آخر 10 مشاركات
كبير العائلة-شرقية-للكاتبة المبدعة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[زائرة]كاملة&روابط* (الكاتـب : منى لطفي - )           »          سحر جزيرة القمر(96)لـ:مايا بانكس(الجزء الأول من سلسلة الحمل والشغف)كاملة إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ليلة مصيرية (59) للكاتبة: ليندسي ارمسترونج... (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          1026 - مؤامرة قاسية - هيلين بروكس - د.ن (الكاتـب : pink moon - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          المدللة *متميزة* (الكاتـب : محمد حمدي غانم - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-10-16, 02:14 PM   #171

sanity

نجم روايتي وكاتبة وقاصة ومصممة مساعدة في منتدى قلوب أحلام وعضو في فريق الترجمة ومتابع مميز في القسم الطبي والنفسي

alkap ~
 
الصورة الرمزية sanity

? العضوٌ??? » 326029
?  التسِجيلٌ » Sep 2014
? مشَارَ?اتْي » 5,962
?  مُ?إني » vancouver
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » sanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك carton
?? ??? ~
in my own fairytale, only you playStay more here, my passion hiddenand even to Hell I would follow youHold me just yetfire in the bodyand dizziness in my mind
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اليوم بأذن الله في فصل ؟؟؟؟؟؟




sanity غير متواجد حالياً  
التوقيع
saray

قد أكُون سيئاً ، لكني لا أخون قلباً هرّب مُرتجفاً من صُدور الناس لِـ صدري ...
قديم 07-10-16, 02:50 PM   #172

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي

شويات و انزل البارت
عارفة ان المفروض كان ينزل امس ... بس صارت عندي مشكلة منعتني من تنزيله
شكراً لانتظاركم و ابي تعليقات طويلة والا ترى بزعل


خد العروس & غير متواجد حالياً  
قديم 07-10-16, 04:35 PM   #173

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني عشر


ارتدت عباءتها الكحلية المزخرفة بزخارف بسيطة و انيقة ، تسير في غرفتها الواسعة و هي ترتب لباسها برواق ، نظرت الى وجهها في المرآة لكي ترتدي حجابها الكحلي وتغطي خصلات شعرها المصبوغ داخله ، نظرت الى انعكاسها ... لقد تغير شكلها و بشكل ملحوظ .. تغيرت و اختفى ذلك الشحوب .. واختفت تلك الحبوب الصغيرة التي كانت تشوه جبينها ..اصبحت تهتم بنفسها و مظهرها كثيراً الآن .. بالغت في شراء الكريمات و مستحضرات العناية بالبشرة ،منذ زواجها الى الآن صبغت شعرها ثلاث مرَّات ، تبالغ في التسوق و خزانتها الضخمة مليئة بألبسة و مشتريات لم تستخدمها بعد ، لقد اصبحت مختلفة .. فرق شاسع بين ياسمين المسكينة الكئيبة ابنة الدار التي تخلى عنها اهلها و هذه التي تقف امام المرآة الآن ، ياسمين الجديدة ، ياسمين زوجة سامي الزاهر رجل الاعمال المعروف و صاحب المستشفيات الشهيرة المنتشرة في المملكة .
تبالغ بالاهتمام بمظهرها لأنها كانت محرومة من هذا الشيء طيلة حياتها السابقة ، كانت محرومة من اشياء كثيرة و فجأة حصلت على كل شيء ، كانت سجينة في بيت اخيها مضطهدة لا رأي لها و لا كلمة ، تسمع الاوامر من اخوتها و تنفذ ما يقوله زوجاتهم و تتقبل اهاناتهم بكل ذل ، ثم انتقلت لدار الحماية لتُسجن هناك ايضاً ، ربما ارتاحت من ذل اخوتها و قسوتهم و لكنها كانت ايضاً سجينة ، ترتدي ملابس قديمة مهترئة و تخجل من مظهرها و شكلها في الجامعة في ايام دراستها ، رفعت رأسها بكبرياء فكل ذلك البؤس انتهى الآن ، فسامي لا يقصر عليها في شيء و تعيش معه كالأميرة ، هو حتى اخبرها بأنه يثق بها و بأخلاقها و لا داعي لتخبره في كل مرة انها ستخرج من البيت ، فهو مشغول في عمله و يقضي اغلب يومه خارج المنزل ، فلا داعي ان تخبره بخروجها في كل مرة و هو يثق بها ، و هي تشعر انها ملكت بثقته الدنيا ، لم يثق احد بها من قبل ، لا احد .. الجميع كان يحرمها من تلك الثقة و يُنظر لها بانتقاص ، و هو الآن يقول بأنه يثق بها !! ابتسمت بعمق من داخلها ، هو لا يعلم ما تعني تلك الجملة بالنسبة لها .
التقطت حقيبتها الثمينة ، و ارتدت نظارتها الشمسية الباذخة ، و هي تستعد للذهاب لعملها ، خرجت من جناحها و مشت بهدوء نحو الدرج ، لاحظت تصاعد دخان من مكان ما خلف الاريكة ، اقتربت وهي تغطي انفها بكفها بتقزز من رائحة السجائر ، رفعت ناظريها لترى مروة وهي تستلقي على الاريكة و تدخن سيجارتها باسترخاء ، ابتعدت عنها بسرعة ، هي تتجنب مروة مثل ما تتجنب وليد بل و ربما اكثر ، فمظهر مروة الشاذ يجعلها تنفر منها بل و تخافها ايضاً .
نزلت للأسفل وهي تقصد الخروج
شعرت بوجود سامي في الغرفة المجاورة للباب الخارجي ، سمعته يتحدث في هاتفه بلغة اجنبية لم تفهمها ، اقتربت من الباب تطل عليه بابتسامة ، تحدث قليلاً بالهاتف ثم اغلقه و دسه في جيبه ، قالت ياسمين بمرح : صباح الورد
بادلها الابتسام و هو ينظر لها بود : يا صباح الياسمين .
جلس على الكرسي و امتدت يده للطاولة امامه ليتلقط كوب القهوة ، ارتشف منه رشفة و قال : على وين طايرة ؟
ياسمين : على الدوام .
سامي : طيب تعالي افطري معي .. عاجبك كذا افطر لحالي ؟
رفعت نظارتها الشمسية عن عينيها الى مقدمة رأسها ، جلست على الكرسي المُجاور له و قالت : مع ان كان مالي نفس افطر ... بس لمَّا شفتك انفتح نفسي .

التقط بشوكته من طبق الخضار الذي امامه و وضعه في فمها بلطف ، قال بهدوء : مو كأنك صايرة تداومين بزيادة ؟
قالت بعد ان انهت مضغ اللقمة في فمها : اي خلاص بعقل و بصير اداوم مثل الناس ... ابي ابيض وجهك وما افشلك قدامهم عشانك توسطت لي بهالوظيفة .
قال بلا مبالاة : عادي داومي على راحتك ما يهم .
قالت باعتراض : لا انا ابي ارفع راسك ... و ابيض وجهك قدامهم .
قال بهدوء و هو يرتشف قهوته : اصلاً وظيفتك عندهم مالها داعي .. هم اساساً عندهم اكتفاء بعدد الموظفين فما تفرق عندهم داومتي او لا ... بس وظفوك عشان الواسطة لا غير .
قالت وهي ترفع حاجبها : يعني ما يصير ما تذكرني بهالموضوع ؟
ضحك بخفة : و ش اسوي لك وانتِ شاغلة نفسك بشي انتِ في غنى عنه .
ياسمين : انا احب شغلي ... و بنات الدار هناك محتاجين احد يوقف معاهم و يحس في معاناتهم .. و المشرفات هناك غثيثات وما عندهم تعاطف ... و انا هناك الكل يحبني .
قال بابتسامة : الله يـجزاك خيـر
اكملت : يذكروني في نفسي ... ما اقدر الا واتعاطف معهم و اساعدهم ... ما اقدر ارفض لهم طلب .
امسك بكفها و شد عليها بتفهم ، ابتسمت له وهي تستشعر اهتمامه بها .

" صباح الرومانسية "

سحب سامي يده من ياسمين بهدوء و التفت لابنه الذي يقف امامه : يا صباح الكسل ... مو انا قلت لك ابي اشوفك سابقني اليوم للمستشفى ... عشان تتعلم الشغل و تتخرج السنة الجاية و تفكنا .
تجاهل وليد عتاب والده وقال : انا طالع الكويت .
سامي بهدوء : متى ؟
وليد : اليوم بعد الظهر
سامي : و كم بتقعد هناك ؟
وليد : مادري ... يمكن شهر او حتى لنهاية الاجازة ... على حسب قدرة تحمل زوج فطوم ..بقعد معها الى ما يطردني زوجها من البيت .
هز سامي رأسه بسخرية : في كل مكان مفشلنا ...والله ما الومه اذا طردك ..
وليد : و باخذ مروة معي .
اومأ سامي بالايجاب و قال : بالسلامة ... الله و اياكم .
كانت ياسمين تُراقب حديث زوجها مع ابنه و استغربت من تهاون سامي في علاقة وليد بمروة ، كيف يسمح لها بالسفر معه و هو في الحقيقة ليس بأخيها ، تجاهلت الموضوع و اخذت تفكر براحة ، سيخلو البيت من وليد و يمكنها الآن ان تجلب هالة الى هنا بدون خوف من وجوده ، و لكنها نسيت متى سيذهب بالضبط ، فقالت : متى قلت بترووح ؟ الساعة كم يعني ؟
استغرب وليد سؤالها فقال بشك : و ليه تسألين ؟
ارتبكت ياسمين بشكل واضح ، نظر لها سامي باستغراب ينتظر سماع ردها ، قالت بهدوء : مجرد سؤال لا اكثر .
قال وليد و قد شعر انها تُخفي شيئاً ، شعر بها و كأنها تنتظر خروجه لتفعل شيئاً ، قال وهو يحتال عليها : ساعة و انا طالع ... توصين على شي خالتي ؟
نظرت اليه بانزعاج و قالت : سلامتك .
قال و هو يخرج : يلا فمان الله .. ، رفع يده هو يقول : اشوفكم على خير بعد الاجازة ... سمسم .. خالتي
ضحك سامي و هو يقول : لا شكله ما بمر يومين الا وانت راد من عندهم ... زوج امك بيطردك هالمرة من بدري .
خرج وليد و هو يضحك ، التفتت ياسمين لزوجها بانزعاج وقالت بخفوت : الوقح صـار يقلدني و ما يناديك الا سمسم ... قليل ادب .. انت سمسم وانا خالتي .
ضحك سامي و قال : انتِ فضحتينا هذاك اليوم و ناديتيني قدامه بسمسم ... وهو حفظها .
قالت بضجر : قول له لا يناديني خالتي .. هو اكبر مني .
قال برواق : عادي .. يمزح معك مو قصده شي
ياسمين : لا والله ...يقولها عن مسسخرة ... وغير هذا انا ما ابيه يمزح معي و لا يكلمني حتى .. ما ابي احتك معه بأي طريقة
سامي : وش فيك عليه ؟ هو سوا لك شي ؟
كانت ستخبره عن هالة ولكنها تراجعت فهو سيسافر الآن و لا داعي لتخبره ، قالت بنفي : لا ما سوا لي شي .. بس لأنه مزعج و مستفز و بصراحة ما ارتاح له .. ما ارتاح له لا هو و لا اخته .
قطب جبينه و قال : وشفيها مروة بعد ؟
ترددت ياسمين في الافصاح عما داخلها ، ولكنها تشعر ان من واجبها اخباره و تنبيهه عن ما تشك به ، قالت بتمهيد : يعني سامي بالله عليك .. انت تشوف عيالك طبيعيين ؟
لم يُعجبه كلامها ، فهو لا يقبل ان يسيء احد لأبنائه و يشكك في تربيته لهم : وش فيهم وليد و مروة ؟ ليه مو عاجبينك ... انا اولادي ربيتهم احسن تربية .. وش قصدك من هالكلام ؟
ابتسمت له وقالت بهدوء : عارفة حبيبي .. انك ربيتهم احسن تربية و انا ابداً ما اشكك في هالشي .. بس انا قلت اصارحك بالفكرة الا اخذتها عنهم ... انا اساساً ما احتك فيهم كثير ... بس في اشياء احس ما ينسكت عنها .
سامي : مثل اييش يعني ؟
ابتلعت ريقها لتقول وهي تحاذر ان لا تهين ابنائه بأي كلمة : يعني مثلاً وليد ... عايش حياته مسخرة في مسخرة .. عمري ماشفته جااد في شي ... حتى في كلامه معك وقح و يتمسخر بزيادة عن اللزوم
سامي بهدوء : هو مو قصده يسيء لي .. بس هو متعود يتكلم معي بصراحة بدون ما يستحي من شي ... انا ما احب اتعامل مع عيالي بشد و عصبية .. احب يعتبروني صديق لهم عشان يلجؤون لي في كل صغيرة و كبيرة .. و المسخرة اللي وليد عايش فيها على قولتك ... طيش شباب و فترة و تعدي.
لم تقتنع بكلامه اردفت تستكمل حديثها : طيب و مروة ؟ انت تشوف مروة طبيعية ؟ اعني لبسها وشكلها و اسلوبها ... هذا غير وقاحتها اللي ما تختلف عن وقاحة وليد .
فكر في كلامها ، صمت للحظات يفكر وهو عاقد الحاجبين ثم قال : انا ما اقدر اكلمها و اناقشها في لبسها او شعرها ... هي بنت وانا ما افهم في هالامور ... وانا بصراحة قبل فترة كلمتها في هالموضوع وقالت لي انها موضة ... والحين البنات اغلبهم كذا .. وانا ما حبيت اتدخل اكثر .
قالت ياسمين بسرعة : طيب و الدخااان ؟ مروة التدخين عندها مثل شرب الموية
سامي وهو يرتشف قهوته : من ما يدخن في هالزمن ؟ انا لما كنت في عمر مروة كنت مدمن دخان .. و مروة مع الوقت انا متأكد انها بتتركه ... وكل واحد عقله في راسه يعرف خلاصه .
اومأت ياسمين رأسها بتفهم وهي لم تقتنع بتبريراته ، قالت بابتسامة : يا حظ مروة و وليد فيك ...الله يخليهم لك و تفرح فيهم يا رب
نظرت الى ساعة معصمها ثم قالت : يلا حبيبي تأخرت ..بقوم الحين
اوقفها : ما فطرتي
ارتشفت رشفتين من العصير الذي امامها بعجل : الحمد لله ... يلا تأخرت باي .
اقتربت منه و طبعت قبلة على رأسه ، نظر اليها ببرود : انا عيالي ما ارضى يبوسون راسي ... لا تعيدين هالحركة ما احبها .
ابتسمت له بارتباك ، ثم ضحكت و قالت : امزح معك .
اقتربت منه و طبعت قبلة سريعة على خده و كأنها تصحح ما قامت به قبل قليل : يلا باي .. سمسم حبيبي ... اشوفك رجعتي من الدوام .

تُخطئ مشاعرها احياناً طريقها ، و بدلاً من ان تقبله على خده بعشق كونه زوجها .. تتوه تلك القبلة عن طريقها فتستقر على رأسه مُعلنةً احترامها له و كأنه والدها .

خرجت الى الحديقة و هي تطقطق في جوالها ، وضعته على اذنها و قالت بعد لحظات : الوو هلا ام حمزة .. عطيني شمس و الا هالة .
مرت دقيقة ثم قالت : الو مرحبا شموسة .. اجهزي بعد صلاة الظهر ..و قولي لهالة و البنات باخذكم للكوافير بس مثل ما اتفقنا ما احد يدري و بس انتم ... والا اقولك .. خليها العصر احسن ... كيفها هالة اليوم ؟ .. انا شوي و جاية لعندكم و نتفاهم .. يلا باي .
اغلقت مكالمتها و اتجهت للسيارة ولم تلحظ وجود وليد خلفها يستمع اليها ، ابتعد وليد ليختفي عن ناظريها .. لقد سمع اسم " هالة " و فهم انها كانت تنتظر خروجه لتصحبها الى المشغل النسائي الذي يخصها ، التفت بعينيه الى ذلك المبنى متوسط المساحة ، الملاصق لسور القصر .. ويشترك معه في بوابة جانبية ، ستأتي تلك الفتاة الى هنا عصراً ...انها فرصته ليكتشف سرها و يعلم اخيراً ما تخبئ له خيال .


*

تجلس على الاريكة بجانب سرير والدها ، تنظر الى ملامحه المنكسرة بضيق ، و آثار المرض واضحه على وجهه الشاحب و جسده الهزيل ، قالت نور بهدوء : شربت ادويتك يُبه ؟
اومأ بالإيجاب و هو يقول : الهنوف ما قصرت .. كل يوم تذكرني فيهم .
صمتت ثم قامت من مكانها و هي تقول : باروح اجهز لك شي تاكله ... لا تشرب ادويتك على معدة فاضية .
اشار لها بيده ان تجلس : اجلسي يا نور .. الحمد لله فطرت .
لازالت واقفة تنظر اليه ، كانت تريد ان تجد اي سبب لتهرب من الكذب عليه اكثر و لكي لا يسألها عن منصور ، قالت بتهرب : طيب بس باروح اشوف ال
قاطعها وهو يقول : اجلسي بكلمك .
عادت لمكانها على الاريكة بانصياع ، تنظر للاسفل وتفرك كفيها بتوتر : سم يُبه
قال و هو ينظر اليها : زوجك مسافر بس وينها بنتك ؟
قالت وهي تتجنب نظراته : منصور مسافر لأهله في جدة ... و خالته من فترة تقول انها تبي تشوف سارة فأخذها معه ... وانا قلت فرصة اقعد معاكم هالفترة و اتطمن على صحتك يُبه .
اومأ برأسه بتفهم ثم قال : انا منحرج من زوجك ... اشغل نفسه بمشاكلنا و راح كلم سلطان و غيره عشان يساعدنا ... وش صار معه مو هو يقول انه كلم واحد من معارفه عشان يوصلون لهذا الحقير اللي فضحنا ؟
ارتبكت نور من كلامه ، لم تتوقع ان يسألها مجدداً عنه ، قالت وهي تطرق نظرها للاسفل : اييه بس لسا مافي تطور ... ابو سعود ولد عمه قال بساعده و بحاول يحلها بهدوء و سرية .
قال ببؤس : ايه اهم شي يحلها بهدوء و بدون شوشرة .. يكفيينا فضايح ... يكفيينا فضايح
التفتت له نور بانكسار ، تجهل الكلام الذي قد يُنسيه او يُرضيه او يجعله يرتاح و لو قليلاً ، عاجزة عن فعل اي شيء يُريحه ، مرضه ، ضعفه و بؤسه لا يخف بل يزداد يوماً بعد يوم وهي تقف عاجزة امام كل هذا .
اكمل كلامه و هو ينظر اليها : الله يجزاه خيير منصور و يوفقه و يسدد خطاه ... ابي اكلمه و اشكره .. اتصلي له الحين و عطيني اياه .
رفعت رأسها بصدمة ، نظرت اليه وهي تحاول ان تكون طبيعية و لا يظهر في عينيها ما تُخفيه ، قالت بسرعة : ما له داعي يُبه .. اصلاً انا من شوي كلمته و ما يرد .
كرر تلك الكلمات : الله يجزاه خير ...الله يجزاه خير .
ابعدت عينيها عنه ، تفكر في وعد منصور السابق لها ، تساءلت هل لازال ذلك الوعد قائماً الى الآن ؟
مرت كلماته في عقلها ، " انا فيه مرة وعدتك و ما نفذت وعدي ؟ .. فيه مرة قلت لك كلمة و رجعت فيها ؟ "
وقتها جاوبته بكل ثقة ب " لا " ، فهو حقاً طيلة الاربع سنوات التي عاشتها معه ... كان دائماً يفي بوعوده لها و ان قال لها كلمة فلا يُثنيها ، شعرت بقلبها يتألم وهي تتذكر تلك الكلمات منه ، هو اذا قال كلمة لا يُثنيها فماذا عن كلمة الطلاق التي نطق بها ؟ و في المقابل ماذا عن وعده لها لأجل هالة ؟
قامت من مكانها لكي لا تفضح نفسها بدموعها التي قاربت البزوغ ، و لتتهرب ايضاً من أي اسئلة قد تصدر من والدها عن منصور ، قبلت رأسه باحترام و انصرفت عنه الى غرفتها بهدوء .

فتحت باب الغرفة و كانت الهنوف تجلس داخلها تنتظرها ، جلست على سريرها بينما ترمقها الهنوف بنظرات مشفقة ، قالت و هي تقوم لتجلس بجانبها على السرير : اخوك يبي يعرف سبب طلاقك عشان اذا راح يكلم منصور يكون في الصورة و يعرف في ايش يكلمه بالضبط
اسندت نور رأسها على ظاهر السرير ، تنظر امامها بعينين دامعتين ، صمتت للحظات ثم قالت بخفوت : مادري ... صارت بينا مشاكل كثيرة و مادري .
لم تكن تريد ان تسترسل في الحديث مع الهنوف ، فالهنوف ليست قريبة منها لدرجة ان تفضفض لها و تبوح لها عن همومها ، اكملت وهي تنظر للهنوف : قولي لحامد بس يتفاهم معه عشان سارة ..مو معقولة يبعدها عني و ياخذها .. انا ما اقدر اعيش بدونها .. امس طول الوقت افكر فيها و احاتيها .. مادري هي اكلت زين والا نامت و كم مرة بكت ؟ و كم مرة صحت من نومها في الليل ؟ ما اقدر اعيش في هالقلق ..حامد قال لي انه بكلم منصور و بجيب لي سارة و غصباً عليه ..ذكريه بكلامه هذا و بس ..ما ابي منه شي ثاني .

قامت الهنوف : بكلمه الحين بس هو مصر يعرف السبب لا تعاندي يا نور و قولي لي وش المشاكل اللي صارت بينكم؟ خلي اخوك ياخذ لك حقك منه و يتفاهم معه يمكن يوصل لحل
قالت نور : حامد بهالحالة الهمجية اللي هو فيها اشك انه بيعرف يتفاهم معه ... انا بس ابي بنتي منصور حالياً معصب و حامد اذا كلمه باسلوبه الهمجي بتزيد المشكلة و ما بتنحل ... قولي له بس يكلمه عشان سارة ... هو وعدني يجيبها لي .. انا امس ماكنت بطلع من الشقة الا معها .. بس هو قالي بجيبها و ما بيتركها عنده فسمعت كلامه و طلعت ..قولي له يكون عند كلمته و لا يماطل ما اقدر اكون بعيدة عن بنتي كل هالوقت .
قامت عنها الهنوف و اغلقت الباب خلفها ، بينما استلقت نور على السرير تحتضن آمالها المتعلقة بمنصور ، تعجز عن كُرهه على ما فعله بها لأنها تشعر بأنه سيعود اليها عاجلاً ام آجلاً .. هو يغضب و لكنه يُسامح ، بدأ عقلها بالرجوع قليلاً الى الوراء ... قبل شهر ربما او اكثر بقليل ، في تلك الليلة التي ظاهرها فرح و باطنها مصائب حالكة السواد ، عندما انهار والدهم عليهم بسبب صور هالة و كلام ابو سلطان ، عندما خرجت مع حامد لنقل والدهم الى المشفى وتركوا هالة تأن و حدها في المنزل ، كان اول شخص طرأ على بالها في تلك اللحظة منصور ، اتصلت له حيث كان مناوباً في المشفى آن ذاك ، اخبرته بوضع ابيها و حالته ، و امرها ان يحضروا والدهم الى ذات المشفى الذي يعمل فيه حيث انه سيتعاون معهم هناك ، و كان ذلك ما حصل ، كان ينتظرهم عند مدخل الطوارئ ... وفي الداخل لم يتركهم ابداً ، كان يقف مع الاطباء المسؤولين عن حالته و يتابع معهم ، ثم بعد ان استقر والدها في غرفة العناية المشددة ، جاء لها يطمئنها و يخفف عنها ، و كان هو ايضاً من انهى اجراءات المستشفى حيث ان حامد اختفى فجأة من هناك، لم تكن تملك وقتاً لتفسير سبب اختفائه المفاجئ ...لم تفكر حتى في ذلك .. كانت حالة والدها كفيلة بأن تنسيها اي شيء آخر ، ثم انها بعد ان هدأت و اطمأنت عليه تذكرت هالة و ربطت سبب اختفاء حامد بهالة .. قامت بفزع و اتصلت لحامد و اجاب مكالمتها بجملة مخيفة لن تنساها طيلة حياتها " انا غسلت العار ... طعنتها و ماتت و عساها في جهنم "
اغلقت منه وهي تكاد تفقد وعيها من هلعها ، وكان الشخص الذي لجأت اليه في تلك اللحظة هو منصور ، لم تُخبره بأيَّة تفاصيل .. لم تخبره شيئاً سوى ان اختها قد تكون ميتة الآن ، لم يكن يعلم بصور اختها ولا فضيحتها ولا حتى سبب الغاء زفافها ، ولكنه كان قلقاً لخوفها و يحاول ان يساعدها بأيَّة وسيلة ، ذهب معها الى بيت اهلها حيث هالة ، كان يقود سيارته بأقصى سرعة ، ثم دخلت هي الى المنزل و رأت هالة وهي مُلوثة بدمائها ، اخبرته وهي مفزوعة تبكي و كانت في حالة يُرثى لها ، و كان هو من نقل هالة الى المشفى .. الى ذات المشفى الذي يعمل فيه و يرقد فيه والدها ، و في المشفى تابع ايضاً حالة هالة مع الطبيب الذي اوصى هو به لأجل عمليتها ، حيث ان كليتها تضررت بسبب الطعنة و يجب استئصالها ، اوصى هو بـ " الدكتور فيصل " رئيسه في القسم و معلمه و صديقه ايضاً لأجل تلك العملية الطارئة ، حيث كانت حالة هالة " باطنية " وهو جرَّاح باطنية ...لذلك لم يترك هالة حتى في غرفة العمليات ، بل اشرف على علاجها ايضاً ، و لكنه بعد يومين و بعد ان فاحت رائحة الفضيحة و علا صوت الاشاعات ، و عرف منصور بتفاصيل ما حدث لأختها ، بدا عليه التناقض و تغيَّر اسلوبه معها ، في البداية اخبرها بهدوء ان عليها ان تنقل اختها لمشفى آخر ، و لكنها لم يكن في يدها فعل أي شيء ، لأن حامد كان يتهرب من أي شيء يخص هالة ، و والدها لازال آن ذاك مريضاً في غرفة العناية المشددة ، كان يحاول كتم اعصابه في المشفى طيلة تلك الايام التي رقدت فيها هالة هناك ، و لكنه عندما يعود معها الى بيتهما ينفجر في وجهها و يذكرها بفضائله عليها و ان صبره قد نفذ و انه لا يتحمل ان تكون هالة في ذات المشفى الذي يعمل فيه ، لقد كان دائم التذمر و استفزازي و اظهر وجهه الآخر لها ، وجهه الذي يظهر فيه الجانب المظلم منه ، غروره و تكبره و حدة كلماته ، و كأنه يرتدي قناعاً من القسوة .

*


تجلس في غرفة الطعام الكبيرة في الدار ، تجلس وحدها منفردةً عن الجميع ، يتجنبها جميع الفتيات هناك ، بسبب مظهرها الذي يدعو للقلق ، شاحبة هي مثل الأموات ، شعرها القصير غير مرتب و منفوش و كأنه تعرض لصدمة كهربائية ، تتناول طعامها بملل ، تأكل و يحمر وجهها و كأنها تطهو نفسها ، لم تنم البارحة ... لم تستطع ، فأصواتهم من عقلها لم تختفي ، ظلت الاوهام تطاردها الى ان حلَّ الصباح ، لم تشرب العقاقير ايضاً ، لأنها تعتقد بأنها بكامل قوَّاها العقلية و لا تحتاجها .
تقف شمس بجانب غلا و يتهامسن ، قالت غلا : شوفي شكلها ... صايرة غريبة و ماهي طبيعية
اجابتها شمس : امس في الليل سمعتها تكلم روحها ... و تضرب راسها مثل المجانين
قالت غلا و هي تضع يدها على فمها بخوف : هي قالت لي انها راحت لطبيبة نفسية ... تتوقعي انها مجنونة
شمس : مادري ... بس واضح ان فيها شي غلط .
نظرت شمس الى الساعة المعلقة على الجدار و كانت تشير للعاشرة صباحاً ، نطقت بحماس : استاذة ياسمين قالت بنطلع اليوم ..يعني كذا العصر على الساعة اربع او ثلاث .. غلا روحي خبري هالة تجهز و لا تقول لأحد
غلا : انتِ روحي خبريها ... ما احب احكي معها .
شمس بضجر : روحي لها انتِ ... انتِ اكثر وحدة تحتك فيها هنا .
ذهبت غلا الى هالة بحذر ، اقتربت منها و هزت كتفها : هاالة .
استدارت هالة لها ، رمقتها بنظرات متفحصة غريبة ، قالت بصوت مبحوح : نعم .. بغيتي شي ؟
غلا بهمس : اليوم بنطلع العصر مع استاذة ياسمين ... اجهزي من بدري و لا تقولي لاحد ... اوكي ؟
هزت رأسها بالإيجاب بلا مبالاة ثم قامت من مكانها و هي تترنح في مشيها كالسكارى .

*

تقف في المطبخ تُجهز زجاجة من حليب الأطفال ، تقف بجانبها ابنتها الصغيرة و هي تنشد بأناشيد مدرسية ، ابتسمت لها و قالت : ماما اسراء ... روحي العبي مع اخوانك .
قالت اسراء بفضول : خالي منصور طلق زوجته ؟ و سارة بتعيش معنا ؟
قالت بهدوء : لا ... حتى لو طلق زوجته بنته اكيد بتظل معه او مع امها ... بس هالفترة عشان دوامه .. و اذا خلص من دوامه بجي ياخذها مثل امس
امسكت بالزجاجة بعد ان ملأتها بالحليب و رجتها بخفة ،
انطلقت بها و هي تقصد الغرفة التي بجانب المطبخ ، دخلت بهدوء و اغلقت الباب خلفها ، كان ابنها ذو الاربع سنوات يطل على سارة و هي في مهدها و يلاعبها بيده ، قالت : نايف .. انزل لا تعورها
قال ببراءة : حلووة سارة ... ابي ابوسها
رفعته من السرير بخفة و انزلته على الارض ، ضحكت و قالت : اذا كبرت بزوجك اياها .. يلا الحين روح مع اختك برا .. عشان انومها .
اسراء : بس ماما ليه تنوميها و الحين صباح ؟
ابتسمت رانيا بخبث و قالت : هاذي خطة ذكية من امكم ... يلا الحين اطلعوا عشان تنام .
خرج الطفلان من الغرفة و اغلقا الباب خلفهما ، التقطت سارة من مهدها و جلست على الاريكة ، تميل بجسدها الصغير على ذراعها و تضع فوهَّة الزحاجة في فمها ، بدأت سارة بالشرب بتعطش ، ابتسمت رانيا وهي تهزها بخفة : يلا حبيبتي عشاان تنامي النهار كله مثل امس .. و في الليل يا حلوة يصير عندك طاقة للسهر .. ما اوصيك على ابوك ... طلعي عيونه و لا تخليه ينام و ازعجيه .. اتفقنا يا حلوة ؟ ... عشان يحس بقيمة امك و يرجعها .. اتفقنا سارونة ؟؟؟
بدأت سارة في الاستجابة لطريقة رانيا في تنويمها ، كانت تهزها بخفة الى ان غفت .


يتبع


خد العروس & غير متواجد حالياً  
قديم 07-10-16, 04:36 PM   #174

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي

*

في المستشفى .. و في غرفة استراحة الممرضات ، تقف امام المرآة ترتب حجابها الابيض ، تتحجب بشكل كامل و تدخل خصلات شعرها بحرص ، كانت جنان تهتم بأن يكون زيها الابيض الرسمي واسعاً ، بعكس منيرة التي تقف بجانبها ، كان زيها ضيقاً و حجابها تضعه على رأسها باهمال ..تتعمد اظهار جزء كبير من شعرها ، نظرت لها جنان بلطف : ما عليك منه الغبي ... تجاهليه .
قالت منيرة بلا مبالاة : عاادي .. ما يهمني .
ابتعدت عنها و التفتت جنان لسلمى و قالت : مسكينة انحرجت هذاك اليوم كثير بسبب العلة دكتور منصور.. بأي حق يكلمها بهالاسلوب قدام الملأ .
سلمى بهمس : تعالي معي .. لحظة .
ذهبت جنان معها ليبتعدا قليلاً ، قالت سلمى : انا من رايي تروحين و تعتذرين لدكتور منصور
جنان باعتراض : نعععم .. و ليه بالله ؟
سلمى : والله ما يسوى تسوين لنفسك مشكلة معه عشان منيرة ... انتِ غلطتي لما رفعتي صوتك عليه وكلمتيه بذاك الاسلوب الخايس .. لا تنسي ان انتِ طول الدوام معه في العيادة .. وجهك في وجهه طول اليوم .. كيف بتتحملي ؟
جنان : انا ما اتحمل احد يسيء لنا احنا الممرضات و اسكت .. و لما كلم منيرة انا ما اتحملت .. هو اساساً على طول شايف حاله على الممرضات و يكلمهم من طرف خشمه .
سلمى بجدية : في البداية دخلتي غرفة اخت زوجته و غيرتي لها على الجرح بدون اذن .. و حالتها ساءت بسببك ... و بعدين سمعك و انتِ تتكلمين عليها و تحكين عنه ... و في الاخير رحتي قليتي ادبك عليه عشان منيرة .. ما تلاحظين انك زودتيها معه ؟
جنان بقهر : هذا غير انه علطول يستصغرني قدام المرضى ... تخيلي انه مرة قال لي " انا مادري كيف وظفوك هنا "
ضحكت سلمى : عادي انتِ لانك توك متوظفة .. وما عندك خبرة .. و طبيعي يقولك كذا عشان تتعلمين ... وعشان كذا انا انصحك ان تعتذرين منه ... انتِ ماعندك خبرة و هو طول اليوم في وجهك .. كذا بيحقد عليك و ما بتستفيدي شي .... وترى منيرة ما تستاهل تسوي لك مشكلة عشاانها ... انتِ ما تعرفينها زين .. و انا متأكدة ان الغلط كان منها .
جنان : بس هو كان اسلوبه جداً مستفز معها وحتى معي .
امسكت سلمى يد جنان و سحبتها معها : تعالي بوريك شي .
خرجتا عن الاستراحة ، و تبعت جنان سلمى الى حيث تذهب ، توقف سلمى قُرب الممر و قالت بهمس : شوفيها ...شوفي اللي دافعتي عنها .. قاعدة تدور لها على زوج جديد.. لانه منصور ما عطاها وجه
نظرت جنان الى حيث تشير سلمى ، كانت منيرة تقف مع احد الاطباء ، تتحدث معه و تضحك بصوت مُرتفع ، كان مظهرها معه مثير للشبهات ، قالت سلمى بهمس : شفتي بعيونك .. اكيد هذاك اليوم منيرة تمادت مع منصور ... وهو لأنه محترم ما رضى و نهرها .
انزلت جنان رأسها بحيرة ، و قد ادركت انها حقاً كانت مخطئة عندما تدخلت في ما لا يعنيها و احرجت نفسها مع الطبيب الذي تعمل معه بلا اية فائدة ، : يعني من رايك اروح و اعتذر له ؟
سلمى : اييوا .. هذا افضل لك صدقيني .

*

في غرفة العيادة الخاصة به ، كان يجلس على مكتبه يُراجع مواعيد المرضى في احدى الملفات امامه ، يتثاءب بنُعاس ، و يحك عينه المحممرة من قلَّة النوم ، لم ينم البارحة جيداً ، كان نوم سارة متقطع و استيقظت في الليل اربع مرات ، تبكي و تتدلل و ترفض ان تغمض عينيها و تنام ، صحت في المرة الاولى بعد الساعة العاشرة و كانت تبكي بشدة ، حاول تهدئتها الى ان نامت بعد ساعة ، ثم استيقظت مجدداً الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، ظن انها جائعة .. فأعد لها زجاجة حليب شربت ربعها و نامت ، ثم استيقظت مجدداً بعد ساعة ، احتضنها و جعلها تنام معه على السرير فنامت لمدة نصف ساعة و استيقظت مجدداً و لكنه لم يستطع ان يجبرها بأن تنام في المرة الاخيرة ، كانت تبكي كلما اطفأ ضوء الغرفة و تتحرك بانزعاج ، فاضطر ان يسهر معها الى ان حل الصباح .
و هو الآن ينظر الى الملف امامه بتشويش ، صداع نصفي يهاجم رأسه ، لقد بكت سارة كثيراً البارحة .. تساءل في نفسه هل يشعر الاطفال ايضاً بحزن والديهم و مشاكلهم لذلك كانت سارة تبكي ؟ .. هل كانت تفتقد امها البارحة لذلك كانت لا تستطيع النوم ليلاً ؟ هل نور هي الوحيدة التي تستطيع جعل سارة تنام بعمق ؟

كانت جنان تقف قُرب الباب في تردد ، و بجانبها سلمى و هي تشجعها على الدخول و الاعتذار من منصور ، قالت بهدوء : يلا ادخلي و اعتذري كلها كلمتين بتقولينها و تصفى النفوس بينكم .
جنان و هي تتأفف : طيب ... انا الغبية اللي حطيت نفسي في هالموقف معه
فتحت الباب بهدوء بعد ان طرقته ، وقفت تنظر الى منصور المشغول في قراءة ملف على مكتبه ، قالت بارتباك : لو سمحت دكتور
رفع رأسه اليها ، رمقها بنظرة سريعة ثم انزل عينه الى الملف امامه و قال : تفضلي
قالت بارتباك : انا بس جاية اعتذر لك عن سوء الفهم اللي صار بيننا قبل يومين .. انا اسفة .
لم يفهم منصور ما تقوله تلك الممرضة التي امامه ، لم يعي قصدها ، هو حتى لا يتذكر انه التقى بها من قبل ، ذاكرته ضعيفة عندما يخص الامر بالوجوه و الاسماء ، ثم ان المشاكل التي تعرض لها مؤخراً كفيلة بجعله ينسى اي امر آخر ، مشاكله مع نور ثم طلاقه منها و اخيراً نوم سارة المضطرب و بكاءها الذي سبب له صداعاً ، قال بدون ان ينظر اليها : اي سوء فهم اللي تقصديه ؟ انا حتى ما اتذكر ان شفتك من قبل ... انتِ شكلك جديدة هنا
انصدمت جنان من ردة فعله ، كيف لا يتذكرها و هي كانت تعمل معه طيلة الشهرين الفائتين ، و هذا غير المشادات التي حصلت بينها و بينه ، نظرت الى سلمى التي تقف بجانبها بارتباك ، رفع منصور ناظريه اليها ، رمقها نظرة سريعة ثم ابتعد بنظره عنها ، قال بهدوء : اعذريني بس انا تمر علي في اليوم وجوه كثيرة .. الممرضات يا كثرهم و انا ما اتذكرك .. بس على العموم اذا كان صار بينا اي سوء فهم فأنا ما حطيت في بالي ... و ماله داعي تعتذري .
اومأت برأسها بالايجاب ثم قالت تغير الموضوع : طيب دكتور .. تحتاجني في شي حالياً ؟ كيف مواعيد المرضى اليوم ؟
قال بهدوء : ماعندي مواعيد اليوم ... بس روحي راقبي المرضى .
جنان : ان شاء الله
التفتت لتخرج و لكنه استوقفها : بس لو سمحتي شوي .. يا .. وش اسمك ؟
التفتت له بهدوء و قالت : جنان
قال و هو يقف : لو سمحتي يا اخت جنان ... اذا جا احد و سأل عني هنا قولي اني في الاستراحة .. عندي عملية بعد اربع ساعات ... و خلال هالاربع ساعات ما باكون في العيادة .
قالت بتفهم : ان شاء الله
خرجت مع سلمى و اغلقت الباب ، ابتعدن قليلاً ثم قالت جنان بانزعاج : احرجت نفسي ع الفاضي طلع حتى ما يتذكر ... بس معقولة ما يتذكرني و انا كنت طول هالشهرين معه ؟
قالت سلمى : عادي ... انتِ شفتيه كيف يكلمنا ؟ حتى ما كان يطالع فينا
جنان بامتعاض : ايي يكلمنا من طرف خشمه .. و لا كأنه يشوفنا
سلمى بجدية : جناان تراك مو فاهمة شي .. هو ما يكلمنا كذا لانه متكبر او محتقرنا .. لا .. هو يكلمنا بهالطريقة لانه محترم .. و المفروض انتِ تكوني مرتاحة من هالناحية
جنان باستنكار : كييف يعني ؟
سلمى : هنا في المستشفى في فئة قليلة من الممرضات و غيرهم من الموظفين ... مثل منيرة و هذاك الدكتور المشفوح اللي تكلمه ... فئة تبع مغازل و خرابيط .. و هالفئة صح انها قليلة بس الشر يعم و الخير يخص ... انتِ لانك جديدة هنا و ماتعرفين بالقصص اللي تصير هنا
جنان : فاهمة عليك ... انا من شفت منيرة مع هذاك الدكتور و انصدمت ... انا من قبل حسيت عليها بس ما توقعت انها كذا مع الكل .
سلمى : و فيه غيير منيرة بعد ... بس كله بالخش و الدس .. و في الخفا .. انتبهي لنفسك .. و احمدي ربك انك مع هذا دكتور منصور ... واضح ان اهتمامه كله منصب في شغله و بس .. و ماعنده هالسوالف البطالة
و الدليل انه حتى مو حافظك رغم المشاكل الاخيرة اللي صارت ... و حتى يكلمنا وهو يتجنب يطالعنا .
جنان بضحكة : هههههه شكلها زوجته عامية عينه عشان لا يطالع غيرها .

*

اتجه الى استراحة الاطباء ، يشعر بثقل في رأسه بسبب الصداع ، دخل الى الغرفة و قد قرر انه سينام ليرتاح قليلاً ليستعد لعمليته الجراحية بعد اربع ساعات ، وقَّت منبه جواله و ألقى بثقل جسده المُنهك على السرير السُفلي ذو الطابقين ، و اختفى خلف اهدابه المُغلقة ... ساكناً ، و وميض العتب يسطع في عقله ، صورة نور لا تكاد تغيب عن مُخيلته ، كُلَّما أغمض عينيه رآها ، تبكي بمرارة و شهقاتُها المتتالية مثل سمفونية حزينة مُؤلمة ... تؤلم قلبه رُغماً عنه ، سمفونية بكائها تُعزف و تُعزف و تصدح في عقله و لا تتوقف ..يُنصت اليها و يتألم ، مهما حاول تجاهلها و ادعاء عدم تأثره بها ، مهما حاول قتل ذلك الشعور المُتسلط على قلبه ... مهما فعل ومهما حاول ومهما ادعى ومهما اغتر بنفسه و كابر .. الا انَّه في الواقع لا يقوى ، لا يستطيع الا ان يستسلم لسماع تلك السمفونية ليتألم قلبُه بصمت .

*

تجلس على الاريكة بجانب زوجها ، تُشغل نفسها بالعبث في جوالها لتتحاشى الحديث مع لولوة " ام يوسف " التي تجلس على الاريكة المجاورة لها مع ابنتيها سهام وهنادي اللاتي يُتابعن التلفاز باندماج و تجلس رنا الصغيرة قُربهن على الارض وهي ترسم و تُلون في دفاترها ، لم تكن ترغب ليلى النزول و الجلوس معهن و لكن يوسف اصر عليها ، فهي تُفضل الجلوس بمفردها في جناحها على الاحتكاك بأم زوجها او حتى بناتها ، فمُعاملة ام يوسف تغيرت معها بعد حادثة هالة و حتى بناتها اللاتي كُنَّ سابقاً اقرب صديقاتها قد تأثرن بوالدتهن و كلامها ، فـ " لولوة " ام يوسف منذ البداية كانت سليطة لسان ، فضولية و حازمة معها ومن اهم هواياتها التدخل في حياة ابنها والتحكم في امور لا تعنيها ، و تغار على ابنها كثيراً منها و كأنها ضرتها لا خالتها " ام زوجها " ، كانت تتجاهل تلك التصرفات و تحترمها رغم كل شيء ، و لكنها بعد حادثة هالة اصبحت ترمي كلمات شامتة عليها و سمعتها في احدى المرات و هي تحدث يوسف و تحذره منها و انه يجب عليه ان يحترس و يدقق في تصرفاتها لأن لا عجب ان تكون هي مثل اختها ... فتربيتهما واحدة و العرق دساس ، رفعت رأسها عن جوالها و نظرت الى يوسف الذي يجلس بجانبها ، كان منشغلاً في قراءة جريدة يتصفحها باهتمام ، ضاقت عينيها وهي تنظر اليه ، هو لا يكترث بكلام والدته و كان واقفاً معها ومع اهلها في محنتهم و لم يتغير عليها ابداً ، بل كان يُواسيها و يُحاول ان يخفف عنها حزنها ، وكان يحتضنها و يمسح دموعها ان بكت ، يُخبرها بأنها زوجته و يثق بها و ما حدث لأختها لا يُغير في ذلك شيء ، و لكن امه لا تنفك عن حركاتها المزعجة و كلامها الجارح .. و هي تخاف ان تغسل دماغه بكلامها و يتغير يوسف عليها .. فهي والدته في النهاية .
اقتربت منه ليلتصق فخذها في فخذه و اخذت تنظر الى تلك الجريدة التي يقرأها ..قالت بهمس : وين تقرا بالضبط ؟ ... صار لك فترة ما مليت ؟
قال و هو لازال مُطلعاً على الجريدة : قاعد ادور وظيفة بدوام ليلي في هالاعلانات .
قالت بذات الصوت الهامس : و لقيت شي ؟
يوسف بملل : لا
مرت لحظات ثم قال و هو يقرأ : مطلوب شيف مشاوي و جزار في مطعم في الدمام ، رفع نظره اليها و قال بهزل : وش رايك ؟؟ يناسب لي ؟
ضحكت بخفة وقالت : عشان يفصلونك من اول دقيقة .
ضحك لتعليقها ثم قال : اخ بس لو تحصل لي .. منها راتب ومنها اكل ببلاش .... تتوقعين لو اقدم لها يقبلوني فيها ؟
ارتفع صوت ضحكتها اكثر : يوسف من جدك ؟؟ هههههههههههه انت اذا بتسلق بيضة تحوس المطبخ فوق تحت ... هههههههه والحين بتصير شييف مشاوي مرة وحدة
توقفت عن الضحك و قد انتبهت الى ام يوسف التي تنظر اليها بغيظ : ما شاء الله ضحكوونا معكم ... و وش عندكم تتهامسون ؟
ابتسم يوسف بهدوء : سلامتك يُمه
اكملت لولوة " ام يوسف " كلامها وهي تنظر لليلى : ما يجوز يتناجى اثنين دون الثالث ... عيب
يوسف بمزاح : بس احنا ستة مب ثلاثة ... و في هالحالة يجوز لنا
توترت ليلى من نظرات ام زوجها لها ، انزلت رأسها و امسكت بكف يوسف تلقائياً بسبب توترها و وضعتها في حجرها وهي تتحسسها بارتباك ، ولكنها شعرت بنظرات ام يوسف الثاقبة الناريَّة اتجاهها ، رفعت راسها ونظرت لها بارتباك و تركت كف يوسف بسرعة ، ابتعدت عنه لتلتصق بزاوية الاريكة وهي تدخل كفيها بين فخذيها بتوتر ، اشاحت ام يوسف وجهها و قالت بصوت مسموع : مصاخة ..و قلة حيا .
تجاهلتها ليلى و امسكت بجوالها لتنشغل به ، و ملامحها تنقبض بضيق و لوت فمها بتكشيرة واضحة ،اما يوسف فعاد لقراءة الجريدة بلا مبالاة .
مرت دقائق ثم قالت لولوة بانزعاج : يعني ماهو غصب الجلسة معنا ... التكشيرة و قلبة الوجه هاذي ليه ؟ ... لهالدرجة جلستنا تضيق الخلق .
رفعت رنا رأسها عن دفترها وقالت بتساؤل : مين تقصدين يُمه ؟
لولوة و هي تشتت نظراتها حولها : قصدي واضح
ضحكت سهام : امي تحب تتكلم بالالغاز هههههههه
تجاهلتهم ليلى و هي تعلم انها المقصودة بالكلام ، حتى انها لم ترفع رأسها لهم ولازالت تعبث بجوالها وهي تكتم غيظها داخلها .
لولوة : و عمك اصمخ ... ويا جبل لا يهزك ريح
ضحكن الفتيات بصوت مرتفع ، وليلى لازالت تكتم غيظها داخلها ولكنه كان بادٍ على ملامحها التي تعتصرها بضيق ، وزع يوسف نظراته عليهن و قد فهم قصد امه الواضح لليلى ، قال بمُزاح محاولاً تلطيف الجو : ادري يُمه تقصديني بالكلام ... صار لي ساعة قاعد و منشغل بالجرايد ... شكلي بقوم عنكم .. زعلت
لولوة بنفي : لا ما تقوم .. كله ولا زعلك .. و ماكنت اقصدك
يوسف بضحكة وهو يرمي الجريدة : وااضح يمه تقصديني .. وبناتك ما قصروا في الضحك و المسخرة كأني ارجوز قاعد معكم
لولوة : اقعد بس وكمل اقرا في جريدتك
قام يوسف من مكانه : بقوم اقراها فوق .
قاطعته لولوة وهي ترمي الوسادة على كتفه : اقعد بس وعن الدلع ... ما اعنيك ، شتتت عينيها حولها بنظرات مُضحكة : انا وااضح اقصد ميين .
ضحكت رنا وقالت ببراءة : ههههههه عرفت تقصدين مين ... مو يوسف... ههههه انتي تقصدين ليلى هههههه اكيد ليلى ههههههههههه
كتمت لولوة ضحكتها وكذلك سهام وهنادي التي تضع كفها على فمها في محاولة فاشلة في كتم ضحكتها .
لم تتحمل ليلى سخريتهم اكثر ، احمَّر وجهها بشكل واضح ، قامت من مكانها بهدوء وهي تقول : بقوم و بريحكم مني .
خرجت من الصالة بسرعة ، وما ان خرجت حتى انفجرت لولوة مع بناتها بضحكاتهن المرتفعة الساخرة ، رمت سهام الوسادة على رأس رنا وهي تقول : هههههههه يا غبية ندري من البداية انها تقصدها ... ههههههههه الله يرجك يا الخبلة
نظر اليهن يوسف بعتاب وقال : والله حرام عليك يُمه .. وش سوت لكم البنت عشان تأذونها كذا ؟ مسكينة قاعدة و ساكته و فحالها
لولوة بضحكة : وش فيك عاادي نمزح ... ههههه شوف خواتك يضحكون .. كنت امزح معها بس زوجتك دلوعة و حساسة بزيادة وما تتقبل المزح
يوسف و هو يمشي خارجاً : بالله عليك يُمه هذا اسمه مزح ؟ الله يسامحك بس
لولوة بعدم رضا : ويين بترووح ؟؟
يوسف وهو يخرج : بروح اطيب خاطرها .. قامت وهي زعلانة وانتم ما قصرتوا فيها
لولوة باعتراض : اقوول اقعد بس ... و زعلت و يعني ؟؟ لا تدلعها واجد ما يصلح بعدين يكبر راسها عليك و تتمادى
خرج متجاهلاً كلامها ، اتجه لها وكانت تقصد الدرج ... هتف باسمها : ليلى ... ليلى
قالت بعصبية وهي ترتقي العتبات الاولى : لا تقول لي مررة ثانية انزل و اقعد معهم ... اذا تبيني احترم امك وما ارفع صوتي عليها لا تطلب مني ان اقعد معها ترى والله بالموت قاعدة و ساكتة لهم ... مافيني اتحملهم اكثر
قال بهدوء : تعالي انزلي لحظة بكلمك
قالت بصوت مرتفع وهي تُكمل الصعود : ما ابي ... روح انت كمل قعدتك معهم ... ، اكملت بشجن : يتمسخرون علي قدامك و انت ساكت .
رفع صوته : لا تصيري حساسة ... وانا ما سكت لهم كلمتهم من تو ... ويلا انزلي وعن الدلع .
اشاحت بوجهها : ما بنزل
رفع صوته و كأنه يصرخ : لا تخليني ارفع صوتي اكثر .. انزلي بكلمك ... عدلة كذا وقفتنا على الدرج ؟ اكلمك وانتِ حتى ما تناظريني !!
استدارت له و نزلت وهي تتخطى عتبات الدرج بعصبية واضحة ، وقفت قبالته وانفجرت في وجهه بصوت باكي : انا مادري ليه امك تكرهني ؟ انا ما سويت لها شي عشان تعاملني كذا ... بس انا عارفة ان كل هالحركات شماتة فيني و في اهلي ... هي بعد ما صار فينا وهي متغيرة معي .. وتغيرت نظرتها لي .
نظر اليها بضيق و قد سأم من حساسيتها المفرطة اتجاه هذا الموضوع ، كل مشكلة تحدث لها تفسرها بأنها بسبب هالة ، و كل تصرف من والدته تفسره ايضاً انه بسبب هالة ، و كل شيء سيء بسبب هالة !!! امسكها من ذراعها و سحبها معه الى احدى الغرف و اغلق الباب ، قال بهدوء وهو ينظر الى عينيها : امي هذا طبعها وهي مزحها ثقييل حتى معي ... مو كل شي تفسرينه على مزاجك ... بطلي من هالحساسية اللي مالها معنى .
نظرت اليه و رغبة في البكاء تراودها ، قالت بصوت مخنوق على حافة البكاء : لا ... تصرفاتها و قصدها واااضح ... لا تدافع عنها .. هي مستعرة مني ومن اهلي و ما تتشرف فيني زوجة لولدها .
امسك بمرفقيها و قال بحزم : هالكلام مو صحييح .. و لا تبكي ..لا تكبري الموضوع
اشاحت بوجهها وهي تُحاول ان تحتجز دموعها في عينيها ، قال بنبرة آمرة : قلت لك لا تبكي .. ما تسوى السالفة عشان تبكين عشانها .
نظر الى وجهها المحمر وهي تغتصب احتجاز دموعها ، رمقها باستياء و اسى ، مل من دموعها و بكائها و تحسسها الزائد ، اعاد جملته تلك بضيق : لا تبكي ... هالحساسية الزايدة الا فيك ما بتجيب لك الا المرض ... لا تبكي ما ابي اشوف دموعك .
كانت تحاول ان تأخذ بما يقول و لا تبكي ، ولكن دموعها رغماً عنها و رغماً عنه سقطت ، و سالت على خديها تباعاً ، رفعت رأسها اليه لتقابله بدموعها بعدم حيلة .
تنهد يوسف بنفاذ صبر و قطب جبينه بضيق ، لقد اصبح يشمئز من دموعها و بكائها .. قال بأسف وهو ينظر الى تلك الدموع : اللهم طولك يا روح ... دموعك هاذي ما تخلص ؟؟
اقترب منها و احتضنها بملل ، دفنت رأسها في صدره ، تكتم شهقاتها : انا والله تعبت ... والله تعبت .. والله قلبي ما عاد فيه يتحمل اكثر .
قبَّل رأسها ثم بدأ يطبطب عليها و يمسح على شعرها : بسم الله عليك من التعب ... بسم الله على قلبك ... انا بكلم امي و بفهمها ان خلاص ما تحكي معك شي ... خلاص اهدي و وقفي بكا ... بس يا عمري ما فيه شي يستاهل دموعك .
ابعدها عنه برفق ، نظر الى وجهها المُغطى بالدموع بشكل يجعله يشمئز و يضيق رغماً عنه ، اغمض عينيه بنفاذ صبر محاولاً تناسي و تجاهل تلك الدموع المُنفرة ، اقترب من وجهها بهدوء و لامس ارنبة انفها المُحمرة بأنفه الطويل ، وهو يُحاول ان يُرفه عن نفسه بمداعبتها ، هاجم شفتيها بقُبلة و التهب داخله بنشوة و لِذة ، كان يغمض عينيه باسترخاء بينما ينهل من شفتيها الناعمتين رحيقها ، ولكنه فتح عينيه بانزعاج وهو يسمع صوت الباب يُفتح خلفه و يُغلق بقوة ، ابتعدت ليلى عنه و هي تشيح وجهها باحراج من لولوة التي شهدت قُبلتها من ابنها ، التفت يوسف لوالدته وهو يُحاول التحكم باعصابه و كتمان انفعاله ، فقد افسدت عليه جوه و داهمت خلوته مع زوجته بكل تطفل : نعم يُمه .. وش بغيتي ؟
اقتربت منه لولوة بغيظ : قول لها تمسك نفسها عنك قدامنا ...و قو
قاطعها يوسف بنفاذ صبر : قداامكم !!!! بس لو ملاحظة يا يمه ان انتِ اللي لاحقتنا .
ابعدت عينيها عنه باحراج ثم قالت بمراوغة : اركب معها جناحكم و سوي فيها اللي تبي ... عندكم جناح خاص فيكم و ماله داعي هالحركات هنا .
ابتعدت عنهم ليلى بعد ان رن جوالها في يدها ، ادارت ظهرها عنهم و دخلت الى غرفة اخرى لكي ترد على مكالمتها التي كانت من الهنوف .
اما يوسف فكان يستمع الى تذمر والدته بانزعاج يُخفيه بصمته ، قالت لولوة بقهر بعد ان خرجت ليلى : اكيد قامت تتمسكن عليك ... و ورتك دموع التماسيح عشان تتعاطف معها و تقلبك علينا ... دلع بنات مااصخ ، اللي يشوفها يقول ضاربتها و الا سابتها .
قال يوسف بملل : يمه انتِ بعد ما قصرتي فيها ... اتركيها فحالها تكفين ... البنت متحملة حركاتك و سااكته عشاني .. وانتِ مو مقدرة هالشي و كل ما جاك تزيدين عليها و تضايقنيها اكثر ... وهي بنت حسااسة و ما تتحمل .
شهقت لولوة بقوة و اتسعت عينيها بقهر اكبر و قالت : حسبي الله علييها عرفت كييف تجرك لصفها .. و انت لأنك طيب بسسرعة تأثرت فيها ... وراك ما تعرف حركات الحريم و كيدهم ... دموعها و كلامها كله تمثيييل عشان تكسر خاطرك و تغسل مخك .
كانت تتحدث بانفعال و غيظ و يوسف يستمع اليها و هو يشعر انه مشتت و مقسوم نصفين ما بين حساسية ليلى و تسلط والدته .
اما ليلى فكانت تستمع الى كلام الهنوف بصدمة ، قالت بعدم تصديق : طلقها !!!! بس هي قالت لي ان بدأ يتقبل الموضوع و يوقف معها ... طيب و كيفها نور ؟.... خلاص انا شوي و جاية .
انزلت بجوالها من اذنها ، وهي تنظر للفراغ بصدمة ، لم تتوقع ابداً ان يصل حال اختها للطلاق ، خرجت من الغرفة متجهةً ليوسف الذي فرغ من حديث والدته اخيراً ، اقتربت منه وهي تهتف : وصلني بيت اهلي الحين .
استدار لها وقال بقلق : ليه صاير شي ؟
قالت و هي لازالت تحت تأثير الصدمة : نور تطلقت ... ابي اروح اشوفها .
قالت جملتها تلك ولم تنتبه بأن ام زوجها كانت قريبة منها و سمعتها


يتبع


خد العروس & غير متواجد حالياً  
قديم 07-10-16, 04:38 PM   #175

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي

تجلس على السرير وهي تضم ركبتيها الى صدرها ، و في يدها جوالها ، تجري مكالمات لمنصور و جميعها تنتهي بعدم رده عليها ، بل تطور الوضع و لم يعد يتجاهلها فحسب ، بل اغلق جواله بالكامل ايضاً .
" الرقم الذي طلبته الآن مُغلق ، يُرجى محاولة الاتصال في وقتٍ لاحق "
رمت بالجوال بجانبها بضجر ، لا تريد منه شيء سوى الاطمئنان على ابنتها ، هل يشعر بالارتياح الآن و هو يذلني بهذه الطريقة ؟ هل بهذه الطريقة يفرغ عن غضبه و يشفي غليله مني ؟ اين اختفى الحب و الحنان و دفء الاحضان و اللمسات ؟ هل سيجرف هذا الغضب كل شيء جميل فيه ؟
دفنت وجهها بين ركبتيها ، تهمس بصوت لا يكاد يُسمع " ماعليه نور اصبري .. هو يبغاله فترة ليهدى و يرجع لطبيعته ... هو يحبني مهما صار .. يظل يحبني و فهالفترة بحس ببعدي عنه و ما بيتحمل و بيرجع لي "
شعرت بضعفها و عدم حيلتها وهي تهمس بتلك الكلمات ، شعرت بأنها ضعيفة مُثيرة للشفقة تتسول الاهتمام منه وهو يتجاهلها ، " يحبني ... يحبني ... يحبني " لمَ هي واثقة لهذه الدرجة انه يحبها ؟ هو حتى طيلة تلك الاربع سنوات التي قضتها معه كان يتجنب تلك الكلمة و يستسخفها ، يتجنبها و كأنها كلمة مُعيبة لا كلمة يُختصر فيها معنى الحُب ، فمن اين لها هذه الثقة بأنه يُحبها و سيعود ؟
قفزت الى عقلها ذكرى .. و كأنها تجاوب ذلك السؤال الذي يستفز كبريائها ، كانت تجلس مقابله على الاريكة ، تضع كفيها على كتفيه ، تُرغمه على النظر في عينيها ، بينما هو يشاهد التلفاز امامه باندماج غير مكترث برجائها ، كانت تقول بنفاذ صبر : قول لي احبك ... مابضرك شي .. كلها كلمة من اربع حروف ... ابي اسمعها يعني مو معقولة تكون صحيح تحبني و ماتقولها لي .. التعبير عن المشاعر ماهو عيب .
قال بلا مبالاة و هو لازال ينظر الى التلفاز باندماج : احبك .
قالت وهي تضغط على قميصه من كتفيه : قولها وانت تطالع في عيوني .. مو كذا و كأنك تقولها للتلفزيون مو لي .
التفت لها و نظر في عينيها : احبك
نطق بها بكل برود بل و باستخفاف ايضاً ، وقالها بسرعة ثم التفت الى التلفاز امامه ، شدت بيديها على قميصه بقهر ، و قالت بصوت مرتفع : موو كذا ..مو كذا ... وش هالأسلوب الجااااف اللي عندك .. مو كذا انا ابي اسمعها ... ابي اسمعها و انت تقولها من قلبك .
نظر اليها بانزعاج ، قال بزجر : ان ما قلتها ما عجبك وان قلتها بعد ما عجبك .. اقول قومي بس عن وجهي و اتركيني اشوف الاخبار .. ناس تموت و ناس تتشرد و انتِ قاعدة تستخفين دمك قدامي .
ابتعدت عنه و جلست بجانبه مُستقيمة الظهر و تكتف يديها بقهر ، اعادت نظرها اليه فوجدته و قد عاد لاندماجه من جديد و هذا قهرها اكثر ، التقطت جهاز التحكم الذي بجانبه و أطفأت به شاشة التلفاز ليستدير اليها و يرمقها بنظرات حادة غاضبة : شغليه ... اتركي عنك حركات البزارين و شغليه .
قالت ببرود وهي تحتضن جهاز التحكم : الحين اي اهم التلفزيون و الا زوجتك ؟ و انا ابي اهتمامك في هاللحظة .. ضايق خلقي .
رجع برأسه الى الوراء و ضغط عليه بكفيه بنفاذ صبر ، قال : الله يصبرني عليييك و على سخافتك .. اعطيني الرموت و يكفي هبل .
قامت من الاريكة و رمت جهاز التحكم بجانبه و قالت : دام هذا كلامك .. اجل خلي التلفزيون ينفعك و نام الليلة في الصالة معه .. اصلاً انت متعود تنام على الكنبة هالايام .... و التلفزيون موجود معك عشان تسهر معاه و يونسك .
ابتعدت عنه و هي تقصد غرفتها : تصبح على خيير
التفت لها و قد استوعب انها جادة في ما قالته ، قال منادياً لها : تعالي .. تعالي .. خلينا نتفاهم .. نوور .
ادارت رأسها له وهي تقف امام باب الغرفة : نعم ... شوف الاخبار ليه غيرت رايك ؟
قال بابتسامة : زوجتي اهم ... تعالي اروقك مو تقولي انك ملانه وضايق خلقك .. تعالي .
رفعت صوتها : لا والله .. الحيين لما خفت تنام في الصالة صرت اهم .. ومن شوي زافني وتقول عني سخييفة و ماعندي سالفة .
قام من مكانه و تبعها ، احاطها من خصرها و قربها اليه ليقبل وجنتها برقة ، قال باستسلام : وش اللي يرضيك ؟
نظرت اليه بحيرة ، تفكر في سؤاله مالذي يجعلها ترضى عنه ؟ اخذت تفكر ولم تجد شيئاً سوى ان يقول لها " احبك " وهو يقصدها ، و ان تشعر بصدقها من لسانه ، و لكنها ستبدو حقَّا سخيفة ان طلبت منه ذلك ، ستبدو و كأنها تتسول تلك الكلمة منه ، اشاحت بوجهها عنه ، و قالت بخجل : قولي احبك و انت تقصدها .
ضحك بهدوء ونظرت نور اليه بقهر : ليه تضحك ؟
احاطها مجدداً من خصرها ، نظر في عينيها و هو لازال يضحك : اضحك لأنك هبلة .
قالت بغضب : لا ...شكلك ناوي تنام في الصالة الليلة ... شكلها الكنبة مريحة و عاجبتك .
احتضن وجهها بكفيه وقبلها سريعاً على شفتيها ، ثم قال : تعالي ننام بس .. ندخل الغرفة و انا بقول لك هالكلمة بس بطريقة ثانية ... تعرفيني انا اقوالي كلها افعال .
احمَّر وجهها من كلامه و من المعنى منه ، قالت وهو يحاول سحبها معه الى الغرفة : مو فالح الا في قلة الحيا ... مافي فايدة .. الحكي معاك ضايع اصلاً .
ضحك و هو يحيطها بذراعه ثم يرفعها بخفة ، يغلق الباب خلفه وهو لازال غارقاً في ضحكاته .
رفعت رأسها عن ركبتيها ، و تشعر بضحكاته ترن في اذنيها بصخب ، و كأنه لازال يضحك عليها ، يسخر منها لأنها لازالت تُفكر به حتى بعد ان طلقها و اخذ ابنتها منها ، شعرت بالدموع تشوش رؤيتها .. ولكنها لمحت اختها تقف عند الباب وهي تنظر اليها بحزن واضح في عينيها ،
اقتربت ليلى منها و جلست بجانبها و ضعت كفيها على كفي اختها و هي تقول باهتمام : وش اللي صار ؟ نور انتِ بخير ؟
اقتربت نور منها و احتضنتها ، بادلتها ليلى العناق و هي تمسح على رأسها بحنان ، تعلقت نور بها وكأنها اخيراً وجدت احداً تعلق به حزنها و تفضفض له ، قالت بصوت باكي : طلقني ... و اخذ سارة بعد ... اتصل له و يحقرني ... هو من البداية ما كان عاجبه اللي صار مع هالة .. و لما رحت زرتها تضايق اكثر و كأنه لقا حجة عشان يطلقني و يخلص مني ... هنت عليه .. ما هميته و نسى كل اللي بينا و طلقني .
قالت ليلى وهي تُحاول ان لا تبكي امامها ، تتظاهر بالقوة علها تساعد نور و تجعلها تتماسك ، قالت و هي تحاول طمأنتها : وش اللي صار بينكم بالضبط ؟ مو معقوول يطلقك كذا و بس عشان هالة ... انتِ تقولي عنه عصبي و لما يعصب يقسى .. بس في الاخير يرضى .. مو انتِ قلتي انه تغير و بدا يتقبل الموضوع و يساعدك ؟ وش اللي قلبه فجأة ؟
كانت تحاول فهم تفاصيل ما جرى ، علها بذلك تساعدها بالتخفيف عنها و ايجاد حلول لمشكلتها ، و بدأت نور بالفضفضة و شرح التفاصيل و سرد التعقيدات التي حصلت معها ، و لكن ليلى لم تكن الوحيدة التي تسمع .. كانت الهنوف تقف خلف الباب تتنصت عليهن بصدمة ، وضعت كفها على فمها بخوف ، هناك قرص ايضاً ... مقطع فيديو بالصوت و الصورة يشرح ماحدث لهالة بالتفصيل ، و طلاق نور سببه الرئيسي هالة ، ابتعدت عن الباب تجر اذيال الخيبة ، تستحقر نفسها ، هي السبب في كل هذا ، لو انها استسلمت لخيال منذ البداية لما حدث ما حدث ، لما تدمرت حياة هالة و حياة نور و لم يُكسر والدهم و يُذل بهذه الطريقة ، لو استسلمت منذ البداية و تركت خيال تنفذ تهديها لتدمرت حياتها هي فقط لا جميعهم ، دخلت غرفتها حيث زوجها ، نظرت اليه ببؤس و قالت : نور تطلقت عشان هالة ... زوجها ما اتحمل كل اللي صار و طلقها .
صمتت تنظر الى ملامح وجهه التي تغيرت و تعجنت بضيق و غضب ، لم تخبره عن ذلك القرص لا ينقصها جنون فوق جنونه ، ابتعدت عنه تهرب من رؤية حزنه و بؤسه ، تهرب من غضبه الذي يخرجه على اي احد يقف في وجهه ، و لكنه و بشكل غريب لم يصرخ و لم يشتم او يلعن كعادته ، بل صمت مطأطأً رأسه للأسفل ، لم ينطق بشيء فقط يحدق للأسفل بانكسار و حسرة ، يشعر بالذل و الهوان بسبب هالة ، تمنى ان يكون سبب طلاق نور اي شيء آخر غير هالة ، تمنى لو كانت مجرد مشاكل زوجية لا علاقة لها بهالة ، كان ينوي الذهاب لمنصور للتحدث معه بشأن اخته ، و لكنه يشعر بالتردد الآن ، ماذا سيقول له ؟ و في ماذا سيتفاهم معه ، وهو يشعر بالخجل و الذل من الشيء الذي سيحدثه به ، في ماذا سيتحدث معه ؟ اي كلمة سيقولها قد تؤدي الى هالة .. و هو لا يتحمل ان يسمع اي اهانات قي صدد هذا الموضوع ، يخجل و بشدة .. ، و اذا كان هو اخوها لم يتحمل فضيحتها و الرغبة في داخله لقتلها و الخلاص منها تزداد يوماً بعد يوم .. هو اخوها و لا يرغب بها و يحلم في الخلاص منها بأية وسيلة .. هو اخوها و لم يتحمل فكيف يتحمل زوج اختها ؟ .. لا يستطيع لومه في طلاقه من نور فهو ايضاً مثله يريد الخلاص و راحة البال .. فكيف ينهره عن شيء هو يتمنى بلوغه ؟

*

ينظر للشارع الفارغ الذي امامه من نافذة سيارته ، يراقب الساعة ثم يعبث بجواله بضجر واضح على ملامحه ، تجلس بجانبه مروة و هي ترمقة بنظرات شك و حيرة ، قالت بصوت مرتفع : انت وش قصتك ؟ موقف السيارة ورا البيت و صار لنا على هالحال قريب الساعة ... ليه تبينا نمثل قدام ابوي و زوجته ان احنا مشينا الكويت من الظهر ؟ وتعااال لحظة ... وش بينك و بين ياسمين ؟
نظر اليها و قال بعدم حيلة : مروة ... انا طايح في مصيبة .
قالت ببرود : هه انت طول عمرك من مصيبة لمصيبة ... و كله بسبب هبالك .. وش مصيبته هالمرة ؟ لا يكون خالد عرفت بصور الريم اللي معك ؟
نظر الى الامام و تنهد بضيق : يــا لييــت .
مروة : اجل وش فيييك ؟
نظر اليها و هو يقول : ابي فزعتك معي
مروة بلا مبالاة : انت قول اول وش البلا الي انت طايح فيه ... بعدين اقرر اساعدك او لا .
اقترب منها و قال وهو يمسك كفها بتوجس : فيه بنت تلاحقني .
نظرت اليه بعدم استيعاب .. ثم ضحكت : ههههههههه بنت تلاحقك ؟؟ بس اللي اعرفه ان انت اللي تلاحق البنات مو هم اللي يلاحقوك ... هههههههه
زجرها : مروة ما امززح ... اتكلم جد .
مروة بسخرية : طيب و بعدين ؟ و تلاحقك و يعني ؟
وليد : امس كانت في البيت معنا ... تفاجأت لما شفتها .
مروة و هي ترفع حاجبها باستنكار : لاحقتك للبيت ؟ لييه وش عندها ؟... وش تبي منك ؟
رفع كتفيه بحيرة : ما ادري ... المشكلة اني ما ادري وش تبي مني ... و حالياً هي في البيت بعد .
قالت باستهزاء : لا يكون وحدة من اللي ضحكت عليهم و الحين جاية تنتقم منك ... اي احسن تستاهل اللي بجيك .
وليد و قد ذاق بسخريتها ذرعاً : يكفي استهباال ... بتساعديني و الا لا ؟
ابتسمت و قالت : و وش المطلوب مني ؟

*


الساعة الرابعة عصراً ، كان يجلس مع اطفال اخته و يلاعبهم و يمازحهم بهدوء ، اتجهت رانيا اليه و هي تحمل سارة على خصرها ، وآثار النوم عالقة في عيني سارة ، فقد نامت طوال النهار و استيقظت الآن للتو ، وقفت امامه و هي تقول بحزم : منصور يعني لمتى و هذا وضعك ؟ روح صالح زوجتك و خلصنا .. والله نور ماتستاهل اللي قاعد يصير .
قال بهدوء و هو ينظر اليها : رانيا لا تتدخلي
قالت بانفعال : لا .. بتدخل .. يعني تبيني اشوفك وانت تهدم حياتك بايدك و اسكت ؟ نور انت كنت مرتاح معها و هي ما كانت مقصرة عليك في شي ... ترى والله بتندم على هالحركات اللي تسويها فيها ... بتخليها تكرهك بهالطريقة .
وقف و اخذ سارة منها ، قبلها على وجنتها ثم قال : انا عارف وش قاعد اسوي و مقتنع فيه .
رانيا : و متى بترجع سارة لامها ؟ شوف منصور انا هاليومين عاطيتك وجه و سامحة لك تجيب بنتك عندي ... بس طبعاً ما برضى كل يوم تجيبها ... ما اقدر .. بسم الله عليهم عيالي ستة .. وما اتحمل تجيب بنتك معاهم بعد ... يكفيني ازعاج عيالي و مو ناقصة ... و انت دوامك مخربط .. مرة صبح و مرة لييل .. و انا ما اقدر اخذ بنتك في اي وقت .
قال بهدوء : مشكورة و رحم الله والديك ... بس هالفترة و بعدين بريحك منا .
قالت بهدوء : لا تزعل من كلامي ... بس هاذي الصراحة
ابتسم لها : لا شدعوة .. عادي .. وانا مقدر ظروفك .. و يلا الحين اخليك .. برجع الشقة .. امس هالفصعونة ماخلتني انام .. برجع البيت و بسحبها نومة .
ابتسمت ابتسامة عريضة فخطتها تسير بشكل جيد ، امسكت يد سارة الصغيرة وقبلتها ثم قالت : يلا باي يا حلوة .. لا تنسي اللي وصيتك عليه .
قطب منصور جبينه بعدم فهم : موصيتها على ايش بعد ؟
ضحكت : سر ... بيني و بين بنت اخوي .
خرج من المنزل و وضع سارة في المقعد الخاص بها في سيارته ، ابتسم لها و هو يراها تضحك و تنطق بكلمات غير مفهومة ، اغلق عليها الحزام الخاص بالكرسي ثم قبَّل جبينها بحنان ، جلس في المقعد الامامي ليقود سيارته و هو يُفكر بنور ، غروره يُعميه عن طريق قلبه
كان يتخبط في قراراته المتناقضة ما بين حبه لها و سمعته و غروره
الى ان انهى هذا التناقض و سلك طريقاً اختار فيه نفسه عليها ... هو سلك طريقاً لا يؤدي اليها ... طريقاً يبتعد فيه عنها ... عن نور .

*

حلَّ الليل و xxxxب الساعة تُشير الى العاشرة و النصف مساءً ، قضت ليلى وقتها منذ العصر الى الآن مع نور ، تواسيها و تحاول ان تخفف عنها وهي تتألم من الداخل لأجلها ، وهي الآن تجلس بجانب زوجها في سيارته عائدة معه الى المنزل ، سارحة بضيق و تفكر بتساؤل ، كيف هانت عشرة اربع سنوات في عين منصور ؟ كيف هانت زوجته و ام طفلته عليه و طلقها بهذه السهولة ؟ كيف يكون التخلي و الهجر سهلاً عنده لهذه الدرجة ؟
وضعت يدها على رأسها بضيق و هي تفكر بخوف و حزن و تتساءل في نفسها هل جميع الرجال مثل منصور ؟
كان يوسف يراقبها باستغراب ، يستغرب انها لم تنفجر و تخبره تفاصيل ما حدث و تفضفض له بصوتها الباكي كعادتها ، لم يتحدث معها و بادلها الصمت الى ان اوقف سيارته عند المنزل و نزل معها ليدخلا داخله .
دخلت الى الصالة وهي لازالت صامتة شاردة ، مشت مع يوسف يقصدان الدرج ، اتجهت لولوة اليهما وهي تقول بفضول : سلامات كيف صارت اختك ؟ ليش طلقها زوجها ؟
نظرت لها ليلى بلا مبالاة ، لا ينقصها فضول خالتها الآن ، نظرت الى يوسف بازدراء ثم تجاهلت الأسئلة الموجهة لها و تجاوزت لولوة وهي ترتقي الدرج بهدوء .
قال يوسف بهدوء : يُمه مو وقته هالكلام
ابتسمت لولوة في وجهه ابتسامة صفراء ثم ابتعدت ، و تبع يوسف زوجته الى جناحهما .
دخل الى الجناح وهو لازال يستغرب هدوء ليلى العجيب ، دخل الى غرفته وهو ينظر اليها حيث كانت تنزع عباءتها عنها و تعلقها داخل الخزانة ، التفتت له و قالت : حسبي الله عليه المعفن ... الله لا يوفقه .
قال باهتمام و هو يقترب منها : و كيفها نور ؟
قالت بقهر : متضايقة و مقهووورة و منهارة ... الله ياخذه النذل كسر خاطرها و قهرها ... الله لا يوفقه
احاطها بذراعه وهو يقول : يعني المشكلة بينهم ما لها حل ؟
ابعدت ذراعه عنها بعصبية ، وقالت بصوت يرتفع بالتدريج : وهو النذل عنده تفاهم اصلا ؟ طلقها حتى بدون لا تدري ... و اخذ منها بنتها بعد .
نظرت الى يوسف بغضب و دفعته بعصبية : الله ياخذه الخااايس ... الله ياخذه .
قطب جبينه وهو ينظر اليها : طيب و انا وش دخلني عشان تدفيني كذا ؟ الله يهدي الامور بينهم و
قاطعته وهي تدفعه عنها بالعصبية ذاتها : انتم الرجال كللكم انانيين و ما تفكرون الا بانفسكم ... يعني اذا انت قليل اصل و هانت عليك العشرة و طلقتها تروح تحرمها من بنتها لييييش ؟؟؟ تحرم ام من بنتها لييش يا حقيير ؟ ليش هالحركااات النذلة و الحقييرة ؟
اتسعت عيني يوسف وهو ينظر اليها ، اقتربت منه وهي تحتضنه بتناقض وقالت و دموعها بدأت بالانسياب على خديها ، رفعت صوتها ببكاء : كنت طول الوقت قاعدة احاول اكتم دموعي عشان لا ابكي واسبه قدامها و اضايقها و هي كانت تبكي ... قهرها الحقير .....كييف هانت عليه العشرة ؟ الله ياخذه النذل ابو وجهييين ... الله يقهره مثل ما قهر اختي ... حسبي الله عليه ... حسبي الله عليه.
ابتعدت عنه وهي تمسح دموعها عن وجهها بكفها و تشهق وسط بكائها و تنتحب بشكل هستيري ، نظر اليها يوسف بصمت و عينيه تنطقان ذهوله منها ، كيف لدموعها ان لا تنفذ ؟ كانت تبكي بشكل مبالغ فيه و كأنها خائفة ضائعة ، لقد انقلبت ملامحها الفاتنة الى شيء آخر ، كانت عيناها متورمتان محمرتان ، و انفها يسيل و قد اقرفه ذلك كثيراً ، و صوت نحيبها نشاز مزعج ... كم يشمئز من بكائها !!!!
اخذ ينظر اليها وهو يريد ان ينفجر مثلها ، ان يتحرر من هدوئه و يصرخ في وجهها بأنه مل و سأم و ذاق ذرعاً منها ومن بكائها و حزنها الذي لا يكاد ينتهي ، مل من كآبتها التي تلتحفها كل ليلة ، مل من سماع احاديثها التعيسة التي تشرح فيها اسباب بكائها و حزنها ، تشرح فيها خيبتها و خذلانها و ضيقها ، اعتاد ان يسمع تلك الاحاديث المختلجة بصوت بكائها و شكواها التي ترجع الى محور واحد " هالة " ، وكأن تلك الهموم سيناريو مكرر يُعاد عليه كل يوم حتى حفظه عن ظهر قلب ، لم تعد دموعها تؤثر به كالسابق ولم يعد بمقدوره ان يُواسيها كالسابق ايضاً ، فلكل انسان قدرة تحمل ، وهو يشعر بأن قدرة تحمله بدأت تنفذ .
ابتعدت عنه وهي تستلقي على السرير ، تتلحف بكآبتها مجدداً وتبكي بصوت مسموع ، اقترب منها بضيق و استلقى بجانبها بهدوء وهو ينظر اليها بشفقة ، لم ينطق بشيء لأنه فعلاً مل من مواساتها بنفس الكلمات ، احتضنها من الخلف ، يمسح بكفه دموعها في صمت يُشبه تعاستها .

*

في وقت لاحق .. الساعة الرابعة عصراً

تقف وسط المشغل النسائي الخاص بياسمين بشرود ، غير مكترثةً بأي شيء ، كان المشغل مزدحماً بالسيدات اللاتي اتين للعناية بجمالهن ، و الفتيات ( شمس و غلا و جواهر ) يقفن بجانب ياسمين و يطلبن منها بعض الخدمات بحماس بالغ ، كانت ياسمين تحدثهن و تخبرهن انها ستنفذ طلباتهن و لكن بعد ان يفرغ المشغل قليلاً من الزبائن ، كانت شمس ترغب في صبغ شعرها و جواهر ترغب بنقوش الحناء في يديها ، اما غلا ف طلباتها كثيرة ... فهي ترغب بأن تُجرب كل شيء هنا ، نظرت ياسمين الى هالة بقلق .. مظهرها ابداً لا يُطمئن ، و شرودها الغريب مُحير ، اتجهت لها وقالت : و انتِ يا هالة ما قلتي لنا وش ودك فيه ؟
استدارت هالة لها ، و تلك النظرة الشاردة تجعلها تبدو و كأنها مُنومة مغناطيسياً ، قالت بلا مبالاة : ما ابي شي .
ياسمين بابتسامة : ما يصير كذا ... اختاري اي شي ودك فيه و لا تستحي .
في هذه اللحظة ، سُمعت شهقة نسائية قوية ، ثم عم الضجيج في المشغل ، التفتت ياسمين بصدمة و تساؤل عما يجري .. و لِمَ هذا الضجيج ؟ و ما خطب تلك السيدة ؟
صرخت تلك المرأة " كيييف ولد يدخل مشغل نسائي .. وين قاعدين حنا ؟ "
شهقت هالة بقوة ثم غطت وجهها ، نظرت ياسمين بغضب الى مروة التي قد دخلت للتو الى المشغل و اثارت الشبهات حولها ، فهي بمظهرها الشاذ تبدو اقرب لصبي مراهق لا فتاة ، كانت ترتدي قميص رجالي اسود فضفاض يُخفي معالمها الانثوية ، شعرها محلوق نصفه و النصف الآخر يُغطي وجهها ، تدخن سيجارتها بلا مبالاة ، صرخت ياسمين : مروووة
التفتت مروة لها ببرود ، نظرت للنساء اللاتي قمن بستر انفسهن عنها بسخرية ، قالت بصوتها الناعم : هههههه سوري اذا خوفتكم ... بس انا حرمة حالي من حالكم ليه تتغطون عني ؟
كان صوتها الناعم لا يتناسب ابداً مع مظهرها الخشن ، و لكنه محى الشبهة عنها و اثبت للجميع حولها بأنها فتاة ، عاد الهدوء للمشغل ، همست سيدة لأخرى : بنات هالوقت ما ينعرف لهم ... زمن يخوف .
ازاحت هالة الغطاء عن وجهها ، نظرت الى مروة بتقزز و اشمئزاز .. ابتعدت و جلست على الكرسي بهدوء .
كانت ياسمين تقف امام مروة و هي تتمنى لو تستطيع صفعها ، لقد اثارت لها مشكلة من لا شيء ، قالت بحنق : مو المفروض تكوني الحين مع اخوك في طريقكم للكويت ؟ وش جابك هنا .. خير ؟
ابتسمت مروة باستفزاز و قالت : كنا رايحين ... بس ابوي يبيك في شغلة ضرورية و قال لي انادي عليك
ياسمين باستغراب : وش عنده سامي ؟
رفعت مروة كتفيها بلا مبالاة : مادري ... روحي له و بتعرفين .
ابتعدت ياسمين لتخرج ، تابعتها مروة بعينيها الى ان تأكدت انها خرجت و ابتعدت ، انتظرت لدقائق لتتأكد بأن ياسمين ابتعدت كثيراً ، التفتت تنظر الي النساء حولها ، تبحث بعينيها عن فتاة قصيرة و نحيلة سمراء ذات شعر كستنائي قصير ، سقطت عينيها على هالة ، اقتربت منها بشك لتتأكد بأنها بنفس المواصفات التي اخبرها عنها وليد ، جلست بجانبها و قالت بابتسامة : مرحبا .. انتِ هالة ؟
ابتعدت هالة قليلاً عن مروة بحركة لا ارادية ، نظرت اليها بارتياب و قالت بربكة : اي انا هالة
مروة : ياسمين قالت لي اقولك تلحقينها ... تبغاك في موضوع .
هالة : بس هي وين راحت ؟
مروة و هي تشير الى البوابة الخلفية : اطلعي من هذا الباب و بتشوفينها .
قامت من مكانها و لم تشك ابداً في شيء ، كانت ترتدي عباءتها و تتحجب بطرحتها ، و تظهر بعض من خصلات شعرها ، خرجت من تلك البوابة التي اشارت لها مروة بها ، اغلقت الباب خلفها و التفتت تنظر يمنةً و يسرى حولها ، كانت تقف في نهاية الحديقة الواسعة التي تُحيط بالقصر ، تقدمت عدة خطوات تبحث عن ياسمين ، وقفت تنظر عنها بعينيها و لم تشعر الا بيد خلفها تسحبها بشدة .
لقد داهمها وليد من الخلف , امسك بذراعها ليقلبها ناحيته ، ويُقابل وجهها المذعور بملامحه الغاضبة ، شهقت شهقة قوية و اتسعت عينيها على مصرعيها ، جسدها كله ينتفض و يرتعش ، اضطرب دخول الهواء الى رئتيها حتى برزت عروق نحرها ،
سحبها معه و كانت خفيفة جداً بالنسبة اليه ، فلم تستطع ان تقاومه ، تنظر اليه بعينين متسعتين مذهولتين ، ابتعد معها عن المشغل ، الصق ظهرها بسور الحديقة ، و هو ينظر الى عينيها المتسعتين بغضب ، يعتصر ذراعها في يده ، ينظر الى ملامح وجهها و تنعاد تفاصيل تلك الليلة في عقله ، انها هي ... الفتاة الدمية ، و لكنها لا تبدو كالدمية الآن ، قال بصوت غاضب : انتِ وش تبغين مني ؟
خيال تبي تبليني فيك ليش ؟؟؟
كانت هالة ترتجف في هلع و خوف و عدم استيعاب لهذا الجنون الذي تعرضت له بدون اي مقدمات ،
و كانت في سرها ، تتحسس شيئاً غامضاً يلسعها في اوردتها ، مثل وخزة الابرة ، ثم قطرات رعب مُتسائلة تتسرب عبر رئتيها ، نظرت الى عينيه بنظرات مهزوزة هلِعة تُشتتها في تقاسيم وجهه ...وعلامة استفهام كبيرة تُحلق على رأسها ... هل رأت هذا الوجه من قبل ؟ بينما ذراعها تٌعتصر بواسطة قبضته ، أطرافها ترتعش و الشفاه فاغرة والاهداب ترتجف ، تتحسس ذلك الألم ، قوة ضغطه عليها ، كلماته التي لم تفهمها ، وذلك الشيء الغامض صار يطغى في روحها اكثر ... هل رأت هذا الوجه من قبل ؟
صرخ وليد في وجهها : ليييه ساكته ؟؟ انطقي
ترتعش اطرافها اكثر وكأنها تتعرض لصعقة كهربائية ... و تكثر الاستفهامات داخلها و تكثر الاسئلة .... و لا اجوبة ، شعرت برغبة في الصراخ لم تستطع هذه المرة كتمها ، فأطلقت العنان لصُراخها ... فصرخت وصرخت بأقوى مالديها لتنفي تهمتها ... مثل كل مرة .


انتهى
اتمنى الفصل يكون قد المستوى ... بزعل كثيير اذا ماشفت تعليقاتكم وفيه اعضاء اختفوا فجأة و افتقدهم كثيير اتمنى اشوفهم هالمرة في ذا الفصل + ترى اذا زعلت زعلي جااايد

قراءة ممتعة


خد العروس & غير متواجد حالياً  
قديم 07-10-16, 05:03 PM   #176

sanity

نجم روايتي وكاتبة وقاصة ومصممة مساعدة في منتدى قلوب أحلام وعضو في فريق الترجمة ومتابع مميز في القسم الطبي والنفسي

alkap ~
 
الصورة الرمزية sanity

? العضوٌ??? » 326029
?  التسِجيلٌ » Sep 2014
? مشَارَ?اتْي » 5,962
?  مُ?إني » vancouver
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » sanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك carton
?? ??? ~
in my own fairytale, only you playStay more here, my passion hiddenand even to Hell I would follow youHold me just yetfire in the bodyand dizziness in my mind
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اهلين فيكي خد العروس
مع اني ما عرفت معنى كلمة جااايد
لكن اكيد كلو الا زعلك
انا بحب اقرا فصلو روايتك ع مهلي مشان عيش الحدث ههههه
لهيك بنسى شغلات كتير لما علق
برجع بعد القراءة


sanity غير متواجد حالياً  
التوقيع
saray

قد أكُون سيئاً ، لكني لا أخون قلباً هرّب مُرتجفاً من صُدور الناس لِـ صدري ...
قديم 07-10-16, 05:04 PM   #177

sanity

نجم روايتي وكاتبة وقاصة ومصممة مساعدة في منتدى قلوب أحلام وعضو في فريق الترجمة ومتابع مميز في القسم الطبي والنفسي

alkap ~
 
الصورة الرمزية sanity

? العضوٌ??? » 326029
?  التسِجيلٌ » Sep 2014
? مشَارَ?اتْي » 5,962
?  مُ?إني » vancouver
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » sanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك carton
?? ??? ~
in my own fairytale, only you playStay more here, my passion hiddenand even to Hell I would follow youHold me just yetfire in the bodyand dizziness in my mind
?? ??? ~
My Mms ~
Elk

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 3 والزوار 3)
‏sanity, ‏خد العروس &, ‏*£ دودي المزيونه £*


sanity غير متواجد حالياً  
التوقيع
saray

قد أكُون سيئاً ، لكني لا أخون قلباً هرّب مُرتجفاً من صُدور الناس لِـ صدري ...
قديم 07-10-16, 07:41 PM   #178

عبيركك

نجم روايتي وفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية عبيركك

? العضوٌ??? » 308350
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 7,127
?  نُقآطِيْ » عبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sanity مشاهدة المشاركة
اهلين فيكي خد العروس
مع اني ما عرفت معنى كلمة جااايد
لكن اكيد كلو الا زعلك
انا بحب اقرا فصلو روايتك ع مهلي مشان عيش الحدث ههههه
لهيك بنسى شغلات كتير لما علق
برجع بعد القراءة
على مااعتقد زعلي جايد يعني زعلي قوي


عبيركك غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 07-10-16, 08:21 PM   #179

عبيركك

نجم روايتي وفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية عبيركك

? العضوٌ??? » 308350
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 7,127
?  نُقآطِيْ » عبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond repute
افتراضي

ياسمين علاقتها مع سامي علاقه مصالح هي تحس بالامان المادي والمعنوي بس قلبها لم يدخل بالمعادله يمكن بالفعل بتشعر بمشاعر ابويه طبعا هذا الشى ليس لمصلحتها بعلاقتها معه لازم تحسسه انه الحبيب سامي يريد انثى بحياته لمتعته يمكن هو يهتم فيها ومتعاطف معها بس اليوم اكتشفت انه سامي انسان متحرر جدا انا لست ضد ان الاب يتقرب من اولاده ويجعلهم اصدقائهم ولكن يجب بالبدايه ان يقوم بدور التوجيه وسامي بعيد نهائيا عن التوجيه هو غير قادر على السيطره على انفلات وليد وعلى شذوذ مظهر مروة وحتى علاقه وليد بمروة مافي توجيه يمكن بسبب البعد عن الدين ومبادئه فرده على دخان مروة صعقني طبعا هذا الجيل الدخان منتشر بين البنات اكثر من الشباب ولكن على الاهل توجيهم ومراقبتهم وبيان مضاره ليس ان يسكت ويقول مراهقه سامي سلبي بتربيته ولذلك وصل وليد ومروى لهذا الوضع \\\\بالسراء والضراء هذا مبدا الزواج ولكن للسف منصور ويوسف يريدون الزواج ان يكون سراء دائما منصور بدل مايقدر الظروف الي كانت نور بتمر فيها حتى لو كانت اختها مذنبه فهي تبقى اختها واذا غلطت ممكن ان تقومها وتهديها فرب العالمين غفور رحيم لما لم يراعي ظروفها ويعرف ان تصرفها من كثر الضغط الذي كانت تمر بها لا هو لم يستحمل غلطتها معه وكان رده شديد وحازم طلاق منه يتخلص من انتمائه لعائلتها ومنها يعاقبها على تصرفها معه لايهمه يدمر عائلته ويحرم ابنته من امها المهم كبريائه وغروره اخته تحاول زعاجه بساره ليرجع نور ولكن اعتقد ان نور ومنصور انتهوا ويمكن العمل القادم لمنصور هو الزواج ليزيد قهر نور بتعرفي خد العروس لو كان هل الامر صار مع منصور كانت نور ساندته ووقفت معه ولكن للاسف منصور هو الذي خسر واتمنى ان نور ربي يعوضها عنه باحسن رجل يكون سند لها بكل الظروف يمكن هل الازمه لكشف معادن الناس من هو الاصلي ومن هو التقليد \\\\يوسف بدا بالملل من دموع ونكد ليلى وهو يشمئز من بكائها وامه تمارس دور الحمايه بكل وجوهه فليلى اصبحت مكسوره الجناح واسرتها انكسرت لولو نسيت انها ام لثلاث بنات والله يمهل ولا يهمل يوسف بطريقه لعمل نفس منصور لانه مل يريد ليلى لبسطه ولغرائزه فقط \\\حامد يشعر بان منصور معه حق بطلاق نور فهو لم يتحمل الفضيحه فكيف الغريب الهنوف اخيرا شعرت بكبر فعلتها ويمكن لماترجع ليلى كمان ضميرها يانبها اكثر ولكن هل ستعترف بفعلتها اشك هي سكتت من البدايه خوفا من الفضيحه وان حامد يطلقها الان بعد ماتدمرت العائله ستعترف لااعتقد \\\هاله بدات ازمتها تدمر عقلها ورفضها للدواء شى مضر لها يجب ان تعترف بحاجتها للمساعده فماجرى لها شى كبير وخاصه انها لاتعرف كيف صارت متهمه بشرفها الشى الي مستغربته لماذا لم يقوموا بفحصها للتاكد من وضعها يمكن لو عرفوا بعذريتها يشكوا بالامر وان هناك شى موطبيعي \\\\وليد لماذا الهتمام بهاله لهذه الدرجه هل هو يظن انها تلاحقه كما اخبر مروى ام انها تشغل فكره ياترى لو عرف قصتها هل سيقول ماجرى معه ويكشف برائتها ام سيسكت لانه متورط بشكل ما بالموضوع الان هو بمواجهه مع هاله الي اكيد حتجعلها تنهار وتقع بانهيار عصبي وخاصه ان وضعها ملخبط الامور متازمه مع الجميع وخيال اكيد تراقب اثار عملتها وانتقامها واكيد الحقيقه ستقولها للاب لتتشفى منه بالوقت المناسب بس بعد خراب العائله كلها مشكوره على البارت وبانتظار القادم

عبيركك غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 08-10-16, 01:03 AM   #180

sanity

نجم روايتي وكاتبة وقاصة ومصممة مساعدة في منتدى قلوب أحلام وعضو في فريق الترجمة ومتابع مميز في القسم الطبي والنفسي

alkap ~
 
الصورة الرمزية sanity

? العضوٌ??? » 326029
?  التسِجيلٌ » Sep 2014
? مشَارَ?اتْي » 5,962
?  مُ?إني » vancouver
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » sanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك carton
?? ??? ~
in my own fairytale, only you playStay more here, my passion hiddenand even to Hell I would follow youHold me just yetfire in the bodyand dizziness in my mind
?? ??? ~
My Mms ~
Elk

بدي الفصل الجديد هلى ما فيني اصبر .
رح ابدأ من الاخير
هالة وليد .بتصور صراخ هالة حرم وليد من الاستجواب يلي كان بدو يعملو
واكيد بعقلا لهالة صورة وليد مخزونة الا ما يجي يوم وتتذكر
هلى اكيد رح تجي ياسمين وتنقذها
هي خافت منو لانو رجل متل خوفها من مروة وبعتقد عدم شربها للادوية خلاها غير متزنة . بتعرفي بحالات الخوف والحباط شو بيصير
أنا امرضت نفسيا قبل ست سنوات . وصار عندي اكتئاب حاد لكن الحمد لله هلى انا بخير
اتعلمت كيف قدر الاشياء الجميلة بسبب لحظات سوداء مرأت فيها بعد الانفجار ويلي بقصدو انفجار حقيقي طلعت منو سالمة جسديا لكن نفسيا لا . كنت ما بقدر لانو كل مرة نام فيها عيش اللحظة من جديد واسمع الصوت
فترة طويلة فضلت فيها خاف من الاصوات العالية اتخيلي انو سافرت ع كندا بهل فترة وكنت مرعوبة من الاصوات بالمطار
هلى لما وقف قول معقولة كنت خاف من هيك شي واضحك . كنت فز بالليل حس قلبي بدو يطلع من صدري بسبب الخوف اخذني زوجي لطبيب نفسي وبعد ما كتبلي دواء صرت نام الليل بطولو
انا حكيت تجربة مؤلمة جدا ببضع اسطر لكن ما بعرف ليه ينظر للتعبان نفسيا ع انو مجنون .
المجنون انسان ما عندو عقل ما بيفكر بالحدث يعني هالة خايفة . كانت دائما عايشة مدللة ببيئة مستقرة وفجأة انهدمت هل بيئة
فاذا كانت ما اهتمت بيلي صار وما تأثرت ساعتها رح تكون انسانة مش طبيعية . وحدة المجنون يلي ما بيخاف وما بيتأثر .
وليد المجنون شخصية منعشة ما بتعرفي شو ممكن يعمل
يعني شو بدا خيال منو مشان تبعت الدمية متل ما سماها ورا .
منصور بتصور رح يخطب او يتزوج لانو بهيك حالة فقط ممكن ينسى نور
ليلى ومشاكلها . انا ما بحب ليلى لانها قاسية . حتى لو هالة كانت غلطانة . هي اذت نفسها اكتر من اي حدا تاني وموقف ليلى معها كرهني في ليلى
هلى عم بيصير الامر ذاتو معها زوجها ما عم يهتم بدموعها يلي هي وسيلة تتقول فيها انها تعبانة مش مهم اذا هل دموع غلط او لا
يعني هالة كمان بكت لكن ليلى كرهت دموعها ولامتها
بإنتظار الفصل القادم بشوق يا شريرة
ع هيك نهاية للفصل . هلى بضل متشوقة . ياترى رح تتذكر
ابدعتي ميرسي للتنزيل
قبل ما انسى انا شاركتك بتجربة الاكتئاب لانو بتمنا اتوضحي انو الجنون ما هو الانوع من انواع الامراض النفسية العديدة ويصل اليه الانسان بمرحلة نهائية ينفصل فيها الدماغ عن الاحساس بالواقع فبيصير الشخص غير قادر ع الربط بين الواقع والدماغ
اما هالة فهي غير مجنونة لانو خوفها بسبب غريزة البقاء وهيدا بيفسر خوفها من الذكور ورد فعلها لما شافت مروة و وليد بياكد عدم تغلب عقلها ع اللحظة يلي طعنها فيها اخوها وكمان الصور يلي كانت فيها مع ذكر ما بتعرفو مع انو عقلها الباطن ترجم معرفتو بوليد سواء بصدمتها لما شافت الصور او برؤيتو شخصيا
يعني هي لهلى عايشة المشكلة و صراخها و الوخز بشرايينها كان نتيجة طبيعية لارتفاع الادرينالين
للاسف انزعجت من عدم تقبل البنات حالة متل هالة ببيت الحماية يعني لو حاولوا يساعدوها شوي يطلعوها من التقوقع يسألوها بدل ما بيخافو منا لكن كمان عذرتهم نتيجة عدم وجود وعي
الفصل رااائع وبعتذر طولت عليكي


sanity غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:42 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.