس) بالضبط و خصلاته !! .. يا إلهى!! ...أمسكت خصلاتها الطويلة بعدم تصديق .. ألوان برتقالية و حمراء و زرقاء ... الكثير من الألوان صبغت خصلاتها .. و وجهها .. يا الله .. هناك دائرة زرقاء بشعة حول عينها اليمنى و يبدو أن تقلبها فى نومها زاد الأمر سوءا .. ما هذا الشئ الأصفر على خدها .. أهذه شمس ؟!! و ماذا ؟!! .. شمس بذراعين أيضا و عينين و إبتسامة ؟!! .. هل تمزحان ؟! ... تحسست خدها تتتبع ملامح وجهها الذى حوله الصغيرين إلى لوحة من الرسوم العشوائية و ارتجفت شفتيها و التمعت عيناها بدموع قهر و رغبة عنيفة فى الصراخ تحرقها ... هذان الشقيان لن يفعلا هذا من نفسيهما .. هناك من حرضهما .. هى متأكدة .. كما أنها متأكدة تماما من اسمه .. شخص واحد يمكنه أن يحرضهما على ذلك .. شخص واحد ليس إلا .. و هى تعرفه جيدا
_"(رامى) ... لماذا هى صامتة هكذا .. لماذا لا تتحول كالساحرات؟"
_"انتظرى لحظة (روفى) .. ستفعل أكيد .. (ديدو) قال أنها ستصرخ بصو"
آذانها الحساسة التقطت همساتهما التى توقفت فجأة لكنها كانت قد سمعتها و إسم واحد التصق بهما كالصمغ التفتت نحوهما فجأة لتجد (هاميس) تقف خلفهما و كفاها يغطيان فميهما لتمنعهما من إكمال كلامهما و هى تنظر نحو(راندا) بهلع ... التمعت عيناها بنظرة شريرة و هى تهمس ببطء و إبتسامة شريرة ترتسم على شفتيها
_"(ديدو)!! .. هذا رائع .. هذا أكثر من رائع"
تمتمت (هاميس) و هى تحاول تهدئتها
_"(راندا) حبيبتى ... استهدى بالله .. لا داعى لهذه النظرات .. أنتِ ترعيبيننى "
عادت (راندا) تلتفت للمرآة و تتأمل شكلها المرعب و النار تشتعل فى صدرها .. نار لن يخمدها إلا شئ واحد ... كزت على أسنانها و هى تبتسم بتوعد و الشر مرتسم فى نظراتها المجنونة
_"(زياد هاشمى) هذه المرة لن أرحمك .. موتك اليوم مؤكد على يدىّ"
مطت (هاميس) شفتيها و هى تهمس بأسف
_"أخى (زياد) أنت ميت !! فليرحمك الله"
بينما مالت (رفيف) على توأمها هامسة
_"(رورو) تحولت للساحرة الشريرة أخيرا"
أومأ برأسه و هو ينظر إلى (راندا) التى زادت نظرات الجنون فى عينيها و هى تضم قبضتها بقوة و شفتيها لازالتا تتحركان بتوعد .. همس لأخته مؤكدا
_"انظرى لها .. ستصرخ الآن .. بسرعة غطى أذنيكِ"
قالها و هو يضع اصبعيه فى أذنيه لتتبعه (رفيف) فيما (هاميس) اتسعت عيناها فى إنتظار الإنفجار المعتاد و رفعت كفيها بسرعة لتغطى أذنيها هى الأخرى ...أخذت (راندا) نفسا عميقا قبل أن ترفع رأسها و تصرخ بصوت عال جعل الطيور فى الخارج تجفل من على أعشاشاها
_"(زيااااااااااااد)"
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
استرخى (هشام) على أحد الكراسى فى شرفة منزله و التى تطل على الحديقة التى أجادت والدته الإعتناء بها عبر سنوات طوال و زرعتها بورودها و نباتاتها المفضلة و تولت (رهف) مساعدتها ... كانت هذه إحدى الصفات التى تقاسمتها هى و شقيقته الصغرى التى عشقت النباتات حتى أنها صممت على أن تكون تخصصها العلمى فى الجامعة ... ربما كانت النباتات هى الوحيدة التى مازالت (رهف) توليها إهتماما و التى تستطيع أن تخرجها من دوامة الماضى التى مازالت مصرة على أن تحبس نفسها داخلها ... (رهف) التى أصبحت تتنفس فقط مع نباتاتها و يظن أنها وحدها من يستمع إلى شكواها و أنينها الصامت الذى تخفيه عن الجميع حتى هو و أمهما ... ربما يكون (عاصى) هو الآخر إستثناءا فلم يفشل يوما فى إستفزازها و الحصول على ردة فعل حتى و لو نظرة كراهية قاتلة أو غضب مستتر ... حتى لو كان تأثيرا يكاد لا يرى ، لكنه يُحتسب ردة فعل بدل البرود المميت الذى غرقت فيه ... فرد ساقيه فوق كرسى مقابل و هو يتنفس بعمق محاولا الحصول على قدر أكبر من الإسترخاء و هو يلتقط فنجان قهوته و يرتشف منه قليلا ... فقط لو يذهب هذا الصداع .. ضغط بين عينيه فى ألم ... لم يحصل على نوم كاف الليلة الماضية ... فى الواقع هو لم يستطع النوم أبدا حتى أشرقت الشمس و لا حتى عندما أغمض عينيه محاولا الحصول على بضع ساعات من النوم بعد أن أكد على (عاصى) أن يتولى هو مهامه فى الشركة ... ابتسم فى شماتة و هو يفكر فى جدول الأعمال المزدحم الذى سيغرق فيه (عاصى) حتى أذنيه .. يستحق بعد ما فعله بالأمس ... يخشى فقط من الجنون الذى سيصيب سكرتيرته بسبب (عاصى) لكنه سيعوضها بأجازة تعالج فيها الآثار النفسية الجسيمة التى ستصيبها بعد تعاملها معه .. تراجع أكثر فى مقعده و هو يشبك ذراعيه خلف رأسه .. ابتسم و هو يستعيد أحداث الأمس بتفاصيلها .. هو أصلا لم يتوقف لحظة عن التفكير فيها و استعادتها مرارا و تكرار .. لم يتمكن من النوم بسببها حتى عندما استسلم لنوم قلق لم تتوقف عن غزو أحلامه ، مثلما أخبرها أنه سينتظرها ، فلم تتأخر بالفعل ... لكنها فى أحلامها كانت أكثر رقة .. أكثر نعومة و عاطفية ... كانت تبتسم له فى الحلم و تنظر له بعينيها الغارقتين بالمشاعر ... اتسعت إبتسامته و هو يغمض عينيه بشغف يستعيد شعوره بها فى الحلم ... كان شيئا خياليا لكنه أبدا لا يفوق وجودها الحقيقى بين ذراعيه بالأمس و شعوره بها قربه كأنفاسه .. يراقصها و يستمتع بخرمشاتها و حربها الكلامية معه ... ضحك و هو يتذكر كيف كان يستفزها و كيف تصرف لأول مرة خلاف طبيعته الجادة .. بالله .. هو لم يقترب من إمرأة بهذه الطريقة من قبل و لا أن يلمسها أو يراقصها كما فعل مع (راندا هاشمى) ... لماذا تجاوز كل الحدود التى يؤمن بها و أقترب منها بهذه الطريقة ... لا يعرف سوى هذا الشعور الجارف بإنتمائها له وحده .. أن من حقه أن يقترب منها كيفما شاء و أن يبعد عنها كل وجود ذكرى قد يقترب من محيطها .. ينتزعها من بين الجميع إنتزاعا كما فعل و هو يأخذها من (زياد) ... شعور الغيرة عاوده و هو يتذكره و يتذكر مدى قربه من (راندا) و كيف بديا منسجمين معا كما لو كانت تربطهما علاقة قوية قبل أن يعرف أنه (زياد شاكر) ابن عمها ... أحد أبناء آل هاشمى و الذى سمع عنه دوما لكنه لم يسبق أن التقاه رغم معرفته بوالده (شاكر هاشمى) ... ربما لأن (زياد) قد اختار طريقا آخرا لحياته العملية بعيدا عن أعمال العائلة و ترك إدارة شركات العائلة لعميه و والده و شقيق (راندا) الأكبر ... رغم معرفته هذه لكنه لم يستطع التغلب على شعوره بالضيق من علاقتهما حتى بعد أن أخبره (أمجد هاشمى) والد (راندا) أن (زياد) بمثابة شقيق آخر لها و أنهما دوما كالقط و الفأر منذ صغرهما ... تنفس (هشام) بقوة .. يبدو انه سيعانى كثيرا فى محاولة تفهم هذا القرب بين هذين الإثنين و تعلم السيطرة على مشاعره دون أن ينفجر غضبا و غيرة كلما اقترب (زياد) منها أو مازحها كما فعل بالأمس .... كلامه مع والدها أزاح ثقلا كبيرا من فوق صدره ، فـ(زياد) لم يكن الحبيب الذى تبجحت به أمامه ... عادت وساوسه تهاجمه مرة أخرى .. أكانت صادقة ؟!! ... ربما قصدت شخصا آخر غير (زياد) .. حتى و إن كان هذا صحيحا و هناك آخر ... هو لن يسمح لأى آخر بالتواجد قربها و لا أن يتصور أن له مكانا فى قلبها ... ذلك القلب ملكه وحده ... عاجلا أم آجلا هى ستدرك هذه الحقيقة كما فعل هو ... الطريقة التى كانت تقاتله بها البارحة .. كيف تتوتر و كيف تشتعل أعصابها فقط بقربه منها .. كل هذا يؤكد أن ما أصابه قد نال منها هى الأخرى ... و قبل كل هذا الطريقة التى كانت تنظر بها نحوه فى الشرفة حيث رقصا بتناغم مثالى كأنما كانا قد فعلاها من قبل مئات المرات ... كيف كانت تنظر إليه كأنه الرجل الوحيد فى هذا العالم تعترف عيناها بإنتمائها له وحده ...غامت عيناه و هو يتذكر كيف كاد يفقد كل سيطرة على عقله و يفلت العنان لطوفان مشاعره ، نظر لكفه التى مازالت تحمل نعومة شفتيها .. ارتجفت أعماقه بقوة و هو يفكر كيف كان سيتجاوز كل حدوده .. رباه!! لقد كاد ينحنى مقبلا شفتيها دون وعى لو لم يقاطعهما (عاصى) ... زفر بحرارة و هو يمرر أصابعه فى شعره ... رباه لقد جُن أخيرا ... و هى كانت غارقة فيه بالمثل لم تحاول الإبتعاد و لم تنجو بدورها من دوامة السحر التى جذبتهما لحظتها و مقاطعة (عاصى) أنقذتهما من الوقوع فى خطأ كهذا ، لم تكن ستسامحه و لا كان هو سيسامح نفسه ...كان عليه أن يشكر (عاصى) رغم أن جزءا عميقا داخله كره توقيت (عاصى) الخاطئ كالعادة و ود لو أنه لكمه على فمه الساخر لحظتها ..
كان (هشام) مستغرقا فى تفكيره فلم ينتبه لأمه التى كانت تقف قربه تتأمل إبتسامته الحالمة بحنان و ارتسمت على شفتيها إبتسامة سعيدة و كأنما أدركت ما يعتمل فى صدر ولدها ... اقتربت لتقاطع أفكاره و هى تضع كفها بحنان على رأسه
_"ما الأمر (هشام) ؟!! ... ما سر هذه الإبتسامة الحالمة بنى؟!"
التفت (هشام) نحوها و أنزل ساقيه من على الكرسى و هو يعتدل فى جلسته ... ابتسم و هو يرى لأول مرة منذ فترة طويلة إبتسامتها السعيدة التى اشتاق إليها كثيرا فى الآونة الأخيرة .. تلك الإبتسامة التى اختفت مصطحبة معها سعادة المنزل ..تأمل ثوبها الأسود الأنيق و تنهد ... لازالت مصرة على إرتداء الأسود رغم مرور أكثر من نصف العام على رحيل والده و ما حدث لـ(رهف) ... لكن لا بأس هاهى تبتسم بسعادة واضحة عكس إبتساماتها السابقة المغرقة فى الحزن ، التقط كفها و قبله فى حب و هو يقول
_"و كيف لا أبتسم و أمامى هذا الوجه الجميل سيدتى الفاتنة؟!"
ضحكت و هى تضربه بكفها على رأسه برفق و تمتمت
_"أيها المخادع !! .. أنا أقف منذ وقت طويل و أنت لم تنتبه لى أصلا"
_"و هل أنا غبى سيدة (سلمى)؟!.. كى يكون أمامى هذا الجمال ولا أنتبه له"
ضحكت و هى تهز رأسها دون تصديق
_"ماذا بك (هشام)؟! ... هل تقمصتك روح (عاصى) أخيرا .. ربما هذا يفسر لماذا كان يبدو جادا و هو يغادر للشركة هذا الصباح مبكرا على غير العادة ... لابد أنكما قد تبادلتما الشخصيات فلا تفسير آخر"
ضحك (هشام) وهو يقول
_"رباه !! .. أمى .. فكرتك عنى سيئة للغاية ... و يبدو أنكِ تفضلين شخصية ذلك الوغد المغازل (عاصى) ... أنتِ تحبينه أكثر منى"
تأملته للحظات بحب قبل أن تجلس على مقعد مجاور له و تمد كفها تتحسس خده بحنان و إبتسامة حانية على شفتيها
_"أنتما ولدىّ (هشام) ... أحبك كثيرا أنت و (رهف) فأنتما هدية والدك لى .. أنتما رمزا حبى له و جزءا غاليا منه و منى .. بينما (عاصى) المشاغب كان هدية غالية من أبيك و عمك و والدته (همسة) التى كانت أقرب لى من أخت ... هدية غالية منحها لى ثلاثتهم ثم رحلوا ..(عاصى) استولى على جزء كبير من قلبى لكنك تعرف أننى لم أفرق أبدا بينكم فى المعاملة بنى ،صحيح"
قبل كفها مرة أخرى و هو يؤكد
_"بالطبع أمى .. أنتِ كنتِ و ستظلين دوما أفضل الأمهات .. لكن لا تخبرى (عاصى) بهذا الكلام فسيصبح أكثر غرورا و تبجحا بحبك له أكثر مما هو فى الواقع"
قاطعه صوت (عاصى) المتهكم الذى كان قد وصل لحظتها
_"للأسف (هشام) .. لقد فات الأوان و سمعت كل شئ"
و تابع و هو يقترب ليحيط السيدة (سلمى) من الخلف و هو ينحنى ليطبع قبلة رقيقة على خدها و هو يكمل
_"ثم إننى أعرف مسبقا مكانتى الكبيرة لدى هذه الجميلة ... هى تجاملك لأنك ابنها ، لكنها فى الواقع تحبنى أكثر منك ، صحيح أمى؟!"
وضعت كفيها على ذراعه التى تضمها و مالت برأسها للخلف لتقبله و هى تقول همسا
_"صحيح بنى .. و لكن لا تخبر (هشام) بهذا ... إنه يغار بشكل سئ"
أومأ برأسه فى تآمر و هو يستقيم ليلتقط كوبا من العصير الموضوع على المائدة قبل أن يجلس هو الآخر على أحد المقاعد .. ارتشف من الكوب و أغلق عينيه بإستمتاع و هو يقول
_"هل رأيت (هشام)؟! .. أراهنك أن أمى أعدت هذا العصير خصيصا من أجلى فهى تعرف أنه مشروبى المفضل .. لابد أن قلبها أخبرها أننى قادم فى الطريق"
ابتسم (هشام) بسخرية و هو يقول
_"قلبها هو الذى أخبرها ؟ أم مكالمة الهاتف التى كانت تؤكد عليك فيها ألا تتغيب عن موعد الغداء و إلا ستواجه عواقب وخيمة"
منحها (عاصى) نظرة لوم تمثيلية فابتسمت و هى تهز رأسها فيما تابع (عاصى) قائلا
_"كنتِ محقة .. يغار بشكل سئ لدرجة أنه أصبح يتلصص على مكالمتنا أمى"
وضعت (سلمى) كفها على فمها تحاول السيطرة على ضحكاتها بينما قال (هشام) ببرود
_"هذا يذكرنى ... كيف انتهيت بهذه السرعة من كل الأعمال التى كلفتك بها فى الشركة؟!"
وضع (عاصى) كأس العصير من يده على المائدة و هو يهتف بحنق
_"تبا (هشام) كنت تعرف أنك تورطنى ، أنت تعمدت ذلك ... ثم .. كيف تصورت أننى يمكن أن أحتمل العمل فى مكان واحد مع سكيرتيرتك الباردة تلك ؟ رباه ... لقد كدت أُجن من ردود أفعالها .. كيف تحتملها؟!"
تنهد (هشام) و هو يدرك مدى المأساة التى حلت بسكيرتيرته حين أرسل (عاصى) ليتابع العمل .. اعتذر لها مجددا داخله و هو يعدها بتعويض مجزى ، قبل أن يخاطب (عاصى)
_"متأكد أنها هى من أصابتك بالجنون ؟!! .. أراهن أننى سأستغرق وقتا طويلا لأعالج الآثار النفسية التى سببتها لها اليوم .. أنت فقط لم تتمكن من التعامل معها لأنها لا تستجيب لسخافاتك كباقى الفتيات اللاتى عرفتهن"
وضع (عاصى) كفه على قلبه فى ألم
_"آه .. كانت هذه ضربة موجعة لغرورى (هشام) .. كل ما فى الأمر أنها إنسانة غير طبيعية"
_"بل هى فتاة محترمة و جادة جدا .. تعمل من أجل عائلتها و ليس لديها أى رغبة فى تضييع وقتها فى العبث الغير مجدى ... ثم لم تخبرنى بعد ... أنهيت كل الأعمال؟!"
_"لا (هشام) لم أنهى كل شئ .. لقد عدت من أجل الغداء إن كنت لا تمانع"
قال (هشام) بإستفزاز
_"حقا؟! ... و ماذا عن إستراحة الغداء هناك ؟ .. ألم تستطع تناول الطعام فى المكتب؟!"
هتف (عاصى) بإستنكار و هو ينظر نحو (سلمى) التى كانت تضحك على نقاراهما المعتاد
_"لم أعرف أنك قد اشتريتنى عبدا يا سيد (هشام) نحن شريكين على حد علمى .. هذا ما ينقصنى .. أتنازل عن طعام أمى اللذيذ لأتناول الغداء فى مكتبك البارد ، يرضيكِ هذا أمى؟!"
ربتت (سلمى) على كفه بحب و هى تبتسم
_"بالطبع لا بنى .. دعك منه .. أخبرتك أنه يغار ... حماتك تحبك بنى ، الطعام كله اليوم أعددته من أصنافك المفضلة"
قبل يدها و هو يغمز لها
_"أعرف أنها تحبنى ... رغم أنها ابنتها لا تفعل بل لا تطيقنى أصلا"
ربتت على خده فى حنان
_"لا تقلق حبيبى ... ستفعل يوما أنا واثقة من هذا ... كن على يقين .. لا فتاة يمكنها أن تقاوم الوقوع فى حبك طويلا"
زفر (هشام) فى نفاذ صبر مفتعل و هو يرفع عينيه نحو السماء و استقام واقفا و هو يقول
_"رباااه!! ... لقد اكتفيت من سطور الغزل التى تتبادلاها دون أدنى احترام لى .. سأصعد غرفتى حتى يحين موعد الغداء"
و تحرك ليبتعد لكن ليس قبل أن يضرب (عاصى) بقوة على كتفه و هو يقول
_"عليك أن تتوقف عن عبثك أولا إن أردت أن تتقبلك ابنتها فى حياتها"
انحنى ليقبل خد والدته و هو يتابع
_"أمى سأرتاح قليلا .. نادينى حين تستعدون للغداء"
أومأت برأسها و هى تتابعه بعينيها حتى اختفى داخل المنزل قبل أن تنحنى نحو (عاصى) سائلة
_"ماذا به (هشام) ؟! ... يبدو مختلفا منذ الصباح"
ضحك (عاصى) و هو يميل إليها هامسا و عينيه تلمعان بخبث
_"صدقى أو لا أمى ... ابنك البارد هذا وقع أخيرا فى الحب ... إنه عاشق"
رفعت حاجبيها بعدم تصديق قبل أن تقول
_"حقا ما تقول (عاصى) ... (هشام) عاشق .. و متى حدث هذا أصلا؟!! متى التقاها؟!"
_"البارحة"
هتفت بذهول
_"البارحة؟!! ...أنت تمزح ... هكذا سريعا ؟!... لا أصدق"
ضحك بقوة و هو يؤكد
_"بل صدقى أمى ... فى لحظات فقط وقع ابنك المبجل فى العشق رأسا على عقب .. رباه!! ... كان يجب أن تريه بنفسك أمس ... لقد أصيب بالجنون ... انتظرى لحظة .. سترين بنفسك"
قالها و هو يخرج هاتفه المحمول و يفتح بعض الملفات قبل أن يناولها إياه و هو يضحك
_"انظرى ... لقد صورتهما ... ما كان يمكننى مقاومة هذا السبق ... (هشام رضوان) واقع فى العشق ... هذا حدث نادر جدا لا يمكن تفويته أبدا ، صحيح؟!"
ضحكت و هى تشاهد الصور التى التقطها (عاصى) ثم هتفت بدهشة ضاحكة
_"وفيديو أيضا؟! ... أنت حقا يا (عاصى) !! ... لحظة!! أليست هذه (راندا) ابنة (ثريا) و (أمجد هاشمى)"
_"تعرفينها؟!"
أومأت برأسها و هى تتذكر الفتاة المرحة المشتعلة بالحيوية و التمرد التى لطالما اشتكت (ثريا) من جنونها و تمردها اللذين لا تستطيع التحكم بهما أبدا فوالدها و جدها يتماديان فى دعم تلك الصفات بها ... قالت و إبتسامة سعيدة ترتسم على شفتيها و هى تتأمل (هشام) الذى بدا بوضوح إلى أى حد هو مُغرم
_"أجل ... قابلتها بضع مرات ... إنها فتاة لطيفة جدا"
هتف بإستنكار
_"لطيفة ... هذه لطيفة ؟!! .. مفهومك عن اللطف غريب جدا أمى ... لقد كادت تقتلنى أنا و (هشام) البارحة .. إنها شرسة لو أردنا الدقة"
ضحكت (سلمى) و هى تعاود النظر إلى صورة (راندا) قبل أن تقول
_"تعرف يا (عاصى)؟! ... أول مرة قابلت فيها (راندا) وفاجأتنى حيويتها و إنطلاقها و شخصيتها المتمردة ، داعبت عقلى أمنية واحدة لم أتمكن من نزعها من رأسى و فى كل مرة كنت أراها فيها كانت تعود لتلح على ، أن تكون يوما من نصيب (هشام)... كنت أعرف أن روحها هذه وحدها من تناسب (هشام) ... وحدها ستتمكن من إختراق جدران البرود التى أحاط بها قلبه طويلا .. و يبدو أننى كنت محقة"
_"يبدو هذا .. رائع جميلتى تتمعين ببصيرة مذهلة .. أحييكِ"
أعادت إليه الهاتف ضاحكة و هى تقول
_"بصيرتى تخبرنى أيضا أن (هشام) لن يفلتك أبدا إن عرف بأمر هذه الصور على هاتفك"
_"لا تخافى ... ساحتفظ بها حتى ابتزه بها يوما ، قد يدفع مقابلها الكثير"
_"و قد يقتلك أيضا"
صمتت لحظة قبل أن تتابع بنبرة حزينة
_"فى الواقع كنت أنوى أن أفاتح (ثريا هاشمى) برغبتى فى أن أخطب ابنتها لـ(هشام)"
_"حقا؟!!"
هتف بدهشة لتومئ برأسها متابعة بأسف
_"أجل ... لكن للأسف لم أتمكن من ذلك ، كل حياتنا انقلبت فجأة .. حادثة (رهف) و رحيل عمك .. و السعادة فارقت منزلنا و تركت للحزن مكانها"
رفعت كفها تمسح دمعة غافلتها و سقطت على خدها فمد (عاصى) كفه و احتضن يدها قائلا بتأكيد
_"لا تقولى هذا أمى ... الحزن لا يدوم و السعادة ستعود لتسكن منزلنا مرة أخرى .. أنا أعدك بهذا حبيبتى .. تثقين بى ، صحيح؟!"
_"أكثر من نفسى بنى ... لكن (رهف) كما ترى .."
قاطعها مؤكدا
_"ثقى بى .. (رهف) ستعود كما كانت دوما ... أنا سأتكفل بإعادة الحياة مجددا إلى عينيها و روحها ... قليل من الوقت و سيتكفل الزمن بكل الجراح حبيبتى"
شدت على كفه قائلة
_"عدنى (عاصى) .. عدنى بنى أنك لن تتخلى عن (رهف) أبدا .... مهما طردتك خارج حياتها أو استمرت فى دفعك بعيدا بقسوتها و كراهيتها ... أنت لن تتركها حتى تعود (رهف) القديمة مجددا"
أغمض (عاصى) عينيه و خفق قلبه و هو يتذكر وعدا آخرا قطعه لنفسه قبل أن يقطعه لعمه الذى طالبه بحماية صغيرته و ألا يتخلى عنها أبدا .. تنفس بقوة و هو يفتح عينيه مرددا
_"أعدك أمى .. لن أتركها أبدا .. حتى عندما تعود (رهف) القديمة و تستعيد قدرتها على الحياة مجددا ... عندها حتى لن أتركها أبدا .. و هذا وعد من ابنك الثانى "
و ضغط على كلماته و هو ينظر لعينيها التى ترقرقت بهما الدموع ليؤكد لها بكل يقين
_"هذه كلمتى لكِ ... و تعرفين ان كلمة (عاصى رضوان) لا تُرد أبدا ... (رهف) شاءت أم أبت أصبحت قدرى و أنا لن أفلتها أبدا ... أبدا"
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx*
انتهى الفصل الخامس يا جميلات بتمنى ينال إعجابكم

قراءة ممتعة


noor elhuda and Dr. Aya like this.

rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 01-10-16, 01:59 AM   #35

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


اعا د ة التعليق

فصل جمييييييل جدا
مشهد الطفلين و رندا كان مسخرة
طيب كده اخو راندا متجوز اخت زياد و هاميس
هل اخوها هو ادم طيب سدمسافر ليه و غايب فترة كبيرة واضح ان له قصة مهمه
كمان حكاية رهف غامضة
فهمت انه ابوها اللي طلب من عاصي يتجوزها
واضح كمان ان حصل حادثة لرهف و ابوها من وقتها هي اتغيرت تماما و ابوها مات
هل ده معناه ان عاصي اتحوزها قبل الحادثة و لا و ابوها علي فراش الموت
سلمي جميلة طيبة حنونه و قلبها كبير اوي
فصل جميل و بانتظار الفصل السادس علي ناااار


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 01-10-16, 08:57 PM   #36

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلمى رونتى على تنزيل الفصل .. تعبتك معايا حبيبتى

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-10-16, 09:19 PM   #37

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
اندفعت (راندا) خارج غرفتها كالمجانين و هى تصرخ بإسم (زياد) ... قطعت المسافة بين جناحيهما و هى تدك الأرض تحت خطواتها الغاضبة و هى لا تتوقف عن الصراخ بإسمه ... أصابت بالصدمة كل من التقاها من الخدم فى طرقات القصر التى تقطعها بجنون و هيئتها المرعبة أخرست الجميع و هم يرون السيدة الصغيرة بهذا المنظر المذرى تصرخ كساحرة مجنونة و خصلاتها الطويلة الملونة تتطاير خلفها تزيد من مظهرها الجنونى ... بدا أنها لم تنتبه أبدا لأى شخص آخر و عيناها لا تريان أمامها سوى صورة (زياد) و هو مضرج بدمائه بينما الصحف تتحدث عن مجنونة آل (هاشمى) التى تمكنت أخيرا من القضاء على الشخص الذى كان السبب الرئيسى فى إصابتها بالجنون ... كزت على أسنانها .. ذلك الوغد ... هى نادمة على أنها قضت الليل كله تشعر بالحزن من أجله ... لا يستحق .. هو لا يستحق ... و ما ستفعله به الآن هو الشئ الوحيد الذى يستحقه و لن تهدأ نارها قبل أن تنتزع منه كل حساباته القديمة و المتأخرة ... كانت قد وصلت غرفته فعادت تصرخ بإسمه و هى لا تتوقف عن ركل باب غرفته بجنون و صراخها يرتفع حتى سمعه كل من فى القصر الكبير
_"(زياااااااااد) ... أيها الوغد ... افتح هذا الباب حالا أيها الأحمق .. افتح و سترى ما سأفعل بك ... (زياااااد) ...أنا سأقتلك .. سأقتلك أيها الوغد ... افتح هذا الباب اللعين أيها الغبى"
كانت لازالت تركل الباب و تدفعه بكل قوتها حين انفتح فجأة فاندفعت داخل الغرفة بكل ثقلها دون أن تتمكن من دعم جسدها ... كادت تسقط أرضا لولا أن توازنت فى اللحظة الأخيرة ... استقامت و هى تنظر أمامها إلى الغرفة الفارغة بعينين مشتعلتين ... أين ذهب ؟! .. كادت تصرخ لولا أن انتبهت للحركة الخافتة خلفها فالتفتت بسرعة نحو (زياد) الذى كان يقف قرب الباب بعد أن فتحه فجأة لها ...
كان (زياد) قد عاد فجرا و جسده متعب و عقله و قلبه مثقلان بالهموم و آلام لا تريد أن تتوقف قليلا و ترحمه ... كانت ضربة قاسية تلك التى تلقاها بالأمس .. أكثر قسوة و ألما مما توقع أعادت فتح الجرح الذى اعتقد أنه قد كواه قبل عودته فإذا به يكتشف أن الجرحَ مفتوحٌ على أقصى إتساع لتأتى هى و تذر ملحا حارقا فوقه دون رحمة ... ظل يجوب بسيارته شوارع المدينة التى ضاقت على إتساعها بضيق روحه التى عاودت جراحها النزيف ببشاعة دون توقف ... عاد دون أن يتمكن من النوم لحظة ... أغمض عينيه لتطارده الكوابيس التى أمعنت فى طعنه كأنما الواقع لا يكفيه ... لا يعرف كم مر من الوقت و هو غارق فى كابوس قاتل لا يرحم ... لكنه استيقظ على أصوات عالية تناديه ... كانا (رامى) و (رفيف) الشقيين ... توأم شقيقته الراحلة اللذين انتزعاه من ظلمة أحزانه فجأة ... لم يتوقفا عن القفز على فراشه و هما يناديان بإسمه ففتح عينيه ليتوقفا عن القفز و هما يندفعان ليغرقانه فى عناق و قبلات لانهائية ... ضحك و هو يضمهما إلى حضنه بحب و يغرق أحزانه كلها فى أحضانهما الملائكية الصغيرة و حبهما اللامحدود له .. ابتسم و هو يستمع لهذرهما الطفولى يخبرانه كم اشتاقا له طيلة سفره و كم يحبانه و لم يتوقفا لحظة و هما يتبادلان الحديث .. يتوقف أحدهما ليتولى الآخر مكانه ... يخبراه بكل ما فاته من أحداث و ماذا فعل كل شخص فى العائلة فى غيابه ... خصوصا (ميسا) الشريرة التى لم تتوقف عن تعنيفهما ليتوقفا عن شقاوتهما ... و عندما كاد الحديث ينزلق بهما ليخبراه عن (وتين) و حفل خطبتها الذى كانت تبدو فيه كسندريلا ... أوقفهما عن طعنه مجددا ... اعتدل فى فراشه ليقلبهما عليه و يهجم عليهما مدغدغا حتى صدحت ضحكاتهما العالية فى جو الغرفة .. قبل أن ينتزعا نفسيهما من هجومه الضارى ليبادلاه هجوما أقوى و هما يتعلقان بعنقه و صرخاتهما السعيدة لا تتوقف .. نهض يدور بهما فى الغرفة و جسداهما الصغيران معلقان بجسده كالقرود ... أغرق كل همومه معهما ... ناسيا أو متناسيا لكنهما انتزعا جزءا كبيرا من ألم روحه ... ذكراه بوالدهما حين سافر إليه قبل شهرين ليقنعه بالعودة للمنزل و أن يكتفى من غيابه الطويل و انتهى الأمر به هو و قد مد أجازته و حل ضيفا على (آدم) ... (آدم) الذى برغم ألامه الشخصية احتوى حزنه و ألمه و انهياره الجنونى حين بلغه خبر خطبة (وتين) أثناء سفره ... منحه أذنا صاغية و قلبا داعما كعادته معه منذ الصغر ... يتذكر كيف ضمه إليه بقوة يخفى دموع القهر و الشعور بالخيانة التى تسربت من عينيه رغم كل مقاومته ... (آدم) أخرجه من كل يأسه و دفعه للعودة لينتزع ما يؤمن أنه حقه وحده ... أرغمه على العودة حتى و هو مستمر فى الهرب بعيدا عن عائلته و طفليه اللذين حُرما من أمهما فجأة ليلحق بها والدهما .. لذا أفسدهما هو و (راندا) دلالا علهما يعوضانهما قليلا عن غياب أبويهما ... و هاهما صغيراه هما الآخران يتمكنان كوالدهما من إنتزاعه من ألمه و كوابيسه السوداء بحبهما و مرحهما المعدى ... بقى فقط جزء من الألم يتشبث بصدره لا يريد الرحيل و هو يعرف الشخص المناسب لينتزعه إنتزاعا ... حسنا يجب ان يستدرجها لأرضه أولا و هو يعرف كيف ... ألقى بنفسه و بهما فوق الفراش و هو يصرخ بهما يمثل الإستسلام و يهتف لهما بلهاث مصطنع
_"توقفا .. توقفا ... أنا أستسلم .. لقد انتصرتما"
أطلقا صيحات منتصرة كالهنود الحمر جعلته يطلق ضحكة عالية قبل أن يقترب منهما ليهمس لهما بخطة جديدة و رائعة جدا ... أخبرهما بالتفاصيل سيبدآ بغرفة (ميسا) أولا و يجب عليهما الحذر حتى لا تستيقظ و تفسد الخطة ... ثم يذهبا رأسا إلى غرفة (رورو) التى أكدا له أنها غارقة فى نوم عميق جدا لم يستطيعا أن يوقظاها منه صباحا رغم كل محاولاتهما الحثيثة ... أسرع الصغيران للخارج لينفذا الخطة التى وعدهما أنها ستجعل (راندا) تتحول و تصرخ كالساحرات الشريرات ... نهض (زياد) و هو يتابع خروجهما بعينين استعادتا بعض حزنهما من جديد ... هز رأسه يتخلص من أفكاره قبل أن تبتلعه دوامتها من جديد و هو يسرع إلى الحمام الملحق بجناحه ليأخذ دشا سريعا يتخلص فيه من آثار النوم ... خرج بعد وقت و هو يجفف شعره بمنشفة ألقاها على أحد الكراسى بغرفته ... غير ثيابه و أعد كوبا من القهوة السريعة كعادته كل صباح ليستعيد نشاطه و جلس ينتظر قدومها .. ارتشف قليلا من كوبه و هو ينظر فى ساعته يحسب كم مر من الوقت ... عاد يتطلع نحو الباب و إبتسامته العابثة تتجدد على شفتيه ... قليلا بعد و ستقتحم المكان بكل جنونها و غضبها النارى الذى هو فى أشد الحاجة إليه الآن ... رشفة أخرى و نظرة ثانية للوقت قبل أن يرفع أصابع يده يعد تنازليا
_"ثلاثة ... اثنان ...واحد و ... أكشن"
لم يكد يتم جملته حتى تعالت صرختها حاملة إسمه إلى أذنيه ... ابتسم و هو ينهض عن كرسيه ببطء ينتظر وصولها إلى غرفته ... كان صراخها يتعالى و هى تقترب حتى وصلت لتنهال بكل جنونها ركلا على باب الغرفة حتى كادت تحطمه ... وقف بهدوء خلف الباب ليفتحه فجاة و هو يراقب إندفاعها اللإرادى إلى المكان بكل زوابعها و براكين غضبها ... وقف خلفها بهدوء و من مكانه كان قادرا على رؤية خصلات شعرها المشعثة بألوانها المجنونة و بيجامة نومها المجعدة من أثر النوم ... رفع كوب القهوة يأخذ رشفة أخرى بإستمتاع حين التفتت نحوه فجأة ... اتسعت عيناه عن آخرهما و هو يبصق القهوة من فمه ... وضع يده على فمه يكتم شهقته و هو يكتشف إلى أى حد بدا شكلها مذريا ... هذان الشقيان تماديا جدا فى تنفيذ الخطة ... عادت عيناه تلمعان مجددا بإبتسامة رأتها بوضوح و عرفت أنها ارتسمت على شفتيه المختفيتين خلف كفه ... ازداد إشتعال البركان داخلها و هى تراه يفقد كل سيطرة على ضحكاته لتدوى بهيستيرية جنونية حتى طفرت الدموع من عينيه ... نظر نحوها من بين دموع الضحك و هو يحاول التوقف دون جدوى ... اقترب منها دون أن يتوقف عن الضحك وضع الكوب على منضدة قريبة ... اقترب ليدور حولها يتأملها جيدا و هو يقول وسط ضحكه
_"ربااه ... (راندا) هل نظرتِ فى المرآة قبل أن تخرجى من غرفتك بهذا المنظر و أمام كل من فى القصر؟! ... لابد أنكِ قد أصبتِ الجميع بصدمة عصبية .. يا الله !! لا أتخيل ردة فعل العمة (ثريا) إن رأتك هكذا ... قد تموت من الصدمة لا قدر الله"
كانت تضم قبضتها بكل قوة و هى تكز على أسنانها و تتابع حديثه بينما يمد يده و يمسك ببعض خصلاتها الملونة
_"اخبرينى هل هذا مظهر جديد تبعا لموضة ما (راندا)؟! .. لم أعرف أنكِ تتبعين تلك الصيحات المجنونة"
و مط شفتيه بأسف و خفض جفنيه بحزن مصطنع و هو يتابع
_"للأسف ... لقد صدمتينى فيكِ (راندا) .. أسوأ صدمة"
شدت قبضتها و حركت رأسها و هى تأخذ نفسا عميقا قبل أن تقول بعنف
_"(زياد) ... لقد تماديت حقا فى ألاعيبك معى ... لم أنس بعد ما فعلته البارحة لتكمل علىّ اليوم ... حسابك ثقُل جدا معى (زياد) و قد حذرتك قبلا"
كتف ذراعيه و هو يقول بسخرية كأنما يختبر أقصى درجات الغضب داخلها
_حقا؟! .. ماذا تنوين ؟! .. أنتِ تهددين بقتلى .. أرينى ماذا تستطيعين فعله بجسد صغير كهذا"
_"أستطيع فعل الكثير أيها الغبى"
_"حقا؟! .. مثل ماذا؟!"
_"مثل هذا"
قالتها و هى تدور حول نفسها نصف دورة و ترفع قبضتها لتهوى بها على فكه بكل قوتها لترتطم به فى لكمة قاسية جعلته يتراجع للخلف يحدق فيها بذهول و عينين متسعتين فابتسمت بشر و هى تلهث قائلة
_"هذه لفعلتك الدنيئة أمس"
و عاجلته بلكمة أخرى على الفك الآخر قبل أن يستوعب و هى تتابع
_"و هذه من أجل فعلتك الشيطانية بى اليوم .. و هذه لأجل .."
قبل أن تهوى لكمتها الثالثة على فكه مجددا كان قد خرج من ذهوله و هو يلتقط قبضتها داخل كفه القوى و هو يمسكها بكل قوته مانعا إياها من محاولة لكمه ...آلمتها قبضتها و ذراعها المعلقة فى الهواء فيما كان هو يدلك فكه بكفه الحر و هو يهتف بألم
_"تبا ... لكِ قبضة سيئة ... كيف تعلمتِ اللكم هكذا؟!... لا بأس .. لاتتخيلى أنكِ لمجرد أن تعلمتى كيف تلكمين سوف تتمكنين من .."
قطع جملته بآهة طويلة حين باغتته بحركة قتالية أخرى مفاجئة من ساقها أصابت ساقه قبل أن تقوم بحركة أخرى طرحته أرضا فانحنت تثبته و هى تضع كفيها حول رقبته هاتفة و هى تلهث
_"لا تستخف بى (زياد) .. أنا أكثر من قادرة على أن أدمى وجهك الوسيم هذا لكننى أشفق على أستاذ جامعى مثلك أن يكون واجهة مرعبة للطلاب المساكين ... لذا سأكتفى بخنقك"
أمسك قبضتها بقوة يبعدها عن خناقه و هو يهتف
_"تبا .. انهضى عنى ... انهضى أيتها المجنونة"
رفعت نفسها فجأة لتقف متحفزة بينما نهض هو الآخر هاتفا
_"ماذا كان هذا قبل قليل ؟ ... متى تعلمتِ كل هذا؟!"
هزت كتفيها بلامبالة و هى تقول بينما تأخذ وضعية قتالية
_"التحقت بنادى فنون قتالية أثناء سفرك ... هيا توقف عن الكلام و استعد للموت "
هتف بإستنكار و سخط
_"استعد للموت ؟!! .. و نادى فنون قتالية؟! .. هل أنتِ مجنونة؟!"
هتفت به و هى تندفع نحوه لتتابع قتالها له
_"أجل .. و سأكون مجنونة رسميا إن لم أبرحك ضربا مقابل ما فعلت بى"
اتخذ وضعا دفاعيا تلقائيا و استقبل ضربتها على ذراعه و صد ضربة أخرى و هو يضحك هاتفا
_"حسنا .. توقفى أيتها المجنونة .. ماذا يرضيكِ ؟! .. هل تريدين إعتذارا؟!"
هتفت بشراسة و هى توجه ضربة خائبة أخرى و قبضتها استقرت فى كفه مجددا
_"أريد دمك"
شد على قبضتها قائلا بصوت رقيق و هو يقترب منها فجأة بطريقة أثارت ريبها
_" فقط دمى ؟! .. اطلبى أى شئ جميلتى .. كُلى لكِ و تحت أمرك"
عقدت حاجبيها و عقلها يحاول فهم الموقف الجديد و هى تراه يقترب أكثر و هو مازال ممسكا بقبضتها داخل كفه .. اتسعت عيناها فى ذهول و هى تشعر بذراعه الآخر يحيط خصرها ليقربها منه و جسدها تجمد فى عدم فهم وشفتاها تحركتان بغباء لتسأله
_"ماذا تفعل؟!!"
سمعته يهتف بوله
_"هل أخبرتك كيف أدرتِ عقلى أمس عندما لمحتك أول ما دخلت إلى قاعة الحفل؟ .. لم أعرف أنكِ كنتِ تخفين كل هذا الجمال خلف شراستك (رورو)"
نطق بإسم دلالها الخاص بـ(رامى) و (رفيف) بطريقة جعلت قشعريرة خوف تسرى فى جسدها و هى تتساءل فى حذر ما هذه الإستراتيجية التى يتبعها الآن ... هى تعرف (زياد) جيدا كراحة يدها .. هو بالتأكيد يخطط لمكيدة ما و لن تكون (راندا هاشمى) إن لم تفسد مخططه الجديد أيا كان ... همست من تحت أسنانها
_"(زياد) هل جُننت الآن ؟ .. أعرف أننى طرحتك أرضا قبل قليل ... لابد أن رأسك قد أصيب، لكنى لا أعتقد أن الصدمة كانت بهذه القسوة .. دعنى أرى"
و مدت كفها تتحس مؤخرة رأسه بسخرية .. كانت يدها قد غاصت بين خصلات شعره الناعمة حين انتبهت إلى إزدياد البريق الماكر داخل عينيه .. فسحبت يدها بسرعة و كادت تشتمه و رغبتها تجددت بطرحه أرضا و إشباعه لكما حتى يعترف بكل شئ .. لكنه شد يدها مجددا و هو يجذبها نحوه بقوة و هو يقول بصوت مسموع
_"لا داعى للخجل أميرتى ... يمكنك لمسى و الإقتراب منى قدر ما شئتى فلن أمنعك .. (راندا) أريد أن أخبرك شيئا و لا أريدك أن تشعرى بالصدمة ... أظن أننى بدأت حقا الوقوع فى حبك عزيزتى"
شهقتها ترددت فى الغرفة بصدى غريب و كادت تدفعه لتصرخ فيه أن يكف عن عبثه معها حين استوعب عقلها أن الصوت الآخر لم يكن صدى لشهقتها هى بل كانت شهقة أخرى ترددت على باب غرفة (زياد) الذى كان لازال مفتوحا ... التفتت بهلع لتنظر خلفها و اتسعت عيناها و هما تقعان على (وتين) التى وقفت هناك بوجه شاحب و ملامح باهتة و عيناها تحملان ألما رهيبا تجلى داخلهما بكل وضوح ...
********************
حين طرقت (وتين) غرفة جدها (رفعت هاشمى) كبير عائلة (هاشمى) و عمادها الذى رغم سنواته التى تجاوزت الخمس وثمانين كان مازال يحتفظ بذهنه الصاف و عقله الذكى الذى مكنه فى سنوات شبابه أن يؤسس مكانة قوية رسخها أبناؤه و أحفاده من بعده بجهودهم و دعمه الدائم لهم ... كان الجد قد انتهى من صلاة الظهر و جلس يقرأ فى مصحفه قليلا ، حين دوت طرقاتها الرقيقة التى يعرفها جيدا فنادى لها سامحا بالدخول ... دخلت (وتين) برقتها المعهودة و إبتسامتها الحنونة و هى تقترب قائلة بمرح
_"كيف الحال يا أحلى جد بالعالم كله؟!"
أغلق الجد مصحفه و وضعه جانبا و عدل من وضع نظارته فوق عينيه و هو يمد نحوها يدا مرتجفة قليلا بفعل السن و هو يبتسم بحنان
_"تعالى يا ملاك ... كيف حالكِ أنتِ صغيرتى؟!"
ابتسمت (وتين) و هى تسمع الإسم الذى إعتاد جدها أن يناديها به منذ صغرها و اقتربت منه لتحتضنه بحب , أحاطها بذراعيه يضمها إلى صدره فى حنان كاد يدفع بالدموع إلى عينيها ... كم هى فى حاجة ماسة إلى هذا الحضن الدافئ ... تحتاج بشدة أن تهمس له بكل أوجاعها .. و كأنما شعر الجد بما يعتمل فى روح حفيدته الغالية فهمس و هو يضمها أكثر
_"أنتِ بخير ملاكى؟!"
تحكمت فى دموعها بقوة كعادتها و رفعت رأسها ترسم إبتسامة واسعة على شفتيها و هى تهتف بمرح
_"بالطبع .. مادمت أنت بخير فكل شئ بخير حبيبى"
ابتسم بتفهم و هو يمسح على شعرها بحنان ليقول
_"ظننتك ستنامين طويلا صغيرتى .. أعرف أنكِ عدتى متأخرا البارحة فقد شعرت بكِ عندما مررتِ للإطمئنان علىّ"
أمسكت (وتين) بكفه تطبع قبلة عليها بكل حب و هى تجيبه
_"تريدنى أن أنام و أفوت مواعيد دوائك يا كبير الهاشمية؟!"
ضحك بقوة قبل أن يسعل قليلا و هو يقول
_"لست كبيرا لدرجة ألا أتمكن من تناول الدواء بنفسى يا صغيرة"
شهقت و هى تقول ضاحكة
_"من هو الكبير يا حبيبى؟! .. إن كنت تقصد مقاما فلن أجادلك .. لولا أننى أغار عليك لخطبت لك عروسا بنفسى"
قرص خدها بقوة و هو يقول ضاحكا
_"أيتها الشقية !!"
قبلت خده و هى تنهض لتتناول علبة أدويته و تفتح إحداها لتناوله قرصا و وقفت تنتظره ممسكة بكوب ماء منحته إياه فور أن ابتلع القرص و هى تهمس بدعاء أن يتم الله شفاءه و تعافيه ... وضعت الكوب و هى تلتفت مجددا لتقول ضاحكة
_"كما أننى فى غنى عن أن تطاردنى جدتى الحبيبة فى أحلامى لأننى أفكر بأن أزوجك اخرى بعدها"
تنهد ليقول بلهجة يختلط بها الحب بالحنين إعتادت أن تسمعه يتحدث بها و هو يذكر جدتها الراحلة
_"(عائشة) حبى الأول و الأخير يا ملاك ... لا امرأة أخرى كانت قادرة على أن تملأ عينىّ بعدها"
تلألأت عيناها بحب لتلك المشاعر التى مازال جدها يحملها داخله لزوجته التى رحلت قبل سنوات و مازال هو ينتظر لقاءها بكل شوق ... من غيرها يمكنه أن يدرك كم يمكن أن يكون الشوق للحبيب مؤلما ... كم يمكن أن يبلغ الحب منك مبلغا لا تستطيع بعده أن تتنفس لحظة واحدة بعيدا عن الحبيب ... من غيرك يا (وتين) يدرك ذلك .. من سواكِ يفعل
هزت رأسها تهرب من نظرات جدها التى لا تفوتها شاردة و لا واردة و هى تقول
_"أعرف حبيبى ... و من مثل (عائشة) التى روضت هذا القلب القوى داخلك؟! ... أعرف كم أحبتك هى أيضا فلطالما استمعت إليها بشغف و أنا صغيرة و هى تقص علىّ قصة حبكما"
اقتربت لتعدل من وضع الوسادة خلف ظهره و هى تتابع
_"كنت أستمع لها بشغف و أنا أتمنى أن أكبر لأعيش قصة حب كقصتكما ... لقد أفسدتنى زوجتك الحبيبة جدى .. أنا أحملها المسؤلية الكاملة"
ضحك و هو يمسك يدها و يضغطها برفق
_"و وجدتها يا صغيرة ، صحيح؟! ... لقد وجدتى قصتك و عشتيها لكنك تتركينها تتسرب من بين يديك "

رفعت نظرها إليه فى وجل ليتابع
_"جدك العجوز يعرف كل شئ يدور فى القصر منذ سنين يا صغيرة"
و تابع و هو يضع كفه فوق قلبها بحنان
_"أتتصورى للحظة أنه لن يعرف أبدا ما يدور داخل هذا القلب الصغير الكتوم .. بل هو يعرف جيدا و يفهم ، فلا داعي لكتمانه صغيرتى"
اقتربت لتضع رأسها على صدره و هى تهمس
_"أحبك جدى"
ربت على شعرها برفق و هو يهمس
_"أنتِ سعيدة صغيرتى؟"
أومأت برأسها برفق قبل أن ترفع رأسها و تنظر فى عينيه
_"مادمت راضيا عنى .. فلا رغبة لدى فى أى شئ آخر حبيبى"
أبعدها قليلا قبل أن يربت على الفراش بجواره يدعوها لتجلس جانبه ففعلت و هى تطرق برأسها ... فمد كفه يرفع ذقنها بحنان و يتأمل ملامحها التى امتزجت فيها ملامح آل (هاشمى) بملامح أمها الراحلة التى أورثتها خصلاتها الشقراء القمحية و عينيها الفيروزيتين اللتين تحملان كل حنان العالم داخلهما ... تأملها قبل أن يزيح بعض خصلاتها خلف أذنها و هو يهمس
_"كم تشبهين أمك يا ملاك!!"
رفعت إليه عينين حائرتين و هى تسأل
_"و هذا شئ جيد أم سئ؟!"
ابتسم و هو يقول بلوم
_"بل جيد جدا يا صغيرة ... مازلت أذكر تلك الفتاة الرقيقة التى وقع ابنى فى حبها و ترك كل شئ فقط ليكون معها ... كانت المرة الأولى التى يقف بها أمامى ... لقد غامر بكل شئ ... حين قابلتها لأول مرة أدركت كم كان محقا ... كانت امرأة نادرة .. امرأة لا تتكرر كـ(عائشتى) بالضبط"
ابتسمت بحنين و اشتياق لطيف أمها الراحلة و هى تتذكر ملامحها الحنونة بتوق ... كم تحتاج لحنانها و حضنها الدافئ الآن و بشدة .. عادت تسأل جدها
_"و أنت لم تمانع جدى ... رغم أن والدتها كانت .."
لم تكمل كلمتها و وجع غريب يرتسم بعينيها فهمه فابتسم مكملا بحنان
_"أمها كانت خادمة ؟! ... لماذا تخجلين من قولها حبيبتى ؟! ... أمها كانت امرأة عظيمة فعلت المستحيل لتربى أطفالها اليتامى وحدها حتى أوصلتهم لمكانة محترمة فى المجتمع ... هذا يجعلها ماذا فى نظرى غير امرأة تستحق منى كل إحترام و تقدير"
ابتسمت فى حب و دمعت عيناها تأثرا و هى تستمع إليه يتابع مؤكدا
_"لا يحق لكِ سوى أن تشعرى بالفخر نحو جدتك لأمك يا ملاك و لا تخجلى أبدا منها .. و لا تسمحى أبدا لأى شخص ان ينتقص منها أبدا .. هل تفهمين كلامى جيدا؟!"
أومأت بتفهم و هى تتطلع إليه بكل إحترام و حب لهذا الصرح الكبير و اعتدلت لتحتضنه مجددا و هى تهمس
_"أحبك أيها الرجل العظيم ... أحبك جدا"
أسند ذقنه إلى رأسها و هو يرد بحب
_"و انا أحبك يا ملاكى الصغير"
مضت لحظة من الصمت قبل أن تتمالك (وتين) مشاعرها و تستعيد شقاوتها و تنهض هاتفة بمشاغبة و تحذير
_"لكن .."
و مدت يدها أسفل الوسادة باحثة و هى تكمل
_"هذا لن ينسينى حملة التفتيش المعتادة ... أين تخبأها هذه المرة ... آه ... هاهى .. لم تجد الوقت لتتمكن من إخفاءها بعيدا هذه المرة"
هتفت بإنتصار و هى تمسك بقطعة الحلوى التى كان يخفيها أسفل الوسادة فتنهد بقلة حيلة بينما هى تهتف
_"كيف وصلت هذه إلى هنا ؟ ... الخدم لن يجرؤ أحدهم على مخالفة أوامرى أو أوامر أبى أو عمىّ ... من أوصلها إذن ؟"
فتحتها و قضمت منها قطعة أمام جدها الذى قطب حاجبيه و أكملت هى مفكرة و هى تلوك قطعة الحلوى بتلذذ مغيظ
_"(راندا) مازالت غارقة فى النوم كالقتيلة إلا إن كانت سربتها لك بعد عودتها من الحفل ... (سؤدد) لن تفعلها مؤكد فهى أشد صرامة منى بمراحل ... (سيف) أيضا لن يفكر فى هذا ... (هاميس) هددتها مسبقا إن أعادتها لذا أنا واثقة أنها لن تكررها ... لم يبق إذن سوى الشقيان (رامى) و (رفيف) ... أراهن أنهما من سربها إليك و بالتأكيد أسرا لك ببعض خططهما الشيطانية الجديدة"
ضحك (رفعت هاشمى) بقوة قبل أن يرفع أحد حاجبيه و يقول بخبث
_"نسيتِ (زياد) يا ملاك ... ربما كان هو"
ابتسمت بهدوء دون أن تقع فى فخه و هى تجيب
_"لا ... أعرف أن (زياد) لن يفعلها جدى ... هو أكثرنا إهتماما بصحتك"
لم يبق من الحلوى سوى قطعة صغيرة اقتربت لتضعها فى فمه و هى تقول بحب
_"هذه فقط للآن حبيبى ... لا تهمل صحتك أرجوك فأنت تعرف كم أنت غال علينا جميعا ، اتفقنا؟!"
أومأ موافقا فعادت تعدل وسادته و هى تقول
_"سأدعك ترتاح قليلا حتى تحين الصلاة و سأذهب لأرى أى مصيبة يحضر لها الصغيرين فقد رأيتهما يغادران غرفتيهما قبل قليل و هما يحملان علب الألوان كأنهما فى مهمة سرية"
بادلها ضحكاتها و هو يتراجع ليريح ظهره إلى الوسادة و تابعتها عيناه حتى غادرت الغرفة لتتحرك شفتاه بدعاء لله أن يرفق بقلب ملاكه الصغير و يمنحها السكينة و السعادة
*************


noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-10-16, 09:20 PM   #38

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

غادرت (وتين) غرفة جدها و هى تبتسم ... رغم كل الألم الذى يعتصر قلبها لكنها لن تدعه يغادر أعماقها و يظهر على ملامحها ... هى سعيدة ... يجب أن يؤمن الجميع بهذا ... و أولهم هى ... لقد اتخذت قرارها و لم يعد هناك مجال للرجوع ... عليها فقط أن تستعد لأيام كثيرة قادمة ستقضيها بعيدا عن روحها ... قشعريرة باردة مرت بجسدها و هى تتخيل ذلك المستقبل الخالى منه ... كيف ستتمكن من فعلها ... مرت الليلة السابقة بكل أحداثها أمام عينيها و عاد وجعها يتجدد ... لم تستطع النوم و هى تقطع غرفتها ذهابا و إيابا فى قلق ... تنتظره كعادتها فى روتين لم يتوقف يوما حتى عندما سافر ... كانت تقف كل ليلة كعادتها فى الشرفة كأنه سيعود فجأة ... تقف هناك فى إنتظاره كما كانت تفعل قبل أن يسافر إلى (باريس) و تتخذ هى قرارها الذى ذبح كليهما دون رحمة ... حتى يوم خطبتها وقفت فى الشرفة تنتظره ... كل ليلة كانت تفعلها و البارحة لم تكن مختلفة ... ظلت حتى عاد فجرا و وقفت خلف ستائر شرفتها التى أغلقت أنوارها ... وضعت يدها على كفها و هى تراه يرفع عينين جريحتين نحو شرفتها ... قديما اعتاد أن يرفع وجهه ليبتسم لها بحب عندما يجدها تنتظره قلقا مهما تأخر فى الخارج .. و أحيانا يشير إليها بإعتذار على إثارة قلقها قبل أن يرسل إليها قبلة فى الهواء ... البارحة رفع وجها يحمل آثار روحه الذبيحة بكل وضوح ... انسحبت للداخل مع دخوله للقصر و استلقت على فراشها و تركت لدموعها العنان و هى تتذكر كلماته و وعيده لها حين التقاها فى الحفل " لقد انتهينا (وتين) و أنا سأنسى ... أنا سأنساكِ أعدك بهذا"
تنفست بقوة و هى تهز رأسها تتخلص من أفكارها الحزينة و عادت ترسم إبتسامة مصطنعة على شفتيها و هى تبحث بعينيها عن الصغيرين ... توجهت نحو حديقة القصر بحثا عنهما ، كادت تعود للداخل قبل أن تتوقف و هى تلمح (سؤدد) ابنة عمتها تقف بجسدها الطويل الرشيق و شعرها الأسود مزموم كعادته فى ذيل حصان متزمت ، بينما تمسك هاتفها و تحدث أحدهم بصوت مرتفع غاضب قبل أن تلقى بالهاتف بكل قوتها على الأريكة المقابلة حيث كانت تقف أسفل الشرفة المعروشة فى الحديقة ... اقتربت (وتين) منها لتسأل بقلق
_"كل شئ بخير (سؤدد)؟!"
ألقت (سؤدد) بجسدها على أحد المقاعد و هى تتنفس بعمق قبل أن تدلك جبينها فى ألم نادرا ما تسمح له بالظهور على ملامحها و أجابت بهدوء
_"لا تقلقى (وتين) ... فقط بعض المشاكل فى العمل"
تأملتها (وتين) و هى تحاول إختراق ذلك السطح البارد و الغامض الذى تظهره (سؤدد) دون أن تسمح لأى شخص بإختراقه ... (سؤدد) أكثر فتيات العائلة تحكما فى مشاعرها .. الأكثر صرامة بينهن ، لكن (وتين) تدرك أن أسفل ذلك القناع الصارم الذى ترتديه (سؤدد) تكمن أكثر الأرواح رقة و أكثر القلوب حبا لعائلتها ... ابتسمت فى حنان و هى تربت على رأس (سؤدد) بطريقة تثير غضبها دوما و هى تقول
_"سأحضر لكِ كأسا من النعناع الأخضر المغلى ... سيمنحك بعض الإسترخاء"
تحركت شفتىّ (سؤدد) بإبتسامة صغيرة ممتنة و هى تقول
_"و قرصا من المسكن إن أمكن (وتين)"
أومأت لها (وتين) و هى تتحرك مبتعدة قبل أن تتوقف فجأة و تسألها
_"صحيح !! .. هل رأيتِ (رامى) و (رفيف) فى أى مكان؟!"
هزت (سؤدد) كتفيها بحركة لامبالية و هى تقول بينما تسترخى بظهرها إلى مقعدها
_" أين سيكونان برأيك؟! ... ربما يكونان فى هذه اللحظة يقومان بقتل (هاميس) أو (راندا) بتحريض من (زياد) كالعادة"
ضحكت (وتين) و هى تهز رأسها و بادلتها (سؤدد) ضحكتها بإبتسامة صغيرة متفكهة ... قبل أن تنتفض (وتين) مع صرخة (راندا) العالية التى حملت إسم (زياد) ... نظرت بقلق نحو (سؤدد) التى هزت كتفيها مجددا و هى تقول
_"أرأيتِ؟! ... لم يتأخرا كثيرا"
كانت صرخات (راندا) تزداد و هى تتوعد (زياد) ... ابتسمت (وتين) إبتسامة صغيرة مرتجفة و هى تومئ برأسها لـ(سؤدد) موافقة قبل أن تدخل إلى القصر بخطوات سريعة حملت قلقها ، بينما تابعتها نظرات (سؤدد) التى تنهدت بقوة و هى تتراجع لتسترخى أكثر بينما تتجاهل رنين هاتفها المرمى بقربها و تغمض عينيها و هى تفكر ... فى هذا القصر ... كل يبكى على ليلاه ...
*****************
تابع (عاصى) بعينيه (سلمى) و هى تدلف إلى داخل المنزل بعد أن اطمأن قلبها مع وعده الذى قطعه لها أن يحمى (رهف) و ألا يتركها أبدا ... حسنا ... لقد قطع وعدا و لم تكن المرة الأولى التى يقطع فيها هذا الوعد ... قبل ثمانية أشهر كان عمه يستلقى فى المشفى بين الحياة و الموت بعد أن فشل قلبه أن يتحمل صدمة الخسارة الكبيرة التى مُنيت بها شركته لتتلوها بقسوة صدمة تعرض (رهف) لحادثتها التى أتت تماما على سلام العائلة ... روح العائلة المرحة وصلت إلى المشفى بين الحياة و الموت لتغادر الحد الفاصل بينهما بمعجزة ، فقط لتغرق فى غيبوبة عميقة لم يتنبأ أحد إن كانت ستغادرها أم لا ... و إن غادرتها فهل ستفعل ذلك بدون خسائر ؟! .. أغمض عينيه بقوة و هو يستعيد كل الألم الذى شعر به لحظتها و هو يندفع إلى المشفى حيث أبلغوه بوجودها ... كان هو أول من عرف بالخبر ... كيف لا و هو من كان يحاول الإتصال على هاتفها دون جدوى بعد أن وجد مكالمات فائتة عديدة كان مصدرها واحدا ... صغيرته كانت تحاول الإتصال به دون أن ينتبه ... كانت تحتاجه و هو ... هو خذلها عندما كانت فى أشد الحاجة إليه ... جزء منه كان يحمله الذنب فيما أصابها .. لو أنه انتبه باكرا .. لو أنه لم يتجاهلها ... فقط لو ... و متى كانت لو تفيد شيئا غير التمنى و العجز ... لا يلومها أبدا ... لا يلومها و هى ترمقه بإحدى تلك النظرات المحملة بكراهيتها القاتلة ... لا يلومها و هى لا تكف عن ذبحه بلومها الصامت ... يعرف هذا حتى و هى لم تنطق بها ... يعرف أنها تحمله الذنب .. و جزء منها هى الأخرى يشعر بالذنب لذلك مازالت مصممة على حبس نفسها فى دوامة الماضى ... ترفض أن تخرج منها و ترفض أن يمد أحدهم يده إليها لينتشلها ... فى أعماقها هى تؤمن أنها لا تستحق النجاة أبدا ... لكنه لن يتركها ... ليس و فى صدره نفس واحد يرغب فى عودتها مجددا ... ليس و هو قد منح كلمته لعمه الذى رحل مطمئنا و قد ترك زهرته الصغيرة فى رعايته و هو يؤكد له ثقته أنه الوحيد الذى يمكنه أن يعيدها ... رحل عمه دون أن يرى ابنته و كيف صارت كأنه كان يعلم كم ستكون الصدمة قاتلة لروحها ... رحل دون أن تراه (رهف) التى غادرت غيبوبتها بعد شهور لتقضى بعدها أياما طويلة صائمة عن الكلام ، تقضى وقتها شاردة إلى اللاشئ ... ترفض التجاوب مع أى شخص حتى طبيبها النفسى ... (رهف) التى علمت برحيل والدها لتزداد تقوقعا و إنعزالا و رفضا للعالم من حولها ... رحل عمه و صمتت (رهف) و فقدت روحها التى كانت تحمل معها سعادة المنزل كله ... غادرت حاملة معها سلام العائلة و روحها دون رجعة ... لكنه لن يكون (عاصى رضوان) إن سمح لها بالإستمرار فى إنغماسها المميت فى شرك الماضى الأليم ... مهما بلغ الذنب الذى يحمله أو الذى تحمله هى داخلها هو لن يتركها أبدا ...
تنفس بعمق و هو يغادر مقعده قبل أن يزفر بقوة و هو يمرر أصابعه فى شعره بتوتر ... دون شعور تحركت قدماه ليغادر الشرفة إلى الحديقة التى تفننت (سلمى) الحبيبة هى و عسليته فى إخراجها بهذا الإبداع ... دار حول المنزل و هو يدرك فى أعماقه إلى أين تأخذه قدماه دون مقاومة ... رغبة محرقة تلك التى تنتابه ليراها و لو من بعيد ... ليلمح حتى طيفها ... رغبة توقف منذ زمن عن البحث عن أسبابها ... توقف عن البحث عن معنى تلك الرفرفة التى ترتعش داخل قلبه كلما كانت قريبة منه ... رغبة حاربها طويلا طويلا جدا ... لكن القدر صفعه فجاة ليثبت له أن كل مقاومته ما كانت تجدى نفعا لأنه مهما فعل سيضعها القدر مرارا فى طريقه ... و مهما ابتعد و حارب القدر فإن القدر عندها سيجعلها جزءا منه لن يستطيع أبدا الإبتعاد عنه مهما حاول ... و هو ما عاد يرغب فى الإبتعاد ... توقفت قدماه عند ذلك الجزء من الحديقة ... ابتلع ريقه بتوتر و هو يرفع عينيه بترقب و تنفس بقوة و هو ينظر إلى شرفتها التى داعب النسيم ستائرها برقة ... بينما زهورها الجميلة تنتظرها لتخرج كعادتها لترويها و تجالسها قليلا ... كان يعرف من (سلمى) أنها لم تغادر غرفتها بعد منذ الصباح ... وقف بترقب كطفل ينتظر ليلة العيد بكل شغف ... و دون أن يعى كان يهمس بتوسل ... هيا ... أخرجى هيا .. أنا أنتظر ... أخرجى يا عسلية فزهورك تنتظرك ... و لم تتأخر .. كأنما استمعت لندائه و توسله فأطلت دون تأخير... تنفس بقوة و قلبه يختلج بتلك الرفرفة المألوفة و هو يراها تطل برقتها و شحوبها الذى أصبح معتادا ... راقبها و هى تروى أزهارها بحنان و تهمس لها ببعض الكلمات التى لم تصله ... فقط حركة شفتيها الرقيقتين أخذتا كل تركيزه و وجد نفسه يتمنى لو تهمس له بكل وجعها كما تفعل مع نباتاتها الآن ... كأنما شعرت بمراقبته لها ... رفعت رأسها فجأة و اقتربت من سور الشرفة القصير ... عتمت عيناها بشدة و هما تقعان عليه ... انقبض قلبه بقوة و هو يستقبل نظراتها التى حملت شفافية غريبة و هما تقعان عليه لأول وهلة قبل أن تفقدا صفاء العسل الشفاف بهما و تعتمان بنظرتها القاتلة تلك ... بادلته النظرات دون أن ترف للحظة قبل أن تشيح بوجهها عنه بكل برود و هى تحرك كرسيها المتحرك بهدوء لتغادر الشرفة و تختفى داخل غرفتها تاركة خلفها (عاصى) الذى وقف يحدق فى الشرفة الخالية إلا من زهورها التى حملتها للتو بعض أسرارها و شكواها و حبها الذى تبخل به على الجميع و هو أولهم
*****************
انتهى الفصل السادس أتمنى ينال إعجابكم
فى إنتظار آرائكم و تعليقاتكم
قراءة ممتعة











Layla Khalid and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-10-16, 09:34 PM   #39

فاطمة بنت الحسين

 
الصورة الرمزية فاطمة بنت الحسين

? العضوٌ??? » 381618
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 3,332
?  مُ?إني » Debila
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » فاطمة بنت الحسين has a reputation beyond reputeفاطمة بنت الحسين has a reputation beyond reputeفاطمة بنت الحسين has a reputation beyond reputeفاطمة بنت الحسين has a reputation beyond reputeفاطمة بنت الحسين has a reputation beyond reputeفاطمة بنت الحسين has a reputation beyond reputeفاطمة بنت الحسين has a reputation beyond reputeفاطمة بنت الحسين has a reputation beyond reputeفاطمة بنت الحسين has a reputation beyond reputeفاطمة بنت الحسين has a reputation beyond reputeفاطمة بنت الحسين has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
Oh mon Dieu, laissez-les moi ..les beaux yeux de la Mama
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لي عودة بعد قراءة الفصول


فاطمة بنت الحسين غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-10-16, 11:15 PM   #40

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

اعادة تعليقي عن الفصل السادس

ما زال السؤال الاهم هو حادثة رهف ة سر قبول وتين بخطيبها الغتيت
واضح ان وتين بتعشق وياج هل فيه مصالح مشاركة ماليه احبرتها علي الموافقة
هو ابوها عايش و ﻻ نتةفي انا نسيت
طيب حاسة ان موضوع جدتها لامها هيكون سبب في فركشة خطبتها
زياد مجروح و بيحاول يحافظ علي كبرياءه كراجل سابته حبيبته
بس هملته طين علي جماعه ﻻن رانجه مش هتسمح انه يستغلها بالطريقة دي
الجد حبيته اوووي
ادم فهمت ان مراته توفقت و ﻻ فهمي غلط
نرحع لرهف هل حادثتها كانت حادثة سيارة الكلام بيقول غيبوبه فضلت لمدة كبيرة
حاسةان الحادثة مش مجرد حاجة جسدية هل كانت اغتصاب او خطف و ﻻ مجرد حاجثة عادية
هنشوف و نعرف
بارت جميل و احسن حاجة ان رنده طلعت بتدرب و ضربت زياد لما قالت يا بس


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:08 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.