آخر 10 مشاركات
مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          16- انت وحدك - مارغريت ويل - كنوز احلام القديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          سيدة قلبه (35) للكاتبة: Deborah Hale .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          497- وحدها مع العدو - أبي غرين -روايات احلام جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الرزق على الله .. للكاتبه :هاردلك يا قلب×كامله× (الكاتـب : بحر الندى - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-17, 09:40 PM   #31

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


البارت الثاني و العشرون ...

قراءة ممتعه ^^....

لا تلهيكم الرواية عن الصلاة * اللهم اني بلغت...اللهم فاشهد*



ـــــــــــــــــــــــــ ــ






"اسمعي يا مايا ، ان كان لا احد يريدك فانا اريدك...ان كان لا احد يحبك فانا احبك! .. صدقيني سأعوض كل دمعة ابتلعتها الأرض من عينيكِ"
ثم مشى خطوتين مبتعدا...ثم عاد وقال:
"لا احتمل رؤية دموعك...ارجوكِ امسحيها وابتسمي ليبتهج قلبي"
ثم ابتعد ، وابتعد
كانت يدي تغطي وجهي المصدوم...فتحت عيني لأوسعهما ! ... خفق قلبي بقوة آلمتني رفعت رأسي ونظرت الى ظهره المبتعد ، ثم مسحت دموعي التي توقفت من المفاجئة... وكلامه يتكرر في ذهني ( فأنا اريدك ، فأنا احبك ) بصراحة لا اعرف بماذا اشعر !
لا اعرف حقا!...كل الغيظ الذي كان في قلبي عليه قبل قليل...تلاشى!
هل يعقل حقا انه يحبني؟!...انا؟؟
نظرت حولي لأتأكد ان الذي انا فيه واقع...او ربما لأتأكد ان احد لم يرى او يسمع هذا!
اعدت نظري الى الأرض وهمست:
"ما هذا؟!"
ما هذا الذي حدث توّا ؟؟ انا انفجرت بالبكاء امامه .. وهو قال انه يحبني؟...اذا كنت تحبني يا لؤي، لماذا فعلت بي هذا؟؟!
وضعت يدي على صدري...مكان قلبي الذي يكاد يخرج من مكانه ، وتنفست الصعداء!
كأن راحة اجتاحتني!
رفعت رأسي للأعلى ورأيت الغيوم تراقب ارتباكي!
جفلت وارتعدت عندما سمعت صوت ساره تصرخ:
"مــــــــايــــا "
نظرت اليها وهي تركض باتجاهي وعمر خلفها يركض ، اختبأت ساره بجانبي بسرعة وهي تقول:
"يريد ان يضربني"
قال:
"أنت من بدأ اولا"
استندت على يدي ثم قمت ومشيت مبتعدة عنهما ... وساره تناشدني من الخلف لكنني لم اهتم...ظهرت امامي نجوى فقالت:
"ماذا حدث؟...هل كنتِ تبكين؟"
نظرت اليها ثم قلت بصوت اقرب للهمس:
"سأخبرك فيما بعد"
صمتت قليلا..ثم قلت:
"اريد العودة للمنزل"
هزت رأسها بلا ثم امسكت يدي وقالت:
"تعالي لنجلس...ها هم البقية خلفي آتون"
وسحبتني معها الى مكاني...جلست بهدوء وبالي مشغول تماما ، وصل الباقون وجلس كل واحد مكانه ... بحيث نحن البنات بعيدون عن الشباب ... قال مثنى:
"ين لؤي يا عمر؟"
نظر عمر الي ثم قال:
"لا أدري"
رد جلال:
"لا تدري كيف؟...اين هو ، نريد ان نأكل"
قال جهاد:
"سأذهب لأبحث عـ.."
وقبل ان يكمل قالت منار:
"ها هو قادم من هناك"
نظرنا جميعا الى حيث اشارتها ، فرأيته يمشي ونظره مثبت عليّ ، لم انتبه لهذا الا عندما تعانقت اعيننا!
ابعدت نظري بسرعة واعتلت الحمرة وجنتي!
يا اللهي ، لا يمكنني البقاء أكثر .. اشعر بالضياع!...الخجل يعتليني وافكاري مشتتة ولا اعرف اذا كان باستطاعتي تجاهل الكلمات التي قالها قبل قليل!
تساعد ضياء ونجوى على توزيع الطعام ، وانا قمت مبتعده عن المكان ، لا أريد تناول الطعام ؛ لا أريد ان تتلاقى انظارنا!
لكن لحقني صوت ساره:
"الي أين؟"
التفتت اليها وقلت:
"لست جائعه"
وقفت بسرعة واقتربت مني ثم همست لي:
"اسمعي، لا اعرف ماذا دار بينك وبين لؤي..لكن انسي الامر حاليا وتعالي "
اردت قول شيء لكنها لم تسمح لي وسحبتني لأجلس مكاني
تنهدت وبدأت آكل ، بصراحة أنا جائعة ، فانا لم آكل شيء منذ الصباح
***
بعد الطعام ، جلست مع ساره ونجوى وضياء نتكلم عن امور الجامعة ، بينما عفاف ومنار ابتعدتا عنا...
"لقد تخرجت من فترة ليست قصيره"
قالتها ضياء بابتسامه .. فقلت:
"ما تخصصك كان؟"
"معلمه رياضه!...لكن لا اريد ان اتوظف او اتزوج، اريد البقاء بجانب امي"
التفتنا الى صوت ضحك الشباب الذي ملأ المكان فوقفت ساره تتبعها نجوى ثم ذهبتا ليسألا عن سبب الضحك...
ابتسمت ثم نظرت الى هاتفي الذي أعلن عن وصول رسالة جديده...استأذنت من ضياء ثم ابتعدت عن المكان قليلا ...
"كيف حالك اختي؟...ونحن اشتقنا لكِ ايضا"
كانت الرسالة من اسيل...كتبت لها:
"الحمدلله بخير..اشعر بالضيق، لكن لا يهم...كيف انتم؟"
ارسلتها ثم انزلت يدي وتنهدت ، نظرت الى اليمين فرأيت لؤي يجلس على صخرة كبيرة وينظر ناحية ابناء خالته ويبتسم...
نظرت اليه مطولا ، لقد اعجبتني طريقة جلوسه!...والشمس تعطيه رونق خاص!
فتحت الكاميرا الخاصة بالهاتف ثم التقت له صورة سريعة قبل ان ينتبه
ابتسمت بانتصار لأن الصورة كانت جميلة جدا جدا!
او ربما هو الجميل!
اخذت نفسا قويا يمنع دقات قلبي السريعة ... هه كم القلب تافه! كل الكره الذي كنت اخبأه في قلبي ذهب؟!...لا ، لا لم يكن كره ، ربما كان غيرة عليه!...لكن لن اسامحك على صراخك علي واتهامك لي!...ابتسمت بسخرية على افكاري ثم عدت مكاني وانا افكر ، هل كان كلامه نابع من قلبه؟!...




***




بعدت نظري عن المجانين ونظرت امامي فرأيت مايا تسير نحو الفتيات ، تنهدت وانا اتذكر كلامي لها....لقد قلت بكل جرأة اني احبها!!
هه يا لي من احمق ، على أساس انها ستصدقني الآن بعد ان ....
تأففت بقلة حيلة ثم رن هاتفي...ورأيت الشاشة تضيء باسم ابي...اجبت:
"مرحبا ابي"
"اهلا لؤي...اسمع، نادي اختك وابنة عمتك ثم تعالوا "
"لماذا؟"
"سنعود الى المنزل ... اتصل جدك وقال انه سيكون في المطار غدا في السابعه صباحا ، وسيأتي عندنا"
شردت قليلا .. ثم ابتسمت وقلت:
"حسنا ابي"
وانتهت المكالمه...مشيت نحو البنات وقلت:
"منار ، مايا...هيا الى السياره ... سنعود الى منزلنا"
وقفت منار وقالت:
"نعود للمنزل؟!..لكننا لم نكمل يومين هنا!!"
وقفت مايا بصمت ومشت نحو منزل جدي قبلنا....قال جهاد:
"لماذا ستعودون الآن؟"
اجبت:
"جدي سيأتي غدا باكرا ، ويجب ان نكون في المنزل"
نظرت الى عمر فابتسم كأنه يفهم نظراتي ثم القيت عليهم السلام واخذت منار وعدنا
هناك امام المنزل كانت امي تودع خالاتي ، سلمت عليهما أنا ومنار ثم صعدنا الى السياره...بالترتيب ذاته حين جئنا...
وخلال طريق عودتنا ... مايا كانت هادئة تماما ولا تنبس ببنت شفه ، شاردة الذهن..حتى عندما توجه لها منار الكلام لا تلتفت لها ... نظرت الى امي عبر المرآة وانا في بالي ان اتكلم معها حول السبب الذي جعلها تقول ما قالت لمايا.
تنهدت واعدت نظري للطريق وانا اتذكر كيف انفجرت بالبكاء امامي...لا اعرف لم رأيتها الفرصة المناسبة لأقول لها "احبك" لكن من الواضح انها لم تكترث...هذا اذا كانت قد سمعت اصلا!
ما زال علي الاعتذار عن ما قلته لها حول ذلك الشاب....
***
عندما وصلنا منطقتنا ، نطقت مايا اخيرا:
"خذني الى منزل جدي"
قال ابي بسرعه:
"لا ... ستأتين معنا "
فتحت فمها لتنطق لكن ابي اسكتها عندما قال:
"ولا كلمه ... غدا بعد أن يأتي جدك...عودي انتِ وهو إلى المنزل"
ثنت شفتها بعدم رضا ثم أرخت رأسها على الزجاج...
ركنت السيارة في مكانها ونزل الجميع منها ... ثم نقلنا الأغراض منها للداخل...
كانت مايا تسير أمامي ببطء...لم أتكلم ولم اطلب منها الإسراع...وعندما دخلت من الباب قالت منار بصوت منخفض أظن لم يسمعه غيري أنا ومايا:
"مثل الشوك...ملتصقة بنا"
توقفت مايا ونظرت إليها ببرود ثم أكملت المشي للداخل
ذهبت أنا إلى غرفتي وبدلت ملابسي ثم جلست أفكر ، غدا مباشرة سأفاتح جدي بالموضوع...
لكن كيف سينجح الامر وانا أرى كل هذه العدائية من منار عليها؟!
تنهدت ثم امسكت هاتفي وكتبت رسالة لعمر...
***
على الفطور في اليوم التالي...
لاحظت الشحنات المتنافره بين امي وابي ، على ما يبدو انهما تشاجرا يوم امس...
قال ابي:
"يا ابنتي مايا...مالي لا أراكِ تأكلين؟"
نظرت له وقالت:
"ها أنا آكل"
وشربت القليل من الشاي...ثم قالت:
"الحمدلله"
وخرجت من الغرفه...تنهد ابي واكمل طعامه...قالت امي:
"دعها على راحتها ، ليس من الضروري أن تعتني بها كأنها طفل!"
حدجها ابي وقام عن الطاوله قائلا:
"هيا يا لؤي ، يجب أن نصل إلى المطار بسرعه"
ثم خرج...اخذت كأس الشاي ولحقت به
وخلال الطريق كان ابي يحدثني عن امي وكيف انها لا تطيق مايا...هو يتكلم وانا اتنهد ، اذا كانت امي لا تحب مايا حقا...فسوف يكون من الصعب أن.....
قاطعته قائلا:
"ابي هناك موضوع مهم اريد اخبارك به"
صمت ونظر لي مترقبا....اكملت:
"مايا...انا اريدها ، اريد الزواج بها يا ابي"
فتح عينيه على مصراعيهما وقال باستغراب:
"ماااذا؟!"
تأففت وقلت:
"ربما امي ستتقبلها بعد الزواج؟!"
سكت قليلا .. بل كثيرا ثم نطق:
"أتعلم ، انتظرت هذه الساعه طويلا .. كنت اريدك دائما أن تتزوجها لكي اضمن انها بخير"
ابتسمت بسعادة وقلت:
"اذا سأطلبها اليوم منك ومن جدي عندما يأتي"
ضحك ابي وقال:
"مباشرة بهذه السرعه؟"
قلت بسرعه:
"اكيد...منذ زمن بعيد وانا أفكر بالامر "
رد:
"لكن الزواج ليس هكذا...هناك المهر وال... انتظر ، ربما مايا لا تقبل بك اصلا!"
صمتت ، لانه على حق .. ربما هي لا تطيق رؤيتي ومع هذا فان لدي أمل بسبب ذلك الكتاب!
استطرد ابي:
"ما بك صمت؟!...ههههه اطمئن ، قد تقبل ، الزواج قسمة ونصيب"
اومأت موافقا وفي نفسي اقول : يارب
وصلنا المطار وكان جدي بانتظارنا...
"الحمدلله على السلامة يا جدي"
"شكرا .. صحيح ما احوالك يا لؤي؟"
"بخير والحمدلله "
قال ابي:
"كيف حال اسيل وزوجها؟"
ابتسم وقال:
"على خير ما يرام ، انهما سعيدان جدا بابنهما "
سكت قليلا ثم قال:
"أين مايا؟ .. هل ما زالت في المنزل وحدها؟"
رد ابي:
"في الاسبوع الماضي لم تقبل أن تأتي الينا ابدا..لكنها الآن في منزلي"
هز جدي رأسه وراح يفكر في امرها



***




بعد الغداء ذهبنا أنا وجدي إلى منزلنا واخيرا
دخلت غرفتي وتمطيت قليلا ثم تمددت على سريري ، يوم امس نمت على الكنبه!
اغمضت عيني لأنام بسلام لكن طرق جدي الباب..
جلست بسرعة وقلت:
"تفضل"
دخل وهو مبتسم ثم جلس بجانبي وقال:
"تعرفين مايا ، اني اريدك أن تعيشي مرتاحة "
اومأت موافقه فأكمل:
"اريد أن اطمئن عليك بين يدي من يحبك ويرعاكِ "
رفعت حاجبي وقلت:
"اذن؟"
اتسعت ابتسامته وقال:
"لؤي يطلب منكِ الزواج، فما رأيك؟"
فتحت عيني بصدمة وقلت باستنكار:
"لؤي؟!!"



ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

انتهى البارت

اعتذر اعتذر عن قصره

وما قدرت اكتب بارتين بالاسبوع

نرجع لـ كل خميس

اعذروني...واوعدكم يكون البارت الجاي اطول




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-17, 09:10 AM   #32

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

\\






اشكركم من كل قلبي ...
البنات الي رافقوني وما تركوني
الله يسعدكم


البارت الثالث والعشرون

قراءة ممتعه

لا تلهيكم الرواية عن الصلاة.!



ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ





وضعت هاتفي على المنضدة بعدما انهيت اتصالي مع عمر اخبره عن آخر الاخبار...
ابتسمت وانا اتذكر كيف اخبرت جدي عن الامر...
لقد عارضني ابي بحجة ان الموضوع لا يكون هكذا ، لكن ليس فيني صبر ... وجدي تقبل الامر بكل صدر رحب ... واخبرني انه سيسأل مايا بعدها لكل حادث حديث!
أهم شيء الآن ان تقبل مايا...



***




"لؤي!!؟؟"
قال جدي بهدوء:
"أجل لؤي ما به؟"
وقفت بانفعال وقلت بحنق:
"لا أريد ، لا أريد ، لا أريد"
قطب حاجبيه باستغراب وقال:
"هل لي ان اعرف لماذا؟"
نظرت اليه مطولا وانا لا أعرف ماذا اجيب...اخذت نفسا طويلا ثم قلت:
"هكذا!..انت تعلم ان منار تغار مني ولن تهدأ المشاكل ... وامها سعاد ستكون في صفها ايضا..اصلا كلتاهما تغاران لا ادري من ماذا...من شكلي الجذاب هه...ام من سعادتي في الحياة!"
ثم تكتفت وأشحت بوجهي....وقف ووضع يده على كتفي قائلا:
"عزيزتي، لؤي مصر ولا يريد غيرك ... اما سعاد ومنار فستتقبلان الواقع عاجلا او آجلا"
طبعا انا لا يهمني لا سعاد ولا منار، لكن لا ادري كيف يمكن للؤي وبكل هذه الجرأة ان يطلبني وانا وهو قبل يومين كان يتهمني !
تقولون انه قال لي احبك ... بالنسبة لي لم اهتم للموضوع...صحيح ان قلبي يخفق بقوة كلما تذكرت، لكن لست انا التي ستخضع لمشاعرها!
قلت:
"جدي، لؤي لا يناسبني...لا أريد وكفى"
أغمض عينيه بقلة حيلة ثم قال:
"سأتركك لتفكري لفترة"
ثم تركني وتوجه للباب ... قلت بسرعة:
"لا أريد ان افكر...لا اريد الزواج ابدا!"
لم يلتفت لي وكأني لم اقل شيء اصلا ثم خرج واغلق الباب!...شددت قبضة يدي بغضب ثم جلست وانا اهز رجلي ...
يبدو ان جدي موافق تماما وسيجعلني اوافق!...
دفنت وجهي في يدي وهمست لنفسي:
"أليس هذا ما كنتِ تريدينه؟!"
صحيح انني أريد هذا بقوة ، لكن...لا اعرف، اريد ان ابتعد !..هذا يكفي...على الأقل سأجعله يشعر بخطأه...


***

استيقظت في اليوم التالي عند الفجر ، بعد الصلاة أعددت الفطور وجلست آكل مع جدي
كنا هادئين كلانا ... الى ان كسر جدي جدار الصمت وقال:
"هل قررتي؟"
قلت دون ان انظر له:
"لم اغير رأيي الذي قلته لك"
صمت قليلا ثم قال:
"سأقول لكِ بصراحه ، انا حقا أريدك أن تتزوجيه يا ابنتي ... صدقيني لن تجدي من يناسبك غيره...اخاف ان تتزوجي الغريب فيسرق مالك ثم لا تجدين عنده راحه!"
ان كلامه مقنع جدا ! ... وضعت قطعة الخبز من يدي ثم نظرت اليه بانصات...اكمل:
"ثم ان لؤي قال بأنه يحبك ... وانا واثق انه سيرعاكِ جيدا"
صمتت للحظة ثم قلت:
"سآخذ رأي أسيل وخالتي وعمتي ... اظن من حقهن ان يعرفن"
هز رأسه برضى فوقفت وقلت:
"سأجهز نفسي للجامعه"
ذهبت الى غرفتي وارتديت ملابسي وانا افكر بنسبة رضا أسيل...اظن انها سترفض وبهذا ارتاح انا من جدي وينتهي الموضوع دون ان اعارض رأيه !
ابتسمت برضا عن افكاري ثم اخذت حقيبتي وخرجت
أخرجت مفتاح السيارة وشردت قليلا بالميدالية البنفسجيه...لقد أهداني اياها في نجاحي ، وما زلت احتفظ بها رغم اني عقدت العزم لنسيانه! ربما هي تمثل حقيقة ما افكر به ، انني لا اريد تركه!
نفضت رأسي من هذه الأفكار ثم شغلت السيارة وانطلقت للجامعه
وهناك سلمت على تبارك وشيماء بحرارة .. قالت تبارك:
"لماذا لم تأتي للجامعه يوم امس؟"
"لقد جاء جدي "
ثم نظرت الى شيماء وقلت:
"أليس هناك اخبار جديده؟...احد جاء لخطبتك مثلا؟"
قلتها وانا ابتسم بمكر ... قالت بخجل:
"بلا...أتذكرين الشاب الذي أعارك دفتره ؟...هو نفسه"
اتسعت ابتسامتي وقلت:
"هل وافقتي؟"
احمرت وجنتيها ثم قالت:
"ما زلت افكر"
قالت تبارك بدون نفس:
"اقبلي به... صدقيني لن تجدي مثله ، ليس مثل ابن عمي الذي يلتصق بي وكل يوم يتكلم مع ابي لأقبل! افففففف"
ثنيت شفتي بضيق ثم قلت:
"معها حق تبارك، اقبلي به ، افضل من اللذان يريداننا انا وتبارك"
قالت شيماء:
"هل تقدم لكِ أحد؟!!"
اشحت وجهي وقلت:
"أجل...من غيره لؤي"
فتحتا عينيهما وقالتا بصوت واحد:
"حقا؟!"
رفعت حاجبي وقلت:
"لم كل هذه الفرحه؟"
قالت تبارك:
"أليس هذا ما تريدينه منذ زمن؟"
قلت:
"كنت اريده ، لكن ليس الآن ... المشكلة ان جدي متمسك به!"
قالت شيماء وهي تسير مبتعده:
"ستكونين غبية ان اضعتي الفرصه"
همست بغضب:
"من يسمعها يحلف ألف مرة انها ليست الفتاة التي قالت لي ان الحب شيء والزواج شيء آخر!"
ضحكت تبارك ثم قالت:
"اتصلي ببراء واخبريها اذا"
هززت رأسي بالإيجاب ثم اتصلت بها ومشينا خلف شيماء


***

في نهاية الدوام جلسنا في حديقة الورود ...
كنت امسك زهرة بيضاء وانتف بتلاتها من باب المزاح واقول مع كل بتله:
"اوافق ، لا اوفق ، اوافق ، لا اوفق...."
ضربت تبارك يدي فوقت الزهره وقالت:
"وافقي وانتهى الامر"
نظرت اليها ببرود ثم نظرت الى ساعة هاتفي فوجدت ان الوقت تأخر ويجب ان اعود الى جدي الآن
وقفت وقلت :
"انا غضبت منكِ....مع السلامه"
كانت نبرة المزح واضحة لهذا لم تهتم تبارك وودعتني هي وشيماء ثم ذهبت
وصلت المنزل فرأيت جدي في الحديقة يمشي ...
لا أدري لم يعطيني هذا المكان الكآبه!
قلت بصوت مرتفع قليلا:
"مرحبا جدي"
توقف ونظر الي ثم ابتسم وقال:
"اهلا عزيزتي ... كيف الجامعه"
أملت رأسي ففهم اني لا اريد سيرتها اصلا .. قال:
"سأذهب انا وانتِ لتناول وجبة الغداء في أحد المطاعم...بعد ساعه"
ابتسمت ثم دخلت لأبدل ملابسي
لكنني تذكرت ان علي الاتصال بأسيل ففعلت:
"Hi"
"اهلا ماايا ، كيف حالك"
"الحمدلله بخير ... انتِ وآدم؟"
"بخير بخير ، آدم مريض الآن !"
شهقت وقلت:
"لاااا!!"
قالت بسرعه:
"لا تقلقي ... سيكون بخير"
"حسنا...اريد ان اتكلم معكِ بموضوع مهم"
"تفضلي"
اخذت نفسا قويا ودخلت في الموضوع مباشره:
"لؤي يريد ان يتزوجني فما رأيك؟"
صمتت لدقيقة ثم قالت بهدوء:
"ممتاز"
ممتاز؟!!..ممتاز؟؟؟..انتِ يا أسيل تقولين ممتاز؟...اكملت:
"اللهم تمم على خير"
قلت باستنكار:
"موافقه؟؟؟!!"
قالت:
"اجل .. لؤي جيد لكِ...الآن مع السلامة آدم استيقظ"
وانقطع الاتصال!...بالتأكيد جدي اتصل بها واقنعها!...وضعت يدي على صدري !..وكأنني سعيده لموافقتها!!...لم اعد اعرف ماذا اريد!!
تأففت ثم بدأت احضر نفسي



***





"أخبرني جدي انها تفكر"
قلتها لعمر ثم رفعت فنجان القهوة الى فمي وارتشفت منه القليل...قال:
"هل تظن انها ستوافق؟"
"لا أعلم ، لكنني استبعد!"
قال:
"وما ردة فعل امك عندما عرفت؟"
سكتت وانا اتذكر كيف صرخت علي وغضبت مني عندما عرفت!..ابتسمت وقلت:
"بالتأكيد لم يعجبها الامر ، غضبت مني وما زالت...لكن لا يهم"
تنهد ثم قال لتغيير الموضوع:
"صحيح...علمت ان سدين استقالت!"
قلت بتعجب:
"حقااا؟؟!!"
رد بابتسامه:
"أجل الحمدلله ، سنرتاح منها"
صمتت قليلا ثم قلت:
"أما زالت امك واخواتك في بيت جدي؟"
"أجل ، انا الذي رجعت فقط ، بسبب الشركه"
ثم جاء صوت من الخلف :
"انتما الاحمقان لؤي وعمر؟"
نظرنا الى ذلك الضخم الذي يحاول استفزازنا ثم قال عمر:
"وماذا تريد؟؟"
امسك بياقة عمر ورفعه وهو يصرخ:
"سوف احطم عظامكما"
ثم رمى عمر على الارض وصار يضرب به برجله...وقفت بسرعة وركلته بقوة في ظهره فاستدار لي ولكمني بقوة على وجهي !
استشطت غيظا!...لكمته على وجهه بكل قوتي ثم اعطاه عمر لكمة أخرى!
ومع هذا...فهو اكبر واقوى من ان يتألم !
امسك يد عمر ثم جعلها خلف ظهره وعرفت انه سيكسرها لهذا ضربته على ركبته لعله يقع!
لكن لم يتأثر وترك عمر الذي يتألم ثم جاء ناحيتي
ركلني على بطني بقوة جعلتني أقع على الارض
وكل هذا امام انظار الناس في المطعم
بدأ ذلك الضخم يوجه لي ركلات باماكن متفرقه من جسمي وانا غير قادر على المقاومه ... تركني ثم استدار ولم استطع رؤية ماذا يحدث...لكن سمعت صوت صراخ عمر الذي ملأ الأرجاء
وقفت بترنح ثم ابعدته عن عمر...وجولة اخرى بدأت بيني وبينه لم ينهيها الا قدوم رجال الشرطه...واخذونا الثلاثة
***
في اليوم التالي في المستشفى ...
دخلت مع جهاد ومثنى الى عمر الذي كسرت يده بسبب ذلك الوغد ... قال جهاد ومثنى:
"الحمدلله على سلامتك يا عمر"
هز عمر رأسه بتعب ثم قال موجها كلامه لي:
"وانت ماذا حدث معك؟"
قلت:
"رضوض لا اكثر"
نظر مثنى لي وقال بضحكه:
"وجهك مثل شوارع حارتنا ههههه"
لم اهتم لكلامه ثم قلت لعمر:
"لقد تم سجن ذلك المتخلف ، وظهر انه خطيب سدين!..لا ادري ماذا قالت له ليفعل هذا...لكنه أنكر تماما تدخلها بالموضوع..وقال انه فعل ذلك بسبب غيرته عليها فهو سمع اننا نتعرض لها!"
تأفف عمر وقال:
"هذه التافهه ألا تمل !"
قال جهاد متسائلا:
"ومن هي هذه؟"
قلت:
"هذه موظفه كانت تعمل في الشركه ... وتقول انها كانت تحبني !...لكنني تجاهلتها وانظر ماذا فعلت"
قال عمر:
"ماذا ستفعل الآن؟"
اجبت:
"لن افعل شيء...بما ان خطيبها انسجن فلا داعي لفعل شيء...ولا اظن اننا سنراها مجددا"
وهنا دخلت ساره بسرعة وهي تبكي ثم احتضنت عمر وهي تقول:
"من الذي فعل بك هذا يا أخي؟...من؟؟!"
دخلت نجوى معها خالتي ابتهاج وزوجها ... فقلت:
"سنترككم الآن"
وتوجهنا انا وجهاد ومثنى للباب لكن استوقفني جلال وهو يقول:
"وانت ماذا حدث معك؟"
قلت:
"لا شيء مهم..الآن اجلس مع اخوك"
قال زوج خالتي:
"الحمدلله على سلامتك يا لؤي"
ابتسمت له ثم خرجت...
ودعت جهاد ومثنى ثم ذهبت الى المنزل
عندما دخلت استقبلني جدي بالاحضان ويبدو انه خائف علي جدا ، بصراحة ان الضرب الذي تعرضت له ليس بالهيّن فهو ضخم وعضلاته كالجبال لكن لا اريدهم ان يخافوا علي
قلت:
"جدي اهدأ، ها انا امامك لم يصبني شيء"
رفع رأسه ونظر الى وجهي وهو يتفحصه جيدا ثم قال:
"لو حدث لك شيء يا حفيدي سوف اموت من الخوف!"
ابتسمت وقلت:
"باذن الله لن يحدث شيء"
ثم دخلت معه الى الصاله .. حيث كانت مايا هناك!...عندما رأتني وقفت وقالت دون ان تنظر لي:
"الحمدلله على سلامتك"
ابتسمت وقلت:
"شكرا لك"
ثم مشيت من امامها وهمست بصوت لم يسمعه غيرها:
"عندما رأيتك شفيت جروحي!"
لم ترد وخرجت من المكان كله!...تنهدت وجلست بجانب امي التي قالت:
"هل تم سجنه؟"
اجاب ابي:
"اجل ... انسجن ، يبدو انه كان يريد افتعال شجار فقط"
قال جدي:
"صحيح ما السبب وراء ما فعله؟"
قلت:
"كانت هناك موظفة في الشركه حدث بيني وبينها خلاف...وهذا خطيبها، ربما كذبت وقالت اننا تعرضنا لها كي يأتي ويضربنا"
تنهدت امي ثم قالت:
"هل هي نفسها التي ذهبت لخطبتها ثم تراجعت؟"
هززت رأسي بالإيجاب ، شعرت ان جدي لم يعجبه الكلام ثم قال:
"يجب ان نعود انا ومايا الآن"
وقف ابي بسرعه وقال:
"لا يا ابو نبيل، تتناولان الغداء هنا"
هز جدي رأسه بالنفي ثم قال:
"لا اظن ان مايا سترضى .."
ثم اومأ لأبي برأسه .. فابتسم ابي ثم قال:
"حسنا...دعني اوصلك للسياره"
وخرجوا معا بعد ان نادى ابي مايا...وبعد صمت قالت امي بحنق:
"اسمع يا لؤي...قل لجدك انك لا تريد مايا وانتهى الموضوع"
قلت بدون أي انفعال:
"لكنني اريدها"
وقفت منار وقالت:
"لماذا تريدها؟..كي تبقيها همّا على قلبي؟"
قالت امي:
"سمع يا لؤي...هناك ألف فتاة افضل منها ،ابنة خالتك .. عفاف ، انها زينة البنات "
رفعت حاجبي ببرود ثم وقفت وقلت:
"سأرتاح في غرفتي "
وتوجهت الى غرفتي ... اخذت كتاب(لؤي) من رف الخزانة ثم قرأت به سطر او اثنين ، ارجوكِ يا مايا وافقي!



***





آه لو رأيتموه! وجهه الجميل ! اصبح...لا اعرف كيف!...اتمنى ان يكون بخير ولا يكون به ضرر كبير..
استيقظت من شرودي على صوت جدي وهو يقول:
"مايا، اليوم سألني خالك اذا كنتِ قد قررتي او لا...لم اعرف بما اجيبه!"
نظرت اليه بتفكير بدون ان اتكلم ... ثم وجهت نظري للخارج، عندما اتصلت بخالتي طارت من الفرح وتريدني ان اوافق...وعمتي اصلا غير مهتمه ، فكما تعلمون ان علاقتي بها ضعيفة جدا...قالت لي ان القرار قراري ولن تقف في وجهي ابدا...ونصحتني ان افعل ما اريده انا دون الاكتراث للآخرين...
وبعد ان رأيت لؤي اليوم، رق قلبي صدقوني ... اردت ان اجلس معه وان اطهر جروحه رغم اني لا اعرف ما سببها ومن هو الذي ضربه
تأففت بضيق فقال جدي:
"ماذا هناك؟"
قلت بهدوء:
"اشتقت لجدتي"
صمت قليلا ثم قال:
"رحمها الله"
"رحمها الله"
فتحت النافذة لأستنشق هواء نقي ... ماذا لو كنتم مكاني ، هل ستوافقون؟
ربما ، زواجي من لؤي سيكون خير لي لو كان فعلا يحبني .. ألست احبه انا ؟
رأيتنا نقف امام المنزل .. استدرت الى جدي بكامل جسدي وقلت بسرعه:
"جدي انا موافقه"
ترك مقبض الباب ثم استدار لي وقال بفرح:
"موافقة ان تتزوجي لؤي؟"
قلت مباشره:
"أجل موافقه"
ابتسم ثم نزل من السيارة وهو يقول:
"هيا انزلي بسرعة هيا"
نزلت والاستغراب يكتسيني ، امسك يدي وادخلني معه وهو يتكلم:
"جدتك كانت تريد ان تتزوجي لؤي دائما..لم اشأ ان اخبرك حتى لا يكون لهذا تأثير في رأيك"
وضعت يدي على فمي وانا اقول لنفسي: هل وافقت للتوّ؟؟؟!
بقي الصمت يحيط بي تحت فرحة جدي ... جلست على الكنبة بجانبه فأكمل:
"غدا يجب ان يأتي خالك ولؤي للتحدث في باقي الامور"
ابعدت نظري عنه وانا ابتسم ، كانت لحظة تهور...لكن هذا التهور اعجبني!
***
لم انم الليل وانا افكر بموافقتي ، هل فعلت الصواب ام لا؟؟
كنت متوترة للغاية منذ الصباح بعد ان اخبرني جدي ان خالي ولؤي سيكونان في المنزل بعد صلاة الظهر ... لم اذهب للجامعه وخالتي جاءت كي تكون لي مثل امي !
وردني عشرة مكالمات من ساره ونجوى لكنني لم اجب ولا عن واحده
جلست على الكرسي وانا افكر، ربما ستأتي سعاد معهم .. يا اللهي كيف لم افكر في سعاد هذه!
لو تمت الخطوبه ستصيران مثل الجمر في حياتي!
وقفت بسرعة عندما سمعت صوت جدي يرحب بهما وبالمأذون ... صرت اتحرك يمين ويسار في المطبخ
هل يعقل ان ما فعلته الصواب ؟ لكنني كنت اريد نسيانه !
جلست مرة اخرى ، لماذا انساه بما ان علاقتنا الآن ستكون حلال !...سأحبه اكثر واكثر دون قيود!
ابتسمت ووضعت يدي على خدي
بما ان جدتي كانت تريد ان يحدث هذا، اذن انا اخترت ما يرضيها وهو اكيد يرضيني
نظرت الى خالتي التي مسحت على رأسي وقالت:
"هيا عزيزتي ، خذي القهوة لهم"
وقفت ونظرت الى نفسي في الهاتف ، ليس هناك شيء جديد في شكلي .. سواد في سواد
اخذت القهوة ومشت خالتي امامي طرقت خالتي الباب وما هي الا ثواني حتى أطل منه خالي وأخذ القهوة مني واغلق الباب ، كنت مرتبكة جدا!...قالت خالتي:
"نعرف ان الامور متشابكة وليست مرتبه ،وكل شيء حدث بسرعة ... لكنـ.."
قاطعتها:
"لكن كل شيء حدث وانتهى"
ثم سمعنا جدي يتكلم مع لؤي عن الشروط التي اخبرته اياها يوم امس!..اجل شروط!
ابتسمت خالتي لي فلم اتمكن من تحمل الموقف اكثر ... اشعر انني ضائعه!..
دخلت غرفتي واغلقت الباب خلفي ثم جلست على الارض...انتابتني رغبة في البكاء ... رغبة ملحه!
غطيت وجهي بيدي وبكيت ... لا اعرف لماذا بالضبط!
ربما التوتر الزائد ، ربما لانني لا اجد امي او ابي بجانبي ، ربما لان اختي لا تسأل عني!
اطلقت شهقات مكتومة وزاد بكائي...اخاف من حياتي القادمه!
بعد قليل جاءت خالتي ودخلت دون طرق الباب
وقفت بسرعة ومسحت دموعي ... اقتربت مني ببطئ ثم رفت رأسي باصابعها وقالت باستنكار:
"لماذا تبكين؟"
قلت بغصه:
"لا اعرف"
احتضنتني ثم قالت:
"هذا من التوتر ... هيا تعالي لتعطي المأذون موافقتك وتوقعي"
ابتعدت عنها واخذت نفسا عميقا وبدأ التوتر من جديد ... امسكت يدي وسحبتني معها ..
وقفت خلف الباب حيث قال الرجل:
"يا ابنتي ، هل انتِ موافقة على الزواج من لؤي نبيل ؟"
نظرت الى خالتي وكأنني اطلب منها ان توافق بدلا مني!!...وضعت يدها على ظهري وهي تشجعني ... اخذت نفسا عميقا ثم قلت:
"لا"
شهقت خالتي بصدمة فعدت لرشدي واستدركت الامر بسرعة وقلت:
"لا لا..اقصد انني موافقه...اجل موافقه"
تنهدت خالتي بارتياح ثم قال الرجل:
"على بركة الله"
ثم ذهب صوته ... وضعت يدي على قلبي وما هي الا دقيقة حتى جاء خالي ومد لي بالقلم وهو يقول ببتسامة:
"هيا وقعي عزيزتي"
امسكت القلم بتردد ثم وقعت بسرعة وتركتهم وخرجت الى الحديقه .... قلبي يهرول بأسرع ما لديه!
نظرت الى السماء وانا ادعي الله ان ييسر لي حياتي القادمه



***




وقع قلبي عندما قالت (لا) .. لو رأيتم وجه جدي ساعتها!...لكن من الجيد انه كان خطأ لا اكثر...لا تريدون ان تعرفوا ردة فعل امي عندما عرفت اننا عقدنا القران وكل شيء صار رسمي!
لم أرى مايا من وقتها!
الا انها قالت بانها لا تريد حفلة كبيرة ، فقط تريد حفلة بيتية للعائلة وصديقاتها لانه لم ينقضي سنة عن موت جدتي!
هل تعرفون ما اشعر به الآن؟؟!
كل شيء تم!...صارت مايا خطيبتي بهذه السرعه!
منذ ذلك اليوم وابتسامتي تشق طريقها من الأذن الى الأذن ، رغم السيمفونية اليومية التي تسمعي اياها امي ... وكلام منار ، لكن ابي تشاجر مع امي وجعلها تتقبل الامر ، نوعا ما!
واليوم هو يوم الحفلة التي تريدها مايا ...
افكر في أن احضر لها هدية جميلة ... اريد ان اعرف بما تفكر هي الآن...هل سامحتني وانتهى كل شيء؟
دخلت محل الورود واشتريت باقة ورد كبيرة لعله يعجبها...
نظرت الى ساعة يدي فوجدت ان الساعة ( 4:10pm) اظن ان الحفل انتهى الآن
حركت السيارة وتوجهت الى منزل جدي
بالمناسبه ، ابي دعا رجال العائلة يوم امس الينا واليوم عند مايا للنساء...
نظرت الى نفسي في المرآة وابتسمت ، ما زالت آثار لضرب واضحة ... لكن لا مشكله
وصلت الى البيت ودخلت ... طرقت الباب ففتحت لي نسرين...قلت:
"مرحبا...كييف حالك نسرين"
قالت بهدوء:
"الحمدلله وانت يا عريس؟"
ابتسسمت ، بل اخرجت ضحكة خفيفة وقلت:
"الحمدلله ... ممم هل يمكنني الدخول ورؤية مايا؟""
قالت بابتسامة:
"لا...اقصد. لا ييمكنك الدخول، لكنني ساخبر مايا ان تخرج اليك في الحديقة الخلفيه"
اومأت بالموافقه ثم ذهبت للحديقة الخلفيه..
انتظرت عدة دقائق ثم رأيتها تأتي...بفستان اسود بأكمام طويله مذهب من الاطراف وتضع غطاء على رأسها لكنه لا يستر شعرها بالكامل، وتضع بعض مساحيق التجميل التي زادتها جاذبيه
وقفت امامي وعينيها على الارض وقالت:
"نعم"
اقتربت خطوتين منها ثم مددت لها بالباقة وانا مأسور تماما بقيودها الذهبيه قلت وانا احاول السيطرة على انفاسي:
"مبارك لنا"
رفعت رأسها لتلقي انظارنا وبسرعة ابعدت نظرها واخذت الباقه وهي تقول:
"شكرا"
رفعت يدي قليلا لرفع رأسها...لكنني ترددت قليلا، لماذا تمنعينني من رؤية عينيك...وضعت يدي تحت ذقنها ثم رفعت رأسها وقلت:
"عزيزتي...انظري الي"
تحركت عدية عينيها لتستقر على عيني...تلمع بشكل عجيب...والخجل يزين محياها...
اكملت:
"انت الآن خطيبتي"
قالت بهدوء:
"بالتأكيد..لؤي"
ابتسمت وقلت:
"انا اسعد شاب على هذه الارض الآن"
ابعدت نظرها عني مجددا بخجل وانزلت رأسها، اظنه ليس الوقت المناسب لأتكلم معها....
انزلت يدي عن وجهها ثم قلت:
"سأتركك الآن"
وابتعدت عنها قليلا لكنها اوقفتني عندما نادتني:
"لؤي"
استدرت اليها فابتسمت وقالت:
"اظنك قلت لي من قبل انك...انك"
قلت بسرعه:
"انني احبك؟...واقولها الف مرة"
قالت وقد اشتعلت وجنتيها بالخجل:
"وانا ايضا"
ثم استدارت وعادت للداخل....
ابتسمت بحب ثم استنشقت رائحة عطرها التي انتشرت في المكان وخرجت الى سيارتي




***







اغلقت باب غرفتي ثم وضعت الورود على الطاوله وجلست..وضعت يدي على قلبي وتنفست بعمق لأهدئ قلبي قليلا....يا اللهي، أردت لو يبقى معي أكثر...
لكنه ذهب!
تنهدت ثم قمت لأجلس مع خالتي وعمتي بعد ان ذهب الجميع....
هل تصدقون لو قلت لكم ان اسيل لم تأتي؟!...تتحجج بمرض آدم...ربما هو ما زال مريضا حقا...لكن لن يضر شيء لو جاءت وفرحت معي !...هل لهذه الدرجه انا لا اهمها؟؟!
اخبرتني انها ستأتي فيما بعد...
لكنني قلت لها ان لا تأتي افضل...آلمتني كثيرا بما فعلت...لو ان اليوم لم يأتي احد...لأمضيته بالبكاء!
اخذت نفسا عميقا وابتسمت ثم دخلت الى غرفة الضيوف...قالت نسرين:
" ماذا كان يريد لؤي؟"
قلت بهدوء:
"لا شيء...يتطمئن علي"
قالت مها:
"غريب يا مايا...لماذا اسيل لم تأتي؟"
عبست ملامحي وقلت بضيق:
" آدم مريض...لم تتمكن من المجيء"
قالت خالتي لتغيير الموضوع:
"كيف زواجك يا مها؟"
قالت مها والسعادة تشع من عينيها:
"الحمدلله...سعيدة به كثيرا"
قالت خالتي:
"الحمدلله"
نظرت عمتي لهاتفها ثم وقفت وقالت:
"نستأذنكم ... ابني ينتظرنا في الخارج"
وقفت معها مها ثم ودعناهما وذهبتا...
وبعد هذا...أصرت علي خالتي ان اذهب لأرتاح في غرفتي وهي ستتولى التنظيف مع نسرين
بدلت ملابسي ثم احضرت مزهرية فيها ماء وسكر ووضعت بها الورود
استنشقت عبيرها بعمق ثم تمددت في سريري والابتسامة تشع في وجهي....
وأخيرا اجد بعض السعادة في حياتي!
سأحاول نسيان كل ما يعكر صفو مزاجي...
اضائت شاشة هاتفي معلنة عن وصول رسالة ... كانت من لؤي وتقول:
"كنت جميلة جدا"
احمرت وجنتي وعضضت على شفتي ثم كتبت:
"شكرا"
بعث:
"ماذا تفعلين الآن؟"
كتبت:
"ارتاح من الحفله"
بعث:
"اذن سأتركك ترتاحين"
ابتسمت حين قرأت الرسالة ثم وضعت الهاتف وغطيت نفسي باللحاف...
اه صحيح، لم تشهدوا على الحفلة معي...يبدو اني نسيت دعوتكم...لا مشكله،سأقص عليكم ما حدث:
جاءت الآنسة منار بفستان قصير...وكالعادة ، لا تقتنع بنفسها وتغار من كل من حولها
وسعاد(حماتي) هه...تعطيني كلمات مثل السم!...وحتى انها ضحكت لان اسيل لم تأتي!
شعرت بالقهر حقا...لكنني لم اظهر، وطبعا لا ننسى صديقاتي براء وتبارك وشيماء اللواتي جعلنني اضحك من كل قلبي هذا اليوم..ومن دونهن لما كنت احتملت منار وسعاد
وبالنسبة لسارة ونجوى، فان سارة فتحت معي تحقيق لتعرف منذ متى احب لؤي وماذا حدث ذاك اليوم في المدينة الخضراء، اختصرت كل شيء وقلت لهما فقط انني قبلت بساعة تهور
والنساء الاخريات بالكاد تكلمت معهن...لان خالتي وسعاد تولتان المهمه، ولو سمعتم كم كلمة اعجاب سمعت ... لم اشعر بمثل هذا الخجل من قبل

اااه كم انا محظوظة بلؤي!
***
ليلا...
ناداني جدي لأجلس معه ونتكلم...وبعد الاسئله العاديه دخل بالموضوع :
"مايا...بصراحة اجد ان خطبتك من لؤي هي فرصة لي لأرتاح، سوف اسافر وابقى هناك لأربعة شهور او سته... حتى استقر انا واعرف كيف اقوم بالاعمال براحتي....ولا اضطر للرجوع الى هنا كل اسبوعين!"
قلت بوجوم:
"يعني تريد مني ان اذهب لأمكث عند خالي طوال فترة سفرك؟"
هز رأسه بالإيجاب ثم قال:
"اذا كان هذا لا يضايقك؟"
وقفت وقلت بهدوء:
"افعل ما تريده...سأعد الشاي"
ذهبت الى المطبخ بسرعة ووضعت الابريق على النار...بلعت غصتي بصعوبة ثم مسحت الدمعة التي هربت من عيني رغما عني ، يشعرونني بأني حمل ثقيل...يرمونني على بعضهم!
اغمضت عيني بألم وهمست:
"لا يهم..لا يهم...يجب ان اسعد نفسي"
غسلت وجهي بسرعة ثم ذهبت الى جدي كأن شيء لم يكن...







ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

انتهى البارت


آرائكم ^^

طول البارت مناسب؟












أنْآ إمبْرَآطُورِة ذَآتِي




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-17, 10:35 AM   #33

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟

مبروك التثبيت



شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-17, 01:45 PM   #34

عويشة

? العضوٌ??? » 335469
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,229
?  نُقآطِيْ » عويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

عويشة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-17, 12:21 AM   #35

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

\\

البارت الرابع والعشرون (24)

قراءة ممتعه

لا تلهيكم الرواية عن الصلاة...ابدا


ـــــــــــــــــــــــــ ــــ



(بعد مرور أربــعة شهور 4 )


وقفت أمام الباب وقلبي يشدني للخلف، رفعت رأسي للسماء واغمضت عيني لأمنع الدموع من السيلان ، تنفست بعمق عدة مرات ثم انزلت رأسي ونظرت خلفي...أذكر هذه الحديقه عندما كانت مغطاة بالثلوج.
أعدت نظري للباب وبلعت غصتي ورفعت يدي نحو زر الجرس..ضغطه فسمعت صوت موسيقى مزعجه قصيره في الداخل، ثم بصوت خطوات عند الباب .. فُتح .. وأطل منه حسن ، بحلق بي بعينين مفتوحتين لأوسعهما ... وعلامات الصدمة تحوط وجهه ، نظرت للأرض ثم نظرت اليه وقلت بصوت حاولت جعله طبيعي قدر الإمكان:
"مرحبا، هل يمكنني الدخول؟"
بقي متصنما على وضعيته لدقيقتين ثم هز رأسه وابتسم ومد يده للداخل وهو يقول:
"تفضلي"
ابتسمت ابتسامة صفراء مجاملة له وامسكت يد حقيبة السفر التي بجانبي وسحبتها معي للداخل...
نظرت حولي، ان البيت كما هو لم يتغير...تحرك نظري تلقائيا نحو صوت طفولي..يضحك بطريقة ساحره ، رأيت آدم يحبو على الأرض بهيئة مضحكة ، كانه قطة صغيره على الأرض سمينه ... تركت حقيبة السفر و تقدمت منه ورفعته عن الأرض تحت استغراب أسيل التي تهربت من نظراتها تماما... بدأ آدم بالبكاء وهو يحاول الإفلات من يدي ... وشعرت بحسن يقف خلفي لان آدم صار يندفع باتجاهه ، استدرت اليه ووضعت آدم في حضنه ثم استدرت لأسيل...لعبت باصابعي وضيعت نظري في كل زاوية في الردهة ثم نظرت الى عيني أسيل المستنكرة ثم نظرت الى يدي بإحراج وقلت:
"مرحبا اختي، كيف حالك"
ردت بطريقة جعلتني أشعر انها ليست في وعيها:
"أهلا، بخير أنا الحمدلله...وأنتِ؟"
"انا؟...(تنهدت)...نحمد الله على كل شيء"
ثم تركتهما بصدمتهما ودخلت الى غرفة المعيشة حيث سمعت صوت جدي...عندما رآني وقف على قدميه باستغراب وقال:
"مايا؟؟!!"
اقتربت منه ثم قبلت رأسه دون ان اتكلم وجلست على أبعد كنبة عنه ... جاءت اسيل يتبعها حسن وقد تبدلت ملامحهما للترحيب والسرور ثم قالت أسيل:
"اهلا وسهلا مايا اهلا وسهلا ، أين خالي؟"
قلت ببرود:
"لم يأتِ"
صمتت قليلا ثم سألت:
"هل أحضركِ لؤي؟"
بلعت غصتي وقلت بصوت مخنوق:
"لا، جئت وحدي"
قال جدي مباشره:
"وحدكِ؟؟!!..كيف؟...لماذا؟"
زفرت زفرة باحت بكل ألمي ثم نظرت الى أسيل بتجاهل لأسئلة جدي وقلت:
"هل تستقبلونني عندكم؟"
قالت بتئتئه:
"اوه ... بالطبع أختي، البيت بيتك...لماذا تسألين اصلا! .. خذي راحتك"
ثم نظرت الى حسن .... وقفت وقلت:
"اسأل لأن فترة مكوثي ستطول، للأبد"
ثم خرجت بسرعة من المكان قبل ان يسألوني أي شيء...حملت الحقيبة وصعدت الى غرفة نوم الضيوف التي كنت فيها ... عندما فتحتها شعرت بتيار من الكآبة يلفح وجهي!
هنا...عشت كل ألم فقْدِ جدتي!
لم يتغير شيء فيها...وكأنني غادرتها يوم أمس... جلست على السرير وسمحت لدموعي بالانهمار ولشهقاتي بالانطلاق ولحزني بالاستيلاء على قلبي و لتعبي بالسيطرة على جسدي !
تذكرت جملة لؤي التي ترن في أذني منذ أن قالها قبل خروجي من المنزل الى المطار:
"مايا، أنا أحبك ولا أريد لشيء أن يفرقنا ... لن ننفصل مهما حدث، على الأقل ليس برضاي!"
زادت دموعي واعتلت شهقاتي ، دفنت رأسي بالوسادة وصرخت صرخات ألم وحزن مختنفه...



***

لم أخرج من الغرفة حتى الآن ، صليت العشاء ورفضت النزول لتناول الطعام معهم ... أشعر بالخجل لقدومي هنا هكذا!...لكن ماذا بيدي ان افعل؟!
رتبت ملابسي في الخزانة بعناية ، دليل على أن مكوثي هنا سيطول ويطول!
فتحت معرض الصور في هاتفي وتأملت تلك الصورة التي التقطها للؤي في المدينة الخضراء قبل خطوبتنا!
مسحت دمعة تسللت الى وجهي عندما أضاءت شاشة هاتفي بإسم (حبيبي) لا يا لؤي، لا تصعب الموضوع أرجوك!
قطعت الأتصال وكتبت له رساله:
"أنا عند أسيل، لا تتصل مجددا"
ثم فتحت غطاء هاتفي واخرجت البطاريه ثم سحبت تلك الشريحة بعنف وكسرتها ورميتها على أرضية الغرفة ... أنا قررت ، وعلي تحمل مسؤولية قراري.
صحيح أنني لا اصدق ما قالته منار ، لكن اظن ان علاقتنا وصلت حدها ... فلن تنجح أبدا لو تكررت مشكلتي مع سعاد ومنار...لن تنجح.
فجأة دخلت أسيل الغرفة دون طرق الباب ، اقتربت مني بهدوء ثم جلست الى جانبي ونظرت الى هاتفي الذي تجرد من كل ما يغطي محتواه ... ثم رفعت رأسها ونظرت إلي، قالت:
"عزيزتي، ألا تريدين اخباري بما حدث؟"
انزلت نظري الى يدي وقلت:
"علاقتي مع لؤي وصلت حدها"
قالت باستنكار:
"هل فعل لكِ شيء؟!"
قلت بسرعة:
"لا لا ، لم يفعل الا كل خير...ليس قراره بل قراري"
تنهدت ثم صمتت قليلا وعادت تسأل:
"ماذا حدث بالضبط؟"
عدلت جلستي وقلت:
"لا أريد التحدث في الموضوع"
غيم الصمت في الغرفة لبعض الوقت وكل واحدة منا مشغولة بأفكارها...ثم رفعت أسيل وجهها وأمسكت ذقني برؤوس أصبعها وادارته يمينا ويسارا وقالت:
"ما بكِ نحيلة هكذا؟"
سكتت وانا اتذكر التعب الذي تعبته في الفترة الأخيره ثم قلت:
"لا شيء مهم، لا تقلقي"
حركت يدها الى جبيني وشهقت قائله:
"حرارتك مرتفعه!"
عقدت حاجبي باستغراب وفي نفسي أقول: ألم أشفى بعد!...قلت:
"أصبت برشح خفيف ، ربما لم أشفى بعد"
وقفت وقالت:
"سأعد لكِ العصير"
ثم خرجت من الغرفة ، تعبي كل يوم يزداد أكثر وأكثر ... وقفت وتقدمت من الخزانة لأبدل ملابسي حتى أنام...وفجأة سيطر علي الغثيان كالعاده!
جلست على الأرض بسرعة وامسكت رأسي ووضعت يدي على صدري ، آه كم تكرر هذا معي!
بدأت أكره نفسي بسببه ...
كل شيء صار يدور ... أخاف ان افقد وعيي!
دقيقتين وانا على نفس الحالة ... حتى دخلت أسيل ورأتني كيف أجلس على الأرض ووجهي صار كلون عصير الليمون الذي في يدها !
قالت بخوف:
"مايا!!"
وضعت كأس العصير على الأرض وجلست أمامي وهي تقول بنفس النبره:
"ماذا حدث لكِ...مايا !"
حركت رأسي بمعنى لا تقلقي ثم استندت على يدي لأقف فحركت يدها بسرعة لتساعدني...لكن حركة يدها جعلت الكأس تقع على الأرض بقوة وتتكسر مصدرة صوت رنان .. لم تهتم لها وساعدتني على النهوض...لكن حسن فتح الباب بسرعة وهو يقول:
"ما هذا الصوت؟"
رآني كيف أترنح في الوقوف فاقترب وهو يسأل بخوف:
"ما بها؟"
أجابت أسيل:
"لا أعرف، حرارتها مرتفعة وانظر الى حالتها"
دخل جدي على آخر جملة وقال:
"سلامتك صغيرتي ... ماذا هناك؟"
شعرت بخجل كبير جدا ، آتي اليهم من غير موعد وبشكل مفاجئ وأسبب لهم القلق والإرتباك!..لاحظ جدي سكوتي فقال:
"يجب أن نأخذها للمشفى"
قلت بسرعة:
"لا لا لا، انا بخير...فقط أحتاج الى بعض الراحه"
هزت أسيل رأسها بقلة حيلة وقالت:
"أنتِ لم تأكلي شيء اليوم، سأذهب لأعد لكِ شيء تأكليه"
خرجت وخلفها حسن ... تركوني مع جدي الذي تروي عينيه قائمة طويلة عريضة من الأسئلة
أشحت نظري عنه بخجل وجلست على السرير ... جلس بجانبي وقال:
"لن أسأل عن أي شيء الآن لأنك متعبه، وغدا سآخذك الى طبيب أعرفه هنا حسنا؟"
هززت رأسي دون اعتراض ، اريده ان يخرج فقط، قبل رأسي وقال:
"اشتقت لك بنيّتي"
ثم خرج .. تنهدت بحزن ومنعت دموعي عن السقوط ، ثم وضعت رأسي على الوساده...
أريد أن أنام فقط...ولا أستيقظ!



***

استيقظت في اليوم التالي على صوت أسيل وهي تقول بلطف:
"عزيزتي مايا، قومي واغسلي وجهك...ستذهبين مع جدي وحسن الى الطبيب"
فركت عيني بنعس ثم جلست وقلت:
"ليس من الضروري أن اذهب!"
قالت بصرامه :
"لا بل ضروري"
لا أريد مناقشة أي شيء...فليس لي مزاج للكلام ، قمت الى دورة المياه ثم بدلت ملابسي ، وما ان أنهيت حتى دخلت أسيل ثم جلست على أقرب كرسي وقالت:
"ألن تخبريني بما حدث؟"
ادرت لها ظهري وقلت:
"لا أريد الكلام في شيء، لا أريد لؤي وانتهى!"
اقتربت مني ووضعت يدها على كتفي ثم قالت:
" ولماذا ما زلتي ترتدين الذبلة ؟؟ هل تعرفين كم ان جدي قلق؟!...لقد أمضى يوم امس وهو يتكلم مع خالي ومع لؤي ليفهم القصه، وطبعا خالي انصعق من خبر وجودك هنا!...قال انكِ تشاجرت مع لؤي قليلا، ثم تكلمتما وحدكما في منزل جدي بكلام لا يعرفه أحد...ولؤي يرفض ان يقول أي شيء بعد ان عرف بأنك لا تريدين اخبارنا!"
أغمضت عيني منعا للدموع ، بعد كل شيء يا لؤي ما زلت تهتم لمشاعري والاشياء التي أريدها!
أخذت حقيبتي تهربا منها ثم قلت:
"لا يجب ان أأخر جدي وحسن"
وخرجت من الغرفة بسرعة ... رأيت آدم يخرج من غرفته على يديه وركبه...ابتسمت ثم نزلت الدرج وقد عاد لي التعب مجددا أضعاف مضاعفه!...بالكاد وصلت السياره!
لم أتكلم وانا أحاول استرجاع انفاسي ورأسي دار بالكرة الأرضية كلها!
أما جدي وحسن فكانا يتناقشان في أمر الشركه...وصلنا أمام عيادة الطبيب التي تضيء اللافتة باسمه ، فقال جدي:
"أعتذر يا مايا لا يمكنني الدخول معكِ هناك عمل مهم ... اتصلي بي عندما تنتهي"
لم اعترض ونزلت الى باب العيادة مباشرة ، فقط أريد ان اجلس
عندما دخلت وانا اضع يدي على صدري وانظر للأرض بخوف من الوقوع قالت تلك الشابة التي تقف خلف الـ reception :
"Hello, how can I help you?"
أجبت وأنا اجلس على أقرب كنبه:
" I have an appointment with the doctor"
ابتسمت وقالت:
" what is your name?"
أجبت:
"Maya"
نظرت الى شاشة الكمبيوتر أمامها ثم قالت:
" Ok , can you wait for minutes? "
هززت رأسي ولم أرد ، اتمنى ان لا يطول انتظاري...
نظرت الى الباب الذي انفتح وخرج منه شاب يضع كمامة بيضاء على فمه ... اقتربت مني تلك الشابة بابتسامة لم تفارقها ثم قالت:
" please enter"
وقفت ببطئ ثم دخلت معها من الباب الذي خرج منه الشاب، رأيت الطبيب يجلس بهيبته امام مكتبه، رفع رأسه عن الأوراق وابستم مرحبا، سأنقل لكم الكلام باللغة العربية؛ لأن هناك بعض المصطلحات الطبية التي قد تكون صعبة على بعضكم، قال لي بعد الترحيب:
"ما الخطب ؟"
أجبت بلهجة أجنبية سلسه:
"في الفترة الأخيرة بدأت اصاب كثيرا بالغثيان والدوار والتعب من أقل جهد"
هز رأسه ثم قال:
"وماذا أيضا؟"
فكرت قليلا ثم قلت:
"فقدت الكثر من الوزن وشهيتي صارت ضعيفه"
صمت قليلا ثم أكمل:
"هل تعانين من ارتفاع الحراره مثلا او أي أعراض مشابهه؟؟"
قلت مباشره:
"أجل قليلا"
هز رأسه حرك اصبعه فوق الجهاز اللوحي امامه و قال:
"سنأخذ لكِ بعض الفحوصات الطبيه"
ثم أومأ الى تلك الشابة التي اشارت الى غرفة صغيره أدخل اليها من باب في يمين الغرفه ... عندما دخلت تركتني تلك الشابة وبقيت مع أخرى ، أخذت مني عينات الدم وفحص الضغط ثم طلبت مني الإنتظار لمدة ساعتين!...فقررت الخروج الى السوق لعلي أجد ما يسليني ....
كنت أمشي بلا هدف بين المحلات، وكل أفكاري ومشاعري هناك...في الوطن!... عند لؤي!
أشعر أنني تسرعت ، لكنني لم أجد أفضل من هذا الحل!
توقفت امام محل للمجوهرات ونظرت الى الاكسسوارات المعروضه ، نظرت الى خاتمي وتذكرت كيف أحضره لي لؤي...


(عودة في الذكريات)



سحبت تبارك يدي بقوة ونظرت الى اصابعي ثم قالت بانفعال:
"كيف ؟ .. كيف تقولين انك لا تريدين خاتم؟؟!!"
قلت ببرود:
"لا أعرف، قلتها هكذا لا أريد خاتم وهم لم يمانعوا"
قالت شيماء بانزعاج:
"يوم الحفلة ظننت انك لم تلبسيها او انها لم تتماشى مع الفستان او انكِ احببت ارتداء ذلك الخاتم الذهبي بدلا منها...لم اتوقع ابدا انكِ انتِ من لا تريدينها!"
وقفت وقلت:
"لا اعرف ما خطر ببالي وقتها، ظننت انني هكذا أوفر على لؤي!"
وقفت تبارك وقالت:
"يا غبيه ، ان هذا من واجباته وليس توفير او تكليف!"
ثنيت شفتي بضيق ثم قلت:
"يا لكما من فتاتين ماديتين ، الآن هذا هو المهم؟!"
وضبت شيماء كتبها عن الأرض ثم وقفت وقالت:
"لا أعرف كيف تفكرين، المهم... يكفينا جلوس...تأخرت عن المنزل "
هزت تبارك رأسها ثم قالت:
"وانا ايضا علي الذهاب"
ابتسمت لهما ثم ودعتهما وتوجهت الى موقف الطلاب...شغلت سيارتي وانطلقت الى منزل خالي نبيل، أجل ... جدي سافر بالأمس وتركني عندهم ... تخيلوا انني في غرفة واحده مع منار!
لا أعرف ما ينتظرني في البيت الآن لكن لا يهم، ركنت السيارة في المرأب ثم دخلت المنزل بهدوء...سمعت صوت منار وسعاد في المطبخ ... فضلت ان ابدل ملابسي اولا ثم أذهب لهما...وضعت حقيبتي على سريري الجديد ثم ارتديت ملابس مستورة وذهبت اليهما:
"السلام عليكم"
القيت عليهما السلام قالتفتت سعاد الي وقالت:
"وعليكم السلام!..منذ متى انتِ هنا؟!"
اجبت وانا اتناول تفاحة من السلة:
"قبل قليل"
قالت منار باسلوب مستفز:
"تعالي وساعدينا هيا"
قضمت من التفاحة ثم استدرت للخارج وقلت:
"الآن عدت من الجامعه، آسفه انا متعبه"
وخرجت من المطبخ الى الصالة وعلى وجهي ابتسامة نصر، جلست امام الشاشة واضعة رجلي اليمين فوق اليسار أتابع احد الأفلام...
مرت الدقائق مملّة ، غريب ! ان منار لم تأتي لمضايقتي !
غيرت وضعية جلوسي وتأففت ثم نظرت الى يدي ... يا لي من حمقاء!...حقا كيف قلت انني لا اريد خاتم خطوبه!...الآن فهمت لماذا شعرت ان خالتي لم يعجبها تصرفي لكنها لم تقل شيء!
لو كانت امي معي الآن..ماذا كان سيحدث؟!
تلمست بنصر يدي بشرود ... لكن ايقظني من شرودي صوت لؤي عندما قال:
"كيف حالك مايا؟"
وقفت بسرعة وعدلت ملابسي بارتباك وانا اسب نفسي من الداخل..لم أكن اريده ان يراني في وضعي المنزلي أبدا...كنت أريد ان أرتدي غطاء الرأس امامه دائما .. لكن ماذا ينفع هذا الآن؟!
قلت بتوتر وانا ألعب باصابعي:
"الحمدلله بخير ... وأنت؟ كيف كان العمل اليوم؟"
كنت انظر للأرض ولا أرى ملامحه ، ماذا ستكون؟...قال:
"كل شيء بخير الحمدلله "
رفعت رأسي ببطئ ونظرت في وجهه ، آثار الضرب بدأت تختفي ... قلت:
"هل شفيت من آثار الضرب؟"
ابتسم وقال:
"أجل شفيت الحمدلله..."
ثم جلس على نفس الكنبة التي كنت أجلس عليها واكمل:
"لكن ذلك المتخلف الذي ضربنا اليوم خرج من السجن بكفالة احدهم"
رفعت حاجبي وقلت:
"هل الأمور بهذه البساطة ليخرج؟!"
اغمض عينيه وقال:
"أجل بهذه البساطه، لكن يستحيل ان يكررها صدقيني"
قلت:
"صحيح، هو لماذا ضربكما؟"
فتح عينيه ونظر لي مطولا ، مرت دقيقة صمت جعلتني اتعجب ... ثم قال:
"لا شيء، انه فقط يريد افتعال شجار!"
وهنا دخلت منار بابتسامة غامضة على وجهها وقالت:
"ألا تريد اخبارها عن السبب؟؟..آه ربما لأنها غريبة عن العائلة!"
نظرت اليها دون اهتمام وكأنها نكره!...لن اهتم لكلامها، هي لا تقول هذا الا لانها تريد اغاظتي..وقف لؤي بغضب وقال:
"منار!...التي تتكلمين عنها هي خطيبتي ، وابنة عمتي قبل هذا!...لو كان هناك سبب لأخبرتها!"
ثم تركنا وذهب الى غرفته ... وأخيرا!!..واخيرا اجد لي سند يدافع عني! يا اللهي كم هي كبيرة فرحتي وانا اسمعه يدافع عني!...حتى لو كان الأمر لا يستحق ، لكن صدقوني لو كنتم مكاني لكانت فرحتكم اشد من فرحتي!...الحمدلله اني قبلت به ولم أرفض! ربما هو سيعوضني حقا عن كل ما فات!
نظرت الى منار ورفعت حاجبي بنصر ثم قلت:
"أخذتي ما تستحقين"
ثم تركتها وتوجهت للغرفة ، وقبل ان ادخل سمعت صوتها وهي تتمتم بكلمات القهر!
اغلقت الباب وفتحت هاتفي وقرأت الرسائل التي وصلتني من اسيل..كان هناك مقطع فيديو يظهر فيه آدم وهو يضحك ... ابتسمت ابتسامة حزن وشوق .. اريد ان احتضنه واشتم رائحته !
تنفست الصعداء ثم اجبت عن سؤالها الذي يقول ( كيف لؤي معك؟) كتبت:
"أفضل من اي شخص آخر"
اعدت الهاتف للحقيبة ثم توجهت للمرآة، تأملت شكلي ثم خرجت لأساعد سعاد، عيب ان اجلس هنا واتركهما يعملان!

***

لم أنم الليل من التوتر والضيق...اجل الضيق، كنت افكر في مستقبلي وتواجهني هواجس كثيره حول علاقتي بلؤي!
وها انا ذا أعد الفطور مع سعاد، ما اجمل نعمة الصمم في أوقات كهذه!
احسدكم بصراحة لأنكم لا تسمعون صوتها النشاز! استغفر الله ، أعلم ان علي احترامها كونها حماتي ، لكنها لا تطاق لا هي ولا ابنتها !
اليوم سأكون متمردة أكثر من الأمس ، جلست مكاني بجانب لؤي وبدأنا نأكل ، كل شيء أعرفه عن الإيتيكيت بدأت اطبقه هنا!...الشوكة والسكين ، المنديل ، الجلوس ، كل شيء ممكن ان يستفز منار ويشعل غيرتها ...
رفعت نظري اليها لأرى ردة فعلها فرأيتها تعلك اللقمة في فمها وتحدجني كأنني مجرم قتلت لها ولد ، ابتسمت بخبث ثم قلت بدلع:
"لؤي، هل تحب أن اضيف أي شيء لصحنك؟"
نظر الي هو الآخر باستغراب ثم ابتسم وقال:
"اعطيني رغيف خبز من فضلك"
اتسعت ابتسامتي وانا أرى لطافته معي، حتى نبرة صوته الحنونه ... بقيت اتأمل وجهه لدقيقة وهو ينظر نحوي بنفس النظرة ، نسيت العالم وكل شيء!
الى أن قالت منار بغيظ:
"هه، من الآن لا تردين على لؤي!..كيف ستفعلين اذا صرتي زوجته لا سمح الله!"
عرفت انها اشتعلت قهرا من نظراتنا انا ولؤي، بغض النظر عن وجه سعاد الاحمر!
نهرها خالي قائلا:
"منار!...احترمي مايا والا سترين ما لا يعجبك!..هذه زوجة لؤي قبل كل شيء!"
ضربت منار الطاوله بيدها ثم قامت الى غرفتها ، تعجبت من ان سعاد لم تعطي أي ردة فعل ... ربما خالي نبهها !
وقف لؤي وقال:
"احم، حسنا ... سآخذ منار الى الجامعه الآن"
ثم نظر نحوي وقال:
"مايا، تعالي اليوم سآخذك انا الى الجامعه وأعيدك حسنا؟ لان هناك موضوع اريد فتحه معك"
لا أدري لم شعرت بخجل كبير ، فاحمرت وجنتيّ وانزلت رأسي دون اعتراض ... ذهبت الى الغرفة واغلقت الباب خلفي بينما حاولت كتم انفاسي السريعة والمضطربة... ذهبت نحو خزانتي مباشرة وتناولت ملابسي ، قالت منار التي لم انتبه لوجودها:
"اعجبكِ؟!...ها قد صرخ ابي علي بسببك!"
توقفت حركة يدي ثم قلت:
"لم اطلب منكِ اهانتي امامه!"
اقتربت مني ووقفت خلفي مباشرة ثم قالت:
"انا لم اقل أي شيء خاطئ!"
استدرت اليها وقلت بفوقيه:
"لا يهمني ، ولن يهمني "
ثم مشيت مبتعدة عنها لأبدل ملابسي ....

***

في السيارة بعد الدوام كان الصمت سيد الموقف ، نزلت منار الى المنزل وبقيت انا جالسة مكاني خلف لؤي...كنت انظر الى الطريق في الخارج دون التجرؤ لتحريك رأسي خشية ان اجد لؤي يحدق بي من المرآة!
كسر جدار الصمت عندما قال لؤي:
" هناك مفاجئة لكِ"
نظرت الى عينيه المنعكسة في المرآة بسرعة وقلت بتوتر:
"لؤي لا، لا تكلف نفسك"
قال بابتسامه:
"ليس بالشيء الكثير!
التزمت الصمت والخجل ضرب وجهي ليتحول الى اللون الاحمر
وقفنا امام مطعم فخم فنزل هو من السيارة قبلي وفتح لي الباب ، آه ما اسرع دقات قلبي !
جلسنا على طاولة بعيدة عن الناس وبدأت عيناي تحومان في المكان مبتعدة عن أنظار لؤي، واصابعي تشابكت ببعضها من فرط التوتر
تنحنح لؤي ثم قال:
"مايا، من اليوم وصاعدا ... سأكون لكِ كل شيء، سأعوضك عن كل شيء كما وعدتك"
لم أرفع رأسي بينما صدري صار يعلو ويهبط من سرعة انفاسي ، كتمتها كلها خشية ان يشعر لؤي...
شعرت به يتحرك لكنني لم أرفع رأسي ، ثم به يقول:
"انظري الٍي"
رفعت رأسي ببطئ فوقعت نظراتي في مرمى عينيه تماما ، قرب تلك العلبة السوداء الصغيرة مني ثم فتحها وقال:
"أظن انكِ تستحقين الألماس، لكن للأسف ميزانيتي لا تسمح ههه"
صمت وهو يرى لون وجهي تحول للأحمر وأنا اشاهد تلك الذبلة الساحره في وسط العلبة!
لم اتكلم، لا أعرف ما اقول! ... أكمل كلامه:
"يوم أمس، رأيتك وانتِ تنظرين الى يدك، آسف حقا ... لم انتبه الى ان أي فتاة تحب ارتداء هذا الخاتم ، ربما انتِ لا تريدينه أجل... لكن انا أريد ان اراه يزداد جمالا في اصبعك"
كنت متأكده انه شعر بشيء ما يوم امس!...قلت بارتباك:
"لؤي انا، انا لا أريد منك شيء!"
استدار حول الطاوله حتى صار امامي ثم امسك يدي ، وأدخل الخاتم في بنصرها ... وقال:
"أحبك، وأريد ان يعرف العالم كله بهذا، اسمينا منقوشين على الذبلتين!"
ومد لي يده ليريني خاتمه ،ازداد خجلي وابتسمت ابتسامة صغيره وقلت:
"لا يهمني العالم، انت فقط من تهمني"
ابتسم وحدق في عيني مباشره، عينيه تبرقان..بريق غريب وجذاب!...انتبهت الى الناس حولنا فأشحت وجهي وقلت بخجل:
"لؤي الناس ينظرون الينا"
عاد مكانه بعد ان اطلق ضحكة صغيرة ثم طلب من النادل ان يحضر لنا قائمة الطعام ... كنت اتأمل الخاتم بصمت، وسعادة ملأت وجداني ...


(عودة من الذكريات)



حركت الذبلة في أصبعي وانا اذكر كل تفاصيل تلك اللحظه ، لم يطاوعني قلبي لخلعها ... وكأنني أخبر لؤي: حتى لو ابتعدت عنك فانا اريدك!
رفعت رأسي الى النادل الذي قال:
"your cocktail "
نظرت اليه بنظرات شارده ثم هززت رأسي ليبتعد ، سقطت دمعة هربت من عيني رغما عني فمسحتها بسرعة ورشفت القليل من الكوكتيل ... وبعد ان انهيتها دفعت الحساب وعدت الى عيادة الطبيب، سألت اذا كانت فحوصاتي قد ظهرت فأجابتني الفتاة بأن الطبيب ينتظرني .
دخلت بهدوء والقيت التحيه ... قال:
" sit down please"
شعرت ان هناك شيء غير مريح في ملامحه لكنني جلست دون أي كلمة ... ظل صامت لبعض الوقت ثم تنهد وقال بلغته:
" لا أعرف من أين ابدأ بصراحه، سيكون من الجيد لو أحضرتي احد اقاربك مثلا لكان الأمر أسهل ... احم، اظهرت الفحوصات....انكِ، انكِ مصابة باللوكيميا"
أظن انني لم أسمع جيدا!..بالتأكيد لم أسمع جيدا!...هل قدراتي في اللغة الانجليزي صارت ضعيفه؟!...قلت بخوف:
"عفوا، لم اسمعك!"
خفض رأسه ثم رفعه مجددا وقال باختصار:
"انتِ مصابة باللوكيميا (سرطان الدم) "



ـــــــــــــــــــــــــ ــ

انتهى البارت

جد جد جد آسفه على التأخر بس ظروف خلتني اغيب لمدة اسبوع
وكتبت الي قدرت عليه

اتمنى أشوف حماس وتفاعل















أنْآ إمبْرَآطُورِة ذَآتِي




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-17, 02:32 PM   #36

عويشة

? العضوٌ??? » 335469
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,229
?  نُقآطِيْ » عويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفصل كانت رائعة وطريقة سردك للاحداث مميزة كمل على هالمنوال واحن راح نتبعك بشغف لنعرف باقي الاحداث الا راح تصير مع مايا. رغم ان عتبنا على جدها واختها في انسان يترك بنت تروح لدكتور يتركها ها المدة ما يسال عن نتيجة الفحص حتى لو بيحبوها بس اعتقد طريقة حبهم حستها فيها انانية.
ومسكينة وها هي مرضت بمرض خطير الله يشفيها. موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


عويشة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-17, 12:27 AM   #37

شموخي ثمن صمتي

? العضوٌ??? » 179150
?  التسِجيلٌ » May 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,118
?  نُقآطِيْ » شموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شموخي ثمن صمتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
قديم 28-01-17, 03:12 PM   #38

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الخامس والعشرون 25

قراءة ممتعه، ولا تلهيكم القراءة عن الصلاة والعبادات



_____________




" لا أعرف من أين ابدأ بصراحه، سيكون من الجيد لو أحضرتي احد اقاربك مثلا لكان الأمر أسهل ... احم، اظهرت الفحوصات....انكِ، انكِ مصابة باللوكيميا"
أظن انني لم أسمع جيدا!..بالتأكيد لم أسمع جيدا!...هل قدراتي في اللغة الانجليزي صارت ضعيفه؟!...قلت بخوف:
"عفوا، لم اسمعك!"
خفض رأسه ثم رفعه مجددا وقال باختصار:
"انتِ مصابة باللوكيميا (سرطان الدم) "
وقْع الخبر علي كالصاعقه! ... لم اصدق ، لا أريد ان أصدق!...بلّمت، أحاول استيعاب كلماته بلا جدوى!
نظر الطبيب الى عيني الجاحظتين ثم قال بطريقة روتينيه بعد ان لم يجد رد:
"يجب عليكِ الذهاب الى مستشفى السرطان غدا، دون تأجيل ... لتتأكدي من صحة الامر، أرجو ان يكون هذا خطأ منا وليس صحيح"
ثم مد الي بعض الاوراق الطبية ، اخذتها منه وما زلت لا اصدق...يا اللهي! بعد كل الألم النفسي الذي مررت به، بقي الألم الجسدي!!
خرجت من العيادة وعيني لا ترمشان، بينما اخترقت الأرض بنظراتي الشارده...ليس لي طاقة للكلام ابدا!...بعثت رسالة لحسن كي يأتي ويأخذني
وبقيت واقفة مكاني دون حركة ، بالكاد أتنفس!...هل تتخيلون الأمر؟!
لا أستسيغه انا .. لا يمكنني تخيل نفسي بعد شهور من المرض اصارع الموت!
يا اللهي !
مرت دقائق وانا على نفس الحاله..الناس يمرون من حولي ويصطدمون بي احيانا وانا لا أبدي أي ردة فعل...وصل حسن فدخلت السيارة والوجوم مسيطر علي ... استقبلني هو بالسؤال:
"ماذا قال لكِ الطبيب؟"
نظرت اليه دون أي اجابه ، لا يمكنني نطقها ... لا أستطيع القول انني مصابة بالسرطان! ... لا أريد الاعتراف بالامر!
حرك السيارة وهو يرى صمتي المخيف ولم يصر على سماع الاجابه
عندما وصلنا سبقته الى الداخل وبيدي الاوراق ... قالت أسيل عندما رأتني:
"أجل؟...ماذا قال الطبيب؟"
بلعت غصتي ثم توجهت للدرج ... توقفت وانا اسمع حوار أسيل مع حسن:
"ما بها؟!"
"لا أدري، لم تقل شيء...هل كنت معها عندما قال الطبيب النتيجه؟"
"لا ... لكن يبدو أن الامر خطير!"
شهقت اسيل وقالت:
"هل ستكون مصابة بمرض خطير!"
ثم سمعت صوت خطواتها تأتي نحوي بسرعة ... جلست على الدرج واحتضنت الورق وبدأت بالبكاء...وصلت أسيل إلي وقالت بهلع:
"مايا!!..اخبريني ماذا هناك ارجوكِ!"
صرخت صرخة تخالطها الشهقات والدموع، مزيج من كل آلام حياتي ... صرخة باحت بكل همي وحزني ... بكيت بكاء لم أبكيه من قبل!...سمحت لصوتي بالتعبير عن ما بداخلي ... حتى ان حسن جاء على صوت بكائي وهو مصدوم من منظري
وسمعت صوت آدم يبكي في غرفته! ... قالت اسيل بعد ان تجمعت الدموع في عينيها لبكاي:
"مااياا أرجوووك أخبريني ، قلبي لن يحتمل"
قلت بصوت أقرب للصراخ:
"أنا مصابة بسرطان الدم يا أسيل!!...مصااابة بسرطان الدم!!!"
ثم دفنت رأسي في حضني وأتممت بكائي الصارخ المتعذب ... مع شهقات كتمتها طويلا، فخرجت كالصرخات ...
ارتخت يديّ أسيل عن كتفي وجلست بجانبي والصدمة ألجمتها هي وحسن!
زادت دموعي وزاد نحيبي ، كان بكائي يخبرني بدون صوت: انتِ تعيسه، وستظلين تعيسة دوما! شعرت أن روحي تتمزق وانا اذكر لؤي... اجل تذكرت لؤي، وكأنه أحد جروي التي ولدتها الأيام في قلبي...



(عـودة فـي الذكـريـات)


استيقظت والفرحة تحفني من كل جانب ... الراحة النفسية التي أشعر بها مع وجود لؤي لا أبيعها بأموال الدنيا كلها .... الحواجز التي بيننا صارت تزال شيء فشيء بسبب لطفه وحنانه وحبه!
بدلت ملابسي ثم ربطت شعري وذهبت لأعد الفطور ، اليوم الدور علي في المطبخ ... ومنار ستنظف المنزل ... وضعت إناء الشاي على النار وذهبت الى غرفة لؤي لإيقاظه، طرقت الباب بلطف وقلت بصوت لطيف:
"لؤي، هل انت مستيقظ؟"
لم أسمع رد ، لكنني سمعت خطواته تقترب من الباب وفتحه ... قال بحماس:
"تعالي بسرعه .. ادخلي"
سحب يدي بسرعة وأدخلني الى غرفته ... انها أول مرة أدخلها!!...شعرت ببعض الخجل لكنني تجاهلت هذا الشعور عندما أمسك بيديه جاكتين ورفعهما الى حد رقبته وهو يقول :
"أيهما أجمل؟...الكحلي ام الخمري؟"
نظرت اليه من الأعلى الى الأسفل ، كان يرتدي بنطلون جينز وقميص أبيض... وصفف شعره بطريقة مختلفه ... تكتفت وقلت:
"لماذا كل هذه الأناقه اليوم؟"
قال بمرح:
"ستأتي فتاة جميلة واريد لفت نظرها!"
ثم ضحك...رفعت حاجبي وضيقت عيني وقلت غير مبالية بمزاحه الثقيل الذي قاله ليثير غيرتي:
"لا أعرف ايهما أجمل .. انهما نفس الشكل لكن اللون مختلف، هممممـ حسب الشخص الذي سيأتي الى الشركة حقا ... اذا كانت فتاة، ارتدي الخمري فنحن نحب هذا اللون عليكم...واذا كان رجل مهم ارتدي الكحلي فهو أكثر رسميه"
ابتسمت بعد أن اتممت جملتي عندما رأيته يرمي الجكت الخمري ويرتدي الكحلي ... اقتربت منه بسرعة ثم صفعته برؤوس اصابعي وضحكت قائله:
"هذا لكي تذكب علي مرة أخرى ... فتاة جميلة هاه؟!"
ضحك وقال:
"هل صدقتي؟!....لا يوجد فتاة أجمل منكِ ابدا"
وقبل أن ارد سمعت صراخ منار وهي تقول:
"ماايا!!!...الماء تبخرت من الاناء!!"
ضحكت ثم خرجت بسرعة الى المطبخ ....



(عـودة مـن الذكـريـات)



اظن أنني استنفذت كل دموعي الليلة الماضية ، الجميع اصابهم الوجوم بعد سماعهم الخبر...حاولت أسيل جاهدة ان تجبرني على الأكل لكنني رفضت رفضا قاطعا
عيني متورمتان من كثرة البكاء وقلة النوم ... واليوم سأذهب معهم الى مستشفى السرطان للتأكد من النتيجه والبدء في العلاج المؤلم
ارتديت ملابسي ثم نزلت اليهم في المطبخ حيث يتناولون طعام الفطور ... جلست بجانب اسيل مجاملة لهم، لكنني لم أتمكن من أكل اكثر من لقمة واحدة، كان الصمت يخيم علينا ... فلا أحد منا يستسيغ الخبر او يصدقه!
قلت بصوت متعب من البكاء:
"هل يمكنني أن أطلب منكم طلب؟"
نظروا لي باهتمام فاكملت:
"لا أريد ان يعرف أحد في الوطن عن مرضي...لا عمتي ولا خالتي ولا خالي ولا حتى لؤي"
قالت أسيل باعتراض:
"كيف لا نخبرهم؟!..هل تظنين أن الـ.."
وقفت وقلت:
"أنا طلبت، واذا عرف أحد بالمرض...صدقوني، سيحدث شيء لن يعجبكم!"
نظرت أسيل الى جدي فأومأ لها بنظرات كلها حزن!..عيونه تطلب البكاء لكنه يكابر!...لا أريد ان اسبب لك الحزن يا جدي...لا أريد
عبست ملامحي وبلعت غصتي ثم خرجت لأنتظرهم في الحديقة ، لا يمكنني مواجهة كآبتهم ابدا

***

بقي حسن مع آدم في المنزل وخرجنا نحن الى المشفى ، وبعد خروج الفحوصات .. تأكدنا من أن مرضي موجود ، وانه يجب البدءْ بالعلاج مباشرة ؛ لأن ساعة تأخير قد تتسبب بموتي!
جلست أبكي امام الطبيب وانا لا احتمل الخبر...جدي خرج لا أعرف اين، اظنه يريد الانفراد بنفسه بعد هذه الصدمه ... قالت اسيل بلهجة اجنبيه باكيه:
"أرجوك أخبرني...هل هناك أمل للشفاء؟!"
قالتها وهي ترتجي الطبيب بنبرتها ... فقال محاولا تهدئتنا وبلغة عربية فاجئتنا:
"قولوا الحمدلله! ... سرطان الدم هو أكثر انواع السرطان قابلية للشفاء، وبإذن الله ستشفى "
رفعت رأسي لأرى ملامح الطبيب، ليست عربيه فكيف يتكلم لغتنا!...اكمل قائلا:
"انا مسلم، وتعلمت اللغة العربية لقراءة القرآن بلغته الأم...أرجوكما اجعلا املكما بالله كبير!"
قلت باختناق:
"هل سأحتاج الى الكيماوي؟"
صمت قليلا ثم قال:
"الكيماوي لا مفر منه ، لكننا سنحدد الطريقة لإعطائك اياه بعد أخذ فحوصات معينة أخرى، يمكنكم الذهاب بعد أخذ الفحوصات والعودة غدا"
مسحت دموعي التي لم تتوقف وتناولت أسيل الورق من الطبيب ثم ذهبنا لعمل الفحوصات ...

***

في الليل ..
اتصل خالي عبر skype... كنت اجلس خلف اللابتوب واستمع اليهم بصمت ، فقط أراقبهم اذا كانوا سيتفوهون بشيء حول مرضي!
كانوا يبتسمون ابتسامات صفراء كاذبة... وكان من الواضح انهم يخفون شيء عن خالي وهو مرضي...
سمعته يقول:
"وكيف حال مايا الآن؟"
تأهبت في جلوسي فقالت أسيل بارتباك:
"مــ...مـ..ــايا ، انها ..بخير الحمدلله"
قال خالي بنبرة شك واضحه:
"دعوني أتكلم معها"
نظرت أسيل باتجاهي فحركت حاجباي بمعنى لا أريد فقالت:
"هي نائمة الآن"
لكن سمعت صوت لؤي يقول بلهفه:
"أيقظيها، يجب أن اتكلم معها"
تنهدت أسيل ولم تعرف ماذا تفعل...حتى انا أرتبكت ... لا يمكنني التكلم معه ابدا ، قال حسن ليقطع الحديث:
"انها متعبة لاننا ذهبنا في رحلة ... اعذروني علي الذهاب"
وذهب من امام الكاميرا...فقالت أسيل بتهرب:
"يبدو ان آدم استيقظ، سأكلمكم فيما بعد"
وخرجت من الغرفه .. بقي جدي جالسا مكانه وهو شارد الذهن ... قال لؤي مقاطعا لشروده:
"جدي!، كيف حالك"
نظر اليه جدي بوجوم ثم قال بصرامه:
"ماذا فعلت لمايا؟!"
تفاجئت انا من سؤاله اكثر من لؤي، لقد كان يقولها وكأنه يتهم لؤي بأن له دور في مرضي !...قال لؤي مباشره:
"لم أفعل شيء!...طلبت مني الانفصال لكنني رفضت!"
لم يقتنع جدي ، نظر نحوي ثم اعاد نظره الي لؤي وقال:
"حسنا...مع السلامة ، سأكلمك فيما بعد"
ثم أنزل شاشة اللابتوب
اقتربت منه وجلست عند قدميه وقلت:
"جدي، لؤي لم يفعل لي شيء...لؤي لم يجرحني يوما...لكن انا أرى ان من الأفضل ان يذهب كل واحد في طريقه"
امسك يدي ومسح على رأسي ثم قال:
"صغيرتي، لا تعرفين كم انا خائف عليك"
بلعت غصتي وابتسمت قائلة:
"وماذا في اليد ان نفعل، يوم..شهر..الموت يلوح لي من بعيد يا جدي ، اريد ان امضي آخر ايامي وانا اتمتع بابتسامتك!"
سقطت من عينه دمعة خانته فأشاح وجهه عني ... انه لا يريدني أن ارى دموعه! فانسحبت خارج الغرفة بهدوء ...


(عودة في الذكريات)


"لم أذق في حياتي طعام ألذ من هذا!"
قالها لؤي ثم اكمل ضحكته التي جعلت دموعه تسقط! ... قلت بغيظ وانا اضع يدي على خصري:
"تضحك علي يا لؤي؟!...حسنا حسنا"
ثم استدرت لأذهب، لا أريد أن اسمع ضحك منار المتشمت أكثر ... اليوم طبخت انا للغداء، ماذا لو كان الرز محروق؟!...ماذا لو كان الدجاج من دون ملح؟!..هل سيموتون ؟!
والكل صاروا يضحكون علي...انا سأريهم، خرجت الى غرفتي لكن لؤي لحق بي وامسك يدي لأتوقف وهو يقول محاولا بتر ضحكته:
"مايا، لا تغضبي...نحن فقط نمزح"
تكتفت وقلت بقهر:
"تمزحون؟!...انظر الى نظرات منار الشامته!"
أوقف ضحكته بالكامل ثم قال بابتسامة حانية:
"فداك كل الأرز وكل الدجاج ... أنا لا أريد ان آكل بقية عمري لو كانت هذه هي ضريبة زواجنا!"
ابتسمت بخجل ثم قلت:
"لن أرضى الا اذا فعلت شيء يجعل منار تنسى هذا"
صمت قليلا ثم قال:
"ما رأيك ان ننسى نحن ما حدث...ونذهب لنأكل في أحد المطاعم؟"
نظرت في عينيه وقلت بفرح:
"5 دقائق وسأكون في السياره"
وعندما خرجت من الغرفة قابلتني منار ... قالت برفعة حاجب:
"الى أين؟!"
"سنذهب انا ولؤي الى احد المطاعم، هل تمانعين؟!"
ثم ابتعدت عنها بحركة مستفزه ، ركبت بجانب لؤي فسأل:
"الى أي مطعم تحب قطتي الجميلة أن تذهب؟!"
رفعت حاجبي وقلت:
"لم تجد غير اسم قطتي لتسميني به!"
ثم صمتت قليلا وأنا افكر وقلت:
"ما رأيك ان نذهب لزيارة خالتي؟!...افضل من الطعام، انا اصلا غير جائعه"
"اصلا متى كنتِ تجوعين؟!...منذ خطوبتنا وانت لا تأكلين جيدا"
صمت قليلا وهو يحرك المفتاح واكمل:
"لكن ماذا أفعل ما دام الأميرة طلبت، علي أن أنفذ!"
وابتسم عند آخر كلمة ... صارت ضربات قلبي مليون وابتسامتي تشق طريقها من الأذن الى الأذن .
على الطريق كنت امسك الهاتف وأراسل براء ... نسيت اصلا انني في السيارة، لكن فجأة انسحب الهاتف مني!...نظرت الى لؤي الذي سحبه مني وقلت:
"أعده لي!"
نظر الى الشاشة متجاهلا طلبي ثم رمى الهاتف للمقعد الخلفي...قلت بغيظ:
"لؤي!!...لماذا فعلت هذا؟!"
قال دون ان ينظر الي:
"مزاج!...انا خطيبك ام زميلتك براء هذه؟!...أريد أن اتحدث معك"
زفرت بقلة حيلة وقلت:
"حسنا يا سيد لؤي، تكلم"
ضحك ثم قال:
"عرضوا علي في الشركة ان أسافر للعـ.."
قاطعته بصرخة عفوية:
"لا!!"
عقد حاجبيه باستغراب وقال:
"على ماذا ال"لا" هذه؟!...لم أكمل كلامي"
قلت مباشره:
"لا تسافر أبدا، لا أريدك أن تبتعد عني! ... يكفي الاشخاص الذين ذهبوا من حياتي!"
قلتها وبلعت غصتي ... بعد دقيقة صمت قال:
"يبدو ان عمر سيسافر وحده!"
ثم نظر لي وابتسم ... ابتسمت وقلت:
"ما رأيك ان نشتري شيء ما لخالتي؟"
هز رأسه وقال:
"بالتأكيد "
وانعطف في السيارة لأحد المحلات...


***


بعد زيارتنا القصيرة قالت خالتي بترجي:
"لؤي...دع مايا تبقى عندنا اليوم!...أريد ان اشبع منها"
قلت انا بسرعه:
"اجل يا لؤي أرجوك "
قال:
"لكن يجب ان نعود!"
قالت خالتي:
"وما الضرر لو بقيت هنا ليوم واحد؟! هي عندكم 24 ساعه"
فكر لؤي قليلا ثم وقف وقال:
"حسنا، لكن غدا سآتي لأخذها الى الجامعة من هنا"
قلت بحماس:
"شكرا لك"
وابتسمت خالتي بامتنان ... قمت مع خالتي لتوصيله الى الباب وهناك همست له:
"استعد للهجوم من منار!"
كتم ضحكته وهمس:
"عيب عليك، انها اختي"
رفعت حاجبي بعدم اهتمام وودعته مع خالتي وعدنا للداخل...
امسكتني خالتي من كتفي وسألت:
"ما هذا ما هذا؟! ... كيف لؤي لطيف معك هكذا وسعاد ومنار معكما في المنزل؟!"
قلت:
"احم...لأنه يحبني"
قلتها ثم ناديت على نسرين بصوت عالي...جاءت تلك الاخيره تركض وهي تقول:
"ألم تذهبي معه؟!"
"لا...سأبقى هنا اليوم"
صرخت بحماس ثم جلست بجانبي وقالت:
"لقد اشتقت لك كثيرا كثيرا"
امسكت يدها وقلت:
"ليس بقدر ما اشتقت انا"
صمتت قليلا ثم نظرت لخالتي وقلت:
"انا جائعه، هل هناك شيء لآكله"
قالت بابتسامه:
"بالتأكيد يا أغلى مايا، سأجلب لكِ شيء لتأكليه"
ثم خرجت من الغرفه ... تربعت نسرين فوق الكنبة فتربعت مثلها فقالت:
"هيا هيا أخبريني بكل شيء ... بالتفصيل، منذ ان سافر جدي الى الآن"
نظرت الى السقف بتفكير ثم قلت:
"ليس هناك شيء مهم بصراحه ، مشاكل مع منار ، سعاد تلتزم الصمت بالعاده .. ولؤي يعاملني بلطف وحنان اكبر كل يوم من اليوم الذي سبقه!"
ابتسمت ابتسامة خبث وقالت:
"هل تحبيه؟!"
رفعت طرف فمي دليل على ان سؤالها لم يعجبني ثم قلت:
"عزيزتي...ليس في هذا القلب...حب أكبر من حبي للؤي"
قلتها وانا أشير الى قلبي...ضحكت وقالت:
"يااا رب ابعث لي الزوج الصالح الجميل الطيب مثل لؤي"
ضربتها على كتفها وانا امثل التضايق:
"أغار عليه، ممنوع ان تتكلمي عنه امامي"
صمتنا قليلا ثم سألت:
"وانتِ صحيح؟!...ألم يدق بابك أحد؟!"
عدلت جلوسها وقالت:
"بلا...لكنني لا أريد الزواج، أريد ان أكمل دراستي أولا"
"7 سنين من الدراسه؟!..متى ستتزوجين على هذه الحاله؟!"
"لا يهم، اصلا كل ما يهمني الآن هو ان اكون الأولى في دفعتي"
"ان شاء الله"
وهنا سمعنا صوت خالتي تنادي:
"مايا .. نسرين...تعاليا الى هنا...رائد وريان ليسا في المنزل"

***

في اليوم التالي...


جهزت نفسي وودعت خالتي ونسرين ثم خرجت ... وجدت لؤي ينتظرني في السيارة ومعه منار...اخذت نفسا عميقا وركبت في السيارة
كان واضحا ان منار قد تشاجرت مع لؤي، وبالتأكيد كان السبب "انا" ألقيت السلام فمحا لؤي كل ملامح التضايق وقال:
"وعليكم السلام، كيف كان يوم امس؟"
قلت بهدوء:
"رائع جدا"
ابتسم وانطلق بنا الى جامعتينا ... ومنار لم تنبس ببنت شفه
صحيح انها كانت هادئة في هذه اللحظه ... لكنه هدوء ما قبل العاصفة ، فتعالوا وانظروا ماذا حدث عندما عدت من الجامعه...
بدلت ملابسي ومشطت شعري ثم خرجت الى الصالة ... لؤي ما زال في الشركة وخالي يتأخر في دوامه ... نظرت لي سعاد من رأسي الى آخري ثم قالت:
"كيف تبيتين خارج المنزل من دون اذني؟"
قلت بعدم اهتمام:
"وهل يجب أن آخذ اذنك؟!...لا أذكر انك الوصية علي؟"
ازدادت ملامحها حدة وقالت بنبرة أعلى:
"من الآن وصاعدا ممنوع ان تخرجي من المنزل من دون اذني"
ابتسمت بسخرية وقلت:
"اذا استأذن منكِ هذا الحائط، فسأستأذن انا!"
وتركتها وجلست على احدى الكنبات ... وقفت منار أمامي وقالت:
"اسمعي، لولا ان أبي نبهنا ان لا نفعل شيء لكِ ... لكنت كسرت رأسك الآن "
ضحكت وقلت:
"خفت بصراحة، خفت كثيرا ... كل هذه غيره؟!"
استشاطت غيظا وقالت:
"احترمي نفسك ... وعلى فكرة ، لم ألمس شيء في المطبخ...انه ينتظرك لتنظفيه"
رفعت حاجبي وقلت:
" من عيوني ، سأنظفه جيدا جيدا .. أخاف ان تموتي من القهر لو نظفتيه!"
ثم وقفت متوجهة للمطبخ ... لكن سعاد اوقفتني عندما امسكت يدي وصرخت:
"اسلوبك هذا لا اسمح لك باعادته مجددا"
"عندما أطلب رأيك في أسلوبي .. تكلمي"
صرخت بصوت أعلى:
"مايا!!...احترمي نفسك والا"
وهنا دخل لؤي بسرعة على صوت صراخها وسحبني من يد ثم قال:
"ماذا هناك يا أمي؟!"
قالت سعاد بغضب:
"انت فقط دافع عنها ، ألم تسمع كيف كانت تحدثنا ؟!"
امسك بيدي وقال:
"بل سمعت كل شيء...كيف تريدين منها ان تتحدث وانتما تشنان هجوم مباغت عليها؟"
قالت منار:
"انها تتعمد اغاظتنا"
رد:
"لو تبقين في حالك لما قالت لك شيء"
وسحبني من يدي الى غرفته ...دفعني الى الداخل واقفل الباب بالمفتاح ثم جلس على السرير وأنا واقفة في منتصف الغرفة احاول السيطرة على أنفاسي السريعة وعلى دقات قلبي .. لأول مرة منذ موت والدي أشعر بهذا الأمان!...الأمان الذي احتواني به لؤي في حضنه!
تيار كهربائي شديد جرى في عضلاتي من لمسته!...لا أستطيع السيطرة على دموعي!...فجأة وجدت نفسي أبكي وشهقاتي تصل الى مسامع لؤي!
نظر الي باستنكار واقترب بسرعة وهو يسأل:
"ماذا بك؟!"
حاولت كتم شهقاتي لكن عبس!...قلت بصوت مختنق:
"لا أعرف...لا أعرف يا لؤي!...أنت ..أنت!"
لم أعرف ماذا أٌقول...فلا أعرف لماذا أبكي؟!...هل لأنني تذكرت ابي؟...أم هذه دموع الفرح لانني وجدت من يعوضني عنه؟!
امسك بيدي ثم جعلني أجلس على السرير وجلس بجانبي وقال:
"هل فعلت لك أمي شيء؟!"
هززت رأسي بلا عدة مرات ... فقال:
"هل آذتك منار؟"
قلت:
"لا لا..لم يفعلا شيء، بل أنت"
فتح عينيه بصدمة وقال:
"انا آذيتك!؟"
ضحكت رغما عني من بين دموعي .. أظن ان حالة هستيرية أصابتني !... لا أعرف لم بكيت ... والآن أضحك؟!...ماذا سيقول عني لؤي؟!...قلت:
"لا ... لكن لأول مرة أجد الأمان في شخص بعد أبي "
بقي صامت لدقيقة ثم احتضنني ومسح على شعري وهو يقول:
"لا أريد أن أرى دموعك ... ابدا"
بقيت بين أضلعه حتى هدأت ... فأبعدني عنه وقال بمرح:
"صحيح أنا احضرتك الى هنا لأوبخك بعيدا عن مسامعهم!...ألا تختصرين الكلام!..لماذا يجب أن تردي كل كلمة بعشره؟!"
"هل تريدني أن أظل صامته؟!"
"لا ولكن على الأقل راعيهما قليلا"
فكرت قليلا ثم وقفت وقلت:
"احلم انت وهما ... لن أسكت ابدا الا اذا احترمتاني !"
قلتها وهربت بسرعة من الغرفه قبل ان يقوم وسمعت صوت ضحكته تتبعني....



(عـودة مـن الذكـريـات)


استسلمت للنوم وآخر ما في ذهني هو هذه الذكرى...
***
مر أسبوع مثل الدهر علينا ، اسبوع أحاطته الكآبة ... اسبوع تلحف بالسواد ، حاولوا سحب الكلام مني عن سبب شجاري مع لؤي لكنني لم أقل شيء...
لا أريد ان يعرف احد شيء ، فانا التي كبرت الموضوع عمدا كي أجد الحجة وابتعد عنه ، أنا التي مثلت امامه انني صدقت منار ، انا التي صرخت به وهو يحاول تهدئتي ...
أغمضت عيني بألم وانا اشعر بالكيماوي يحرق شراييني!..اليوم أول جلسة كيماوي ، لا أحتمل الألم!...تخيلوا ان تُضَخ النار في عروقكم!...أجل انه كالنار، دواء أصعب من المرض!..هه حتى علاجي يريد إيلامي!... كم من طفل مريض مثلي، الآن فقط شعرت بألمهم! أشعر به يخترق أضلعي ويوخز عظامي!
بدأت دموعي تسقط وحدها ولا أسيطر عليها ... من الألم النفسي الذي فاق الألم الجسدي!
أسيل بجانبي تبكي بصمت ... وهي ترى ملامح وجهي كيف تتغير .
تذكرت براء، تبارك، شيماء، ساره، نجوى ... كم افتقدتهن ، لا أعرف عنهن شيء من يوم ان سافرت ... فقد حذفت جميع حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي كي لا اتواصل مع لؤي!
لا أعرف لم تذكرتهن الآن...من بين كل آلامي ظهرت لي صورتهن!
زادت دموعي أكثر وأكثر...والممرضة أمامي تعقد حاجبيها باستغراب...
نظرت الى أسيل وقلت:
"أريد العودة للمنزل!"
مسحت دموعها وقالت:
"سنعود، بعد ان تنتهي الجرعه"
"اشتقت لهم!"
صمتت أسيل وهي تقرأ وجهي ... هي لا تعرف من أقصد بالضبط ... ولا أنا !
قاطعت الممرضة حديثنا عندما قالت:
"done"
ثم سحبت الإبرة من يدي واكملت:
"Relax now, then you can go"
وخرجت من الغرفة ... قلت لأسيل:
"انه مؤلم جدا يا أسيل!..كالنار في عروقي!"
لم تعرف أسيل ماذا تقول .. اكتفت بالإيماء والاتصال بحسن ليأتي ويأخذنا الى المنزل ...
أرخيت رأسي على الوسادة وانا احاول رسم صورة لنفسي بعد عدة أشهر ، ربما أكون في قبري!
مسحت دموعي واغمضت عيني بتعب ... كل يوم تزداد أعراض المرض ، وتعبي يزداد ... كم أنا بحاجة لأمي وأبي الآن...أريد ان أغفو في حضن أمي وسماع صوت أبي الذي نسيته!
بحاجة لـلؤي ، الى حضنه الدافئ الذي يواسيني كلما ضاقت بي الدينا !
منعت الجميع من ان يذكروا مرضي أمام أحد ... وطلبت منهم ان يمثلوا امامهم انني لا اريد الحديث مع احد ، أنا متأكدة لو عرف لؤي بمرضي ... سيترك كل شيء ويأتي لي ... ليكون بجانبي ، لكن اذا ظن انني لا أريده، فسيحترم رغبتي ويظل بعيدا!
حضر حسن وعدنا للمنزل ...
ساعدتني أسيل في الصعود الى غرفتي ... قالت:
"اذا احتجتي أي شيء أخبريني"
هززت رأسي بهدوء فخرجت ... ان سريري يقع مباشرة تحت النافذة ، فيمكنني رؤية كل شيء في الخارج ....
وضعت الغطاء على رجلي وأسندت رأسي لزجاج النافذه ، من يعلم ماذا ينتظرني...
هل سأشفى؟ ... لا أتمنى هذا بصراحه!..أريد ان اموت في أسرع وقت حتى أرتاح من الدنيا وهمها ... فجأة تذكرت تلك اللحظه!...سمعت منار وعفاف ... سمعت كلامهما، لم اهتم وقتها ... لكنني لم اتوقع ابدا ان استخدم هذه النقطه للإبتعاد عن لؤي
اشعر بتأنيب الضمير...هو الذي كان لي النبض...الذي اعتنى بي وواساني ، اتهمته مثل هذا الاتهام؟!...مع علمي انه لم يفعل؟!
بلعت غصتي ونظرت نحو صوت آدم....رأيته يتحرك نحوي ببطئ وأسيل تقف خلفه وتبتسم
تجاهلت كل ألمي وقمت من السرير وحملته عن الأرض ...
وضعته على السرير وجلست امامه ... قلت :
"همممـ...هيا يا آدم...قل (مايا)"
كان ينظر الى حركة فمي ويضحك!...أعدت كلامي:
"قل...مايا!"
تجاهل كلامي ونظر الى أسيل وهو يمد يده نحوها لتحمله ...امسكت يديه وقلت :
"مــااا...يـــاا"
حرك فمه وقال:
"أما!"
ضحكت وقلت:
"لا....ماا..ياا"
بدأت ملامحه تعبس وهو يصرخ:
"أماا..أماا"
حملته أسيل وهي تقول:
"انه جائع الآن ، سأطعمه ثم آتي به الى هنا"
هززت رأسي بابتسامة فخرجت ....
قمت وبدلت ملابسي ثم نمت...لعلي أنسى بعض آلامي وهمومي....



ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ



أنتهى البارت ...

أتمنى يعجبكم
توقعاتكم؟

بحاول أسرع في كتابة البارتات قدر الامكان
يمكن تكون البارتات الجايه اغلبها قصير
لاني رح اكتبها بفتره قصيره ... مش اسبوع ^^


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-17, 08:19 PM   #39

عويشة

? العضوٌ??? » 335469
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,229
?  نُقآطِيْ » عويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond repute
افتراضي

ط´ظ€ظƒظ€ظ€ ظˆط¨ط§ط±ظƒ ط§ظ„ظ„ظ‡ ظپظ?ظƒ ظ€ظ€ظ€ط±ط§ ظ„ظƒ ... ظ„ظƒ ظ…ظ†ظ? ط£ط¬ظ…ظ„ ط?طxظ?ط© .

عويشة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-17, 08:20 PM   #40

عويشة

? العضوٌ??? » 335469
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,229
?  نُقآطِيْ » عويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

عويشة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:54 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.