آخر 10 مشاركات
221 - مدللة - جيسيكا هارت (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          101 - من يزرع الشوك - آن هامبسون (الكاتـب : عنووود - )           »          [تحميل]مُبعثر فيك ِ مالا الحـزن لايُشفى ، للكاتبة/ ايمان يوسف "مميزة " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          امرأة تسعى خلف قلبه ـ ج1عندما تدق الأجراس مرتين[حصرياً]للكاتبةMoor Atia*كاملة&الروابط (الكاتـب : noor1984 - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          214 - العسل المر - لي ويلكنسون -حصـــــــــــرياً (الكاتـب : عنووود - )           »          488 - لن ترحل الشمس - سارة كريفن (عدد جديد) (الكاتـب : Breathless - )           »          1199 - مرارة الغيرة - روايات عبير دار النحاس ( كتابة /كاملة)** (الكاتـب : samahss - )           »          440 - أبحث عن قلبي - هيلين بروكس ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-10-16, 01:35 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 في أرض النوبة / للكاتبة نورهان حسني ، مصرية مكتملة






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
في أرض النوبة
للكاتبة نورهان حسني



قراءة ممتعة للجميع....





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-16, 08:26 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المقدمة


"كرم.. شجاعة.. انتماء" صفات تلخص مشوار هذه المدينة السمراء النوبة ؛ أو كما أطلق عليها عبر التاريخ أطيب المدن وأقدمها.. "مدينة التضحيات" قيل عنها فى حكايات أخرى، وعلى الرغم من تعدد صفاتها إلا أنها تظل ماركة مسجلة للأخلاق والنبل على مر العصور.

بلد النوبة ومركزها فى مصر منذ مطلع التاريخ بداية من العصر الحجرى مرورا بالفرعونى والإسلامى والحديث، والتى سجل التاريخ اسمها من ذهب وسط أكثر المدن المصرية القديمة التى اشتهرت بالطبيعة الخلابة الساحرة وبالكنوز والثروات المعدنية التى تكمن تحت كل حبة تراب من أرضها.

فعرفت النوبة قديما ببلاد الكنوز لما تحويه أرضها من مناجم ذهب وألماس والمعادن المتعددة وعرفت بمناجم "نوبيرية"، ومن هنا اشتق الاسم لفظ‏ "نوب‏" الذى يعنى باللغة المصرية القديمة "الهيروغليفية" الذهب‏، وعلى الجانب الآخر نجد فى المعجم أن كلمة "نوب" تعنى جيلا من الناس يعيش فى بلاد تسمى باسمهم، بينما أطلق على أسوان بشكل عام فى العصر البطلمى اسم "سين" وسماها النوبيون "يبا سوان"، بمعنى كنز كبير أو مقبرة لملوك النوبة الذين عاشوا فيها آلاف السنين.

تعالوا معنا نبحر مع حكاية حدثت في أرض النوبة.....




الشخصيات



سما

الابنة الأولي لرجل لطالما كانت أيام تحمل له نسمات الوحدة القاتلة ولفتاة لطالما ظنت بأن قلبها لن يقرع أبواب الحب إلي أبد الأبديين..



ولكن بحضور تلك الطفلة أضافت لذة الفرحة علي قلوب باتت نبضاتها تتراقص عشقاً



منير


الأب الذي يحمل الكثير من خصال الأب الشرقي بوجه عام والأب المصري بوجه خاص..فبالرغم من أن نبضات قلبه كانت تضخ عشقاً لابنته لتتمكن من أوصاله إلا أن غشاء القسوة المنسوج من خبايا ماضي يحمل الكثير والكثير من الأوجاع بات ذاك الغشاء هو المتحكم الأول في تصرفاته لتتآكل علي إثره أبويته..


وبتمكن القسوة من أوصاله باتت تصرفاته تتخذ مجري الرغبة في الانتقام ليهوي بابنته في جحر الشيطان مانعاً عقله من التفكير نهائياً في تصرفاته تلك التي أدت إلي نتائج ما كان يظن أنها ستنسج النهاية..



محب


ذاك العقل البشري المتآكل من آلام الماضي الذي أودي به في حاضر قام بنسجه من أوجاعه ليصنع به عقل شيطاني لا يفكر سوي في التفنن لإيجاد الطرق الأقوى للعذاب ليصوبها تجاه أعدائه بلا رحمة..


لتمتزج شهوة حبه للمال بشهوة كبريائه بالفتك بمن يحلو جسدها أمام نظرات الشهوة النابعة من عينيه وتغلف تلك الشهوة دسائس صادمة تختفي بين طيات أيامه التي تشهد علي الكثير والكثير من أفعاله الشيطانية التي ارتكبها في حق من حوله قبل حق نفسه التي تحولت إلي مسخ لا يأبي لشئ سوي الانتقام..



حمدي


ارتجع في الماضي كأس الفراق بدم بارد اضطر بسببه لمحو ماضيه ذاك أمام ابنه الذي بات الأمل الأخير له في حياة حملت له الكثير من الأوجاع وخدعته بالكثير من مزاياه ليفقد بسببها القلب الوحيد الذي دق عشقاً له..


ولكنه!!لم يتعلم ذاك الدرس إلا بعد فوات الأوان فبعدما كان موهوم بشبح الحب الأول الذي أودي لقاع مظلم لا يحوي سوي دموع وصراخ..


وبالرغم مما مر به في الماضي من أوجاع كانت قادرة علي الإطاحة بما ظل فيه من قوة إلا أنه من أجل ابنه الذي باتت ملامحه تذكره بحب حياته الحقيقي هو فقط من جعله يستعيد إصراره علي المضي قدماً لابنه هذا..


ولكن!!بسبب صورة أهملها لتتراقص أمام عيني من يأبي أن يشعر بالجهل عن أمر ما..تبدل الحال وتحول ذاك الأب إلي فاقد لبصيرته عن ابنه..



إسراء


العاشقة المتيمة بذاك المتعجرف الذي أرجعها كؤوس الألم واحدً تلو الآخر بغير مبالاة لنظرات عشقها له.. لتتحول تلك العاشقة المتيمة إلي جسد راضخ لشهوة وحش بشري أحكم قبضته علي عنقها بعد أن تم تسليمها بسبب من ظنتها صديقتها لتتحول إلي هيكل عظمي يتغذي علي بعض اللقيمات لأجل التفكير في طريقة لتخليص نفسها من قبضة ذاك الوحش..



ياسر


الصائد لنظرات عاشقة تحوم من حوله وتطول صديق عمره الذي يعد المساند الأول والوحيد له فيما يمر بفرحة كانت أم حزن وبالرغم من قوة تلك الصداقة التي أنحني الجميع من أجلها احترامً إلا أن لظروف ما كانت أقوى منهما زادت المسافة بين الصديقين إلي أضعاف الضعف مضاعفة لتتحول تلك المسافات إلي الحاجز الأول الفاصل بين عينيها التي طالما تشاركت الألم قبل السعادة..ولكن!! بالرغم من تلك المسافات إلا أن تلك الصداقة استطاعت الاستمرار بل صارت أكثر صلابة إثر ما مروا به من آلام جعلت قلوبهم تزداد توحدً..



أسماء


تحمل الكثير والكثير من الغموض في أسلوب حديثها الذي بات يحمل أكثر من معني بالإضافة إلي نظرات عينيها التي طالما حملت الجمود والصلابة ولكنها وبدون ترتيبات منها تحولت إلي أنثي تعزف سمفونية عشق لذاك الرجل الذي تسرب إلي حياتها دون إذن..



تميمة


صاحبة الصيحات المرحة الملتقطة لوالديها من قيلولة هادئة أو لحظة عاشقة لتصبح هي النبتة الأولي في عشق نشب بين رجل وفتاة لا يتسمون بشئ سوي الجنون الممتزج بالعشق لابتسامة تلك الطفلة التي باتت المحطمة الأولي لملامح حزنهم والراسمة الوحيدة لابتسامة فرحتهم..



مريم


العاشقة المجنونة والصديقة المرحة والوالدة المجاهدة في تقويم أخلاق ابنتها..لتتجمع تلك الخصال في كيان تلك الفتاة التي اجترعت كؤوس ألم فراق قاتلة إلا أنها بقوة إيمانها استطاعت تخطي تلك الآلام بل استطاعت أيضاً نشر روح الطمأنينة النسبية إلي مالك نبضات قلبها..



بسام


أحد الأسماء الملحقة بقائمة الخائنين بدليل بالرغم من ضعفه إلا أن خصال من التقط لحظات خيانته كانت كافية لإلحاقه بتلك القائمة..وبالرغم من أن تلك القائمة تبشر بخصال خسيسة لذاك الشاب إلا أن خبايا حاضره المختفية بين نظرات عينيه تبشر بصدمات مستقبلية ستدفع بنا إما لإثبات اسمه في تلك القائمة أو لإلحاقه بقائمة أخرى!!


لا يستطيع أحد تأكيد رأي الآن لأنه بالرغم من الضعف المتمكن من أوصاله إلي حد ما..فبالتأكيد ذاك الضعف سيحمل لنا الكثير والكثير..



شاهد


اسم أطلقه والديه بحنكة لإثبات أن ذاك الطفل ما كان إلا شاهد إثبات بأن العشق الواصل بين قلبيهما ما كان يحمل سوي الرغبة في التظلل بسقف منزل في الحلال..


ولابتسامة ذاك الفتي ولنبرة شفاهه المرحة سيخضع الماضي الأليم جاثياً تحت أقدامه رافعاً راية الاستسلام



فادي


المتعجرف..البارد..المالك الأقوى لخصال اللامبالاة الممتزجة بنظرات الجفاء النابعة من عينيه..


كل تلك الألقاب من الممكن إطلاقها علي بطلنا الأول الذي نسج تعجرفه هذا الممتزج بلامبالاته من أوجاع ماضي ظن بأنه يعلمه جيداً إلا أن الأيام أثبتت له بأنه ما كان إلا أحد ضحايا خداع الأقرب إلي قلبه..


ليتحول من متعجرف مشهور بنظرات عينيه الغير مبالية لأي أمر مهما كان إلي عاشق متيم ترضخ معاني العشق لنظرات عينيه التي تحمل نظرات أقوى من العشق لفتاة تبعد عنه بمسافات هائلة إثر أشباح ماضي نصبت الكثير والكثير من أسوار الفراق بينهما..


إلا أن ذاك المتعجرف رفض باتتاً ذاك الفراق بل حمل سلاح قوته تلك ليبدأ في حربه لتحطيم تلك الأسوار مهما كان من يقابله علي أطرافها..



قمر


صاحبة أقوى عقلية عنيدة ممتزجة بقوة إصرار علي نسج كيانها الخاص في مجال دراستها...


حياتها إلي حد ما تسير بشكل هادئ يتخللها فقط نغزات من شيطان يصوب سمومه تدريجياً إلي حياتها لزيادة فرصته في الإيقاع بها وتحويلها إلي أنثي راضخة لما يأمرها به..


ليفاجئها القدر بصدمة عشق كهربية تحولت علي إثرها من عنيدة إلي عاشقة ترتجع العشق من نظرات عيني أجدتها مراراً لتعترف بعشقها المتبادل لها..ليصبح ذاك العشق هو الوقود الحفري الذي أشعل بركان غاضب يحمل خبايا ماضي تحول إلي وحش يجاهد من أجل الفتك بذاك العشق المتماسك لردع ذاك الوحش...



بعد نجاح الرواية انت حقى انا رجعت معايا تانى وبقوه اكبر مع فى ارض النوبه


انتظرووووني اليله ، وأولى حلقات الرواية الجديدة للكاتبه نورهان حسنى......





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-16, 08:26 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الأول

تمايلت الأشجار بفعل تيارات الرياح الباردة في صباح أحد أيام الشتاء القارس..اختبئت الطيور في أعشاشها.. احتمت بعض القطط من تيارات الرياح الغادرة خلف السيارات..بينما في أحد المباني السكنية في مدينة "القاهرة"
خرج شاب قوي البنيان..مفتول العضلات يبدو و كأنه في منتصف عقده الثالث..يتميز بشعر حريري يتراقص من نسمات الهواء وعيون زرقاء تتفحص كل ما يدور حوله..ملامح رجولية هادئة مصحوبة بجاذبية عالية..
أنحني الشاب بجسده ليمسك برباط حذائه الرياضي ويعيد ربطه من جديد..رفع الشاب جسده من جديد ليظهر طوله الذي ورثه من أبيه..مد شفتيه السفلية بتعجب من قطرات الماء التي تحيط بالشارع قائلا في نفسه "هل أمطر الجو ليلا بينما أنا نائم!! ما هذا الغباء يا فادي !!! قطرات المطر أمامك و أنت تطرح السؤال ؟؟ كفاك غباء يا عقلي"
رفع الشاب "فادي" الكاب الملحق بملابسه الرياضية علي وجهه و توكل علي ربه و اتجه إلي حديقة في أقصي الشارع و بدأ في ممارسة عادته اليومية من الجري ليحافظ علي لياقته..
.....
بدأت أشعة الشمس الذهبية تنطلق رويدا رويدا لتقوم بدورها في نشر بعض الدفئ في ربوع مصر التي غُمرت بمياه الأمطار..بينما في أقصي صعيد مصر..تحديدا في "النوبة" حيث الجمال و الروعة في إبداع الخالق..حيث الدفئ الدائم من ترابط و تواحد أبنائها..حيث البشرة السمراء الساحرة للقلوب و العقول..
تحديدا في بيت أحد اكبر عائلات النوبة "بيت الحاج منير" ارتفع صوت القرآن الكريم بصوت الشيخ "مشاري المعيلقي" النابع من جهاز راديو صغير موجود علي طاولة بنية اللون دائرية الشكل في أقصي بهو المنزل..
ارتفع صوت الأم "ناهد" نسبيا و هي تضع صحون الجبن و العسل مردده:الإفطار جاهز يا حاج
أغلق بعض الأوراق التي أمامه و وضعها في درجه الخاص واحكم إغلاقها بمفتاحه المعلق بسلسلة مفاتيح لا تترك جيب جلبابه..خرج من حجرته و اتجه إلي بهو المنزل ليجد زوجته تضع صحن الخبر علي طاولة الطعام..ألقي عليها السلام و و جلس علي كرسي خشبي و هو يتفحص الجريدة الموضوعة علي الطاولة قائلا:أين ابنتك قمر لما لا أراها ؟؟
تسربت غصة قلق إلي كيان ناهد لترتشع شفتيها قائلة:قمر!! إنها في المزرعة
ما هي إلا ثواني قليلة أو ربما لحظات انكمشت فيها صفحات الجريدة كأنها كرة صغيرة تتدحرج بين أقدام الأطفال ليلقي بها "منير" علي الأرض قائلا بغضب:أعيدي ما قالته شفاهك ثانية !! ألم أحذر مرارا و تكرارا من ذهابها إلي المزرعة
تراجعت "ناهد" خطوتين إلي الخلف لتفادي عاصفة الغضب التي قاربت علي تطيح بها قائلة:أرجوك لا تأخذ الأمر علي محمل الجد أنت تعلم ابنتك كثيرا وتعلم أنها تعشق العمل في المزرعة منذ طفولتها
نظرة غضب ممزوجة بتحذير متوعد انطلقت من عيون "منير" مصوبا إياها إلي "ناهد" قائلا بقوة:أخبري ابنتك إنني إذا علمت بذهابها مرة أخري للمزرعة سأكسر قدميها قبل أن تفكر في الأمر كفاها مراهقة وتصرفات طفولية هي الآن أميرة فتيات قريتنا والأميرة لا تعمل بيدها بل تنتظر أميرها..مفهوم كلامي؟؟
بلعت "ناهد" ريقها بصعوبة قائلة بصوت متهدج من القلق:حاضر
زفر "منير" بغضب و ارتشف بعض قطرات الماء الباردة لعلها تقلل من حرارة كيانه الغاضب..
اقتربت منه "ناهد" بحذر قائلة:إن أمكن الآن أن تنتبه لإفطارك ؟؟
مًد "منير" يده إلي رغيف الخبز في صمت و بدأ في تناول إفطاره في جو يملأه التوتر
....
وقف أمام آلة صناعة القهوة وهو يدندن بعض أبيات أمير الشعراء التي قرئها اليوم لتوه "الحرب في حق لديك شرعية..و من السموم النقاعات دواء"..أمسك بفنجانه وجلس علي كرسيه ومدً قدمه علي مكتبه و بيده كتاب باللغة الأسبانية..مرت ثواني قليلة ليخترق الهدوء الذي يعم علي مكتبه صوت حذاء أنوثي يغزو مكتب "فادي"..
أنزل "فادي" نظرته الطبية لأسفل أنفه ليراها تقف أمام باب مكتبه في هيئتها المثيرة "فستانها الذي يصل إلي ما فوق ركبتها..فتحة الصدر الدائرية..لون أحمر الشفاه الوردي الذي يلائم لون الفستان..عطر "LOVELY" الذي اخترق هواء الحجرة المنعش..
لم يعيرها أي انتباه و رفع نظارته مرة أخري علي أنفه و أعاد نظره للكتاب..لم تشعر باليأس من نظراته الباردة التي تأقلمت عليها و إنما اقتربت منه و وقفت أمام المكتب. هبت تيارات رياح باردة علي خصلات شعرها الحريري ليتناثر حولها بصورة زادت إثارتها أضعاف مضاعفة..أنحنت بجسدها المغري علي مكتبه بينما هو ينظر لها بلامبالاة غير مهتم لحركاتها المغرية ولا لملابسها المثيرة..
ظهرت معالم الضيق علي وجهها الذي يكتسي بكل أنواع مستحضرات التجميل و معالم الدهشة تكسو وجهها من أنه لم يحرك ساكنا لمحاولاتها لإثارته..
نظرت له نظرة تنطق بالرغبة ليقابلها هو بنظرة باردة و ابتسامة سخرية ترتسم تدريجيا علي وجهه..
قام من علي كرسيه ببطء شديد بينما هي ترفع عينيها به بتعجب !!
اكتملت ابتسامته الساخرة و بنبرته الباردة قائلا:كم أنتي غبية !! لملمي شتات نفسك و اعرضيها علي غيري ف أنا رجل لا تتحرك جوامحه لمن مثلك من العاهرات
رفعت حاجبها الأيسر بتعجب بينما اعتدلت في وقفتها غير مستوعبة أنه يرفض عرضها الواضح برغبتها فيه لتقول في دهشة مصحوبة بنبرة غضب:نعم !! ها أنت في وعيك
ابتسم ابتسامة سخرية و رفع فنجان القهوة إلي شفتيه ليرتشف منها قليلا ثم أعاد كلامه قائلا بنبرة بطيئة:في قمة وعيي و الآن أخرجي من مكتبي لا أقبل بوجودك به و تيارات الهواء لا تقبل الاختلاط برائحتك
أعادت شعرها إلي الخلف ليداري كتفها العاري و رمقته بنظرة نارية و خرجت من المكتب..وقف أمام شرفة مكتبه يتابع ارتشاف قهوته ليسمع صوت رجولي يقول:ماذا حدث يا صديقي؟؟ هل جننت "إسراء" أم ماذا إنها تهلوث مع نفسها بكلمات غريبة
التفت فادي بنظره ليجد صديقه "ياسر" يتقدم ناحيته ليقول فادي بلا مبالاة:لا تشغل بالك إنها مجرد فتاة تعرض مفاتن جسدها
ابتسامة خبث مصحوبة بغمزة من عيونه العسلية تمتزج مع صوته الرجولي قائلا "ياسر" بضحك:تعرض مفاتن جسدها !! ما تلك الكلمات القوية؟؟
أكمل "ياسر" بنبرة شيطانية:أخبرني ماذا حدث بالتفصيل؟؟ فكم أعشق تلك التفاصيل يا صديقي
ارتسمت ابتسامة هادئة علي ثغر فادي ليقول:كفاك تفكيرك الشيطاني يا صديقي وهيا بنا نتابع العمل
حزن طفولي ممزوج بنظرة عند رجولية ارتسمت علي وجه ياسر الذي قال:لن يكون عمل إن لم أعلم ماذا حدث
تنهيدة استسلام مصحوبة برشفه بسيطة من فنجان القهوة ليقول "فادي":لا يوجد جديد يا صديقي ما تفعله إسراء كل مرة
ياسر بابتسامة شيطانية:و أنا استمع كل مرة
.......
وضعت يدها في سلتها الخشبية التي تحملها والتقطت بعض حبيبات الطعام و ألقتها حولها ليتسارع الدجاج في الوصول إلي حبيبات الطعام بينما هي تنثر الحبيبات يمينا ويسارا كأنه تمازح الدجاج..وضعت سلتها الخشبية بجانبها وجلست علي كرسي مصنوع من العاج تتابع الدجاج وهو يتسابق علي الطعام..آتت نسمة هواء غادرة أسقطت قطعة القماش السوداء التي كانت تداري وجه الفتاة لتظهر ملامحها الساحرة "عيونها الفيروزية..رموشها الطويلة..حاجبيها المرسومين بإبداع الخالق..بشرتها السمراء الساحرة." داعبت نسمة الهواء وجهها بلطف كأنها تتحس نعومة بشرتها..لتزفر هي بضيق وترفع قطعة من حجابها وتعيد إخفاء وجهها الملائكي..
آتاها صوت رجولي يقول:قمر
التفت بنظرها بضيق لتجد شاب في منتصف عقده الثالث يرتدي جلباب أبيض يلائم لون بشرته السمراء وملامحه الحادة ونظرته التي تخترق "قمر" و ملابسها..زفرت قمر بضيق وأعادت النظر أمامها قائلة:من المؤكد أن والدي في انتظارك من أجل العمل و هنا ليس مكان للعمل يا أستاذ محب
ضحك ضحكة ساخرة كأنه غير مبالي بكلامها قائلا بنبرة استفزازية:كم أعشق عناد الأنثي ولكن يا مدللتي يجب أن تتهيئ أنه لن يدوم طويلا لأنكي ستكوني من أحد ممتلكاتي التي توجد لخدمتي و فقط
التفت له بسرعة ورمقته بنظرة تشع ثورة غضب ممزوجة بطابع احتقار لغرطسته قائلة:أنت يا هذا!! لم أخلق لأكون في خدمة أحد غير خالقي و أبي وأمي لم أخلق لأكون خادمة لمتغطرس مثلك
رمقها بنظرة شهوانية ممزوجة بغضب من حديثها قائلا:ألم أقل لكي أنكي قطة مشاكسة تحتاج للترويض من جديد كي تتعلم عندما تري سيدها يأتي من بعيد تأتي تحت قدمه بدون تفكير
لم يمنحها أي فرصة للرد عليه و إنما رفع يده ملوحا إياها ببرود و اتجه إلي منزل الحاج منير..
بينما قبضت "قمر" علي صخرة من الطوب الأحمر كانت موجودة تحت المقعد التي تجلس عليه..قبضتها بكل قوتها و غضبها الكامن من كلام هذا المتغطرس كأن يدها الصغير تشع نارا قادر علي تفتيت هذا الحجر إلي أجزاء لا تري بالعين المجردة..ألقت "قمر" بالحجر بكل قوتها ليرتطم بإحدي الشجارات ليضيف صوت ضجة خفيف لا يقارن بالثورة المشتعلة في كيان "قمر"
.....
الذكريات كلمة عندما تقال ينفجر ذاكرة الإنسان بذكريات سعيدة وحزينة..ذكريات نتمني أن تعود أو نتمني أنه لم استطاعنا أن نمحوها من داخلنا....ذكرياتنا في طفولتنا كثيرة معظمها عبارة عن صور تلخص أو مرة هبطت قدمنا علي الأرض دون مساعدة أو موقف من شفاه والدينا يحكي أول كلمة تفوهنا بيها..تمر السنين و الأيام و نحن نكبر لتنقسم ذكرياتنا إلي بين الحزن والفرح..فمثلا مرحلة الدراسة تحمل في داخلنا جميعا أجمل الذكريات..إما رحلة مدرسية مع أصدقائنا...أول ضحكتنا المختفية أثناء اليوم الدراسي..أو مواقفنا مع أصدقائنا التي لم تحتاج لسنين لشرحها كلها..ذكري أول حب مراهق نشأ بين جدران المدرسة من نظرات بريئة من زميل الدراسة..هذا الزميل الذي فرقته الأيام و أصبح مجرد ذكري تبتسمين عندما تمري من أمام المدرسة التي أخفت بين جدرانها نظراتنا العاشقة..
مر الأيام و ذكرياتنا تصبح مجرد أسرار تختفي بين خلايا ذاكرتنا خاشيين أن يعلمها أحد..
و لكن!! هل وضعنا في الاعتبار أنه سيأتي اليوم ويتفوه أحد بكلمة واحدة تفجر السر الذي أخفيناه سنين؟؟
هل وضعنا في الاعتبار أنه سيأتي الوقت و يجب أن تظهر ذكرانا للجميع!!..هل وضعنا أمام نصب عينيا أن السر الذي ظننا أن الزمن قد أنسانا إياه حان الوقت لكي يظهر؟؟
ذكرياتنا الأليمة أو بالمعني الأدق أسرارنا المختفية داخل كيانا..تهدد الآن بالظهور للعامة..
هكذا كان حال "حمدي" والد "فادي" بمجرد سماعه كلمات فادي البسيطة عن ذهباه برفقة وفد سياحي في رحلة تدوم أسبوعين لصعيد مصر تحديدا "في أرض النوبة"..قطرات عرق بسيطة عكرت جبين "حمدي" الذي قال: لماذا لا يذهب ياسر برفقتهم؟؟؟ لماذا أنت!!!
فادي بهدوء:يا أبي أنت تعلم أن ياسر مقبل علي زواج و يريد أن ينهي إجراءات الزفاف
مسح "حمدي" جبينه المتعرق قائلا:أعتذر عن تلك المهمة لأي زميل لك
زفر "فادي" بضيق قائلا:كيف يا أبي؟؟؟ هذا عملي و واجبي وليست المرة الأولي التي أسافر فيها مع الوفود السياحية
حمدي بعصبية خفيفة:و لكنك ستسافر إلي النوبة
فادي بنبرة متعجبة ممزوجة بضيق:و ما العجيب في الأمر!!! النوبة بلد كأي بلد ذهبت لها كمرشد سياحي بالعكس أنا تمنيت مرارا و تكرارا أن أزورها و أري بعيني ذلك المكان الذي تغني به الجميع
صمت "حمدي" لبرهة ليخفف من حدته خشية أن يشعر "فادي" بشئ و قال بنبرة مترددة:توكل علي الله يا بني و لكن عدني أن تنتبه علي نفسك
ارتسمت ابتسامة هادئة علي ثغر "فادي" و قال"لا تقلق يا أبي فهذه ليست المرة الأولي التي أسافر فيها
قام "فادي" من موضعه مكملا كلامه قائلا:الآن أعذرني سأذهب لتحضير حقيبتي
خرج "فادي" من حجرة والده ليترك "حمدي" في ذكرياته التي هجمت علي كيانه سارقه من باله الراحة..
........
بعد مرور يومين..
تسرب شعاع ذهبي من النافذة الخشبية المزينة بستارة سماوية اللون..تمللت في فراشها و أدارت ظهرها لضوء الشمس لتسمع صوت هامس يقول:قمر قمر
فتحت "قمر" عينيها بدهشة ممزوجة بصدمة و هبت سريعا من علي فراشها و اتجهت إلي إسدالها وأخفت شعرها سريعا تحت الحجاب..متجه إلي الشرفة الخاصة بغرفتها و فتحتها بتردد ممزوج بشغف لتجد "شاب في منتصف عقده الثاني يخفي وجهه تحت شال أبيض اللون"..شهقت "قمر" بخوف قائلة:ما هذا الجنون يا بسام ؟؟ اذهب أرجوك
التفت "بسام" بنظره يتأكد من أنه لا يوجد أحد قائلا:بعد صلاة العصر سأنتظرك في الإسطبل
قمر بنبرة مرتعشة ممزوجة بخوف:لن أستطيع أبي منعني من الخروج
بسام بجدية:سأنتظرك يا قمر لا تتأخري
هرب "بسام" راكضا من أمام "قمر" تاركا إياها في حيرتها وقلقها..
تنهدت "قمر" بقوة و نظرت حولها بقلق لتتأكد من أنه لا يوجد من رآهم...
...........
وصلت حافلة الركاب إلي أرض قرية "غرب سهيل"..ليمسك "فادي" بالميكروفون الخاص بالحافلة و يقف من موضعه قائلا: Ladies and gentlemen, I ask for your attention for a few minutes
انتبه الجميع ل"فادي" ليقول فادي: At first I would like to inform you that we reached the safety of God to the land of the village of "West Suhail" scheduled to spend our journey and where in the beginning I would like to share with you some information about that village ..
The village was established in 1902 after the construction of the Aswan Reservoir and the village are those of the most important and most spectacular villages in the land of Nubia and the first destination for tourists
The reason for this is due to its location in front of the Island Suhail used by the ancient Egyptians for the extraction of granite and bounded to the west of Deir Anba Hydra and the Mausoleum of the Aga Khan to serve as a model village for eco-tourism
Every Alohawwal..in view of the state of exhaustion that Glaptna all of us are heading to the custom homes for our stay, and at eight o'clock we'll start our tour in the village
"" في البداية أحب أن أبلغكم أننا وصلنا بسلامة الله إلي أرض قرية "غرب سهيل" المقرر تمضية رحلتنا فيها و في بداية الأمر أحب أن أطلعكم عن بعض المعلومات عن تلك القرية..
أنشئت القرية عام ١٩٠٢ بعد بناء خزان اسوان و تعد تلك القرية من اهم و أروع قري ارض النوبة و المقصد الأول للسياح
كما أن سبب تسميتها بهذا الإسم يرجع إلي موقعها المواجه لجزيرة سهيل التى استخدمها قدماء المصريين لاستخراج الجرانيت ويحدها غربا دير الأنبا هيدرا وضريح الأغاخان لتكون بمثابة قرية نموذجية للسياحة البيئية
في كل الأحوال..نظرا لحالة الإرهاق التي غلبتنا جميعا سنتجه إلي المنازل المخصصه لإقامتنا و في تمام الساعة الثامنة سنبدأ جولتنا في القرية""
ما إن أنهي فادي كلامه ارتفع صوت هاتفه المحمول معلنا مكالمة من والده..
أغلق "فادي" الخط و هبط من الحافلة وهو ينظر حوله وكأنه يبحث عن أحد..
وجد "فادي" رجل يبدو عليه الوقار و الاحترام يقترب اتجاهه ومعه مجموعة من الرجال قائلا:أهلا بك يا ولدي
مًد "فادي" يده له مصافحا إياه قائلا:أهلا بك يا عمي
ارتسمت ابتسامة هادئة علي ثغر الرجل مصحوبة بنظرات تعجب تتفحص هيئة "فادي"..
رفع "فادي" حاجبه الأيسر بتعجب قائلا:هل يوجد خطب ما يا عمي؟؟؟
زفر الرجل بقوة محادثا نفسه "يا الله !! أشعر أني رأيته مسبقا..يوجد شبه كبير بينه وبين..."
فاق الرجل من شروده علي صوت "فادي" يعيد سؤاله بتعجب أكثر..
الرجل بنبرة شبه شاردة:عذرا يا ولدي لقد شردت قليلا أعرفك بنفسي أنا الحاج "منير" عمدة القرية
فادي بنبرة شبه جدية:أهلا بك يا عمي..شرفنا بزيارة قريتكم و لكن أعذرني الوفد بأكمله في حالة إرهاق من السفر ونريد أن يرشدنا أحد إلي منازلنا
أشار "الحاج منير" إلي أحد الرجال قائلا:سيرشدكم إلي منازلكم
فادي:إذن ليصعد معانا للحافلة
صعد "فادي و الرجل" إلي الحافلة متجهين إلي المنازل المخصصة لإقامته تحت نظرات "منير" التي تشع دهشة ممزوجة بضيق..
.......
بعد عدة ساعات..أمسكت بإحدي أطراف حجابها و أخفت به وجهها لتداري ملامح الخوف التي تكسو و أوصالها قاربت علي التجمد من القلق الذي تمكن منهم..زفرت بقوة و دخلت إلي الإسطبل تحديدا في المكان المخصص للقائها معه..لتجده يقف في انتظارها وهو يلتفت حول نفسه بقلق..
بمجرد أن لمحها "بسام" زفر براحة قائلا:كل هذا من أجل أن تأتي!!
أنزلت الغطاء عن ملامحها قائلة بصوت مرتعش:ماذا حدث لكل هذا يا بسام؟؟ لماذا لا نتحدث علي الهاتف!!
وضع بسام كومة من القش أمامها قائلا:أجلسي أولا
قمر بضيق:لا يوجد وقت للجلوس لو علم أبي أني هنا ستكون نهايتي
بسام بنبرة جدية ممزوجة بأمر:و إن لم تستمعي لي أيضا ستكون نهايتك
انتفض جسدها الصغير لكلمات "بسام" القاتلة وجلست علي القش في صمت و رفعت نظرها إلي بسام الذي زفر بقوة قائلا:أنتبهي لي جيدا
...
في حجرة هادئة..تتميز بأثاثها الهادئ و ألوانها المتجانسة و كرسيها الخشبي المصنوع من العاج..يتمدد "فادي" علي الفراش وهو يخفي وجهه تحت الوسادة القطنية..صوت موسيقي هادئة ينبع من هاتفه المحمول يتكرر مرارا و تكرارا..تملل "فادي" في الفراش ليمسك بالهاتف الموجود علي الطاولة التي بجواره و أغلق المكالمة دون أن ينظر إلي المتصل وأعاد وضع الوسادة علي رأسه..
ما هي إلا ثواني معدودة و ارتفع صوت الهاتف مرة أخري..ليزفر "فادي" بغضب و يلقي بالوسادة علي الكرسي الخشبي و يمسك بهاتفه ليجد أن المتصل "والده حمدي"
فادي بصوت ناعس:السلام عل...
لم يكمل "فادي" كلامه لتلقيه دفعة هائلة من الأسئلة من والده:أين أنت يا فادي!! لماذا لا ترد علي مكالماتي من الصباح!!هل حدث مكروه ما؟؟ ألم يستقبلوكم في النوبة؟؟؟ما بال صوتك؟؟؟ هل أنت مريض يا بني؟؟؟؟
ارتفع حاجب "فادي" الأيسر تدريجيا و نظره يسقط تدريجيا علي هيئته لشعوره بالقلق من نبرة والده ليقول:ما كل هذا يا أبي!!!انشغلت مع الوفد لا أكثر ولا أقل و بعد أن انتهيت كنت مجهد من السفر فغلبني النعاس
زفر "حمدي" بقوة وتمتم ببعض الكلمات بنبرة لم يسمعها "فادي" وأكمل كلامه قائلا:أعذرني يا بني كنت قلقا عليك
فادي بنبرة متعجبه:لهذه الدرجة!! عموما لا تقلق يا والدي أنا بأفضل حال
حمدي براحة نسبية:حمدلله سأتترك تكمل نومك الآن ولكن لا تنسي محادثتي في المساء
فادي:بإذن الله يا أبي
أغلق "فادي" الهاتف ونظر إلي ستارة الشرفة التي تحجب الرؤية قائلا بنبرة هامسة:الآن حان وقت المرح لتحظي بقليل من المرح يا فادي
قفز "فادي" بخفة من الفراش و اتجه إلي حقيبته و التقط منشفه قطنية و اتجه إلي دورة المياه ليحظي بحمام دافئ.
...
امتزجت رائحة عطرها برائحة التبغ الذي ينبعث من شفتيها الورديتين وهي تضع قدمها اليسري فوق قدمها اليمني وهي تحركها بضيق..آتاها صوت أنوثي يتقدم ناحيتها قائلة:كفي عن التدخين و خزني القليل للمساء
نسمة تبغ باردة امتزجت بابتسامة خبيثة ارتسمت علي ثغرها قائلة:لا تقلقي يا هند
تناولت "هند" كأس زجاجي مملوء لنصفه بالخمر و ارتشفت منه قليلا قائلة:ما بالك؟؟ نبرتك حزينة
تنهدت "إسراء" بقوة ممزوجة بضيق قائلة:لقد سافر فادي
اكتست ملامح "هند" بالضيق قائلة بنبرة جافه:ما بالك يا إسراء!!هذا الرجل سيسلبك عقلك
إسراء بنبرة ضيق ممزوجة بحزن:لا أعلم ماذا أفعل له يا هند؟؟أتدرين ماذا يحدث لي عندما أراه
هند بضجر:ماذا؟؟
إسراء بشرود:أشعر في كل مرة ألقاه فيها أنني في اختبار و النتيجة دائما راسبة بإقتدار في الإيقاع بهذا المتعجرف
وضعت كأس الخمر علي الطاولة بعصبية قائلة:كفي عن هذا الجنون و عودي إلي عقلك كفي عن التفكير في هذا المغرور
اختصار للوقت و لتمنع حضور شبح العصبية..تطابقت شفاه "إسراء" علي سيجارتها ليسود الصمت بين الفتاتين وبداخل كيان كل منهما حرب لا يعلم أي منهما عنها..
...
وضع سماعات الأيفون الخاصه به في أذنه و انطلق في طريقه علي أنغام أغنية عبدالحليم حافظ "قارئة الفنجان" يستكشف أراضي النوبة الذهبية..ما بين ألوان المنازل الزاهية و البشرة السمراء الساحرة و مياه النيل الزرقاء..ما بين شروده في صوت العندليب و انشغاله بإلتقاط صورة لكل جزء في النوبة ..أراد أن يشبع رغبته في استكشاف القرية بأكملها رغم أنه لم يدرسها جيدا..
رفع عدسة الكاميرا الخاصة به علي عينيه ليأخذ صورة لأحد الطيور وهي تطعم صغارها..ليري وشاحها الأبيض يخترق عدسته بحياء يتراقص أمام عينيه..اتسعت عينيه دهشة ممزوجة بضيق لضياع المنظر الذي أراد التقاطه..و قبل أن يتوفه بأي كلمة..أرادت نسمات الهواء أن تلقنه درس بسيط لضجره من وشاحها..لتستأذن نسمات الهواء من وشاحها و تسقطه بخفة ..لتشهق "قمر" بخوف و تتسع عين "فادي" تدريجيا وكأنه يفحص ملامح "قمر" بعناية بالغة..
بشرتها السمراء..عينيها الفيروزية المكحلة برسمة يعجز أمير الشعراء عن وصف جمالها..رموشها التي تتحرك ببطء كأنها تريد أن تجبر نظره أن يتأمل روعتها..معالم الخوف الممزوجة بنظرة طفولية لا تناسب جسدها الأنوثي المثير..
ازداد خوف "قمر" من نظرات "فادي" النارية الممزوجة بطابع خاص لم تستطع تفسيره..تحركت شفتيها المرتعشة قائلة:آسفة
و لأنه هذا المتعجرف..المغرور..المؤمن بأنه لا توجد فتاة من حواء تقدر علي أن تملك ولو نبضة واحدة من قلبه المتحجر..حرك شفتيه السفلي بحركة تدل علي اللامبالاة و رفع رأسه لأعلي رافعا الكاميرا الخاصة به علي عينيه ملتقطا صورة للطيور وهي تسير في سرب منتظم..
رفعت "قمر" وشاحها علي وجهها متنهده بضيق و التفت بجسدها عائدة إلي منزلها بخوف ..ليبتسم "فادي" ابتسامة سرية و ينحني برأسه بسرعة ملتقطا صورة ل "قمر" وهي تسير بخفة و الطيور تتراقص من حولها و نسمات الهواء الدافئة تستأذن أوراق الأشجار في رقصة هادئة..ليلتقط "فادي" صورة لو كان عاش مقدار عمره أضعاف مضاعفه لن يقدر علي أن يري صورة بتلك الروعة..
......
مع تمام الساعة الثامنة مساءا..تجمع "فادي" بالوفد السياحي المسئول عنه و تنقلوا بسعادة ترتسم علي وجهم بين طيات شوارع قرية "غرب سهيل" منشغلين بإلتقاط الصور التذكارية و شراء الهدايا الرمزية و الاستماع إلي معلومات "فادي" عن "النوبة و أهلها"..
مر ما يقارب الساعتين علي الوفد وزيارته الأولي لشوارع القرية بإحساس من الراحة الممزوج بالمتعة..
و كعادة كرم الضيافة الذي يتميز به أهل مصر عامة وأهل النوبة خاصة ..تلقي "فادي" دعوة من الحاج "منير" عمدة القرية لتناول وجبة العشاء في منزله..
تجمع الوفد السياحي في الحديقة الأمامية لمنزل الحاج "منير" منقسمين علي عدة طاولات ..يعلو صوتهم بضحكات استمتاع...معلنه نجاح "فادي" في إمتاع الوفد السياحي في أول جولة لهم..
بين انشغال الحاج "منير" و"بسام" و بعض رجال الحاج "منير" في تلبية كل طلبات الوفد السياحي لإتمام واجب الضيافة..استأذن "فادي" لمحادثة والده و خرج إلي الجانب الخلفي من منزل "الحاج منير"...
بينما في داخل منزل "الحاج منير" تحديدا في المطبخ..وقع فنجان القهوة من يد "قمر" لتشهق "ناهد" بقلق قائلة:ما بالك يا قمر !!! انتبهي قليلا
قمر بشبه شرود:أعذريني يا أمي فا أنا مجهده قليلا
تحسست "ناهد" يد ابنتها المرتعشة قائلة بخوف ممزوج بحنان:ما بك يا صغيرتي!! أتدرين أن أخبر والدك لكي يحضر الطبيب
قمر بسرعة:لا لا تقلقي أبي فهو منشغل مع الوفد السياحي سأذهب لأرتاح قليلا في غرفتي
أجبرت "قمر" قدمها المرتعشة علي السير لتقودها إلي حجرتها..أغلقت "قمر" باب حجرتها و استند عليه كأنها تلقي بهمومها عليه وكلام "بسام" يخترق أوصالها مانعا إياها من الراحة..
بينما علي مسافة أمتار منها...ارتفع صوت ضحكات "فادي" وهو يضغط علي بطنه بقوة قائلا:أرحمني يا ياسر عضلات معدتي تؤلمني
ياسر بنبرة ضاحكة ممزوجة بمرح:و تقولها صريحة هكذا يا صديقي !! أتركك يوم لتقول معدتي تؤلمني؟؟ ماذا حدث لتقول هذا أخبرني
مسح "فادي" علي خصلات شعره بضحك قائلا:كفاك هذا التفكير الشيطاني يا ياسر أريد أن أشعر بأنك ستتحمل مسئولية أسرة بعد أقل من شهر
ياسر بنبرة ثقة:صدقني إذا شعرت أنا بهذا سأخبرك
أعلن "فادي" نهاية المكالمة قائلا:حسنا سأحادثك ليلا سأغلق لأنني تأخرت علي الوفد
ودع "ياسر" صديقه ليغلق فادي هاتفه و التفت بجسده لتتسع عينيه بتعجب..


يتبع.....
#نورهان_حسني.....


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-16, 08:27 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثاني


قبل عدة دقائق..أمسكت "قمر" بهاتفها و بعثت برسالة إلي "بسام" تطلب منه أن يأتي لها بأقصي سرعة مهما تكلف الأمر..لذلك تسلل "بسام" من بين الحضور و اتجه إلي الحديقة الخلفية لمنزل الحاج "منير" ليجد "قمر" تنظره في حجرة التخزين الملحقة بالمنزل..
بينما "بسام" متجه إلي الحجرة كان تحت مراقبة عيون "فادي" التي تزداد تحديقا فيه كلما رآها يلتفت حوله بقلق..اختبئ "فادي" خلف أحد الأشجار و اتبع "بسام" بحذر ليشبع فضوله..
أغلق "بسام" باب حجرة التخزين قائلا بعصبية خفيفة:أتعلمين أنه لو لاحظ عمي غيابي ستحدث كارثة
تنهدت "قمر" بقوة نازعة الوشاح عن وجهها لتظهر دموعها اللؤلؤية التي تشق الطريق علي خديها بإستحياء..
اتسعت عين "فادي" دهشة بينما هو يراقبهم من خلف الشرفة محادثا نفسه قائلا "ماذا آتي بها هنا" ..بينما زفر "بسام" بقوة قائلا:عندما أخبرتك..أخبرتك لأنني أريد أن تساعديني في إيجاد حل لتلك المشكلة لا لأري دموعك
قمر بنبرة يكسو عليها البكاء:لا أستطيع التفكير يا بسام لم أتوقع أنه بهذا الكم من الوقاحة والجشع
جلس "بسام" علي كومة قش أمام "قمر" قائلا:توقعي كل شئ في زمننا هذا يا قمر
وضعت "قمر" كفها الصغير علي وجهها وانفجرت باكية..انتفض كل كيان "قمر" مرتعشا مصاحبا صوتها المتقطع الذي يقول:لا أستطيع يا بسام لا أمتلك تلك القوة.. إحساس الضعف بداخلي أصبح كالسرطان يخترق كياني تدريجيا ليقضي علي ما بي من قوة
زفر "بسام" بقوة و اقترب من يد "قمر" وباعدها عن وجهها قائلا:كفي عن إتهام نفسك بالضعف كفي عن الإستسلام لأي نسمة غادرة تقترب منك..أنتي أقوي مما تظنين لا تجعلي شيطانك يوهمك بالضعف..تغلبي عليه لتستطيعي إكمال حياتك في هذا الزمن الغادر
شهقة بكاء طفولية مصحوبة برعشة في أطراف "قمر" أجبارتها علي إلقاء نفسها بين ذراعي "بسام" ملقية كل همومها بين أحضانه...مسح "بسام" علي رأسها بهدوء قائلا:كوني قوية من أجل حلمنا في...
لم يتحمل "فادي" أن يكمل الاستماع لكلامه..شعر بالإشمئزاز من رؤية بين أحضان بعضهم.. ليبتعد عن النافذة التي كان يراقبهم منهم متجها إلي الحديقة الأمامية للمنزل حيث مكان التجمع ليجد شعور بالراحة يكسو وجوه الوفد السياحي من كرم ضيافة الحاج "منير"
جلس "فادي" علي كرسي خشبي يكون في مقابلة الحاج "منير" الذي قال:تناول طعامك يا ولدي
أنكب "فادي" علي طعامه يتناوله في صمت واضح بينما الحاج "منير" لم يعير أي انتباه له..
بعد عدة دقائق..آتاه صوته الذي سجل ضمن قائمة الخائنين في قائمة :فادي" قائلا:عذرا لتأخري يا عمي
رفع "فادي" بصره تدريجيا إلي مصدر الصوت ليجده "بسام" الذي رآه منذ دقائق يتسلل كالسارق الذي يخشي أن يقبض عليه وهو متلبس بجريمته..
لم ينتبه "الحاج منير" لنظرات "فادي" بينما قال:ما كل هذا التأخير يا بسام ؟؟
بسام بنبرة شبه قلقه:عذرا يا عمي كنت أتلقي اتصال مهم من أحد أصدقائي
التفت "الحاج منير" بنظره إلي "فادي" قائلا:هذا بسام ابن أخي رحمه الله وهذا فادي يا بسام المرشد السياحي المسئول عن الوفد
نظرات غضب أو ربما اشمئزاز أو ربما هي نظرات نفور..هكذا كان حال نظرات "فادي" ل "بسام" الذي لم يستطيع أن يفسرها و لكنه اكتفي بمًد يده قائلا:أهلا بك
أنزل "فادي" نظره تدريجيا إلي يد "بسام" الممدوده له لترتسم ابتسامة لم يستطع "بسام أو الحاج منير" تفسيرها ليقول فادي:أهلا بك
مرت حوالي نصف ساعة في هدوء يكسو الطاولة التي يجلس عليها "فادي" بينما جو من الإستمتاع الممزوج بالسعادة يغلب علي الوفد السياحي..
قام "فادي" من علي كرسيه وهو يضع هاتفه في جيب بنطاله قائلا:شكرا لإستقبالك لنا في منزلك يا حاج و لكن يجب علينا العودة إلي منازلنا الآن
الحاج منير:كما تشاء يا فادي ولعلمك أيضا في نهاية الأسبوع سيكون هناك احتفال صغير في قريبتنا أجلب الوفد إليه سيحظون بوقت ممتع
فادي بابتسامة مودعة:بإذن الله يا حاج وشكرا لك مرة أخري
......
لوحة فنية رائعة لا يقدر أن يصنعها أي بشري بل ينحني لإبداعها..ينحني لروعة تصويرها..ينحني شاكرا الله علي لخلقه في "أرض النوبة" التي لم تتميز فقط ببشرتها السمراء الساحرة .بل و نيلها الأزرق الذي يعتبر شريان الحياة لأهل مصر وأهل بلاد حوض النيل الذي أضاف جو من الراحة والطمأنينة للروح بمجرد أن يلمحه..ذلك الموضع في أقصي صعيد مصر الذي تميزت منازله بالأوان الزاهية التي تنم عن السعادة والسلام الذي يعيش فيه أهلها بفضل ترابطهم و وحدتهم..
علي مدار يومان..رضخت كل عواطف وحواس الوفد السياحي وعلي رأسهم "فادي" لتتمتع بجمال النوبة..فلم تهدر أي لحظة إلا و سخرت للتجول في قرية "غرب سهيل" وما يجاورها من قري..
بينما مر اليومان علي "قمر" لم تخرج فيهم من منزلها بل سخرت كل تفكيرها وكل ذرة من رجاحة عقلها في الوصول لحل لتلك المشكلة الغامضة بمساعدة "بسام"..
بينما :الحاج منير" كان في أقصي درجات انشغاله في عمله مع "محب" فلم يمنحه الوقت أي لحظة لمراقبة "فادي" و جولاته في القرية لذلك سخر أحد رجاله لمتابعة "فادي" عند خروجه بمفرده كان أو مع الوفد المسئول عنه..
ولكن بالرغم من مهارة الرجل الذي اختاره الحاج منير لم يكن ذكيا كفاية لمراقبة بطلنا المتعجرف..لم يمتلك المهارة الكفاية ليقارب هذا المغرور الغامض..لذلك ومع أول جولة ل "فادي" بمفرده في القرية كشف من يراقبه..شعور من الضيق الممزوج بالتعجب من تصرفات الحاج منير احتل تفكير "فادي" طوال مدة إقامته في القرية في محاولة لإيجاد تفسير لهذا الرجل الذي أرسله الحاج منير..
....
رفع هاتفه المحمول علي أذنه وهو يقول:حسنا يا حبيبتي سأمر عليك في تمام الساعة الثامنة
آتاها صوتها الأنوثي الممزوج بضحكة خافتة قائلة:حسنا يا حبيبي سأنتظرك في تمام الساعة العاشرة
أغلق "ياسر" الملف الذي أمامه وهو يضع أنامله علي عينيه وهو يخفي ضحكاته قائلا:ألم تنسي هذا مطلقا ؟؟
داعبت خصلات شعرها الحريري التي تداعب جبينها لتقول "مريم" بمرح:وكيف لي أن أنسي ليلة خطبتنا يا حبيبي وتأخرك علي لمدة ساعتين كاملتين
أكملت "مريم" بنبرة ماركه ممزوجة بضحك:وهل تتذكر السبب يا ياسر أم لا
تنحنح "ياسر" بضحك قائلا بصوت هامس سمعته "مريم" قائلا:كنت نائما
ارتفعت أصوات ضحك ياسر ومريم بمرح وهما يتذكران ليلة خطبتهم ليعكر صفو هدوئهم صوت طرقات كعب أنوثي يتقدم بناحية مكتب "ياسر"..أغلقت "مريم" الخط متأسفة لياسر لسماعها صوت نداء والدتها لها..ليضع "ياسر" هاتفه بجواره ليجدها تقف أمام باب مكتبه قائلا:ممكن دقيقة من وقتك
أعاد "ياسر" النظر إلي ملفه ليتحاشي النظر إلي ملابسها المثيرة قائلا:نعم !!
تقدمت "إسراء" في اتجاه مكتب "ياسر" وجلست علي أحد الكراسي الموجودة أمام المكتب قائلة:متي سيعود فادي؟؟
ياسر بنبرة لا مبالاة:لا أدري ربما بعد أسبوع أو أكثر
تنحنحت إسراء بشعور من الإحراج قائلة:و لكنه لماذا لا يجيب علي مكالمتي
رفع "ياسر" عينيه بإستهزاء ممزوج بضيق قائلا:عذرا يا آنسة ولكن صديقي لا يرد علي أرقام غريبة علي عينيه
طأطأت "إسراء" رأسها بإحساس من الخجل احتاج أواصلها واستأذنت من "ياسر" عائدة إلي مكتبها تجر خيبتها ورائها..
.........
و في اليوم المقرر للإحتفال القرية بالحصاد..ارتدت "قمر" عباءة فيروزية اللون تتناسب مع لون عينيها مطرزة بخطوط متناسقة من اللون الأبيض..رفعت "قمر" وشحها الأبيض علي وجهها و التقطت هاتفها وخرجت إلي والدتها التي قالت:لماذا تضعين الوشاح يا قمر؟؟ هذا احتفال
قمر:أشعر أن الوشاح جزء من كياني يخفي ما بي من حزن كان أو سعادة ولا يستطيع لبشري أن يستغني عن كيانه
ناهد بتنهيدة:و لكن يا صغيرتي..
قمر مقاطعه بأدب:أرجوكي يا أمي اتركيني علي راحتي..حضوري للإحتفال كان من أجلك ولذلك لا تجبريني علي شئ آخر
رفعت "ناهد" البرقع علي وجهها قائلة:كما تشائين يا قمر..هيا بنا الآن لأن الجميع في انتظارنا بالخارج
سارت "قمر" خلف والدتها و انضموا إلي باقي نساء العائلة متجهين إلي مكان الإحتفال..بينما ظلت "قمر" ساكنة هادئة طوال الطريق..تتابع بعينها العائلات وهي في طريقها إلي مكان الاحتفال..و لكن عقلها مشغول بإيجاد حل للخروج من المأزق الذي سيقع والدها فيه..
....
بينما في منزل "محب" في حجرة شبه مهجورة تعتبر حجرة التخزين أو كما يطلق عليها "محب" حجرة الترتيب لأعماله..جلس"محب" علي كرسيه الخشبي وشعاع ضوئي هادئ ينبعث من لمبة الغاز ينعكس علي وجهه الذي يكتسي بملامح الغضب الممزوج بالتهديد..
رفع "محب" رأسه كحركة تهديد قائلا:لن أعيد كلامي مرة أخري..أريد أن تتم تلك العملية بدون أن يشك هذا العجوز بنا ولو 1%
بينما حجب شعاع الضوء وجهه وكأنه يريد أن يزيد الغموض حوله ويزداد معها حيرتنا نحن لينطلق صوته الرجولي قائلا:ستتم العملية في هدوء ولكنني أقترح أن نأجل موعد التسليم نظرا لأن عيون الشرطي تحوم حولنا الآن
محب بنبرة غضب:ألم أحدد موعد التسليم!؟ إذن أضرب بكل شئ عرض الحائط و أكمل أنت مهمتك فقط دون أن ترهق عقلك الصغير في التفكير
قبض علي معصمه بغضب لتظهر عروق يده التي تنم عن بركان غضب قد بدأ في الغليان ليحرك شفتيه بضيق قائلا:كما تريد يا سيد محب
فتح "محب" علبة تبغه والتقط منها واحدة مشيرا بيده لهذا المجهول لكي يعود إلي أدراجه...
.........
بينما في منتصف القرية تحديدا في المكان المحدد للإحتفال..ارتفعت أصوات الدفوف المصحوبة بصوت غناء ينبع من مجموعة تجلس في أقصي يمين المجلس بينما يجلس الحاج "منير" وعائلته من حوله في مقدمة المجلس ومن حوله باقي أفراد القرية وما يجاورها من قري..
بينما هي منشغلة بالحديث مع ابنة عمتها إذ شعرت بنسمة هواء هادئة تتراقص مع وشاحها بجراءة و كأنما تريد الفتك بهذا الوشاح..رفعت أناملها بضيق لتمسك بوشاحها بضيق بينما التفت عينيها تبحث عن مصدر تلك النسمة الغادرة لتراه يمد يده بالسلام من والدها..نظرة تعجب مصحوبة بغضب متراكم انطلقت من عين "قمر" وهي تتذكر أول لقاء لها مع "فادي"..زفرت "قمر" بضيق بينما أعادت نظرها إلي قريبتها ليكملوا حوارهم..
بينما جلس "فادي" والوفد المسئول عنه في المكان المخصص لهم وبدأ الحاج منير في إلقاء خطاب لتهنئة أهل القرية بموسم الحصاد مصحوب ببعض الكلمات التشجيعية والمهنئة لهم بينما "فادي" منشغل بترجمة ما يقال للوفد السياحي..
وقف أهل القرية في صفوف خلف بعضهم لترتفع أصوات الدفوف لتبدأ رقصة " الأراجيد" التي تشتهر بها النوبة في مواسم "الزراعة والحصاد"... انضم بعض السياح إلي أهل القرية يتعلمون منهم رقصة الأراجيد ..بينما رفع "فادي" الكاميرا الخاصة به يلتقط بعض الصور التذكارية..انتبه هذا المتعجرف أخيرا إلي "قمر" التي تقع تحت نظرات "محب" المليئة بالرغبة بينما ارتسمت معالم اللامبالاة علي وجه "فادي" ولم يهتم مطلقا بنظرات الخوف المنبعثة من عيني "قمر" ولا نظرات الرغبة من "محب"..
مر وقت الإحتفال بسلام ممزوج بسعادة لإتمام موسم الحصاد بينما اصطحب فادي الوفد السياحي لإكمال برنامجهم لهذا اليوم...
مرت أيام "فادي والوفد السياحي" في هدوء في أرض النوبة تحت أنظار الحاج منير المراقبة لهم..مرت الأيام بسلام و"فادي" لم يلحظ "بسام أو قمر" إلا مرة أو مرتين من يوم الإحتفال..
.....
بينما هو منشغل بإرسال بعض الفاكسات الإلكترونية المكلف بها..وصله رد من أحد العملاء يحمل في طياته بعض علامات الغموض ليطبعه سريعا ويذهب به إلي مكتب "محب"..
"هل أنت متأكد أنها زرعت في الأتوبيس؟؟ إذا حدث أي خطأ سأزرعها بين أحشائك أنت"
جملة بسيطة تتكون من كلمات نارية غزت أذن بطلنا المجهول وهو يقترب من مكتب "محب" ليتنهد بقوة وينتظر إنهاء "محب" للمكالمة ليطرق طرقات خفيفة علي مكتب "محب" ليأذن له بالدخول بعد ثواني معدودة..
فتح المجهول باب الحجرة قائلا:لقد وصل هذا الفاكس للتو ولا أعلم بماذا أرد عليهم
أشار له "محب" لكي يحضر الفاكس وهو يفتح علبة تبغه قائلا:أحضره
زفر بهدوء علي الورقة ليختلط هواء تبغه بكلمات الفاكس كأنه يحللها ليصمت لثواني قائلا:حسنا أخبرهم أن الجائزة ستكون تحت قدمهم بعد 24 ساعة تماما
حرك رأسه بمعني "عُلم وينفذ" واتجه إلي مكتبه وبعث بالفاكس سريعا..ليريح ظهره علي كرسي الجلدي ليبدأ الصراع يشتعل تدريجيا في كيانه مما سمعه من دقائق وما بعثه من ثواني..
.....
أغلق "فادي" حقيبة السفر الخاصة به ورفع نظارته الشمسية علي عينيه بخفة وانطلق إلي مكان تجمعه مع الوفد في انتظار الحافلة المقررة لاصطحابهم إلي المطار..جلس "فادي" علي حقيبته في انتظار حضور باقي الوفد وهو ممسك بالكاميرا الخاصة به يتفحص الصور التي التقاطها علي مدار مدة إقامته..
ما بين صور تجمعه بالوفد المسئول عنه..أو منظر إبداعي من إبداعات الخالق أسر عينيه وأراد الإحتفاظ به..أو صوره الخاصة به الذي التقاطها في أرجاء الأرض الذهبية..
وقف إصبع "فادي" أمام الصورة الني غزت فيها "قمر" بعينيها و وشاحها كاميرا "فادي"..ليدقق "فادي" النظر للصورة ويجد أنها منقسمة لنصفين "النصف الأول لأحد الطيور وهو ينحني علي صغيره" و "النصف الآخر لوشاح "قمر" وعينيها الفيروزية"
ليصنع هذا الانقسام تناغم هادئ جعل بطلنا المتعجرف يرسم ابتسامة باردة علي ثغره محادثا الصورة بعينيه قائلا "صفاء لونها عينيها إذا لمحها أحد صدفة يصبح أسير بها و ببرائتها المزيفة ولكن إذا دققنا النظر وجدنا خبث ومكر الثعلب الصحراوي"
زفر "فادي" بسخرية وهو يتذكر ليلة أن رأي "قمر" تلقي بنفسها بين أحضان "بسام" ليقفز بخفة من موضعه ويتجه إلي وفده السياحي لينهي لمساته الأخيرة في تلك الرحلة الغامضة..
.....
ابتلعت ريقها بصعوبة قائلة:ماذا قلت؟؟ هل أنت متأكد من تلك المعلومات
أتاها صوته الغاضب قائلا:لا وقت للتعجب أرجوكي حاولي الوصول لأي فرد منهم بسرعة
لملمت شتات نفسها سريعا قائلة:و لكن أين أنت ؟؟؟ أنا كالمشلولة الآن
زفر بقوة لتشعر "قمر" بأنفاسه كأنها حمم بركانية تخترق كيانها قائلا هو:لا وقت لكل تلك الأسئلة سأشرح لكي كل شئ عندما أعود
قمر بنبرة مرتعشة ممزوجة بخوف:حاضر حاضر
ألقت "قمر" بهاتفها علي فراشها و هرولت إلي عباءتها وحجابها و وشاحها و هي ترديهم بأعجوبة من بين أنفاسها التي تلهثها بخوف..
هرولت "قمر" إلي بهو المنزل وهي تتجه إلي الباب قائلة بصوت عالي نسبيا:يا أمي سأخرج سريعا لأمر مهم لا تقلقي
هرولت "ناهد" من المطبخ بخوف قائلة:لا تغادري المنزل لو علم أباكي لقطع رأسي ورأسك
قمر بصوت متهدج:إنه أمر مهم سأشرحه لأبي عندما أعود
أغلقت "قمر" باب منزلها بسرعة وهي ترفع وشاحها علي وجهها بينما رفعت "ناهد" يدها إلي السماء قائلة:أسترها يا الله علي تلك المتمردة
تأكد "فادي" من أن جميع أفراد الوفد السياحي قد استقل بمكانه ليلتفت بظهره للسائق قائلا:توكل ع..
قبل أن يكمل "فادي" جملته قطعه صوت عالي نسبيا يقول:Wait
التفت "فادي" له بنبرة تعجبية قائلا: Is there a problem ,sir ?
السائح: Yes, I forgot my passport in my room
قبض "فادي" علي معصمه بغضب مكتوم قائلا:Well,I will get it
أكمل "فادي" حديثه للسائق قائلا:انتظر لدقائق سأعود سريعا
رفع "فادي" نظارته الشمسية علي عينيه وهبط من الحافلة ليجد الحاج "منير" يقف علي مسافة أمتار قليلة منه ليتجه له قائلا:عذرا يا عمي ولكنني أحتاج للذهاب إلي مسكن الوفد قبل أن يذهب أحد لتنظيفه لأمر هام
الحاج منير بنبرة تعجبية:حسنا يا فادي ولكن هل حدث شئ؟؟؟
فادي بنبرة ضيق ممزوجة بملل:نعم لقد نسي أحدهم جواز سفره
التفت الحاج "منير" بظهره إلي "بسام" الممسك بهاتفه بانتباه شديد ليقول بصوت عالي نسبيا:بسام أحضر مفاتيح الوفد الخاص ب فادي
لحظة صمت خيمت علي محيط الحافلة ليقطعها صوت مفاتيح غرف الوفد السياحي وهي ترتطم ببعضها بين يدي "بسام" ليلتقطها "فادي" بسرعة..راكضا إلي مكان إقامتهم ..
بعد مرور دقائق معدودة..فتح "فادي" باب أحد الحجرات وانطلق إلي الطاولة التي بجانب الفراش ليفتح أحد الأدراج ويجد جواز السفر الذي كان يبحث عنه..زفر "فادي" بقوة قائلا لنفسه "يقولون أننا شعب همجي وهم في غفلة عن إحضار وسيلة تنقلهم للنعيم"
وضع "فادي" جواز السفر في جيب بنطاله و اتجه إلي باب الحجرة وأغلقه ليلتفت بجسده ويجد "قمر" تغلق باب المنزل و وشاحها يرتفع وينخفض بسرعة رهيبة تنم عن أنفاسها التي تلتقطها بأعجوبة..
ارتفع حاجب"فادي" الأيسر تدريجيا و عينيه تتفحص "قمر" بشعور من التعجب الممزوج بالاشمئزاز ليقول:ماذا هناك يا أنتي؟؟
زفرت "قمر" بضيق من أسلوبه الفظ لتقول:أولا لي اسم يناديني الناس به لست طفلة لكي تتفوه بعباراتك السخيفة
أكملت "قمر" بتحذير قائلة:ثانيا أنا هنا من أجل مصلحتك إذا تحركت حافلتك من موضعها ستنفجر
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي وجه "فادي" ورفع معصمه بحركة تمثيلية ساخرة قائلة:بووووم
اشتعلت "قمر" غضبا من طريقته وأسلوبه المتعجرف لتقول بغضب:لقد بلغتك بما سيحدث وأرحت ضميري افعل ما شئت
التفت "قمر" بجسدها لتفتح باب المنزل ليوقفها صوت "فادي" يقول:انتظري...كيف وصلتك هذه المعلومة ومن له مصلحة في ذلك إن كان صحيحا؟؟!!َ
التفت "قمر" بوجهها قائلة:لا أعلم سوي ما أخبرتك به و ما تبقي فهو من اختصاصك لذلك من المستحسن أن تجد حل
انطلقت "قمر" عائدة إلي منزلها دون أن تترك مجال للإجابة علي ثورة الأسئلة التي اشتعلت في رأس فادي..
بسرعة البرق أخرج "فادي" هاتفه من جيبه واتصل بصديقه "ياسر" ليأتيه صوته النائم يقول:السلام عليكم يا معكر صفو نومي
بنبرة غاضبة ممزوجة بأمر قال فادي:أتتذكر المقدم وائل الذي قابلناه في المديرية ؟؟؟؟؟
ياسر بنبرة دهشة ممزوجة بكسل:هل تقصد ذلك المقدم يوما ما حدثت المشكلة مع إحدي السائحات في الأهرامات !!! نعم أتذكره بالتأكيد
حمل "فادي" سلسلة المفاتيح و أكمل كلامه وهو يغلق باب المنزل قائلا:بأي طريقة توصل لرقم هاتفه و أجعله يتصل بي في ظرف دقائق مفهوم؟؟؟؟
قفز "ياسر" من فراشه وهو يقول:تمهل تمهل يا فادي !! ماذا حدث لكل هذا ؟؟؟؟؟
فادي بنبرة غاضبة:سأخبرك لاحقا لا تجعله يتأخر مفهوم
أغلق "فادي" هاتفه سريعا واتجه إلي احدي ورش الميكانيكا بالقرية واشتري منها بعض المفاتيح وعقله في حالة تأهب قصوي للوصول إلي حل..



يتبع.....
#نورهان_حسني



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-16, 09:45 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثالث


ابتسامة خبث مرسومة علي ثغره ورأسه تتراقص بنشوة من إثر نغمات الموسيقي الصاخبة التي تهز سيارته بينما هو يتراقص بها علي الطريق متلذذ بصيحات باقي السائقين الغاضبة..وقف علي يسار الطريق و التفت بجسده إلي المقعد الخلفي والتقط احدي زجاجات الخمور الملقاة عليها..ليفتحها بنشوة ويسند رأسه إلي مقعده ويرفع زجاجة الخمر إلي فمه ليرتشف ما بها دفعة واحدة بتلذذ ..
قبض بيده الأخري علي مقود السيارة وهو يتذكر ما اكتشفه من أيام قليلة..اكتشاف جديد في قضيته الشائكة الغامضة جعلت بركان الانتقام المشتعل بداخله يزداد ثورة وغليان..
جعلت عقله الشيطاني يعيد حساباته من جديد ليسقي الضحية الجديدة كأس العذاب والألم ببطء شديد..
بينما هو في محكمته الخاصة يدبر العقوبات لضحاياه إذا رآها تخرج من سيارتها الbmw التي تتميز بلون دم الغزال الأحمر الذي يتناسب كليا مع فستانها الأحمر الحريري الذي يتراقص علي بشرتها البيضاء الساحرة ..
أطلق "محب" صفيرا شهوانيا وهو يتفحص ظهرها العاري والوشم المرسوم أعلي ركبتيها وخصلات شعرها الكراملية اللون وجسدها الذي يتحرك حول سيارتها بحثا عن سبب لعطلها ..
ارتشف "محب" ما بقي من زجاجة الخمر و أعدل لياقة قميصه وخرج من السيارة ببطء متلذذ بالنظر لها..كالأسد المتجه نحو فريسته ببطء يبحث بأي جزء يتلذذ يه أولا..
و بدون أي مقدمات أو حسابات لرد فعلها التصق "محب" بخصرها قائلا بنبرة شهوانية:أي خدمة يا جميل
التفت بجسدها نحوه بغضب ممزوج بتشتت من أثر الخمور التي تبدو في رائحة فمها قائلا:أيها المجنون ماذا تفعل ابتعد عني وإلا...
لمسة شهوانية تحسست كتفها العاري لتبعد خصلات شعرها عنه ليزداد تلذذ الأسد بالنظر إلي فريسته السهلة قائلا:ما كل تلك العصبية يا قطعة الكراميل الساحرة كل ما أقصده أن أساعدك لا أكثر ولا أقل
أنهي "محب" كلامه وهو يسحب يده ببطء من علي كتفها يشعر برعشة جسدها وكأنها ترجوه أن يبقي بيده عليه لترتسم ابتسامة خبث ممزوجة بانتصار علي ثغر "محب" لتأكده من وقوع فريسته بين فكيه ليقول:حسنا حان الوقت لكأس فودكا مثلج يهدئ من ثورتك الغاضبة تلك
.....
"روح المخاطرة والمغامرة" جملة بسيطة تتكون من عدة كلمات قاتلة ولكن بالنسبة لبطلنا المتعجرف أحد مكونات روحه الخيالية..هي جزء من كيانه..هي لعبة يتلذذ بممارستها في كل موقف عصيب يقابله..مواقفه اليومية أو العملية بالنسبة له هي عدة معارك في حرب الحياة وبروح المخاطرة والمغامرة التي يتميز بها ينتصر في كل معاركه في لمح البصر ليعلن للجميع أنه المتعجرف الذي لا يقبل الهزيمة مهما كان..
ولكن!! الآن المعركة غير أي معركة..هي معركة أرواح بشرية بين يديه..معركة لا يعلم من خصمه فيها ولكنه سيخاطر من أجل كسب تلك المعركة..
و لذلك..سلم "فادي" جواز السفر إلي صاحبه و انحني علي أذن السائق قائلا:الآن ستقول أن هناك عطل بالحافلة ويجب علي الجميع أن يغادرها لدقائق وستهبط معي أسفل الحافلة ولا أريد أن تزيد كلمة واحدة أخري
هز السائق رأسه موافقا قلقا من نبرة "فادي" الغاضبة و أمسك بالميكروفون الخاص بالحافلة وقال ما أخبره به "فادي"..
هبط الوفد من الحافلة بتذمر بينما تعجب الحاج "منير" مما حدث واتجه إلي "فادي" الذي أخبره أن هناك عطل ما..
وضع "فادي" سماعة البلوتوث الخاصة به في أذنه وانحني هو والسائق أسفل الحافلة ليشهق السائق بخوف لرؤيته قنبلة مثبتة بالحافلة ومثبت بيها جهاز هاتف خلوي..
رمقه "فادي" بنظرة غاضبة وقال:أخفض صوتك أيها المجنون فإذا شعر أحد من الوفد ستكون نهاية عملي وعملك
أكمل "فادي" كلامه وهو يخرج هاتفه قائلا:أمسك بهذا الهاتف و وجه كاميراته الخاصة بتلك الملعونة
هز السائق رأسه بخوف بينما قال فادي:لاقيتها يا وائل زي ما توقعنا في الحافلة من تحت...الصورة واضحة عندك
وائل بنبرة قلق ممزوجة بغضب:فادي توقف عن جنونك هذا وأنا سأبعث بفرقة من المتفجرات لديك
فادي بضيق:وماذا بعد؟؟ سينتشر الخبر بين الوفد ومنه إلي العالم بأجمع ونخسر ركن آخر من السياحة
أكمل فادي كلامه بتصميم قائلا:هيا أخبرني ماذا أفعل؟؟
زفر "وائل" بقوة و مكث لدقائق يتفحص صورة القنبلة وبدأ في إملاء التعليمات علي "فادي" لإيقاف تلك الملعونة..
بعد عدة دقائق..أمسك "فادي" بأحد المفاتيح الذي أحضرها وقطع السلك الرئيسي في القنبلة ليلقي برأسه علي الأرض وقطرات العرق المرتعشة تخترق الرمال ليزفر "وائل وفادي والسائق" بقوة قائلين:الحمدلله
بعد ثواني معدودة..قام "فادي" من موضعه وهو يزيل حبات الرمال من علي ملابسه وبيده الأخري حقيبة سوداء بها القنبلة التي فككها وسط تعجب من الحاج منير من تلك الحقيبة وهدوء بين الوفد السياحي لصعوده الحافلة و التوجه إلي المطار..
.....
في أحد المنازل المخصصة لإشباع متعة "محب" تحديدا في حجرة في أقصي يسار المنزل..ينبعث منها رائحة التبغ والمخدرات..و ضوء خافت يبين معالم الحجرة التي تتكون من فراش و طاولة مخصصة للخمور والمخدرات و مرآة كبيرة توضح كل صغيرة وكبيرة فيمن يقف أمامها.. خرج "محب" من الحمام الملحق بالحجرة لتتعثر قدمه في بنطاله و قميصه و فستان أنوثي و...و....و ما شابه ذلك..
التقط "محب" علبة تبغه وهو يلتهم بعينيه ظهره الفتاة العارية الذي إلتقي بها منذ بضع ساعات وها هي الآن علي فراشه..جارية عنده وظفت لتلبية رغباته الشهوانية..
اعتدلت الفتاة في جلستها ونظرت إلي "محب" نظرة ذات معني قائلة:فين اللي اتفقنا عليه يا حبيبي ؟؟
ابتسم "محب" بخبث وجلس بجوارها وجذبها إلي صدره العاري وهو يمد يده إلي الدرج المجاور له ليخرج منه مبلغ مالي ويضعه بين يدها قائلا:هذا المبلغ زيادة عما اتفقنا عليه من أجل أن تدللي أكثر عندما ألقاكي يا حبيبتي
هند بابتسامة أنثوية ونظرة رغبة:ولكنني لن أستطيع الإتيان في كل مرة تطلبني فيها إلي الصعيد كما أخبرتك كنت هنا من أجل حفلة
استنشق "محب" تبغه وتنفسه ببطء شديد وهو يمسك بخصلات شعر "هند" ليقبضه بين معصمه بقوة جعلت "هند" تتألم من قبضته تلك ليقول "محب" بنبرة تهديد وأمر:لا أحب أن أكرر كلامي مرتين يا قطعة الكراميل عندما أبلغك أن تأتي إلي هنا بسرعة البرق أريدك أن تكوني هنا تحت قدمي
أكمل "محب" كلامه وهو يزيد من قبضته علي شعر "هند" قائلا:و نصيحة مني أيتها الكراميلية لا تعصي أوامري حتى لا تشعلي نار غضبي ولن تقدري علي مواجهة انبعاثتها وليست النار فقط
أومأت "هند" رأسها بالموافقة وجسدها يرتعش من كلامات "محب" القاتلة التي أعلنت أنها أصبحت جارية تحت قدمي هذا المجنون..أغمضت "هند" عينيها بخوف لتنصب داخل كيانها محكمة ضد عقلها الذي لا يفكر إلا في المال..عقلها الذي رضخ لدعوة "محب" إلي الفراش لإنبهاره بالسيارة التي يقودها وسخائه عليها بالمال و ها هي الآن لم تأخذ بين يديه إلا عدة ساعات وأصبحت علي فراشه..جارية لتلبية شهواته ولكنها لا تعلم أنها قادت نفسها بنفسها إلي بركان سينفجر فيها إذا عصت أوامره..
فاقت "هند" من شرودها علي لمسة :محب" معلنة أمر مولاها ودعوته الصريحة لها لتتنهد بخوف وتستلم لمولاها ولشيطانه الذي هرب بها إلي عالمهم الشهواني..
بعد ما يقارب النصف ساعة..فاق من عالمه الشهواني علي صوت رنين هاتفه..ليزفر بضيق ويبتعد عن "هند" ليضع بهاتفه علي أذنه مستمع لما يقوله المتصل..
لاحظت "هند" قبضة "محب" علي يده وظهور عروق عنقه التي تتدل علي أن بركان الغضب قد بدأ في الغليان..انسحبت "هند" تدريجيا من جانب "محب" واتجهت إلي دورة المياه..لتتفاجأ بصوت "محب" الغاضب يرتفع وهو يصيح:نعم!! أعد ما قالته مرة أخري أيها المعاق في ذهنك؟؟ كيف سارت الحافلة بأمان؟؟ في ظرف نصف ساعة أريد هذا الكلب الذي أمرته بزرع القنبلة تحت قدمي في مكتبي في القرية مفهوم أيها المعتوه
ألقي "محب" بهاتفه علي الفراش وقام مسرعا يرتدي ملابسه وعينيه كالبركان الذي بدأ في مرحلته الأخيرة للإنفجار..
بينما "محب" مشغول بارتداء ملابسه إذ لمح كارت يشق الطريق أمام عينيه باستحياء كأنه يقول له "هدأ من روعك أيها الغاضب فأنا أول خيط امتلكته في قضيتك الغامضة"
اقترب "محب" من حقيبة "هند" وأخرج منه الكارت لتتسع ابتسامة خبث تدريجيا علي ثغره لتخفف من حدة ثورته ..في تلك اللحظة خرجت "هند" من دورة المياه قائلة بتعجب ممزوج بقلق:هل هناك خطب ما بحقيبتي !!
رمقها "محب" بنظرة نارية قائلا:في مملكتي أنا الآمر و السلطان و السائل الوحيد وأنتي مجرد فتاة في حرملك السلطان مهمتك هي تلبية رغباتي والإجابة عن أسئلتي
ألقي "محب" الكارت أمام "هند" قائلا:و الآن..أخبريني ماذا تعملين ؟؟
ابتلعت "هند" ريقها بصعوبة قائلة:أنا أعمل في الحسابات الخاصة بشركة dream للسياحة
ابتسم "محب" بخبث وهو ينهي ارتداء حذائه قائلا:حسنا الآن مهمتك انتهت انتظري مني هاتف في وقت قريب وكل مقابلاتنا ستكون هنا إذا لم يطرأ جديد
.......
أغلقت "قمر" هاتفها معلنة نهاية محادثة الواتس أب مع أحد المجهولين لتتنفس الصعداء وترفع رأسها لأعلي لتمتم بخفوت قائلة:الحمدلله
أزاحت "قمر" الوشاح عن وجهها وبدأت في تبديل ملابسها لتسمع طرقات غضب علي باب حجرتها..
فتحت "قمر" الباب لتجد والدتها تقف أمامها وعينيها تشع غضبا قائلة:ما ستكفي عن تهورك هذا؟؟ أتدري ماذا كان سيحدث إذا آتي منير وأنتي في الخارج؟؟ أمجنونة أنتي أم تسعي وراء موتك
تنهدت "قمر" بهدوء قائلة:عذرا يا أمي ولكن الأمر كان طارئ
استشعرت "ناهد" القلق من كلمات والدتها لتتحول ثورتها الغاضبة إلي خوف علي طفلتها الوحيدة لتقول:أمر طارئ؟؟ ماذا حدث يا ابنتي؟؟ هل هناك شئ تخفيه عني!!!
قمر بنبرة شبه ثابتة:مستحيل أن أخفي عليك شئ يا أمي ولكنني كنت أحتاج لبعض المستلزمات من الصيدلية
فهمت "ناهد" مغزي كلام ابنتها لتقول:حسنا يا فتاتي بعد ذلك إذا أردتي شئ أخبريني فقط
انتهزت "قمر" الفرصة وكلام والدتها الذي يعتبر بداية الطريق لما تخطط له لتقول:حسنا يا أمي أريد أن أحاورك في أمر ما
ناهد بترقب:حسنا أخبريني
.....
في حجرة أشبه بحجرة تنفيذ حكم الإعدام..يقف "محب" في منتصف الغرفة ونظرات الغضب تشع من عينيه تصيب كل من بالحجرة بالرعب من أن ينفذ حكم الإعدام به..لحظات صمت خيمت علي كل من بالحجرة وهم يقفون أمام "محب" بصف أفقي قطرات العرق تنصب من جبين كل فرد في الخمسة رجال..
ألقي "محب" بسيجارته تحت قدمه وهو يدهسها بقوة ليأخذ نفسا عميق قائلا:أتعلمون ماذا يحدث لمن يعصي أمرا لي؟؟ أم أن ذاكرتكم أصابها العجز؟؟؟؟
نبرة مرتعشة ممزوجة بخوف أتت ممن ينتصف الرجال الخمسة ليقول:بشرفي يا سيدي لقد تأكدت من تثبيت القنبلة بنفسي
ليكمل من يجاوره من الجهة اليسري قائلا بنبرة مرتعشة:صدقا يا سيدي أنا من قمت بتركيبها بيدي
جلس محب علي حافة مكتبه الخشبي وهو يرمقهم بنظراته الغاضبة ليقول بصوت هادئ:بالطبع بالطبع الخطأ من القنبلة تلك المدللة لم تنفجر أحبت جو الوًد الذي يسود الحافلة
أكمل "محب" كلامه وهو يمد يده إلي داخل درج مكتبه قائلا:لماذا القلق الآن أنا متأكد من أن رجالي قد أدوا المهمة بإتقان وممكن أن يكون عطل فني أصاب القنبلة المدللة
تنهيدة راحة أصابت من ينتصفوا صف الرجال الخمسة لينظروا إلي "محب" بإمتنان قائلين:شكرا يا سيدي
لم يكمل الرجلان جملتهم إذ طغي علي حجرة الإعدام صوت طلقات نارية يؤكد تنفيذ حكم الإعدام..و في أقل من الثانية كانت رصاص محب تتخرق قلب الرجلين لتهبط أجسادهم بسرعة الرياح علي الأرض ودمائهم تختلط بحبات التراب التي طالما اختلطت بدماء ضحايا "محب"..
حرك "محب" ظهره للخلف بحركة تتدل علي الراحة ليقول:لولا أنكم رجالي لأذاقتكم معني العذاب ولكن ليرحمكم الله
أشار :محب" إلي الرجال الثلاثة الباقيين قائلا:والآن لنصلي بهم صلاة الجنازة ونلقي بهم في أي مقبرة من مقابر أحبابي
....
تحسس ملامح وجه ابنه بإحساس من الراحة ممزوج بشغف قائلا:حمدلله علي سلامتك يا بني
فادي بابتسامة عذبة ونبرة مزاح:ماذا حدث لكل هذا يا أبي؟؟ تشعرني وكأنني عُدت من امتحان الإستاتيكا للثانوية العامة
ابتسامة خافتة غزت وجه "حمدي" الذي يشع كثير من الأسئلة قائلا:حسنا أيها المشاكس..اذهب لتبدل ملابسك بينما أحضر الطعام
جذب "فادي" حقيبته إلي حجرته متجها إلي دورة المياه الملحقة بها بينما تنفس "حمدي" الصعداء محادثا نفسه:حمدلله أنه عاد بخير ولكن أيعقل أن يكونوا قد تركوا النوبة!!!
هز "حمدي" رأسه بعنف وهو يتجه إلي المطبخ قائلا:كفي تفكير في هذا الماضي كفي ما عانيته فيه كفي
بعد ما يقارب النصف ساعة..تحديدا في دورة المياه الخاصة ب"فادي" ارتفع صوت هاتفه المحمول ليطغي علي صوت قطرات المياه التي تصدم بجسده ليفتح "فادي" عينيه بملل ويلتقط هاتفه الساكن علي حوض المياه..
أخرج "فادي" رأسه من أسفل الدش ليضع الهاتف علي أذنه قائلا:السلام عليكم!!
وائل:وعليكم السلام..عذرا لاتصالي في هذا الوقت ولكن ما تم اكتشافه يلزم أخبارك به..
أغلق "فادي" صنبور المياه باهتمام قائلا:ماذا حدث؟؟
وائل بنبرة شبه جدية:القنبلة التي سلمتها لزميلي في المطار.عندما فحصها وجد أنه تم صنعها علي يد خبير عالمي لا يستطيع أحد إلا خبير متخصص تصنيعها و وضع الكميات الموزنة بالتمام بها..تلك القنبلة احتوت علي مواد لا تصل إلا للمافيا ولذلك من الضروري أن تخبرنا من أطلعك عليها..
لحظة صمت خيمت علي "فادي و وائل" يتخللها صوت قطرات المياه التي تسقط من جبين "فادي" علي صدره العاري ليقول:أعذرني يا وائل فمن أخبرني لم يكن له هدف سوي نجاة من كان بالحافلة وعار عليً أن أوقعه في مشاكل لا ذنب له فيها
وائل بنبرة شبه غاضبة:ولكن من الممكن أن يكون هو الفاعل..
صعقة شك كهربية اخترقت عقل "فادي" بقوة كأنها تريد منه تأكيد كلام "وائل"..ذاكرته تسترجع ما قالته "قمر" حركات يدها..نبرتها..رد فعلها..الخوف الذي يكسو عينيها..
وأخيرا اتخذ "فادي" قراره وهي يحيط خصره بمنشفته قائلا:تعدي عمري الثلاثين عام وأنا في مقدرة علي التفرقة بين الكاذب والصادق..
تنهيدة ضيق مصحوبة بنبرة شبه غاضبة ليقول وائل:حسنا يا فادي كما تشاء..
.....
بينما هو في أحد أوكاره السرية حيث يرضي رغباته الحيوانية آتته رسالة نصية غيرت مجري يومه ..
ليعتدل في جلسته ويقرأ الرسالة مرة و اثنان وثلاثة ولن أبالغ لو قولت أنه قرأها للمرة العاشرة ليتأكد مما يقرأ..
قبض "محب" علي هاتفه في معصمه لدرجة أوشكت علي تحطم الهاتف بين يده..ليقفز من موضعه بسرعة ويرتدي ثيابه وعينيه تشع توعد ممزوج بغضب عارم..
بينما هو يرتدي قميصه إذ خرجت الفتاة من دورة المياه قائلة:أين مالي؟؟
التفت لها "محب" بنظرة تهديد بأنها لو تفوهت بحرف آخر ستدفن مكانها..نظرة جعلت كيانها يرتعش خوف من النار الذي تشع من عيني "محب" كالبركان الذي بدأ في الثوران لتوه..
نغمة هاتفه معلنة عن قدوم اتصال هاتفي..جعلت "محب" يزداد غضبا أضعاف مضاعفة ليفتح الخط قائلا:نعم؟؟
وكأن "محب" فتح الخط أمام عاصفة كعاصفة تسونامي التي تلتهم أي شئ أمامها ليأتيه صوت منير وهو يصيح به:كيف حدث هذا؟؟ كيف تغرق السفينة في البحر؟؟
محب بنبرة غضب مكتومة:لقد علمت للتو بما حدث وأنا في طريقي إلي الميناء
منير بنبرة توعد ممزوج بغضب:وماذا بعد؟؟هل سأستعيد مالي الذي ضحيت به بسبب استهتارك وتعجرفك
أكمل منير بنبرة حازمة:هذا آخر عمل بيني وبينك وشراكتنا في المصنع الجديد سوف أنهيها
لم يعطي "منير" أي فرصة للرد ليغلق الخط بسرعة البرق..ليركل "محب" الكرسي الخشبي الذي كان أمامه ويصيح قائلا:أنت من فتحت النار علي نفسك..
....
بينما في منزل منير..تحديدا في حجرة "قمر" التي أغلقت محادثة الواتس أب لدخول والدتها قائلة:قمر لن أستطيع إخبار والدك بأي شئ في تلك الفترة
قمر بنبرة حزن ممزوجة بلامبالاة:حسنا يا أمي
ناهد بنبرة مطمئنة:لا تقلقي سأدعه يهدأ من كارثة غرق السفينة التي تحمل البضاعة وسأخبره في الوقت المناسب
قمر بنبرة مستفهمة:أتظنين يا أمي أنه سيوافق علي سفري للقاهرة من أجل رسالة الماجستير
ناهد:كما أقنعته بأن تذهبي لكلية الألسن بإذن الله سأقنعه
ابتسامة أمل ممزوجة بضمة حانية من "ناهد" بدلت حال "قمر" 180درجة لتتمسك بحضن والدتها قائلة:و أنا يا أمي سأبدأ في التحضير للرسالة.
..........
مر أسبوعين علي غرق بضاعة "منير ومحب" في البحر والفاعل مجهول..لم يلتقي كلا منهما ولو للحظة بعد تلك الحادثة وكلا منهما يدبر مكيدة للآخر..و "ناهد" في انتظار اللحظة المناسبة لإخبار "منير" بنية ابنتهم..
بينما "ياسر" ينهي الترتيبات الأخيرة لزفافه الذي لم يبقي عليه سوي يومين و"فادي" معه لحظة بلحظة يتابع معه إجراءات قاعة الزفاف وترتيبات المنزل الأخيرة وكل شئ يخص عٌرس صديق طفولته ومراهقته وشبابه..
..
بينما في محكمته الخاصة حيث يحكم علي هذا بالإعدام وبتلك بأن تصبح خادمة لشهواته..يخطط هو لكيفية الاستفادة منها كطعم مثير ينفذ خطته..وهي تراه صيد ثمين يزيدها مالا وثروة..هو يجيد تمثيل دور العاشق..وهي حائزة علي جائزة الأوسكار بجدارة في تمثيل دور العاشقة البريئة..وفي النهاية غايتهم واحدة لمسة دافئة في الخفاء..
و ألف مبروك...
استلمت غنيمتها المعتادة منه و وضعتها في حقيبتها قائلة:هل تسمح لي بالذهاب فعندي عمل مبكرا؟؟
استنشق نفس هادئ من عود تبغه وهو يزفره في وجهها الذي يعج بمساحيق التجميل قائلا:قبل أن تذهبي..أريدك أن تخبريني قليلا عن عملك
تعجبت قليلا من سؤاله ولكنها لا تريد مجادلته حتى لا تحظي بألفاظه القاتلة لتجيب "هند" قائلة:مهامي كلها في الحسابات..بمعني أنني أتلقي يوميا الأفواج السياحية سواء كانت داخل إطار القاهرة أو خارجها و أقوم بحصر المبالغ التي ستصرف علي الفوج من حافلات وفنادق وما شابه ذلك..
نبرة انتصار لما تفهمها "هند" عندما قال "محب":ولكنك أخبرتني أن بعد غد العمل سيدوم نصف يوم
هند بتذكر:إنه حفل زفاف أحد أهم المرشدين السياحين بالشركة ومدير شركتنا يقدره كثيرا لذلك قرر أن يكون العمل نصف يوم حتى نكون معه في زفافه ولكني كما أخبرتك سآتي لك..
أغمض عينيه بهدوء معلنا سماحه لها بالخروج ونصب محكمته الخاصة لإيجاد طريقة في تنفيذ خطته..
...
برغم ما به من تعجرف و لامبالاة إلا أنه مع صديق طفولته كشاب في بداية مرحلة مراهقته..يضحك ويمزح..يرتب للمشاغبات الشريرة ويستمع لصديقه بإنصات إذا أراد التحدث..يآبي أن تأتي نسمة هواء غادرة لتعكر صفو حياة صديقه..يآبي أن يري لمعة حزن في عيني صديقه..كهذا كان "فادي" منذ أن بدأت صداقته هو و "ياسر" مع بداية يومهم الدراسي الأول..عندما بدأ طفل ثالث محاولته لاستفزاز "فادي" الذي آتي إلي مدرسته بصحبة والده فقط..
ليتمكن الطفل بسذاجته أن يشعل غضب "فادي" بكلماته القاتلة كأين والدتك؟؟كيف تتركك في أول يوم لك في المدرسة بمفردك!! بالتأكيد لم تعد لك طعام الإفطار؟؟
بالنسبة إلي طفل هي مجرد أسئلة عادية ولكن..بالنسبة ل"فادي" كسهام مسمومة تطعن في جرح قلبه الذي ينزف منذ رحيل والدته..
ليبدأ العراك بين الطفلين ويصبح أول يوم دراسي بالنسبة ل"فادي" كابوس..حيث أمر مدير المدرسة الإبتدائية بمعاقبة "فادي" لأنه من بدأ بالعراك حسب رواية زملائه في الفصل..بالوقوف طوال اليوم الدراسي تحت ظل الشمس..
وكأن الجميع قد اتحد ليصبح خنجر يطعن في قلب هذا الطفل اليتيم لتزيد حرارة الشمس من إحساسه بفقدانه لضمة حنان من والدته وتزيد لمعتها علي جبينه المتعرق من قسوته التي نمت فيه منذ طفولته..
أبي العالم أن يكون بأجمعه ضد "فادي" ليأتي له أحد زملائه في الفصل وهو يخفي تحت قميصه زجاجة المياه الخاصة به قائلا:اشرب بعض المياه
و في أقل من الثانية ارتشف "فادي" زجاجة المياه كلها ليقول وهو ينشف قطرات المياه من علي ثغره قائلا:ألا تخشي أن يراك المدير؟؟
ابتسامة طفولة ممزوجة بنبرة شبه ماكرة:لا تقلق فهو مشغول بمتابعة الفصول
أكمل الطفل وهو يمد يده قائلا:أنا ياسر
صافح "فادي" يد زميله قائلا:و أنا فادي..
فاق "فادي" من ذكرياته علي لكمة في ذراعه الأيمن ليجد "ياسر" يصيح به:يا عاشق الصمت أنت اليوم يوم الإحتفال بآخر ليلة لي كعازب هل من الممكن أن تتخلي عن صمتك هذا
ابتسامة مكر ممزوجة بنبرة مرحة صدرت من "فادي" وهو يقوم من موضعه تدريجيا قائلا:أنت من طلبت هذا
قرأ "ياسر" في عيني صديقه عما ينوي فعله قائلا:ما تلك النظرة!! ضع في حسبانك أننا في غرفتي وأنه إذا دخل علينا أحد سيظن مالا يخطر علي بال
ضحك "فادي" بقوة وهو يمسك بوسادة لتبدأ حرب المطاردة بالوسادات بين "فادي" و "ياسر" وتبدأ ضحكاتهم في الارتفاع تدريجيا..
بينما هم مشغولين بمزاحهم إذ طرق أحد باب الحجرة ليقول ياسر من بين ضحكاته:أدخلي يا شيمو
فتح باب الحجرة تدريجيا لتظهر "شيماء" أخت "ياسر" التي تكبره بخمس سنوات وتمتلك من الأطفال إثنين لتقول:أصدقائك بالخارج أستظل في حجرتك قليلا
فادي بنبرة مزاح ممزوجة بضحك:أعذريه يا شيماء فقد تملك الخجل منه
انطلقت الضحكات من "فادي وشيماء" ليمسك "ياسر" بيد "فادي" اليسري ويثنيها خلف ظهره قائلا:أذهبي لأطفالك يا شيماء و أخبريهم أن خالهم سيسجن في قضية قتل لصديقه قبل زفافه..
............
لا نستطيع القول بأن ما بينهم صداقة..أو يمت للصداقة ولو بدرجة 1% لأن الاثنتان يبذلان أقصي جهد لديهن لضرر الأخري..كل واحدة منهن تريد أن تدمر حياة الأخري كما دمرت حياتها..تريدها أن تكون مثلها في كل شئ..حتى لا تشعر بأنها الوحيدة الساقطة..
علاقتهن ليست صداقة ولكنها أعلي درجات الحقارة...
كهذا كانت "هند" منذ تعارفها علي "محب" أرادت أن تجعل من "إسراء" خادمة لشهوات الغير مثلها..
حاولت كثيرا بكل طاقة لديها أن تدمر عفة من تظنها صديقتها ولكن نهاية محاولات الفشل..
لأول مرة تشعر "إسراء" بأن حبها ل"فادي" أصبح بفائدة.فرغم نظراته الباردة وطريقته المتكبرة و أسلوبه المتعجرف..
لم تقدر أن تسلم نفسها إلي أي رجل من نسل آدم..تعلم جيدا أنها من المستحيل أن تحظي بنظرة رضي من "فادي" ولكنها أيضا مازالت محافظة علي ما باقي منها من أصل طيب..
و في احد دورات مياه الخاصة بالفتيات في النادي الليلي..
صاحت "هند" بنبرة غضب ممزوجة باستهزاء:هل تظنين أنكي هكذا شريفة؟؟تمنعين نفسك من الرجال ولكن مع ذلك هل آتي لكي برجل يصف معالم جسدك فالجميع حفظها عن ظهر قلب من ملابسك تلك
إسراء بنبرة توعد ممزوجة باشمئزاز:نعم..لست الفتاة الطاهرة ولكنني لم أبيع جسدي لمن يدفع مال أكثر.لم أكن عشيقة هذا وحبيبة ذاك
بدأ العراك ينشب بين "إسراء" و "هند" ليصل إلي صفعه علي خد "هند" من "إسراء" لتشتعل "هند" غضب..
ويبدأ عراك نسائي بحت بين الفتاتين..يتخلله معايرة من تلك لتلك..وألفاظ بذيئة من تلك لتلك..
أنتهي العراك بأعجوبة..حيث استطاعت باقي الفتيات أن تحجز بينهم وتعود كل فتاة إلي موضعها متعودة للأخري..
......
ظلمات الليل..أقوي ستار يستتر به العشاق...يشاطر أحزان الموجعين من الفراق...تتابع بصمت من يعيشون حياتهم في صمت أمام شاشة هاتف لا يعلمون شئ عن أحد ولا يوجد أحد يشعر بغيابهم أو وجودهم..
تتجسس علي من يدبرون المكائد لغيرهم..شاهدة علي دموع تلك وغيرة هذا وفرحة تلك و توعد هذا..
في النهاية..هي الستار الذي يختبئ خلفه الجميع ولو لساعات ليستطيعوا المضي في حياتهم..



يتبع.........
#نورهان_حسني.......




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-16, 09:45 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الرابع



أشعة شمس ذهبية مختلفة في يومنا هذا تبشر بأن هذا اليوم لن يمر مر الكرام علي الجميع..
وسط نظرات إعجاب من تلك وهمسات من تلك لصديقتها حمل "فادي" فستان الزفاف موجها كلامه ل"مريم" قائلا:هيا يا عروس..تأكدي من أنكي أحضرتي كل مستلزماتك
جففت "مريم" دموعها وهي تبتعد عن أحضان والدها قائلة:لا تقلق لقد أحضرت كل شئ
بإحساس من الحزن ترك يد صغيرته التي طالما تمسكت بها قائلا:هيا يا حبيبتي حتى لا تتأخري و يتعطل فادي
فادي:أبدا يا عمي يومي هذا مخصص لمريم و ياسر
رتبت "والدة مريم" علي كتف "فادي" قائلة بنبرة الأم المصرية العادية:حفظك الله يا بني لولاك كان يومنا سيتعطل كثيرا
فادي بابتسامة هادئة:ياسر أخي يا عمتي ومريم أختي وأنا لم أفعل سوي ما يجب علي الأخ أن يفعله لأخته
أكمل "فادي" بنبرة شبه تشجيعية:حسنا..هيا يا مريم حتى لا نتأخر
ودعت "مريم" منزلها الذي حمل أجمل ذكريات عاشتها بين أحضان والديها..مع وداع سيدوم لساعات قليلة لبنات عماتها وأعمامها..لتهبط إلي سيارة "فادي" ومعها "شيماء" أخت "ياسر" وطفلتها "ملك" التي تبلغ من العمر سنتان و"كريم" الذي أتم منذ شهرين عامه السادس..
جلست "مريم" بجانب "شيماء في الكرسي الخلفي وملك بين أحضانها...أما "كريم" فلم يتنازل عن الجلوس علي قدم "فادي" بالرغم من أنه يقود..مستمتع بمداعبة "فادي"..
أوصل "فادي" الفتاتين إلي الفندق المقرر للزفاف وتأكد من صعودهم إلي الجناح الخاص بهم..ليعود إلي سيارته منطلق إلي منزل "ياسر"
....
غموضه الدائم صاحب اختفائه الملحوظ عن قريته..لا يعلم أحد أسبابه أو نتائجه ولكن من المؤكد أنها ستكون احدي مفاجآت "بسام"..
تناول "بسام" قطرات من المياه قائلا:لم يكن اختفاء يا عمي ولكن كنت في نزهة مع أصدقائي في الغردقة
منير بنبرة استياء ممزوجة بعتاب:و منذ متى وأنت تذهب بدون إخباري؟؟وتغلق هاتفك أيضا..
بسام بنبرة أسفة:أعذرني يا عمي لن تتكرر مطلقا
تنهد "منير" بهدوء قائلا:المهم أنك يخير الآن..ستظل معانا حتى الغذاء ولا نقاش في هذا
وكأنها الفرصة التي ينتظرها "بسام" ليقول:كما تشاء يا عمي
شرع "منير" في القيام قائلا:سأذهب لأجري مكالمة تليفونية وأعود
اتجه"منير" إلي حجرته لينهي مكالمته الهاتفية..لتدخل "قمر" بأكواب الشاي قائلة بتعجب:أين أبي!!
بسام:يجري مكالمة هاتفية
أكمل "بسام" كلامه بنبرة هامسة:أجلسي أريد أن أخبرك بأمر ضروري
قمر بنبرة قلق:خير..
.....
نسمة هواء دافئة استأذنت باستحياء ستائر حجرة "منير" في محاولة منها للحد من حدة صوت "منير" الذي بدأ في الارتفاع تدريجيا..معلن عن بداية الحرب بينه وبين "محب"..
ارتفعت حدة صوته بغضب قائلا:أنت بتهددني!!
اتكأ "محب" بظهره علي كرسيه الجلدي قائلا:تهديد!!تؤ تؤ
أكمل محب بنبرة غامضة ممزوجة ببرودة أعصاب:هو مجرد إنذار صغير إذا فككت شراكتنا سأفكك صغيرتك.. و لك حق الاختيار..ولكن لا تنسي أن تبلغني ردك بعد 24ساعة
ألقي "منير" بهاتفه علي طاولة خشبية تتوسط الحجرة وهو يقبض معصمه بكل قوته..لقد تعطل عقله عن التفكير..
جميع حواسه تأبي أن تمد له يد العون لإيجاد حل..
شٌل كيانه بالكامل..فالخطر الآن يحوم حول صغيرته..الخطر الآن يهدد من يدق قلبه من أجلها..
شعر "منير" بلمسة يد طالما ساندته سنين وسنين..طالما كانت تخفف عنه آلامه و أوجاعه المدفونة في مقبرة الماضي..طالما منحته السعادة دون طلب مقابل..
آتاه صوتها القلق قائلا:ماذا حدث؟؟هل هناك مشكلة في العمل؟؟لماذا يرتعش جسدك؟؟
بنبرة جامدة ممزوجة بإحساس من العجز عن التفكير أجاب منير علي سؤال ناهد قائلا:محب يهددني لأني أسعي في إنهاء جميع شراكتنا..يهددني بقمر
صدمة كهربية أصابت قلب الأم علي صغيرتها لتقول بصوت مرتعش:بنتي
أطلق العنان لأنفاسه الساخنة من الخروج من كيانه الذي قارب علي الاشتعال ليقول:أما زالت تريد إكمال دراستها
نبرة تعجب ممزوجة بخوف صدرت من ناهد التي قالت:نعم..
رفع "منير" رأسه ممسك بهاتفه قائلا بنبرة صارمة:حسنا أبلغيها أنها ستسافر غدا إلي القاهرة لعمل رسالة الماجستير و أنا سأحادث أحد معارفي ليجد لها سكن مؤمن
أكمل "منير" كلامه بنبرة تحذير:و لكن لا تتفوهي لها بأي شئ عن محب وما قاله
لا تعلم هو الحل أم لا!! هل هكذا ستتخلص صغيرتها من نظرات الذئب الذي يحوم حولها؟؟
تنهدت "ناهد" بقلق و إستعانت علي ربها وخرجت لتبلغ "قمر" بقرار والدها..لتقفز "قمر" فرحا و يرفع "بسام" حاجبه الأيسر تعجبا من موافقة عمه محادث نفسه بقلق قائلا:ها قد بدأت المعركة يا عمي
و يرتعش قلب الأم قلقا علي صغيرتها لتلقي بكل همومها علي ربها وهي متأكدة أن كلام ما هو إلا تدبير من الخالق لذهاب "قمر" إلي القاهرة..
ولكن يا تري ماذا يخفي لها القدر هناك؟؟!!
..
ضغطت علي هاتفها بقوة لتظهر عروق يدها التي تدل علي ثوران بركان داخل كيانها الغاضب..
تحولت وجنتها إلي جمرة نار مشتعلة وهي تلقي بكأس الفودكا لتصيح بغضب:فعلتها فعلتها صديقتي
وبسرعة البرق..انطلقت "إسراء" إلي حجرتها متجهة إلي خزينة ملابسها لترتدي أول ما هبطت عينيها عليه..
بينما "إسراء" منشغلة بارتداء حذائها إذ سمعت صوت جرس الباب معلن عن قدوم كارثة أخري..
اتجهت "إسراء" إلي باب منزلها بخطي شبه ثابتة لتفتحه ومع تفتح نيران اللهب عليها لتفاجئ ب"هند" أمامها وبيدها صورة شبه مكبرة لإسراء شبه عارية لتقول هند بخبث:تلك ما استطعت أخذها من صاحب الأستوديو والباقي تشبث بيهم
شهقت "إسراء" بصدمة لتتجه يدها بسرعة البرق إلي تلك الصورة وتلتقطها من يدها قائلة:كذب كل هذا كذب
أكملت "إسراء" حديثها وهي تمزق الصورة قائلة:تلك ليست صوري ليست أنا
طرقات حذاء "هند" التي تجوب منزل "إسراء" عازفة لحن الاستفزاز لإسراء لتقول "هند" وهي تعبث بهاتفها الجوال:الحمدلله أنني احتفظت بنسخة من الصور التي بعثتها لكي علي هاتفي حسنا لأبعثها لوالدتك وهي من تقرر إن كانت كذب أم لا
نقطة ضعف "إسراء" هي من تحكمت في زمام الأمور الآن..فوالدتها مريضة بسرطان الثدي وجليسة في المستشفي للعلاج الأورام..تلك هي من تخشي عليها "إسراء"..تلك هي من ترتعد خوفا بأن تصيبها سمومها من ألاعيبها في النوادي الليلية..
تراجعت "إسراء" للخلف..منكسة رأسها بضعف معلنة انتصار "هند" قائلة:حسنا ماذا تريدين؟؟
هند بابتسامة انتصار ممزوجة بخبث"حسنا هكذا أحبك يا صديقتي لنذهب للزفاف أولا ومن ثم تبدأ الحفلة الخاصة
.....
أنهي المصلين صلاة العصر..ليتجه كل منهم إلي منزله في هدوء وسكينة..
عدا هذا المجنون كما يلقبه "فادي"..هذا المجنون الذي يدعي "ياسر" المتجه إلي منزله ليستعد لزفافه وهي يتلقي التهاني من صحبته في المنزل..
فيبارك له هذا و يدعو له ذاك بالذرية الصالحة وبين هذا وذاك يقف "ياسر" مبتسم الوجه قائلا جملة واحدة فقط لكل من يهنئه:قٌل لي أن هذا حلم و أنني سأبقي أعزب كما أنا..قولها فقط
وبين هذا المزاح المفرط من "ياسر" يسير "فادي" بجانبه وصوت ضحكاته يهتز لها الشارع من تصرفات صديقه التي تدل علي أنه طفل لم يكمل عقده الأول وليس رجل في بداية عقده الثالث..
ليقطع وصلة مزاحهم..إعلان رسالة نصية قادمة إلي "ياسر" من زوج أخته يخبره بأنه في طريقه إليه بعد أنهي الاطمئنان علي حالته الطارئة..
ليتنهد "ياسر" بقوة قائلا:فادي
في نظر الكثير منا أو بالأحق جميعنا هي كلمة واحدة ولكن بالنسبة لصديقان علاقتهم منذ ما يقارب الخمسة وعشرين عاما..تلك الكلمة تحمل في طياتها الكثير..
الحيرة..الخوف مما هو آتٍ..القلق من مسئولية قوية باتت علي عاتقه..
تلك الأحاسيس ما هي إلي نقطة في بحر مما يشعر به "ياسر" والتي استطاع "فادي" قرأتها بسهولة في عيني صديقه..
ليضع يده علي كتفه قائلا بنبرة مطمئنة:بعون الله ستكون أنت الزوج الصالح وفي المستقبل الأب القدوة ولكن إن تخليت عن هذا الجنون و لو 1% ولكن ليست تلك بالمشكلة العويصة..المهم أن ترعي الله فيما هو آتٍ وفي تلك الفتاة التي تركت والديها من أجلك أنت
رتب "فادي" علي كتف صديقه قائلا:أنت من تقول دائما أن الزواج هو نهاية المطاف لكل عاشق بصدق..و أنت عشقت و ستحظي بمعشوقتك في الحلال فلتضع هذا أمام نصب عينيك من ستصبح زوجتك هي في البداية حبيبة عمرك فعاملها علي أنها طفلتك المدللة بالهدوء ناقشها وإن لا قدر الله أخطأت إياك أن تعاقبها بهجرك لها
رفقا بالقوارير يا صديقي
تنهيدة راحة أو من الممكن أن تكون إحساس بالثقة التي ازدادت أضعاف كهذا شعر "ياسر" الذي قال ممازحا:من يستمع لحديثك يتيقن بأنك دائب في العشق منذ سنين
ابتسامة لامبالاة ممزوجة بتعجرفه المعتاد نبعت من "فادي" الذي قال:لم تخلق بعد من تحرك قلب فادي الاسيوطي
ياسر بنبرة ثقة ممزوجة بضحك:صدقني يا صديقي تلك الثقة ستجعلك ترتشف كؤوس الحب وتصبح عاشق في قائمة العشاق الأبديين
....
غلق باب حجرته بحذر ليتجه إلي فراشه الذي يتوسط الحجرة ويقلب أعلاه أسفله و أسفله أعلاه ليعثر علي هاتف خلوي غريب الشكل موصل بالكثير من الأسلاك مخفي بين نسيج القطن المكون للمرتبة الفراش ليصل أحد أسلاكه بحاسوبه النقال و يبدأ في نقل بعض البيانات من علي الحاسوب إلي الهاتف ومن ثم بمسك بالهاتف ويضغط علي بعض الأوامر ليتنهد براحة لرؤيته رسالة تؤكد إرسال البيانات لمصدر مجهول بالنسبة لنا ولكن بالنسبة لهذا المجهول الآخر هي بداية حربه مع غريمه اللدود..
...
في جو يسوده المحبة والألفة علي قليل من مرح "ياسر" المعتاد ولكن للأمانة بالإضافة للكثير والكثير من مرحه و مزاحه مع عروسه ومع المدعوين كافة وخاصة صديق عمره "فادي"..
ليسود الجنون حفل الزفاف ويفتتح الحفل برقصة تضم "فادي" و "ياسر" علي أنغام المهرجانات الشعبية البحتة..
ليكون أول عرس يبدأ برقصة العريس مع صديقه و العروسة تقف علي مسافة منهم تلتقط الصور لهم و الصور السيلفي الخاصة بها مع صديقتها..
لتكون بشهادة جميع المدعون هو الفرح الأكثر جنونا..بداية من رقصة المهرجانات الافتتاحية وصولا بأكواب الكراميل التي وزعت علي المدعوين..مرورا بالأغاني الهندية التي أشعلت أجواء الفرح..
نهاية بلحظة تبديل دبل الزواج إلي اليد اليسري حيث وصل "ياسر" إلي قمة جنونه..
ليرفع يده إلي أعلي قائلا بمرح:هيا يا طفلتي أبدلي دبلتي
رفعت "مريم" حاجبها الأيسر بتعجب و وضعت يدها حول خصرها قائلة:أهذه مزحة علي قصر قامتي؟؟ أم محاولة منك لعدم تمام الزفاف
ياسر بنبرة جدية مصطنعه:هناك إجابة ثالثة
مريم بفضول:ما هي ؟؟؟
ياسر بضحك:ألإثنين معاا
و لأنه كان الأقرب لهم..وجهت "مريم" رأسها إلي "فادي" قائلة:هذا صديقك خذه فلن يتم هذا الزفاف
من بين ضحكاته حاول "فادي" أن يهدئ من روع هؤلاء المجانين ليتم تبديل دبل الزواج أخيرا..
معلنة تجمع هذين المجنونين تحت سقف منزل واحد..
رغم الجنون و الضحك و المزاح الذي سيطر علي أجواء الزفاف..كانت نظرة العاشقين لعيون بعضيهما لحظة تبديل دبل الزفاف هي الأروع..
لمعة عيني "مريم" اللؤلؤية بتتويجها أميرة عرش قلب "ياسر"..
أناملها المرتشعة لملامستها ليده التي ستصبح من الآن سندها..التي ستصبح من الآن أمانها وحمايتها و عالمها الصغير..
ابتسامة عيون "ياسر" قبل ثغره لخجل "مريم" وهي تبدل دبلته..جعلته يخطفها من بين الجميع و يخبئها بين ضلوعه في ضمة دامت ما يقارب العشر دقائق أو أكثر..
ضمة لم يشعر العاشقين بمدتها ولكنهم شعروا بأنفاسهم التي تخطف في تلك الضمة..
شعروا برعشة جسديهما في ضمة انتظروا سنين و ها هي الآن تحققت ضمة في الحلال..
بعد ما يقارب الساعة والنصف..انتهي الزفاف وانطلقا العاشقين إلي منزلهم الذي سيصبح من الآن عالمهم الخاص..
و ينصرف جميع المدعوين إلي منازلهم ما بين فرحهم أو حقدهم بات كل منهم ليلتهم كأي ليلة..
ولكنها ليلة العمر بالنسبة للعشاق..ليلة اتحاد روحيهما ..ليلة توحد أنفاسهم ..ليلة تحت سلطان الحب لا غيره..
....
مرت الليلة بسلام علي العاشقين..أما "قمر" فباتت ليلتها تعد حقيبة سفرها و تدون المراجع والكتب التي تحتاجها
لبداية رسالة الماجستير الخاصة بها..أما عي "فادي" كانت ليلة كأي ليلة بالنسبة له يقضيها بين طيات قاموس معين للغة ما أو رواية من روايات "ويليام شكسبير" ولكن تلك الليلة مختلفة إلي حد ما..فأخيرا زينت ليلته بفرحته بتمام زفاف صديقه..أما عن "محب" فقد مضي ليلته في تدابيره بكيفية الإيقاع ب"منير"...
أما علي "إسراء" فقد أسوء ليلة مرت بها في حياتها..فبعد انتهاء الزفاف انطلقت بصحبة "هند" إلي أحد النوادي الليلية..لتحتسي أكبر كمية ممكنه من الخمر حتى لا تشعر بما سيحدث لها في تلك الليلة..
فبعد انتهاء حفلة "هند" الصاخبة..اتجهت إلي منزلها بصحبة "إسراء" و شابين ليحظي كلا منهما بفريسته وتقع "إسراء" بين يدي أحدهما ليقضي علي ما باتت عمرها تحافظ عليه وهي عذريتها التي انتهكت أشد الانتهاك في تلك الليلة بفضل من ظنتها صديقتها..
....
ضمة حانية تحمل في طياتها خوف ممزوج بعدم ارتياح...
هكذا شعرت "قمر" في ضمة والدتها لها وهي تودعها..شعرت برجفة قلب والدتها و الخوف الواضح في عينيها من ترك فتاتها وحدها في القاهرة..
حاولت "قمر" إيجاد تفسير لهذا الخوف ولكن تفسير أنها تخشي علي فتاتها كأي أم مصرية هو ما هدأ من تعجبها قليلا ..
كفكفت "قمر" دمعة اجتاحت خديها وهي تٌقبل والدها قائلة:سآتي إلي القرية كل جمعة
منير بنبرة حزن ممزوجة بجدية:نحن من سنآتي لكي إذا جاءت الفرصة ولكن لا تأتي إلي القرية حتي أنهي خلافاتي مع محب و انتبهي علي حالك جديا و تذكري يا قمر ممنوع التأخير في الجامعة حتي وإن كان عمل يخص رسالتك
اتسعت عيني "قمر" تعجبا من نبرة "منير" ولكنها قالت"حسنا يا أبي وإن حدث شئ ما سأخبرك علي الفور
رتب "منير" علي كتف فتاته بهدوء قائلا:في رعاية الله يا طفلتي
وقفت "قمر" أمام باب منزلها الجديد تودع والديها و دموعها تشق الطريق إلي خديها اللذان يرتعشان حزنا علي تركها لهم وخوفا من مستقبلها المجهول في تلك العمارة السكنية..
بينما في أسفل العمارة..وقفت "ناهد" مع زوجة البواب توصيها أن تلبي كل طلبات فتاتها بينما "منير" يقف مع البواب يستفسر منه علي أحوال السكان ليتأكد من الجو الذي سيحيط بفتاته..
ليقول البواب:لا تخشي عليها يا حاج..كل السكان هنا بلا استثناء يتحلون بأسمي معاني الخلق..
الطابق الأول والثاني والثالث لعائلات مصرية عادية ولديهم أطفال هادئون جدا
والطابق السادس سكنه عروسين ليلة البارحة و سواء العريس أو عروسته أخلاقهم تسبقهم
والطابق السابع فهو لمالك العمارة وهو دائم السفر والخامس لآنسة قمر
رفعت "منير" بصره إلي شرفة منزل فتاته ليجدها واقفة بها وتلوح له بابتسامة ممزوجة بدموعها اللؤلؤية..ليبتسم لها "منير" مودعا ويلقي السلام علي البواب و زوجته و ينطلق إلي سيارته بصحبة "ناهد" متجهين إلي النوبة...
...
ما فائدة عذريتي إذن و أنا جسدي كان سلعة رخيصة في النوادي الليلية؟!
هكذا حادثت "إسراء" نفسها فور رؤيتها لقطرات الدماء الحمراء علي الفراش..ضمت ساقيها إلي صدرها وظلت شاردة في حياتها في السابق..
نعم هي كانت دائمة السهر في النوادي الليلية..
نعم كانت لا تفيق من تأثير الفودكا و الكحول..
نعم كانت تعرض نفسها علي "فادي" لعله يشعر بحبها..
نعم آبتٍ في البداية أن يستمتع بأنوثتها كائن من كان..
ولكن هل كل هذا كافي ليجعلها فتاة عفيفة محافظة علي نفسها ؟؟؟
بالتأكيد لا..فعذريتها قد انتهكت منذ سنين..وهذا لا يعني أنها عذرية متوقفة علي غشاء البكارة..
بالعكس فقد حافظة عليه ولكن عذرية جسدها الذي أصبح ساحة عرض للجميع..
عذرية حيائها التي قضت عليه من أجل أن تحظي بمن دق قلبها له..
كل هذا وأكثر قضت عليه "إسراء" بيدها قبل أن تنهي "هند" تلك المعركة وتقضي عليها بأن جعلتها مثلها تماما..
سلعة رديئة يتلذذ بها الجميع..
فاقت "إسراء" من شرودها علي صوت فتح باب دورة المياه الملحقة بالحجرة لتجد ذاك الشاب يخرج منها وابتسامة خبث تعلو وجهه لتطيح "إسراء" بكيانها عرض الحائط وترتدي ثوب "هند" لتقول بنبرة باردة:حسنا أين نصيبي؟؟؟
رفع الشاب حاجبه الأيسر بتعجب قائلا:نصيبك!!
إسراء بابتسامة باردة وهي تقفز من علي الفراش:نعم..لقد استمتعت في ليلتك
مدًت "إسراء" كفها قائلة:الآن أين مكافئتي بمعني أحق المال
لتصبح "إسراء" نسخة مصغرة رسميا من "هند" بعد أن قررت الاستغناء علي حرمة جسدها من أجل المال التي ظنت بأنها به ستُمحي آلامها..
....
منذ اللحظة الأولي بإقامتها في منزلها الجديد وهي تعمل علي قدم وساق لوضع النقاط الأولي في رسالة الماجستير الخاصة بها..
قررت أن تصب كل ذرة تملكها من فطنة و ذكاء في تلك الرسالة...لتسخر كل جهودها من أجل تلك الرسالة عسي أن تكون طوق النجاة لها لعدم التفكير في أمر "محب" الذي يشترط علي أبيها أن يزوجها إيها وبذلك تنتهي مشاكله..
لتمكث "قمر" معظم يومها في المنزل والمعظم الآخر في الجامعة تحت إشراف الدكتور المسئول عن رسالتها..
ليمر أسبوعين علي هذا الحال علي "قمر"...بينما الحال مختلف عند "إسراء" التي أصبحت أشبه بهيكل عظمي بحت لا تفيق من آثار الكحول مطلقا وتعيش عليه و علي بعض اللقيمات...و "هند" تراها هكذا وفرحتها بالانتصار وإعداد غنيمة شهية ل"محب" تزداد...
ولكن الأمور تبدلت كثيرا عند "محب" الذي أصبح مشغول كليا بأمر صفقة الأسلحة الجديدة مع مستثمرين أجانب جدد...
أما عاشقي الحب الجدد فغارقين في عالمهما الجديد في أراضي "الجونة" التي شهدت علي أجمل أسبوعين عاشهما "ياسر" و "مريم"..
أما "فادي" كعادته يقضي يومه إما في رحلاته السياحية اليومية أو الذهاب إلي النادي الرياضي..و بين هذا وذاك لا يمل والده "حمدي" من نصائحه كأي أب يرجو أن يري ذرية ابنه..و لكنه لا يتلقي أي إجابة من "فادي" كعادة هذا المتعجرف..
....
رنين المنبه المزعج الذي أصبح رفيقها كل صباح..يعكر عليها صفو نومها الذي لا يدوم إلا ساعات قليلة..
ارتفع الرنين بصوت أكبر وكأنه متلذذ بقطع نومها الهادئ..لتملل "قمر" في فراشها بضيق وتتناول منبها من أعلي الطاولة المجاورة لها..و تقفز من علي فراشها ليبدأ برنامجها اليومي من أخذ حمام دافئ سريعا وتجهيز إفطار بسيط و ترتيب الأوراق التي تريد مراجعتها مع المسئول عن رسالتها..إلخ..
و لكن بينما "قمر" منشغلة بارتداء حجابها سريعا لتتناول إفطارها..إذ سمعت صوت رنين جرس الباب..
اتجهت "قمر" إلي باب المنزل بتعجب ممن يطرق منزلها في هذا الصباح..
لتجد فتاة تماثلها تقريبا في العمر و شاب في بداية عقده الثالث يقول:عذرا لإزعاجك



يتبع......



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-16, 09:45 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الخامس


اتجهت "قمر" إلي باب المنزل بتعجب ممن يطرق منزلها في هذا الصباح..
لتجد فتاة تماثلها تقريبا في العمر و شاب في بداية عقده الثالث يقول:عذرا لإزعاجك
قمر بنبرة تعجب ممزوجة بفضول:لا أبدا
الفتاة:أنا مريم و هذا ياسر زوجي نحن جيرانك في الطابق العلوي
قمر بانتباه:نعم نعم أهلا بكم
ياسر بنبرة إحراج:أعذرينا ولكن من الواضح أن مفتاح منزلنا سقط منا في مكان ما وليست معنا نسخة أخري فإذا سمحتي أن تبقي مريم بصحبتك لربع ساعة لا أكثر ريثما ينتهي النجار من مهمته
قمر بابتسامة ترحاب ونبرة فرحة:أهلا بها اليوم في أي وقت تفضلي
ابتسم "ياسر" بهدوء وطبع قٌبلة سريعة علي جبين "مريم" قائلا:حسنا يا صغيرتي لن أتأخر بإذن الله
اتجه "ياسر" سريعا لأسفل العمارة ليأتي بالنجار بينما دخلت "مريم" منزل "قمر" و وجهها يشتعل غضبا من نسيان "ياسر" للمفتاح ولكنه غضب ممزوج بفرحة طفولية من قٌبلته السريعة..
لتبدأ جلسة تعارف صغيرة بين "مريم" و "قمر" انتهت بوعد ل "قمر" من العروس الجديد بزيارتها غدا..
.....
إحساس بالاشمئزاز من جسدها بل كيانها أجمع ممزوج بعدم القدرة علي تحمل ليلة أخري تقضيها بين يدي رجل كل ما يشغل باله هو تلبية رغباته الحيوانية..
إحساس باليأس من تلك الحياة ممزوج برغبة في إنهائها عاجلا أم أجلا..
كهذا شعرت "إسراء" فور سامعها "هند" تقول:سنـأخذ عطلة لمدة يومين من أجل حفلة خاصة ولكن رتبي نفسك جيدا و إمحي تلك الملامح الكئيبة
لم تعد تتحمل أكثر من ذلك..ما عاد بها قدرة للإستماع إلي كلامها السام..و لكن ليس أمامها أمر آخر فهيمن رخصت نفسها من البداية وحكمت علي نفسها بالضياع لصحبتها تلك الفتاة..
لتحمل "إسراء" إحدى الملفات قائلة:سأذهب لأنهي هذا الملف
تنفست "إسراء" الصعداء فور خروجها من تلك الحجرة لتسمح لدمعة لؤلؤية بالهطول علي خديها الذي بهت من كثرة مساحيق التجميل..
سارت "إسراء" متجهة إلي دورة المياه وهي لا تشعر بالعالم من حولها..لا تري أمامها إلا كل لحظة رخصت فيها نفسها و أهانتها من أجل "هند"..
بكت ونحيبها مكتوم بكفيها المرتعشة..بكت وكأنها تريد القضاء علي دقات قلبها..
بكت إلي أن شعرت بالقوة من دموعها...
بكت إلي أن جف قلبها قبل عينيها..
لترفع عينيها تدريجيا إلي المرآة وابتسامة خبث تغزو ثغرها لتحادث نفسها قائلة:جعلتني دمية مثلها تماماً..حسنا حان وقت المرح لتري يا هند ما الذي ستفعله تلك الدمية
....
ابتسامة ماكرة غزت وجهه وهو يستمع لحديث أحد رجاله علي الهاتف ليقول:هكذا أثبت ولائك لي
أشعل "محب" تبغه وهو يكمل كلامه عن طريق سماعة البلوتوث قائلا:الآن أريد رصد لكل لحظة لها في القاهرة
و أحذر من أن تغيب من أمامك و لو لثواني
نبرة ثقة نبعت من رجل "محب" ليقول:عٌلم و يٌنفذ يا باشا
نزع "محب" سماعة البلوتوث ملقيا بها علي مكتبه ليأخذ نفس عميق من تبغه قائلا بنبرة شبه هامسة:بعثتها للقاهرة لتسهل عليً مهمتي..سلم غبائك لي يا منير
و ما هي إلا ثواني حتى سمع "محب" صوت طرقات علي باب مكتبه ليأذن بالدخول ويجد أحد رجاله يقول:لقد وصل مندوب التجار
أخذ "محب" آخر نفس من تبغه ليقول:حسنا أحضر الورق و أتبعني
...
ما بين مراجعتها لبعض الكتب في مكتبة الجامعة وتلقيها بعض الملاحظات من الدكتور المشرف عليها و البحث في الإنترنت ..أنهت "قمر" عملها في تمام الساعة السابعة مساءا..لتصطحب سيارة أجرة متجه إلي احد محلات الهدايا لشراء هدية إلي "مريم" بمناسبة دعوتها لها غدا..
بعد ما يقارب النصف ساعة..وقفت سيارة الأجرة علي بٌعد شارع من أحد محلات الهدايا ليقول السائق:أعبري هذا الطريق و ستجدين في هذا المحل ما تحتاجينه
قمر بتعجب:حسنا..لماذا وقفت بالسيارة هنا
السائق بنبرة باردة:مزاجي
زفرت "قمر" بضيق وتمد يدها بالأجرة قائلة:حسنا تفضل
نظر السائق إلي المبلغ قائلا:متبقي خمسة جنيهات لي
نظرت له "قمر" بالمرآة وبالنفس النبرة الباردة:هذا ما عندي..مزاجي
ما إن أنهت كلامها حتي أرتفع صوت هاتفها معلن قدوم اتصال من والدها لتترجل من السيارة وتتأكد من اتصال سماعة الهاند فري بهاتفها لتقول السلام عليكم
بينما رمقها سائق السيارة بغضب و انطلق بسيارته سريعا..
آتاها نبرة منيرة الشبه غاضبه قائلا:و عليكم السلام ..منذ الصباح وهاتفك غير متاح
قمر بأسف:عذرا يا أبي ولكنني منذ الصباح في عمل دائم حتي أنني لم أذهب للمنزل إلي الآن
صاح بها "منير" بغضب قائلا:إلي الآن !! هل تعلمين كم الساعة؟؟
قمر بنبرة أسف ممزوجة بتعب:لم يكن في مقدرتي أن أذهب مبكرا يا أبي
منير بضيق:حسنا أين أنتي الآن؟؟
قمر:سأحضر شئ و أعود سريعا يا أبي
انتبه "منير" لقدوم أحد رجال القرية ليقول:حسنا في أمان الله
أغلقت "قمر" هاتفها لتنتبه لقدوم رسالة لها علي ""الواتس أب"" وما بين انشغالها بالرد علي الرسالة لم تنتبه للدراجة البخارية التي تتقدم اتجاهها وسائقها غير منتبه لها بل بالأحق هو منتبه بالرد علي والده عن طريق سماعة البلوتوث..
بمجرد إرسال "قمر" للرسالة إذ انتبهت لصوت الدراجة البخارية التي بعدت عنها مسافة لا تقل عن المتر لتشهق "قمر" بذعر..بينما يقف سائقها الدراجة بمهارة ليرمق "قمر" بنظرة نارية من خلف زجاج خوذة الدراجة..
حمدت "قمر" ربها أنها كتبها في حقيبة كتفها وهاتفها ممسكة به بقوة لتقول بنبرة غاضبة:إن لم تستطع التحكم في دراجة بخارية أتركها لابن أختك أفضل
ترجل سائق الدراجة البخارية من عليها لينزع خوذته بسرعة البرق لتظهر عينيه التي تشع غضبا بل بالأصح لتظهر ملامحه التي ألجمت لسان "قمر" عن الكلام فبالرغم من رؤيته مسبقا إلا أنها لم تنتبه مسبقا لملامح هذا المتعجرف..
نعم إنه "فادي" من كان يقود الدراجة البخارية..
نعم إنه "فادي" بنفس نظرته الغاضبة والمتعجرفة..
نعم إنه "فادي" بحدته و قوته المعتادة ولامبالاته..
انتبهت "قمر" لنبرته الغاضبة التي قاربت علي أن تشع نار من بين ثغره الغاضب قائلا:انتبهي أنتي كيف تسيرين؟؟ فابن أختي علي الأقل تعلم أن سير المارة لا يكون علي طريق الدراجات والسيارات
أكمل "فادي" حديثه بنبرة قوية:لولا أنكي فتاة لكنت أعطيتك درس في كيفية الرد عليً
أنهي "فادي" حديثه و اتجه إلي المحل بقوة بينما "قمر" باتت تلعن نفسها علي انتباهها لملامحه وعدم الرد علي هذا المتعجرف..
بينما في داخل المحل..بدأ غضب "فادي" يزول تدريجيا وهو يبحث عن هدية ما من أجل صديقه...
لتقع عينيه علي برواز كبير نسبيا لفتاة ترتدي وشاح حول وجهها ولكن عينيها مكحلة لتجذب نظر كل فرد داخل المحل..
انتبه "فادي" إلي وشاح الفتاة وبدأ يتذكر ما حدث في النوبة..
تذكر تلك الفتاة التي رآها تخلع وشحها وتلقي بنفسها بين أحضان غريب بالنسبة لها..
تذكر تلك الفتاة و وشاحها الذي قفز أمام عدسة الكاميرا الخاصة به..
تذكر تلك الفتاة التي آتت له تنبه بأن حافلته مفخخة بقنبلة..
الآن زال غضبه كليا الذي استولي عليه منذ لحظات ليتأكد "فادي" الآن من أن تلك الفتاة التي وبخها للتو ما هي إلا تلك الفتاة التي كانت في النوبة..
صرف "فادي" نظره عن هذا البرواز لترتسم ابتسامة لامبالاة علي ثغره قائلا لنفسه:ها قد تأكدت الآن أن توبيخها كان واجبا
وما هي إلا لحظات حتى دخلت "قمر" إلي المحل وعلي ملامحها لامبالاة لهذا المتعجرف لتبدأ التنقل في المحل في محاولة للبحث عن هدية..
و بسهولة استطاع "فادي" إحضار هديته لصديقه واتجه إلي دفع ثمنها ومن ثم استقل دراجته البخارية..
رفع "فادي" خوذة الدراجة علي وجهه وهو يرمق "قمر" بنظرة اشمئزاز من خلف زجاج المحل..لينطلق بدراجته سريعا..
بينما "قمر" استطاعت بعد الحيرة بين الهدايا علي انتقاء هدية ل "مريم" لتستقل سيارة أجرة إلي منزلها و هي تعاتب نفسها مرارا وتكرارا علي عدم الرد علي هذا المتعجرف ..
...
ارتفعت أصوات الأغاني الصاخبة من تلك السيارة التي تتأرجح علي الطريق بتشتت لتدل علي أن سائقتها "سيدة" أو بالمعني الأدق "فتاة تحت تأثير الكحول بدرجة 100%" لتبعث القلق إلي جميع سائقي السيارات من حولها خوفا من أن تصيبهم تلك المجنونة..بينما صديقتها أو بالمعني الأدق "نسختها المصغرة" تجلس جوارها دون أن تظهر أي رد فعل مطلقا..سواء من كلماتها المستفزة أو حركاتها المتهورة بالسيارة..
كهذا ظلت "إسراء" طيلة الطريق..صامتة..شاردة..منعزلة عن العالم بزجاجة الفودكا التي بيدها اليمني حيث تبدلها في الساعة ثلاث مرات أو أكثر..بينما يدها اليسرى تعبث بصفحة "فادي" علي موقع التواصل الإجتماعى
"فيس بوك" تلامس ملامحه بأناملها التي باتت تحفظ كل تفصيلة في وجه "فادي"..
فاقت "إسراء" من شرودها علي صوت "هند" تقول:أغلقي هذا الشئ و أجلبي لي زجاجة أخري
زفرت "إسراء" بضيق و التفت بجسدها إلي المقعد الخلفي تبحث عن زجاجة كحول أخري لتقول:أين وضعتي الحقائب يا هند لا يوجد هنا سوي الملابس و الطعام
هند بتذمر:أبحثي جيدا يا إسراء إنهم بالخلف
إسراء بعصبية:أترينني عمياء لا يوجد شئ
و بدون وعي أو مبالاة لغدر الطريق..تركت "هند" عجلة القيادة والتفت برأسها إلي إسراء لتصيح بها قائلة:صوتك لا يرتفع ....
ولكن في أقل من الثانية..أختفي صوت الجميع و ارتفع صوت ارتطام السيارة بسيارة لنقل الأثاث..
ليرتجل سائقي السيارات من حولهم في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه..
...
مع دقات الساعة السابعة صباحا..ارتفع رنين هاتفه بصخب معلنا اتصال من أحد رجاله..
ليضع "محب" يده تحت وسادته باحثا عن هاتفه..لينظر بجواره بضيق ويزفر قائلا:حسنا يا هند سأعلمك كيف تتخلفي عن موعدي
رد "محب" علي الاتصال القادم له وبات يتلي الأوامر علي رجله هذا ومن ثم اتجه إلي دورة المياه ليأخذ حمام دافئ...
بعد ما يقارب النصف ساعة..اتجه "محب" إلي المطبخ ليعد له كوب نسكافيه سريعا وهو يستمع إلي الأخبار علي التلفاز..التفت "محب" بيده ليجلب السكر ليرتفع صوت مذيعة الأخبار قائلة:مقتل فتاة وسائق سيارة نقل و إصابة فتاة أخري في حادث سير مروع علي الطريق ..
لم يكمل "محب" الاستماع لباقي الخبر و إنما أمسك بهاتفه سريعا..يأمر أحد رجاله بالتأكد من تلك الفتاة..
ما إن أنهي "محب" مكالمته حتى ألقي بهاتفه علي مقعد يتوسط حجرة الاستقبال يغضب عارم يدل علي ضياع الخيط الأول في قضيته المجهولة..
.....
مع تمام الساعة الرابعة عصرا..وقفت إحدى سيارات الأجرة أمام العمارة السكنية حيث تمكث "قمر"..لتخرج منها "قمر" متجه إلي المصعد الكهربي بعد أن ألقت السلام علي البواب..ضغطت "قمر" علي زر النزول للمصعد..و أسندت رأسها علي الحائط منتظرة نزول المصعد..
و في لمح البصر في لقطة تصويرية كأفلام الخيال السينمائية..طغي صوت دراجته البخارية علي الهدوء الذي يعم الشارع..ليقف بدراجته أمام العمارة السكنية ويرفع خوذته تدريجيا من علي رأسه ليسندها علي الدراجة ومن ثم يحرك خصلات شعره يمينا ويسارا حتى تعود لهيئتها السابقة..وبيده اليمني يخلع سماعة البلوتوث من أذنه وبيده اليسري يلوح لبواب بحركة للتحية..ليتجه إلي المصعد..
حدث كل هذا في أقل من دقيقتين بينما "قمر" شعرت بأنهم سنين تمر أمام عينيها بالتصوير البطئ لتفيق من هذا الفيلم الخيالي علي صوت المصعد..
اتجهت "قمر" سريعا إلي داخل المصعد وهي متيقنة من إتباع "فادي" لها ولكنها حاولت بذكاء إظهار نفس نظرة اللامبالاة التي عًلت وجه "فادي" بمجرد صعوده للمصعد..
ضغطت "قمر" علي زر الطابق الخامس وتبعها "فادي" بضغطه علي زر الطابق السادس..لينطلق المصعد في طريقه و "فادي" يعبث بهاتفه يتابع صفحته علي "تويتر"
صوت جرس خافت أعلن وصول المصعد للطابق الخامس لتهرب "قمر" سريعا من هذا المصعد التي اكتسي كليا برائحة عطر "فادي" المخدرة..
اتجهت "قمر" إلي منزلها لتبدل ملابسها سريعا وتحضر هديتها ل"مريم" لتطرد حيرتها من ضغط "فادي" علي زر الطابق السادس بعقد جلسة تأديب لعقلها بالتفكير في هذا المتعجرف..
بينما في منزل "ياسر و مريم"..
ارتفعت أصوات ضحك "ياسر" و "فادي" بمجرد وصول "فادي" إلي المنزل لتبدأ معركة المزاح المعتادة بين الصديقين بينما "مريم" منشغلة بإعداد الغذاء وتقديم مشروب سريع ل"فادي"..
لتدخل "مريم" إلي حجرة الاستقبال قائلة:حسنا إنه مشروب سريع ريثما تأتي جارتنا
فادي بنبرة قلق:أي جارة!!
ياسر:إنها فتاة في الطابق السفلي تعرفنا عليها بمجرد وصولنا
مريم بنبرة مزاح:نعم نعم لأن أخوك نسي مفتاح منزله و آتٍي بالنجار
فادي بضحك:الحمدلله أنه تذكر أنه متزوج
ضرب "ياسر" كف صديقه بحركة مزاح قائلا:حاولت إقناعها أنه يكفيني تذكر زواجي ولكنها لم تقتنع
قطع حديثهم المزاحي البحت صوت جرس الباب معلن قدوم الجارة التي باتت معروفة لدي "فادي"..
كان اللقاء بين الفتاتين غير المتوقع..ف"مريم"و "قمر" رغم إنه لم يجمعهم القدر سوي ساعة أو أقل من الساعة إلا أن صداقتهم بنيت في لمح البصر بطريقة غريبة علي الفتاتين..
قدمت "قمر" الهدية ل"مريم" وسارت معها إلي حجرة الاستقبال لتقول مريم:حسنا يا قمر هذا ياسر زوجي تعرفتى عليه مسبقا وهذا فادي صديقه سيشاركنا الغذاء اليوم
نظرات لامبالاة تحولت إلي ثورة غضب اشتعلت في عيني "فادي" و "قمر" ليقطعها صوت "ياسر" مرحب ب"قمر"..
و من ثم و بدون أن تشعر "مريم" أنهت تلك الحرب بدعوتها ل"قمر" للتأكد من تمام الغذاء و تبدأ حلقة الحديث بين الفتاتين..
....
ظهرت عروق يده الغاضبة لتقضي علي التجاعيد التي تتمكن من بشرته ليرتقع صوته الغاضب قائلا:أتهددني في منزلي يا محب؟؟ هل نسيت من أنت؟؟؟ أنت مجرد غريب عن قريبتنا أتيت وأنت طفل مع خالك..عٌد إلي رشدك ولا تفتح علي نفسك النار
محب بنبرة ثقة ممزوجة باستفزاز:أنا لا أريد سوي مشاركة ومصلحتنا سويا لذا فكر جيدا يا عماه
أكمل "محب" و هو يرتشف الرشفة الأخيرة من كوب الشاي:إذا وافقت علي مشاركتي لك في مصنع الأسمدة الزراعية سأمنحك الشيك بنفسي لكي تحرقه
نظر "محب" إلي هاتفه قائلا:اليوم الإثنين يوم الخميس أتمني أن يصلني الرد وإلا
أنهي "محب" حديثه متجها إلي باب المنزل ليرسم ابتسامة سخرية علي ثغره ويودع بها "منير" الذي بات يشتعل غضبا ويطيح بكل شئ أمامه كأنه يخرج غضبه في ركل الطاولة أو تحطيم أكواب الشاي..
خرجت "ناهد" من حجرتها إثر سماعها صوت صياح "منير" وتحطم الأكواب وما شابه ذلك لتقول بصدمة ممزوجة بخوف:أهدأ قليلا يا منير هدأ من روعك لن تفيدك العصبية أهدأ
صاح "منير" بنبرة غضب:لم يكمل عقده الثالث ويهددني أنا في منزلي أنا
اقتربت منه "ناهد" بخطى ثابتة وشفتيها تردد ما جال بخاطرها من آيات القرآن في محاولة لتهدئة عصبية "منير" إلي أن جلس "منير" علي أريكة المنزل قائلا بعصبية مكتومة:هذا الشاب يفعل بى أنا كل هذا في البداية يضيع علي مالي بسببه والآن يريد مشاركتي فيما تبقي لي
أكمل "منير" حديثه بنبرة مرتفعة قليلا وهو يضغط علي رأسه:كيف كل هذا كيف؟؟ ماذا لو علم أهل القرية بكل هذا؟؟ ستضيع هيبتي ككبير للقرية من أجل هذا
مسحت "ناهد" علي كتف "منير" بحنان وهي تردد بصوت هادئ:كل هذا يا منير ما هو إلا تخطيط من الله عزوجل..هو من وضع محب في طريقك وهو من أراد أن تضيع البضاعة في البحر وبإرادته سيشاركك محب في المصنع أو لا
منير بنبرة شبه هادئة ولكنها ممزوجة بضيق:إنه يهددني بشيكات قيمتها تتعدي الخمسة ملايين
تجمدت يد "ناهد" من صدمتها من سماع الرقم لتتشبث بجلباب "منير" قائلة بنبرة مرتعشة:كم!!
مسح "منير" علي ذقنه بضيق قائلا:خمسة ملايين يا ناهد ولا تسأليني أين كان عقلي عندما كتبت له شيكات بهذا المبلغ لا أ‘لم كيف فعلتها ولا كيف كتبت علي نفسي كل هذا المبلغ و سيولة المصنع و المزرعة لا تتخطي المليونين بالإضافة إلي مصاريف "قمر" التي أبعثها لها كل أسبوع
أسندت "ناهد" برأسها علي كتف زوجها لتقول بنبرة مرتعشة:وافق علي الشراكة لا حل أمامنا غير ذلك لعل شراكته تساعدنا علي تجديد المصنع كما كنت تريد توكل علي الله يا منير
شعر "منير" بسخونة رأسه من كثرة التفكير ليمسح عليها بيده قائلا:سأفكر مرة أخرى يا ناهد سأحاول الوصول إلي أي حل
.....
وضعت "قمر" أخر صحن للطعام لتشعر ب"مريم" التي تقترب منها قائلة:أرهقتك اليوم في المطبخ أعذريني
قمر بابتسامة رضا للطبقين التي أعدتهما لتوها:بالعكس لقد استمعت كثيرا
احتضنتها "مريم" من كتفها قائلة:ولكن أخبريني كيف تعلمتى كل هذا؟؟؟
قمر بنبرة مزاح ممزوجة بضحكة خافتة:كل هذا!! تشعريني وكأنني جهزت وليمة ما هم إلا طبقين ولكن وعد مني في يوم أجازتي سأعلمك الأشهى مما تعلمته من أمي
نظرت "مريم" إلي ساعة الحائط لتتسع عينيها دهشة قائلة بصدمة:الساعة باتت الرابعة والنصف لقد نسيت فادي و ياسر
ارتفع صوت هاتف "قمر" معلن وصول رسالة علي ""الواتس أب" لتقول:حسنا أخبريهم بأن الطعام جاهز ولكن أعذريني سأجري مكالمة سريعا
اتجهت "مريم" إلي حجرة الاستقبال بخطي قلقة لتجد "ياسر و فادي" غارقين في حديثهم الغير مسموع لتتنفس "مريم" الصعداء قائلة لنفسها "الحمدلله لم يشعروا بمرور الوقت وانتبهوا لحديثهم"
ارتفع صوت "مريم" قليلا قائلة:ياسر فادي الطعام جاهز هيا
ياسر بانتباه:حسنا حسنا سنأتي يا مريم أمهليني دقائق
أعاد "ياسر" انتباهه إلي "فادي" قائلا:و متى سيكون العزاء؟؟
فادي بتذكر:في الشركة قالوا أنه سيكون غدا ريثما تعود الجثة وتنقل "إسراء" إلي المستشفي
ياسر بنبرة مستفسرة:ستذهب؟؟
فادي بتنهيدة:بالتأكيد يا ياسر رغم كل خلافاتي معهن ومع طريقتهن ولكن هذا واجب فقد توفت "هند" الله ولا يجب علينا سوي الدعاء لها
ياسر بنبرة راحة:حسنا يا صديقي في الغد سنذهب سويا إلي المسجد لحضور صلاة الجنازة أيضا
أكمل "ياسر" حديثه وهو يتحسس معدته قائلا:و لكن الآن هيا بنا فمعدتي قاربت علي الغناء من جوعها
اتجه "ياسر و فادي" إلي طاولة الطعام ليرتفع حاجب "ياسر" الأيسر وهو يتفحص الأطباق قائلا:أنا أفهم جميع أنواع الأكل عدا هذين
أكمل "فادي" كلام صديقه وهو يجلس علي كرسيه قائلا:نرجو التوضيح
مريم بابتسامة خافتة:هذين الصنفين أعدتهما "قمر" لذلك تأخر الطعام قليلا لأني أردت أن أجرب أكل النوبة
ياسر بانتباه:بذكر "قمر" أين هي؟؟
ما إن أنهي "ياسر" جملته حتى دخلت "قمر" إلي حجرة الطعام وعلي ملامحها يبدو العبوس لتحاول جاهدة تلاشي الحزن الذي دًب فيها من تلك المكالمة قائلة:عذرا لتأخري
شرع الجميع في بدء تناول طعامهم وسط جو هادئ يتخلله صوت مزاح "ياسر" و "فادي"..و قلق "مريم" من شرود "قمر" من حين إلي آخر..
بعد ما يقارب النصف ساعة أو أكثر..قام "فادي" و "ياسر" يساعدان الفتاتين في تجميع الأطباق و وضعها في المطبخ ليتجهوا لإستكمال حديثهم..بينما "قمر" و "مريم" منشغلين بتنظيف الصحون لتقول مريم:معرفتي لكي لا تتعدي الساعات ولكن بحق زوجي أنا أحبك و اعتبرتك منذ اللحظة الأولي أخت لي ولذلك لا أحب أن أري أختي عابسة ولا تقولي لي أنه لا يوجد شئ فواضح في عينيك أن هناك أمر ما
جففت "قمر" الصحن الذي كان بيدها قائلة بابتسامة:الله وحده يعلم يا "مريم" كيف هي مكانتك عندي..و لكن الأمر كله يتعلق بالرسالة فالدكتور كعادة دكاترة الجامعات المصرية يطلب الكثير والكثير في أقل وقت وأنا أحاول جاهدة أن أنفذ كل طلباته حتى أنهي تلك الرسالة
ابتسمت "مريم" مساندة لصديقتها قائلة:ما عرفته عنك أنكي جئتي إلي هنا من أجل حلمك وما يحدث من المشرف علي الرسالة ما هو إلا جرعة مما ستقابليه في طريقك..أصمدي يا صديقتي من أجل حلمك
ابتسمت "قمر" باطمئنان لتلك الفتاة التي أصبحت لتوها صديقتها ورفيقتها في رحلتها في القاهرة لتستكمل الفتاتان تنظيف الصحون وإعداد أكواب الشاي و الكيك من أجل "فادي و ياسر"..ليهبوا إلي شرفة المنزل يتسامرون فيها بعد أن قدموا كل شئ للشابين..
......
أشعل "محب" تبغه وهو يستمع لأحد رجاله الذي يملي عليه ما حدث في الصباح من حادثة السيارة ل"هند و إسراء" ليتلقي "محب" خبر وفاة "هند" بلامبالاة مقارنة باهتمامه بمن كانت معها..
ليكمل رجله الكلام قائلا:من كانت معها هي زميلتها في العمل تعدت مرحلة الخطر وستنقل إلي القاهرة ليستكمل علاجها..اسمها "إسراء وائل الصاوي" تعيش بمفردها بعد وفاة والدها و والدتها مريضة بالسرطان وجليسة للمستشفي..معظم أصدقائها اكتسبتهم من النوادي الليلية وماشابه ذلك
محب بابتسامة خبث ممزوجة بنبرة راحة بأن خيطه الأول في قضيته لم يضيع هباء قال:هذا جيد جدا حتى الآن ولكن فور خروجها من المستشفي أريدك أن تعلمني وتجلب لي عنوانها
مًد الرجل يده بورقة وضعها علي مكتب "محب" قائلا:هذا هو العنوان يا باشا وبمجرد خروجها سأعلمك
محب بابتسامة رضي:ممتاز والآن ستجد مكافأة ثمينة جدا لك في الخارج
الرجل بابتسامة جشع:شكرا جزيلا يا باشا
.....
أشعة ذهبية تجوب أركان الحجرة باستحياء معلنة عن بدء يوم جديد..صوت إذاعة القرآن الكريم يضيف طابع هادئ علي تلك الحجرة التي تسكنها سيدة في منتصف عقدها السادس..ساكنة علي فراشها تحرك شفتيها بأذكار الصباح..ملامح وجهها باتت مختفية من أثر العلاج بالكيماوي..عينيها ما عادت تعرف معني للراحة منذ أكثر من أسبوعين منذ تلك الزيارة الأخيرة لإبنتها الوحيدة التي تبدل حالها تماما في تلك الزيارة اختفت بسمتها وتحولت ملامحها للذبول لتبني بداخل والدتها الهم والحزن عليها وتطرح ثورة أسئلة تسعي تلك الأم "كريمة" لإيجاد إجابة عليها..
فاقت الأم من شرودها بالأذكار علي صوت طرقات خافتة علي حجرتها..تهلل وجهها فرحا ظنا منها أن الطارق هي ابنتها لتأذن بالدخول ويفتح باب الحجرة باستحياء ليظهر شاب في بداية عقده الثالث..علي وجهه ابتسامة هادئة ممزوج بغموض يشع من عينيه قائلا:صباح الخير
نظرت له "كريمة" بتعب ممزوج بفضول لترد التحية ومن ثم تقول:من أنت؟؟



يتبع......


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-16, 09:52 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السادس


وضع ذاك الشاب حقيبة كانت بيده تحوي متطلبات الأم التي تعودت أن تطلبها من فتاتها ليقول:أنا فادي حمدي الديب
اتسعت عيني "كريمة" دهشة من سماعها لهذا الاسم ليقفز إلي خاطرها أن هذا الاسم سمعته من ابنتها "إسراء" عندما قصت لها حكاية قلبها الذي يرتشف كؤوس العذاب من حبه..
تذكرت لمعة عيني طفلتها في كل لحظة تتكلم فيها عنه..
تذكرت ذبول وجه طفلتها التي باتت يائسة من أن تنال قلب "فادي" ..
لتتحرك شفاه "كريمة" قائلة:هو أنت؟؟
ظهرت ملامح العبوس علي وجه "فادي" لتأكده من أن "إسراء" آتت بسيرته لوالدتها..لا يعلم كيف كانت الطريقة؟؟ ولكن بالتأكيد لن تقول لوالدتها أن استخدمت كل السبل الممكنة والغير ممكنة لتنال لحظة معه..
جلس "فادي" علي كرسي يقابل فراش "كريمة" ليقول:حسنا يا عمتي مهما كانت الطريقة التي تحدثت ابنتك بها عني أن هنا لأن الشركة الآن في حالة جرد وهي مشغولة لأقصي حد وفي مساء البارحة تلقت الشركة رسالة من المستشفي لأنك تطلبين زيارتها و ماشابه ذلك ..ولذلك طلبت مني "إسراء" أن آتي لكي اطمئنك عليها وبمجرد انتهاء الجرد ستكون عندك بإذن الله
تلألأت الدموع في عيني "كريمة" التي تشعر بضرر ما حدث لفتاتها وأن "فادي" ما هو إلا جرعة مهدئة لوجعها علي ابنتها ولكنها حاولت جاهدة تصديق حديثه لتحرك شفتيها قائلة:ولكن لماذا لم تستأذن من مديركم لتزورني هي تقول دائما أنه عطوف ومتفهم لتلك الأمور
فادي بنبرة مطمئنة:ما في الأمر أن المدير يحتاجها في تلك الفترة فهي مسئولة عن جزء كبير من العمل
تنهدت "كريمة" براحة إلي حد ما قائلة:ليرتاح قلبك يا بني كما أرتاح قلبي علي ابنتي
ابتسم "فادي" بهدوء وبات مع "كريمة" قرابة الساعة التي لم تكف فيها "كريمة" عن الحديث معه لتعلم أنه يحق لابنتها أن تعشق هذا الفتي الذي أصبح عملة نادرة في هذا الزمان..
لقدرته علي إثبات رأيه بكل الحجج الممكنة..أو..لاستطاعته علي أن يمسك بزمام الأمور تحت أي ظرف..أو..لرجاحة عقله..أو..للغموض الواضح في عينيه..أو..لتعجرفه حتى ولامبالاته كل تلك الأمور و أكثر جعلت "كريمة" تتأكد من أن طفلتها لن تستطيع أن تشفي من عشقها ل"فادي" وللأسف لن تستطيع الفوز به..
....
أزاح نظارته الطبية من علي عينيه ليغلق الملف الذي أمامه وينتبه ل"قمر" التي تنظر له بفضول لمعرفة رأيه في بدايتها للرسالة الماجستير ليقول الدكتور المشرف علي الرسالة:حسنا يا قمر إلي الآن أنتي علي الطريق الصحيح مقارنة بأنكي درستي في جامعة غير جامعة القاهرة المهم الآن أن تحافظي علي هذا المستوي وتتبعي التعليمات التي منحتك إيها في البداية
أكمل "الدكتور" حديثه وهو يدون بعض الكلمات قائلا:وتلك مراجع أحضريها ستساعدك كثيرا
ابتسمت "قمر" براحة قائلة:شكرا جزيلا يا دكتور ولكن هل لي بطلب؟؟!!
الدكتور:بكل تأكيد
قمر بنبرة إذن:سمعت من بعض الطالبات أن هناك زميل في الكلية سيناقش رسالة الماجستير الخاصة به في نهاية الأسبوع هل لي بإذن في الحضور كي أستفيد أكثر..
صمت "الدكتور" لثواني معدودة ليحرك شفاهه بنبرة راضية قائلا:حسنا يا قمر لا يوجد مشكلة نهائي
تنهدت "قمر" براحة لتعلو وجهها ابتسامة طفولية لما ستمنح من فرصة لإكتساب ولو قليل من الخبرة في كيفية جعل رسالتها الأفضل..
....
مر باقي اليوم بأحداث هادئة علي معظم أبطالنا..ف"محب" مشغول بصفقاته ومتابعة أخبار "قمر"..
بينما اتجه "ياسر و فادي" إلي المسجد لحضور جنازة "هند" ليعلم "فادي" صديقه بشأن الرسالة التي أتت للشركة وأن المدير طلب منه أن يبعث للمستشفي بأن "إسراء" مصابة ولكن "فادي" آبي أن يؤلم تلك السيدة التي أكتفت من الألم لمعاناتها مع "السرطان"..ليتعجب "ياسر" قليلا من تصرفات صديقه ولكن فرحته بأنه تصرف بحكمة قضي علي حيرته..
بينما "منير" بينت انشغاله بإيجاد أي حل يخرجه من أزمته بشراكة "محب" و إيجاد تفسير واحد لاختفاء "بسام" الذي بات ملحوظ وهاتفه المغلق دائما..
....
في تمام الساعة السادسة صباحا....
أغلق "فادي" باب منزله لينزع سماعة الهاند فري من أذنه متجها إلي المطبخ ليحصل علي مشروبه الرياضي..
أنزل "فادي" الزجاجة من علي شفتيه وهو ينظر إلي المنزل بتعجب من اختفاء والده!! اشتعلت شظية من القلق داخل أوصال "فادي" ليركل باب الثلاجة بسرعة متجها إلي حجرة والده ليطرق عدة طرقات متتالية..
أتي "فادي" صوت والده يأذن له بالخروج ليهدأ باله قليلا و يدخل إلي الحجرة قائلا:صباح الخير
لم يرفع "حمدي" عينيه من الصورة التي بيده..صورة من بين مئات الصور تحيط ب"حمدي" وهو علي فراشه وعينيه تتلألأ بالدموع لا يستطيع أحد تفسيرها غيره لتردد شفاهه قائلة:صباح الخير
اقترب "فادي" من والده بسرعة وعينيه تشعان تعجب ممزوج بفضولية ليحاول البحث عن إجابة لدموع والده بين تلك الصور ليقول:ماذا حدث يا أبي ؟؟ ما كل تلك الصور
وكأن "حمدي" كان في عالم آخر..عالم يجمع ذكريات ماضيه أجمع..عالم لا يوجد به غير الفتاتين اللتان تقفان علي جانبيه في تلك الصورة التي يمسكها بكل ما به من قوة ليأتي له صوت "فادي" الذي يحمل تساؤلات وفضولية واضحة وكأن صوت ابنه أفاقه من وهمه بأنه عاد للماضي..صوت ابنه ضرب جرس الإنذار في عقله بأنه لا يجوز أن يستعيد تلك الذكريات أمام أي حد مهما كان حتى لو كان ابنه..
ليرفع "حمدي" عينيه بسرعة ويبدأ في التقاط الصور من حوله وهو يقول:لا تشغل بالك يا بني لا تشغل بالك..أين كنت في تلك الساعة ؟؟
ازداد تعجب "فادي" من طريقة والده ولكنه أراد أن يتركه كما يشاء ليقول:كعادتي يا أبي..أجري قليلا
كفكف "حمدي" دموعه ورسم ابتسامة اعتاد سنين علي رسمها ليخفي ذكرياته بين طياتها ليقول:حسنا خّذ حمامك اليومي وأنا سأحضر الإفطار حتى لا تتأخر علي عملك
هًب "فادي" واقفا وهو يضع يده في سترته الرياضية قائلا:حسنا يا أبي
بعد ثواني معدودة..أغلق "فادي" باب حجرته ليخرج يده من سترته و معاها تظهر إحدى الصور التي استطاع أخذها لحظة انشغال والده ليجدها لوالده مع فتاة ملامحها لا تبدو غريبة عن عينيه ولكن نظرة والده لها ونظرتها لوالده هي الغريبة عليه..هي نظرة عشاق هي نظرة أشعلت النار علي الماضي لتبدأ الثورة في عقل "فادي" في محاولة إيجاد تفسير لتلك النظرة..
....
بعد أذان الظهر بفترة محدودة تحديدا في أحد المقاهي..
أحتسي الرشفة الأولي من فنجان قهوته وعينيه تعبث بهاتفه ليجد أن الساعة أصبحت الثانية ظهرا بالثانية أي أنه الموعد المحدد ولكن لما لم يأتي أحد بعد؟؟!!
زفر "بسام" بقوة ليرتشف الرشفة الثانية ويفتح محادثة له علي "الواتس أب " مع "قمر" وقبل أن يبعث برسالة..
شعر بظل أحدهم يقف بجوار طاولته وصوت أنوثي يقول:أستاذ بسام
رفع "بسام" عينيه ليتفحص هذا الصوت الأنوثي الذي غزا عزلته ليجد فتاة تبدو وكأنها في منتصف عقدها الثاني عينيها مختفية تحت نظارتها الشمسية وملامحها هادئة تتناسب مع بشرتها القمحية..ترتدي حجاب باللون الرصاصي يتناسب مع الفستان الأسود الذي يخفي معالم أنوثتها ليرتفع حاجب "بسام" الأيسر قائلا:نعم!!
جلست الفتاة علي الكرسي المقابل ل"بسام" لتخلع نظارتها الشمسية قائلة:أنا أسماء التي ستتابع العمل معك وسأزودك بكل المعلومات
ارتسمت ابتسامة سخرية علي وجه "بسام" الذي قال باستهزاء:حسنا سأتزود بمعلومات عن آخر صيحات الموضة أم عن أحداث المسلسل التركي الجديد
قبضت "أسماء" علي معصمها بغضب لترفع عينيها مباشر إلي "بسام" لتتحرك شفاهها التي قاربت علي الإشتعال من عصبيتها قائلة بنبرة غضب مكتوم:أستاذ محب أنا استطيع الرد عليك وعلي سخريتك تلك ولكن أظن أن العمل أهم ولذلك فلنتحدث قليلا عن العمل وفي النهاية سأزودك بمعلومات عن آخر صيحات الموضة لعلك تحتاجها
اختفت ابتسامة السخرية التي زينت وجه "بسام" لتأكده من أن تلك الفتاة ليست التي ستستلم بسهولة لمضايقته بل إنها قطة شرسة غامضة تخفي برائتها بقناع القوة والثبات..عينيها البنية تشع غضب وطفولة في نفس الوقت..
أرتشف "بسام" رشفة من فنجان قهوته ليقول بجدية:حسنا فلنبدأ
....
في تمام الساعة السادسة مساءا..تحديدا في أحد مقاهي القاهرة..
فاقت "قمر" من شرودها علي شاشة "اللاب توب" علي صوت النادل وهو يضع كوب الشيكولاتة الساخنة لترتشف "قمر" أول رشفة وتمسك بهاتفها لتفتح محادثة "الواتس أب" الخاصة بها وبأحد زميلاتها في الجامعة لتستفسر منها عن موعد قدومها لتجيب زميلتها أنها في ظرف نصف ساعة ستكون آتية لها..
زفرت "قمر" بضيق وأعاد نظرها إلي شاشة الحاسوب تستخرج بعض المعلومات من علي الشبكة العنكبوتية..
مرت عشرة دقائق و رقبة "قمر" مثنية علي الحاسوب تتنقل بين المواقع لتسجل رقم قياسي في استخلاص المعلومات من علي المواقع بدقة..
فاقت "قمر" من شرودها علي صوت النادل يقول:إذا سمحتي يا آنسة
رفعت "قمر" عينيها بانتباه قائلة:نعم!!
النادل بنبرة إحراج:عذرا يا آنسة ولكن كما ترين المقهى بأكمله يمتلأ بالزبائن
رفعت "قمر" حاجبها الأيسر بتعجب قائلة:هل سأحسدكم مثلا!!
ابتسم النادل ابتسامة هادئة قائلا:أبدا يا آنستي ولكن يوجد أحد زبائن المقاهي الدائمين موجود بالخارج وإذا علم أنه لا يوجد مكان له سيكون الوضع غير مرغوب فيه لأن صاحب المقهى صديقه
أكمل النادل حديثه بنبرة استئذان:فمن الممكن يا آنستي أن تسمحي بأن يجلس علي تلك الطاولة لربع ساعة فقط حتى تخلو إحدى الطاولات
صمتت "قمر" لثواني لتقول بنبرة ضيق:هلي سيدوم الأمر كثيرا
النادل بسرعة:لا لا ربع ساعة لا أكثر
قمر بابتسامة هادئة:حسنا لا توجد مشكلة
في الخارج المقهى..يجلس علي دراجته البخارية وصوت ضحكاته يرتفع تدريجيا من حديثه مع صديقه "مالك المقهى" لتقع عينيه علي ساعة يده ليقول:أتركني كي أدخل يا محمد ونكمل الحديث بالداخل
محمد بنبرة توتر:و ماذا هنا يا فادي ؟؟!!
فادي بنبرة مزاح ممزوجة بضحك:أتعلم يا محمد لو كنت فتاة لظننت أنك تٌعد مفاجأة لي كي تتقدم لزواجي
ارتفع صوت ضحكات "محمد" الممزوجة بضحكات "فادي" وعينيه التي دمعت من كثرة الدموع..ليقطع وصلة ضحكهم صوت "النادل" يقول:أستاذ محمد
التفت "محمد" برأسه ليقول بنبرة تساؤل:هل استطعت ؟؟
حرك "النادل" رأسه بمعني "نعم" قائلا:طاولة 20 في انتظاره يا أستاذ
اقترب "النادل" من أذن "محمد" قائلا:ومن بها فتاة ولكنها وافقت
مرر "فادي" يده بين خصلات شعره ببطء قائلا:كوب النسكافيه الخاص بى إذا سمحت يا أحمد
عاد "النادل" إلي عمله بينما قال "محمد":قبل أن تدخل يا فادي أريد أن أعلمك أنك ستجلس في طاولة مع فتاة لأن المقهى بأكمله مملوء بالزبائن لربع ساعة فقط لا غير حتى يأتي من تنتظر
تحولت ملامح "فادي" الضاحكة إلي الضجر وقال:نعم!! لو أخبرتني من البداية يا محمد لكنت ذهبت إلي أي مكان ولكن لماذا كل هذا؟؟ وفتاة أيضا !!
زفر "محمد" بهدوء قائلا:ليست هناك مشكلة يا فادي اتجه إلي الطاولة حتى يأتي مشروبك وهي ربع ساعة فقط
بينما "قمر" منشغلة بكتابة بعض الملاحظات في كتيبها الخاص حتى شعرت برائحته المعتادة تغزو الهواء المحيط بها وظله ينعكس علي طاولتها لترفع عينيها بتعجب ممزوج بضيق لتجد "النادل" يقول:تفضل يا أستاذ فادي هذا هو مشروبك
ما بين تعجب "فادي" من أن تلك الفتاة "قمر"..و شعوره بأنها باتت المفاجأة الأولي التي تلحق بروتين يومه..
وضجره من أن يجلس معها علي طاولة بمفردهم ولو بثواني..و شعوره بالإرهاق من العمل الذي وقع علي كاهله اليوم..
كانت "قمر" بين صدمتها من رؤية "فادي" مرة أخري و عزمها علي تأجيل موعدها والذهاب لمنزلها وألا تجلس معه...
قطع تفكير الإثنين صوت "النادل" وهو يقول:إذا احتاجتوا إلي شئ أخبروني
جلس "فادي" علي الكرسي المقابل ل"قمر" ليرتدي نظارته الطبية وينكب علي هاتفه المحمول يعبث بصفحته علي "الانستجرام" و"قمر" تحاول أن تلملم كتبها و أوراقها في مكان واحد بدلا ما كانت مبعثرة علي الطاولة..
ارتشف "فادي" الرشفة الأولي من المشروب الخاص به ليضع الكوب موضعه ومعها يقع عينيه علي أحد أوراق "قمر" ويجذبه الكلمات الموجودة بها..
زفرت "قمر" بضيق وهي تغلق حاسوبها قائلة بنبرة ضعيفة ولكن سمعها "فادي":يا ربي أخرجني سليمة من تلك الكلية
نظرت "قمر" إلي "فادي" وتذكرت أنه مرشد سياحي في إحدى شركات السياحة لتقول باستسلام:هل لي بخدمة!!
أغلق "فادي" هاتفه قائلا:تفضلي
وضعت "قمر" الورقة التي انتبه لها "فادي" قائلة بضيق:أنا أحضر رسالة الماجستير عن اللغة الإنجليزية
أكملت "قمر" بنبرة أوشكت علي البكاء لعجزها عن الوصول للمعلومات المدونة بالورقة لتقول:و المشرف علي الرسالة طلب مني ما بي الورقة وانا أصبحت عاجزة وتائهة بين تلك المواقع
صمت "فادي" لدقائق وحرك الورقة لتصبح موازية له تماما ليمسك بأحد الأقلام التي كانت علي الطاولة ويدون بعض الكلمات في ورقة أخري..
بعد مرور ما يقارب العشر دقائق و"قمر" صامتة تنظر إلي "فادي" تتأمل حاجبيه اللذان يتقابلان عندما يحاول "فادي" تذكر شئ..ويده التي تسير علي الورقة بسهولة تدون الكلمات دون أي عجز..
حرك "فادي" الورقة تجاه "قمر" قائلا:هذا ما استطعت تذكره من الممكن أن يساعدك
تناولت "قمر" الورقة بلهفة كأنها وجدت طوق نجاة لتمسك بالورقة وتجد أن "فادي" استطاع تحديد كتب لها بأرقام الصفحات وبعض صفحات التواصل الاجتماعي المتخصصة وبعض رسالات من سبقوها لعلها تستفيد منهم..
ارتسمت ابتسامة فرحة علي شفاه "قمر" لتتنهد براحة وتقول بامتنان:شكرا شكرا جزيلا لك
و كأن تعجرفه و بروده تحكم فيه من جديد ليعيد النظر إلي هاتفه المحمول من دون الرد علي "قمر" لتنظر له بضيق ممزوج بغضب وكأنها قاربت علي القيام من موضعها لتنزع روح هذا المتعجرف..
ولكن حمدلله..آتي "النادل" قائلا:أستاذ فادي توجد طاولة خالية لك
أحضر "فادي" مشروبه الخاص وهو مشغول بالرد علي محادثته مع "ياسر" ليجلس علي طاولة في أقصى يسار المقهى ويجد "وائل" ذاك الضابط الذي ساعده في تفكيك القنبلة يجلس أمامه قائلا:عذرا لو تأخرت
انتبه له "فادي" وقال:لا توجد مشكلة ولكن المهم أن تكون وصلت لشئ
ابتسم "وائل" بثقة وقال:أطلب لي كوب عصير بداية وستجد ما تريده
....
سطعت شمس اليوم التالي علي حجرة "منير" الذي بات ليلته يفكر مرارا وتكرارا في حل لمشكلته..بات ليلته وهو يري أمام عينيه فيلم سينمائي هو فيه الممثل الوحيد..بأمر الله استطاع وحده أن ينحت في الصخر ليبني هذا المصنع..بات ليالي يكافح من أجل بناء هذا المصنع..رفض أي مساعدة من أقرب الأقربين له ليحقق حلمه بمفرده.
ولكن الآن!! ماذا سيفعل؟؟ هل سيعطى جزء من حلمه ل"محب"!!
هل سيخضع لها الثعبان الذي بات يًدب سمومه في كل أركان القرية!!
فاق "منير" من شروده علي صوت "ناهد" تقول:حاج منير
رفع "منير" عينيه إليها في إشارة منه للتحدث لتقول "ناهد" بنبرة حزن ممزوجة بضيق:محب ينتظرك في الخارج
زفر "منير" بقوة واتجه إلي خزانته يجلب منها بعض الأوراق وعلي وجهه لا تبدو أي معالم لفرحة كانت أو حزن!!
تلألأت دمعة في عيني "ناهد" وهي تري زوجها بهذا الحال..تشعر بأوجاعه ولكن ليس بيدها حيلة سوي الدعاء له..متأكدة أنه يكتم غضبه خشية من أن تصيب سموم "محب" ابنته كانت أو زوجته..
لتتجه "ناهد" إليه وتمسح بمعصمها علي كتفه قائلة بنبرة مرتعشة:اللي ربنا عايزه هيكون
التفت لها "منير" وبدون أن يظهر أي رد فعل قال بنبرة جدية:أحضري لي قهوتي
...
نظر إلي ساعة الحائط ليجد أنها صارت التاسعة صباحا..عُقد حاجبيه بتعجب ممزوج بقلق وعينيه تتفحص باب حجرة ابنه تلك التي لم يخرج منها منذ البارحة..
ازدادت رجفة قلبه وهو يطرق علي الحجرة ولا يجد أي إجابة ليدب الخوف في أوصاله خشية أن يكون هناك مكروه قد أصابه..
زاد "حمدي" من طرقاته علي حجرة "فادي" و هو متأكد أن "فادي" كعادته يغلق باب حجرته من الداخل..ولكن وبعد ما يقارب الخمس دقائق عاش فيهم "حمدي" برعب لم يذقه إلا مرة في ماضيه..
فتح "فادي" باب الحجرة وهو يرتدي ساعته قائلا بنبرة غريبة علي أذني "حمدي":صباح الخير يا أبي
تنفس "حمدي" الصعداء لإطمئنان علي ابنه ولكن سرعان ما زاد تعجبه أضعاف مضاعفة من الجمود واللامبالاة المتمكنة من ملامح "فادي" ليقول "حمدي":صباح الخير يا فادي..ماذا بك يا بني؟؟ لماذا لم تذهب لعملك!!
أنحني "فادي"بجسده ليربط رباط "الكوتشي" قائلا:أخذت اليوم عطلة لأكون بجانب جمال من أجل مناقشة رسالته
حمدي بنبرة أمر:فادي انتبه لي وأنا أتحدث
التفت "فادي" بوجهه وعينيه تشع تساؤلات ممزوجة بعصبية مكتومة...نظرات لم يستطع الأب أن يفسرها وأن يفهم ماذا يدور بعقل ابنه ليقول "حمدي":ماذا حدث البارحة يا فادي؟؟منذ عودتك أمس وأنت لست علي طبيعتك ابتسامة لامبالاة غزت وجه "فادي" ليقول بنبرة غضب مكتوم:تلك هي طبيعتي الدائمة يا أبي..ولكن أتعلم الغريب حقا أن أمثل سنين وسنين علي الجميع وأدفن طبيعتي وحقيقتي تحت التراب
جملة نارية ارتعد لها قلب "حمدي" الذي قال بنبرة غضب عالية:فادي!!أنا لست بزميل لك تعامله ببرودك و تعجرفك هذا..فلتحدث بصراحة وكفي هذا الغموض..ماذا حدث؟؟
اتجه "فادي" إلي باب المنزل ليفتحه وقبل أن يغادر التفت بنظره إلي والده قائلا:طيلة سنين عمري يا أبي وتعاملي معك غير الجميع..نعم أنا بارد و متعجرف وغامض ولكنني لست بمن يخشي يمواجهة أي فعل قمت به سواء كنت كبير أو صغير..و إن كنت تريد أن تعلم ما بي يا أبي!! أبحث أولا فيما بك
أغلق "فادي" باب المنزل ومعها يفتح ألف باب وباب علي ماضي "حمدي" وذكرياته...ومعها يترك "حمدي" يصارع ماضيه الذي قارب علي القضاء عليه..
.....
ابتسامة خبث ممزوجة بانتصار غزت ثغر "محب" وهو ينظر إلي "منير" الذي يوقع علي عقد الشراكة بينهما ليقول "محب" بمجرد إنزال "منير" للقلم:مبروك علينا يا عماه
منير بنبرة باردة ممزوجة بغضب مكتوم:مبروك عليك أنت..لقد أصبحت شريك في مصنع لو عشت سنين عمري وعمرك ما كنت وصلت لأساسه بناءه
قهقهة خفيفة صدرت من "محب" وهو يطفئ تبغه قائلا:فلننسي الخلافات يا عماه وغدا سيدخل للمصنع 700ألف جنية مساهمة مني في تطوير الماكينات
منير بنبرة ضيق:حسنا ولكن أحذر يا محب أن تخلف باتفاقنا..أنت دخلت بنسبة 25% شريك بالمصنع ولكن الإدارة وكل شئ بيدي
ابتسم "محب" ابتسامة باردة قائلا:المهم أن تأتي أرباحي الشهرية لي وفقط
أكمل "محب" بنبرة خبث:ولكن الآن..هل ستظل رافض لزواجي من ابنتك ؟!
اشتعلت براكين الغضب داخل كيان "منير" وقاربت عروقه يده ورقبته علي الانفجار من خبث "محب" المخفي بين طيات حديثه ليقول "منير" بنبرة غضب مكتوم:لا دخل لابنتي بعملنا هذا يا محب مفهوم!! وقد بلغتك من قبل رفضها للزواج
أشعل "محب" عود تبغ آخر وهو يحادث نفسه قائلا "الأيام ستحكم بيننا وسيأتي اليوم الذي ستطلب مني زواجي بابنتك ولكن الصبر يا محب الصبر"
التقط "محب" ملفاته من علي الطاولة وقال:حسنا حسنا فلنتحدث الآن عن العمل
...
ارتفع صوت أحد دكاترة كلية "ألسن" قائلا:وبذلك يتم منح الباحث درجة الماجستير بتقدير امتياز
اشتعلت القاعة بالتصفيق وقفز بعض من أصدقاء "جمال" الباحث من موضعهم وهو يطلقون صفير معبر عن فرحتهم..
انطلق الباحث إلي هيئة الأساتذة المشرفة علي رسالته بينما هبت "قمر" من موضعها وهي تغلق كتيبها الذي دونت به بعض الملاحظات لتقع عينيها علي "فادي" الواقف بجانب "ياسر" وبعض الشباب ومن الواضح أنهم أصدقائه..
ابتسامة لاإرادية ارتسمت علي ثغر "قمر" لرؤيتها لضحكة "فادي" بل و رؤية "فادي" نفسه..
لم تستطع "قمر" التحكم نهائيا في عينيها اللتان أعلنتا رفضهما للنظر لشئ آخر غير هذا المتعجرف..
ولكن..و في أقل من الثانية التفت "قمر" بجسدها متجه إلي باب القاعة خشية من أن يلحظ أحد نظراتها ل"فادي" التي عجزت هي شخصيا عن تفسيرها..
ولكن و لأن الصديق مرآة صديقه..ولأن "فادي" كان في حالة بالكاد استطاع فيها رسم ابتسامة فرحة لزميله لم ينتبه نهائيا ل"قمر" طوال مناقشة الرسالة ولكن!!من لاحظها هو "ياسر"..لاحظ عينيها التي تسترق النظر إلي "فادي" منذ بداية المناقشة..لاحظ رعشة جفونها خوفا من أن يلحظها أحد..
لترتسم ابتسامة هادئة علي ثغر "ياسر" و يلتفت بنظره إلي "فادي" الذي استطاع ببراعة إخفاء ما بداخله عن الجميع ولكن هل استطاع إخفائه عن صديق عمره!!
الابتسامة التي اختفت من ملامح "ياسر" وعقٌد حاجبيه بالتأكيد ستمنحنا الإجابة بأن هذا التمثيل لم يقنع صداقة دامت لأكثر من 25عام..
ليهمس "ياسر" في أذني صديقه قائلا:أريد التحدث معك في أمر ما
نبرة تعجب ممزوجة بشك من أن شئ لوحظ عليه نبعت من "فادي" الذي قال:الآن!! ولكننا ذاهبين مع جمال
زفر "ياسر" بضيق قائلا:حسنا عندما نذهب إلي المطعم أريد أن نتحدث بمفردنا
أومأ "فادي" رأسه بالموافقة لينتبه الصديقين ل"جمال" الذي تقدم ناحيتهم لتبدأ المباركات تتوالي عليه واحدة تلو الأخرى ومن ثم تنطلق مجموعة الشباب إلي أحد المطاعم لتناول الغذاء سويا..
...
ألقت "قمر" بالملعقة التي كانت بيدها لترتفع نبرة صوتها وهي تتحدث في الهاتف قائلة:نعم!!هل فقدت عقلك يا بسام؟؟ أم تريد القضاء عليً بتصرفاتك تلك!!
نبرة "بسام" التي قاربت علي الوصول لجميع الأشخاص علي الطاولات حول "قمر" معلنة عن وصوله لقمة غضبه وهو يقول:قمر!!أولا أخفضي صوتك أمامي وثانيا أنا من البداية أخبرتك أنني سأقدم علي تلك الخطوة
قبضت "قمر" علي معصمها قائلة بنبرة ضجر:وأنا لم أوافقك عليها
زفر "بسام" بضيق قائلا:هذا هو الحل الوحيد أمامنا يا قمر..حسنا سنتحدث لاحقا..في أمان الله
ألقت "قمر" بهاتفها بجوارها علي الطاولة وهي تمسح بيدها علي وجهها لعلها تخفف من غضبها الواضح علي ملامحها وهي تردد بصوت خافت "مجنون"
زفرت "قمر" بقوة وانتبهت إلي الغذاء الموضوع أمامها لتبدأ في استكماله وداخل عقلها مليون سؤال وسؤال وإجابتهم جميعا عند "بسام"..
بينما في الطابق السفلي من المطعم..اقتلع "ياسر" صديقه "فادي" من بين الحضور الذين ينتظرون الطعام ليقول "ياسر" بنبرة ضيق:هل من الممكن أن أفهم ما الذي يحدث؟؟
زفر "فادي" بضجر وهو يعقد يده أمام صدره قائلا:ما الذي يحدث!!
ضغط "ياسر" علي أسنانه وقال بنبرة غضب اشتعلت لتوها:فادي!! لامبالاتك تلك لا تكون أمامي ولعلمك تمثيلك ردئ جدا ولم يخدعني ولذلك تحدث ما الذي حدث ليلة أمس؟!
زفر "فادي" بضيق ورفع يده إلي خصلات شعره يداعبها بتردد قائلا بحسم:حسنا سأخبرك لأن عقلي لا يستوعب ما حدث
انتبه "ياسر" لحديث صديقه ليبوح "فادي" بما يخفيه من ليلة البارحة والذي لم يتوقع نهائيا بأنه سيتحمل إخفائه أكثر من ذلك ولكن..الحمدلله أن لديه صديق مثل "ياسر" ليقسم أوجاعه معه ويشاركه بألم قارب علي القضاء علي عقله..
لينهي "فادي" حديثه بعد ما يقارب الثلث ساعة ليتنهد "ياسر" بقوة وهو يخفي وجهه بين كفيه قائلا بنبرة تحطم من أجل صديقه:ما الذي تنوي فعله يا فادي؟!
زفر "فادي" بقوة وقال بنبرة ضيق:سأحاول البحث في الماضي يا "ياسر"
رفع "ياسر" حاجبه الأيسر وقال بنبرة عصبية:ماضي من يا "فادي" !! أتريد أن تلقي نفسك في أعشاش الدبابير
ضرب "فادي" الطاولة بيده بعصبية مكتومة قائلا:هل تريدني أن انتظر؟؟هل تريدني أن أعلم بأن والدي...
قطع حديث الصديقين صوت "جمال" الذي اقترب منهم قائلا:حسنا حسنا حديثكم من المستحيل أن ينتهي ولكن الليلة استثناء
ابتسم "فادي" بهدوء وقال بنبرة مزاح:الليلة تصبح استثناء فقط عندما نجد وجوه حسناء نجلس معها وليس مع هؤلاء
أتاهم صوت أحد أصدقائهم يقول بنبرة ضحك:وما حال هؤلاء يا "فادي"؟!
التفت "فادي" برأسه ليكون في مواجهته ليقول بنفس نبرة المزاح:حالهم لا حول له ولا قوة منذ الزواج يا صديقي
ارتفعت أصوات ضحكات الأصدقاء بقوة حتى "ياسر" الذي ضرب كف "فادي" قائلا:ليتنى استمعت لنصيحتك
عاد الكل إلي موضعهم ليكملوا مزاحهم ويشرعوا في تناول الغذاء..أمسك "فادي" بزجاجة المياه ليسكب البعض في كوبه لتخونه عينيه وتصوب تجاه "قمر" التي تهبط من علي الدرج..
تيار هواء غادر أراد إعطاء جرعة خفيفة لكيان "فادي" انتقلت تجاه "قمر" تعبث بحجابها لتقف "قمر" موضعها وتحاول ترتيب حجابها بينما عيني "فادي" تأبي النظر إلي أي شئ آخر غير ذاك القمر..
فستان قطني باللون "التركواز" مزين بنقوش باللون "الرصاصي" يتناسب كليا مع هذا الجسد الأنوثي المخفي معالمه تحت طيات القماش وحجابها الرصاصي الذي أضاف طبيعة هادئة عليها..
نظرة عينيها الطفولية الغاضبة من تيار الهواء..رجفة رموشها الغاضبة..كل هذا تجمع أمام عيني "فادي" الذي انتبه لزجاجة المياه التي بيده وحمد ربه أن المياه لم تتخطي حاجز الكوب كما تخطي هو حدوده بالنظر إلي "قمر"..ليستغفر ربه مرارا وتكرارا وينتبه مرة أخري إلي طعامه في صمت وكأن يلقن عينيه درسا قاسيا لنظرها إلي "قمر" التي تعتبر في نظره ما هي إلا فتاة كغيرها خانت ثقة والديها بها هي وابن عمومتها بعلاقة سرية بينهما..


يتبع.....


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-16, 09:53 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السابع


مرت 48ساعة هادئة إلي حد ما علي الجميع المنشغل بإنهاء أعماله الخاصة...
أغلقت باب منزلها بإرهاق يشع من عينيها اللتان باتت ليلتها تنهي ملاحظات المشرف علي رسالتها..لتجلس "قمر" علي أول أريكة قابلتها في منزلها وتضع كتبها وحقيبتها بجوارها وهي تمسح علي جبينها بيدها المرتعشة من الألم قائلة بنبرة ضعف:كم أحتاجك كثيرا يا أمي..أحتاجك حنانك يخفف عني أعبائي قليلا
تنهدت "قمر" بقوة وهي تحول مسار يدها لتدلك قدمها قائلة:يا الله
ارتفع صوت هاتفها معلن قدوم اتصال من "مريم" لتضع "قمر" الهاتف علي أذنها قائلة:السلام عليكم
مريم بنبرة تساؤل ممزوجة بقلق:قمر..أخيرا من الصباح وأنا أحاول مكالمتك
قامت "قمر" من موضعها بإرهاق قائلة بنبرة خافتة من ألمها:عذرا يا حبيبتي ولكن من الصباح وأنا مشغولة في أعمالي و انتقل من مكتبة لأخرى
نبرة قلق ممزوجة بخوف انطلقت من "مريم" قائلة:ما بال صوتك!!هل هناك خطب ما!!
بدأت الرؤية تنقطع من أمام عيني "قمر" التي قالت بنبرة شبه إرهاق:أنا متعبة قليلا لا...
لم تكمل "قمر" جملتها لشعورها بسيل من الدماء يشق الطريق للأرض ليسقط الهاتف من يدها بصدمة وتلحق به "قمر" سريعا وهي فاقدة لوعيها..
بينما علي الجانب الآخر..كانت "مريم" واقفة أمام منزل والديها فور سماعها لصوت ارتطام هاتف "قمر" ومن ثم انقطع الاتصال لينتفض جسدها بخوف..و سريعا ما وقفت سيارة "ياسر" أمامها ليفتح زوجها زجاج السيارة قائلا:هيا يا حبيبتي لأننا سنوصل "فادي" أولا
اتجهت "مريم" سريعا إلي السيارة قائلة بنبرة خوف:اذهب إلي المنزل يا "ياسر" بسرعة هناك خطب ما أصاب "قمر"
ارتعد كلا من "ياسر وفادي" الجالسان في المقعد الأمامي ليقول "ياسر" بصدمة:قمر!! ماذا حدث؟؟
مريم بنبرة قلق ممزوجة برعشة تدًب في كيانها:لنذهب إلي المنزل بسرعة أرجوك يا "ياسر"
....
ابتسامة مكسورة غزت ملامحها المختفية تحت الضمامات الطبية التي تخفي جروحها منذ ليلة الحادثة..تناولت مفتاح البوابة الحديدية من حقيبة يدها لتضع باقي حقائبها بجانبها وتفتح البوابة الحديدية ومعها تسيل دمعة حارة تخترق الضمامات لتضيف آلام علي جروحها التي لم تٌشفي بعد..
سارت "إسراء" بحقائبها وهي تتفحص حديقة منزلها الصغيرة..تحاول جاهدة إيجاد زهرة واحدة مازالت محتفظة برونقها لعلها تعيد فيها كيانها الأمل..
ولكن للأسف كل محاولاتها نهايتها كانت الفشل..لتجر "إسراء" حقائبها ومعها تجر سنين طفولتها التي كانت تتابع فيها والدها يزرع كل شجرة وزهرة في تلك الحديقة..تجر معها ذكرياتها لوالدتها التي كانت تهرول ناحيتها بإناء الطعام و أصوات ضحكاتها كان يًمد كل ما هو أخضر في تلك الحديقة بأكسجين تنفسه..
وقفت "إسراء" أمام باب المنزل لتضع المفتاح في المقبض وتسند رأسها باستسلام علي حافة الباب مغمضة عينيها بألم تاركة لدموعها المجال للهبوط في صمت لعلها تداوي تلك الفتاة..
مرت دقائق لم تعلم "إسراء" عددها ولكن ما تعلمه جيدا أنها كانت كافية لتذكرها بكل أوجاعها دفعة واحدة..
لتستجمع قواها وتفتح باب المنزل وهي تسير بحقائبها..وقفت "إسراء" في منتصف الصالة وقبل أن تتفحص عينيها أي ركن بالمنزل..تحركت جفونها بصدمة و تراجعت بجسدها للخلف قليلا من خوفها من ذاك المجهول الذي يجلس علي الأريكة واضعا قدم فوق قدم ودخان تبغه يتراقص من حوله بهدوء..
تحركت شفاه "إسراء" المرتعشة قائلة:من أنت!! كيف تدخل إلي منزلي؟؟
وقف ذاك الرجل من موضعه لتظهر ملامح جسده الرياضية التي تفوق قوة "إسراء" بأضعاف مضاعفة وتقابل ملامحه شعاع ذهبي تسلل من نوافذ المنزل لتبين مدي قسوة ملامحه وصرامتها ليقول بنبرة جدية:أنا أدخل أي مكان في اللحظة التي أريدها وليس عليكي سوي الترحيب بي وتلبية جميع رغباتي
اتسعت عيني "إسراء" خوف ممزوج بقوة حاولت تجميعها لتقول بنبرة ضجر مرتعشة:هل أنت مجنون أم ماذا!!
كيف تحادثني بهذا الأسلوب من البداية؟؟
أفلت ذاك الرجل عود تبغه من يده ليدهسه تحت حذائه بنظرة ارتعش لها جسد "إسراء" ليقول بنبرة عالية نسبيا:لأنني أملك هذا
و إن أنهي حديثه حتى لامس زر التشغيل في جهاز التحكم بشاشة الفيديو ومعها تظهر "إسراء" في أحضان رجل وهما شبه عاريان لتشهق "إسراء" بصدمة لتأكدها من أن ذاك الفيديو الذي كان مع "هند"
لحظة صمت خيمت علي المكان يتخللها أصوات "إسراء" و ذاك الشاب الذي كان معها..
لم تحتمل "إسراء" سماع تلك الأصوات لتنهار كليا وتسقط علي الأرض وصوت بكائها يرتفع بسرعة كأنه بركان في حالة الثوران..
اقترب ذاك الرجل من "إسراء" لترفع عينيها اللتان تورمتا من الدموع معلنة خضوعها له ليقول:ما لا تعرفينه أن "هند" منحتني هذا الفيديو قبل قدومك لي لأعاينك والآن يا لعبتي الجديدة ما عليك فعله هو انتظار مكالمتي لتكوني علي أتم استعداد للقائي
أكمل الرجل حديثه وهو يشعل عود تبغ آخر قائلا بنبرة تحذيرية:و إياكى ثم و إياكي أن تفعلي شئ يشعل غضب "محب" لأنكي بذلك تفتحين النار عليكى عندما تحاول إغضابي
أنهي "محب" حديثه وهو يلقي نظرة توعد ل"إسراء" الساكنة علي الأرض لا تبدي أي انفعالات عدا عينيها اللتان تنزفان دموع..
.......
أغلق "فادي" باب المصعد الكهربي ليقف بجوار "ياسر" الذي يحاول تهدئة "مريم" التي تطرق باب منزل "قمر" بطريقة جنونية..شعور من الخوف ساد قلوب الجميع من عدم وجود أية إجابة من "قمر" لطرقات "مريم" المتتالية والقلقة..ليقترب "ياسر" من مريم قائلا بنبرة تردد:ابتعدي قليلا يا "مريم" بسرعة
اقترب "ياسر" و "فادي" من باب المنزل ليحاولوا تحطيمه عن طريق دفعه بقوتهم الجسمانية..
ضربة فالثانية فالثالثة .. و"مريم" تقف حائرة .مرتعشة.عينيها تتلألأن بالدموع من رعشة قلبها علي صديقتها..
ابتعد كلا من الصديقين عن الباب ليدفعوا الضربة الرابعة بكل قوتهم ومعها يتحطم باب المنزل ويسقط أرضا..
هرولت "مريم" إلي داخل المنزل بسرعة لتصرخ بصدمة لرؤيتها "قمر" ملقاة علي الأرض والدماء تسيل منها..
أدار كلا من الصديقين ظهرهما للمنزل لرؤيتهما ذاك المنظر من البداية ليقول "ياسر" بنبرة سرعة:"مريم" تصرفي سريعا وجففي تلك الدماء عنها أو أحضري أي ملبس لها لنذهب إلي المستشفي
انتبهت "مريم" لصوت زوجها لتهرول إلي حجرة النوم الخاصة ب"قمر" و تحضر منها "جاكيت شتوي طويل" وتلبسه ل"قمر" بأعجوبة من رعشة يدها ورجفتها وهي تحاول إفاقة "قمر" بأية طريقة..
أغلقت "مريم" الزر الأخير من "الجاكيت" لتقول بنبرة مرتعشة:انتهيت
التفت كلا من الصديقين ليقول "فادي" بنبرة شبه ثابتة:سأحضر هاتفها لعلنا نحتاجه
اقترب "ياسر" من "مريم" قائلا بتردد:حسنا يا "مريم" حاولي أن تسنديها معي
أسندت "مريم" جميع ثقل "قمر" عليها لشعورها برجفة يد "ياسر" المتردد من الاقتراب منها لتقول مريم بنبرة شبه هادئة:حسنا يا حبيبي لا داعي أنا ممسكة بها جيدا فلحسن الحظ أن وزنها خفيف جدا لا تهلك نفسك
تحاملت "مريم" علي نفسها وحملت صديقتها إلي باب المصعد الكهربي ليهبط الجميع بالمصعد وبصعوبة أقل نسبيا ادخلت "مريم" صديقتها إلي سيارة "ياسر" الذي أشعل محرك السيارة بسرعة وأخرج رأسه من الزجاج ليصيح ل"فادي" الذي يقف مع "البواب" يخبره بأن يأتي بنجار في الحال ليصلح باب منزل "قمر"..
طمأن "البواب" "فادي" بأنه سيهتم بالأمر وأنه لن يخبر "منير" إذا اتصل فلا داعي لإثارة قلقه طالما أن ابنته بين يدي ستحفظها..
....
بعد ما يقارب النصف ساعة تسابق فيها "ياسر" مع الزمن للوصول إلي المستشفي ليضغط علي الفرامل بسرعة معلنا وصوله أمام باب المستشفي ولحسن الحظ أن "فادي" حادث أحد مسئولي المستشفي ليجهز لهم الإجراءات اللازمة..
حمل رجال الإسعاف "قمر" علي إحدى العربات الناقلة متجهين بها إلي حجرة الطوارئ بينما جلست "مريم" علي أحد كراسي المستشفي وهي تلهث أنفاسها من الصدمة التي تعرضت لها لرؤية صديقتها بتلك الحالة..
اقترب "ياسر" من زوجته بخطوات ثابتة ليمسح علي كتفها بهدوء قائلا:لا تقلقي بإذن الله ستكون بخير
كفكفت "مريم" دمعة تلألأت في عينيها وهمست بشفتيها قائلة:يارب يارب
ما هي إلا ثواني معدودة حتى خرجت أحد الممرضات قائلة:هل يوجد أقارب للمريضة!!
مريم بسرعة ممزوجة بخوف:نعم..أنا صديقتها أنا
الممرضة بنبرة أسف:لابد من وجود أحد أقاربها للتبرع بالدم لها فالطبيب يؤكد أن فصيلة دمها نادرة
أكملت "الممرضة" حديثها وهي تتجه إلي داخل الحجرة قائلة:يجب إحضار أحد أقاربها بأقصى سرعة
أغلقت "الممرضة" باب الحجرة لينتفض كيان "مريم" وتقول بسرعة:بسام أخوها بسام
كان يجلس في موضعه هادئا ساكنا لا يبدي أية انفعالات ولكن بمجرد أن سمع كلمة "أخوها" التفت بنظره بتعجب لتكمل "مريم" حديثها قائلة:هاتف "قمر" مع من!! أين هو؟؟
مًد "فادي" يده بهاتفها وعينيه تطلق مليون سؤال وسؤال حول حديث "مريم" هذا..
لحسن حظ "مريم" أنها استطاعت فتح هاتف "قمر" لعلمها بكلمة السر الخاصة بها لتبحث في قائمة الأسماء عن اسم "بسام" وبسهولة ويسر من الله وصلت إلي الرقم..لتناول الهاتف إلي "ياسر" قائلة:حادثه أنت يا "ياسر" و اخبره..اسمه "بسام"
تناول "ياسر" الهاتف وابتعد عن الحجرة بعض السنتيمترات بينما زفر "فادي" بضيق والتفت إلي "مريم" قائلا بنبرة :هل ل"قمر" أخوة!!
مسحت "مريم" علي جبينها بيدها المرتعشة قائلا:لا ولكن "بسام" هذا ابن عمها و أخوها في الرضاعة لقد أخبرتني "قمر" بأنه رفيق طفولتها ولذلك هو من جاء في خاطري من حديث "قمر" عنه
اسند "فادي" رأسه للخلف وجفونه تتحرك ببطء كأنها تعيد شريط ذكرياته في النوبة مرة أخري..
تذكر رعشة عيني "قمر" الخائفة التي هدأت بمجرد احتضانها ل"بسام"..
فسر "فادي" ذلك الانفعال بأنها علاقة سرية عاطفية تجمع بين "قمر" و"بسام"..بات "فادي" لياليه في النوبة يشعر بالاشمئزاز من رؤية ذاك الثنائي معا أو منفرد..
و ها هو الآن يجد أن تفسيره بات خاطئا وأن "بسام" ما هو إلا أخ في الرضاعة ل"قمر" وبات من محرمها لتصبح علاقتهم الآن واضحة أمام عينيه وأنها علاقة أخوة لا أكثر ولا أقل..
تنهد "فادي" بضجر وسيطرت علي ملامحه اللامبالاة ليسيطر تعجرفه عليه من جديد ويحادث نفسه ببروده المعتاد..أنه مهما كانت نوع العلاقة التي تربط الأخوين في الرضاعة لن تكون كافية أمام عينيه لحديثهم سرا..
مرت ربع ساعة ببطء شديد علي تلك الصديقة التي تجلس قلقة علي صديقتها..وبملل علي "فادي" الذي يجلس من أجل أن يشبع فضوله لإيجاد تفسير لما حدث في النوبة وقت إقامته بها..
ولظروف غامضة لن نستطيع تفسيرها في وقتنا الحاضر..كان "بسام" في القاهرة وبمجرد تلقيه لمكالمة "ياسر" غادر المكان بأكمله متجها إلي المستشفي ليصل أخيرا في الوقت المناسب ويقف أمام الحجرة وهو يلهث أنفاسه ليقترب منه "ياسر" محادثا إياه بأن الممرضة ستأتي له لأخذ جرعة الدم..
أخذت الممرضة الجرعة اللازمة من "بسام" لتنطلق بها إلي الحجرة ويعود "بسام" ليتكئ أحد الكراسي أمام تلك الحجرة..بينما "فادي" مازال محتفظ بهدوء المعتاد بالنسبة للزوجين ولكن بالنسبة ل"بسام" هو هدوء غريب عليه هدوء قد يتحول في أي لحظة إلي صيحات تساؤل تنبع من عيني "فادي" التي تطلق نظرات ضجر ممزوجة بفضول..
فٌتح باب الحجرة ببطء ليتحرك الجميع من موضعه ويخرج الطبيب وعلي ملامحه علامات الاطمئنان وبدون أن يترك "بسام" فرصة لأحد للحديث قال بنبرة خوف ممزوج بلهفة:أختي كيف حالها هل يمكنني رؤيتها
الطبيب بنبرة مطمئنة:بالتأكيد ولكن بعد نصف ساعة حتى تفيق فقط
أكمل "الطبيب" حديثه موجها إياه إلي "مريم" قائلا:إذا سمحتي يا مدام
سيطرت علامات التعجب الممزوج بالقلق علي ملامح "مريم" وهي تعود خطوات للخلف قليلا لتصبح المسافة بينها و بين الطبيب بعيدة إلي حد ما ونظرات الجميع تراقبهم بترقب ممزوج بقلق لطلب الطبيب الحديث مع ""مريم" بمفردها..
ولشعوره بالخوف الذي قارب علي القضاء علي "مريم" تحدث الطبيب بنبرة مطمئنة قائلا:لا تقلقي يا مدام ولكن فضلت أن يكون هذا الحديث معك فقط
زادت رجفة كيان "مريم" لتتحدث بنبرة قلق قائلة:لقد أقلقتني كثيرا..هل هناك خطب ما في "قمر" وما سبب ذاك الدم
الطبيب بنبرة إحراج ممزوجة باطمئنان:آنسة "قمر" بحالة جيدة نسبيا ولكن من الواضح أنه تهمل طعامها بصورة ملحوظة ولذلك حاولي أن تساعديها في الاهتمام بغذائها جيدا لأن ذاك الإغماء بسبب هبوط في الدورة الدموية بسبب انعدام الطعام نسبيا لها ولأن من الواضح أنها تعتمد علي المنبهات من القهوة وما إلي ذلك
ولكن ذاك الدم كان بسبب دورتها الشهرية لا أكثر ولكن أتت تلك المرة بنسبة دماء عالية مما أدي لاحتياجها لنقل الدم ولكن الآن بفضل الله حالتها مستقرة و غدا في الصباح تستطيع الخروج
تنهدت "مريم" براحة وتمتمت بالحمدلله بشفتيها ومن ثم شكرت الطبيب علي إنقاذه لصديقتها لتتجه "مريم" إلي الجمع الواقف أمام الحجرة والذي يطلع نيران من الأسئلة عليها..
ليقول "بسام" بنبرة قلق:عذرا يا مدام ولكن ماذا هناك؟؟هل حدث شئ ما ل"قمر"؟؟
مريم بنبرة مطمئنة:لا لا بالعكس طمأنني الطبيب علي حالتها ولكنها تحتاج إلي تغذية جيدة لا أكثر
استأذن "ياسر و زوجته وفادي" من "بسام"الذي استمات في شكرهم علي مساعدته ل"قمر" بالذهاب إلي منازلهم الآن علي وعد بالعودة ليلا للاطمئنان علي "قمر"..
ليعود الجميع إلي منازلهم بينما ظل "بسام" بجانب "قمر" منتظرا إفاقتها..
...
إلي تلك الروح المدفونة بين حبات الرمال..ذاك العالم وحشي بدونك..
إلي تلك الابتسامة الصافية التي تبعث الأمل في الحياة...باتت الحياة كئيبة بدونك..
إلي ذاك الحضن الذي لملم شتاتنا كثيرا...بات كياني محطما منذ فراقك..
إلي كل لحظة عشناها سويا..باتت تلك اللحظات هي دوائي لفقداني لك..
إلي ذكري الماضي التي حاولت جاهدا نسيانها...نسيانك بات يذكرني بك أكثر..
إلي تلك الفتاة التي دفنت ابتسامتها من صديقي الذي بات عدوي منذ أن رأيت دموع تستحي المرور علي خديك..
اشتقت والشوق بات يقتلني..
احتجت والاحتياج بات يحطمني..
بكيت والبكاء بات يدمي قلبي...
كفكف "منير" دمعة تلألأت في عينيه وهو يهب من موضعه علي صخرة أمام قبر أخته التوأم ليتنهد بإحساس من الشوق الممزوج بالألم ويلتفت إلي زوجته التي تقرأ آيات من القرآن في خشوع وصمت قائلا:هيا يا "ناهد" حتى لا نتأخر
استندت "ناهد" علي يد زوجها ليقف الاثنان بصمت يسود المكان وشفاهما تتحرك ببطء مرددة سورة الفاتحة وعيني "منير" تتفحص اللوحة الموضوعة علي المقبرة باسم "قمر عبدالسلام ...
قبل أن تقع عيني "منير" علي اسم عائلتهم شعر بدمعة دافئة تجتاح خيوط جلبابه نابعة من عيني "ناهد" التي تسند رأسها علي كتفه ليقول "منير" بنبرة أوشكت علي البكاء:هيا يا "ناهد" أرجوكي فأمامنا أيضا زيارة والدي و والديك
أومأت "ناهد" رأسها بالإيجاب لتتحرك خارج المقبرة منتظرة "منير" الذي اقترب من المقبرة بهدوء يمسح عن لوحتها حبيبات الرمال وجال بخاطره..أخته التي بات سنين وسنين يمسح علي جبينها برفق..
ابنة قلبه كما كان يسميها التي بات سنين يجاهد من أجل حمايتها..
ولكن فجأة تحولت تلك اللوحة إلي فيلم سينمائي يمر بسرعة البرق أمامه..يري أخته وهي علي فراش الموت..
يري دموعها التي قاربت علي إخفاء ملامحها..
ازداد غضبه ليسيطر علي أحزانه ويضرب بقبضة يده الأرض من تحته وهو يقول بنبرة شبه هامسة تنبع من كيانه المشتعل غضبا ممزوج بألم قائلا:لو كنت قتلتها أنا بيدي لكانت ناري خمدت..لو كنت قضيت علي ابنه بيدي لكانت أحزاني تحولت لأفراح..لو كنت قضيت عليك ي..
و قبل أن يكمل "منير" حديثه جاءه صوت "ناهد" المرتعش قائلا:هيا يا "منير" لا نريد أن نتأخر
....
عقد حاجبيه بتعجب ممزوج بصدمة لتظهر عروق يده المشتعلة غضبا تدريجيا ويزيد من قبضته علي الملف..
ليأتيه صوت صديقه "وائل" قائلا:هذا ما استطعت الوصول له..أكثر من ذلك لم استطيع يا "فادي"
وكأن صوت "وائل" أنجد طيات الورق التي بين يدي "فادي" التي أوشكت علي الاشتعال من غضبه النابع من كيانه ليضغط "فادي" علي أسنانه قائلا بنبرة غضب مكتومة:لا أعلم كيف أشكرك علي كل هذا يا "وائل" !! لقد وفرت عليً عناء كبير
ابتسامة هادئة رسمت علي ملامح "وائل" الذي قال:لا داعي لكل هذا يا "فادي" ففي النهاية نحن أصدقاء ولكن أرجو منك أن تحكم عقلك فيما بين يديك من معلومات
أومأ "فادي" رأسه موافقا ليستأذن منه "وائل" للعودة إلي عمله بينما فتح "فادي" الملف وبات يقرأ كل كلمة بتمعن وعقله بات يردد اسم عائلة "القط" التي ألحقت بقائمة سوداء صنعت لتوها داخل كيان "فادي" ..
لتصبح تلك العائلة هي الأولي في قائمته السوداء التي حٌكم عليها بالانتقام من ماضي قديم..ولكن بالنسبة إلي "فادي" ذاك الماضي هو حاضره المؤلم ومستقبله المجهول..
.....
في تمام الساعة الرابعة عصرا لليوم التالي...فتحت "مريم" باب منزل صديقتها التي تستند عليها قائلة لها بعتاب:ماذا كان سيحدث إذا آتيتي عندي وبات "ياسر" عند صديقه!!
جلست "قمر" علي أول أريكة استقبلتها لتقول بنبرة مزاح: لو سمعك زوجك لظلتي عندي أنا للأبد
ضحكة خافتة نبعت من "مريم" التي تغلق باب المنزل قائلة:حسنا أيتها الباحثة المجنونة أخلدي إلي النوم الآن وإذا شعرتي بالجوع ستجدين بعض الطعام في المطبخ
و بشعور من الجدية المصطنعة قالت "قمر":هل تريدني أن أعود إلي المستشفي مرة أخرى
و بمرح الأصدقاء المعتاد..وكزت "مريم" صديقتها في كتفها قائلة بمرح:أنا المخطئة لأنني أظهرت قدراتي الخارقة من أجلك أنتي
وما بين مزاحهم وأصوات ضحكاتهن التي استولت علي كل ركن من أركان المنزل..
اطمأنت "مريم"أخيرا علي صديقتها الساكنة في فراشها لتصعد "مريم" إلي منزلها لتبدأ معركتها الثانية في الاستعداد لاستقبال زوجها بعد يوم عمله..
....
استرق النادل النظر إلي ساعة الحائط الخاصة بالمطعم ليجده أنه يضع الفنجان الخامس لنفس الفتاة في أقل من ساعتين..لينظر لها بتعجب ممزوج بقلق من عصبيتها التي قاربت علي الفتك بكل من في المكان..
ليضع الفنجان بسرعة تاركا "أسماء" في غضبها هذا الذي دام لساعتين متواصلتين ليزداد غضبها أضعاف مضاعفة بمجرد إخراجها لهاتفها من حقيبتها لتستقبل الخبر بأنه قطع الشحن نهائيا..
رشفة ثم الثانية ثم الثالثة من ذاك الفنجان الذي يحتوي علي قهوة ساخنة لا تقارن بسخونة أطراف "أسماء" التي زادت بمجرد رؤيتها ل"بسام" الذي اقترب ناحيتها قائلا بأسف وهو يزيح نظارته الشمسية:عذرا لتأخري يا...
و قبل أن يكمل حديثه انفجر بركان الغضب المشتعل داخل "أسماء" لتقول بعصبية مكتومة:عذرا!! حسنا عذرا تلك ستعوضني عن ساعتين انتظرت فيها سيادتك من أجل أن تشفق عليً وتمدني بالمعلومات وفي النهاية تقول أن الفتيات هن المستهترات
أكملت "أسماء" حديثها بنبرة استهزاء ممزوجة بضجر قائلة:انظر إلي حالك في البداية
قبض "بسام" علي معصمه بشعور من الغضب اجتاح كيانه للتو لينحني بظهره في مقابلة "أسماء" قائلا بنبرة غضب أوشكت علي الفتك ب"أسماء" قائلا:انظري أنتي يا تلك..أختي كانت في المستشفي وكنت معها وبالمجرد الاطمئنان أنها وصلت لمنزلها جئت إليك
أكمل "بسام" حديثه بنبرة توعد:ولكن احذري مني يا "أسماء" و إياكي ثم و إياكي أن يرتفع صوتك عليً أنا مفهوم أم أبلغك كلامي بطريقة أخرى
ابتلعت "أسماء" ريقها بصعوبة لشعورها بأنفاس "بسام" التي باتت في طريقها للإتحاد مع أنفاسها لتتراجع برأسها قليلا إلي الخلف قائلة:لنبدأ بالعمل أفضل
......
من بين تلك الأحداث الغامضة..أردت أن أخذكم في جولة صغيرة إلي عالم تسوده المحبة..
عالم لا يحتوي علي أية غموض أو ذكريات تبعث القلق..
فكل ما فيه ما هي إلا ذكريات حب..ذكريات مزاح..ذكريات عند متبادل..ذكريات نشأت وظلت متمسكة بتعاليم الدين الإسلامي..
ذكريات بنيت من أجل أن تكون قصص قصيرة يتعلم منها أولادهم في المستقبل..
في ذاك العالم علمت "العيون" القلوب كيف يكون العشق..
علمت "العيون" الكيان بأكمله كيف يشعر بنصفه الآخر..
عملته كيف يكون "عاشق بحق"
في ذاك المنزل..تحديدا في حجرة العاشقان التي تضمهم..ارتفع صوت موسيقي هادئة تتناسب كليا مع إضاءة الشموع الخافتة و رائحة ورد الأوركيد التي استخلاص أية مشاكل تشغل بال الزوجين..
دفنت "مريم" رأسها بين ضلوع "ياسر" لتحظي بلحن دقات قلبه الذي عزلها عن ذاك العالم الذي يدور حولها بينما يدها الصغيرة تحيط برقبته المثنية علي رأسها ويد "ياسر" تحيط بخصرها بقوة تدل علي مدي السكينة الكامنة في روح الزوجين..
قٌبلة شاكرة لتلك المفاجأة التي كان في أقصى حالاته احتياج لها لعله تخفف من حدة الأيام التي يمر بها..
تلك القٌبلة التي نبعت من شفاه "ياسر" علي جبين زوجته قائلا:أحبك
و بشعور من الخجل الممزوج بالفرحة زادت "مريم" من قبضتها علي يد "ياسر" الممسكة بيدها..لترفع عينيها تدريجيا لتقابله عينيه قائلة:أتنفسك عشقا
وكالعادة فهمت "مريم" نظرات زوجها ولكن تلك النظرات جعلت يدها ترتعش بين يديه..جعلت خديها يتوردان باللون الأحمر الدال علي خجلها الذي قارب علي الفتك بها وبشوق العشاق..هبط "ياسر" علي شفاه زوجته كأنه يقتلعها من ذاك الخجل الذي تمكن منها ليستبدله هو بشوق نابع من لمسات شفاهه التي ترويها من أنهار شوقه لزوجته..
لتنساب "مريم" بين يدي "ياسر" كليا لتبادله القٌبلات بشوق نابع منها أيضا ويسافر الزوجين إلي عالمهم الخاص في ليلة من ليالي عمرهم..



يتبع.......
#نورهان_حسني



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-16, 09:53 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثامن


مر أسبوع علي أبطالنا بدون أحدث مهمة تذكر..عدا رسالة بعثت من "محب" تحذر "إسراء" من الذهاب لوالدتها وإلا ستجد فيلمها الخاص يذاع في المستشفي..
ومن بين كل هذا و الروتين اليومي الخاص بأبطالنا ويأس "قمر" من رؤية "فادي" الذي ما عاد يتردد علي منزل "ياسر" ..آتي اليوم الذي يحمل في جعبته بدايات جديدة لأبطالنا ..
داعب شعاع ذهبي جسدها الصغير لتتملل في فراشها بكسل وتأتي بوسادتها لتخفي وجهها تحته..ولكن سرعان ما ارتفع صوت رنين هاتفها الصاخب معلن قدوم اتصال كانت تخشاه منذ أن عادت إلي منزلها..
اعتدلت "إسراء" في جلستها لتجيب علي تلك المكالمة وقبل أن تتفوه بحرف واحد آتاه صوت "محب" قائلا:سيارتك ستجدينها في المأرب وستجدين داخلها ورقة تتضمن العنوان الذي ستظلين معي فيه لمدة أسبوع ولعلمك أنني سأكون في هذا المكان في تمام الساعة العاشرة مساءا فمن المستحسن أن تكوني فيه قبل أن آتي
وبسرعة البرق تحركت شفاه "إسراء" قائلة باستسلام قائلة:حسنا ولكن أرجوك أن أذهب إلي والدتي قبل أن آتي
نبرة ضجر نبعت من "محب" الذي قال:حسنا ولكن إياكي أن تتفوهي بكلمة عما حدث وإلا ستعلمين ما الذي سيحدث
نبرة فرحة ممزوجة بانكسار نبعت من "إسراء" التي قالت:أعلم أعلم لن أفعل شئ يثير غضبك نهائيا
...
هبطت درجات سلم العمارة السكنية بملل لتنظر حولها باحثة عن سيارة الأجرة التي طلبتها ولكن النتيجة بائت بالفشل فبالرغم من مرور عشرة دقائق وعينيها تبحث عن عجلة سيارة أجري حتى لم تأتي أية سيارة بعد ..لتزفر "قمر" بضيق وترفع صوتها تدريجيا منادية علي البواب وقبل أن تصيح بندائها الثاني تذكرت أن البواب في أجازة لمدة أسبوعين في زيارة لبلدته..
اكتست علامات الضيق علي ملامح "قمر" لتجلس علي إحدى درجات السلم العلوية واضعة كتبها وحقيبتها علي قدمها ومسندة رأسها علي كفها الصغير وعينيها تتحرك يمينا يسارا باحثة عن سيارة أجرة..
مرت حوالي خمسة دقائق والهدوء يسود الشارع بأكمله ذاك الهدوء الذي جعل "قمر" تشعر بالنعاس تدريجيا ولكن في أقل من الثانية..ارتفع صخب دراجته البخارية التي تتحرك في الشارع بسرعة البرق كأنها مياه مثلج هبطت علي تلك الفتاة التي أوشكت علي النوم لتقتلعها من نعاسها هذا لتنتفض "قمر" موضعها وتنتبه إلي تلك الدراجة التي تقف أمام العمارة السكنية..
اتسعت عيني "قمر" صدمة ممزوجة بفرحة اجتاحت كيانها بأكمله لتأكدها من أن تلك الدراجة ملك ل"فادي" ليزداد تأكدها بنسبة 100% لرؤيتها له وهو يخلع خوذته بهدوء وعينيه تتفحص الشارع الساكن من حوله..
التفت "فادي" برقبته يمينا ويسارا وهو يحاول إيجاد تفسير إلي ذاك الهدوء الغريب ولكن محاولته بائت بالفشل فذاك الهدوء ما هو إلا البداية لبداية جديدة ستبدأ بعد لحظات..
و أخيرا وقعت عيني "فادي" علي "قمر" الجالسة علي درجات السلم ليبتسم بهدوء علي مظهرها الطفولي هذا ويقترب منها بثبات..
بينما "قمر" حاولت جاهدة إخفاء رعشة جفونها تلك وإيقاف عينيها التي تسترق النظر له والتحكم في دقات قلبها التي تتسارع كأنها سهم في البورصة العالمية...
وبدون أي سابق إنذار آتاها صوت "فادي" قائلا:كيف حالك الآن؟؟
شعرت "قمر" وكأن خصلات شعرها تتراقص من تحت حجابها فأخيرا سمعت كلمة هادئة من "فادي" لتقول بنبرة شبه ثابتة:الحمدلله..و شكرا لك لقد علمت من "مريم" أنك كنت معهم
مرت ثانيتين أو أكثر ولم يأتيها أي رد من "فادي" لترفع"قمر" بصرها بسرعة لتراه يعبث بهاتفه المحمول لترتسم ابتسامة خيبة علي ملامحها وتحادث نفسها قائلة "كعادته متعجرف "
وقبل أن تنهي "قمر" حديثها مع نفسها التقط بصرها صورة ل"فادي" وهو يجلس علي الدرج النهائي من السلم وهو يغلق هاتفه معلن نهاية محادثته مع صديقه..
وبالرغم من أنه كان منشغل في الرد علي محادثة صديقه إلا أنه سمع حديث "قمر" له ليقول "فادي" بهدوء:لا شكر علي واجب هذا ما سيفعله أي إنسان طبيعي
وكأنها طفلة صغيرة التقطت لتوها قطعة فراولة مغموسة كليا بالشيكولاتة سعدت "قمر" بحديث "فادي" الهادئ لتقول بنبرة مرتعشة نسبيا:و الآن كيف أخبارك ؟؟
سؤال من "قمر" يقابله إجابة من "فادي" بينما استفسار من "فادي" حول طبيعة رسالة الماجستير يقابله توضيح من "قمر"..هكذا دام الحديث قرابة الربع ساعة بين ذاك المتعجرف وتلك العنيدة لينتهي ذاك الحوار بحديث "فادي" قائلا:حسنا موضوع رسالتك شيق فعلا ومن الممكن أن أحادث بعض أصدقائي هم الآن في الخارج في ترشيح بعض المواقع والكتب لكي
ابتسامة فرحة طفولية سيطرت علي ملامح "قمر" لتقول:حقا!! شكرا جزيلا لك
ولكن سرعان ما اكتست تلك الملامح الطفولية بتعجب لتقول "قمر":ولكن كيف سأستلم تلك المعلومات!!!
انشغل "فادي" لثواني بالرد علي رسالة وصلته للتو علي هاتفه لتقول "قمر" بنبرة متسرعة:هل لديك حساب علي الفيسبوك؟؟
التفت لها "فادي" بعينيه بنظرات تعجب ليقول:بالتأكيد
لاحظت "قمر" سيارة أجرة تقترب تجاه العمارة السكنية لتلوح لها بيدها وهي تقول ل"فادي" بنبرة متسرعة:حسنا حسابي علي الفيسبوك باسمي باللغة الإنجليزية إذا وصلت لمعلومة هل من الممكن أن تبعثها لي
وقفت سيارة الأجرة أمام "قمر" لتفتح بابها وعينيها تنتظر إجابة من "فادي" الذي بات في صدمته من حديثه الذي دام معها وتعجبه من كلامها ذاك ولكنه حرك رأسه موافقا وقال:حسنا بإذن الله
ابتسمت "قمر" براحة لتدخل إلي سيارة الأجرة تلك قائلة بنبرة شبه هامسة ولكن أذن "فادي" التقطتها وهي تقول:في أمان الله
انطلقت السيارة سريعا..بينما بالرغم من تعجرف "فادي" الذي اعتدنا عليه خرج من حديثه مع "قمر" بأنها عفوية بطبعها تشغف بالوصول لأية معلومة تساعدها في باحثها ولأن لامبالاته دائما ما تتغلب عليه فتح "فادي" هاتفه المحمول يحادث بعض أصدقائه دون التفكير في أي شئ لعدم إعطائه أكثر من حقه لتمر ثواني قليلة ويأتيه "ياسر" ليستقلان دراجة "فادي" البخارية متجهين إلي زملائهم لقضاء يوم ترفيهي بمفردهم..
...
عقدت حاجبيها بتعجب ممزوج بصدمة لتقول بنبرة تساؤل:"فادي" !!
تفحصت "كريمة" معالم وجه ابنتها لتزداد شكوكها في أمر الجرد الذي أخفي فتاتها عنها لأسابيع لتقول:نعم "فادي" هو أخبرني أنك كنتي مشغولة في أمور للشركة..
أكملت "كريمة" بنبرة قلق ممزوجة بتساؤل:ماذا هناك يا "إسراء" هل كان كذب!! وأنتي أين كنتي كل هذا؟؟؟
ابتسامة هادئة غزت ملامح "إسراء" التي تكتسي بالتعجب مما فعله "فادي" فبالرغم من تجاهله الدائم لها ونظرة الضجر في عينيه التي خصصت لها إلا أنه بما فعله تلك مع والدتها جعل عشقه يزداد أضعاف مضاعفة داخل "إسراء" التي قالت:بالعكس يا أمي ما قاله صحيح ولكنني كنت متعجبة من أنه أعاد زيارتك مرة أخرى لم يخبرني حتى
مسحت "كريمة" علي كف ابنتها بحنان لتقول:أنا أعلم أن الأمر لم يكن انشغال في الشركة نهائيا ولكنني في انتظارك تخبريني عما يحدث وبالإضافة إلي ذلك ما فعله "فادي" أصبح معروف له عندك و إن كان حبك له مازال في قلبك فكفي عن أفعالك الجنونية تلك و إن كان الخير له معك ستكونين من نصيبه
ابتلعت "إسراء" ريقها بصعوبة وهي تتمسك بيد والدتها قائلة بنبرة شبه ثابتة:لا تقلقي عليً يا أمي ولكن لا تكفي عن الدعاء لي فأنا ذاهبة إلي سفر وأحتاج إلي دعائك هذا أرجوكي
ارتسمت معالم القلق علي ملامح "كريمة" لتقول بنبرة خوف:انتبهي لنفسك يا ابنتي أرجوكي
...
هبطت "أسماء" من سيارة الأجرة أمام المطعم الذي ضم لقائها الأخير مع "بسام"..خطوات شبه ثابتة سارت بها "أسماء" تجاه المطعم وهي تتذكر نبرة "بسام" الغاضبة التي قاربت علي الإطاحة بكل ما هو ساكن في ذاك اليوم المشئوم عندما زادت من حدة الكلام معه بدون علم منها أن أخته كانت مريضة..
صعدت "أسماء" درجات السلم المودية إلي الطابق العلوي له و أمامها فيلم تسجيلي لقبضة "بسام" التي قاربت علي أن تشع نار من غضبه المكتوم..البرود الواضح في حديثه عن العمل..نظرة اللامبالاة الممزوجة بالضجر عندما أنهي حديثه وعاد من حيث آتي..
لملمت "أسماء"شتاتها وهي تراه جالس علي طاولة في أقصى يمين المطعم يرتشف بعض من العصير لتتجه "أسماء" نحو "بسام" بخطوات ثابتة كليا وبداخلها مليون صراع وصراع لتقف أمام طاولته قائلة:السلام عليكم
ألقي "بسام" نظره علي ساعة يده ليجد أنها تأخرت علي موعدها ربع ساعة كاملة ليرفع عينيه بثبات قائلا:إن كان تأخرك هذا بسبب آخر لقاء بيننا فمن الغد سـأطلب العمل بمفردي وإن كان لسبب آخر فتفضلي
اتسعت عيني "أسماء" من نبرته الفظة تلك لتفتح حقيبتها بعصبية مكتومة ملتقطة منها أحد الملفات لتتضعها أمام "بسام" بعفوية لتقول بنبرة ضجر ممزوجة بغضب تحكم من أوصالها:من تظن نفسك لتحادثني بتلك الطريقة!! ألزم حدودك معي يا هذا ولولا أن ما بيننا عمل لعلمتك كيف تحادثني
أكملت "أسماء" حديثها وهي ترفع نظارتها الشمسية علي عينيها قائلة:أنا من سئمت من العمل معك ولذلك أطلب العمل بمفردك لأن قدرة تحملي لهذا التعجرف أصبح صفر
أنهت "أسماء" حديثها لتتحرك تجاه درجات السلم وكأنها في سباق عدو تسابق الزمن في الوصول إلي أقرب مكان بمفردها لتخرج ما بها من عصبية من ذاك البرود المسيطر علي"بسام"..
وقفت "أسماء" علي الرصيف في انتظار أية سيارة أجرة تعيدها إلي منزلها وبدون أية مقدمات شعرت "أسماء" بدمعة لؤلؤية تتدحرج علي خديها باستحياء لتزيلها "أسماء" بعنف ولكن سرعان ما زادت قطرات دموعها أضعاف مضاعفة ليسيطر اللون الأحمر علي عينيها المختفية خلف نظارتها الشمسية تلك..
وبينما "أسماء" تحاول جاهدة التحكم في رعشة كيانها تلك إذ شعرت بصوت "بسام" من خلفها يقول:أنا آسف
نجحت "أسماء" في إخفاء رعشتها تلك لتقول بنبرة ثابتة:لا عليك ولكن للأسف بات العمل بيننا مستحيل
زفر "بسام" بضجر وهو يمسح علي شعره بلامبالاة قائلا:حسنا كما تريدين ولكنني لا أكرر أسفي ولذلك إذا أردتي استكمال العمل فأنا سأكون في المطعم لنصف ساعة أخرى
التفت "بسام" في طريقه إلي المطعم وابتسامة ثقة ترتسم علي ملامحه تدريجيا وبدون وعي من "أسماء" ارتفعت نبرتها قليلا قائلة:حسنا ولكن هل من الممكن عقد اتفاق
التفت "بسام" بنظره لها ليقول بنبرة تساؤل:وما هو إذن؟!
"أسماء" بنبرة تردد ممزوجة بإحراج:البند الأول إذا تأخر أحد منا عن موعده لأي ظرف كان يبعث برسالة إلي الآخر..البند الثاني نكتفي بكمية البرود واللامبالاة والعصبية في الفترة السابقة لنصبح أكثر تركيز علي العمل
قاطع "بسام" حديثها قائلا بنبرة مزاح:البند الثالث عندما يشعر أحد بالجوع يصعد ليأكل
ابتسامة خافتة ارتسمت علي ملامح "أسماء" لتحرك رأسها موافقة وتصعد بصحبة "بسام" إلي المطعم ليتناولوا طعام غذائهم أولا ومن ثم يستكملوا عملهم..
......
في تمام الساعة السادسة مساء ..وضعت "قمر" حقيبتها علي الطاولة و هي تقول بنبرة تعجب:كرة!!
ارتسمت ابتسامة هادئة علي ملامح "مريم" وهي تقول بتنهيدة:منذ أن خطبتنا وإذا حدد موعد تجمعهم من أجل لعب كرة القدم تلغي أية مواعيد عمل أو حتى مواعيدنا الشخصية ليحادثني بعد منتصف الليل وهو شبه نائم
قهقهة خفيفة نبعت من "قمر" وهي ترتشف قليل من العصير قائلة:حتى بعد الزواج!!
وكزت "مريم" صديقتها في كتفها قائلة بنبرة تحسر:مهما حدث يا "قمر" تلك عادتهم منذ سنين وبالرغم من أن معظمهم تقريبا متزوج ولديه أطفال إلا أنهم مازالوا محافظين علي عادتهم تلك
نبرة تردد ممزوجة بفضول نبعت من "قمر" التي قالت:لا أصدق أن "فادي" بتعجرفه هذا يمازح أصدقائه وما إلي ذلك
تناولت "مريم" قطعة من الكعك قائلة: "فادي" أقرب مني أنا إلي زوجي..تخيلي!! صداقتهم فوق ال25 عام و "ياسر" يأمن "فادي" علي نفسه شخصيا ليس أهل بيته وفقط
أكملت "مريم" حديثها بنبرة تحسر قائلة:أتدرين يوم زفافنا "فادي" من أوصلني إلي فندق الزفاف بسبب الإعتقاد الدائم بأنه لا يجب علي العريس أن يري عروسته يوم العرس إلا مع بداية الزفة ولأن ليس لدي أخوة رجال ولأن أعمامي من البداية لم يوافقوا علي زواجي من "ياسر" بسبب رفضي للزواج من ابن عمي الأكبر فلم يأتي أحد معي..أتعلمين ما الذي قاله "ياسر" ليلتها
اتكأت "قمر" بمعصمها علي خدها قائلة بنبرة فضول:ماذا!!
ارتسمت ابتسامة هادئة علي ملامح "مريم" لتذكرها ليلة زفافها لتقول:قال لي "أنه لا يأمن أحد مهما كان علي أهل بيته وعرضه سوي "فادي" وبينما كان "فادي" يوصلني أنا وأخته إلي الفندق كان هو نائم وهو مطمئن بنسبة 100% أن "فادي" علي استعداد تام بأن يضحي بروحه من أجل أي شئ يخصه وليست أخته أو زوجته فقط
زفرت "مريم" براحة لتكمل حديثها قائلة:"ياسر" دائما ما يقول أن "فادي" نعمة رزقه الله بها حتى أنا ليلة زفافنا عندما أوصلني إلي فندق الزفاف تأكدت من أنه أخي
رعشة كهربية اجتاحت كيان "قمر" لينتفض كيانها لها وتقول بنبرة فضول:ولكن أعذريني فتعجرفه يزيد عن الحد أحيانا
قهقهة خفيفة نبعت من "مريم" وهي تضرب كف صديقتها بلطف قائلة:إن لم يكن متعجرف لم يكن "فادي"
حاولت "قمر" إخفاء فضولها قليلا لتغير مجري الحديث بينها وبين صديقتها ليستكملوا حديثهن في أمور عدة إلا أن آتت الساعة الثامنة مساء لتهبط "قمر" إلي منزلها وداخلها مليون سؤال وسؤال
....
ارتفع صوت ساعة الحائط معلن أنها باتت الثانية عشر لمنتصف الليل لتعلن بداية يوم جديد أما بالنسبة ل"إسراء" لم يكن يوم جديد فقط لم هي بداية حياة جديدة..دقائقها الأولي فيها توحي بأنها ستكون حياة قاتلة لما باقي منها..
قاتلة لجسدها..قاتلة لحريتها..قاتلة لفكرها..قاتلة لرغباتها..قاتلة لأحاسيسها..قاتلة ل"إسراء" نفسها لتسبدل بروح أخرى مهمتها تلبية رغبات ذاك الوحش الملقب ب"محب"..
قدرته الجسدية الفائقة تتفوق بأضعاف مضاعفة علي ذاك الكيان المتهالك..ذاك الكيان الذي لم تتدوي جروحه بعد..
ليضاف اسم "إسراء" في قائمة طويلة عريضة لدي "محب" لتصبح أيقونة جديدة يحركها كما يشاء كي يحقق مخططه الغامض.


يتبع.........
#نورهان_حسنى



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:01 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.