آخر 10 مشاركات
البحث عن الجذور ـ ريبيكا ستراتون ** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          أحلى وصفة لإعداد صينية جلاش ملفوف بالفول السوداني بالتفصيل (الكاتـب : الماخيكو 123 - )           »          أغنية التمنيات -إيما دارسي - عبير الجديدة(عدد ممتاز) (الكاتـب : Just Faith - )           »          310 - هبة من السماء - بات جيل - م.د** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          316 - الشك القاتل - ليندا بيوتشستر - م.د** (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          [تحميل] أعشقه و هو في دنيتي الجنه و صعب أنساه لأني نسيت أنساه ، لـ }{!Karisa!}{ (الكاتـب : Topaz. - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-10-16, 06:21 PM   #41

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الحلقة التاسعة والثلاثون





عندما هربت نور....أخفض برأسه قليلاً....ثم أطبق على شفتيه و هو يلوم نفسه من تسرعه....ليعود بأدراجه حيثُما كان يجلس و كأن على رأسه الطير

لينظر له مُعاذ بطرف عينه....مُتمتماً :
- ايه الخطة فشلت و لا ايه

ثم يتجاذب أطراف الحديث معهم....و هو يُحاول أن يتناسى ما حدث منذ لحظات...عازماً على تقديم إعتذاراً لها فيما بعد....على ألاّ يتكرر هذا من جديد






إستيقظ شريف صباحاً....ألقى نظرة على نور التى تتوسط الفراش كعادتها....مُتخذة وضع الجنين....ليبتسم بحزن و هو يتذكر ما حدث تلك الليلة....و كم حاول الإعتذار منها....و لكنها لم تسمح له بذلك....بل كانت تُحاول ألاّ تصطدم نظراتها بنظراته....لتقطُن غُرفته دون أن تتفوه بحرفاً واحداً

إرتدى ثيابه فى عُجالةٍ منه....و ألقى نظرة أخيرة عليها....ثم مال بجسده يعبث بخُصلات شعرها....ليتركها و يرحل إلى عمله

تململت نور بجلستها....تشعر بالألم يدب فى أوصالها....غادرت فراشها...ليقع بصرها على فراش شريف لتجده فارغاً....ظنّت أنه فى إحدى الغُرف....و لكنه بحثت عنه فلم تجده....أصابها الفزع....فألتقطت هاتفها سريعاً....ضاغطة أزراره ليُجيبها شريف....قائلاً :
- السلام عليكم و رحمة الله و بركاته....صباح الخير
أجابته نور بخجل :
- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته....صباح النور
صمت و صمتت لا تدرى ماذا تقول...أتقول بأنها فزعت عندما لم تجده قريباً منها....أم ماذا....خرجت الحروف من بين شفتاها....و كأنها تخرج من بئرٍ سحيق....قائلة :
- آآآآ....انا بس....آآآآ لقيتك مش موجود....فقلقت عليك....آآآ.....قصدى دورت عليك....مش لقيتك
سعد شريف كثيراً بجملتها....فسألها بخبث :
- يعنى قلقتى عليّا
أجابته سريعاً :
- اكيد طبعاً
ثم أطبقت على شفاها و هى تلوم نفسها على تسرُعها....قفى حين قلب شريف يطير طرباً لإهتمامها....حاولت إنهاء تلك المُحادثة....قائلة :
- آآآآ....انا هروح الجامعة النهاردة....و بعد كده هرجع البيت
أجابها شريف مُبتسماً :
- و انا مش هتأخر عليكى....هحاول أخلص بدرى عشان متبقيش لوحدك
إبتسمت بخجل قائلة :
- خلاص تمام...يلا انا هقفل...مع السلامة
أغلق شريف هاتفه....و هو يُتمتم :
- سلام يا قلبى






جلست نور و هى تشعر بتكاسُل شديد....حانت منها إلتفاتة لتجد بعض الأتربة التى تكونت على إحدى الأرفف....فأطبقت على شفاها ثم لمعت عيناها....قائلة بعزم :
- مش مهم الجامعة النهاردة....خلينا نروق البيت أحسن

و بالفعل إشتعل الحماس بعضلاتها....و بدأت بإزالة الأثاث و ترتيبه و أعادته بشكل جديد....يبعث الراحة فى نفس الناظر....سعلت و هى تُزيل تلك الأتربة الكثيفة....أنهت مُعظم الغُرف....لتنتهى بالغُرفة التى تضُمها بشريف....فتحت خزانته بخجل....لتستنشق عبيره الذى يُغلّفها....شعرت بأنفاسه حولها....إضطرب قلبها و تسارعت دقّاته...إلتقطت إحدى قُمصانه....تستنشق رائحة عطره التى تلتصق بها...ليصرخ القلب من جديد مُعلناً....نعم أُحبـــه

مر الوقت سريعاً....حتى أنها لم تدرى كم مضى من الوقت و هى تعمل....حتى أنهكها الألم....فنظرت حولها بعين الرضا....فقد أصبح كل شئ نظيفاً....بريقاً

أحضرت ثياباً نظيفة لها....و دلفت إلى الحمام تُزيل عنها عناء العمل....و أتربته التى تعلقت بها

ملئت حوض الإستحمام بالماء الساخن...و إسترخت بجسدها تستمع بهذا الهدوء...أنهت حمامها و إرتدت مأزرها....و عندما لامست كفها مقبض الباب...جفلت و هى تراه يُفتح من الخارج






أدار شريف مُفتاحه...ثم دلف إلى الداخل....مُلقياً بجسده على أقرب أريكة....يتأفف من ذلك الإعصار بالخارج....قائلاً :
- الواحد حاسس انه بقى مردوم تراب....انا أقوم آخد حمام بسرعة كده قبل ما أكسل

نزع عنه قميصه....تاركاًَ إياه جواره....ثم توجه إلى الحمام....ليُدير مقبضه عاقداً ما بين حاجبيه....حيثُ لفح وجهه بخاراً من الداخل....ليصطدم بوجه نور الشاحب

تسارعت نبضات قلبه و قلبها....أخفضت برأسها عن رؤية صدره العارى هكذا....بينما هو تسمّر بمكانه....و هو يتأمل تلك القطرات التى تتساقط من خُصلات شعرها الثائرة....شدّت نور مأزرها جيداً....و حاولت تخطيه.....و لكنه كان جسده يقف حائلاً بينها و بين مخرجها الوحيد....رفعت بصرها تنظر إليه....قائلة بصوتٍ مُتهدّج :
- آآآآ....ععع...آآآآ.....عدينى

لم يُجيبها بل ظلّ ينظر لها....خفق قلبها جرّاء نظراته الثاقبة...أحكمت مأزرها جيداً...لتشعر بأنامل شريف التى تعبث بخُصلات شعرها....لتُغمض جفنيها و أطرافها ترتعد....حتى ظنّت لوهلة أنها ستفقد وعيها فى التّو و اللحظة

لا يدرى كيف خرجت نبراته بهذا الهدوء...قائلاً :
- نور....انا مش قادر أتحمل أكتر من كده....بجد مش قادر....لازم نشوف حلّ لوضعنا ده

إختنقت العبرات بمُقلتاها....و خفق قلبها بين أضلعها....أدركت أن علاقتهم لن تستمر طويلاً...و أنها ستنتهى لا مُحال....و لكن لم يكُن ذلك فى حُسبانها....كانت تظُنّ بأن فُراقه سيكون شيئاً هيناً....لم تكن تعى بأن قلبها سيتألم هكذا....لم تدرى بأن كلمة الفراق التى طالما إعتادت عليها....ستكون مؤلمة لها إلى هذا الحد

رفعت بصرها تنظر إليه....عبراتها تحتبس بمُقلتاها....مُتمتمة :
- هننفصل....هتسبنى خلاص

قرأ شريف ذلك الحزن و الألم الدفين بمُقلتاها....شعر برغبةٍ عارمة فى إحتضانها و بثّ الحب و العشق اللّذان يفتكان بقلبه....ليسألها بخُبث....قائلاً :
- بتهيألى رغبتك برضه
أجابته مُسرعة :
- لالالالا....انا مش عايزاك تسيبنى
لم يستطع إخفاء بسمته الساحرة...لتُخفض رأسها على الفور....مُحاولة تجاوزه...ليمنعها بجسده....و هو يرفع رأسها بأنامله من جديد....قائلاً بصوته الأجش :
- بتحبينى

خفق قلبها بقوة بين أضلعها....ليصرخ القلب نعم أُحبك....ألا تفهم بعد....أحببتك دون غيرك....أحببتك و لن أعى معنى الحُب سوى معك....ألا تشعر بى

حاولت تجاوزه من جديد....ليمنعها من العبور....قائلاً بحزم :
- مش هسيبك تهربى....جاوبينى....بتحبينى
أجابته بإضطراب :
- شريف....أرجوك سيبنى
إقترب منها كثيراً....ناظراً بعمق إلى مُقلتاها....قائلاً بحب :
- انا حاسس بس عايز أسمعها منك....
قاطعته و هى تُشيح بوجهها....قائلاً :
- شريف....لو سمح..
قاطعها بدوره....و هو يُمرر أنامله على ثغرها....مُكملاً :
- ششششش....بحبك....و عمرى ما حبيت حد غيرك....من أول يوم شُفتك فيه و انا حاسس إن إنتى نصى اللى بدور عليه....انتى البنت اللى كنت بدور عليها من زمان....كل الحب اللى فى قلبى شيلته ليكى انتى....انتى و بس
مسح على وجنتاها بحنان....ليُكمل :
- عايزك تفضلى معايا عمرى كله
و أشار إلى قلبها....قائلاً :
- عايز ده ملكى أنا....مش عايزة حزين أبداً....مش عايز أشوف غير البسمة على شفايفك متفرقهاش أبداً

كانت تنظر له بأعين تملؤها العبرات....كانت تتأمل ذلك البريق المُنبعث من مُقلتاه....كانت كلماته صادقة....مُحبّة....هى تُحبه....و لكنها لا تصلح له....ماضيها المؤلم يقف حائلاً بينه و بينها

أدارت جسدها بعيداً عنه....و هى تدفن وجهها بين كفّيها....قائلة بنبرات يكسوه الألم :
- مش هقدر....مش هقدر أكون اللى إنت عايزها....مش هقدر...مش هقدر....انت متعرفش حصلّى ايه
أدارها شريف لمُواجهته....و هو يدفن وجهها بين كفيّه....قائلاً بحزم :
- انا ميهمنيش ايه اللى حصل قبل كده....كل اللى يهمنى دلوقتى إن أعرف إن انا فى قلبك....انا بحبك زى ما انتى
إبتسمت ساخرة....قائلة :
- بتهيألك....لما هتعرف متأكده ان انتى هتسيبنى....يستحيل تقبل بواحدة أخوها إغتصبها

جحظت عينا شريف خارج محجريهما....و هو يستمع إليها....ليبتعد بخطوات قليلة عنها....قائلاً :
- انتى بتقولى ايه....ليه بتقولى كده
خطت بخطوات مُبتعدة عنه....قائلة :
- هو ده اللى حصل....انا مش البنت اللى بتحلم بيها....كنت فاكرة ان فى يوم هقدر أحطم الماضى....و أقدر أعيش حياتى زى اى بنت....بس يظهر كده إن انا بحلم....و هيفضل ورايا....أو بالأصح هفضل أسيرة ليه دايماً....و عمرى ما هتحرر منه....و دلوقتى بعد ما عرفت اللى حصلّى....هفضل فتاة أحلامك

لم تلتقى منه جواباً....بل أخفض برأسه إلى أسفل....ربما وقع كلماتها ألجمته....أراد فقط بعض الوقت كى يُرتب أفكاره....فهو كغيره من جنس الرجال....عندما يستمع لواقعة كتلك....حتماً سيُصعق

إتسعت إبتسامتها الساخرة....قائلة :
- جوابك وصل

خطت بخطوات هادئة....لتمر بجواره دون أن يستوقفها كعادته....دلفت إلى غُرفته تثلقى بجسدها على فراشه.....تبكى بألم....ها قد عاد نزيف قلبها الذى لم يُداوى بعد....لا أحد يستطيع مُداواته....و لكن ذلك الألم الذى تشعر به الآن أقوى آلاف المرات من قبل....صارحته بالجُرح الذى يعتمل بقلبها....كم أرادت لحظتها أن يحتويها....أن يضُمها إليه....لا يتركها تواجه أحزانها وحدها....ربما إن فعل ذلك لأيقنت مدى حُبه لها....و لأمتلك قلبها أمد حياتها

هوى شريف بجسده على الأريكة....يمسح على شعره بقوة....أفكار و مشاعر مُتضاربه تقذفه هنا و هناك....لا يدرى بماذا يُجيبها....ما ألقته على مسامعه....جعلته يُريد أن يتمهلّ فى إجابتها....لا يُريد أن يُلقى على مسامعها شعارات أو أكاذيب....لا يُريد أن يفقد تلك الثقة التى نالها

أثناء شروده إستمع إلى طُرقات قوية...نهض بتكاسل....و ما إن فتح الباب ليرى الطارق....ليلتقط لكمة قوية أردعته إلى الخلف بقوة....ليسقُط أرضاً على أثرها....الدماء تتساقط من أنفه بغزارة

حاول النهوض ليعقبه لكة بعد الأُخرى من خصمه....ليسقط مُترنحاً لا يستطيع النهوض من جديد

كانت نور قد أنهت إرتداء ثيابها....لتستمع إلى إصطداماً قوياً.....عقدت ما بين حاجبيها...و هى تستمع للمزيد من الإصطدام....أصابها القلق حيّاله....غادرت غُرفتها لترى ما حلّ به....لتُصعق و هى تنظر إلى ما يحدث أمامها....لتصرخ بمن يُهاجم شريف....قائلة :
- عـــــــــلاء






إلتفت إثنتيهم تجاهها....ركضت تجاه شريف ترى ما حلّ لوجهه....تأملت تلك الدماء....و عبراتها تنسدل بغزارة على وجنتها....مسحت الدماء بأناملها....ليستمعا إلى ضحكات علاء....قائلاً :
- ههههههه....معلش يا عروسة....عارف إن إنتى مش بتحبى تشوفى الدم....بس كنت فاكر انه مش مهم بالنسبة لك....هو إنتى ايه كلهم عندك زى بعض

رمقته نور بنظرة إزدراء....ثم أكملت ما كانت تفعله....ليدفعها شريف بعيداً عنه....و يقف مُستعداً لعراكً شرساً مع ذلك الدخيل الذى لا يعرف هويته إلى الآن....كل ما يُشغله يكف يتحدث لزوجته بتلك الطريقة....و كيف لو أن يتهجّم عليه هكذا

ركض شريف نحوه....يوجه إليه بعض اللكمات....ليتصارعا إثنتيهم كلاً منهما يوجه اللكمات القوية لخصمه....إلى أن دفعه شريف بقوة....ليصطدم جسد علاء بالباب....ثم يترنّح ليستقر جسده أرضاً

كان كل ذلك يحدث على مرآى نور....التى كانت تصرخ بهم ليتوقفا عن القتال....و لكنه بدو و كأنهم لم يستمعوا لها....كان المُنتصر فى تلك المعركة شريف....حتى كاد أن يفتك بكف علاء....لولا صرخات نور التى تزايدت فتوجه لها على الفور.....بعدما أسدى له لكمة ألصقته بالباب

ضمّها إليه ليُهدء روعها.... قائلاً :
- متخافيش....انا هطلب البوليس دلوقتى

إبتعدت عن أحضانه....تتأمل وجهه....لتُفرغ فاها و هى تنظر خلفه....ليلتفت شريف ليرى ما تراه و قد هاله ما يراه

إستطاع علاء أن يستعيد توازنه....فنظر أمامه ليرى شريف يتحضن نور....فأستشاط غضباً ليضع كفه فى جيب سرواله....مُخرجاً أداة صغيرة....أشبه بالسكّين ذات نصل حاد لامع....لتشهق نور و هى تقف أمام شريف....فى حين حاول شريف إبعادها عن مُواجهة علاء....لتتقدم نور تجاه علاء....تقف أمامه مُباشرةً....ثم إلتفتت تنظر إلى شريف....ربما تكون النظرة الأخيرة لها.....لتُغمض عيناها و هى تتذكر ذلك الحُلم الذى راودها....ها هو يتكرر....لم تكُن تدرى وقتها بأن فارس هو من إحتل فؤادها....و تربّع على عرشه....و لك يكن النصل حينئذٍ لعلاء....بل كان لوائل....و لكنه لن يفرق كثيراً الآن....كل ما يُشغل ذهنها حالياً هو ألاّ يحدث ما تخشاه....أن تُفسد حلمها....و ألاّ يحدث مكروهاً لفارسها

إبتعدت أهدابها عن بعضهما البعض ببطء....تُروى ظمأ مُقلتاها من عدم رؤيته فى تلك الثوانى المعدودة....لترى مُقلتاه التى تكاد تخرج من محجريهما....يمتزج بهما إمارات الغضب مما تفعله....فأبتسمت بحزن....و هى تعود بأنظارها إلى علاء....قائلة :
- انا هرجع معاك....بس متعملهوش حاجة
صفّق علاء ساخراً :
- ايه يا جولّيت....خايفة عليه أوى كده

همّ شريف بجذبها تجاهه....ليُطوّقها علاء من كتفيها....ليُصبح ظهرها مُلتصقاً بجسد علاء....و وجهها فى مُواجهة شريف....شاهراً سلاحه عند عُنقها....يبتسم بظُفر إلى شريف....الذى ألجمته الصدمة من أن يفعل أى رد فعل....سوى إصطكاك أسنانه ببعضهما البعض....قائلاً بغضب :
- لو لمستها....أُقسم بالله لأقتلك
ضحك علاء ساخراً :
- ههههههه.....متقلقش يا روميو....انا بس هرجع الحاجات لمكانها الطبيعى
ثم وجه حديثه لنور....قائلاً :
- لولا أخوكى الغبى....و اللى عمله
حاولت نور نهيه عمّا سيتفوه به....صارخة :
- إسكت
إزدادت ضحكاته...ليُكمل :
- ههههههههه....ماشى يا برنسيسة....بس متزعليش انا بس حسيب لحبيب القلب

إلتفتت نور على الفور لمُواجهته....بوجه تعلوه إمارات الفزع و الهلع....لتُفاجأ بمن يهوى على رأس علاء لتنفجدر الدماء من مؤخرة رأسه....و يسقط أرضاً

كان شريف لا يدرى ماذا يفعل....فعندما يهمّ بفعل أى خطوة....تدور برأسه آلاف الأفكار....فى كيف سيقوم بها و يُجنّب نور من أن تُصاب بأذى....ألى أن إلتفت علاء بجسده على أثر إلتفاتة نور....ليجذب إحدى المزهريّات القريبة منه....و على حين غفلةٍ من الجميع....ركض تجاه علاء لتصطدم برأسه....فيسقط على الفور....تتناثر منه الدماء

إختل توازن نور على أثر ما حدث أمامها....و أوشكت على السقوط أرضاً....ليُحيل شريف بذراعه بينها و بين سقوطها....ليجد وجهها شاحباً للغاية....و كأن الدماء أبت أن تُسقى ذلك الوجه الهادئ

مسح على وجهها بحنان....ينظر لها بقلق....و هو يرى أهدابها تشتاق لتلاقيهما بصمت....قائلاً :
- نور.....نور فوقى....نور أرجوكى
خرجت نبراتها بصعوبة....قائلة :
- ممم....مات....ممم....مات يا شريف

ليستكين رأسها على صدره....فاقدة وعيها من هول ما مرّت به....فحملها سريعاً ليضعها على فراشها....ثم توجه إلى الخارج....ينظر بغضب إلى جسد علاء....ليمسح على شعره بقوة....لا يدرى ماذا يفعل الآن....ثم توجه سريعاً إلى هاتفه عابثاً بأزراره....حتى أتاه صوتاً يرغب الآن فى سماعه






إستيقظ مُعاذ على حركات مُضّطربة بالغُرفة....و أنيناً يصدر من شفاه زوجته.....فإبتعدت أهدابه ينظر حوله....ليجدها مُمسكة بمعدتها....وجهها تعلوه إمارات الألم الشديد

نهض على الفور ليقترب منها....و قد بلغ منه القلق مبلغه....ليحتضنها و هو يمسح على شعرها....قائلاً :
- مالك يا حبيبتى....حاسّة بإيه
أجابته بألم....ظهر جليّاً على نبرات صوتها....قائلة :
- مش قادرة يا مُعاذ....بطنى بتتقطع منى....مش عارفة ليه
شعر بالحيرة من أمره....فسألها :
- طيب ممكن تكونى أكلتى حاجة
هزّت برأسها نفياً....و تأوهت بقوة....ليسألها من جديد :
- طيب هى معادها جه....ممكن تكون هى السبب
توردت وجنتاها خجلاً....و هزّت رأسها ثانيةً....فأعانها على النهوض....قائلاً :
- طيب قومى ألبسك و نروح لأى دكتورة....نشوف الألم ده من إيه....انا مش هستنى أكتر من كده
نظرت له على إستحياء....و لم تُحرك ساكناً....فعقد ما بين حاجبيه....قائلاً :
- ايه مالك
أجابته بإرتباك :
- آآآآ....إطلع بره و أنا هلبس لوحدى
لم يستطع السيطرة على ضحكاته....ليغمز لها قائلاً :
- ايه بتتكسفى
أشاحت بوجهها بعيداً...ليُكمل مُعاذ....و هو يُغادر....قائلاً :
- طيب انا هلبس....و انتى خلصى بسرعة

أغلقت دعاء الباب خلفه....و ما إن وضعت أناملها على أزرار قميصها....فينكشف جزءً من صدرها....لتستمع إلى مُعاذ....قائلاً :
- شوفت كل حاجة

فأسرعت تضع كفها على صدرها....و هى تلتفت لتجد الباب مُغلقاً....فأدركت أنها مزحة من مزحاته التى لا تنتهى....فأبتسمت و أبدلت ثيابها على عُجالة....حتى لا يُفاجأها بالمزيد و المزيد من مُفاجأته التى لا تنتهى






دقائق معدودة و دوى أبواق سيارات الشرطة....تصدع بالمنطقة....ليستمع إليها شريف....الذى سارع بإستقابلهم....و ما إن ظهر وجه الضابط حتى هرول إليه شريف....و هو يُشير إلى جسد علاء....فنظر الضابط يتفحصه....تتلاقى نظراتهم بصمت

بمُجرد أن رفع علاء المُنهك القوى ينظر إلى القادم....ليرتسم على قسماته الهلع و الفزع....بينما إرتسمت إمارات السعادة على وجه الضابط....قائلاً :
- تعبتنى و انا بدور عليك يا راجل
عقد شريف ما بين حاجبيه....و هو يستمع لحوار الضابط....ليلتفت الأخير إلى شريف....قائلاً :
- سنة كاملة و أنا بدور عليه....و بسببه إتنقلت مباحث فرع القاهرة
ثم إلتفت إلى علاء ليُكمل بإبتسامة واسعة :
- و الزيبق وقع أخيراً
ثم إلتفت ينظر إلى عساكره....قائلاً :
- خدوه حطوه فى البوكس....و حطوا عينكم عليه

فعل العساكر ما طُلب منهم....ثم نظر إلى شريف مُبتسماً :
- الأستاذ كان مطلوب فى حوالى 10 محاضر نصب و إحتيال
فغر شريف فاه...و لم يُصدق ما يستمع إليه....ليؤمى الضابط برأسه....مُكملاً :
- كان بيضحك على زباينه على إنه بيبعلهم زيبق خام....و هو أصلاً بيبعلهم زيت أحمر....هو و أهله....خصوصاً خاله اللى إسمه رأفت....بس المشكلة ان خاله مش عليه أى حاجة....علاء بس اللى فى الصورة....و أهو الحمد لله وقع أخيراً....ده غير المحضر اللى انت هتتفضّل معايا و تعمله....انا بس اللى محيّرنى إزاى جه هنا

إلتفت شريف ينظر إلى الغُرفة التى تقطُن بها نور....ثم نظر من جديد إلى الضابط....قائلاً :
- مش هقدر آجى مع حضرتك دلوقتى....مراتى تعبانة من اللى شافته....و مش هقدر أسيبها لوحدها
زم الضابط شفتيه....قائلاً :
- لو عايز تجيبها
قاطعه شريف مُتوسلاً :
- أرجوك حضرتك....انا مُتنازل عن المحضر بتاعى....أظن اللى عليه كفيل بسجنه....انا مش عايز أى مشاكل تانية....أرجوك
رفع الضابط سبابته أمام وجه شريف....مُحذراً :
- خلى بالك انت كده هتتنازل عن حقك
أومأ شريف برأسه....قائلاً بهدوء :
- عارف....كفاية عليه عقابه

لم يجد الضابك مفراً من إصرار شريف....فصافحه ليُغادر بهدوء....بينما توجه شريف إلى الحمام....يُضمد جراحه....لينظر إلى وجهه بالمرآة....مُشتت الفكر....و سؤالاً يدور بخُلده....هل نور تعلم بأن والدها مُحتالاً ؟






- مبروك المدام حامل
هتفت الطبيبة بتلك العبارة....بعدما أنهت فحص دعاء
لتتسع إبتسامة مُعاذ....مُتمتماً :
- الحمد لله...الحمد لله
جلست دعاء أمامه....و قلبها يرقُص طرباً....ليُمسك مُعاذ بكفها....ثم يتطلّعان إلى الطبيبة التى كانت تُلقى على مسامعها ما يجب عليها فعله....و كذلك بعض العقاقير التى دونتها....ليرحلا إثنتيهم و هم يُريدان الإسراع ليصلا إلى منزلهم....يحتفلان بهذا الخبر السعيد






- إيه رأيك يا ماما....خليها بكرة أتصل بشريف يبعت نور تساعدنا فى توضيب الخفلة
هتفت مروة بتلك العبارة....لتنظر لها سوسن بنظرات ذات مغزى....قائلة :
- يا سلام....نور بقت حلوة دلوقتى
أجابتها مروة و هى تشعر بالخجل الشديد....و قد أيقنت ما ترمى إليها والدتها....قائلة :
- بصى يا ماما....بصراحة انا مكنتش بحبها....و حاسة ان وراها حاجة....بس لما لقيت شريف مبسوط كده معاها....و كمان لما شالت آسيا و سكتت معاها.....الأطفال بتحس....فحسيت انا كنت ظالماها
ربتت سوسن على ساقها القريبة منها...قائلة :
- و الله يا بنتى....البنت مؤدبة و طيبة و غلبانة اوى....لو تشوفيها و هى كانت قلقانة عليكى و انتى بتولدى....دى يا حبيبتى كانت فرحانة اوى لما قومتى بالسلامة....و كانت فرحانة ببنتك اوى
أخفضت مروة برأسها...ثم نظرت لها قائلة :
- بقولك ايه يا ماما....ايه رأيك لما نعملهم حفلة صغيرة....يعنى يُعتبر اتجوزوا بسرعة....و معملوش لا فرح و لا اى حاجة

إتسعت إبتسامتهم....ليستمعا إلى ضحكات الصغيرة....و كأنها تُشاركهم ما ينوون فعله....ليُقبلاها و هم يتضاحكان






تململت نور بفراشها....ثم سُرعان ما إنتفض جسدها لتعتدل سريعاً....ليصطدم وجهها بنظرات شريف المُصوبة تجاهها

جلس شريف جوارها يتأمل وجهها الشاحب....إلا أن أفاقت فزعة...فأقترب منها يمسح على ظهرها....لتتذكر ما حدث....فسألته بإهتمام :
- ايه اللى حصل....علاء راح فين

حك شريف رأسه....أيُخبرها بما حدث....أم لا...فنظر لها طويلاً يتأملها....و مُقلتاها تحثّه على الحديث....ليُباغتها عندما جذبها إليه يحتضنها بقوة....و قلبه كاد يصُم آذانها....بفرط نبضاته العالية

دُهشت لفعلته....ما الذى أصابه....و لكنها كانت تشعر بالسعادة....فبالرغم مما أخبرته به فهو لن يتركها....نعم لقد أيقنت الآن بحبه لها













لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-16, 06:23 PM   #42

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الحلقة الأربعون والأخيرة




- انت فين يا سامح....انا دورت عليك مش لاقيك
هتف بدر بتلك العبارة....و هو يستمع عبر الهافت.....إلى موسيقى صاخبة تكاد تصُم آذانه....ليُكمل :
- ايه الدوشة دى....انت فين
أجابه سامح و هو يضحك....قائلاً :
- ههههههه....انا فى المكان بتاعنا....تعالى تعالى....ده فى أصناف جديدة....تعالى ألحقها قبل ما تخلص
أنهى بدر المُحادثة.....ثم نظر إلى شاشة هاتفه.....و هو يزم شفتيه....مُتعجباً من أسلوب سامح....ليزم بدر شفتيه....مُتمتماً :
- الواد ده عنده شعره ساعة تروح و مبترجعش

خطى بدر بخطواته فى ذلك المكان الذى إعتاد هو و صديقه على السهر به....ليجد سامح تلتصق به إحدى الفتيات لم يراها من قبل....وسط ضحكاتها و هى تتمايل بجسدها بدلال

إقترب بدر منهم....و صافح صديقه و نظراته مُصوبة تجاه تلك الفتاة....و هى تنظر له مُبتسمة....ليجلس فى المقعد المُقابل لها....قائلاً :
- مسا التماسى على الورد و القمر
أجابته الفتاة بدلال :
- ياى انت بلدى اوى
إتسعت إبتسامة بدر قائلاً :
- أموت انا فى الجاتوه
ضحك سامح قائلاً :
- هههههههه......ايه يا بنى انت....شايفنى هوا قدامك و لا ايه
ثم نظر إلى فتاته قائلاص :
- قومى يا قمر هاتيله حاجة يشربها
نهضت الفتاة تتمايل بخطواتها.....تاركة خلفها بدر و سامح يلتهمان جسدها الممشوق بنظراتهم...حتى إبتعدت عن أنظارهم....ليلتفت بدر إلى سامح قائلاً :
- ايه يا بنى....انت مش كنت بتقول هتروح تخلص ورق لأختك

هز سامح برأسه....و هو يسكب محتويات كوبه فى جوفه دُفعة واحدة....لينظر له بدر بنظرات ذات مغزى....قائلاً :
- ايه مالك....شكلك مش طبيعى
ضحك سامح قائلاً :
- هههههه.....اصل انا شوفت نور هناك
جحظت مُقلتا بدر خارج محجريهما....لينظر له سامح....و ينفجر فى نوبة ضحك عالية.....قائلاً :
- هههههههههه.....هههههههههه....� �هو انا عملت زيك كده بالظبط....لقيتها هناك و يظهر كده اتنقلت هناك بعد جوازها
حدّق بدر بوجه صديقه....و هو يُتمتم :
- هى إتجوزت
أومأ سامح برأسه....و هو يُحرّك الكوب الفارغ بين أنامله....قائلاً :
- ايوة....و جوزها كان معاها فى الجامعة....شوفتها و هى بتمسك إيده....و بيضحكوا سوا
شعر بدر بالحزن لصديقه....فنهض ليجلس جواره مُربتاً على كتفه....قائلاً :
- متزعلش يا صاحبى....بكرة تنس...
قاطعه سامح و هو يُفرغ ذلك السائل من جديد فى كوبه.....ربما تكون تلك المرة التى لم يحسب عددها....قائلاً :
- هى اللى كتبت النهاية....بس كانت قاسية اوى

لينهض سامح على الفور.....حاملاً الكوب بين كفيه....يصطدم بتلك الطاولة تارة....و بالأخرى تارة....وسط ضحكاته العالية....يجذب إحداهنّ إليه....لتتلاحم أنفاسه بأنفاسها....و هم يتراقصون على أصوات الموسيقى المُنبعثة.....كل ذلك يحدث أمام مرآى صديقه....الذى يشعر بأن حبه لنور كان حقاً صادقا






إنتهت نور من عملها المُكلّف لها....من تزيين الغُرفة....و هى تشعر بالسعادة تجتاح كيانها....تشعر بأنها عُصفورٌ صغير يُريد التحليق فى الفضاء الشاسع....لا يُريد الإحتكاك بأى شئ....أو الشرود بماضيه الذى يُحزنه و يؤلمه....يكفيه أن حاضره الذى يُحلّق به الآن برفقة من أحب

كان كل شئ على أتمّ الإستعداد....لتنظر مروة بسعادة إلى ما فعلته نور....قائلة :
- مش ممكن....بجد انتى ذوقك حلو اوى....الزينة بقى شكلها حلو جداً....بجد شكراً يا نور
إتسعت إبتسامة نور.....من إطراء مروة....قائلة :
- لا شكر على واجب....الحمد لله انه عجبك
أجابتها مروة....قائلة :
- هو عجبنى بس....ده جامد جداً

إستمعا إثنتيهم إلى أحدهم يهتف بإعجاب....قائلاً :
- واو....ايه الحلاوة دى....انا أكيد دخلت شقة غلط
ثم نظر إلى الفتاتان....عاقداً ما بين حاجبيه....قائلاً :
- مين حضراتكوا
ضحكت نور بقوة....لتنظر مروة إلى المُتحدث....قائلة :
- نور اللى عملت ده.....و بعدين انت ايه اللى جابك بدرى يا أستاذ شريف....و ايه ده
صرخت بجملتها الأخيرة....ليفزع شريف قائلاً :
- ايه....الشقة هتولع
عقدت مروة ذراعيها أمام صدرها....قائلة :
- فين يا شريف الحاجات اللى قولتلك تجيبها....هو انت كده دايماً تنسى
هز شريف رأسه....و هو ينظر لها بإستياء....ليهمس لنور قائلاً :
- على طول كده مُتسرعة
صاحت مروة به ثانيةً....قائلة :
- شريييييييييف
أجابها و هو يتصنع إبتسامة واسعة.....قائلاً :
- حبيبة قلبى أؤمرينى
لينظر من جديد إلى نور....قائلاً :
- لا مفر....لما أروح أشوفها عايز ايه

كانت نور بذلك التغيير الذى طرأ على حياتها....و على حالة الحزن المُرافق لها دوماً....تخلّصت تماماً على تلك الكوابيس المُفزعة التى تُراودها....و حلّ محلها تلك السعادة التى تملأ قلبها....و تُضفى دائماً البسمة التى إفتقدتها منذ زمن

إستمعت نور إلى طرقات...فأيقنت أن الزّوار قد بدأوا بالوفود....إنتظرت قليلاً علّ أحدهم يستجيب لتلك الطُرقات....و لكن لم يظهر أحد....فذهبت هى تفتح الباب...لترى فتاة جميلة....تقف أمامها.....فى منتصف عقدها الثانى....بيضاء رشيقة القوام....تُزيّن وجهها بتلك الألوان الصارخة....التى يُطلقون عليها بالموضة

إبتسمت لها نور مُرحبة....ثم سُرعان ما عقدت ما بين حاجبيها...و هى ترى نظرات الفتاة المُستاءة تجاهها....لتنظر نور إلى ثيابها ظانّاً أن بها خطئاً ما....لتُباغتها الفتاة....قائلة :
- انتى بقى نور

همّت نور بإجابتها لتستمع إلى نبرات قوية.....كثيراً ما تستمع لها....لتكون سبباً لإرتجافة قلبها....و لكنها اليوم لم تنطلق بحرف إسمها....و إنما إنطلقت بحروف تلك الفتاة....فأدركت نور بأنه يعرفها جيداً فرُبما تكون إحدى أقاربه التى لم تراها من قبل






غادر شريف غُرفة مروة.....بعدما ألقت عليه وابلاً من الطلبات التى يجب إحضارها....ليدلف إلى المطبخ حاملاً بعض المخبوزات....مُتوجهاً إلى نور....قائلاً :
- انا عارف إن انا و انتى لو فضلنا مطوعينها كده....هتج
بترت عبارته و هو يرى نور تقف برفقة فتاة....فهتف بإسمها قائلاً :
- داليــا

إلتفت إثنتيهم ينظران إلى مصدر الصوت....لتنظر نور إلى شريف فتراه مُصوباً نظراته تلك داليا....لتلتفت إلى الأخيرة لتجدها تنظر له مُبتسماً....لا تخجل.....لا تغُض بصرها عنه....فجعلت نيرانً تشتعل بقلبها....تشعر بها للمرةِ الأولى

دلفت داليا إلى الداخل....دون أن يسمح لها أحدهم....تمد بكفها أمام شريف تُريد مُصافحته....لينظر شريف إلى كفها الممدودة....و لم يُعيرها أدنى إهتمام....بل حمل إحدى الخبوزات التى يحملها....يقطم منها قطعة صغيرة....يُلوّكها بفمه....ثم تركها و ذهب

كانت نور تُتابع المشهد الذى أمامها....لتتسع إبتسامتها و هى ترى ما فعله شريف....شعرت بأنها تُريد أن تقف أمامه و تُصارحه بما يعتمل بقلبها الآن....أليس له الحق فى أن يشعر بما تشعر هى

حانت من داليا إلى نور الباسمة....لتُرمقها بنظرات غاضبة....ثم تلتفت على نبرات مروة....ليتصافحا....و هى تضع أمامها علبة كبيرة مُغلّفة....فشكرتها مروة....قائلة :
- شكراً يا داليا....بس ليه تعبتى نفسك
أجابتها داليا بزهو....قائلة :
- يا حبيبتى لا تعب و لا حاجة....دى أقل حاجة أجيبهالك

نظرت مروة إلى نور الواقفة بعيداً عنهم قليلاً....قائلة :
- معلش يا نور....شوفى بس شريف خلص باقى الحاجات و لا لاء

أومأت نور برأسها....و كأنها تنتظر تلك اللحظة التى تذهب فيها إليه....فكم إفتقدت له فى تلك اللحظات القليلة....توجهت إلى الغُرفة التى يجلس بها....لتجده يقف فى شُرفتها يستنشق الهواء بهدوء....فإقتربت منه بصمت....و لكنها لم تجد ما تقوله....فألتفتت لتُغادر حتى لا تُزعجه

فى ذلك الوقت إلتفت شريف....ليرى نور تُحاول أن تُغادر الغُرفة...فأستوقفها قائلاً :
- كنتى عايزانى
إستدارت تُواجهه....و هى تشعر بجبينها يتصبب عرقاً....قائلة :
- اصل مروة قالتلى....آآآ....أشوفك خلصت الحاجات و لا لاء

إقترب منها شريف....و نظراته تفيض بكل شئ يود أن يُخبرها به....إزدرئت نور ريقها....و حاولت تجاوزه....ليقف شريف أمامها....ليقفا إثنتيهم فى مُواجهة بعضهما البعض....كانت نظراتهم تبوح بالكثير و الكثير....لا يستطيع أحداً أن يُترجمها سوى عيون لعاشق ولهان....هو فقط من يستطيع أن يدرى عن ماذا يُخبران بعضهما البعض

إقترب شريف بخطوتين تجاهها....ليمسك كفها بحنان....يرفعها إلى فمه ليُقبّلها....فتُخفض نور برأسها....و هى تُحاول أن تُسيطر على أنفاسها المُضطربة....فتترك أهدابها تتلاقى ببعضهم فى صمت....ليرفع شريف برأسها ينظر إليها....ليجدها لا تُحرك ساكناً....مما دفعه إلى بثّ عواطفه بطريقته الخاصــة






- إبعدى عن شريف أحسن يا داليا....هو خلاص بقى متجوز....و بيحب مراته
هتفت مروة بتلك العبارة....و هى تضع كفها على ساق داليا
لتُحملق داليا بها لثوانى معدودة....ثم تعتدل بجلستها....قائلة :
- انتى يا مروة اللى بتقولى كده....انتى اللى عارفة كويس اوى....شريف بالنسبة ليا ايه....شريف ده الهوا اللى بعيش بيه

تنهدت مروة بأسى....فهى كانت سبباً فى أن تستمر داليا فى حبها لشريف....و ها هى الآن أدركت حجم الخطأ الذى أوقعت نفسها به....و كذلك حجم الأسى و الألم الذى سببته لداليا....فهى تُيقن تماماً أن دالياً تحب شريف بجنون....و لكنه لم يُبادلها ذلك الشعور يوماً....فماذا ستفعل الآن!!

همّت مروة بنهيها عن الإستمرار فى ذلك العالم التى تُحاصر نفسها فيه....لتستمع إلى نداء والدتها....لتتنهد ثم تنظر إلى داليا....قائلة :
- معلش يا داليا ثوانى و راجعالك

غادرت مروة الغُرفة....لتجلس داليا بمُفردها...ثم سُرعان ما إجتاحتها رغبة عارمة فى الحديث إلى شريف....لتنهض مُتجهة إلى الغُرفة التى دلف إليها....لتجد الباب غير مُوصداً....فدفعته قائلة :
- شريف ممكن أتك...
بترت عبارتها و جحظت عيناها خارج مُقلتاها....و هى تنظر إلى هذا المشهد الذى أدام قلبها....رأت شريف و هو يبثّ أشواقه لنور....فما كان منها إلاّ أن تُركل الباب بقوة بقدمها....و كأن طاقة الغضب التى تعتمل صدرها....أبت أن تترك العاشقان ينعمان بلحظاتهما الخاصة

إنتفض جسدى نور و شريف على أثر ذلك الصوت القوى....لتشعر نور بالخجل الشديد من جرّاء نفسها....فتركض تاركة الغُرفة بأنفاس مُتقطّعة....تحت أنظار داليا....التى كانت أن تفتك بعدوتها....التى إختطفت قلب حبيبها

أشاح شريف بنظره عنها....و همّ بترك الغُرفة بدوره....لتستوقفه داليا....قائلة :
- انا عايزة أعرف انت ليه بتعمل معايا كده
أخفض شريف برأسه....و لم يُجيبها.....لتُكمل داليا حديثها....و هى تخطو بخطوات مُضطربة تجاهه....حاولت أن تضع كفها على ساقه....فإلتفت شريف لها على الفور....بنظرات غاضبة....قائلاً :
- انتى أكيد مجنونة....انتى عارفة انتى بتعملى ايه
أجابتها و قد عقدت ذراعيها أمام صدرها....قائلة :
- ايوة عارفة....انا بحبك يا شريف....و عمرى ما حبيت حد غيرك....ليه بتعمل معايا كده....و انا متأكده ان انت كمان بتحبنى
زم شريف شفتيه.....ليلتفت مُولّيها ظهره....قائلاً بهدوء :
- بصى يا داليا.....عشان انتى مش قادرة تفهمينى....مش معنى ان انا كنت بتكلم معاكى كويس و بحافظ عليكى....يبقى تتفسّر بحب....انا عمرى ما حبيتك....و مش عشان كنت بعاملك باللين يبقى خلاص بحبك....انا مش ممكن أحب واحدة إتهاونت فى نفسها كده....أسف لو كلامى هيزعلك....بس للأسف دى غلطتى انا كمان....و مش هقدر أجرحك أكتر من كده....و دلوقتى عنئذنك

غادر شريف الغُرفة....و لم يسمح لنفسه أن يلتقى منها رداً على ما تفوّه به....تركها خلفه تنعى حبه الذى ظلّت تنتظره أياماً و ليالى....ها هو يلفظها خارج حياته....فما رأته منذ قليل جعلها تُيقن بإن حبها الذى إستمرت تنتظره على أمل أن يتوجها قلبه على عرشه هو فقط....فها هو يُنهيها و إلى الأبد






جلست نور بشرود....تكاد تُجنّ....تصارع القلب مع العقل فى مُشاداة كلامية....ربما لم تكُن الأولى من نوعها....و لكن صراعهم إحتدّ حتى أنهم لم يرأفوا بحالتها التى عليها

سخر العقل من ذلك الأحمق....قائلاً :
- ها هو أيها الأحمق....أليس هذا من أحببت....إنه يرأف بك فقط ليس إلاّ
أجابه القلب بثبات....قائلاً :
- سُحقاً لك....ألا تشعر به....ألا تشعر بصدق نظراته لى....ألا تشعر بأنفاسه الحارة....التى تنطق بالعشق و الهوى
ضحك العقل ساخراً....قائلاً :
- هههههههه....حقاً أيها الأحمق....إذاً فسّر لى ما إستمعت إليه الآن....إنه لا يُبالى بأحد....إنه لم يفعل هذا سوى رأفةً منه ليس إلاّ....و أنت أيها المسكين مازلت تظُنّ بأنه يُبادلك مشاعرك الحمقاء....أفق أيها الأبله....فأنت لا تستحق سوى الرأفة
بكى القلب بألم....و بدأ جُرحه ينزف من جديد....قائلاً :
- كفى أرجوك....فأنا لم أعد أحتمل المزيد....لم يعُد بى مكاناً....كى تلتئم جراحى....فكثرة النزيف جعلى خُرقة بالية....ظننتُ بأننى وجدت مكاناً فى الحياة....وجدتُ قلباً يحتوينى و يُنسينى جراحى....و لكننّى أعتقد بأن لا أحد يهتم بى....و لا يهتم بعبراتى....و لا يهتم بجراحى....و لا يهتم بآلامى....فسأظلّ هكذا....إلا أن أُفنى بجراحى و آلامى....أو أُفنى بأمر خالقى

كادت عبرة ساخنة أن تتحررّ من مُقلتاها....قبل أن تُفيقها شيماء من شرودها التى أتت للتو....لتنظر لها مُبتسمة....قائلة :
- عاملة ايه يا نور....وحشتينى اوى....اومال شريف فين

هتفت شيماء بجُملتها الأخيرة....و هى تتلفّت حولها تبحث عنه....ليدلف شريف إلى الغُرفة....و كأنه ينتظر أحدهم أن يبحث عنه....ليُضفى المزيد من المرح....قائلاً :
- انا عارف ان النور كان قاطع....انا جيت نورت أهو
ضحكت سوسن قائلة :
- هههههههه....لا يا حبيبى دى نور منورة البيت و الدنيا كلها

إتسعت إبتسامته و إلتفت ينظر إليها....ليجدها تنظر له نظرة لم يستطع تفسيرها....تذكر ما حدث بالغُرفة....فحدّث نفسه يُحاول تفسير نظراتها الغريبة....أهى حزينة مما حدث....غاضبة....خجولة....سعيدة.. ..أهى نظرات مُعاتبة....ماذا....لا أدرى....لماذا تنظرى لى هكذا ؟....أأغضبك ما فعلته....إذن فأنا أعتذر....و لكننى حقاً إشتقت إليكِ....فأنتِ كالقمر لا يستطيع لبشراً الإقتراب منه....سوى روّاد الفضاء....فأردت أن أُحلّق فى فضائك

عقد شريف ما بين حاجبيه.....و هو يراها تتوجه إلى الشُرفة....و عبرة حائرة تسكُن أهدابها....تنتظر منها أن تسمح لها بتحديد مسكنها

أحاط شريف خصرها بهدوء....لتنتفض على أثرها....و هى تلتفت تنظر إليه....ليعتذر منها و قد بلغ منه الخجل مبلغه....قائلاً :
- أنا اسف....انا افتكرت بس..
قاطعته و هى تنظر له بألم....قائلة :
- طلقنى

يبدو أنه لم يستمع جيداً....او ربما إستمع و لكن كانت للمُفاجأة دوراً فى جعله يتأكد مما إستمع إليه الآن....فعقد ما بين حاجبيه....قائلاً :
- بتقولى ايه
أعادت على مسامعه ما تفوّهت به....قائلة بحزم :
- بقولك طلقنى....مش عايزة أعيش معاك....و شكراً على كل اللى عملته معايا....انا هروح مع شيماء....لحد لما أشوف مكان أعيش فيه

إلتفتت لتُغادر....لكنه إستوقفها بجذبها من ذراعها بقوة....لتقف أمامه مُباشرةً....حاول السيطرة على طاقة الغضب التى تستكين بقلبه....قائلاً :
- انتى سامعة بتقولى ايه....ليه....لو على اللى حصل انا اسف....انا بس كنت عايز أقولك انا بحبك قد ايه....كنت عايزك تحسى بيّا بجد....ليه عايزانى أسيبك....انا مصدقت لقيتك....انا بحبك يا نور....فاهمة يعنى ايه بحبك

إبتسمت ساخرة.....و عبراتها خانتها لتُروى وجنتاها....رفع أنامله يمسح عن وجنتاها الورديّتين تلك العبرات....فنهرته لتقف على بُعد مقربة منه....قائلة :
- أسفة اوى....مش هقبل منك رأفة أو شفقة....وفّر إحساساتك لحد تانى....لواحدة مش تعاملها باللين....و للأسف تفكر إنك بتحبها....لواحدة تانية تكون مفرطتش فى نفسها....بنت تكون انت أول واحد يلمسها....بنت
قاطعها شريف غاضباً :
- انتى بتقولى ايه....انت جبتى الكلام ده منين
إتسعت إبتسامتها الساخرة....و هو تُجيبه بألم.....كاد قطعاً أن يفتك بقلبها المكلوم....قائلة :
- مش ده كلامك مع داليا....مش هو ده اللى انت قولتهولها....كدبنى لو انا غلطانة.....لما حكيتلك على اللى حصلى...إستخفيت بيّا ليه....لما مرضتش عليّا كان جوابك خلاص وصلنى....ليه علقتنى بأمل كداب...ليه عملت فيّا كده....ليه خلتنى أعيش حلم جميل....و إنت ممكن تصحينى منه على كابوس....ليه عملت فيّا كده....ليه....ليه

لم تستطيع نور التماسك أكثر من هذا.....فتركت العنان لعبراتها....أن تفصح عن المزيد و المزيد الذى يعتمل بقلبها....ليُسبل شريف جفنيه....و يتنهد بقوة....و يسير تجاهها بخطوات هادئة....ليقف مُواجهاً لها....يرفع رأسها ناظراً لمُقلتاها

ساد الصمت قليلاً و هم يتبادلان النظرات بينهم....إحداها غاضبة....حزينة....مؤلمة....و الأخرى باكية....مجروحة....نادمة
خرج شريف أخيراً عن صمته....قائلاً بحزم :
- انا لما سكت على اللى قولتيه فى البيت.....كنت محتاج وقت عشان أختار الكلام....مش عايز أكدب عليكى....مش عايز أقولك على كلام أنا مش حاسه....لما قولتيلى على اللى حصل زدتى فى نظرى ان انتى مكدبتيش عليّا....و فى نفس الوقت
صمت و هو يدرى جيداً بأن ما سيهتف به الآن ربما يكون مؤلم لها....و لكنه أراد أن يُخبرها بكل ما يدور بخُلده....فأمسك ذراعها مُكملاً :
- زيى زى اى راجل مش هيتحمل ان يسمع حاجة زى كده....بس لقيت نفسى بتغاضى عن كل حاجة عشان تبقى معايا....انا بحبك....و عمرى ما حبيت حد غيرك....و الكلام اللى قولته لداليا....ده عشان أفوقها من الوهم اللى هى عايشة فيه....عايز أعرفها ان مش اى بنت زمان كنت بكلمها خلاص تفتكر ان انا بحبها....انا محبتش غير واحدة بس....إنتى....حتى بعد اللى قولتيه.....انا مش ملاك عشان أتصرف كده....بس فى نفس الوقت مش جلاّد....عشان أظلمك على حاجة ملكيش ذنب فيها....انا او اى حد عمل كده....كده يبقى مش بنبنى مجتمع....كده بنهدم مجتمع....لو البنت فعلاً بريئة ليه أخدها بذنب هى ما ارتكبتهوش....ليه أوجهها للإنحراف بطريق غير مباشر....مش عُذريتها هى اللى هتخلينى أتأكد إذا كانت كويسة و لا لاء....دينها و إحترامها و أخلاقها....لو كنت قولت كده على الكلام اللى قولتهولى....كنت من باب أولى أقوله فى حاجة انا عرفتها....انا حبيت نور اللى شوفتها من أول مرة....و قلبى إتعلّق بيها....جايز اللى بينّا ميحصلش غير فى القصص و الروايات و الأساطير....بس ده الواقع اللى عيشنا فيه....انا بحبك و مش هسيبك....حتى لو دى رغبتك....كنتى قولتيلى انك عايزة تبعدى و هتفضلى أسيرة الماضى....دلوقتى عايزة تبعدى....و مش هسمحلك و هتبقى أسيرتى انا

تأمل قسمات وجهها....و أنفاسه تتلاحق و كأنه أنهى لتوّه سباقاً للعدو....ليتركها دون أن يُضيف المزيد

لا تدرى أتسعد بحديثه....أم يُزيدها هذا ألماً....أم يُدخلها عالم الحيرة....ما هذا الرجل....أيُعقل أن يكون هناك شخصاً يُفكر كما فعل هو الآن....قفزت بسمة واسعة إلى ثغرها....و دقّات قلبها تعلو و تعلو....ليتنطلق الحروف رغماً عنها....تصيح بحبه....بحبك يا شريف






- ألف مبروك يا دعاء....و الله فرحتلك أوى....بس خلّى بالك بقى من الحركة و كده....و لازم تاخدى الدوا بميعاده
هتفت شيماء بتلك العبارة....و هى تجلس بجوار دعاء....تُهدهد طفلتها
لتهتف دعاء بسعادة....و هى تُمرر بكفها على بطنها....قائلة :
- متقلقيش ان شاء الله آخد بالى....مُعاذ برضه قاللى نفس الكلام ده....بصراحة من ساعة ما عرف و هو مش مخلينى أعمل اى حاجة....ههههههه....بقى شكله حلو اوى و هو لابس المريلة
ضحكت شيماء قائلة :
- ههههههههه....ربنا يباركلك فيه و يحفظهولك من كل شر
أمّمت دعاء خلفها بحب....قائلة :
- اللهم آمين

ثوانى معدودة ليحين من شيماء إلتفاتة....فترى شريف يشوب وجهه إمارات الغضب و الحزن....فأدركت على الفور بأنه ربما قد حدث شيئاً بينه و بين نور...و بالفعل لحظاتٍ أخرى....لتجد نور خلفه و آثار البُكاء جليّة بمُقلتاها....لتجلس بجوارها بصمت

تبادلت شيماء و دعاء النظرات بينهم....ثم مالت شيماء هامسة لدعاء...قائلة :
- الخطة التانية....لازم نكمّل خطتنا...بس المرة دى لازم يكون حاجة قوية
زمت دعاء شفتيها....هامسة :
- مش عارفة بصراحة....بس فرح إيمان كمان يومين و مش هنلحق نعمل حاجة
خيّم الصمت عليهنّ....ثم إبتسمت شيماء و هى تُتمتم :
- حلو اوى الفرح ده






فى إحدى البؤر التى يجتمع فيها بعض الشباب....لفعل ما يحلو لهم بعيداً عن أنظار الجميع....ظانّين أنهم هكذا لن يجدوا من يُراقبهم....أو يًُلقون بعبارت الموعظة على أسماعهم....لا يُدركون بأن الله مُطّلع عليهم....وحده من بيده أرواحهم....يستطيع أن يقبضها متى شاء....و كيف شاء....فهل يُدركون هذا ؟....أم أن ملاذ الحياة أعمت أبصارهم....عن إدراك وجود الخالق

ضحك أحد الشباب....قائلاً :
- ههههههههه....اللى يشوفك كده يا وائل يقول ان الواد فتك اوى
ليضحك آخر....قائلاً :
- هههههههههه....يا بنى بالراحة شوية....كده انت مش هتعرف تعمل حاجة زى قبل كده
نظر لهم وائل بغضب....صائحاً :
- بقولك ايه انت و هو....خليك فى حالك....و مش عايز كلام يبوظّلى السطرين اللى انا ضاربهم
ضحك أحدهم....و هو يُحيط كتفى وائل بذراعه....قائلاً :
- ههههههههههه....لا يا عم إزاى
ثم مد كفه الآخر بورقة صغيرة....قائلاً و هو يغمز له :
- دى بقى حتة أوريجينال خالص....هتخليك سبع....بس خلّى بالك للمزة تفرفر من إيدك
ضحك وائل و هو يلتقط الورقة من صديقه....قائلاً :
- هههههههه....هى بس تيجى يا عم....ده انا هنسيها إسمها....هحتفل أنا و هى برجوعها بالسلامة....ابن عمتى هيجيبها هيوصل بيها كمان شوية....ألحق بقى دورى قبل ما يكوّش هو عليها

ضحك الجميع.... و جلس وائل بعيداً قليلاً....ليفتح الورقة التى بحوذته....ينظر لما تحتويه بسعادة....ثم يعبث بمحتواها قليلاً....ليقترب بأنفه منها يستنشقها بنهم....و ما إن إبتعد عنها حتى شعر بإختناق حاد....و جبينه يتسبب عرقاً....و تشنُّجت أطرافه....و ظلّ يتلوّى أرضاً.....حتى سكنت حركته تماماً....كان كل ذلك يحدث أمام مرآى أصدقائه....الذين كانت أعينهم أوشكت على الخروج من محجريهما....لا يُصدّقون الذى رأوه....و لا يستطيعون أن يُحرك أياً منهم طرف عينه






- انا بس مش عارف علاء إتأخر كده ليه....ده قاللى إستناه هنا عشان مسافة السكة و جاى بنور....لاء كمان و كل لما إتصل بيه ألاقيه مقفول
هتف رأفت بتلك العبارة....و الغضب يكاد ينفجر من وجهه كالبُركان
فركت فايزة كفيها....و قد إنتقل إليها قلقه....قائلة :
- الغايب حجته معاه....ربنا يستر عليه....و يرجعه بالسلامة

كانت سميحة شاردة....تلوح على شفتيها إبتسامة من نوعٍ خاص....و هى تُمرر أناملها على ثغرها....لينتبه رأفت إلى شرودها....فيوقظها منه....قائلاً :
- سميحة....سميحة....مالك سرحانة فى ايه
إنتبهت سميحة لنداءات رأفت....فعقدت ما بين حاجبيها....لتتصنع التفكير....قائلة :
- ها....لا ابداً....انا بس كنت بفكر يا ترى نور هترجع معاه كده بسهولة و لا هتعمل ايه

إستطاعت سميحة أن تُشغل رأفت بتلك الجملة التى كانت وليدة اللحظة....ليتبادل هو و فايزة النظرات الحائرة....حقاً كيف سيستطيع علاء أن يُجلبها إلى هنا ؟....بل هل سيستطيع علاء أن يحصل عليها من زوجها هذا ؟

لحظات و قطع الصمت....رنين هاتف رأفت....فأجابه سريعاً دون الإهتمام بهوية المُتصل...ظانّاً منه أنه علاء.....قائلاً :
- ايوة يا علاء
أتاه صوتاً ذكورياً يستمع له للمرةِ الأولى....قائلاً :
- عفواً يا فندم....حضرتك السيد رأفت....والد الشاب وائل
أجابه رأفت بنفاذ صبر....قائلاً :
- ايوة يا سيدى....خير
أتاه الصوت قائلاً برتيبية :
- البقاء لله يا فندم....إبن حضرتك توفى من شوية بجرعة هيروين زيادة....ياريت حضرتك تتفضل فى مستشفى ــــــ ....عشان نتمم الإجراءات

لم يتحمّل رأفت ما إستمع إليه....ليسقط الهاتف من بين أنامله....مُمسكاً بصدره بقوة....ليسقط أرضاً....وسط صرخات فايزة و سميحة.....لتركض سميحة تلتقط الهاتف....فتستمع إلى الرجل و هو يُلقى على مسامعها....ما ألقاه للتو على مسامع رأفت....لتصرخ قائلة :
- لاااااااااااااااااااااااا .....ابنـــــــــــــــــ ـــــــى

فتسقط بدورها فاقدة للوعى...لتصرخ فايزة و هى لا تدرى ماذا يحدث لهم....لتركض إلى الشُرفة تستنجد بجيرانها ليُساعدونها على ما أصابها






- الأستاذ رأفت عنده جلطة فى المخ....نتيجة صدمة عصبية....أو نتيجة تلقّيه خبر سئ....بس المهم ربنا يقومه منها على خير....لأن للأسف قلبه مش هيقدر يتحمّل

إنتحبت فايزة و هى تستمع إلى ما ألقاه الطبيب للتو على مسامعها....ليُحاول الأخير تهدئتها....قائلاً :
- مينفعش كده لو سمحت....انتى كده مش بتساعديه....انتى هتزوديها عليه....ياريت بلاش إى إنفعال....لأن ده هيسببله نتيجة عكسية
ثم نظر إلى الجميع من جديد....قائلاً :
- اما بالنسبة للسيدة....فحاولتها النفسية سيئة جداً....الصدمة أثّرت على جهازها السمعى....و مركز الكلام....يعنى للأسف مش بتتكلم و مش بتسمع....و حالتها دى تعتبر نفسية....يعنى بمجرد ما الشئ اللى فقدته يرجع تانى....هترجع بالتدريج لحالتها الطبيعية
هتف أحدهم بحزن....قائلاً :
- يرجع....هو اللى بيموت بيرجع تانى....ربنا يصبرها بقى

إنصرف الطبيب لينظر الجميع إلى بعضهم البعض....منهم من حزن لما أصابهم....و منهم من أدرك أنه عقاب الله فى تلك الفتاة المسكينة....التى ألقوا على عاتقها الكثير و الكثير.....لتفر هاربة من براثنهم....فدعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب

مال أحدهم هامساً إلى أمجد....قائلاً :
- بنته لازم تعرف باللى حصل....مهما كان برضه ده أبوها....و لا ايه

كان أمجد شارداً....يشعر بالكثير تجاههم....ها هو حقاً إنتقام الله....لم يُساند رأفت إبنته المظلومة....و نصر الظالم....إبنته المصونة التى تربّت على يده و بمُعاونة والدتها....و لكنه طعن فى شرفها....و كرامتها....و حطّم برائتها

إنتبه أمجد لحديثه...ودّ لو صرخ به....و هو يُنهيه على ما يتفوه به...بالرغم مما حدث أمام الجميع....تذكرون بحقوق الإبنة و لا تتذكرون حقوق الأب....و لكن ذلك البريق الذى ينبض بقلبه....جعله يصمت و يُفكر جيداً....ماذا سيفعل ؟






إنفصل شريف عن نور....كلاً منهما يستقلّ حُجرة منفصلة عن الآخر....كان كلاً منهما له عالمه الخاص....كلاً منهما لا يدرى ماذا يفعل تجاه الآخر

كان نور تستلقى على فراشه....منذ أن حمل شريف أشيائه و غادر الغُرفة بصمت....و هى تستلقى على تلك الأريكة التى كان يستلقى عليها....كانت تستنشق عبيره الذى يملأ وسادته....تلتحف بغطائه و كأنها تُريد منها أن تمنحها الدفء الذى كان يُشعرها به شريف

كم إفتقدته....بالرغم من إنه لا يبتعد عنها سوى بعدة خطوات....و لكن كانت دائماً تشعر بالسعادة و الأمان....و هو يُشاركها غُرفتها

أثناء شرودها إستمعت إلى رنين هاتفها....فألتقطته تُجيب دون النظر إلى هوية المُتصل....لتهتف بنبرات خيّم عليها الحُزن....قائلة :
- السلام عليكم و رمة الله و بركاته
أتاها صوتاً أُنثوياً مرحاً....قائلاً :
- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته....ايه يا بنتى كنتى نايمة و لا ايه
أجابتها نور بنفس نبراتها....قائلة :
- لا أبداً يا إيمى....انا صاحية
عقدت إيمان ما بين حاجبيها...و قد أقلقها نبرات صديقتها الحزينة....قائلة :
- مالك يا نور....فى حاجة

حاولت نور عدم الإفصاح عمّا يعتلى بقلبها....حتى لا تُفسد فرحة صديقتها....فحاولت التظاهر بأن ليس هناك شيئاً هاماً...قائلة :
- لا يا حبيبتى...انا بس شكلى إشتغلت كتير فى البيت...فبرتاح شوية
ضحكت إيمان قائلة :
- ههههههههه....ااااااااااه....ب قى لينا بيت و جوز و كده
ضحكت نور....و عبراتها تنساب بهدوء على وجنتاها...قائلة :
- هههههههههه.....المهم انتى عاملة ايه....انا هجيلك بكرة ان شاء الله
ردت إيمان قائلة :
- خلاص ماشى هستناكى....مش هتجوز غير لما تيجى....و إنتى حُرة بقى....انتى عارفة ممكن أمجد يعمل ايه
ضحكت نور قائلة :
- ههههههه....متخافيش يا حبيبتى....ان شاء الله بدرى هتلاقينى عندك إن شاء الله

أنهت نور مُهاتفه صديقتها....و عادت من جديد لشرودها....نظرت تجاه الباب المفتوح....لتنهض مُتجه تجاهه....تُريد رؤيته و لكنها تراجعت فى اللحظات الأخيرة....ماذا ستُبرر قدومها ؟....ماذا ستُخبره ؟






كان شريف ينظر من شُرفته....يُشاهد حركة المُشاه أسفل عـقـاره...ثم أدار ظهره ليُصبح فى مُواجهة باب غُرفته....مُستنداً بمرفقيه على سور شُرفته

شرد فى أحداث ذلك اليوم....من حديثه إلى داليا....و تلك المُشاداة التى حدثت بينه و بين نور....بينما ما ألمه حقاً....تلك اللحظة التى جمعته بنور....تلك اللحظة التى بثّها أشواقه....كم كان سعيداً و هو تُبادله أشواقه

أسبل جفنيه....و هو يتذكر رائحتها التى ما زالت تتعلق بثيابه إلى الآن....ليست عبير عطر....و لكنها عبير الحب....نعم للحب عبيرٌ خاص.....لا يستطيع شخصاً عادياً أن يُميّزه....لا يشعرلا بعبيره القوى سوى عاشق ولهان

أفاقه من شروده رنين هاتفه....فوضع كفه فى جيب سرواله....ينظر إلى شاشته ليجده أمجد....فأجابه :
- السلام عليكم....إزيك يا أمجد
أتاه صوت أمجد....و لكن يبدو أن مكروهاً قد حدث له....قائلاً :
- و عليكم السلام....ازيك انت يا شريف....عامل ايه و نور عاملة ايه
تنهّد شريف مُجيباً :
- الحمد لله بخير....بس انت مالك فى ايه
ملأ أمجد رئتيه بالهواء....و هو يُحاول أن يجد العبارات المُناسبة....لبدء حديثه....و لكنه عجز....أو ربما تاهت عنه الحروف....ليقول :
- شريف....لازم نور ترجع...لازم تيجى فى أسرع وقت
عقد شريف ما بين حاجبيه....حتى شعر أمجد بأنفاس شريف المُتلاحقة....و قبل أن يُبدى شريف إعتراضاً....أتاه صوت أمجد راجياً....قائلاً :
- انا عارف ان الموضوع صعب....بس بجد لازم نور ترجع....أبوها عايز يشوفها....أبوها جاتله جلطة....و محتاج يشوفها قبل ما يموت

شعر شريف بالقليل من الأسى تجاهه....و لكن أمجد أسدى له أصعب المهام....لا يدرى كيف يُخبرها....كيف عليه أن يُخبرها بخبرٍ كهذا

أنهى شريف مُهاتفة أمجد....و دار فى غُرفته حائراً....لا يدرى كيف يبدأ....ثم سُرعان ما إنتبه أن والدها يقطُن الآن فى المشفى....إذن فلن يُخبرها بما حدث....حتى لا تعترض على ذهابها إليه






غادر شريف الغُرفة....ليجد نور تولّيه ظهرها....مُتوجهة إلى الغُرفة الأخرى....خفق قلبه لمرآها....و إرتسمت رغماً عنه إبتاسمة شوق لرؤيتها...ليجد قلبه يُناديها قبل لسانه....قائلاً :
- نور

غادرت نورغُرفتها....أرادت فقط رؤيته....و لو للحظات فقط....إقتربت من غُرفته.....لم تشعر بحركة داخلها....ظنّت بأنه قد غطى فى سباته....فحثّت أقدامها إلى السير من جديد....لينتفض قلبها و هى تستمع إلى نبراته....لكم إفتقدتها....رفقاً بى أيها الحبيب....فنبراتها لها أثراً قوياً لقلبى....رفقاً به فهو لن يحتمل المزيد....سيُفتك به حتماً....فرفقاً به فأنا لا أملك سواه

ظلّت تُديره ظهرها....ليخطو شريف بخطوات مُضطربة....مُتوجهاً إليها....ليقف خلفها مُباشرةً....قائلاً :
- آآآآ.....ممكن تيجى معايا مشوار....قبل ما نروح فرح صاحبتك
إستدارت تواجهه....لتجد إمارات القلق تُزيّن وجهه....فعقدت ما بين حاجبيها....قائلة :
- حاجة مهمة اوى
أومأ برأسه....و هو يُحاول الإبتسام....قائلاً :
- متقلقيش مش هنتأخر كتير

إبتسمت لإبتسامته....و أومأت برأسها....لتنظر أسفل....شعر شريف بالحنين إليها....شعر بكم إفتقد لأحضانها....إقترب قليلاً منها....ثم رفع بذراعه و همّ بجذبها إليه لمُعانقتها....و لكنه توقف....ثم إستدار سريعاً مُتوجهاً إلى غُرفته

نظرت نور إلى جسد شريف المُبتعد....فحزنت لمِا حدث....و لولا حيائها لأرتمت هى بأحضانه....تستشعر منها الأمان و الدفء....الذى حُرمت منهما منذ أيام....و لكن إهدأ أيها القلب....فعندما نعود سنتحدث حتماً....و سأُخبره بما تُكنّه له






وقف شريف و نور أمام المشفى....فنظرت له نور مُتسائلة....و لكنه لم يُجيبها....بل إلتقط كفّيها يحتضنهم....صاعداً بها إلى الأعلى....ليقف أمام إحدى الغُرف

توقفت نور عن السير....لتنظر له قائلة :
- احنا رايحين فين
تأملها شريف بصمت....ثم أمسك كفيها....قائلاً :
- نور....فى حد هنا مهم أوى انك تشوفيه....هو مش عارف هيعيش تانى و لا لاء....و حاسس بندمه ناحيتك....و متقلقيش هتلاقينى جنبك....بس هتدخلى لوحدك

عقدت نور ما بين حاجبيها....و هى تتبادل النظرات بينها و بينه....و ما إن أدار شريف مقبض باب الغُرفة....ظهر جسداً لم يتبيّن هويته....من كثرة الأسلاك الموصّلة به

خطت نور بخطوات مُتثاقلة....و شعور الخوف تملّك قلبها....بكل خطوة تخطوها....تزداد نبضات قلبها....إلا أن أصابتها المُفاجأة....و هى تنظر إلى ذلك الجسد الذى تعرفه جيداً

إقتربت منه و عبراتها إنسابت رغماً عنها....و هى تهمس :
- بابا
شعرت بأنها المرة الأولى التى تنطق بهذا اللقب....بابا....كم حرمها منه....و كم حُرمت هى من التلفُّظ بها

يبدو أنه إستمع إليها....فألتفت إليها ببطء....و عيناه تفيض بالعبرات....صُعقت نور لمِا تراه....والدها يبكى....يا إلهى....لم أكن أدرى أنه يُريد رؤيتى....لم أكُن أدرى أنه يبكى لى أنا...ماذا حدث له ؟....هل أنا أحلم ؟....لا فأنا كنت للتو برفقة شريف....و ها أنا ذا.....نعم أنا لا أحلم....إنها الحقيقة

نزع رأفت عنه قناع الأكسجين....و رفع كفه يُحاول أن يُلامس وجهها....لتقترب منه....تحتضن كفه بين كفيها....ليبتسم رأفت بوهن....قائلاً :
- سامحينى يا بنتى....سامحينى على كل حاجة عملتها معاكى....انا معرفتش الحقيقة غير متأخر اوى....أمجد قاللى على حاجات أول مرة أسمعها....مش عايز عتاب منك....عايزك بس تسامحينى....اللى قالهولى أمجد كان كتير اوى عليا....ربنا خدلك حقك مننا كلنا....وائل مات و علاء إتسجن....و انا و زى ما انتى شايفة....سامحينا يا نور....انا عارف ان قلبك زى قلب أمك....لو سامحتينى متأكد ان هى كمان هتسامحنى
أسبلت نور جفنيها....تتساقط عبراتها كالمطر المُنهمر...قائلة بصدق :
- ربنا يسامحك....انا مسامحاك...بس مش هقدر أسامح وائل....ضيّعنى....ضيّع كل حاجة...ضيّع برائتى
قاطعها رأفت قائلاً :
- أخوكى ما اعتداش عليكى يا نور....حسن و مراته لحقوكى قبل ما حاجة تحصل....بعد ما انتى روحتى مع علاء البيت....فكرت فى كلامك و كنت رايح أسأل وائل على اللى عمله معاكى....لقيت سميحة الله يسامحها بقى....بتقولى ان انتى بتتبلّى على وائل....انتى لو كان جرالك حاجة كان على الأقل هيكون فى دم....لكن انتى بنت زى ما انتى...وائل إتحرش بيكى بس....ملحقش يعمل معاكى حاجة
صُعقت نور لما تستمع له...مُرددة :
- بنت...انا بنت
ثم ترائى إلى مسامعها....كلمات والدها :
- سامحيه يا نور....وائل معملكيش حاجة
نظرت له بحدة...قائلة :
- و هو كده خلاص يبقى برئ....حتى لو معملش حاجة....جسمى مش ملكه عشان يعمل فيّا كده....نظراته نفسها جريمة يتحاسب عليها....المفروض هو اللى يحمينى.....مش هو اللى ينهش فى عرضى....أسفة اوى....عمرى ما هسامحه....عمرى ما هسامحه






إلتف الجميع حول أمجد....يُلقون على مسامعه عبارات التهنئة....كان الحفل بسيطاً نظراً للظروف التى حدثت مؤخراً....كان يودّ أن يُلغى عُرسه....و لكن رأفت إعترض على ذلك....و هو يتمنّى له زواجاً سعيداً

هتف أحمد بمرح....و هو ينظر لحُلته....قائلاً :
- الواحد بقى كده....يعنى....مسياتنلهخحة....ي عنى انا بقيت راجل كده هو....يعنى....يلا الحمد لله
إقترب مُعاذ منه....يهمس بأُذن أحمد....قائلاً :
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم....إبعد يا شوشو....الواد بيسفّ
ضحك حسن قائلاً :
- هههههههههههه....ده بقى بيتكلّم لُغات
تبادل أحمد معهم النظرات....قائلاً :
- انتوا بس متغاظين عشان انا الحليوة العزّابى
هتف مُعاذ بإستياء....قائلاً :
- العزّابى....دى اى لغة حضرتك دى....يعنى من أى قاموس أوردتها....أتتحدث بلغة الفرنجة أيها العميل

كان شريف ينظر لهم....و إبتسامة صغيرة تُزيّن شفتيه....تنهدّ و هو ينظر إلى تلك السيّارة التى تقف أسفل المنزل....مُزيّنة بالورود....تبدو فى غاية الجمال...لمع بريقاً بمُقلتاه....ليركض إلى الداخل....يجلس بجوار مُعاذ و حسن....و فى مُقابلة أمجد و أحمد....لينتبه الجميع إلى إمارات وجهه الغريبة

نظر شريف لهم قليلاً....قائلاً بحسم :
- انا هتجوز
زم مُعاذ شفتيه....قائلاً :
- لا يا راجل....و هو انت كنت بتعمل بروفا....و لا قولت أجرب كده....و لو لقيت الشغل ماشى معايا أهى سبوبة
صاح أحمد مُحاولاً تقليد مُعاذ....قائلاً :
- سبوبّة....من أين لك بتلك الألفاظ أخ مُعاذ....أتُنهر آلهتنا....و تعتنق ديناً جديداً لا ندرى عنه شيئاً

ضحك مُعاذ و أحمد...و شريف ينظر لهم بنفاذ صبر....ليلتفت أمجد له....و قد أعجبته الفكرة....قائلاً :
- طيب شوف عايز تعمل ايه....نور مع إيمان فى الكوافير....و قدامهم ساعة و يطلعوا....تفتكر نلحق
إتسعت إبتسامة شريف....و هو يُخيّل أمامه صورة نور و هى ترتدى ثوب الزفاف الأبيض...ليهتف حسن و هو يُخرج هاتفه....قائلاً :
- سيبولى انا الموضوع ده....هكلم المدام هى اللى هتحلّ كل حاجة






- ما شاء الله يا إيمان....أمورة اوى
هتفت دعاء بتلك العبارة....و هى تتأمل صديقتها....التى أصبحت كأميرات القصور

كانت نور شاردة تماماً....تتأمل ثياب و زينة صديقتها بصمت....كم من فتاة تمنّت أن ترتدى ثوب الزفاف....فكيف لنور التى تُشبه الأميرات....ألا يحقّ لها أن ترتدى ثوباً مثله....أسبلت جفنيها و هى يُخيّل إليها نفسها و هى ترتدى هذا الثوب....ثم سُرعان ما أبعدت أهدابها عن بعضهما البعض بفزع....و قد راودها كابوسها القديم....و لكن ألم يُخبرها والدها بأنها فتاة...و أن وائل لم يهتك عرضها....لمِا هذا الكابوس يُراودها بعد الآن

أفاقت من شرودها على ندائات شيماء لها....فتوجهت لها....قائلة :
- ايوة يا شيماء....خلاص هنمشى
حاولت شيماء إخفاء تلك البسمة التى تقفز لثغرها....قائلة بجديّة :
- معلش يا نور....فى واحدة عايزة تاخد فستان الفرح بتاع بنتها....بس بنتها فى الكوافير مش معاها....و للأسف عايزة تعرف إذا كان بقى مقاسها و لا لاء....فمعلش هى البنت فى حجمك كده....قيسيه عشان أمها تشوفه عليكى و تشوفه مظبوط و لا لاء

خفق قلب نور....ها هى سترتدى ما تحلم به أى فتاة....حتى و إن كان لبضع دقائق....أومأت برأسها و توجهت إلى الداخل....و ما هى إلاّ دقائق و قد إنتهت

همست دعاء إلى شيماء....قائلة :
- تفتكرى هتكشفها
غمزت لها شيماء....قائلة :
- متخافيش

وقفت نور أمامهم.....و هو يُحملقون بتلك الأميرة....فقد كانت نور حقاً جميلة بثوبها....لتقترب منها شيماء....قائلة :
- الله أكبر....زى القمر
إبتسمت نور إبتسامة حزينة....فهى لا يحقّ لها أن ترتدى ثوباً كهذا....فسألتها :
- كده خلاص....أقلعه بقى
نهرتها شيماء بإضطراب....قائلة :
- لالالالا....إستنى....بصى عشان بس الست تقتنع....الكوافيرة هتحطلك ميك اب خفيف اوى....عشان يبقى قدامها كل حاجة

أطبقت نور على شفاها....و لكنها إعترضت على أن تضع أى من مُستحضرات التجميل....خوفاً من أن يُداهمها الوقت...فيترك أثراً بوجهها....فتظهر أمام الرجال هكذا

و بعد مُحاورات كثيرة....لم يستطع أحداً ردعها عن رأيها...و وضعت أخصائية التجميل....بعض من المُرطّبات فقط






إستمعت الفتيات إلى زامور السيارات بالأسفل....ففزعت نور...و توجهت سريعاً كى تنزع عنها ذلك الثوب....و لكن لا تدرى ماذا حدث....توقفت ساقيها عن السير....و هى ترى شريف بحُلّته السوداء....يتأملها بحب....و يتقدّم تجاهها خطوة بعد الأخرى....بينما هى تُقابلها بخطوات للخلف....لا تدرى ماذا تقول له.....أو كيف ستُبرر عن السبب الذى جعلها ترتدى ثوباً كهذا ؟

كادت أن تتعثّر فى ثوبها....ليحُول شريف بينها و بين سقوطها....لتتلاقى نظراتهم تبثّ أشواقها لبعضهما البعض....أنفاسهم تكاد تختلط ببعضها....لا تستطيع أن تُميّز أيُها لأى منهما

تنحنحت نور قليلاً....و أرادت أن تتحدث....فخرج صوتها كأنه يخرج من بئرٍ سحيق....قائلة :
- آآآآ....انا....كان فى واحدة عايزة...آآآآ.....ثوانى هغي
قاطعه شريف و هو يُقبّل وجنتاها....قائلاً بحب :
- بحبك

تشبّثت بثيابه....خوفاً من أن تسقط من بين ذراعيه....فقد أذابت كلمته قلبها....و كأنها تستمع لها للمرةِ الأولى

إحتضنها شريف بشوق....هامساً :
- تعرفى ان انتى اللى محلّية الفستان
لم تُجيبه....بل ظلّت تستمتع بعبيره....الذى تعشقه....ليُكمل....و هو يُبعدها عن أحضانه....قائلاً :
- ممكن عروستى تقبل تأنكشنى عشان ننزل
ضحكت نور لكلمته....و لكنها عقدت ما بين حاجبيها....ثم نظرت إلى ثيابها....قائلة :
- ايوة بس....انا هنزل كده إزاى...هغي
قاطعها ثانيةً و هو يضع سبابته على ثغرها....قائلاً بحب :
- انا هخطفك....او بمعنى تانى....هتجوزك من أول و جديد....عندك إعتراض

لم تُجيبه....و لكن نظراتها التى تقطُر بالسعادة....و إبتسامتها التى تُزين ثغرها....أجابته بالموافقة....أجابته بأنها تُريد أن تقضى حياتها برفقته....برفقة من أحبه قلبها....و تربّع على عرشه






وقفت إيمان بمنتصف الغُرفة....تكاد تفقد وعيها من فرط توترها....و ما إن إستمعت إلى خطوات أمجد....حتى إنتفض جسدها....لتركض تجاه الفراش....صاعدة أعلاه....ليخطو أمجد خطواته تجاه الغُرفة....ثم ينفجر ضاحكاً و هو يراها تقف ترتعد أطرافها أعلى الفراش....قائلاً :
- ههههههههههههههه....ايه اللى انتى عملاه ده....هو فى حد يبطلع فوق السرير كده
لم تُجيبه بل تشبثت بالحائط....و هى تُحاول أن تجد مخرجاً للمأزق الذى وقع على رأسها

نظر لها أمجد بحب....و هو يُغلق الباب خلفه....لتصيح إيمان بفزع قائلة :
- إنت هتعمل ايه....بتقفل الباب ليه
ضحك أمجد من جديد....و نظر لها بجرأة....قائلاً :
- ههههههههه....هكون هعمل ايه يعنى....إستنى بقى لما نقلّد الممثلّين....لابد أن أدخل بها
إنتابها الفزع أكثر....و تشبّثت بالحائط أكثر...و هى ترفع سبابتها أمام وجهها....قائلة :
- إعقل يا أمجد....و إستهدى باللله كده....لحسن و الله هصوت و ألم عليك الناس

نظر لها أمجد بحزن....ثم حمل منامته و غادر الغُرفة....لتُطبق إيمان على شفتيها....و تهبط مُتجهة إلى الخارج...تُلقى فقط نظرة عليه....ليُباغتها و هو يقف بجوار الباب....و قد كان على يقين بأنها ستُحاول أن تراه

إنتفض جسدها و همّت بأن تركض تجاه الغُرفة من جديد....لكنه حال بينها و بين ما تُريد فعله....فعندما همّت برؤيته....سارع هو بخطواته داخل الغُرفة....ليجذبها تجاهه....ثم أسند ظهرها إلى الحائط....و أصبحت تواجهه....لينظر لها بحب....قائلاً :
- أخيراً مسكتك....كنت عارف ان انا مش ههون عليكى ان انا أزعل
حاولت الفرار من حصاره لها....و لكنه مال بجسده إليها....قائلاً :
- متحاوليش....لقد وقعتى فى الفخ
إزدادت تورّد وجنتاها....قائلة بنبراتٍ مبحوحة :
- أمجد....عدينى بقى
أجابها أمجد بشوق....و هو يُزيل حجابها برفق....قائلاً :
- تؤ تؤ تؤ

حاولت مراراً و تكراراً....و لكنها لم تفلح....ليقترب منها أمجد كثيراً.....و هو يُلقى على مسامعها عبارات الحب و الغزل....و يُدخلها إلى عالمه الخاص






لم يستطع شريف أن يمنع تلك البسمة الواسعة....التى إرتسمت بهدوء على ثغره....عندما علم بأن حبيبته لم يُصيبها أدنى مكروه....بأنها فتاة....بِكر....هو حُبها الأول و الأخير....قضى ليلتهما بسعادة بالغة....يبثّ كلاً منهما أشواقه التى كان كلاً منهما يُواريها بين ثنايا قلبه

كانت نور تشعر بأنها تحيا من جديد....بأنها تلك الفتاة الصغيرة التى إعتادت رؤيتها....تلك الفتاة التى كانت لا تُشغل بالاً بما يجرى حولها....تلك الفتاة البريئة....الهادئة....الخجولة ....الرقيقة....ذات القلب الذى لا ينبُض سوى بالعشق

تخلّلت أشعة الشمس غُرفتها....و كأنها تراها من جديد....وقفت تستنشق عبير الصباح....تستمع إلى تغريد الطيور بأمل....حانت منها إلتفاتة إلى دفترٍ صغير بجوار فراشها....لتتسع إبتسامتها....و هى تلتقطه.....تنظر إليه و تُدوّن بعض الكلمات على وُريقاتها

دلف شريف إلى حُجرتها.....و إبتسامته الساحرة تُزين وجهه....إبتسامته تلك التى إعتادت رؤيتها....بل تُسعد قلبها و تُنير حياتها....فبادلته بإبتسامة مُحبّة....ليقف أمامها و هو يُحيط خصرها....لتترك نور ذاك الدفتر الصغير....الذى جذب إنتباه شريف....فنظر لها قائلاً :
- ايه ده
أجابته بمرح :
- ده سر
ضيّق شريف مُقلتاه....و هو يُداعب أنفها قائلاً :
- ااااااااااه....مذكراتك يعنى
أومأت برأسها....لينظر شريف إلى الدفتر....ثم يعود و ينظر إليها....قائلاً :
- خلصتى يعنى و كتبتى النهاية
هزّت برأسها....قائلة بسعادة :
- البدايــــة
قبّل جبينها....و هى يستشعر نبرات السعادة...قائلاً :
- طيب و يا ترى انا من ضمن مُذكراتك دى

ساد الصمت بينهم و هم يتطلعان إلى بعضهما البعض....لتُطوّق عُنقه بذراعيها....و نبراتها تهتز بالعشق....قائلة :
- انت البداية

حملها و دار بها....و هو يُلقى إلى مسامعها ما يعتمل بقلبه....فهى فتاته....هو من أحبها قلبه....دون غيرها....هى من تملّكت كيانه....و تربّعت على عرش مملكته....هى أميرته التى عشقها....و كما أخبرته فهى حقاً.....البـــدايــــــة..




البداية
تمت بحمد الله













لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-19, 11:27 AM   #43

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-19, 12:43 AM   #44

tia azar

? العضوٌ??? » 354006
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,794
?  نُقآطِيْ » tia azar is on a distinguished road
افتراضي

رواية رائعة جدا شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

tia azar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-21, 05:06 AM   #45

noor elhuda
 
الصورة الرمزية noor elhuda

? العضوٌ??? » 412923
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,005
?  نُقآطِيْ » noor elhuda is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

noor elhuda غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:01 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.