آخر 10 مشاركات
زهر جبينها المكلل- قلوب أحلام غربية (118) [حصريا] للكاتبة Hya Ssin *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          المز الغامض بسلامته - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة Nor BLack *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Nor BLack - )           »          مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          واثق الخطى ملكاً فى قلبي *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : حياتى هى خواتى - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيـ الغرام ـاد -ج2 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائــد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          قطار الحنين لن يأتي *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : رُقيّة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree58Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-03-17, 08:14 PM   #371

ننوشةادلب

? العضوٌ??? » 374060
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 36
?  نُقآطِيْ » ننوشةادلب is on a distinguished road
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


يعني مافصل هالاسبوع... الله يوفقك يارب

ننوشةادلب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-17, 10:45 PM   #372

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لامار جودت مشاهدة المشاركة
مفيش مشكلة حبيبتى وألف سلامة عليكى وربنا يوففك
الله يسلمك يارب تسلمي حبيبتي


hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-03-17, 10:46 PM   #373

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ننوشةادلب مشاهدة المشاركة
يعني مافصل هالاسبوع... الله يوفقك يارب
فيه ياقمر النت مش مجمع من امبارح والله هينزل اهو حالا


hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-03-17, 10:49 PM   #374

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tota642000 مشاهدة المشاركة
القصه جميله ومشوقه جدا
تسلمي يارب فرحت انها عجبتك


hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-03-17, 10:52 PM   #375

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ألصراحة أنا مكسوفة منكم فعلا للتأخير بس فعلا غصب عني النت مطلع عيني من امبارح لا عرفت ادخل المنتدى ولا الفيس ولا اي حاجة فاعذروني😢😢
اترككم مع الفصل الخامس عشر وتطور في الأحداث لا تحرموني من تعليقاتكم وتحليلاتكم 😍😍

الفصل الخامس عشر من وللرجال نصيب

قبل يوم من زفاف خاطر ورنوة
"خاطر,هل هاتفت زوجتك؟"
قالتها عفاف رغم أنها تعرف الإجابة مسبقا ليحرك رأسه نافيا وهو يتناول طعامه
لتعيد سؤاله:"لماذا؟"
"ولماذا أهاتفها ألن تكون هنا غدا فماذا سأقول لها اليوم؟"
"وماذا ستقول لها غدا؟"
اتسعت عيناه وهو يشرق بالطعام من سؤال والدته لتضحك عفاف عاليا وهي
ترى ارتباكه وكأنه هو العروس وليس رنوة فأجابها بمكر بعدما هدأ:"غدا يوم
الأفعال لا الأقوال أمي"
وأتبعها بغمزة لتحمر عفاف خجلا وهي تشيح بوجهها قائلة:"وقح"
نهض وهو يحمد الله ثم اقترب منها منها مقبلا رأسها بحب وهو يهتف:
"أنتِ من سألتيني أمي ثم ألا تريدين أن يشرّفك ابنك غدا؟!"
"خاطر!"
نهرته بخجل وهي تشيح بوجهها ليضحك عاليا فتابعت:"أعان الله رنوة عليك"
تضاءلت ضحكته عندما ذُكِرَ اسمها ليشيح بوجهه عنها وهو يفكر يبدو أن أمه
تشعر بما ينوي عليه, أجل أمي ادعي لها كثيرا فهي تحتاج لدعائك بقوة..
نظر لوالدته التي غادرت ووجهها يشع سعادة وفرح يبدو أن ولدك سِيُضرَب به
المثل بالحقارة قريبا أمي, فما إن أنتهي منها لن ينظر لها أحد وكل ذلك عقابا لها
على عنادها وعدم الانصياع لي ووضعي بهذا الموقف الذي لا خلاص لي منه.
........
هناك أشياء تحدث رغما عن إرادتنا,لا ندرك كيف أو لماذا أو حتى متى
ولكن ما ندركه حقا هو ذلك الشعور الذي تثيره بداخلنا, شعور يبعثرنا تارة
ويخجلنا تارة ويضخ الأمل داخلنا تارة أخرى, ترى هل كل هذا لعبة من القدر
أم أن هناك مسمى آخر لما يحدث؟!
"هل ستأتي؟"
سألته عاصي وهي توقفه بالممر المؤدي للمصعد والذي تقابلا فيه صدفة أو
ربما قدرا..فابتسم لها وهو يفكر إنها المرة الأولى التي تأتي له بمحض إرادتها
لتسأله عن شيء ما ولكن يبدو أن زفاف قريبتها جعلها مختلفة نوعا
ابتسم بخفة وهو يتعمد عدم الفهم قائلا:"أين؟"
رفعت بصرها للأعلى وكأنها تخبره أن محاولته للتظاهر فاشلة لتجيبه بعد
لحظات:"زفاف رنوة"
ابتسم وشاكسها قائلا:"بالتأكيد سأحضر زفاف خاطر"
رفعت حاجبها وهي تقول:"إنه زفاف رنوة وليس خاطر فالزفاف يكون للعروس
وليس للعريس"
ضحك عاليا وهما يدخلان المصعد معا وعلى مايبدو أنها تغادر باكرا مثله
"وهل ستزف العروس بمفردها؟ إذا هو زفاف خاطر ورنوة"
حدقت بوجهه بصدمة وهي تسمع ضحكته ربما للمرة الأولى منذ عرفته,
كادت تهتف أنت تضحك حقا مثل الباقي البشر ولكنها كبحت كلماتها وأشاحت
بوجهها عنه عندما ضبطها تحدق به لتشعر به يبتسم فشعرت بالحرج فقالت حتى
تداري حرجها:"ألم يغير مؤيد رأيه؟"
عقد حاجبيه بعدم فهم ثم ما لبث أن اتسعت عيناه وهو يفهم معنى سؤالها
"وماذا يمكنه أن يفعل بعد عقد القران؟"
تساءل لتجيبه بحنق:"لا أعلم لِمَ الرجال أغبياء لهذا الحد؟! كيف يترك حبيبته
لآخر خاصة لو كانت تبادله المشاعر كما تفعل دانة؟! ولكن الخطأ لا يقع عليه
بمفرده فأنت وعمي رشدي تتحملان جزءا من الخطأ خاصة مع شخصية دانة
المتهورة"
اتسعت عيناه بصدمة من اتهامها له ولعمه ليهتف:"ماذا؟وما ذنبنا نحن؟ لقد تحدثنا
معهما كثيرا دون جدوى"
"وهل يكفي التحدث برأيك؟ هو شقيقك وهي ابنة عمك كان لابد أن تبذل جهدا
أكبر بإقناعهما حتى لو حبستهما بغرفة واحدة وتركتهما يضربان بعضهما
أفضل من أن يدخل طرفا ثالثا بالأمر ويكون ظلما له فلا دانة ستحبه يوما
ولا ستستطيع أن تنسى مؤيد ولا مؤيد سينساها إذا لم كل هذا العذاب؟"
انتبها للمصعد المتوقف وللناس الواقفين أمامه ينظرون لهما بتساؤل ليجذبها
خارجا من المصعد وهو يشعر بالحنق منها هل لابد كل مرة ينتهي لقائهما على
الشجار؟ ألا يمكنها أن تعيش يوما دون أن تتشاجر معه؟!
جذبت ذراعها منه وهي تهتف:"اتركني تميم ما بك؟"
"ولماذا لم تفعليها أنتِ؟لماذا لم تذهبي لهما وتحبسيهما وتضربيهما إن لزم
الأمر كما تقولين؟"
قالها بحنق لتنظر له بدهشة وهي تهتف:"هل أنت واعٍ لما تقوله تميم؟!
لا حكم لي على أحدهما فلم أفعل ذلك؟ ثم أنني تخيلت أنك ستستطيع أن توقفهما
عن الجنون الذي يحدث ولكنك لم تفعل شيئا"
زفر بقوة وهو يقول بخفوت:"أنتِ لا تعلمين شيئا عاصي المشكلة أكبر مما
تتخيلين"
"أعلم أنها كبيرة تميم رغم أنني لا أفهم ما كنه المشكلة تماما إلا أنني أعلم
شيئا واحدا لو كانت شقيقتي تحب أحدا ويبادلها الحب سأزوجها له رغما عن
أنفهما معا, من فضلك تميم حاول مرة أخرى قبل أن يفوت الأوان"
نظر إليها تغادر وهو يشعر أن جزءا منه غادر معها فوضع يده على قلبه
الذي ينبض بطريقة جديدة عليه ووجهه يعلوه نظرة شاردة ولم يلمح
العينين المشتعلتين غضبا التي كانت تراقبهما.
.............
نظر له مؤيد بشك قائلا:"هل حقا ستتزوج غدا خاطر؟لا أعلم لِمَ لا أصدق ذلك"
ابتسم بخفة وهو يقول:"وأنا كذلك من يصدق أن خاطر المضرب عن الزواج
سيتزوج وربما يتبعه أصدقائه أيضا"
ابتلع غصته وهو يتحاشى الدخول في مناقشة مع صديقه ليهتف:"علام تنوي
خاطر؟لا أشعر بالراحة من هدوئك المفاجئ هذا"
شرد وهو يبتعد بنظره عن صديقه الذي يجيد قراءته حتى لا يفصح عما ينويه
(ماذا أخبرك يا صديقي؟هل أخبرك أنني أنوي أن أعيدها باليوم التالي دون أن
ألمسها حتى تحظى بفضيحة تعلّمها ألا تلعب معي مرة أخرى أو مع سواي
هذا لو نظر لوجهها أحد بعد ما سيحدث)
نظر لصديقه الشارد وهو يشعر أنه ليش بحال أفضل منه ليقول:"خاطر,لا أريدك
أن تظلمها..تبدو فتاة جيدة ووالدتك تحبها فلا تؤذيها ولو من أجل والدتك,حاول
أن تنسى ما حدث قديما فلم تكن تستحقك تلك الفتاة ولا تحاسب زوجتك عما
اقترفته سواها فالفرق بينهما شاسعا"

استعاد كلمات مؤيد وهو يقف أمامها متجمدا يشعر بسحرها يلفه بطريقة غريبة
وهو يشعر أنه لن يستطيع أن يتركها الليلة تنام بعيدا عن حضنه فكيف سينفذ
ما نوى عليه؟ هل يغيّر مخططه لآخر؟ أم يستكع لكلمات مؤيد ووالدته التي
مالبثت توصيه بها خيرا؟!
أفاق على صوت عاصي وهي تضحك قائلة:"ما خطبك خاطر؟ هل نعود للداخل
مرة أخرى حتى تستعيد وعيك أم ستأخذ عروسك قبل أن تقع مغشية عليها من
الخجل بسبب تحديقك بها؟!"
ابتسم بخجل وهو يلتقط يدها ويشبكها بذراعه ويساعدها على الدخول للسيارة
ونبضة غريبة تفلت من قلبه حال تلامست أيديهما ليتنفس بقوة وهو يدور
حول السيارة ليجلس بجانبها ولسان حاله يقول:"يا وليل قلبك يا خاطر لن تستطيع
أن تبعد يديك عنها الليلة بكل تأكيد,سنؤجل كل شيء حتى نكتشف سر ذلك السحر
الذي يصدر منها ويلفني لينقلني لعالم آخر غير هذا العالم"
........
تجمد مكانه فاغرا فاهه بقوة وهو ينظر إليها بمظهر لم يرها به من قبل
وهو يتساءل هل هذه هي عاصي حقا؟
هل يتساءل الناس عن اللون الأحمر وهل يليق بذوات البشرة الخمرية؟
حسنا لابد وأن يأتوا ليروا عاصي فاللون الأحمر عليها كارثة عصفت بقلبه
حتى كادت تقتلعه من جذوره..
ضحكة خافتة ووكزه بجانبه من مؤيد نبهته مع صوته
الضاحك" أغلق فمك تميم ستفضحنا"
كز على أسنانه بعنف وهو يدفعه للسيارة ومؤيد يضحك
عليه ويشعر بالسعادة أن شقيقه ربما يحقق شيئا لم يستطع هو أن يحققه..
قاد السيارة خلفهم وقلبه ينبض بشكل غريب كلما تذكر
مظهرها الساحر..فستان باللون الأحمر بدون أكمام انسدل
على جسدها بنعومة يلتصق بجسدها ويصل حتى كاحليها
بحزام ذهبي حول الخصر ويكشف عن عنقها الذي زين
بطوق رائع من الذهب مع حذاء ذهبي عالي الكعبين
وخطواته تتهادى حول العروس والتي كانت لا تقل جمالا
هن عاصي وهي تمازح خاطر على ما يبدو..
أفاق مرة أخرى على صوت مؤيد وهو يهتف بمرح:
" أعانك الله ياصديقي على ما ينتظرك الليلة يبدو أن
كل مخططاتم ستفشل"
أنهى كلامه ضاحكا بقوة ليشاركه تميم الضحك وهو يفكر
يبدو أنه ليس وحده بمأزق فخاطر مأزقه يبدو أكبر منه
بمراحل.
،،،،،،
تحلق كالفراشة تصاحبها دانة وضحى ترحب بالجميع
تتحاشى لقاء والدتها حتى لا تنغص عليها الليلة كعادتها
وهي تمازح دانة تارة وضحى تارة أخرى حتى التقطت
وجود عمتها وعلاء فأسرعت إليهما بعدما اعتذرت ضحى
عن الذهاب معها وهي تنظر باتجاه ساجد الذي لم يستطع
أن يشيح بنظره عنها منذ رآها تدخل القاعة خلف العروس
لا يفهم هل هناك شيء مختلف بها أم أنه هو المختلف
شعوره بها أصبح غريبا وهذا لا يعجبه بل يثير حنقه كثيرا
تقابلت عيناهما لتتسع عيناه وهو يرى ابتسامتها الخجول
وهي تبلل شفتيها بلسانها برقة كادت تذهب بعقله
وهو يتخيل شفتيه مكان لسانها على شفتيها فقبض
يده بقوة ونفض رأسه وهو يقول ما بك ساجد ،ماذا
يحدث معك؟
أخرجه من شروده بالنظر إليها صوت مؤيد الضاحك مع
شقيقه فنظر لهما بابتسامة تحولت لحنق عندما هتف
مؤيد:"كف عن التهام زوجتك بعينيك ساجد إذا أردت
خذها وغادر المكان قبل أن تتسبب لنا بفضيحة كصديقك"
قهقه تميم وهو يلكزه قائلا:"كف عن مشاغبتك مؤيد
واترك ساجد، ركز على صديقك خاطر والذي على ما يبدو
سينهي الحفل أبكر عن موعده بكثير"
ضحكوا جميعا ليهتف ساجد:"وأنت تميم متى ستودع
حياة العزوبية؟ أرى أنه يبدو قريبا"
وأتبع حديثه بغمزة جعلت مؤيد ينفجر ضاحكا وتميم يكز
على أسنانه وهو يضرب كلاهما على رأسه من الخلف
وينصرف تاركا ٱياهما يضحكان عليه.

بحث عنها بعينيه ليراها واقفة مع عمتها وذلك الأنيق ابنها
وهي تضحك معهما ليتجمد عندما رأى الوشاح ينزلق عن
كتفيها ويظهر ظهرها بسخاء جعل الدماء تغلي بعروقه
وبلحظة كان بجانبها يجذبها وهو يبتسم لهما بسماجة
ويعيد الوشاح حول كتفيها بعناية وهي تنظر له بذهول
ذراعه الذي أحاط كتفها جعلها تفغر فاهها وهي تنظر إليه
تكاد تلكمه على جرأته تلك، كادت تتحدث ليقترب برأسه
منها هامسا:"لو انزلق الوشاح مرة أخرى عن ظهرك
سأحملك أمام كل هؤلاء وأحبسك بالسيارة حتى انتهاء
الحفل هل تفهمين عاصي؟"
وجدت نفسها تومئ له دون وعي وهي تشعر بالحرارة
مكان لمسة ذراعه على كتفها وتشبثت بالوشاح بقوة
ووجها يتحول لثمرة طماطم ناضجة لتسمع ضحكة خافتة
مكانها يبدو أن أحدهم يحاول كتمها، نظرت بغضب
لتجدها دانة وبجانبها ضحى التي تكتم ضحكتها بصعوبة
نظرت لهما بغضب لتغمزها دانة بمرح:"يبدو أن هناك من
يغار ضحى أليس كذلك؟"
كادت تذهب إليها لتلكمها لتجد من تمسك بيدها وهي
تقول:"من هذا الذي كان واقفا معك عاصي؟هل هو
صديقك؟ أم علي أن أقول حبيبك؟ هل بسببه ترفضين
الزواج بمن أحضرهم لك؟"
اشتعلت عينا عاصي بقوة وهي تنظر إلى والدتها ببطء
وتحاول ألا تنفجر بها حتى لا تفسد حفل رنوة
"مرحبا أمي كيف حالك؟ لقد اشتقت إليك أيضا"
ثم تركتها وغادرت واصطحبت معها دانة وضحى التي
رمقتها والدتها بنظرة لم تريحها .
،،،،،،
تعالت ضحكات مؤيد وساجد وهما ينظران إلى ما فعله
تميم أمام الجميع وساجد يهتف:"لقد فقد تميم عقله
بالتأكيد،أهذا تميم عدو المرأة؟"
ابتسم مؤيد وهو يقول بخفوت:"إنه الحب ساجد"
عاد بنظره لتميم الذي وقف بالقرب منها يتابعها بنظره
ليكرر:"إنه الحب"
قبضة مؤلمة بداخله وهو يسمع كلمات مؤيد..هل الحب
يغير الإنسان بهذه الطريقة؟وما نهاية هذا الحب؟
يتمنى لو كان حظ صديقه أفضل من حظه.

التفت ليبتعد قليلا عن الضجيج وهو يفكر هل دعت والدة
رنوة المدينة بأكلمها ولم يعلم أن خالتها هي من دعت
الجميع فهي العروس الذي تفضلها حتى عن ابنتها بجمالها
الذي يشبهها وتفخر به منذ طفولتها..
خرج للحديقة وأخذ يسير ليتناهى إلى سمعه نحيب
خافت مزق قلبه عندما تعرف على الصوت ليقترب مسرعا
من مصدر الصوت وكل خوفه أن تكون تعرضت لمضايقة
من أي شخص خاصة بهذا المكان بضوئه الخافت الذي
يكاد يكون مظلما.
"دانة!! ماذا يحدث معك لماذا تبكين؟هل أذاك أحد"
انتفضت من صوته الذي اقتحم خلوتها بعدما ضاقت
بالتظاهر بالمرح والسعادة وما كادت عاصي تنشغل
وضحى تتحدث مع عمتها حتى أسرعت بالخروج
للحديقة الخلفية للفندق الذي يقام به العرس
ما إن استوعبت أنه مؤيد حتى اشتعلت عيناها بغضب
وهي تراه يسألها عما بها:"هل تسأل حقا مؤيد؟"
ضغط الأيام الماضية كله اجتمع عليها بهذا الوقت ..
شعورها بالقهر منه وبالحيرة أمام خطيبها وبالخوف
من الزواج والابتعاد عن والدها.. مرضها الفترة السابقة
وشعورها أنه يعاني من شيء ما،ابتعاد حسين فجأة
بعد ذلك اليوم الذي زارها به وعدم قدرتها حتى على
مهاتفته ومعرفة سبب ابتعاده..كل ذلك اجتمع عليها
وهي تراه أمامها يسألها عما بها وهل أذاها شخص ما؟!
تابعت عندما رأته صامتا ينظر إليها بحزن:"وتسألني
الآن بأي صفة مؤيد؟بصفتك شقيقي المزعوم أيضا؟
أم ابن عمي الذي لعي بعواطفي ومشاعري طوال تلك
السنوات ليتركني لآخر ما إن لاح أمر الزواج بالأفق؟
هل كل ذلك كان وهما مؤيد؟هل كنت تخدعني طوال
سنوات وأنت تحيطني بكل ذلك الاهتمام والرعاية؟"
تهدج صوتها وهي تتابع:"هل حقا لم تحبني يوما مؤيد؟"
قبضة باردة اعتصرت قلبه المشتعل ليزيد اشتعالا وهو
يراها تبكي بسببه، يراها تستجدي الإجابة على سؤالها
المحرم فلم يستطع إلا أن يضمها إليه بقوة زارعا إياها
بداخل صدره وهو يهمس لها:"ابتعدت حتى لا تكرهيني
دانة،حتى لا تشمئزي مني، ليس هناك من هو أغلى على
قلبي منك حبيبتي،أنت حبيبتي وروحي وقلبي والنور
الذي يعينني على الظلمة التي تسكن روحي،
ابتعدت عنك من أجلك دانة صدقيني، ابتعدت حتى لا
أرى بعينيك نظرة تميتني دانة"
"ولم تفكر بي مؤيد،لم تفكر بمشاعري أنا وأنت تتركني
وتخبرني أن كل ذلك كان وهما،كان سرابا وأنك لم تحبني
قط،وأنني محض أخت لك،تتركني لآخر وتأتي لتراني
أيضا هل هنت عليك لهذا الحد؟!"
قالته دانة وهي تبكي على صدره وكل منهما نسي كل
شيء عدا بعضهما.. ابتعد عنها ببطء وهو ينظر إليها
بلهفة جعلتها تشعر أن روحها قد عادت إليها ليقترب
برأسه منها وهو يهمس أمام شفتيها:"لم ولن تهوني علي
حبيبتي،تهن نفسي علي وأنت لا، أحبك دانة.. أحبك كما
لم ولن أحب أحدا بحياتي"
لم يشعر إلا وهو يمتلك شفتيها بقبلة طويلة كادت أن
تطول إلى ما لا نهاية لتنتهي فجأة وهي تنتزع من حضنه
ولم يشعر سوى بالصفحة التي نزلت على وجنته تليها
الصفعة التي نزلت على وجنة دانة ونظرات عمه الغاضبة
التي جعلته يعود لوعيه ويدرك ما كانا يفعلانه.
،،،،،
"لا تتركيني عاصي"
هتفت بها رنوة وهي على وشك البكاء لتنظر عاصي
ححولها بإحراج وهي تهمس لها:"اتركيني رنوة كيف
سأصعد معك حبيبتي؟ها هو زوجك معك لا تخافي
وأنا سأكون عندك بلحظة عندما تحتاجيني"
"أحتاجك الآن"
همست بها رنوة وعاصي تنظر إليها بحيرة لا تفهم ماذا
حدث لها؟حسنا هي تعلم أنها خائفة ومرتبكة وهذا شيء
طبيعي كما سمعت ولكن ماذا ستفعل لها هي؟ هي فقط
تتعرض للإحراج أمام خاطر ووالدته بسبب رنوة التي
تتشبث بها كالطفل الذي يتشبث بملابس أمه بأول يوم
بالدراسة ..تلفتت حولها وهي تشعر أن خاطر سيلقيها
من أعلى البناية بسبب رنوة فضمتها وهمست لها:
"رنوة حبيبتي تذكري ما أخبرتك به ولا تخشي شيئا
،لن أدع شيئا أو شخصا يأذيك أبدا..استدعي قوتك
وذكائك وستجعلينه واقعا بحبك بسهولة إذا لم يكن
وقع بالفعل"
ثم قبلتها بحب على وجنتيها وهي تشد على يدها مطمئنة
ثم تضع يده بيد خاطر وهي تقول له:"اعتني بها فهي
أغلى ما أملك ولو جاءتني يوما تشكو منك سترى عاصي
أخرى لم تعرفها من قبل"
ابتسم لها بمرح وهو يهتف:"أوصها هي بي عاصي فهي
بعيوني"
نظرت له بدهشة وهو يحدث عاصي لم تلاحظها سوى
والدته التي كادت تبتسم على رد فعلها ..لديها كل الحق
لتشعر بالدهشة فهل هذا كلام رجل لا يريد الزواج وينوي
على إفساده كما تعلم هي؟ أم أن كل ذلك جزءا من
المخطط خاصته؟
رفعت عينيها للسماء تدعو من قلبها"أعانك الله عليه رنوة
وجعلك النور الذي سيخرجه من الظلمة التي غرقت فيها
روحه منذ سنوات"
،،،،
صعدا للطابق المخصص لهما ليفتح الباب وما إن كادت
تخطو بالداخل حتى فوجئت به يحملها لتلف ذراعيها
حول عنقه بتلقائية وتدفن رأسها بعنقه لتلفحها رائحته
وتصيبها بدوار غريب..
أغلق الباب بقدمه وهو يتوجه بها إلى غرفة النوم لتشعر
بقلبها يسقط بين قدميها من التوتر،ماذا سيفعل؟
هل سيتمم زواجه بها حقا وهو يكرهها؟
لا لن تحتمل ذلك أبدا..لن تحتمل أن يلمسها دون أن يكون
يبادلها المشاعر بأقوى منها!
أغمضت عينيها وهو ينزلها عى الفراش ويقترب منها
لتفتح عينيها فجأة وهي تبتعد عنه قائلة:"ألن نصلي؟"
ابتسم بخفة وهو يقول:"بالتأكيد عزيزتي لم أكن سأفعل
شيئا سوى قبلة صغيرة لهاتين الشفتين اللتين أثارتا
جنوني منذ رأيتهما مطليتين بهذا اللون المثير"
جحظت عيناها بصدمة ليخطف قبلة سريعة من شفتيها
قبل أن يتركها غامزا بمرح:"لا تتأخري علي سأبدل
ملابسي بالغرفة الأخرى"
خرج بعدما أخذ ملابس مريحة معه وتركها تنظر بإثرة
بصدمة غير مستوعبة ما يحدث لتهتف:"من هذا؟!"

خرج من الغرفة تاركا إياها مصدومة منه ليقهقه وهو
يدلف إلى الغرفة الأخرى وهو يشعر بالانتعاش يغمره
لا يفهم ماذا يحدث له ولكنه قرر ألا يفكر مطولا خاصة
الليلة فسوف يستمتع بكل لحظة فيها ثم يأتي التفكير
فيما سيحدث فلن يفوت على نفسه الفرصة لتكون له
أبدا بعدما حركت كل مشاعره الرجولية منذ أن وقع
نظره عليها أمام مركز التجميل.
أنتهى من إبدال ملابسه ثم مالبثت هي أن خرجت له
بعدما مسحت الزينة وارتدت زي الصلاة ليشعر بمشاعره
ترتبك بقوة أمام الهالة التي تحيط بها.. لا يعلم هل خياله
فقط من يهيء له ذلك أم أن هناك حقا هالة تحيط بها؟
اقتربت على استحياء وهي تلاحظ نظراته المحدقة بها
ليشيح بوجهه ما إن وصلت إليه ويبدأ الصلاة وهي تصلي
خلفه حتى انتهيا فوضع يده على رأسه بتلقائية وهو
يدعو الدعاء المعروف بتلك الليلة ليتوقف قلبها عن
الخفقان وهي تراه يوقفها ويساعدها بخلع رداء الصلاة
فركت كفيها بتوتر ليرفع كفيها إلى شفتيه ويقبل باطنهما
برقة خطفت أنفاسها ثم قبل كل إصبع على حدة حتى
كادت تفقد وعيها من التوتر ليقترب برأسه وهو يهمس
:"هل أنت حقيقية؟!"
وبعدها لم تشعر بشيء إلا بطوفان قد اجتاحها بمشاعر
جرفتها معها حتى شعرت أنها تحلق بعالم آخر لا تريد
العودة منه.
،،،،،،
تركت رنوة بعدما أوصت عليها خاطر وهي تشعر بالتفاؤل
فهو لم يشيح بعينيه عنها طوال الوقت وتشعر أنها
ستكون بداية حياة سعيدة لهما أو ربما تمنت لهما ذلك
ثم ودعت عفاف بحب.. تلك المرأة تغلغت داخلها بطريقة
غريبة،،ربما لأنها صورة الأم المثالية بنظرها وربما لأنها
تشعر بها تحبها وتقدرها كثيرا وربما للسببين معا.
خرجت من البناية وهي تبحث عن هاتفها بحقيبتها
لتهاتف علاء ليأتي ليقلها فهي قد تركت سيارتها أمام
منزلها بالطبع لأن كانت مع رنوة بالسيارة
لتفاجأ بمن يمسك ذراعها لتنتفض بخوف وهي تهيء
جسدها لتضرب المعتد لتسمع صوته مطمئنا:"أنه أنا
عاصي لا تخافي"
"لست خائفة"
قالتها بغضب ليقهقه وهو يهمس لها:"حقا؟إذا لماذا كنت
ترتجفين منذ لحظات؟"
أزاحت يده من على ذراعها وهي تقول:"ما الذي تفعله
هنا؟"
كتف ساعديه أمام صدره وهو يقول:"أنتظرك"
"ولماذا؟ومن أخبرك أنني سأكون هنا؟"
سالته ليجيبها:"قلبي"
ارتجف قلبها وهي تسمعه رغم أنها تعرف جيدا أنه
يتلاعب بها ويتسلى على حسابها ولكنها لم تستطع منع
خفقاته من الهروب لدى سماع كلماته لتقول بسخرية
مصطنعة:"وهل لديك واحد؟"
ضحك عاليا وهو يقول:"أوتش..ضربة مزدوجة"
نفضت رأسها بحنق مفتعل يخالف السعادة التي تشعر بها
من مشاكساته وهي تهتف:"ماذا تريد تميم؟
ولماذا تنتظرني إلى هذا الوقت؟"
"لأقلك بالطبع"
"شكرا لك سأهاتف علاء ليقلني"
"ولماذا يقلك ذلك المتأنق وأنا لا؟"
لم تتمالك نفسها فضحكت عاليا وهي تقول:"هل أسميته
المتأنق؟إذا ماذا نسميك أنت سيد تميم؟ اوه نسيت أن لك
اسما بالفعل وهو عدو المرأة"
ابتسم لها بخفة وهو يشير لها أن تصعد للسيارة فصعدت
وهي تخبر نفسها أنها لا تريد إطالة الوقت معه بل لآنها
تشفق على علاء أن يأتي كل تلك المسافة بهذا الوقت.
صعد بجانبها ثم حرك السيارة وهو يشعر أن هذه الليلة
ستكون بداية لشيء غريب بينهما،شيء لا يستطيع
فهمه أو التحكم به.. ساد الصمت بينهما طوال الطريق
إلا من إرشادتها لطريق منزلها وهو يومئ برأسه فقط
وهو يحاول التركيز على الطريق فيما أسندت هي رأسها
وهي تتمنى أن تسير ليلة رنوة بطريقة جيدة وأن تستطيع
امتلاك قلب خاطر فهو يبدو طيبا ومنجذبا إليها.
توقف أمام البناية التي تقطن بها وهم بالتحدث ناظرا
إليها ليجدها مستغرقة بالنوم اقترب منها منجذبا لها
بطريقة غريبة لتصدمه رائحتها،،رائحة ليست كأي عطر
استنشقه من قبل..نبض قلبه بقوة وهو يربت على يدها
برقة ويهمس:"عاصي!"
فتحت عينيها لتصطدما بعينيه القريبة منها فاعتدلت
بارتباك لينزلق الوشاح من على كتفيها ليحلق بنظره
لظهرها ثم يقترب منها مقبلا خدها بنعومة هامسا:
"الأحمر يليق بك"
نهاية الفصلالفصل الخامس عشر من وللرجال نصيب

قبل يوم من زفاف خاطر ورنوة
"خاطر,هل هاتفت زوجتك؟"
قالتها عفاف رغم أنها تعرف الإجابة مسبقا ليحرك رأسه نافيا وهو يتناول طعامه
لتعيد سؤاله:"لماذا؟"
"ولماذا أهاتفها ألن تكون هنا غدا فماذا سأقول لها اليوم؟"
"وماذا ستقول لها غدا؟"
اتسعت عيناه وهو يشرق بالطعام من سؤال والدته لتضحك عفاف عاليا وهي
ترى ارتباكه وكأنه هو العروس وليس رنوة فأجابها بمكر بعدما هدأ:"غدا يوم
الأفعال لا الأقوال أمي"
وأتبعها بغمزة لتحمر عفاف خجلا وهي تشيح بوجهها قائلة:"وقح"
نهض وهو يحمد الله ثم اقترب منها منها مقبلا رأسها بحب وهو يهتف:
"أنتِ من سألتيني أمي ثم ألا تريدين أن يشرّفك ابنك غدا؟!"
"خاطر!"
نهرته بخجل وهي تشيح بوجهها ليضحك عاليا فتابعت:"أعان الله رنوة عليك"
تضاءلت ضحكته عندما ذُكِرَ اسمها ليشيح بوجهه عنها وهو يفكر يبدو أن أمه
تشعر بما ينوي عليه, أجل أمي ادعي لها كثيرا فهي تحتاج لدعائك بقوة..
نظر لوالدته التي غادرت ووجهها يشع سعادة وفرح يبدو أن ولدك سِيُضرَب به
المثل بالحقارة قريبا أمي, فما إن أنتهي منها لن ينظر لها أحد وكل ذلك عقابا لها
على عنادها وعدم الانصياع لي ووضعي بهذا الموقف الذي لا خلاص لي منه.
........
هناك أشياء تحدث رغما عن إرادتنا,لا ندرك كيف أو لماذا أو حتى متى
ولكن ما ندركه حقا هو ذلك الشعور الذي تثيره بداخلنا, شعور يبعثرنا تارة
ويخجلنا تارة ويضخ الأمل داخلنا تارة أخرى, ترى هل كل هذا لعبة من القدر
أم أن هناك مسمى آخر لما يحدث؟!
"هل ستأتي؟"
سألته عاصي وهي توقفه بالممر المؤدي للمصعد والذي تقابلا فيه صدفة أو
ربما قدرا..فابتسم لها وهو يفكر إنها المرة الأولى التي تأتي له بمحض إرادتها
لتسأله عن شيء ما ولكن يبدو أن زفاف قريبتها جعلها مختلفة نوعا
ابتسم بخفة وهو يتعمد عدم الفهم قائلا:"أين؟"
رفعت بصرها للأعلى وكأنها تخبره أن محاولته للتظاهر فاشلة لتجيبه بعد
لحظات:"زفاف رنوة"
ابتسم وشاكسها قائلا:"بالتأكيد سأحضر زفاف خاطر"
رفعت حاجبها وهي تقول:"إنه زفاف رنوة وليس خاطر فالزفاف يكون للعروس
وليس للعريس"
ضحك عاليا وهما يدخلان المصعد معا وعلى مايبدو أنها تغادر باكرا مثله
"وهل ستزف العروس بمفردها؟ إذا هو زفاف خاطر ورنوة"
حدقت بوجهه بصدمة وهي تسمع ضحكته ربما للمرة الأولى منذ عرفته,
كادت تهتف أنت تضحك حقا مثل الباقي البشر ولكنها كبحت كلماتها وأشاحت
بوجهها عنه عندما ضبطها تحدق به لتشعر به يبتسم فشعرت بالحرج فقالت حتى
تداري حرجها:"ألم يغير مؤيد رأيه؟"
عقد حاجبيه بعدم فهم ثم ما لبث أن اتسعت عيناه وهو يفهم معنى سؤالها
"وماذا يمكنه أن يفعل بعد عقد القران؟"
تساءل لتجيبه بحنق:"لا أعلم لِمَ الرجال أغبياء لهذا الحد؟! كيف يترك حبيبته
لآخر خاصة لو كانت تبادله المشاعر كما تفعل دانة؟! ولكن الخطأ لا يقع عليه
بمفرده فأنت وعمي رشدي تتحملان جزءا من الخطأ خاصة مع شخصية دانة
المتهورة"
اتسعت عيناه بصدمة من اتهامها له ولعمه ليهتف:"ماذا؟وما ذنبنا نحن؟ لقد تحدثنا
معهما كثيرا دون جدوى"
"وهل يكفي التحدث برأيك؟ هو شقيقك وهي ابنة عمك كان لابد أن تبذل جهدا
أكبر بإقناعهما حتى لو حبستهما بغرفة واحدة وتركتهما يضربان بعضهما
أفضل من أن يدخل طرفا ثالثا بالأمر ويكون ظلما له فلا دانة ستحبه يوما
ولا ستستطيع أن تنسى مؤيد ولا مؤيد سينساها إذا لم كل هذا العذاب؟"
انتبها للمصعد المتوقف وللناس الواقفين أمامه ينظرون لهما بتساؤل ليجذبها
خارجا من المصعد وهو يشعر بالحنق منها هل لابد كل مرة ينتهي لقائهما على
الشجار؟ ألا يمكنها أن تعيش يوما دون أن تتشاجر معه؟!
جذبت ذراعها منه وهي تهتف:"اتركني تميم ما بك؟"
"ولماذا لم تفعليها أنتِ؟لماذا لم تذهبي لهما وتحبسيهما وتضربيهما إن لزم
الأمر كما تقولين؟"
قالها بحنق لتنظر له بدهشة وهي تهتف:"هل أنت واعٍ لما تقوله تميم؟!
لا حكم لي على أحدهما فلم أفعل ذلك؟ ثم أنني تخيلت أنك ستستطيع أن توقفهما
عن الجنون الذي يحدث ولكنك لم تفعل شيئا"
زفر بقوة وهو يقول بخفوت:"أنتِ لا تعلمين شيئا عاصي المشكلة أكبر مما
تتخيلين"
"أعلم أنها كبيرة تميم رغم أنني لا أفهم ما كنه المشكلة تماما إلا أنني أعلم
شيئا واحدا لو كانت شقيقتي تحب أحدا ويبادلها الحب سأزوجها له رغما عن
أنفهما معا, من فضلك تميم حاول مرة أخرى قبل أن يفوت الأوان"
نظر إليها تغادر وهو يشعر أن جزءا منه غادر معها فوضع يده على قلبه
الذي ينبض بطريقة جديدة عليه ووجهه يعلوه نظرة شاردة ولم يلمح
العينين المشتعلتين غضبا التي كانت تراقبهما.
.............
نظر له مؤيد بشك قائلا:"هل حقا ستتزوج غدا خاطر؟لا أعلم لِمَ لا أصدق ذلك"
ابتسم بخفة وهو يقول:"وأنا كذلك من يصدق أن خاطر المضرب عن الزواج
سيتزوج وربما يتبعه أصدقائه أيضا"
ابتلع غصته وهو يتحاشى الدخول في مناقشة مع صديقه ليهتف:"علام تنوي
خاطر؟لا أشعر بالراحة من هدوئك المفاجئ هذا"
شرد وهو يبتعد بنظره عن صديقه الذي يجيد قراءته حتى لا يفصح عما ينويه
(ماذا أخبرك يا صديقي؟هل أخبرك أنني أنوي أن أعيدها باليوم التالي دون أن
ألمسها حتى تحظى بفضيحة تعلّمها ألا تلعب معي مرة أخرى أو مع سواي
هذا لو نظر لوجهها أحد بعد ما سيحدث)
نظر لصديقه الشارد وهو يشعر أنه ليش بحال أفضل منه ليقول:"خاطر,لا أريدك
أن تظلمها..تبدو فتاة جيدة ووالدتك تحبها فلا تؤذيها ولو من أجل والدتك,حاول
أن تنسى ما حدث قديما فلم تكن تستحقك تلك الفتاة ولا تحاسب زوجتك عما
اقترفته سواها فالفرق بينهما شاسعا"

استعاد كلمات مؤيد وهو يقف أمامها متجمدا يشعر بسحرها يلفه بطريقة غريبة
وهو يشعر أنه لن يستطيع أن يتركها الليلة تنام بعيدا عن حضنه فكيف سينفذ
ما نوى عليه؟ هل يغيّر مخططه لآخر؟ أم يستكع لكلمات مؤيد ووالدته التي
مالبثت توصيه بها خيرا؟!
أفاق على صوت عاصي وهي تضحك قائلة:"ما خطبك خاطر؟ هل نعود للداخل
مرة أخرى حتى تستعيد وعيك أم ستأخذ عروسك قبل أن تقع مغشية عليها من
الخجل بسبب تحديقك بها؟!"
ابتسم بخجل وهو يلتقط يدها ويشبكها بذراعه ويساعدها على الدخول للسيارة
ونبضة غريبة تفلت من قلبه حال تلامست أيديهما ليتنفس بقوة وهو يدور
حول السيارة ليجلس بجانبها ولسان حاله يقول:"يا وليل قلبك يا خاطر لن تستطيع
أن تبعد يديك عنها الليلة بكل تأكيد,سنؤجل كل شيء حتى نكتشف سر ذلك السحر
الذي يصدر منها ويلفني لينقلني لعالم آخر غير هذا العالم"
........
تجمد مكانه فاغرا فاهه بقوة وهو ينظر إليها بمظهر لم يرها به من قبل
وهو يتساءل هل هذه هي عاصي حقا؟
هل يتساءل الناس عن اللون الأحمر وهل يليق بذوات البشرة الخمرية؟
حسنا لابد وأن يأتوا ليروا عاصي فاللون الأحمر عليها كارثة عصفت بقلبه
حتى كادت تقتلعه من جذوره..
ضحكة خافتة ووكزه بجانبه من مؤيد نبهته مع صوته
الضاحك" أغلق فمك تميم ستفضحنا"
كز على أسنانه بعنف وهو يدفعه للسيارة ومؤيد يضحك
عليه ويشعر بالسعادة أن شقيقه ربما يحقق شيئا لم يستطع هو أن يحققه..
قاد السيارة خلفهم وقلبه ينبض بشكل غريب كلما تذكر
مظهرها الساحر..فستان باللون الأحمر بدون أكمام انسدل
على جسدها بنعومة يلتصق بجسدها ويصل حتى كاحليها
بحزام ذهبي حول الخصر ويكشف عن عنقها الذي زين
بطوق رائع من الذهب مع حذاء ذهبي عالي الكعبين
وخطواته تتهادى حول العروس والتي كانت لا تقل جمالا
هن عاصي وهي تمازح خاطر على ما يبدو..
أفاق مرة أخرى على صوت مؤيد وهو يهتف بمرح:
" أعانك الله ياصديقي على ما ينتظرك الليلة يبدو أن
كل مخططاتم ستفشل"
أنهى كلامه ضاحكا بقوة ليشاركه تميم الضحك وهو يفكر
يبدو أنه ليس وحده بمأزق فخاطر مأزقه يبدو أكبر منه
بمراحل.
،،،،،،
تحلق كالفراشة تصاحبها دانة وضحى ترحب بالجميع
تتحاشى لقاء والدتها حتى لا تنغص عليها الليلة كعادتها
وهي تمازح دانة تارة وضحى تارة أخرى حتى التقطت
وجود عمتها وعلاء فأسرعت إليهما بعدما اعتذرت ضحى
عن الذهاب معها وهي تنظر باتجاه ساجد الذي لم يستطع
أن يشيح بنظره عنها منذ رآها تدخل القاعة خلف العروس
لا يفهم هل هناك شيء مختلف بها أم أنه هو المختلف
شعوره بها أصبح غريبا وهذا لا يعجبه بل يثير حنقه كثيرا
تقابلت عيناهما لتتسع عيناه وهو يرى ابتسامتها الخجول
وهي تبلل شفتيها بلسانها برقة كادت تذهب بعقله
وهو يتخيل شفتيه مكان لسانها على شفتيها فقبض
يده بقوة ونفض رأسه وهو يقول ما بك ساجد ،ماذا
يحدث معك؟
أخرجه من شروده بالنظر إليها صوت مؤيد الضاحك مع
شقيقه فنظر لهما بابتسامة تحولت لحنق عندما هتف
مؤيد:"كف عن التهام زوجتك بعينيك ساجد إذا أردت
خذها وغادر المكان قبل أن تتسبب لنا بفضيحة كصديقك"
قهقه تميم وهو يلكزه قائلا:"كف عن مشاغبتك مؤيد
واترك ساجد، ركز على صديقك خاطر والذي على ما يبدو
سينهي الحفل أبكر عن موعده بكثير"
ضحكوا جميعا ليهتف ساجد:"وأنت تميم متى ستودع
حياة العزوبية؟ أرى أنه يبدو قريبا"
وأتبع حديثه بغمزة جعلت مؤيد ينفجر ضاحكا وتميم يكز
على أسنانه وهو يضرب كلاهما على رأسه من الخلف
وينصرف تاركا ٱياهما يضحكان عليه.

بحث عنها بعينيه ليراها واقفة مع عمتها وذلك الأنيق ابنها
وهي تضحك معهما ليتجمد عندما رأى الوشاح ينزلق عن
كتفيها ويظهر ظهرها بسخاء جعل الدماء تغلي بعروقه
وبلحظة كان بجانبها يجذبها وهو يبتسم لهما بسماجة
ويعيد الوشاح حول كتفيها بعناية وهي تنظر له بذهول
ذراعه الذي أحاط كتفها جعلها تفغر فاهها وهي تنظر إليه
تكاد تلكمه على جرأته تلك، كادت تتحدث ليقترب برأسه
منها هامسا:"لو انزلق الوشاح مرة أخرى عن ظهرك
سأحملك أمام كل هؤلاء وأحبسك بالسيارة حتى انتهاء
الحفل هل تفهمين عاصي؟"
وجدت نفسها تومئ له دون وعي وهي تشعر بالحرارة
مكان لمسة ذراعه على كتفها وتشبثت بالوشاح بقوة
ووجها يتحول لثمرة طماطم ناضجة لتسمع ضحكة خافتة
مكانها يبدو أن أحدهم يحاول كتمها، نظرت بغضب
لتجدها دانة وبجانبها ضحى التي تكتم ضحكتها بصعوبة
نظرت لهما بغضب لتغمزها دانة بمرح:"يبدو أن هناك من
يغار ضحى أليس كذلك؟"
كادت تذهب إليها لتلكمها لتجد من تمسك بيدها وهي
تقول:"من هذا الذي كان واقفا معك عاصي؟هل هو
صديقك؟ أم علي أن أقول حبيبك؟ هل بسببه ترفضين
الزواج بمن أحضرهم لك؟"
اشتعلت عينا عاصي بقوة وهي تنظر إلى والدتها ببطء
وتحاول ألا تنفجر بها حتى لا تفسد حفل رنوة
"مرحبا أمي كيف حالك؟ لقد اشتقت إليك أيضا"
ثم تركتها وغادرت واصطحبت معها دانة وضحى التي
رمقتها والدتها بنظرة لم تريحها .
،،،،،،
تعالت ضحكات مؤيد وساجد وهما ينظران إلى ما فعله
تميم أمام الجميع وساجد يهتف:"لقد فقد تميم عقله
بالتأكيد،أهذا تميم عدو المرأة؟"
ابتسم مؤيد وهو يقول بخفوت:"إنه الحب ساجد"
عاد بنظره لتميم الذي وقف بالقرب منها يتابعها بنظره
ليكرر:"إنه الحب"
قبضة مؤلمة بداخله وهو يسمع كلمات مؤيد..هل الحب
يغير الإنسان بهذه الطريقة؟وما نهاية هذا الحب؟
يتمنى لو كان حظ صديقه أفضل من حظه.

التفت ليبتعد قليلا عن الضجيج وهو يفكر هل دعت والدة
رنوة المدينة بأكلمها ولم يعلم أن خالتها هي من دعت
الجميع فهي العروس الذي تفضلها حتى عن ابنتها بجمالها
الذي يشبهها وتفخر به منذ طفولتها..
خرج للحديقة وأخذ يسير ليتناهى إلى سمعه نحيب
خافت مزق قلبه عندما تعرف على الصوت ليقترب مسرعا
من مصدر الصوت وكل خوفه أن تكون تعرضت لمضايقة
من أي شخص خاصة بهذا المكان بضوئه الخافت الذي
يكاد يكون مظلما.
"دانة!! ماذا يحدث معك لماذا تبكين؟هل أذاك أحد"
انتفضت من صوته الذي اقتحم خلوتها بعدما ضاقت
بالتظاهر بالمرح والسعادة وما كادت عاصي تنشغل
وضحى تتحدث مع عمتها حتى أسرعت بالخروج
للحديقة الخلفية للفندق الذي يقام به العرس
ما إن استوعبت أنه مؤيد حتى اشتعلت عيناها بغضب
وهي تراه يسألها عما بها:"هل تسأل حقا مؤيد؟"
ضغط الأيام الماضية كله اجتمع عليها بهذا الوقت ..
شعورها بالقهر منه وبالحيرة أمام خطيبها وبالخوف
من الزواج والابتعاد عن والدها.. مرضها الفترة السابقة
وشعورها أنه يعاني من شيء ما،ابتعاد حسين فجأة
بعد ذلك اليوم الذي زارها به وعدم قدرتها حتى على
مهاتفته ومعرفة سبب ابتعاده..كل ذلك اجتمع عليها
وهي تراه أمامها يسألها عما بها وهل أذاها شخص ما؟!
تابعت عندما رأته صامتا ينظر إليها بحزن:"وتسألني
الآن بأي صفة مؤيد؟بصفتك شقيقي المزعوم أيضا؟
أم ابن عمي الذي لعي بعواطفي ومشاعري طوال تلك
السنوات ليتركني لآخر ما إن لاح أمر الزواج بالأفق؟
هل كل ذلك كان وهما مؤيد؟هل كنت تخدعني طوال
سنوات وأنت تحيطني بكل ذلك الاهتمام والرعاية؟"
تهدج صوتها وهي تتابع:"هل حقا لم تحبني يوما مؤيد؟"
قبضة باردة اعتصرت قلبه المشتعل ليزيد اشتعالا وهو
يراها تبكي بسببه، يراها تستجدي الإجابة على سؤالها
المحرم فلم يستطع إلا أن يضمها إليه بقوة زارعا إياها
بداخل صدره وهو يهمس لها:"ابتعدت حتى لا تكرهيني
دانة،حتى لا تشمئزي مني، ليس هناك من هو أغلى على
قلبي منك حبيبتي،أنت حبيبتي وروحي وقلبي والنور
الذي يعينني على الظلمة التي تسكن روحي،
ابتعدت عنك من أجلك دانة صدقيني، ابتعدت حتى لا
أرى بعينيك نظرة تميتني دانة"
"ولم تفكر بي مؤيد،لم تفكر بمشاعري أنا وأنت تتركني
وتخبرني أن كل ذلك كان وهما،كان سرابا وأنك لم تحبني
قط،وأنني محض أخت لك،تتركني لآخر وتأتي لتراني
أيضا هل هنت عليك لهذا الحد؟!"
قالته دانة وهي تبكي على صدره وكل منهما نسي كل
شيء عدا بعضهما.. ابتعد عنها ببطء وهو ينظر إليها
بلهفة جعلتها تشعر أن روحها قد عادت إليها ليقترب
برأسه منها وهو يهمس أمام شفتيها:"لم ولن تهوني علي
حبيبتي،تهن نفسي علي وأنت لا، أحبك دانة.. أحبك كما
لم ولن أحب أحدا بحياتي"
لم يشعر إلا وهو يمتلك شفتيها بقبلة طويلة كادت أن
تطول إلى ما لا نهاية لتنتهي فجأة وهي تنتزع من حضنه
ولم يشعر سوى بالصفحة التي نزلت على وجنته تليها
الصفعة التي نزلت على وجنة دانة ونظرات عمه الغاضبة
التي جعلته يعود لوعيه ويدرك ما كانا يفعلانه.
،،،،،
"لا تتركيني عاصي"
هتفت بها رنوة وهي على وشك البكاء لتنظر عاصي
ححولها بإحراج وهي تهمس لها:"اتركيني رنوة كيف
سأصعد معك حبيبتي؟ها هو زوجك معك لا تخافي
وأنا سأكون عندك بلحظة عندما تحتاجيني"
"أحتاجك الآن"
همست بها رنوة وعاصي تنظر إليها بحيرة لا تفهم ماذا
حدث لها؟حسنا هي تعلم أنها خائفة ومرتبكة وهذا شيء
طبيعي كما سمعت ولكن ماذا ستفعل لها هي؟ هي فقط
تتعرض للإحراج أمام خاطر ووالدته بسبب رنوة التي
تتشبث بها كالطفل الذي يتشبث بملابس أمه بأول يوم
بالدراسة ..تلفتت حولها وهي تشعر أن خاطر سيلقيها
من أعلى البناية بسبب رنوة فضمتها وهمست لها:
"رنوة حبيبتي تذكري ما أخبرتك به ولا تخشي شيئا
،لن أدع شيئا أو شخصا يأذيك أبدا..استدعي قوتك
وذكائك وستجعلينه واقعا بحبك بسهولة إذا لم يكن
وقع بالفعل"
ثم قبلتها بحب على وجنتيها وهي تشد على يدها مطمئنة
ثم تضع يده بيد خاطر وهي تقول له:"اعتني بها فهي
أغلى ما أملك ولو جاءتني يوما تشكو منك سترى عاصي
أخرى لم تعرفها من قبل"
ابتسم لها بمرح وهو يهتف:"أوصها هي بي عاصي فهي
بعيوني"
نظرت له بدهشة وهو يحدث عاصي لم تلاحظها سوى
والدته التي كادت تبتسم على رد فعلها ..لديها كل الحق
لتشعر بالدهشة فهل هذا كلام رجل لا يريد الزواج وينوي
على إفساده كما تعلم هي؟ أم أن كل ذلك جزءا من
المخطط خاصته؟
رفعت عينيها للسماء تدعو من قلبها"أعانك الله عليه رنوة
وجعلك النور الذي سيخرجه من الظلمة التي غرقت فيها
روحه منذ سنوات"
،،،،
صعدا للطابق المخصص لهما ليفتح الباب وما إن كادت
تخطو بالداخل حتى فوجئت به يحملها لتلف ذراعيها
حول عنقه بتلقائية وتدفن رأسها بعنقه لتلفحها رائحته
وتصيبها بدوار غريب..
أغلق الباب بقدمه وهو يتوجه بها إلى غرفة النوم لتشعر
بقلبها يسقط بين قدميها من التوتر،ماذا سيفعل؟
هل سيتمم زواجه بها حقا وهو يكرهها؟
لا لن تحتمل ذلك أبدا..لن تحتمل أن يلمسها دون أن يكون
يبادلها المشاعر بأقوى منها!
أغمضت عينيها وهو ينزلها عى الفراش ويقترب منها
لتفتح عينيها فجأة وهي تبتعد عنه قائلة:"ألن نصلي؟"
ابتسم بخفة وهو يقول:"بالتأكيد عزيزتي لم أكن سأفعل
شيئا سوى قبلة صغيرة لهاتين الشفتين اللتين أثارتا
جنوني منذ رأيتهما مطليتين بهذا اللون المثير"
جحظت عيناها بصدمة ليخطف قبلة سريعة من شفتيها
قبل أن يتركها غامزا بمرح:"لا تتأخري علي سأبدل
ملابسي بالغرفة الأخرى"
خرج بعدما أخذ ملابس مريحة معه وتركها تنظر بإثرة
بصدمة غير مستوعبة ما يحدث لتهتف:"من هذا؟!"

خرج من الغرفة تاركا إياها مصدومة منه ليقهقه وهو
يدلف إلى الغرفة الأخرى وهو يشعر بالانتعاش يغمره
لا يفهم ماذا يحدث له ولكنه قرر ألا يفكر مطولا خاصة
الليلة فسوف يستمتع بكل لحظة فيها ثم يأتي التفكير
فيما سيحدث فلن يفوت على نفسه الفرصة لتكون له
أبدا بعدما حركت كل مشاعره الرجولية منذ أن وقع
نظره عليها أمام مركز التجميل.
أنتهى من إبدال ملابسه ثم مالبثت هي أن خرجت له
بعدما مسحت الزينة وارتدت زي الصلاة ليشعر بمشاعره
ترتبك بقوة أمام الهالة التي تحيط بها.. لا يعلم هل خياله
فقط من يهيء له ذلك أم أن هناك حقا هالة تحيط بها؟
اقتربت على استحياء وهي تلاحظ نظراته المحدقة بها
ليشيح بوجهه ما إن وصلت إليه ويبدأ الصلاة وهي تصلي
خلفه حتى انتهيا فوضع يده على رأسه بتلقائية وهو
يدعو الدعاء المعروف بتلك الليلة ليتوقف قلبها عن
الخفقان وهي تراه يوقفها ويساعدها بخلع رداء الصلاة
فركت كفيها بتوتر ليرفع كفيها إلى شفتيه ويقبل باطنهما
برقة خطفت أنفاسها ثم قبل كل إصبع على حدة حتى
كادت تفقد وعيها من التوتر ليقترب برأسه وهو يهمس
:"هل أنت حقيقية؟!"
وبعدها لم تشعر بشيء إلا بطوفان قد اجتاحها بمشاعر
جرفتها معها حتى شعرت أنها تحلق بعالم آخر لا تريد
العودة منه.
،،،،،،
تركت رنوة بعدما أوصت عليها خاطر وهي تشعر بالتفاؤل
فهو لم يشيح بعينيه عنها طوال الوقت وتشعر أنها
ستكون بداية حياة سعيدة لهما أو ربما تمنت لهما ذلك
ثم ودعت عفاف بحب.. تلك المرأة تغلغت داخلها بطريقة
غريبة،،ربما لأنها صورة الأم المثالية بنظرها وربما لأنها
تشعر بها تحبها وتقدرها كثيرا وربما للسببين معا.
خرجت من البناية وهي تبحث عن هاتفها بحقيبتها
لتهاتف علاء ليأتي ليقلها فهي قد تركت سيارتها أمام
منزلها بالطبع لأن كانت مع رنوة بالسيارة
لتفاجأ بمن يمسك ذراعها لتنتفض بخوف وهي تهيء
جسدها لتضرب المعتد لتسمع صوته مطمئنا:"أنه أنا
عاصي لا تخافي"
"لست خائفة"
قالتها بغضب ليقهقه وهو يهمس لها:"حقا؟إذا لماذا كنت
ترتجفين منذ لحظات؟"
أزاحت يده من على ذراعها وهي تقول:"ما الذي تفعله
هنا؟"
كتف ساعديه أمام صدره وهو يقول:"أنتظرك"
"ولماذا؟ومن أخبرك أنني سأكون هنا؟"
سالته ليجيبها:"قلبي"
ارتجف قلبها وهي تسمعه رغم أنها تعرف جيدا أنه
يتلاعب بها ويتسلى على حسابها ولكنها لم تستطع منع
خفقاته من الهروب لدى سماع كلماته لتقول بسخرية
مصطنعة:"وهل لديك واحد؟"
ضحك عاليا وهو يقول:"أوتش..ضربة مزدوجة"
نفضت رأسها بحنق مفتعل يخالف السعادة التي تشعر بها
من مشاكساته وهي تهتف:"ماذا تريد تميم؟
ولماذا تنتظرني إلى هذا الوقت؟"
"لأقلك بالطبع"
"شكرا لك سأهاتف علاء ليقلني"
"ولماذا يقلك ذلك المتأنق وأنا لا؟"
لم تتمالك نفسها فضحكت عاليا وهي تقول:"هل أسميته
المتأنق؟إذا ماذا نسميك أنت سيد تميم؟ اوه نسيت أن لك
اسما بالفعل وهو عدو المرأة"
ابتسم لها بخفة وهو يشير لها أن تصعد للسيارة فصعدت
وهي تخبر نفسها أنها لا تريد إطالة الوقت معه بل لآنها
تشفق على علاء أن يأتي كل تلك المسافة بهذا الوقت.
صعد بجانبها ثم حرك السيارة وهو يشعر أن هذه الليلة
ستكون بداية لشيء غريب بينهما،شيء لا يستطيع
فهمه أو التحكم به.. ساد الصمت بينهما طوال الطريق
إلا من إرشادتها لطريق منزلها وهو يومئ برأسه فقط
وهو يحاول التركيز على الطريق فيما أسندت هي رأسها
وهي تتمنى أن تسير ليلة رنوة بطريقة جيدة وأن تستطيع
امتلاك قلب خاطر فهو يبدو طيبا ومنجذبا إليها.
توقف أمام البناية التي تقطن بها وهم بالتحدث ناظرا
إليها ليجدها مستغرقة بالنوم اقترب منها منجذبا لها
بطريقة غريبة لتصدمه رائحتها،،رائحة ليست كأي عطر
استنشقه من قبل..نبض قلبه بقوة وهو يربت على يدها
برقة ويهمس:"عاصي!"
فتحت عينيها لتصطدما بعينيه القريبة منها فاعتدلت
بارتباك لينزلق الوشاح من على كتفيها ليحلق بنظره
لظهرها ثم يقترب منها مقبلا خدها بنعومة هامسا:
"الأحمر يليق بك"
نهاية الفصل







hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-03-17, 12:56 AM   #376

sara_soso702
 
الصورة الرمزية sara_soso702

? العضوٌ??? » 325067
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 375
?  نُقآطِيْ » sara_soso702 is on a distinguished road
افتراضي

الفصل جميل جدا خاطر غير كل توقعتنا .. دانه ومؤيد وقعتكوا سودا .. تميم وقع ولاحد سمى عليه

sara_soso702 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-17, 01:51 AM   #377

malakrohy

? العضوٌ??? » 381205
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 81
?  نُقآطِيْ » malakrohy is on a distinguished road
افتراضي

الفصل روووعة ومؤيد صعبان عليا جدا عند ه حق في انه يبعد عن دانة لان عقدته صعبة اوي بس ياريت يبقوا لبعض وساجد بدأ يتغير للاحسن واما نشوف هيحصل ايه مع خاطر ورنوة
اما تميم وعاصي ربنا يقربهم من بعض


malakrohy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-17, 02:09 AM   #378

malakrohy

? العضوٌ??? » 381205
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 81
?  نُقآطِيْ » malakrohy is on a distinguished road
افتراضي

الفصل فظيع ومؤيد ودانة نسوا نفسهم والكل في تطورات في علاقتهم

malakrohy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-17, 09:34 AM   #379

لامار جودت

? العضوٌ??? » 290879
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,601
?  نُقآطِيْ » لامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل أكثر من رااااءع جميل جدا جدا والله انتى مبدعة حنين

لامار جودت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-17, 05:22 PM   #380

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

مساء الجمال
خاطر ايها الحقير الدنئ الجزمة
قال عايز تطلقها و ترجعها بيتها بفضيحة نصيبة تشيلك انت و عقدك
المهم انك طلعا راجلل و قد كلمتك و اول ما شفت حته العسلية لحست كلامك كله و قلت نحن لها يا رجااااال
مؤيد و دانة و اقل رد فعل من الحج ابو دانة
و اكيد لسه هيكمل نفخ فيهم مريد خان الامانة باقذر كريقة مش بس تعدي علي حرمه عمه لا ده قرب من واحدة متجوزة
تميم يا سيدي ياةعيني الفستان الاحمر عمل شغل عاااااالي
ساجد و بدأت مشاعره تتغير
فصل جميييييييل يا حنونه


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:23 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.