عانق اشواك ازهاري (2)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة بيت الحكايا - الصفحة 167

الوفى طبعي الوفى · 06-08-17, 10:17 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 35 ( الأعضاء 29 والزوار 6)
‏الوفى طبعي الوفى, ‏Heba Atef, ‏زهرة الغردينيا, ‏مشاعل 1991, ‏shymaa abou bakr, ‏سارة روزه, ‏اشراقه حسين, ‏فاطمة تامى, ‏امم حور, ‏طوطه, ‏zainab atta, ‏maisalama, ‏rasha emade, ‏bobosty2005, ‏lob na, ‏مون شدو1, ‏بحرالحنين, ‏ام معتوق, ‏تلوشه, ‏Hesham Mahmoud, ‏دانة 2008, ‏Diego Sando, ‏أمازونية, ‏Selinn, ‏maysleem, ‏كلمة الحق, ‏eng miroo, ‏شيمو العاقلة, ‏Bo33

shymaa abou bakr · 06-08-17, 10:20 PM

السلام عليكن يا فتياتي النهاردة الجزء الثاني من الفصل العشرين
مش هاقول اي مقدمات عن الفصل عشان انا عايزة اسمع رأي كل واحدة فيكن
ع فكرة انا فكرت جديا ف اخفاءالمحتوي عشان اشوف تعليقاتكن الجميلة اكتر من كده لكن بعدين فكرت ان
" الاهتمام مبيطلبش😂😂😂😂😂"

عايزة اقول لاختي دودو كل عام وانتي بخير يا كبير ياللي مابتكبرش اصلا
اه والله اختي تقريبا فامبير يا بنات من يوم ما وعيت ع الدنيا وهي بنفس الشكل والملامح الجميلة جدااااااا
ابني وبنتي فاكرينها اختي الصغننة

shymaa abou bakr · 06-08-17, 10:23 PM

الفصل العشرين

المشهد الرابع
" بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير" اول مرة نطقها مأذون المنطقة كانت لهلال الذي انطلق كالمجنون يشق صفوف المدعوين حتي وصل لرحيق يلتقطها بين ذراعيه في غمرة قوية ثم اخذ يقبلها قبلات متعددة من جبينها وبين القبلة والاخري يخرج لسانه لعز وسط عاصفة ضحك ممن حوله ويهتف
" اخذتها رغم انفك يا عز... اخذتها رغم انفك"
" بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير" الثانية كانت من نصيب معاذ الذي لم تكن عروسه بين الحاضرين ... كانت مع غفران في المنزل.. لذا أعلنت موافقتها حين ذهب قاسم وسألها
ردة فعل معاذ مع الكلمة كانت رقيقة راقية حيث رفع سچي عاليا ودار بها عدة دورات وهو يضحك في سعادة
حين انتهي تطلعت بعيناه بحب قوي وهي تسأل
( هل أصبحت الان ابي رسميا؟)
غمرها معاذ بقوة بين اضلعه وهو يهمس في اذنها الصغيرة
( انا ابوك حتي قبل ان تولد امك... اليس هذا جنونا؟)
"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير" الأخيرة كانت من نصيب شيخ العاشقين..والذي رغم عنه شعر بقلبه يصاب بالجنون
وبالرغم من كل الابتهالات والوعود ... خانته روحه ورفضت التسليم للرمادي ... رفضت الا ان تزين الدنيا في عينيه بالوان قوس قزح التي اختبئت تنتظر تلك اللحظة لسنوات.
التفت لمعاذ الذي رفض ان يصعد لجميلة قبل ان يحضر عقد صديقه يسأله برهبة
( هل حقا أصبحت غفران لي! بعد كل هذا العمر! بعد كل تلك الاوجاع والسنين والدموع التي ذرفت؟ غفران لي؟)
وفجأة اندلعت موسيقي الافراح الصاخبة وبدأ الشباب في رقصهم الرجولي ذي الحركات السريعة وهم يشكلون دائرة حول معاذ وشهاب ... بينما اختفي هلال بلا عودة
وكما بدأ فجأة توقف الرقص فجأة لتمر الحاجة هزيمة بنفسها بين الشباب فيصطفوا في صفين كما لو كانت امبراطورة تمر بين رعاياها... حتي وصلت لمعاذ وشهاب فأخذت كفيهما في كفيها تقودهم تجاه البيت وهي تعلن
( العرائس في الانتظار)
هدأ الجمع قليلا وانشغل الكل في حاله
نظرات هانيا العاتبة ليونس الذي يدافع لأول مرة عن منصب القيادة
نظرات صقر المسترضية لهوينا التي اجادت سياسة " مد البوز والوش الخشب"
ونظرات اخري ... متألقة بوحشية واعدة مخيفة وهي تضغط احرف منمقة علي رسائل موقع التواصل الاجتماعي... احرف منمقة لاتمت لصاحبها بصلة
حسم بهاء امره برباطة جأشه المعتادة وهو يكتب لمهيرة بإبتسامة " ستقعين يا حلوة في الفخ"
( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كيف حالك انسة مهيرة! اتمني ان تكوني علي خير حال
لم ارغب في مراسلتك حتي لاتتحرجي مني وحتي لا اعطلك عن خطبتك الوشيكة-بالمناسبة الف مبروك-
الا اني اردت علي صعيد اخر طمأنتك انه لم يكن هنالك أي داع من سفرك واني تقبلت رفضك بكل رحابة صدر
كما قلت لم اكن انتوي مراسلتك ... لكن رأيت ان لك الحق لتعرفي ان التحقيقات في امر منظمة بيع الأعضاء توقفت لاجل غير مسمي بعد ان اكتشفنا تورط أسماء في غاية الأهمية في العمل الاجرامي.... للأسف ضاعت مجهوداتك هباءا مع رياح الفساد
كانت بحق فرصة سعيدة اني تعرفت عليك ... اتمني لك كل السعادة)
انتهي... وقد المته أصابعه وهو يخط كلمات لاتمت لما يشعر به بصلة
فلا هو ممن يقبلون الخسارة بسهولة... خاصة وان كان ما خسره هو قلبه
ولا هو ممن يتقبلون الرفض برحابة صدر.... خاصة حين ترفضه امراءة رأها ام أولاده
ضغط بهاء زر الارسال وهو يتمتم لنفسه
( هل انت غبية يا ام اولادي التمريين والتمريات لهذا الحد! ان تظني اني سأتركك تذهبين بهذه السهولة
لقد أرسل لك الطعم المناسب والذي سيثير في جسدك حكة الدفاع عن الحق وستأتين سريعا)

اما شهاب ومعاذ فقيدا علي يد الحاجة هزيمة كتلميذين مشاغبين لداخل المنزل ليتفاجئا بالحاج منصور يقف في انتظارهم عند بداية السلم الداخلي الموصل للطابق الثاني حيث غفران وجميلة
هتفت هزيمة بفخر لانجازها المهمة بنجاح
( ها هما يا حاج العريسين المشاغبين)
قبل ان يرد عليها بحرف ... انحني منصور قليلا بقامته التي لم يحنيها الزمن مقبلا قمة رأس هزيمة وهو يشكرها بصوت مسموع
( جزاك الله خيرا عنا يا ام منصور وام كل من يمت لمنصور بصلة)
تخضبت وجنتي هزيمة كأبنة أربعة عشر وهي تبتسم بعشق صاف لمنصور وتبتعد... كما لو كان يريد من الموقف البسيط برمته ان يلفت انتباه هذين الشرسين لكيفية التعامل مع انثي مهما كان سنها... همس منصور بإجلال لا ينضب لنصفه الاجمل
( هذه هي المرأة مهما كان سنها او عقليتها... والله كلمة طيبة صادقة تبني لك بداخلها قصر)
ثم ألتفت لمن طال تجاهله لهما عندا وهو يشير بعكازه لاعلي السلم
( هناك.. تنتظركما امانتان... خرجتا من ذمتي لذمة كل واحد فيكم... افعلا معهما ما ترياه صحيح... ما تظناه أساس للسعادة المستقبلية... ولكن احذرا..)
صمت لبرهة ليزيد من رهبة كلماته
( احذرا ان تأتي الي احداهما شاكية... فلمنصور وبيته مبدأ لم يتغير منذ أمد الأمد... سأنصر الشاكية ظالمة كانت او مظلومة)
ردد بابتسامةعلي نظرة شهاب المستنكرة
( اذا كانت مظلومة فسأجعل من ظلمها يندم ولي في ذلك اكثر من طريقة... واذا كانت ظالمة ..)
تطلع في وجوه معاذ وشهاب المنتظرة بشغف لتعرف عقاب الظالمة
( اذا كانت ظالمة فسأعاقب الاحمق الذي سمح لفتاة في رقة يمامة ان تظلمه)
سأل معاذ بحرقة وقد اشتعل صدره لتحيز خاله الواضح
( ياخال... هل ستظل نصيرا لنون النسوة هكذا للابد)
فرد منصور كفيه امامه وهو يرفع كتفيه مغيظا
( أولا يا ولدي... لم يعد في العمر ما يكفي لان نسميه مجازا" للابد")
ثم خبطه علي كتفه وهو يقترب من كلاهما هامسا بمشاغبة
( ثم يا رأس البطيخ انت وهو ... كل هذا لصالحكما.. لو كنت رأيت في أي منكما القدرة علي الابتعاد لكنت اول من شد ازركما..)
ثم زاد من همسه وهو يكتم ضحكاته بصعوبة
( لكن يا " موكوس" انت وخايب الرجا هذا... رائحة احتراق قلبكما عشقا اوشكت ان تضرم النار في بيتي)

المشهد الخامس
زغاريد تنطلق بلا توقف من حنجرة سهر التي لايظنها تشيب ابدا... زغاريد تخبره انه في واقع ملموس
وان في هذه اللحظة... معاذ في نفس الغرفة مع جميلة ولأول مرة هي حلاله.
كانت تقف في نهاية الغرفة بعباءة سوداء... صدمته قليلا فرفع حاجبا مندهشا وهو يقترب منها كرجل الي
بالفعل.. لقد حاول جاهدا الحفاظ علي واجهة الرجل الالي وهو يقترب منها بهدوء من يسير علي ماء يخاف الغرق
فبالرغم من العباءة السوداء والحجاب الأسود وملامح متوترة تزين محياها.. الا انه كان بالفعل غارق... تائه... في نشوة ان تكون جميلة حلاله
انحني لجبينها مقبلا بآلية وابتسامة هازئة رسمت ببراعة حتي لاتشي بعبث مشاعره
ضحكات فاطمة وكريمة السعيدة واحتضانهما لبعضها كانت مرآة واضحة لجهلهم بمايدور.
اقتربت سهر تدفعه ليقترب من جميلة ثانية بعد ان ابتعد خطوتين للوراء
( ماهذه القبلة الباردة ! وانا من ظننت اني سأحتاج لقوات مكافحة الشغب لابعادك عنها!)
ثم دون انذار كانت تنتزع حجاب جميلة وعبائتها بحنق هاتفة
( وانت يا حاجة! لن يدخل رجل للغرفة الان ... فتألقي)
اذا كان قد صدم بعبائتها السوداء... فشعوره الان لايقدر بثمن.
وقفت جميلة لاتحيد بنظرها عن الأرضية وهي تلعن غباءها الذي دفعها لترتدي زي.... المرأة القطة
اما معاذ فكان يلتهم تفاصيلها باهتمام رجولي... السروال الجلدي بلونه الأسود اللامع فوقه قطعة علوية لم يجد لها معاذ تفسيرا علميا..لم يكن قميصا او بلوزة.. كان شيئا جلديا اسودا ضيقا كجلد ثاني بلا ازرار وانما مربوط خلف عنقها بإحكام ابرز قوامها بطغيان... شعرها كان مجموعا فوق قمة رأسها كذيل حصان عال ينسدل علي كتفيها العاريتين تزينه حلية علي هيئة... اذني قطة.
مسدت جميلة ذراعيها بارتباك وقد طال تفحصه لها... رفعت عينيها أخيرا وهي تتمني ولو نظرة رضا تلمع في مقلتيه.
ولكن لاشئ سوي... عينين ضيقتين تعرف نظرتهما جيدا وتعرف ماتعني التجاعيد الرقيقة في نهاية العينين... انه غاضب.
حاولت ان تسيطر علي رجفة خوف غريبة اجتاحت جسدها وهو يقترب منها حتي خرجت أنفاسه تداعب غرتها قبل ان يهمس في اذنها وهو يمرر أصابعه علي خصلة شعرها الملتفة حول اذنها الأخرى بنعومة
( هل تعتقدين اني لازلت ذلك التافه الذي اضعفتيه يوما بنحر مكشوف او ساق مرمرية؟)
نبرته القاسية والتي لم يلتقطها سواها جعلتها تختنق بالدمع ولكنها كانت شجاعة وهي تبتلع الإهانة وتقرر... ان اللعبة قد بدأت بالفعل ولن تهزم بسهولة
لذا فردت كفها الصغير علي قلبه الذي بدأ في فقدان السيطرة وهي تهمس بطريقة توحي للواقفات يراقبن باستمتاع
( تلك أمور نستغفر الله عليها العمر كله يا معاذ حتي يرضي... لكنك الان حلالي وكلي لك)
تراجع للخلف مصعوقا من جرأتها الا انه لن يدع لها اليد العليا لذا اقترب بنظرة مخيفة هامسا من بين اسنانه
( اذن لنعط لمشاهدينا ما ينتظرون)
لف ذراعه حول خصرها بقسوة رافعا إياها من علي الأرض مغيبا إياها في عناق طويل تلاشي مع الزمن ... الماضي والحاضر
اغمضت عيناها وهي تنعم بذلك القرب الذي لم تحظ به ابدا
ولكنه لم يدع لها مجالا .. وهو ينهي العناق فجأة كما بدأه فجأه بهمسة شرسة
( الاثارة سيدة جميلة ليست فيما ترتدين او لا ترتدين... الاثارة تنبع من نظرتي لك .... من احساسي بك... وهو ما لن يتغير حتي وان بدلت جلدك)
وابتعد بسيطرة وابتسامة متكلفة لم يكتشف زيفها سواها
ما ان خرج من الغرفة حتي حمد الله انه تماسك... لقد اوشك بالفعل علي الاستسلام ... علي الذوبان تماما فيها
لكنه تماسك... لن يدعها تفوز عليه ثانية... مهما كانت مشاعره
وعلي ذكر مشاعره... لم يخرج فورا للحفل في الحديقة... بل اتجه للصالون الصغير الهادئ واغلق الباب خلفه
رفع كفيه امامه... ليري ارتعاشهما فسب نفسه وهو يقبضهما بقوة
( حسنا سأهينك ربما وانفي في وجهك قدرتك علي التأثير علي يا جميلة... لكن الان وانا هنا وحدي سأعترف اني لازلت ضعيفا امام سحرك... كما كنت وانا شابا غرا... ماذا فعلت بي!)

المشهد السادس

في الغرفة المجاورة كانت تنتظره.... دميته
لم يحاول جاهدا ان يبدو متماسكا او غير مبال... فقد قام جسده الغبي بالمهمة علي اكمل وجه
وقف شهاب امام غفران مسمرا... هل يقترب ويعلن ان الغفران غفرانه... ام يبتعد كما يطالبه أنين جرحه
وهي لم تكن في حال افضل منه وهي تجلس علي الاريكة واضحة النية انها لن تقف لاستقباله... فساقيها سيخذلاها من قوة ارتعاشهما
مرت الثوان وهو يتأمل هيئتها والاي يا للعجب تشبه هيئتها حين اعلن خطبتها بنفسه ولنفسه علي سطح بيت منصور
يوم قبل باطن كفها البض... واخبرها ان بينهما عقد لافكاك منه... عهد طفولي ولكنه كان له مقدس
فستانها بلونه الفضي محتشما ولكن حتي في احتشامه جاذبية بالغة خاصة وقد توجته بخصلات شعرها السوداء التي اشتاقها كثيرا
هل اصبح من حقه أخيرا ان يلمس جوهرته التي حافظ عليها من نفسه ولنفسه لسنوات.. عند هذه الفكرة تقدم خطوة
لكن جوهرته مصابة بخدش... هي غفرانه من لم تكن أمينة علي جوهرته... لم تكن امينة علي نفسها ... لذا تراجع الخطوة التي تقدمها للوراء
( هل اطلب من الفتيات الخروج؟) صوت رقية الحنون نبهه لان هناك عدة ازواج من الاعين تراقب الموقف باستغراب
هز رأسه بسرعة وهو يقطع الغرفة في خطوتين ... ينحني مقبلا رأس غفران دون ان يلمسها حتي وهو يعلن
( لا لا اع... يجب ان اعود للحفل)
صدمة كهربية.. او ضربة صاعقة كانت ماشعره وهو يكتشف انه مأسور
في لحظة غفلة منه كان كفها الصغير يعتنق كفه بألحاح وتملك
تطلع شهاب في كف غفران في دهشة وكل ما يدرو في خلده هو هاجس يتمني لو هتف به
( الان! بعد كل هذا العمر حين تحين لحظة اعتناق كفي لكفك يكون في كفك الاخر خنجرا غرزتيه في قلبي!)
كان في منطقة لا وعي غريبة... كتلك التي يراها في فيلم ردئ حين يكون البطل ممسكا برأسه متألما ومل صور حياته تلف حوله كدوامة
صور لدميته طفلة... صور لقاءاتهما في اجازاتها القصيرة... صور الحادث ... صورة عينيها الواسعتين تخبره غراما لايحتاج للغة ولا لاشارة ... ولكن مهلا... في خلفية كل تلك الصور صوت بغيض يهمس " ولكن نظراتك لي..."
هز رأسه بقوة يريد التخلص من الصوت ولكنها فهمت انه يريد التخلص منها
لذا بدأ الامر بلغتها الاثيرة عبر حركة يديها تخبره
( لم اخنك وانا مراهقة في عنفوان المشاعر هل اخون الان؟
لقد انتظرتك وانتظرتك بلا كلل ولاتعب.
أخطأت اعترف ولن اسامح نفسي لكن خطأ ليس كما تراه)
هنا قاطعها رافضا اشراك أي كان في حديثهم فكانت لغته لغتها
( لا يهم صغر الخطأ... المهم في حق من أخطأت
وانا ياغفران كجريح ... مرت سنين ولم يلتئم جرح الخيانة القديم في صدره
ليس منك ... اعترف
ولكن الجرح جرح... حتي وان دغدغتني في موضعه بريشة... لازال مؤلما)
رأت رغبته جلية في الابتعاد فسارعت تقف امامه وعي تحرك يديها بسرعة غير مبالية بدمعاتها وغير مبالية انها تفعل شيئا كانت دوما تراه مهينا جدا
كانت مع حركة يديها السريعة تخرج أصوات انين مبحوح جدا... بدا للسامعين كصوت غزال جريح
( انا اسفة... انا اسفة... سأعوضك العمر كله عن خطئي لكن سامح... لاتكسرني اكثر... يكفي الزمن)
لم يعد يتحمل... خاصة وهو العارف بكم تكره ان تبدو بهذا الضعف
قطع المسافة الصغيرة في حركة واحدة.... بأن مد ذراعه جاذبا إياها لحضنه بقوة
وبالرغم من الدمعة التي غاصت في شعرها دون ان يلمحها احد... وبالرغم من ان الطريق للسماح طويل
الا ان انه تلاشي في تلك النعمة الجديدة التي اغدقها الله عليه
( انت في حضني... في سكنك أخيرا... حتي وان كنت تنتحبين)
حاولت الابتعاد خجلا ولأنها ارادت ان تري تعابير وجهه علها تقرأ فيهما السماح... الا ان شهاب لم يقبل
بل شدد ضغط كفه علي رأسها المتمرغ في صدره وهو يمهس بصوت اجش وقد لاحظ أخيرا خلو الغرفة
( ششششششش دميتي لك الاختيار اذا ابتعدت الان عن صدري قد لات ين ماتتمنين... واذا بقيت بقيت مع قلبي الذي تملكينه عليه كل سلطان... لذا الاختيار اختيارك.. هل نبقي مع القلب ونؤجل العقل... ام تحبين. استكمال المناقشة الان!)
لم تتردد غفران حينها لحظة وهي تلف ذراعيها حوله تشده اليها اكثر... في إجابة صريحة عن الاختيار

مشهد أخير لم يره منصور

تطلع عز في المرآة هاتفا بحنق
( اعتدل في جلستك يامحترم... هل تظن نفسك في باص المدرسة؟) موجها حديثه لزين في المقعد خلفه ومياس في المقعد الذي تلاه
رفض زين الجلوس جوراها وانما وقف فوق المقعد امامها بركبتيه يحادثها بنعومة .... وهي تضحك كمراهقة خجول
حين لم يرد أي منهما علي مضايقاته هتف بصوت اعلي
( الأجرة ورا يا أساتذة " أي اجمعوا الأجرة ") كما يهتف سائقي الميكروباصات
أخيرا مل منهم او بالاحري جذب انتباهه شيئا اخر
كمحب للسيارات وعاشق لمختلف مركاتها لفت نظره سريعا سيارة حمراء مرسيديس وهمية الجمال
( لم اكن اعرف ان هذا الموديل قد وصل بلدنا الحبيبة) غمغم لنفسه ودهشته تزداد وهو يلاحظ القيادة المتهورة لقائد السيارة
فما كان منه الا ان تفاداه حتي أصبحت السيارة الأخرى بمحاذااته ومد يده من شباكه يشير لسائقها بالتروي
تفاجئ عز وهو يري السائق ما هو الا فتاة تجلس خلف المقود في ملابس غريبة وغيمة تحوطها من الشعر المجنون الاهوج
ومازاد صدمته هو الإشارة البذيئة التي وجهتها له حين أشار لها بالتروي
اشاح عز وجهه بعيدا محرجا وحمدالله ان لازين ولامياس رأوها
( صحيح.... الفلوس لا تغير النفوس)
زاد من سرعته قليلا حتي يتخطاها ... ولكن رغما عنه كان يراقبها في المرآة الجانبية... خاصة وقد كان الطريق شبه خاليا في تلك الساعة المتأخرة
لفت انتباهه ترنح السيارة بخطورة والسرعة المتزايدة ... وما اثار فزعه بحق حين مرت به السيارة ليفاجئ بالسائقة الوقحة فاقدة الوعي ورأسها مرتمي علي ظهر كرسيها
بدأ في اطلاق زمور السيارة بسرعة واستمرار مزعج علها تفيق حتي اقترب منه زين بتوجس
( ما الامر ياعز... هل كل شيء علي مايرام؟)
لا لم يكن هناك شيء علي مايرام... فالفتاة فاقدة الوعي وتتجه مباشرة لشارع معروف حتي في تلك الساعة من الليل سيكون مزدحما بالمارة...
وبقوة سيارتها وقدراتها الفائقة لن تتوقف السيارة قبل ان تدهش العشرات وربما تحطم متجرين او ثلاثة.
حسم امره هاتفا بزين بصرامة
( زين... خذ مياس للجانب الاخر من الفان ولا تتحرك من جوارها مهما حدث)
حين لم يتحرك زين وهو يهم بالاعتراض. صرخ عز ( هيا)
وحين اطمئن لاذعانهما... زاد من سرعته حتي وازي سيارة الفتاة ثم تخطاها بمسافة فاصلة
اخذ نفسا عميقا وبدأ بالفعل في تنفيذ فكرته... نظرة واحدة وتأكد ان الفتاة لازالت فاقدة للوعي
( اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله)
نطق الشهادة ثم سار بمحاذاة السيارة يقرب الفان منها اكثر واكثر حتي ... صدمها
شعر مع الصدمة الاولي بأضلعه تختلط فكتم صرخة ألم وهو يبتعد بالفان ليعود ويصطدم بالسيارة بقوة اكبر ........
الصدمة الاولي جعلتها تعود للوعي قليلا ... ولكنها ايقنت انها لازالت تحت تأثير المخدر وهي تري شابا يطير حرفيا من السيارة الأخرى.
توقفت السيارتين... السيارة الفخمة لم تتضرر كثيرا لحداثتها
اما الڤان ....
مهلا وهل الڤان او تلك السيارة هي المعضلة!
المعضلةكانت وزين يراقب مفزوعا أخيه الصغير عز يخرج مع التصادم من الزجاج الامامي للسيارة مندفعا برأسه أولا
خرج زين يجري مسرعا لعز وقد شل تفكيره تماما
صرخ زين بفزع وهو يري عز ملقي علي الأرض ووجهه مغطي بالدماء وبضع شظايا زجاج مغروسة في وجهه
بكي زين وهو يهتف
( عز ... عز بالله عليك ... اجبني)
فتح عز عينيه بصعوبة... ولازال كما هو يحاول جاهدا ان يظل عز الذي يضحك للجميع... يحمل هم الجميع... يؤازر الجميع
حتي في لحظته الأخيرة لم يهتم بالوجع... اهتم فقط ان يطمئن فزع زين ومياس من خلفه
لذا رسم ابتسامة مرتعشة علي وجهه وهو يهمس بصوت متقطع
( زين... اذا كان ولد فهو عز ... زين جدي سيحتاج عز جديد)
وغابت الابتسامة التي لم تغب يوما واغمضت عينان سهرت دوما لاجل الجميع.

اقتباس من الفصل القادم
شهقة جميلة شقت الصمت الذي غرق فيه الرواق الطويل واغرق فيه الجالسون علي الجانبين
تطلع فيها الجميع فهمست بصوت مرتعش ووحال دموعها كحال الجميع
( لم اشكره يوما لخدمة فعلها لاجلي او لاجل ابنتي.... لم اقف امامه واخبره صراحة " شكرا يا عز لكل تعبك لاجلنا")
انحنت الرؤوس بوجع وكل يجري ماقالت علي نفسه حتي نطق منصور الذي أصابه الوهن
( صدقت...)

ياريت كل واحد فينا عنده في حياته " عز" سواء كان اخ زوج اخت ام او صديق ... نتحرك بسرعة ونقولهم شكرا لوجودكم في حياتنا وشكرا لدعمكم الدائم

سبحانك اللهم وبحمده استغفرك واتوب اليك

shymaa abou bakr · 06-08-17, 10:34 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 56 ( الأعضاء 39 والزوار 17)
‏shymaa abou bakr, ‏الغفار, ‏Hager Haleem, ‏bassma rg, ‏sweet123, ‏سارة روزه, ‏تلوشه, ‏nagah elsayed, ‏رانيا محفوظ, ‏عبث الحروف, ‏ام بيجاد, ‏مشاعل 1991, ‏Heba Atef+, ‏روزا 2015, ‏ouertaniradhia, ‏زهرة الغردينيا, ‏lob na, ‏همس البدر, ‏اجمل غموض, ‏امل لا ينتهي, ‏اشراقه حسين, ‏فاطمة تامى, ‏امم حور, ‏طوطه, ‏zainab atta, ‏maisalama, ‏rasha emade, ‏bobosty2005, ‏مون شدو1, ‏بحرالحنين, ‏ام معتوق, ‏Hesham Mahmoud, ‏دانة 2008, ‏Diego Sando, ‏أمازونية, ‏Selinn, ‏maysleem, ‏كلمة الحق

Heba Atef · 06-08-17, 10:40 PM

:n o:

دا انتي ليلتك مش باينلها
ملااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااامح

:n o:

زهرة الغردينيا · 06-08-17, 10:41 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أجمل اللقاء بعد سنوات الفراق وهذا كان حال شهاب
بعد أن حقق امنيتة فى الحياة وأصبحت غفران زوجتة.
معاذ مهما حاول ان ينكر أهمية جميلة فى حياتة إلا أن
تأثيرها علية ما زال كما كان فى السابق .
هلال المجنون 😂😂 بقى طوال الوقت بجانب رحيق .
اما عز اعتقد ان اصابتة سوف تكون خطيرة ولكن لن يموت .
شكرا على الفصل
بإنتظار الفصل القادم 😍😍😍

lob na · 06-08-17, 10:47 PM

بالله عليك يا شيخه كله الا عز موش عايزين الروايه تفسد بللله عليك خليه يقوم بالسلامه يا رب انا و الله دمعتي نزلت 😫😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😥😥😥😥😥😧😧😢😢😢😢😢😢😢😢

Hager Haleem · 06-08-17, 10:48 PM

لا والنبى الا عز دا البوى فريند بتاعى ارجووووووكى متأذيهوش

ربانزل · 06-08-17, 10:51 PM

انتى بتهزرى يا شياء صح موتى عز كمان ايه ربع الفصل دا لا حرام استنى للاسبوع الجاى عشان اعرف اللى حصل بقيتي شريره يا شوشو

Heba Atef · 06-08-17, 10:55 PM

:i con28:

اخذ نفسا عميقا وبدأ بالفعل في تنفيذ فكرته... نظرة واحدة وتأكد ان الفتاة لازالت فاقدة للوعي
( اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله)
نطق الشهادة ثم سار بمحاذاة السيارة يقرب الفان منها اكثر واكثر حتي ... صدمها
شعر مع الصدمة الاولي بأضلعه تختلط فكتم صرخة ألم وهو يبتعد بالفان ليعود ويصطدم بالسيارة بقوة اكبر ........
الصدمة الاولي جعلتها تعود للوعي قليلا ... ولكنها ايقنت انها لازالت تحت تأثير المخدر وهي تري شابا يطير حرفيا من السيارة الأخرى.
توقفت السيارتين... السيارة الفخمة لم تتضرر كثيرا لحداثتها
اما الڤان ....
مهلا وهل الڤان او تلك السيارة هي المعضلة!
المعضلةكانت وزين يراقب مفزوعا أخيه الصغير عز يخرج مع التصادم من الزجاج الامامي للسيارة مندفعا برأسه أولا
خرج زين يجري مسرعا لعز وقد شل تفكيره تماما
صرخ زين بفزع وهو يري عز ملقي علي الأرض ووجهه مغطي بالدماء وبضع شظايا زجاج مغروسة في وجهه
بكي زين وهو يهتف
( عز ... عز بالله عليك ... اجبني)
فتح عز عينيه بصعوبة... ولازال كما هو يحاول جاهدا ان يظل عز الذي يضحك للجميع... يحمل هم الجميع... يؤازر الجميع
حتي في لحظته الأخيرة لم يهتم بالوجع... اهتم فقط ان يطمئن فزع زين ومياس من خلفه
لذا رسم ابتسامة مرتعشة علي وجهه وهو يهمس بصوت متقطع
( زين... اذا كان ولد فهو عز ... زين جدي سيحتاج عز جديد)
وغابت الابتسامة التي لم تغب يوما واغمضت عينان سهرت دوما لاجل الجميع.

______________________

يارتني ما قريت ياريتني ما قررررررررريت
اععععععععععع

:a555:

مشاهدة نتائج الإستطلاع: يا بناااات يلا اختاروا مشهد الخميس لميييييين ؟ وهل مشهد قادم قريبا ولا متقدم شوية؟؟؟
صقر	21	34.43%
يونس	5	8.20%
شهاب	7	11.48%
هلال	11	18.03%
معاذ	12	19.67%
بهاء💋	3	4.92%
نعمان	2	3.28%
المصوتون: 61. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
العرض العادي الانتقال إلى العرض المتطور الانتقال إلى العرض الشجري