آخر 10 مشاركات
تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          رغبة التنين (1) للكاتبة: Kristin Miller (رواية خيالية قصيرة) .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تحميل رواية بعد الغياب لـ أنفاس قطر بصيغة pdf_ txt _ Word (الكاتـب : جرح الذات - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          قلبك منفاي *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-10-16, 05:32 PM   #1

الهزار المغرد
 
الصورة الرمزية الهزار المغرد

? العضوٌ??? » 383760
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 6
?  نُقآطِيْ » الهزار المغرد is on a distinguished road
افتراضي غرور..عناد وكبرياء بقلمي


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه اول رواية لي كتبتها منذ حوالي خمس سنوات تحت عنوان
عناد , غرور ...و كبرياء



***
روايتي من ثلاث فصول طويلة وكل فصل يحتوي على أجزاء


غرور ...عناد وكبرياء ــــــــــــ بقلم الهزار المغرد


مقدمة

لا أخاف شيئا بقدر خوفي أن أستيقظ على دنيا لا تحتويه ..على دنيا فيها كل شيء سواه

سقطت ادمعي محتارة بين كبريائي القاتل وجروح قلبي الخافق

باحثة عن حضن يحتويها



فصول الروايه
المقدمه ............ اعلاه
الفصل الاول ..... بنفس الصفحه





التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 25-10-16 الساعة 01:07 PM
الهزار المغرد غير متواجد حالياً  
قديم 23-10-16, 05:47 PM   #2

Miss x Dreamer
 
الصورة الرمزية Miss x Dreamer

? العضوٌ??? » 367477
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 370
?  نُقآطِيْ » Miss x Dreamer is on a distinguished road
افتراضي

جميله جدا ،بدايه رائعه ،مشوقه أهنئك على ما بدأتي به عزيزتي

بالتوفيق؛


Miss x Dreamer غير متواجد حالياً  
قديم 23-10-16, 06:34 PM   #3

الهزار المغرد
 
الصورة الرمزية الهزار المغرد

? العضوٌ??? » 383760
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 6
?  نُقآطِيْ » الهزار المغرد is on a distinguished road
افتراضي

أهلا أختاه ..يسلمو على الرد
ماتلك إلا مدخل للرواية والتشويق الحقيقي سيبدأ بإذن الله في الجزء القادم
شكرا على المرور الطيب
تقبلي احترامي


الهزار المغرد غير متواجد حالياً  
قديم 25-10-16, 02:08 AM   #4

الهزار المغرد
 
الصورة الرمزية الهزار المغرد

? العضوٌ??? » 383760
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 6
?  نُقآطِيْ » الهزار المغرد is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الأول : عندما تزرع الشوك لا تحلم بجني العنب

الجزء 1: هذه أنا .





في حي من الأحياء الشعبية القديمة , وفي بيت من البيوت المتآكلة الهشة تعيش هزار ابنة الخامسة والعشرون ربيعا ينبوع من الأحلام وفيض من الأشواق

والحنان , وبقلب مفعم بالحياة وشخصية يسودها العناد والكبرياء , فتاة استطاعت القيام بدور الأب الغائب وتسير أمور عائلة بأكملها حاملة على عاتقها مسؤولية

يهابها الرجال , وهي لا تزال في ريعان الشباب .

في المساء وككل يوم , تتوقف الحافلة أمام مدخل الحي لتنزل منها عائدة من المستوصف بعد يوم طويل شاق من العمل الإنساني الدؤوب

راحت تسير بخطى متثاقلة بجسم منهك ,يكاد يخر أرضا من شدة الإرهاق وفرط التعب وطبعا وككل عادة هي لا تسلم من نظرات سكان الحي وهمزهم ولمزهم

ونميمتهم وتعليقاتهم الساخرة التي لا تنتهي , البعض ينعتها بالمغرورة ويفضل البعض الآخربوصفها بالمتكبرة , وعجوز تقيم هناك قد نايفت السبعين وبدلا من

اشتغالها بحالها ودنو اجلها تقوم بإيذائها بلسانها في كل مرة تتصادف وإياها أما باب بيتها , وترمي عليها باقسى العبارات كما تصفها بالمرأة المترجلة التي تذهب

قبل الشروق وتعود مع الغروب ,ربما فقط لأنها لم تقبل الزواج من ابنها السكير الذي يغرق في الشرب حتى الثمالة ولم يعرف الصحو يوما .ولأن هزار كانت تسعفه

في بعض المرات من نوبات صرع كان يتعرض لها وعندما طلب الشاب يدها للزواج وواجهته بالرفض راح يتضامن من الوالدة العجوز ويلاحقها ويطلق عليها

الأقاويل والإشاعات ويطعنها في شرفها

في الحقيقة هي لا تبالي لا به ولا بوالدته مادامت عفيفة , طاهرة , حافظة لشرفها , و تعرف قدر نفسها جيدا وقدر المحيطين بها من مستويات ثقافية متدنية وأخلاق

منحطة وضيعة لا تفرق بين الصالح والطالح , وتعرف أن ارضاء الناس غاية من ضرب المستحيل أن تدرك , كما أن المجتمع لا يرحم
.
كان البرد قارصا , قد تجهمت فيه السماء , واضطربت , تجمعت فيه سحب رمادية كثيفة وتكدست منذرة هطول مطر وشيك, إنه فصل الشتاء بعنفوانه وقسوته

, راحت تقبض معطفها البالي وتشده جيدا , تحاول البحث عن الدفء , وفجأة هبت ريح باردة اعترت سائر جسدها فراح هذا الأخير يرتجف بعدما فقد سيطرته وقلت حرارته.كما أن أسنانها بدأت تسطك.

لمع البرق وقصف الرعد , وبدأ المطر بالهطول بغزارة , راحت تحث الخطى قبل أن يتمكن منها المطر ويبللها على الآخر .

قالت تخاطب نفسها متذمرة

ـ " أفف كم صرت كثيرة النسيان يا هزار...كيف تنسين المطرية وأنت في عز الشتاء .. هل أعجبك الوضع التي أنت عليه الآن ...

.
وبينما هي كذلك و إذا بسيارة فخمة رمادية اللون تتوقف عندها فجأة وتطلق صفارة تحاول لفت إنتباهها , انتابها الفضول لكنها لم تلتفت لمعرفة صاحبها بل

وواصلت السير كأنها لم تشعر بشيء , وذلك ما جعل صاحبها يخاطبها مبتسما

ـ مرحبا هزار ؟ مابك يا فتاة ألا تريدين الصعود ؟ , أم تراك تستمتعين بما آل إليه حالك ؟

وهناك فقط إلتفتت بعدما بدى لها صوت محدثها مألوفا .....,قالت تكلم نفسها :

ـ آه إنه ''نبيل'' زوج صديقتي الحميمة ''نورة"

لكن ما تراه يفعل هنا , مهلا هو ليس بمفرده , من صاحب المعطف الأسود الذي يجلس إلى جانبه ؟

دققت النظر , وكانت المفاجأة .إنه نفسه ذلك الشاب مجددا ,صديق نبيل دكتور القلب الشهير المسمى ''جواد'' , ذلك الجذاب الذي تعرفت عليه يوم حفل زفاف

صديقتها نورة , ولم تستطع نسيانه , فمنذ تلك اللحظة وهو راسخ في الذاكرة وعبثا تحاول محوه منها لقد آسرها ....أوقعها طوعا لا بل كرها , غصبا في حبه ,

بقوة شخصيته بوسامته ونظرته الثاقبة وابتسامته الساحرة وطلته اللافتة ,وهدوء أعصابه وصوته الجهوري المميز الذي عكس قوة شخصيته , تلك الكاريزما

القوية التي لم تلتق بها من قبل أبدا في حياتها , لطالما تمنت زوج بتلك القوة والطلة والصفات .

لم يترك فيها وترا إلا وعزفه ولا مشاعر إلا وحركها , لكن حياتها الصعبة والفارق الطبقي الكبير بينهما والمشاكل التي تعيشها ووضع عائلتها المزري ومرض والدتها كلها معوقات ومنغصات جعتلها تتهرب منه في أول لقاء خائفة , حائرة , حزينة , مرتبكة من الخوض في تلك العلاقة التي كما تعتقد في قرارات نفسها أنها ستؤدي بها إلى متاهات لا نهاية لها .. وبمجرد أن لاحظت إعجابه بها وهو الذي لم يرفع بصره عنها طوال الحفل , قررت الهرب من عينيه
من نظراته التي ضيعتها واحست معها ان الارض تدور من حولها لتتوقف فجأة وتسكن سكون رهيب فتحس أنه لا يوجد في الكون سواهما, سوى هزار وجواد ..

فرت في تلك الليلة كسندريلا قبل نهاية الحفل معتذرة ..لكنها بدل أن توقع حذائها الكرستالي الفاخر اوقعت قلبها المسكين ليلتقطه هو بين احضانه مبتسما

منتصرا بحصوله عليه بدون جراحة ولا غرفة عمليات فقط بنظرة ساحرة وابتسامة آسرة وشخصية فذة ..

ما إن وقعت عيناهما مجددا حتى فرت بهما بعيدا ..لا يهم أين ؟ إلى السماء معانقات لحبات المطر أم إلى الارض تتأملان البلل .

لكن المهم أن لا يقعا في تلك العينين السوداوتين الواسعتين الثاقبين لأن لا الأرض تبقى الأرض ولا السماء ولا المطريستمر بالهطول وكل شيء حينها سيدور ويدور ويدور ؟ ...

راح قلبها ينبض بشدة وشعرت بالإرتباك

أما هو فابتسم وبصوته الهادىء ألقى عليها التحية , من أمام صديقه نبيل , ردت عليها وهي تتجنب النظرفي عينيه مقاومة تلك النظرة التي بعثرتها وشتت تفكيرها ورمت بها بعيدا في بحر الهوى .

قالت تحدث نفسها بحزن :

"ماذا فعلت بي ياجواد , ومالذي تفعله هنا في هذا المكان وما الذي تريده مني ؟ لما هذه النظرات المجنونة , لما لا تتركني بسلام , لا بل لما لا تترك كرتنا الأرضية بسلام , لما بنظرتك إلى تغير مجرى الطبيعة تزلزلني , تعصف بقلبي , تمطر علي بأنهار من الشجون والجنون , بوجودك ترتفع حرارة جسمي , تتفجر براكين الحب في عروقي , تتراقص شياطيني . تثير كل حواسي , بوجود ك تنتابني اعاصير من الأشواق ورجفة قوية في سائر بدني تعتريني ..كمحموم يحتضر قد دنى اجله أو عاشق اكتوى بجمر الهوى ولا يقوى على اخمادها ., ماذا تريد مني يا سيدي المحترم , أنا...أنا التي تسمى "هزار" من بين كل المحيطات بك , أنا هزار , الممرضة البسيطة التي تعيش في هذا المكان البائس ومحرومة من أبسط متطلبات الحياة وبالكاد أجني لقمة العيش , أنا التي تعاني غياب الأب منذ الأزل , بعد ذهاب دون رجعة متخليا عن كل مسؤولياته لي وأحاول جاهدة اخفاء قهري بداخلي .أنا المحطمة الضائعة الفقيرة المعدمة , البائسة المكسورة الحزينة وأنت
...آآآآآه من أنت ؟؟
أنت الدكتور الجراح المشهور ''جواد عبد الأول ''مالك أشهر عيادة طبية خاصة في المنطقة , والدك لواء متقاعد , ووريث ثالث أكبر مصانع النسيج بالبلد , وأمك عميد جامعة وابنة عائلة ثرية أبدا عن جد. أنا وين وانت وين ؟.

قاطع نبيل شرودها وراح يشرح لها سبب تواجدهما هناك قائلا :

ـ نورة تنزل ضيفة عندكم لقد ذهبت لزيارتك ولأنها لم تجدك هناك , اتصلت بي تطلب مني الذهاب لإصطحابها

سكتت مرتبكة دون كلام لأن المسمى جواد قد جعلها تبلع لسانها رغما عنها

فقال نبيل مواصلا :
ـ أصعدي لنوصلك فوجهتنا واحدة .
بعد تردد وارتباك ...وبعدما ابتلت على الآخر ..ركبت اخيرا لتستقر في المقعد خلف نبيل , وهي تحاول اخفاء توترها الممزوج بارتجافها , فحتى معطفها لم يعد يقيها من برد الشتاء القارص....لا عفوا ليس من برد الشتاء القارص بل من رجفة الوقوع في الحب وتواجد المحبوب بجانبها . .

لم تستطع لشدة ارتباكها أن تلتفت إلى جهته أبدا , واكتفت فقط باستنشاق عطر أخاذ منبعث منه تغلغل إلى روحها, إنه له هو من يضعه ...الله ..حتى عطره ومميز.

مشت السيارة قليلا وبينما نبيل يحدث هزار , راح جواد يضع اصبعه على زر التدفئة يريد اشعاله .
نبيل بسخرية :
ـ لا تقل لي أنك تشعر بالبرد الآن , فقبل قليل قمت بإطفاءه بحجة الحرارة المبالغ فيها ؟ سبحان الله مغير الأحوال .
جواد بهدوء دون أن ينظر إليه :
ـ لست أنا من يشعر بالبرد , وإنما ذاك العصفور الصغير الذي يجلس خلفك مرتجفا..وأخشى عليه أن يصاب بنزلة برد.
نبيل بخبث بعدما فهم قصده :
ـ وكيف عرفت أنه يشعر بالبرد وأنت لم تلتفت إليه أبدا .هل تخفي عيون اضافية للضرورة ههه
جواد مبتسما وبهدوء :
ـ لا ..أنا لم أعرف ولكني أحسست بذلك والإحساس يا صديقي لا يأتي من العيون وإنما ينبع من صميم القلب .
إلتفت إليها , حدق في عينيها برهة ثم واصل مضيفا :

ـ طبعا ذلك لا يحدث إلا حينما يكون للتي أحس بها مكانة كبيرة في قلبي

هناك شعرت هزار برجفة قوية اعترت سائر جسمها الأبيض النحيل , وراحت وجنتاها تحمر خجلا وتسارعت ضربات قلبها بعنف وتصعدتها حرارة مفاجئة .

سألت نفسها في صمت :
ـ من يقصد بكلامه ؟ أنا ؟ لالا لا ....لا , ربما أكون مخطئة , فنحن لم نلتق إلا مرة واحدة فكيف له أن ؟ .........يالني من غبية وكيف وقعت في حبه أنا

من اللقاء الاول ؟

إنه الحب من النظرة الأولى أيتها البلهاء العنيدة ...الحقيقة واضحة , أم أنا صماء أوتراني عمياء , من الفتاة غيرك التي تركب السيارة ...لكنه قال عصفور ..هل من
عصفور معنا في السيارة ..ماذا دهاك ..ربااااه ماذا يحدث لي لما أنا متوترة هكذا ألأن قلبي دق ناقوس الخطر بعدما بدأت أعجز عن التحكم فيه ؟ لكن أين هو أين قلبي

؟ آآه إنه هناك يرفرف ..يحلق , يطيربعيدا ..عد يا قلبي .. عد ..إن التحليق للطيور..للطيور يا قلبي لا تحلق وتتركني بمفردي

نعم جواد يحبني ...وقد التهمني بنظراته خلال حفل الزفاف ..لا لايمكن ..لابد من قطع هذا الامل

لماذا يا أنا وما العيب في ذلك أم أنه العناد مجددا , الذي يجعلك تهربين من هذا الشاب الجذاب الذي امتلك قلبك وسلب عقلك , وما سبب العناد ؟ أهو حاجز الإختلاف

الطبقي أم بسبب تشتت العائلة ومرض الأم فهي بحاجة للرعاية ولا تستطيع التخلي عنها والابتعاد عنها للحظة .

بعد تفكير عميق وبعد اخذ ورد مد وجزر سؤال وجواب بعد شعورها بخطورة الوضع قررت أخيرا الإستسلام لليأس وصفعت نفسها بعنف وعقلها الباطن بقوة وقطعت

جميع اواصل المحبة وخيوط الامل , أحبال الرجاء , جمعت أشتاتها وقالت له بصوت مرتجف :
ـ إن التي تحتل مكانة كبيرة في قلبك , لا تبادلك نفس الشعور.
إلتفت جواد إليها متأثرا مصدوما مما سمعه وكان ذلك أخر ماكان يتوقع سماعه منها , بعدما كان يحاول التسلل إلى قلبها بهدوء وبعدما تأكد من تصرفاتها أنها تبادله

نفس الشعور

وهو ينظر إليها ارتبكت ..فرت بناظريها عنه وقالت :
ـ هذا لكي لا يجرح قلبك في يوم من الأيام..
نبيل معلق وهو يضحك بعدما لاحظ تأثر صديقه :
ـ لا تخافي عليه هو جراح قلوب على أية حال ؟
لم ينته الأمر عند ذلك , فالعنيد جواد قد التفت إليها مجددا وقال مباشرة وبجرأة وهو يحدق في عينيها العسليتان الكبيرتان الذابلتان كأوراق الخريف :

ـ مما أنت خائفة ؟ لماذا تدفنين مشاعرك وتدافعين عنها كالقطة الشرسة التي الطرق تدافع عن صغارها بشتى الطرق ؟

نبيل بسخرية : ـ أوه ..قبل قليل كانت عصفور والآن هي قطة ...هل تمنحني شرف تكهن ماذا ستكون في المرة المقبلة ؟

رغم أنها دعابته مضحكة لكن لا أحد منهما حرك شفتيه فأدرك أن الوضع قد بدأ يتعقد .
فقد كان جواد مستغربا ردة فعلها الغريبة بعدما توقع عكس ذلك , وهو الذي كان حلم كل فتاة , الشاب صاحب الخامسة والثلاثين ربيعا , الذي يملك ما تحلم به كل بنت والذي أبكى الكثير من العيون بسبب رفضه لعروض الزواج المقترحة من طرف الكثيرات بعدما انقلبت الآية وأصبحن هن من يطلبن منه الزواج ويجيبهن بصريح العبارة :

ـ "أنا لا أفكر في الزواج حاليا ."

لا لشيء , فقط لأنه حينها لم يجد الفتاة التي يحلم بها وماإن وجد ضالته ووضع الزواج صوب عينه , هاهو يتلقى ضربة موجعة , يتلقى الإجابة الرافضة له بكل قسوة , منها هي الفتاة التي أصبح يراها في منامه كيقضته , لا اختلاف.
أجابته بحزن وهي تكذب عليه وعلى نفسها متجنبة النظر في تلك العينين مخافة أن تضعف وتعدل عن قرارها:

ـ ليس لدي... أية مشاعر... اتجاهك

رغما أنها عبارة قاسية لكنه كان متاكدا من أنها لا تقول الحقيقة ...حدق في عينيها مدة فامتلأتا بالدموع فجأة فقال بكل ثقة :

ـ لما لا تعيدين عليً نفس العبارة السابقة , بشرط أن تنظري في عيني وتبتسمي دون تأنيب للضمير ودون حزن ودموع , هناك فقط سأصدقك ؟

بقي ينظر إليها بكل ثقة من أنها لا تستطيع فعل ذلك , وفعلا لم تفعل واكتفت بدموع نزلت من عينيها كسيل جارف , أخذ معه كل شيء .مهدما للحاجز المتين الذي تضربه بينهما , إنها لحظة ضعف أحست بها ودن سابق انذار, ومهما حاولت جاهدة إظهار القوة .

بعدما أشفق على حالها وغلغلت تلك الدموع أعماق قلبه وحركت في نفسه الكثير من المشاعر,مشاعر حب وحنان وشفقة , رغم أنها أوحت له لوهلة ـ أي الدموع ـ درجة حبها له ولولا ذلك لما بكت بتلك الطريقة لمجرد سؤال عادي .

قال معتذرا : ـ أنا آسف لم أقصد الإساءة إليك بسؤالي .....أعذريني على صراحتي , كما اني اعذرك لعدم الإجابة والإكتفاء بالبكاء , لأن الحقيقة مرة فعلا .

سكتت دون كلام والحزن يمزق قلبها فهي بالكاد تستطيع الإستمرار في تصنعها , راحت تمسح دموعها بطرفي سبابتيها .سحب من جيبه منديلا ورقيا وقدمه لها قائلا :
ـ تفضلي .. وتوقفي عن البكاء من فضلك فأنا لا أريد أن تبكي بسببي .
أمسكت المنديل بحذر متجنبة تلامس أصابعهما مخافة أن تحدث بذلك الكارثة وتتزلزل الاحاسيس أكثر فأكثر .

ابتسم من حركتها وقال معلقا :
ـ كنت أعتقد أن قلبك هو الوحيد الذي يطيع اوامرك , لكن الظاهر أن الجسم كله عبد مامور.

نبيل وهو يوقف السيارة : ـ لقد وصلنا .

ثم نزل فاستغلت هزار لحظة انفرادها بجواد وقالت له بكل قسوة :
ـ ليتني لم ألتق بك يوما
ثم نزلت وصفقت الباب بقوة .


, فقال لها نبيل منزعجا :
ـ هيه , ماذا دهاك ؟ كدت تكسرين الباب , هل هذا جزاء الإحسان .
انزعج جواد من قولها وفعلها لكنه بقي محافظا على هدوءه , فهو من النوع الذي يحاول قدر الإمكان التحكم في اعصابه, ولأنه أيضا لم يكن يريد أن يزيد الطين بلة.
راحت تطرق الباب بعنف وجواد يراقبها مستغربا لردة فعلها غير الطبيعية معه , وهو لم يخطأ معها في شيء وذنبه الوحيد انه احبها .
فتح شقيقها المسمى عماد ـ ابن السابعة عشر ربيعا ـ الباب وهو يقول لها بغضب :
ـ لما لا تقتلعينه من جذوره وتأخذينه معك إلى .....................ثم توقف عن الكلام وكأنه قد بلع لسانه, وراح يغير من نبرة صوته :
ـ آه , عمو نبيل أعذرني لم اكن أعلم أنها برفقتك .تفضل بالدخول
نبيل : ـ شكرا , لكني لا أستطيع لأني لست بمفردي , معي صديق .
وراح يشير إلى جواد ,نظر عماد خلف نبيل وراح يلوح لجواد بيده يحيه.
ثم نظر إلى أخته وقال : ـ ألا يجب ان ندعوه إلى الدخول بصفته صديقا للعم نبيل .
دخلت هزار البيت دون أدنى كلمة , فأردف قائلا يخاطب نبيل :
ـ تفضل بالدخول وسأجلب صاحبك.
نبيل وهو يبتسم : ـ أنا متأكد أن صاحبي لن يدخل
عماد بخبث : ـ دع الأمر لي .
دخل نبيل , ففتح عماد باب السيارة ألقى التحية مجددا وعرف عن نفسه ثم قال له
ـ من العيب أن ندخل صديقك وتبقى أنت هنا , لذا تفضل معي بالدخول ....
جواد معتذرا : ـ شكرا لكني افضل الإنتظار هنا .
عماد : معقول , تصل إلى بيت مدام سعاد ولا تدخل ـ وكان يقصد أمه ـ أنا متأكد من أنها ستوبخني بشدة , إنها تحب نبيل كثيراولن ترضى لصاحبه أن يظل خارجا دون أن نكرمه .
.
جواد : أنا أشكر لك لطفك وعرضك , لكن المعذرة منك فأنا لا أريد الدخول .
سكت عماد برهة ثم قال مبتسما بخبث وهو يغير أسلوبه معه ضاربا على الوتر الحساس :
ـ آه , الآن فهمت , أنت لاتريد الدخول لأننا لسنا أهلا لذلك كما أن البيت لا يليق بالمقام ...طبعا فنحن فقراء وأنت ــــــــــقاطعه منزعجا :
ـ أعوذ بالله و من قال ذلك أنا ؟
عماد بإبتسامة عريضة :
ـ إذن أثبت لي عكس ذلك ....بتشريفك لنا
ـ أعتذر منك ..لكني أفضل انتظارهما هنا فلا تلح علي أكثر أرجوك
عماد يتظاهر باليأس : ـ بئسا لهذه الدنيا .. صار فيها التكبر على الفقراء وتجنب الأحتكاك بهم أمر منتشر في كل مكان
جواد بانزعاج : ـ لما تحكم علي وتاخذ نظرة خاطئة عني من الوهلة الاولى .ألا يجدر بك أن تتعرف إلي اولا
عماد بخبث : ـ وهل تلركت لنا مجالا للتعرف إليك يا سيدي المحترم ؟ أنت حتى لا ترغب بالولوج إلى بيتنا البسيط ...أليس حكمي عليك في محله ؟
تنهد جواد ونزل قائلا له بعدما انطلت عليه الحيلة
ـ سأدخل لتتأكد أني لست ما تتوهم ..لا غير .

ماإن دخلت هزار حتى راحت تعانق نورة بشدة لأنها لم تلتق بها منذ شهر تقريبا فبعد الزواج بأيام سافرت خارج الوطن لقضاء شهر العسل , ثم قالت تعاتبها :
ـ لما لم تتصلي بي ؟ كنت سأتغيب عن العمل لأجلك .
نورة وهي تنظر إلى نبيل : ـ أردت مفاجئتك لكني أنا من تفاجىء عندما علمت أنك تعملين أيام العطل أيضا , ماكل هذا النشاط ؟
هزار وهي تقبل أمها : ما عساي أفعل إنها الطريقة الوحيدة لزيادة الراتب .
في تلك اللحظة يدخل الغرفة جواد رفقة عماد فيقول هذا الأخير مرحبا :
ـ مرحبا بك عندي في غرفة نومي كما يمكنك أن تسميها صالونا ايضا أما انا فأسميها غرفة ''توت أبسيون ''.
رمقت هزار شقيقها بغضب فابتسم غير مبالي لتصرفاتها.
لكنه لم يخطأ في وصفه فهي عبارة عن غرفة نوم وغرفة معيشة في آن واحد لأن البيت كان يتكون من غرفتين ومطبخ وحمام فقط .
تأملها جواد بسرعة ودون أن يلفت النظر , عبارة عن غرفة بسيطة جدا كبساطة البيت , تحتوي على سرير لعماد وأريكة من الطراز القديم لشخصين وثلاث مقاعد منفردة قد أكل الدهر عليها وشرب , وتتوسطهم طاولة مربعة الشكل صغيرة الحجمويركن هناك في أحد الزوايا على طاولة خشبية تلفاز صغير الحجم قديم الصنع يكاد ينطق يروي تفاصيل العائلة المحرومة التي تكتفي بالغوص بداخله لتنسى بؤسها وخذلانها ...والهروب من الواقع الأليم أما . الجدران قد ودعت الطلاء من الأزل دون رجعة ..تتخللها شقوق وتصدعات من كل جانب , الأرضية إسمتية بدون بلاط ..قاسية كسوة الأيام وغدر الزمان .
عماد يعلق مخاطبا جواد متعمدا اغاضة اخته: ـ لم تخبرن ما رأيك فيها ؟ الظاهر أنها أعجبتك ؟
راح القهر يحطمها من تصرفاته الوقحة , ولم يكن يفعل ذلك إلا لأنه يعتبرها دوما المسيطرة رغم أنه الذكر الوحيد في العائلة , لكنه ولصغر سنه ولأنها تنفق عليه وعلى أمه وشقيقته , هو لا يستطيع التمرد عليها .
قال جواد يجيبه بعدما لاحظ القهر في عينيها :
ـ لا تهمني البيوت بقكر أهمية أصحابها , فهي بالنسبة لي ليست سوى مجرد جدران تجمعنا وتكتم اسرارنا وتستر عيوبنا .
نورة تخاطب نبيل : ـ لم تخبرن أن جواد قادم معك إلى هنا ؟ مرحبا بك بيننا .
نبيل بكل صراحة : ـ عندما اخبرته أني ذاهب لإصطحابك من عند هزار طلب مرافقتي.
رفع جواد بصره وحدق في عينيها بعينين كادتا تنطقان لبرهة , ثم طاطأ رأسه دون كلام , فهو ليس مضطر لتفسير طلب مرافقة نبيل بعدما افصح لها عن شعوره سابقا.
نورة بابتسامة عريضة وهي تنظر إلى صديقتها : ـ نحن سعداء جدا بزيارتك , خاصة هزار .
نبيل بسخرية وهو ينظر إلى جواد : ـ لدرجة أنها كادت تكسر باب السيارة من شدة سعادتها.
نورة وهي تحدق فيه باستغراب : ـ ماذا قلت ؟ لم أفهم شيئا .
نبيل باستهتار : ـ انسي ,لاشيء مهم .
تقول الأم المستلقية على السرير وقد نطقت أخيرا : ـ لكنم لم تعرفوني على الشاب الوسيم , أم أني في كرسي الإحتياط ولم يحن دوري بعد.
ابتسم جواد واقترب منها معرفا عن نفسه وهو ينحني إلى مستواها: ـ مرحبا يا خالة أنا جواد صديق نبيل.
نبيل مضيفا : ـ وهو طبيب أيضا وصاحب العيادة الخاصة التي أعمل فيها.
الأم بعدما اعتدلت في جلستها : ـ أهلا وسهلا بك يابني , إنه لشرف عظيم لنا وأنت بيننا , تفضل بالجلوس لما أنت واقف.؟
جواد : ـ لا شكرا , نحن سنغادر .
الأم وهي تمسكه من يده بكلتا يديها , كمن يمسك مفتاح خزينة للذهب ويخشى أن يضيع منه: ـ مستحيل أن ندعك تذهب من دون أن نضيفك شيئا .ثم نظرت إلى هزار , وكأنها تطلب منها أن تضيفه بنفسها.
في تلك اللحظة دخلت البيت الشقيقة الصغرى المسماة فرح ابنة الثالثة عشر ربيعا , وهي تضم بعض الأوراق والأقلام ضم الأم لوليدها.
هزار تخاطب عماد مندهشة : ـ أين كانت أختك يا من تسمي نفسك رجل البيت ؟

يقول عماد غير مكترث لإندهاشها : ـسبق و طلبت إذنا بالذهاب عند سحر للدراسة , فوافقت على ذلك
رفعت حاجبيها باستغراب : أفي هذا الوقت المتأخر ؟ أنت حقا عديم المسؤولية .
عماد بسخرية : لا تخافي لن يحدث لها شيء فهي قطة بسبع أرواح..
هزار من بين أسنانها غاضبة : ـ أنا لا أمزح معك عماد .
ثم راحت تؤنب أختها وهي تشدها من ذراعها بقوة : ـ كانت تلك أول مرة وستكون آخرها , هل سمعت ما قلته ؟
عماد باستهزاء : ما بك هزار ؟ لم تكن المسكينة في المريخ , لقد كانت عند سحر......سحر ابنة الجار الذي يفصلنا عنه جدار واحد..وقريبا جدا سترتاحين من الجدار لأنه سينهار من كثرة تصدعه , وسوف ترين حينها أختك على المباشر دون خوف أو قلق . لم يتبق الكثير.اصبري قليلا بعد
ضحك نبيل وابتسم جواد وغضبت هزار........فقالت له بهدوء والقهر يحطمها :
ـ هلا ...أغلقت فمك؟ .
سكت عماد وهو يبتسم متلذذا مستمتعا بإزعاجها .
قالت فرح ـ الشقيقة الصغرى ـ بغضب والدمع يملأ عينيها : ـ لو انك وفيت بعهدك ودفعت لي أجرة الدروس الإضافية لما اضطررت للذهاب عند سحر في هكذا وقت., لكنك دائما وككل شهر تخلفين وعودك بحجة أنك لا تملكين المال الكافي لذ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــقاطعته ا غاضبة
ـ سنناقش هذا لاحقا أما الآن فاذهبي وحضري الشاي للضيوف.
لما انصرفت فرح صوب المطبخ طلبت الأم من جواد الجلوس مجددا.مخافة أن يغير رأيه.
( عائلة عنيدة بامتياز , لكن يختلف سبب العناد فيها حسب الرغبة و الغاية المنشودة).
جلس نبيل ونورة وعماد على المقاعد الثلاثة المنفردة , الأم مستلقية على السرير بعدما بدأت تشعر بالتعب , أما جواد فقد جلس على الأريكة تاركا بجانبه مكانا فارغا , الجميع قعود إلا صاحبتنا تأبى الجلوس بجانبه , لكن نورة في الموعد دائما , كالمنبه الذي لا يخطأ مواعيده أبدا خاطبتها قائلة وهي تشير إلى المكان الخالي بجانبه
إجلسي , لما أنت واقفة ,؟ ألم تتعب من عملك المستمر طيلة أيام الأسبوع؟
رمقتها هزار بانزعاج لأنها وضعتها في موقف محرج ... وبارتباك و بقلب يريد التوقف من شدة تسارع ضرباته ..راحت تجلس بجانبه
جلست بهدوء وهي تحاول التحكم في اضطرابها وارتجافها ما إن جلست حتى تحول ارتباكها إلى شيء آخر ,مختلف تماما عما كانت تشعر به قبل لحظات ... إنه الأمان , الأمان الذي فقدته منذ وقت طويل , منذ أن غادرهم الأب دون رجعة , تاركا إياها تتخبط في غياهب الفقر والحرمان وقسوة الحياة وتتغذى حنظلا وتتجرع علقما ,وتعاني الويلات وتعيش ليالي وليالي من الفزع والرهبة والخوف من واقعها والمستقبل المظلم المجهول الذي ينتظرها.....
عاد الأمان ..واطمئن قلبها كثيرا جدا و..ن ذلك الجسد الدافىء..بكل مايحمله من صفات وبمجرد مشاركته لها نفس المقعد جعلها تحس بالحنان والدفء والراحة والسكينة والإطمئنان ...إنها تحس بانفاسه ..بريحه , بالحرارة المنبعثة منه ..حرارة الحب والمشاعر الجياشة التي يكنها لها ..وهو بجانبها قد نسيت كل شيء , وقد تحولت هموم كالجبال إلى ذرة من غبار طارت بعيدا في السماء ,وهو بجانبها شفت من كل أوجاعها وزالت كل آهاتها , بلسم شافي بالرغم من أنه لم يحرك ساكنا .
كانت تتمنى و أسندت كتفه وأمسكت ذراعه بكلتا يديها , لتنام نوما عميق جدا فتحلم به وحده في منامها كما تفعل في يقظتها, تحلم بأن تفصح له ما بداخلها من مشاعر فياضة , مشاعر حب وجنون وتحلم أن ترتمي بين أحضانه الدافئة وتستسلم له ناسية الدنيا وما فيها وتريح نفسيتها المتعبة من المسؤولية الثقيلة التي تحملها على عاتقها والتي سلبت منها كل شيء حتى التفكير في نفسها وسعادتها وحتى أنها امرأة ومن حقها أن تحب وتتزوج وتعيش .....
طريقها , راحت توقظ نفسها من الحلم الجميل الذي شردت فيه لبعض الوقت وكأنها أذنبت فيما كانت تفعل ..
, هل تصدقون أن روحها بدورها أصبحت تشعر بالملل وتتمنى أن تتمرد عليها قليلا وتحقق ما تشتهيه ,أن تفر من غطرستها وتركض خلف روح الحبيب وتمتزج معها وتسكن في ذات الجسد ولا ترجع أبدا إليها ..لقد تعبت من كثرة الشوق والحرمان والهجر والعناد .. لكن ذلك مستحيل لأنها تهابها كثيرا
راحت تخاطب نفسها في صمت وجنون : ـ لا يجب أن أشعر بالأمان , لا أمان بعد هذه اللحظة , ولما هو فقط الذي أحس معه بالأمان ماذا يحسب نفسه ؟
؟؟؟(من ياهزار ؟ من الذي يحسب نفسه ؟ هل أصابك الأمان بالجنون ).
قالت وهي تتمتم بصوت منخفض : ـتبا ... أمان لعين , كالمغناطيس , لا يريد أن يتركني بسلام ...
ولأن جواد كان جالسا بجانبها سمع تمتمتها لكنه لم يفهم منها فقال يسألها :
ـ عفوا ...هل قلت شيئا ما ؟
هزار بإرتباك خائفة من أنه قد سمع جنونها : ـ لا...لم أقل شيئا ..



ابتسم جواد وقد كان متأكدا أنه سمع شيئا ثم إلتفت إلى أمها وقال يخاطبها مغيرا الموضوع تماما :
ـ أخبرني نبيل ونحن قادمون إلى هنا يا خالة بأنك تعانين من تضخم في القلب , شفاك الله وعافاك منه؟
الأم بحسرة : ـ صحيح يا ولدي فأنا أصارع المرض منذ مدة طويلة ولم أشف منه .
جواد : ـ في الحقيقة إن التضخم أو القلب الموسع كما نسميه نحن , هو ليس المرض في حد ذاته وإنما هو نتيجة لمشكلة ما تطرأ على أعضاء القلب تؤدي به إلى ذلك ...أخبرني يا خالة هل تعرفين سبب هذا التضخم ؟ هل سبق وقمت بتشخيص المرض ؟
الأم متنهدة تشكي همها بعدما وجدت الآذان الصاغية أخيرا : ـ آه يا ولدي , لقد زرت ذات يوم طبيبا مختصا بعد أن أصبت بضيق شديد في التنفس , وألم حاد في الصدر ,كدت أمزق بسببه ثيابي , فاجرى لي بعض الفحوصات والأشعة وذلك المسمى بالرنين المغناطيسي , وبعدما اطلع على النتائج
قال بأني أعاني انسدادا في احد الصمامات , وأن وضعي لا يبشر بالخير ووصف لي بعض الأدوية والتي أصبح شربها كعدمها لا اختلاف .وتشير إلى علبة فيها مجموعة من الأدوية كانت موضوعة على الطاولة .
قال معقبا وهو يقلب علب الدواء بين أصابعه : ـ كل هذه الأدوية ''اللازيكس , الأسبرين , إضافة إلى أدوية ارتفاع الضغط , هي عبارة عن حل مؤقت , فقد يضطر الطبيب في مثل حالاتك إلى التدخل الجراحي.
ثم يضع علبة الأدوية ويسألها : ـ ألم يخبرك الطبيب أنك بحاجة إلى عملية؟
الأم وهي تهز رأسها بحزن : ـ بعد تأزم وضعي وبعد أن ازدادت حالتي سوءا فمؤخرا أصبحت أعاني ارتفاعا مستمرا للضغط يصاحبه سعال مستمر , زرت الطبيب مجددا , فطلب مني اجراء اختبار القسطرة التشخيصية في عيادته الخاصة لأن الحجز في المستشفى سيتطلب وقتا .
صدقني في البداية رفضت اجراءها لأنها وكما قال مجرد تشخيص للمرض فقط وليس علاجا له و تكاليفها كانت باهظة , ..........
سكتت برهة ..إلتفتت إلى ابنتها هزار وواصلة قائلة بفخر : ـ لكن ابنتي هزار قد تدبرت الأمر واستدانت المال من زميل لها في العمل و استطعت بذلك ـــــــــــــــــــــــــ ــــقاطعتها هزار بقهر
ـ لا داعي لأن تسردي كل هذه التفاصيل للغرباء يا أمي ؟ .
ابتسم جواد بقهر متألما بداخله من عبارتها القاسية ..لكنه اكتفى بالصمت فقالت والدتها تردعها مخافة عبارة أخرى أشد قسوة ...
ـ لا يوجد غرباء بيننا يا ابنتي جواد صديق لصهرنا نبيل وبالتالي هو من العائلة ( للتوضيح هي تعتبر نورة ابنتها الثالثة بحكم صداقتها القوية مع هزار منذ الصغر ) .. ـ
هزار بارتباك : ـ وإن يكن ...لا أريد منك أن تضعيننا موضع شفقة للآخرين .
إلتفت إليها ..ابتسم ثم قال لها بهدوء : ـ هي لا تضعك موضع الشفقة ..للغرباء الآخرين ؟؟؟ هي فقط , تحاول أن تفضفض بما يخنق صدرها و تشكي لي ما ألم بها لأني من طرح عليها السؤال .
قالت وهي تنهض من مكانا لتقرر أخيرا البقاء واقفة : ـ إن الشكوى لله وحده.
فتح فاه ليجيبها لكنه..انسحب في آخر لحظة متجاهلا إياها وراح يسال الأم قائلا : ـ وبعد اجراء القسطرة ؟ ماذا قال الطبيب يا خالة ؟
الأم تشتكي مجددا : ـ في الحقيقة يا ولدي إن الطبيب منذ البداية كان يريد ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــقاطعتها هزار مجددا مخافة سرد ممل آخر و أن تكشف مستورا جديدا قاطعتها قائله له :
ـ بالمختصر المفيد إن أمي تعاني انسدادا في الصمام المتيرالي وهي بحاجة للتدخل الجراحي ..
ابتسم بعدما فهم قصدها , فهم أو ربما بدأ يفهم هذا المخلوق العنيد الذي يقف أمامه ورغم كل الفقر والحرمان هو يحاول جاهدا الحفاظ على كرامته وكبرياءه , ما هذه الهزار ولما تزيد من تعلقي بها أكثر فأكثر , وتشدني بحبل متين يجعلني لاأقوى على الخلاص مهما أوتيت من قوة .
صدق الشاعر حين قال :
كن هزارا في عشه يتغنى ......ومع الكبل لا يبالي الكبولا
فهي حقا اسم على مسمى
قال معلقا على ردة فعلها : ـ شكرا لك على التوضيح.....و على الإختصار أيضا ؟؟؟
انزعجت من عبارته ونظرت في عيني نورة ثم طأطأت رأسها دون كلام .
ضحكت نورة وقالت معلقة : ـ هزار كتومة جدا خاصة فيما يتعلق بأمورها الخاصة . .
إلتفت جواد إلى الأم قائلا : ـ هل تسمحين لي يا خالة بالإطلاع على ملفك الطبي ؟
ما إن وضعت فرح صينية الشاي مع بعض الحلويات المعسلة التي تعدها هزار في وقت فراغها, حتى راحت تطلب منها الأم إحضار الملف من غرفتها..
في تل اللحظة رن هاتف عماد , أجاب عليه ثم قال معتذرا : ـ اعذروني يا جماعة إن أصدقائي انتظاري خارجا علي الخروج .
صافح جواد وقال : ـ تشرفت بمعرفتك حضرة الدكتور .. دعنا نراك مجددا ....لا تحرمنا من طلتك المميزة
قالت هزار له تذكره مغيرة الموضوع : ـ لا تتاخر في العودة وإلا ستضطر للمبيت في العراء في هذا الجو البارد.
عماد بسخرية كالعادة : ـ لا تقلق حضرة النقيب سألتزم بمواعيدك الدقيقة , فلا داعي أن تتصل بي في كل لحظة لتذكيري بمهامي.
غادر عماد بعد المحاضرة المملة وقالت الأم تخاطب هزار : ـ دعك منه و صبي الشاي للضيوف.
نورة معلقة بصوت منخفض وهي تلعب على أعصابها : ـ لا تنسي أن تبدئي بجواد فهو الأهم .
تلك النظرة رمقتها بها مجددا وذلك الحقد , كانت تتمنى أن تصفعها بالصينية وما تحتويها لكنها لا تستطيع طبعا .
سلمت فرح الملف لجواد , طالعه مدة ثم قال لها :ـ أنت بحاجة إلى عملية توسيع للصمام في أقرب وقت ممكن.
الأم بحسرة : من أين سأدفع تكاليفها من ليلة من ليالي القدر.
وضع الملف وقال لها بهدوء : ـ هل تسمحين لي يا خالة أن اتكفل بحالتك وان أهتم بوضعك حتى الشفاء ؟
ابتسمت الأم ابتسامة عريضة كعلامة للرضا لكن هزار قاطعت فرحتها قائلة له :
ـ لا داعي لذلك , لقد ناقشت الأمر مع زميل لي بالعمل , سوف يكلم صديقه الذي بدوره سيتصل بوالده الجراح الذي يعمل في المستشفى المركزي .
نبيل باندهاش : ـ لما كل هذا التعقيد يا هزار ؟ الطبيب الجراح أمامك يقدم لك عرضا ولا في الأحلام في عيادته الخاصة المشهورة بالعمليات الناجحة , وفي اقرب الآجال .....أي أن نسبة الشفاء ستكون كبيرة .كيف تبدلين هذه الوعود بأخرى لا تعرفين مدى صدقها من عدمه؟ خاصة أنه مرض خطير ولا يرحم إذا لم يتدخل الطبيب في الوقت المناسب .
هزار بسخرية : ـ وماذا عن التكاليف...؟
نبيل : ـ ليست أمك الأولى ولا الأخيرة التي تجري العملية بالمجان , هذا هو هدفه تقديم يد العون لمن هو ليس قادر على دفع التكاليف .
اندهشت هزار من قوله فقالت في نفسها : ماهذا الجواد ـ صحيح أن الكمال لله وحده ـ لكني لم أجد عثرة واحدة تجعلني أنفذ منه دون الندم على ذلك
, هو فعلا اسم على مسمى
راحت توقض نفسها من حلمها الوردي قائلة لنبيل بعناد: ـ شكرا على عطاءه اللامحدود , لكني سبق وأخبرتك , لقد ناقشت الموضوع سابقا.
جواد متأثرا : ـ هل وصل بك الأمر............. للمغامرة بحياة والدتك..... على حساب غرورك؟
نزلت العبارة كالحمم على صدرها راحت تحدث نفسها قائلة : انا أغامر بحياة والدتي ؟ الا يري أني أضحي بمستقبلي من أجل البقاء بجانبها مخافة أن أتزوج وأبتعد عنها ....ولا أستطيع العناية بها.كيف يجرؤ على وصفي بالمغروة ,لما يفكر بهذه الطريقة؟
(أنت من جعله يفكر بتلك الطريقة يا هزار).
وقفت بالمقابل منه وقالت له بجفاء والغضب يغلي في عروقها : ـ أعتذر منك يا حضرة الدكتور , لكني لا أقبل عرضك.
نهض من مكانه , دنا منها بقامة طويلة وكتفين عريضتين وبعينين كحليتان واسعتان تنظران إليها بنظرة غاضبة ثاقبة,وهي بجسم نحيل وقامة لا تتجاوز مستوى كتفيه ....شعرت بالخوف وارتبكت فقال لها بهدوء محاولا التحكم في أعصابه بعدما طفح كيله:
ـ من أنت حتى تقبلين ..........أو لا تقبلين؟ من أنت حتى تقررين بدلا عنها في أمر يتعلق بها لوحدها , حتى أني لم أوجه السؤال إليك,ماذا تحسبين نفسك ؟ لما تحشرين أنفك في أمر لا يعنيك ؟ ألا يكفي أنك تتحكمين في اخوتك كالعبيد تسيرين حياتهم وتتحكمين في رغباتهم وطلباتهم وتقررين بدلا عنهم في كل صغيرة وكبيرة من أين أتيت بكل هذه الأنانية .؟
الصفحة : 10
انقلب السحر على الساحر ......كانت صدى كلماته ترن في أذنها كالجرس....هي غير مصدقة لما سمعته , جواد يقول لي كلاما قاسيا ومؤلما ؟ جواد الذي كان قبل قليل يحاول ارضائي ينقلب في لحظة من الزمن ...
لم يحدث لها شيء شبيه بذلك من قبل , فهي لم ترتبك , لم ترتجف , لم تشعر بذلك الخوف الغريب وهو يقف كالوتد أمامها, بالرغم من كل الصعاب التي مرت عليها في حياتها , فياما تلقت شتى أنواع التهديدات والتعليقات من أبناء الحي لكنها لم تكن تكثرث لذلك ولم يحركوا فيها ساكنا , لكنه حرك فيها الكثير و تحداها بتلك اللهجة الصريحة و بتلك الشخصية القوية , فحتى والدتها لم تكن تعاتبها في طريقة معاملتها لإخوتها....هو الوحيد الذي أظهر أنه يهتم بصحة والدتها على حساب مشاعره ضاربا إياها عرض الحائط .
كان الغضب يسري في جسمها مجرى الدم في العروق , هي الآن بركان خامد على وشك الإنفجار نافثا حممها في كل مكان.
قالت له بقهر : ـ كيف تجرؤ على الحديث معي بهذه الطريقة ؟
ـ انت اجبرتني على ذلك.
قالت بجفاء ـ بصفتك ماذا لتتدخل في حياتي وحياة عائلتي ؟هل تريد أن تلعب علي دور الملاك الحارس ؟
ـ أنا لست ملاك احد ؟ أنا طبيب وواجب الطبيب هو التدخل لإنقاذ حياة المريض قبل فوات الأوان.
ـ وهل تراك تعتقد....................أن صحة أمي تهمك أكثر مني ؟
اقترب منها مجددا والظاهر أنه لا ينوي رفع الراية البيضاء أبدا , اقترب منها وقال ساخرا :
ـ أنا لا أعتقد ذلك...........وإنما متأكد منه.
في لحظة من الزمن تحول حب جواد لتحطيم للغرور....وما إن لاحظ نبيل تأزم الوضع حتى قال متدخلا :ـ ياجماعة صلوا على النبي.
ثم راح يسحب جواد من ذراعه وهو يطلب منه أن يهدأ قليلا
حمل هذا الأخير ملف الأم الطبي من على الطاولة وقال يخاطبها :
ـ سأحدد لك موعدا للعملية
ثم نظر إلى هزار وأضاف قائلا : ـ وبعدها سأتولى بنفسي نقلك إلى العيادة فلست بحاجة لرحمة أحد بعد اليوم.
شعرت هزار بالسخط من كلامه الجارح , فقالت له وهي تفتح باب المنزل ضاربة أخلاقها عرض الحائط :
ـ ضع الملف جانبا ,.................... وغادر مع السلامة.
يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 25-10-16 الساعة 01:05 PM
الهزار المغرد غير متواجد حالياً  
قديم 25-10-16, 01:00 PM   #5

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا بك في وحي الاعضاء
اتمنى ان تجدي كل ما تتمنيه من نجاح ومتابعه جيدة

وجدت روايتك بقسم الروايات المكتمله بسلاسل
سانقلها للقسم العام يتابعها معك القراء وعند انتهائها الاشراف ينقلها



ارجو منك المرور على هذا الموضوع للاطلاع على قوانين القسم
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

ارجو منك المرور على موضوع تعدد العضويات فهو مهم جدا
https://www.rewity.com/forum/t291277.html


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





قديم 25-10-16, 01:11 PM   #6

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

عزيزتي لم افهم طريقة ترتيبك للروايه
اذا كانت الروايه 3 فصول فقط ........... حتى لو كان الفصل الواحد عدد كبير من الاجزاء لكن بالاخير هي 3 فصول فلن تعتبر روايه وستعتبر قصة قصيره باجزاء

اتمنى ان ترتبي فصولك حسب ترتيب القسم لكي لاتظلمي روايتك .......... أي ان أي جزء ينزل هو فصل جديد
انت الان نزلتي الفصل الاول وانا جمعته كله معا ليكون فصل واحد

واي فصل تنزليه يكون له رقم جديد لكي يكون عدد فصول روايتك اكثر من 7 فصول حتى تعتبر روايه
بالتوفيق


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:22 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.