25-10-16, 09:31 AM | #1 | ||||
| التمهيد والهاتف المحمول التمهيد و الهاتف المحمول كان هذا موعد رحلتنا السنوية للوطن لكن لظرف طارئ اضطررت للسفر مبكرا على أن تلحق بى الأسرة بعد أيام قليلة انتابنى الخوف والقلق على أسرتى الصغيره فهى أول مرة نفترق فيها وكيف ستواجه أسرتى ظروف الغربة رغم وجود الأحباء ممن سيكونون على أهبة الاستعداد لتقديم يد العون لكننى لم استطع أن أمنع نفسى من الاحساس بالخوف والقلق لكن لا محالة من السفر مفارقا أسرتى الحبيبة مرت الأيام وطمأنتنى الزوجة أن كل شئ يسير على مايرام وأنهم يتولون ادارة البيت بنجاح فسررت واطمأن قلبى وحانت لحظة السفر وقدوم الأحبة فازداد قلقى كيف لهم أن يسافروا وحدهم وما أدراك ماهى مشقة السفر بأطفال وأمتعه وتجهيز الأوراق فقتلنى القلق و الخوف ولكن سرعان ما تبدد الخوف حين رأيت الأسرة فى المطار فحمدت الله كثيرا على السلامة جلست أفكر كثيرا كم كنت مخطئا عندما ظننت أننى القائد الأوحد لهذه السفينة من ناحية المسئولية وأن الله انما بعثنى فى هذه الحياة لكى أتولى أمر هذه الأسرة من الألف الى الياء فإذا بى أفاجأ بأن الأمور تمشى على أحسن حال بدونى هنا تذكرت موقفا آخر من مواقف حياتى وهى لحظات من طفولتى حيث كان اعتمادى على والدى فى كل شئ لم أفكر فى مشكلة أبدا طالما أبى موجود فأهلا بكل العقبات فهو لها تذكرت حينما بدات أشب وأكبر وأصبحت رجلا صاحب مسئولية ووظيفة وبدأ أبى بل الأسرة كلها ترجع لى فى كثير من الأحوال والأمور بقدر ما سعدت فى بادئ الامر بقدر ما انتابنى الخوف و الأسى هل جاء الوقت لآخذ جزءا من مكان أبى لا لا لن يكون ذلك فأسرع لأقبل يديه وأدعو الله له بالصحة وطول العمر والآن ها هى أسرتى تتولى أمورها باقتدار هل هذا تمهيد لشئ ما؟ هل حانت لحظة الفراق؟؟؟ ولكن هل أنا مجنون لمجرد رحلة وسفر لعدة أسابيع أجزم بأننى أصبحت خارج خط الحياة وأنه الفراق حاولت طرد الفكرة لبعض الوقت ولكن ليس لكل الوقت ولكن كان لابد من مصارحة أحد بذلك نعم وها هى زوجتى وأقرب انسان لى ودار الحوار: زوجتى العزيزة: نعم أريد ان أطرح عليك أمرا ما ولن اطيل عليك وقمت بسرد القصة لها زوجتى: ما هذا الكلام ؟؟ أنت تمزح فنحن وإن قمنا بشئون البيت ولكن بمشقة وهون علينا أننا نعلم أننا سنلتقى قريبا فحاولنا القيام بكل شئ على أكمل وجه لكى تشعر أنت بالراحة وتفارق قلقك الدائم علينا يا عزيزى أنا:أعلم أنك تحاولين تخفيف الأمر عنى ولكن هناك شواهد أخرى زوجتى : وماهى هذ ه الشواهد ؟؟ أتذكرين كم مرة اتصلت بكم للاطمئنان عليك؟؟ وكنتى أحيانا خارج المنزل؟؟ زوجتى: نعم عدة مرات ولكن ما المشكلة فى ذلك؟؟ هل تذكرين عندما كنا نخرج سويا وكانت مشكلتنا دائما أنك تنسين هاتفك المحمول وقد تصل الأمور احيانا لغضبى منك لنسيانك المستمر للمحمول ومدى اهميته فى حالة أى طارئ لا قدر الله؟؟؟ زوجتى لم أفهم بعد ما علاقة ذلك بالأمر؟ زوجتى العزيزة!!1 لقد كان هذا هو التمهيد فلقد بدأت تتذكرين المحمول لأنه سيصبح ذا ضرورة قصوى بالنسبة لك أنت والأطفال ففى غيابى فأنت لم تصبحى تنسينه أبدا زوجتى : هذا كلام غريب حقا لا لا ل تحاولى والآن لتتأكدى حتى بعد رجوعى فلن تنسيه مرة أخرة فأين هاتفك الآن مثلا بالطبع معك؟؟؟ زوجتى باضطراب : نعم انه داخل حقيبتى ولكن كان من الممكن أن أنساه أنا : لا لا لقد مضى زمن النسيان يا عزيزتى كل الأمور مهيئة لرحيلى زوجتى : أرجوك لا تقتلنى بهذه الكلمات وتفتح حقيبتها لتخرج منديلا لتجفف دموعها ولحظات ثم يتحول بكاؤها لضحك هستيرى أنا : ما الأمر يا عزيزتى هل هناك ما يضحك؟؟ زوجتى بشماته: اطمئن يا زوجى العزيز مازال فى العمر بقية!!!1 أنا : كيف ذلك زوجتى: لقد نسيت المحمول مرة أخرى!!!1 | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|