دفء قلبك * مكتملة*

[Siaa]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاردينيا73

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا بك في وحي الاعضاء ونتمنى لك كل التوفيق بروايتك
وجدت الرواية بقسم الروايات الطويلة المكتملة ويفترض ان يكون عرضها في القسم العام لذلك نقلتها اليه
ويمكنك الاستمرار بتنزيل الفصول بنفس هذا الموضوع

اتمنى منك المرور على هذين الموضوعين للاهمية

دليل الكتاب والكاتبات الجدد وقوانين قسم قصص من وحي الأعضاء

تنبيه هام جدا بخصوص العضويات المتعددة (نرجو الدخول للجميع)

شكراً لكِ على دعمك

[Siaa]

رجعتُ إلى البيت لكن هذهِ المرة وحيدة دون جدي آه جدي أشتاقُ لك من الآن لا أعلم كيف سوف أستمر بحياتي دونك أنت فقط من ملئ الفراغ الذي كان في قلبي وحياتي وها هو يعود من جديد ليجعلني أتمنى الموت لألحق بك... توقفت عن الإسترسال في أفكاري عندما شعرت بشئ يدغدغ أنفي أبتسمت بسخرية ها هي الحالة تعود أتسائل أنها تأخرت طويلاً ألتقطت مناديل ورقية وأخذتُ أمسح الدماء المتدفق من أنفي بغزارة وأنا أرجع للشرود مرة أُخرى عقدت حاجباي في تفكير عندما تذكرتُ الرجل الذي رأيتهُ عند المقبرة إذن هذا حفيد جدي ياللسخرية! ليس جدي فقط لم أكن اخبرهُ بحياتي الشخصية وأيضاً هو لم يعلمني بأي شيئ من حياته فقط قال لي أنه لا يعيش مع أقاربه وليس له صلة بهم وأنا لم أكـُن أعلم السبب أبداً ~~
وقفت وذهبت إلى الحمام لأخـُذ حمام علِّ أرتاح قليلاً من آلام رأسي التي لا تفتك تلازمني ~~



بعد أسبوعان


أستيقظت صباحاً على صوت إبن أُختي الصغير( معتز )
وهو يبكي ها هي أُختي فعلتها حتى أستيقظ لكن ليس من المفروض أن تأتي اليوم لأنه ليس آخر الأسبوع كما هي معتادة أن تأتي بيت العائلة وتبيت هنا العطلة كاملة بسبب ظروف عمل زوجها غريب
نهضت من السرير بعد أن أعطيت معتز بعض الألعاب المتناثرة على الأرض وتوجهت إلى الحمام لأَغسل
بعد أن خرجت حملت معتز ونزلت إلى الطابق الأرضي ورأيت العائلة مجتمعة على سـُفرةَ الفطور بإنتظاري
"صباحُ الخير "
" صباح النور أيهـُا الكسول" نطقت بها أختي( هناء)مبتسمة إنها لا تكفُ عن العبث
قلتُ لها محاولاً إغاضتها : "أي ريحٍ عاصفة أتت بكِ إلى هنا "
عقدت حاجباها بغضب مصطنع وقالت :"هذا بيت أبي آتي متى شئت لا شأن لك أيهـُا الكسول"
قهقهت ضاحكاً على شكلـُها : "حسناً حسناً لا داعي للغضب... ثم تحولت نبرتي للجدية لكن حقاً هذا ليس من عادتك هل ذهب زوجك للعمل هذا اليوم أم ماذا"
ردت هناء ببعض الإستياء : لا ولكن أبي دعاني يريدُنا أن نجتمع جميعاً لموضوع مهم على ما أعتقدً "
رددت مستغرباً : موضوع مهم خير إنشالله"
هنا تدخلت أمي قائلة : كفى عندما يأتي والدك من العمل سوف تعلمون الآن لنبدأ بالفطور لـُبنى ناوليني الخـُبز "
ردت لـُبنى بنبرة الدلع المعتادة :"حاضر"
ولمن لا يعلم من هي لـُبنى فهي إبنة خالتي وبالرغم إنها لا تعيش معنا إلا أني أراها دائماً بمنزلنا لا أعلم لماذا؟
بعد أن أنهيتُ فطوري وقفت لأستعد للذهاب إلى العمل
"سوف أذهب للعمل لكن أين أخي( عامر)"
"لقد ذهب مع زوجته بنزهة صباحية " ردت أختي مبتسمة بـِمـُكر
" اوه لقد وجد طريقة ممتازة للتهربُ من العمل، حسناً سوف أذهب إلى اللقاء "
" تصطحبـُك السلامة "
وصلت إلى الباب البيت أُريد أن أفتحهُ فالتفت على صوت أمي تناديني كانت قد وصلت بكرسيها المتحرك لعندي
" ما الأمر أمي" قلتها وأنا أركع عند مستوى وجهها
"لا شيئ بـُنيّ أردت أن أقول لك إن حال أباك في الصباح لم يكـُن جيداً أُريدك أن ترى ما به"
رددت عليها بإبتسامة رغم القلق بداخلي : أمركِ أُمي الحنونة هل يوجد شيئٍ آخر"
ربتت على رأسي وقالت : لا بـُني بالسلامة"


وصلت الشركة التي أعملُ بها مع والدي وأخي وصديقي( عمر)
وبعد أن سلمت على الموظفين في طريقي سمعت صديقي عمر يناديني بالحقيقة يصرخ وليس ينادي
"يوسف"
التفت له وقلت : صباح الخير ألن تكفُ عن الصـُراخ يا رجـُل "
ضحك قليلاً وقال : المعذرة هذهُ عادة متأصلة بي لا يمكنـُني تركها"
رددتُ عليه مازحاً : "نعمْ نعمْ يوماً ما سوف تـُصيبـُني بالطرش"

" هيا كفاك ثرثرة وإلى العمل "


دخلت إلى مكتب أبي بعد أن استأذنت بالدخول ووجدت أبي شارداً يحدق بالفراغ ويبدو مهموماً أنا أعلم أنه متأثر من موت جدي كثيراً فهو أباه بعد كل شيئ حتى لو جدي لم يظهر تلك الأبـُوة لكنِّ أعرف أن أبي يحبه جداً
" صباح الخير أبي" قلت محاولاً إخراجه من شروده إذ إنه لم ينتبه لي
رفع رأسه سريعا وقال " اه صباح الخير بـُني آسف لم أنتبه لك"
"لا عليك"
نظر أبي إلي بتساؤل وقال "لكن ما الأمر لمَ لم تذهب إلى مكتبك هل تريدُ شيئ"
قلت له : أجل أبي يوجد شيئ بك أنت ما الذي يشغل بالك هل يوجد مشاكل بالشركة "
"لا لا إن الشركة بخير لا يوجد شيئ من ذلك" رد وهو مرتبك قليلاً
قلت وأنا أحاول أن أستشف من ملامحه شيئاً : إذاً ما الأمر "
رد بإبتسامة باهتة : "أمـُك من أخبرك أليس كذلك؟ لكن لا تقلق بـُنيّ سوف أخبركم جميعاً الليلة كل شيئ في وقتهِ جميل والآن إذهب إلى عملك لن أسمح لك بالتهاون"
قلتُ بعبوس مصطنع: "هكذا أبي أما عامر فقد تغيـّب عن العمل من أجل الترفيه عن نفسه ولم تقل لهُ شيئاً الله مع الظالم "
ابتسم أبي وقال: دع أخاك وشأنه أنهُ متزوج حديثاً ولم يتسنى له قضاء الوقت مع زوجته أما عن عمله فلا تقلق ما أن يرجع من الإجازة حتى أريه النجوم في عز الظـُهر"
رددت ضاحكاً : إذا كان كذلك فأنا راضٍ"


في المساء
إجتمعنا جميعاً على طاولة السـُفرة أنا وأبي وأُمي وأُختي هناء وزوجها وأخي عامر وزوجته ننتظر الخبر المهم الذي سوف يقوله أبي لنا ونحن نتناول العشاء
قلتُ وأنا أعصابي تكاد تحترق من الفضول :" أبي أخبرنا هيا لا أحتمل ذلك الإنتظار"
تحولت كل الإنتظار إلى أبي فتنهد وقال : "حسنا تعلمون أن جدَكـُم توفيّ منذ فترة ولكنه لم يترك ورثته للفراغ إنما عيـّن محامي وأعطاه وصيته حتى تُنفذ عند وفاته وبالطبع أتاني المحامي البارحة وقرأ لي جزء من وصيته التي تنص على نصيب كل منا من الورثة ولكنها كانت تحمل خبرٌ صادم جداً بالنسبة لي يخص جدَكـُم و.. " تلكأ قليلاً عند هذه الجملة
وما لبث أن ألقى قنبلته علينا
" في الحقيقة أن جدَكـُم عندهُ فتاة متبناة منذ سبع سنوات " تلاه بعد ذلك صمت مطبق من الجميع
كان أول من كسر الصمت هي هناء تمتمت بصدمة" يا إلهي" وبعدها كانت شهقات مصدومة ومستنكرة
أما أنا كنتُ بحالة صدمة شديدة بحيث لم أنطق ببنتُ شفة
وبعد فترة صمت قلت : أبي ألا يوجد المزيد من التفاصيل؟ماذا كان محتوى الجزء الآخر من الوصية؟ من هي الفتاة؟ هل تعرفتُ عليها؟ "
رد الأب بتنهيدة يائسة : قراءة الجزء الآخر يتطلب حضور جميع أفراد عائلته المعنيين بالوِرثة وأيضاً الفتاة في مكتب المحامي حتى يقرأها على الجميع وأنا لحد الآن لم أعرف من هي الفتاة ولا حتى أسمـُها لأن جدك شدّدّ مع المحامي بعدم إخبارنا أي من بياناتها أو حتى عنوان المنزل "
قالت الأم :" أنا لا أصدق ذلك يا إلهي "
" متى سوف نذهب لقراءة الوصية؟ " سألت أبي بسرعة
" غداً الساعة الرابعة عصراً في مكتب المحامي أوس أريدك انتَ يا يوسف وأنتَ يا عامر لتذهبوا معي "
قالت هناء :" ونحن!" وهي تشير بيديها على الباقي
"أنتم لم تكن أسمائـُكم في الوصية ولكن سوف تتعرفوا عليها لا تقلقوا لأنها لا تعرف أي منا بالتأكيد لم يخبرها أبي عنا" ونطق جملته الأخيرة ببعض الحزن

"حسناً أبي سوف نذهب ونرى " قالها عامر ببساطة ونظر إلي
فقلت :" حسنا"




صباح غد

أستيقظتُ من نومي على ألم رأسي الملازم لي والذي لا يذهب حتى لو أخذت كيس مسكناتٍ كامل نهضت من السرير وذهبتُ إلى الحمام لأغتسل
وقفت أمام المرآة أنظر إلى شحوب وجهي منذُ وفاة جدي إلى الآن وأنا أعيش كالآلية لا أشعرُ بشيئ ولا أرغب برؤية أحد حتى إني لم أخرج من المنزل إلا مرة أو مرتين لشراء بعضٌ منَ التموين والذي لا يلزمني بشيئ لأني لم يعد لي شهية للأكل ~
جلست عند نافذة غرفتي أنظر للبعيد لذكرياتي مع جدي هو الوحيد الذي دخل قلبي منذ أول مرة رأيته عندها كنتُ فتاة منبوذة وحيدة أبكي من أذى الأطفال لي. هو من أمسك بيدي وعاملني كأنسانة تستحق الحب لكن بعد متى بعد أن أصبحت كقطعة الرخام البليد من كثر الكره الذي توجه لي بالرغم من ذلك لم يمنع أن أمنح أبتسامتي المطمئنة له وله وحده و... أفقت من أفكاري على صوت جرس الباب أستغربت من سيكون على الباب أنا لا أعرف أحداً
فتحتُ الباب فوجدت عامل البريد
"السلام عليكم هل أنتِ( ليال) المقداد؟ "
عقدتُ حاجباي بحيرة كيف عرف أسمي؟
" نعم أنا "
" تفضلي هذا الظرف لكِ وقعي من هنا من فضلكِ"
ظرف لي أنا! من سوف يبعتلي بالبريد أنا لا أعرف أحداً
"يا آنسة"
أخذتُ القلم منه ووقعت وأستلمتُ الظرف
دخلتُ إلى غرفتي وأنا عيني على الظرف فتحته وقرأته بسرعة
إن مكتب المحامي أوس وهو محامي جدي يخبرني بضرورة أن آتي بمكتبه غداً من أجل قراءة الوصية ~





جالساً في مكتب ذلك المحامي ولقد أستغربت بكونه شاب وليس كبير كثيراً أجلس على أعصابي انا وأبي وعامر ننتظر قدوم الفتاة إلى المكتب
دخلت السكرتيرة تعلن عن قدومها فوقفنا لإستقبالها
"تفضلي آنسة ليال"

تسمرتُ مكاني عندما رأيت الفتاة إنها نفسـُها التي رأيتها عند المقبرة "~~.



قبل كل شيئ أنا آسفة حقاً على التأخير، لأنني لم أرد إكمال الرواية فقد فقدت كل شجاعتي بعد أنزلت المقدمة، ولكنني بعد أن قرأت تعليقاتكم المشجعة قررت إستكمالها
ثانياً أريد منكم أن تخبروني متى تفضلون أن أنزل الفصل الجديد

وقراءة ممتعة

[angelaa]

حبيبتي تابعي روايتك ان شاء الله تلاقي التشجيع المطلوب
رواية جميله

[modyblue]

ف انتظارك مع احداث روايتك الجميله

[mouna ABD]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

[um soso]

صباح الخيرات
حبيبتي روايتك كان المفروض تغلق بسبب
التأخير الحمد لله انك قررتي ان تكمليها
نصيحتي لك بما انك جديده ان تتواجدي دائما وان تكون فصول روايتك يوميه او شبه يومي حتى تبقى امام الانظار بالصفحه الاولى
بالتوفيق

[Siaa]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso

صباح الخيرات
حبيبتي روايتك كان المفروض تغلق بسبب
التأخير الحمد لله انك قررتي ان تكمليها
نصيحتي لك بما انك جديده ان تتواجدي دائما وان تكون فصول روايتك يوميه او شبه يومي حتى تبقى امام الانظار بالصفحه الاولى
بالتوفيق

صباح النور
آسفة للتأخير حقاً
وبالنسبة للتنزيل سأعمل بنصيحتك إن شاء الله
وشكراً لكِ

[Siaa]

أضع بين أيديكم الفصل الثاني
قراءة ممتعة

دخلتُ إلى مكتب المحامي لأجد ثلاثة أزواج من العيون تحدق بي لم أعرُهم ذلك الأهتمام أريد أن أنتهي بسرعة وأذهب للبيت لا رغبة لي بالتعرف على أحد
جلست على أحد الكنب بعيداً عنهم ونظرت إلى المحامي أنتظره ليقول ما جئت لأجله
"آنسة ليال هؤلاء أقارب جدك السيد نبيل إبنه والسيد يوسف والسيد عامر حفيداه " قالها المحامي وهو يشير عليهم ثم أشر عليّ وقال :" وهذه الآنسة ليال وهي بمثابة حفيدة أيضاً للسيد صالح"


لا يبدو أنها تذكرني بالواقع إنها لم تنظر لنا أبداً فقط اكتفت بإلقاء تحية خافتة،لا أزال أصدق أنها هي كيف لم أُفكر بها عندما علمت، إنها تبدو الآن شاحبة جداً ويبدو سوف يغمى عليها قريباً ~
"حسناً هل أنتم جاهزون لقراءة الوصية وأقول لكم من الآن أن الورثة سوف تـُعطى فقط للمعنيين بها "
ما به ذلك المحامي يتكلم وكأننا سنسرق إنهُ لم يروق لي أبدا
" حسناً إبدأ أُستاذ أوس نحن نسمعك " قال أبي بسرعة

تنهد المحامي أوس وقال : أولاً بالنسبة لنصيبـِكم فأنا قرأتهُ عليك سيد نبيل وفي هذه الوصية يوجد نصيب الآنسة ليال وأيضاً شيئ آخر سأقرءه بعد أن ننتهي"

"نصيب الآنسة ليال هو المنزل الذي تعيشين فيه أيّ البيت الذي كنتِ أنتي وجدك تقيمون به وأيضاً مزرعة الجنوب وآخر شيئ هو جزء من أسهم شركة السيد صالح التي تعملون بها"

ماذا يقول! جدي ترك لي نصيب من الوِرثة وكل هذا وأسهم شركة مـَن قال أني أُريد كل ذلك؟ نظرت إلى المحامي أحاول أن أستشف من ملامحه المـُزاح لكن يبدو جاداً يا إلهي!

لم أستغرب من ذلك فكما يبدو أن جدي كان يحب تلك الفتاة مثل إبنته ورباها أيضاً فبالتأكيد سوف يترك لها جزء من وِرثته لكن ما بها تبدو مصدومة بشدة وقد زاد وجهها شحوباً ألم تتوقع ذلك؟

"نحن لسنا معترضون على ذلك هذا حقها ويجب أن تأخذه والآن ما الأمر الآخر المهم " قال أبي للمحامي
" الأمر الآخر بالحقيقة طلب من السيد صالح وقد حرص بشدة على أن تلبوه وهو أن تعيش الآنسة ليال في بيتك سيد نبيل " رد المحامي بسرعة
" ماذا!! " قالتها ليال بصوت أشبه بالصراخ
رد المحامي وهو مرتبك: هذا ما قاله جـَدك بالحرف وقال لي إنه لن يكون سعيداً في قبره إذا لم تـُلبوا طلبه"


لماذا الصدمات تتوالى على رأسي اليوم هكذا؟ إن هذا الطلب صعب جداً عليّ لن أستطيع أن أتكيف مع أي بشري ثم أنا لا أريد أن أترك منزل جدي أريد أن أعيش على ذكراه ومع ذكراه، لماذا يا جدي لماذا؟
أنتبهت فجأة على صوت السيد نبيل يتحدث معي فقد كان المحامي خرج من المكتب ليتركنا نتحدث حتى إني لم أراه من معمعة أفكاري
"لا تقلقي بنيـّتي سوف نقوم بالذي تريدينه لكن فالتعلمي إذا وافقت على العيش معنا فنحن سنضعك في أعينـُنا صدقيني "
أمعنتُ النظر به لأول مرة ولاحظت أنه يشبه جدي كثيراً حتى وهو يتكلم نبرتهُ حنونة مثل جدي،ولم أمنع ابتسامة حزينة من التسلل إلى وجهي، لا أعلم ماذا أُقرر أفكاري مشوشة كثيراً
" أحتاج لوقت أنا لا أستطيع إتخاذ القرار وعندما أُقرر سوف أردُ لكم الخبر عن طريق المحامي أوس " قلتها وأنا أحاول أن أبدو ثابتة الملامح لأنني أشعر بضغط شديد على رأسي
" خذي وقتك بنيـّتي لن نضغط عليكِ نحنُ بإنتظارك "
" حـ حسناً سوف أذهب عن إذنكـُم"
وقفت على قدماي وبدون إنتظار ردهم خرجتُ من المكتب لأني أشعر برأسي يكاد ينفجر، وما أن خرجت حتى لقيت المحامي بوجهي يريد رقم هاتفي حتى يستطيع التواصل معي فأعطيتهُ له دون أن أجادل وخرجتُ


منذ تلقيها هذا الخبر أحسستـُها غير طبيعية كانت مرتبكة وهي تتكلم وتضع يدها على رأسها كثيراً حتى إنها خرجت بسرعة بعد تمتمتـُها بكلمات غير مفهومة، فلم أستطع الجلوس وخرجتُ ورائها بسرعة خارج المبنى
وجدتها مستندة بيدها على الجدار ورأسها مرفوع قليلاً إلى فوق استغربت وضعها وخاصة إني لا أرى من ملامحها شيئ، أقتربتُ قليلاً منها وناديتها :"آنسة ليال"
أنتفضت فجأة ولم تلتفت إلي أقتربت أكثر حتى صرت بمـــُحاذاتها ومع ذلك لم أرى من وجهها شيئاً
"ماذا تريد " همست بها وهي مخبئة وجهها بكفيها
توقفت حتى صرت أمامها مباشرة وقلت : هل أنتِ بخير"
لم ترد فإنزلت رأسي قليلاً لمستوى وجهها ونظرت إلى كفيها ولاحظت عليهم بعض الدماء، خفق قلبي بشدة، ولم أشعـُر إلا وأنا ازيح كفيها بقوة ورأيت أنفها الذي تتدفق منه الدماء وقد سال وملئ فكها
"يا إلهي ما هذا "قلتها وأنا أشعر بالهلع الشديد
" أنه مجرد رُعاف لا تقلق "قالت وهي تبعد يدي عن وجهـُها
لم أردُ عليها وأخذت المناديل من جيبي وأعطيتها لها فأخذتها وتمتمت بشكراً وهمت بالذهاب إلا أني أوقفتـُها وقلت :هل تشعرين إنكِ بخير حقاً اعتقد يجب عليكِ الجلوس قليلاً"
رفعت رأسها لتنظر لي ورفعت حاجباها بصدمة وما لبثت أن أنزلت رأسها وتمتمت : انا بخير شكراً لك " وذهبت، منعت نفسي بالقوة من أن الحق بها وآخـُذها للمستشفى وحملت قدمايّ وذهبتُ للمنزل ناسياً أبي وأخي عند المحامي ~

رجعت إلى المنزل ودخلتُ فوراً للإستحمام فهو الحل الوحيد لإطفاء نار رأسي، تذكرت ذلك الرجل كيف لم أُلاحظه منذ دخولي إلى المكتب أنه نفسه الذي رأيته عند المقبرة، حقاً أنا قليلة إنتباه بل إني معدومته

يوم غد

استيقظت في الصباح بعد محاولاتي العديدة للنوم لأني ببساطة لم أستطع ضللتُ أفكر وأفكر وكان محور التفكير هو تلك الفتاة ليال لا أعلم لماذا البارحة كان عندي رغبة بحمايتها عندما شاهدتها بحالتها تلك والأغرب من كل ذلك أني عندما تخيلت سكنها معنا شعرتُ بحماس لا يـُوصف، لا أعلم مابي حقاً
أثناء نزولي إلى الطابق الأرضي سمعتُ صوت أحد بتجادل بصوت أشبه بالصراخ وصلت إلى غرفة الجلوس وانتبهتُ إلى صوت خالتي تصرخ:"هذا ما كان ينقصـُنا فتاة لقيطة تدخل حياتنا "
فهمت من تقصد عقدت حاجباي بغضب ودخلت :" خالتي ماالذي تقولينه الآن "
وجدت كل الأنظار تتوجه إلي أمي وخالتي ولـُبنى
قالت خالتي:" ماذا يا يوسف هل ترضى أن تأتي فتاة متشردة تعيش معكم وأيضاً أن تأخذ من ورثتكم وأنتم تشاهدونها تنصب عليكم وتصمتون"
تفتحت أوداج الغضب بداخلي من كلامها
كيف بحق الله تقول هذا الكلام، أنا أفهمها وأفهم ألاعيبها الخفية وها هي تشعر بمن سوف يزحزح خـُططها
فقلت لها محاولاً الهدوء قدر الإمكان :"إنها ليست متشردة إنها إبنة جدي ومنذ سبع سنوات هو من رباها،في كلامك هذا أنتِ تعيينه قبل أن تعيبيها "
ردت بإرتباك :" لا لا أقصد ذلك أن تعلم لكن كيف سوف تعيش معكم هذا ليس مناسباً"
" هي لم تقرر ذلك بعد، وعلى مناسباً ام لا... ثم ألقيت نظرة ذات معنى على إبنتها... فجدي قرر إنه مناسباً وهذا يكفي" واستدرت ذاهباً إلى العمل بدون كلمة أخرى~



"لا أُصدق أحقاً كل هذا حدث! " صرخ عمر بوجهي كعادته
" أجل "تمتمت بها وأنا أحس بأني حقاً أُصبتُ بالطرش
" إذن سوف تعيش معكم، كم عمرها أهي فتاة صغيرة؟ "تساءل عمر بغباء
قلت وقد بدأ الندم يتسلل إلي بأني أخبرته:" يا إبني ماذا أقول لك من الصباح إنها شابة في العشرينات وإلا كيف أتت إلى مكتب المحامي وكيف أخذت نصيب من الأسهم ماذا سوف تفعل بهم مثلاً أستخدم عقلك قليلاً"
تمتم عمر وهوينظر إلي بحنق :حسناً إهدأ لما أنتَ غاضب ماذا حدث وعكر مزاجك؟"
"لا شيئ فقط تجادلت مع خالتي هذا الصباح أتتخيل تقول عنها لقيطة "رددت وأنا أشعر بالغضب يعود لي

" لقيطة يا إلهي لقد أثارت حفيظتي خالتك هذه ثم ألا تعلم لماذا تفعل كل هذا لأنها تريدك زوجة لإبنتها "
" بالله عليك لا ترجع لنفس الموضوع إنها فقط تتمنى بعض الأسهم من الشركة فقط وهم ليسوا من حقها، حقاً لا أعلم كيف هي خالتي "
رد عمر ضاحكاً :الأسهم فقط قـُل المنزل المزرعة أنت"
"أصمت يا عمر أفضل لك وأيضاً لا تقلق المزرعة أصبحت ملك الفتاة "قلت له وأنا خارج من المكتب
سمعت تصفيرته العالية وهو يقول مازحاً:" يا لها من محظوظة يا ليتني بمكانها "



بعد أسبوع قضيته بالتفكير الشديد قررت أن أُنفذ وصية جدي لعلِّ أردَ لهُ ولو شيئ من بحر أعماله
لذا بحثتُ في سجلات هاتفي عن آخر رقم إتصل بي حتى أتكلم مع المحامي لأني لم أُسجل رقمه
"السلام عليكم أستاذ أوس أنا ليال "قلت عندما فـُتح الخط
" اه وعليكم السلام كيف حالك آنسة ليال "رد ببهجة مبالغ بها مما جعلني أعقد جاجباي بحيرة ثم أجبت عليه بإختصار:" بخير، أردت أن أخبرك إنني سوف أُنفذ الوصية بخصوص العيش عند السيد نبيل فأخبرهُ رجاءاً بذلك "
" اه حسناً سوف أخبرهُ بذلك وسوف أرد لك خبر "رد بصوت منخفض
قلت له مودعة" حسناً شكراً لك وداعاً "
"إلى اللقاء"



جمعنا أبي جميعاً كالمرة الأولى حتى يخبرُنا بقرار الفتاة للسكن معنا ام لا، بداخلي لا أعلم لماذا سأشعر بالخيبة إذا رفضت فقط لا أعلم
"حسناً سوف أخبركم أن الفتاة وافقت على العيش معنا وسوف تأتي بعد غد إلى هنا أريدها أن لا تشعر بأي نقصٍ هنا هي مازالت متأثرة بموت أبي فيجب علينا أن نشعرها بأننا عائلتها.... إلتفت إلى وقال.. وأنت يوسف سوف تذهب وتجلبها من هناك بعد أن أعطيك العنوان حسناً؟ "
قلت بعد أن زفزت زفرة إرتياح :" حسناً أبي"

سوف تعيش معنا بنفس المنزل شعور بالإرتياح ممزوج بالحماس تسلل إليّ ، أتمنى فقط أن تعيش في سلام معنا بدون أن يعكر صفوها وصفونا شيئ ~~

[Siaa]

السلام عليكم

سيتم تنزبل فصول روايتي يوم بعد يوم لكل من يرغب بمتابعتها

[Siaa]

الفصل الثالث
قراءة ممتعة

أُرتب حقيبتي إستعداداً للرحيل، أستنشق رائحة المنزل كل دقيقة لتبقى محفوظة في ذاكرتي، إنني لم أُغادر المنزل منذ سبع سنوات، وها أنا سوف أُغادره بعد رحيل جدي لأكتشف أن لا وجود لي هنا بعد رحيله إن وجودي مرتبط بوجوده بهذا المنزل، وكم هذا مؤلم بالنسبة لي أن أضطرُ لمغادرته ومن قـِبل جدي أنا أعرف أنه يريد أن يضمن مستقبلي لكن أي مستقبل بدونه...
رنين الجرس أوقف أفكاري لأعلم أن هذا وقت الرحيل



واقف أمام المنزل أنتظر أن يـُفتح، بالرغم من ليس كبيراً إلا إنه يبدو دافئ وحميمي ، إنتبهت على الباب وهو يـُفتح ليطالعني وجهها الشاحب، أتسائل لماذا كل ما أراها يكون وجهها هكذا...
"السلام عليكم تفضل يمكنك الدخول، ثواني وأكون جاهزة "
" لا بأس خذي وقتك" قلت بصوت شبه عالي لأنها دخلت وتركت الباب مفتوحاً

بعد ثواني كما قالت رأيتها قادمة بإتجاهي ثم توقفت وألقت نظرة على البيت وإلتفتت لي وقالت :"يمكنك إنتظاري بالسيارة فقد نسيت شيئ سأجلبه وآتي "
اومئت لها وخرجت

لمحتها تخرج من المنزل وتقفل البوابة خلفها وتحمل بيدها شيئ يشبه المجلد، ركبت بجانبي وأخذت تدخل ما بيدها بالحقيبة وبعدها نظرت إليّ وقالت :" هل تنتظر شيئاً "
ارتبكت لأنني كنت اتأملها وقلت :" لا لا لنذهب "



نحن الآن بالطريق، هي صامتة وتنظر للنافذة بشرود، كنت أريد أن أفتح معها أي موضوع لأن هذا الصمت مربكاً بالنسبة إلي ولكن هيئتها لم تشجعني
سمعت رنين هاتفها فألتفت إليها لأراها تحدق بالهاتف وبعدها وضعته على إذنها وقالت:" مرحبا، من معي "
ألا تعرف من وترد أيضاً، أبقيت كل سمعي معها بينما أنتبه للطريق
" اه السلام عليكم أستاذ أوس اه نعم شكراً لك مع السلامة "
هنا نسيت الطريق والتفت لها، أستاذ أوس،هل هو المحامي، ماذا يريد منها؟

" هل هو المحامي "سألتها بنبرة هادئة قدر الإمكان
" أجل "أجابت ببرود
" هل كل شيئ بخير "سألتها أحاول الفهم أكثر
" أجل"
ردت ببرود أيضاً مما جعلني أنظر لها بغيظ، ليس وكأني أريد أن أعرف ولكنه مجرد فضول أحمق




أنا الآن أقف أمام المكان الذي سأعيش به، وأكثر ما أريده هذه اللحظة الهروب إلى أحضان منزلي، ولكنني قررت وليحصل ما يحصل
عندما تقدمت خطوة داخل المنزل وجدت عائلة كبيرة بإنتظاري لم أعرف منهم إلا السيد نبيل، كانوا جميعهم يحدقون بي مما جعلني أتسمر بمكاني وتتسارع أنفاسي، ما بهم ينظرون إلي؟ أنا أكره ذلك، أريد الرجوع للمنزل، حاولت النطق بها لكنني وجدت نفسي أسبح بالظلام الدامس


عندما رأيتها تسقط على الأرض لا أعلم كيف تمالكت نفسي وحملتها لأضعها على الأريكة فأجتمعت العائلة عندها وذهبت هناء لجلب كأس ماء لها
بقيت أراقب جفنيها وهي تـُفتح ببطء، وأرى أمي وهي تعطيها كأس الماء حتى تشربه وكل هذا وهي صامتة ولم تبدِ أي حركة الإ أنها إستقامت على الأريكة وأخذت تشتت نظرها بجميع الأنحاء
"هل أنتِ بخير إبنتي ما الذي حدث" قال أبي بوجه قلق
"أنا بخير مجرد دوار لأني لم أنم جيداً لا تقلقوا " ردت بصوت منخفض
تدخلت أمي:" إذن سوف تذهبين الآن إلى غرفتك وتنامي وسوف نوقظك عند موعد العشاء.. ثم إلتفتت إلي وأكملت يوسف خذها إلى غرفتها"
أومأت بنعم ونظرت لها وهي تستقيم وتمشي بجانبي حتى وصلنا إلى الغرفة فتحت لها الباب فدخلت وأغلقته بدون أي كلمة
لا أعلم كم بقيت أُحدق بالباب المغلق وأنا أتمنى أن أخترقه وآخذها للمستشفى بيدي، لا زلت قلق، إن حالتها مقلقة حقاً أم إني أُبالغ، لكن ما أعلمه أن حالتها النفسية سيئة وذلك بالتأكيد ما يؤثر على جسدها

تنهدت ونزلتُ إلى الطابق الأرضي وأول ما وقع نظري عليه هو حقيبتها الملقية عند الباب فذهبت إليها وأمسكتها ولكن كيف سوف أعطيها إياها لا أريد إزعاجها التفت إلى أختي وقلت : "هناء خذي الحقيبة أعطيها إياها عندما تستيقظ حسناً؟ "
" حسناً هاتها " قالت هناء وهي تأخذها مني
فصعدت إلى غرفتي مرة أخرى بدون أن القي أي كلمة على أحد




أستيقظت مساءاً ووقع نظري على السقف السمائي اللون، لحظة! هذا مختلف للون غرفتي، وبنفس اللحظة تذكرت أين أنا، يجب عليّ التعود من الآن، نقلت نظري إلى بقية الغرفة ووجدتها جميلة، خزانةملابس متوسطة الحجم باللون السكري، وتسريحة مع مرآة بنفس اللون، السجاد باللون السمائي، ومكتب يوجد عليه جهاز حاسوب وبعض الكتب، نهضت من على السرير ذا اللون الأبيض وتوجهت إلى الحمام الملحق غسلت وجهي بالماء البارد لأستفيق ونشفته وخرجت، بحثت بنظري عن حقيبتي في الغرفة ولم أجدها يبدو إنني نسيتها بالأسفل
"الألبوم" قلتها وأنا أتحرك خارج الغرفة بخطوات مستعجلة إلى الأسفل، عندما نزلت وجدت شابة تحضر سفرة الطعام هي وشابة أخرى أيضاً إنتبهتُ لي وأبتسمت وقالت: "مساء الخير هل تشعرين بخير الآن هيا تعالي العشاء سوف يأتوا بعد قليل "
لا يهمني العشاء كل ما يهمني الحقيبة فتقدمت منها وقلت:" الحقيبة أين حقيبتي؟ "
ضربت بباطن كفها جبينها وقالت :" لقد نسيت إنها بغرفتي لم أعطك إياها لأنكِ كنت نائمة أنتظري سأجلبها"



وما هي إلا ثواني حتى أتت بها فأخذتها واعتذرت بأني سوف أغير ملابسي وأنزل، عندما دخلت الغرفة فتحت الحقيبة بسرعة وأخرجت الألبوم بين يدي وأصبحت أقلبه لأتأكد بأنه سليم ولم يـُفقد منه شيئ، زفرت زفرة إرتياح إنه كنزي الثمين الذي لن أستغني عنه أبداً ألبوم صوري أنا وجدي أهم ما بقى لي منه ،أرجعته إلى الحقيبة وأخرجت منها ملابس مكونة من بنطال أسود وبلوزة رمادية وبعدها توجهت إلى الخزانة ووضعت الحقيبة بها، وبعد أن إنتهيت من تغيير ملابسي وتحسين منظري نزلت إلى الأسفل مرة أخرى




لم تنجح اي محاولة من محاولاتي للنوم، فنهضت عن السرير وتوجهت مباشرة إلى المطبخ بعد أن ألقيت نظرة على باب الغرفة المواجه لغرفتي، عندما وصلت إلى المطبخ وجدت أمي تطبخ ، تسمرت مكاني أُحدق بظهرها المواجه لي
"مساء الخير بـُنيّ بالتأكيد أنت جائع ثواني وسوف يجهز الأكل" اوقفني من تأملاتي صوت أمي الحنون
التفتت لي مما جعلني أمعن النظر بها لأتأكد إن كانت بخير أم لا، فوجدت وجهها مشرق بعض الشيئ والأهم أن الشحوب قد زال منه، فظهرت شبه ابتسامة على وجهي قابلتها هي بأن التتفت تكمل عملها،فنظرت إلى أمي المبتسمة لي وقلت : "حسناً أمي أنا بإنتظاركم"وخرجت من المطبخ وتوجهت إلى غرفة الطعام

أثناء الأكل بدء أبي بتعريفنا إليها جميعاً وهي ترد بإيمائة من رأسها كتحية وقد كانت مركزة نظرها إلى معتز وهي تبتسم بخفة يبدو أنها أحبته
"مرحبا ليال أنا هناء الأخت الوحيدة هنا وهذا زوجي هشام وأبني معتز ذو السنتين من الآن نحن أصدقاء أليس كذلك "تبرعت أختي بكل سرور بتعريف نفسها


ابتسمت ابتسامة صغيرة وقالت :" إبنك جميل للغاية ربي يحفظه لكِ"


ردت هناء مازحة :"بالطبع أنه بوسامة خاله"

تدخل عامر وقال:"كنت أعلم ذلك بما أني الوسيم الوحيد هنا "
ردت هناء بغيظ :" يا لك من مغرور لم اقصدك أنت لقد قصدت يوسف "
واستمروا بمجادلتهم وأنا كل إنتباهي عليها لقد كانت تنظر إلى معتز بشكل غريب وهي تبتسم له، نقلت نظري إلى يدها ووجدتها تهتز بشكل خفيف ومن ثم رفعت نظري مرة أخرى ولاحظت عينيها المثبتين علي وكأنها تقول" لقد أمسكتك"
فتنحنحت وانزلت نظري على الفور وأنا ألعن غبائي



بعد أن أنتهيت من العشاء ختمته بأن تعرفت على العائلة ووجدتهم أناس طيبون جداً عاملوني كأبنتهم بدءاً من الأب والأم وكأختهم أيضاً ولكن كصديقة لا أعتقد إنني الشخص المناسب لهذا المصطلح، على كل حال لقد تعرفت إلى طفل صغير دخل قلبي على الفور معتز لقد أحببته حقاً
جلست إلى منتصف الليل لأني لم أكن أشعر بالنعاس أرتب ملابسي في الخزانة وبعد أن إنتهيت أحسست بالصداع يكاد يقسم رأسي نصفين فأخرجت حبتي مسكن كنت قد جلبته معي لهذه الآلام ونزلت إلى المطبخ لإحضار كوب ماء


لا رغبة لي بالنوم أبداً وأشعر بالضيق لا أعلم السبب، ما علي إلا التوجه إلى المطبخ وتناول قارورة ماء بارد علِّ أشعر بتحسن، فبدأت بتنفيذ الفكرة ونزلت، وهناك وجدت منظراً لا أعتقد إني سوف أنساه،رأيتها مستندة بذراعيها على الطاولة ومسندة رأسها على كفيها وبجانبها كأس ماء وتبدو بأنها تغط بالنوم، أقتربت أكثر منها وبقيت أحدق بتفاصيل وجهها بدءاً من شعرها المتناثز على ظهرها بالرغم إنها تربطه إلى أهدابها الطويلة إلى أنفها الصغير حتي فمها ، شعرت بقلبي يخفق بقوة حتى توقف عندما شاهدتها تتململ بنومها ~~