آخر 10 مشاركات
لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          32 - القلب اذا سافر - جيسيكا ستيل (الكاتـب : فرح - )           »          المستفيد الحبيب - أن هامبسون - عبير - عدد ممتاز (الكاتـب : pink moon - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          126 - السهم يرتد - آن ميثر - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : ورده قايين - )           »          169- الرجل الفراشة - سارة كريفن- ع. ق (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          447 - وتحقق الأمل - د.م (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-16, 09:08 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



\\

البارت السابع عشر...

قراءة ممتعه^^

لا تلهيكم عن الصلاة...



ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ




اقف هناك..خلف الفتاة التي احببتها طول حياتي , تلقي نفسها في حضن ابي..وتبكي بكاء تقطع له قلبي!!..
وابي يعصرها بين ذراعيه وكأنه بهذا يعوض البكاء!!..وهي مسجونة في صدره دون مقاومه!
اما انا مصدوم...كل شيء حدث بسرعه...
انظر الى ذلك الجسد المغطى بغطاء ابيض ولا اصدق انه جدتي حقا!!.
انظر الى مايا واتذكر معاناتها .. امها وابوها .. ثم بعد اختها .. ثم جدتها!!
اشعر بخنجر يختلج صدري ويمزق روحي!..
اريد ان اصرخ .. بل ان داخلي يصرخ فعلا..حزنا وألم .. لكن خارجي..مثل الجدار الذي خلفي!!..لا اتحرك لا اتنفس لا اتكلم ولا افعل شيء!..
تأتي شهقات مايا الى مسامعي فتفجر طبلة اذني...ليس لانها عاليه بل بسبب ارتجاجها المؤلم والمختنق!..
كانت الممرضات يتحركن حولنا .. دون ان يلتفتن الينا او ينظرن اصلا..فهن مشغولات بنزع الاجهزة عن جسد جدتي الغاليه!!..
دخل الطبيب مفزوع وهو يسأل عن الذي حدث!!.
اخبرته احدى الممرضات ان القلب توقف عن النبض فجأه...فتقدم منا ببطئ وقال:
"انا لله وانا اليه راجعون..تعالوا معي"
رفع ابي رأسه ونظر اليه قائلا:
"لا حول ولا قوة الا بالله"
ثم ابعد عضلاته عن مايا وامسكها من عضديها وقال:
"قومي معي يا ابنتي"
نظرت اليه ثم قامت ببطئ وهي تستند على يديه وترتشف الهواء ارتشافا!!!
تبعتهما دونما تكلم..
وفجأة اتصلت بي سدين!...فعادت الي ذكرى ما حدث يوم امس...

عندما جاءت سدين لتجلس معنا تكشر وجه امي بعدم رضى عن مظهرها!..بينما انا اصلا لم اكن راضيا عن أي شيء بعدما قال لي عمر عن نواياها!!..لم اسمح لامي وابي ان يفتحا موضوع الخطبه ثم قلت لأبوها:
"يا عم .. انا جئتك اليوم مع عائلتي اليوم فقط لأقول لك...ان سدين ازعجتني كثيرا في عملي .. فاما ان تتركني وشأني او يكون لي معها تصرف آخر!"
كانت ردود افعالهم بارده وكأن الامر طبيعي عندهم لكن تظاهر الاب بالاهتمام ثم قال:
"لا تقلق ... سأضع لها حد!"
ولم تطل زيارتنا ... على كل حال لم اطق رؤيتها اكثر..كما انني كنت مشوش التفكير وانا افكر في مايا واتكلم مع نفسي عنها...كيف تسرعت هكذا؟!...ربما اخبرتها جدتي الآن بعد ان اتصلت بأبي قبل ان نخرج!!...

الغريب الآن انها تتصل بي!...قطعت الاتصال ولم ارد...كانت مايا في حالة يرثى لها من الهلع والبكاء والضعف !..لهذا قرر ابي ان يأخذها الى المنزل ...
***
ظلت مايا مصرة ان تذهب إلى بيت جدي ولم ترضى أن تذهب إلى بيتنا... وعندما دخلت هناك..انخرطت في البكاء المرير مرة أخرى وهي تروي لنا بمرارة كيف وجدت جدتي مرمية على الأرض!!..لن اصف لكم الموقف .. لأنني لم احتمل وقتها وبكيت كما بكى أبي!..
بعدها دخلت مايا إلى غرفة جدتي وبدأت تتلمس كل شيء يخص جدتي!.
كان هذا الموقف صعبا علينا كثيرا!..
سيطر ابي على نفسه بصعوبة ثم اخبر جدي وحسن ومن بعدها عاد الى المنزل بعد ان جعلني ابقى مع مايا ...
كنت اجلس غرفة المعيشة بسكون خارجي...لكن في داخلي صراع كبير بين الماضي والحاضر .. بين هذه المصيبة والمصيبة الاخرى...
مرت الدقائق كالسنين...الى ان جاءت مايا .. وعندما رأتني وقفت كالصنم مكانها .. لم تكن تتوقع ان احد بقي في المنزل!!.
رأيت ارنبة انفها الحمراء..وجفنيها كذلك مع عينيها .. التورم!..
وقفت بتلقائية وقلت:
"مايا ليـ..."
لم اكمل جملتي حتى انفجرت دموعها وركضت الى غرفتها!!..
شعرت ان العالم غرق في السواد!!.
لا يمكن لقلبي ان يراها بهذه الحاله..ربما شكلها هكذا اثر بي اكثر من موت جدتي نفسها!
بقيت متسمرا في مكاني وانظر في مكان وقوفها ...
يا لقلبك يا مايا..كيف تتحملين كل هذا؟!



***




اليوم التالي..
جفت دموعي تماما !!..
لم ابكي .. لكنني كنت في حالة صدمه...تكورت فوق سريري بهيئة الجلوس منذ آخر الليلة الماضيه!!..وبقيت على هذه الحاله الى الآن!!..
عندما جاءت اسيل كانت تبكي بمرارة..لكنني لم ابكي..بل اكتفيت بالاختناق وبلع غصتي!!..
رأيت بطنها المنتفخه!!..تلك البطن التي ستطرح مخلوق جديد الى هذه الدنيا الكئيبة .. وفي نفس الوقت يموت آخرون!!
لم ارى جدي ...
هناك فوق سريري .. شعرت ان هناك هالة مظلمة جدا تحيط بي ... بالكاد ترمش عيني .. صامته .. وساكنة كالموت!..ووحيده.
12 ساعة وانا على نفس الوضعية ...
الى ان جاءت عمتي عبير الى غرفتي .. حاولت إخراجي من الذي انا فيه...لكني أبيت ان استجيب..حتى الكلام لم اعد اتكلم...
كنت اسمع صوت البكاء يخرج من جدران المنزل ... كأن هذه الجدران تفتقد جدتي ايضا..او ربما صوت بكاء اسيل وخالتي القادم من الصاله!!
كنت أواخر الدموع قد أبت السقوط .. ورفضت العودة ايضا..فظلت عالقة على اطراف رموشي!!
كان لساني متجمد في جوفي فعلا...لكن في عقلي...اعاصير ودوامات من الصراخ والكئابة والذكريات الزجاجيه .. التي انكسرت في الزمن ومزقت كل ذرة سعادة دفنت في قلبي!!
كان شريط من الافلام القديمة .. أراه يعرض في عيني ولا يراه احد غيري...
حياتي في حضن امي وابي...
حياتي مع جدي وجدتي...
في لحظة انقطع نفسي ولم استطع اخذ أي ذكرة اكسجين!!..كأن رئتي تريدان قتلي لتريحانني من تعب الحياة!!
لكن للأسف ام امت!!
شاهدت وجه جوهرتي حياتي وهما في الثلاجات!!..كيف كان ذلك الموقف مؤلم...
وتذكرت الصفير المزعج الذي اعلن عن وفاة جدتي!!
تذكرت...لؤي الذي خرج من قلبي فترك ثقب كبير يعجز أي طبيب عن علاجه!!..
بتّ اكره نفسي ... ربما انا نحس!!..كلما تقربت من احدهم مات!!
نظرت الى مدالية مفتاح سيارتي ... فجلعت افكر..لماذا لم آخذ بنصيحة اسيل ونسيت لؤي؟؟..ثم رأيت ملابس الصلاة ... فتذكرت كل ما علمته لي جدتي...
ربما كانت حكمة الله من موت امي وابي .. هو ان اتعلم الدين عند جدتي ... وبعد ان انتهت مهمتها .. انتقلت الى عالم آخر!!
لكن هذا لن يجبر قلبي المكسور ملايين القطع!
في ذلك اليوم..اظنني نمت على نفس وضعية الجلوس تلك ... دون ان ارى احد!!



***




خيم الحزن على كل العائله...فصار كل شيء ساكن الا صوت نحيب وبكاء!
بعد ان تم دفن جدتي..لم يخرج جدي من غرفتها ...
وكل المجتمعين في غرفة الضيوف كانوا صامتون او يبكون!!
لكنني لم ارى مايا...
ذهبت الى الحديقة الخلفية .. لان شباك غرفتها مطل عليها ... لكنني وجدت ساكنه!!
خفت ان يكون قد حدث لها شيء...
لكن ما كان بيدي ان افعل شيء!
جلست على الارض .. وسمحت لدموعي بالانسكاب على العشب !!
***
عندما بدأ العزاء...
بقيت بعيدا كل البعد عنه...فلا استطيع التحمل !
وعندما كنت امشي في الشارع وحيدا ...
تناثرت حبات المطر على الارض!!....ها قد بدأ الشتاء حقا!!...
ومع بدء فصل جديد...فقدنا شخص غالي جدا علينا جميعنا



***





يوم آخر ينقضي من اسوأ ايام حياتي...
فوق سريري ...
على نفس الوضعيه...
خالتي واسيل حولي تحاولان اقناعي بتناول الافطار..او أي شيء ..
لكنني لا اعطيهما اهتماما..ولا انظر اليهما حتى!..
نظري مثبت في الفراغ...فعليا انا لا ارى شيء امامي...فلا ارى الا الذكريات المؤلمه...
وبعد محاولات فاشله من الدموع والكلام والاقناع...خرجتا من عندي وهما يجران اذيال الحزن ..
كلما وقعت عيني على شيء في الغرفه...تهأيت طيف جدتي تبتسم لي فهطلت دموعي!
رغم كل حزني الذي تكدس فوق قلبي المهروس تحتها...الا انني كنت انتظر!!..كنت انتظر ان يأتي جدي وأرتقبه...
هو الوحيد الذي يمكنه ان يخفف عني الآن!..
هو الجزء الآخر من جدتي...وربما اجدها فيه...لهذا كنت انتظره...لكنه لم يأتي!..اجل اعلم انه مكسور مثلي ...وربما حزنه يفوق حزني كثيرا...عاش معها ما يقارب الخمسين سنه!...لقد صارت جزء من جسده..لكن مات هذا الجزء...فمات هو .. ومت انا!
لم اعد استطيع التحرك..كلما قمت بحركة بسيطه...تذكرت انني بعافيتي وجدتي متوفيه فتزيد دموعي!
لم افتح فمي ولم انبس منذ يومين...
صرت اظن انني فقدت القدرة على الكلام..او حتى فتح الفم وتحريك الشفاه!
وهكذا انقضى الحال الى اليوم التالي...
حاول الجميع ان يجعلني اتحرك او آكل...لكنني لا اسمع لا ارى لا اتكلم!
اسيل وخالتي وعمتي ومها ونسرين ومنار وسعاد وخالي وتبارك وشيماء وبراء...
الجميــع!
لكنني صرت عمياء عن رؤية أي شيء جميل او سعيد....كل ما في الحياة صار أشبه بوحش!



***




نجلس في الصالة ...
وغيمة حزن عملاقة تخيم فوقنا...
الى ان قال ابي بصوت مختنق من القهر على جدتي:
"لا يمكن ان تبقى مايا على هذا الحال!"
سقطت دمعة من اسيل وقالت:
"انها لا تأكل ولا تشرب منذ ثلاثة ايام!!"
قالت امي:
"مسكينه...انصدمت من الوقع المؤلم هذا!..ان تموت جدتها بين يديها ليس بالامر الهين!"
قال ابي:
"قلبي يتقطع عندما انظر اليها..."
كان جدي جالس وصامت بيننا ... فهو الاخر منذ وفاة جدتي بالكاد يتكلم او يشرب الماء!..
قلت:
"سيكون خروجها من هذه الحاله صعب جدا"
حلت دقيقة صمت ثم قال حسن:
"اذا بقيت في المنزل ستظل تتذكر..."
قاطعته اسيل:
"لهذا سنأخذها معنا عندما نسافر الاسبوع القادم"
لا .. لا اريد ان تبتعد مايا عني!!...قلت بسرعه:



















لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-16, 09:11 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\

قلت بسرعه:
"لكن دراستها!!"
ردت:
"على كل حال هي لن تداوم في الجامعه..لهذا ستسقط هذا الفصل وتبدأ في الفصل القادم!"
صمتت قليلا ثم قلت:
"او يمكنها ان تمتحن عبر الانترنت..اظن ان هذه الخاصيه موجودة في جامعتها للذين معهم عذر خاص"
"اجل...يمكنها ان تمتحن من منزلنا في الخارج"
فجأة وقف جدي وخرج من الغرفة بخطوات كبيره...
نظرنا في وجوه بعضنا...وكأننا كنا نعلم انه ذاهب لها..



***




خطين متوازيين من الدموع على وجنتي يسيران ببطئ وانا اتذكر كيف كانت جدتي توبخني اذا لم اكمل طبقي!!
فجأة دخل احدهم...كالعادة لم انظر اليه...
جاء وجلس بجانبي...قال بصوته الدافئ:
"مايا"
انه جدي ... انه جدي!...
نظرت اليه وتقوس حاجبيّ انذارا للبكاء..قال:
"لماذا تفعلين هذا بنفسك يا ابنتي؟"
شهقت وقلت بصوت محصور في صدري:
"لقد ذهبت الغاليه!"
تجمعت الدموع في عينيه ثم قال:
"ألم تعلمك الغاليه ان تلجئي الى الله دائما؟؟..ألم توصيكِ بقراءة القرآن دائما؟!"
هبط دموعي في حجري ثم قلت:
"لكنني لا استطيع اكمال حياتي من دونها!!"
ابتسم وقال:
"لقد اكملتي حياتك من بعد والديك !..اذا يمكنك ان تكملي حياتك من دونها!"
"لكن..لكن"
لم اجد كلماتي..وجدتي لملم جروحي الى صدره واحتضنني بحب ودفئ...اخذ يمسح على شعري وهو يكبح دموعه بصعوبة ويقول بصوت مرتجف:
"الحياة لا تتوقف عند موت احد"
غمرت رأسي في كتفه وقلت:
"يبدو ان الحياة اعجبها طعم دموعي!"
لم اسمع منه ردّا .. فغرقت بدموعي واظن ان دمعتين هربتا من عينيه!
***
صليت الفجر ... وفتحت المصحف الذي اعتادت جدتي على القراءة منه ثم بدأت ارتل بعض الآيات...
شعرت ان روحي سكنت...دموعي عادت الى مكانها ... صار تنفسي طبيعي..ونبض قلبي هادئ!
سكينة عظيمة احاطت بي..الى ان تنفست الصعداء!
ختمت الآيات بـ"صدق الله العظيم" ثم اعدت القرآن مكانه وانا افكر..حقا ان القرآن ربيع القلوب...
رفعت نظري للأعلى وهمست:
"يا رحمن...كن معي"
التفتت الى صوت اسيل:
"مايا!!"
نظرت اليها دون ان انطق .... ابتسمت وقالت:
"عزيزتي.."
ثم اقتربت مني واحتضنتني ثم جلسنا وقالت:
"سنأخذك معنا الاسبوع القادم"
لم اتكلم...اظن ان هذا لأمر جيد..سأبتعد عن لؤي..وابتعد عن شؤمي ولو مليمترات قليله!
كانت اسيل تنتظر ردي...قلت:
"لا يهم"
ثم قمت الى غرفتي...
***
مر الاسبوع..
واليوم هو وقت الرحيل...
انتم تعرفون كيف مر هذا لاسبوع..الحزن والألم يحيطانه...
تجاهلت لؤي تماما...تخيلت انه لم يوجد قط!
كنت اتأكد من حاجياتي عندما دخلت سيل تقل بصوتها المبحوح من البكاء:
"هيا مايا...نصف ساعة وسنخرج"
هززت رأسي فخرجت...أتعلمون...طوال الايام الماضيه لم انطق الا بخمسة جمل!
أرتديت العباءة السوداء وغطاء الرأس الاسود...
ثم ذهبت الى الصالة حيث كانوا ينتظرونني...
جاء حسن بسرعة واخذ مني حقيبة السفر وقال:
"سآخذها الى السياره مع باقي الحقائب"
ثم ذهب...
اقترب جدي مني ووضع يده على وجهي ثم ابتسم وقال:
"هيا لنذهب"
مشيت معهم الى السياره...
قبل ان ادخلها نظرت الى المنزل التي أقفلت ابوابه...ابتعدت عن منزلي القديم...والآن ابتعد عنك...فهل سأعود يوما؟!
تنهدت ثم صعدت الى السياره...
دراستي..لا اهتم لها..لم يعد هناك شيء مهم بتاتا...
سأمتحن عبر الانترنت...ولا يهمني ان انجح او ارسب...الشهاده؟!..ولماذا اريدها وانا عندي شركة كاملة تدر ارباحها علي كل شهر!...غير ورثتي التي لم امس منها شيء بعد!
وصلنا الى المطار وهناك وصلتني رساله...عندما قرأتها:
"ستسافرين الآن؟"
كانت من لؤي!...نظرت اليها بحقد ثم اعدت الهاتف الى الحقيبة وفكرت...
لن احاول اقناع نفسي انني لا احبه مثل قبل!..لا..بل انا احبه اجل..أعشقه..لكنني اكرهه!!..لا يمكنني ان اشرح لكم...افهموها كما تشاءون...
لكنني لن اتوقف عن حبه وكراهيته...لأذكر نفسي بأعمالي الحمقاء...لو انني لم امتلك المشاعر!
سأدع هذا الحب يفتت قلبي دائما..لأذكر ضرورة التفكير...
جلست انا واسيل الى جانب بعضنا ... ارخيت رأسي ثم اغمضت عينيّ...اتمنى ان لا استيقظ!
***
هبطت الطائره...
ونزلنا في المطار...
هذا المطار الذي كنت فيه قبل 10 سنين تقريبا مع امي وابي!!
كنت طفلة!!
نظرت حولي بخوف واستغراب وشوق وحزن وفرح!
في المرة السابقه كان معي كل شيء اريده...اما الآن فقد فقدت كل شيء!
قالت اسيل:
"هل تذكرين؟"
قلت لها بغصه:
"وهل يمكن ان انسى؟!"
قال حسن:
"دعونا نذهب الى المنزل هيا"
ثم مشى ومشنا خلفه...
وعندما وصلنا الى المنزل ... رأيته..كان مختلف جدا عن المنزل الذي كنا نعيش فيه مع امي وابي...
نسمات الهواء البارده تقرصني...ان هذه البلد باردة بأي الاحوال...فكيف تكون في فصل الشتاء تحديدا!! وضوء القمر يزيد الوضع غرابة على ذكرياتي!
عندما دخلنا من الباب رأيت سلالم تمتد الى الطابق الثاني..وعلي يميني الصالة المفتوحه...وعلى شمالي ممر قصير جدا بل لا يمكنني نعته بالممر..يوصلنا الى غرفة و من
ثم المطبخ الى الداخل اكثر ...
سألت اسيل:
"يبدو المنزل كما لو انكما كنتما فيه يوم امس!"
رد حسن:
"اجل...دائما نخبر عاملة معينة ان تأتي الى المنزل وتنظفه"
قلت باستنكار:
"مفتاح المنزل مع عامله؟؟!!..وايضا لا تخافان من السرقه؟!"
رد بابتسامه:
"للموضوع أماناته وامور معقده تحفظ لنا المنزل لا تقلقي"
لم اهتم للموضوع كثيرا وقلت:
"اين يمكن ان اجد غرفتي؟"
قالت اسيل:
"اجل..يمكنك المكوث في غرفة نوم الضيوف"
"اين اجدها؟"
"في الطابق الثاني اول غرفة الى شمالك"
سحبت حقيبتي وصعدت اليها...كان هناك ممر يمتد بشكل افقي امام السلالم ويوجد غرفة قريبة جدا منه الى اليسار...فتحتها ودخلت...عندما انرت الضوء ظهر لونها الابيض بشكل كامل!!
كانت كلها بيضاء...السرير والسجادة الوبريه الصغيرة والخزانة وطاولة المرآة والجدران!
لكن كان هناك وسادات ملونة بالوردي والبنفسجي والازرق الفاتح جدا فوق السرير مع بعض الزينة بنفس اللون على الخزانة والجدران...
ابتسمت..فهي أعجبتني كثيرا...نظرت الى نفسي في المرآة فرأيت شبح!!
انا كنت أشبه الشبح اكثر من وجه مايا الذي اعرفه!!
وجه شاحب وسواد تحت العينين...غير التعب والاجهاد بسبب قلة الاكل!
تنهدت ثم جلست على السرير وهمست:
"حتى شكلي الاصلي فقدته!"



***




لم يكن الامر هين علي...
الآن ذهبت مايا...يا اللهي كم اشتاق لها من الآن...لكن حيرتني نظرات الحقد في عينيها نحوي...ربما انا اتوهم!
ها انا اجلس امام جهازي واضيف بعض البيانات...كنت منهمك جدا...عندما جاءت سدين من خلفي تقول:
"لؤي؟!"
استدرت اليها باستغراب وقلت:
"ماذا تفعلين هنا؟"
"اريد ان افهم موقفك في تلك الليله؟..حقا انا مشوشه!!"
ضحكت بخبث وقلت:
"ظننتي انني قدمت لخطبتك صحيح؟...لكن ايتها الغبيه...انا في قلبي فتاة افضل منكِ بكثــــير...لهذا ابتعدي عني...ثم ماذا تريدين مني غير انني قريب حسام آل معطي؟!"
جحظت عينيها وقالت بتئتئه:
"ماذا تقصد؟!"
وقفت وقلت:
"لا شيء يا.....سدين!"
قلت اسمها باستهزاء ثم خرجت من المكتب وذهبت الى الشرفه..
هناك وجدت ابا نزار ... شعرت بغصة صغيره...لكنني تجاهلتها وقلت:
"مرحبا يا عم"
"اهلا لؤي"
نظرت نحو المدينة وقلت بهدوء:
"هل وافقت ابنة عمتي على نزار؟"
مرت دقيقة صمت!...استغربت...نظرت اليه فوجدته يبتسم ابتسامة غامضة وينظر الي بعمق!..قال:
"لا يمكننا ان نفعل شيء الآن...ولن نتصل بهم...اظن ان موت جدتك كان له تأثيره الكبير عليها..الآن..اذا اعطونا خبر انها وافقت..نتوكل على الله...اما نحن فلن نكون قليلي ذوق ونتصل بهم بهذا الوقت"
"حاشاك يا عم"
قلتها وصمتت افكر..اذا يا مايا...هل ستوافقين؟..يا رب لا...اخذت هاتفي من جيبي ونظرت الى الرسالة التي بعثتها لها...انها لم تجب...وكأنها تتجاهلني!
***
بعد الدوام..عدت للمنزل...علقت معطفي فاستقبلتني رائحة الدفئ!!..اجل اشعر ان للدفء رائحه!
ركضت نحو المدفأة وانا اوجه يديّ اليها واقول:
"يااااه ما أحلى الدفء"
قالت امي:
"اعانك الله على هذا الدوام يا بني"
اكملت منار:
"لؤي!..انت لم تخبرني..لماذا تراجعت عن قرار خطبة تلك الاسمها سدين؟"
استدرت اليها وانا اعقد حاجبيّ باستنكار ثم قلت:
"وما علاقتك آنسه منار؟!"
قالت امي:
"لها علاقة ... نريد ان نفرح بك...فلماذا تراجعت؟"
"امي...كنت قد فكرت بالموضوع جيدا..ووجدت انها غير مناسبة لي..لم اتوصل الى هذا القرار الا عندما كنا عندهم حسنا...ثم الآن كل شيء معلق بسبب موت جدتي رحمها الله...لهذا اقفلوا الموضوع ولا اريد التكلم فيه مجددا!"
قلت الموشح هذا ثم ذهبت الى غرفتي...جلست على الكنبة الموجودة آخر سريري وفكرت في مايا...اذا كانت تتجاهلني ... فهناك سبب..وبكائها الذي يتفاقم عند رؤيتي!!..بالتأكيد هناك شيء غريب...
تذكرت كلام عمر قبل يومين:
"لؤي..انا اشعر ان مايا تحبك!..لو رأيت نظراتها كيف كانت عندما رأتك مع سدين ذلك اليوم...وغير هذا , بدأ تجاهلها لك بعد وفاة الجده كما تقول..لكن ألم تفكر في انك ذهبت لخطبة سدين قبل هذا بيوم؟...وعلمت جدتك بالامر...وربما هي علمت وغضبت منك!"
هل حقا مايا تحبني؟؟...لكن...
نظرت الى الساعه
يجب ان اصلي العصر....



ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ

نهاية البارت...

آرائكم حبيباتي ؟؟...

توقعاتكم للجاي ؟؟...









لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-16, 02:35 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





البارت الثامن عشر..

قراءة ممتعه^^..

لا تلهيكم الرواية عن الصلاة



ـــــــــــــــــــــــ




في الايام المقبله...
كنت فقط مايا!!..كنت اسم فقط!!...
اقضي اغلب وقتي في عالم احلامي وذكرياتي...
بالكاد اتكلم مع احد...وآكل رغما عني...
ليس سهلا علي ابدا ان استوعب موت جدتي..
صرت أهوى الجلوس على سريري الذي هو بالقرب من النافذه...وانظر الى الثلج والضباب في الخارج..
عمري ينقضي يوم بعد يوم..وانا لا افعل شيء غير التأمل والصمت !
امتحانات الجامعه مرت علي وكأنها لا شيء..كنت مستهترة جدا بها..لدرجة انني رسبت بمادتين على ما اذكر!
انعزلت عن الوطن!!..وكل ما يربطني به..نادرا ما اتكلم مع صديقاتي .. نادرا ما اسلم على خالي عندما يتصل عبر skype ...
ولؤي!!..هه..لا اطيق التفكير به اصلا...كلما فكرت به او تذكرته...
يخفق قلبي ويشتاق..لكنه يتألم ويعتصر..
حتى انني تغيرت!!..
صرت اكثر هدوء...واكثر عقلانيه..
وعاهدت نفسي ان اتبع كل شيء علمتني اياه جدتي...
فتأخذ الحسنات في مماتها .. ربما أفيدها...
صرت محافظة على صلاتي جدا...اقرأ القرآن كثيرا والحمدلله...
عندما اراجع نفسي...أعلم حكمة الله..مات والداي كي اتعلم من جدتي الدين الصحيح..وبعد ان انتهت مهمتها...ماتت هي الاخرى...هذا ما يخطر على بالي دائما...
تنهدت تنهيدة عميقة ثم نظرت نحو الخزانة...ثم نظرت نظرة أخيرة الى الشارع المليء بالثلج..وقمت الى الخزانه...
ارتديت ملابسي ثم اخذت معطفي عن علاقة الملابس ونزلت الى غرفة المعيشة حيث توجد اسيل...
عندما دخلت رأيتها تتحسس بطنها الذي صار بارز كثيرا...ابتسمت وقلت:
"اسيل...سأذهب الى الـ (supermarket) هل تريدين شيء؟"
رفعت رأسها ونظرت الي قائله:
"لا لا تذهبي..اخاف عليكِ..اتصلي بجدي او حسن وهو يحضر لكِ..."
قاطعتها :
"اريد ان اذهب انا..اريد ان ارى الثلج..."
قالت:
"لكن...همممـ...حسنا...اذهبي لكن معكِ نصف ساعة لو لم تكوني هنا سأتصل بحسن ليبحث عنكِ"
ثنيت فمي بانزعاج ثم قلت:
"ان شاء الله"
وخرجت...
لفحتني عاصفة برد قارصة..فوضعت يدي في جيبي وزفرت الهواء الذي رأيته كالغيمة امامي..
مشيت بهدوء وانا اتأمل المناظر حولي...
اذكر كيف كنت العب مع ابي دائما بالثلج..دائما كنا ننام ونجعل بصمة اجسامنا تثبت عليه!
ابتسمت بحزن ثم اعدت نظري للأمام...
بصراحة مهما بلغ جمال هذا البلد..لكنه ليس بجمال الوطن !..مستحيل ان يكون مثله!
وقفت عند ممر المشاه وعندما لم أرى أي سياره..مشيت...
لكن سيارة جاءت بشكل مفاجئ وسرعة كبيره من بعيد!
نظرت اليها بفزع وشعرت ان الارض ثبتت قدميّ!!..اغمضت عيني بقوة وما ان فعلت هذا حتى رأيت شيء اشبه بالحلم!!..رأيت شاحنة تصعد فوق سيارة ابي وتجعل زجاجها يتناثر في كل مكان!!
فتحت عيني عندما سمعت صوت يقول:
"I'm sorry ... oh my god … are you ok?"
نظرت الى ذلك الرجل والدموع متجمعة في عيني ثم قلت:
"yes…I'm fine"
ثم تركته ومشيت بسرعة الى الرصيف...
لا اعرف لماذا أرى احلام كهذه اغلب الوقت...واليوم أراها وانا مستيقظه!!
لماذا اتذكر الآن؟!!
حبست دموعي ورفعت رأسي ...كان هناك كثير من الاشخاص...ينظرون الي وانا امشي..وكأنني شيء غريب لم يروه من قبل...لكن الغريب ليس انا بل حجابي!..ومع ذلك هناك الكثير الكثير متحجبات هنا...
وصلت الى المحل وتوجهت مباشرة نحو قسم الشوكولا...
اخذت ما اريده ثم ذهبت للمحاسب...
اخذها مني لكي يعرف سعرها فانتبهت الى الجريدة الموضوعة امامه مع الخبر الذي يقول بما معناه
(تم اعتقال شاب متعاطٍ للمخدرات اصيب بحالة عصبيه امام العامه)
ابتسمت بسخريه وقلت في نفسي...اجانب..ماذا سيكون منهم غير هذا!!..حسبي الله ونعم الوكيل...
استيقظت من شرودي عندما قال المحاسب:
"My lady"
قالها وهو يمد لي الكيس..اخذتها منه وقلت:
" Thank you"
خرجت وانا انظر الى السماء التي تبرق وترعد!
"Mum … pleeeaas"
نظرت الى هذا الصوت الطفولي .. كان طفلا جميل جدا .. حقا بودي لو اقرص وجنتيه الآن...ابتسمت له فنظر الي باستغراب ثم ابتسم واكمل ترجي امه...
اكملت طريقي عائدة الى المنزل وفي بالي الف فكرة وفكرة تدور...
وعندما دخلت المنزل وصلتني رسالة ما..
نظرت اليها فوجدتها مبعوثة من لؤي!!..يا اللهي ألم احذفه من هاتفي؟!..قرأتها:
"مايا...طال غيابك...لم لا تردين علي؟؟"
تأففت بضجر ولا اخفيكم انفاسي السريعه وجسمي الذي احترق رغم البرد الذي كنت فيه!!
حذفت الرساله وخلعت المعطف ثم قلت بصوت عالي:
"اسيــــل...لقد عدت"
"oh my dear…come on"
استغربت انها تتكلم معي بالانجليزيه فتبعت صوتها القادم من غرفة الضيوف وعندما دخلت...رأيت صديقتها ..
صمتت قليلا ثم ابتسمت ابتسامة باردة وقلت:
"Hi…how are you?"
ردت لي الابتسامة وقالت:
"fine…you?"
هززت رأسي وكأني اقول لها نفس اجابتك ثم قلت:
"excuse me now"
ثم نظرت الى اسيل وقلت:
"سأكون في غرفتي"
ثم ذهبت ... صعدت الى غرفتي وارتميت على سريري وهمست:
"لن اقول لأسيل عن السيارة ابدا"
ربما ترفع قضية للمحكمه!!
اغمضت عيني باستسلام ... وعدت الى ذكريات حزني



***




اهٍ كم هي صعبة الاسابيع التي انقضت...
اشتقت لقطتي كثيرا...وهي ترميني بسهام جفائها!!..لم ترد على أي رساله ولا ترضى ان تتحدث معي!!..وكأنني فعلت لها شيء سيء!!
عندما افكر في كلام عمر أراه منطقي..لكن لا اعرف لم لا يمكنني تصديق انها تحبني!!
كنت في غرفتي ..ادفئ نفسي تحت اللحاف...
ودخلت منار وهي تقول:
"هيا يا لؤي...العشاء جاهز"
نظرت اليها ولم اتكلم...لقد قطعت علي حبل افكاري...
ظلت واقفة عند الباب لدقيقه...ثم تقدمت مين وجلست بجانبي وهي تقول:
"انت لست على ما يرام!"
جلست من نومي وقلت:
"لماذا؟؟"
"هناك شيء ما يدور في ذهنك"
قالتها ثم نظرت الي بغموض...عقدت حاجبيّ وقلت:
"ماذا تقصدين؟"
"همممـ...يبدو انك تحب احداهن!!..قل لي...هل هي جميله؟؟"
نظرت اليها باستنكار .. وهي ابتسمت كأنها تقول لي لقد كشفتك...وهنا جاء دوري لأمثل عليها دور الأخ الشريف!...قلت بغضب مصطنع:
"كيف تتكلمين في هذه الامور؟؟!!...عيب عليكِ..وبكل عين وقحه تتكلم!!"
قامت من عندي بفزع وهي تقول:
"لم كل هذه العصبيه؟؟!"
قلت:
"لم؟؟!!..لم؟؟!!..لا شيء...فقط انتِ تتكلمين في امور اكبر منكِ!"
قضمت شفتيها بحنق ثم خرجت...
وعندما اغلقت الباب ابتسمت .. بل كدت اضحك!...لا ادري لماذا استخدم هذا الاسلوب اذا أردت التهرب من شيء ما!...
حككت شعري ثم قمت للعشاء...
وهناك..بينما انا منسجم مع أكلي...قالت امي:
"لؤي يا بني...انظر الي"
رفعت رأسي ونظرت اليها فقالت:
"متى ستتزوج؟؟.."
قلت بسرعة:
"ليس الان امي!"
قالت بصوت اعلى:
"بل الآن...دعني افرح بك يا بني!"
اغمضت عينيّ وعددت للعشرة كي لا انفعل ثم قلت:
"امي...لم يمر 3 شهور عن موت جدتي !!..وغير هذا انني اريد ان اجهز نفسي تماما"
"يمكن لوالدك ان يساعدك"
قلت بعصبيه:
"امي...عندما يخطر لبالي ان اتزوج سأخبرك حسنا!!"
"لكن"
قال ابي بصرامه:
"كفى يا سعاد!!..اتركي الولد وشأنه .. هو يعرف ما يريد"
صمتت امي وهي تنظر لأبي باستغراب...تركتهم وخرجت من المنزل ...
وضعت قبعة السترة على رأسي ومشيت تحت المطر...
كم اعشق هذه الاجواء...
توقفت عند احدى البقالات واشتريت رقائق البطاطا ومن بعدها اتصلت بمثنى
"مرحبا"
"اهلا اهلا لؤي!!..كيف حالك؟؟..مر وقت طويل عن رؤيتك!"
"اجل اجل...تعرف..العمل والشركه...وقتي ضيق"
"هههه يا رجل !!...ما رأيك ان تأتي اليوم الى المنزل؟"
"لا لا...اريد الابتعاد عن المنازل قليلا ... دعنا نذهب الى مطعم او ما شابه!؟"
"حسنا لا مشكله...سنأتي انا وجهاد"
"حسنا..ألقاك في مطعم الحلويات"



***




"..ففكرنا انه من الجيد لو تبقين معنا هنا الى ان تتزوجي مثلا!"
قالتها اسيل وهي تفرك يديها بتوتر .. خلال نقاش حولي!!...قلت بهدوء:
"فكرنا؟...من انتم؟"
"انا وحسن"
نظرت الى حسن ثم اليها وقلت بنفس الهدوء:
"لا اظن انني عينت احد ليفكر عني!...لا...انا لن ابقى هنا"
ثم نظرت الى جدي الذي ابتسم بسعادة واكملت:
"اريد العودة لوطني ... كما انني اريد البقاء بالقرب من صديقاتي...وغير هذا...انا لن انسجم هنا ابدا...صحيح عشت اكثر من 8 سنوات هنا ..لكن هذا لا يعني انني سأفرح بالعوده الى هنا"
قال جدي:
"اجل...وكما قلت لكِ يا اسيل...ان تكبر مايا في الوطن افضل من ان تكبر في هذا المجتمع .."
قال حسن:
"اذا كنت خائف عليها فلا تقلق...يمكنني ان ارعاها كأنها اختي"
قلت ببرود:
"انا قلت...لن ابقى هنا "
وقفت اسيل وقالت:
"وعند من ستظلين هناك ؟؟...جدي يسافر الى هنا كثيرا!!..اخبريني اين؟!"
كانت كلماتها جارحه..وصحيحه..وحقيقيه!!..فكر ت..ثم نظرت اليها بثقة وقلت:
"بيت جدي...هو بيتي!"
ثم ذهبت بسرعة الى غرفتي...
لقد فطرت اسيل فؤادي بكلامها!!..ذكرتني انني الآن شبه مشرده!!..في وطني لن يكون لي مستقر حقيقي!!..وهنا عندها لن ارتاح ابدا!!
نمت على ظهري وسالت دموعي الى شعري...
"رحمكم الله"
***
لم اخرج تلك الليلة من غرفتي الا في صباح اليوم التالي...
ذهبت الى المطبخ فوجدت الخادمه هناك...لاحظت ان المنزل هادئ اكثر من اللازم!!..سألتها:
"Where is Aseel?"
قالت :
" She has gone to the hospital to give birth"
فتحت عيني بصدمة وصمتت برهة لاستيعاب الامر ثم صرخت بفرح:
"حقــــــــــــــأ!!!"
لم تفهم الخادمه وظنت انني سألتها مع من فقالت:
"with Mrs.Hassan"
امسكت يديها وقلت:
"When?"
ردت:
"I think … since 4:00am"
نظرت الى ساعة يدي فوجدتها الثامنة صباحا...
هرعت الى هاتفي واتصلت بها بسرعه:
"مرحبا"
كان هذا صوت حسن...قلت بفرح:
"طمئني!!"
"الحمدلله .. لقد رزقنا الله بطفل جميل ... واسيل نائمة الآن"
اغمضت عيني وحمدت الله ثم قلت:
"حسنا..لأ اريد ازعاجكم ... مبارك ..."
"شكرا لك"
وانتهت المكالمه...
وضعت يدي على وجهي .. اتخيل شكل الطفل ... اشعر بسعادة غامره!!..قمت بسرعة الى غرفة جدي ... طرقت الباب بقوة فجاءني صوته المفزوع:
"بسم الله الرحمن الرحيم...من؟!"
"انا مايا"
"ادخلي"
دخلت بسرعة ورميت نفسي في حضنه وقلت:
"لقد انجبت سيل طفلها!!"
ابتسم وقال:
"حقا!!..الحمدلله .. الحمدلله"
صمت قليلا ثم اكمل:
"لكنكِ كدتِ ان تسببي لي سكة قلبيه!!"
ضحكت وقلت:
"من الفرحه!"
***
كنت متحمسة جدا لرؤية الطفل منذ يوم امس..واسيل رفضت ان ترسل لنا صوره له!!..وايضا لم تسمح لي ولجدي بالمجيء اليها!!..
واليوم انا اكثر حماس!!..
كنت اذرع غرفة الطفل ذهابا وايابا بعد ان تكأدت من ان كل شيء كامل وجاهز!...اريد رؤيته!!
وفجأة سمعت صوت الباب يفتح...
خرجت من الغرفة ونظرت الى الاسفل فرأيت حسن دخل وفي يده بعض الحاجيات...وخلفه اسيل تمشي ببطئ وتحمل طفلها بين يديها!!..
صرخت:
"اسيييل"
ثم نزلت الدرجات بسرعة كبيرة وكدت اتعثر اكثر من مره...مددت يدي بسرعة وقلت لها:
"اعطيني اياه هيا"
قالت بانفعال:
"مستحيل!!..ابني حبيبي ستقتليه بين يديكِ!"
قبل ان اقول شيء قال حسن:
"دعيها تحمله ... لن يحدث له شيء...وانت تعالي ارتاحي "
قلت:
"اجل هيا هيا"
صمتت قليلا ثم حركته ببطئ بين يديها وناولتني اياه...نظرت اليه بتمعن .. كان جميل جدا جدا ... لونه احمر!!..ويحرك رأسه بشكل غريب ويفتح فمه وكأنه يريد التقاط شيء ما!
"ما شاء الله .. جميـــل جدا...يا رب احميه"
جاء جدتي ونظر اليه بين يدي وبدأ يسبح ويحمد الله ... قلت:
"ماذا ستسميانه؟"
رد حسن:
"نريد اسم يتماشى مع هذا البلد والوطن...لهذا سميناه آدم"
نظرت الى آدم وقلت:
"آدم...انا خالتك..افتح عينيك ودعني أراهما!"
قالت اسيل:
"امشي امامي الآن...قال خالته قال...امشي"
"هل آخذه الى غرفته؟؟"
قالت اسيل بسرعه:
"لا!!!...ستتسببين بوقوعه!!"
اقترب حسن مني وقال:
"انا سآخذه الى الغرفه...اخشى ان تتعثري على الدرج!"
ابتسمت وتركته بين يدي والده...ثم اقتربت من اسيل وقلت لها:
"ستجلسين ام تنامي في غرفتك؟؟"
"اووه لا...لا اريد ان اصعد الدرج...سأنام على الكنبة "
"اذا سأذهب لأفتحها وتصير اوسع"
هزت رأسها برضى فذهبت الى غرفة المعيشة بسرعه...



***




"مبارك مبارك ... فرحت كثيرا بهذا الخبر"
كلنا نظرنا الى ابي عندما قال هذا...
اكمل مكالمته وقال:
"لقد انجبت اسيل طفلها يوم امس!"
قالت امي:
"ما شاء الله...الله يحميه"
قالت منار:
"مبارك .. ما اسمه؟"
"اظنها قالت اسمه آدم"
"جميـــل...اريد رؤيته!"
"اتصلي بها واخبريها ههه"
قامت منار بسرعة الى غرفتها وانا الشيء الوحيد الذي كنت افكر فيه...
ان مايا تأخرت بالعوده...صرت أخشى ان تظل هناك!!...الى متى يا مايا هذا التجاهل الى متى؟؟!
تنهدت وقمت الى غرفتي...اتصلت بعمر وقلت له كل ما بقلبي...كم اشتقت اليها..كم افتقدها !
رد:
"لؤي...تزوجها!"
قلت:
"لكن كيف؟!"
"اطلبها من جدك وابيك!.."
"لكنني لست مستعد!"
"اخطبها على الاقل!"
فكرت في كلامه ثم قلت:
"حسنا الآن وداعا"
وقطعت الاتصال....
هل اطلبها من جدي حقا؟!...



***




كان آدم كعطر انعش حياتي من جديد...
ملأ وقتي كله!!..
دائما اعتني به...والعب معه ... وعندما لا يكون معي...امضي وقتي بالتفكير فيه!!
لدرجة انه صار يعرفني رغم صغر سنه!
كنت مثل ام اكثر من خاله له!!
وبما ان غرفته قريبة من غرفتي جعلني هذا اتمتع بالمكوث عنده اكثر!...
اظن انه من الصعب علي الآن ان ارجع الى الوطن واتركه خلفي!!
لقد تعلقت به كثيرا...وخفت ان افقده كما فقدت غيره!
كانت اسيل تبتسم كلما رأتني معه ... صارت تعتمد علي برعايته!...والجميع فرحون لان جزء من شخصيتي القديمه عاد...ونسيت بعض حزني!!..
ها انا مستغرقة في النوم ... واحلامي كلها هو!!
وصوت بكاءه الآن يخترق جدران غرفتي...فاستيقظت وقمت من فراشي وانا لا ارى شيء امامي..وكانني لست انا من امشي..بل صوته يدفعني!!..
دخلت الى غرفته بسرعة واقتربت من سريره وانا اقول:
"ششششـ....اهدئ...مايا هنا"
حملته ووضعته في حضني ... استنشقت رائحته ..اااااه .. انها مثل المخدرات بالنسبة لي ... ما ازكاهــــا!!..
لكنه لم يتوقف عن البكاء..هززته في حضني قليلا لكنه لم يصمت..
الى ان جاءت اسيل وقالت:
"هاتيه يا مايا...انه جائع"
اعطيته لها فقالت:
"اذهبي للنوم..انتِ متعبه"
هززت رأسي وقمت دون تردد...
استرخيت في فراشي..وفجأة ظهرت صورة لؤي امامي!!..لماذا تذكرته الآن؟؟!
لقد اشتقت اليه حقا...لكنك يا لؤي كسرت قلبي...هل يا تراك تزوجت؟؟...هل ما زلت تبحث عن عروس غيري؟؟
راودني فضول كبير...ولم استطع الا وان اسأل اسيل!..
ذهبت الى غرفة آدم فرأيتها ترضعه...قلت:
"اسيل اريد ان اسئلكِ سؤال"
"ما هو؟"
اجابتني دون ان تنظر الي...قلت:
"هل...ممـ...هل تزوج لؤي؟!"
توقفت حركة عينيها .. وكل شيء فيها تجمد!!...ثم رفعت رأسها ببطئ ونظرت الي باستنكار...عدلت سؤالي بسرعه:
"اعني انه قبل وفاة جدتي كان يبحث عن عروس له ... فهل وجد؟"
صمتت لدقيقتين .. وكأن هناك حوار مهم يدور في ذهنها!!..ثم قالت:
"لا...لؤي لم يتزوج ... وامه قالت انه لا يريد الزواج!!..وريان رفض فكرة الزواج كلها .. ومها تزوجت ... ونسرين تقدم لها ابن عمها لكنها رفضته ... "
كانت نبرتها غريبة وهي تتكلم معي!!..قلت باستغراب:
"اسيل لماذا تتكلمين هكذا؟؟..ثم انني لم اسأل عن هؤلاء!"
وضعت آدم في سريره ودفئته ثم توجهت نحوي وسحبت يدي قائله:
"سنتكلم في الاسفل"
مشيت خلفها الى ان وصلنا غرفة المعيشه ... تركت يدي وقالت:
"لا ادري ما سر سؤالك عن لؤي...لكنني اجبتك هكذا لأذكرك ان هناك أناس كثر نسيتي وجودهم!!..منذ متى لم تتكلمي مع عمتي عبير؟؟..او خالتي نهى؟؟..او تسألي عن أي احد؟؟"
لم اجد جواب فأكملت:
"لا ادري ما الذي اصابك يا مايا...نزار لم يتصل ابدا بنا!..احتراما لموت جدتي...وبعد فترة عندما اتصل بهم جدي لم يسألوا عنكِ اصلا...ففهمنا انهم لا يريدونك!...تركتي كل الناس خلفك ...هل تعرفين كم حجة اختلقت لكِ منذ موت جدتي؟؟؟"
لم اعرف لماذا تتكلم معي هكذا!!.. كان الوضع غريبا نوعا ما .. لكنني قلت:
"اسيل انا اصلا لا اتكلم مع احد هنا .. فكيف اتكـ..."
قالت بانفعال:
"هذا ما اتحدث عنه!!..الى متى يا مايا الى متى؟؟!!.. يجب ان تخرجي من القوقعه التي تعيشين بها...والتي ليس فيها الا انتِ وآدم!..يكفي هذا...انا اريد الافضل لكِ ..يجب ان تنسي كل شيء مايا وامضي في طريقك!!"
قلت لها بغصه:
"اسيل انا لا يمكنني فعل شيء!"
"بل يمكنك...اعرف انكِ كنتِ متعلقة بأمي وأبي اكثر مني...وتحبين جدتي اكثر مني .. لكن الحياة لا تتوقف عند موت احد!!..اردتك ان تظلي عندي فربما تخرجين من حالتك...لكنني اكتشفت ان هذا خطأ!!..انتِ لا تحبين تواجدك معي .. ولا تحبين الناس الذين هنا...يجب ان نجد حل ما!"
دمعت عيني وقلت بصوت مختنق:
"لا اظن ان كلامكِ صحيح!!..انا هذا طبعي فقط!"
جلست اسيل بتعب وقالت بهدوء:
"مايا ارجوكِ...انتِ تقتلينني هكذا!!...انتِ اختي الوحيده..اريدك ان تكوني سعيده ... لكنني أرى ان مكوثك هنا زاد الامر سوء!"
"ماذا تقصدين؟"
وقفت وقالت:
"انظري الى نفسك...انتِ تريدين شيء لتتعاملي معه فقط كأنتِ!...لا يتكلم ولا يعلق على أي شيء يصدر منكِ...لهذا تقضين معظم وقتك مع آدم!"
صمتت .. ان بعض كلامها صحيح!!...اكملت:
"أرى ان من الافضل لكِ العودة الى الوطن..عودي الى صديقاتك...وآدم سيكبر عاجلا او آجلا"
"اذا هل ترين انني مصابة بحالة نفسية مثلا؟!"
"ليست حالة نفسه..بل انتِ التي تجعلين نفسكِ في حالة نفسيه...هناك اشياء كثيره اريد قولها لكن لا اعرف كيف اصيغها...لكن يجب ان تعودي او .. لا ادري "
جلست وتردد صدى كلماتها في ذهني...قالت:
"فكري"
ثم خرجت....
كنت قد قررت البقاء هنا !...لكن يبدو ان هذا ضايق اسيل!...وربما فعلا ان وضعي لا يطاق!
كلامها كان متشابك...امور كثيره...لا اجد تعلق بينها ... لكن انا اراها دائما!...انا التي تتجنب الجميع...لكن...
لا اعرف ... لا افهم شيء!..كل شيء صار غير مفهوم!!
اعرف ان اسيل تخاف علي كثير جدا...وهي لا تتحمل رؤيتي منعزله عن العالم الخارجي .. تريدني ان اكمل حياتي...
لا ادري الآن كيف سأعود واترك آدم...لا اعرف كيف سأجد نفسي في منزل جدتي ... وحيده!!..
واذا اخذني خالي مثلا!!...الامور ستتعقد كثيرا!!...
ربما كان خطأي ان اتجاهل اسيل دائما .. ربما لو جعلتها تشعر انني بخير .. وانني لم اتغير...ربما لو اظهرت لها بعض الاهتمام لما دار في ذهنها كل هذه الافكار!..
ربما هي فقط تعبت من المحاولة .. وتريد ابعادي كي لا تتعب اكثر!!
هناك اشياء كثيره وامور كثيره تحتاج لتوضيح...
اخرجت هاتفي من جيبي وقرأت آخر رسالة وصلتني من لؤي:
"الى متى؟"
لا اعرف لماذا هو مصر على الحديث معي...ربما لا يحق لي ان اغضب منه لان هذه حياته!!..اجل..ما ادراه بحبي له؟..فلماذا اعتب عليه؟؟
مسحت دمعتي وكتبت:
"قريبا"
وبعثت الرسالة له ...
ربما علي الآن ان انسى كل شيء مضى...ربما يجب ان انسى كل شيء عن مايا .. وابدأ حياة جديده ....
قد اكون احب لؤي بعدد حصى الارض..لكن لا يمكن للحصى ان تجبر البحر على المرور فوقها...
هو الذي يمر فوقها بارادته ...وقد لا يمر ..
اذا كان هو البحر ... فربما يحتاج لآلئ افضل مني!
واذا كان حزني يفوق كل شيء على ما مضى...لكن ربما الحزن ملّ مني .. ويجب علي تركه!!
حاولت هذا!!..حاولت فعل هذا من قبل...
لكنني فشلت...ربما يجب علي ان احاول مرة اخرى!
تنهدت ومسحت وجهي ..ثم قمت لأنام


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ

انتهى البارت...

آرائكم وتوقعاتكم؟؟
مايا رح تنجح بمحاولتها؟؟..ولا كل هاد مجرد كلام داخلي؟؟

لؤي شو رح تكون خطوته القادمه؟؟



اعذروني بعرف البارت مش كل ولا بد ... بس ما كتبت طول الاسبوع
انفتحلي المجال اكتب البارحه واليوم بس^^...يعني مع الوقت هاد فطول البارت مثالي








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-16, 01:58 AM   #24

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 01-12-16, 10:00 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\

البارت التاسع عشر

قراءة ممتعه^^

لا تلهيكم الرواية عن الصلاة * اللهم اني بلغت...اللهم فاشهد*



ـــــــــــــــــــــــــ






كعادتي...اجلس على سريري و آدم في حضني...
ها قد بلغ من العمر شهراً ... وقد قررت ان اعود الى الوطن مع بداية الفصل الجديد...
انني الآن اودعه...اودع قرّة عيني الذي كان انيسي الوحيد في الفترة الاخيره..
سينام اليوم الى جانبي...لأمتص رائحته واستدفئ من براءته
سأعود الى الوطن بشروط كثيره...أولها ان لا البث عند خالي ولا يوم واحد..لانني لا اريد الاجتماع بلؤي ابدا...
اشتقت اليه كثيرا..واني متلهفة جدا لرؤيته...لكن رغم ذلك..في قلبي غصة...
علاقتي بأسيل صارت ضعيفة جدا...
لا ادري هل الخلل مني او منها!!
لاحظ جدي هذا لكنه لم يعلق...
على أيّة حال...لقد اشتقت لساره ونجوى و تبارك وشيماء كثيرا!...
***
طلع ضوء النهار...
استيقظت على حركة الصغير بجانبي...كان يحرك قدمية تارة..وتارة اخرى يديه...
وينظر الى السقف بتأمل .. وكأنه يتكلم مع احدهم بحركاته وهذا الـ"احد" موجود على السقف!..
نظرت الى السقف بعفوية ثم اعدت نظري الى آدم ... فوقعت عيني في عينيه وابتسم!!..اشتعل قلبي بمشاعر لا اعرف لها وصفا!!
حملته بين يدي وانا اضحك واقول بصوت عالي:
"انت ستقتلني بجمالك يا حبيبي"
ثم احتضنته بقوة كادت ان تكسر عظامه!!..وقبلته قبلة قوية جدا وطويله الى ان بدأ بالبكاء!
ضحكت ثم قلت:
"اصمت...يكفيك انني احبك.."
ثم قمت ولبست حجابي ثم اخذته وخرجنا نبحث عن ماما اسيل...
ووجدتها في المطبخ أخيرا...
وصل صوت بكاءه اليها قبل وصولي...فقالت بصوت عالي:
"ارحمي الولد يا مايا انتِ تعذبينه هكذا!"
قلت:
"اعذبه!!..وكيف عرفتي اصلا انه يبكي بسببي؟؟"
"ها قد اعترفتي بلسانك!"
ابتسمت لها فاستدارت الي وقالت:
"انتهي من قلي البطاطا واعطيني اياه لأرضعه"
ناولته لها ثم اقتربت من المقلاة
"مايا..هل حضرتي حقيبة السفر؟.."
تنهدت وقلت:
"اجل حضرتها يوم امس"
حسنا ... سأرحل...ستعودين يا مايا ... ويجب عليكِ ان تبدأي من جديد .. بـ مايا مختلفه..وحياة مختلفه..
جهزت الافطار مع اسيل ثم جاء حسن وجدي وتناولنا الوجبة مع بعضنا...ثم تودعنا وتوجهنا انا وجدي الى المطار..
وما ان جلست في مقعدي حتى تبادر الى ذهني سؤال واحد...ماذا ينتظرني؟





***





اذكر الرسالة التي وصلتني من مايا تقول فيها:
"قريبا"
ومنذ ذلك الوقت وانا انتظر عودتها ... لانني كنت متأكد انها ستعود...
وعندما استيقظت اليوم .. دخلت الي منار وهي تقول:
"لؤي...هيا الى الافطار"
اشرت لها بالانصراف ثم قمت وغسلت وجهي ثم بدلت ملابسي وتوجهت الى مائدة الطعام...
كان الجو العام ساكن جدا...
الى ان كسر ابي جدار الصمت وقال:
"لؤي..عليك ان تذهب اليوم لتستقبل جدك من المطار..ومايا"
توقفت حركة يداي ولم تخرج انفاسي!..بقيت على هذه الحال لدقيقة ثم رفعت رأسي ونظرت اليه اقول:
"من؟"
"جدك ومايا اليوم سيأتيان"
تأففت امي وقالت:
"بالطبع الآنسه مايا ستأتي وتقضي ايامها عندنا!!..(تأففت مرة اخرى) سنتحمل مسؤوليتها!"
قال ابي بنفاذ صبر:
"سعاد...لقد تنقشنا في هذا الامر من قبل..لا اريد سماع ولا أي كلمة منكِ مفهوم!"
بقيت صامتا..لا ادري هل اقفز واضحك من الفرح ام اقف من الصدمة؟!..لا اعرف...
قال ابي:
"سيصلون في الساعة الواحدة ظهرا"
هززت رأسي بهدوء عكس نار الشوق التي في داخلي ثم قلت:
"حاضر...والآن سأذهب الى العمل"
ثم اخذت مفتاح سيارتي وخرجت دون اضافة أي كلمة
***
عندما دخلت الشركة..
كانت سدين تقف مع احدى الموظفات .. ولما رأتني ، حدجتني بحقد لكنني لم اهتم وذهبت الى عمر...
قلت له بفرح:
"مايا ستعود اليوم مع جدي وانا سأستقبلهم!!"
رفع حاجبيه وقال:
"واخيرا!...متى ستطلبها من جدك؟"
تجهم وجهي واختفت ابتسامتي!...قال:
"ماذا هناك؟"
قلت بتردد:
"لا ادري..بصراحة، الفكرة لا تروقني!"
وقف بعصبية وقال:
"لا تروقك؟؟!!..لؤي!!..ربما يأتي شاب آخر يستغل وجودها في الوطن!!"
تنهدت وقلت:
"لا ادري لا ادري!"
وضع يده على كتفي وقال:
"توكل على الله"
***
أخذت اذن مغادرة ثم توجهت الى المطار...
نظرت الى ساعة معصمي وتأففت..لقد تأخروا!..ما القصه!
رفعت رأسي عندما سمعت صوت ما يقول:
"ها هو الرجل ... بني لؤي..كيف حالك؟"
التفتت اليه فوجدت جدي يفتح يديه بشوق...احتضنته بقوة وانا اقول:
"اشتقنا لك كثيرا...أربعة شهور ولا تفكر بزيارتنا!"
ابتعد عني وقال:
"تفاهم مع ابنة عمتك...هي التي رفضت العودة"
ثم تحرك بضع خطوات فظهرت مايا من خلفه!!...تأملتها باضطراب متزن!!...ولم أرى فيها الا الجفاف والبرود!!..ولقد تغيرت كثيرا!
حتى عينيها مختلفتين!..تلك الصفرة التي فيهما اختفت!!..او ان مايا تمنعها من الخروج حتى لا اتمتع بها!!..قلت:
"اهلا بابنة عمتي...كيف حالك يا مايا؟"
نظرت الي بوجوم ثم قالت:
"خذنا الى المنزل بسرعة"
وتركت حقيبتها ثم مشت مسرعة الى الخارج!...كأنها تقول لي هيا احمل الحقيبه!..نظرت الى جدي باستنكار فتنهد الاخير وقال:
"هيا بني...لنذهب"
مشيت وسحبت حقيبتها معي...





***





وطئت ارض المطار أخيرا!
اول خطوة لي منذ 4 أشهر!!
اشعر بشيء غريب...مشاعر كثير!..شيء يقول لي ان اعود .. وشيء آخر يجذبني لرؤية وطني من جديد!
استيقظت من شرودي عندما قال جدي:
"اشتقت لهنا كثيرا!"
ابتسمت وقلت:
"وانا ايضا"
مشى امامي ومشيت خلفه...وبعد ان اخذنا حقائبنا توجهنا نحو المخرج...
كنت اراقب الارض واقدامي التي تسير فوقها .. اريد ان اعرف الى اين ستقودني هذه الاقدام!؟
رفعت رأسي ببطئ على صوت جدي...فرأيته!!...رأيت لؤي يعطينا ظهره...
تسارعت دقات قلبي حد التوقف..بل سقط كله في جوفي!
وانفاسي انقطعت
وتشنجت اطرافي!!
كل هذا حدث في اقل من ثانيه!!...ثم اجبرت مشاعري على السكوت...واخمدتها ببرودي وتحولت نظراتي للجفاء...
عندما التقت اعيننا حاولت ان اخفي أي ذرة حب دفينه من الظهور!..واظنني نجحت!
يجب علي ان اجبر نفسي على كرهه !..لانني لا اريد ان ابكي عندما اراه بجانب زوجته المستقبليه!
"...كيف حالك مايا؟"
عاد قلبي للصراخ!!..وخشيت ان تنسكب مشاعري في كلماتي !!..فاجبت بسرعه:
"خذنا الى المنزل بسرعة"
وانطلقت بخطوات سريعة الى الخارج تاركة حقيبة سفري خلفي...
لم اعرف الى اين اذهب او اين السياره...فتوقفت انتظرهما...وعندما حضرا .. همس لي جدي:
"ما بكِ؟"
قلت بسرعه:
"متعبة من السفر"
هز رأسه ثم قادنا لؤي الى السياره...جلست خلف جدي وثبتت وجهي الى جهة الزجاج لأتمتع برؤية وطني الذي أينع بالخضره...
كنت ابتسم كلما رأيت فتاة محجبه...او شيخ كبير في السن...
حقا ان وطني له رونق خاص...مهما بلغ جمال الغرب..لن يكون بجمال بساطتنا!
دخلنا منطقتنا..
وسيل من الافكار يأخذني الى الماضي..منذ ان دخلت هذه المنطقه بعد موت والداي...الى خروجي منها بعد موت جدتي!
واخشى ان يموت شخص آخر واخرج مرة اخرى!
"سآخذكم الى منزلنا"
"لا يا بني...نريد الذهاب للمنزل وترتيب حاجياتنا والاسترخاء قليلا!"
"لكن ألن يكون متسخ ومليء بالغبار؟"
"هههه ألم تقل لك امك..لقد اوصيتها على جلب خادمة لتنظف المنزل قبل وصولنا"
"حسنا اذا كما تشاء"
قلت بعد ان صمت لؤي عن جملته الاخيره:
"انا جائعة"
قال جدي:
"حسنا...خذنا يا لؤي الى احد المطاعم واطلب لنا أي شيء"
انعطف الاخير عن طريق المنزل دون ان يضيف حرف
***
ها انا في غرفتي
انتهيت من وضع ملابسي في الخزانه
وتوجهت الى اللابتوب خاصتي!...واول ما فعلته هو ارسال رسالة لصديقاتي
وكانت براء متواجدة لحسن الحظ...فاجابت:
"مايا!!!!...ايتها الــ....لا اريد ان اشتمك..ولكن لماذا قاطعتنا؟؟!!...تحتاجين الى الضرب مني!!"
"ههههه حبيبتي...اشتقت لك كثيرا..ما اخبارك؟"
"وانا اشتقت لك ايضا..اووووه متى نستطيع رؤيتك؟"
"لا ادري...ربما في وقت لاحق"
"ما رأيك ان آتي الى جامعتكِ في اليوم الاول ؟؟...لم يبقى عن الفصل الجديد الا 4 ايام"
"سيكون هذا رائع"
وهنا وردني اتصال من ساره!...ودعت براء واجبت الاتصال:
"مرحــ..."
"يااااا ... انتي!!!...هكذا تغيبيييين عني؟؟!!!"
ابعدت الهاتف عن اذني بسبب صراخها الذي فقأ طبلتها ثم قلت:
"اصمتي!!...صراخكِ مزعج جدا!"
"تستحقين ما هو اكثر من الصراخ!!"
"حسنا ماذا تريدين؟"
"اريد ان آتي اليك اليوم"
صمتت قليلا ثم قلت بهدوء:
"وانتِ كيف عرفتي انني عدت؟"
"عمر قال لي!"
عمر!!...اذا بالتأكيد لؤي قال له!...قلت:
"لا ليس اليوم...غدا تعالي انتِ ونجوى..لكنني اريد ان ارتاح اليوم"
"حسنا اذن...الى اللقاء..سأتركك لترتاحي"
وختمت كلامها بضحكة ثم قطعت الاتصال!...رفعت حاجبي باستغراب ثم همست
"مجنونه"
وضعت الهاتف جانبا وذهبت الى جدي لأسئله ان كان يحتاج شيء ما...
وجدته يضع ملابس جدتي على سريره ويتلمس تفاصيلها...وفي عينيه لمعة حزن
تجمعت الدموع في عينيّ وخطوت ببطئ نحوه...
جلست امامه...وامسكت بثوبها المكسوّ بعبقها..فسقطت دموعي ليشربها بكل شراهه
تقوس فمي وقلت:
"حبيبتي يا جدتي...فقدك في اصعب لحظات حياتي!"
ثم انفجر شلال غزير من عينيّ وشهقات ملأت المكان...وانا اذكر صوت الصفير المزعج..الذي أعلن عن رحيلها!!
غمست وجهي في الثوب واطلعت كل احزاني مع الدموع...
لكن سرعان ما امسك جدي بيدي وقال:
"مايا...اذكري الله"
انزلت الثوب عن وجهي وقلت بصوت مختنق:
"لا اله الا الله"
وضع كفه على وجهي ومسح دمعتي بابهامه...بينهما هناك خطين متوازيين من الدموع على خديه...ثم قال:
"لقد كنت احبها ... كثيرا جدا ... جدا يا مايا...انها كل شيء بالنسبة لي"
عصرت عيني وعضضت على شفتي السفلى وقلت:
"لقد عوضتني عن الام والاب والاخت...بل عوضتني عن نفسي الفقيده!"
وانزلت رأسي
وقف وقال بصوت غائر في حنجرته:
"رحمها الله...دعينا نخرج الى الحديقه"
لم ارد عليه...فخرج هو تارك خلفه روح محطمه...بجسد هزيل
استندت الى يدي ووقفت...ثم انحنيت الى الارض...اجمع ما انتثر من ملابسها...وبعد ان انتيهت...عدلت وقفتي..ولمحت نفسي في المرآة
ما زلت ألتزم الاسود...هذا قليل للتعبير عن حزني...ولا اظن انني سأخلعه يوما!
حزنا على من فقدت..وعلى من ابتعد عني!
مسحت دموعي بعنف...ثم تركت الملابس على السرير وخرجت
يجب ان لا يظهر ضعفي لأحد..يجب ان اكون قوية في ظاهري امام الناس على الاقل!
ارتديت احدى احذيتي...
وذهبت الى الحديقة..التي طرحت عشبها الاخضر وورودها الحمراء والصفراء في زوايا معينه...
ابتسمت بل تنفست الصعداء...ورأيت جدي يجلس على كرسي
عدلت شالي ومشيت بخطوات ثابتة اليه
قلت بعد ان جلست:
"الجو رائع جدا في الربيع"
"اجل"
وهنا سمعت صوت سيارة امام المنزل...ابتسم جدي وقال:
"بالتأكيد هاذان نبيل ونهى...اخبرتهما ان يؤجلا الزيارة للغد..لكنهما اصرّا على المجيء دون احفادي! هههه"
ابتسمت مجاملة ثم قمت لفتح الباب الخارجي..
وبمجرد ان اطللت بوجهي منه...حتى اقتحمته خالتي واخذتني في حضنها واغرقتني بقبلاتها وانا تحت صدمة ووجوم!
"اشتقت اليكِ كثيرا كثيرا كثيرا ...كيف حالك؟"
قلت ببطئ:
"أنا..ممـ..بخير كما ترينني"
ابتسمت ابتسامة اخيره ثم توجهت حيث جدي...لكن معاناتي لم تنتهي...اذ اعتصرني خالي بين عضديه وهو يخبرني كم اشتاق الي وكيف ان الحال ممله بدوني!
ابتعد عني وقال:
"اما الآن ستأتين الى منزلي .. وسأعتني بكِ كما اعتني بمنار واكثر"
ألجمت المفاجئة لساني!!
هل حقا سيأخذني الى منزله!!!...لا مستحيل...مستحيل ان اقبل!!
لم يسمح لي بالاجابة...واستدار نحو جدي
لو وهج الشمس وأشعتها التى اخترقت شبكة عيني لبقيت واقفة في مكاني لوقت طويل جدا...لكنني تحركت بترنح نحو الداخل
كيف لم أفكر بهذا؟!...كنت اظن انني سأقطن هنا بسلام وهدوء وحدي...انتظر عودة جدي كل اسبوعين!
أعددت الشاي بسرعة بما انه ليس عندنا أي شيء بارد لاقدمه ثم خرجت وما زلت شاردة بما قال خالي...
قدمت لهم الشاي ثم قلت:
"سأذهب الى الحديقة الخلفية وأتفقدها"
وتركتهم بخطوات سريعة...لكن تسربت الى أذني كلمات خالتي القلقه:
"ما بها مايا هكذا يا ابي؟"
ابطأت من سيري لأسمع اجابته...فما كان منه الا ان قال:
"لقد تغريت كثيرا منذ موت والدتك"
نظرت الى العشب الندي وانتبهت انني توقفت فحركت هذه الاقدام البائسة بسرعة او ركض الى أي مكان يعزلني عن تذكر مأساتي
كانت الحديقة كما هي...كما تركتها...كأن شيء لم يدخلها...ولا حتى هواء او شتاء !!
نظرت الى المكان الذي كنت اجلس فيه دائما ابث دموعي للفراغ !
جلست فيه وضممت ركبتي الى الصدري...وتذكرت ، كيف كنت اهرب من مواجهة الناس الى هنا وابلل الارض بالاحزان...على هذه التراب...تناثرت ذكرياتي مع امي وابي!
رفعت رأسي ونظرت الى باب المطبخ الذي يُفتح الى هذه الحديقه..وتذكرت اسيل عندما نادتني ذات يوم .. كيف كانت مختلفة عن ما هي عليه الآن...كانت تحبني اكثر...وتشعر بي اكثر!
او ربما هي فقط انشغلت بعائلتها الجديده؟
ارخيت قدمي ووضعت يدي في حضني وفكرت ، أنا الآن لا اختلف كثيرا عن تلك الأيام...فقط فارق ثلاثة او اربعة سنين ، كنت أكثر قابلية للتغيير والاقناع وما زلت! ، كنت اكثر تأثُر بالعاطفة والمشاعر...كنت مراهقه!...لكن الآن صرت اتجاهل مشاعري رغم ان هذا يؤلمني..صرت بعيدة عن الناس...واكثر هدوء.
صار عالمي .. هو عالم الذكريات فقط...صار قلبي...مأوى الحزن!...فإذا وُلد حزن جديد في هذه الحياة..يأتي ليجرب مفعوله في قلبي!
تنهدت بضيق ثم رفعت رأسي للسماء ، يا رب ... الحمد لك على كل شيء..أعلم ان هناك وقت سأحصل به على سعادة لا متناهية..وربما حزني هذا..هو الطريق اليه!

***

استلقيت في فراشي محاولة النوم
لكن لا يمكنني...وطيف جدتي يظهر في غرفتي كل لحظه...أشعر ان هناك اشياء كثيرة تتحرك في الغرفه!!..هل سكن الجن منزلنا في غيابنا!!
يرتعد قلبي عندما اتخيل!!..حقا انني خائفه!
انزلت الغطاء عن وجهي ببطء فوقعت عيني على شيء اسود طويل يقف خلف الباب!!!
اغمضت عيني بقوّة واستعذت من الشيطان ثم تلوت آية الكرسي ما يقارب الـ6 مرات!!
استجمعت شجاعتي ثم قمت من مكاني وتناولت هاتفي عن المنضدة بسرعة وركضت عائدة الى سريري...غطيت كل شبر من جسدي !..وكأن الغطاء سيحميني منهم!!
شغلت سورة البقرة ووضعت الهاتف بجانب اذني...
بدأت السكينة تدخل قلبي شيء فشيء...حتى غلبني النوم ...


***


"قومي يا بنيّتي"
فتحت عيني ببطئ ليظهر وجه جدي امامي...رمشت عدة مرات حتى صارت رؤيتي واضحة ثم اعتدلت وقلت:
"خير ان شاء الله؟"
رفع خصلة شعر كانت تغطي وجهي ثم قال:
"انها الثانية عشر ظهرا!...يكفيكِ نوم...سنذهب الى منزل خالك"
فتحت عيني بصدمة وتذكرت الخوف الذي اخترق عظامي ليلة امس وزاد صدمتي انني سألتقي لؤي اليوم!
قلت:
"جدي!..هل يمكنك الذهاب وحدك وتركي هنا؟"
قطب حاجبيه غضبا ثم قال بصرامه:
"قلنا انكِ ستخرجين من انعزالك هذا!!..هيا قومي وبدّلي ملابسك"
تنهدت بقلة حيلة ثم ابتسمت وقلت:
"كما تريد"
ابتسم هو الآخر وخرج من غرفتي.
تأففت بقلة حيلة ثم بدأت احضر نفسي...
ارتديت عباءتي السوداء وشال اسود ايضا ثم خرجت الى جدي في سيارته حيث ينتظرني
كان كل تفكيري _طوال الطريق_منصب على الكيفية التي سأتعامل بها معهم..ومع لؤي خصوصا!
وبعد مشوار ربع ساعة، وصلنا اخيرا.
كنت امشي خلف جدي ببطئ..قدم للأمام وقدم للخلف
قرع جدي الجرس فانفتح الباب ليستقبلنا لؤي!..
سلم عليه جدي ثم دخل...وانا حاولت ان اساير خطواته وامشي خلفه تماما دون النظر الى لؤي
لكن ما ان وطأت قدمي ارض الحديقة حتى جاء صوته الذي يملأني زهور تعاسه!:
"مايا؟"
اسمي يخرج من فهمه كما لم اسمعه من قبل...مسمم بنبرة حانيه..تحيطه فطريات مشاعر لا اعلم ما اصلها!
توقفت في مكاني لا أقوى على الابتعاد عنه .. ولا اريد ان ابقى معه!
قلت بوجوم دون ان استدير له:
"خير؟"
صمت قليلا ثم قال:
"هل فعلت لكِ شيء جعلكِ تغضبين مني هكذا؟!"
اغمضت عيني بحزن...فهو اصلا لا يعلم ما فعل!...
اقفلت لساني ومشيت بخطوات واسعة الى الداخل..وتركته خلفي يسبح في نهر حيرته
استقبلتني منار عند الباب بالاحضان!
قالت بفرح:
"اشتقت اليكِ يا عزيزتي...ما أخبارك؟"
عقدت حاجباي باستنكار ؛ هل هذه هي منار التي أعرفها؟!...اجبت بصوتي الهادئ:
"الحمدلله بخير...وانتِ؟"
"تمام التمام!"
وهنا أطلّ خالي من الخلف!...ابتسمت وقلت لنفسي، لهذا هي تظهر كل هذا الحب..خوفا من خالي!
سلمت عليه فقبّل جبيني وقال:
"يا أهلا وسهلا بابنة أختي الغاليه ، تفضلي"
كنت قريبة من عينيه ؛ فأنا أصل بطولي الى عنقه ، لهذا استطعت رؤية الحزن الدفين فيهما!
لم أُعلق ودخلت الى غرفة الضيوف
كان هناك زوج خالتي وأبناؤه والأخوين:عمر وجلال! ،وجدي
يا اللهي ما هذا الموقف المحرج!!
هل دخلت الى هنا خطأ؟؟!!
وقفت في مكاني لا أترحك وانا انظر الى عيونهم التي ترمقني بشوق،حزن،استغراب،وعيون تحمل كلام!
قلت لتدارك الامر












أنْآ إمبْرَآطُورِة ذَآتِي





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-16, 10:04 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي






قلت لتدارك الامر:
"السلام عليكم...أردت فقط ان ألقي السلام"
ابتسم جدي ثم قال زوج خالتي:
"وعليكم السلام يا ابنتي يا مايا...اخبريني ما أحوالك؟"
"شكرا لك عمي...أنا على خير ما يرام بفضل الله"
قال عمر :
"وأخيرا عادت المجنونة من السفر!"
نظرت اليه بوجوم مخلوط ببعض النار الذي لو وصله لـ صهره!
دخل لؤي من خلفي بشكل مفاجئ وقال:
"لا يوجد احد مجنون وانت موجود!"
ضحك جلال بقوة وعمر كان سيرد لكن خالي قال بسرعه:
"أخرجوا انتم الثلاثة الى الحديقه"
قال عمر باسلوبه المعتاد:
"تطردنا؟؟!!"
قال خالي:
"ليت هذا ينفع معك!...هيا الى الخارج"
أكمل جلال ضحكته ثم قال:
"أنا طيار في سلاح الجو وتطردني؟!"
رد لؤي:
"لو انك بعظمة لقبك_طيار_لما ضحكت هذه الضحكه!"
ضحك جدي وقال:
"تحتاجون الى اعادة تربيه !"
ثم قال زوج خالتي:
"أنظروا الى أولادي...رجال عاقلون مهيبون .. وليس مثلكم!"
نظروا الثلاثة الى ريان ورائد ثم وبحركة مفاجئة هبّوا الثلاثة اليهم وسحبوهم واقفين ثم قالوا:
"سنأخذهم معنا لنعلمهم بعض المرح"
وخرجوا مع بعضهم دون مقاومة من رائد او ريان...وانا يبدو انني نسيت نفسي واقفة انظر اليهم!
لكن ايقظني من حالتي همس خالي من خلفي:
"حلوتي تريد البقاء معنا؟"
استدرت اليه وأجبت:
"بل أتأمل جنون الثلاثي المرح وأستنكر!"
ثم خرجت من الغرفة ذهابا الى الصاله
وهناك...وجدت ساره ونجوى ، خالتي ونسرين ، والباقين
شعرت بسعادة غامرة ... لدرجة ان شيء مثل النور اضاء قلبي برؤيتهم
وقفت نسرين وركضت الي ... واخترقت صدري بقوة خلال عناق طويل وهي تبكي..لكنني كنت جامده بالكاد ابتسم!
ابعدتها عني بلطف ثم مسحت دمعتها بابتسامة حانية وقلت:
"لم البكاء عزيزتي؟..ها انا هنا!"
ضحكت وقالت:
"أشتقت اليكِ!"
مررت يدي من وجهها وصولا الى يدها وامسكتها ثم قلت:
"وانا أيضا"
وهنا جاءت ساره تزفني بالتوبيخ وكلمات الاشتياق!
قبلتني على كلا وجنتيّ ثم قالت:
"لا تستحقين..لكن لله!"
رفعت حاجبي بعدم اهتمام ثم سلمت على نجوى وهمست في اذنها:
"احتجت لكِ كثيرا"
فهمست:
"وانا افتقدك كثيرا"
وابتعدت عني لتفسح المجال لخالتي ومنار وسعاد ....
***
طوال وقت جلوسي معهن...كنت صامته..لا اتكلم الا لإجابة سؤال او استفسار...وابتسم بهدوء بينما اتأمل وجوههم التي افتقدتها
وها قد حان وقت الغداء...الرجال منفصلين عن النساء
لكن قبل ان اتخذ مقعدا لي...جاء صوت لؤي من خلفي:
"مايا...أبي يسألك ان تأتي لتناول الغداء معنا"
لم استدر ولم اجيبه...لا اريد ان اسمع صوته...نظرت الى خالتي فلم اجد أي اجابة في عينيها...
فاستدرت اليه وقلت:
"لا اريد"
يبدو ان اجابتي كانت حادة اكثر مما توقع..فقال:
"لكن أبي .."
قلت مقاطعه:
"أنت...وأولاد خالتك..وأولاد خالتي..موجودين"
سكت ولم ينطق...وظل واقفا في مكانه لبضعة ثواني ثم غادر المكان...
جلست وكأن شيء لم يحدث...همست لي نجوى:
"لم فعلتي هذا؟"
قلت:
"اظنني اجبته وسمعتي"
هزت رأسها وبدأنا بتناول الطعام...وكالعادة،اشعر بالشبع بسرعه
فخرجت الى الحديقة لأجلس على الأرجوحة التي افتقدتها
وما هي الا دقيقتين حتى جاء الشبان الخمسة يضحكون!...يبدو انهم لم يلحظوا وجودي!
قمت قاصدة العودة الى الداخل...لكن عمر قال:
"مايا؟؟...انتِ هنا؟"
كنت اريد ان اجيب...لكن لا...لن يحدث الا رسميا...خطوت خطوة أخرى لكنه عاد ليقول:
"هل غيرتكِ بلاد الغرب عنا؟"
استدرت له بانفعال وقلت بنفاذ صبر:
"عندما يكون لك قرابة بي تكلم معي!"
ثم عدت الى الداخل بخطوات واسعه....
لا تريدون معرفة ما حصل بعدها ، أو بالاحرى..ربما مللتم مني!
ثم بعد الرابعة عصرا...طلب جدي الى خالي ان يأخذني الى بيت عمتي عبير للمساء...فما كان من خالي الا الموافقه...
وها انا الآن اتكلم مع خالي عن أمور شتّى .. عن الشتاء هناك وعن اخبار آدم وكيف هي حياة أسيل وحسن
كنت أجيب باختصار...وحاولت قدر المستطاع ان لا اظهر لخالي تضايقي من اسئلته...
أعلم بماذا تفكرون الآن...ربما تقولون عني "نفسيه" ربما تفكرون انني ثقيلة دم وصرت حمل زائد في الروايه...لكن ليس بيدي حيله!...فموت جدتي والصدمة التي رافقتها..غيراني كثيرا!
استقبلتني عمتي مثل البقية..بدموع واحضان!
وبعد ان استقر خالي مع الرجال في مجلسهم...جلست مع عمتي التي لم تفتأ تسألني عن اخباري ... قالت:
"أمازلتي تلبسين الاسود؟"
قلت:
"هل يليق بحياتي السوداء شيء غير الاسود؟"
سكتت ولم تعرف ماذا تجيب!
قلت لتغيير الموضوع:
"صحيح عمتي...ما اخبار مها وزوجها؟"
ردت:
"الحمدلله...انه طيب معها كثيرا..عوضها عن كثير من الاشياء"
وعندما انهت جملتها...جاءت الينا زوجة رامز بالعصير...شكرتها فقالت:
"لا شكر على واجب....احم..مايا ، هل تبقين عندنا بضعة أيام؟"
قلت بسرعه:
"لا أكيد!"
قالت عمتي بحزن:
"لكن لمااذا؟"
قلت بمحاولة لتصحيح رفضي المباشر:
"حسنا...انتي _ما شاء الله_ عندك ثلاثة شباب...كما أنه لا يمكنني ترك جدي وحده في المنزل!"
ابتسمت ابتسامة صفراء ثم ارتشفت من عصيرها...
وبعد برهه...قمت أصلي العصر...دعوت الله ان يحل عقدة لساني !
ثم عدت الى عمتي...لكنني سمعت صوتها تقول لزوجة رامز:
"مسكينة ابنة اخي...انها تتحمل أمور فوق طاقتها!"
لم ارد سماع المزيد...لهذا قطعت عليهما خلوتهما وانا اقول:
"عمتي هل تسمحي لي برؤية ورود الحديقه؟"
رفعت رأسها وقالت ببشاشه:
"بالطبع عزيزتي"
فخرجت الى الحديقة بسرعه...تنقلت بين الورود واشتممت بعضها وقطفت البعض الآخر
***
وأخيرا..أعلن خالي موعد الرحيل
فودعت عمتي وأغرقتني هي بدموعها ايضا ثم عدنا ادراجنا الى بيت جدي ...
دخلت المنزل المظلم الا من غرفة جدي....
بسملت وانا أضيء نور الردهة ثم توجهت الى غرفة جدي ... وضعت حقيبتي على الأرض ثم طرقت الباب بهدوء لكي لا يستيقظ لو كان نائم
لكن صوت بكاء خفيف اختلج صدري!
فتحت الباب ببطئ فظهر لي جدي منهار الى جانب السرير .. يبكي فوق ملابس جدتي!..يا اللهي كم أنا غبيه!!!...هل أبقيت ملابسها هنا!
جلست امامه بسرعة واحتضنت رأسه بصمت ... وبعد دقيقة قلت مع انحدار دمعة من عيني:
"أرجوك يا جدي...لقد جبرتُ فؤادي بصعوبه عن طريق الجفاء وعدم التفكير...فلا تكسره مرة أخرى ببكائك وضعفك!
رفع رأسه ونظر لي نظرة عميقة...ثم قال ..بل همس:
"لن احتمل بعدها!"
نظرت حولي ثم اعدت النظر اليه وقلت:
"هل تظن انني احتمل؟"
زادت دموعه ثم قال:
"كيف يمكنني البقاء هنا وطيفها يلاحقني؟"
مسحت الدمعة التي على خدي وقلت:
"عد"
لم يفهم قصدي..فاستطردت:
"عد الى منزل أسيل"
رفع حاجبيه وقال:
"وأتركك وحدك!"
ابتسمت وقلت:
"لست وحدي..الله معي ، ان وجودك هنا سيضعفك ويضعفني!..لهذا عد ولا تشغل بالك بي"
امسك يدي وقال:
"ستذهبين الى خالك؟"
"لا "
"اذا لن اذهب"
"جدي...انني لن اعود من الجامعة الا بعد الرابعه...ثم انام للتاسعه..استيقظ لتناول الطعام..ثم اعود للنوم!"
كان يريد ان يعترض فقلت:
"عليك ان تذهب بعد خمس ايام .. حسنا؟"
صمت..ولم يجيب..كأن الفكرة بدأت تداعب ذهنه!
***
"اشتقت اليكِ ملئ الارض والسماء!"
ابتسمت لشيماء وقلت:
"وانا ايضا سـ..."
قاطعتني تبارك التي هي مقطبة الحاجبين منذ الصباح:
"لو اشتقت الينا لكنتِ تكلمتي معنا على الهاتف..او برسالة على الاقل!"
قرصت خدها وقلت:
"اعشقك يا هبله وانتِ مثل الاطفال!"
رفعت حاجبها وقالت:
"انا مثل الاطفال!!!"
ردت براء:
"بل رضيع ههههههههه"
ارادت تبارك ان تضربها بمزاح لكنني امسكت يدها وقلت:
"لا لا لا...ممنوع ان تلمسي حبيبتي الصغيرة الاخرى!"
ضحكت شيماء وقالت:
"هذا يعني انكن كلكن صغيرات معي"
اشحت بوجهي وقلت:
"هيا الى المحاضرة انتِ وهي "
تأففت تبارك ومشت مسرعة من امامي
اما شيماء فمشت بجانبي الايمن وبراء عن يساري واكملنا طريقنا نتكلم عن الامور التي فاتتني وانا هناك...
وكيف كانت ردة فعل تبارك يوم تقدم لها ابن عمها ورفضته!
ضحكت بهدوء وقلت:
"هل هو مجنون ابن عمها ليطلبها !! هههه"
ردت براء:
"ههههه يومها اتصلت بي تبكي ههههه"
وهنا ابتعدت عنا شيماء بعد ان قالت:
"حسنا قاعتي من هنا...أراكما في حديقة الزهور"
"حسنا"
وبدون سابق انذار ارتطمت بشيء صلب فوقع مني كتابي وتناثرت أوراقي على الأرض...تألمت قليلا ونظرت الى الشيء الذي اصطدمت به...فتفاجئت برؤية وجه يزن!...قال :
"اوه آنسه مايا...آسف جدا لم انتبه عذريني!"
"لا مشكله"
انحنيت قليلا لأجمع الورق لكنه كان اسرع مني وجمعها كلها ثم اعطاني اياها وقال:
"اكرر اعتذاري"
ابتسمت دون رد...وقبل ان امشي قال بتردد:
"آنسه!!..ممـ هل تسمحين لي بالسؤال عن سبب تغيبك عن الجامعه في الفصل الماضي؟"
قلت بسرعه:
"لا"
وخطوت خطوة لكنه عاد ليقول:
"آنستي...هل لكِ أن..."
لم يكمل كلامه فاستدرت اليه باستفهام فمد لي ورقة ووجهه صار احمر!..هل هذا خجل؟...اخذت الورقة منه بتردد فقال:
"سأنتظرك....والآن آسف علي الذهاب "
وتركنا مسرعا!...استدرت الى براء التي هي مصدومة من حركته هذه ثم قالت:
"هل أعطاكِ رقم هاتفه!!!"
قلت:
"لا أظن...دعينا نقرأ ما بها"
فتحت الورقه فوجدت أمر لم يخطر بالبال:
"اريد ان اقابلك في الكافيتيريا يوم غد لأتكلم معك بخصوص شيماء..ارجوكِ تعالي اذا سمحتي...في الواحدة الا ربع!"
رفعت رأسي وقلت لبراء:
"بخصوص شيماء؟!...ما بها شيماء؟!"
رفعت كتفيها بعدم فهم فقلت:
"هل يمكنك ان تأتي غدا ايضا؟..يجب ان يكون معي أحد عندما اقابله...وبالتأكيد ليست تبارك!"
ضحكت وقالت:
"حسنا سآتي"
***
بعد انتهاء الدوام...ودعت الفتيات دون ذكر أي شيء عن الموضوع لتبارك او لشيماء..
ركبت في سيارتي وسرت خلال الشوارع...
هناك امر يشغل تفكيري جدا!...
هل الفتاة التي طلبها لؤي هي ذاتها التي رأيتها امام الشركه؟!
وبدون تفكير...انحرفت عن الطريق لأذهب الى الشركه!...ولكن!!!!!!!!
فجأة...جاءت سيارة مسرعة من اليمين !!!
توسعت عيني وانا اراها تقترب من السياره! و.....




***




كنت في مكتبي احرك الكرسي يمين وشمال تفكيرا بمايا واسلوب تعاملها معي!...
لا أذكر انني فعلت لها شيء!...الا اذا كان كلام عمر صحيح وغضبت لانني كنت سأتزوج..او كما قال ابي...انها تغيرت بعد موت جدتي!
دخل عمر بصخب وهو يقول:
"لـــــــؤي....تعال ... العم ابو نزار يريدنا"
عقدت حاجبيّ باستغراب وقلت:
"ماذا يريد منا؟!"
رفع كتفيه بمعنى لا اعلم ثم سبقني اليه...
قمت بتململ وتوجهت الى مكتب ابو نزار..عندما دخلت حففتني كلمات الترحيب من كل مكان!
ابتسمت وجلست امامه والى جانبي عمر فقال:
"اعذرانني على مقاطعة عملكما ... لكنني أود دعوتكما الى حفلة خطوبة ابني نزار يوم الجمعه...وأرجوا ان توصلا دعوتي الى عائلتيكما ايضا!"
لا ادري لم كان فرحي مضاعف!!..لدرجة ان ضحكة لا شعورية خرجت من فمي وقلت:
"ألف الف الف مبرووك"
لحظت نظرة غامضة متبادلة من ابو نزار الى عمر!...هل يخفيان عني شيء؟!
لكن لا يهم...المهم الآن ان الشخص الذي طلب يد مايا سيتزوج...رغم انهم نسيوها منذ زمن لكن شعرت بالاطمئنان اكثر الآن....
قال عمر:
"مبارك يا عم ... فيــ"
قاطع كلامه رنّة هاتفي...عندما رأيت اسم (قطتي) يلمع على الشاشة احبت بلهفة وانا اقول بنبرة كلها شوق:
"مرحبا...مايا؟"
ردت علي بصوت هادئ على عكس ما تصورت:
"آسفة على الازعاج...لكن هناك سيارة اصطدمت بسيارتي وأريد منــ..."
قاطعتها بخوف:
"ماذا؟؟!!!....حاادث؟!...هل تأذيتِ؟ (لم اتح لها المجال للإجابة واكملت) اين انتِ؟"
"عند الدوار القريب من الشركه"
"انا قادم حالا"
وقطعت الاتصال...وقف عمر وابو نزار بانفعال وسأل العم:
"ماذا هناك؟؟...حادث ماذا؟"
قلت:
"اصطدمت سيارة بسيارة مايا!"
فزع عمر وقال:
"سآتي معك!"
قال العم:
"وأنا ايضا!"
اجبت:
"لا يا عمي لا تتعب نفسك"
ثم خرجت مع عمر مثل البرق الى الـ(الكراج) واخذنا سيارتينا وقدناهما بكل سرعتنا الى حيث الحادث...
عندما وصلنا .. رأيت ناقلة سيارات تسحب سيارة مايا .. ومايا تقف الى جانب الرصيف تنتظر ، نزلت من السيارة مسرعا اليها ... قلت مباشره:
"هل تأذيتِ؟ هل حدث لكِ مكروه؟"
نظرت لي بلا أي انفعال وقالت:
"لا انا بخير...استطاع السائق ان يخفف سرعته بقدر الامكان فلم تتأذى الا سيارتي من جانبها الايمن"
"الحمدلله على سلامتك...اين هو السائق؟"
ردت:
"كان هو أكثر تأذ مني...فأخذوه بسيارة الاسعاف"
"سوف ارتــ..."
قاطعتني:
"اخبرته انني لا اريد منه شيء...سامحته...فليذهب بحال سبيله...ولم أتصل بك الا لأنك قريب...اريدك ان توصلني الى المنزل مكرهه بعد ان اخذوا سيارتي للتصليح"
رفعت حاجبي بدون أي قدرة على التعقيب بعد كلامها الجارح بالنسبة لي!...ابتعدت من امامها قليلا ثم قلت:
"تفضلي الى السياره"
نظرت الي بغرور ثم مشت الى حيث سيارتي...نظر عمر لي باستغراب وقال:
"ما بها هذه؟"
قلت بحزن:
"افففف..لا ادري...عد الى الشركة انت وانا سألحقك بعد ان اوصلها"
ذهب عمر دون أي كلمة وانا توجهت اليها ... واقفة بكل هيبة تنتظر ان افتح السياره...وقفت امامها وحدقت في عينيها مباشرة .
كنت قريبا جدا منها !!...شعرت ان عيني تكاد تلتسقان بعينيها .. اما هي فمصدومة مما يحدث!
رفعت يدي بالهواء ثم وضعتها على مقبض الباب وقلت:
"لا أذكر انني سببت لك مشكلة لتعاملينني هكذا!"
"لا اظن ان شخص مثلك سينتبه!"
"اعذريني ان كنت شاب بسيط لا افهم الالغاز التي تقولينها"
"اعذرني لانني لا يمكن ان اوضح شيء لشاب لا يفهم!"
"تشتمينني بين السطور!...لكن آسف فلست بهذا المستوى لأجيب"
"ما دمت امشي باستقامة لا يهمني لو ظهر ظلي للناس اعوج!"
فتحت الباب بابتسامة حزينة ثم قلت:
"اظنك أتقنتي تخصصك الأدبي!..مبارك لك على هذا!"
رفعت حاجبها بعدم فهم فابتعدت عن طريقها لتركب في الخلف ثم قلت:
"اقصد ان هذا النقاش اظهر قدراتك الادبيه"
اظنني لمحت في شفيتها ابتسامة خفيفة لكنني لم ادقق .. فهي تركتني وركبت في السيارة مباشره.
اقفلت الباب لها ثم استدرت حول السيارة وركبت في مقعدي وانطلقت...
كنت انظر اليها عبر المرآة كل دقيقه...فأراها سارحة في الناس على الطريق ، تمنيت لو تلتقي عينينا لأرتوي من عسل عينيها...
لكن لا فائدة من التمنى!
تنهدت تنهيدة عميقة وثبتت نظري على الطريق الذي امامي فقط
وعندما وصلنا بيت جدي رأيت سيارة أبي هناك!...فنزلت قبلها ودخلت المنزل...وهي تبعتني ببطئ
رأيت ابي وجدي يتجاذبان اطراف الحديث في الحديثة...ألقيت السلام بأدب ثم قلت:
"لم انت هنا يا ابي؟"
رد جدي:
"نتناقش في شأن سفري اليوم"
قالت مايا من خلفي:
"ولماذا النقاش؟"
تنهد جدي فقال أبي:
"يذهب جدك من هنا وانتِ تأتين معي من هنا"
ردت بكل قوه:
"لا لن اذهب الى أي مكان"
وقف ابي وقال:
"كيف ستظلين في هذا المنزل لوحدك لمدة اسبوع او اثنين؟"
اشاحت نظرها وقالت:
"ليس علي خوف ما دام الله معي"
كنت استمع وليس عندي دافع للمشاركه في الحديث..بما انها لا تطيقني فلن اضايقها..
"مايا...ي عزيزتي...نحن نخاف عليكِ ، لكــ..."
قالها جدي بترجي ولكن مايا قاطعته:
"لكنني تناقشت معك من قبل واتفقنا انني سأظل هنا وحدي.."
ثم وجهت نظرها لي وقالت:
"ثم...انظر الى ابنه بسن الزواج ولا يجوز لي البقاء معه في منزل واحد"
قال ابي:
"لكنه يتأخر في عمله وعندما يأتي تذهبين انتي الى غرفتك.."
رفعت حاجب وقالت:
"لهذا السبب بالذات لن آتي معك"
ثم استدارت ومشت الى الداخل بتعالٍ وهي تقول:
"هذا الموضوع غير قابل للنقاش!"
ثم اقفلت الباب واختفى صوتها..نظر ابي الى جدي وقال بانفعال:
"هل سمعت...هذا بسبب تدليلك لها انت وامي رحمها الله"
وقف جدي وقال:
"نبيل!!..انا أثق انها ستكون بخير وحدها...ثم ان لها دوافع تبقيها على رأيها"
ثم تحرك جدي الى الداخل تارك ابي خلفه لا يعرف كيف يتصرف...وانا اراقب بصمت كما لو كنت تمثال فقط
وضعت يدي على كتف ابي وقلت:
"ابي...دعنا نرجع الى المنزل...صدقيني هي بنفسها ستأتي عندنا بعد يومين فقط من وحدتها في هذا المنزل"
استدار ابي وقال:
"معك حق...هيا بنا"
وخرجنا من المنزل معا...




***




ها قد غرُبت الشمس...وحل الليل...واقلعت طائرة جدي
ارتميت على سريري وفي بالي ألف فكرة وفكره...بادئها...ماذا سيحدثني يزن غدا؟!
انقلبت على جنبي الآخر فوقع بصري على صندوق الكتب!
شردت قليلا وانا اتأمل تفاصيله...يااااه...منذ متى لم افكر بك اصلا؟!
اعتدلت من نومي ثم جمعت شعري الى كتفي ونزلت اليه ... فتحته ببطئ...كنت خائفة ان يظهر لي منه عنكبوت او افعى!
لكن عندما فتحته وجته نظيفا تماما ... اوه بالتأكيد ان الغطاء حمى المحتويات...
رأيت ذلك الكتاب الأحمق باللون الابيض ، يملأ غلافه كلمة حمراء (لؤي) كم كنت غبية وانا افكر بهذه الطريقه!
تناولته وانتبهت الى أثر اللاصق الذي كانت الميدالية تحته!
نظرت الى حقيبتي وانا افكر بأن اذهب واخرج منها المفتاح واقطع الميدالية عنه ثم ارميها!
لكن حتى لو قمت...سأستسلم عند آخر لحظه...هي غالية جدا علي!
اخذت نفس عميق ثم حملت الكتاب بيدي وتمددت على السرير وبدأت اعيد قراءة هذه الحماقات
انحدرت دمعة ألم وندم على هذا الكلام فمسحتها ثم وضعت الكتاب على المنضدة التى الى جانبي واغمضت عيني باستسلام للنوم

***

في اليوم التالي...وبعد ان انتهت محاضراتنا وغادرت تبارك الجامعه
ذهبت مع براء الى الكافيتيريا همست لي براء:
"لا اعرف لم عندي شعور بانه يحبها!"
ابتسمت وقلت:
"ربما!"
ثم لمحناه على احدى الطاولات يلوح لنا لنأتي
جعلت ملامح وجهي جادة ثم مشيت نحوه ...جلسنا امامه ثم قلت:
"تفضل سيد يزن..يمكنك التكلم"
بعثر نظره في الارجاء ثم قال وهو ينقر باصبعه على الطاوله:
"حسنا..انا...احم..كنت ابحث عن زوجة .. وبصراحة لم اجد مثل شيماء!..اعجبتني باخلاقها والتزامها لكنني .. احم...لم اتمكن من قول شيء لها او مواجهتها ..لهذا.."
اكملت براء:
"لهذا احضرتنا الى هنا ... تريد ان تسألنا عنها؟!"
قال:
"ليس بالضبط...ايضا اريد رقم والدها لاتواصل معه"
ابتسمت بهدوء ثم قلت:
"اسمع يا سيد ، لقد احسنت الاختيار...فشيماء تتحلى بصفات نادرة الوجود في أي فتاة اخرى!"
قطع كلامي رنة هاتفي!...نظرت الى الاسم فوجدت انه لؤي!...تأففت بصمت ثم قلت:
"اعذروني للحظه"
ثم قمت وابتعدت عنهما قليلا واجبت:
"السلام عليكم"
"اهلا مايا...انا امام الجامعه بطلب من أبي لاحضارك بما ان سيارتك في الصيانه"
قلت مباشره:
"يمكنك الذهاب...سأعود عن الطريق المواصلات...عندي محاضرة الآن"
"متى تنتهي محاضرتك؟"
تنهدت بضجر ثم قلت:
"تنتهي في الواحدة والنصف"
ثم قطعت الاتصال!
احتضنت الهاتف الى صدري وانا استمع الى صدى صوته في أذني...تبا لك يا لؤي...حتى عندما تهيم مشاعري بك فان شيء يجعل ناري تشتعل عليك!
تنفست الصعداء ثم عدت اليهم اكمل حديثي
قال يزن:
"آنسه مايا ، هل شيماء وحيدة والديها؟"
قلت:
"لا بالطبع...هي اكبر البنات .. لكن قبلها اخ اكبر منها"
هز رأسه ثم ثال:
"هل يمكنك ان تعطيني رقمها او رقم والدها؟"
قلت:
"رقمها ، ويمكنك اخذ رقم والدها منها"
"لكن ستعرف هكذا؟"
قلت بابتسامة:
"بجميع الاحوال ستعرف"
ابتسم ... فأخرجت ورقة من حقيبتي..كتبت عليها رقم شيماء ثم ناولتها له...وقفت وقلت:
"ارجوك..لا تدعني اندم على هذا !..والآن استئذنك علي الذهاب"
ثم امسكت يد براء وابتعدنا عنه فهمست:
"محظوظة هذه الشيماء!..انه جميييل"
ضحكت وقلت:
"وطبيب ايضا!"
وما ان خرجنا من باب الكافيتيريا حتى صدمت بصوته:
"اذا لهذا أصررتي على سفر جدي!"
استدرت اليه ببرود وقلت:
"لؤي...هل من الاخلاق ان تراقبني؟"
اقترب مني وسحب يدي من يد براء ومشى بي بعيدا !...كانت قبضته تعصر يدي بقوة وكأنه يريد كسرها!...سحبتها منه بعنف وتوقفت وانا اقول:
"كيف تجرؤ على لمسي!!"
استدار لي وقال من بين اسنانه:
"كيف تجرؤين على خيانة الأمانة التي اعطاكي اياها جدي!"




_____________

انتهى البارت

ما رأيكم به؟

ماذا سيحدث بعد هذا؟

ما مصير مايا المشتته؟

وماذا تتوقعون للقادم؟





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-16, 06:28 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\

البارت العشرون ...

قراءة ممتعه ^^....

لا تلهيكم الرواية عن الصلاة * اللهم اني بلغت...اللهم فاشهد*



ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ




نظرت الى الهاتف باستنكار بعد ان اقفلت مايا الاتصال دون أي مقدمات!
تنهدت وقلت في نفسي ، يجب ان انتظرها هنا كما طلب ابي
ركنت السيارة الى جانب الطريق ودخلت الجامعة لإنتظرها في الكافيتيريا
لكن اصابتني الصاعقة وانا اراها تجلس مع ذلك الشاب!!!!
تصنمت في مكاني لا أقوى على الحراك...تقول لي عندها محاضرة وهي تجلس هنا مع هذا!!!
لم اتوقع هذا منكِ ابدا يا مايا!!!
لقد وثق الجميع بكِ!
اعطاكِ جدي ألامانه!!..وانتي تخونيه!!
هذا غير نار الغيرة التي اشتعلت في صدري!
وما زاد تفاجئي انها اعطته ورقة ما!!!
ربما تكون رسالة او رقهما!!!...
رأيتها تقوم فوقفت و الحائط خلفي بجانب الباب من الخارج....
وعندما رأيتها تمشي امامي وكأنها لم تفعل شيء ... قلت:
"اذا لهذا أصررتي على سفر جدي!"
استدارت لي بكل برود اعصاب!!!..وردت:
"لؤي...هل من الاخلاق ان تراقبني؟"
اغتظت بشدة من اجابتها!!...انا احترق من الداخل وهي همها لماذا اراقبها!!!
نسيت نفسي وسيطر علي غضبي فسحبت يدها من يد صديقاتها واجبرتها على السير خلفي بينما اعتصر اصابعها بين يدي من فرط الغضب!
لكنها توقفت وسحبت يدها بقوة ثم قالت:
"كيف تجرؤ على لمسي!!"
استدرت اليها وقلت من بين اسناني:
"كيف تجرؤين على خيانة الأمانة التي اعطاكي اياها جدي!"
سكتت وهي تدقق النظر في عيني .. انا واثق انها ترى فيهما وحش الآن!..قلت بصوت قريب من الصراخ لكنني سيطرت عليه حتى لا ينتبه الطلبة لنا:
"تكلمي!"
تحولت ملامح وجهها من البرود الى الحدة والقوة ثم قالت وهي تعتصر الحروف في لسانها:
"لا اسمح لك ان تتكلم عني بهذه الطريقه...يستحيل ان افعل هذا..كل ما بـ.."
قاطعتها بغضب"
"كل ما في الامر انكِ تكذبين وتكذبين!"
لا اعرف في هذه اللحظه هل رأسي الذي مال ليكون قريب من وجهها ام انها هي التي تطاولت لتصير في مثل طولي؟!...ام انني اتخيل هذا القرب!!؟؟...ردت:
"اصمت...انت لا تفهم الأمر... هذا الشاب محترم جدا!"
اردت ان اضربها الآن!...هل كونه (محترم) فهذا شيء يبرر لها ان تفتح معه علاقة !! ... كنت اريد ان ارد عليها .. لكن صديقتها تلك جاءت الينا تقول مستفسرة:
"مايا..من هذا؟...ولماذا يتكلم معكِ هكذا؟"
قالت مايا بصرامه:
"براء عودي الى منزلك بدون نقاش"
لم تتكلم تلك وانصاعت لقول مايا مباشره!...قلت:
"خنتينا جميعا يا مايا..لم اتوقع هذا منكِ!"
رأيت الدموع تتجمع في عينيها وهي تقول بصوت لا تشوبه الا نبرة الحقد:
"انت لا تفهم شيء!"
اظن ان نظرتها هذه _كانت_ تضعفني وتنسيني غضبي...لكن ليس في هذه اللحظه!..فقلت:
"لا اريد ان افهم!...كل شيء واضح امامي!!...هيا تعالي معي الى السياره"
عقدت حاجبيها بغضب بعد ان انحدرت دمعة من عبينها وقالت ببرود:
"بما انك مصر على موفقك..فليكن ، انت لست خالي ولا جدي ولا أخي لتتدخل بي...كما انك آخر واحد يمكنك التكلم معي...طبعا ، بعد ان تكفر عن ذنوبك بمصادقة تلك الفتاة بالشركه!..ذات التنورة القصيرة والشعر المكشوف!"
تفاجئت!...هل هي تقصد سدين بهذا!!!...انلجم لساني عن قول أي شيء!..وذهبت عقلي الى تلك الذكرى عندما قال لي عمر انها رأتني مع سدين!
عدت الى عالم الواقع عندما مسحت دمعتها بعنف بباطن يدها ثم مشت من امامي بسرعه!
استدرت لأرى الى اين تذهب...
فوجدتها تمشي بكل وقار ووثوق وكأن شيء لم يكن...دون ان تلتفت لي!
شددت قبضة يدي وتذكرت ذلك الشاب!...
تحبيه يا مايا؟..تحبيه؟؟..حسنا ، حسنا!
***
عدت الى المنزل مباشرة وعقلي مشغول بما دار بيننا من دقائق...
عندما دخلت قال ابي:
"اين ابنة عمتك؟"
صمتت قليلا وانا افكر في اجابه...بصراحة لا يطاوعني قلبي للقول انها كانت مع شاب!..شيء ما يردعني!..لا اريد ان اخبر احد!...قلت بهدوء:
"في بيت جدي"
قال بصرامه:
"قلت لك احضرها الى هنا...يجب ان تتناول طعام الغداء معنا!"
"لكنها رفضت يا ابي!"
"لا يهمني...لو انك اصررت عليها لجاءت...هيا عد واحضرها الى هنا"
اغمضت عيني بنفاذ صبر ثم تكلمت:
"أبي...دعنا نؤجل هذا للغد!"
ثم فتحت عيني فرأيته يرمقني بنظرات مخيفه!...بالتأكيد سوف يعرف ما جرى لو عاندته اكثر..زفرت ثم استدرت وعدت الى سيارتي لإحضار الآنسه مايا!



***




آه من القهر!...كيف يتكلم معي بهذه الطريقه!...شك بي... لم يسمعني...وبكل عصبية كان يتصرف!
يا له من احمق...تبا لك يا لؤي!!
اختنقت .. لا استطيع التنفس!..الغصة تقتلني!
دخلت المنزل وضربت الباب بقوة ثم اقفلته بالمفتاح ومشيت ببطئ الى غرفتي..سمعت اصوات في المنزل !... لكن قهري طغى على خوفي
رميت الحقيبة بقوة ثم اقفلت باب غرفتي وانا افكر...هل حقا هذا ظنه بي ؟!
استلقيت على السرير دون ان ابدل ملابسي او اخلع حجابي اصلا!
ودموعي تعلن حدادها على وجنتيّ
تبا لك يا لؤي ، تبا لك!!...لماذا تريد ان تزيد كرهي لك!!!
نظرة الى المنضدة فرأيت ذلك الكتاب الاحمق الغبي!!!
تناولته وتأملته ... كنت غير قادرة على إتلافه من قبل!..لكن الآن لن اتردد!
قمت من مكاني وخرجت من غرفتي
بحثت في كل مكان عن مقص...لكن اين هو!!..
وصلت الى غرفة المعيشة بالبحث!
لكن فجأة قُرع الجرس!
تفاجئت...من يمكن ان يأتي الآن؟!
***
وقفت خلف الباب وقلت بصوت هادئ:
"من؟"
جائني صوته الغاضب:
"أنا لؤي..افتحي الباب"
صدمه!...ماذا يريد هذا الأهوج الآن...قلت:
"ماذا تريد"
"قلت ، افتحي الباب"
أردت ان ادخل واتركه دون اجابه .. لكن يدي الخرقاء فتحت الباب دون شعور!!...بصراحة اظن اني خفت من نبرة صوته!
فتحت الباب وخطوت بخطوات سريعة في الممر كأني اقول له خذ المنزل وانا سأذهب لغرفتي
لكن أوقفني صوته:
"لماذا تركتي الباب الخارجي مفتوح ايتها المهمله؟!"
فتحت عيني على اوسعهما...يالي من خرقاء!..هل تركت الباب الخارجي مفتوح!!!!!...استدرت اليه وقلت ببرود:
"حره!...هذا منزلي وافعل ما أشاء به!"
اظنه اغتاظ كثيرا من كلمتي هذه لانه تقدم مني بخطوات واسعة ووجهه لا يبشر بالخير ابدا!!..لدرجة انني تراجعت خطوتين الى الوراء!
"أبي يقول لكِ تعالي معي للغداء"
كانت جملته منافية تماما لما توقعته منه!...صمتت قليلا لأستوعب ما قاله ثم قلت:
"قل له لا اريد"
ضرب الحائط الذي بجانبه بقوة جعلت الجدران تهتز !!! او ربما هذا ما شعرت به انا .. جفلت من حركته هذه ، فقال:
"تريدين ان تكوني وحدك لتتكلمي مع الحبيب براحتك!؟"
اعتدلت من وقفتي الخائفة وقلت بحنق:
"لم اكن أظن انك بهذا الغباء!"
زمجر"
"افضل ان اكون غبي على ان اكون خائن!"
شعرت بالدموع تتجمع مرة اخرى...لكنني لن اسمح له ان يرى دموعي مرة اخرى فاستدرت وخطوت خطوات واسعة الى غرفة المعيشه..توقعت ان يذهب..لكنه لحق بي!
صرخت:
"لؤي أخرج من بيتي!"
لكن خفت كثيرا ووقع قلبي في معدتي عندما رأيته يقترب مني بسرعة كبيرة كأنه شبح يطير!..وليس بشر على أقدام!
اقترب مني لدرجة انني شعرت بانفاسه تحرق وجهي!
ثم قال بصوت كالفحيح:
"قولي لي من هو!"
كنت اغمض عيني بقوة ؛ لخوفي من شكله!...قلت وما زلت اقفل عينيّ:
"ليس لك علاقه!"
زمجر وهو قريب من وجهي:
"لا تجعليني افقد اعصابي!!!"
فتحت عيني بنية مواجهته ، واردت ان ازيده غيظا بما انه لا يريد ان يسمع مني كلمة واحده ثم قلت:
"هو افضل بكثير من حبيبتك!"
حملق بعيني ثم قال:
"تقصدين تلك الفتاة امام الشركه!!..انها لا تعني لي شيء!"
ابتسمت ثم ابتعدت عنه للخلف وانا اقول بنبرة ساخره:
"صدقتك"
حلت دقيقة صمت الى أن قال بهدوء يشوبه بعض الغضب:
"على الأقل دعيني اعـ..."
قاطعته:
"اسمع يا لؤي..ان ذلك الشاب..رائع...متكامل(ثم ابتسمت قاصدة قهره مثلما قهرني) ليت منه اثنين على هذا الكوكب"
تجمرت عينيه وبانت شرايين وجهه ثم اقترب مني مرة اخرى ورفع يده بالهواء !...قلت بسرعه:
"اجل..اضربني..اضربني يا سيد لؤي...لعلمك ، فاقد الشيء لا يعطيه!"
بقيت يده معلقة في الهواء في الهواء فأكملت:
"انت لا تفهم الأمر جيدا!"
قال:
"لا اريد ان افهم"
ثم عض على شفتيه و استدار بسرعة اجبرتني على اغماض عيني من الخوف ثم مشى من امامي..سمعت ارتطامه بشيء ، ثم بعد قليل...سمعت صوت الباب يغلق...
فتحت عيني ببطئ وهمست













أنْآ إمبْرَآطُورِة ذَآتِي





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-16, 06:29 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي









فتحت عيني ببطئ وهمست:
"هل كل الرجال وحوش وقت الغضب!"
بقيت انظر للفراغ لبعض الوقت
ثم سقطت دموعي من النار التي بداخلي!
كم هو مستفز!...يصر على ان يزن حبيبي!!..ويصر على انني خائنه!..يصرخ علي ويريد ضربي!!
وفوق كل هذا يرفض ان يفهم!!!
جلست على الكنبة واحتضنت رأسي بحزن وألم بينما دموعي تنهمر فوق عباءتي السوداء
...بقيت على هذه الوضعية لخمس دقائق
لكن لم احتمل كل الحمل الذي بداخلي ، فذهبت الى غرفتي واتصلت بنجوى:
"مرحبا"
"مايا!...هل تبكين؟...ما به صوتك؟"
انفجرت بكآبتي عليها وانا اقول:
"ابن خالتك الاحمق الاهوج!..يظنني احب شخص في جامعتي واعطيه رقم هاتفي!!..وجاء يصرخ علي في منزلي!!!..لا يمكنني بلع غصتي!"
قالت مهدئه:
"مايا ، دعيني افهم الموضوع جيدا"
ارتشفت الهواء ثم قلت لها القصه ... قالت وقد بان في صوتها التضايق:
"لؤي .. آآه منك يا لؤي ، اسمعي مايا...خذي الآن غفوة لتهدأي وانا سأفكر في حلّ ما"
"حسنا"
"الى اللقاء"
وانتهت المكالمه...انزلته عن اذني ثم مسحت دموعي ، ورن هاتفي مرة أخرى!...كان خالي،اجبت:
"اهلا خالي"
ظننت ان لؤي اخبره .. وبدأ الخوف يلعب بداخلي!..اخشى ان لا يسمعني هوايضا!..قال:
"لماذا لا تريدين تناول الغداء معنا؟"
صمتت قليلا!...اذا لؤي لم يخبره!!!..معقول؟!...لماذا؟!..اج بت:
"اني لست جائعة واريد النوم"
لم اسمع منه رد مباشر لكنه قال بعد قليل:
"براحتك اذن ، مع السلامه"
"مع السلامه"
تنهدت براحة ووضعت الهاتف على طاولة المرآة وانا افكر ، لماذا لم يخبره لؤي؟!



***




عندما استدرت مبتعدا عن مايا ...
مشيت بسرعة كبيرة جدا...وما ان مررت من جانب الطاولة حتى ارتطمت بها ووقع شيء على الأرض..كنت سأتركه هناك لو انني لم المح تلك الكلمة الحمراء عليه!
(لؤي)
استغربت كثيرا!..ما هذا؟!...اخذته عن الارض بعفوية ثم خرجت
في السيارة فتحته وقرأت اول جمله مكتوبة في أول صفحة من الكتاب بخط غير جميل:
"الى حبيبي لؤي"
عقدت حاجبيّ باستنكااار!!...انا؟؟
انزلت بصري للأسفل اكثر فرأيت اسم تحيطه الزخارف باللون الوردي:
"مايا"
فتحت عيني لأوسعهما من الصدمه!!!
مايا..تحبني أنا؟؟!!!
رغم الصدمة ، الا ان ابتسامة هاربة تسللت الى فمي!
ما هذا الذي اقرأه!!!
***
دخلت المنزل وانا اخفي الكتاب خلف ظهري .. سألني ابي مباشره:
"اين مايا؟"
قلت :
"لم تقبل المجيء يا ابي...اتصل بها واعرف ما بها"
ثم اسرعت الى غرفتي...رميت مفاتيح السياره بالهواء ثم جلست على سريري وفتحت الصفحة الثانية وقرأت:

" اليوم الخامس عشرة من شهر تموز سنة 2012
جاء خالي الينا ومعه لؤي ومنار
فرحت كثيرا جدا أنني رأيت لؤي...لقد لعبنا لعبة (صراحة او شجاعه) في المطبخ ، وتحديت لؤي ان يصفني بخمس كلمات فقال:
(جميله،متهوره،مرحه،لطيفه،� �ريئة ،غبيه)
فقلت:
(اريد خمسة كلمات فقط ، لهذا سأتجاهل الأخيره.)
كنت سعيدة جدا وقلبي يرقص رقصا من الفرحة! "

رفعت رأسي وانا استذكر هذا الحدث!...اجل ، كنت وقتها اريد القول انني احبها لو اني لم ابدل هذه الكلمه بكلمة (غبيه)
ابتسمت بسعادة وانا انتبه انها كانت تحبني منذ زمن!...هل هذه حقيقه؟؟..لا اكاد اصدق!!!..ما هذا ؟؟؟ هل انا احلم؟..اذن لماذا تتصرف معي هكذا؟
فتحت الصفحة التاليه وقرأت:

"اليوم الثالث من شهر آب سنة 2012
لا أحتاج الى قول ما حدث معي ... لكن يكفي انني اهيم بهذا الشاب!"

ضحكت بقوة على كلامها...يبدو ان المراهقة كان لها مفعول قوي معها!! لكن بصراحه ، لا تعلمون مدى سعادتي وانا اقرأ هذه الكلمات
لكن اريد ان اعرف ماذا جرى لتكرهني هكذا وتحب غيري!...انتقلت الى آخر صفحة تمت الكتابة داخلها وقرأت:

"كم انا غبية لأنني احببتك"

عقدت حاجبيّ باستغراب!!
لهذه الدرجه؟!
لماذا لم تكتب حدث معيّن؟!
قرأت التاريخ
(2016)
لم تكتب شيء غيرها!!...لكن .. بما ان الكتاب كان في غرقة المعيشة فربما كتبتها اليوم؟!..هل لانني صرخت عليها؟!
لكن لم يكن هناك قلم!..ربما كانت تريد قراءته فقط!...بصراحة لا اجد أي تفسير الا ذهابي لخطبة سدين اذا كانت تحبني!!
تسارعت نبضات قلبي وانا افكر اتخيل هذا...اذن كان عمر محق؟!
نظرت الى الكتاب مجددا فرأيت جملة تقف خلف الجملة الاخيره مباشره:

"احبك وكفى!"

استغربت...ما هذا الامر الذي جعلها تكرهني فجأة وهي كانت قبلها تحبني؟!
وضعت الكتاب تحت وسادتي ثم نمت عليها وانا أنصت لدقات قلبي السريعة في اذني...اذا كانت تحبني من قبل...فربما ما زالت تحبني لكن _حسب كلام عمر_ اني كسرت قلبها بذهابي لزواج سدين
لكن ايضا انا لم اتزوجها ومر وقت طويل !
هل تظنني احبها؟!...اجل ؛ هي تظن هذا .. فهذا ما قالته قبل قليل حرفيا!!
تنفست الصعداء وهمست:
"صدقيني اني اعشقك"
انقلبت على جنبي وابتسامة تشق طريقها في وجهي ، ما اجمل ان تكتشف ، ان الفتاة التي لا طالما احببتها ...تحبك!
***
مرّت الأيام الثلاثه بصعوبه...
بالي ظل مشغول بالشاب الذي تحبه!..او ربما تتظاهر بهذا؟...والاهم انني انام واستيقظ على كلامتها في الكتاب لخاص بي!
كل كلمة حب اقرأها تزيدني حب وسعادة وهيام
كان ابي يطلب منها ان تأتي الينا خوفا عليها لكنها تعرض عنه ولا تقبل الغداء معنا اصلا!
ربما هي غاضبة مني
لكن انها الغيره!..لا يمكنني السيطرة عليها!
بيني وبينكم ، كنت اراقبها كل يوم عندما تذهب وتعود من الجامعه!..لكن المفاجئ ان ذلك الشاب لم يظهر مجددا!
كنت الازم الشارع امام منزلها من الساعة العاشرة للثانية عشر ليلا امثل دور الحارس...فانا خائف عليها وحدها.
بصراحة انا أخبركم بهذا وعقلي غارق !..قلبي يغنى بصوت عالي كلما تذكرت ذلك الكتاب!!
وكلما أعلا قلبي صوته ، نهره عقلي وهو يقول " حل مشكلة الشاب اولا وكرهها لك بعدها افرح"
انا مشوش جدا!
جلست على السرير واخذت الكتاب من تحت الوسادة ثم تناولت قلما من الدرج وكتبت تحت آخر جمله :

" 2017
لقد اخذت الكتاب بعد شجار وصراخ ، وعندما قرأت ما فيه ، ذبت في اعماقه...صدقيني انا احبك .. بل اعشقك بشدة .. اكثر من نفسي .
قطتي العزيزه ، يا ذات العينين بلون الشمس .. عودي للكتابة عن حبك مجددا
لان قلب هذا الشاب لا يحيا الا بكِ!
وبعد ان نتزوج ، سترين روميو من العصر الحديث!"

تنهدت ونظرت الى الأعلى .. بدأت اشعر بالندم على صراخي !
خلعت القميص ثم قذفته بقوة على الأرض ثم تمددت ، اخذت هاتفي و كتبت رقمها..فظهر لي اسمها (قطتي) وجهت اصبعي نحو الاشارة الخضراء...لكنني تراجعت في آخر ثانية وقلت:
"ماذا سأقول لها لو اتصلت؟!..اقول لها آسف لانني كنت سأضربك مثلا؟!"
لكن قمت بسرعة من فراشي عندما سمعت أبي يقول:
"اهلا يا ابنتي مايا"
فتحت باب غرفتي وبأسرع ما عندي ذهبت للصاله ، كانت واقفة وتقول:
"جئت بسبب الامر الضروري الذي تريدني به"
لكن عندما اقتحمت المكان توقفت عن الكلام ونظرت الي...فاحمرت وجنتيها واشاحت بوجهها للجهة الأخرى!
نظرت الى الباقين فرأيتهم كلهم ينظرون لي باستغراب!
نظرت الى نفسي فوجدتني عاري الصدر!!! يا للإحراج!! تنحنحت وبدأ الارتباك يبدو واضح علي ثم قلت:
"كنت .. ممـ أظن ان جهاد جاء!"
ثم استدرت وعدت الى غرفتي بسرعه ، اغلقت الباب وضربت رأسي ... ما هذا الموقف المحرج!!



***




لم اعثر على الكتاب في أي مكان ، لقد نسيته ليوم كامل اصلا
اظنني اتلفته دون ان انتبه من كثرة تفكيري في الفترة الأخيره؟..او ربما ضع مني ... على أي حال ، واخيرا تخلصت منه ومن تفاهته!
...
اليوم اتصل خالي بي وأصر على ات آتي لأمر طارئ وضروري ، اه صحيح لعلمكم .. لقد عادت سيارتي.
وصلت الى بيته وبينما انا اتكلم .. دخل ذلك الثقيل مثل الاعصار الهائج ، وعندما نظرت اليه..انصعقت منه!!..
خجلت كثيرا!...لا اعرف ماذا افعل !... لم يكن مني الا ان اشيح نظري واتأمل جماله في عقلي!!
آه من تفكيري هذا!!
تحجج انه ظن ان جهاد هو الذي جاء
وبعد ان ذهب قال خالي:
"تعالي اجلسي بجانبي"
تقدمت منه وما زلت اشعر بالدم يتدفق الى وجنتي من الخجل ...قال:
"أهل سعاد ، دعوا كل بناتهم لقضاء بضعة أيام عندهم والاستمتاع بالربيع في المدينة الخضراء"
قلت ببرود:
"وما علاقتي انا؟"
رد:
"ستأتين معنا"
وهنا تأففت سعاد وابنتها ثم قامت وهي تقول بصوت عالي:
"استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم"
ودخلت الى الغرف الداخليه!
اما انا فقلت بتفاجئ:
"وما دخلي انا بأهل سعاد؟؟!...مستحيل ان آتي معكم"
وقف خالي وقال:
"مايا،انا اسمح لكِ بالبقاء وحدك لاننا قريبون منك .. اما الآن فالامر مختلف..سنكون خارج المدينة لمدة ليست قصيره وانت وحدك؟!!"
"خالي ارجوك...لا يمكن ان اذهب معكم .. لا اريد"
وهنا دخل لؤي وهو يقول:
"كلام ابي صحيح ... لا يمكن ان تبقي وحدك هنا...هناك لصوص مترصدون!"
نظرت اليه بحقد وقلت من بين اسناني:
"انت لا علاقة لك بي"
ثم نظرت الى خالي وقلت:
"خالي..انظر الى زوجتك كيف تتأفف مني ، وانا لا تربطني أي علاقة بأهلها .. لا يمكن ان اقبل"
وبودي لو اقول له انه ما دام لؤي موجود في مكان..فانا لن ادخله!
رد وهو يضع يديه على كتفيّ:
"مايا .. ارجوك يا ابنة اختي ...اذا حدث لكِ شيء لن اسامح نفسي"
حزنت لنبرة صوته الحانية ولم ارد...لكنني نظرت الى لؤي وكأني اقول له انا لا اطيق لؤي...امسك وجهي وحركه باتجاهه بلطف ثم قال:
"مشكلتك مع لؤي صحيح؟... انا اشعر بهذا ، لكن اعدك انه لن يزعجك ابدا"
لم اتكلم وعلى لساني آلاف الكلمات ... استطرد خالي:
"وافقتي او لم توافقي ... فانني لن اسمح لكِ بالمكوث وحدك هنا"
تنهدت ثم قلت:
"كما تشاء"
ثم وبعفوية نظرت الى لؤي الذي رسم على وجهه ابتسامة غامضه...
قلت في نفسي
"اللهم اكفني شره "



ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ

انتهى البارت العشرون

في هاد الاسبوع قررت انزل بارتين

لانه الاسبوع الجاي بتبدأ امتحاناتي النهائيه ورح اغيب عن الكتابه لاسبوعين

آرائكم؟





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-17, 06:28 PM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\




البارت الواحد و العشرون ...

قراءة ممتعه ^^....

لا تلهيكم الرواية عن

الصلاة * اللهم اني بلغت...اللهم فاشهد*



ـــــــــــــــــــــــــ ــ






وضعت رأسي على وسادتي بعد ان شغلت القرآن لأتخلص من هواجسي من صوت وحركة في المنزل ثم اغمضت عيني...
حاول خالي أن يجبرني على النوم عنده لكنني عارضت بشكل تام .
لا يمكن اتواجد مع لؤي ورؤيته !
تنهدت وانا اتذكر ان الغد سأكون في سيارة واحدة معه! اففففففففف ... لماذا يحدث هذا معي !
فتحت عيني ورأيت شيء أمامي ، كانها جدتي .. كانت تقول لي ( مايا .. لا تحكمي بسرعه)
قمت من نومي بسرعة وانا اقول بصوت عالي:
"جدتي؟!"
لكن عندما نظرت حولي وجدت الشمس تضرب بأشعتها على عينيّ ، مسحت وجهي ثم قلت:
"اصبحنا واصبح الملك لله"
انزلت قدمي عن السرير ثم تناولت الهاتف لاقرأ الساعه (8:40am) رفعت شعري عن وجهي ، ان خالي سيأتي ويأخذني عند التاسعه!
تأففت ثم قمت لدورة المياه .. استحممت بسرعة وارتديت ملابس سوداء وتأكدت ان الحاجيات التي سأحتاجها في الحقيبة ثم خرجت من المنزل
انتظرتهم في الحديقة وانا العب بالمفاتيح بين اصابعي...لا ادري كيف سأحتمل ساعة ونصف معه في السياره!
قلبي يخفق بقوه..جزء يقول لي اريد ان اراه وجزء آخر يريد الابتعاد...نظرت جهة الباب عندما سمعته يُفتح فاذا بي أرى خالي..ابتسم وقال:
"هيا بنا"
قمت وحملت الحقيبة ثم اقفلت الباب الخارجي باحكام وجلست في السياره...الحمدلله ان السائق هو لؤي ومنار وسعاد هما اللتان بجانبي
وجهت نظري الى الزجاج وبقيت فترة طويلة وانا صامته ، لكن عدت لأنظر اليهم بعد ان شعرت بالسيارة تتوقف ، نظرت الى الخارج فلم أرى اشجار!.
قال خالي:
"من يريد عصير او أي شيء؟"
كنت جائعة لانني لم آكل ، قلت بسرعه:
"اريد بسكويت و مثلجات"
لاحظت نظرات منار الحارقه لكن لم اهتم .. قال لؤي:
"اخاف ان يصبح هناك ثقل على السيارة من جهتك!"
وضحك..كان يقولها بمزاح لكنني لا احتمل سماع صوته...قلت بكره:
"لا تتدخل ، اذا حدث للسيارة شيء سأعطيك من نقودي لتصمت"
نظر لي من المرآة وهو مستغرب من ردة فعلي .. ولم يتكلم احد ، نزل خالي فقالت سعاد:
"الله في خلقه شؤون"
ثم تهامست مع منار واطلقتا ضحكة استفزتني .. انهما تتحدثان عني اكيد..لكنني تظاهرت بالغباء ولم التفت ، استمرت ضحكة منار وكأنها مصرة على افتعال شجار .. لكن انقذني منها لؤي عندما قال:
"اعوذ بالله ، ضحكة الساحرات اهدأ من ضحكتك!"
استشاطت منار غيظا فضحكت انا بخفة فقالت:
"افضل ان تكون ضحكتي مثل مواء القطط!"
وهي ترميني بنظرات حاقده..قال لؤي:
"لكل شخص شيء يميزه!"
ثنيت شفتي بعدم اهتمام ونظرت الى خالي نبيل لذي خرج من البقالة وهو متوجه الينا ... اعطاني طلباتي وقال:
"بالهناء يا اجمل مايا"
لا اعرف ما هذا الحب الزائد الذي يحيطني به خالي..ابتسمت له وبدأت بأكل البسكويت .. قالت منار باستفزاز ودلع :
"توقفي عن الأكل ازعجتيني!"
رفعت حاجبي وفي بالي ان اقول ( اللهي لا ترتاحي ابدا) لكنني صمتت لانها لا تهمني .. قال خالي:
"لا اريد سماع صوتك يا منار"
فهو يعرف انها تريد مشكلة فقط..
بعد ان اكملت اكل المثلجات وضعت رأسي على الزجاج واغمضت عيني بهدوء لأكمل نومي الذي لم اشبع منه.
***
استيقظت على صوت منار الرنان:
"واااااااو ، انا اعشق الشجر الذي هنا"
كان صوتها مثل الصافره .. عبست بتضايق ثم اعتدلت بجلستي ونظرت الى الخارج فسحرني ما رأيت!..
وادي موجود الى جانب الطريق في شجر طوييييل جدا ومرتفع والجبل خلفه كله اخضر والعشب الندي يملأ الطرقات..كنت ابتسم بفرحة وانا ارى كل هذا الجمال !
قطط منتشره في كل مكان .. وماء يسري من بين الصخور
اطفال بسيطون يلعبون الكرة مع بعضهم...وفتيات يجلسن امام الاعشاب ويقطعن منها على شكل سلطه!
المكان كله كما لو انني دخلت الى رواية قديمة من العالم البسيط!
انتبهت الى صوت خالي يقول:
"يبدو ان المكان اعجبك يا مايا؟"
قلت بحماس وفرح:
"بل أكثر ، سبحان الله ... كما لو أن كل نبات العالم تجمع هنا!"
لمحت بسمة على ثغر لؤي لكنني اجبرت نفسي على عدم النظر ثم قالت سعاد بتكبر:
"اصبري..الآن عندما نصل الى بيت ابي سترين ما هو اجمل!"
شعرت وكأن هذا امر يخصها او انه من جمال بيت ابيها!..قلت بابتسامة جانبيه:
"سبحان الله ، ستر على عيوب البشر بجمال خلقه!"
عقدت حاجبيها بعدم فهم فتجاهلتها ونظرت الى الخارج..وصلنا الى مكان ترابي مليء بالاحجار الصغيره والسيارة ترتج فينا!
ثم مررنا من جانب شجرة توت وبعض الازهار الربيعية ثم توقفنا امام منزل كبير بسيط له شرفة كبيرة توصلنا اليها سلالم ممتدة من بين ورد الجوري الى الاعلى
نزلت من السيارة قبلهم كلهم وتأملت المكان من حولي ..هناك جبل صغير يطل الينا
ويوصلنا به بستان واسع تملأه اشجار الزيتون...هناك بيوت متفرقه على الرمال الاحمر وكلما تحركت قليلا رأيت طفلا يركض!
ابتسمت براحة فأنا لم أرى مكان كهذا من قبل!
نظرت الى اليد التي امسكت يدي فقال:
"هيا الى المنزل "
ابتسمت له ومشيت معه...عندما انفتح الباب ظهر منه جهاد !
اعدت نظري الى الساحة الترابية فرأيت عدة سيارات تقف!..لم انتبه لها!
اعدت نظري الى جهاد الذي قال:
"اهلا وسهلا تفضلوا"
سلم عليه لؤي ومن بعده خالي ودخلنا نحن الفتيات .. وما ان صرت امام المجلس حتى سمعت صوت عفاف تقول بصوت لم يسمعه غيري من خلفي:
"مثل الشوكة ، تغرس نفسها في كل مكان!"
انصدمت!..هل افهم انها لا تريدني ؟! .. بصراحة انا منذ البداية لم اكن اريد المجيء لانني بالكاد اعرفهم !
بلعت غصتي ودخلت مع خالي..لا اعرف لماذا آلمني كلامها!
سلمت على خالة لؤي(ساميه) وبالكلام رددت على بناتها(عفاف وضياء) وجلست وحيدة في احدى الكراسي ... لكن فاجئني اقتحام ساره للمكان وهي تصرخ:
"مايا هنا!!!"
واقبلت لي تقبلني ثم قالت:
"اعوذ بالله .. جعلتيني انشغل عن السلام على البقيه"
نظرت اليها باستغراب!..لكن هي من جاءت!...ابتسمت على جنونها ثم سلمت على نجوى وامها ابتهاج...
بعدها اخذتني ساره الى الخارج وهي تقول:
"تجلسين هنا وفي الخارج الربيع ينادي عينكِ !"
عقدت حاجبيّ لغزلها وانا لا اعرف من أين كل هذا النشاط لها!
لكن سرعان ما كرهت نفسي بعد ان قالت منار التي ذهبت لجلب الماء:
"اجل..اخرجيها من هنا لان رائحة المكان صارت مقرفه"
شعرت بها مثل الخنجر !.. ما كان كلامها سيؤثر بي في الوضع العادي لكن الآن اشعر انني غريبة ومنبوذة!..لا اعرف احد الا خالي!
ردت ساره بقوه:
"اجل سآخذها لتتشمس بعد ان اخنقتها رطوبتك!"
فتحت منار عينيها بصدمة وكانت سترد لولا عفاف التي قالت:
"اجل .. بالتأكيد هي ستختنق..لم تأتي الى هنا من قبل وفجأة تحشر نفسها وتأتي!"
غصة اخرى تقتلني!...لا افهم لم كل هذا!..انتبهت الى نظرات عفاف لمنار وكأنهما متفقات علي!
جاءت الجدة وقالت:
"انتن هنا .. هيا تعالين واحضرن الزعتر الاخضر من السطح لأصنع لكم فطائر الزعتر"
ردت ساره بخبث:
"جدتي انا بطني يؤلمني .. خذي عفاف ومنار"
ثم سحبتني وخرجت معها للخارج...صارت تضحك وهي تقول:
"هل رأيت منظرهما!!"
واكملت ضحكتها .. لكنني كنت عابسة واشعر انني سأبكي بأي لحظه!...قالت ساره وهي لا تنتبه لحزني:
"تعالي تعالي...اريد ان آكل من اللوز البرّي الحامض "
مشيت معها وهي تأخذني ناحية الجبل..وقفت بخوف وقلت:
"الى أين؟"
قالت :
"الى الجبل"
قلت بسرعه:
"لا يمكن!"
قالت بعدم اهتمام:
"لا تخافي...دائما نأتي الى هنا"
هززت رأسي بالنفي فقالت:
"كما تشائين ... انتظريني هنا "
وقبل ان اتكلم ذهبت تركض بين الحجارة والصخور...تنهدت وانا اهمس:
"مجنونه"
استدرت لأعود الى المنزل لكن قاطع طريقي جسم ضخم بالنسبة لي!..قال جلال:
"ساره ذهبت للّوز صحيح؟"
هززت رأسي بهدوء...قال عمر من خلفه:
"كيف ترين المنطقة يا مايا؟"
نظرت اليه بانتقاد..كيف يتكلم معي دائما!..قلت ببرود:
"خضراء!"
ثم مشيت للأمام بعيدا عنهم .. قال لؤي بهدوء..واظن ان احدا لم يسمعه غيري:
"تتظاهرين امامنا بالأدب وأنتِ تواعديــ..."
قاطعته من بين اسناني:
"اصمت يا صديق ذات التنوره"
واستدرت أكمل طريقي...
وصلت الى باب المنزل ... وكانت منار وعفاف تقفان هناك...قالت عفاف:
"لم اعهد الناس يأتون الى البيوت من دون دعوه!"
قالت منار بخبث:
"لا بل تم دعوة هؤلاء الناس للضروره .. فكما تعلمين..لا بيوت لهم!"
وضحكتا ثم استدارتا ليكملان كلامهما...
كرامتي...كبريائي...وجداني...ق� �بي !
كل هذا ، تحطم على عتبات هذا المنزل ... ربما كلامهما سيظهر كأي كلام قد تقوله منار لي..لكنني انا لا احب ان اضع نفسي بين اشخاص لا يحبونني ... فكيف يكون موقفي في منزل أناس لا يعرفونني!
كنت اعلم ان هذا سيحدث..سأكون غريبة هنا...كيف سأتمكن من إكمال يوم واحد هنا !..خصوصا بوجود منار وعفاف!!!
لا يمكنني تحمل اهانات اكثر...انا اصلا لا احتمل أي شيء الآن ؛ لان قلبي امتلأ بالحزن وتجرع كأس الدموع كاملا...لا اتحمل وجودي في مكان انا منبوذة منه!
بقيت واقفة مكاني لدقيقة وانا ألملم شتات قوتي ثم صعدت الدرج ببطئ ودخلت المنزل....
عندما رأيت النساء يجلسن مع بعضهم...بحثت بينهن عن أم آوي اليها!
بحثت بينهن عن واحدة ربما تتقبلني ... تأخذني في حضنها !..ابكي بجانبها ، أم تقول لي البيت بيتك!
أم تخلصني من خجلي هنا...هه ، لكن عن أي أم اتحدث؟!...عن الأولى التي تركتني في أول عمري .. أم عن الثانية التي خرجت روحها بين يدي!
ابتلعت غصتي وتقدمت من نجوى التي هي مندمجة بالكلام مع ضياء وجلست بجانبها بصمت.
مرت دقيقة ... اثنتين، وما زال الوقت يمضي ببطئ وانا اتمنى لو تنشق الارض وتبتلعني...ما جاء بي الى هنا انا!!!...تبا لي كيف قبلت بما قاله خالي!
استيقظت من شرودي عندما وكزتني نجوى بكوعها وهي تقول:
"مايا..ما رأيك ان نذهب الى ساره؟"
قلت بسرعه:
"الى الجبل؟"
هزت رأسها ايجابا...قلت بقلق:
"لكن ... لا ادري...اظن الامر خطر"
ضحكت وقالت:
"هههه مايا...انه ليس جبل حقيقي ..مممـ لا اعرف كيف اعبر...المهم انه ليس خطير"
ثم وقفت وقالت:
"انا ذاهبه..هل تأتين؟"
ما كان مني الا ان امشي خلفها...فان بقيت هناك..فسأعود الى دوامة الغربه...
رأيت الشباب جالسين على الصخور ويتحدثون .. منظرهم جميل بصراحه ... مثلما لو كانوا مجموعة رجال شرطة يحرسون المنطقه ويتأهبون من أي حركه ، اظن انهم خرجوا اصلا ليراقبوا المتهورة ساره عن بعد.
مررنا بهم فقالت نجوى:
"جلال...ساره بالتأكيد عند الجبل ؟"
ابتسم وقال:
"اجل كالعاده"
قال عمر:
"دعيها تأتيني ببعض اللوز"
رفعت نجوى حاجبيها وقالت:
"انت وهي استمتعا باللوز البري ... وانا ومايا سنذهب الى اللوز الحلو!"
نظرت اليها وانا لا افهم اين .... رد لؤي:
"اتحداكِ ان تصل معك الى اكثر من شجرة الخروب..ابنة عمتي واعرفها...تخاف من هذه الأماكن"
قلت ببرود:
"وكأنني في يوم ذهبت معك لمكان كهذا حتى تحكم!"
رفع حاجبه وقال:
"اذن هل ستذهبين؟"
ابعدت نظري عنه ومشيت قائلة لنجوى:
"امشي يا نجوى"
انتظرت نجوى قليلا ثم جاءت خلفي ... وعندما ابتعدنا عنهم قالت :
"ما بكِ؟"
لم ارد...اعادت سؤالها ... قلت ببرود:
"لا اطيقه"
توقفت نجوى لحظة ثم اكملت سيرها وقالت:
"اسمعي .. اريد ان تخبريني بكـــل شيء ... صحيح انكِ كنتِ تقولين لي بعض الامور .. لكن ليس كلها"
قلت:
"دعينا نصل الى أي مكان نجلس فيه اولا"
كنا نمشي ببطئ وابتعدنا عن مكان ساره .. لانني لا احب اخبارها بشيء..فحسب ما قالت لي نجوى بأن ساره تقول كل شيء لعمر وبشكل بديهي .. عمل سيقول للؤي...
جلست على صخرة كبيرة وتربعت نجوى امامي على الأرض وقالت:
"تكلمي...قولي كل شيء...انا مثل أختك الكبرى"
ابتسمت لها ثم بدأت أقص عليها كل شيء ... منذ ان قرر نزار ان يخطبني الى آخر كلمة قالها لي لؤي ... وابتعدت كل البعد عن قول أي شيء عن حزني المكبوت ... فانا لا اريد ان ادخلها في متاهات كآبتي...
قلت في النهاية وانا امسح دمعة انحدرت من عيني:
"وهناك كتاب احمق اسمه (لؤي) كنت اكتب فيه مشاعري ... اضعته او ربما اتلفته دون ان انتبه من غيظي ، لا اعرف...نسيت "
تنهدت وهي تنزل الى مستواي ثم تمسح على يدي وتقول:
"لماذا تجعلين نفسك مرمى للحزن دائما؟..وداما يصيبك؟!"
انزلت نظري للارض وقلت:
"لست انا من اجعل هذا يحدث...بل الحزن اعجبه قربي هه"
رفعت وجهي بيدها وقالت:
"لكن بامكانك ابعاده!...انظري ، هل تظنين ان حياتنا كلها فرح وسعاده؟!..كلا، اننا نعاني يا مايا..لكننا نواجه الواقع..ونكمل المسير!"
حاولت كبت دموعي وقلت بصوت مختنق:
"القول سهل...لكنك لا تعيشين ما اعيشه!...في البداية والداي ثم اختي وبعدها...جدتي!!.وبالنهاية يأتي السيد لؤي ليشكك فيني؟!"
صمتت قليلا ثم اردفت:
"بامكانك ان تقفي ... وترفعي رأسك ، ثم تكملي بابتسامة تغيظ كل من يكرهك!...هل تريدين ان تحوطك منار بالاستهزاءات هي وعفاف عندما يريانكِ على هذه الحال؟!"
"لا"
"اذا لا تظهري ضعفك ابدا...لا تتحولي الى تمثال صامت ، عودي الى مايا القديمه!"
وقفت وقلت:
"ربما سأبتسم لمجرد ابعاد الانظار عني ... لكن مايا القديمة لن تعود الا بمعجزه،في دفنت بجانب جدتها في القبر!"
ومشيت عائدة الى المنزل ... في الطريق قابلنا ساره..قالت بصوت عالي:
"تعاليا وكلا معي"
نظرت الى نجوى فاشارت لي كي ابتسم ففعلت..ثم توجهنا الى ساره



***




قذفت الحجر بعيدا ليسقط بين الشجيرات بغضب...قال عمر:
"اظن انك تخفي شيء ما عني...صحيح انك تخبرني بكل شيء..لكن هناك قطعة ناقصه من القصه!"
قلت :
"لو تعرف سخونة النار التي في صدري!"
"كيف اعرف وانت لم تقل لي؟!"
جلست على الصخره وقلت:
"اجلس دعني اخبرك...اجلس"
جلس امامي منصتا ... وبدأت اخبره بكل ما حدث معي بالتفصيل محاول ان لا انسى شيء...ذلك الشاب مع مايا...وشجارنا...والكتاب المعنون باسمي!...
".....وها انا اقرأ من ذلك الكتاب كل يوم...ارى انها كانت تحبني...لكن ما غير حالها الآن وجعلتني اغرق بغيرتي؟!...هل ذلك الطالب افضل مني؟!"
رفع عمر حاجبه وهو لم تعجبه كلمة من سردي...ثم وقف ومشى بضع خطوات...لحقته وامسكته من كتفه وانا اقول:
"ما بك يا رجل؟!"
قال بغضب وانفعال:
"كل هذا وتقول ما بي؟!...لقد حكمت على الفتاة دون أي دليل ... واتهمتها رغم انها حاولت اخبارك بالحقيقه...وترى انها كانت تحبك بعينيك ومع هذا تتصرف معها كما لو كانت مذنبة بحق!!...بالله عليك يا رجل اصمت..اظن ان الانسان كلما تقدم في الحياة يعقل .. اما انت!..فعقلك متحجر متخلف!"
صدمني بكلامه!..كنت استمع بسكون!...وكلماته تخترق اذني..وتقفز داخل عقلي مرارا..وكانها تريدني ان اعود الى الهدى!...اكمل عمر:
"وبعد كل هذا...تقول لا اعرف لماذا صارت تكرهني!...فانت ذهبت لتتزوج وتركتها .. لولا انني اخبرت العم ابو نزار بحبك لها لكانت الآن على ذمة نزار...ثم تتهمها ولا تعير دموعها اهتماما وانت تصرخ فيها!..الست تفهم!...الا يوجد لديك عقل؟!"
فتحت عيني على مصراعيهما !!..اذا عمر اخبر العم بحبي !!!!! ... هذا المجنون!..كنت اريد ان اتكلم لكنه اخرسني عندما قال:
"لو كنت مكانها لكنت ارتكبت بك جريمة !...يا اخي اشعر بها!....اسمع ، غدا سأخبر جدي بان نذهب في نزهة في البستان ، سأتفق مع نجوى وساره لنذهب وحدنا قبل الباقين ثم نتركك معها..وتفاهما .. واعتذر لها يا مجنون!"
ثم استدار وذهب دون ان يسمح لي بالكلام....وقفت متصنما هناك ... لا اشعر بشيء الا بصدى كلماته داخل عقلي...هل انا حقا مجنون ولم افهم؟!
بقيت شارد الذهن واقفا لدقيقتين .. الى ان جاءني صوت ساره من الخلف تقول باستنكار:
"ما به عمر غاضب؟!"
استدرت اليها فرأتها تقف مثل البلهاء وخلفها نجوى ومايا يمشيان ببطئ نحونا ... قلت:
"مممـ...فقط تذكر ان هناك دينا لم ادفعه له!"
نظرت لي نظرة شك ثم اكملت طريقها الى المنزل ، ثم مرت مايا من جانبي وكأنني لا شيء!.لم تنظر لي ولم تعرني أي اهتمام !
فقط كانت تتكلم مع نجوى وتبتسم ... وليس هناك احد في المكان غير نجوى!



***




بعد الغداء .. جلسنا امام المنزل ، النساء الى اليمين والرجال الى اليسار .. طبعا كنت جالسة كـ(زيادة) الكل يتكلم وانا فقط اراقب...حتى نجوى لا يمكنها ترك الكل والتكلم معي !
صحيح انهم يوجهون لي بعض الاسئلة لكنني اعجز عن اجابتها بشكل كامل!
توقف الكلام عندما قال عمر بصوت عالي:
"غدا يجب ان يكون الغداء في البستان!"
تكلم خالي بهدوء:
"فكرة جيده!"
قال الجد:
"اذا اردتم الذهاب .. اذهبوا وحدكم يا شباب ، لان هناك موضوع مهم غدا يجب ان انجزه مع والدك وازواج خالاتك"
قال جلال:
"اذا غدا نكون نحن في البستان وانتم هنا"
قال لؤي:
"اجل ... امر جميل"
قالت ساره :
"وانا سأذهب!...لن ابقى هنا واستمع الى كلام الغيبة والنميمه!"
حدجتها الخالة ابتهاج !..فضحك الجد وقال:
"اذا وانتن يا فتيات اذهبن الى البستان مع اخوانكم"
نظرت الى نجوى وانا اطلب منها ان ترفض بعيني .. لكنها رفعت حاجبيها بالنفي وكأنها تقول :اريد ان اذهب .
تنهدت بقلة حيلة ثم دخلت الى الداخل لأنفرد بنفسي قليلا
فتحت هاتفي فوجدت رسالة وصلتني من أسيل ، كانت بها صورة لآدم وهو يضحك!
لقد اشتقت له كثيرا كثيرا!
ابتسمت بحب وشعرت بالدموع تغرق عيني...لكنني اغلقتهما بسرعة وتنفست بعمق
ثم ارسلت لها:
"لقد اشتقت له ... ولكم كثيرا!"
وضعت الهاتف في جيبي وجلست افكر في كثير من الامور
***
ذهب الرجال الى المسجد لصلاة العشاء ... وجلسنا نحن الفتيات على سطح المنزل بينما الامهات في الاسفل.
قالت عفاف:
"هممـ...ليتنا كنا لوحدنا ، حتى اخبركن بعض الاسرار"
قالتها وهي تنظر لي بطريقة غريبه!...رفعت حاجبي ثم قلت ببرود:
"اخرجن وتكلمن ثم عدن"
ضيقت عينيها فقالت ساره:
"على أساس اننا نريد ان نسمعها ، ستقول هذا احبني وهذا بعث لي برساله...تفاهه!"
فتحت عفاف فمها وهي تحدج ساره، قالت نجوى :
"صحيح!..تقولين ان الشباب دائما ما يعاكسونك..اذا ألم يتقدم لكِ احد؟!"
ردت ضياء بحزم:
"عيب عليكن هذا الكلام!"
قالت منار:
"معكِ حق...لكن نحن لم نقل شيء..ساره بدأت"
اخرجت هاتفي وفتحت على صورة آدم ... ثم أريتها لساره ونجوى وهما يبديان اعجابهما ، مستقصدات لبعض الحركات لإغاظة منار وعفاف!
قالت عفاف بصوت مسموع للفت الانتباه:
"هممـ ... آخر من عاكسني هو لؤي!"
نظرت الى نجوى فاعطتني نظرة بمعنى انها تكذب ، فقالت منار:
"لا تصدقن...هو دائما ما يخبرني انه يريد الزواج بها"
ضحكت ضياء بصوت عالي ثم قامت وهي تتمتم ببعض الكلمات ونزلت الى البيت...حلت دقيقة صمت فقالت ساره:
"اجل...حتى ان ضحك ضياء دليل على صدقكما!"
ضحكت نجوى قليلا ثم وقفت وقالت:
"تعالي يا مايا ... اشتم رائحة حريق هنا..دعينا ننزل"
ثم اعطتني نظرة خبيثه ... ضحكت ساره باسلوب مستفز ثم نزلنا مع بعضنا تاركين خلفنا منار وعفاف اللتان اشتعل فيهما الغيظ
في الاسفل وجدنا الجدة تقول:
"هيا الجميع الى النوم"
قال عمر :
"يا جده!!"
ردت بحزم:
"قلت الى النوم...عليكم الاستيقاظ للفجر"
تنهد الكل وتوجهوا الى احدى الغرف....نظرت الينا الجدة وقالت:
"وانتن يا فتيات ... سننام جميعا اليوم في غرفة واحدة كما طلبت ساره (حفلة مبيت) ههههه"
ضحكنا وقلنا:
"ساره دائما تخرج بافكار عجيبه"
ثم توجهنا الى اكبر غرفة نوم وساعدتهم في تنظيم الفراش ليسعنا كلنا....وبعدها نزلت منار وعفاف وكلٌّ اخذ مكانه ... وكنت انا بين ساره ونجوى
لم استطع النوم ... فانا في بيت لا اعرفه ... نظرت الى نجوى وهمست:
"لا يمكنني النوم...اشعر انـ.."
قاطعتني:
"اعرف بماذا تفكرين...اغمضي عينيكِ الآن وانسي كل الافكار"
مرت الدقائق...ربع ساعة...نصف ساعه...الكل غط في النوم .. الا انا ، اريد ان اصرخ واقول اريد العودة الى بيت جدي...لكن هل يسمعني احد؟!
تنهدت بقلة حيلة وانقلبت الى جنبي الايمن...فسمعت اصوات همس وتمتمه...لم يكن واضح الكلام لكنني عرفت ان الصوتين لسعاد واختها ابتهاج
حاولت ان اسمع ... لكن لا يمكن...فجأة ارتفع صوت سعاد وهي تقول:
"بالله عليكِ ان تصمتي يا ابتهاج...انتِ لا تعرفين بماذا اشعر..هذه التي اسمها مايا مثل الهم ... كتلة من النكد على قلبي...وما يقهرني اكثر اهتمام نبيل الزائد لها!"
ردت ابتهاج بقلة صبر:
"ايضا؟!...ما بك يا امرأه؟!...ليس لها احد الا خالها!..هل تريدين ان تحرميها منه ايضا؟!..انها يتيمه...على الاقل اكسبي الاجر واظهري لها بعض الاهتمام!"
قالت سعاد:
"كلا والف كلا...لن اتقبلها ابدا ابنة اسماء..لن ارتاح حتى اجعل نبيل يبعدها عنا"
"لكن يا أختي...هذا كله خطأ في خطأ...لا اراها تفعل شيء مغلوط!"
"انتِ لا تعرفينها...هذه ستقلب حياتنا اذا بقيت"
"اففففف..اسكتي اسكتي...لا اريد سماع شيء"
ثم تمتمت سعاد ببعض الكلمات واختفى الصوت...اغمضت عيني وسمحت للدمعة الحبسية بأن تنطلق لتبلل وسادتي...
هل تشعرون بما اشعر؟...انا، انا كتلة نكد؟! ... هل يمكنكم احتمال البقاء في مكان انتم منبوذون منه؟!
تخنقني الغصه ولا يمكنني بلعها...أرجوكم ضعوا انفسكم مكاني...لا اخرج من حزن الا وادخل في آخر
بدأت حقا أخاف من أن يبتعد عني خالي...وابقى وحيده!



***




"الآن بعد الفطور...سأخبر جدتي اننا سنخرج قبل الجميع ... وقد أخبرت ساره ونجوى بما يجب ان يفعلا"
قلت بقلة حيله:
"هل انت حقا تظن انها ستقبل الكلام معي؟!"
"مشكلتك وليست مشكلتي"
ثم جاء صوت ساره من بعيد:
"عمـــــــر...لـــــؤي ، الى الفطـــــــور "
نظرت اليه نظرة أخيرة ومشيت الى الداخل...لست متشجع ابدا لهذه الخطوه!
جلسنا حول المائدة وبدأنا نأكل...وكانت طاولة النساء بجانبنا ، رفعت رأسي بهدوء ونظرت الى مايا...فوجدتها شاردة الذهن .. كئيبة المظهر ... ما بها؟!
قالت خالتي ابتهاج:
"مايا...لماذا لا تأكلين؟"
لكن مايا لا ترد...او حتى تسمع، فهي في عالم آخر!
هزتها خالتي وقالت:
"عزيزتي مايا.."
نظرت مايا اليها وكأنها تبحث عن شيء في وجهها ... ثم وقفت وقالت:
"الحمدلله شبعت"
قالت جدتي بسرعه:
"لكنك لم تأكلي شيء!"
ابتسمت مايا بدون نفس وقالت:
"لست جائعه...شكرا"
ثم انصرفت عن انظارنا
نظرت الى عمر فنظر لي نظرة خاطفه واكمل اكله...تنهدت وحمدت الله ثم خرجت الى الخارج
***
بصعوبة بالغة استطاعت ساره ان تأتي بمايا معنا ..
لكن طوال طريق سيرنا الى البستان كانت صامته...بارده...وتنظر الى الارض ، شعرت ان هناك شيء ما حدث .. لكنني لم اتجرأ على السؤال!
عمر وساره يتكلمان ويضحكان..نجوى تحاول فهم الامر من مايا بصوت منخفض..وانا اراقب
....
وضعنا الحصير على التراب ثم جلسنا نتكلم في امور عدة...
بينما مايا اختارت ان تجلس في ابعد نقطة عنا ... مسندة ظهرها لشجرة زيتون..وتبعد نظرها عنا...
كنت اركز نظري اليها ، انتظر منها التفاته .. لكن وضعها يشعرني بان لا احد في الكون غيرها!
وكزني عمر بكوعه ثم نظر الى ساره التي وقفت وقالت:
"انا سأذهب لقطف اللوز "
وذهبت...ثم وقف عمر وقال:
"نجوى...هناك امر مهم يجب ان احدثك به"
وقفت نجوى وقالت:
"اجل اخي...تعال، مايا..سأعود بعد قليل"
نظرت اليها مايا بسرعة وهي تفتح عينيها بستنكار وترسل رسالات صامته لنجوى تخبرها ان لا تذهب...لكن نجوى ابتسمت لها بدون اهتمام وذهبت مع عمر
زفرت مايا من بين اسنانها ثم ابعدت نظرها مرة اخرى
نظرت حولي...فما كان هناك الا العشب على الارض...حككت شعري ثم قلت بصوت مسموع:
"مايا...اسمعيني"
لكنها لا تلتفت....قلت بصوت أعلى:
"مــايـــا "
اعطتني نظرة حادة ثم عادت لتنظر الى البعيد...قلت بنفاذ صبر:
"لماذا لا تنصتين ؟!"
قالت ببرود:
"ولماذا انصت؟"
"لانني اريد الكلام.."
"اظنك قلت ما يكفي "
وصمتت ، فكرت قليلا ثم قلت:
"أنا آسف ، لكنني لا يمكنني رؤيتك مع شاب غريب وابقى صامت"
نظرت لي وقالت بانفعال:
"ما زلت تظن انه حبيبي؟!"
ازدرت لعابي ... ثم مرت دقيقة صمت أخرى...قلت بهدوء:
"أخبريني ما الذي يزعجك؟!"
ابتسمت بسخريه ونظرت الي بتمعن ، كأنها تخبرني ما يزعجني هو انت....قلت:
"اخبريني.."
تجمعت الدموع في عينيها و قالت بصوت مخنوق:
"لؤي!... خمس سنين وانا اعاني!...في البداية فقدت امي وابي....ثم اختي ابتعدت .. ثم جدتي...وانت!...انت!!"
فاضت دموعها من غير سابق انذار كسيل النهر واشاحت نظرها عني....شعرت انها بحاجة للكلام....بحاجة لأن تزيح جزء من الحمل الذي في صدرها...
اقتربت منها حتى صرت امامها وقلت:
"تكلمي واخرجي كل ما في داخلك...دعيني فقط ."
ثم صمتت لا اعرف ماذا اقول...قالت ببكاء:
"صدقني يا لؤي ، صدقني ان قلبي لم يعد يحتمل اهئ ... ما زلت لا افهم كيف ماتت جدتي...منذ موتها اصبحت جسد بلا روح!"
واستنشقت بعض الهواء ثم استطردت:
"أنا ، صرت وحدي في هذا العالم!...حتى أختي عندما كنت عندها .. شعرت انها لا تريدني!...جدي ، انشغل عني بالشركه...وانت..انت يا لؤي حطمتني!..حطمتني من الداخل!!"
غطت وجهها بيديها واطلقت شهقاتها في كل مكان!...آلمني قلبي ، تمزقت من الداخل!
مددت يدي لامسك يدها..لكنني تراجعت بسرعة ... لا اعرف ماذا افعل...لو ترون منظرها وهي تبكي!...يبكي على حالها الحجر!!!
هل لهذه الدرجه أثر بها كلامي في بيت جدي؟!
رفعت راسها واكملت:
"وامك!!...هل تعرف ماذا تقول امك عني؟...تقول انني كتلة نكد!..وانني سأقلب حياتكم ، تريد ان تبعد خالي عني!...ماذا فعلت انا لأنال كل هذا؟؟ ماذا فعلت؟؟...لا ام ولا اب ولا جد ولا عم ولا خال؟؟!!...لؤي ، ذلك الشاب ، جاء الي يسألني عن صديقتي التي يريد تزوجها!..هو ليس حبيبي ولا حتى زميل!!! ،لماذا لا تفهم .. لماذا لا تفهمني لماذا؟؟!"
ودفنت رأسها في يديها مرّة اخرى
هل تعرفون شعور الماء البارد على رأسكم؟!...هذا ما اشعر به الآن! ، بدأت اربط كل شيء ، يا اللهي كم احتملتي يا قطتي!
اجتاحني غضب كبير ! .. لا اعرف لم خطر ببالي ان اذهب لمعاتبة امي!
وقفت وقلت بانفعال:
"اسمعي يا مايا ، ان كان لا احد يريدك فانا اريدك...ان كان لا احد يحبك فانا احبك! .. صدقيني سأعوض كل دمعة ابتلعتها الأرض من عينيكِ"
ثم مشيت خطوتين مبتعدا...ثم عدت اليها وقلت:
"لا احتمل رؤية دموعك...ارجوكِ امسحيها وابتسمي ليبتهج قلبي"
ثم ابتعدت وابتعدت ، بين الاشجار...فأنا لا يمكنني ان ابقى وارقبها تبكي.



ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

انتهى البارت

اتمنى ان تكون هذه السنة سنة فرح وسعادة لكم اعزائي

آرائكم؟

وتوقعاتكم

تسعدني^^



(بما اني فترةعطله ، بالاسبوع رح يكون في بارتين)












أنْآ إمبْرَآطُورِة ذَآتِي





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-17, 02:30 PM   #30

اميرة زمان

? العضوٌ??? » 390340
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 6
?  نُقآطِيْ » اميرة زمان is on a distinguished road
افتراضي شكرا

السلام عليكم عزيزتي


كيفك


شكرا للنقل...يعطيكي العافيه

بس لو سمحتي....ممكن تحذفي التصميم الي فيه صورة الابطال
اسفه بس انا ما بدي القراء يقلصوا خيالهم
وكمان مواصفات الصوره تختلف شوي عن مواصفات الابطال الي انا كاتبتها


لو سمحتي...ممكن تحذفيه وتخلي التصميم الاصلي من غرام؟


اميرة زمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:29 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.