آخر 10 مشاركات
حياتي احترقت - فيفيان لي - ع.ج ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : عروس القمر - )           »          32 - ليلة ثم النسيان - باني جوردان عبير الجديدة (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : dalia cool - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          سارق قلبي (51) -رواية غربية- للكاتبتين: وجع الكلمات & ولقد أنقذني روميو *مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          سيدة القصر- سلسلة زواج لأجل الإرث -نوفيلا غربية زائرة-بقلم الجميلة روما-(مكتملة) (الكاتـب : ريهام ماجد جادالله - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          ندوب من الماضي ~زائرة~ || ج2 من وعاد من جديد || للكاتبة: shekinia *كاملة (الكاتـب : shekinia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-02-17, 09:57 AM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



قبل الجزء سأضع نبذة للتعريف بالشخصيات

مريم.. بطلة الرواية يتيمة الابوين، من ام سعودية "سارة" واب جزائري "عبد القادر" بعمر 18 سنة قُتل والدها واخيها رامي واختها حياة في العشرية السوداء في التسعينات وقد كان عمرها ست سنوات واخيها الأكبر سليم لا يعرف احد ان كان حي او ميت او أين ارضه، عاشت مع امها بعد ذلك إلى ان بلغت سن التاسعة ثم توفيت امها وبقيت في دار الايتام، ذات شخصية قوية لا يؤثر فيها كلام الناس وتملك عزة نفس قوية ولا تسمح لأحد بأن يهين كرامتها.. خرقاء بعض الشيء
......
عائلة أم فهد.. هي خالة مريم توفي زوجها قبل سنتين ، اكبر اولادها هنادي 28 متزوجة ولها ولدد راكان بعمر 4 سنوات، وهي الآن تحمل ببنت في شهورها الاولى.. دائمة المشاكل مع زوجها
....
ثم يأتي بعدها فهد 25 سنة يشبه والده بشكل كبير في افعاله وميولاته حتى في شكله اسمر وطويل القامة، درس تخصص علم النفس ولم يستطع المواصلة بعد وفاة والده واضطر لتولي رئاسة الشركة بعده، ذو شخصية قوية وهادئة لا يغضب بسهولة مزوح وضحوك ودائم الشجار مع اخته اريام الاصغر منه بخمس سنوات..
...
بعد فهد يأتي اسامة 23 سنة شاب مرح ولكن عصبي سريع الغضب والاشتعال عكس فهد، لا يهتم بشيء غير النوم والاكل.. يعتبر وسيم العائلة
...
ثم تاتي اريام 20 سنة بدينة نوعا ما شرهة كل ما يهمها هو الاكل في المرتبة الاولى وباقي الاشياء كلها تصنف في المراتب التالية.. ساذجة ولكنها حنونة وعطوفة ولديها سلاحها الفعال كما تسميه هي، وهو دموع التماسيح .. متى ما ارادت انزلت دمعتين لتؤثر بمن حولها.. يطلقون عليها اسم عبّاس لأنها بدينة وشرهة

عائلة ام طلال..
ام طلال خالة مريم الصغرى..صارمة بعض الشيء ولكنها حنونة وتتأثر بسرعة،، تحب أريام وتسعى لأن تزوجها بولدها طلال ولكن لا توافقها أي من بناتها في هذا الامر
اكبر اولادها طلال شاب في 23 من عمره جماله مقبول، شخصيته تشبه شخصية اسامة تماما ويعتبر صديقه... لا يبقى في البيت كثيرا اغلب وقته في الخارج ، لم ينهي دراسته بعد
تأتي بعده ملاك 21 سنة ، فتاة جميلة جدا وهادئة إلى ابعد الحدود لا تحب التدخل في أي احد ولا تجيد الكلام مع الناس باختصار غير اجتماعية ولكن شخصيتها على الانترنت مختلفة تماما ، تمضي اغلب وقتها على هاتفها وحاسوبها لا تغادر غرفتها الا وقت الاكل..
ثم تأتي سمر وهديل 19 سنة التوأم المختلف، سمر فتاة غيورة واذا حقدت على احد لن يسلم منها، ذكية وتعشق فهد ابن خالتها، لا تعترف بالهزيمة ابدا واذا خططت لأخذ شيء ستأخذه ولو كلفها فقدان كرامتها، تهتم بالموضة كثيرا لكنها ليست بالمدللة الى ابعد الحدود..
اما هديل على عكسها فتاة مرحة وجريئة بعض الشيء مولعة بالمغامرات، لكنها خرقاء ودائما ما تفضح في النهاية لا تهتم بمظهرها الخارجي ابدا ولا تهتم بمساحيق التجميل وما شابه
ثم يأتي ليث اصغر العنقود بعمر 13

عائلة راشد..
راشد خال مريم الاكبر متسلط سلب المال منه عقله ناجح في عمله ولا يترك صفقة الا وكسبها من طمعه في زيادة المال،، تزوج بأم حلا ولكن لم تنجب لوقت طويل ثم حملت بعد سنوات وعند ولادتها بحلا توفيت، تزوج بعدها وزوجته الثانية انجبت له فيصل عمره 13
والاصغر سيف 9 سنوات من ذوي الاحتياجات الخاصة مصاب بمتلازمة داون






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-17, 09:58 AM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



_الجـــزء الســـادس_


في تلك اللحظة
جاءت ام فهد ورأت دموع مريم ولكنها لم تهتم كثيرا وقالت: راشد موجود
نظروا اليها جميعا
فهد: ماذا يريد؟
ام فهد نظرت إلى مريم وابتسمت: احضر لك معه مفاجاة!!
مريم بدهشة: مفاجأة؟
أريام بفضول: ماهي ؟
أم فهد جلست وأمسكت يدها: لماذا هذه الدموع؟
مريم هزت رأسها بسرعة وهي تمسح بقايا الدموع عن خديها: لا، لا شيء..
أم فهد بحنان: لقد عاد عقله إلى رأسه وقرر ان يعيد لك حقك
مريم بدهشة: حقي !
ام فهد: اجل،
ام فهد تنهدت: لقد قال انه سيعيد لك حقك، وقد بدأ بالاجراءات، وطلب أن يراك
مريم التفتت الى فهد واريام مصدومة
ثم رجعت تنظر الى ام فهد: هل اراه ؟
ام فهد: نعم اذا شئت،
مريم تنهدت: لن تحدث مشكلة؟
ام فهد: لا تخافي.. نحن موجودون
مريم وقفت ومشت معها .. نزلن الى الاسفل ورأته يجلس وفي يده ملف اوراق

اما اريام التفتت الى فهد: هل تصدق؟
فهد هز رأسه: لا بد ان خالتي ام طلال هددته وهو مجبر على فعل هذا، لان اكل مال اليتيم بغير حق عمل يعاقب عليه الشرع قبل القانون، واذا اشتكت عليه مريم سيقع في مشكلة
اريام هزت راسها بفهم ثم تساءلت: الآن، الم يكن لمريم أخ آخر؟
هز رأسه: اجل، ولكن لا احد يعرف أين هو.

اما في الاسفل ..
راشد نظر إلى مريم وابتسم ابتسامة مزيفة
ومريم بقيت تنظر إليه بجمود
راشد لأم فهد: هل اخبرتِها؟
ام فهد: اجل اخبرتها
راشد: و.... ما رأيك يا مريم؟
مريم: رأيي بماذا؟
راشد: هل تريدين حقك ام انك تتنازلين عنه
مريم ضحكت: طبعا اريده.. ولماذا سأتنازل عنه لأجلك؟ من المفترض أن تحمد ربك أنني لم افتعل لك مشكلة بهذا الشأن، 9 سنوات ضاعت من عمري وانا متشردة بسبب طمعك، والان تريدني ان اتنازل؟ حقا استغرب هذا منك الا تخجل ابدا؟
راشد نظر إليها بقهر: هل تهدديني؟
مريم ببرود: والله اعتبره تهديد او تحذير او كما شئت لا يخصني،، ومثلما تعرف أكل مال اليتيم ليس بالشيئ الهين.. ستتحاسب عليه في الدنيا قبل الآخرة صدقني..
راشد صمت وهو يمسك قبضة يده بغضب وقهر كي لا يصفعها
ام فهد نظرت إلى مريم بنظرة فهمت منها " لا تطيلي الأمر"
مريم تنهدت: حسنا والان لماذا طلبتني؟
راشد بحدة: هناك بعض الاوراق عليك توقيعها .. وفي المرة القادمة تأدبي عندما تتكلمي معي لن اظل صامتا لك بعد الآن .. واجمعي اشيائك ستذهبين الى عندي
مريم نظرت إليه بصدمة: مااذا؟ هل انت بخير؟
ام فهد باعتراض تام : مستحيل، راشد هذا شيء مستحيل، مريم ستبقى عندي وانا سأهتم بها،
راشد بحدة: لا تنسي أن عندك أولاد هنا
أمم فهد بتشديد: مريم ستبقى هنا ولا كلمة أخرى،هر غرت عليها الآن لم تكن تقول هذا عندما تركتها لوحدها في بلد كامل؟
راشد نظر إلى مريم وقبل أن يتكلم قاطعته مريم: انسى هذا الامر لن أعيش عندك، هذا ما ينقصني فقط العيش عندك.. .
ام فهد نظرت إليها تسكتها: مريم!
تنهدت مريم وصمتت مقهورة من خالها
وقف خالها: افعلن ما يحلو لكن.. لا يهمني

في الغد.. الصباح الساعة 9:30
في الجــزائر.. العاصمة ...
في ثانوية أروى صديقة مريم..
كانت اروى تضع يدها تحت خدها وتنظر بملل إلى الأستاذ الذي يشرح بحماس وانفعال وهو يطرح الاسئلة ينتظر أحدا يجيبه..
رفعت يدها: أستاذ
الاستاذ التفت إليها: نعم تفضلي مالاجابة؟
اروى: لا انا اريد الخروج
الاستاذ غضب: لقد طرحت سؤالا هنا... أليس لديك إجابة؟
اروى : لا ليس لدي جواب لم افهم الدرس..
الاستاذ: إذا ابقي مكانك ..
ورجع يشرح الدرس وتجاهلها ..
تاففت ووضعت يدها تحت ذقنها مجددا بضجر.. وهمست لصديقتها ايناس: اريد الخروج لقد مللت ..
ايناس تجاهلتها وتابعت الدرس
اروى تاففت: تبا ..
في هذه اللحظة دق باب الفصل
الاستاذ نظر إليه وتنهد وخرج إلى الطارق: تفضل
كان بشير خطيب مريم السابق هو الطارق ، وقال: من فضلك يا استاذ لتنادي لي اروى
الاستاذ: من انت؟
بشير: اخيها..
الاستاذ دخل مجددا ودعى اروى ولم تصدق عيناها وقفت راكضة لتخرج..
اروى بحماس: نعم من يريدني انا مريضة سأخرج
ولكنها صدمت وهي ترى بشير واقف..
بشير نظر إلى الاستاذ: عن اذنك يا استاذ..
سحبها ومشى الى الساحة..
اروى بدهشة: بشير مالذي تفعله هنا ؟
بشير بقهر: ذهبت للميتم وقالوا ان مريم خرجت، اين ذهبت؟
اروى: ماذا تريد منها؟
بشير: اروى لا تطيلي الامر، تعرفين أني اريد مريم لكنها عنيدة..
اروى: محقة ما فعلتَه بها ليس بشيء هين، خاصة لفتاة عزيزة النفس مثل مريم
بشير بنفاذ صبر: اعرف انني اخطأت واعتذرت ولكنها لا تريد ان تفهم، اخبريني أين هي؟
اروى: لقد تزوجت
بشير بصدمة: ماذا ؟
اروى: لن تنتظرك على الاغلب، اجل لقد تزوجت وسافرت مع زوجها
بشير: مستحيل، انت تمزحين
اروى: لا.. لا امزح، لقد تزوجت وسافرت قلت لك
بشير بغضب: كاذبة..
اروى تاففت: دعها وشأنها الفتاة لا تريدك
بشير: وانا اريدها، اخبريني أين هي؟
اروى بعد تفكير: لقد سافرت إلى اهلها في السعودية، ولقد تزوجت هناك، لذا لا ترهق نفسك بالبحث عنها
بشير بصدمة: اي اهل ؟
اروى بملل: تعرف ان امها سعودية، واتضح ان لها خالات هناك واخذوها الى جانبهم،،
بشير بعدم تصديق: مستحيل!!
اروى باصرار: ولقدد تزوجت هناك، لذا انسى
بشير بغضب: اعطني عنوانها
اروى هزت كتفيها: لا اعرفه، الى اللقاء.. بالمناسبة شكرا لانك اخرجتني من الفصل
ومشت لتتجول قليلا تضيع بعض الوقت.. ولكنه لحقها: اروى توقفي، كيف يمكنني ان اتواصل معها؟
اروى: تعرف انها لا تملك هاتفا، لن تستطيع الوصول اليها ابدا
بشير بقهر: اروى لا تطيلي الامر
اروى تاففت: بشير ألا تفهم؟ قلت لك ان مريم تزوجت ، عليك نسيانها لقد اضعتها من يدك بسخافتك، دعني وشأني لدي درس
وقف ينظر إليها وهي تمشي امامه، لا يصدق ان مريم خطيبته تزوجت، ضرب بقبضة يده على الجدار بقهر وغضب ، ثم مسح على وجهه بيديه يفكر مالذي سيفعله، ثم همس: انانية،
ولكن سرعان ما ضحك على نفسه وقال: انت الاناني، بغبائك اضعتها، تعرف انها لا تستطيع تحمل الاهانة، كيف لك ان تسبها حتى ولو كنت غاضب، حسنا شتمتها لماذا تمد يدك عليها، ولا تزال تريدها ان تسامحك، لا وفقك الله يا بشير، ... لا .. لا استطيع الوقوف هنا وهي تذهب وتتزوج بعيدا عني، مستحيل..
سكت قليلا يفكر ثم مشى خارج المدرسة متوجها الى دار الايتام التي كانت تمكث فيها مريم..




...

في الرياض.. في بيت ام طلال.. الساعه 11:30
كانت سمر تجلس في غرفتها وهي تفكر في الذهاب الى بيت خالتها ام فهد، وترى فهد الذي تجاهل كل اتصالاتها بعد آخر مكالمة..
نزلت دموعها مجددا وهي تتذكر تلك المكالمة ، (( بعد ان رجعت من بيت ام فهد بعد مقابلة مريم للمرة الاولى، كانت ترى رقم فهد المسجل على هاتفها وهي مترددة ولا تدري ما اذا كان الشيء الذي تقدم على فعله صحيح ام خاطئ، ثم استجمعت شجاعتها وهي تتخيل رده الايجابي عليها " انا ايضا كنت احبك ولكن لم استطع ان اخبرك" او" لقد اسعدتني بهذا فقد كنت انتظرك" او شيء من هذا القبيل، تشجعت واتصلت به، ورد بعفوية، بعد ان عرّفت له بنفسها استغرب بشدة ولكن لم يعلق ينتظر سماع ما عندها، وبعد تردد اخبرته انها تكنّ له مشاعر حب تخفيها منذ مدة طويلة، وانها تتعذب لانه سيتزوج بغيرها وانها تغار بمجرد التفكير في تلك الفتاة التي ستصبح زوجته وتشاركه حياته بدلا عنها، سكت قليلا ثم قال لها بكل بساطة" انا اسف يا سمر ولكن مثلما تعرفين سأتزوج بأخرى " صدمتها كانت كبيرة فقد كانت تبني احلاما كبيرة مع فهد فقط لا احد سواه لانها تعشقه لحد الثمالة )))
مسحت دموعها ووقفت ، دخلت الى الحمام أعزّ الله قدر الجميع، غسلت وجهها ونظرت إلى نفسها في المرآة و لمعت عيناها بنظرة تحدي عزم وهي تردد بكل أنانية : إما انا، او لا احد..
غسلت وجهها مجددا واغلقت الحنفية ثم خرجت ونزلت الى عند امها التي كانت تجلس لوحدها تشاهد التلفاز وترتشف القهوة ...
سمر بهدوء: امي
التفتت اليها: صباح الخير
سمر: صباح النور، اريد الذهاب الى بيت خالتي
رفعت حاجبها: ولماذا؟
سكتت تحاول ايجاد حجة ثم ابتسمت قائلة: اريد ان اتعرف على مريم اكثر، كما تعرفيت لم اجلس معها ابدا
ام طلال هزت كتفيها: اسألي والدك
ابتسمت سمر وركضت الى الاعلى تجهز نفسها بدون ان تذهب الى والدها .. فهي متيقنة انه لن يرفض فهي فتاته المدللة..
جهزت نفسها بشكل جيد وخرجت واتجهت الى والدها في مكتبه وطلبت منه ان يوصلها الى بيت خالتها..
...

___في بيت ام فهد___
كانت ام فهد تجلس مع مريم في الصالة ويتبادلون اطراف الحديث.. تحكي لها عن امها وكيف التقت بوالدها وتزوجته، ومريم تشعر بالراحة التامة، وتعلقها بخالتها بدأ يزداد شيئا فشيئا.. لم تحس بهذه الراحة مع خالتها ام طلال مثل ام فهد ربما لأنها لم تجلس معها كثيرا..
دخل اسامة منهك وواضح عليه ان النعاس يغلبه وهو يضع غترته على كتفه..
ام فهد التفتت إلى الباب بصدمة: من أين تأتي يا أسامة ألم تكن نائما؟
اسامة يتحدث ببطئ وتعب: لقد خرجت باكرا.. سأنام ، تصبحون على خير
ام فهد بغضب: اي نوم في هذا الوقت؟ اذهب واغسل وجهك وتعال لدي حديث معك ايها المتسكع
اسامة بتعب: لم أنم طول الليل يا امي، بامكاني أن انام هنا فورا "وهو يشير على الارض" .. لا استطيع المقاومة، تصبحون على خير....
توجه نحو الدرج وصعد إلى غرفته
مريم نظرت الى خالتها بتساؤل: هل هو هكذا دائما؟ ينام في النهار ويستيقظ في الليل
ام فهد بتنهد: أجل لم اعرف ماذا افعل معه، كالبوم، لا ادري متى سيكبر، يرمي كل المسؤولية على فهد يظن نفسه صغيرا، لم اعرف كيف ساتصرف معه حقا،
مريم هزت رأسها بفهم وقالت في نفسها " طائش"
ام فهد تذكرت والتفتت إلى مريم: صحيح مريم لقد اتفقت أنا وخالتك سننظم حفلة معتبرة من أجلك.. لأن عقد قران فهد يبدو أنه متأخر لن يصل ابدا..
مريم بدهشة: من اجلي؟
هزت رأسها: اجل، ليتعرف عليك الجميع..
مريم ارتبكت: ولكن مالداعي لهذا؟
ام فهد هزت كتفيها وببساطة: ليتعرفوا عليك،
وابتسمت وسحبت خدها بلطف: ليتعرفوا على سارة الصغيرة
مريم ابتسمت وصمتت، ثم قالت بتردد: ولو سألوا أين كنت هذه المدة؟
ام فهد تنهدت: ستكون فضيحة لو قلنا ان راشد اخفاك عنا من أجل الإرث
مريم هزت رأسها: اجل، وايضا.. لا اريد .. ان يعرفنني الناس كانني فتاة تربت في دار للايتام..
ام فهد نظرت إليها ولم تجد ما تقول لوهلة..
فاكملت مريم مبررة: ليس لأنني اخجل من هذا، لا بل لأنني لا احب رؤية نظرات الشفقة في عيون احد، اكره هذا
ام فهد هزت رأسها: حسنا ليست مشكلة.. نجد حجة ما
مريم: في الواقع.. يمكن ان تكون هذه حجة، كانت لدي عمة في الجزائر وعندما توفيت جئت إليكم..
ام فهد هزت رأسها بتفكير: حسنا يمكن هذا، هل لديك عمة حقا؟
مريم: حسبما أعرف أجل توجد، كانت تسكن في فرنسا هي وأولادها وتوفيت..
ام فهد هزت رأسها ثم تساءلت: ألا تعرف عنك هي ايضا؟
مريم: والله لا اعرف، هذا كل ما اعرفه عنها
في هذه اللحظة رن جرس البيت..
مريم نظرت الى ام فهد باستغراب..
ام فهد : ربما خالتك..
ووقفت متجهة نحو الباب
فتحت الباب ودخلت سمر..
سلمت عليها ودخلت معها الى الداخل..
مريم التفتت إليهم وابتسمت
سمر بابتسامة مجاملة: كيف حالك يا مريم، ارجو ان تكوني قد تعودت ؟
مريم: اجل الحمد لله ،شكرا
سمر جلست : أريام ليست موجودة؟
ام فهد: بلى موجودة، ولكنها صعدت إلى غرفتها قبل قليل
سمر نظرت إلى مريم: وتركت مريم الضيفة لوحدها !
ام فهد هزت رأسها بالنفي: مريم لم تعد ضيفة اصبحت جزء من العائلة من اهل البيت، ثم انها كانت تجلس معنا، فقط طلبت منها صديقتها ان ترسل لها بعض الملفات لا ادري عنها
سمر هزت رأها بفهم: ااه حسنا فهمت، اجل انت كيف حالك يا خالتي،
ام فهد: الحمد لله،
بقين قليلا يتحادثن ثم وقفت ام فهد وصعدت إلى الاعلى تنادي اريام،
اريام فرحت بشأن وجود سمر ونزلت راكضة وسلمت عليها: أي ريح رمتك هنا؟
سمر تضحك: جئت لاتعرف على مريم
مريم ابتسمت لها واريام قالت: اهلا بك، هل انت بخير؟
سمر: مثلما ترين بخير الحمد لله
اريام بأسف: كيف حالك عن آخر مرة ؟
سمر تنهدت وفهمت انها تقصد بعد ان تكلمت مع فهد: لست بخير ابدا، :وقالت بهمس: في الحقيقة جئت لأتحدث معه وجها لوجه انه لا يجيب على اتصالاتي
اريام بدهشة: لا تجني، دعيني انا اتكلم معه
سمر هزت رأسها: لا سأتكلم معه شخصيا
اريام بتفكير: هل تصدقين، بعد ان تكلمت معه انت، جاءنا هنا يقول انه قد الغى الخطبة، وكلام آخر لدرجة أننا صدقنا ثم ضحك وقال أنه يمزح ولا شي من هذا وصعد الى غرفته، لقد كان في حالة يرثى لها، لم يكن فهد بتلك الحالة من قبل أبدا
سمر بصدمة: حقا؟ اذا ربما لا يريد شيماء وعندما تكلمتُ معه قرر الغاء الخطبة منها.. ولكن لماذا تراجع ؟
مريم تنهدت وهي تراهم يتكلمن بصوت خافت بينهما، وقفت لتصعد إلى الاعلى: انا سانام قليلا
اريام بدهشة: لاا مريم تعالي،
مريم: لا بامكانكن اخذ راحتكن، ساصعد انا لأرتاح قليلا لقد استيقظت باكرا
اريام كانت ستصر عليها معتذرة ولكن سمر ضربتها لتسكت
اختفت مريم وسمر قالت: اشعر انها مملة الم تضجري منها ؟
اريام ابتسمت: لا على العكس مرحة جدا
سمر: لا اظن، المهم دعك منها، متى سيعود فهد؟
اريام نظرت الى الساعة وكانت 12:30
اريام: لا ادري ربما الساعة الثانية ..
سمر تنهدت: حسنا، عندما يأتي اريد منك مساعدتي علي ان اتكلمم معه على انفراد حسنا؟
اريام تاففت: لست موافقة ابدا، لماذا تذلين نفسك بعد، انظري انه اخي ولكن...
قاطعتها سمر بهدوء: اششش اسمع صوته
اريام سكتت باستغراب: لا اسمع شيئا ؟
سمر تضحك باستهزاء: ربما لأن الشحوم تغلق اذنيك قليلا
اريام بسخرية: هه هه هه مضحك جدا
سمر سكتت وهي تحس بأن دخوله قد اقترب،،
وحقا دخل فهد في هذه اللحظة
اريام رفعت حاجبها بدهشة وهمست لها: كيف استطعت سماعه لم يتكلم ؟
سمر: بلا سمعته وهو يغلق باب سيارته ويقول: تبا نسيت هاتفي مغلقا
اريام بدهشة: كييف؟ لم اسمع شيء
سمر: لانك كنت تتكلمين يا ذكية..
فهد باستغراب: مالذي تتهامسون به؟
سمر ابتسمت بنعومة: مرحبا فهد كيف حالك
فهد عرفها وهز رأسه بهدوء: بخير شكرا..
وصعد مباشرة إلى غرفته
سمر بهمس: ذهب الى غرفته صحيح؟ لاذهب واتحدث معه
اريام بعدم اقتناع: لو لا تذهبي؟ سيكون افضل يا سمر..
سمر باصرار: لالا لاذهب..
وقفت ومشت صاعدة الى الاعلى واريام بقيت تنظر اليها ، ارادت ردعها لكنها تراجعت، فلا فائدة لانها سمر العنيدة..
طرقت باب غرفته وقبل ان يتكلم فتحت الباب ودخلت..
رفع عيناه لها بدهشة ، او بالاحرى صدمة..
سمر بارتباك: فهد " كان سيتكلم لكن قاطعته" لا تقل شيئا اسمعني فقط، لقد سبق واخبرتك انني احبك، وقلت لي انا اسف، ولكن يا فهد انا لا اتصور حياتي بدونك
فهد رفع حاجبه وبحدة وهو يقف: سمر اخبرتك انني سأتزوج بأخرى.. انا لا ابادلك نفس المشاعر،، عليك فهم هذا وتقبله، لا تدعيني اكسرك الآن، تقبلي هذا وفقط
نزلت دمعتها وتغير صوتها الى البكاء: ولكني حقا احبك يا فهد، منذ سنوات وانا احبك، لا استطيع تحمل هذه الحقيقة انك ستتزوج بواحدة اخرى، ما فرقي عنها؟ "وامسكت بيده برجاء" فهد ارجوك.. حاول ان تفهمني ارجوك...
وبحركة جريئة لم تفكر فيها مليا، عانقته بقوة واغمضت عينيها: قل لي فقط ما الفرق بيني وبينها؟ ساسعى جاهدة لفعل كل ما يلزم.....
قاطعها وهو يبعدها عنه و ينظر اليها بثبات بعينيه الحادتين المخيفتين: ربما لم يعد بينكما فرق، كلتاكما وقحتان..
بهذه العبارة اجتاح بدن العاشقة احساس لم تجد له تفسير، انها صدمة جارحة وشديدة، ظلت تنظر إليه مدهوشة.. وقحة؟ "ثم ادركت أنها تمادت ولم تجد ما تقول فظلت صامتة"
فهد التفت عنها للجهة الثانية وهو يحاول ان يمسك لسانه عنها، ثم التفت إليها مجددا بانفعال: قلت لك لا تدعيني ان اكسر قلبك، انسيني فقط، لا تجعليني اتحدث بكلام جارح،
كان سيخرج لكن امسكته مجددا بدون استسلام : انا فقط احبك ولا اريد ان اخسرك، لا تكن بهذه القساوة يا فهد فهذا قلب ايضا"وهي تشير إلى قلبها" الا تملك قلبا يخاف أن يجرح بهذه الطريقة؟
رد بغضب شديد مضخما للكلمات: ليس لدي احاسيس وليس لدي قلب اصلا اني مصنوع من حجر قاسي جدا، هل يرضيك هذا الآن؟ لتضعي حدا لقصة حبك هذه أنا لا اهتم ...
اغمضت عينيها وسمحت لدموعها بالنزول: انك تجعل نهاية لحياتي وليس لقصة حب، وذنبي الوحيد فيها انني احببتك بصدق ووفاء، بجنون وتهور، ادرك تماما انك لا تملك ادنى فكرة عن مدى حبي لك، على الرغم من قساوتك الا اني لا احقد عليك..
فهد بعدم اكتراث : سخافات
سمر بأسى: لماذا كل هذه القسوة؟
فهد ببرود: لتفهمي أنني لا أهتم بمشاعرك..
سمر بمحاولة اخيرة: ولكني احبك حقا
فهد: لا اؤمن بوجود حب كهذا، كله هراء... للاسف لن اصدقك مع كل اعتذاراتي، والآن ارجوك.......
قاطعته بتحدي: مثل ما تريد، ولكن اعلم اني امراة عاشقة وهذا خطير بالنسبة لامراة مستعدة ان تفعل المستحيل لتحافظ على من تحب
فهد بضجر: قلت اني لا اصدق حبك هذا الذي تدعين
سمر بقهر: طبعا، لانك لم تجد المشاعر الصادقة، اعذرني ولكنك لا تستحق هذه النوع من الحب الصادق..
نظر إليها بدهشة وكأن كلمتها الاخيرة هذه أوجعته.. احس بالغضب الشديد ثم ضحك على نفسه باستهزاء وهو يحدث نفسه "لماذا تغضب يا هذا، انها محقة! "
تركها وخرج من الغرفة، وتبقى المسكينة تعيش تعاسة لم تعهدها من قبل، هائمة في القهر والغيض، والحزن.. تحممل بين ثناياها ضغينة رهيبة لا تعرف ماذا تفعل او كيف تتصرف..

فهد مشى ناحية غرفة مكتبه وفتح الباب بقوة وغضب،، وبمجرد ما ان فتح الباب ذعرت مريم التي كانت تقف على اصابع رجلها لتصل الى الرف العلوي تريد أن تأخذ كتابا.. تعثرت من الفزع والتوى كاحلها وسقطت على الارض، ولم تلبث أن تلتفت إليه إلا ومجموعة كتب تقع فوق رأسها...
وضعت يديها فوق رأسها بألم: اووووه تبا.. لقد اخفتني لماذا تفتح الباب بهذه الهمجية..
على الرغم من غضبه وحنقه من سمر الا انه لم يستطع إلا أن يضحك في وسط دهشته من وجودها مجددا، ( كدت انسى أن هناك فرد جديد في البيت.. ما هذه النظرات البريئة التي ترمقني بها)
مريم هي تضع يد فوق رأسها واليد الأخرى على كاحلها نظرت إليه بألم وقهر والدموع متحجرة في عينيها : تبا لك كله بسببك
ضحك وتوجه إليها: آسف لم أعرف أنك هنا.. ما ادراني..
حاولت الوقوف ووضعت يدها على الخزانة تستند عليها لتقف ولكن سقط الكتاب الآخير العالق في طرف الرف فوق رأسها
صرخت صرخة خفيفة والتفتت إليه: هل أعجبك الآن؟
فهد يضحك بأسف: اعتذر اقسم انه لم يخطر ببالي انك هنا، ما ادراني.. هل انت بخير؟
مريم تنظر إلى رجلها: لا اعتقد هذا،، لقد كسرت رجلي على الاغلب
فهد ضحك: لا يعقل، لو انها كسرت لما كانت حالتك هكذا
ومد لها يده: تعالي قفي
استندت على يده ووقفت وهي تقاوم الالم : حسنا انه الم عابر، الى اللقاء..
مشت خطوتين وهي تعرج ثم توقفت تتألم
بقي ينظر إليها: أتستطيعين المشي؟
مريم هزت رأسها بالايجاب وواصلت طريقها بألم..
خرجت وتفاجأت وهي ترى سمر تنظر إليهم بقهر..
استطاعت أن تميز نظرات الحقد والشر في عينيها، وقالت بدهشة: سمر؟
فهد الذي كان يجمع الكتب من الارض التفت مباشرة الى خارج الغرفة وهو يسمع اسمها
سمر بحقد: ماذا تفعلين هنا؟
مريم هزت كتفيها ببراءة: كنت أبحث عن كتاب
سمر رفعت حاجبها بسخرية: كتاب؟ لم تجدي اين تبحثي عنه الا في مكتب فهد؟ وتتصرفين وكأنك لويت كاحلك حقا ؟
مريم قهرت وقالت بنفاذ صبر: وما شأنك انت ؟
خرج فهد بسرعة اليهن وقد فهم مالذي ترمي اليه سمر بأسئلتها وقال بحدة : ماذا هناك؟
سمر نظرت اليه بقهر ونزلت.. احست بشيء من الغيرة وهي تراه يضحك معها وساعدها على الوقوف.. تذكرت انها ستعيش معه بنفس البيت وكأن هذه الفكرة صدمتها وقالت في نفسها ( فهد ومريم؟ مستحيل، فهد لم يهتم بي انا اجمل منها كيف سيتهم بها هي؟ مستحيل، ساتخلص من شيماء اولا ثم اتفرغ لمريم، سأمنعها منعا باتا على الخروج امامه كاشفة لوجهها، "وقالت بسخرية" لا وبدون شيء ساتر على رأسها، وتسبه ايضا.. من انت يا هذه، .. ويقول لي وقحة والتي تسبه يتواقح معها، متناقض .. "وقالت باعتراف" ولكننها كانت قد سقطت ورأيت انها تالمت حقا ليست مدعية وفهد لا تغيب عليه مثل هذه التفاصيل، ربما اشفق عليها، ماذا لو.. لو انني سقطت انا ايضا هل كان سيفعل معي هذا؟ )
ثم ابتسمت بخبث وهي تنزل الدرجة الاخيرة
اريام تنظر اليها بترقب: ماذا قال؟
سمر وهي تجلس: لم يقل شيء.. لم اتكلم معه
اريام: حقا؟
سمر: اجل،،
ثم شردت في افكارها


اما مريم التفتت الى فهد وهزت كتفيها بمعنى لا تكترث ، واكملت طريقها الى غرفة اريام..
جلست على السرير ونظرت الى نفسها في المرآة من بعيد وقالت بتعجب: أتُراها احست بالغيرة؟ اعرف انها تحبه ولكن ليس لهذه الدرجة، ما شأني انا به في النهاية لم يحدث شيء فقط بسببه التوى كاحلي وهمّ لمساعدتي،
نظرت الى يدها وقالت متفاجئة وكانها تذكرت شيء: يده كانت ساخنة جدا،، هل هو مصاب بالحمى يا ترى؟
تنهدت وجلست على الكرسي وهي تأرجح كاحلها وتحاول تخفيف الألم عليها، شيئا فشيئا بدأ يختفي الألم واستطاعت أن تمشي عليها بشكل سليم نوعا ما،

ثم استلقت على السرير واغمضت عينيها تحاول النوم ولكن داهتمها الذكريات، الى صديقاتها في دار الايتام وتساءلت ما ان كنّ بخير، خطرت في بالها احدى صديقاتها "إكرام" كانت بعمر 16 عنددما توفي اهلها في حادث سير ووضعت في دار الايتام ..
وفي ذاك اليوم وجدوها عند نافذتها تريد الانتحار وهي تهذي ولا تعي ما تفعل بسبب حرارتها المرتفعة، فتحت عينيها بكاملها بصدمة وهي تتذكرها، ونهضت من فراشها تركضض الى عند فهد
كان يضع ذراعيه على الطاولة ويسند رأسه عليهما ويغمض عينيه، ووجهه شاحب ويبدو أنه غارق في التفكير..
مريم ركضت باتجاهه وقالت بخوف: فهد هل انت بخير؟
رفع رأسه ونظر إليها وهز رأسه باستغراب: اجل بخير؟
مريم بقلق: حرارتك مرتفعة.. هل كل شيء على ما يرام؟
هز رأسه مستغرب: ليست مرتفعة او شابه؟ من اين أتى هذا ؟
مريم بعدم اقتناع: كلا مرتفعة بشكل كبير، انك لست بخير ووجهك شاحب،
فهد بضحكة: هل أنت تهذين ؟
مريم باصرار: انت من تهذي، حسنا من أنا ؟
فهد ضحك: ماذا حدث لك حقا؟
مريم بقلق واضطراب وضعت يدها على جبينه وشهقت بقوة: أرأيت قلت لك حرارتك مرتفعة
عقد حاجبيه باستياء من برودة يديها: بل انت باردة كالثلج
تجاهلته وركضت خارجا وتوجهت نحو غرفة اريام بحثت في الادراج عن دواء ما ولكنها لم تجد، خرجت لتذهب الى خالتها ورأته يخرج من غرفة المكتب متوجها إلى غرفته ووقفت تنظر إليه: سأرجع حالا اياك ان تخرج من البيت
بقي ينظر إليها باستغراب ودهشة : مالذي حدث لها ؟
كانت ستذهب الى غرفة خالتها ثم توقفت بشهقة صدمة وكأنها تذكرت شيئا خطيرا،،
ركضت إلى غرفته اغلقت النافذة باحكام وباب الشرفة أيضا، اما هو بقي ينظر إليها مدهوش: ماذا تفعلين؟
مريم بارتباك: لا شيء انت فقط نم هنا وسأجلب لك الدواء حالا،
خرجت من غرفته راكضة وتوجهت لغرفة خالتها متوترة ومضطربة ، دقتها وسمعت صوت خالتها تأذن لها بالدخول ودخلت
مريم: خالتي ألديك دواء للحمى؟
ام فهد باستغراب: حمى ؟ لماذا هل أنت مريضة؟
مريم هزت رأسها بسرعة: لالا انه فهد حرارته مرتفعة جدا
ام فهد بدهشة: فهد؟
ووقفت: مابه؟
مريم: لا ادري،
ام فهد بقلق اخذت الدواء وخرجت ومعها مريم
مريم تبعتها إلى غرفة فهد الذي كان قد رمى نفسه على السرير بتعب
ونظر إليهما باستغراب شديد: مالذي يحدث هنا لم أفهم أي شيء؟
ام فهد وهي تضع يدها على جبينه: حقا حرارتك مرتفعة ،
فهد نظر إلى مريم بعتاب: أي حرارة انه ارهاق فقط
ام فهد التفتت الى مريم: مريم احضري كأسا من الماء
هزت رأسها وركضت إلى الاسفل
ام فهد سحبته إلى الحمام بدون أن تسمع لتذمره
فهد بدهشة: امي انا بخير لاتسمعي لها... قلت لك ارهاق فقط،، سأنام وارتاح
ام فهد: هيا لا تناقشني خذ حماما دافئا سيفيدك ..
فهد تنهد: هذا ما كنت سأفعله اساسا ولكن لا داعي لقلقكم هذا إنه ارهاق فقط،
ام فهد بلوم: ولماذا ترهق نفسك إلى هذه الدرجة..
رجعت مريم وبيدها الكأس ومدته له: خذ
فهد اخذه وهو يتأفف: لقد ضخمت الحكاية يا مريم، ثم كيف عرفت أن حرارتي مرتفعة ولماذا هذا التوتر والقلق، كل ما في الامر ان حرارتي ارتفعت قليلا،
مريم ارتبكت: لا ادري خفت
فهد باستنكار: مماذا خفتي ؟ لن اموت على الاغلب بسبب هذا
مريم هزت كتفيها ونظرت إليه ببراءة: لا ادري،، كانت.... صديقتي حرارتها ارتفعت مرة وبدأت بالهذيان وكانت ستنتحر.. وعندما استيقظت لا تذكر شيئا مما حدث
بقي ينظر إليها بدهشة ثم بدأ بالضحك وام فهد أيضا..
مريم بخجل: ماذا ؟
فهد يضحك: لهذا اغلقت النافذة والشرفة.. ! اعتقدت انني سأنتحر
ام فهد تبتسم: خافت، تحدث اشياء كهذه، هيا خذ اشرب هذا الدواء
هز رأسه وهو لا يزال يضحك ،اخذ منها الدواء وانسحبت مريم الى الخارج تشتم نفسها على غبائها..

بدأت الشمس تميل إلى الغروب تعلن انتهاء وقتها لليوم وتفسح الطريق للقمر ليضيئ الكون بنوره الفضي ،
الجو كان منعشا للنفوس .. وكانت مريم تقف في شرفة اريام تراقب حركة اوراق الشجر مع نسيم الهواء الخفيف، رأت صديقتها الشجرة وقالت بابتسامة: اشتقت إليك كيف حالك؟ ...
أريام وهي تدخل وتحمل بيدها صحن فيه شطيرتين وكأس عصير باليد الأخرى ، قالت وهي تمضغ: مع من تتحدثين؟
مريم التفت إليها: مع شجرتي
أريام ضحكت: هل انت مجنونة؟
مريم ابتسمت: قليلا
اريام: انظري ماذا جلبت لك
مريم نظرت إلى الصحن: لا يزال الوقت مبكرا على العشاء
اريام ضحكت وهي تأكل: أي عشاء يا غبية، هذه وجبة مصبرة
مريم ضحكت: ايتها الشرهة..
اريام تمدها بنصف شطيرة: هذا اعددته لأجلك
مريم اخذتها وهي تضحك: شكرا يا بخيلة.. هل غادرت سمر؟
اريام بفم ممتلئ: أجل غادرت..... "تبلع ما بفمها" .. قبل قليل.. وانا حضّرت هذه وصعدت.. لماذا لم تجلسي معنا؟
مريم باستياء: لم تعجبني سمر متكبرة ومغرورة لا ادري لماذا ترى نفسها فوقي،
اريام سكتت ثم قالت بمرح: لا تكترثي كلي كلي ..
مريم ضحكت وأكلت ما بيدها..
اريام: إذا أردت العصير انزلي واجلبي لك ، لم أستطع حمل المزيد
مريم بنفي : والله اشتهيه.. اعطني هذا الذي بيدك واجلبي لنفسك آخر؟
اريام ضحكت بسخرية: لديك أحلام كبيرة
مريم ضحكت وقالت وهي تخرج: الحمد لله لدي رجلين ويدين.. الى اللقاء
اريام بصوت عال لتسمعها: اجلبي لي معك كأسا اخر..
مريم تجاهلتها وهي تضحك..
في هذه الأثناء كان اسامة يخرج غرفته وهو يترنح في مشيه من النوم ونظر إليها: ابنة خـالــتـي
التفتت إليه ودهشت: مابك؟
اسامة يغمض عينيه يحاول اثارة شفقتها: انا مريييض
مريم ضحكت بدهشة وتوجهت إليه : مابك مريض؟
اسامة: لا ادري لقد هرب النوم مني
مريم ضحكت: اهذا هو المرض؟
اسامة يتظاهر بالمرض مجددا: لاا.. انا مريض
مريم بضحكة وضعت اصابعها الباردة على جبينه وقالت بضحك: توقف عن التمثيل يا هذا لا تمرض نفسك
ضحك اسامة ورجع لوضعه الطبيعي: ماذا تأكلين ؟
مريم : نصف شطيرة رحمة من اريام
اسامة: انا جائع هل سيكون عيبا لو طلبت منك ان تجهزي لي فطورا؟
مريم تضحك: أي فطور يا اسامة اقترب وقت العشاء
اسامة حك مقدمة رأسه بارتباك: أجل الم تفهمي بعد، عشاءكم هو فطوري وعند شروق الشمس غدائي وفطوركم هو عشائي ثم الخلود إلى النوم
مريم بضحكة : يعني كالبوم !
اسامة باعتراض: لو سمحت! اتقبل كلمة خفاش ولا اتقبل البوم
مريم مشت إلى الاسفل وهي تضحك عليه، ثم لحقها وهو يبتسم
دخلت إلى المطبخ وبدأت تعد له فطوره.. وهو ذهب إلى الصالة وبدأ يقلب قنوات التلفاز بنعاس .. إلى أن عادت إليه مريم ووضعت أمامه الفطور.. وأخذت كأس العصير الخاص بها..
نزلت أم فهد في هذه الاثناء ورأت اسامة: هل استيقظ البوم
اسامة التفت إليها: الخفاش افضل
ام فهد: كلاهما حيوانات
اسامة ضحك بدهشة: امي ما بك؟
ام فهد بغضب: متى ستعدل نفسك؟ لقد اتعبتني حقا لم اعرف ماذا افعل معك، حياتك كلها نوم واكل فقط.. مثل الحيوانات
اسامة بدهشة: امي تمهلي لم افعل شيء.. مابك غاضبة هكذا
ام فهد بعصبية: أنظر إلى فهد كل المسؤولية عليه حتى إذا مرض يعمل ولا يهتم بصحته، متى ستكبر يا اسامة؟ الا تخاف من ربك في أخيك ؟ وفينا نحن، في الغد سيتزوج فهد ويكوّن بيت وعائلة وتكثر عليه المصاريف والمسؤوليات، بمن سيهتم ؟ بنا او بك ايها العاطل او بعائلته واولاده ؟الى متى ؟ أليس لديك ضمير يؤنبك، انظر ...
اسامة تنهد بضيق وقاطعها: حسنا حسنا لا تقلقي سافعل ما تريدين، فقط لأعدل نومي وبعدها سأفعل ما تشائين
ام فهد: وعد؟
هز رأسه: وعد، لأصلح نومي وبعدها سأحاسبك بكل ما تريدين..
ام فهد بعدم اقتناع: كل مرة تقول هذا وبعدها لا تفعل شيء.. لقد تعبت يا اسامة حقا تعبت ..
اسامة ابتسم يطمئنها وهو يقبلها على جبينها: قلت لك حسنا سأفعل ما تريدين،، لا تقلقي،،
أم فهد ابتسمت برضى: حسنا اذا، لننتظر.. ونرى

اما مريم كانت قد صعدت إلى الاعلى قبل أن تسمع شجار أم فهد لأسامة..
دخلت وجلست مع اريام يتسامرن ويتبادلن أطراف الحديث.. إلى ان نادتهم أم اسامة إلى العشاء ونزلن ..
..

يتبع



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-17, 10:03 AM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


..
جميعاا جلسوا امام الطاولة الا فهد..
اسامة وهو ينظر إلى الاكل: لا اشتهي هذا الان، سأتغداه فيما بعد..
وخرج
اريام: أين فهد يا امي ؟
ام فهد: لا ادري يبدو أن متعب، اذهبي وناديه
اريام بدأت تأكل: لا استطيع النهوض الآن لقد بدأت
ام فهد بغضب: أريااام
اريام وضعت الملعقة باستياء ونظرت إلى مريم: مريم ناديه.. هذا الإيرل فهد
مريم ابتسمت بسخرية : ولماذا لا تفعلين انت، أيتها الكونتيسة أريام؟
اريام بغرور: لأنني كونتيسة..
وقفت مريم قبل أن تقف خالتها وتوجت إلى الاعلى بدون أن ترد على اريام
ام فهد بغضب: أريام ما هذا التصرف؟
اريام وهي تأكل: والله انا جائعة...
ام فهد بقهر: متى شبعت أنت اساسا؟ انظري الى جسم مريم ما شاء الله مثل الحوتة، وأنت قرش..
اريام تضحك بسخرية: أي حوتة يا امي هذه الهيكل العظمي للحوتة.. ألا ترين أن اصابع يدها مثل الشوكة؟
ام فهد هزت رأسها بضحك وأكملت أكلها..
مريم طرقت باب فهد وعندما لم يجبها فتحتها، وجدته نائم بهدوووء..
ابتسمت على شكله النائم بهدوء ، اطفأت النور واغلقت الباب وخرجت..
جلست معهم من جديد: نائم..
ام فهد بقلق: هل انخفضت حرارته؟
مريم: لا ادري؟
ام فهد وضعت الملعقة ومشت صاعدة للأعلى: لأراه هذا الفتى المسكين..
اريام نظرت لمريم وفمها ممتلئ: مابه؟
مريم: كانت حرارته مرتفعة ولا ادري الأن اذا كانت قد انخفظت
اريام رجعت تأكل: يتدلل فقط حجمه بحجم الحمار ويمرض
مريم باستهزاء: وكيف ستقنعيني أنك لم تمرضي في حياتك أنت؟ لاني أرى ان وزنك ااكبر من وزن فهد ربما ليس حمار واحد...
قاطعتها أريام باعترض: لاااااا مريم توقفي لست سمينة لتلك الدرجة لا تبالغي
مريم تضحك: حسنا ربما ليس لتلك الدرجة ولكن لا تسخري منه في النهاية هو أيضا انسان ويتعب..
اريام هزت رأسها واكملت اكلها بعدم اكتراث ولكن قاطعها عن الأكل رنين هاتفها..
تأففت وهي تمسح يديها وقالت بحنق: من قليل الذوق هذا يتصل بي اثناء أكلي..
ورأت إسم سمر وردت بقهر: سمر لست متفرغة لك ابدا، اتصلي فيما بعد لدي عمل مهم
سمر هادئة: تأكلين مجددا، اسمعي لقد قررت..
اريام بملل: ماذا قررت؟
سمر بغرور: انا اتخلى عن حب فهد
اريام صرخت بصدمة: ماااذا؟ لا اصدق، انت سمر تتخلين عن حب فهد؟ مستحييل
سمر بغضب: اصصممتي اخفضي صوتك سيسمعك أحدهم، اجل لقد تخليت عنه، مالذي يفعله الحمار هناك ؟
اريام: اجل حمار اليس كذلك، قلت انه حمار ولم يصدقوني، انه نائم
سمر تنهدت بحزن: كيف له أن ينام بدون أن يكترث بالجرح العميق الذي احدثته كلماته في قلبي
ارريام باستغراب: أي كلمات ؟
سمر بتهيدة طويلة: ... لا تكترثي.. اكملي عشائك سأتصل بك فيما بعد
اريام بسرعة: اجل فيما بعد الى اللقاء
سمر: شرهة..
واغلقت واكملت اريام عشاءها رجعت ام فهد وجلست بهدوء
مريم باهتمام سالتها: هل هو بخير؟
ام فهد تنهدت: شعرت ان حرارته انخفضت قليلا ولكن..
مريم: لكن ماذا؟
ام فهد: عندما حركته وهو نائم اردت ايقاضه ولكنه لم يستيقظ وبدأ يهذي
مريم بدهشة: يهذي؟ قلت لكم قلت لكم وضحكتم علي..
ام فهد ابتسمت بحزن: لا هو لا يمشي أثناء نومه، فقط يبدو انه يرى حلما أو ما شابه
مريم: ااه فهمت، ماذا يقول؟
ام فهد: اظن انه قد حدثت بينه وبين شيماء مشكلة، لقد كان يقول خائنة كيف تفعلين هذا بي وكيف تطلبين مني فسخ هذه الخطبة ، لم افهم شيء، ولكن على الاغلب تشاجر معها
اريام : مستحيل فهد يحبها
ام فهد : اظن انه ذاك اليوم الذي جاء وقال انه فسخ الخطبة وكان غاضب، ثم تراجع،
اريام: اجل لم ارى فهد قبلها غاضب، هل فعلت شيماء شيئا ما يا ترى؟ هل اسالها؟
ام فهد بسرعة: لااا اياك ان تفعلي .. ليستيقظ هو ويخبرنا متى اراد، لا تتدخلي
هزت راسها واكملت اكلها ... ثم رمت الملعقة بإنهاك: ااه لقد تعبت،،
ام فهد: تعبت من الاكل ؟
اريام ضحكت: اجل فكي اوجعني
مريم تضحك: طبعا منذ ان استيقظت في الصباح وانت تمضغين اعصاب فكك بدأت تقْدم قريبا ستصبح رثة
اريام: هل غرت مني ايتها الشوكة ؟
مريم بغرور: مِمَ سأغار ؟ الحمد لله لا ينقصني شيء..
ام فهد وهي تضع الملعقة : الحمد لله، صحيح مريم
مريم التفت لها: نعم خالتي
ام فهد وهي تمسح فمها بالمنشفة: سنذهب بعد قليل إلى محلات الأثاث .. عندما تكملي أكلك تجهزي
مريم بدهشة: لماذا هل ستغيرون الأثاث؟
اريام ضربتها وهي تقف: يا غبية اثاث لغرفتك
مريم نظرت اليها بدهشة ثم تذكرت أنهم كانوا سيجهزون لها غرفة
صعدت أريام إلى الاعلى بسرعة تلبس وهي تنادي مريم ومريم لحقتها..
مريم بتردد: أريام.. اين ستكون غرفتي؟ اعني .....
اريام: التي بجانب غرفتي ..
مريم: من اليمين او اليسار ؟
اريام: هذه الغرفة الفارغة هنا ما بين غرفة فهد وغرفتي ألم تريها من قبل؟
مريم هزت رأسها بفهم: رأيتها
لبست وخرجت معهم وأخذهم اسامة وهي تتأمل الطرقات والمحلات ..
دخلوا الى اول محل للاثاث
اريام اخذت دليل السلع تتصفحه وتوقفت عند أحد الغرف: اووه مريم أنظري إلى هذه رائعة
ام فهد: لاا أريام ما هذا الذوق السيء، اقلبي الصفحة لأرى
مريم تنظر إليها مدهوشة، لا تصدق إلى الآن أنها ستكون لها غرفة خاصة وبأثاث فخم كهذا.. ومع هذا لا يعجب خالتها وتريد شيئا افخم منه؟ وهي طول حياتها كانت تحلم فقط بغرفة صغيرة تجمعها مع انسان يفهمها يربت على كتفها ويأوي تشردها.. هاهي حصلت عليهم جميعا في طرفة عين، كيف ستستوعب كل هذا مرة واحدة؟ احست بالدموع تتجمع بعينيها، ولكنها حاولت اخفائها، وابتسمت لأريام التي وقع اختيارها على احدى الغرف انيقة ولطيفة تتوفر على جميع مستلزمات غرفة الفتاة..
وافقت مريم بدون نقاش لانها بهرت بجمالها فهي بعد كل شيء جمالها يفوق تلك التي كانت ترسمها في خيالها وتعيش فيها ثم رجعوا إلى البيت واريام تخطط كيف سيكون طلاء الغرفة .. واحيانا تتجاوب معها أم فهد ومريم صامتة لا تتكلم بشي، لا تعرف ماذا ستقول، اساسا لا تفهم شيئا مما يتحدثون عنه.

مر الوقت وانقضى يومين آخرين على وجود مريم بين عائلتها الجديدة..
على الساعة 2 ليلا..
كانت تقف في شرفة غرفتها الجديدة وتتأمل شجرتها المحبوبة.. كانت بعيدة عن شرفتها قليلا وقريبة لشرفة فهد....
بقيت تنظر إليها وهي تسبح في افكارها بعيدا عن العالم الواقعي..
ثم خرج منها صوتا هادئا يغني بهدوء........
ابتسم فهد الذي كان سيغلق شرفته ثم ضحك: تغني وكأنها ضفدع
خرج إلى شرفته هو الثاني والتفت إليها: مالذي تفعليننه في هذا الوقت المتأخر من الليل..
التفتت ناحيته واحمر وجهها من الخجل: لاا لا شيء لا ينتابني النعاس فحسب
فهد: أجل وتغنين..
مريم بخجل: هل سمعتني؟
فهد ضحك: سمعت .. تصبحين على خير..
مريم بفشل: وانت بخير....
دخل وهي ضربت بيدها على جبينها بقهر: تبا لك لماذا تغنين في هذا الوقت المتأخر من الليل ...؟

دخلت واقفلت شرفتها ورمت نفسها على السرير وحاولت النوم بدون ان تفكر في أي شيء.. وفعلا لم تدع نفسها تفكر وبدأت تستغفر وتذكر الله وتقرأ القرآن إلى ان غطت في النوم..
استيقظت في الصباح على ازعاج اريام وهي توقظها
مريم بانزعاج: ماااذا هنااك؟
اريام: هياا لنذهب إلى السووق انهظي
مريم فتحت عينيها بنعاس: أي سوق؟
اريام بحماس: هيا ما دام فهد قد رضي علينا لنذهب هيا انهظي سيأخذنا هو
مريم اعتدلت في جلوسها: فهد؟ اجل وبعد لماذا سنذهب؟
اريام: لنتجهز لعقد قرانه
مريم: الم نشتري وانتهى الامر؟
اريام: لا ليس بعد،، لم يعجبني ذاك الفستان.. سأشتري غيره.. ولنأخذ لك اكسسوارات..
سمعوا صوت فهد يناديهم: ارياااااااامم
اريام انتفضت: هياااا مريم بسرعةةةة
مريم تأففت ووقفت: وهل سألبس مجددا تلك العباءة الكبيرة ؟
اريام تضحك: لنشتري لك غيرها اليوم ولكن لا تدعيني انسى ذكريني
مريم وهي تقف: حسنا ايتها المزعجة
خرجت اريام لبست ومريم ايضا تجهزت وخرجت معها..
فهد رآهم وتأفف: تجعلون الإنسان يندم عندما يوافق على طلباتكم، هيا بسرعة
اريام خرجت راكضة متحمسة وركبت وهي تتصل بحلا
مريم ركبت ومشى فهد
وصل إلى السوق ونزلوا وقال: لا تتأخرن..
اريام: حسنا سنتصل بك..
نزلن ومريم بدأت معاناتها مع العباءة الكبيرة واريام تضحك عليها، التقوا بحلا وتسوقوا معها..
الى ان تعبت مريم وهي تلحقم من مكان لمكان : ارياام اتصلي به لقد تعبت
حلا: لا يزال الوقت مبكرا يا مريم..
مريم بتعب: والله لقد تعبت،
حلا: من هذه العباءة التي تلبسينها، ههههههه
مريم: اجل، اتصلي به
اريام باصرار: ليس بعد،
حلا: ارحميها يا اريام ، ماذا بعد ؟ لقد اخذت كل ما تريدين ...؟
اريام ببرود: لنتجول قليلا
مريم تأففت وبقيت تلحقهم إلى ان حنت عليها اريام واتصلت به..
حضر فهد وركبن معه..
اريام شهقت بقوة وهي تتذكر أنها لم تشتري أي شيء للأكل: فهههد
التفت اليها: ماذا؟
اريام برجاء: انتظر دقيقة ارجووك..
ونزلت: حلاا تعالي لقد نسيييت اهم شيء..
حلا: ماذا نسيتي؟
مريم بقهر: اريام هيا لنذهب لقد تعبت حقا
فهد بقهرر: اركببي اريام والا ذهبت وتركتك
اريام برجاء وكذب: فهد ارجوك امي اوصتني ان اشتري لها ونسييت.. ارجوك دقيقة واحدة
فهد: ماذا تشترين بعد؟
اريام: لا تسال هيا حلا
تاففت حلا ونزلت ثم نظرن الى مريم: ألن تاتي؟
مريم هزت رأسها: مستحيل، تريدين قتلي،،
اريام مشت ولحقتها حلا
فهد تافف: تبا لكن من بنات تبا
مريم بقهر: انا أيضا فتاة ولكن حقا تبا لنا من بنات ،،
فهد ضحك: اخيرا اعترففت واحدة
مريم: لا فقط متطلباتها كثيرة.. لقد اتعبتني ولم تسمع لي اقول لها اتصلي به لنرجع تعبت وهي تجاهلتني
فهد يضحك: كنت اتصلت بي انت عنادا فيها، اذا هددتها انا ستخرج من المحل قسرا
مريم بقهر: كيف سأتصل بك، لا املك هاتفا قلت لك
هز راسه : نسيت
بقو ينتظرونهم في هدوء الى ان رن هاتف فهد ورد ..
بقيت مريم تنظر إليه وهو يتكلم ويضحك ويمزح.. وتبتسم عليه وهي تشعر بشعور خجل كلما رأته.. وقالت في نفسها بابتسامة: لقد احببته..
ثم اغلق الهاتف.. وبقي ينتظر وتاخرت اريام وحلا ثم تافف: اين بقيت هاتان،
مريم بقهر: ما رأيك ان نذهب ونتركهم هنا، ليرجعن مشيا او يأتين في اي وسيلة نقل
فهد التفت اليها وضحك: هل انت جادة؟
مريم ضحكت: ما ادراني لياخذن درسا
فهد التفت مجددا الى الامام وهو يضحك: لا يوجد، ولكن حقا لياخذن درسا ..
شغل السيارة ومشى وهي تضحك: هل حقا تنوي الذهاب وتركهم؟
فهد: لا فقط نبتعد عنهم قليلا ثم نرجع لنرى ما سيفعلن..
مريم بتشجيع: اجل افعلها انا ممعك،، لقد تاخرن تبا
وقف بعيدا عن ذات المكان ونزل وهو يقول: ابقي هنا سارجع حالا اقفلي السيارة..
مريم: حسنا..
اقفلت السيارة على نفسها وبقيت تتابع فهد اين يمشي الى ان اختفى..
تنهدت بابتسامة.. ثم التفتت الى جانبها انزلت كل الاكياس من فوق المقعد واتكأت .. وبمجرد ما ان اغمضت عينيها رأت فهد في خيالها.. فتحتهم بسرعة وهي مصدومة لماذا تراه في خيالها عندما تغمض عينيها؟ اغمضتهم مجددا واختفى هذه المرة.. تنهدت براحة وقالت: لا ينقصني سوى الحب، كم انت ساذجة يا مريم ضحك في وجهك مرتين بدأت تشعرين بشعور غريب نحوه وانت قد تمت خيانتك قبل بضعة اشهر قليلة فقط.. حمارة.. صحيح انني اشعر بدفئ نحو فهد لكن فقط لانه يعاملني معاملة جيدة .. افضل من اسامة وحتى طلال،، انه قريب لي اكثر من الباقي فقط.. والا مكانته عندي مثل اريام بالضبط، اقرب الي من سليم حتى، اجل حب اخوة فقط.
سكتت وهي تسمع صوت السيارة ينفتح، جلست على المقعد ترى من هذا، ركب فهد وهو يبتسم ويحمل كيسا صغيرا: اججل لقد اخذته..
مدها بالكيس: هذه هدية لك
مريم صدمت: هدية؟ لي ؟
فهد هز رأس بابتسامة: ستعجبك متأكد، افتحيها..
اخذت الكيس وفتحته، كانت علبة مستطيلة.. لم تعرف ماذا من الممكن ان يكون بداخلها، زادت دهشتها وفتتحت العلبة بفضوول.. ثم صرخت بصدمة: هااتف جواااال
ضحك على ردة فعلها والتفت لها: اعجبك صحيح !
مريم نظرت اليها بصدمة: لا اصدق هل اشتريت لي هاتفا؟
هز رأسه وهو يبتسم
مريم نزلت دموع الفرح وبدون وعي منها مدت يديها الاثنان له وبدأت تهزه من أكتافه بحماس وهي تصرخ وتضحك: شككككررررا لك لا اصددددققق
فهد يضحك بدهشة وهي تجره الى الوراء من كتفه: توقفي هههههههه ماذا تفعلين توقفي!!!
ضحكت بارتباك وافلتت ملابسه : اااسفة ههههه ... شككككررررا لكك يا فهد حقققااا شكرا لك... ماذا اقول غير هذا؟
فهد يضحك بسعادة على ردة فعلها الفرحة: المهم انه اعجبك لا تقولي شيء..
مسحت دموعها وبقيت تقلبه بين يديها وتنظر أليه بانبهار: لاول مرة املك هاتفا ، ججمميل.. لقد بهرت به يا فهد شككرا لك
فهد بغرور: طبعا سيعجبك هذا آخر طراز
مريم تضحك بسعادة وهي تنظر إليه في يدها وحاولت تشغيل: من هنا صحيح
التفت ونظر إليها: الا تعرفين استخدامه؟
هزت رأسها: قليلا كان لصديقتي واحد ولكن ليس بهذه الفخامة،ستغار لو رأته حتما .. سأقرا عليه المعوذتين
بقي يضحك عليها وينظر إليها وحركاتها السعيدة
بعد ان اكملت القراءة رفعت بصرها اليه، ارتبكت من نظراته المتفحصة التي ستأكلها.. سكتت قليلا ثم تنحنحت: احمم كيف اعمل به ؟
فهد تنحنح والتفت امامه: سأعلمك فيما بعد، لنرجع إليهن الآن..
مريم بحماس الطفل: حسنا..
وسكتت وهي تنظر إلى هاتفها فقط تنظر إليه ومنبهرة به..
رجع إلى نفس المكان الاول الذي ترك فيه اريام وحلا
وهن كن واقفات ويحاولن الاتصال به ولكنه لا يرد.. كان يضعه على الوضع الصامت..
ركبن وانفجرت اريام بالصراخ: لماااذا فعلت هذا الى اين ذهبت يا غبي ؟ مريييم ايتها الحمارة لماذا لم توقفيه..لماذا لا ترد على اتصالاتي ايها الوغد لقد متنا رعبا.. أنت يجب ان نشتري لك هاتفا لنتصل بك..
فهد ببرود: لتتعلمن المرة الآتية كيف تتأخرن علي.. كنت سأذهب وارجع الى البيت ولكن مريم ارجعتني .. ولكن في المرة القادمة سأفعلها بدون ان اسمع لأحد..
مريم ضحكت وهي تقول ايها الكاذب انا من اعطيتك الفكرة..
حلا قهرت منه ولكنها سكتت والتفت الى مريم: مريم هل اشتريت هاتفا؟
مريم هزت رأسها وهي تضحك: اجل هدية
حلا رأت: اووه اخر طراز افضل من هاتففي، اظن انه حان وقت تغيير هاتفي، مبارك عليك من اهداك اياه؟
مريم بحماس: فهد..
ابتسم فهد من جديد على حماسها واريام التفتت اليها وقرت من فهد: وانا منذ شهرين اقول لك هناك خلل في هاتفي وانت لا تبالي..
فهد ببرود: ما شأني؟
اريام بقهرر: ما رأيك ان ارميه الان من هنا ويتحطم؟
فهد: لارميك معه
مريم بصدمة خطفته منها بسرعة:و انا أحطم رقبتك،، هاتي ايتها الحسودة
اريام بقهروتكلمت لفهد : لا احتاجك سأشتري واحدا لي.. مريم مبارك
مريم ابتسمت بسعادة: شكرا
بعد ان اوصلوا حلا الى بيتها ورجعوا الى بيتهم..
كانت مريم تجلس مع خالتها وهي تريها هاتفها
اريام صعدت إلى غرفتهاتجرب ملابسها الجديدة بحماس ومريم لم تهتم وبقيت تنظر إلى هاتفها فقط بسعادة
جلس فهد بجانبها وضحك وهو ينظر إليها: ألا تزالين تنظرين إليه،
مريم نظرت إليه بابتسامة: يعجبني
فهد ضحك ولم يتكلم
ام فهد تنظر إليها وتبتسم بدون ان تتكلم
مريم الى فهد: كيف استخدمه ؟
استعدل فهد في جلوسه كان سيأخذه منها
مريم بسرعة: لااا في يدي ارني كيف وانا افعل
ابتسم أشار على زر التشغيل: هذا زر التشغيل.. اضغطيه
مريم وهي تضغط: أجل عرفت ذا من هنا اشغله وهنا افتحه.. ولكن ماذا عن هذه الاشياء هنا؟ "وهي تشير على البرامج"
فهد بدأ يشرح لها كل الموجود هناك.. وهي تصغي اليه باهتممام مثل الطالبة المجتهدة.. إلى أن سكت
هزت رأسها بفهم وبدأت تطبق وهي فرحة وهو ينظر إليها ويضحك
ثم اشارت على ايقونة الكاميرا: هل اصور؟
فهد: ولم تساليني افعلي ما يحلو لك
ضغطت عليها ودخلت لتصور والتقطت صورة لما امامها وضحكت بانجازها وفهد يراقبها وهو يبتسم على سعادتها الكبيرة على ابسط الاشياء ..
لم يحس إلا وهي تلتقط له صورة وتضحك: صووّورتتككك
فهد انتبه وقال بدهشة: لمااذا تصورييني؟ صوري نفسك
مريم تضحك: كيف اصور نفسي ..؟
فهد هز رأسه وهو يضحك ثم أراها كيف تصور نفسها صوررة شخصية "سيلفي"
صورت نفسها وهي تضحك ثم اقتربت منه لتصوره معها: ابتسم
فهد بدهشة: توقفي...
مريم تجاهلته وابتسمت هي والتقطت الصورة
ثم ضحكت على شكله المدهوش: شكلك مضضحكك
ضحك وحاول إختطاف الهاتف منها ولكنها ابتعدت وهي تضحك نهضت لتركض ولكنها تعثرت بعباءتها التي لم تخلعها بعد من الحماس وسقطت ونظرت إلى الهاتف بصدمة: لااا ..
فهد بدهشة: مااذا حدث؟
مريم ضحكت وهي تنظر إلى الهاتف: لم يحدث له شيء الحمد لله
ام فهد تضحك ساعدتها على الوقوف: قفي
مريم وقفت وجلست بجانبها واخذت الهاتف: خالتي ابتسمي
ام فهد تضحك: ستكون سيئة
مريم التقطتها: لااا جيدة تبدين جميلة جدا، انظري إلى شكل فهد هنا
فهد بتهديد: امسحيها يا مريم والا ...
مريم قاطعته: لــــــن افـــعـل انا جميلة في هذه الصورة لذا لن امسححها
نزلت اريام ترركض وهي تلبس فستانها الجديد : امممي انظري..
نظروا إليها باعجاب: اووه رائع
اريام بغرور وهي تدور حول نفسها : كيف ابدو يا فهد
فهد يضحك: جميل اصبحت عباس مزين
اريام قهرت وقالت بتهديد: اقسم أنني سأحفر رأسك بكعب حذائي الآن
فهد ضحك: صمتُّ
مريم وقفت: توقفي لأصورك
اريام اتخذت الوضعية: اياك ان تكون سيئة
مريم ضحكت وصورت نفسها عدة صور وهي توهمها انها تصورها
اريام تغير الوضعية: وهككذا
مريم تضحك تصور نفسها بالسيلفي ثم اخذت تضحك بهستيرية: يا لجماااااااال الصورررر
اريام تحمست بغرور: أرني ارني
وأخذت تقلب الصور وهي مصدومة: أين الصور؟؟
مريم تضحككك ودموع الضحك بعينيها: هنااا هههههههههههه
اريام قهرررت وضربتها بكعبها العالي على رجلها: سحقا لك ايتها البقرة..
مريم وهي تضحك تتألم من ضربتها: توقفي لألتقط لك صورة
اريام بغضب: لا تلتقططي.. لقد غضبت..
وصعدت إلى غرفتها مقهورة تغير ملابسها..
ام فهد وهي تضحك: ماذا فعلت يا مريم؟
مريم تضحك: كنت اصور نفسي وهي تحسب انني اصورها
فهد ضحك: حرام عليك كانت تأخذ وضعيات احترافية
مريم وهي تضحك وتصعد: لأراضيها
ركضت ولكنها تعثرت ووقفت مجددا بدون أن تتذمر وواصلت طريقها وكأنها لم تسقط وفهد وامه يضحكون عليها
ام فهد تضحك: حيوية لقد اسعدتها بهذا الهاتف يا فهد
فهد يضحك: والله انا ايضا سعدت عندما رأيت سعادتها، صحيح أمي نسيت أن اخبرك، لقد تحدثت مع والد شيماء واتفقنا أن يكون عق القران بعد ثلاث ايام، لا نريد شئا كبيرا ليكن حفلا صغيرا فقط
ام فهد بدهشة: ثلااااث ايام؟ لماذا لم تخبرني من قبل لم يتبقى الكثير ولم نجهز أي شيء ؟؟؟
فهد: لا بأس ليكن صغيرا يا امي
الا ويرن هاتفه ورأى الاسم وتغيرت ملامحه من السعادة الى نظرات الضيق والحقد والغضب..
وقف وخرج خارجا ورد: ماذا تريدين؟
شيماء: مرحبا فهد، اسمع لا تغضب انا فقط اتصلت بك.. لكي...
فهد يستعجلها: بسرعة لدي عمل
شيماء تنهدت: لماذا لم تخبر والدي بأنك لا تريد الزواج مني حتى الآن؟
فهد ضحك بسخرية: هل كنت تنتظرين مني هذه الخطوة فعلا؟ ربما لأنني اريد الزواج منك ما ادراك؟
شيماء بصدمة: بعد ما عرفته عني؟
فهد بتأكيد: أجل بعد ما عرفته عنك.. لن أتراجع.. وليكن بعلمك لقد تكلمت مع والدك واتفقنا أن نقدّم موعد عقد القران ، ولم يتبقى عنه سوى ثلاث ايام..
شيماء بصدمة: فهد لا تفعل ارجوك، ارجوك يا فهد يا تفعل هذا بي..
فهد بجمود: اذا اردت ابطال الزواج فتكلمي مع والدك بنفسك، لم تحسني الصنع عندما اخبرتني بانك على علاقة مع غيري، فقط افسدت صورتك واختفى الحب الذي كنت اكنه لك، واتضح انه ليس حبا بل فقط تعلق.. انك فتاة ساقطة فقط عرفت هذا ولكني لا انوي التراجع في اخر المطاف عن هذا الزواج،
شيماء ببكاء: فهد ارجوك ابي لن يستمع إلي، لن يسمع لي مطلقا لن يهتم برأيي ارجوك لتقل انك تراجعت ارجووك يا فهد اذا قلتها انت ابي لن يعترض لن يقول اي شيء سيبطل الزواج فقط.. ارجوك
فهد ببرود: والله انا قلت ما لدي، الى اللقاء.. صحيح قبل ان انسى بعد عقد القران اريد ان اراك لذا لا تتحججي بأي شيء.. إلا اذا ابطلتِ انت الزواج قبل موعده فهذا شيء اخر، وصدقيني سأكون شاكرا لك.. الى اللقاء..
واقفل عنها وابتسم ابتسامة نصر.. وهو يقول في نفسه (وترجوني أيضا لتركض الى عند الحبيب، سأريك يا شيماء ، طبعا لن اتشرف ان يرتبط اسمي باسم فتاة ساقطة مثلك ولكن اصبري قليلا ..)
ثم دخل إلى البيت مجددا ورأى ان ام فهد اختفت عن الصالة و مريم تنزل وهي تمسك بهاتفها بإحكام وابتسم ( شتاان بين البراءة التامة والبراءة المزيفة.. "ثم انتبه لنفسه" ولماذا أقارن مريم بتلك؟ "واجاب نفسه" لانني كنت غبي ولا افرق بين الزيف والحقيقة.. كيف لم انتبه من قبل إلى نظراتها المزيفة وابتساماتها وكلماتها الكاذبة ، لماذا كنت اعمى لهذه الدرجة؟ هل احببتها حقا؟ وهل ينتهي الحب بهذه السهولة؟ صحيح ان هذه الخيانة اوجعتني وحرقت قلبي ولكن بسهولة تجااوزتها، لم احبها اجل كانت مجرد هوس وتعلق اقنعت نفسي اني احبها، "وبسخرية" هه مسكين لم ترى في حياتك المشاعر الصادقة.. كما قالت سمر صحيح كم انني مثير للشفقة بسرعة صدقت شيماء ووثقت بها،.. ثم تأتي الأخرى وتقول انها تحبني وانا لا يزال قلبي حدديث الكية من سابقتها.. سحقا لكن معشر النساء كيف تلعبن بمشاعر الانسان وتقتلنها بسهولة)
وقطع تفكيره وشروده مريم وهي تصوره وتضحك : صوورتتتك
انطلقت منه ضحكة طويلة: لماذا تصوريني انت ماذا يعجبك في تصويري؟
مريم تريه الصورة من بعيد وهي تضحك: ملامحك مضحكة في ماذا تفكر؟ هل يعذبك الحب يا هذا ههههههههههههه
سكت وهو يبتسم..
انتبهت لملامحه التي بدأت تتغير ويشرد مرة اخرى
تاتي اريام وتجلس: لا تقلق بقي ثلاث ايام وتصبح زوجتك ونتخلص نحن منك.. الحمد لله لقد اتضح الموعد اخيرا
فهد تنهد ووقف: دعكن من الحديث الساخر انا متعب سأنام، لا اريد ان يزعجني احد
ام فهد وهي ترجع : الى اين جهزتُ الغداء !
فهد ابتسم لها وقبل رأسها: سلمت يا امي انا لا اشتهي شيئا فقط سانام..
ام فهد تنهدت: حسنا انت أعلم...
واختفى فهد والتفتت ام فهد الى اريام ومريم: قلت لكن ان هناك مشكلة بينه وبين شيماء، مؤكدد..
اريام: اين الغداء دعك منه اين الغداء؟
ام فهد تتنهد: واسامة يرمي عليه ككل عناء العمل ... سأريك يا اسامة بالامس وعدتني واليوم لا تزال نائما
اريام وهي تقف متجة إلى المطبخ: أنــــا جائعة...
ام فهد توجهت إلى الهاتف واتصلت بأختها تخبرها عن موعد عقد القران

في بيت أم طلال..
أم طلال بعد ان انتهت مكالمتها من أختها جلست وبجانبها كل أولادها ومعهم زوجها..
هديل: أبي ما رأيك لو انني اذهب وابيت في بيت خالتي الليلة؟
ابو طلال: لا يا عزيزتي لا تكثري عليهم كانت أختك عندهم
هديل تنظر إلى سمر بقهر: اجل ولهذا اريد الذهاب، لماذا لم تخبريني أنك ذاهبة ام انك كنت تخططين لشيء جديد؟
ام طلال رمقتها بنظرة سامة: هديل !
ديل سكتت بقهر
سمر تجاهلتها
ام طلال : عقد قران فهد بعد ثلاث ايام
نظروا اليها جميعا بدهةش: مااذا؟
ام طلال هزت رأسها: اجل بعد ثلاث ايام..
ونظرت إلى طلال بقهر: طلال انظر فهد سيتزوج الآ، وانت...
طلال قاطعها: امي لا اريد الزواج الآن لااااا اريييد
ام طلال صمتت بقهر
سمر بسخرية: ومن ستقبل بهذا المتسكع؟
ام طلال: ولماذا لن تقبل به أين ستجد واحدا مثثله؟
نظر إليها طلال بنصر وسمر تجاهلته
ام طلال: ما رأيك يا طلال بأريام، انها حا فتاة...
قاطعها طلال وهو يضحك: عباس؟ تلك السمينة.. امي أقبل بكل الفتيات إلا تلك البدينة.. تريدينها أن تأكلني؟
ام طلال تقاطعه بحدة: اخرس... لن أسمح لك ان تهينها بهذه الطريقة... صادقة اختك انظر إلى شكلك أولا وبعدها اسخر من الفتاة
ابو طلال نظر إليه بقهر: اغرب لا تراك عيني
طلال قهر ووقف وهو يتمتم:دائما لا تعجبهم الحقيقة.. اجل بدينة .....
.
..
..
انتهى




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-17, 09:24 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\

الـسلام علـــيكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
الجــــــــ السابع ــــــزء

في بيت ام فهد..
كانوا جميعهم يجلسون حتى اسامة معهم وهو يتثاءب باستمرار من النعاس.. فقد اصرت عليه أم فهد أن يبقى مستيقظا على الأقل إلى المغرب ليعتدل في نومه
نظر إلى فهد: ستتزوج يا هذا اخيرا بعد طول انتظار ...؟
فهد هز رأسه: غير واضح بعد
ام فهد بدهشة: كيف غير واضح؟
فهد: ترقبوا فسخ الخطبة في آخر لحظة.. لا داعي للتحضيرات والتجهيزات المبالغ فيها هذه..
ام فهد بصدمة: مالذي تقوله؟
فهد تنهد: بصراحة.. انا لا انوي الزواج من هذه الفتاة.. لا داعي لأن تدعي الناس الى الحفل وما شابه فقط اريده ان يكون درسا لها.. لتعرف كيف تكون الخيانة..
ام فهد بصدمة: أي خيانة مالذي تقوله؟
فهد يرى هاتفه الذي يرن باسم شيماء: شيماء يا امي خائنة طلبت مني ان افسخ الخطبة لتتزوج بابن خالتها، لأن والدها يرفض اذا قالت هي انها لا تريدني ..
ام فهد: مالذي تقوله؟
اريام بصددمة: يعني انك اصبحت حرا؟
فهد نظر إليها ورفع حاجبه: حرا؟ وما شأن هذا الآن ؟
اريام ضحكت بتوتر: لا فقط.. لا ادري.. بيني وبينك شيماء لا تليق بك كنت اكرهها ولكني سكت لانك تحبها
ام فهد: أنت تمزح صحيح؟
فهد: لا امي اقسم اني جاد، هذا الزواج لن يتم،،
ام فهد قهرت: الكلبة.. لو انك قلت لي لـ...
فهد قاطعها بابتسامة تطمئنها وهو يخرج: لا تقلقي امي انا لا تهمني فقط اريد تأديبها، انا سأنهي هذا الأمر الآن انتم فقط لا تنشغلوا بامر الحفلة لانها لن تتم وفقط..
وخرج
ام فهد بغضب: كيف هذا الا تخجل هذه الفتاة
اريام بقهر: كنت لا ارتاح لها ولا احبها ولكني سكتت لأنه يحبها.. سحقا
اسامة يحمد لله: والله الحمد لله انني اكره النساء مسبقا..
مريم التفتت إليه: لماذا تكره النساء؟
اسامة: خائنات..
مريم بسخرية: وكانكم عصافير البراءة
ضحك اسامة: انظري إلى زوجة فهد..
مريم: هي الخائنة وما شأننا نحن؟ ثم أنها خانته مع رجل آخر .. لو أن هذا الرجل كان رجلا حقا لما فكر أن يقيم علاقة مع امراة مخطوبة مقبلة على الزواج.. بامكانك ان تجد الخيانة في كلا الطرفين، لكن بنظري الرجال هم اكثر خيانة فأغلبهم لديهم أعين زائغة اما المرأة فمهما بلغت من القوة الا انها ضعيفة امام الرجل.. قليل ان تجد امراة خائنة ولا يمكنك انكار ان الرجال اكثر خيانة عن النساء..
اسامة: حسنا ربما يكون الرجال اكثر خيانة ولكن ما الاسباب المؤدية لهذا؟
مريم: دعنا من الاسباب نحن نتكلم عن الخيانة والوفاء..
ام فهد: دعكم من هذا الحديث عديم الفائدة وفكر في حل لأخيك
اسامة: والله ما من حل مع امرأة خائنة
مريم بحقد: تطلب منه فسخ الخطبة وكأنه شيء عادي تطلبه من خطيبها ، وقحة
اريامم : حزنت على اخي ولكن الحمد لله لقد تخلصنا منها.. لم اكن احبها على الاطلاق
ام فهد وهي تقف: اسامة قم اوصلني إلى بيت خالتك علي ان اتحدث معها
اسامة باستياء: امي ينتابني النعاس سنتعرض لحادث لو قدت السيارة بهذه الحالة.. دعيني اذهب وانام
ام فهد بغضب: قم اغسل وجهك ولا تناقشني.. لن تنام اليوم الا في الليل مثلنا
اسامة تنهد وسكت ..
لبست ام فهد ونزلت
اريام: هل نذهب معك ؟
ام فهد: لا
وخرجت مع اسامة وهو يتململ ويحاول التهرب ولكنها جرته بقوة واخذها قسرا..
في هذه اللحظة رن الجرس
اريام بكسل: من سيأتي الآن؟ مريم افتحي الباب
مريم: لكني لا اعرف احدا؟
اريام: ومالمشكل في هذا؟
تنهدت مريم وتوجهت ناحية الباب وفتحته، رأت امراة اطول منها قليلا..
مريم بابتسامة: نعم تفضلي
الفتاة ابتسمت بارتباك: مرححبا..
مريم: اهلا بك تفضلي..
الفتاة بتوتر: هل لي أن اعرف من تكونين؟ اقصد.. هذا بيت فهد اليس كذلك؟
مريم هزت رأسها: نعم نعم هو.. تفضلي..
ودخلت معها
الفتاة: ربما لم تعرفيني لأني لم اعرفك انا ايضا؟ انا شيماء خطيبة فهد
مريم بقيت تنظر إليها بصدمة: ماذا؟
الفتاة بترقب: انت ابنة خاله؟ اعرف جميع الفتيات الا ابنة خاله اظن ان اسمك حلا؟
مريم نظرت إليها بقهر: لا لست حلا انا مريم.. ابنة خالته الاخرى.. الجزائرية
الفتاة بصدمة: من ؟
مريم ببرود: فهد غير موجود..
الفتاة ارتبكت من نظراتها: هل لك ان تتصلي به؟ انه لا يجيب على اتصالاتي وعلي ان اتحدث معه في موضوع هام، ضروري جدا
مريم هزت رأسها وخرجت وشيماء قهرت من تصرفها معها ..
مريم تنظر إلى اريام: أريااام لقد جاءت شيماء..
اريام التفت اليها بصدمة: شيماء؟
مريم هزت رأسها: اجل تريد فهد تقول انه لا يجيب على اتصالتي وما شابه تريد ان تتحدث معه
اريام وقفت وتوجهت معها ناحية المجلس: ما هذه الوقاحة.. تأتي إلى هنا..
دخلت اريام المجلس و سلمت عليها ببرود وقالت: فهد غير موجود
شيماء: هل بامكانك ان تتصلي به؟
اريام نظرت الى مريم: اتصلي به
مريم هزت رأسها واخرجت هاتفها الجديد من جيبها واتصلت به وردّ هو: اووه مريم تعلمت كيف تتصلين؟
مريم ضحكت: اجل تعلمت، اا فهد اين انت؟
فهد استغرب: لماذا؟
مريم بارتباك: شيماء.. هنا في البيت وتريد ان تتحدث معك
فهد بصدمة:شيــمااء؟
مريم: اجل.. هل ستأتي؟
فهد سكت يفكر قليلا ثم ابتسم بهدوء: لتنتظر قليلا او دعيها تذهب لدي عمل سأحله اولا
مريم بانصياع: حسنا
واقفلت الخط ونظرت إليها : يقول لدي عمل انتظري قليلا او اذهبي
هزت رأسها: سأنتظر.. اجل اريام كيف حالك؟
اريام بهدوء: بخير الحمد لله..
شيماء سكتت وهي تستغرب تصرف اريام معها وهذه الفتاة من؟ ولماذا يعاملنني بهذه الطريقة؟ هل يعقل ان فهد اخبرهم بما يجري بيننا؟ سكتت وكأن هذه الفكرة لم تعجبها.. وأحست بأنها فتاة وقحة بنظرهم وازعجها هذا الشعور.. طال انتظارها في وسط هذا الهدوء وافكارها تأخذها لمكان بعيد إلى عند حبيبها الذي يتوعد فهد الذي لم يفسخ الخطبة ..
قطع هذا الصمت والانتظار الطويل صوت شيماء المتردد تخاطب مريم: عفوا
التفتن لها...
مريم: نعم؟
شيماء بتساؤل: من أنت؟
اريام: ابنة خالتي.. خالتي سارة ،، تسكن في الجزائر
شيماء بدهشة: حقا؟ لاول مرة اعرف عنك لم يخبرني عنك فهد مسبقا ابدا
مريم هزت رأسها وسكتت
سمعو صوت سيارة تدخل إلى الحديقة ..
شيماء بتوتر: هل هو فهد؟
اريام: لا ادري ربما اسامة
ثم سمعوا صوت باب البيت الداخلي يفتح ودخل فهد إلى المجلس وهو يتنحنح
شيماء وقفت بسرعة: فههد اين انت اتصل بك ولا تجيب لماذا؟
فهد نظر إلى اريام ومريم وفهمن.. خرجت من المجلس بدوء ووقفن عند الباب يسترقن السمع..


فهد بجمود: مالذي تريدينه؟
شيماء: لماذا لم تفسخ الخطبة إلى الآن؟
فهد بسخرية: لا اريد التفريط بخائنة ؟
شيماء بهدوء: فهد انظر الوضع جاد، كنت اظن أنك ستتفهم وتتركني بسهولة ولكنك لم تفعل وتصر على إتمام هذا الزواج
فهد يقاطعها: أجل ولكن ليس حبا بك..
شيماء: لماذا اذا ؟ لا افهم تصرفك هذا؟ لماذا لا تزال ممتمسكا بي ؟
فهد: لكي لا تحصلي على ما تريدين .. فقط.
شيماء: ولكن لمــــــاذا؟
فهد ببرود: كي تدركي أن الدنيا ليس لعبة بيدك،، ستكونين زوجتي انا ولا احد غيري ولن تعيشي مع حبيبك بهناء ..
شيماء بغصة: لماذا تفعل هذا؟
فهد ابتسم: مكرا بك
شيماء ببكاء: فهد ابن خالتي لن يتركك وشأنك.. انه يتوعدك لأنك رفضت فسخ الخطبة..
فهد بازدراء: لا بأس انا مستعد لأي شيء... دعيه يواجهني ..
شيماء برجاء: فهد ارجوك انه سريع الغضب واذا اخبرته أنك ترفض فسخ الخطبة س...
فهد يقاطعها: ليفعل ما يريد .. حتى اخبريه انني اعلنت الحرب ولا أبالي.. انه مجرد انسان قذر عديم الشرف مثلك لن يستطيع فعل أي شيء.
شيماء بمحاولة اخيرة: فهد ارجوك.. انا احبه واريد ان اواصل حياتي معه ارجوك..
فهد بلا مبالاة: وانا لن أدعك تواصلين حياتك معه.. قلت لك أحب المكر..
شيماء: هذه ليست اخلاقك
فهد: متى عرفت أخلاقي أنت لتحكمي؟
شيماء: لن يدعك.. انت لا تعرفه
فهد بملل: قلت لك اعلنت الحرب، ولا يطلق النار الا من هو مستعد للاصابة بها، وليكن بعلمك أنا لن افسخ الخطبة ، لا تريديني ابذلي جهدك لتفترقي عني، وإذا تم عقد القران بعد ثلاث ايام سأحرمك حتى من الكلام عن هذا القذر..
شيماء بقهر: فهد لم اعهدك هكذا ..
فهد يقاطعها: الان بإمكانك الذهاب.. واعانك الله على ما ينتظرك..
شيماء لم تفهم: ماذا؟
فهد بابتسامة جانبية: إلى اللقاء..
وخرج ورأى مريم واريام يقفن عند الباب يسترقن السمع وضحك: لو لم أكن في مزاج جيد الآن لأريتكن ما هو استراق السمع على "واشار على شيماء بازدراء" فهد وزوجته
مريم واريام نظرن إليه بفشل وهو تجاوزهم وصعد إلى الأعلى
خرجت شيماء بدون كلام واريام نظرت إلى مريم بانتصار: ستسعد سمر.. لابشرها
مريم: يالك من سخيفة، لا تفكرين في أخاك تقولين انه كان يحبها.. وقد خانت وبكل قوة تطلب منه فسخ الخطبة وترجوه ايضا، اي وقاحة هذه، اهكذا يُقابل الحب ؟ بالغدر والخيانة
اريام: لا تشغلي بالك سمر ستجعله ينساها..
واتصلت بها
وردت سمر بصوت نائم: الـو
اريام بضحكة: عندي لك خبر بمئة شطيرة
ضحكت سمر واستقعدت: ماهو؟
اريام بغرور: ماذا ستعطيني أولا؟
سمر: هيا قولي أولا اذا كان يستحق سأعطيك ما تريدين
اريام: يستحق يستحق.. تخيلي... فهد..... انفصللل عن شيمااااااء
سمر بصدمة: مااااااااااذا؟
اريام تضحك: اقسم لك، لقد كانت هنا، لم افهم لماذا قال لها أنه لن يفسخ الخطبة مهما حدث، وقبل قليل كان يقول لأمي أن تتوقف عن التجهيز لأن عقد القران لن يتم.. لقد أكد ذا لأممي لهذا انا متاكدة..
سمر بصدمة: كيييف حدث هذا؟
اريام اخبرتها الحكاية كما تعرفها هي ومريم تركتها وصعدت إلى الأعلى..
خرجت إلى الشرفة وهي تتنهد..
التفتت إلى اليمين رأت فهد يجلس في كرسي شرفته ويضع سماعاته في أذنيه ويضع رجل فوق رجل ويقرأ كتابه ويعطيها ظهره،
ابتسمت وتوجهت إليه: وكانك لست انت من تعرضت للخيانة..
سكتت ولم يجبها..
احست أنها قالت كلمة غير لائقة وحاولت التبرير: فهد..
لم يجبها..
مريم باستغراب: فهههد، الا تسمعني؟
لم يجبها ولم يلتفت ناحيتها وهو مندمج مع كتابه
مريم وهي تقف على اطراف اصابعها وتميل عليه من وراء جدار شرفتها لتصل اليه وتلوح بيدها لينتبه: ففهههد
ولا جواب منه لا يسمعها حتى..
اخذ فنجان القهوة يترشف منه وأعاده مكانه واكمل قراءته
ضحكت ورجعت إلى داخل غرفتها ثم تنهدت: كيف يحبها ولا يتأثر بخيانتها ؟ عندما رأيت بشير مع تلك الفتاة جن جنوني اردت قتلها وقتله.. تبا لك يا بشير
جلست على الكرسي أمام المرآة وافلتت ربطة شعرها المنكوش وبدأت تسرحه وهي شاردة الذهن.. ثم ابتسمت: انا اشبه امي.. اشتقت إليك يا امي.. ليتك كنت معي الآن.. ولكن الحمد لله على هذا الشبه، كلما اشتت غليك نظرت إلى نفسي في المرآة لتذكر ملامحك
تركت المشط ووقفت مجددا .. خرجت إلى الشرفة وبقيت تتأمل شجرتها
صعدت أريام وهي تمضغ ثم قررت أن تسأل فهد..
طرقت باب الغرفة ولكن لم تسمع منه رد، دخلت إليه وتوجهت إلى الشرفة ورأته يجلس بروقان ويقرأ كتابه..
ضحكت وقالت وهي تهزه من كتفه: فهد الجو بارد مالذي تفعله
فهد انزل السماعات من اذنه: ماذا تريدين ؟
اريام: لماذا قلت لأمي أن الزواج لن يتم واخبرت شيماء انك لن تفسخ الخطبة؟
فهد: هكذا فقط..
اريام: كيف هكذا ؟
فهد ببرود: اوهمتها اني لا انوي التراجع ولكن قبل أن ارجع الى البيت اليوم تكلمت مع والدها، اخبرته بكل ما حصل ولماذا تراجعت عن الزواج،
اريام بدهشة: اخبرته بكل شيء؟
فهد هز رأسه: اجل ، ليس بيدي ان اعاقبها على ما فعلته ولكن والدها يستطيع،
اريام: كم انت شرير.. لماذا اخبرته سيقتلها بالطبع
فهد بعدم اكتراث: لو انها كانت تخاف منه لما فعلت هذا، لتتحمل نتيجة ما فعلته انا لست لعبة تتسلى بي كما تريد ثم ترميني وتواصل حياتها بسعادة..
اريام: محق..
فهد وضع سماعاته مجددا: حسنا اذهبي الآن
اريام خرجت: اصبحت اخاف منك لم سمعها وخرجت اريام وهي تهز كتفيها بعدم اكتراث: بارد..

في الجزائر..
في مدينة القبائل الامازيغ تيزي وزو.. فوق احد التلال المكسوة بالرداء الابيض من الثلج..
كان سليم في بيته أمام المدفأة وفوق فخذيه يجلس ولديه حياة ورامي..
وبجانبه زوجته وئام تنظر إليه كيف يروي احدى بطولاته في الجيش واولاده يستمعون إليه بحماس وهي تبتسم بحب
" يتحاورون فيما بينهم باللغة الامازيغية "
رامي يصرخ بحماس: وقتلته؟
سليم يضحك: لا لم اقتله.. نصبت له وجماعته كمين ..
رامي بحماس: هل علقت له شبكة في الشجرة؟
سليم يضحك: لا هذه تكون في الرسوم المتحركة فقط.. حاصرته انا وجماعتي واستدرجناهم
رامي صفق: يعيييش بابا
سليم يضحك وو يعانقه بقوة ويداعبه بيده على شعره الاشقر: انت تؤكل تؤكل يا رامي هل آكلك؟
رامي يضحك: لااا لا تأكلني اريد ان اكبر واصبح جنديا مثلك
سليم وهو يضحك: عظة واحدة فقط
رامي: لاااااااااا
حياة مدت له يدها ببراءة وبلهجة غير مفهومة خاصة بالأطفال: ولكن عظة واحدة فقط !
ضحك سليم واخذها هي الأخرى يقبلها بقوة: انت آكلك كاملة ولا اشبع منك..
حياة ضحكت بغنج وهو يقبلها وتضحك تريد ان تفلت من تحت ذراعيه.. وهربت إلى عند امها وهي تضحك: اامممي يريد ان يأكلني
امها عانقتا وهي تضحك: يمزح معك لن يفرط بك..
حياة: أمي احكي لنا حكاية انت ايضا
وئام: لا اعرف..
حياة: هيااا امي ارجوك
وقف سليم: انا سأخرج ..
وئام: انتظر، هناك بعض الاغراض اريد منك ان تحضرها معك
رامي: ابي ساذهب معك
سليم ننظر إليه: لا الجو بارد.. ابقى هنا..
رامي باستياء: ولكن يا ابي ....
سليم بحدة: قلت لك لا.. ابقى هنا ستمرض..
رامي: ولكن لا تتأخر
سليم: اجل لن أتاخر..
بعد ان اخبرته وئام بما ينقص لبس معطفه وخرج ..
صعد سيارته ومشى..
توجه ناحية وسط المدينة وعلق في الزحام.. تأفف بنفاذ صبر ودخل في احد الشوارع الفرعية.. كانت شوارع نظيفة وجميلة يغطي الثلج اسطحة بيوتها، رأى ان الشارع فارغ ولا حركة فيه، فـزاد في سرعته علّه يتدارك بعض الوقت الذي اضاعه في وسط الازدحام، ولكن فجأة ظهرت أمامه شابة لا يدر من أين خرجت أمامه وكأنما خرجت من العدم في ال19 من عمرها ..

في وسط صدمته بظهورها المفاجئ حاول الابتعاد عن الطريق وتخفيف السرعة بيد انه لم يدس على الفرامل خوفا من انقلاب السيارة من فرط السرعة.. اما الفتاة واقفة في وسط الطريق تنظر إليه بصدمة لا تعرف ماذا تفعل او اين تذهب من الصدمة، اثناء وقوفها لم تفكر في شيء إلا الموت في هذه اللحظة.. اغمضت عينيها بشدة وهي تحاول تلفظ الشهادتين..
اما سليم في وسط ارتباكه ورجفة قلبه التي تملكته في رمشة عين استطاع بطريقة ما تغيير مساره عن الفتاة ..
نجت الفتاة من الموت المحتم وهي لا تزال واقفة في وسط الطريق تغمض عينيها تنتظر اصطدام السيارة بها لا تستطيع الحراك وكأن جميع خلايا جسمها فقدت قدرتها على العمل وتوقفت نهائيا..
اما سليم الذي غيّر مساره عن طريق الفتاة اصطدم بالعمود الكهربائي المصنوع من الاسمنت المسلح فوق الرصيف بجانب احد البيوت ولحسن الحظ انه لم يصطدم بجدار البيت..
فقدت الفتاة قدرتها على الوقوف وسقطت على الارض واجهشت بالبكاء بعدما استوعبت انها لا تزال على قيد الحياة..
توقف قلبها للحظة ادركت فيها معنى الموت وربما شيء بسيط فقط عن الموت..
اما سليم اغمض عينيه بقوة ونزلت دمعة من عينيه حرقت خده وهو يحمد ربه انه لم يعلّق روح انسان في رقبته..
على الرغم من ان قلبه كاد ان يتوقف من الصدمة المفاجئة وجبيينه الذي اصطدم بمقود السيارة بدأ ينزف، الا انه التفت إلى الفتاة علّه يرى ماذا حل بها ولكن لم يستطع رؤية شيء من الزجاج المتصدع..
فتح باب السيارة ويداه ترتجفان وتوجه نحوها برجلين بالكاد تستطيعان تحمل ثقل جسده ..
جلس امامها وهي تبكي بقوة واراد ان يتكلم ولكن لم يستطع اخراج صوته .. كل شيء فيه يختلج.. حتى شفتاه تختلجان مما حدث للتو.. يحس بحرارة عالية اكتسحت جسمه

رفعت رأسها وظهر وجهها الغارق بدموعها وقالت وهي ترتجف وبصوت متقطع : ك....كنت.... سأموت..... سأموت وأنا لم اجهز نفسي للموت بعد...
ثم غطت وجهها بيديها مجددا وبكت بحرقة: لم... لم استعد للموت ، بماذا سأقابل ربي.....
بقي ينظر إليها بصدمة وبلحظة عاد عليه شريط حياته هو الثاني وهلت دمعة اخرى سقطت من عينه..
حااول التكلم ولكن هيهات.. صوته اختفى وخارت قواه الجسدية.. جلس على الارض المبللة باستسلام.. ارتخت اكتافه وذراعيه ايضا

خرج الجيران وصاحب البيت الذي توقفت بجانبه السيارة.. صدم من السيارة وشكلها وهي امام بيته.. ورأى سليم وزوجته في وسط الطريق ويستطيع سماع بكائها ونحيبها..
ركض باتجاهها صدمة وهو يصرخ: نســـــــريــــــــن
وجلس على ركبتيه بصدمة وهو يهزها وامسك وجهها بين يديه مصدوم: مالذي حدث؟ مابك؟ هل انت بخير؟ نسرين هل انت بخير ماذا حدث هل صدمتك السيارة؟
والتفت إلى سليم وصرخ بجنون: مالذي حدث؟
نسرين وهي تبكي عانقته بقوة وصرخت تبكي اقوى من ذي قبل: كنت سأموت...
عانقها بقوة ومسح على شعرها مصدوم: حسنا اهدئي الحمد لله انك بخير عزيزتي الحمد لله.. اهدئي ..
احد الرجال رفع سليم عن الارض: هل انت بخير يا اخي؟
ما استطاع الا ان يهز رأسه بالايجاب وهو ينظر إليها
تجمع الناس حولهم.. استطاع سليم ان يخرج من حالة الصدمة قليلا.. والفتاة اخذنها النساء جيرانها الى البيت يهدئنها ويحاولن تخفيف الصدمة عنها..
اما زوجها بقي ينظر إلى سليم بنظرات غريبة لا احد استطاع تفسير معناها..
سليم بهدوء: اعرف انني مخطئ.. ولكن الحمد لله انها مرت بسلام
الزوج بحنق: كانت ستموت هل تعي هذا؟ كنت ستقتلها...
سليم هز رأسه بندم: اعرف.. ساتحمل كامل المسؤولية.. انا المخطئ والحمد لله.. الحمد لله على لطفه بنا .. الحمد لله
الزوج: الحمد لله اجل، ولكن..
سليم قاطعه: اعرف خطئي قلت لك.. لقد تداركت الموضوع انا المخطئ وادركت خطئي.. وسأتحمل كامل السؤولية فققط لا داعي للاطالة. .
الزوج بغضب: هل تعرف انني اذا اشتكيت بك سوف....
سليم يقاطعه بنفاذ صبر: يا اخ قلت لك لا داعي للاطالة.. لم يتضرر احد هنا.. دعنا لا نطيل الامر..


نتركهم في نقاشهم ونرجع الى السعودية
تغير الجو البارد إلى جو عاصف، تهب رياح قوية محملة ببعض الرمال..
.. جو يبعث في النفس الراحة والطمأنينة.. فهد كان يستمتع بتلك اللحظات الهادئة ما قبل العاصفة وبعد ان شعر بالرياح بدأت تقوى اغلق شرفته ودخل إلى الدفئ وقد انهى قراءة كتابه.. وضعه على الطاولة واستعد للخلود إلى النوم فهذا الجو يجعل الفرد يشعر بالخمول .. دخل تحت غطائه واغمض عينيه لا يريد أن يفكر في أي شيء وينتظر النوم..
ولكن هيهات فلا نوم له وقد أخذته أفكاره إلى عند شيماء،، تلك التي أحبها او أوهم نفسه أنه قد احبها.. تذكر وجهها وهي ترجوه على فسخ الخطبة وقد ازداد كرهاً لها في داخله وحقدا.. ولم يندم لحظة أنه اخبر والدها بكل ما حصل بالتفصيل الممل.. وتركه ينتظر رجوعها للبيت في غضب شديد
اما اريام كانت في غرفتها تشاهد احد افلام الرعب وتضع السماعات في أذنيها على أعلى صوت ومندمجة مع الفلم بكل حواسها..
اما عن مريم فكانت تجلس في سريرها و تتصفح احد الكتب.. احست بنسمة باردة لفحتها لأنها تركت الشرفة مفتوحة .. وسمعت صوت ارتطام باب الشرفة بالجدار مرات عديدة ولكنها تجاهلته.. ثم شعرت بالبرد على الرغم من انها تحت غطائها السميك ..
وقفت لتغلقها ولكن جذبها شكل الاشجار وحفيفها .. ابتسمت ورفعت نظرها إلى السماء .. مليئة بالغيوم الرمادية وتبدو كأنها تنبئ بقدوم عاصفة قوية
اعجبها الجو ونظرت إلى شجرتها وقالت: اعانك الله يا شجرتي اصمدي سيمر الشتاء قريبا..
سكتت لحظة ثم اردفت: لا تغتري بقوتك انا ايضا قوية بما يكفي ولا يمكن لريح عاصفة أن تؤثر بي، انظري ها قد تغيرت حالتي جذريا من دار للايتام في قصر واهل لا مثيل لم، وقد اعتدت وتأقلمت مع الوضع سريعا
وهبت ريح قوية هبت معها الشجرة وكأنها تجيبها ومريم احست بالبرد وبددأت ترتجف: هيا اتركك على خير يا شجرتي للاسف لا استطيع فعل اي شيء لك والا كنت حميتك من هذا البرد..
التفتت لتدخل ، ولكن بالضبط في لحظة دخولها من بين بابي الغرفة هبت ريح قوية اغلقت البابين عليها واصيبت في كتفها وصرخت بألم وهي ترتد إلى الوراء: آآآآآآآآآ كتفي
نظرت إلى كتفها وهي تتألم بقوة والدموع تجمعت في عينيها: بسم الله..
رجعت تمشي إلى الداخل ولكن الباب أبى أن ينفتح..
صرخت بألم وهي تهزه بيدها الثانية: انفتح لماذا علقت الآن.. تبا لك انفتححح.. آآآآي كتفي..
واصلت هز الباب ولكنه لا ينفتح فقد اغلقته الرياح ويبدو أنه قد أغلق من الداخل..
لم تجد ماذا تفعل، نظرت من الشرفة إلى الاسفل ولكنه بعيد لا يمكن القفز إلى الحديقة..
التفتت إلى شرفة أريام: سأدخل من هنا،، آآآه كتفي.. يبدو أن ذراعي قد انكسرر..
كانت الشرف متفرقة يفصل بينهما فراغ بطول نصف متر وكل شرفة محاطة بجدار سميك مزخرف بالزخارف الرومانية القديمة..
وقفت عند الجدار المجاور لشرفة أريام ولكنها خافت أن تقفز لأنه هناك فراغ وبمجرد ما ان تنظر إلى الاسفل وهي تفكر في القفز تهاب .. صرخت: أريااامممممم
ولكن لا حياة لمن تنادي.. اريام كانت مندمجة مع الفيلم.. تسمع صوت صراخ ولكنها تظن أنه في الفيلم.. لأنه بطبيعة الحال فيلم مرعب ومليئ بالصراخ..
مريم بقهر وهي تتألم: أرياااااااااااااااااام
سمعها فهد الذي جافاه النوم.. ووقف ليرى مالذي يدعوها للصراخ بهذه الطريقة
فتح باب الشرفة خاصته ولفحته نسمة ريح قوية وقال وهو يغمض إحدى عينيه يتفادى الغبار: مريم مالذي تفعلينه في الخارج في هذا الجو؟
مريم التفتت إليه ببكاء: لقد قُفل الباب لا استطيع الدخول..
فهد بدهشة: كيف قفل؟
مريم وهي تمسك بكتفها وتتألم: لا ادري اقفلته الرياح.. افتحه ارجوك
فهد هز رأسه: حسنا انتظري..
وهبت نسمة ريح أخرى قوية كادت ان تأخذ مريم معها.. وتمسكت بالجدار السميك بقوة كي لا تطير مع الرياح..
سمعت صوت الباب يضرب من الداخل وفهد يحاول فتحه ولكنه أبى ان يفتح..
ابعد الستائر وصرخ لتسمع من الطرف الثاني: يبدو أنه مقفل من الخارج افتحيه
مريم تنظر إليه وبرعب: لا ليس مقفل من هنا إنه مفتوح،، ادفعه بقوة مالذي حصل له
حاول فهد مجددا مع الباب.. فكر في كسره لانه زجاجي ولكنه تراجع ..
رجع إلى غرفته وطل على مريم: لا ينفتح، تعالي اقفزي من هنا ستمرضين
مريم هزت رأسها بالموافقة وهي تحبس بكاءها بصعوبة
وقفت بجانب الجدار لتصعد فوقه و تقفز ولكن لا جدوى لا تستطيع الوصول إلى اعلاه.. فطوله يصل إلى اسفل كتفيها قليلا لا تستطيع الصعود فوقه،
فهد: ضعي رجلك هنا
مريم تحاول بصعوبة: لا استطيع
فهد: هنا انها قريبة ضعي رجلك هنا
مريم ببكاء: لا استطيع الوصول إليه
فهد ضحك على ارتباكها وصوتها الباكي: اهدئي مابك ذعرت هكذا... توقفي انزلي انزلي من الجدار انتظري



..
..
يتبع



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-17, 09:26 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


مريم نزلت وعيونها تتجمع فيها الدموع وحمراء فقد دخل فيها الغبار..
دخل إلى غرفته وهي صرخت برعب : انتظر لا تذهب سافقفز ساحاول انتظر
اخذ احد الكراسي وهو يضحك: لم اهرب انا راجع
خرج مجددا إلى الشرفة ورأته يحمل كرسي وفرحت: هل اصعد عليه
هز رأسه ومدها به من فوق: امسكيه
رفعت يديها تمسكه وهي تتألم من كتفها.. وضعته بسرعة وأمسكت كتفها مجددا بألم..
صعدت فوقه وتسندت على اعلى الجدار ومدت له يدها: امسكني سأسقط
امسك يدها بحذر: بهدوء لا تذعري
مريم صرخت برعب: توقف لا تسحبني
فهد: لا اسحبك انت تتوهمين،،
تصرخ مرعوبة: افلتني انت تجرني سأقفز لوحدي
افلتها: تمسكي والا سقطت
حاولت بصعوبة وهي ترتجف ثم جلست في اعلى الجدار وتنهدت براحة: لقد ركبت
فهد وهو يمسك ضحكته: اقفزي الان إلى شرفتي
نظرت إلى الارض من اسفلها ثم نظرت إليه برعب: سأسقط
فهد: لا تخافي قفي فوق الجدار واقفزي إلى شرفتي.. انها ليست بعيدة هيا
حاولت ان تتشجع ولكنها خافت: ماذا لو سقطت؟
فهد: لن تسقطي هيا اقفزي
مريم: انها الرياح ستدفعني واسقط
فهد: ستدفعك قبل ان تحاولي القفز حتى.. هيا قبل ان تشتد الرياح اككثر
تقطب بين حاجبيها بخوف: كييف سأفعل؟
فهد: ماهذا الخوف كأنك لست تلك الفتاة التي تتسلق الاشجار الى اعلاها ولا تخاف من شيء.. لقد خيبت ظني فيك بصراحة.. هيا قفي
مريم برفض: لالالاا اخاف سأسقط وتتفتت عظامي.. افتح لي الباب سأرجع الى شرفتي
فهد تأفف: مريم لقد اكلتُ التراب وانا انتظرك.. بسرعة
مريم بخوف وارتجاف: سأاسسقققط انت لست مكاني والا كنت خفت
فهد امسك ضحكته: اقسم انني سأدخل الان واتركك هنا
مريم برعب: لالالا انتظر لا تدخل.. سأقفز
فهد بتشجيع: هيا قفي
مريم رفعت رجلها المتدلية وحاولت الوقوف فوق الجدار لتستطيع القفز الى جداره.. ولكن هزتها الرياح قليلا فقط وصرخت برعب وجلست مجددا وهي تتمسك بالجدار بقوة وقالت وهي تهز رأسها برعب ودموعها سالت: لالاللاا لن افعل سأسقط
فهد قطب بين حاجبيه وهو ينظر إلى ملامحها الخائفة والبريئة والابتسامة ترتسم على وجهه ثم تمتم بهمس وهو ينظر إليها: أيعقل ان تكون هناك براءة كهذه في هذا الكون ؟
مريم نظرت إليه وهي تمسح دموعها: ماذا؟
فهد تنهد وهو يتململ وصعد فوق جداره بسرعة ووقف فوقه ومد يده لها: قفي
مريم تنظر إليه بدهشة: ستسقط
فهد بتهديد: سأتركك هنا وادخل الان، هيا قفي انا سأمسكك
مريم ههزت رأسها بالرفض القاطع: لا ستسقطني انزل انت انا سأقف لوحدي
ضحك وهو يمسك بالجدار بعدما هبت ريح : سأسقط الان واموت وانت يعذبك ضميرك بعدي وستقولين بسببي ذهب الرجل الكبير
شهقت وبقيت تنظر إليه بصدمة: لا سمح الله،، ايها الغبي,, انزل سأبقى هنا .. او اكسر الباب ودعني ادخل منه
فهد تافف بنفاذذ صبر: مريم هيا اقسم اني ساققفز عندك وارميك إلى هنا..
مريم ضحكت: افعلها سيكون افضل ... لا استطيع الوقوف هنا
فهد: الا تخافين علي؟ سأسقط الآن تعالي
مريم بخوف: اخاف.. قلت لك انزل .. انزل ستسقط
فهد تأفف ونزل إلى شرفته مجددا وبقي ينظر إليها يفكر في حل ليجعلها تقفز، حاول بشتى الطرق ولكنها لم تتشجع،، مالحل؟
اما هي حاولت الوقوف فوق الجدار ولكنها خافت مجددا وجلست وتجمعت الدموع بعينيها
ونظرت إلى فهد وعيونها دامعة وشفاهها ترتجف تحاول امساك البكاء بصعوبة وخدودها محمرة من البرد والرياح تحرك شعرها واحدى الخصل تأتي على وجهها وهي ترجعها بيدها الى وراء اذنها وتنظر إليه باستسلام وعجز
بقي ينظر إلى شكلها البريئ وهي ترجوه بنظراتها..
مريم برجاء: فهد حاول ان تفتح الباب او اكسره لادخل ارجـــــوك
انتبه فهد وصدم من نفسه كيف يحدق بها بهذه الطريقة.. التفت عنها وهو يتنحنح ثم نظر إليها مجددا وقال بهدوء: انا سأدخل وانت ابقي هناك، اذا متتِ من البرد على الاقل لن يؤنبني ضميري فقد فعلت ما بوسعي.. الى اللقاء
كان سيدخل إلى غرفته وصرخت هي ببكاء: لاااااااااااا انتظر ارجووك
ابتسم ورجع ينظر إليها: هل ستقفزين ؟ او دعيني أدخل
مريم بارتجاف تاففت: يعني انك تصرر على جعلي اقفز..
فهد بقهر: لا تقفزي اذا اردت، ابقي هناك وانا سأنام.. الى اللقاء
ورجع ليدخل مجددا.. ولكن وقف عند الباب ينتظرها ان تناديه مرة اخرى وتتراجع ولكنها لم تفعل.. التفت إليها بترقب
ضحكت وهي تضرب كفيها ببعضهما: لن تتركني انا اعرف
تنهد وارتخت أكتافه وقال بضجر: يا الهي ما هذا العذاب، هل انت بلاء سلط علي... لا تريدين القفز ولا تريدين البقاء هناك.. ماذا تريدين إذا ماذا؟
مريم: اكسر هذا الباب ودعني ادخل منه
فهد تافف: حسنا سأككسره.. وبعد ؟ الا ترين هذا الغبار والبرد كيف ستبقين في غرفتك؟
مريم كشرت وبتفكير: سأسده بشيء ما..
فهد هز رأسه بتنهيدة: هيا مريم اقفزي لا تتدللي اكثر
مريم تأففت ونظرت إلى الجو بدأت الرياح تهدا ونظرت إليه: ماذا لو سقطت؟
فهد: لن تسقطي قلت لك، كلها خطوتين ستقفزيها وانتهى الأمر.. هيا
مريم تنهدت وهي تكشر وعلامات القلق والخوف واضحة على جبينها..
ثم اغمضت عينيها وبدأت تحرك شفتيها بتمتمة
ضحك بدهشة: مالذي تفعلينه
اكملت ثم التفتت إليه: اشهّد، ماذا لو سقطت ومتت؟
فهد يضحك: انت تبالغين يا مريم .. هيا اقفزي..
مريم وهي تهم بالوقوف: بسم الله.. توكلت على الله.. لا اله الا الله..
فهد يضحك: هيا
وقفت ونظرت إلى الحافة الاخرى: امسكني
فهد: سأمسكك لن تسقطي هيا اقفزي
مريم بارتجاف مدت رجلها وصرخت: اللــه اكبر
وقفزت إلى الجدار المقابل
صفق فهد وهو يضحك: رائع رائع اخيرا اخيرررااا
مريم تضحك بسعادة: اهذا كل شيء؟
فهد: هذا كل شيء وانت عذذبتني لتقفزي .. هيا انزلي
مريم التفتت إلى شرفتها مجددا: ظننتها مخيفة وصعبة
وقفزت مجددا إلى غرفتها وهو ينظر إليها بدهشة وضحكة: أعجبتك الآن.. هيا تعالي ستسقطين هذه المرة
مريم تضحك قفزت مجددا إلى الجدار المقابل وهي تضحك: سهل جدا.. يالي من مغفلة كنت اظن انني سأموت لا محالة..
فهد يضحك: انزلي هيا
مريم جلست على الجدار نظرت إلى الارض: بعيدة
صرخ باعتراض: لااااا مريم سأقتلك الآن اقسم لك سدفعك الى الاسفل الان عمدا، اقفزي بسرعة
مريم تضحك وبرجاء: ضع لي كرسيا هنا ارجوووك
فهد باصرار: كلّا مثلما كنت تقفزين من فوق الشجرة إلى الارض، اقفزي هذه ايضا.. سأعد إلى الثلاثة وبعدها ادخل واقفل الباب.. واحد... اثنان... ثلاثة
رآها لم تقفز وهي تنظر إليه
فهد بغضب: مالذي تفعلينه عندك اقفزي.. سأدخل
مريم تنهدت : ابتعد اذا سأقفز
ابتعد عن طريقها وانتظرها ان تقفز
وهي ضحكت بسعادة وقفزت بسرعة ونظر إليها باستنكار: كنت تسخرين مني ؟
مريم تضحك: لا والله لم اكن أسخر ..
فهد بقهر: هيا ادخلي اذا
مريم تضحك دخلت إلى داخل الغرفة وهو دخل وراءها واقفل باب الشرفة ونظر إليها بقهر : انت مصيبة انت..
مريم تضحك هزت كتفيها وبقيت تنظر إليه وهي لا تتوقف عن الضحك
فهد بقهر: ماذا؟ لماذا تنظرين إلي وتضحكين.. هيا اذهبي يا مصيبة رأسي
مريم تضحك هزت كتفيها ومشت إلى الخارج: شكرا لك
فهد: انت مدينة لي بانقاذ حياتك، سأذكرك بهذا فيما بعد
مريم هزت رأسها وهي تضحك وخرجت من غرفته وكانت ستغلق الباب ثم رجعت تطل برأسها من شق صغير بشقاوة: شكرا لك.. انا مريم لا اخاف من شيء.. كنت امزح معك
واخرجت له لسانها ثم خرجت بسرعة ودخلت غرفتها ركضا وهي تضحك
فهد بقي ينظر إلى الباب الذي اغلقته وهربت وبقي يفكر: كلا كانت خائفة لا يمكن ان تتصنع الخوف بتلك الطريقة...
رمى نفسه على السرير بإنهاك وهو يتنهد.. اغمض عينيه ليرتاح ولكن رآها بين عينيه وهي تضحك..
خرجت منه ضحكة طويلة وفتح عينيه : الشقية
اما مريم عندما دخلت إلى غرفتها وهي تضحك بقيت تنظر إلى كتفها في المرآة بألم ، رأته محمر ونظرت إلى باب شرفتها بقهر: لماذا تعذبني ايها الخبيث هكذا لماذا كدت اموت من الرعب أن اسقط..
ثم ضحكت: لقد اتعبته حقا كم أطلت الأمر.. ولكن ليس بيدي، ماذا افعل.. المسكـــين
حاولت فتح باب الشرفة ولكنها لم تفلح.. قهرت مجددا ودخلت إلى الحمام اعز الله قدركم وقررت أن تأخذ حماما ساخنا من هذا الغبار

اما في تيزي وزو
في ذاك الشارع...
خرجت نسرين من بيت جيرانها متوجهة إلى بيتها ورأت سليم يتناقش مع زوجها..
وسمعت اسمه والتفتت إليه بصدمة: ماذا؟
انتبهو لها
زوجها بقلق: هل انت بخير؟
هزت رأسها ونظرت إلى سليم: وانت ؟ هل انت بخير؟
سليم هز رأسه: الحمد لله، انا اعتذر سببت لك الرعب
تنهدت نسرين: لا بأس فقد فتحت عيني على اشياء كنت غافلة عنها.. كنت على وشك الموت المحتم ولكن نجوت باعجوبة.. والحمد لله.. على اية حال.. لقد سمعت اسمك صدفة.. سليم الـ.... صحيح؟
هز رأسه وزوجها ينظر إليها باستغراب: لماذا تسألين؟
نسرين بتساؤل: هل تعرف فتاة اسمها مريم الـ.. ؟ هي تملك اخا بنفس اسمك تماما سليم..
سليم بصدمة: مريم؟
هزت رأسها بترقب: اجل صديقتي، انها تعيش في دار للايتام في العاصمة ولم اتواصل ممعها منذ مدة.. تعرف ان لها اخا باسم سليم ولكنه مفقود.. هل انت هو يا ترى؟
سليم شلته الصدمة: ماذا؟
نسرين بحذر: هل انا مخطئة؟
سليم سكت يفكر مصدوم ثم نظر إليها بضحكة مصدومة: لدي اخت باسم مريم ولكنها توفيت وهي بعمر العاشرة او 11 حسبما اعرف
نسرين هزت كتفيها: لا ادري انا صديقتي مريم تحمل نفس الاسم العائلي معك ولديها اخ باسم سليم .. توفي اهلها في العشرية السوداء وبقيت هي وامها ثلاث سنوات بعد وفاة اهلها.. ثم توفيت امها واخذوها الى دار الايتام..
زوجها: هل هي مريم نفسها ذات اللسان السليط؟
ضحكت وهزت رأسها: اجل هي..
"شتمته مريم مرة لأنه اخطأ بحق نسرين"
سليم مصدوم: ه...هل.. تعرفين.. كم عمرها؟
هزت رأسها بتفكير: على الاغلب 17 و بضعة اشهر..... ثم شهقت بصدمة: لا بل بلغت الثامنة عشر قبل اشهر.. كيف نسيت هذا؟
سليم بصدمة: 5 نوفمبر 1998
هزت رأسها بصدمة: بالضبط... يوم ميلادها 5 نوفمبر
سليم سكت مصدوم ثم نظر إليها: هل تعرفين اسماء عائلتها؟ امها او والدها او احد اخوتها؟
نسرين: طبعا كانت صديقتي المقربة في نفس عمري تقريبا آنذاك، والدها عبد القادر وامها سارة.. واختها حياة حسبما اذكر ورامي .. وسليم
بلع ريقه بصعوبة وهو يسمع اسماء عائلته فردا فردا وهمس: مــريم..
اخرج هاتفه بسرعة وبحث عن رقم مدفون.. ولكنه لم يجده فهو لم يتصل بهذا الرقم منذ اكثر من 5 سنوات
التفت الى سيارته ورأى انه لا جدوى من ركوبها فقد تحطمت بالكامل..
ثم التفت إلى زوج نسرين: سنتفاهم فيما بعد اعذرني..
وركض وهو لا يصدق ما سمعه وهو يردد في نفسه ( مريم حية؟ مريم حية؟؟؟؟ لماذا؟ كيف هذا؟ كيف؟ كيف يحدث هذا ؟ بالتاكيد هي مريم اختي.. بالتاكيد هي... ولكن كيف؟ قال خالي انها توفيت كيف؟ ككييييف حية؟؟؟؟ وذاك القبر لمن؟ )
اوقف سيارة اجرة بعد عناء وتوجه إلى بيته..
لم يستطع صاحب التاكسي ان يوصله امام بيته بسبب الثلوج التي تغلق الطريق..
فنزل اسفل التل وصعد في الدرج متجها إلى بيته وهو يركض باقصى سرعة ..
اخرج مفتاح البيت من جيبه وهو يرتجف لا يكاد يصدق..
حاول ادخال المفتاح في فتحته ولكن لم يفلح بسبب ارتجاف يده وارتباكه وتشتت فكره
سمع اولاده صوت الخربشة وفتحو الباب بفضول..
دخل سليم راكضا وصعد إلى غرفته وزوجته تنظر إليه بدهشة وصرخت: سليم ما بك؟
سليم وهو يصرخ ويصعد الدرج: مريم.. "واخذ يتمتم " مريم حية.. مريم حية.. حية.. ححييية,,
دخل غرفته ووئام تركت ما بيدها في المطبخ ومسحت يديها ولحقته بدهشة وقلق: ماهذا الدم؟ سليم مابك هل انت بخير؟
لحقته إلى الغرفة واولاده وقفوا بعيدا ينظرون إليه بخوف وقلق..
اخذ يفتح الادراج بتوتر وهو يبعثر ما بداخلهم ..
امسكته وئام تهدئه وأجلسته على السرير: اهدئ مابك مرتبك هككذا؟
نظر إليها: مريم حية....؟
وئام: من هي مريم؟ من تقصد؟
سليم ابعدها عنه ووقف وتوجه نحو الخزانة: أين ذاكك الدفتر الذي تسجلين فيه جميع الارقام؟ اين؟
وئام امسكته مجددا: لقد اخفتني يا سليم..
وهي تنظر الى الدم الذي يسيل من جبينه: مابك ماذا حدث لك؟
صرخ بنفاذ صبر: أين الدفتر ذاك اين؟
تنهدت وتوجهت إلى احد الادراج واخذته : عن اي رقم تبحث؟
سليم اخذه منها وبدأ يقلب صفححاته بسرعة: راشد راشد خالي..
وئام بصدمة: مالذي تريده منه؟
سليم وعيناه على الدفتر وهو يقلبه بتوتر: يقولون ان مريم اختي حية.. ولكنه اخبرني انها توفيت .. كيف هذا لا اعرف. لا اعرف
وئام بصدمة: من قال لك؟
سليم وجد الرقم واخذ هاتفه وهو يكتب الرقم بارتجاف واتصل به..
رد صاحب الرقم وصرخ سليم بلهفة: الوو راشد انا سليم ابن اختك... هل تذكرتني؟
الطرف الثاني: عفوا انت مخخطئ يا اخ
سليم نظر إلى الرقم مجددا واقفل بسرعة بدون اعتذار..
اخذته منه وئام: انت مرتبك توقف لقد اخطأت في الرقم.. اهدأ
شكلت الرقم واتصلت وضعته على اذنها ولكنه خطفه منها وانتظر الرد..
كان الرقم ارضي .. ولكنه ي'رن بدون أن يجيب أحد..
تأفف بقهر وهو ينتظر الإجابة..
ولا رد، قهر بشدة ووقف ليخرج امسكته وئام: توقف سليم اخبرني مالذي يحدث هنا؟ مابه جبينك ينزف؟ وثيابك متسخة بالدم، هل بك شيء ما؟
سليم تنهد ونظر إليها: تعرضت لحادث بسيط.. "شهقت بصدمة ولكنه اكمل بدون توقف" واتضح انني كنت سأصدم صديقة مريم.. رأت تشابه الاسماء بيني وبين مريم وقالت ان لمريم اخ مفقود اسمه سليم.. وتساءلت ما اذا كنت انا، قالت ان اهلها جميعهم قتلو في العشرية السوداء وسليم منذ ان خرج من البيت لم يعد ، وئام انا منذ ادائي للخدمة العسكرية لم استطع الرجوع الى البيت واخبرتك بهذا، والدي وااخواي قتلو وعاشت اممي مع مريم بعدها لوحدهما، ولكن خالي اخبرني ان امي ومريم توفيتا بعد ثلاث سنوات، لا ادري كيف حدث هذا، مريم حية انا واثق، قالت انها عاشت في دار للطفولة المسعفة في العاصمة.. وانها الان في العاصمة.. انا ذاهب سأبحث عنها.. ربما لن ارجع الا وهي معي
وخرج راكضا وهي لحقته تصرخ وهي تتساءل: الى اين انتظر كيف تذهب بهذه الحالة توقف..
ولكنه لم يجبها وخرج من البيت ونزل الدرج من اعلى التل.. واوقف سيارة اجرة متجها نحو الشارع الذي اصطدم فيه بنسرين..
طرق الباب وخرج زوج نسرين ولم يلبث ان يتكلم زوجها الا وسليم يسأله بسرعة: أين زوجتك اسالها ارجوك ما اسم الدار التي عاشت فيها مريم؟
تنهد الزوج ودخل يسأل زوجته.. خرجت معه واخبرته باسم الدار واين تقع واخبرته بانها كانت ستتزوج واعطته اسم بشير وعائلته واين يسكن..
ذهب مباشرة إلى بيت صديقه، اخذ منه سيارته وتوجه إلى العاصمة في طريق طويل


في السعودية
خرجت مريم من غرفتها متجهة إلى الاسفل بعد ان انعشت روحها.. ولبست بيجامة قطنية مرسوم عليها دب الباندا وتلبس قبعة بأذنين سوداوين.. اشترتهم حديثا مع اريام
نزلت إلى الاسفل على امل ان تجد خالتها ولكنها عرفت انها لم ترجع بعد من عند ام طلال فالبيت فارغ في الاسفل، تنهدت ودخلت إلى المطبخ تبحث عن شيء تأكله ولكنها لم تشتهي شيئا فصعدت مجددا ..
قررت أن تذهب إلى اريام وتجلس معها قليلا ولكنها وجدت اريام نائمة
تنهدت وخرجت مجددا.. فتحت غرفتها وكانت ستدخلها ولكن وهي تدخل ضربت اصبعها على حافة الباب بدون قصد وصرخت من الألم: آآآآآآآآآآآآآآآآآآي
وبدأت تقفز وهي تمسكه تتألم: تبا تبا تبا تبا تبا
خرج فهد من غرفته بسرعة ونظر إليها بصدمة: مابك تصرخين؟
مريم تضحك وتتألم بنفس الوقت: آآآآه اصبعععععييي هههههههههه آآآي
ضححك بقهر: سحقا، لأجل أصبعك صرخت تلك الصرخة؟
مريم: ولكنه يؤؤؤللممممم
فهد اخذ نفسا عميقا ودخل مجددا وهو يتنهد ( لا تجلس هادئة ابدا هذه الفتاة... تؤذي نفسها وبسرعة تنسى.. خرقاء "وضحك" ولكنها لطيفة جدا "وتذكرشيماء وتنهد" خذ يا فهد انظر ، هذه هي البراءة الحقيقية .. كيف كنت تخدع بتلك المزيفة ؟ كيف تنطلي عليك يا فهد؟ وانت من تحسب نفسك تعرف كل شيء.. مغفل..)

اما مريم بقيت تحك اصبع رجلها بألم: تبا لماذا دائما اظهر امامه كالخرقاء..
توجهت إلى سريرها وهي تقفز على رجل واحدة ورمت نفسها وهي تفكر: ولكنه دائما يضحك.. فقط يضحك علي.. وعندما علقت في الشرفة لم يغضب وبدأ يضحك علي.. لو كان بشير لكان غضب ليومين وهو لا يتكلم معي.. تبا لك يا بشير تبا لك..

اما سليم..
كان متوجه إلى العاصمة وقد وصل..
اخذ الورقة المدون عليها عنوان الميتم وتوجه إليها مباشرة..
بقي ينظر إلى المكان مستغرب بل مدهوش..
دخل إلى داخل الدار ورأى مجموعة فتيات كن ينظفن فناء الدار من الغبار، سأل عن مديرة الدار.. واخبروه أنها في الداخل..
دخل وهو يتلفت حوله يمينا ويسارا ينظر إلى الدار ،، قديمة ومتسخة .. والجو بارد جدا...
سأل عن مكتب المديرة واخبروه انه في آخر الرواق..
مشى ناحيته ووجد الباب مفتوحا قليلا وسمع صوت المديرة تتشاجر مع احدى الفتيات تؤنبها..
المديرة بصراخ وهي تضربها بكف قوي: اروى في المرة القادمة سأطردك هل تفهمين، سأطردك ..
اروى ببكاء: ولكني لم افعل شيء اقسم لك ماكان بيدي ان افعل شيء اقسم لك انه هو من لاحقني..
المديرة بغضب: اجلسي هنا.."وهي تشير على الكرسي"
جلست اروى بانصياع وهي تحاول حبس دموعها
المديرة بتهديد: احكي لي كل شيء بالتفصيل؟
اروى وهي تحاول كبح شهقاتها: لقد... كنت... في المدرسة.. ثمم احسست بالتعب .. فخرجت باكرا.. وبعدها.. التقيت به.. سألني عن بيتي وقلت له ليس لدي بيت بسخرية هكذا اردت ان اتخلص منه.. ولم يصدقني حاولت ان ابعده عني ولكنه لم يصدقني.. قال لقد اعجبتني واصر علي ان اخرج معه في موعد، اقسم لك انني لم أشا ورفضت رفضا قاطعا... ولكنه استدرججني وبعدها شعرت بالبرد وقلت لك احسست بالتعب فخرجت من المدرسة كنت اساسا متعبة ولااستطيع المشي حقا.. فأوقف لي سيارة اجرة وركب معي .. ولم احس بنفسي الا وانا استفيق في بيته.. اقسم لك لم اكن اعرف فقط اردت ان ارتاح قليلا فركبت السيارة وكانت سيارة اجرة اقسم لك..
المديرة بترقب: هل فعل بك شيء؟
بكت بحرقة: لا.. لقد هربت وجئت راكضة اقسم لك لم يفعل شيئا.. والله لم يفعل شيء
المديرة بقهر: ولماذا اصدقك؟
اروى وهي تبكي : لقد حلفت لك والله .. والله اقسم بالله ثلاثا انه لم يفعل شيء.. صدقيني اقسم لك..
المديرة: لكنه اخبرني عكس هذا...
سليم عند الباب اسودّ وجهه وهو يسمع لمشكلة الفتاة.. خطرت في باله مريم.. كيف كانت تعيش في مكان كهذا ؟ هل هي حقا مريم اخته ام انه تشابه اسماء فقط؟ هل هي حقا على قيد الحياة ام انه يتأمل عبثا؟ ماذا لو كانت حقا على قيد الحياة وكانت تعيش في مكان متسخ بارد كهذا، في وسط لا رحمة فيه؟
تنحنح وهو يطرد الافكار السوداء من رأسه وطرق الباب..
التفتوا واروى صرخت مرعوبة: هو؟ هو ؟ ؟؟؟ ارجوك لا اريد الزواج منه ارجوك... ارجوك اتوسل إليك
المديرة تأففت: اخرسي... فوق ما فعلته لا تريدين الزواج ايضا....
دخل سليم وهو ينظر إليهما بحذر: هل لي ان ادخل؟
اروى ارتاحت نسبيا وهي ترى انه ليس خاطفها..
والمديرة : تفضل.. هيا اذهبي سنتحاسب فيما بعد
ركضت أروى خارجا واتجهت نحو سريرها في الغرفة المكتضة وبدأت تبكي وهي تحت غطائها
اما سليم جلس ونظر إلى المديرة: أنا ابحث عن اختي.. انها هنا موجودة اريد ان اراها
المديرة جلست باستغراب وعدم تصديق: لأول مرة أراك.. من هي اختك ؟
سليم: مريم الـ...
اسم مريم الـ... نزل عليها كالصاعقة.. اخيها؟ ليس لديها اخ.. مستحيل هل هو ذاك المفقودد؟
سليم يتفحص ملامح وجهها التي تغيرت: أين هي؟
المديرة نظرت إليه بهدوء: كيف سأصدقك؟
سليم أخرج هويته ووضعها امامه: يجب عليك تصديقي
المديرة تنظر إلى الهوية مصدومة
ثم نظرت إليه: لا تفي بالغرض.. هل لديك الدفتر العائلي؟
سليم اخذ نفسا بنفاذ صبر: لا احمله.. ولكني اريد ان ارى مريم حالا، اين هي؟
المديرة تحاول ان تبين انها صارمة: لن تستطيع مادمت لم تثبت لي بانكم اخوة
سليم بدأ يشعر بالغضب ونظر إليها: قلت لك لا احمله معي، اينن هي مريم؟
المديرة: لن اخبرك بأي معلومة تخخص مريم مالم تثبت لي بأنك اخيها صدقا، ثم أنني اعمل هنا منذ اكثر من 15 سنة ولم أرك قبلها ابدا، حتى من احضرها إلى دار الايتام كانو جيرانها فقط..
سليم حد بين عينيه: أين هي؟
المديرة بانفعال: ألا تفهم قلت لك ارني الدفتر العائلي وسأريك مريم
سليم وصل إلى حده وقال بانفعال: قلت لك لا احمله معي،
ثم سكت يفكر قليلا، هذه الاشكال مرت عليه مسبقا خاصة هذا النوع من النساء..
هز رأسه بفهم واخرج من جيبه وثيقة واراها أياها..
ثثم نظرت إليه بدهشة: جندي عسكري؟
هز رأسه: بالضبط، بمجرد اتصال مني تجدين نفسك في الشارع واخرى تجلس مكانك في هذا الكرسي، اخبريني اين مريم بدون مشاكل يا سسيدة ..
رمقته بنظرة مقهورة واخذت نفسا عميقا وتكلمت: غادرت الدار..
نظر إليها بصدمة: ماذا؟
ورن هاتفه ونظر إلى المتصل، تأفف ووضعه على الوضع الصامت وونظر إلى المديرة مجددا: كيف هذا؟ كيف غادرت اين ذهبت؟
المديرة: لا اعرف، خرجت فحسب، القانون ينص على انها اذا بلغت 18 سنة تغادر الدار..
صرخ سليم بانفعال: لا تجعليني ابدا بقانونك الآن، أخبريني اين من الممكن ان تكون؟ هل تزوجت بذاك لا ادري اسمه بشير.. ؟ ام انها ارتادت الجامعة؟ أي جامعة تدرس فيها؟ هل تسكن في الحرم الجامعي؟ اين؟ اخبريني
خافت من صراخه وقالت بهدوء: لم تتزوج ولم تدخل إلى الجامعة
سليم بغضب: أين هي إذا؟ هل استأجرت منزلا؟
هزت رأسها : لا ، لقد اخذتها عائلتها في السعودية
نظر إليها بصدمة
تنهدت المديرة : لقد ذهبت بطريقة ما إلى هناك،
سليم بصدمة: من أخذها ؟
المديرة: خالها.. اذا انتهت اسئلتك دعني وشأني لدي عمل
سليم نظر إليها بحدة: اعطني رقم خالها
المديرة: لا اعرفه
سليم بعصبية: اعطني عنوانه أي شيء
المديرة تأففت: لا اعرفه من أين سأحصل عليه؟
سليم قهر ووقف ليخرج وهو يعزم ان يلتقي بخاله ليفهم منه الحكاية بأكملها.. ورن هاتفه مجددا ورد.. كان العميد وطلب منه الحضور فورا .. قهر بقوة كان ينوي ان يبدأ بالاجراءات ليذهب الى السعودية ولكنه طلب منه الحضور فلديهم مهمة عاجلة في مدينة اخرى في الجنوب الجزائري "غرداية"

في هذه اللحظة .. كان بشير يدخل إلى الدار مجددا ، انتبه إلى سليم ولم يهتم واكمل طريقه إلى الداخل
خرج سليم من فناء الدار الى الخارج وبشير دخل
المديرة رأته وتأففت: مريم هذه لا تنتهي مشاكلها .. كانت هنا يزعجني خالها خرجت ازعجني خطيبها.. والان جاء اخيها أيضا...
بشير وهو يدخل: السلام عليكم
المديرة: وعليكم السلام
بشير: أين اروى ؟
المديرة: ماذا تريد منها؟
بشير تنهد: أريد عنوان مريم
المديرة: اروى لا تعرفه
بشير: اريد حسابها الجديد على الفيسبوك
المديرة تاففت: اروى مريضة
بشير: لأرى اكرام او احدى صديقاتها.. بسرعة رجاء
المديرة وقفت وخرجت تنادي احدى الفتيات.. جاءت اكرام واعطته اسمها على الفيس بوك..
خرج بسرعة بعدما اخذه
بطبيعة الحال فتيات في سنهن يفضلن دائما ان يظهرن مثل باقي الفتيات في مدارسهن، وعلى الرغم من أنه لا توجد انترنت في الدار ولا واحدة تملك هاتفا متطورا باهض الثمن، الا انهن يذهبن إلى مقاهي الانترنت وهناك احد المقاهي مالكه صديق ايناس احدى فتيات الميتم، يخجلن من ان يخخبرن الناس بأنهن من دار الايتام لذا يلفقن عدة اكاذيب، ويتهربن من الاجابة على اسئلة الناس ابنة من تكونين؟ اين تسكنين؟ هل لديك اخوة؟
مريم من النوع الذي لا يهتم بالانترنت لانها تضيع وقتها وهي لديها عدة التزامات اخرى، وقتها مليئ.. تعمل عملا مزدوجا وتدرس في نفس الوقت، لا تستطيع قضاء يوم بدون أن تققرأ كتاب، لا يهنئ لها بال إذا مالم تطمئن على صديقاتها، كيف أحوالهن، مع احبائهم ومع اصدقائهم في المدرسة..
ولأن جميع الفتيات يحلمن بعيش حياة سعيدة خارج هذه الدار الخالية من العطف والحنان، كن يتسابقن على ايجاد حبيب يتقبلهن ويقبل الزواج منهن، ولكن اغلب الشباب يأخذونهن فقط تسلية الا من رحم ربي واراد ستر فتاة من دار الايتامم اما يأخذها زوجة او يتكفل بها كإبنة. وهم قلة قليلة فقط.. فاغلب الفتيات قبل ان يبلغن سن الثامنة عشر يعملن في أي مكان لتحصيل بعض النقود واستئجار بيت وكم هذا صعب عليهن خاصة انهن من النادر جدا ان يجدن عملا براتب جيد.. ولهذا يضطرين إلى مغادرة مقاعد الدراسة للعمل. مع ان التعليم الجامعي مجاني بأكمله ولكن لا وقت لديهن للعمل والدراسة في نفس الوقت..
مريم كانت تهتم بدراستها وتتابع اخبار صديقاتها بنات الميتم خاصة اروى.. تهتم بها.. واغلب وقتها تمضيه في القراءة..
كانت تستيقظ صباحا على الساعة الخامسة وتتوجه نحو الميناء بالدراجة الهاوئية التي تستعيرها من عند صديقها ذو 15 سنة الذي يسكن في الحارة المقابلة لدار الايتام .. تعمل مع بشير والعجوز الصياد إلى تأتي الساعة السابعة والنصف ترجع الى الدار تسغتسل تطرد رائح السمك وتذهب إلى المدرسة على متن الدراجة هناك يأخذ صديقها دراجته وبعد انتهاء الدوام المدرسي تذهب إلى المطعم الذي تعمل فيه كنادلة وتخرج منه على الساعة 10 الا ربع ليلا وترجع الى الدار ..
بشير لا يعمل معها في قارب العجوز للصيد إلا لكي يراها ويلتقي بها فليس لديها وقت تستطيع الالتقاء به فيه الا الصباح او عطل نهايات الاسبوع..
وفي عطل نهاية الاسبوع تذهب الى بستان جارهم القديم وتجلس اعلى الشجرة وتكتب في مذكرتها، وتنتظر عقاب العجوز ، بل كانت حجة فقط لتساعده على جمع الخضر والفواكه..

بعد مرور ثلاث ايام...
اتفقت ام طلال وام فهد على تنظيم وليمة بسيطة للاقارب والاصدقاء.. ليتعرفوا على ابنتهم الجديدة التي جاءت للسكن معهم مريم.. اريام مع هنادي يتزيّن قبل حضور الناس.. بينما مريم كانت في نائمة وفي عالم آخر
كانت ترى نفسها في العاصمة حيث انها قد خرجت من الدار للتو متوجهة إلى الميناء على متن الدراجة إلى عند ذاك العجوز الملقب ب "عمي الحاج" وابتسمت ابتسامة جميلة وهي تراه ينظر إلى ساعته وقد تأخرت عليه هي وبشير.. وكانت الساعة الآن تشير إلى الخامسة والربع صباحا
مريم وهي تنزل من الدراجة وتربطها جانبا : السـلام عليكم عمي الحاج
الحاج تأفف: أخيرا يا بنيتي وصلت.. أين زوجك؟
مريم: لا ادري..
الحاج بملل: لقد خرج رضوان وسليمان قبلنا بكثير.. سيرجعون مبكرا ويبعيون صيدهم مبكرا
"رضوان وسليمان هم ايضا صيادين متنافسين مع العم الحاج من يخرج مبكرا ويرجع مبكرا ويصطاد اكبر قدر من السردين والسمك"
جلست مريم تساعده وهي تنظر الى الشبكة والصناديق المصطفة الفارغة والصنارات التي جهزها... وانتظروا لربع ساعة اخرى قدوم بشير وقد وصل الآن..
بشير: السلام عليكم يا صياد
العجوز بغضب: اين كنت يا هذا هل تريديني ان اطردك؟
بشير يضحك وهو يسلم على مريم: لا يا عم انا اعتذر فقط تاخرت في النوم..
"بشير يعمل احدى شركات العصير التابعة لوالده"
مريم: لنذهب يا عم البركة في القليل
العجوز بقهر انطلق بالقارب متوجهين إلى وسط البحر وتوقفوا عندما ابتعدوا عن اليابسة قليلا..
اخذ العجوز صنارته ورمى بشير بالشبكة واخذ صنارة ونصبها هو الثاني.. ومريم تجهز الصناديق والدلو.. بدأو في الصيد مثل سائر الايام مبكرا على الساعة 5 ونصف
مريم تجلس على القاررب وتتأمل البحر بهدوء والرياح تداعب وجنتيها المتوردة في هذا البرد صباحا..
بشير جلس بجانبها وهو يمسك بالصنارة: مريم
التفتت إليه وابتسمت: نعم؟
بشير يسحبها من خدها: انت جميلة
ابتسمت بخجل والتفتت إلى البحر مجددا
بشير: لماذا تكونين أجمل في الصباح؟
مريم تنظر إلى الصنارة خجلة: اسحبها لقد علقت.. اعطني انا امسكها واهتم بالشبكة
بشير مدها بالصنارة: لم يعلق شيء بعد..
مريم وهي تسحب الخيط : بلى انها سمكة صغيرة..
وسحبهتها: امسكتها
وضعتها في الدلو المليء بالماء كي لا تموت ..
الحاج: هل اصطدت شيئا يا مريم؟
مريم مدته بالدلو: سمكه صغيرة فقط
اخذها العجوز وعلق السمكة الحية في طرف الصنارة ورمى بها في البحر ليستدرج الحوت الكبير...
وعلق شيء في صنارتها هي وكان بشير مشغول بالشبكة..
مريم صرخت وهي تحس بالصنارة تهتز: لقد علق فيها حوت، انها سمكة كبيرة انا متاكدة .. بشير تعاااال
بشير افلت الشبكة ورجع لها وهو يمسك معها بالصنارة: اسحبي الخيط
العجوز: بهدوء ستخيفون باقي الاسماك
مريم وهي تسحب الخيط بكل قوتها واخرجوها.. كانت سمكة كبيرة قليلا..
بشير ضحك عليها: ليست حوتة" سردينة" فقط
مريم بقهر: كلا انها كبيرة بما يكفي.. على الاقل امسكت شيئا انت لم تمسك بشيء ابدا
بشير وهو ينظر الى الشبكة: سترين..
.
..
احست بيد تحركها.. فتحت عينيها ونظرت إلى اريام توقظها: مريم استيقظيي
مريم اغمضت عينيها مجددا وهي تسأل العجوز : كم الساعة؟؟
اريام: لقد تاخر الوقت لقد حل الليل.. هيا استيقظي لقد تأخر الوقت
مريم بصراخ: لقددد تأخرت على المدرسسسةةةةةةةة انتهى الدواام؟
اريام ضحكت وهي تهزها: مريم اي مدرسة بالله عليك استيقظي
مريم تلتف بجسدها للطرف الآخر بانزعاج: بشير اوصلني بسيارتك انا متعبة...
اريام تضحك: هيا استيقظي، تحلم بفارس احلامها، اسستيقظظظظظيظييي مررريييممممممممم
مريم فتحت عينيها بخوف ورأت فوقها اريام تضحك وشهقت بقوووة: بسسم الله الرحمن الرحيم، ك... تبا كنت احلم.. لماذا ايقظتني لقد كان حلما جميلا..
اريام: اجل تحلمين ببشير، هيا استيقظي سيصل الناس الآن، انهظي تجهزي هيااا
مريم بنعاس: دعيني انام قليلا اذهبي
اريام بنفاذ صبر وتسحب من فوقها اللحاف: مرريييم هيا قفي هل نسيت العزومة؟؟؟
مريم شهقت واستقعدت: لقد نسيييت
اريام: تبا لك هيا استيقظي بالكاد سننتجهزز
مرريم وقفت بركض ودخلت الى الحمام واريام تنهدت وخرجت..

..
.

يتبع



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-17, 09:27 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


نزلت إلى الاسفل وهي في قمة اناقتها..
في طريقها تذكرت اسامة...
ذهبت الى غرفته وجدته نائم.. تأففت بقهر وصرخت بأعلى صوت لها : اساااااااااااااااااااامة
فزع اسامة واستيقظ مباشرة ونظر اليها: بسم الله الرحمن الرحيم...
وصرخ بغضب: ارياااااااااااااااااااااا ااااام اقسم اني سأرميك من هذه النافذة الآن
اريام بقهر: استيقظ يا حمار سيصل المدعوون إلى الوليمة وانت لا تزال نائما،
اسامة وقف واخرجها من الغرفة وهو يدفعها غلى خارج الغرفة بكل قوته وآلمتها ذراعها: اغربي عن وجهي ما شأني بمدعوويك انا ..
ام فهد تنظر إليها وهي تحمل صينية الحلوى: ماذا هناك؟
اريام بألم: احمق غبي.. امي انظري إليه
ام فهد: مابك؟
اريام :قلت له ان يستيقظ ويخرج اوشك المدعووين ان يصلوا فدفعني واكمل نومه..
ام فهد تنزل: هداك الله يا اسامة.. سأوقظه انا اذهبي وساعدي مريم على التجهز
اريام نزلت بقهر ودخلت الى المطبخ وهي تتفقد الحلويات وكل التحضيرات
سمعت الجرس يرن وركضت متجهة إلى الباب تفتحه
ودخلت أم طلال وبناتها..
سلمت عليهم بابتسامة واسعة ونزل راكان يركض: خالتي تلك الفتاة تناديك
اريام التفت إليه: تلك الفتاة؟ قل مريم يا غبي
هز كتفيه وام طلال ضحكت وسحبته تقبله
دخلن وجاءت ام فهد تلسم علين..
هديل بحماس: أجل أين مريم؟
اريام : استيقظت لتوها.. سأناديها
سمر لحقت أريام وهم يصعدن إلى الاعلى همست سمر: هل فهد موجود؟
اريام: أظنه خرج لا ادري
سمر: خسارة كنت اريد ان اراه..
والتقين بهنادي تخرج من غرفتها وهي في كامل انقاتها مع بطنها البارز قليلا : اووه سمر كيف حالك
سمر تسلم عليها بضحكة: بخير.. كيف حالك انت؟ مع الحمل؟
نادي تبتسم: والله بخير الحمد لله..
فتحت مريم باب غرفتها بشق صغير: أرياام
التفتوا اليها
اريام: الم تتجزي بعد؟
مريم بقهر: تعالي
اريام توجهت اليها
ادخلتها مريم واقفلت الباب بسرعة
بقيت تنظر إليها سمر بقرف: مابها؟
هنادي : لا ادري

اريام: مابك؟
مريم مقهورة: ماذا الحذاء الذي اشتريته لي كيف سأمشي به ؟
اريام ضحكت بدهشة: لا تقولي انك لا تجيدين المشي بالكعب العالي؟
مريم: لا لم استطيع المشي عليه، اعطني حذاءا اخر من عندك
اريام تضحك: لا مريم البسي هذا رائع جدا مع تنورتك العنابية هذه ..
مريم : لااااا لا اعرف المشي به.. سألبس حذائي اذا
اريام قهرت: مريم لا تمزحي تعلمي بهذا.. سيسخرون منك.. ثم أنك لم تضعي مساحيق التجميل بعد.. مالذي تنتظرينه
مريم :لا اعرف ولا اريد.. دعيني هكذا افضل ..
اريام فتحت الباب ونادت هنادي: هنادي تعالي الى مريم تعالي ..
نادي استغربت: مابها؟
ومشت نحوها ولحقتها سمر بفضول
مريم بقهر: لااااا اريد وضح مساحيق لا اريد
ضحكت سمر بسخرية: وهل ستخرجين إلى الناس هكذا؟ ستفضحينا
مريم قهرت: اهتمي بنفسك لا تتدخلي بما لا يعنيك
هنادي نظرت إلى مريم بعتاب: اجلسي سأضع لك، ولا اريد تذمر..
مريم بقهر: لا اريد
هنادي: لا تعرفين وضعه ؟
مريم هزت رأسها وانزلت عيناها لأصابع رجلها بتوتر تلعب بهم
هنادي ضحكت: حسنا سأعلمك فيما بعد.. اجلسي..
مريم جلست واريام جلبت لها حقيبة المكياج وبدأت هنادي تتفنن في وجه مريم ومريم منزعجة تعبت من الجلوس جامدة لا تستطيع ان تبقى ثابتة لابد ان تتحرك فقد تعودت على الحركة باستمرار..
هنادي بقهر: اغمضي عينيك وابقي ثابتة يا مريم اتعبتني
مريم اغمضت عينيها: بسرعة لقد اوجعتني رقبتي..
ثم قالت بقهر: انتظري انتظري
ابتعدت هنادي قليلا: مااذا؟
مريم وهي تحرك رقبتها الى اليمين واليسار والاعلى والاسفل، ثم رجعت على وضعيتها: كذا ارتاحت رقبتي قليلا ولكن لا تتاخري.
ضحكت هنادي واكملت عملها وسمر تجلس مع اريام على الاريكة يتحادثن عن فهد بهمس..
الى ان انهت هنادي عملها وقالت بتنهيدة: اخيرا، لقد انتهيت..
مريم: اخشى ان انظر الى نفسي واخاف
نادي تضحك: لا لقد اصبحت جميلة
مريم تنظر إلى نفسها في المرآة وبهرت من شكلها الجديد ،، لاول مرة ..
ونظرت غلى هنادي بعدم تصديق: هل هذه أنا ؟
هنادي تضحك
اريام: التفتي الي
التفتت إليها مريم واريام صرخت: واااااااااااااا جمييللةةة
مريم تضحك : لم اعرف نفسي..
وقبلت هنادي بقوووة طبعت على خدها احمر شفاهها: شككككككككككككككككرا
هنادي ابتعدت عنها بصدمة: سحححقا لك لقد افسدت لي مكياجي.. سكقا لك ايتها الوغدة
مريم ضحكت: ههههههه كنت اعبر عن شكري لك
سمر تنظر إليها ومقهورة من أين أتى هذا الجمال فجأة؟ اين تلك الهالات السوداء التي كانت حول عينيها واين تلك الندبة فوق حاجبها؟ ابرزت لها عينيها العسلية وشفاهها الصغيرة.. تكثفت رموشها .. تغيرت كليا عن تلك المريم الصغيرة ذات الملامح البريئة الطفولية... كبرت فجأة ..
جاءت هديل: اين انتن لقد وصلل اغلب المدعووون.. اوووووووه مريم يالجمالك.. لقد كبرت؟
مريم تضحك وهي تسلم عليها : شكرا عزيزتي
هنادي تخرج: هيا لننزل يا بنات..
خرجت وراءها سمر وهديل واريام نظرت إلى مريم بتهديد: سأقول لها الآن انك لا تريدين لبس هذا الكعب..
مريم قهرت ولبسته ووقفت بصعوبة: سأسقط الآن انا متأكدة.. فوق هذا التوتر لمقابلة ناس جدد ألبس هذا الصاروخ وانتظر لحظة سقوطي.. سحقا..
هنادي تنظر إلى فهد الذي يسحب اسام من ملابسه بقوة وهو مقهور: امشي ايها الغبي فضحتني
اسامة بنعاس: اتركني سأنام اقسم انني لن اغادر الغرفة..
فهد بقهر: اخرس وانزل..
هنادي تضحك: فهد ألا تزال هنا
التفتوا إليهم واسامة نظر إليها باستغاثة: هنادي اخبريه أنني نعسان ارجووووك
فهد بقهر: اخرس، اتصلت بي امي لآخذ هذا الحمار..
هنادي: اخرجا من الباب الخلفي
فهد يهم بالنززول: اعرف.. هيا امشي..
اسامة وهو يصفر: اهذه مريم؟
مريم ضحكت وهي تأكل شفاهها بتوتر وارتباك وخجل
التفت فهد وصدم بشكلها الجديد
اسامة وقف معتدلا وهو ينظر إليها وقد ذهب نعاسه فجأة: كنت اظنك طفلة صغيرة كيف كبرت بهذه السرعة؟
مريم ضحكت بتوتر وهنادي تنظر إليه: هيا انزلوا
فهد بصدمة : من فعل بك هذا؟
مريم بدهشة نظرت إلى هنادي
فهد هز رأسه بعدم اقتناع: من الأفضل أن تغسلي وجهك اصبحت شنيعة
..
...
.
انتهى..



هذا كان الجزء السابع..
تعمدت أطوله بالشكل هذا..
رأيكم ؟؟؟ وتوقعاتكمم؟ ؟
انتظر ردودكم ^^







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-17, 10:47 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\


الجــــــ الثامن ــــــزء

بعد ان تزينت مريم ولبست حذاب الكعب ذاك باصرار من اريام خرجت من الغرفة لتجد فهد يجر اسامة.. مقهور منه والفتيات يضحكن عليه..

لمحها اسامة وصفّر: اووه اهذه مريم؟
مريم ضحكت وهي تأكل شفاهها بتوتر وارتباك وخجل
التفت فهد وصدم بشكلها الجديد
اسامة وقف معتدلا وهو ينظر إليها وقد ذهب نعاسه فجأة: كنت اظنك طفلة صغيرة كيف كبرت بهذه السرعة؟
مريم ضحكت بتوتر وهنادي تنظر إليه: هيا انزلوا
فهد بصدمة : من فعل بك هذا؟
مريم بدهشة نظرت إلى هنادي
فهد هز رأسه بعدم اقتناع: من الأفضل أن تغسلي وجهك اصبحت شنيعة
انطلقت ضحكة عالية من سمر وطويـــلة وكأنها تشفي غليلها في مريم
التفتوا إليه واريام تضحك: هل انت اعمى؟
مريم رفعت حاجبها باستنكار: اجل هل انت أعمى؟

فهد سكت لا يجد ماذا يقول ، لكنه يرى أن وجهها لا يليق به إلا تلك الملامح الطفولية البريئة,, كما أن ذاك النمش الخفيف في وجهها جميل عليها وذاك الجرح فوق حاجبها اختفى كان يعطيها نظرة اجمل مع ان مريم تكره ان ترى تلك الندبة ،،
سمر بنظرة استخفاف و تضحك: اوافقك الرأي يا فهد.. محق اصبحت شنيعة جدا يا مريم اغسلي وجهك..
التفت إليها فهد ورفع حاجبه مستغرب من نظرات االاستخفاف بعينيها والحقد الواضح لمريم، ماذا فعلت مريم لتكرهها لهذا الحد؟
مريم مشت وتجاوزته ونزلت إلى الاسفل وهي تقول له: غبي
ابتسم ورفع صوته لتسمعه: أمزح لا تغضبي
دفعته هنادي من وراءه: انزل...
فهد تلفت حوله: أين اسامة ؟؟
ضحكن الفتيات وفهد بقهر رجع إلى غرفة اسامة وجده قد نام من جديد
سلمت مريم على خالتها ام طلال و ملاك وعلى المدعوين اللذين حضروا
وبدأت ام فهد تعرفهم عليها وهي فقط تبتسم
همست لها اريام: مريم ضرسك قد ظهر ماهذه الابتسامة العريضة
مريم تهمس لها وهي لا تزال تبتسم: خدي آلمني ولكن ماذا افعل يجب ان اقابلهم باابتسامة..
اريام تضحك: لا داعي ان تبتسمي في وجوههم بهذه الطريقة..
مريم رفعت حاجبها ثم هزت رأسها بالموافقة وسكتت.. واخفت ابتسامتها العريضة وهي تتذكر والدة بشير في الخطبة حين كانت تقول لها ابتسمي لا تعبسي وجهك امام الناس، كانت تكرهها ولكن ولدها اصر على مريم، لا تريد له ان يتزوج من دار الايتام،
هديل: اريام أين بنات اعمامك ؟ ألن يحضرن؟
اريام: بلى سيأتون ..
كان لهم 3 اعمام وعمة، والجد متوفي ..
رن الجرس ثم دخلت حلا وزوجة راشد وهي تحمل في حضنها ولدها سيف الصغير..
وضعته على الارض وهي تحذره: ابقى بجانبي حسنا؟
هز رأسه وهو يمسك بها خائف من التجمع الكبير.. وجاءه راكان يركض: ثييف "سيف"
كان الصالون واسع جدا مزين بشكل فخم وراقي.. وقد بدأ يمتلئ بالمدعووين.. جيران واقارب واصدقاء و احباب..
تجلس مريم بجانب خالتها ام فهد التي كانت تعرّف بمريم للجيران وفي الطرف الثاني تجلس ام طلال وهي تنظر إلى اريام مقهورة من طلال.. كيف لا تعجبه اريام ، جميلة من كل النواحي.. اي اخلاق واي تربية .. أي جمال حتى انها اجمل من بناتها سمر وهديل وملاك.. رزينة وعاقلة .. ويكفيها بانها ابنة اختها.. ثم حولت نظرها إلى مريم وابتسمت باشتياق وهي ترى جمال اختها سارة التي رحلت عنهم مبكرة.. لمحت حلا وميهاف زوجة راشد تدخل
..
سلمت عليهم ومريم تهمس لأريام: من هذه يا اريام؟
اريام: هذه زوجة خالي راشد.. ميهاف
مريم بدهشة: ههذذذه؟ لم اتوقع ان تكون بهذا الشكل؟ توقعتها من العجائز الاشرار .. تبدو بريئة وجميلة وصغيرة في السن؟؟
اريام تضحك: أجل ليست مثل خالي ابدا .. في الحقيقة حتى خالي لم نرى منه اي خطأ من قبل صحيح انه متشدد قليلا وتهمه سمعته عند الناس كثيرا.. الا اننا لم نتوقع من قبل انه يخخفي اعمالا شريرة
مريم بقهر: كيف تتحمله هذه؟ حقدت عليها هل تصدقين.. هي زوجته بالتاكيد كانت تعرف بشأني وسكتت.. حتى انني اتوقع ان حلا كانت تعرف ولكن سكتت
حلا تجلس بجانبها: صدقيني لم اكن اعرف شيء.. ولا امي ميهاف
مريم التفتت إليها وتوترت: لم اكن اقصد شيء...
حلا ابتسمت: لا بأس اتفهمك انت محقة مهما قلت .. صحيح مريم هل لديك اقارب في الجزائر؟
مريم هزت رأسها: لا.. من المفترض ان يكون لدي اولاد عمة ولكن يسكنون في فرنسا.. لا اعرف عنهم شيئا
حلا قطبت بين حاجبيها: قبل ايام كان هاتف والدي يرن.. هاتف قديم لا يستعمله كثيرا ..
"في هذه اللحظة دخلت عائلة اريام من الاب.. زوجات عمها وعمتها"
مريم باستغراب: وما دخل هذا بهذا ؟
حلا باستغراب: رن باصرار وعندما هممت بالرد انقطع ولم يتصل بعدها.. كان الخط الدولي +213 جزائري يعني
مريم فتحت عينيها على اوسعها: حقا؟
حلا : اجل واستغربت ..
مريم سكتت تفكر ثم قالت بقهر: لابد انها مديرة الدار..
ثم وقفت بعد ان نادتها ام فهد لتسلم على اهل زوجها..
مريم سلمت عليهن جميعا وراقت لها الجدة كثيرا..
الجدة وهي تتفحص مريم: كم عمرك ؟
مريم: 18
الجدة لم تسمع: ماذا؟
مريم: 18
الجدة بضحكة: انا لا اسمع جيدا يا ابنتي ارفعي صوتك قليلا
مريم ابتسمت ورفعت صوتها:18 يا جدتي
التفت الجميع اليهما وصمتوا يتابعوا حوارهم
الجدة:ااه تبدين اصغر.. انت نحيفة جددا، ألم تكوني تأكلي عند أعمامك؟
مريم ابتلعت ريقها وصمتت مدهوشة
ام رائد"من الجيران" : مريم من أي مدينة والدك؟
مريم التفتت إليها: تيزي وزو
ام رائد بدهشة : يعني انك امازيغية؟
مريم ابتسمت: اجل امازيغية في الاصل ولكني عشت في العاصمة
ام رائد: "سلفتي" لديها ابنة تزوجت بالجزائر.. ذهبنا مرة الى هناك الى قسنطينة..اعججبتني اجواء الاعراس هناك وخاصة الاطباق .. اعجبتني اكلمة تسمى بالرفيس القسنطيني شهية جدا.. اتجيدين الطبخ؟
مريم توترت وحكت شعرها: يعني.. قليلا.. اجل ..
ام رائد بمزاح وهي تنظر لأم فهد: اذا في يوم ما عليك ان تعزمينا على طبق جزائري.. من صنع مريم .. الرفيس القسنطيني يا مريم
ام فهد تضحك وهي تنظر إلى ممريم: ان شاء الله ولم لا؟
مريم ضحكت بارتباك واحمرّ وجهها وهي تحس بأن كل الانظار موجهة عليها.. أصنع لهم أكلة جزائرية؟.. ههه الرفيس القسنطيني لاول مرة اسمع به وتقول اصنعيه لي.. وكأنني اعرف؟ لا بأس اجيد صنع "الكسكسي و الطمينة".. لياكلوهم وليصمتوا.. أم انه علي ان اتعلم ؟سأسال مديرة الدار كي لا افضح.. سحقا كيف سأتحدث معها بعد الآن؟ كانت تتظاهر بالحنان والعطف علينا وانا التي صدقتها .. لو تكلمت معها مرة اخرى حتما سأفقد أعصابي وأشتمها..
الجدة وهي تربت على فخذ مريم: هل كان اهلك طيبون معك؟
مريم انتبهت لها و بكذب: اجل كثيرا.. كنت اعيش مع عمتي ولكنها توفيت رحمها الله..
اريام وهي تأخذ كأس العصير : جدتي هل اجلب لك عصير؟
الجدة هزت رأسها: لا.. "ثم قالت بدهشة" اريام انت اثنان من مريم
اريام: ماذا؟
الجدة بدهشة وهي توجههم بعكازها الى امامها: قفا قفا لأنظر
وقفتا بجانب بعضهما بدهشة وعدم فهم
الجدة بحسرة: يا حسرتي عليك يا مريم كالعصفور المبلل
انفجرت اريام بالضحك وجلست بجانب جدتها مجدددا وهي تأخذ قطعة حلوى تأكلها وهي تضحك
مريم ضحكت بخجل وجلست مجددا
الجدة تأخذ قطعة حلوى: كلي كلي لتسمني قليلا..
اخذت مريم القطعة وعضت منها لقمة صغيرة وهي تمسك ضحكتها
اريام تضحك: اجل جدتي لا يفهمني غيرك.. جميعهم يريدوني ان اقلل الاكل لأنحف
الجدة: انت هكذا جميلة يا ابنتي لا تفقدي ولا تزيدي

اما عند ام فهد..
كانت تحاول التهرب من اسئلة ام صقر جارتها الفضولية
ام صقر بتساؤل: صحيح يا ام فهد اتساءل.. لماذا لم تعش مريم عند خالها؟ في النهاية هو خالها، وهنا في بيتك لديك اولاد كبار..
ام فهد بتوتر: اجل انا اردتها ان تعيش عندي
ام صقر: لماذا؟ ولداك غير .....
ثم سكتت وابتسمت بخبث: ااه تنوين ان تزوجيها احدا من اولادك؟؟
ام فهد وهي تبتسم بارتباك: لا ، لا افكر بهذا،، اعدها ابنتي مثل اريام وهنادي.. حتى فهد واسامة تعودوا عليها كأخت لهم..
ام صقر: هل تتحجب عليهم؟
ام فهد بضجر: اجل تتحجب..
ام صقر سكتت ثم تساءلت مجددا: أليس لديها اخوة؟
ام فهد بملل: متوفيين يا ام صقر متوفيين جميعهم..
ام صقر سكتت تفكر بفضول..
تجاهلتها ام فهد والتفتت إلى صديقاتها الاخيرات تتحدث معهن..
ام صقر بعد تفكير: في الحقيقة يمكن ان تزوجيها باسامة..
التفتت إليها ام فهد بصبر وهي بالكاد تمسك لسانها عنها: قلت لك لا افكر في شيء مثل هذا..
وجاءها صوت اخر احدى النساء الاخريات: صحيح يا ام فهد لماذا تراجع ولدك فهد عن الزواج؟
ام فهد تنهدت: نصيب
ذات المراة: هل وجدتم خطأ بالفتاة؟
ام صقر: مع انني اعرف عائلتها محترمين جدا ولهم مكانتهم في المجتمع
ام فهد بنفي: كلا لم نجد اي خطأ.. الاولاد لم يتفاهموا فحسب..
وظلت الاسئلة تمطر على ام فهد إلى ان جاءت ام طلال وجلست بجانبها، ومعروف ان ام طلال لا تهتم بجرح أحد يحااول النبش لمعرفة اسرار العائلة، فغيرن الموضوع وارتاحت ام فهد..

عند الفتيات..
سمر تنظر إلى اريام: لم يأتين بنات اعمامك
اريام هزت رأسها: اجل خبيثات ..هديل ما رأيك ان تبيتي عندنا الليلة؟
هديل تحمست: حقا؟ سأسال امي..
اريام اتفتت إلى سمر: وانت يا سمر
سمر بغرور: كنت سأفعل اساسا..
اريام ضحكت: جيد.. حلا انت ايضا
حلا: لا للاسف حتى لو اردت لن استتطيع
اريام: لماذا؟
حلا: لن يسمح والدي.. تعرفينه
اريام بقهر: انا سأطلب من.. لماذا سنسهر الليلة مع مريم.. تحكي لنا عن بشير
مريم شهقت والتفتت إليها: من بشير؟
اريام تغمز لها: فارس احلامك.. ههههههههه كان سيوصلك بسيارته
مريم بصدمة: ماذا؟
اريام تضحك: كنت تحلمين به وتهذين باسمه.. "وتقلد صوتها" بشير لقد تاخر الوقت اوصلني بسيارتك"
نظرن إليها بدهشة
مريم توترت وهي مصصدومة: متى قلت هذا ؟ انت تمزحين؟
اريام ضحكت وهي تضربها على ظهرها: لا تنكري يا هذه سمعتك بأذني..
مريم تذكرت ححلم اليوم وتغير لون وجهها إلى الاحمر من الاحراج وغضبت من اريام ورمقتها بنظرة سامة معناها " سأريك فيما بعد"
اريام تجاهلت نظرتها ومدت يدها تأخذ قطعة حلوى اخرى تأكلها
سمر ضربت يدها بقهر: ضعيها يا سمينة..
اريام بدهشة: مابك هل غرت؟
سمر بقهر: مما سأغار يا هذه ؟ من بدانتك؟ اتصدقين ما حدث...؟
وهمست بأذنها بما قاله طلال عنها
اريام صدمت لم تتوقع مسبقا بأن خالتها تريدها لطلال..
وشعرت بالغضب تجاه طلال وقالت بصوت مسموع: يا للوغد المنحوس،، الصلعوك
نظرن إليها البنات بدهشة
والتفتت إلى سمر بقهر: سأقتله حتما سأقتله.. ما دخله بي؟ أين رآني هذا اللئيم البغيض؟
سمر تضحك بقوة: لا ادري .. هههههههههههههههه
اريام بقهر بدأت تتمتم بكلمات غير مفهومة مقهوورةةة ..
واخذت قطعة الحلوى واكلتها وهي تنظر إلى سمر وقالت وهي تبتلعها عنادا: لا دخل له.. سآكلها.. وترقبي اتصالي بك في اليومين القادمين اببشرك بأني اكتسبت 5 كيلو اضافة لوزني هذا..

..
مر الوقت وانتهت السهرة غادر الجميع ولم يبقى الا اهل البيت.. مع سمر وهديل..
بعد قليل جاء زوج هنادي وطلبت من فهد الذي رجع لتوه ان يحمل لها راكان النائم في غرفة اريام احضره فهد وغادرت معه.. وصعدن الفتيات يغيرن ملابسهن وبقي فهد مع ام فهد ..
ثم نزلن مجددا..
جلسن في الصالون واحضرت اريام لهم الققهوة ..
هديل بشكوى: لو شربت القليل سابقى الليل كله مستيقظة
اريام: لا بأس لمرة واحدة في الشهر..
ام فهد : لا تسهرن كثيرا
وتثاءبت مريم
وتثاءبت وراءها سمر
ولكن كان فهد هو اول من تثاءب
التفتت سمر تشغل نفسها عنهم بالحديث مع ام فهد وتتجاهل وجود فهد كليا ولكن عينها على مريم..
فهد تجاهل النظرات الموجهة إليه واشغل نفسه بتقليب قنوات التلفزيون.. تثاءب مجددا بنعاس..
اريام كانت تتحدث مع هديل وتريها صورا واشياء في هاتفها..
اما مريم بقيت تحدق في فهد بدون أن تدرك نفسها
طال جلوسهم وحكاياتهم ثم التفتت ام فهد إلى مريم
ام فهد : مابك مريم هل نعست؟
مريم التفتت لها مستغربة: لا
ام فهد: تتثاءبين كثيرا.. اذا نعست اذهبي لتنامي تعبت اليوم
اريام نظرت إليها: طوال اليوم وهي نائمة وتحلم.. تتدلل دعك منها يا امي
ام فهد تنهدت: حسنا افعلي ما يريحك.. انا تعبت سأنام..
ووقفت: تصبحون على خير.. لا تسهروا كثيرا
الجميع: وانت بخير..
صعدت إلى غرفتها ولجأت إلى سريرها لتنام وهي تتنهد تفكر في كلام جاراتها..
التفت فهد إلى مريم وبصوت خافت: لماذا تنظرين إلي منذ ان جلست؟
مريم فتحت عيناها على أووسعها بصدمة: أنا؟
فهد: أجل.. لماذا؟
مريم: مخطئ لم اكن انظر إليك بتاتا..
فهد: دعك من هذا كلانا نعرف أن التثاؤب معدي.. منذ ان جلسنا وانت تتثاءبين ورائي..
مريم بصدمة: مخطئ انا نعسانة فقط
حد بين عينيه الحادة وبابتسامة محرجة: اعترفي..
مريم ارتبكت بقوة: انت واثق من نفسك كثيرا.. لم اكن انظر إليك.. بتاتا..
فهد بعدم اقتناع: صدقتك..
مريم بقهر : صدق بالطبع
فهد بضحكة يحاول اغاضتها: ألم يخف منك المدعوون؟
مريم بدهشة: لماذا سيخافون؟
فهد: عينيك كانت جميلة اصبحت سوداء كأنك دب الباندا.. من فعل بوجهك هكذا حقيقة شوهت نفسك
مريم بقهر: انت لا تعرف شيئا في الموضة
فهد يضحك: الموضة؟ هل تتسابقون على من سيصبح الاكثر بشاعة؟
مريم قهرت بشدة وقالت وهي تغلي بداخلها: فهد اصمت ارجوك..
ضحك وسكت وعرف انه استطاع ان يغيضها بشدة..
سمر وهي ترمقها بنظرات سامة تريد ان تعرف مالذي يتهامسان به..
اريام وهي تنظر إليها بقهر: سمر هل تسمعيني؟
سمر عيناها على مريم : اجل اسمعك
اريام التفتت إلى مريم: مابك مالذي تنظرين اليه ؟
سمر: لا شيء
اريام بقهر: لماذا تنظرين إلى مريم بهذا الشكل إذا ؟
التفتت إليها مريم باستغراب
سمر قهرت من أريام: لا انظر لأحد..
هديل تضحك وبمزح: اههااا فهمت ..غرت منها؟
سمر شهقت بصدمة: بسم الله، ولماذا سأغار ؟ من مريم ايضا ؟ مستحيل
مريم رفعت حاجبها بدهشة
اريام وهي تضربها على فخذها: لا تنكري لا تنكري منذ ان بدأت الحديث معك وانت ترمقيها بنظرات لا افهمها..
ونظرت إلى فهد: فهد حلل حلل غيرة صحيح؟
فهد التزم الصمت وهو يقلب نظراته بين مريم وسمر ،، يعرف طبع سمر لا يهمها تجريح الناس، وبالمقابل مما فهمه عن شخصية مريم انها شرسة لا تسكت عنها.. شعر برغبة في صفع اريام ولكنه فضل الهدوء يراقب نهاية الحوار
سمر قهرت بقوة: سخيفات اغار من كل الناس الا مريم.. بالنهاية انا افضل منها بكثير..
مريم مدهوشة .. كنتُ اعرف أنها تكرهني لسبب أجهله، ولكن هل تصل بها إلى ان تدلي بهذا امام الجميع؟
وقالت مريم بغرور: أول من قال أنـا إبليس.. "أنا خير منه" ثم أنك ترين نفسك فوقي على ماذا يا ترى؟
سمر بسخرية واستخفاف: الحمد لله انا لم اعش في دار للايتام.. ولم اكذب على الناس انني تربيت عند اعمامي وانا تربيت في الشوارع ، ثم انني متحجبة واصون نفسي.. ولم اطلب من شاب ان يوصلني بسيارته ول....."وسكتت وهي تحس بأنها افلتت بالكلام امام فهد ثم اكملت بععدم اكتراث".. اجل لم اركب مع احد.. والله اعلم ايضا ماذا كنت تفعلين مع ذاك الشاب.. ماذا كان اسمه؟ بشير.. اجل بشير.. أين اخذك؟ هل انت اسم على مسمى حقا؟ مريم؟
مريم اتسعت حدقتا عينيها بصدمة والجميع نظروا اليها بصدمة لا تقل عن صدمة مريم..
فهد التفت إلى مريم يطلب تفسيرا بنظراته الحادة المصدومة
مريم ابتلعت ريقها بصعوبة والتفتت إلى فهد بتردد.. وخافت من تلك النظرات
ابتلعت ريقها مجددا وقبل ان تتكلم أريام محاولة الدفاع عن مريم
ننطقت مريم بصعوبة وصوت اجش: ما...ذا .... لــ...و... "تنحنحت ترجع صوتها طبيعيا" ماذا لو أن الكلمات التي تفوهت بها يا سمر ستظهر على جسدك.. هل ستبقين أجمل مني؟
سممر قهرت: وقحة..
مريم بحدة: انا لست وقحة.. انا فقط لست مؤدبة بما يكفي لأتعامل مع اشخاص مثلك.. ثم ان الوقاحة هي ان تنسي فعلك وتحاسبيني على ردة فعلي.. ولم اكذب عن الناس فقط من اجل ان استر فعلة خالك .. ثم انني تربيت في الشوارع تربية صحيحة عكسك بين اهلك وتربيتك تربية شوارع...
فهد بحدة: توقفي.. توقفي يا مريم.. من هذا بشير؟
مريم بلعت ريقها تحاول اخفاء خوفها منه وتتظاهر بالقوة: كان خطيبي السابق.. ثم تشاجرت معه ومنذ ذلك الحين لم اره..
فهد رفع حاجبه بدهشة: خطيبك؟ وطلبت منه ان يوصلك حقا؟
هزت رأسها باقرار: اجل..
سمر بقهر: وتقولها بدون خجل
مريم بقهر تحاول تبرير موقفها امام فهد الذي ينظر إليها بنظرات عددم تصديق وبنفس الوقت نظرات حادة مخيفة: لم افعل شيئا يجعلني اخجل ، كنا مخطوبان رسميا.. ثم انني كنت اعمل معه في نفس المكان ..
سمر تنظر إلى فهد وهي تهز كتفيها ويديها: تعمل معه ايضا.. ماذا نفعل؟ فاقدة للقيم الاخلاقية ربما علينا إعادة تربيتا من جديد
مريم تحاول امساك نفسسها عنها فقد اثارت اعصابها تريد ان تخنقها مباشرة
فهد بنبرة حادة وهدوء مهيب: ومن الافضل أن تبدئي بنفسك يا سمر.. ابلعي لسانك لا داعي لهذه التعليقات السخيفة..
سمر نظرت إليه بصدمة: تحاسبني بدل أن ترى ما تفعل هذه امامك؟
وقف وصعد إلى الاعلى بدون ان يسأل اكثر..
مريم نظرت إلى سمر ويدها تحكها ومقهورة منها إلى اخر حد،، لم تتعود أن تتعرض إلى الاهانة وتسكت.. لم تتعود أبدا،
هديل واريام نظرن إلى سمر بنظرة حقد وكن سيهجمن عليها.. لكن سبقتها
مريم وهي تمدها بكف بأقوى ما عندها
سمر صدمت ووقفت امامها مدهووشة
مريم لم تستطع امساك نفسها وبكل حقد وغل صفعتها بكف اخر..
مشت خطوتين صاعدة للأعلى ولكن امسكتها سمر من ملابسها بصدمة: إلى اين يا جميلة؟ هل تعين ما فعلته قبل قليل ؟
مريم بغيض: اجل، افرغت حقدي.. ولم اشفي غليلي بعد وإذا اصررت علي سأصفعك بثالث.. ورابع لا مانع لدي..
سمر صفعتها بكف هي الاخرى ومريم بقهر امسكت يدي سمر الاثنتان بيدها اليسرى بقوة وعظامها مثل الشوك تنغرس في يدي سمر الناعمتين بحكم اهتمامها الدائم بهم ،، وباليد اليمنى بكل شراسة نزعت عنها حجابها رمته على الارض وامسكت بشعرها الناعم وبدأت تسحبه بقـــوة إلى الاسفل وسمر تصرخ بالمممم تحاول ان تبعد يديها من يدد مريم كي تستطيع فك شعرها وهي تصرررخخ من الالم.. احست ان ششعرها قد تقططععع.. مريم بكل قهر افلتت يد واحدة لسمر واليد الاخرى عظتها بكل قووووة.. غرست اسنانها في معصمها بقوة احست سمر ان عروقها قد تقطعت..
ركضت هديل تحاول ان تفك بينهم واريام تنظر مصدومة.. لم تتوقع ان يصدر فعل بهذه الشراسة عن مريم تلك الفتاة الصغيرة ذات النظرات البريئة.. هل كانت براءة مزيفة؟
ابعدتهم هديل عن بعضهما وهي تمسك بمريم بقوة ومريم تقاومها بكل شراسة واستطاعت ان تنفلت منها امسكت سمر من شعرها مجددا وهي تسحبها إلى الاسفل من شعرها وسمر تصرخ بألم إلى ان نزل فهد مصدوم من الصراخ وام فهد خرجت من غرفتها ترى مالذي يحدث بخوف ..
سمر بكت بألم وصراخ: افلتي شععععععررري...
مريم بكل قوة لها صفعتها بكف اخر ودفعتها عنها إلى الاريكة وسقطت سمر عليها جالسة وهي تتالم من رأسها ..
مريم صرخت بحقد: انا مريم يا هذه مريم، على من تفترين ايتها القذرة؟ "كلن يرى الناس بعين طبعه" اتحسبين كل الناس مثلك ؟ تتهميني بشرفي، من أنت لتقذفيني بهذه الطريقة؟ من انت ايتها المنحطة؟
سمر كانت تمسك رأسها ودموعها بعيونها متألمة بقوة
هديل سحبت مريم عنها بقوة ومريم تقاومها بصراخ تريد ان تشفي غليلها بأكمله، من هذه لتأتي وتقذفها بكل بساطة ؟ هي مريم من كانت تحاول بشتى الطرق ان تساعد مديرة الدار في تربية الفتيات الصغيرات بصفتها اكبر الفتيات واعقلهن، وتحاول ان تنصح البالغات وتحذرهن من الوقوع في الخطأ.. مريم التي كانت تسمّى في تلك المنطقة بإسم " مريومة العذراء بنت الحومة" ((بمعنى ابنة الحارة)) ..
ام فهد مصدومة لا تستوعب مالذي يحدث، هل هي تحلم؟ كانت على وشك النوم ترى هل انا في حلم؟
فهد ينظر إليها مصدوم لا يصدق عيناه لاول مرة يرى مريم ثائرة وهائجة بهذه الطريقة.. في قمة غضبها
هديل بعد ان تمكنت من جر مريم وابعادها عن سمر، وضعت يدها على فم مريم : اصصصمتي مريم اهدئي ارجوك اهدئي..
مريم نظرت إليهم بقهر ورمقت اريام بنظرة سامة وابعدت هديل عندها بقسوة ومشت صاعدة إلى الاعلى.. تجاوزت ام فهد وفهد الواقفين اسفل الدرج ينظران إليها بصدمة ..

دخلت إلى غرفتها وجلست على السرير مقهورة وحاقدة على سمر واريام.. وهي تحاول حبس دموعهاو تهدئ نفسها بصعوبة وصدرها يعلى وينزل دلالة على تنفسها السريع ودقات قلبها المتسارعة ، تحاول اخذ شهيق عميق لتهدئ نفسها وتغمض عينيها : لا تبكي، لا تستحق ان تبكي من اجلها يا مريم.. اخرسي لا تبكي... اخرسي.... لن اذرف دمعة واحدة... مستحيل، انها لا تستحق... لا تستحق..
ومسحت الدمعة التي هلت بسرعة وقالت مقهورة من نفسها بانفعال : من هي لتجعل دمعة تنزل من عيني من هي؟ من هي... حقيرة انا سأريك... انا سأريك يا سمر.. كيف تقذفيني بهذه الطريقة؟ من انت يا هذه؟ من أنت؟

في الاسفل هديل امسكت بسمر التي تضع رأسها بين يديها متألمة من رأسها.. والصفعات المتوالية التي اخذتها.. وتبكي!
وضعت لها هديل حجابها وهي تهدئها: اصمتي كفاك بكاء، جنيت هذا على نفسك جيد انها لم تخنقك.. اصمتي يا سمر فضحتنا..
ام فهد مصدومة: مالذي يحدث؟
والتفتت إلى اريام: ماذا حدث؟ ماهذا الشجار العنيف يا اريام؟
اريام ابتلعت ريقها مصدومة وقالت: هاجت مريم فجأة.. بمجرد صعود فهد إلى الاعلى صفعتها بقوة..
فهد رفع حاجبه بقهر من سمر وصعد إلى الاعلى,, ردة فعل مريم كانت قوية... لم يتوقعها بهذه الشراسة والوحشية.. فقط في الايام القليلة التي مرت كان قد ارتبط في ذهنه اسم مريم مع نظرات البراءة واللطف والخجل،،.. تذكر كلمات سمر التي وجهتها إليها مثل سهام هنود امريكا الجنوبية المسممة .. دخل إلى غرفته ووقف امام الباب وهو يفكر.. عيناه الحادة المصدومة تنظر في الفراغ بشرود مفتوحة على أوسعها تدل على أنها غرقت في التفكير..
غابت فعلة مريم عن ذهنه للحظة وبدأت كلمات سمر تتردد في ذهنه
ثم جال في خاطره انها كانت وحيدة في بلد كبير.. غير انها تربت في دار للايتام منذ صغرها، ماذا يتوقع من فتاة عاشت وحيدة في وسط لا يرحم؟ حتى
ان المجتمع فيه اختلاط في كل مكان ولا يوجد خلفها من يوجهها او يعلمها الصح من الخطأ..... بشير؟
قبل ان يتضح ذاك الاحتمال انها قد تكون سمر محقة هز رأسه بالنفي بسرعة كانه لا يريد ان يصدق ذاك الاحتمال: مستحيل..
ثم خرج من غرفته بسرعة ،فتح باب غرفتها بقوة ودخل
كانت تجلس على سريرها وتحرك رجلها بتوتر في الارض بحنق وتكلم نفسها بتمتمة..
بمجرد ما ان فتح الباب التفتت إليه برعب ووقفت
فهد بتهديد: بدون كذب.. بدوون اي محاولة لتلفيق كذبة.. من بشير؟ بالتفصيل الممل؟ ماذا كان عملك معه؟
مريم بصعوبة: ك.....كان.. يعمل معي... في .. قارب للصيد
فهد بصدمة: للصيد؟
هزت رأسها: اجل.. ...
فهد بترقب: لوحدكما؟
مريم سكتت قليلا "لوحدكما؟" .. نزلت دمعتها ومسحتها بسرعة وهي تنظر إليه بعتاب ولوم، : لا اصدق.. حقا لا اصدقك.. انت ايضا تشك في؟
فهد بسرعة: لا ، انا اتساءل فقط.. اجيبيني مريم بدون كذب .. ماحاجتك للعمل؟ الم تكوني في دار الايتام معززة مكرمة تاكلين وتشربين وتنامين؟ الم تكوني تأخذي مالا كافيا من الدولة لتسدي حاجاتك؟ ماحاجتك لعمل وضيع مثل الصيد في قارب؟ مع رجل اخـ...
مريم قاطعته بصراخ: عشت.. اجل عشت معززة مكرمة في دار الايتام ولم تكفني الاموال التي آخذها من الدولة لانني طماعة.. كنت اعمل عملين في آن واحد وادرس ايضا في نفس الوقت.. كنت اسرق وانهب، كنت افعل كل شيء سيئ.. كله من أجل أن اكسب المال.. هل يرضيك ؟حتى اني كنت اتسول في الشوارع واطلب مالا من الناس ..
فهد بصدمة: اهدئي لم اقل شيئا من هذا، فقط سألتك واردت جوابا...
مريم تصرخ بانفعال : لن افعل.. لن اجيبك.. ليس من حقك ان تسالني عن ماضيّ.. من انت لاجيبك؟ من انت؟
فهد بصدمة: اخفضي صوتك !
مريم بصوت اجش : لن افعل، اذهب.. اذهب ارجوك دعني وشأني..
فهد بقهر: مريم لا تجعليني اجن اهدئي.. واجيبيني بهدوء لأفهم..
مريم التفتت عنه ورفعت عينيها إلى الاعلى تحاول كبح سيلان الدموع التي تبلورت في عينيها : قلت لك كنت طماعة اسرق وانهب الناس ولا تكفيني كل الاموال التي احصل عليها كنت سيئة جدا لدرجة انني استطيع بيع نفسي لرجل اخر.. اجبتك.. اذهب الان .
فهد بتهديد: مريم انا لست صبور بما فيه الكفاية.. لا تفقديني اعصابي.. اي نوع من الاعمال هذا؟ في قارب للصيد ومعه لوحدكما؟ هل كنت تركبين معه دائما؟
مريم التفتت إليه وهي تبلع الغصة التي في حلقها: اسمعني جيدا يا رجل، انا لم ابع نفسي يوما لرجل، صحيح انني عشت في وسط وسخ يا فهد ولكني لست مثلهم، انا لست فتاة لقيطة تركني اهلي في دار الايتام القذرة ورحلوا، ولست ابنة رجل قاتل للابرياء ومحكوم عليه بالسجن المؤبد، ولست بالفتاة التي تمردت على اهلها واخطات مع رجل آخر وتبرأو منها لتعيش في دار الايتام.. انا مجرد ضحية من ضحايا الارهاب كنت اعيش مع والداي واخوتي معززة مكرم فجاة وجدت نفسي في ذاك لوسط القذر....
قاطعها فهد مصدوم: انا لم اقصد شيئا، انا لم اقل انك لقيطة او اي شيء من هذا لا تقوّليني ما لم اقل.........
قاطعته بصراخ: اذا لماذا تحكم علي انني قد ابيع شرفي لرجل؟ لماذا لا تصدق أنني اسرق وأنهب وتصدق أنني فتاة قد تبيع نفسها ؟
فهد قاطعها بقهر وحدة : لم اقل شيئا غير انني طلبت منك اجابة عن سؤالي.. ولم اسال غير سؤال بسيط لم اقصد به شيئا آخر..
مريم بغضب: ماذا تقصد اذا؟ "هل تركبين معه دائما؟ " " هل تعملان بمفردكما؟"
فهد بحدة: لست مسؤول عما تفهمين من كلامي، انا مسؤول فقط عما اقول.. اردت جوابا بسيطا فقط وانت ضخمته،
مريم بقهر: ارتح ... لست بحاجة لمساعدة احد.. كنت اعمل واكسب لقمة عيشي لليوم..ومصطلح "معززة مكرمة" هذا انساه.. تلك المدديرة الجشعة كانت تسمح لنا بالاعمال الجزئية والدخول للدار في وقت متأخر فقط كي لا نطلب شيئا منها يكلفها صرف المال.. ما حاجتي للعمل؟ وحدهم الاقوياء يستطيعون العيش، هذه هي ماهية العالم الذي لا يرحم، طبعا انت لا تعرف شيئا ، وكيف تستطيع تصور حياتي السابقة وانت تعيش هنا في ترف مترف ... اينما نظرت عينك ابصرت خيرا ونعمة...


من الصعب جدا فهم المشاعر لكن الاصعب من ذلك شرحها لأشخاص لم يشعروا بها من قبل.. من الصعب اقتسام عالم غير معروف..
لهذا لم تجد ما تفعل مريم غير مسح دموعها والتظاهر بالقوة.. عكس قلبها الذي تحطم..
ثم نظرت إليه بعيون دامعة وهمست: من المذهل ان القلب يتحطم بدون ان يصدر صوتا..
ثم رفعت صوتها الاجش:.. شكرا.. حقا شكرا لكم جميعا.. ما ان لبث ان يبرأ جرح الاهانة من بشير فتحته انت وابنة خالتك من جديد..
فهد تنهد: انا اسف لم اكن اقصد شيئا انتِ من فهمتِ بالخطا
مريم اغمضت عينيها: اجل انا المخطئة حقا.. انا المخطئة.. لو انني تشردت في شوارع بلد سالت فيه دماء عائلتي .. في بلد لم يرحمني يوما وسلبني اهله كل حقوقي كإنسان.. لكان اقل جرحا واقل اهانة مما تتهموني به.. لو انني بقيت هناك ولم ألجأ لأحد لكان افضل بالنسبة إلي
فهدبدهشة : هل انت نادمة على مجيئك إلينا؟
مريم نظرت إليه بنظرة لوم عميقة: انت من تجعلني اندم..
فهد: مريم انا لم اقل شيئا، انت من ضخمت الموضوع.. حسنا لم اكن اعرف شيئا عن حياتك هناك وكيف كنت تعيشين ولكني مع هذا لم اكن اقصد شيئا.. في الوضع العادي الدولة تساعد كل دور الايتام.. وتضع مبلغا مخصصا لكل فرد فيها..
مريم نظرت إليه بانكسار: دعني وشأني اذهب..
فهد تنهد: سؤال اخير
مريم تاففت: فهد ارجوك جرحتني بما فيه الكفاية لا اتحمل جرحا اخر ولا اهانة اخرى بعد..
فهد: أين هو بشير؟
مريم: ما ادراني عنه، هو ايضا جرحني في يوم ما مثلك تماما.. تركته وذهبت.. وللاسف اشعر نفسي عاجزة الان لانني لا استطيع ترك هذا البيت والذهاب.. اشعر نفسي مقيدة وعاجزة لاول مرة ..
فهدرفع حاجبه : اذهبي لا احد يمسكك
نظرت إليه: ليته بهذه السهولة
فهد تنهد: مكانك هنا بيننا شئت ام ابيت.. وانا آسف على انني جرحتك لم اكن اقصد انت من فهمت من كلامي شيئا آخر..
مريم نظرت إليه بحزن: كلكم هكذا، تفعلون ما تريدون وتجرّحون الناس كيفما تشاؤون، تكسرون قلوبهم وتحطمونها تحطيما .. ثم تقولون بكل برود " آسف" ماذا سأفعل بهذه الكلمة أنا؟ هل ستضمد لي ذاك الخرق الذي احدثته في قلبي؟ ام انها ستخفف الالم؟ ان انها ستجعلني انسى؟
فهد بتنهيدة: واقول مجددا لم اقل لك شيئا انت من فهمتني بشكل خاطئ
مريم بعدم تحمل: اخرج فهد ارجوك.. دعني وشأني ارجوك..
طرقت ام فهدد الباب ودخلت ونظرت إليهم
لم تهتم بوجود فهد عندها بقدر ماكانت قلقة عليها وعلى مشاعرها
ضمتها بحنان وهي تقول: عزيزتي لا تهتمي لكلامها لا تلقي لها بالا، كلنا نعرف انك شريفة وعفيفة لا تكترثي لكلام أحد
مريم وهي تنظر لفهد بنظرات معاتبة جعلته يشعر بالندم: ولكنه يؤلم يا خالتي، يؤلم بشدة
فهد انسحب من الغرفة بهدوء وام فهد ظلت تواسي مريم ومريم بكل ما اوتيت من قوة تحاول كبح دموعها ومنع نفسها عن البكاء.
..
.....
يتبع





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-17, 08:34 AM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\

-بعد شهــرين-
الساعة السادسة صباحا..
صعدت فوق شجرتها وجلست تتأمل ما حولها من اشجار دائمة الخضرة اشجار اصبحت يابسة بفعل الشتاء.. لتلك الاعشاب الضارة تحت الجدار
قالت بتهكم مخاطبة تلك الاعشاب البعيدة عنها: تبدين جمميلة ومخضرّة ولكنك ضارة.. حقا المظاهر خداعة.. اتساءل لماذا اخترت ان تكوني ضارة بيد ان النفع اسهل بكثير وافضل .. ؟
بعد قليل نزلت أريام تفطر وهي مستعدة للذهاب الى الجامعة.. اثناء انتظارها لنزول اسامة توجهت إلى الحديقة ترى مريم ..
اريام: صباح الخير
مريم نظرت إليها: صباح النور، هل انت ذاهبة
اريامم تتنهد: ذاهبة.. ليتك معي فلتسجلي السنة القادمة نذهب سويا الى الجامعة
مريم ضحكت : السنة القادمة "يا من عاش" !
اريام وهي ترتجف من البرد: الجو بارد مالذي تفعلينه هنا في هذا الصباح
مريم: متعودة..
اريام : هل افطرت؟
مريم : اجل الحمد لله
اريام بنعاس تتثاءب: لماذا استيقظت باكرا.. لو انني في مكانك لما استيقظت ابدا..
مريم وهي تنظر إلى السماء: لا استطيع تفويت الاجواء الصباحية.. ثم انني متعودة تبرمج مخي على الاستيقاظ باكرا..
اريام تدخل: لقد بردتُ، كان الله في عونك
مريم ضحكت وفتحت مذكرتها مجددا: اجمعين..
انتظرت اريام نزول اسامة الذي كان مستيقظ طول الليل وينتظر انتهاء الدوام الجامعي ليبدأ رحلة نومه العميقة..
نزل اسامة واخذ اريام وتوجهوا الى الجامعة
وبعد ساعتين ذهبت ام فهد لايقاظ فهد ليوصلها إلى احدى معارفها التي وضعت حملها حديثا..
سألت مريم ان كانت تريد الذهاب معها كي لا تبقى وحيدة في البيت ولكنها رفضت.. لا تحب التعرف على الناس الجدد..
اخذها فهد وبقيت مريم لوحدها في البيت
بعد ثلاث ساعات توجهت إلى شجرتها وصعدت فوقها وهي تتنهد
اخذت دفترها وهي تكتب..
.. لا ادري كيف سأعبر عن مشاعري..
لا اعرف مالذي يجرى لي!
لقد كنت طبيعية جدا .. فجاة راودني ذلك الشعور...
شعور الاشتياق والحنين ..
ولكني محتارة..
لمن تشتاق روحي؟ لمن؟
ربما لصديقاتي..!
لوطني ..؟ لأيامي الجميلة هناك رغم صعوبتها ومرارتها؟
او ربما لمن يرقد تحت التراب بسلام؟
لا أنكر ان جميعهم لهم نصيب من هذا الإشتياق
ولكن أنا واثقة من أن هناك شيء آخر يحفر في داخلي ..
اشتاق لشيء آخر.. ولكن ما هو؟
اشعر انني غير مرتاحة ..
تنـ........
توقفت عن الكتابة وهي تلمح فهد يأتي باتجاهها.. صدمت ونزلت من أعلى الشجرة بعد ان اغلقت دفترها بداخله القلم..
وقف امامها: ألم يذهب غضبك مني بعد؟
مريم بهدوء: ليس بتلك السهولة
فهد: ماذا علي أن افعل؟
مريم هزت كتفيها بعدم اكتراث: لا تفعل شيء..
فهد تنهد: مع أنني لم أخطئ بل أنتِ من فهمت كلامي بطريقة خاطئة
مريم بحنق: كل تلك التجريحات وانت لست مخطئ...، ماذا لو كنت مخطئ إذا؟ .. لماذا تعتذر إذا مادمت واثق من أنك لم تخطئ؟
فهد: استصعب زعلك مني..
مريم رفعت حاجبها بدهشة: والله؟
لم يجبها وبقي ينظر إليها بنظرات ثابتة
مريم تنهدت: الجرح الذي احدثته بأعماقي انت وابنة خالتك لم يشفى بعد.. حتى إذا شفي لا أظن أنني سأنساه يوما.. تعزّ علي جراحي بشكل لا يطاق لا استطيع نسيانها خاصة لو أُحدِثت بواسطة شخص قريب .. "واشارت على الجرح فوق حاجبها" هو ترك ندبة على جسدي وانت تركتها في قلبي..
ثم تجاوزته لداخل البيت وهي تهمس بحزن: واتساءل لماذا كرهت الندبة الجسدية وعزّ علي جرحك يا فهد..

دخلت إلى غرفتها وجلست على سريرها وهي تأخذ تلك الوسادة بشكل الغيمة التي اهدتها اياها اريام في اليوم التالي لتلك المشكلة التي حدثت مع سمر..
اهدتها مجموعة وسائد على شكل غيوم باشكال مختلفة واحداهما رمادية.. ووسادة على شكل حرف M وبعض الاشياء تزين بها غرفتها..
سمعت صوت هاتفها يرن واخذته مستغربة من سيتصل بها.. رأت اسم هديل
وتنهدت: الو
لكنها سمعت صوت اريام واستغربت.. واريام: اههلا .. اسمعي مريم هل اسامة في البيت؟
مريم: لم يأتي بعد ..
اريام حسنا انتظريه أن يأتي.. هو او فهد واخبريهم أن يحضروك إلى بيت خالتي ام طلال.. لنبيت عندهم.. اسمعي لقد نسيت هاتفي واتصلت من هاتف هديل، احضريه لي في طريقك.. مع حاسوبي لتراه لي ملاك فيه مشكلة
مريم بدهشة: ولماذا ستنامين هناك؟ هل اخبرت خالتي ام فهد؟
اريام: اجل اجل اخبرتها لا تقلقي..
مريم بقهر: انا لن آتي
اريام: لماااذا؟
مريم: لا اريد رؤية "وجه الشر" تلك
اريام ضحكت: يا مريم تبدو نادمة تعالي
مريم: مستحيل، لست مضطرة على تحملها اذا رأيتها سأنتف شعرها مرة اخرى في عقر دارها .. دعيني لا اريد الوقوع في مشاكل انا في غنى عنها
اريام بقهر: مريم هيا ارجوك تعالي حلا ايضا موجودة وستنام معنا هذه الليلة.. كلنا مجتمعون هل ستنقصين انت؟
مريم بهمس: كنت ناقصة اساسا
اريام سمعتها وقهرت وبعتاب: مريم!
مريم تنهدت: لا اريد يا اريامم.. لا تصري علي لا اريد رؤيتها
اريام بقهر اقفلت الخط في وجهها..
ثم وصلتها منها رسالة بعد دقيقتين [لا تتحدثي معي مجددا لقد غضبت]
مريم ضحكت وتركت الهاتف واتكأت على السرير ثم تنهدت: افف.. لقد اشتقت لأروى وايناس ليتني استطيع التواصل معهنّ، "وتذكرت وهي تجلس" حلا.. ستحل مشكلتي حلا...
اخذت هاتفها بسرعة واتصلت بحلا: الوو
حلا: اهلا مريم كيف ححالك
مريم: بخير بخير.. اسمعي حلا اين انت ؟
حلا باستغراب: في البيت على وشك الخروج..
مريم: لا قبل ان تخرجي.. انتظري
حلا بدهشة: لماذا؟
مريم: لقد اخبرتني قبل مدة ان رقما جزائريا اتصل بوالدك..
حلا: اجل؟
مريم: اعطني اياه ارجوك.. ارجووووووووووووك
حلا بدهشة: لماذا؟ هل عرفتِ لمن هو؟
مريم: بالتاكيد لمديرة الدار لا غيرها.. احتاجها ارجوك.. اريد ان اتواصل مع صديقاتي ارجوك مشتاقة إليهن كثيرا
حلا تنهدت: حسنا سأنتظر خروج والدي وآخذه، كنت على وشك الخروج هل انت عند عمتي أم طلال؟
مريم: لا لن أحضر معكن
حلا بخيبة: لمماااذا؟
مريم: تعرفين حدثت بيني وبين سمر مشكلة ولا اريد رؤية وجهها لانني لا ازال غاضبة منها
حلا: اوووف..
مريم: هيا حلا ارجوك حاولي بسرعة ايجاد الرقم لي
حلا: حسنا عندما يخرج والدي سأحاول ايجاده لك.. الى اللقاء
مريم: الى اللقاء..

اقفلت منها وبقيت تنتظرها بفارغ الصبر..
تاخرت لم تتصل بها..
تنهدت واخذت كتابها الذي اوشكت أن تنهيه.. بدأت تقرأه باندماج إلى أن اكملته..
اتصلت بحلا مجددا ولكنها اخبرتها أن والدها راشد لا يزال في البيت..
تاففت مريم بصبر ووقفت متوجهة إلى مكتبة فهد ترجع الكتاب الذي انهته
وتأخذ واحدا آخر ..
ولكنها عندما رأته يجلس فوق مكتبه ومندمج بدراسة الملف الذي امامه، وضعت الكتاب ولم تأخذ واحدا آخر
كان سيناديها ثم تراجع مقهور من نفسه، منذ متى تعتذر باستمرار لشخص من أجل ذنب لم ترتكبه يا فهد؟ لماذا هي فقط؟ لماذا استصعب غضبها مني ومعاملتها الباردة لي؟ اعترف اخطأت بكلامي الحاد معها ولكن هي من فهمتني بالخطأ..!

نزلت مريم إلى الاسفل وهي تشعر بالملل.. لم تتعود أن تبقى في البيت طول اليوم.. الفترة السابقة كانت لا تتذمر من الجلوس بالبيت لأنها وجدت امامها الكثير من الاشياء المسليةة.. قراءة الكتب.. مجالسة خالتها.. مناقرات اسامة وفهد.. وفهد واريام.. حضور هنادي والفوضى التي يصدرها راكان..وشجاراته الدائمة مع اريام..
تنهدت بملل.. وقفزت بلهفة وهي تسمع صوت وصول رسالة نصية..
كانت حلا ارسلت لها الرقم .. اتصلت به مباشرة..
لم يجب لمرتين.. والثالثة اجاب
سليم: الو
مريم استغربت: ألو؟ من معي؟
سليم استغرب: انا من أسال من معي؟
مريم توترت: اليس هذا الرقم للسيدة خديجة............... مديرة دار الطفولة المسعفة؟
سليم بدهشة: من أنت؟
مريم بفشل: حسنا انا اسفة لقد أخطأت الرقم.. انا اسفة..
سليم: توقفي من أنت؟
مريم تجاهلته واقفلت الخط..
رن هاتفها مجددا بنفس الرقم ورفضت المكالمة..

واتصلت بحلا
حلا: هل اتصلت بها؟
مريم بخيبة: ليست هي.. رد علي رجل..
حلا بدهشة: آآآه.. مَن مِن الممكن ان يكون ؟ هل والدي على معرفة بأحد جزائري؟
مريم تنبهت: صحيح؟ مَن مِن الممكن أن يكون؟
حلا باستغراب: لا ادري والله...
مريم: هل أساله؟
حلا بقلق: اخشى ان يخبر والدي.. سيغضب انني عبثت بهاتفه
مريم: لا لن يعرف انني على مقربة بوالدك اصلا لن اقول..
حلا: احذري او دعينا منه ما شأننا نحن
مريم: كلا انتابني الفضول..
واغلقت بعد ان ودعتها
واتصلت به ورد سليم بحنق: نعم؟
مريم بتردد: ااا كنت سأسالك فقط من أنت؟
سليم بسخرية:لااه؟ انت من اتصل انت قولي لي من؟
مريم: لن تعرفني، انت جزائري؟
سليم باستهزاء: لا عراقي
مريم تنهدت: حسنا اعتذر انتابني الفضول حولك واتصلت فقط
سليم بدهشة: فضول؟
مريم: لا تهتم
واغلقت
فهد وهو ينزل يحمل حقيبة سوداء.. حاسوب اريام وهاتفها يأخذهم لها: مع من تتحدثين؟
مريم فزعت والتفتت إليه بتوتر: لا احد
فهد رفع حاجبه: سمعتك تتحدثين
مريم بضحكة مرتبكة : اا اجل.. حلا
هز رأسه وهو يخرج: سأذهب لاحضار امي
سكتت وهو خرج..

تنهدت.. وبقيت تقلب في قنوات التلفزيون بملل..
ثم اتصلت بحلامجددا
حلاارسلت لها رسالة[ انا في سيارة والدي سيوصلني إلى بيت عمتي ثم ساتصل بك.. انتظري قليلا ]
تاففت مريم وانتظرتها ربع ساعة واتصلت بها حلا
حلا: اهلا مريم .. هل عرفت من يكون؟
مريم: لا يقول من هو
حلا: دعك منه ربما احد اصدقائه فقط
مريم: حقا ينتابني الفضول، .. خالي خطير كوّن صداقة مع جزائري ايضا
حلا تضحك: اليس لديك طريقة اخرى للتواصل مع صديقاتك؟
مريم: لا .. لا احفظ رقم اروى.. تملك هاتفا غير متطور هدية من صديقها..
حلا: في الانترنت؟ الا يستعملن الانترنت؟
مريم شهقت: كييييييييف نسيت.. لم اكن مهتمة وهن يفتحن لي حساب على الفيس بوك .. يا الهي لقد نسيت كلمة السر ...
اقفلت عن حلا وحلا مستغربة
مريم دخلت إلى تطبيق الفيس بوك ولكنها لم تعرف كيف تستخدمه من الهاتف
ركضت إلى الاعلى إلى غرفة اريام واخذت تبحث عن حاسوبها.. قهرت لم تجده وتذكرت انها رأت فهد يحمله..
قهرت بشدة وخرجت وهي تحاول مع هاتفها..
ثم دخلت إلى مكتب فهد وبقهر جلست على المكتب عنادا فيه
فتحت حاسوبه ولحسن حظها انه كان بدون كلمة مرور..
اعجبتها خلفية الحاسوب.. كانت لقارب بشراع صغير في وسط البحر بجانبه احدى الصخور اثناء الغروب..
لفت انتباهها عدة صور على سطح المكتب ودخلت إليهم..
صورتها هي وفهد التي صورتهم بهاتفها الجديد في تلك اللحظة؟؟ ضحكت بصدمة: كيف أخذهم إلى عنده؟ الخبيث.. يا الهي كيف حصل عليم هاتفي دائما في يدي..
خرجت من تلك الصور وهي مستغربة منه
ودخلت إلى الفيسبوك.. وحولت الدخول. ولكنها نسيت كلمة السر.. فجاة تذكرت وادخلت بسرعة كلمة bachir وفتح الفيس بوك وصفقت بحماس: اخيررااا
وجدت عدة رسائل واشعارات..
دخلت إلى رسائل اروى وبدات تقرأها تحكي لها عن آخر ما حدث لها مع ذاك الشاب ، وعن قسوة مديرة الدار حين علمت.. ورسائل ايناس واكرام وجميع صديقاتها.. ورسائل بشير..
لم تهتم الا بأروى مع انها لم تكن متصلة الا انها كتبت لها عدة رسائل تريد فهم الحكاية من اولها..

بشير عندما رآها متصلة لم يصدق عيناه وارسل لها مباشرة: مريم؟
مريم تجاهلته واجابت على رسائل باقي صديقاتها وهو يستمر بالارسال.. إلى ان اتصل بها
رفضت الاتصال باصرار وقهر..
واتصل مجددا وهي ترفض يتصل وهي ترفض عدة مرات... صبرت ... غضبت.. طفح الكيل!
فردت: سحقا لمن لا كرامة له.. لم تدعني أكتب جملة متسلسلة ماذا تريد ؟
- :أرى أنه قد نمى لك جناحان بمجرد ذهابك إلى عند اهلك.. هل حقا تزوجت يا هذه؟
مريم ضحكت: من قال لك انني قد تزوجت؟
-: كذب؟
-: كلا لم تكذب عليك، بالطبع أروى.. اشتهي تقبيل جبينها.. اجل تزوجت يا بشير.. دعني وشأني لا ترجوني مرة أخرى لن أعود إليك
-: كاذبة.. لم تتزوجي..
-: دعني وشأني يا بشير أرجوك.. لا تثير المشاكل ارجوك إنساني،، انسى اسم مريم انساه
-: لا استطيع النسيان، ارني صورة زوجك لأتاكد
رفعت حاجبها بسخرية: لاااه؟
-: اعدك أنني إذا تأكدت من أنك قد تزوجت حقا سأدعك وشأنك.. سأترك ملاحقتك..
مريم سكتت قليلا تفكر
-: مريم؟
مريم تنهدت وفكرت قليلا.. تعرف بشير وطبائعه.. سيدعها حقا.. ثم ارسلت له صورة فهد لوحده حين صورته على غفلة وهو شارد الذهن..
ارسل لها: أهذا هو زوجك؟
-: أجل برأيك أنت؟
في هذه اللحظة دخل فهد وهو يقفل ازرار البدلة الصوفية التي يلبسها من الاعلى واغلق الباب ومشى خطوة ثم انتهى ورفع رأسه ولكن دهش وهو يراها تجلس على مكتبه وتوقف مكانه
بمجرد ما إن رأت الباب يفتح اغلقت الحاسوب بسرعة واتكأت على ذراعيها فوق المكتب وهي تضحك بارتباك تحاول اخفاء ملامحها الخائفة والمتوترة
فهد باستغراب: مالذي تفعلينه هنا؟
مريم تضحك بتوتر: لا شيء.. فقط... لا شيء حقا
ووقفت وهي تضحك وتخرج خارجا: لا تكترث لم اكن افعل شيء..
وانسحبت خارج الغرفة وهي تضحك متوووترررة
دخلت إلى غرفتها وشتمت نفسها: سحقا لك يا مريم سحقا لك غبية حمارة.. لم تجدي احداهن متصلة لماذا تبقين ، في الاصل لماذا تتكلمين مع بشير.. اووه الحمد لله أنني أغلقت الحاسوب قبل أن يصل.. الحمد لله والا كنت في خبر كان..

بعد ان خرجت واغلقت الباب وراءها بقي ينظر إلى الباب مستغرب: مالذي تفعله فوق مكتبي ههذه الشقية..
جلس على مكتبه وهو يتفقده ربما وضعت شيئا او أخخذت شيئ؟ لا شيء متغير.. ماذا كانت تفعل إذا؟
فتح حاسوبه وهو يتنهد.. حقا يستصعب زعلها منه..
ولكن بهتت ملامحه وهو يرى الفيس بوك مفتوح .. حساب مريم.. وصورتها موضوعة فيه؟؟؟؟ صدم بشدة..
وصلت رسالة من بشير وقرأها مصدوم
بشير: محظوظ.. حسنا إذا لن أخرب علاقتك مع زوجك ولكن اريد منك فقط أن تسامحيني عما بدر مني وان تقبلي اعتذاري.. لنفترق بقلوب متصافية وتذكري دائما أنا احببتك حقا وندمت ندما شديدا لما بدر مني لك في لحظة غضب.. ستبقين أنت اجمل شريفة وبريئة عرفتها في حياتي..
فهد يقرأ مصدوم، اهذا بشير؟ دخل يرى صوره التي يضعها وشعر بالغضب، يبدو من اولئك المستذئبين لا تبدو عليه البراءة ابدا
ارسل رسالة اخرى: عشت أفضل ايام حياتي معك في القارب مع انك كنت تمنعيني من تخطي حدودي بوحشية بصفتنا مخطوبان فقط الا اني عشت افضل مرحلة حب معك يا مريم.. واكثر شيء اندم عليه الان هو انني في لحظة غضب افلتتك من يدي.. محظوظ مَن حَظِي بك.. لن أنساك ما حييت ستبقين انت حبيبة روحي ولو كنت بعيدة عني.. سامحيني
..
..
.......
مريم؟
هل سامحتني ؟
...
مرررييييممم ...
فهد المصدوم ابتلع ريق وعيناه مثبتة على الشاشة
صعد قليلا ليرى المحادثة بأكلمهاا وصدم بوجود صورته.. وقولها انها تزوجت..
تخيل ان مريم زوجته.. ضحك مدهوش وسرععان ما اختفى تخيله ذاك باتصال بشير..
تنحنح ورد على الاتصال بفضول واتضحت امامه ملامح بشير..
بشيير صدم وهويرى فهد وانهى الاتصال بسرعة
ارتسمت ابتسامة جانبية على ثغر فهد وكتب له: " ليش خفت يا جبان؟ "
لم يصله اي رد
وكتب له فهد: اخ بس لو كنت قريب مني كان وريتك شمعنى تهدد زوجتي
وصله الرد من بشير: باردون خويا ماكنتش عارف بلي راهي تزوجت
فهد حذف بشير من جهات الاتصال بكل حقد ودخل إلى صفحتها الشخصية ويرى صورتها .. احتفظ بها في حاسوبه ثم حذفها .. ووضع بدالها صورته وهو يضحك ويكلم نفسه: ألست زوجك.. لنرى ما ستكون ردة فعلها اذا ما عرفت بأنني عبثت بحسابها..

.. تنهد..
انزل حاسوبه وهو يفكر في كلامم بشير.. زفر زفرة طوييلة وهو ينتابه الفضول بأن يعرف كل شيء عن ماضيها..
قرر ان يذهب ويتحدث معها .. ولكنه تراجع..
مر الوقت وجهزت مريم مع ام فهد العشاء وصعدت تناديه .. هز رأسه وهو يتنهد ثم نزل..
ثم بعده نزل اسامة وهو يتثاءب استيقظ لتوه
ام فهد بقهر: ما شاء الله جاء الكافر
اسامة بدهشة :لماذا كافر استغفري امي استغفري
جلس على المائدة وهو ينظر إلى انواع الاكل..
ام فهد بقهر: طول النهار نائم.. احاول ايقاضك ولا تستجيب كأنك ميت... اين الصلاة ؟
اسامة : صليت
ام فهد رمت الملعقة بنفاذ صبر وصرخت: متى صليت ؟ متى ؟
اسامة تنهد: امي صليت..
ام فهد بغضب: احلف؟
اسامة تنهد: مابك يا امي مابك؟ لا تنشغلي بي لقد صليت...
فهد نظر إليه بقهر وسكت..
مريم وضعت الشوكة وهي تنظر إلى ام فهد الغاضبة.. والتزمت الهدوء..
ام فهد بغضب اخذت منه طبقه: لا اكل لك معنا، قم اغرب عن وجهي، عندما تعدل نفسك وتحافظ على صلاتك تعال وكل معنا ، "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" موقوتا يا اسامة، مفروضة في وقتها، ليست أن تنام النهار باكمله وعندما تستيقظ تجمع الصولات مع بعضها، ألا تخاف من ربك؟ سأضربك بعد الآن، سأضربك رجل حجمك حجم البغل وسأَضربك صدقني..
اسامة نظر إليها بدهشة
ام فهد صرخت: اغرب عن وجهي قلت لك، لا تتحدث معي لا اريد ان اراك اغرب عن وجهي
فهد نظر إليه بنظرات سامة تعني اذهب
وقف اسامة وخرج من البيت مقهور.. مقهور و غاضب من نفسه.. يريد ان يغير من نفسه ولكنه لا يستطيع.. لا يستطيع تغيير الروتين.. مهما حاول
اما ام فهد وقفت من الطاولة مقهوورة بقوة لم تعرف كيف تتصرف معه.. ثم التفتت إلى فهد: جد حلاً معه لقد تعبت.. تعبت
فهد تنهد وهز رأسه: حسنا لا تقلقي ساتابعه انا من الان فصاعدا، اريحي نفسك لن اتركه ينام عن الصلاة بعد اليوم..
ام فهد وهي تتنهد وبصوت خافت تصعد الى الاعلى: رحمك الله يا ابا فهد.. تعبت لوحدي اناضل، تعبت، الحمد لله أن فهد معتدل ليس مثل.. الحمد لله.. والا كنت جننت.. لم استطع على واحد كيف ساسيطر على اثنان
فهد التفت إلى مريم كان سيتكلم ولكننه تراجع..
وهي وقفت وتوجهت الى المطبخ تنتظره ان ينتهي.. فتأفف هو ونهض صاعدا إلى الاعلى..

في الغد..
استيقظت مبكرا كعادتها.. خرج فهد واسامة.. واريام اساسا ليست موجودة.. بقيت هي وخالتها فقط.. تتبادلان اطراف الحديث.. مر الوقت وذهبت ام فهد تجهز الغداء ومريم تساعدهاا، اكملته.. وصعدت ام فهد إلى الاعلى، وعندها رن هاتفها واستغربت بشدة من الرقم، ولكنا ردت..
أما مريم تاففت بملل ماذا سأفعل الان لوحدي؟.. قررت أن تصعد وتقرأ كتابا ولكنها تراجعت.. عندما تذكرت ان اريام سترجع اليوم الى البيت..
قررت ان تجهز لها شيئا يؤكل، ربما حلوى..
دخلت إلى المطبخ وهي تفكر ماذا ستفعل.. ثم تذكررت ام رائد ذاك اليوم عندما قالت لها عن تلك الاكلة.. ( تبا نسيت اسمها.. اه الرفيس القسنطيني )
اخذت هاتفها ودخلت تبحث عن وصفته..
وجدتها ثم تنهدت سمت بالله وبدأت تعبث بالمطبخ.. المكونات كلها موجودة.. ولكن كيف سأستعمل هذه الآلات ؟
لم تكترث كثيرا وهي تقول: زر اشغله وانتهى الامر..
بدأت تعمل وتخلط المكونات، تحطن المكسرات.. تضع هذذا وتحمل ذاك..
بعد ساعات انتهت وهي مصدومة لأول مرة تصنع اكلة بمفردها، دائما تساعد ام فهد او اريام فقط، كل ما تجيده هو ان تقلي البطاطا او بيضة او تغمس الحلوى مع اريام في الشوكولاطة..

ضحكت بسعادة واخذت ملعقة تذوق الحلوى ثم ارجعتها بسرعة وهي تكححح: بسم الله ماذا فعلت يا مريم...
شربت كأس ماء وجلست بقهررر فوق الطاولة: ماااللحةةة تبا
سمعت صوت الباب يفتح ودخل اسامة ومعه اريام..
توجه مباشرة الى المطبخ وصدم: بسم الله ماهذا ؟
مريم ضحكت بتوتر: ماذا؟
اسامة ينظر إلى المطبخ المتسخ في كل مكان.. قشور البيض.. المكسرات المطحونة والدقيق في كل مكان.. الاواني المتسخة والارضية كذلك
اريام وهي تدخل: انااا جاااائئععةةة ... اا بسم الله
مريم وهي تضحك: سانظفه الان، مللت وقلت لاتعلم شئا جديدا ولكن للاسف لم يحالفني الحظ..
اريام تنظر إلى الطبق المزين واخذت ملعقة تذوق: ماهذا؟
مريم حملته بسررعة وتوجهت إلى النفايات افرغته بسرعةةة
اريام صدمت:مرريييم الننعمة ...!
مريم بقهر: لقد افسدتها، تبا اكثرت فيها الملح لا تصلح للأكل
اريام بقهر: انا جائعة اين الغداء؟
...

الساعة 5 مساءا
عاد فهد وكالعادة يجد امه ومريم واريام يجلسن ويشاهدن التلفاز، واريام تمضغ كعادتها ومريم تتحدث مع ام فهد..
فهد: السلام عليكم
الجميع: وعليكم السلام
جلس فهد: ماذا تفعلون
اريام تشاهد التلفاز: اللــــــــه دبّاب..
والتفتت إلى امها: امي لماذا لا نذهب في التخييم؟ عطلتنا بدأت لنذهب ارجوكككك
امها تجاهلتها ونظرت إلى فهد: فهد
نظر إليها فهد : نعم
اريام تقاطعهم: مررييم تكلمي، امي اارجوك قولي لخالي وخالتي ودعينا نذهب للتخييم.. ارجوووك
ام فهد تجاهلتها مجددا ونظرت إلى فهد: اتصلت بي ام شيماء
فهد صدم: ماذا؟
اريام باعتراض: امممي انا اتحدث... مرييم هيا قولي شيئا
مريم بتردد: لم ذهب في حياتي للتخييم، صادفته في الروايات فقط
ام فهد بغضب: اخرسن انا اتحدث
اريام بقهر: امممي ارجووك وافقي... سأتحدث مع حلا اقول لها تخبر خالي وهو يتدبر الامر..
ام فهد بقهر التفتت إلى فهد: قلت لك.. اتصلت بي ام شيماء
فهد مصدوم: اجل لماذا؟
ام فهد تتنهد: انها تحقد علينا يا فهد..
فهد بدهشة: لمااذا؟
ام فهد: ربما اخطأتَ الفعل عندما اخبرتَ بوالدها بشأن علاقتها ممع ابن خالتها.. لقد فقد اعصابه وطلق زوجته..
فهد صدم: ماااذا؟
ام فهد تتنهد : تسرعت يا فهد، لقد تشتت العائلة
فهد بصدمة: وما ادراني هي من اخطأت لست انا
امه بحزن: ولكن انظر ماذا حصل، تفرقت عائلة بأكملها،
فهد: ليس لي دخل.. ماذا فعلتُ انا؟ هي من أخطأت
امه: لقد طلقها اليوم، قالت انه منذ ان اخبرتَ والدها بما حدث فسدت العلاقة بين العائلتين ومنعها من زيارة اختها.. ولكن الوضع لم يدم بطبيعة الحال فهما اخوات.. وتقول فقد اعصابه اليوم وطلقها، هذا غير عقاب شيماء..
فهد سكت مصدوم .. هل تسرّعي تسبب في تفريق عائلة؟ وادى الى الطلاق؟ ولكني لست من اخطأت كان عليها ان تعاقب على فعلتها، هي ايضا لعبت بي..
ام فهد تقاطع تفكيره: تدعو عليك بكل الدعوات.. حاولت ان افهمها او اراضيها ولكنها كانت تبكي بقوة وتدعو عليك، وكل مرة تردد حسبي الله ونعم الوكيل.. قالت انك السبب في كل هذا
اريام بقهر: لو كانت ربّت ابنتها جيدا لما حدث لهم ما حدث.. شيماء تستحق العقاب وجيد ما فعلت يا فهد
ام فهد ترمق اريام: اللهم لا شماتة
اريام بهمس مقهورة: اللهم لا شماتة، "ثم رفعت صوتها": ولكن ليس لديها الحق في ان تدعوا علينا، الخطأ منهم
مريم نظرت إلى فهد وهي صامتة، ملامحه مصدومة ويبدو أنه بدأ يندم..
ام فهد: دائما اقول لك يا ابني لا تتسرع، احسب حساب كل خطوة تخطوها، لا تتسرع ، والله عزيز ذو انتقام، لو وكّلت أمرك لله واكتفيت لما كان احد يحملك الآن هذا الذنب،
فهد سكت بضيق.. يبدو انه ندم بشكل واضح...
ثم نهض وصعد إلى الاعلى والضيق واضح على وجهه

ثم وقفت امه بضيق وصعدت إلى الاعلى
اريام بقهر: كنت اريد الذهاب إلى التخييم
مريم تنهدت: لكن أليس مؤسفا على عائلة شيماء ؟
اريام: ولكنها هي من أخطأت ليس فهد، عليها ان تتحمل هي مسؤوليتها
مريم: لطالما قال لي بشير "الدم لا يغسل بالدم بل بالماء" عندما اتعرض لاساءة من طرف اهله كنت اقول في نفسي فقط لأنهم اهله يقول هكذا ولم اكن اقتنع ابدا،، وكثيرا ما قال ان الانتقام هو عدالة الهمجيين فقط.. وأن المنتقم يرتكب نفس الخطيئة التي ينتقم لأجلها .. وخاصة ان في الاسلام هدف العدالة هو اصلاح المجرم ليس الانتقام منه
اريام تقاطعها: بدأت تتفلسف..
مريم تنهدت: مع انني لا ازال غاضبة من فهد ولكن لقد حزنت عندما رأيت ضيقه
اريام: اجل، سيحمل نفسه الذنب.. "ثم شهقت بقوة" فههد الغبي سيقول الان سأتزوجها.. تخيلي؟
مريم ضحكت: انت الغبية، ساذجة
اريام ضحكت بتوتر: ما ادراني ربما سيحاول اصلاح ما افسده بتفكيره ،
مريم: لو حاول اصلاح ما افسد سيصلحه بطريقة اخرى ليست بان يتزوج شيماء، وهي من خانته.. مستحيل لن يتخلى عن كرامته وكبرريائه

بعد قليل صعدت مريم لغرفتها واريام بقيت تتفرج وتاكل..
فهد في غرفته وقف امام النافذة ينظر إلى الغروب وهو شارد الذهن.. يفكر هل حقا انا من تسببت في تفريق عائلة؟ لست انا من اخطأ، ولكني انا السبب فيما حدث لهم، لو تريثت وانتظرت لما كنت احمل نفسي المسؤولية الان، كيف يا فهد لم تدرك هذا قبل ان تتهور وتخبر والدها بعلاقتها وخيانتها ؟شيء بينك وبينها لماذا تقحم غيركم في الموضوع؟ لماذا يا فهد؟
قاطع تفكيره صوت مريم في شرفتها تغني بكلمات تألّفها من ذهنها بشكل غير متناسب : يا غيوووم.. يا غيوووم.. امطري امطري لعل حزنك ينجلي مثل قلبي الذي تُفرِج عنه الدموووووع
ضحك بصوت خافت: حقا تغني كأنها ضفدع
ثم بقيت تكلم نفسها بصوت خافت وهي تتنهد : وجدت مالذي اشتاق إليه يا شجرتي.. هل اخبرك؟ "وهمست" اشتاق إلى فهد، منذ شهرين لم يتحدث معي.. بالاحرى تحدث وانا لا اسمع له، لذا ملّ وتخلى عن الاعتذار مني.. كم انا حمقاء أليس كذلك، كان عليّ أن اسامحه منذ وقت طويل ..
رفع حاجبيه بدهشة مما سمعه،
ثم قالت بقهر: تبا اريد ان اقرأ كتاب، ولكن لا اريد أن آخذه وهي يراني، علي ان اسرق كتابا وهو نائم او في غرفته..
سكت فهد بفهم ( يعني انها تظنني في غرفة مكتبي الان لذا تتكلم بحرية.. )
ثم توجه إلى مكتبه ووقف أمام المكتبة.. يبحث بعينيه عن أحد الكتب..
وجده واخذه، قلب صفحاته بسرعة ووقف عند إحدى الصفحات الفارغة كليا الا من سطر في وسط الصفحة..
ابتسم برضى وأغلق الكتاب على اصبعه في تلك الصفحة وتوجه إلى غرفتها، فتحها بهدوووء على امل انها لا تزال في الشرفة.. وكانت لا تزال في الخارج..
تسلل إلى الداخل وفتح الكتاب على تلك الصفحة ووضعه على سريرها ثم خرج وذهب إلى شرفته
مريم تغني: يا غيوووووووووووووووم يا غيوووووووم لماذا تجعليني اشعر بالحزن.. والاشتياااااق والاشتياااااق.. هل تعلمييين ؟ انك ترسسمييين .. بيتا بمدخنة يضم والدين واخوة بجانب المدفئة .. ضحكاتهم تتعالى لتسمعها كل الدنيا.. لتسمعها مريم الحبيييسة .. هذا الخروف الهارب من القطيع ويضحك بانتصار بفعلته .. هذا الديناصور الوحش ينفث النار من فمه الكبير فوق تلك القرية الجميييلة.. الخبيييييييث احرق جميع الاشجاااااار.. اصبحت مثل الرماااد.. مثل مريم المسكيينة..
فهد رفع نظره إلى السماء يرى الغيوم وما تشكله من اشكال..
بالكاد يمسك ضحكته على غناءها وصوتها المزعج...
مريم مسترسلة وقد تغير اللحن إلى كلام عادي بدون لحن : لماذا ترسميين هذه التجاعيد في الافق.. هل تريدينا أن نعرف إلى أي مدى شاخ هذا العالممم؟؟
"ثم لحنت" يااا غيييووووم
ضحك فهد وناداها بصوت ضاحك: يا غيمة
التفتت إليه بصدمة: أنت هنا ؟
فهد بضحكة: مالذي تفعلينه عندك؟ لقد ازعجتني بصوتك النشاز
مريم قهرت: ما دخلك؟ اغلق الباب واغلق اذذنيك..
تجاهلته ونظرت إلى السماء ورفعت صوتها اقوى من قبل: ياا غيووووووووووووووووووووم
فهد انفجر بالضحك: ستنقشع الغيوم خوفا من صوتك..
مريم نظرت له بقهر: ما شأنك؟ هي غيومي ما شأنك
هز رأسه باسف وهو يضحك: شفاك الله
مريم قهرت بشدة ونظرت إليه: عندما كنت اتحدث مع الشجر لم تقل انني مجنونة والان عندما تحدثت مع الغيوم تقول شفاك الله؟ وتدعي أنك محلل نفساني..
فهد يضحك: لم اقل انك مجنونة.. انت تفسرين كلامي على نحو خاطئ دائما.. لماذا لا تتبيني أولا مالذي اقصده ثم تحكمين؟
مريم بعدم اكتراث: حسنا لا يهمني ماذا تقصد.. انا مجنونة وسيئة وكل شيء.. لا تتحدث معي انا سيئة.. ثم لا تنسى انني لم اسامحك بعد..
فهد: حسنا مثلما اردت.. لن اتحدث معك بعد الآن إذا كان كلامي يفهم دائما بشكل خاطئ فلن أتحدث معك ابدا...
مريم قهرت منه وهي تفكر في كلامه مقهورة ( لن يتحدث معي وكانني متشوقة لحديثي معك.. سحقا طول شهرين لا يتحدث معي ويتجاهلني تماما والآن يقوول لن اتحدث معك بعد.. لماذا تجعلني انتظر إذا اعتذارك,, سحقا)
دخلت إلى غرفتها واغلقت ابواب الشرفة..
ارتمت فوق السرير بتنهيدة واحست بشيء وراء ظهرها..
استقعدت مجددا واخذت الكتاب مستغربة مدهوشة: مالذي جاء بهذا إلى هنا.. ومفتوح ايضا..
وقع نظرها على الصفحة الفارغة إلا من سطر في وسط الصفحة:
يا هاجري ظلما بغير خطيئة ... هل لي إلى الصفح الجميل سبيل؟
اتسعت ابتسامتها وضحكت ضحكة طويلة وذهبت إليه وهي تحمل الكتاب
ودخلت وجدته على وشك النوم: أيها الغبي
ضحك وهو يراها تحمل الكتاب: لماذا غبي؟
مريم تضحك رمت عليه غطاء زجاجة عطره الذي بجانبها: احمق.. هههههههههه
فهد ببرود: قلت لا تريدين التحدث معي.. لماذا جئت الآن؟
مريم تضحك وهي خجلة: أيها الطويل
فهد يمسك ضحكته وهو يتكئ على سريره ويضع ذراعه فوق عينيه: دعيني وشأني سأنام..
مريم وهي تضحك: حسنا قبلت اعتذارك.. وليكن بعلمك أنني سامحتك فقط لأنك أنت والا ما كنت أسامح أحدا أخطأ بحقي..
فهد رفع حاجبه وبترقب: ماذا تقصدين بفقط لأني أنا .. ؟
مريم ارتبكت واحمرت خدودها: فقط لأنك انت ايها الغبي ... لديك اسلوب احمق مثلك في الاعتذار
فهد يضحك وبحذر: وهل تحبين الحماقة؟
نظرت إليه بدهشة.. ثم رمت عليه غطاء العطر الآخر بقهر وهي تخرج: لا يحب الحماقة الا الاحمق مثلك..
والتفتت لتخرج رأت اسامة واقف وهو يشبك ذراعيه وينظر إليهم وهو يهز رجله على الارض ...
تلعثمت مريم بصدمة: أ...اسامة ؟؟

..
انتهى..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-17, 08:17 AM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


//


... الجزء التاسع ...

التفتت مريم لتخرج من غرفة فهد ولكن رأت اسامة واقف وهو يشبك ذراعيه وينظر إليهم وهو يهز رجله على الارض
تلعثمت مريم بصدمة: أ...اسامة
فهد رفع ذراعه عن عينيه والتفت إلى الباب عند سماعه لاسم اسامة
اسامة يحاول اخفاء ضحكته ويتظاهر بالغضب: ما شاء الله.. ماااشاء الله..
مريم مصدومة : مابك؟
اسامة وهو يرفع حاجبه مد يده واخذ الكتاب من يدها وينظر إليه: ما شاء الله، لو اعطيتَها وردة ايضا يا فهد، كي لا تنسى هذه الصفحة،
مريم نظرت إليه بدهشة: اعطني كتابي ..!
اسامة نظر إلى فهد: ماذا تفعل؟
فهد تجاهله ولم يتحرك من مكانه وارجع ذراعه فوق عينيه
مريم وهي تبلل شفاهها التي جفت بلسانها متوترة: اسامة، اعطني كتابي
مده لها وافلتت ضحكته: لن آكله خذيه..
قهرت منه واخذت كتابها ورجعت لغرفتها..
دخل أسامة إلى عند فهد: فهد
فهد: ماذا تريد؟
اسامة يجلس على الكرسي ورضع رجل فوق رجل ويشبك ذراعيه: هل أسمي هذا غزلا في وسط البيت؟
فهد ابعد ذراعه عن عينيه ونظر إليه: لا تههذي، قل ما تريد او دعني انام،
اسامة بضحكة: والله الفتاة لا تليق بك ابدا، ديناصور مع قطة..
مر خيال ديناصور مع قطة امام فهد ثم نظر إليه بضحكة مكبوتة: ماذا تريد؟
اسامة تنحنح: احم، اجلس معتدلا واسمع لمشكلتي، لست متفرغ ابدا والا كنت اخبرت امي بشأنك و مريم، وستريك كيف تغازل ابنة اختها في بيتها
فهد بقهر: اسامة قلت لك لا تهذي، جاءت تأخذ كتابا فقط.. لو كنت لا تعرف لأخبرك انها تحب القراءة..
اسامة: طبعا لا اعرف شيء، طول النهار نائم ، المياه تجري من تحتي وانا نائم، هل تحسبني مغفل؟
فهد نظر إليه بدهشة: مالذي تقصده؟
اسامة تنحنح واعتدل في جلوسه مجددا: هل بينك وبين مريم شيء؟
فهد تافف: قم اغرب عن وجهي لا مزاج لدي لسماع سخافتك
اسامة: قل لي الحقيقة والله انا جااد
فهد رفع حاجبه وجلس هو الاخر معتدلا ونظر إليه بتمعن، ثم تكلم بهدوء بعد ان تاكد انه يسعى للتاكد من شيء آخر: واذا كان؟
اسامة: قل، يوجد او لا؟
فهد بحذر: قل لي اولا، اذا كان يوجد مالذي يزعجك؟ واذا لم يكن ايضا مالذي يزعجك ؟
اسامة تنهد:فهد سألتك سؤالا، هل تحب مريم؟
فهد تافف: لا
اسامة بحذر: غيرها؟
فهد نظر إليه بدهشة: ما مشكلتك؟ فكرت انك تريد مريم؟
اسامة ضحك: كلا مريم لا تزال قطة،
سكت فهد ينظر إليه بدهشة.. يحاول فهم ما يريد..
اسامة سكت .. وطال سكوته انتظر فهد ان يتكلم ولكنه لم يتكلم
ثم قال: هل تحب سمر؟
ارتخت اطراف فهد واستلقى مجددا على السرير وهو يضحك: سحقا لك، اخفتني
اسامة: انا جاد لا تضحك
فهد نظر إليه بضحكة: من اين اتيت بهذا؟
اسامة: اريام تقول
فهد: كلا ارتح،، ولكن لا تفكر بها لانها لا تليق بك،
وقف اسامة مجددا وهو يخرج ناداه فهد بجدية: اسامه، انت تمزح
اسامة تنهد: بل انا جاد، اريدها ، ولكن قالت اريام انها تحبك، لذا سألتك اولا كي لا تخرج لي مشكلة فيما بعد،"بتهديد" ابقى مع مريم والا خنقتك
فهد جلس مجددا مصدوم: توقف اسامة اياك، مالذي تريده من سمر،
اسامة حد بين عينيه: هل لديك مشكلة؟
فهد بقهر: طبعا هناك مشكلة، كيف تريد سمر؟
اسامة باختصار: احببتها مثلما احببتَ مريم
فهد تجاهله: كيف احببتها انت تمزح صحيح؟
اسامة تنهد: انتم غيرتم حياتي كنت انام واصحو في الليل لا اقابل احدا وسعيد بحياتي، اصررتم وقلبتم حياتي خرجت امامي سمر واحببتها، ماذا افعل؟
فهد سكت
اسامة تنهد: اعرف انها تحبك.. ولكن لا تقلق استطيع التصرف معها، يكفي ان اتأكد من أنك لا تريدها،
فهد سكت مقهوورررر
اسامة رفع حاجبه: ماذا ألم يعجبك؟
فهد بقهر: الم تجد غير سمر تحبها؟
اسامة بتنهيدة: لا يا اخي لم اجد، غريب اليس كذلك، احببت فتاة قلبها متعلق بأخي، ولكن ماذا افعل ليس باليد حيلة،
فهد نظر إليه بجدية: انها لا تحبني صدقني، هي تقنع نفسها انها تحبني وتعودت على هذا إلى ان صدقت قولها ولكنها لا تعرف اصلا معنى الحب، علق في ذهنها انها تحب فهد فقط.. والحقيقة غير هذا..
اسامة سكت
فهد ايضا سكت قليلا ثم نظر إليه بقرف وهو يتذكرها: اغرب عن وجهي انت وحبك، حذرتك سمر لا تليق بك " و بكيفك"
اسامة دخل وجلس مجددا باهتمام: لماذا ؟ هل تراها سيئة لهذا الحد؟
فهد سكت
اسامة بترقب: قل
فهد تنهد: لا تليق بك فحسب،
اسامة وقف ليخرج مجددا: انا ايضا ارى انها سيئة ولكن ليس إلى ذاك الحد، اكثر من مرة امسك بها تحاول جذب انتباهك، ومثل الاحمق جذبت انتباهي انا، سكتّ ولكن الان اردت فقط ان اتاكد من أنها لا تعني لك شيء،

خرج واغلق الباب، ثم رجع يطل عليه بضحكة: سأشغلها عنك وانت تفرغ لمريم،
فهد بقهر رمى عليه غطاء العطر الذي رمته به مريم وصرخ: انقلع
اغلق اسامة الباب ومشى ولكنه رأى مريم تخرج من غرفتها
مريم: اه اسامة انظر.. كيف أستعمِل الفيس بوك من الهاتف؟
اسامة ابتسم بضحكة: ليعلمك فهد
مريم استغربت: الا تعرف؟ هيا
اسامة اخذ هاتفها وخطفته منه باعتراض: لالا، قلت علمني لم اقل ادخل لوحدك
اسامة: حسنا اضغطي هنا..
وعلمها كيف تستعمله..
ثم جاءها اتصال ونظرت إليه: شكككككككككككراااااااااااا ااا
اسامة يضحك وهو ينظر إلى المتصل صديقتها اروى تتصل بها باسم آخر.. : العفو.. "كان سيسألها ولكن تراجع وغادر"
اما فهدتنهد من الاعماق واغمض عينيه لينام..
ولكن لم يستطع النوم فكلام اسامة عن سمر يتردد بذهنه، وعن مريم حكاية اخرى.. ومريم بذاتها حكايات اخرى.. بالنسبة له ..
تافف واستقعد بتفكير : لماذا لا تفارقني صورتك يا مريم، كأنك عالقة في جفوني كلما اغمضت عيناي أراك..
وسمع صوتا في اعماقه يردد"و ما اجملك"
تافف واستلقى من جديد وهو يتقلب في سريره ويفكر: اسامة الاحمق كيف يكفر ان بيني وبين مريم شيء،... يريد ان يقنع نفسه انني لا اهتم بسمر فلدي مريم.. لذا رسم بخياله انني اميل لمريم .. ؟
ولكن يا فهد لا دخان بدون نار، كيف رسم بذهنه انك تميل لمريم لو انه لم يرى شيئا جعله يفكر بهذه الطريقة؟
ضاق صدره من كثرة التفكير.. : سحقا لك ولحبك ولسمر ولمريم.. سمر، انتهت الفتيات ليقع في حب سمر، معتوه..
وقف وخرج من الغرفة..
سمع صوتها تتحدث بصرااااخ واثاره الفضول مع من تتحدث، لكنه واصل طريقه إلى مكتبه،
مريم ردت عليها : اهلللللااااااااااا
اروى بسعااادة : "مرررررررررييوووماااااا تووحشتك بزاااااااف "
مريم دمعت عيناها وهي تضحك: يا الهي لقد تغيرت يا اروى.. أاأأأأيييين تلك الفتاة المحبة للجممال والمكيياااج؟ مااااابك شاااحبببةةةة؟؟؟
اروى تضحك باشتيااق: دعككك منننني انت ايضا تغيرت لقد سمنت ايتها الخائنة انتفخ خديك
مريم ضحكت ومسحت دموعها: اشتقت إليك، كيف حالك؟ مابك هكذا ماذا حدث لك؟
اروى: والله انا بخير الحمد لله، دعيني اخمن ، عائلتك طيبة معك جدا، ولهذا سمنت، االيس كذلك؟
مريم تضحك: جدا فوق ما تصورت الحمد لله، دعك مني قولي لي اخبارك انت مع الفتيات؟
اروى تسبل عينيها بغرور : لقد تززووجت .. تخيلي
مريم شهقت بصدمة: كااذبة
اروى تضحك وهي تريها خاتمها: اقسم لك، لم اتوقع، تركني الحيوان عبدو امه لم تقبل، مرضت بعدها واختطفت منن قبل احد الذئاب ثم هربت، وعندما سمع عبدو جاء وخطبني مجددا وقال ستقبل أمي لا تقلقي، تخيلي الخبيث خاف علي بعد ان خطفت،
مريم بصدمة: من خطفك ؟
اروى تضحك: كلا فقط حاول اخذي وكنت مريضة ركبت مباشرة من التعب وعندما استيقظت وجدت نفسي في مكان مختلف وهربت، وسمع عبدو بهذا وجاء مجددا خطبني قال لو حدث لك شيئ كنت سأنتحر، تخيلي يحبني وتركني فقط من اجل امه، ثم رجع لم يستطع فراقي ،، هههههههههاااي
مريم تضحك: مجنونة، مبارك عليك إذا، كنت قلقة عليك اعرف انك ستخرجين من الدار قريبا، الحمد لله إذا .. اجل كيف الفتيات؟
اروى: تخيييلي آية أخذها اهل والدها يربونها عندهم، ولكن جاءت فتاة ثانية كاميليا،
مريم : اوه المسكينة، اعانها الله
اروى: دعك منا نحن، انت كيف حالك؟ كنت قلقة عليك حقاااا، لم اصدق انك عرفت تستخدمين الفيس بوك معجزة القرن
مريم تضحك: اشتقت إليكن وحاولت التواصل معكن، تعلمت لأجلك
اروى: اخبريني كيف هي عائلتك، هل هم طيبون؟؟
مريم بابتسامة: كثييرا الحمد لله، خاصة خالتي ادامها الله، جميعهم طيبون الا شخصين اثنين، "مالت عليهم"
اروى ضحكت بدهشة: ماذا؟
مريم تضحك: مالت عليهم، تعلمت تعلمت صرت اتحدث السعودية لن تعرفيني..
اروى تضحك: من هم هذين؟
مريم: خالي، وابنة خالتي الثانية، تبا لها لقد تشاجرت معها شجارا حادا، وإلى الآن اريد ان انتف شعرها
اروى : هههههههه ماذا فعلت لك؟
مريم بقهر: اتهمتني "وبقهر تقلدها" هل انت حقا اسم على مسمى انن نننناننن
اروى: ههههههههههه اشتقت لك يا مريم حقا اشتقت لجنونك، ولشجاراتك العنفوانية ولسانك السليط،
مريم : هل من جديد اخبريني ، كيف حال الجمميييعععع؟؟؟
اروى سكتت ثم صرخت تصفق: مرييييمم نسيت أن اخبرك
مريم بدهشة:ّ مااذا ؟
اروى تضضحك: تخيلي لقد جاء العم موسى يبحث عنك.. تخيلي كاد ان يبكي اخبرته اكرام انك سقطت في البحر ولم نجد جثتك...
مريم بصدمة: لاه
اروى تضضضحككك: ككاد ان يبكي المسكين ثم رأى اكرام تضضحكككك بقوة تسخر منه ، لا تصدقين كيف فرح عندما علم أنها تكذب، قال قلقت عليها لربما اصابها مكروه.. ثم ذهب..
مريم بكت بضحكة وتأثر: يااااه اشتقت إليه كثيييرررا
اروى: لقد افتقدناك جمييعاا... كنت قلقة الا يكون اهلك طيبون معك، ولكني طمأنت نفسي أنك شرسة تأخذين حقك بالقوة.. الحمد لله ، اجل كنت تقولين خالي وابنة خالي، ماذا فعل خالك؟
مريم: باختصار، كان على وشك الافلاس وبعد ان توفيت امي وجد الحل، اخذ نقودها ورماني في دار الايتام وانقذ نفسه من الافلاس
اروى بصدمة: ماااااااااااذا؟
مريم هزت رأسها باسف: اجل أرايت؟ الطمع؟ كذب على خالاتي، قال توفيت، وهل تصدقين ايضا؟ قدم الرشوى للمد....... لالا تراجعت..
اروى بدهشة: ماذا؟
مريم: انت الآن تزوجت نهائيا؟ام انه عقد قران او خطبة فقط؟
اروى: عقد قران، الزواج بعد اسبوعين..
مريم: حقا؟
اروى: اجل، قال لا تفعلي شيئ، جهزي نفسك فقط كل شيئ سيفعله هو، وسنقيم العرس في حديقة بيتهم، والمديرة حفظها الله سااعدتني في تجهيز نفسي للزواج، لم يتبقى الا القليل
مريم تنهدت: ليتني استطيع الحضوور ..
اروى: ستنتهي الانترنت عندي،
مريم: لاااه، اذهبي لمقهى الانترنت اريد التحدث معك بعد لم اشبع منك
اروى : لا استطيع.. قلت لك اصبحت متزوجة الآن، حتى انني تحجبت، لقد اشترط علي الحجاب..
مريم بدشة: احلفي؟
اروى ضححكت: باركيلي، العقبى لك..
مريم تضحك: تحجبت قبلك، والحجاب الكامل ايضا بالنقاب..
اروى : جلباب؟ مباارك عليك،،، هدانا الله .. العقبى لإيناس اذا، لن اكذب عليك اراها بدأت تنحرف، واكرام تقلدها احيانا
مريم : ايناس؟ ماذا فعلت؟
اروى: لا فقط بدأتُ اراها تنحرف، لا تقلقي لن اتركهن، مريم إلى اللقاء في الغدد سأتحدث معك
مريم: حسنا، إلى اللقاء.. سلمي على جميع الفتيات .. قبل ان تذهبي، الم تتواصلي مع نسرين ابدا؟
اروى: كلا، منذ ان تزوجت لم يصلنا منها اي خبر
مريم تنهدت: حسنا، إلى اللقاء
اروى: إلى اللقاء..



في الغد،
في الجامعة..
كانت حلا وسمر واريام وهديل.. يجلسن مع بعضهن في الجامعة ومعهم اصدقائهم رانيا وفرح و مشاعل
ثم التفتت حلا إلى سمر: سمر تقول مريم انه بينكما مشكلة، ما هي؟
سمر تاففت: واشتكت إليك ايضا ؟
حلا: كلا لم تقل شيء فقط لم ترد المجيء تقول بينكما مشكلة، ماهي؟
سمر: لا تهتمي
هديل سكتت
رانيا: هل تشاجرت مع الجزائرية يا سمر؟
سمر بقهر: قهرتني ، مر عليها شهرين كيف تذكرتها الان يا حلا؟
حلا: هل تعرفين يا هديل لماذا تشاجروا؟
هديل تنهدت: تعرفين سمر لا تمسك لسانها، ومريم ظهرت شرسة، وتشاجرن بقوة وفي النهاية بدأت هذه تبكي
حلا بدهشة: لماذا ما السبب؟
سمر بحقد: شتمتها، واريد ان اشتمها ايضا، الثعلب..
والتفتت الى اريام بتهديد: اسمعيني انت اذا اقتربتْ هذه الحية من فهد اقسم بالله انني لن اسكت لها هذه المرة، لن ااكتفي بكلام فحسب، وقولي لها انني انا سمر اذا اردت شيئا سآخذه، ولتنسى فهد اخبريها انه لي
اريام قهرت: ومن قال لك انت انها تضع عينها على فهد؟ انت فقط من تنظرين اليه وتقتلين نفسك لاجله، ماذا تجدين فيه ؟
سمر بقهر: لا تتدخلي احبه فحسب، واؤكد لك مئتين بالمئة انها تضع عينها عليه.. وبقوة ايضا،، تحبه متاكدة
اريام ضحكت: سمر انت توهمين ، دعك منها مريم ليست من هذا النوع .. وما فعلَته بك تستحقينه انا اردتُ ان اساعدها على ضربك،،
سمر بقهر: قلت لك متاكدة انها تحبه، ولكن اخبريها انني لن اخسر فهد، عشقته لسنوات وسيصبح لي طول العمر،
هديل بقهر: اخرسي الان، اخرسي، تهذين بفهد على رأسي باستمرار، اسامة افضل منه بكثير..
سمر: ما شانك انت لم اسالك تتكلمين عن اسامة باستمرار، خذيه انت ودعيني وشأني
اريام تنظر إلى سمر: سمر، انه اخي، لن ااسمح لك هذه المرة قلت لك.. يكفي ما عاناه من شيماء والى الان تلاحقه لعنة شيماء، لن اقف بطرف أحد هذه المرة ، ساساند اخي فقط اخي..
سمر بقهر: وانا صديقتك.. ستساعديني
اريام: كلا لن افعل، فليكن لديك القليل من الكرامة واتركي ملاحقته، لا يريدك، دعك منه،
سمر تحاول حبس دموعها بقهر: طبعا جاءت مريم وغيّرتك علي، لم اعهدك هكذا يا اريام كنت دائما تقفين بجانبي،
اريام: سمر انت صديقتي وابنة خالتي مثلك مثل مريم لا فرق بينكم، احبكما بشدة واخشى عليكما .. ولكن فهد ايضا اخي، وانا اعرفك يا سمر، اذا اردت شيئا إما ان تأخذيه او تؤذيه ولا تدعيه لأحد، ولكنه اخي واعرفه ايضا، اذا استمريت بملاحقته قسرا عنه، سيحقد وسيرفضك باستمرار، ولن اسمح لك بإيذائه ،
سمر وهي تقف حااااقدة وتسحب صديقتها مشاعل من يدها بقوة : سآخذه ولن اتركه لأحد، ولا لمريم تلك المشؤومة، هل تفهمين؟ ولا لأحد،
هديل قهرت بشدة ورمت عليها علبة العصير التي كانت فوق الطاولة : اذهبي يا حمارة ..
توجهت سمر مع مشاعل صديقتها التي االتزمت الصمت إلى دورة المياه.. تببكي بحررقة، تحب فهد منذ سنوات ولا يهتم بها، رفضها ببرود، ويتقرب من مريم من جاءت في الاخير، كيف تفعل هذا يا فهد ؟ تركتَ جميع الفتيات يقولون عني بلا كرامة، كلهن وقفن ضدي وانا لم افعل شيء سوى انني احاول الفوز بك، فعلت كل شيء وتخليت عن كرامتي من اجل الفوز بك وانت لا تهتم؟ لماذا انت قاسي بهذه الطريقة يا فهد، سأريك يا مريم، لن اتركه لك، اعرف انني لن افوز به ولكني لن اتركه لك، جئتِ في اشهر وفزت بقلبه ايتها الساحرة وانا لسنوات لم يهتم بي؟ سأريك، ساريكم جميعاا، سأريك يا فهد،

.. بعد ساعات..
وقفت مريم في المطبخ وهي تنظر إلى الحلوى الجديدة بالشوكولاطة التي صنعتها بانتصاار وفخر بشكلها : لقد انتهيت
وتذوقتها وهي تسمي بالله وتغمض عينيها تدعو أن تكون جميلة ..
وعضت منها قطعة صغيرة .. وضحكت بانتصاارر: جميييلةةةة
اام فهد تدخل إلى المطبخ: ماذا تفعلين؟
مريم التفتت إليها وبضضحكة سعادة: لقد صنعتها باتقااان
اام فهد ضحكت: ماهذه؟
مريم تقربها لها لفمها: تذوقيها
ام فهد عضت منها ومضغتها ثم نظرت إليها: ماشاء الله "بنيتي السنعه"
مريم تضحك: "فديتكك خالتي"
ام فهد ضحكت وضمتها من كتفها بحب: ربي يحفظك..
مريم اغمضت عينيها تستشعر دفئ حضنها بسعادة.. ما كانت تصدق انها ستجد حضنا دافئا كحضن امها التي فقدتها مبكرا ،، سالت دمعتها وهي تضحك بسعادة وعانقتها بقوووة وقالت بصوت لم يستطع إلا ان يخرج خافتا اشبه بالهمس: هل تسمحين لي ان اناديك امي يا خالتي
ام فهد تفاجأت وابعدتها عنها بسرعة ونظرت إلى وجهها الباكي ولم تجد ما تقول.. ثم سالت دمعتها هي الاخرى وعانقتها مجددا بقووة: هل هذا سؤال؟ يا غبية؟ طبعا انت ابنتي بامنكانك ان تناديني كما ششئت، لو لم اكن أما لك لمن سأكون؟..
مريم ضحكت وبكت في نفس الوقت
اريام وهي تدخل : انا جااااااائعة
وسكتت وهي تراهم
ضحكت بدهشة: اووه ما هذا الجو العاطفي ...!
مريم ابتعدت عنها ومسحت دموعها والتفتت إلى الحلوى ونظرت إلى اريام: صنعتها من أجلك
اريام ابتسمت : اووه شككرا لكك..
ام فهد مسحت دمعتها وتوجهت إلى الثلاجة
اريام سكتت واخذت قطعة حلوى وهمست لمريم: جاءت معي سمر
مريم الفتت إليها بسرعة: من؟
اريام هزت كتفيها وهي تـتنهد: أصرت على المجيئ، وقلت لربما تتصاحلان انتما قريبتان لا تليق بكما المشاجرة،
مريم تأففـت : اكثر شيئ اكرهه هو التعامل مع هذا الشكل من الفتيات، ومن المستحيل ان اسامحها على ما قالته لي..
اريام غمزت لها: ولكنك سامحت فهد
مريم احمر وجهها واشغلت نفسها بالحلوى: فهد ليس مثلها، لا تقارنيها به، فعلتها اكبر من كلام فهد..
اريام تنهدت: محقة ماذا اقول، وخرجت: شكرا على الحلوى
مريم خرجت من المطبخ بعد أن نظفته، رمقت سمر بنظرة سامة وحاقدة وصعدت إلى الاعلى..
سمر تقول في نفسها( سأريكم.. )
مريم مرت بجانب غرفة فهد متوجة لغرفتها، ثم وقفت والتفتت إلى غرفته وهي تتنهد: احمق
خرجت إلى شرفتها وجلست على كرسيها وهي تأخذ مذكرتها تكتب،
ثم سمعت صوتا في الاسفل..
طلت من الشرفة وشهقتت بقوة وصرخت: توقققققفففف هااااي مالذي تفعله انت توووققففف هنااااك تووقف
وصرختمصدوومة إلى الواقف بعيدا: فهههههههاااااد
رفع رأسه لها وهو بعيد في الحديقة ثم صدددم وهو يرى البستاني يقلم شجرتها.. وتوج اليه:هداك الله يا قاسم قلت لك الا هذه الشجرة ابتعد عنها..
مريم ببكاء: فههههد حمااااار غصني قطعتهههه؟؟؟ لمااااااااذااا
وببكاء صرخت: حماااااااااااارررر لمااااذاااااا
وهي ترمي عليه القلم الذي بيدها: حماااااااااااررررررررر ستلصقه هل تسمع ستلصقه....
فهد بصدمة والتقط القلم الذي رمته: ادخلي ادخلي
البستاني نظر إليهاا بصدمة تبكي فقط لأنه قطع غصن شجرة؟
مريم رمت عليه مذكرتها وحاول ان يتفاداها فهد وسقطت على الارض مفتوحة، ثم نظر إليها بغضب: مرريمم قلت ادخلي ..
مريم ببكاء تنظر إلى البستاني: سأقطع يدك لتحس بماذا احست به شجرتي عندما قطعت غصنها، كلب
فهد صرخ بغضب: مريم اقول لك ادخلي والا صعدت إليك الآن،
ونظر إلى البستاني والعمّال في الحديقة: اخرجوا
مريم دخلت وهي تدمع ونزلت من غرفتها بسرعة..
سمر واريام نظرت إليها بصدمة : مابها هذه؟
ام فهد لحقتها: مريم مابك؟
فهد امسكها وادخلها مجددا وهو غااضب: قلت لك ادخلي هناك رجال في الخارج الا تفهمين
مريم ببكاء: لماذا تقطعها لمااذا؟
ام فهد بدهشة : ماذا قطع؟
مريم نظرت إليها والغصة في حلقها وعينيها تلمع بدموع متحجرة: الشجرة...!
ضــحكــت سمر بقوة ونظرت إلى فهد وهي تضحك: هذه مجنونة تبكي على شجرة
مريم صرخت: لا تتدخلي أنت لا تحشري أنفك فيما لا يعنيك
فهد تنهد: لم اره ، لقد نبهته يا مريم الّا يقترب من شجرتك..
دفعته عنها وخرجت إلى الحديقة وتوجهت إلى شجرتها وهي تنظر إليها بقهر.. لم يقطع جميع الاغصان، ولكنهم عاليين، اصبحت مجردة.. نظرت إلى فهد بقهرررر وحققققد
تنهد وخرج للشارع الى العمال .

ام فهد وقفت بجانب مريم تربت على كتفها وهي تضحك: مريم هل انت جادة تبكين على شجرة ؟
مريم بقهر: ولكنها شجرتي لماذا يعتدي عليها، فهد يعرف انني احبها،
ونظرت إلى باب الشارع الذي خرج منه بحقد: لو قطعت ذراعه سيشعر بألمها
ام فهد تضحك: مريم لست على ما يرام، ادخلي ادخلي هذه مجرد شجرة، عليهم تقليمها كل سنة في مثل هذا الوقت لتتجدد لا تقلقي ستنمو أغصانها مجددا
مريم بقهر وهي تنظر إلى شجرتها: اجل خالتي يقلمها قليلا، اطراف الاغصان فقط لماذا يكسر الغصن بأكمله؟ ،، قطعوها انظري خالتي قطع غصني الذي اجلس عليه كل يوم، قطططععه ...
فهد وهو يأتي إليهم: يقول رآه يابس قرر قطعه، ارهقْتِ الغصن دائما تجلسين فوقه
مريم صرخت في وجهه : كله بسببك انظر كيف اصبحت شجرتي، انظر
فهد ضحك بأسف: والله ليس خطئي لقد نبهته
مريم وهي تدخل إلى الداخل بقهر: دائماا ليس خطأك، دائما تبرئ نفسك والسبب الاول هو انت دائما
تنهد ورفع مذكرتها ونظر إلى امه بحسرة
امه تنهدت ودخلت: لا تهتم انها غاضبة
ودخلت وراءها وفهد نظر إلى مذكرتها التي بين يديه وهو يتنهد..
ثم دخل هو الآخر..
سمر وهي تنظر إليه وتضحك: فهد
التفت إليها ولم يجبها
سمر تضحك: دعك منها مجنونة، تبكي من أجل شجرة، لا تهتم لها مختلة عقليا
فهد تجاهلها وصعد إلى الاعلى وبيده مذكرتها، ( ليست مختلة عقليا، انها فقط وحيدة، وحيدة ولكن لديها طموع وتحب الحياة وتتمسك بها رغم كل ما تمر به، ولديها رغبة في الانطلاق، لم تجد من يخفف عنها وحدتها او من يوجهها ويعطيها الامل غير الاشجار والطبيعة.. انا اسفة يا مريم لم انتبه له.. )

قبل العشاء..
لم تخرج مريم من غرفتها .. فقط تنظر إلى شجرتها من شرفتها بحسرة.. وفهد يخرج إلى شرفته كل خمس دقائق يحاول التخفيف عنها ولكنها ترمي عليه شيء ما وتصرخ في وجهه، فيضحك ويدخل مجددا ولكنه يخرج مرة اخرى ...
وفي المرة الاخيرة لم يخرج، مرت ربع ساعة ولم تره،التفتت إلى شرفته واقتربت تطل بحذر.. لم تستطع الوصول ولا رؤية شيء..
ثم نظرت إلى شجرتها مرة اخرى بحسسسسرررة وحززننن..
التفتت مجددا الى شرفة فهد مستغربة لقد تأخر لم يخرج، كنت سأرمي عليه هذه الاسفنجة هذه المرة.. اين هو؟ هل نام؟

خرجت أريام إلى شرفتها والتفت إلى مريم تضحك: مريم قصوا شعر شجرتك؟
مريم نظرت إليها بحنق ورمت عليها الاسفنجة بقهرر: اغربي عن وجهي
اريام تضحك: مسكينة لقد حزنت على شجرتك حقا، كنت بدأت احبها انا ايضا،،
مريم ببكاء: اغربي عن وجهي سأبكي الان
اريام تضحك: لا ادري اين اختفت سمر.. قلت ربما تشاجرت معك وخرجت؟
مريم بقهر: لا ادري عنها اريد ان افرغ غيضي فيها حقاا،،
اريام تضحك: لا تقلقي سيشتري لك فهد شجرة هههههههههه
مريم قهررت بشدة: لا تسخري مني اغربي عن وجهي لا ينقصني سوى سخافتك
سمعوا صوت صراخ يأتي من بعيد ، سكتن مستغربات: سمر تصرخ
اريام بصدمة: من أين يأتي الصراخ؟
مريم فتحت عينيها على ااوسعها وهي تسمعها: من غرفة فهد.. من هنا انه قريب علي
..
انتهى





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-17, 08:26 AM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


//



السلام عليكم ورحمة الله
الجـــــــــــــــ العاشر ــــــــــــــــزء


\\
اريام ومريم يتحدثن كل واحدة في شرفتها
سمعوا صوت صراخ يأتي من بعيد ، سكتن مستغربات: سمر تصرخ
اريام بصدمة: من أين يأتي الصراخ؟
مريم فتحت عينيها على ااوسعها وهي تسمعها: من غرفة فهد.. من هنا انه قريب

في غرفة فهد..
-قبل قليل فقط-
فهد اخذ مففاتيحه وخرج من البيت
اما سمر لم تره وهو يخرج، طرقت باب غرفته ولم يردّ، فتحتها بهدوء ودخلت، لم تجد احدا ، ذهبت إلى مكتبه وايضا لم تجده هناك، استغربت ثم فضلت البقاء في غرفته إلى ان يرجع ..
سمعت صوت مريم تتحدث مع اريام من الشرفة، طلّت عليها بهدوء ثم رجعت للداخل وهي تفكر: استطيع سماعهم بشكل واضح، يعني اذا تحدثت مع فهد او حدث شيء ما هنا تستطيع سماعه هي ايضا...
ثم ضحكت بخبث وهي تضرب يديها ببعضهما: وجدتها، سأضرب عصفورين بحجر واحد، سأثير غيض مريم وبنفس الوقت سأجبر فهد على الزواج مني.. لن يستطيع الرفض، لو خالتي سمعت بأنه حاول الاعتداء علي وفي بيتها ايضا ستقول له لملم فضيحتك وتزوجها انا متأكدة، وسأنتهي من هذا العذاب، سأريكم إذا سترون..
اسامة كان ينتظر الفرصة المناسبة ليمسك بسمر لوحدها ويتحدث معها، وعندما رآها تترك ام فهد لوحدها في المطبخ وتصعد إلى الاعلى قرر الامساك بها قبل ان تذهب لأريام، ولكنه دهش عندما رآها تدخل غرفة فهد.. لحقها بهدوء وصدم وهو يسمعها تتحدث مع نفسها بصوت خافت.. تراجع للوراء بانسحاب، قرر ان ينبه فهد عن وجودها وعما تخطط له، ولكن لا ، لا يا سمر سألقنك درسا لن تنسيه في حياتك، لتعرفي من هو أساامة، اوقعتني في شباكك وتحومين حول أخي، سترين اذا لم اجعلك تلعني اليوم الذي فكرت فيه بفهد لن أكون أنا اسامة ...!
توجه لغرفته واخذ ورقة وقلماا وبدأ يكتب...
ثم ضحك وهو يقرأ الورقة..
كان سيخرج ثم لفت إنتباهه العاب راكان، ضحك وهو يتخيل ردة فعلها..
اخذهم جميعا وخرج
رجع لغرفة فهد وهو يتلفت يمينا ويسارا آملا الا تواجهه مشكلة..
ارسل الورقة من تحت الباب وطرقه بهدوء وركض يختبئ في الغرفة المجاورة .. فتح الباب ودخل بسرعة .. لم تنتبه له مريم أنه دخل لغرفتها كانت في الشرفة تتحدث مع اريام.. طل من شق الباب على سمر.. التي خرجت تبحث عمن وضع الورقة مستغربة ..
ثم رجعت لغرفة فهد وقرأت الورقة وصددددمممت: حسنا يا فهد انا موافقة تعرف أنني أكره سمر ، لن اخبر أحدا بعلاقتنا ولا حتى اريام ستعرف، أنت اقترب من سمر وسأصوركم وسأعطيها لخالتي ام طلال.. وبهذا سأكون تخلصت منها للابد وبإمكاننا الزواج بعدها .. ولكن إياك أن تقترب منها كثيرا لانني اغار عليك .... مريم
سمر فتحت فمها من الصدمة لا تصدق ما تقرأه عيناها، قرأتها لمرتين وثلاث مرات.. لم تستطع فهم شيء آخر غير المقصود.. مريم وفهد يتآمران علي؟ هما في علاقة سرية؟ هل تحاولان الايقاع بي؟ أنا سمر يا هذا على من تحاولون اللعب؟ "وضحكت" بعد هذا لن اتردد في تنفيذ خطتي قبل ان تنفذ خطتك انت يا فهد، ستتزوجني قسرا،، وإذا لم يصدقو أنك انت منن حاولت التقرب مني سأريهم هذه الورقة... لن أخسر الآن..
خرج اسامة من غرفة مريم بهدوء وفتح الباب عن سمر بقدر شق فقط.. وضع الافعى البلاستيكية والعقرب.. ووضع فأرا أيضا..
قبل ان تهرب سمر للخارج اقفل الباب بالمفتاح ووضعه في جيبه وهو يضحك ورجع لغرفته بكل برود
سمر بدأت تقفززز من الرععععب وتصصرخ: لاااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااا افتحوووااا البببباااب
وهربت إلى السرير صصعدت فوقه وهي تصرخ: كلااااااااااااااا افتتتتتحح البباااب مرررريييم افتتحيي الببااااااااااااااااااااب ب
في هذه اللحظة مريم واريام في الشرفة سمعوا صراخها واندفعوا للخارج..
تجممد الدم في عروق سمر وهي ترى الافعى تقترب منها وصرخت مجددا ووجهها اسووود من الررعب: كلاااااااااااااااااا افتحووا البباااااااابب ععقققرربب اففعععععععى ... اممممممممممممممممممممممي
اريام ضرببت الباب بقوة ومعها مريم مصدومتان: سمرر مابك؟ افتحي الباب مابك؟
صعدت أم فهد وهي تحمل السكين في يدها مصدومة: مالذي يحدث؟ من يصرخ؟
اسامة خرج من غرفته يمسك ضحكته: ماذا هناك؟
لم يجبه احد وطرقوا الباب على سمر بقوة وهم يضربونه يحاولون فتحه: سممر ماذا حدث افتحي الباب؟
وقف اسامة بجوار الدرج و هو يضححك وينظر إليهم
سمرر تببكي وتصرخ وهي تقفزز فوق السرير : عقققررررررب افتحووا الببااب مريم ارجووووك افتحي البباااااااااب اعرف انك انت اقفلته افتحي البباااااب
مريم بصدمة: ماا دخلي أنا؟
سمر تببكي: افتحوووووااااا مريم ارجووك انا انسحب عنه اقسم لك انسحب ، اتركه لك فقط اافتحي الببااااب لا اريد ان اموووت
وصرخت صرخة ممدوية عندما رأت الفأر اقترب من السرير والعقرب ايضا تمشي وواصلت القفز فوق السرير وهي تصرخ بججنون :مرريم ارجووك افتحي البباب لي، افتحي الببااب
فهد بمجرد دخوله إلى البيت سمع صوت صراخ من الحديقة.. تتجمدت اطرافه عندما سمع صوت الصراخ القوي والبكاء والنحيب.. ركض إلى الداخل لم يجد أحدا في الاسفل، ركض إلى الاعلى بسرعة البرق خائفا من أن شيئا حدث لامه او لأحد ما،، ثم اخذ نفسا عميقا برااحة عندما رأى الجميع واقف امام غرفته واسامة يضحك من بعيد..
ونظر لأسامة: من في غرفتي من يصرخ؟
اسامة يضحك: هل تتخيل تشاجرت مريم مع سمر ووضعت لها عقرب وافعى في غرفتك واقفلت عليها الباب، يبدو أنها شعرت بالغيرة عندما دخلت سمر لغرفتك..
فهد صدم: مريم ؟ من أين جاءت بافعى وعقرب ومالذي تفعله سمر في غرفتي؟
اسامة يضحك: العاب راكان، قلت لك مريم شعرت بالغيرة هههههههه اركض ارضِ حبيبتك هيا قبل أن اخبر امي ان بينكما علاقة وبسببها تعرضت بالاذى لمن أحب انا
فهد قهر منه وتوجه إلى باب غرفته ونظرت إليه امه برعب: افتح لها الباب
فهد نظر لمريم بقهر: أهذا لعب؟
مريم بصدمة: ماذا؟
فهد: اعطني المفتاح افتحي لها
مريم: من أين سآتي بالمفتاح؟
اسامة يضحك: في جيبك
مريم نظرت إليه بصدمة: هل جننتم؟ من أين سيأتيني المفتاح ؟
سمر تصرخ: مررريم افتحي الببااااب ارجوووك لا اريد ان اموت هنا ارجووك سأفعل ما تريدين افتحي الباب ارجووك
فهد التفت لمريم بعتاااااب وقهههههرررر ، ادخل يده في جيب بجامتها واخذ المفتاح بقهر تحت صدمة مريم بوجود المفتاح في جيبها، كيف وصل؟ وفتح الباب لسمر.. لم يرها ولكن رأى العقرب والافعى يتحركان ببطئ شديد والفأر انتهت بطاريته وتوقف مكانه بالقرب من السرير
شعر بالاشمئزاز تبدو حقيقة والتفت لمريم بقهر: ما رأيكِ أن اجعلك تأكليها الآن؟
مريم مدهوووشة وكادت ان تجن : كيييف جاااء المفتاح الى جيبي ماذا فعلتت انا، اقسم لك انني لم افعل شيء، كنت في الشرفة اتحدث مع اريام، اريام قولي شيئا
اريام مدهوشة: أجل كنت اتحدث معها فجاة سمعنا سمر تصرخ
سمر وهي تبكي وااقفة فوق سرير فهد: ابعدها عني ارجوووك اقتلهم

فهد حمل الافعى وهي صرخت: مالذي تفعله اقتلهااا .. احذر العقرب قريبة منك
فهد نظر لمريم بقهر: : هذذه بلاستيكية يا سمر
خرجت راكضة وعانقت خالتها وبدأت تبكي في حضنها بقوووة وام فهد التفتت لمريم بققههرر وغضضببب
واسامة لا يستطيع امساك ضحكته وينظر لسمر يتشمت فيها
فهد بقهر: سخيفة جدا يا مريم ارتفع السكري للفتاة من الرعب كيف تفعلين هذا؟ حقا ككيف خطرت في بالك لعبة سخيفة مثل هذه؟ ماذا لو حبستك هنا مع فار؟ فقط فأر لنرى كيف ستصبح حالتك لم ...
مريم صرخت بجنون تقاطعه : اقول لك لم افعل شيء لماذا لا تصدقني كيف سأغلق عليها الباب اصلا؟ من أين ستأتيني هذه الافعى هل تمزح معي؟
ام فهد بقهر لم تتكلم وحاولت تهدئة سمر التي تبكي بححرررققققة
اريام تنظر لأسامة الضاحك وقالت في دهشة: اسامة؟
انفجر اسامة بالضحك وهز يديه: تظلمها يا فهد حرام عليك
صدددم فهد والتفت لمريم بصدمة ليستوعب ووقعت عينه على الورقة التي كتبها اسامة ملقية على الارض، استغرب واخذها
اما مريم بعدما فهمت ركلت اسامة بقووووة وصرخت: حماااااارر
وركلته برجلها الثانية وحاولت ان تضربه بقبضة يدها امسكها وهو يضحك: حسنا توقفي يا قطة توقفي انا اسف..
فهد التفت لمريم بصدمة، ثم لأسامة وشعر بالغضب الشديددد وبرزت عروق جبينه من الغضب واحمر وجهه وخنق اسامة بالافعى البلاستيكية التي يحملها وصرخ: هل تريدني أن اقتلك يا هذا؟
‎اسامة صرخ باختنااق وحاول ابعاد الافعى عن عنقه: اااعع
ام فهد بصدمة: فههدد توقف
فهد افلت الافعى وركله بقوووة واسامة بدأ يكح ونظر إليه بدهشة: كدت تقتلني
فهد بغضب صرخ: هل انت من كتب هذا؟
اسامة اخذ الورقة والتفت لسمر: كلا لست انا.. من اين لي ان اعرف انا؟
ام فهد صرخت بغضب: اسامة
التفت إليها ووضع الورقة في جيبه
ام فهد بصراخ: لماذا اقفلت عليها في الغرفة؟
مريم بقهر: وفوق هذا يلصقها فيّ
ام فهد بغضضب: من أين اتيت بهذه الالعاب؟ لماذا اقفلت عليها هل انت مجنون؟
اسامة سكت..
ام فهد: تكلم
اسامة بتردد: فقط، كنت اظنه فهد في الداخل وتفاجات بأنها سمر
فهد سكت بقهرررررر يتوعده في داخله
مريم بقهر: كيف وضعت المفتاح في جيبي يا هذا؟
اسامة ابتسم : حتى أنكِ امسكتِه بدون وعي منك ووضعتِه في جيبك.. ومعه عقرب ايضا
مرم وضعت يدها في جيب بجامتها وصرخت وهي تحس بالعقرب في جيبها ورمتها من يدها بسرعة على الارض
ام فهد ركلت اسامة بقهررٍ: هل انت طفل يا هذا؟ ماهذا اللعب القبيح؟
اسامة نظر لسمر بقهر: احسسسسسن
مريم بقهر لسمر: مالذي كنت تفعلينه في غرفة فهد؟
سمر بكت لا تدري ما تقول
اسامة بقهر: اجل؟ ماذا ؟
سمر تببكي: لم اكن افعل شيء، دخلت اطفئ الضوء فقط...
اسامة بقهر: اهااا، لهذا دخلت وخرجت ووقفت تنتظرين في الغرفة؟ لتطفئي الضوء؟ كم انت اقتصادية
سمر بكت اكثر كي لا تجيب عليه لا تدري ما تقول ومقهوورة منه
اريام نظرت إليها بقهر تعرف انها كانت تخطط لشيء،
ام فهد باستغراب: مالذي تهذي به يا اسامة اي عمل لها في غرفة فهد، اليس كذلك سمر؟
سمر تبكي: اجل
اريام سكتت مقهورة وتنظر إلى سمر بحقددددد
اما فهد التزم الصمت ينظر إلى اسامة وإلى مريم.. ثم إلى امه..
اريام سحبت سمر لغرفتها: تعالي ..
مريم لحقتها بقهر..
ام فهد ضربت اسامة بقهر على رأسه بقبضة السكين الذي تحمله: غبي
ونزلت مقهوورة وفهد نظر إليه وجرّه من قميصه إلى غرفته واغلق الباب وصرخ بقهر: مالذي تفعله يا هذا؟ ماهذه الورقة؟ مالذي تنوي فعله؟
اسامة جلس ببرود ونظر إليه: انقذتك من خطة سمر.. كانت تنوي الايقاع بك لتتزوجها مجبرا، وبصراحة ااحسنت التدبير فلو وقعت في خطتها لكنتَ الان إما تعقد قرانك عليها مجبرا إما مطرود من البيت ومعك سمر أيضا
فهد بدهشة صرخ: مالذي تهذي به؟ تكلم مثل الناس قبل ان اقتلك الآن، لماذا تقحم مريم في الموضوع؟ ما دخلها من قال لك انني احب مريم حتى؟ لا تختلق قصصا من خيالك وتصدقها يا اسامة، سكتّ ولم اقل لك شيء ظننتك تمزح ولكن يبدو انك تصدق ان هناك علاقة حب بيني وبين مريم، حتى انت تعترف بها مريم صغيرة ججدا لا افكر فيها حتى،
اسامة بقهر وقف : تكذب على نفسك يا فهد، انت تحبها، تدعي انك محلل نفسي وحتى لا تعرف ما بنفسك، انت تحبها، مثثلما هي تحبك، لا تغمض عينيك عن اشياء حدثت بالفعل فقط لانك لا تريد حدوثها،
فهد سكت قليلا ثم هدأ وقال بهدوء: مالذي كانت تريده سمر؟
اسامة بقهر: كانت تخطط ان تفتري عليك انك حاولت الاقتراب منها، كانت تنتظرك في الغرفة وتتكلم مع نفسها سمعتها، صحيح لو امسكت بك امي تحاول اقتراب منها ستزوجك اياها مجبرا واذا لم توافق على الزواج ستطردك من البيت، "حسبتها صح العقرب فحطيت لها عقرب وحطيت لها ذيك الورقة وقفلت عليها في غرفتك عشان المرة الجاية تفكر تقترب منك "
فهد بصدمة: "تمزح مستحيل توصل فيها لذي الدرجة "
اسامة: مثلك صدمت، لكنني ضربت عصفورين بحجر واحد، سمر لن تحاول الاقتراب منك خوفا مما قرأت في الورقة، وسأتحدث معها انا الآن
فهد: هل انت مجنون، "وبتهديد" ستخبرها أنك كتبت تلك الورقة ولا شيء صحيح من هذا، لا تقحم مريم في هذا الامر يا اسامة سأقتلك
اسامة: لن افعل، انت توقف انا اعرف عملي، لا تتدخل
فهد بقهر: اساااامة
اسامة ببرود: قلت لك لا تتدخل، اعرف عملي.
وخرج تركه وفهد قهههررر واغلق الباب .. كان سيرمي نفسه على السرير بتعب، ولكنه تذكر كيف كانت سمر واقفة فوقه وتقفز وشعر بالقرف
فتح خزانته وغير ملابسه وذهب الى الطاولة ليأخذ كتابه المعتاد.. ولكن توقف وهو يرى مذكرة مريم التي رمتها عليه اليوم، ابتسم لا اراديا واخذها مع كتابه ورجع إلى الاريكة.. جلس وفتح أول صفحة
وبدأ يقرأها
وهذه مذكرة جديدة هدية من بشير..
كم أنا حمقاء غبية، غبية إلى أقصى الحدود..
لقد تشاجرت معه شجارا حادا، وكعادتي لم استطع ضبط لساني وشتمته،
كم أنا مغفلة.. كانت كلمات ثقيلة خرجت مني بدون أن اعي نفسي،
لقد جرحته بقوة واعترف بأنني حمقاء بفعلتي هذه، لكن عزيزي
ااه كم احبه، لقد جاءني في الليل.. وجدني أبكي على حماقتي التي ارتكبتها وضحك ..
قال انني توقعت هذا، توقعت أن اجدك تبكين لأنك وجهت إلي تلك الكلمات، جرحتني صحيح ولكني لم استطع النوم بينما اعرف أنك تبكين في غرفتك،
لقد سامحني بسهولة.. وكم هو مغفل بفعلته هذه، ليته عذبني قليلا كي لا افعلها مجددا.. لقد تعودت على جرحه ويسامحني بسهولة، لم يضع حدا لهذا بل هو يشجعني على أن اكررها مجددا، مغفل، ولكنه طيب.. كم أحبك يا بشير.. سامحني

الجموود يعتلي ملامح وجهه الحادة..
قلب الصفحة وقرأ الصفحة التالية بهدوء
مرحبا انا مريم ،، مريم الحمقاء
اليوم عيد ميلادي الثامن عشر... من اسوء الايام التي مرت علي..
ينتابني البكاء كثيرا، ولكن دموعي لم تتعود أن تسقط بسرعة
تفضل الاحتباس داخل عيني كالعادة.. لا استطيع اخراجها،
على الاقل لتريحني قليلا، انها عنيدة.. مثلي..
منذ شهرين وانا افكر عندما يأتي هذا اليوم ، أين سأذهب؟
لتسلم أمي خديجة مديرتنا سمحت لي بالمكوث بعد في الدار إلى أن يحين وقت زواجي،
بشير الابله يسمع لكلام أمه، هي لا تريدني وانا لا اريدها، ولكن ما من حل إلا الزواج..
لقد أهدوني صديقاتي هدايا عديدة.. والشقية اكرام اعطتني خاتم ذهبي ذكرى لها من جدتها قبل ان تموت.. لقد أثرت فيّ كثيرا.. هذا كل ما تملكه ولكنها تخلت عنه لأجلي، تقول لا يزال لدي العديد من السنوات في الدار، استطيع جمع المال و شراء آخر، ولكن أنا مريم الحمقاء احتاجه لأنني سأخرج قريبا.. واحتاجه في زواجي أيضا..

تنهد فهد وقلب للصفحة الثالثة
مساء الخير مذكرتي العزيزة، مساء لتعب..
بدأ اليوم جميلا، لقد حدد بشير موعد عقد القران، سنعقده بعد اسبوع، سأكون زوجته، وسيحميني من التشرد في الشوارع، صحيح أن شرط امه كان قاس جدا علي.. ولكن لا حل لدي،
تخيلت عن الجامعة واكمال دراستي من اجل الزواج، كم امقت هذا الفعل فسلاح الفتاة هو دراستها لا الزواج في هذا الزمن، لكني مضطرة.. ماذا افعل غير هذا؟ لا شيء، عاجزة، انتظر امتنان بشير وامه علي ليحددوا موعد الزواج ويخلصوني من هذا الهم.. وكم أكره نفسي عندما افكر بهذه الطريقة.. كم أكره نفسي عندما اتذكر أنني انتظر منة الناس علي.. كم أكره هذا

قلب فهد الصفحة وهو يفكر كيف كانت تعيش مريم.. يشعر بالفضول القاتل كي يرى الوسط الذي عاشت فيه من قبل،،
بدأ يقرأ الصفحة وضحك
لقد كسسسررت دراجة موح... وتكسرت عظامي معها..
مساء الخير مذكرتي،، لقد بدأ يومي بالتكسير.. لقد سقطت من اعلى الدرج.. تكسرت الدراجة وسببت عرقلة للسيارات في الطريق الرئيسي.. لحسن الحظ أنني لم اسقط من ذاك الدرج إلى الطريق وإلا كنت تحت التراب الآن...
المسكين عمي صالح "والد موح" سيشتري دراجة جديدة لموح ... كم سعد موح بهذا الخبررر... ولكنني قد اخذت شتائم عديدة من عمي صالح.. استحق هذا..

قلب الصفحة وهو يبتسم واكمل قراءة يومياتها..
وصل إلى صفحة كتبت فيها مريم : ياله من مغفل.. ياله من احمق، كم اريد ان اشتمه واشتمه واشتمه.. هو وأمه.. كم أريد أن اكسر عظامها تكسيررا .. كم اريد ان اكسر لها فمها واسنانها الصفراء.. كممم ارريييد ان امسكها من "شوشتها" واجرها وامسح بها بلاط الميتم الذي تسخر منه...
ليتني استطعت ان اضربها لما كنت ترددت لحظة في تكسير انفها ..
تخيلوا،، لقد قالت لبشير رأيت هذه الفتاة مع رجل آخر.. تكذب .. تفتري علي،، تريد ان تفرقنا.. لقد ملأت عقله بكذبات وافتراءات عني.. واكثرها ايلاما انني لست مريم العذراء.. وانني لقيطة.. كيف يصدق بشير كلام امه هذا.. بل حتى يأتي ويقول اريد جوابا واضحا .. يقول انني كذبت عليه تلك الفترة.. يقول انه يشك انني شريفة.. بكل برود هكذا .. والكثييير من الكلام الكثييير الكثييير لقد اعماني الغضب لحظظتها
اردت ان اضضضرررربه على وجهه برجللي ليعرف الشرف .. بصقت في وجهه ويستحق هذا.. ثم قلت له "حركي" "ابن كلب" قلت له حثالة فرنسا تخلت عنك قبل أن تخرج.. قلت له ديوث.. قلت له انت لست رجل تسمع كلاما عن زوجتك وتصدقه.... شتمته بكلام آخر لا استطيع تذكره.. ويبدو انني اثرت غضبه بشدة.. صفعني المرة الاولى ورددتها له.. لم اتمالك نفسي .. كنت اصرخ واشتمه بقوة.. كل ذاك الحب في لحظة تحول لكره وبغض.. لم اكن أرى امامي سسوى شيطان في هيئة انسان،،، لم اتوقف عن شتمه بكل ما جاءعلى طرف لساني قلته بدون أن اعي ما هو... فضربني بقوة على وجهي ليسكتني.. لم ابكي طول مدة الشجار.. ابعدنا الناس.. اخذوه بعيدا عني واخذتني عجوز بعيدا.. مسحت الدم عن على جبهتي.. كانت ترجوني ان ابكي... لكني لم استطع ان اذرف دمعة واحدة.. منذ وفاة امي قست دموعي ،بصعوبة تخرج من عيني.. اخذتني إلى المسستشفى ليخيطوا لي الجرح فوق حاجبي،، لم اكن أحس بألم بل انني لم اهتم بألمي الجسدي بقدر ألمي الداخلي.. كان قلبي يدمي اكثر من حاجبي.. بكيت عندما بدأوا بخياطة الجرح.. كانت القشة التي كسرت ظهر الجمل.. اخذت ابكي وابكي وابكي إلى ان جفت دموعي العنيدة.. شعرت بارتياااح بعد ان بكيت وعرفت الآن كم كنت دكتاتورية حيث كنت امنع عيني من ابسط حقوقها ازعم انها قوة.. بل كانت مجرد ألم.. لن احبس دموعي بعد الآن انها تريحني ...

فهد اغلق المذكرة بهدوء.. تنهد بعمق وهو يتخيل موقفه معها عندما بكت امامه وفهمت من كلامه انه يتهمها عندما سألها تركب لوحدها مع بشيير في القارب.. احس بحقد شديد على بشير.. منذ أن علم بشأنه وهو لا يطيق اسمه حتى، والآن حقد اكثر..
اغمض عينيه وحاول النوم لكن لم يستطع..
فتح مذكرتها من جديد وبدأ يقرأ يوممياتها بعد الشجار مع بشير.. مر وقت طويل وهي تعاني وقد فقدت الأمل في كامل حياتها وسيطر عليها الحزن.. تركت الجامعة والمديرة تنتظرها ان تخرج من الدار وانفصلت عن بشير.. ثم تركت العمل على القارب بسبب بشير.. وبعدها طردت من المطعم لأنها كانت متوترة في تلك الايام وتسبب المشاكل مع الزبائن حتى مع مالك المطعم..

لم يحس فهد بنفسه إلا والمنبه يرن صباحا..
فتح عينيه من النوم وشعرر بتشنننج في جميع اطراف جسمه.. نام على الاريكة نومة غير مريحة.. مقلوب راسا على عقب.. ومذكرة مريم فوق بطنه مفتوحة ...
حاول النهوض وهو يتألم من رقبته
اخذ مذكرتها واغلقها بعدم اهتمام يريد ان يلحق بعمله قبل ان يتأخر الوقت.. ولكنه رجع وفتح المذكرة بسرعة وبدأ يقلب صفحاته مستغرب عندما لمحح اسمه قبل أن يغلقها ولم يهتم..
وقف عند تلك الصفحة وبدأ يقرأ
وابتسم عندما كتبت عن اول لقاء لها معه.. وتذكر ذاك اليوم وصدمتها عندما رأته.. ثم ضحك بدهشة كتبت أنها كانت تحسبه هو خالها... كانت تنتظره رجلا عجوزا او على الاقل يأكل الشيب رأسه.. ولكنها تفاجات بشاب جميل جدا ولم تصدق ان هذا خالها،، إلى ان قال انه ابن خالتها ففهمت.. ضحك بقوة وقلب الصفحة تحكي بشكل عادي عن يومياتها ولم تخلو اي صفحة بعدها من ذكر فهد في الموضوع، وكلمت كتبت فهد كتبت بجانبها فهد الاحمق
تتسع ابتسامته إلى ان اختفت نهائيا بصدمةةةةة عندما قرأ: دعنا نختصر الطريق اليوم .. انا اقول احبك كعادتي وانت لا تسمعني كعادتك ايها الفهد الاحمق
..
باقي الصفحة فارغة
قلبها بسرعة وهو مصدوم وقرأ بهمس: لماذا لا يثمر ما ازرعه فيك؟ لماذا لا يزهر ما اسقيه فيك؟ لماذا يا فهد الاحمق؟
توقفت هنا..
قلب الصفحة ولكنه تحرك بفزع عندما سمع الباب يطرق اغلق المذكرة بسرعة وضعها تحت غطائه..
طرق الباب مجددا.. وتنحنح يرجع صوته المصدوم.. وقبل أن يتكلم فتح الباب ودخلت مريم تطل برأسها كعادتها
مريم بتردد: انت مستيقظ.. فهد هز رأسه بدون ان يتحدث وهو ينظر إليها ويتذذكر ما قرأه قبل قليل
مريم دخلت وهي تلعب باصابعها بتوتر: ااا.. انا .. اسفة... عما حدث بالامس... كنت غاضبة فقط .. اعذرني ..
فهد يبتلع ريقه بارتباك: ماذا حدث؟
مريم بارتباك: الشجرة... عندما قطعوها..
فهد فهم: ااه.. اجل لا بأس
مريم: في الحققيقة.. كنت .. قد رميت عليك مذكرتي بدون وعي مني.. هل هي عندك يا ترى؟
هز رأسه بالنفي بسرعة: كلا لم ارها
مريم بدهشة: حقا؟ لم اجدها في الحديقة من أخذها؟
فهد: لا اددري
مريم بقلق: ألم ترى أحدا يأخذها؟
فهد سكت.. ثم قال بحذر: اشتري واحدة خرى ودعك منها
مريم بسرعة: كلا مستحيل اريد مذكرتي
فهد ابتسم: هل .. فيها شيء مهم تخافين أن يقرأه احد؟
مريم: خصوصيات فقط..
فهد: ااه، خصوصيات.. للاسف لم ارها، ينتابني الفضول حولها لو امسكتها سأقرأها
مريم بصدمة: لاا اياكك الا انت، فهد حقا احتاجها الم ترها؟ رميتها عليك في الامس في الحديقة بحثت عنها كثيرا في الحديقة ولم اجدها
فهد باصرار : لم ارها.. اسالي غيري
مريم تنهدت: حسنا..
وخرجت من الغرفة واغلقت الباب وراءها، اخذ المذكرة مجددا وفتحها على اخر صفحة وأكمل القراءة

كم هو احمق.. كل يوم يجعلني اتعلق فيه ويضحك في وجهي ولا يدري ان بفعلته تلك يتزلزل كياني كله .. لقد عشقت رجلا يأكل حزني كله بضحكته..

قلب فهد الصفحة ولكنه فززع وهي تفتح الباب مجددا ووضع المذكرة وراء ظهره ومريم تنظر إليه بشك: فهد رأيتك تحملها في الامس وتصعد إلى الاعلى، توقف عن المزاح واعد لي مذكرتي
فهد بدهشة: ليست عندي قلت لك ماذا سأفعل بها؟
مريم اقتربت منه وبقهر: مالذي تفعله هكذا تجلس فوق الاريكة وتنظر إلى الفراغ؟ اعطني مذكرتي فهد
فهد بضحكة: ليست عندي يا مريم
مريم بصوت قريب للبكاء: ارجوك
فهد سكت ينظر إليها وجهها محمر ويستطيع ان يشعر بنفسها السريع والغير متزن، مرتبكة ومتوترة.. والاكثر خائفة، استطاع ان يقرأ كل هذه الصفات في ملامحها في هذه اللحظة القصير.. اما بالنسبة لها كانت لحظة طويلة لححظةة عذاب تدعو ربها ان مذكرتها ليست عنده، او انه على الاقل لم يفتحها ويقرأ او على الاقل لم يصل الى اخر الصفحات.. مدت يدها بارتجاف: اعطني مذكرتي
فهد تنهد: ليست عندي
مريم ببكاء: فههد ارجوك نحن في الصباح ولا استطيع ان امضي يومي بدون أن اكتب فيها شيئا غير هذا فيها اشياء لا يحق لك الاطلاع عليها
فهد : لماذا لا يحق لي؟
مريم: ارجووك فهد اذا كانت عندك اعطني اياها،
فهد: ليست عندي
مريم بشك: مالذي تخفيه وراء ظهرك؟
فهد اخرج يديه فارغتين: لا شيء ماذا ترين؟ امارس اليوغا
مريم بدهشة: ماذا؟
فهد بضحكة: قلت انك تنظر للفراغ ويديك وراء ظهرك.. كنت اريح اعصابي هههههههههههه
مريم ضحكت بقهر: فهد لا تسخر مني، لقد تذكرت بالامس رأيتك تمسك بها.. حتى عندما كانت سمر هنا رأيتها لماذا تخفيها علي؟ انها ملكي
فهد باصرار: قلت لك لم ارها حتى، سأتاخر عن العمل اذهبي الآن..
مريم اقتربت وتحاول ان تنظر وراء ظهره
فهد سكت قليلا وهو ينظر اليها ثم قال بهدوء: مريم سيصحو من في البيت الان ولن يكون جيدا على الاطلاق اذا رآك احدم هنا،
مريمم تجمدت مكانها ونظرت له بدهشة: ماذا؟
فهد بجدية: اذهبي
ابتلعت ريقها بصعوبة وتراجعت خطوتين الى الوراء: انا اسفة
وخرجت راكضة إلى غرفتها وجلست على السرير تعض شفاهها بتوتر : لاول مرة يلقي علي ملاححظة مثل هذه، ترى هل قرأ مذكرتي؟ يا ويلي ماذا لو وقعت بيد احد ما،، اريام لا باس حتى لو اسامة لا باس،، فقط خالتي وفهد،، ياا رب استرني ياا رب، حتى لو وقعت بيد سمر استطيع التصرف معها لا باس،،
خرجت من غرفتها وذهبت لاريام وجدتها نائمة ايقظتها
اريام وهي تحك عينيها بنعاس: لماذا اليوم عطلة يا مريم حرام عليك
مريم ببكاء : لم أجد مذكرتي
اريام تاففت: تجدينها عند فهد رأيته يمسكها بالامس
مريم: يقول ليست عندي، اسالي سمر هيا ارجوك ولا تقولي ان مريم تبحث عنها كي لا تكذب
اريام: ماذا ستفعل بها سمر يا مريم لا تهذي، حسنا اشتري واحدة جديدة ودعيني انام
مريم: لاا اريام ارجوك كتبت فيها الكثير من الاشياء وبالاممس كنت اكتب فيها فجاة رميتها على فهد في الحيقة كنت غاضبة، لم اقفلها حتى،
اريام: لماذا تقفلينها؟ هل هي بتلك الاهمية؟ ماذا تكتبين فيها؟
مريم سكتت وهي تعض شفاهها بتوترررر
اريام: ماذا تكتبين فيها؟
مريم ببكء: كل شيء، كل ما يخطر في بالي اكتبه فيها،، كل شيء، اكره ان اكون شفافة بالنسبة لفهد، لا اريده ان يعرف عني شيئا.. ارجوك اريام ابحثي لي عنها مسالة مهمة
اريام بدهشة: كل شيء مثل ماذا؟ ولماذا بالنسبة لفهد فقط مالذي تخفينه؟
مريم همست في اذنها واحمررر وجهها بخجللل واريام صدمت ونظرت لها وصرخت بصدمة: مستحيل تحبين فهد؟
مريم بكت ووجهها احمر وساخن من الخجل: اخفضي صوتك سيسمعك احدهم
اريام بصدمة: مررررريم هل انت جادة؟
مريم: ارياام ليس لدي لوقت لصدمتك ماذا لو كانت مذكرتي عند فهد؟
اريام بصدمة: وهل تكتبين فيها انك تحبينه حقا؟
مريم بحزن: اجل كل شيء
اريام عضت شفتها السفلية وقالت:" رحتي وطي يا مريم"
مريم بخوف: يا ويلي
اريام: وانت ايضا تافهة يا مريم هل بقي أحد يكتب يومياته في مذكرة في هذا الوقت؟ لديك مذكرة هاتفك
مريم بقهر: من أين سأحصل على هاتف في دار الايتام من اين؟ ثم انني احب الكتابة انها متنفسي الوحيد.. لا استطيع ان افضي باسراري كلها لأي من صديقاتي لا استطيع لا يسمعني غير مذكرتي..
خرج فهد وهو يحمل مجموعة كتب ويخبئ مذكرة مريم بينهم...
نزل إلى الاسفل بسرعة ونادته أمه: فهد
التفت إليها بارتباك: صباح الخير
ام فهد باستغراب: صباح النور، الى اين تذهب افطر اولا
فهد وهو يخرج: لا امي مستعجل جدا، الى اللقاء..
مشى خطوتين ثم رجع: صحيح أمي سريري متسخ غيروه
ام فهد استغربت من تصرفاته الغريبة ولحقته ولكنه ركب سيارته بسرعة وخرج من البيت..
تنهدت ورجعت إلى الداخل وهي مستغربة مريم بالعادة تستيقظ قبلها لاول مرة تتاخر في النوم،،، صعدت إلى الاعلى وفتحت غرفتها تطمئن عليها ولكنها تفاجات انها ليست هناك وقالت باستغراب: هل خرجت للحديقة وانا لم انتبه لها ؟
خرجت متوجة لغرفة اريام وفتحتها بهدوء ورأتها تجلس مع اريام وهي تعض شفاهها بتوتررر واريام تضضحك
ام فهد استغرابت: اذا اين سمر؟
اريام نظرت إليها: أليست معك؟
ام فهد: لا، أين ذهبت ؟
اريام: لا اادري..
مريم بقهر: تجديها في غرفة فهد
ام فهد بشك: هناك شيء غريب ولا تخبروني به،.. فهد يخرج راكضا كانه خائف ان يمسك به احد، سمر مختفية، وانتم هنا تجلسون بتوتر واسامة نام في الامس مبكرا واستيقظ مبكرا ولا اجده في غرفته .. مالذي يحدث وانا لا علم لي؟
اريام نظرت لمريم ثم التفت لأمها وبصوت واحد: لا شيء امي
ام فهد بدهشة: ما بكم؟
ثم دخلت واغلقت الباب وجلست امامهم وبتهديد: مالذي يحدث، ستخبروني الآن ماذا يحدث في هذا البيت لن أخرج من هنا حتى تقولوا
مريم: لا شيء خالتي ماذا سيكون؟
سكتن جميعهن عندما سمعن صوت سمر تصرخ: يا راعي المقالب السخيف
اسامة ببرود: هلا والله
ونظرت اريام لامها: الاثنان غير مختفيان هنا فقط
ام فهد بدهشة وضعت اصبعها على فمها بمعنى اصمتوا..
..
انتهى





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:54 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.