آخر 10 مشاركات
شهريار .. على باب الفاتنات *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          زائر الأحلام (8) للكاتبة : Janet Elizabeth Jones .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          2015- وسط الصحراء المحرقة -سوزان ميشيل- روايات عبير 2000 [حصرياً على منتديات روايتي] (الكاتـب : Andalus - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          208 - خطيبة بالإيجـار - ليندساي ارمسترونغ (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          207 - ملاك في خطر - شارلوت لامب ... (الكاتـب : * فوفو * - )           »          1111 - الحلم - شارلوت لامب - د.ن (كاملة تم إضافة الصفحة الناقصة) (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          أشعلي جمر الرماد (4) للكاتبة الرائعة: jemmy *مميزة & كاملهــ* (الكاتـب : حنين - )           »          قلب واحد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : مريم نجمة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-02-17, 02:24 AM   #1

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 2 1153 - الفارس الاعزب - عبير دار النحاس (كتابة/كاملة)**




1153 - الفارس الاعزب - عبير دار النحاس
الملخص
عندما التقطت باقة الزهور
علمت كلاريسا كوهاجن أنها وقعت في مشكلة والسماح للوسيم كايل هاريس بأن يضع ربطة الجوارب في ساقها كمن يسأل عن المزيد من المشاكل, لم يكن كايل من النوع الذي يعجبها, فهي بحاجة الي زوج وابنتها بحاجة الي أب.
عندما التقط رابطة الجوارب
اعتقد كايل أنه أخيرا أصبح قريبا من المرأة الوحيدة التي أعجبته. مراقبة كلاريسا عن بعد جعل خياله الرومانسي يطير به بعيدا, لكن تلك الأحلام لم تشمل أجراس الزفاف أو فتاة صغيرة تناديه(بابا), فما الذي سيفعله عازب سعيد خال من الهم؟؟





محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 06-02-17 الساعة 02:32 PM
samahss غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 04-02-17, 02:25 AM   #2

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

المقدمة
صرخ كايل" أنا من سيمسك بذلك الرباط, تراجعوا"
بدأ الحشد بالعد من رقم عشرة ونزولا, عند الرقم ثمانية , نظر كايل الي منافسيه ليدرس قدراتهم.
عند الرقم خمسة, وضع يديه علي ركبتيه.
عند الرقم اثنين, تخيل نفسه يضع الرباط علي ساق كلاريسا كوهاغن المتناسقة
"واحد"
طار الرباط المصنوع من الساتان والدانتيل الأبيض في الهواء من فوق رؤوس الآخرين وأمسك به في وسط الزحام.
أحد ما دفعه من الخلف ولكن عندما انتهي كل الكلام والشجار, كان الرباط في قبضة يده اليمني وهو يمسك به بقوة.
رفع يده فوق رأسه بشكل مستقيم وصرخ "نجحت"



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 06:22 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-17, 02:26 AM   #3

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول
لقد قيل له أن صوته العميق يحتوي علي مسحة من الروعة وشيء من الدفء, وكان كايل معتادا علي سماعه وما أن تحدث في الميكروفون حتي تذكر ذلك, وكل ذلك بسبب امرأة واحدة, امرأة لم تلتفت الي عينيه.
"ومن أجل الأشخاص الذين لا يعرفون من أكون, أنا كايل هاريس, انها ليست صدفة أنني و ميتش لدينا ذات اسم العائلة, فوالدينا قررا ذلك بنفسيهما"
انتظر لحظة حتي توقف الضحك وتابع" قبل أن يغادر الزوجان السعيدان لتمضية شهر العسل, ترغب راين برمي باقة الزهور"
ابتسم ابتسامته الأجمل بينما استدار كل الحشد نحوه, الكل ما عدا امرأة واحدة, وها هي , عندما تكلم ثانية كان صوته منخفضا وساحرا, كانت تثير اهتمامه وحتي أنها لم تحاول القيام بذلك
"والآن سنمرح قليلا, لذلك سأطلب من كل عزباء من السابعة عشر من عمرها حتي الثالثة والتسعين أن تجتمعن في دائرة"
راقب كايل كيف بدأت النساء من معارف وأقارب ميتش و راين نحو وسط الغرفة, بدأ نبضه بالتسارع ما أن وقفت المرأة عبر الغرفة بدون حركة
"اذا هي عزباء"
وبدلا من أن تسير نحو حلبة الرقص, أدارت ظهرها له وسارعت الي الناحية البعيدة من الغرفة حيث أخذ متعهد الحفلة بالاستعداد للرحيل, لسبب ما , شعر بخيبة أمل, مع أنه لم يمانع ما رأي , بدلتها الزرقاء ضيقة علي جسمها الرشيق والنحيل , حزام عريض يمسك بخصرها وظهر التنورة القصيرة يبدو جميلا جدا,لكن كايل كان يفضل دائما أن تكون المرأة الجميلة تسير نحوه.
استعجل النساء الباقيات نحو حلبة الرقص, ولكن أفكاره كانت مع المرأة التي تقف في الناحية الأخري من الغرفة, وبينما كان في انتظار ابنة عمه متجعدة الشعر لتقف وتسير نحو النساء الأخريات المنتظرات وسط الغرفة, استقرت نظراته علي المرأة التي لم يتمكن من التوقف عن التفكير فيها.
لقد رآها للمرة الأولي منذ عدة ساعات عندما كان هو وأخوته بانتظار الزفاف ليبدأ, كان ميتش يخبرهما عن شيء جديد , قطعة من الساتان والدانتيل و الساتان أعطاها ل راين لترتديها تحت فستان الزفاف, ضرب تايلور ميتش علي ظهره فضحك ميتش وتمتم تايلور بعض الكلمات لكن بالكاد لاحظ ذلك كايل, لأنه في تلك للحظة فتح باب المكتب من جانب القاعة ودخلت هي منه
تمتم ميتش" شباب ,هذه كلاريسا كوهاغن, شقيقاي,كايل وتايلور"
قابلت التعارف بابتسامة مختصرة وتوقفت نظراتها عند كايل للحظة قبل أن تقول" المحترم جاهز لاستقبالكم أنتم الثلاثة اذا كنتم مستعدون"
لم يتسن ل كايل الوقت الكافي لينظر من شعرها الأسود الي كعب حذائها العالي, وهي تنتعل حذاء أزرق اللون قبل أن يغلق الباب وراءها, لم يستطع أن يتذكر آخر مرة تأثر بهذه القوة وبهذه السرعة لرؤية امرأة جميلة.
لم تقل أي كلمة أخري ولم تلتق نظراتها بنظراته منذ تلك اللحظة, ليس خلال الاحتفال تحت ضوء الشموع أو خلال الاستقبال الحاشد كله, لكنها ستفعل...سيتأكد من ذلك بنفسه.
عندما أصبحت كل النساء العازيات وسط الغرفة, تمتم كايل وقال" حسنا راين استديري"
استدارت زوجة أخيه الجديدة تنظر اليه, وفهم كايل ما الذي رآه أخاه في راين ماكليستر والتي أصبحت راين هاريس الآن, كانت شقراء , نحيلة القد ومليئة بالأنوثة, ولكن كايل لم يفكر بها للحظة واحدة.
في الناحية الثانية من الغرفة, بدأت كلاريسا كوهاغن السير عبر الحشد وطريقة تهدل تنورتها جعلت خيال كايل يطير عاليا
"واحد"
راقب كايل كيف تخطت طفلا أحمق
"اثنان"
ابتعدت عن حدود حلبة الرقص وسارت عبر حشد المتفرجين
"ثلاثة"
رمت راين الباقة من فوق كتفها, وهكذا ارتفعت الزهور فوق الأيدي المرتفعة للنساء وبالغريزة فقط وكرد فعل بالكامل, رفعت كلاريسا يديها لتحمي وجهها وأمسكت بالباقة
لم يعتقد كايل أنه سينسي النظرة التي استقرت علي وجهها ما أن أدركت ما الذي فعلته, لمع ضوء في عينيها الغامضتين, تحملت ما حدث ولكن بكبرياء , في تلك الظروف الغير معقولة
ضحكت راين وأسرعت لمعانقة صديقتها, صفق الضيوف وصرخ شقيق راين الأصغر "كل تلك السنين من التدريب علي الرمي قد لاقت ثمارها, أليس كذلك راين؟"
ضحك الضيوف وتمتم كايل في الميكروفون" والآن كل الشباب العازبين"
لم يحتاج الأمر الكثير من الوقت حتي تجمع الشباب وفي الحقيقة كانوا يتعثرون فوق بعضهم ليكون كل واحد منهم الأول هناك
قال ترودي وهو ابن عم لهم" ألن تقف كايل؟ فأنت دائما مرافق العريس, ولا تفكر في أن تصبح عريسا"
سلم كايل الميكروفون لأحد أبناء عمه المتزوجين وقال" فقط تأكد من ابعاد ترودي عني, فاذا كان هناك من سيلتقط ذلك الرباط فلابد أنه سيكون هو"
في طريقه مر أمام أخيه, همس كايل" سأعطيك خمسين دولارا اذا رميت بذلك الرباط لي"
ضحك ميتش بمكر" عليك أن تقفز لأجله, ستحارب بطريقة عادلة, كما وأن تايلور عرض علي خمسة وسبعين دولارا"
سيدة قصيرة وأنيقة شعرها فضي اللون وأجعد اعترضت طريقه, قالت" نحن كلنا مستعدات لمساعدتك كايل, فقط انس أنك الأكبر سنا هنا واقفز لتحصل علي الرباط"
كان صوته منخفضا وهو يجيب"في السادسة والثلاثين بالكاد تخطيت العمر المناسب عمتي ميللي, وأنا من سيلتقط ذلك الرباط, والآن قفي جانبا وأعطني مكانا كافيا"
بدأ الحشد بالعد من رقم عشرة ونزولا , عند الرقم ثمانية نظر كايل الي منافسيه وأخذ يراقبهما بشدة, تايلور وشقيق راين كانا المهاجمين الأكثر صلابة, وهما مستعدان ومتحمسان بشدة
عند الرقم خمسة وضع نفسه في المركز الأمامي وثبت نفسه جيدا, عند الرقم ثلاثة وضع يديه علي ركبتيه
عند الرقم اثنين أخذ نفسا عميقا وتخيل نفسه يضع الرباط علي ساق كلاريسا كوهاغن المتناسقة
"واحد"
طارت القطعة الصغيرة من الدانتيل الأبيض و الساتان في الهواء, أسرع كايل بالتحرك قبل الآخرين وأمسك بالرباط في منتصف الطريق , دفعه أحد ما من الخلف ولكن عندما انتهي كل الشجار والصراع, كان يمسك بقوة بالرباط في قبضة يده اليمني
نهض وقام بحركة وكأنه ينفض الغبار عن كتفيه, رفع يده فوق رأسه بشكل مستقيم وصرخ" نجحت!"
شتم الباقون وهزوا رؤوسهم وهم يتراجعون الي الخلف تاركين كايل و كلاريسا بمفردهما في حلبة الرقص, أحضر لها كرسيا وسمعت موسيقي صاخبة, كايل ,سعيدا بنصره, سار متمايلا نحو المرأة التي كانت بانتظاره في وسط الغرفة الي كل من كان ينظر اليها ربما كانت تبدو بأنها سعيدة وتستمتع بما يجري, أما انزعاجها فقد كان واضحا فقط له
"حذرتني راين"
سألها كايل" بشأني؟"
"بشأن عائلتك"
"كلهم في منتهي الوداعة والبساطة" قرب رأسه من رأسها وتفاجأ كم هي قصيرة
سارت ببطء حول الكرسي وجلست وهي تقول" انهم يتوقعون مشهدا مسرحيا لنقدم لهم ما يريدون"
جثي علي ركبة واحدة وراقبها وهي تضع ساقا فوق ساق, أصدر الضيوف صوت استحسان وواحد أو اثنان قاما بالتصفير, أما بالنسبة لكايل, فكل ذلك الحشد قد اختفي.
أبقي كايل لمسة يديه خفيفة وناعمة لكن احساسه بالأمر أصبح قلقا مع مرور كل لحظة, ببطء مرر الرباط داخل قدمها الي كاحلها ومن ثم ركبتها السغيرة, جواربها الحريرية ناعمة الملمس.
تساءل للحظة ما الذي ستخبره به عيناها ولو كانا بمفردهما, بدلا من أن يكونا محاطين بغرفة مليئة بالأشخاص الغرباء, بمكان ما من ورائهما كانت الضيوف تصفق وتصفر, لكن دماؤه المتسارعة كانت تثير ضجة في داخله أعلي من الضجيج في الغرفة, استجابته لهذه المرأة قوية جدا, وشعر بإحساس لم يشعر به يوما.
بعد لحظات قليلة أدرك أن أصابعه لم تعد تلمس ساقها الناعمة, لقد أمسكت بيديه الاثنين بين يديها لتنهي بطريقة نهائية تقدمهما وقالت معلنة" انتهي الاستعراض"
كره كايل أن يري نهاية لما حدث, تنقلت نظرته من يديها الي عينيها ومن ثم الي يديها مرة ثانية
سألها بصوت هامس" ارقصي معي بعد قليل"
أجابت بهدوء" لا أعتقد ذلك, كايل"
تأثرت كلاريسا باهتمامه, للحظة لقد استمتعت حقا بحضوره قربها, وهي لا ترغب في الاستمتاع بذلك مرة ثانية
"اذا كنت تعذرني..." وقفت واستدارت واختفت وراء مجموعة من الضيوف التي كانت تقف بجانب طاولة الشراب
تأكدت من أن الشراب بارد, ومن وجود كمية كافية من القهوة, وتأكدت أن متعهدي الطعام قد تركوا كل العمل بشكل مرتي, نظرت الي الزينة, والي ما تبقي من قالب الحلوي وهي تقيم كل التفاصيل العمل ,
وتذكرت كيف كانت موظفة صغيرة ثم امتلاكها لشركة الزفاف والحفلات وأكثر, أصبح عملها كطبيعة ثانية لها
انها تعيش من العمل علي إقامة حفلات الزفاف, والحفلات الرسمية والفخمة الي الصغيرة والعادية, وتقريبا كل شيء بينهما, كانت الناس سعيدة بدفع المزيد من أجل تلك النظرة الثاقبة علي التفاصيل, فهي ماهرة في ذلك كما وأنها فخورة بمقدرتها علي ذلك.
بصورة أوتوماتيكية بحثت عن صديقتها ومساعدتها راين هاريس عروس اليوم, ومن فستانها العاجي اللون والطويل لم يكن من الصعب رؤيتها ولا رؤية فرحتها الكبري, وسبب تلك الفرحة لا يبعد عنها كثيرا, انه زوجها العريس الجديد, ميتش هاريس.
هناك شيء ما فيما يتعلق بالأخوة هاريس , راين فد أخذت كليا بسحرهم وبطريقة أخري, مساعدتها قد فقدت صوابها نهائيا, كلاريسا معجبة ب ميتش, وحتي مع رؤية راين وكيف أصبح عقلها مع الغيوم لأجله, ولكن المشكلة ما زالت مع الأخوين الباقيين.
الذي لم يعجبها مطلقا هو تأثرها بالأخ الأكبر لعائلة هاريس, الرجل المميز وكأن ذلك مطبوعا علي جبينه, كان ذلك في صوته وفي عينيه وفي ابتسامته, لكن ان كان مميزا حقا فهي قد تخطت جميع الحدود, وقد خرجت من اللعبة منذ خمس سنوات ولا نية لها مطلقا في تكرار ذلك, ما تحتاجه كلاريسا هو أن تبعد أفكارها عن كايل هاريس وتضعها في الأعمال المتوجبة عليها , نظرت حولها في الغرفة ولاحظت نقاط المياه الكبيرة تضرب النوافذ العالية, سيحل عيد الميلاد بعد أسبوع واحد, وهي كانت تفضل أن يكون أبيض مليئا بالثلج ليصلح تماما للعطلة, بامكانها أن تخطط للزفاف حتي أدق التفاصيل لكن الطقس هو أمر لا تستطيع تغييره
منذ خمس سنوات قيل لها أن هناك شيئا لا تستطيع تغييره, أما الآن....
أبعدت تلك الفكرة نهائيا عن رأسها وركزت علي الاستقبالات في الزفاف وعلي تساقط المطر علي الزجاج, مساعدتها تحب المطر وقد قالت لها أنها أغرمت ب ميتش خلال تساقط المطر في فصل الصيف وكما يبدو هذا المطر سيستمر بالهطول حتي آخر الليل.
وقرب طاولة الزينة وقفت راين و ميتش وبمساعدة بعض الأصدقاء المقربين أخذوا يفتحون علب الهدايا, اقتربت كلاريسا لتراقب شقيقا ميتش, كايل و تايلور, استمرا في السخرية من العروسين بصورة دائمة بينما عبر العروسين بفرح واضح وهما يريان الأواني والأدوات الكهربائية , الكريستال الرائع ومناشف اليدين.
وعندما أمسك ميتش بيده صندوقا مميزا تضاعف عدد الضيوف حولهما واقتربت كلاريسا أكثر وراقبت ميتش يمزق الورقة ويرفع الغطاء, وأخرج ما يبدو ميدالية قديمة للعب البولينغ
رفعها ميتش عاليا ليتمكن الحشد من رؤيتها , ضرب كايل كتف شقيقه وقال" لقد ربحتها ميتش, أيها الولد الكبير"
وقفت والدتهم مفسرة" تلك الجائزة السخيفة, كان علي رميها منذ سنين عديدة , تخيلوا ربح جائزة علي مواعدة فتاة أكبر سنا أو أن تصبح رائد فضاء أو قائد الكاو بوي في دالاس , أو كونك أول من يتزوج"
بصوت ساخر قال ميتش" انها لنا راين , في الوقت الحاضر"
قال تايلور" لا تستعجل كثيرا, أنا وكايل سنجد طريقة لنربحها ثانية, أليس كذلك كايل؟"
ضحك الضيوف بصوت عالي لكن كلاريسا لم تجد الأمر مضحكا, لقد أخبرتها راين عن تلك الجائزة وكيف بدأت اللعبة عندما أراد تايلور مواعدة فتاة أكبر منه عمرا, ولكن شقيقاه أكدا أنه لن يفعل, لكن تايلور بح الرهان واستحق جائزة والده القديمة للعب البولينج وبعد ذلك أصبح هناك دائما رهان ما بينهم, لم تعلم كلاريسا شيئا عن رائد الفضاء أو قائد دالاس, لكنها تعلم أن ميتش ربح الرهان الأخير كونه أول من تزوج.
"انهما يبدوان سعيدين ,أليس كذلك؟"
لم تلاحظ اقتراب كايل حتي سمعت صوته قربها, لقد قرأت مرة أن صوته يذكر بالليالي الحالمة والرومانسية, عمل كايل هو تقديم الأغاني الراقصة في محطة إذاعية عبر ضواحي فيلادلفيا, هذا ما جعل صوته الأكثر شهرة في بنسلفانيا, والآن فهمت كلاريسا سبب تلك الشهرة
"كنت أتمني أن لا يكون رأسها بين الغيوم" تمتمت بذلك واستدارت لترفع نظرها لعينين زرقاوين تثيران التوتر كصوته" لا تعتقدين أنهما سينجحان بزواجهما؟"
بحثت بنظراتها عن العروسين واللذين بدا سعيدين جدا وهما يقبلان بعضهما قبلة خاطفة قبل أن يمزقا أوراق هدية أخري.
"أتمني أن يحدث ذلك, لكنني أخشي أن فرصة نجاحهما ضئيلة جدا والإحصاءات برهنت ذلك"
صمته أثار انتباهها فرفعت نظرها اليه, كانت ملامح وجهه تبدو أنه لم يصدق ما سمعه, قال" أنت تعملين كمتعهدة للزفاف ومع ذلك لا تؤمنين بمؤسسة الزواج؟"
رجل في منتصف العمر عرفتها عليه راين بالعم مارتن قطع حديثهما, ضرب كايل علي ظهره وقال" سقط واحد من عائلة هاريس واثنان علي الطريق, أليس كذلك بني؟"
نظرت كلاريسا بالوقت المناسب لتشاهد تجهم كايل, مرر اصبعه بين رقبته وياقة قميصه القاسية وتمتم" فكرة من هي ارتداء ربطة عنق قصيرة بكل الأحوال؟"
سؤاله لم يشتت أفكار عمه, استدار مارتن هاريس نحوها وقال" كلارا, أليس كذلك؟ فهمت أنه علي أن أشكرك علي تنظيم هذا الزواج الرائع"
أجابت من دون أن تصحح له اسمها" أنا و راين خططنا لكل شيء معا" "وأي عمل رائع قمت به أيضا, فأنا أحب حقا حفلات الزفاف المتقن, في الواقع ,أنا لا أمانع إخبارك أنني أحب أن أري كايل هذا أيضا متزوجا وسعيدا"
"هذا رائع...."
مرة أخري قاطع العجوز هاريس كلاريسا وقال" أخبريني كلارا , هل أنت متزوجة؟"
مع أنها أبقت نظرها علي الرجل العجوز لكنها لاحظت الفضول علي وجه كايل, الصدق سيضع حدا لاهتمامه بها "نعم, والآن ان كنتما تعذراني, يبدو أن العروسين مستعدين للمغادرة"
ابتسمت لهما ابتسامة صغيرة واستدارت وسارت نحو الحشد المتجمع قرب راين
******************
شعر كايل ببعض الرضا وهو يدق جرس باب تايلور عند الساعة الثامنة والنصف صباح اليوم التالي وفقط عندما فتح الباب علي مصراعيه نزع كايل اصبعه من علي جرس الباب
"كان علي أن أعرف أنه أنت ,ألا تنام أبدا؟"
بدا التجهم علي وجه كايل وقال" استقبالك يغني عن كل شيء, كما وأن النوم لساعة متأخرة هي للعجائز" مر أمام أخيه وأبعد الستائر عن غرفة الجلوس وبدأ بتعبئة إبريق القهوة في مطبخ أخيه الصغير
"ما الذي تعتقد أنك تفعله؟"
"أحضر القهوة؟"
"أليس لديك إبريق قهوة في مطبخك؟"
"بل ليس لدي سلة للعب كرة السلة..."
حف تايلور عينيه ومد يديه قليلا" الطقس بارد ورطب, كما وأنك لم تحظ بوقت كافي للنوم أكثر مني , ما الأمر كايل؟"
سمع صوت إبريق القهوة ما أن بدأت الماء بالغليان , قال كايل" أشعر بعدم الراحة, لنلعب كرة السلة"
راقب أخيه تايلور وهو يضع كوبين للاستعمال , من بين الأخوة هاريس الثلاثة, تايلور كان الأعزب النموذجي, وبالطبع ميتش لم يعد عازبا بعد اليوم
عينا المرأة يحملان ومضات من العاطفة وتقريبا عميقة وحزينة كما رآها في عيني كلاريسا , تجهم وجه كايل مرة ثانية وأنزل ساقيه عن الطاولة.
قال تايلور" وما الذي لا أفعله من أجل امرأة يائسة في تلك اللحظة بالذات"
قال كايل بسرعة وهو ينهض" نساء يائسات أمر صعب ايجاده هذه الأيام"
"آه, إنهن في كل مكان كايل, قد لا ترتدين فساتين بيضاء واسعة, لكنهن هناك, وأنا سأنال جائزة البولينغ وسأحظى بفتاة قبلك"
"قلت لك أن تنسي الأمر, لن يكون هناك المزيد من المراهنات" مدد كايل جسمه ونظر الي شقة أخيه باشمئزاز كامل وتابع" هذه الغرفة تبدو كمكان لرمي النفايات"
"تبديل الموضوع لن يبعد الصنارة عنك, وأنت كنت تسعي للشجار طوال النهار وأنا لم أساعدك علي ذلك"
وبدون أن يقول أي كلمة حمل فنجان القهوة الي المطبخ , ارتدي معطفه, وعندما وصل الي الباب سأله تايلور" هل أنت متأكد أن ليس هناك أي أمر سيء؟"
ضاقت عينا كايل وفكر بسؤال أخيه, انه في مزاج عكر ولا يعلم ما هو السبب, هز رأسه وأقفل معطفه واستدار مغادرا
"لن نغادر الي بانكوك قبل الثالث والعشرين من الشهر, عليك أن تذهب معنا, من يعلم كم من النساء سنلتقي هناك"
أثار دواليب سيارة كايل كانت جوابه علي سؤال أخيه ,ما أن انطلق من الموقف زاد سرعته في الطريق السريع الي شقته.
سيمضي تايلور عطلة العيد في بانكوك , والديه سيأخذان قاربا لامضاء العطلة في البحر, و ميتش و راين يمضيان شهر العسل في الباهاماس ولن يعودا قبل السادس والعشرين من الشهر الحالي
الأشياء تتغير بدون شك, وهذا لا يعني أن كايل لا يحب التغيير, لكنه يريد هو أن يقوم بهذا التغيير وهذا كل شيء.
آه, لا, لن يقدم علي رهان يتعلق بالأطفال,فالأطفال تعني المسئولية, والأطفال يراقبونك من دون أن يتكلموا وهو يطرحون الأسئلة, العديد من الأسئلة.
تقبل ميتش مسئولية جوي, حتي تايلور أحب جوي علي الفور, وهو ابن ميتش البالغ من العمر سنتين ونصف, ولقد عرف به منذ عدة شهور فقط, لكن الأمر لا يتعلق ب كايل, هذا لا يعني أن جوي ليس ولدا رائعا, فلديه عينين زرقاوين كعائلة هاريس, وبدون شك سيصبح شابا وسيما جدا , لكن ان كانت عيناه زرقاوين أم لا, جوي يجعل عمه كايل متوترا وذلك لأنه طفل والأطفال تثير أعصاب كايل.
عند سماع أغاني الميلاد بالراديو, علي الفور ضغط علي زر آخر, ربما كان منزعجا من الأطفال لمنه يحب يوم الميلاد, بالطبع هو لا يشتري هدايا العيد الا في اليوم الذي يسبق العيد مباشرة.
انه ينتظر للدقيقة الأخيرة ليقوم بكل شيء عليه فعله.
أوقفت كلاريسا سيارتها قرب الباب بين الشاحنة الكبيرة لمقدمي الطعام وسيارة أصغر تحمل الأحرف لمحطة راديو محلية, كانت هي المسئولة عن تنظيم هذا الحفل قبل يوم من عيد الميلاد.
تحول المطر الي رقع من الثلج الرطب, والذي كان يذوب ما أن يلمس الأرض, داست بحذائها الطويل الأرض المليئة بالماء وهي تقفل باب الشاحنة وأسرعت بالدخول الي غرفة العمال, تمكنت من فتح الباب ودخلت من دون أن تزعج منظم الزهور, وبعناية شديدة وضعت قطعة زينة وسط الطاولة ورتبت كتاب الضيوف بشكل أفضل.
"مرحبا مرة ثانية"
كان صوت كايل منخفضا وناعما مما جعل نبضها يخفق بسرعة, تنفست بعمق واستدارت ببطء , رفعت رأسها الي أعلي وهي تقول" مرحبا كايل"
أصبح صوته أكثر انخفاضا"هل تتعقبيني؟" لكنه ابتسم وقد بدا هناك ندبه علي أحد خديه, أخفضت جفنيها مهما كانت تريد قوله فقد انمحي من ذاكرتها
ضربت مقلاة بوعاء المطبخ وهذا ما جعل كلاريسا تجفل وانتهي لقاء عيونهما, قالت" كنت أفكر أن لديك أشياء أكثر فعالية من تلك الأقوال القديمة كايل"
"أنت تريدين أمورا أكثر فعالية؟ أعتقد أنني أستطيع القيام بشيء من ذلك" كان صوته مثيرا, وتأثيره واضح, فكلماته تحمل تحديا, لكن مع لمسة من المرح أيضا, وهذا ما جعل كلاريسا تبتسم رغما عنها
راقبته وهو ينظر اليها ثم يبتسم ويسير مبتعدا نحو معداته الموسيقية
ابعاد نظرها عنه لم يكن بالعمل السهل, فلديه جاذبية تناسب صوته, لكن لديها مسئولية كبري, وقد برهنت أن لديها عملا ناجحا, وأي أمل جديد وهذا ليس لديه مكان في حياتها حتي ولا زاوية صغيرة لرجل مثل كايل هاريس, فمرة واحدة كانت كافية.
بعد مرور دقائق بدأ الضيوف بالتوافد وبدأ عملها, تحدثت مع مقدمي الطعام وهنأت الزوجين السعيدين وتحدثت مع أم العروس وعدد من الضيوف, لم تلتقط باقة الزهور, ولم يطلب منها كايل أن ترقص معه, فقالت لنفسها أن هذا أمر مريح لها
عادة هي لا تبقي في استقبال ضيوف الزفاف عندما تساعد في تحضيره, لقد بقيت في زفاف ميتش و راين لأن راين كانت مساعدتها وصديقتها المقربة.
عند الساعة الخامسة غادر العروسان لتمضية شهر العسل وبعد فترة قصيرة بدأ الضيوف بالمغادرة وعند الساعة السادسة تنفست كلاريسا بارتياح.
بعد وقت قصير كانت هي وكايل الوحيدين في المبني, وأخيرا تستطيع الذهاب الي منزلها
اختصرت التعليمات لعمال التنظيف وأطفأت كل الأنوار ما عدا الأضواء في زاوية كايل حيث كان يوضب أغراضه
سمعت صوت موسيقي عالية, استدارت نحو الصوت فرأت كايل يسير نحوها, كان يسير بخطي واسعة لكن ببطء, ونظرته حادة, وقف علي بعد خطوات ونظر الي وجهها يدرس ملامحها, ثم همس أخيرا" لوحدنا أخيرا"
أخفضت جفونها لكنها وجدت نفسها لا تستطيع ابعاد نظراتهما عنه, حتي عندما أحني رأسه وأمسك بيدها.
نهاية الفصل الأول




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 06:24 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-17, 02:28 AM   #4

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني
"لنرقص"
لقد شعرت كلاريسا بنظراته عليها طوال بعد الظهر, وقد هنأت نفسها علي قدرتها أن تبقي متجهمة الوجه وتتجاهله, في تلك اللحظة لم تكن متجهمة الوجه, بل كانت سعيدة بقربه.
كانت يده دافئة وهو يلمسها, وضغطه علي يدها حازمة, واذا كانت قد رغبت يوما بالتخلي عن وعد قطعته علي نفسها, فهو الآن.
تنفست بعمق, مقاومة لمسته وقوة ابتسامته وقالت" لقد تأخر الوقت"
همس في أذنها" الوقت ما زال باكرا"
أين هي مقاومتها الآن؟ وضع كايل يده علي خصرها وبطريقة ما وجدت يدها اليمني علي كتفه والأخرى كانت لا تزال في راحة يده
للحظة, الغرفة الخافتة الأضواء والموسيقي الحالمة, واليد العريضة علي خصرها ولمس كتفه تحت رؤوس أصابعها , بدا لها رومانسيا بشكل لا يصدق, وكادت أن تغمض عينها وهي تتنهد, لكن الوعد هو الوعد, وبدلا من أن تسمح لنفسها بأن يضمها اليه, أنزلت يدها عن كتفه واستدارت مبتعدة
قال بنعومة" ما الأمر؟"
بدون أن تنظر اليه قالت"لا شيء ,أنا فقط لا أرقص, هذا كل ما في الأمر" لم تنظر اليه مرة ثانية أو قدمت له أي توضيح, ببساطة خرجت من أقرب باب وأغلقته خلفها.
في المطبخ أغمضت كلاريسا عينيها علي آخر نغمات الأغنية, لماذا قالت له أنها لا ترقص؟ فهي تجيد الرقص, لكنها لم ترقص ولا حتي لمرة واحدة منذ أكثر من خمس سنوات.
أخذت معطفها وبسرعة نظرت الي المطبخ الصغير وتأكدت أن كل شيء مكانه
"يمكنك أن تأتي الآن, فأنا مغادر"
هو يعتقد أنني كنت أختبأ منه! يا لوقاحته, أجبرت كلاريسا نفسها علي أن تهدأ, وسمعت الباب الخارجي يغلق, قالت لنفسها أنه لا يهمها ما الذي يفكر فيه, وخرجت من المطبخ, أطفأت الأنوار المتبقية وأغلقت الباب وراءها وهي لا تزال غاضبة.
أصبح الهواء في الخارج أكثر برودة وطبقة رقيقة من الثلج التصق بأغصان الشجر التي تحيط بموقف السيارات, كانتا لثلوج تنهمر بغزارة, وهكذا أذاب غضبها من كايل, فالحماس ملأ صدرها وفي تلك اللحظة لا شيء يهم, انها ليلة العيد, وهي ذاهبة الي البيت.
كل شيء ارتدي حلة بيضاء وأكثر هدوء مما تستطيع أن تتذكر, وكأن الثلج الذي يلف المدينة امتص كل الأصوات, فلا وجود لوقع خطي, أو ازدحام سير, فقط الطبيعة والهدوء, ليلة العيد هي بحد ذاتها مبعث للفرح, لكن تساقط الثلج يجعلها أفضل بكثير.
رمشت كلاريسا لتبعد رقعة من الثلج سقطت علي رموشها, فتحت باب سيارتها وحاولت إدارة المحرك وهي تدمدم بأغنية, وعندما لم يصدر أي صوت عن المحرك توسلت اليه" أرجوك, تحرك" في المحاولة الثالثة أصدر صوتا مزعجا حتي الثلج لم يتمكن من امتصاصه وتوقف عن الحركة نهائيا.
الطرقة الخفيفة علي نافذتها أوقفتها عن المحاولة للمرة الرابعة,أشار كايل الي مقدمة السيارة وقال" اذا كنت لا تزالين تريدين الاختباء, فارفعي غطاء السيارة"
للحظة, شعرت بالمفاجأة, لكنها أحست بعد ذلك بالتوتر, أغلقت فمها بقوة وفتحت باب السيارة وخرجت لتسير الي حيث يقف كايل باحثا عن خطأ ما
"لم أكن أختبأ"
لم يزعج نفسه بالنظر اليها,قال" بالطبع كنت تفعلين, حاولي مرة ثانية"
لم تتحرك كلاريسا ولم تكن متأكدة ما الذي يتوقعه من المحاولة الثانية, فهي لم تكن مختبئة عنه ولا يهم ما الذي يفكر فيه, يمكنها أن تقف هنا وتجادله بذلك لكن لديها إحساس أنه لن يصدقها"تبا"
"كلمة غير متوقعة من سيدة عصرية, أحب ذلك في النساء"
لم تدرك أنها شتمت بصوت عال, وتساءلت ان كان يدرك ما الذي فعله بها, انه يثير قلقها ويجعلها شديدة التوتر, كان صوته هادئا ونظرته هادئة وكلاهما يحملان آثار ضحكة, وشيء من الشوق الذي يلفها بلطف كما تتساقط رقائق الثلج من السماء الداكنة.
"هل لديك أي فكرة عما بها سيارتي؟"
عندما تكلم كان صوته عميقا ومنخفضا, شكت أنه كان يفكر بالسيارة أصلا" تايلور هو الميكانيكي في العائلة, مع أنني تواعدت مع امرأة ميكانيكية لفترة ,لكنني أخشي أن أقول ان مهارتها بالمحركات لم تحل علي"
تمنت كلاريسا لو لم يقل هذه الكلمات فقد أشعرتها بأشياء لا تستطيع تحملها
لم يتوقع كايل أن تتركه كلاريسا بعد ما قاله عن تلك المرأة أو عن عدم خبرته بالمحركات ولكنه لم يتوقع أن تنظر اليه كما تفعل الآن, اقترب منها أكثر وهو يفكر أن بامكان الرجل أن يتجول في دفء عينيها وأن يضيع لأيام في النهاية.
همس" كما يبدو أنك ستتركين سيارتك هنا أثناء الليل"
همست لتجيبه" أعتقد ذلك"
"سأوصلك الي المنزل"
نظرت في الموقف حولهما قبل أن تجيبه "أعيش في كوكر تاون , ولا أريد أن أثقل عليك, ولكني سأقدر لك صنيعك لو أوصلتني الي أي محطة قريبة"
رآها ترتجف ففتح باب الشاحنة لها قبل أن يسرع الي جهة السائق, ما أن شعر بالهواء البارد يضرب به, تذكر رهان أخيه, قال له تايلور أن هناك نساء يائسات في الخارج, وهذه المرأة بالتحديد تائهة في ليلة العيد, والمشكلة أنها ليست بحاجة لمن ينقذها, انه راغب في نقلها, الي مكان ما, ويفضل أن يكون شقته, لكن هناك أمرا واحدا لم يسمح له بالاقتراح عليها بما يفكر به.
نزع قفازاه بأسنانه, ومد يده الي جيبه ليمسك بالمفاتيح ,أدار المحرك وسألها" هل سيأتي زوجك لاصطحابك؟"
"انها لمسافة كبيرة من تيمبوكتو "
"تيمبوكتو؟"
الضوء داخل السيارة لم يكن كافيا لتري وجهه, مع ذلك تخيلت كلاريسا كيف بدا بالتحديد, أمسك بيد قوية المقود واليد الأخري وضعها براحة علي حافة مقعده, كان يحني رأسه ناحيتها محدقا بها في الظلام, وتخيلت عينيه الزرقاوين كإشراق الصباح تراقبانها بفضول شديد
"علي قدر ما أعلم, هناك يعيش جوناثان زوجي السابق"
لمحت حركة ما في وجهه مع أنه كانت السيارة مظلمة جدا لتدرك ما هي, لكنها شعرت أنه كان يبتسم, انطلق بسيارته من المرآب في الجهة المعاكسة
"الي أين أنت ذاهب؟"
"الي كوكر تاون, سأوصلك الي منزلك"
"اسمع كايل, لدي قاعدة بأن أكون مستقلة"
أسرع في القيادة, وقال" كلاريسا...بما تناديك الناس ؟ كلير؟ ريس, ريسي؟"
انزعاجها جعلها تخفض صوتها"اذا أرادوا مني أن أجيب, فهم ينادونني كلاريسا"
"كلاريسا؟ علي أن أعمل علي ذلك. حسنا, كلاريسا, القواعد صنعت لتكسر, كما وأن ...انه موسم الأعياد والتغيير"
أدار جهاز الراديو فصدحت موسيقي العيد وملأت الشاحنة, ومع تلك الأغنية إحساسها بالانزعاج تبخر, فهذه ليلة العيد وحتي لو كانت في التاسعة والعشرين من عمرها, شعرت بالحماسة والاثارة في تلك الليلة , انها سحر خاص, وعندما انتهت الأغنية وضع مكانها موسيقي هادئة, غني كايل مع الأغنية وسألها" أتساءل كيف هو العيد في مناطق الباهاماس أو بانكوك أو علي متن سفينة؟"
"هل أنت ذاهب في رحلة لامضاء العيد؟"
"لا, لكن عائلتي ستفعل"
"هل يعني أنك ستكون بمفردك يوم العيد؟"
فكرت كلاريسا بالعيد في منزلها , الشجرة المزينة, الهدايا المخبأة في العلية, وبالشخص الوحيد الذي سيشاركها كل هذا.
أجاب باستياء" فقط أنا وظلي"
حاولت أن لا تستمع للغضب الساخط في صوته, وقالت لنفسها لا يمكن أن يكون كايل هاريس وحيدا, لكن كلاريسا تعرف جيدا معني الوحدة وتفهم صداها في صوت أي إنسان آخر
قالت" يمكنك أن تأتي للمنزل في الغد..."
للحظة, سطع مصباح الشارع علي وجه كايل, لم تكن متأكدة من رؤية تعابير المفأجاة علي وجهه من دعوتها, أرادت أن تسترد كلماتها لكنها قالت عوضا عن ذلك" هذا هو الشارع, منزلي في وسط المبني التالي..."
أوقف الشاحنة أمام منزلها واستدار لمواجهتها وهو يقول" أنت تدعينني لامضاء العيد معك؟"
كان صوته يحمل دفئا فتمنت لو بامكانها أن تجد طريقة لتجعله يفهم أنها غير مهتمة به وغير مهتمة بأي كان
سألته" هل هذا يعني أنك ستأتي؟"
"أحب أن أفعل"
فجأة لم تعد قادرة علي التفكير بطريقة واضحة, والسبب يعود الي صوته, فهو يثير العواطف لدي المرأة, ويجعلها تشعر بأنها ناعمة ودافئة, علي الرغم من برودة الطقس, فهو جذاب جدا لكنه من المحتمل أنه يعلم ذلك, أبعدت نظرها عنه وأخذت تفكر بطريقة تجعله يفهم أنه من المستحيل أن يكون هناك شيء بينهما
رأت الستائر أمام نافذتها تتحرك.....ها قد وجدت الوسيلة, الطريقة لتبرهن له أنها لا تستطيع التورط معه, أو مع أي إنسان آخر, لم يكن عليها أن تقول شيئا, صباح الغد سيري بنفسه.
"شكرا لك علي إيصالي للمنزل"
"وشكرا لك علي الدعوة"
أجابت" أهلا بك, كما وأن ابنتي الصغيرة تحب أن يكون لدينا رفقة علي العيد"
"ابنتك الصغيرة؟"
"نعم انها في الخامسة من عمرها واسمها ستيفاني, أراك عند الساعة الحادية عشر غدا"
أغلقت الباب قبل أن يتمكن من قول وداعا, ولكن كايل لم يكن متأكدا أنه قادرا علي قول أي شيء بكل الأحوال.....ابنتها الصغيرة؟
سيمضي العيد مع كلاريسا وابنتها الصغيرة البالغة من العمر خمس سنوات؟ لماذا لم تخبره بأن لديها طفلة؟ ربما لأنه لم يسأل
ما الذي سيقوله لفتاة صغيرة؟ أمر مؤسف أنه لا يستطيع الاتصال ب تايلور أو ميتش , فهما يعرفان ما الذي عليه فعله,ميتش دائما كان يحب الأطفال, وحتي تايلور يبدو مرتاحا حولهم.
عند إشارة حمراء, توقفت أفكار كايل مع المحرك, تساءل ما الذي يفعله ميتش في الباهاماس وتايلور في بانكوك؟ تحت أشعة الشمس الحارقة وهما ممدان علي الرمال البيضاء, عندما تحولت الإشارة الي خضراء, أبعد قدمه عن الفرامل, ما الذي يفعلانه؟ انه ليس بحاجة لأي مقدرة ليتصور ما الذي يفعلانه الآن. بينما هو, في المقابل, هنا ...في جنوب بنسلفانيا حيث الطقس الرطب البارد, وبمفرده مع امرأة بالكاد تبتسم, وعيناها البنيتان تلمحان لأشياء لا يستطيع حتي أن يتخيلها, وسيمضي نهار العيد مع طفلة صغيرة, وهو يعلم وبدون أي شك أن الأطفال تثير قلقه.
"كم من الوقت سيمضي قبل أن يصل ماما؟"
أحاطت كلاريسا رسغ ستيفاني بأصابعها والتي كانت تضع عليه ساعة جديدة و أحنت رأسها الي قرب رأس ابنتها" عندما تصبح الإبرة الجديدة علي الرقم اثني عشر والإبرة الصغيرة علي الرقم الحادي عشر"
عينان بنيتان كبيرتان مليئتان بالفضول نظرت اليها وقالت" الساعة الثانية عشر الحادية عشر؟"
"لا عزيزتي, عند الساعة الحادية عشر" وبصوت ناعم سرحت عن الساعة وكيف تحسب كل خمس دقائق.
قالت ستيفاني" ومتي تعتقدين أنها ستصبح الحادية عشر؟"
"بعد خمس وثلاثين دقيقة"
قالت الفتاة الصغيرة" آه, انه وقت طويل"
هذا يعتمد علي سن الانسان, بالنسبة ل ستيفاني الخمسة وثلاثين دقيقة تعتبر وقتا طويلا, أما ل كلاريسا, التي نظرت حولها الي الأوراق الممزقة وأوراق الهدايا المجعدة والشرائط المكومة والعلب الفارغة, فاعتبرت أن هذا الوقت ليس كافيا.
سألت ستيفاني" هل تعتقدين أن السيد أبرناتي يستطيع البقاء مستيقظا لوقت كافي ليري آلة التسجيل الجديدة؟"
انتقل السيد أبرناتي الي الشقة الخلفية للمنزل قبل عيد الهالوين, وبعد مدة قصيرة أصبحت ستيفاني تطلب الشاي مع كل وجبات الطعام, ومنذ ذلك الوقت تقريبا, أصبحت كلمة (هل تعتقدين) تحسب في كل أسئلتها.
ابتسمت كلاريسا وطبعت قبلة علي جبين ابنتها وقالت" أعتقد أن السيد أبرناتي سيعجب كثيرا بها؟"
"جيد, ألا تحبين عيد الميلاد ماما؟"
انها فقط تحب ابنتها" بالطبع عزيزتي"
حاولت ستيفاني جاهدة لتقف وضربت الأسلاك المعدنية لساقيها بالطاولة الصغيرة, وبصورة أوتوماتيكية مدت كلاريسا يدها لتساعد ابنتها لتنهض, عينان بنيتان, تماما كعينيها, حدقتا بها. وكأنها تنظر الي مرآة داخل قلب ابنتها, فشعور ستيفاني واضح في عينيها, الثقة...ألحب...السعادة, واليوم يضاف اليها الإثارة والحماسة, وفوق كل ذلك لمسة من العناد والتي بامكان المرء رؤيتها علي بعد ميل تقريبا.
دفعت الفتاة بنفسها علي قدميها, وبمساعدة العصي, أسرعت نحو الباب وقد وضعت شرائط لآلة التسجيل الجديدة وعلقتها علي كتفيها, عند الباب نظرت الي أمها وقالت" كم من الدقائق بعد؟"
قالت كلاريسا بصوت ناعم وهي تبتسم" أربع وثلاثين دقيقة"
قالت ستيفاني قبل أن تخرج مسرعة من الباب" مازال الوقت طويل جدا"
أمسكت بسلة الفواكه وقد لفتها بورق الألمنيوم , وتبعت كلاريسا وقع خطوات ابنتها علي الدرج وهي تسير بسرعة كبيرة عبر الممر نحو الجهة الخلفية من المنزل, فتح الباب وسمعت ستيفاني تقول" صباح الخير وعيد سعيد سيد أبرناتي"
"ولك أيضا طفلتي, ادخلي..أدخلي, آه سيدة كوهاغن" أضاف عندما وصلت كلاريسا الي بابه" تسعدني رؤيتك أيضا, لقد حضرت للتو ابريقا من الشاي"
ابتسمت كلاريسا وهي تسلم الرجل العجوز سلة الفاكهة.
تحب ستيفاني جارهما بشدة وهي مقتنعة أنه رجل العيد(بابا نويل) ولقد عانت الكثير من الألم والعذاب في حياتها وليس لدي كلاريسا القلب الشجاع لتخبر ابنتها الحقيقة كما أنها لا تستطيع الاختلاف مع ابنتها, فهو حقا يشبه رجل العيد بلحيته البيضاء وملابسه الحمراء حتي جواربه الصوفية.
استدار الرجل العجوز أمامهما برشاقة تثير العجب لرجل بعمره, وصل نحو الطاولة ورفع إبريق الشاي ونظر الي كلاريسا ليسألها بصمت ان كانت ستشاركه شرب فنجان من الشاي
"أحب أن أبقي سيد أبرناتي, لكنني لا أستطيع اليوم, أردت فقط أن أتمني لك عيدا سعيدا وأن أقول لك كم أقدر الأوقات التي كنت تمضيها مع ستيفاني لأجلي"
قال وهو يحمل صحنا كبيرا من الحلوي" كنت سعيدا جدا للقيام بذلك, أليس لديك وقت لتناول قطعة حلوي صغيرة؟"
كان الصحن يحتوي علي كل أنواع الحلوي تقريبا
فرفعت كلاريسا حاجبيها متسائلة" من أين حصلت علي كل هذه الأنواع من الحلوي؟"
ضحكت ستيفاني وجلست علي مقعد وهي تقول" من الأطفال الذين يتركون الحلوي لرجل العيد ماما"
غمز السيد أبرناتي وقال ل كلاريسا" تلقيت هذه الحلوي من الأصدقاء"
قالت وهي تضحك" لابد أن لديك الكثير من الأصدقاء"
"وبالطبع امرأة جميلة مثلك لديها العديد من الأصدقاء"
وقبل أن تتمكن كلاريسا من الإجابة قالت ستيفاني" معظم أصدقاء أمي هم الأطباء والممرضات, أليس كذلك ماما؟"
مررت يدها فوق شعر ابنتها وقالت وهي تبتسم" راين أيضا, فهي صديقتنا"
وافقت ستيفاني" نعم, ولا تنسي الصديق الجديد الذي دعوته لقضاء العيد معنا"
كايل هاريس صديقها! لم تكن كلاريسا راغبة في التحدث عن الأمر كما وأن بعد اليوم فهي تشك أنها ستراه ثانية
قالت كلاريسا" كانت ستيفاني قلقة أن تكون نائما أو تكون منشغلا"
"أعمالي قد شارفت علي الانتهاء ,كنت سأتناول بعض الحلوي وأنام ,ستيفاني, هل تشربين الشاي معي؟"
هزت الطفلة رأسها موافقة فأضاف الرجل العجوز" لا تقلقي سيدة كوهاغن, سأرسلها للمنزل عندما ننتهي من شرب الشاي"
ودعت ستيفاني أمها وانتظرت حتي سمعت صوت الباب يغلق, ابتسمت بفرح له وببراءة وتعجب راقبته وهو يتثاءب ,وربت يده علي معدته وقدم لها صحتن الحلوي, اختارت أكبر قطعة وقضمت منها قبل أن تشرب من فنجان الشاي
"أخبريني صغيرتي, هل حصلت علي كل ما تريدينه هذا العيد؟"
"أحضرت لي أمي آلة تسجيل ولعبة جديدة, وأرسلت لي جدتي فستانا جديدا من فلوريدا, وأنت تعلم كل ما كان تحت الشجرة من حلوي وغيرها, لكن لم يكن هناك أب لي سيد أبرناتي, ايمي جو باركر حصلت علي أخ جديد البارحة, تماما كما أرادت, هل تعتقد أن علي الانتظار لسنة أخري كي أطلب أبا لي؟"
"أتعلمين, ليس كل أماني العيد تتحقق"
سألته" حقا؟"
أجاب وهو يهز رأسه" لا طفلتي, الأماني تتحقق دائما, وأحيانا تأتي يوم العيد وأحيانا بعد عدة أسابيع, أتذكر طفلا صغيرا, وذلك منذ سنين عديدة, تلقي هديته في شهر تموز"
رفعت فنجان الشاي وشربته حتي آخر نقطة قبل أن تعيده الي الصحن الصغير وتابعت" ـتقصد أنني أستطيع أن أطلب أبا لي وأخ صغير مثل ايمي جو باركر؟"
ضحك السيد أبرناتي وقال" أعتقد أنه من الأفضل لأمك أن تطلبي أمنية وحيدة فقط,أليس كذلك؟"
هزت ستيفاني رأسها وقالت "أمي لا تؤمن بأمنيات العيد"
"أخشي أن أقول أنها فقدت ذلك الاحساس ,لكن لدي شعور أنها ستستعيده, والآن قولي لي طفلتي, هذا الصديق القادم اليوم ....هو رجل,أليس كذلك؟"
اتسعت عينا ستيفاني وقالت وهي تضحك" نعم سيد أبرناتي...انه رجل"
تركت كلاريسا الباب مفتوحا لابنتها وأخذت تعمل بسرعة في الشقة, كانت قد أعدت الحبش وكذلك الحلوي التي طلبتها ستيفاني ومن ثم بدأت بالتقاط الأوراق من تحت شجرة العيد .
سمعت صوتا من علي الباب لكنها لم تهتم لذلك فهي معتادة علي الضجة التي تصدرها ابنتها وانتظرت لتسمع صوت العصي وهي تضرب الأرض
"عيد سعيد"
لم تتذكر أنها وقفت أو استدارت ولكن لابد أنها فعلت ذلك لأنها كانت تنظر فجأة عبر الغرفة الي عيني كايل
"وصلت باكرا"
"أعلم" لم يبدو عليه أي اعتذار, ومرة ثانية فكرت كلاريسا أنه وسيم جدا بشعره الأشقر وكل ما فيه , سألها" هل أستطيع الدخول؟" وكان قد دخل عبر الباب
أسرعت لتفتح له الباب أكثر وهي تتساءل ما الذي يتوقعه من امرأة عندما ينظر اليها هكذا؟؟؟ كان يحمل بين يديه عدة رزم ملفوفة, كادت الرزمة الأعلى أن تقع منه مع أنه كان يحاول الاحتفاظ بها, التقطتها كلاريسا قبل أن تصل الي الأرض.
كانت الهدية خفيفة الوزن ومع ذلك عندما اهتزت أصدرت صوتا يقول ريسا..
قالت" لا أحد يناديني ريسا"
"أحد ما فعل الآن"
"لقد أحضرت معك هدايا" لم تكن كلاريسا تعلم ما الذي تتوقعه, لكنها لم تتوقع هدايا, أو أن يناديها باسم مصغر.
"انه العيد" قالها وكأن هذين الكلمتين تفسران كل شيء, سبب لإحضاره الهدايا وكذلك تصغيره لاسمها!
"لكنني لم أحضر أي شيء لك"
نظر اليها واقترب منها ,فشعرت بألم في صدرها, الوقت والظروف قد أخذت منها كل إيمان بأي عاطفة.
قال"أنت تعتقدين أنك لا تملكين أي شيء لي ولكنك مخطئة ...ريسا"
أخذت رزمة أخري من يده وسألته" متي كان لديك الوقت للتسوق؟"
"البارحة" عادت نظراته الي وجهها , وساد صمت بينهما, كانت تشعر وكأن أعصابها ترقص مع موسيقي العيد التي تصدح في المطبخ, وفجأة تساءلت كيف ستمضي بقربه كل فترة بعد الظهر.
سألها وهو ينظر حوله في الغرفة" أين ابنتك؟"
تنهدت بعمق ووضعت الهدايا تحت الشجرة وقالت" انها تقوم بزيارة صديق في الشقة المجاورة, ستأتي في غضون دقائق"
وضع كايل الهدايا الباقية تحت الشجرة وفجأة سألته كلاريسا" ذهبت للتسوق في ليلة العيد؟"
خلع معطفه وقدمه لها" لا شيء أكثر حماسة من آخر دقيقة للتسوق "
صوت متناغم شد انتباهه, شعر وكأنه فتح عينيه متفاجئا ما أن دخلت فتاة صغيرة الي الغرفة علي عكازتين, مرت أمام أمها برشاقة فاجأته وتوقفت , تنظر اليه وكأنها متسلقة جبل وهي تنظر الي عقبة جديدة
قالت وهي تبتسم" مرحبا, اسمي ستيفاني, وأعتقد أنك ستكون مناسبا جدا...هل أستطيع أن أناديك بابا؟"
كايل والذي بطريقة ما تمكن من أن لا يفتح فمه ببلاهة, أبعد نظره عن الفتاة التي كانت تنظر اليه وكأنه لعبة جديدة وتريد أن تلعب بها قبل أن تقرأ المعلومات عنها أولا, نظر الي أمها والتي كانت تحمل ملامح وجهها ذات الاستغراب الذي علي وجهه.
هذا هو السبب بالتحديد الذي يجعل كايل متوترا, فالأطفال من الأشخاص الذين لا يتوقع أحد ما سيقولون أو يفعلون, فهم يسألون أسئلة ويطرحون مشاكل لا يجد البالغون لها أي جواب
جثت كلاريسا علي ركبتيها وأمسكت ابنتها من ذقنها وقالت" ستيفاني, عزيزتي, بالطبع لا تستطيعين أن تناديه بابا, هذا هو السيد هاريس"
قالت الطفلة في صوت ضعيف" أنت تقصدين أنه لم يأت كهدية عيد الميلاد؟"
راقب كايل كلاريسا وهي تهز رأسها بحزم,تنظر اليه. لم يكن هناك أي شك أنها تفاجأت بسؤال ابنتها مثله وشيء آخر ظهر بوضوح, كانت نظرتها دافئة وناعمة كالمخمل عندما نظرت اليه عبر الغرفة, وما قالته ابنتها جعلت نظراتها باردة , وبدأ يفهم السبب, لم تكن تتوقع سؤال ستيفاني, لأنها كانت تتوقع منه أن ينظر نظرة واحدة الي تلك العكازين والي الساقين ذات الأضلاع الحديدية ويخرج سريعا من المنزل. ومن دون أن ينتظر أي دعوة جلس علي الكرسي ومد ساقيه أمامه, ابتسمت الفتاة الصغيرة فشعر بشيء ناعم في قلبه, والشيء الثاني الذي علمه....أنه كان يبتسم لها.
"سيد هاريس؟"
"سيد هاريس هو اسم والدي, كل شخص أعرفه يناديني كايل"
ضحكت ستيفاني وكأنها فهمت وقالت" كايل, هل تعتقد أنني أستطيع فتح علب الهدايا الآن؟"
نظر كايل الي الهدايا التي أحضرها والتي وضعتها كلاريسا تحت الشجرة , وأصبح فمه جافا فجأة... الهدايا التي أحضرها.
الفتاة تريد أن تفتح هداياها, تلعثم, محاولا أن يفكر بعذر ما, لكن في النهاية كل ما استطاع القيام به هو هز رأسه موافقا.
نهاية الفصل الثاني




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 06:25 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-17, 02:29 AM   #5

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
أمام عيني كلاريسا تغيرت تعابير كايل, كانت دائما تفخر نفسها أن لديها القدرة علي قراءة لغة جسد الناس, وكان ذلك يساعدها وبشكل كبير مع العروسين المتوترين,الأمهات الحريصات والآباء الكرماء, لكن لغة جسد كايل ترسل لها معلومات مترابطة ومختلطة,لقد توقعت منه وبشكل مطلق أن يتحدث بصوت جلي عندما يتذكر فجأة أنه عليه أن يكون في مكان ما,بأن ينظر نظرة واحدة الي اعاقة ستيفاني ويغادر,فالرجال بحياة كلاريسا لديهم قدرة علي القيام بذلك بسرعة قصوي.
كانت ستيفاني تتكلم, ومع أن كايل كان يهز رأسه لكنه كما يبدو لم يكن يتابع ما تقوله...بدا وكأنه غير متأكد مما يجب أن يفعله بعد,لكن هناك شيئا واحدا كان متأكدا منه ....لم يكن مستعدا علي الرحيل.
صوت الأوراق المتجعدة شد انتباهها ناحية ابنتها, والتي تمددت علي الأرض قرب الشجرة, رتبت فستانها الأحمر الواسع فوق ساقيها والقضبان المعدنية أمامها, لمعت عينا ستيفاني وحملت الهدية بيديها الاثنتين وضحكت من الفرح.
لام كايل نفسه بصمت اختياره للهدايا,نظر الي الفتاة الصغيرة بعينيها البنيتين الكبيرتين والكثير من القضبان المعدنية علي ساقيها وأعد نفسه لرؤية الدموع وخيبة الأمل في عيني الفتاة,كان يعلم أنه ليس خبيرا ولا ماهرا بالتصرف مع الأطفال, وهو لا يستسيغ فكرة افساد سعادة هذه الطفلة ....لكنه لم يكن يعلم.
صرخت ستيفاني من الفرح وهي تمزق الأوراق الملونة ,لكن سماع ضحكة كلاريسا هي التي بددت قلقه,كانت ضحكتها عميقة ومن قلبها ومن النظر اليهما شعر أن هناك ملامح قلة من الناس قد شاهدتها...كلاريسا كوهاغن,مرتاحة وسعيدة.
جلست علي الأرض قرب ابنتها وخصلات من الشعر تدلت من تحت قبعتها وتشابكت مع القرطين المتدلين من أذنيها.
كانت لا تزال تضحك عندما التقت عيناها بعينيه, وكأن نظرتها انجذبت اليه فشعر برغبة لا تقاوم اليها وتحرك في مقعده وعقد ساقيه فوق بعضهما.
الصوت الذي أصدرته ستيفاني شد انتباهه,لم يكن هناك دموع علي الوجه الصغير,فقط نظرة استغراب وهي ترفع المزلاجين للتزحلق منا لصندوق,شعر كايل بالراحة وابتسم للفتاة الصغيرة ولكن عندما نظر الي كلاريسا,لمعان الدموع في عينيها جفف له ابتسامته.
كان يفخر بنفسه كونه الرجل الذي يحظي باعجاب النساء لكن الآن...تبا.
شعر بالغضب لأنه لا يدرك سبب هذه النظرة في عيني كلاريسا
قالت ستيفاني" مزلاج للتزحلق" وبدأت في وضعه فوق حذائها,مدت كلاريسا يدها لتمنع ابنتها عن الحركة "ستيفاني ,كايل لا يعرف بشأن القضبان الفضية علي ساقيك, لا يمكنك الاحتفاظ بهذه الهدية"
"لكنه قدمها لي"
"أعلم حبيبتي ,لكن لا يمكنك الاحتفاظ بها"
كان كايل قد رأي جوي ,ابن أخيه, وهو في حالة من الغضب والثورة أكثر من مرة وهكذا يعرف كيف تبدأ العاصف في عيني ستيفاني ومن المحتمل أن ميتش كان يعرف كيف سيتصرف في هذه الحالة, لكن كايل لا يعلم مطلقا ما الذي سيفعله.
"لكن لماذا؟"
هذا كل ما جري, لم يكن هناك عاصفة من الغضب ولا من الدموع, فقط كلمتين صغيرتين ونظرة تحمل الشوق والألم, ولأول مرة شعر كايل بأنه يشعر بأكثر راحة لو سمع عنادا. هو لم يسمع يوما صوتا أنعم أو أحس يوما الحاجة في تعابير طفلة صغيرة كهذه
قال"لن تؤذي أحدا ان جربتها"
أشرق وجه ستيفاني بعكس أمها, كان هناك صمت مرير قبل أن تسلم كلاريسا ابنتها رزمة أخري ملفوفة, نظرت اليه بحده وقالت"لماذا لا تفتحين هذه عزيزتي,بينما أعرض علي كايل السجادة التي صنعتها في المدرسة؟"
الصوت الدافئ الذي تحدثت به مع ابنتها يناقض تماما النظرة الباردة التي وجهتها نحوه, وتلك النظرة أفهمته أن ستيفاني ليست علي مسئوليته, كما ذكرته أيضا أنه تخطي حدوده,لكن ان اعتقدت كلاريسا أن بوجهها الغاضب ستتمكن من السيطرة عليه, فعليها أن تعيد التفكير. لقد نشأ مع أخوين مقربين اليه جدا ولقد تعلم باكرا كيف يتمكن من الحصول علي ما يريده والسير عبر الأوضاع الخطرة.
كانت غاضبة....غضب بامكانه التعامل معه.
نهض من مكانه ببطء وتبع كلاريسا الي خارج الغرفة, رآها كيف تسير برشاقة ووجد أن هناك الكثير الذي يرغب بمعرفته مع تلك المرأة.
بعد قليل أغلقت الباب ورائها واستدارت اليه قائلة" عليك أن تأخذ تلك الهدية معك"
"لقد أحبتها"
"كايل, هي تستعمل عكازين ولديها قضبان معدنية علي ساقيها"
"لاحظت ذلك"
"تلك القضبان لم تأت بالصدفة,كما تعلم, لا يمكنها أن تتزحلق"
"لن تفعل ذلك, هي تريد فقط أن تجربها" لم يتظاهر كايل أنه يعرف الكثير عن الأطفال, لكنه يعلم جيدا أن تلك الفتاة في غرفة الجلوس قد أحبت المزلاجين اللتين قدمهما لها, وهو لا يفهم لماذا كلاريسا منزعجة هكذا, سألها" ما الذي حدث معها؟ لماذا عليها أن تضع تلك القضبان المعدنية؟"
رغم التنهيدة العميقة التي أخذتها كلاريسا ,رأي كايل كيف ارتجفت شفتها السفلي وهي تبذل مجهودا لتجعله يفهم, أخفضت صوتها وكأنها تهمس وقالت" ولدت ستيفاني ولديها عيب منذ الولادة"
غاب صوتها وتساءل كايل عن سبب ما رآه في عينيها, لم يتعجب كثيرا...لأنه رأي الاحساس بالذنب واضحا.
وقالت" قال لي الأطباء أنها لن تسير مطلقا مع القضبان المعدنية فكيف بدونها, وكانوا مخطئين. لقد مرت بثلاث عمليات جراحية مع علاج فيزيائي صعب , كل أسبوع طوال الخمس سنين الماضية, عملية واحدة بعد وهي الأهم, والأطباء يقولون أنها قد تتمكن من السير بدون القضبان وأنا لا أستطيع المخاطرة أن تكسر ساقيها....ليس بعد كل الذي عانيناه"
مرة ثانية رأي كايل لمعان الدموع في عينيها, كان يرغب بابعاد شعرها عن وجهها وأن يضع يده علي خدها ليقدم لها الراحة, لكنها لم تكن جاهزة لتقبل مساعدته, في الحقيقة, بدت وكأنها ستتمزق الي آلاف القطع ان لمسها حتي.
أخفض صوته لكنه لم يتمكن من عدم جعل صوته أجش وعاطفي" ما الذي تريدين مني أن أفعله؟"
شحب وجهها وشيء ما عميق لمع في عينيها, ضغطت بقوة علي شفتيها واستدارت مبتعدة عنه, قالت" أريدك أن تستمتع معنا في هذا النهار, وعندما تغادر أريدك أن تأخذ المزلاجين معك"
فهم ما الذي قالته, وما الذي لم تقله, لم تكن تتوقع منه أن يبقي هنا طوال هذه الفترة وبعد اليوم, هي لا تتوقع أن يعود ثانية. ادراكه لذلك جعله يقف مستقيما, لأنه ما أن نظر الي عنقها النحيل وتذكر كيف أن عينيها تتحولان من الدفء الي البرودة ومن دون أي انذار, علم كايل أنه يريد العودة مرة ثانية.
قال "حسنا"
"ما الذي تعنيه بقولك(حسنا)؟"
أدارت رأسها لتنظر اليه وقد ضاقت عيناها وكأنها تشعر بالشك في دوافعه, تمكن من عدم الابتسام لأن لديها كل سبب لتشك به ولأن لديه رغبة قوية ليتعرف عليها بطريقة أفضل...وأفضل بكثير.
علم أن هناك شيئا بينهما منذ اللحظة الأولي التي رآها فيها في زفاف ميتش وقد لمح تحذيرا واضحا في عينيها لمرة أو أكثر, وحقيقة أنها لم تستسلم لاحساسها لا يفقد ذلك الاحساس قوته, بل يجعله أكثر قوة وأكثر تصميما لرؤيتها مرة ثانية, والحقيقة أنه منجذب ل كلاريسا كوهاغن, واذا اعترفت بذلك ...لم لا؟ فالشعور متبادل.
شيئان يعرفهما كايل جيدا, الموسيقي والنساء, فبإمكانه أن يغني وعلي اللحن كل أغنية سجلت منذ عشرين سنة والي الآن,وهو قد عرف ما يكفي من النساء في سنسن عمره الستة والثلاثين ليصبح شهيرا بمغامراته, ومن الواضح جدا أن هذه المرأة لا تثق به, لكنه تصور أنه من المحتمل أن لديها سبب قوي لتفعل ذلك, وهكذا هو لن يستعجلها.
كررت قائلة" ما الذي تعنيه بقولك حسنا؟ "
استغرق للحظة حتي فكر بسؤالها, وعندما فعل لم يعترض" أقصد حسنا, أعدك بذلك, عندما أغادر بعد ظهر اليوم سآخذ معي المزلاجين"
"اذن فهمت"
نظر اليها مفكرا قبل أن يجيب" نعم, ولا...لكن هذا لا يهم, فلقد وعدتك"
"جيد"
استدارا نحو الباب وانضما الي ستيفاني, التي كانت لا تزال جالسة علي الأرض وهي تحاول أن تدخل قدمها باحدي المزلاجين
قالت كلاريسا" ستيفاني حبيبتي, لنري الهدايا الباقية, فكايل لم يكن يعلم بشأن القضبان المعدنية وسيعيد المزلاجين الي المتجر"
أدارت ستيفاني رأسها الي كايل الذي غمز لها وهو يرفع الأوراق عن هدية أخري وقال واعدا" لا تقلقي ستيف, أخبرتني أمك عن القضبان علي ساقيك, وطالما لا نريد أن تكسرين أي عظام في ساقيك, فأنا سأحتفظ لك بالمزلاجين في منزلي"
كايل هاريس, أنت عبقري, سيتمكن من ايجاد وسيلة ليمنع الفتاة من أن تصاب بخيبة الأمل ويستمر برؤية أمها في ذات الوقت
سألت ستيفاني بصوت ضعيف" أنت تقصد أنني أستطيع أن أستعملهما في وقت ما؟"
هي تريد أن تستعملهما في وقت ما؟ لم يفكر بذلك, قال" أعتقد ذلك" ونقل نظره من ستيفاني الي كلاريسا, وشعر أن بعضا من كبرياؤه قد ذاب.
سألته كلاريسا"هل يمكنك أن تضمن أنك ستمسك بها ان وقعت؟"
شحب وجه كايل وفجأة شعر بالإحراج, ف كلاريسا تريد ضمانة أنه سيبقي ابنتها بأمان؟ انه مجرد عازب لا هم لديه وما الذي يعرفه عن حماية الأطفال؟
رأت كلاريسا الرعب في عيني كايل, وفجأة فهمت ما الذي جعلها تعامله بخبث, فهو يذكرها ب جوناثان, والد ستيفاني, فكلاهما يملكان القدرة علي التأثير بالغير في غضون ثوان قليلة.وأكثر من أي شيء آخر ,كيف نظر الي ساقي ستيفاني وكيف أصيب بالرعب عندما سألته ان كان يستطيع ن يضمن سلامة ابنتها وهي علي المزلاجين, اعاقة ابنتها أثارت أعصاب كايل وجوناثان, فلم يكن جوناثان أيضا قادرا علي تحمل المسئولية, ولهذا السبب رحل.
شعرت كلاريسا بالمرارة لرحيل جوناثان منذ وقت بعيد, ولكنها الآن لا تشعر بالمرارة كما وأن اعاقة ستيفاني ليست من مسئولية كايل, لقد بالغ بشراء الهدايا ولم تكن غلطته أن اشتري هدية لا تستطيع ستيفاني استعمالها.
رأته ينزع الورقة عن رزمة أخري وهو يبتسم تقريبا كابتسامة ستيفاني, فالرجل فاتن لا شك بذلك, وقد جعل العيد لابنتها مناسبة خاصة, علي الرغم من اختياره للهدايا, وشعرت كلاريسا بقلبها يصبح ناعما ما أن نظرت الي عيني ستيفاني, وشعرت بنعومة أكثر عندما نظرت الي كايل, لم تكن تشك ولو لدقيقة واحدة أن هذه المناسبة ستكون المرة الأخيرة التي ستراه فيها, لكنه هنا الآن, وفي النهاية...انه العيد.
"هل تعتقدين أن هذه طابة لكرة السلة, ماما؟"
أجابت أمها" يمكن ذلك"
"هل علي كايل أن يحتفظ بها أيضا في منزله؟"
أجاب كايل هذه المرة" لا أعتقد أن هذا الأمر ضروري, ستيف. هناك الكثير من الوسائل التي يمكنك بها لعب كرة السلة وأنت بأمان, لكن لا تحاولي اللعب مع أخي تاي. لقد قفز علي قدمي بقوة المرة الأخيرة ونحن نلعب وهذا ما جعلني أعرج معظم الأسبوع , وانظري فقط لما فعله بيدي"
بصدق فكرت كلاريسا أنه ليس من الرجال الذين يتذمرون بسبب بعض الجروح
قالت ستيفاني" واو, انظري ماما"
رفع كايل يده أمامها لتراها ولم تستطع أن تقول له أنها قد تعاني من أظافرها بطريقة جدية أكثر من الخدوش في يديه, كانت يداه سميكة وأصابعه طويلة
"عليك أن تطلب من أمي أن تقبلها وهكذا ستصبح أفضل"
جملة ستيفاني جعلت كلاريسا تصور صورة ما في مخيلتها, تابعت التحديق في يديه وهي تتخيل تلك اليدين حولها, انتقلت أخيرا بعينيها الي عينيه, وشعرت بخديها يتوهجان من الحرارة, تحرك كايل في مقعده وكأن خياله شاركها في ذات الأحلام
سألته ستيفاني" هل تريدها أن تفعل ذلك؟"
جلس براحة أكثر في مقعده وقال" شكرا علي النصيحة ستيف, ربما في مرة أخري"
فجأة أصبحت الغرفة حارة جدا فأبقت كلاريسا نظرها علي ابنتها
سألته الفتاة الصغيرة" لماذا تناديني ستيف؟"
مال كايل برأسه الي جهة واحدة وقال" مع أن ستيفاني اسم جميل ولكنه طويل, اذا ناديت الانسان باسمه المصغر تصلين الي شخصيته الحقيقية, وأنا أصغر اسم كل شخص الي مقطع واحد"
"وما هو المقطع الواحد؟"
آه...آه, كايل , والذي علق مرة مع جوي في لماذا وكيف, حاول أن يجيبها بطريقة سهلة وبسيطة فقال" المقطع الواحد هو كنغمة واحدة في الموسيقي أو ضربة واحدة علي الطبل, ستيف مقطع واحد" وربت علي فخذه مرة واحدة ثم ربت ثلاث مرات وقال" ستيف-ا-ني,ثلاث مقاطع"
قهقهت ستيفاني وقالت" كم مقطع اسم السيد أبرناتي؟"
ربت كايل علي فخذه ست مرات"ستة"
"لا أعتقد أن السيد أبرناتي سيرغب باسمه ان ناديته أب ,أليس كذلك ماما؟"
وقبل أن تنتظر جواب أمها, بدأت الطفلة بتمزيق ورقة حول الرزمة الدائرية وقالت انها دائما كانت ترغب بكرة السلة
بوقت سريع جدا فتحت ستيفاني الهديتين الباقيتين, لأحجية ولعبة علي شكل هرة ناعمة وفروها طويل وناعم وناصع البياض, وعلي الفور أسمتها آبي لأنها كما قالت تذكرها بلحية السيد أبرناتي البيضاء, وما أن ذكرت جارها حتي نظرت الي كايل وقالت" هل تؤمن بالعجائب ,كايل؟"
توقعت ستيفاني أن يتهرب بطريقة ما من الاجابة وكادت أن تقدم علي انقاذه بتبديل الموضوع عندما قال" ألا يفعل ذلك كل انسان؟"
قالت ستيفاني" كنت أعلم ذلك, قال لي السيد أبرناتي أن والدي يؤمن بالعجائب" وقبل أن يتمكن كايل أو كلاريسا من قول أي شيء تابعت" ماما, هل تعتقدين أننا نستطيع أن نأكل؟ فأنا جائعة جدا"
كان أولا عليها مساعدة ستيفاني لتقف, وثانيا, أن تبعد شعرها عن وجهها ومن ثم تراقبها وهي تسير حول المفروشات وتتجه للمطبخ, وكذلك أن تشعر بالفخر من تصميم ابنتها الصغيرة وروحها العالية. قال كايل بنعومة" لا أستطيع أن أعرف كيف تتمكنين من مجاراتها"
ابتسمت له وأجابت" انها مفعمة بالحيوية"
لقد قالت كلاريسا هذه الجملة كثيرا حتي أصبحت طبيعة ثانية لها, لكنها لم تقلها من قبل لرجل كان ينظر لها بكل هذا الشوق
تمكنت أخيرا من ابعاد نظرها عنه وسارت نحو المطبخ
هناك كانت ستيفاني منشغلة بالتنقل الي طاولة اعداد الطعام وكانت تضع بعناية فائقة الملاعق والشوك بجانب الأطباق.
شعرت كلاريسا بالفرح لأن كايل أبدا اهتماما بابنتها, وهذا ما جعله ينشغل وهكذا تمكنت من أن تستجمع أفكارها, لقد مر وقت طويل علي احساسها بنفسها كما حدث لها تحت نظرات كايل منذ دقائق قليلة
بينما كانت تقطع الحبش, ذكرت نفسها بالصفات المشتركة بين كايل و جوناثان,لكن عندما وضعت الطبق الكبير بين يدي كايل نسيت تماما ما الذي كانت تقوله لنفسها ,كل الذي كانت تفكر فيه هو وجوده قربها.
صممت أن لا تعطيه أي تشجيع إضافي, فوضعت ما تبقي من الصحون علي الطاولة وجلست.
تصرف كايل كسيد رائع طوال فترة تناول الطعام وهو يخبرهما بقصص عن طفولته وكلها لطيفة ومسلية وعندما انتهوا من تناول الطعام سألته ستيفاني ان كان يرغب في مساعدتها في ترتيب الأحجية, فوجدت كلاريسا نفسها وحيدة في المطبخ ,كان بامكانها أن تترك غسل الأطباق لكنها كانت تريد شيئا ما يبقيها منشغلة, شيء ما يبعدها عن مراقبة التقارب بين كايل وابنتها.
وبينما كانت تغسل الأطباق سمعت الحديث الدائر في الغرفة المجاورة كانت ستيفاني سعيدة جدا تضحك وتلعب, كرهت كلاريسا أن تري لذلك نهاية, لكن هذا هو الأمر الوحيد الطبيعي...فليس هناك أي شيء لا تفعله من أجل ابنتها, بامكانها أن تهد جبال وتبني الجسور وتأخذها للغيوم ان كان ذلك يجعلها سعيدة وغدا ستشرح لها عن الآباء, لكن ذلك سيحدث غدا وليس اليوم.
كانت غارقة في أفكارها ولم تلاحظ الصمت حتي انتهت من تجفيف آخر طبق, طوت المنشفة واستدارت لتري ما الأمر, توقفت عن الحركة واتسعت عيناها.
كان كايل يقف أمام الباب متكئ علي الطاولة يراقبها
"منذ متي وأنت واقف هناك؟"
"ليس منذ وقت طويل"
"وأين ستيفاني؟"
تقدم خطوة نحوها قبل أن يجيب "لقد نامت علي الصوفا منذ عدة دقائق"
ساد صمت للحظة قبل أن يسأل" ما الذي كنت تفكرين فيه؟ منذ قليل, أقصد"
أخبرتها نظراته أنه كان يعلم ما الذي كانت تفكر به في وقت سابق, وعندما وجدته يحدق بها بشوق واضح, انتقلت نظراتها الي يديه ولأول مرة لاحظت أنه يحمل رزمة في كل يد
"ما كان عليك احضار هدايا لنا اليوم"
"أردت أن أفعل" اقترب منها أكثر وأصبح صوته منخفضا وهو يتابع" هناك الكثير من الأشياء أريد القيام بها معك ريسا"
صححت له"كلاريسا" مدت يدها الي الرزمة الأكبر وتابعت" اعتقدت أنك تصغر اسم كل شخص الي مقطع واحد, ريسا مقطعين"
"أنت مختلفة عن الباقيين بالنسبة لي"
هزت رأسها ورفعت ذقنها وهي تقول" أنا لست لك بأي شيء"
ابتسم كايل وقال"ألن تفتحي هديتك؟"
"ما الذي أحضرته لي بكل الأحوال؟"
قدم لها الصندوق وهو يبتسم ابتسامة ماكرة" شيء عندما رأيته ذكرني بك, لكن علي أن أحذرك, نحن عائلة هاريس مشهورين بقدرتنا علي تقديم هدايا توقظ الأفكار"
مررت كلاريسا ظفرها تحت الشريط, مصممة أن تنتهي من كل ذلك, رفعت الهدية من الصندوق" هل هذه هدية توقظ الأفكار؟"
كانت الهدية عبارة عن زهرية في داخلها زهرة من مادة البلاستيك عليها نظارة شمسية وتحمل غيتار, تحركت وعلي صوت ضحكتها المتفاجئة بدأت بالعزف علي الغيتار , فضحكت مرة ثانية.
تمتم كايل" علمت أنها ستعجبك" ترنحت وتمايلت الزهرة علي صوته الناعم تماما كما فعل قلبها
سألته" وماذا يجب أن أفعل بهذه؟"
"استمتعي بها"
لم تستطع الا أن تبتسم لتلك النظرة الماكرة في عينيه وقالت"حسنا, وماذا يجب أن أفعل بك؟"
"يمكنني قول ذات الشيء لكنني هدية ستيف علي العيد"
"لا تشجعها"
"أنا أحاول أن أشجعك أنت, فهي بامكانها دائما اعادتي, لكنني أخشي أن والداي لا يريدان استعادتي"
"لا شك بذلك" وابتسم لها ابتسامته الشهيرة فوجدت كلاريسا نفسها تتراجع خطوة للوراء وتقول"كايل"
تقدم نحوها حتي شعرت بأنفاسه قربها, كررت اسمه بصوت ناعم ونظرت الي عينيه
"يبدو وكأنني تحت قرارك, فافعلي ما تشائين"
"كايل"
"ريسا"
"أقصد حقا ما قلته"
"وأنا أيضا"
للحظة,فكرت كلاريسا ما الذي يقصده بأن تفعل ما تشاء, بعد ذلك انحني قليلا وعانقها
ابتعدت عنه, فأمسك بالهدية الثانية وهمس وهو يقدمها لها" والآن هذه"
تمتمت من دون أن تنظر اليه" كايل, ما كان يجب أن تفعل ذلك"
قال باصرار" قلت لك سابقا نحن رجال هاريس مشهورون بشراء الهدايا وهذا يسري في العائلة, أهدي أبي رحلة في البحر لأمي, وألم تخبرك راين عن رحلة المنطاد الذي قدمها ميتش لها في عيد ميلادها؟"
هزت كلاريسا رأسها ولم تبذل أي عناية للورق فمزقته ورفعت الهدية من داخله, كانت مستعدة لتري أي نوع من الهدايا ولكن ليس هذا, مررت أصابعها فوق الصندوق المخملي وببطء رفعت الغطاء, سمعت الموسيقي ناعمة من داخل الصندوق ورأت راقصين يرقصان وكأنهما يطيران في الهواء علي مسرح المرايا
تمتمت" انها رائعة" وتنهدت بنعومة, لماذا هدية رائعة كهذه أشعرتها بكل هذه الأحلام؟
"هناك المزيد.."
للحظة الموسيقي المنبعثة من الصندوق وصوته العميق جعلاها تشعر وكأنها تستمع الي أغنية حب, التقت عيناها بعينيه وطالت النظرة, نسيت كلاريسا احساسها بالذنب, وكل ما يتعلق ببرنامج عملها الملئ دائما, لتلك اللحظة...كانت مجرد امرأة متعلقة بصوت عميق لرجل, وقد تأثرت بحنانه وسحره.
قالت" هناك المزيد؟" ووضعت علبة الموسيقي بجانب الزهرة, وابتسمت للتناقض الواضح في الهديتين, واحدة مبهرجة والثانية في منتهي الأناقة, "ماذا يمكن أن تحضر لي بعد؟"
بحث داخل صندوق الموسيقي وأخرج مغلفا صغيرا ووضعه في يدها"افتحي هذا واكتشفي بنفسك"
فتحت المغلف وأخرجت شهادة مستطيلة الشكل, وشعرت باتساع عينيها, أخذ قلبها يضرب بعنف قبل أن يستقر بثقل واضح في صدرها, نظرت الي الشهادة وتمنت لو أنه أحضر شيئا آخر.
لم يستطع أن يخفي دهشته وهو يقول" انها منحة لتعلم دروس الرقص في أستوديو في فيلادلفيا"
"أعلم ما هي"
أصبح صوتها باردا ولم يعلم السبب قال" قلت لي أنك لا تجيدين الرقص"
"أنا أعلم كيف أرقص, كايل...في الحقيقة, لقد كنت راقصة, وهكذا تعرفت علي والد ستيفاني, الذي قلت لك أنني لا أريد أن أرقص"
الآن فكر بالأمر, هذا ما قالته بالتحديد" لما لا؟"
وضعت الشهادة في المغلف وأعادته اليه وقالت" لماذا أمر غير مهم"
"انه مهم بالنسبة لي" لم يعجبه لهجة صوتها ولا العناد الواضح في رفع كتفيها" لا وقت لدي للقيام بذلك"
"لا وقت لديك لتشرحين لي ...لماذا امرأة جميلة وامرأة كانت راقصة لا ترغب بالرقص معي؟"
رفعت عينيها اليه ومن خلال العاطفة القوية التي رآها هناك ندم لأنه كان قاسيا بصوته معها, ابتعدت عنه فشعر أن أشياء كثيرة أصبحت مفهومة لديه.
قال" أنت لا ترقصين بسبب ستيف"
"هش ,لا أريدها أن تسمعك"
"وما علاقة ستيف برغبتك بالرقص؟"
سمع كايل من قبل كلام غير منطقي, حتي أنه كان يتفهم تلك الأمور قال" حقيقة أنك لا ترقصين لا علاقة له مطلقا بعدم قدرتها علي السير, وأنت تعلمين ذلك"
"هذا أمر غير مهم بالنسبة لي"
"هذا يشبه حبسك للأنفاس لتكوني بأمان وأنت تقودين خلال قناة"
"ربما"
لمعت الدموع في عينيها وشعر كايل بقلبه يعتصر, لأنه شعر بأنه يعلم ما الذي حدث...انها تضع اللوم علي نفسها باعاقة ابنتها وهي تعاقب نفسها بعدم السماح لنفسها بالقيام بشيء تحبه.
هو يفهم اليد القاسية للاحساس بالذنب علي الانسان, وهو يعلم أن لا شيء يستطيع قوله أو القيام به ليبعدها عن ذلك الاحساس, لكنه علم شيئا آخر أيضا....ومن أجل مصلحة كلاريسا, يريد كايل المحاولة.
نهاية الفصل الثالث




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 06:27 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-17, 02:36 AM   #6

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
لم يدر كايل ما الذي سيقوله بعد, كان يرغب في معانقتها لكنها كانت تتصرف بضيق وبرودة.
تمتمت دون أن تنظر اليه" شكرا علي الهدايا"
ارتجفت يداها وهي تقفل صندوق الموسيقي, فتحه كايل ثانية ووضع شهادة تعلم ارقص بداخله.
أجاب وهو يفكر ما الذي عليه أن يفعله ليجعلها تنظر اليه" أنت علي الرحب دائما, فغداء العيد كان رائعا والرفقة كانت أفضل"
"كايل..."
"ما الذي ستفعلينه في ليلة رأس السنة؟"
همست"لا وقت لدي لمثل هذه الأمور"
"لا وقت لديك للقيام بماذا, ريسا؟"
أخيرا رفعت عينيها اليه" وقت للمرح, وقت للمواعدة, وقت لمطاردة كل العلاقات الفارغة"
آلمه ذلك, لكن من خلال النظر الي عينيها, علم أنها جادة بما قالته, وهذه هي المشكلة, أخذ نفسا عميقا وقال" أنت تعلمين ماذا يقال عن الكثير من العمل ولا وقت للتسلية"
أنهت الكلام عنه" وهذا ما يجعلني انسانة مملة جدا, أعلم ذلك"
"كنت أفكر في نفسي ,فأنت لست مملة, أنت مثيرة للاهتمام وتأسرين من يراك, كما وأنك لا يمكن أن تكوني مملة"
لم تعلم كلاريسا ما الذي ستقوله, فهي لم تلتق مرة رجلا أكثر صعوبة من ثنيه عن مقابلتها. نظر الي ساعته واستدار نحو غرفة الجلوس, كل ذلك في حركة واحدة, وهذا ما جعلها تشعر بدوار.
في غرفة الجلوس حيث كانت ستيفاني نائمة علي الصوفا , قال بنعومة" علي أن أذهب"
أعطته معطفه ومن ثم انحني ليمسك بالمزلاجين, ارتدي معطفه دون أن يبعد نظره عنها. قال" لم تجيبي علي سؤالي بعد"
سألته هامسة"أي سؤال؟" قالت لنفسها أنها تهمس لأنها لا تريد ايقاظ ابنتها, لكنها كانت تعلم أن السبب ليس ستيفاني, همست لأنها عندما نظرت اليه كان يخفض جفنيه وهذا ما جعلها تفعل مثله.
قال"لم تخبريني ماذا الذي ستفعلينه ليلة رأس السنة؟"
مجرد ذكره للسنة الجديدة ذكرها ما الذي ستحضره معها هذه السنة, لمعت في فكرها صفحات دفتر المواعيد والتي ملأت بلقاءات مع العرسان ومتعهدي الطعام وكذلك مواعيد العلاج الفيزيائي ل ستيفاني
"لدي عمل يا كايل"
"لديك حفل زفاف ليلة رأس السنة؟"
وعندما أحنت رأسها تابع" وهل ستبقين هناك طوال الليل؟"
"قد أفعل ذلك"
"ليلة رأس السنة هو الوقت المناسب للاحتفال, لا للعمل"
مع كلماته فكرت بتلك الصفحات الأخري في دفتر مواعيدها, الصفحات التي تركتها فارغة بشكل مطلق.
كل عمل ستيفاني طوال الخمس سنوات وكل العلاج الفيزيائي وكل القلق, كل أحلامها لابنتها يقودها الي آخر أسبوع من يناير(كانون الثاني) حيث ستخضع ستيفاني وكما تأمل كلاريسا الي آخر عملية رئيسية, اذا تمت الأمور علي ما يرام أثناء العملية, ففي السنة الجديدة ستري ابنتها تسير بمفردها , وهذا كان الهدف الوحيد ل كلاريسا طوال الخمس سنوات الماضية, منذ اليوم الذي وضع فيه الطبيب ستيفاني بين ذراعيها, منذ اليوم الذي بكت فيه أن هذه الطفلة الرائعة ستواجه الحياة علي كرسي, ومنذ المرة الأولي التي سمعت فيها كلمتي تشويه خلقي ,حتي أقسمت أنها ستفعل كل ما باستطاعتها لتري ابنتها تمشي. لا يهم كم تشعر بالراحة قرب كايل ولا يهم كم يشعرها بأهميتها ولا كم تشعر بالانجذاب نحوه, فهي لا تستطيع الاستسلام لهذا الانجذاب, ولمصلحة ستيفاني لا يمكنها التخلي عن أهدافها
تمتمت " هناك أشياء أخري في الحياة بجانب المرح,كما تعلم"
لم يزعج نفسه بالاجابة علي ذلك وقال بصوته المميز" وماذا عما بعد أن ينتهي الزفاف؟"
"قلت أن لدينا حفلة ماما, حفلة رأس السنة"
نظرا معا الي الفتاة التي كانت تدفع بنفسها لتجلس علي الصوفا وهي تتابع" هل تعتقدين أن كايل يحب أن يأتي؟"
في أوقات كهذه كانت كلاريسا تتمني أن ابنتها ليست دائما مشرقة وفرحة, قالت لها" أنا متأكدة أن لدي كايل مشاريع أخري" ورمت كايل بنظرة متمنية أن يفهمها جيدا
سألت ستيفاني "هل لديك مشاريع أخري,كايل؟"
هذه المرة تلعثم كايل محاولا أن يجد جوابا, راقب ستيفاني تمسك بالعكازتين ومن ثم تحمل نفسها علي قدميها, منذ لحظات شعر بقوة كبيرة من الانجذاب نحو كلاريسا وهو يعانقها والآن هي تنظر اليه وكأنها تتوسله أن يفهم لماذا لا تريد دعوته مرة ثانية.
كررت ستيفاني ما أن وصلت بجانبه" ألديك؟ ستمضي ايمي جو باركر ليلة رأس السنة في فلوريدا عند جدها, لديه حوض سباحة وقالت لي أنها ستسبح في الشتاء, أنا لا أهتم للسباحة ولكنني سأكون سعيدة جدا ان أتيت الي حفلتنا"
ذكر ستيفاني للسباحة أعاد الي مخيلة كايل صورته وشقيقيه وصديقه المفضل جايسون وهم يقفزون ويلعبون بالماء, كانت الصورة واضحة جدا لدرجة أنه كاد يسمع ضحكة جايسون, تركت تلك الذكري احساس بالفراغ, لأن ذلك اليوم كان آخر مرة سبحوا معا.
أجاب بصدق وهو ينظر الي الفتاة والي أمها" لا أعلم ما الذي سأفعله في تلك الليلة"
أجابت ستيفاني" آه, حسنا...ان كنت لا تفعل شيئا فعليك القدوم الي حفلتنا"
لدي ذكريات ذلك اليوم قدرة علي جعل كايل حزينا, والتحدث عن أي شيء يساعد ,سأل كلاريسا" أي نوع من الحفلات ستقيمان؟"
"فقط أنا وستيفاني, وعدتها أن نستأجر فيلما لعالم ديزني وسنشوي حلوي الخطمى فوق النار وسنحتفل بالسنة الجديدة ونحن نشرب الشوكولا الساخنة, لا شيء مثير"
قالت ستيفاني بحماس" هل تريد أن تأتي؟"
أجاب من دون أي وعد" سنري.."
"جيد"
من الواضح أن كلاريسا لم تكن متحمسة لامكانية رؤيته ثانية كما كانت ستيفاني, لم يستطع أن يفهم تلك المرأة ولا يفهم ما الذي يجعلها دافئة وباردة أيضا, والشيء الوحيد الذي يعرفه حقا أنه يريد رؤيتها مرة ثانية.
استدار ليغادر وقال" عيد سعيد"
قالت ستيفاني بصوت عالي" عيد سعيد وآه ...كايل؟ اذا أتيت الي حفلتنا ,هل يمكنك أن تحضر المزلاج أيضا؟"
أغلق القباب وراؤه وهذا ما أنقذه من الاجابة بضيق وتوتر.
************
كانت هناك موسيقي صاخبة في كل مكان ومع كل صخب يقوم به كل شخص لم يعرف كايل كيف تمكن من البقاء هادئا, كانت هناك أوراق للزينة في كل مكان , وكل شخص هناك, والديه وتايلور و ميتش و راين والصغير جوي, الكل سعيد, يضحك ويسخر ويطلب النكات , الكل ما عدا واحد.... وهو كايل, مع أنه لم يكن يرغب في أن يجعلهم يعرفون ذلك.
شارك بالحديث مع تايلور عن الرهان الجديد, لكنه لم يرتبط بأي كلام, ومن المؤكد أنه لن يقدم علي أمر سخيف بايجاد فتاة يائسة, كما وأه أخبر جميع أفراد عائلته ما الذي يفكر فيه بشأن تركه بمفرده علي العيد.
لقد مر يومان منذ أن رآها ولم يتمكن من ابعادها عن أفكاره ولو للحظة.
قاد ميتش و راين ابنهما جوي الي غرفته لينام, ورمي تايلور بنفسه علي الصوفا المواجهة لكايل قال" كان يجب أن تأتي معنا الي بانكوك كايل, اعتقدت أنني أغرمت لثلاث مرات, ولم أري بحياتي هكذا نساء جميلات في مكان واحد"
قالت ماري هاريس لزوجها وهي تقاطع ابنها الأصغر" تعال ايد, لنذهب ونعد القهوة وتحضر أطباق الحلوي"
غمز ايد لولديه وهو يقول" لا تدعا اعتذارها لصنع القهوة يمر عليكما, هي فقط لا تريد أن تستمع اليكما تتحدثان عن آخر انتصاراتكما"
سألت" تتحدثان؟ بل تتبجحان هي الكلمة المناسبة أكثر, كما وأنني ان تعلمت شيئا واحدا في تربية الصبيان أنه كلما تحدثوا أكثر عن الأمر كان فعلهم أقل"
تفاجأ تايلور وضحك كايل لأول مرة ضحكة حقيقة هذا النهار
سألت أمه كايل" وما الذي يضحكك؟ لقد كنت صامتا طوال النهار, حسب حدسي الأمومي أقول أن هناك شيئا ما له علاقة بامرأة"
انتظر تايلور حتي غاب والديه داخل المطبخ قبل أن يقول" ما الذي يحدث أيها المحتال؟ انا سافرت الي خط الاستواء للقيام بعمل ما, وأنت وجدت من تريدها هنا,اذا أخبرني, من تكون؟"
"من هي من تكون؟" سأل ميتش وهو يدخل الي الغرفة
"المرأة التي يقابلها كايل"
"كايل يواعد امرأة؟" سألت راين وبعدها صرخت بمرح بسبب ضم ميتش لها
فكر كايل, أمر مزعج, هكذا هما راين و ميتش. سعيدان ومغرمان بكل وضوح........ ولهذا هما مصدر ازعاج.
مالت راين برأسها الي جهة واحدة وابتسمت بنعومة الي كايل وهذا ما جعله يشعر بالألم, انها رائعة ومحبة وعطوفة ومثيرة للاهتمام, لا عجب أن ميتش وقع في غرامها, وكل ذلك مزعج بالنسبة اليه, كما وأنها مساعدة كلاريسا ولهو لن يخبر أحدا وبالأخص راين أنه قبل رئيستها في العمل, ولن يخبر ميتش أو تايلور حتي.
قال"ليس هناك ما أصرح به, كما وأنني أرغب في سماع المزيد من الأشياء التي كان تاي يتحدث عنها"
مرت فترة بعد الظهر كالعادة في منزل هاريس, كان هناك الكثير من الضحك والضجة, وتظاهر كايل أنه يستمع الي حديث تايلور عن النساء في بانكوك ولكن فكره كان مع امرأة أخري وهي هنا في جنوب بنسلفانيا.
بعد مرور عدة ساعات كان هو أول من أظهر رغبة في الرحيل وأول من ارتدي معطفه وسار باتجاه الباب.
نادته راين" لا تتصرف كالغرباء, في أي وقت ترغب في لعب كرة السلة مع ميتش تعال مباشرة الي منزلنا"
لم يكن قد اعتاد بعد علي فكرة أن ميتش قد تزوج وسماعه ل راين تقول منزلنا ذكرته بالتغيرات التي حلت بالعائلة, حمل الهدايا التي حصل عليها بين يديه وسار نحو الباب.
استوقفه تايلور" ما الذي ستفعله في ليلة رأس السنة؟"
فكر كايل بدعوة ستيفاني ولكنه قال" لا أعلم بعد, لماذا؟"
"لأن الإخوة جورغنسون سيقيمون حفلة هذه السنة أيضا, لقد تعاقدوا مع فرقة موسيقية واستأجروا صالة وفيها قاعة كبيرة للرقص, يجب أن تكون مناسبة كبيرة لنربح تلك الجائزة من ميتش"
سأل ميتش" تربحان جائزتي؟"
حذر كايل أخيه" لا تسأل"
قالت ماري" وهذا يذكرني, ابنة عمك اميليا اتصلت البارحة وطلبت مني أن أعلمكم جميعا أنها و سوزي تخططان لإقامة حفلة مفاجئة لعيد ميلاد الستين للعم مارتن الشهر القادم, أنتم تعلمون كم أنتم مميزون بالنسبة اليه وكيف ساعدتموه علي ابقاء ذكري جايسون حية لديه طوال تلك السنين" ثم استدارت نحو زوجة ابنها وقالت" تتمني اميليا أن تعطيها بعض النصائح في تنظيم الحفلات يا راين"
قالت راين" العم مارتن, هل هو زوج العمة ميلي؟"
شهق كل من تايلور و ميتش و ايد و ماري معا وقالت ماري باصرار" العمة ميلي متزوجة من العم جو, آوه لا, لم أتمن يوما أن أري ميلي و مارتن معا"
قال ايد ساخرا" لم أتمن أن أراها يوما مع أحد"
وما أن بادر الجميع باخبار راين قصصا مرعبة عن لسان ميلي السليط, أخيرا فهم كايل ما الذي يربكه هكذا طوال النهار, ليس السبب ذكري جايسون, بل كان هناك شيء آخر, كان كايل مع عائلته ولكنه شعر بأنه وحيد.
قال وداعه الأخير واستدار وسار نحو الردهة ونزل الدرج, لم يدرك أن تايلور تبعه حتي سمع صوت أخيه يقول" ما الذي تقوله بشأن الحفلة؟ لقد علمت أن الفرقة الموسيقية رائعة كايل, وهناك العديد من النساء لنرقص معهن"
عدد من النساء للرقص معهن؟ كايل يريد فقط أن يرقص مع واحدة بالذات, استدار ليواجه أخيه ويقول" سأفكر بالأمر تاي, وأعلمك"
*********
صرخت ستيفاني"ماما, هذا صوت كايل! لماذا هو في الراديو؟"
وضعت كلاريسا الفيلم المستأجر علي المقعد بينها وبين ستيفاني وأدارت المساحات علي الحاجب الزجاجي لتبعد الثلج الذي تجمع هناك ونظرت للوراء وبدأت بالخروج من موقف السيارات, قالت تفسر لابنتها" صوت كايل في الراديو كل صباح لأنه يعمل بالاذاعة"
"أنت تقصدين أنه مشهور؟"
"صوته المشهور, عزيزتي" وهذا صحيح, فصوت كايل مشهور جدا. وفي الحقيقة الصوت الناعم المنخفض يسحر النساء في فيلادلفيا وفي المنطقة المحيطة, وقد أصبح اسمه الأول في الاذاعة اذ أن النساء تريد أن تستيقظ علي صوته وشهرته مع المستمعين الرجال تزداد فان لديه طريقة خاصة بالكلام التي تثير اهتمام الجميع
لم تقصد كلاريسا أن تدير الراديو علي محطة كايل والآن بعد أن سمعت ستيفان صوته فهي تشك أن كانت تستطيع تبديلها
"هل تعتقدين أنه سيأتي الي حفلتنا الليلة, ماما؟"
رق قلب كلاريسا لدي سماع سؤال ابنتها, حاولت أن تحضر ابنتها لخيبة الأمل التي ستشعر بها عندما يتغيب كايل عن حضور حفلتها, حاولت أن تفسر لها أنه رجل أعزب وبدون شك لديه حفلات أخري يريد الذهاب اليها
"لا أعتقد ذلك, ستيفاني"
"قال أنه سيري"
"أعلم عزيزتي, الكبار يقولون ذلك أحيانا عندما لا يعلمون ماذا سيقولون"
قرأت كلاريسا الاهتمام في عينيه وأدركت أنه كان ليأتي لو طلبت كلاريسا منه ذلك, لا يمكنها أن تفسر لما لم تفعل, علي الأقل لابنتها البالغة من العمر خمس سنوات
عندما اقتربا من البيت قالت ستيفاني" السيد أبرناتي يعتقد أنه سيأتي"
ابتسمت كلاريسا وهي تقود السيارة عبر الازدحام, ألم تعرف دائما أن لابنتها ارادة قوية؟ والحقيقة أن ستيفاني تؤمن بأحلامها , بعد مرورو عدة دقائق أوقفت سيارتها أمام منزل وبحثت عن رقم جليسة الأطفال التي اتصلت بها راين وبالكاد وصلت الي الطريق الفرعية حتي رأت أمامها فتاة شقراء في عمر المراهقة تنزل علي الدرج
للحظة تخيلت كلاريسا كيف ستبدو ستيفاني وهي في ذات العمر, سيكون شعرها أسود بدلا من هذا الشعر الأشقر وسيطير ورائها بسبب الرياح الباردة تماما كما يفعل شعر جينفير الآن, تخيلت ستيفاني هي من تنزل الدرج وتركض نحوها بساقيها الطويلتين وقامتها الرشيقة بدون عكازين ولا قضبان معدنية.
قالت جينفير" أليس الطقس باردا جدا؟ تقول أمي أنها لم تثلج هكذا منذ أن كنت أنا في مثل عمرك ستيفاني"
فتحت باب السيارة وساعدت ستيفاني بالخروج وبسهولة جعلت كلاريسا تعلم أن ليس عليها القلق مما ستتلقاه ابنتها من عناية.
انشغلت ستيفاني بحماس المراهقة وأمسكت بعكازتيها وأسرعت نحو البسيت ,في الداخل , أعطت كلاريسا التعلمات ل جينفير وتركت رقم هاتفها حيث بامكانها الاتصال بها
سألت ستيفاني" هل ستتأخرين,ماما؟ لأننا لا نستطيع التأخر عن حفلتنا"
"سيكون زفاف صغير زلن يستمر لوقت طويل, علي فقط أن أوصل الزهور وأتأكد من متعهدي الطعام" مدت يدها وأمسكت بساعة ابنتها علي رسغها وأشارت الي الرقم ستة والثاني عشر" سأعود عند الساعة السادسة" طبعت قبلة علي خد ابنتها وأسرعت بالذهاب الي آخر حفل زفاف لهذه السنة.
بعد مرور عدة ساعات وهما في المنزل كانت لا تزال تتحدث عن جينفير لكن فترة المساء التي أمضياها معا وبالرغم من ذلك لم تتوقف الطفلة عن سؤالها عن كايل
وعملت كلاريسا كل ما في وسعها لتأخذ الحديث باتجاهات أخري, أعدتا الحلوي وسمعتا شريط الأغنية الجديدة الذي أحضرته ستيفاني وضحكتا كثيرا علي الزهرة التي أحضرها كايل وهي تتمايل علي أصواتهما, وفي الوقت الذي شاهدا فيه فيلم الأطفال للمرة الثانية توقفت ستيفاني عن سؤال أمها اذا كانت تعتقد أن كايل سيأتي.
نظرت الي ساعتها باهتمام وتنهدت, مع أنها لم تكن متأكدة تماما من الوقت الا أنها أصبحت تجيد الساعة والنصف ومما رأته تستطيع القول أن الساعة قاربت علي العاشرة وكايل لم يأت, نظرت الي الخارج من وراء النافذة وقالت" لا أعتقد أنه سيأتي"
انضمت الي ابنتها قرب النافذة وحاولت أن تظهر في صوتها كل الفرح لتنسي ابنتها خيبة الأمل لعدم قدوم كايل" انظري عزيزتي, ألا ترين أن الثلج رائع الجمال"
لمعت عينا الفتاة بالحماسة وقالت" السيد أبرناتي يقول أن ضوء القمر والثلج لهما قدرة غريبة علي الاحساس بالفرح"
ابتسمت كلاريسا فهي تؤمن بالسعادة والحماسة التي تشعر بها ابنتها ,حاولت ألا تفكر بالعملية الجراحية القادمة أو بالألم الذي ستتحمله ستيفاني وبدلا من ذلك تصورت ابنتها تركض وتلعب وللحظة تخيلت نفسها ترقص.
تثاءبت ستيفاني وبعد فترة قصيرة قادتها كلاريسا بعيدا عن النافذة ,أخذت وقتها وهي تمشط شعرها الطويل وتساعدها علي ارتداء قميص نومها وقرأت لها قصتها المفضلة, وضعت الغطاء حتي ذقن ستيفاني وقبلت ابنتها متمنية لها ليلة سعيدة وتمتمت "أحلام سعيدة"
سألت ستيفاني ما أن وصلت كلاريسا عند الباب" ماما؟"
"نعم"
"اذا أتي كايل بعد أن أنام هل تسألينه أن يأتي غدا؟"
همست كلاريسا" الناس لا تزور بعضها في وقت متأخر عزيزتي"
"لكن ان فعل, هل تدعينه للعودة؟"
كان طلبا بسيطا ولم تستطع أن تجد طريقة لتمنع ابنتها أن كايل لن يأتي, في هذه اللحظة, ستفهم ستيفاني ذلك بنفسها" حسنا"
"تعدينني؟"
"نعم,أعدك"
عندما عادت الي غرفة الجلوس, رتبت الوسائد وطوت كنزة ستيفاني ووضعت الصحون والأكواب فوق بعضها وحملتها الي المطبخ, بعد ذلك أطفأت الضوء في الزاوية وأضواء الشجرة ثم جلست وفتحت دفتر مواعيدها للأسبوع القادم, كانت الساعة قد جاوزت الحادية عشر والنصف قبل أن تنتبه للوقت.
أغلقت الدفتر بعد أن كتبت ملاحظاتها, وأعادته للمكتب, دخلت الي غرفة الحمام وغسلت وجهها وأسنانها وارتدت قميص النوم وروبها. ذهبت للتأكد علي ستيفاني وتذكرت آخر كلمات قالتها لها لهذا النهار, كلمات جعلتها تلتزم بأن تدعو كايل الي المنزل اذا مر بمنزلها.
شعرت بقلبها يخفق بقوة من الألم فتمنت لو أنها تستطيع حماية ابنتها من الألم وخيبة الأمل.
تركت الباب مفتوحا قليلا وشدت الروب علي خصرها وسارت نحو الغرفة لتطفئ النور. شدت انتباهها الي النافذة ووجدت نفسها تحدق بألوان الشتاء الأبيض والفضي والسماء الصافية. منذ خمس سنوات وهي تصارع بقوة لتبني حياة جديدة لها ولابنتها ومع تصميم ستيفاني القوي والعمل القاسي الدائم كانت دائما لا تشعر بالوحدة مطلقا, لكن في الليالي ومثل هذه الليلة بالذات عندما يكون المنزل هادئا وضوء القمر مشعا تشعر بالوحدة كوحدة الظلال التي تسقط علي الثلج.
وقفت كلاريسا أمام النافذة لوقت طويل وهي عاقدة يديها علي صدرها وأفكارها تجول بدون أي أهداف خاصة مستسلمة لشعورها أكثر من عقلها.
في مكان ما خلف البيت القديم لمعت أنوار سيارة من خلال الأشجار, ضائعة في أفكارها بقيت واقفة أمام النافذة منتظرة أن تمر السيارة أمامها.
لم يفكر كايل بالتوقف, لكنه وجد نفسه يوقف سيارته بجانب الشارع, لقد ذهب الي الحفلة وتايلور كان علي حق, الفرقة الموسيقية كانت رائعة ومليئة بالحيوية وصاخبة, والنساء اللواتي رقصن كن كذلك, والمرأة الأخيرة كانت واضحة أنها لا تمانع أن تمضي ليلة رأس السنة برفقته. أبعد ذراعيها عن رقبته ولم يفكر حتي بما قالته مع أنها جذابة, وقال كايل لنفسه أن لا سبب لديه ليشعر أنه نكد المزاج, لكن ما أن أصبحت الدقائق تقترب من منتصف الليل...توجه الي الخارج بمفرده.
عندما صعد الي سيارته لم يكن لديه مكان خاص في فكره ليتوجه اليه, ببساطة انطلق ناحية الشمال وترك أفكاره تقود السيارة , أوصلته مباشرة الي كريكرتون ومباشرة الي كلاريسا.
قال لنفسه أنه مجنون, من المحتمل أنها نائمة, وذكر نفسه أن عليه أن ينهض الساعة الرابعة ليتمكن من قيام عمله الباكر, وعد نفسه أنه ببساطة سيسير علي مهل , ينظر الي نافذتها المظلمة ويتابع السير, لكن نافذتها لم تكن مظلمة...كانت تقف هناك. وهناك نور خافت يشع من ورائها ويلقي بالنور علي شعرها وحول رأسها وكتفيها, خافيا كل ملامحها في الظلام, وللحظة طويلة ,كل ما استطاع القيام به ....
هو التحديق بها.
تخلصت كلاريسا من تأملها ببطء, تعرفت علي السيارة الحمراء التي وقفت أمام منزلها وراقبت الضوء داخل السيارة وهو يتقلب , تنفست بعمق وما أن أغلق كايل الباب وسار عبر الرصيف , وقف ينظر اليها بدون أن يتحرك وهذا ما جعل دقات قلبها تتسارع.
كان ضوء القمر هو الضوء الوحيد في الخارج ومع ذلك لم تشك مطلقا أن نظرات كايل كانت متجهة تماما الي عينيها.
قال" مرحبا" وهذه الكلمة البسيطة جعلت نبضها يتسارع
"لم أكن أتوقع أن تمر من هنا الليلة"
بدا أنه بحاجة لقدرة كبيرة ليتمكن من ابعاد عينيه عن وجهها, وعندما فعل ذلك أخيرا, نظر في عينيها مباشرة قبل أن يقول" حاولت أن أفعل ريسا, لكنني لم أستطع البقاء بعيدا"
تسارعت أفكارها لكنها لم تجد جوابا واحدا.
"هل أستطيع الدخول؟"
تنحت جانبا ودخل كايل ,بالكاد ترك لها مسافة لتغلق الباب خلفه"لم أكن متأكد أنك مازلت مستيقظة"
وقف من دون حراك يبعد عدة خطوات فقط,كانت رائحته باردة كالثلج في الخارج, لكن النظر في عينيه جعلها تتأكد أنه بعيد جدا عن أي برودة
همست"كدت أن أنام, أتيت لأطفئ النور" حاولت أن تستجمع شجاعتها وتراجعت خطوة الي الوراء, سألته بصوت هادئ" لم أنت هنا يا كايل؟"
لم يرفع صوته عن الهمس" لأنها ليلة رأس السنة وليس لدي امرأة لأقبلها"
"اعتقدت أن لديك حفلة الليلة"
"هذا صحيح"
"اذا كان هناك العديد من النساء؟"
"أردت فقط تقبيلك"
سمعت صدي هذه الكلمات في رأسها, وداخل أفكارها متعقبة مقاومتها., راقبته وهو يقترب منها ويعانقها.
تمتمت" ما كان علينا أن نفعل ذلك"
احتاج كايل لكل ما لديه ليبتعد عنها وبعد أن التقي بنظرات عينيها لاحظ الحزن العميق فيهما ولا علاقة له مطلقا بالفرح والأعياد, لقد رآها من قبل عندما نظرت الي القضبان المعدنية علي ساقي ستيفاني.
قالت وهي تبتعد أكثر" الوقت متأخر"
"هل تعلمين ما أنت بحاجة اليه, ريسا؟" وكاد أن يبتسم لنظرتها المترقبة" هل قال لك أحد أن لديك أفكار غريبة؟"
"فقط أنت"
لسبب ما كلماتها أسعدته......فقط أنت.
لم ترتبك تحت نظراته, فكيف لها أن تفعل ذلك وهو ينظر اليها كأنه يري المرأة الأكثر جمالا في حياته كلها؟
وبخت كلاريسا نفسها لعدم تحفظها, فهي تعلم أولوياتها , وهي تعلم أن تكون حكيمة وتفكر بذلك دائما, سألته" هل انتهيت؟" وشدت علي حزام روبها بقوة, كان بامكانها أن تسمع دقات قلبها في أذنيها وهي تنظر في عينيه.
سألها" انتهيت؟ آه, ريسا, نحن بعيدان جدا عن النهاية"




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 06:29 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-17, 02:38 AM   #7

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
رأته كلاريسا يتقدم نحوها وبصورة أوتوماتيكية تراجعت للوراء قالت" كايل"
"هل تعلمين أني أحب طريقتك في لفظ اسمي؟ لا أحد غيرك يقوله بهذه الطريقة, بغضب أو حتي بسخرية وفي كل مرة تكونين جدية أيضا, لكن بصدق, ريسا, لا أحد يقوله مثلك"
شعرت بقوة كلماته, أدارت رأسها ببطء لتري تعابير وجهه وعلي الفور ندمت علي قيامها بذلك, لأن نظرت عينيه كانت قوية جدا فلم تستطع أن تبعد نظرها, لم يكن هناك صوت أعمق ولا ابتسامة أنقي ولا كلمات مباشرة ممكن أن تكون أكثر صدقا من الذي يقوله.
نظر الي شعرها ومد يده وأمسك خصلة بين يديه, لقد لمست شعر ستيفاني لمرات لا تحصي لكنها لا تشبه بشيء لمسته.
ترك شعرها ببطء, اقترب منها وهمس" أريدك, ريسا"
ابتلعت غصة وقالت" أنت لا تعرفني"
"أعرف أنني أريدك" وعندما هزت رأسها قاطعها متابعا" وأنت تريدينني"
"هذا ليس أمرا كافيا"
شعر كايل أنهما لا يتحدثان عن ذات الأمر, أمسك بيدها وقال" آه, ريسا, أنت محقة"
قالت باصرار"بالكاد نعرف بعضنا"
لم يشعر كايل أن هذا سببا كافيا لكنه علم أن هناك صراعا كبيرا داخل كلاريسا فهي تريده أيضا وذلك واضحا في عينيها وفي أنفاسها المتفاجئة, لكنها تقاوم تلك الرغبة بكل ما لديها من قوة.
فكر بما يعرفه عنها, انها جدية ولطيفة , تتصدق عليه بابتسامتها عندما لا يتوقع ذلك , انها دافئة وصريحة, وهو يشك ان كانت تشعر بكل ما يعرفه عنها. فهي قوية الإرادة وعنيدة جدا لتتخلي عن الرقص لأن ابنتها لا تستطيع أن تفعل ذلك, ولن كانت عنيدة لتفعل ذلك فهو لا يشك أنها عنيدة بما فيه الكفاية لترسله بعيدا ان قام بحركة خاطئة.
انه يريد أن يبقي بقربها وبأي طريقة تسمح بها .هناك شيء آخر يعرفه عن هذه المرأة, هي لا تعامل المسائل المتعلقة بالعواطف بطريقة سطحية ولديه شعور أنها لا تقيم علاقة مع أي انسان, وهي لا تدع أحدا من الناس يقترب كثيرا منها لكنها تسمح له, ولذلك عليه أن يقترب منها ببطء, لكنه يشعر أن كلاريسا كوهاغن ومن دون أي شك تستحق الانتظار.
أبعد يديه عن كتفها واستدار وراء الصوفا وقال" ما الذي تريدين معرفته؟"
لم يستطع الا أن يبتسم ما أن اتسعت عيناها, كان عليه ان يستلم زمام الأمور لها, تمكنت من اخفاء دهشتها بسهولة, عقدت ذراعيها علي صدرها وسألته" ما الذي تقصده؟"
"قلت أنك لا تعرفينني وها أنا أمامك. ما الذي تريدين معرفته؟"
وعندما لم ترد تمتم" هيا, سأخبرك أي شيء وكل شيء, فقط اسألي" ومع ذلك لم تقل ولا كلمة, ومن دون أن ينتظرها لتقول له رأيها في تلك المحادثة قال" ماذا؟ لا أسئلة لديك؟ حسنا, سأبدأ أنا؟"
راقبها وهي تجلس فقال" لما لا تبدئين بلونك المفضل والأفلام السينمائية المفضلة لديك؟"
"لوني المفضل هو الأزرق الداكن وأفلامي المفضلة" أشارت الي الفيلم الملقي علي طاولة القهوة القريبة وتابعت" أفلام ديزني"
"ديزني, هاه؟ حسنا! أي نوع من الموسيقي تصغين اليه؟ وما هو رأيك بالأغاني المختلطة بشكل عام؟ وبعملي بشكل خاص؟"
سألته" هل تأخذ نظرة شاملة علي كل ما أحبه؟"
"أنت من أراد التحدث" تمني أن يظهر بوضوح ما الذي يريد ليثبته.
نظرت اليه بغضب وقالت" لا نوع مفضل من الموسيقي لدي, علي الأقل في هذه الفترة, والمكان المفضل لأتناول الطعام هو المنزل, لأنه بسبب عملي فأنا أتناول الكثير من الطعام الجاهز لدرجة أنني أراه أحيانا في نومي, الأغاني المختلطة جميلة بالنسبة لي وكذلك عملك, وأنا أفضل الشاي علي القهوة"
هذه المرأة مذهلة, لم يلتق يوما واحدة تتركه يرقص علي رؤوس قدميه كما تفعل.
انحني الي الأمام وأخذ يفكر بالليلة التي تعرف بها عليها وكيف سمحت له أن يضع رباط الجورب في قدمها. وقفت وسارت نحو الباب وقالت" لقد تأخر الوقت, كايل"
نظر الي ساعته ولحق بها" هذا يعتمد علي كيف تنظرين الي الأمر, انها منتصف الليل فقط , سنة سعيدة وحلوة, ريسا"
أجابت" سنة سعيدة" تراجعت خطوة للوراء, حاولت أن تتكلم لكنها وجدت نفسها تخفض صوتها وهمست" هناك هدوء كثير هنا"
"أديري الراديو, وارقصي معي.."
"قلت لك, لا أرقص.."
أخفض صوته أكثر ونظر في عينيها وقال" أنت لا ترقصين معي , ولا تسمحين لي بأن أحبك, أخبريني ريسا, هل هناك أي شيء ستفعلينه معي؟"
شعرت كلاريسا بجفنيها ينخفضان وعلمت أن هذه المرة لا صوته ولا كلماته هي التي تؤثر فيها, انه ببساطة يسألها ما الذي تريده.كانت نظرة عينيه واعدة, وتساءلت ان كانت تسمح لنفسها أن تعيش تلك السعادة التي يعدها بها, فهو يجعلها تشعر بأنها جميلة ومرغوبة ورائعة.
تذكرت الوعد الذي قطعته علي نفسها منذ خمس سنوات, الوعد بأن تفعل أي شيء تستطيعه لتري ابنتها تمشي, وهي تحافظ علي ذلك الوعد...الا تفعل ذلك دائما؟ وهذا ذكرها بالوعد الذي قطعته ل ستيفاني في وقت باكر الليلة عندما وضعتها في سريرها, الوعد بان تدعو كايل للعودة غدا.
هو يريد أن يعلم ماذا تريد أن تفعل معه, نظرت الي خارج النافذة حيث الثلج المتساقط فوجدت الاجابة" هل تريد فعلا أن تعرف ما الذي سأفعله معك؟" بدا الاهتمام علي وجهه, فهزت رأسها وتابعت" سأبني رجل الثلج معك"
"ماذا؟"
سؤاله جعلها تبتسم وهذا ما خفف التوتر عنها, مالت برأسها قليلا وكررت" رجل الثلج, ستيفاني لم تصنع يوما رجل ثلج, فاذا كنت ترغب بالقدوم غدا عند الصباح, يمكنك أن تصنع رجل الثلج معنا"
لم تعرف كلاريسا ما الذي تتوقع لكنها لم تتوقع ضحكته العالية ولا قبلته الناعمة أو الكلمات الناعمة التي قالها قرب أذنها"أحب أن أصنع رجل الثلج معك ولكن علي أن أكون في المحطة عند الصباح, هل تعتقدين أن بامكان ستيفاني الانتظار حتي بعد الظهر؟"
"أعتقد هذا"
"وماذا عنك, ريسا؟ هل تعتقدين أن بامكانك الانتظار؟"
"أعتقد أنني أستطيع تدبر ذلك"
لم يسمح للهجتها أن تغير صوته قال" جيد, لأن الأمر يستحق الانتظار, وأنا أضمن لك ذلك, أراك بعد ظهر الغد"
ومن دون أن يقول أي كلمة أخري , رفع ياقة معطفه وبثقة وكبرياء اختال بمشيته وخرج من المنزل.
*************
الشيء الوحيد الذي ظهر من ستيفاني خلال معطفها وقبعتها وشالها , كان أنفها, ذات الأنف الذي استمرت بضغطه علي النافذة معظم الصباح في انتظار قدوم كايل. راقبت ابنتها تجر نفسها عبر الثلج وبالكاد بامكان كلاريسا لومها, فلقد كانت متحمسة مثل ستيفاني لتراه ثانية.
إعجاب ابنتها الواضح ذكر كلاريسا كم من الصعب علي ستيفاني الاعتماد علي كايل, وهذا بدوره يذكرها كم ستشعر ابنتها بألم عميق عندما وفي نهاية الأمر .....سيرحل.
كانت كلاريسا في ذات العمر عندما رحل والدها من حياتها وحياة أمها, الهجر كلمة قاسية والأقسى منها هو الواقع. لقد احتاجت لوقت طويل جدا حتي تمكنت من أن تتخطي هجران والدها, واحتاج الأمر لعناء أكثر كي تتخطي هجران جوناثان.
"هل ستبقين واقفة هكذا تحلمين أو ستعملين علي مساعدتنا؟"
تبع سؤاله برمي كرة ثلج علي الأرض علي بعد عدة خطوات منها.
أجابت وهي تنظر اليه" أنت, كايل هاريس, لا تجيد الرمي"
"بل أجيده ريسا وبامكاني إثبات ذلك"
كان صوته منخفضا ودافئا فتساءلت كيف أن الثلج لا يذوب تحت قدميه, فهي تشعر وكأنها تذوب منذ ليلة البارحة وحتي الآن, فلا تزال تشعر بالحرارة رغم الطقس البارد.
صرخت ستيفاني" كايل, لقد انتهي الرأس"
أجاب" جيد, دعيني أدفع الجسم نحوك"
مررت كلاريسا يدها فوق الرأس للمرة الأخيرة وتوقفت عن تحريكه, قالت" لا أعلم كيف ستضع هذه الكرة علي رأس تلك"
أجاب كايل" حيث هناك إرادة, فلابد من وجود وسيلة"
"أعلم ذلك"
ضغطت ستيفاني بقفازيها واقترب كايل ليساعد كلاريسا بتحريك الطابة الكبيرة من الثلج, وبعد الكثير من الصراع والضحك, تمكنا من وضع القسم الثاني من رجل الثلج فوق الأول, قال" أرأيت! نناسب بعضنا حقا"
كان هناك شيء مميز في صوته, تحد, كان الرجل يثير قلقها تماما, كما يثير خيالها.
قالت ستيفاني" أريد أن أضع الرأس, كايل, هل تستطيع رفعي؟"
نظر كايل الي ساقي ستيفاني وكأنه يفكر بالقضبان المعدنية خلف القماش الأحمر
فكرت كلاريسا ان كان يبدو قلقا قرب ابنتها في وقت سابق وهو يبدو غير متأكد الآن, الا أنه سار نحو ستيفاني, وأظهر لها كيف تحمل الطابة الكبيرة من دون أن تحطمها, وبدون أي مجهود رفعها الي أعلي وبصرخة من الفرح , وضعت الفتاة الصغيرة الرأس علي منتصف الطابة الكبيرة من الثلج.
للحظة بدا كايل متفاجئا كم من السهل رفع تلك الفتاة, صفقت ستيفاني بيديها وبدون أي تحذير,و وضعت ذراعيها حول رقبته وضمته اليها.
سألته" ألست سعيدا أنها أثلجت, كايل"
"نعم, ستيف, سعيد جدا"
قالت" هل أحضرت المزلاجين معك؟"
"لا, صغيرتي, لقد نسيت"
"لا بأس , أنا سعيدة لأنك عدت"
انحني ووضعها علي الأرض وكأنها مصنوعة من الكريستال, وانحني ليساعدها بوضع الثلج حول قاعدة كل جزء من رجل الثلج, ففعلت كلاريسا مثله وأخذت تصغي لحديثهما.
كان الرجل مثالا للتناقض, من الواضح أنه يتوتر بوجود الأطفال, لكن عينيه تلمعان في أي وقت تكون ستيفاني قريبة , رفعها بين ذراعيه وكأنها صديقة قديمة, ووضعها علي قدميها وكأنه يخاف أن تنكسر, هو يقول أنه ينتظر حتي آخر دقيقة للقيام بكل شيء, لكنه دائما يكون علي الوقت عندما يأتي الي هنا, لديه صوت محطم للقلوب لكن عينيه تحملان الاهتمام والعناية, قال" عندما كنت أنا وشقيقاى صغارا, كانت تثلج هكذا كل سنة"
سألت ستيفاني" وهل كنت تبني رجل الثلج كل شتاء عندما كنت صغيرا؟"
"بالتأكيد, ميتش وتاي وأنا ,كنا دائما نبني أكبر رجل ثلج في المنطقة"
"هل كان يساعدكم أحد؟"
عندما لم يجب علي الفور, نظرت كلاريسا الي جانب رجل الثلج حيث كان كايل يضع الثلج وهو ضائع في أفكاره, شكت أنه يدرك أنها تراقبه عندما قال" نعم ستيف, اعتاد ابن عمي علي مساعدتنا"
"ما كان اسمه؟"
قال بصوت منخفض وكأنه يهمس" جايسون"
سألت ستيفاني" هل اختصرت اسمه كما تفعل مع أي شخص آخر؟"
تجمد كايل تماما وقال" كنت معتادا علي مناداته جيس"
"وأين هو الآن؟"
كان كايل يحدق بالثلج الأبيض, لكن كلاريسا تساءلت ما الذي كان يراه فعلا, قالت لابنتها" لابد أنه مسافر يا حبيبتي, " لكن من النظرة التي علي وجه كايل شكت أن ما قالته صحيحا, وللحظة بدا وكأنه فقد أعز صديق لديه, وساورها شعورا أن هذا ما حدث معه.
وقبل أن تسأل ستيفاني أي سؤال آخر قالت كلاريسا" رجل الثلج جاهز لإنهاء وجهه ووضع قبعته"
أسرعت الي الدرجة الأولي وأحضرت معها كل الحاجات التي تحتاجها لانهاء رجل الثلج, أعطت ستيفاني أربعة أزرار كبيرة وقدمت ل كايل جزرة وهي تبتسم.
ذهبت كلاريسا الي الداخل لاحضار الكاميرا وبعد أن أخذت عدة صور ل ستيفاني مع رجل الثلج, أعطت الكاميرا ل كايل وتبعت ابنتها لتلتقط معها صورة.
راقب كايل وأخذ لهما عدة صور معا, علق الكاميرا علي ذراع رجل الثلج ووقف يراقب كلاريسا وهي تلعب , من النادر أن تكون ستيفاني صامتة وبدت كلاريسا حاضرة للاجابة عن الأسئلة التي لا تنتهي وأعجب كايل بقدرتها وتماسك أعصابها.
"هل تعتقدين أن هناك نساء ثلج؟"
أجابت كلاريسا "أعتقد هذا" ونظرت الي رجل الثلج الذي صنعوه.
سألت ستيفاني" وكيف تعرفين الفرق؟"
حرك كايل حاجبيه عندما نظرت كلاريسا نحوه ولم يعد باستطاعته الانتظار ليعرف الجواب.
قالت كلاريسا وبمنتهي الصدق" لدي نساء الثلج أنواعا مختلفة من القبعات"
هز رأسه وقال بدون صوت كلمة جبانة, فرمته بابتسامة قبل أن تعيد اهتمامها بابنتها, وقف هناك وكأنه فقد أنفاسه, وأخذ قلبه يخفق بسرعة وأفكاره تتلاحق, كالاصابة بصاعقة, لقد سمع هذا التعبير من قبل, قال ميتش أن هذا ما حدث له عندما رأي راين للمرة الأولي, لكن لم يحدث ذلك ولا مرة مع كايل, حتي الآن لم يشعر يوما أنه وجد مكانه في هذا الكون, وأنه ينتمي الي هنا مع هذه المرأة الجميلة وهذه الطفلة الرائعة.
تمكنت كلاريسا من ابعاد الثلج عن شعرها ومعطفها وسارت نحو كايل, وعلي بعد خطوات سارت علي مهل وراقبت كايل ينزع قفازه بأسنانه ويضع يده في جيب بنطلونه.
وضع قطعة من الحلوي في فمه وقدم لها واحدة أخري, هزت رأسها ونظرت نحو ستيفاني وسألته" هل تمضي وقتا سعيدا؟"
"لقد استمتعت طوال النهار في الحقيقة, هناك شيء واحد أكثر مرحا من هذا, قولي لي ريسا, هل تعتقدين أنني جيد في بناء رجل الثلج؟"
أجابت وهي تبتسم" يمكنني القول أنك تستحق دولارين لعملك"
"دولارين فقط؟ أعتقد أنك ستجدينني أستحق أكثر من ذلك, وقد تجدين أنني أستحق وزني ذهبا"
أخذ نفسا عميقا واقترب منها وهو يتابع" أحضري جليسة أطفال ل ستيفاني وتعالي معي, وأعدك أنني سأبرهن لك ذلك"
علمت أنه يعدها بوقت مرح ومسل, لكنها ليست من النوع الذي يمضي أوقاته بالتسلية, هي تريد ارتباط وتريد أن يشاركها حياتها الدائمة, وهي تعلم الكثير كي لا تؤمن بوعود الرجال في مثل هذه الأمور.
"أنت رجل لطيف جدا كايل, أنت مرح وتعلم أن لديك الكثير من المشاريع والخيارات, لكن...."
"صباح الخير سيدة كوهاغن"
أجابت كلاريسا "سيد أبرناتي" لمعت عيناها من الدهشة لرؤية جارها مباشرة وراءها
تفاجأ كايل أيضا لكنه كان سعيدا وكل ما استطاع فعله لاخفاء سعادته هو أن سلم علي السيد أبرناتي بحيوية" اذا أنت جار ستيف الغالي؟"
رفع حاجبا كثيفا ونظر الي كايل وقال"يسعدني أن أري لديك صديقا جديدا سيدة كوهاغن"
تقدمت ستيفاني خطوة نحو كايل غير قادرة علي تذكر العادات المهذبة وقالت" سيد أبرناتي, هذا كايل هاريس"
"نعم, أعرف هذا"
"سيد أبرناتي, سيد أبرناتي" صرخت ستيفاني من الجهة المقابلة , لوح الرجل لها ثم ودع كلاريسا وكايل وسار نحو ستيفاني
تمتم كايل عندما أصبح الرجل بعيدا عن سماعهما" تصرف وكأنه يعرفني"
همست" هو أحيانا يقول أشياء غريبة لكنه رجل رائع"
"اذا أنت لا تكرهين الرجال"
تفاجأت لتبديله الموضوع فقالت"بالطبع أنا لا أفعل"
ابتسم لها مرة ثانية فتذكرت كلاريسا المرة الأولي التي رأته فيها, ذلك اليوم اعتقدت أنه متفاخر بنفسه, تذكرت كيف بدا بعد ظهر اليوم عندما سألته ستيفاني عن ابن عمه جايسون.
"ربما السيد أبرناتي علي حق كايل, ربما أنت وأنا أصبحنا صديقين"
"صديقين!"
كادت أن تضحك من خيبة الأمل التي ظهرت علي وجهه وقالت" نعم صديقان, لقد قلت لك سابقا أن لا وقت لدي لاقامة أي علاقة, لكنني لا أظن أن هناك من يرفض أن يكون لديه أصدقاء أكثر"
لم يعرف كايل كيف فكرت بذلك لكن قبل أن يتمكن من الاجابة صفقت بيديها لتبعد الثلج عن قفازيها ,شكرته لمساعدتها في بناء رجل الثلج وقالت له أن يمر هنا عندما يحتاج الي صديقة.
تركته واقفا هناك يتساءل كيف تتمكن دائما من أن تسبقه بخطوة, وكيف تمكنا أن يفترقا كصديقين.
قال السيد أبرناتي ل ستيفاني" هذا رجل ثلج رائع"
ضحكت ستيفاني قبل أن تهمس" عاد كايل, سيد أبرناتي, تماما كما طلبت"
"رأيته, وأنت تحبين كايل عزيزتي؟"
"آه, نعم, وكذلك أمي"
للحظة اندهشت ستيفاني من لمعان عيني صديقها, سألها" أخبريني صغيرتي, كيف تعلمين أن أمك تحبه؟"
"لأنها تنظر اليه كثيرا"
بدأ السيد أبرناتي بالضحك" وكيف تنظر اليه؟"
"هي تحاول أن لا تفعل لكنها تنظر اليه هكذا"
وأخفضت ستيفاني جفنيها ونظرت الي عينين أصفي من السماء قبل أن تنتهي عاد السيد أبرناتي للضحك ثانية وقال" أخشي أن حقيقة عدم رغبتها في النظر اليه أمر مثير للقلق"
"لكنهما سيغرمان ببعضهما, أنا أعلم ذلك"
"لا تضع العربة قبل شراء الحصان صغيرتي, الحب لا تستطيع استعجاله, يجب أن تكوني صبورة"
"لكنه رائع ويحب الضحك والتسلية"
"فهمت, حتي ولو كان كذلك, عليك أن تتذكري أن تكوني صبورة. ماذا كان أبي يقول؟ آه نعم, الآن تذكرت, لا يمكنك أن تستعجل الحب"
"لا نستطيع؟"
"لا صغيرتي, لا أحد يستطيع"
قالت باصرار" أمر مؤسف, لأنني لا أستطيع الانتظار"
"لكن الانتظار جزء من المرح" ونظر السيد أبرناتي الي رجل الثلج فضحكت ثانية.




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 06:31 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-17, 02:39 AM   #8

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
أبعد كايل الحليب ونظر الي نوع العصير قرب الأجبان داخل براد ميتش وصرخ بأخيه"عصير تفاح! لقد كنت تكره عصير التفاح"
أمسك كايل باثنين من عصير الليمون وقدم واحدة لأخيه وفتح غطاء زجاجته, شرب ميتش قليلا من العصير وقال"راين وجدي يحبان عصير التفاح وعلي أن أعترف انه ليس بسيئ"
قال كايل بعد أن شرب وارتوي من العصير" ربما تناولك الطعام الجيد هو السبب أنك ربحت اثنين من المباريات الثلاثة التي لعبناها قبل قليل"
ضاقت عينا ميتش وهز رأسه ببطء وقال"لا, لقد ربحت في مباراة كرة السلة لأن أفكارك لم تكن في اللعبة, ما الأمر كايل؟"
لم يجب كايل أخيه , وبعد أن تبع ميتش عبر الدرج الي غرفة الجلوس الأنيقة قال" ما الذي يجعلك تعتقد أن هناك شيء ما؟"
رمي وسادة علي الأرض وجلس عليها ونظر حوله في الغرفة
"لأنني أعرفك ,أنت لم تكن علي طبيعتك بعد عودتنا, كما وأنك لست كما أنت ونحن نلعب كرة السلة الليلة كذلك, مر تايلور منذ عدة أيام وأخبرني عن رهانكما الأخير المتعلق بامرأة يائسة, أنت تعلم أن الأمر غير مهم اطلاقا من يربح جائزة أبي للبولينغ, علي الأقل ليس الآن, الجائزة هو حب امرأة رائعة " توقف قليلا عن الكلم وأضاف" هل تقابل فتاة ما؟"
أخيرا نظر كايل الي أخيه" نعم ولا"
"ما الأمر؟ هل هي متزوجة؟"
سمع هتاف من علي التلفاز ولكنه لم ينظر ليري من أحرز نقطة, قال" الأمر أسوأ من ذلك, هي تريد أن نكون صديقين"
ضحك ميتش بصوت عالي "وان كنت تذكر منذ خمسة أشهر لم تكن راين ترغب بأكثر من مغامرة , وانظر كيف تحولت الأمور بيننا, اذا كانت تلك المرأة تريد أن تكونا صديقين فابدأ من هناك, من يعلم الي أين ستصل الأمور"
"أنت تعتقد أنني مازلت أحظي بفرصة معها؟"
"لا أعلم فأنت لم تخبرني اسمها ولكن ما الذي ستخسره؟"
فتح الباب في الدور الأرضي وسمع صوت راين وجوي معا وقالت راين" ها قد عدنا الي المنزل"
ردد جوي الذي بالكاد يبلغ عمره ثلاث سنوات" عدنا الي المنزل" ثم سمع صوت خطواته علي الدرج وبعد لحظات كان جوي يجري نحو أبيه وهو يبتسم ابتسامة كبيرة ولم تكن راين بعيدة عنه.
وجد كايل نفسه يتمني لو أن ستيفاني تستطيع صعود الدرج بسهولة مثل جوي, وأكثر من أي شيء آخر, تمني أن تنظر كلاريسا الي عينيه كما تنظر راين الي عيني ميتش.
نبدأ كصديقين؟
صديقان هو أبعد ما يريده كايل لهما, فهو كالمراهق ومنذ أسابيع وهو يحلم بها لكن, لما لا؟ كلاريسا كوهاغن تجعله يفكر وتجعله فضولي وبشوق دائم بالكاد يري الأمور علي حقيقتها, المشكلة أنها ليست مستعدة لاقامة أي علاقة الآن تماما كما كانت عندما التقي بها, شيء يمنعها وكان كايل يخشي أن يكون ذلك الشيء الثقة.
تري كيف يمكن لرجل أن يربح ثقة امرأة مميزة جدا؟ ربما ميتش علي حق, ربما الصداقة هي أفضل ما يمكن البدء به.
*****************
بصورة أوتوماتيكية نظرت كلاريسا الي ساعتها عندما رن جرس الهاتف, انها العاشرة ليلا و ستيفاني في السرير منذ ساعتين ولم تكن كلاريسا تتوقع أي اتصال لذلك من المحتمل انه كايل واذا تعلمت شيئا عن كايل هاريس طوال الأسابيع القليلة الماضية, فانه من النادر أن يفعل ما تتوقعه.
"هذا صديقك عازف الموسيقي يتصل باحدي أفضل مستمعاته لالقاء التحية عليها"
سألته وهي تبتسم" ما الذي يجعلك تعتقد أنني أصغي لمحطتك؟"
"ها أنت تؤذينني"
وجدت كلاريسا نفسها تضحك" لا, لم تصم بأذي ومن أجل وضع الأمور في نصابها , ستيفاني تضع محطتك في راديو السيارة وترفض أن تسمع لأي محطة أخري"
"طفلة ذكية"
لم تر كلاريسا كايل منذ أن ساعدها هي وستيفاني في صنع رجل الثلج منذ أربعة أيام, لكن هذه هي المرة الثانية التي يتصل فيها. في المرة الأولي ,مثل الليلة, وجدت نفسها تضحك وهو يخبرها بقصص عن مغامرات الاخوة هاريس, كما يقول.
في المرة السابقة, ومثل الليلة, شعرت براحة وهي تستمع الي الحديث الطويل مع كايل وصوت موسيقي خافتة تمر عبر الهاتف, فالموسيقي هي جزء من صوته العميق والذي لا يقاوم, أخبرته عن الأب الكريم للعروس الذي تحدثت معه ذلك الصباح وأخبرها عن مدير الاذاعة الذي يرتدي بدلة بثلاث قطع وفي الوقت الذي انتهي فيه كايل من تقليد صوت مديره , كانت كلاريسا تمسك بأضلاعها من شدة الألم
"آه كايل, توقف , انني أضحك بشدة لدرجة أنني أبكي وأنا لا أبكي أبدا"
توقف عن الكلام للحظة وقال" مطلقا ريسا؟ حتي وعندما كنت طفلة؟"
قالت" كل الأطفال يبكون"
"وما الذي جعلك تبكين ريسا؟ أقصد عندما كنت طفلة؟"
فكرت بسؤاله وتذكرت كل تلك الأوقات التي بكت فيها عندما كانت صغيرة ,لم تخطط كلاريسا لتخبر كايل عن طفولتها لكن كان هناك شيء ما في صوته يدعوها لذلك, نظرت الي ضوء القمر من خلال النافذة وبدأت" كنت في السادسة من عمري عندما رحل والدي, عاد مرة وليس ليقول وداعا لي ولأمي, ولكن ليأخذ أغراضه, فقط هكذا ونسي بأمرنا تماما"
"لا أعتقد أن هذا ممكنا, يمكنني القول أنه لا يمكن نسيانك أبدا"
خففت كلماته من حدة الألم في صدرها فابتسمت وقالت" أعلم لماذا أنت مشهور جدا, فذلك الصوت الناعم بامكانه أن يؤثر علي نمر غاضب"
"أفضل أن يؤثر عليه"
هناك انجذاب قوي بينهما ينشأ وحتي عبر أسلاك الهاتف, لو أن الأمور مختلفة, لو أن هجران والدها لم يترك كل ذلك الغضب وعدم الايمان بالرجال ولو لم يعمل جوناثان علي انهاء ذلك الايمان كليا منذ خمس سنوات لكانت استسلمت لذلك الانجذاب قالت" لحسن حظي أعلم الكثير كي لا أتأثر بأي تأثير للرجال"
لم يعلم كايل ما الذي يدور في فكرها, ذكر هجران والدها بدل لهجة صوتها ,لا تثق بأحد لتقترب وهو يريدها أن تقترب منه... أن تقترب كثيرا
وما أن تشعب الحديث الي مواضيع أخري, بدأ كايل يفهم أشياء قليلة عن كلاريسا كوهاغن. بالطبع هو يسمع حبا كبيرا عندما تتحدث عن ستيفاني لكنه يسمع ذلك الصوت أيضا عندما تتحدث عن راين وجوي و ميتش, أو عن أمها, والجيران حتي عن بعض الزبائن, فهي تهتم كثيرا وبعمق لأصدقائها وعائلتها, لكن ليس لديها رجل في حياتها ومنذ وقت طويل.
هي لا تكره الرجال لكن بطريقة ما فقدت الايمان بالرجل, وكايل هو الرجل المناسب ليعيد لها ذلك الايمان.
سمعها تتثاءب وتخيل أنها تجلس في منزلها ...مرتاحة وجاهزة للنوم, تلك كانت الصورة التي رافقته بعد أن ودعها وأنهي الاتصال وبقيت معه وهو يدخل الي غرفة الحمام ليستحم.
كلاريسا تبتعد عن أي علاقة مع أي رجل, هذا ما قالته, لكنها لا تبتعد عنه, آه..ربما تقول لنفسها أن كل ما تريده منه هو الصداقة, لكن كايل يعلم ما الذي تريده....هو.
قليل من المرح والكثير من سحر هاريس.
وقف تحت الماء وهو يفكر بأول مرة رآها فيها في زفاف ميتش و راين وفكر في أول مرة لمسها وكيف بدت في تلك الليلة عندما قالت له أنها لا ترقص, فكر كيف ضحكت الليلة, وكيف صوتها الأجش يحرك أعماقه
**************
كانت سيارة كايل في الموقف عندما وصلت كلاريسا وستيفاني الي الطريق الفرعية في اليوم التالي, وفي الوقت الذي ساعدت فيه كلاريسا ابنتها لتخرج من السيارة كان كايل يسير علي الرصيف وهو يحمل بين يديه كيسا من المشتريات بين ذراعيه.
سألت كلاريسا" ما كل هذا؟" بعد أن لمس كايل أنف ستيفاني بمرح وسألها عن الرسومات التي صممتها في المدرسة.
قال وهو ينظر الي الكيس" هذا عشاء"
قالت وهي تبتسم" فهمت, لكن ما الذي يفعله هنا؟"
وضع يده فوق قلبه وتظاهر أنه أصيب بجرح هناك" فكرت في أن أحضر العشاء لأصدقائي"
تبعهما الي البيت وقال" انها حقا غلطة تاي, اتصل بي في العمل اليوم ليذكرني بالرهان القائم بيننا وقال لي للمرة الألف أن المكان المناسب للقاء النساء الجميلات هو المحلات الكبري"
وضع كيس المشتريات علي طاولة المطبخ فوجدت كلاريسا نفسها تنظر الي عينيه قالت" وهل حالفك الحظ؟"
غمز بعينيه وقال" لا, لكنني أحضرت كمية كبيرة من صلصة المعكرونة"
أشرقت ستيفاني "مم, معكرونة, لنسرع ماما لأنني جائعة جدا"
قالت كلاريسا لابنتها" حسنا عزيزتي" وسألت كايل" اذا أنت وشقيقك مازلتم تراهنون علي تلك الجائزة القديمة؟"
من دون أن يبعد نظره عن محتويات الكيس قال"لا, قلت ل تاي أن وقت الرهان مضي, أعتقد أنه حان الوقت لتقاعد هذه الجائزة الي الأبد"
شعرت كلاريسا أن شيئا ما تحرك داخل صدرها, شيء تستطيع تسميته بالأمل ولم تشعر به منذ وقت طويل, هذه الليلة...لم تعاين الشعور كثيرا هي لا تريد أن تفسد مزاجها السعيد.
مرة ثانية حضرت ستيفاني الطاولة, ومرة ثانية حافظت علي مجري الحديث.
قالت" تقول ايمي جو باركر أن والدها يطهو بطريقة جيدة جدا, هل تعلم أنهم دعوا الطفل الجديد كريستوفر؟"
وقبل أن تقول كلاريسا أنها سمعت بذلك عشرات المرات, نظرت ستيفاني الي كايل وقالت" هل تعتقد أن عليهم تسميته كريستوفر؟"
كايل, الذي كان علي وشك تذوق صلصة المعكرونة, لعق شفتيه وقال" هذا اسم طويل ومزعج لطفل صغير ,أنا أفضل أن أناديه كريس"
"هذا ما قاله السيد أبرناتي, هل تعتقد أنه يحب المعكرونة؟"
أجاب كايل" أعتقد أن كل شخص يحب المعكرونة"
"السيد أبرناتي سيغادر المنطقة"
"سيفعل ماذا؟" ونظرت كلاريسا الي ابنتها
"سيرحل في غضون عدة أسابيع"
همست كلاريسا" آسفة لسماعي ذلك عزيزتي, أعلم كم هو صديق عزيز بالنسبة اليك"
قالت ستيفاني" نعم ولكنه سيستمر برؤيتي كما وأنني سأراسله "
دهشت كلاريسا كيف تمكنت ابنتها من التعامل مع الأخبار الجديدة. اعتقدت أن عيني ابنتها ستمتلآن بالدموع وبدلا من ذلك ها هي تتقبل رحيله كأمر واقعي في الحياة.
كانت كلاريسا تشعر بالقلق علي ابنتها كي لا تتعلق ب كايل أيضا, ربما ابنتها ليست شديدة الحساسية كما هي تعتقد وربما ابنتها الصغيرة تستطيع التكيف مع الأصدقاء أكثر منها.
بعد مرور عدة دقائق أخرج كايل الأم وابنتها من المطبخ, فذهبت كلاريسا لمساعدة ابنتها بتبديل ملابسها الأنيقة بثياب أكثر راحة, رائحة شيء ما يحترق جعلت كلاريسا تركض الي المطبخ بعد مضي وقت قصير.
كان كايل يقف قرب الفرن ويضع منشفة مطبخ علي كتفه ويحمل بيده المغطاة بقفاز سميك مقلاة ملئ بالخبز الأسود المحروق.
قال" أعتقد أن فرنك شديد الحرارة"
أخذت المنشفة من علي كتفه وحملت الصينية الحارة, وضعتها علي الفرن وأطفأته. للحظة كانت تقف قرب كايل والكتف للكتف, حدقت بالدخان الأسود المنتشر في المطبخ.
"أتعتقدين أن والد ايمي جو باركر يحرق العشاء أيضا؟"
كلماته جذبت نظراتها ونظرة المرح في عينيه دفعتها لتضحك, وهذا ما فعله هو أيضا, وجدت كلاريسا نفسها قربه وقد وضع ذراعيه حولها, كانت رائحته قليلا من الخبز المحروق ومن رائحة نسيم الشتاء, ولا شيء يشبه أحدا من أصدقائها.
كان يراقبها فرأت كلاريسا الضحكة التي تشاركا بها منذ قليل مازالت تلمع في عينيه لكنها رأت شيئا آخر أيضا, نعومة أذهلتها.
انحني وعانقها بنعومة, عاد كايل للعمل علي صلصة المعكرونة وكأن معانقتها أمر طبيعي جدا في حياته, قال" لدي عمة تأكل التوست المحروق كل صباح ولكنني أخشي أن هذا الخبز محروق جدا حتي العمة ميلي لا تستطيع أكله"
سمعت وقع عكازين ستيفاني في غرفة الجلوس فتراجعت كلاريسا قليلا الي الوراء وهي لا تزال تبتسم, هزت رأسها وعملت علي مساعدة كايل علي اعداد العشاء, وتساءلت ما الذي كان يضحكها في هذه الدنيا قبل أن تقابل كايل هاريس.
**********
"خالتي راين, ما هو الأخ بالزواج؟" سألت ستيفاني لحظة دخول راين واغلاقها الباب ورائها.
بدت راين مشرقة بسبب رحلتها الي الباهاماس في شهر العسل, ضحكت وهي تنزع الثلج عن معطفها وحذائها قرب الباب وقالت" الأخ بالزواج هو اما أخ زوجك أو زوج أختك"
كانت كلاريسا تحاول أن تنزع معطف ستيفاني من علي ذراعها وتدفعها للداخل قبل أن تتمكن من أن تسأل سؤالا آخر, وتمنت أيضا لو أن ستيفاني تتعاون معها بدلا من مراقبة راين بكل حركة تقوم بها
سألت راين "لماذا؟ هل تخططين للزواج في وقت قريب؟"
ضحكت الطفلة ووضعت يدها فوق فمها وقالت" لا هذا كلام سخيف, فأنا مازلت طفلة ,من المحتمل أنني لن أتزوج حتي أصبح عجوزا...ربما عندما أصبح في السادسة عشر"
صححت كلاريسا لها" علي الأقل في الخامسة والعشرين"
سألت ستيفاني" كم كان عمرك عندما تزوجت خالتي راين؟"
"في التاسعة والعشرين"
"وكم هو عمر أخيك بالزواج؟"
"أخي بالزواج؟"
"أنت تعرفينه,كايل"
"وكيف تعرفت علي كايل؟" لم تكن راين تنظر الي الطفلة وأدركت كلاريسا أن ما جعل صديقتها مساعدة رائعة هو أنها تهتم كثيرا بكل شيء.
قالت ستيفاني" لقد طلبته لي في العيد"
حاولت كلاريسا ايضاح هذا الأمر ونهائيا" طلبت ستيفاني الحصول علي والد في العيد, وصادف أن كايل أتي الي زيارتنا ولقد شرحت لها أننا لا نتلقي أباء علي العيد كهدايا...."
قاطعتها الطفلة" ولكن السيد أبرناتي قال ...."
" قولي لخالتك راين الي اللقاء, ستيفاني"
قالت الطفلة" الي اللقاء خالتي راين"
تبعتهما ضحكة صديقتها عبر القاعة, وبقيت في ذاكرة كلاريسا بينما كانت توصل ابنتها الي المدرسة الابتدائية علي بعد عدة مباني فقط.
كانت راين سعيدة جدا لتدرك أنها لن تكون بهذه السعادة دائما وبدون أدني شك ستخبر ميتش وهو بدوره سيسأل كايل عن الأمر, أبعدت كلاريسا ما يتعلق ب كايل هاريس من مخيلتها وركزت علي برنامج عملها الأسبوعي بعد أن أنزلت ابنتها في المدرسة عادت الي منزلها حيث عملت هي و راين علي قائمة الزبائن وقد تأكدتا من الطلبات التي يجب العمل عليها ومن العناوين وقبل أن تنطلق كل واحدة الي عملها, كان علي راين أن تقابل متعهدة الزهور أما كلاريسا فستقابل العروس وأمها في متجر فاخر ملئ بمشتريات الزفاف في فلادلفيا, وعلي بعد مسافة نصف ساعة في السيارة.
بعد مرور عدة ساعات ,جذب صوت راين انتباه كلاريسا وكان ذلك بعد الغداء , كانت كلاريسا و راين يعملان في مكتب الزفاف والحفلات في صمت كامل لفترة تزيد عن الساعة, ببطء ركزت كلاريسا نظرها علي راين بعد أن أنهت الاتصال الهاتفي
قالت" آسفة, راين ماذا كنت تقولين؟"
"لا يهم ما الذي كنت أقوله, فلقد كنت بعيدة جدا عن هنا, قولي لي كلاريسا, ما رأيك به؟"
"من؟"
"كايل, أو علي الأقل أفترض أن كايل هو من جعلك تحدقين بالفراغ, هؤلاء الرجال من عائلة هاريس لديهم هذا التأثير علي النساء"
"حقا راين, لأن واحدا من عائلة هاريس قد سيطر عليك, فهذا لا يعني ـن كل النساء يتأثرون بسحرهم"
"اذا أنت تعتقدين أن كايل ساحر؟"
مجرد التفكير ب كايل جعل كلاريسا تشعر بأحاسيس مختلفة , قالت" لا تبدأي أنت أيضا, فمن المؤسف أن ستيفاني تذكر اسمه عشرات المرات في اليوم"
"هل حقا طلبته كهدية في العيد؟" وكالعادة كانت راين ترافق كلماتها مع ابتسامة, لكنها لم تستطع أن تخفي مدي اهتمامها في عينيها السوداوين
صححت كلاريسا لها" لقد طلبت والدا"
"لكن ستيفاني حصلت عليه؟"
"نعم لقد ساعدنا في صنع رجل الثلج في أوائل هذا الأسبوع والبارحة حرق لنا العشاء"
"هذا هو كايل" قالت راين وهي تبتسم" كلاريسا, هذا رائع, أنا سعيدة جدا أنك أخيرا تقابلين أحدا ولكن لماذا كنت تبقين الأمر سرا؟"
حاولت كلاريسا وبقوة أن تبقي صوتها هادئا"أنا لا أبقي الأمر سرا, وأنا لا أتواعد مع كايل, نحن مجرد صديقين"
"صديقان! صاحب الصوت المثير هاريس هو مجرد صديق لامرأة جذابة؟"
لم تزعج كلاريسا نفسها بالاجابة
فقالت راين" أشياء غريبة قد حدثت, أخبريني كلاريسا, كيف هو مع ستيفاني؟"
فكرت كلاريسا كيف أن ابنتها لفت ذراعيها حول عنق كايل عندما كانوا يصنعون رجل الثلج, وكيف لمعت عينا ستيفاني عندما سمعت صوته عبر الاذاعة
"ليس سيئ ,لماذا؟"
"حقا؟ الأمر أنه ينزعج ويصعب عليه التعامل مع جوي, ويقول ميتش أنه دائما يرتبك مع الأطفال, لكن ان كنت تقابلينه وهو أيضا جيد مع ستيفاني فربما هو تغير"
"أنا لا أقابله! اسمعي راين, قابلته في زفافك, أتذكرين؟ هو من التقط ربطة الجورب, وأنا التقطت الباقة, وبعد ذلك التقينا في زفاف آخر, وكان هو مسئولا عن الموسيقي في ليلة العيد, وتعطلت سيارتي وأوصلني الي المنزل, كان الأمر مجرد صدفة, لكننا الآن صديقان وأنا لا أخطط لتصبح الأمور أكثر بيننا"
أجابت راين" أمر مؤسف, فقد تكونين المرأة المناسبة"
*********
جلس كايل في غرفته المظلمة وهو يشعر أنه يتقدم في علاقته مع كلاريسا, لفترة كانت ترغب بوجوده وتكاد تسأله عن حياته ومن المؤكد أنه لا يعرف ما الذي ستقوله بعد, ولا يعرف مطلقا أين يقف في حياتها, لكنه يعرف وبدون شك أنه يريد أن يكون أكثر من مجرد صديق, وبدأ يفكر أن كلاريسا تريد ذات الشيء ,لكنها لا تعرف بعد.
أبعد قطعة القماش السوداء عن عينيه ليري ضوء القمر وتمني لو أن كلاريسا قربه, لم يكن الصبر جزء من شخصية كايل هاريس, لكنه يتعلم و كلاريسا معلمة جيدة, علم كايل أنه يعلمها أمر أو أكثر أيضا, يعلمها أن تضحك, ويعلمها أن تستمتع بحياتها
, لقد جعلت حياته تنقلب رأسا علي عقب في الفترة التي يكون بها قربها, وذلك عندما علم أنها تخطط لحفلات الزفاف وهي تعيش من جراء ذلك العمل ولكنها لا تؤمن بمؤسسة الزواج والعيش بسعادة حتي آخر العمر.
الآن أصبح أكثر هدوء, كل الذي عليه القيام به هو أن يجد طريقة ليبرهن لها أنها مخطئة بما تفكر به عن الزواج, ومخطئة بما تفكر به عن الرجال بشكل عام, وخصوصا هو, كل الذي عليه القيام به أن يبرهن لها كل ذلك باسم الصداقة
لمعت في فكره خطة أو أكثر, هذا صحيح.
لدي هاريس خطة واحدة
نهاية الفصل السادس




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 06:32 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-17, 02:41 AM   #9

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
سمعت كلاريسا صوتا ما علي الباب لكنها لم تبعد نظرها عن أوراق الزفاف التي كانت تكتب عليها, بعد مرور لحظات شد انتباهها صوت راين"كلاريسا ,من المحتمل أنها هدية شكر من أحد زبائننا"
"لا أعتقد ذلك"
شيء ما في لهجة مساعدتها جعلها تنظر اليها, لمع مكر في عيني راين وهي تضع خصلة من الشعر الأشقر وراء أذنها
سألتها كلاريسا" ما الذي تقصدينه؟"
وضعت راين الهدية, التي هي أثقل مما تبدو, في يد كلاريسا قالت" لا أعتقد أن هذه من زبون" وضعت البطاقة علي مكتب كلاريسا وتابعت" أعتقد أن من الأفضل أن تفتحينها بنفسك"
رفعت كلاريسا الرباط الفضي عن الرزمة بسرعة, ونزعت الورقة الزرقاء الداكنة وفتحت الصندوق, ورفعت الهدية بين طبقات من الورق الناعم
قالت راين" رجل ثلج من الكريستال"
أمسكت كلاريسا قاعدة المنحوتة بيد ومررت أصابع اليد الأخري علي طوله, كان يبلغ حوالي ستة انشات ومصنوع من الزجاج السميك, وهذا سبب وزنه الثقيل, كان شفافا جدا ما عدا أنفه, والذي هو جزرة برتقالية اللون.
لم تستطع النظر الي الأنف دون أن تبتسم وتتذكر رجل الثلج الذي ساعدها هي و ستيفاني علي صنعه الأسبوع الماضي.
التقطت كلاريسا البطاقة وشعرت بمعدتها تضطرب, كانت البطاقة تحمل اسمها وعليها سطر واحد قصير" يستحق وزنه ذهبا"
سألت راين" أليس هناك اسم للمرسل؟"
ردت كلاريسا "لا "
لمست كلاريسا الجزرة الصغيرة وهزت رأسها ببطء وقالت" انها من كايل"
دارت راين حول المكتب بسرعة مما دفع بعض الأوراق تتطاير قالت" هذه من كايل؟ كايل هاريس؟ شقيق ميتش؟"
هزت كلاريسا رأسها مرة ثانية
"دعيني أفهم ذلك بصورة واضحة, سألت ستيفاني عن أب كهدية للعيد, ومر كايل الي منزلكما, وأنت اعترفت لي أنكما صديقان, لكنه أرسل لك هذه الهدية"
قالت كلاريسا" هذا صحيح"
همست راين" آه, مع أنني أري أن كايل رائع, واذا كنت لا ترغبين في الوقوع في غرامه, فلا تدعيه يقبلك, مهما كان الأمر, ان هدايا عائلة هاريس رائعة, لكن اذا كان كايل يشبه شقيقه فان قبلته ستكون من المستحيل عليك نسيانها"
انتظرت كلاريسا حتي توقف قلبها عن الخفقان بسرعة, منتظرة أن تبتعد ذكري تلك القبلة عن مخيلتها, وبعد ذلك وبقدر ما تستطيع من ارادة قالت" شكرا علي التحذير راين, سأحاول أن أتذكر ذلك دوما"
الهدية التالية وصلت في صباح اليوم التالي ,كانت راين خارج المكتب, فوقعت كلاريسا علي الاستلام, وكانت ملفوفة بورقة من ذات اللون وعليها شريطة فضية تماما كالهدية السابقة
حملت الرزمة الي مكتبها وجلست تحدق بها محاولة أن تقرر ما الذي تنوي عليه؟
فكرت اليوم الذي عملا فيه علي صنع رجل الثلج, حاولت أن تتذكر كلمات التي قالتها له بالتحديد, بأنها ترغب أن تكون صديقته, الآن هي تفكر بالأمر وأدركت أنه لم يقل شيئا , في ذلك الوقت, أخذت صمته كعلامة أنه فهم ووافق أن الصداقة هي كل ما سيجمعهما, أما الآن....فلم تعد متأكدة من ذلك.
عندما وصلت الهدية الأولي شعرت وبمنطق أنها ببساطة مجرد ذكري لرجل الثلج الذي صنعوه, نوع من الهدايا بين الأصدقاء, وصول الهدية الثانية بدل كل شيء, فهذه ليست مبادرة بريئة, فالرجل يقوم بالأعيب واضحة.
نزعت الشريط ومزقت الورقة, هذه المرة البطاقة لا تحمل أي كلمات فقط اسمها,ريسا,
قال انه يصغر اسم كل شخص يعرفه الي مقطع واحد وباستطاعة كلاريسا أن تتخيله وهو يقول أنه منحها شرفا لأنه ترك اسمها بمقطعين, المشكلة أنها حقا تشعر أنه أثني عليها, وهي لا علم ما الذي تستطيع فعله بشأن ذلك.
حملت زجاجة صغيرة مملوءة الي نصفها بسائل صاف كالماء وهناك عدة أشياء تطفو علي السطح , غليون وحجرين صغيرين وقبعة سوداء وجزرة برتقالية صغيرة, علي قمة الزجاجة قرأت" رجل الثلج في تموز"
هزت كلاريسا الزجاجة وابتسمت وهي تري الأشياء تطفو علي سطح الماء من جديد
كانت لا تزال تبتسم عندما أدركت أنها بالغت بردة فعلها , قد يكون كايل يقوم ببعض ألاعيبه لكنه يتعامل كصديق, وهذه الهدية الثانية تبرهن ذلك.
شد انتباهها تساقط حبات المطر علي نافذتها وباهتمام فتحت دليل الهاتف وأمسكت به واتصلت بمحطة الاذاعة التي يعمل بها كايل, قالت لموظفة الاستقبال أن لا تعطي اسمها وبقيت علي اتصال لعدة دقائق قبل أن تسمع أخيرا صوت كايل" كايل هاريس في خدمتك"
عند سماع صوته شعرت بشيء ناعم يتحرك بداخلها, لم يكن لديه أي علم من علي الخط المواجه, لكن ذلك الصوت مازال عميقا وناعما كالأحلام ليصل مباشرة الي أعماقها.
سألته" ما الذي تفكر في القيام به؟"
"ريسا؟"
"أقصد ما أقوله"
سألها" كيف تحبين أن تري أشخاص الثلج؟"
لم تكن لتستسلم لطريقته في الكلام والتي تحول ارادتها الي غبار, وأكثر من أي شيء آخر, لم تكن لتحاول أن تستسلم لصوته الذي تتجاوب معه ومن كل أعماقها.
سألته بصوت متمنية أن لا يبدو مرتجفا"كيف لك أن تعلم أنها ستمطر وتذيب كل الثلج؟"
"منذ سنوات عدة تواعدت مع فتاة كانت تعمل في دائرة الأحوال الجوية وكانت تقدم أخبار الطقس في الاذاعة, أعتقد أن بعضا من مهاراتها قد أصابني"
قالت كلاريسا" دعني أوضح الأمر, لقد تواعدت مع خبيرة الطقس, وخبيرة بالسيارات, وقائدة فرقة موسيقية ورائدة فضاء, هل هناك أي نوع من النساء لم تواعدهن؟"
"لم أواعدك أنت"
أغمضت عينيها علي سماع كلماته ولسبب ما اضطرب له قلبها قالت" كايل"
"لكن الناس لا تتواعد مع أصدقائها أليس كذلك؟ اذا كيف حالك, وما هي أخبارك؟"
دائما تترك له الأمور ليفعل عكس ما تتوقعه قالت"ماذا يمكن أن يكون هناك؟ لقد مر يومان فقط علي آخر لقاء لنا"
"اذا أنت أيضا تحسبين الوقت, قولي لي ,ريسا..."
سمعت صوت قطع الاتصال وبعد قليل عاد صوت كايل "من الأفضل أن أذهب والا سيستمع المعجبين بي الي لا شيء, افعلي شيئا واحدا لأجلي...اصغي الي المحطة الليلة عند الساعة العاشرة وثماني وأربعين دقيقة"
سمعت صوت انقطاع ثاني وغاب الاتصال, وبعد مرور لحظات وجدت كلاريسا نفسها تحدق بالهاتف متسائلة كيف ستتمكن أن يكون لها اليد العليا. أعادت الهاتف الي مكانه ونظرت الي الزجاجة التي تحتوي علي رجل الثلج الذائب وذكرت التحذير بشأن رجال هاريس وهداياهم, من المؤكد أن كايل يعمل علي شيء ما, عليها أن تفكر بطريقة ما لتقنعه أن يتوقف.
لقد أعد لها كايل العشاء ولكنه كان واضحا أنه لا يعرفها, لو أنه كان يعرفها لعلم أن كلاريسا كوهاغن لا تقوم بأي ألاعيب, ولكان علم أن لا رغبة لديها بسماع المحطة عند الساعة العاشرة وثماني وأربعين دقيقة في هذه الليلة ولا رغبة لديها برؤيته بأي طريقة الا من خلال منظار الصداقة وليس هناك أي مجال مطلقا لأي شيء آخر
ذهبت كلاريسا الي ستيفاني وتنفست بعمق لأن أخيرا نامت الطفلة الصغيرة, ووضعت الغطاء فوقها ولمست بشفتيها خد ستيفاني الرطب, لمعت الدموع في عينيها وهي تسير علي رؤوس أصابعها من الغرفة ولأول مرة ومنذ وقت طويل سمحت للدموع أن تنهمر من عينيها.
لم تكن قد خططت للتحدث عن العملية القادمة حتي موعد حدوثها لكن ستيفاني سألتها عنها الليلة. حاولت كلاريسا أن تشرح لها كيف أن الأطباء سيعمدون الي تنويمها وعلي تثبيت مفاصل وركها وهكذا ستتمكن من السير.
أجابت ابنتها" لا أريد أن أثبت مفاصل وركي"
"لكن عزيزتي, هكذا ستتمكنين من السير بدون عكازات"
"يمكنني السير مع عكازات, ايمي جو باركر تظن أنهما جميلتين, وأنا أستطيع أن أخطو خطوات أكبر من كل الأطفال بصفي, والسيد أبرناتي يقول ان كل شخص مختلف عن الآخر, بعض الناس تحتاج لنظارات لكي تري والبعض يحتاج لعكازات لكي يسير, قال لي أن لديه ثلاثة أرجل, وقد حسب عصاه وأنا لدي أربع"
أجابت كلاريسا بابتسامة مرتجفة" هذا صحيح, " لم تبتسم لها ابنتها ولم تدري كلاريسا ما الذي ستقوله لتقنع ابنتها أن هذه العملية هي خطوة ايجابية
"لا أريد الذهاب الي المستشفي ماما, عديني أنك لن تجعلينني أذهب"
كان ذلك الوعد الذي لا تستطيع كلاريسا القيام به.
ستيفاني والتي منحت طبع فرح ومشرق كان منا لنادر أن تبكي, لكن الليلة بكت ومن دون حدود. فهي لا تريد الذهاب الي المستشفي وهي لا تريد أي عملية أخري, كلاريسا تعلم أن ابنتها خائفة من الألم, من الناس الذين لا تعرفهم والذين سيضعون آلات في مفاصلها لا تحبها, ضمت ستيفاني اليها بقوة وأغمضت عينيها, كانت تشعر بالألم في قلبها بسبب مخاوف ابنتها وألمها.
وضعت رأس الفتاة علي الوسادة ووضعت آبي (الحيوان الذي أحضره كايل لها) بين ذراعيها ولمست شعر ابنتها الناعم وأبعدته عن وجهها, بعناية وحذر نهضت كلاريسا عن السرير وانحنت لتطفئ المصباح, وعبر الظلام سمعت التوتر في صوت ستيفاني وهي تقول" هل تعتقدين أن أبي كان سيسمح بأن أذهب الي المستشفي؟"
لم تجب كلاريسا, فهي لا تستطيع, لم تستطع أن تظهر الكلمات من خلال الدموع التي تجمعت في حلقها أو الثقل الكبير الذي تشعر به في صدرها.
أغمضت عينيها وهمست" نامي عزيزتي, وسأراك في الصباح" وسارت الي خارج الغرفة.
كان الوقت تجاوز التاسعة والنصف لكن كلاريسا شعرت بأنها مرهقة ,احتاجت لارادة من حديد لتتمكن من ألا تنهمر دموعها وهي تستحم, ما أن انتهت حتي دخلت غرفة الجلوس لكن كلمات ستيفاني بقيت تدور في بالها.
"هل تعتقدين أن أبي كان سيسمح لي بالذهاب الي المستشفي؟" تلك الكلمات تعذبها وترغب كلاريسا في اعطاء أي شيء لتبعد ستيفاني عن الألم, وكانت لتأخذ ذلك الألم لو أنها تستطيع, كانت لتفعل أي شيء لتؤمن السعادة لطفلتها ولتجعلها قوية آمنة,
لقد فعلت كل ذلك بمفردها والآن ومن بين كل الأمور, ها هي ستيفاني تسأل ان كان والدها سيفعل مثلها, والدها, الذي لم يأت مرة لرؤية طفلته الجميلة.
دخلت كلاريسا الي المطبخ لتحضر كوبا من الماء متمنية أن تتخلص من تلك الدموع التي علي وشك الانهمار, وبخطي بطيئة عادت الي غرفة الجلوس وهي غارقة في أفكارها, لا يمكنها القاء اللوم علي ستيفاني علي مخاوفها من المجهول, علي خوفها من الألم والإبر والمستشفيات, ولا تستطيع لومها لأنها سألت عن والدها, لكن كلاريسا لا تعرف كيف تخبر ستيفاني أن والدها لن يجبرها علي اجراء العملية لأن جوناثان لن يكون هناك عندما تستيقظ من الجراحة وعندما تسير أول خطواتها بمفردها ,تماما كما لم يكن موجودا طوال السنين الخمس الماضية. ظهرت في مخيلتها صورة زوجها السابق وهي لم تفكر في جوناثان منذ وقت طويل
كانت تعمل علي تقديم الجزء الراقص في مسرحية برودواي في أول مرة قابلته فيها, كان يعمل مصورا في الجريدة وخدمة لصديقه ,كان يصور المسرحية. الانجذاب بينهما كان قويا ومتبادلا, قدمت دورها الصغير وأصبحت هي وجوناثان زوجان بسرعة قصوي, فقد كان جوناثان كوهاغن ملئ بالحيوية .
لديه شعر أسود وكذلك عينيه, من السهل عليه ايجاد الأصدقاء, لكن رغم الحياة التي عاشتها معه فهو لم يتحدث مطلقا عن حياته, كانت تعلم أنه ولد وحيد وأن والديه توفيا منذ عدة سنوات بعد معاناتهما من المرض لسنوات عديدة, أحب جوناثان كلاريسا والي هذا اليوم هي تعلم أن هذا كان صحيحا, لكنها تعلم أيضا أنه كان هناك دائما جزءا منه مخفيا عنها.
أول اشارة أنه لا يستطيع تحمل رؤية الدماء عرفتها كلاريسا عندما كانت حامل ب ستيفاني, عندما أخبرها أنه لن يكون معها يوم الولادة, تقبلت ذلك مع أنها لم تفهمه مطلقا.
أتي لرؤيتها ورؤية ستيفاني عدة مرات في المستشفي وفي كل مرة كانت كلاريسا تشعر بالقشعريرة حتي عظمها, وكأنه يطير بعيدا, بعيدا عن متناولهما. لم يحمل ابنته ولا مرة مع أن كلاريسا كانت متأكدة أنها رأت الحب في عينيه في أول مرة رأي فيها ابنتهما.
آخر مرة رأته فيها عندما أتي الي غرفتها في المستشفي ليخبرها عن الفرصة التي كان بانتظارها طوال العمر, لديه عقد عمل مع مجلة مشهورة جدا ليسافر حول العالم وليصوره من كل الزوايا وقال انه سيسافر.
ومن ثم, وكما فعل والدها, رحل,قال أنه سيبقي علي اتصال, وبعد مرور سنة وصلت أوراق الطلاق, ومثل والدها, لم يكن لديه القوة ليبقي ولا الرغبة في الحياة المستقرة, ومثل والدها كان واضحا أن جوناثان لم يحبها بما فيه الكفاية لأنه لو كان يفعل , لرجع اليها والي ستيفاني.
عادت كلاريسا من تأملاتها ببطء ووجدت نفسها تحدق بكوب الماء, بكل الأحوال ما هو الأمر الجيد بشأن الرجال؟
بامكان الرجال أن يجعلوا المرأة تضحك وأن يجعلوها تشعر بأنها محبوبة وغالية, ولسوء الحظ بامكانهم أيضا أن يحطموا قلبها ومرتان في الحياة أكثر من كفاية.
لم تصدق أن هدف الرجال هو التباهي بقوتهم, فمعظم أطباء ستيفاني رائعون وهي تعلم أن هناك العديد من الرجال الجيدين في هذا العالم, السيد أبرناتي واحد منهم, كايل أيضا واحد منهم.
أتت الفكرة بصورة خاطفة ومع ذلك في قلبها علمت أن ذلك صحيح, فكايل رجل جيد, ماكر أحيانا, و عنيد لكنه لطيف أيضا, مع أنها تشك أنه سيقدر هذا الوصف.
لم ترغب كلاريسا بالتفكير في الرجال الليلة, لا تريد أن تفكر كم هي وحيدة, وكم ستكون حياتها موحشة لما تبقي من عمرها في هذه اللحظة.
كانت تفكر في اطفاء المصباح عندما استقرت عيناها علي الساعة الموضوعة علي المكتب, كانت الساعة العاشرة وسبع وأربعين دقيقة, أبعدت يدها عن زر المصباح وأدارت الراديو بدلا عن ذلك ووضعتها علي المحطة التي يعمل بها كايل.
سمعت الصوت الساحر" انها العاشرة وثماني وأربعين , لقد طلبت طلبا غير عادي من صديقة غالية جدا علي"
أصغت كلاريسا وهي تتساءل ما الذي يفكر به كايل
"الأغنية التالية لامرأة مميزة جدا"
بقيت كلاريسا جامدة تماما ,لم يعد صوت مقدم الأغاني يصل اليها عبر الهواء, كان هناك صوت آخر , صوت الرجل الوحيد الذي لديه القدرة للتأثير عليها هكذا....كايل.
"أصغي ومن ثم أنظري الي الليل"
أصغت كلاريسا وهي تترنم داخل الغرفة الهادئة, شعرت كلاريسا بعينيها تغمضان وشعرت بنفسها تترنح مع الموسيقي ووقفت في الغرفة الخافتة الضوء, تصغي الي كلمات ا\أغنية الحب القديمة, أحنت رأسها وشعرت بقلبها يضطرب حتي سمعت آخر سطر من الأغنية( اذا,عزيزتي, اتركي الرقصة الأخيرة لي)
الطلب ذكرها ب جوناثان ودموع ستيفاني, كان كل ذلك كثيرا عليها, لم تشعر يوما أنها وحيدة هكذا وبأن روحها قلقة ومعزولة, ليس عندما غادر والدها ولا حتي عندما رحل جوناثان.
في منتصف الأغنية التالية أقفلت جهاز الراديو ببطء واستدارت
(أصغي ومن ثم انظري الي الليل" كانت تلك هي الكلمات بالتحديد التي استعملها كايل
لم تعلم لما استعمل تلك الكلمات ولماذا أرسل لها تلك الهدايا ولماذا أصر عليها بسماع تلك الأغنية الخاصة وهو يعلم أنها لا ترقص, مهما كانت أسبابه تمنت لو أنه لم يفعل, لأن سماعها لتلك الأغنية الليلة ذكرها بالأحلام القديمة التي كانت تراودها.
لم تكن ترغب في السماع ولم ترغب أن تنظر الي الفراغ والظلام, لكن كلاريسا سارت الي النافذة ووجدت نفسها تفعل تماما مثل ما قال لها, لكن الليل لم يكن فارغا, كايل كان يحدق بها من دون حراك, ثم استقام وسار عبر الرصيف.
فتحت الباب قبل أن يقرع , لم يعرف كايل ماذا سيفعل, دخل الي الغرفة وأغلق الباب وراءه بسبب هواء الليل البارد.
حدقت به من دون أن تتراجع" لماذا يا كايل؟"
لم يكن متأكدا عما تسأله, لماذا هو هنا؟ أم لماذا قدم لها الاهداء وأرسل تلك الأغنية, أو أنها تسأل لماذا بسبب أمور أعمق بكثير؟
سألها" ما الأمر؟" لم يرها كايل يوما هكذا, كانت تبدو متوترة جدا وكتفيها مشدودين, كان خائفا ان لمسها أن تتفتت وتتناثر ,لم تجبه علي سؤاله لكنها تحركت أخيرا وهي تتنفس بعمق
كرر"ريسا, ما الأمر؟ ما السبب لكل هذا القلق؟ هل السبب سماعك للأغنية؟"
رفعت عينيها اليه, ومن ثم أخفضتهما, قالت" لا, ليست الأغنية, انها ستيف"
تساءل كايل ان أدركت أنها نادت ابنتها باسمها المصغر,قال" ماذا عنها؟"
"لا تريد الذهاب الي المستشفي ولا تريد اجراء العملية, أرادت أن تعرف ان كان والدها سيرضي باجراء عملية لها"
شعر كايل بعينيه يضيقان وأوقفت كلماتها حركته, ذكر الجراحة والمستشفي لديهما هذا التأثير عليه, لكنه لا يشعر بالقلق والتوتر علي نفسه, انه يشعر به نحو كلاريسا. تبا, هذا شعور جديد لم يكن متأكدا أنه راض عن الاحساس القوي في صدره, لكنه كان متأكدا أنه غبر راضي عن الأسي الظاهر في عيني كلاريسا.
أسبابه ليسمعها تلك الأغنية بسيطة جدا, كان يريدها أن تفكر به, وأن تريده كما يريدها, وأسبابه للقدوم الي هنا بذات البساطة ...يريد أن يراها وأن يكون قريبا منها.
لكن لم تسر الأمور كما خطط لها, لم تكن كلاريسا مرمية بين ذراعيه, حتي أنها لم تفكر به مطلقا, فهي تبدو كامرأة ستفعل ما بوسعها لإبعاد أي رجل, وكايل سيساعدها علي التخلص من مخاوفها.
نزع معطفه ورمي به علي الكرسي قبل أن يجلس علي الصوفا, مد ساقيه ورتب بنطاله ومن ثم نظر الي كلاريسا ليري ان كانت تعترض, لكنه لم يدعها توقفه أو تمنعه.
أخيرا قال وهو ينظر اليها " أتمانعين ان جلست؟"
عقدت كلاريسا ذراعيها علي صدرها ونظرت بامعان الي الرجل الذي يجلس براحة علي مقعدها, كان شعره الأشقر أشعث بسبب الريح وبحاجة الي ترتيب, لن تكن متأكدة لما طلب منها سماع تلك الأغنية ولماذا توقف قرب منزلها هذه الليلة, لكنه هنا, وحضوره يريحها بطريقة لم تكن متوقعة.
سألها" ما الأمر؟ ما الذي يزعجك؟"
استمرت في تمرير يدها فوق قماش الروب وقالت" ماذا اذا كنت أقوم بعمل خاطئ؟ اذا لم تكن العملية الجراحية ناجحة, فعلي ستيفاني أن تمر بكل ذلك الألم من أجل لا شيء"
أخيرا رفعت عينيها اليه والتعبير الواضح في عينيه جعلها غير قادرة عن ابعاد نظرها عنه
قال" من النادر أن يكون الألم بلا نتيجة, وكل شخص يعاني منه, ويشعر به وفي نهاية الأمر كل شخص يتخطاه"
علمت كلاريسا ومن خلال تجربتها أن هذا غير صحيح, فهناك بعض الألم الذي لا ينسي مطلقا. كيف يمكن أن تشرح ذلك ل كايل ,هذا العازب الذي يعيش حياة سهلة وسعيدة؟
سألها" ما هو الأمر الأكثر صعوبة لتعيشي معه, أن تفشل عملية ستيف وأنت تعلمين أنك قمت بكل ما لديك من قوة لمساعدتها, أو حمايتها من الألم وأنت تعلمين أن هناك فرصة لها لتسير؟"
"بالنسبة لرجل يدعي أن لا يعرف شيئا عن الأطفال, أنت حقا تدرك تماما ما الأفضل لهم"
رفع يده قائلا" أنا مجرد شاهد برئ" تحركت عضلة في وجهه وبعد لحظة تابع" رأيت جوي يقع علي الدرج الأسبوع الماضي, وأنت تعلمين كم تحب راين المنازل مع كثير من الدرج بداخلها, ولكن بسبب سقوط جوي كانت مستعدة لتغيير هندسة المنزل كله من الداخل في البيت الذي ينويان بناؤه, سقط الطفل علي ثلاث أو أربع درجات وبكي بقدر ما يستطيع ثم قفز وعاد الي اللعب مرة ثانية"
صوته الناعم أثر علي أعصابها المشدودة لكنه لم ينزع القلق الشديد من أعماقها" ما تريد قوله أن الأطفال أقوياء حقا"
"أكثر قوة من الوالدين علي ما أعتقد"
سألته" وخطة ميتش و راين للبناء؟"
"مازالت معلقة في الهواء"
هكذا تشعر كلاريسا ,كأن حياتها معلقة في الهواء ولأول مرة أدركت أنها كانت تعيش هكذا لأكثر من خمس سنوات, منذ ولادة ستيفاني ورحيل جوناثان.
"وما الذي قلته ل ستيف عندما سألتك اذا كان والدها سيسمح لها باجراء الجراحة؟"
"لم أقل شيئا, لم أستطع أن أتكلم"
فهي لا تستطيع الكلام عن زوجها السابق حتي بعد كل تلك السنين؟ وكايل لم يشعر بالرضا بسبب ذلك.
لم يعجبه ذلك مطلقا , لقد وقع في غرامها ,هو يريد أن تبادله ذلك الحب, لقد أعطي المسألة الكثير من التفكير وأمضي كل ساعات يقظته يخطط للحظة التي ستدرك فيها كلاريسا أنه هو من الذي تريده.
يعلم كايل أن الرقص يحتاج لشخصين ويعلم أنها أقسمت أنها لا ترقص ولكنه اعتقد أنها لا ترقص بسبب ستيفاني, أما الآن...لم يعد متأكدا.
انحني الي الأمام وأمسك بكرسيها وقال بصوت هامس" ما الذي ستقولينه ان أخبرتك بأنني أحبك؟"
شعر بالدماء تتدفق الي رأسه وهو ينتظر جوابها, لقد خطط لكل شيء لكنه لم يخطط ليقول لها أنه يحبها, علي الأقل ليس الآن, بعد أن قال تلك الكلمات لا يستطيع استعادتها.
"سأقول لا تخلط الحب بالوحدة"
لم يكن ذلك ما أمل أنه سيسمعه, لكن هذا ما جعله يتوقف ليفكر ...حياته المليئة ,عمله, والديه وشقيقيه, أصدقاؤه, ويشعر بالوحدة؟ نعم, اعتقد أنه يشعر بالوحدة فقط من أجلها.
سألها وهو يمسك بذراعها" هل أنت وحيدة, ريسا؟"
اقتربت منه فشعر بمزيد من الشوق اليها, مالت برأسها الي جهة واحدة وشعرت بلطافة هذا الرجل, قالت" أنت حقا لطيف, هل تعلم ذلك؟"
ابتسم باستغراب, قال لها أنه يحبها وقالت له أنه لطيف, الأطفال لطفاء, الهرر لطيفة, الرجال أقوياء مثيرون.
"ان أردت الصراحة ريسا, أنت تبدين كعمتي ميلي, وهي دائما تقول ذلك بصوت كاف ليحطم الحواجز"
"أنت تقصد أنك لم ترث صوتك المثير منها؟"
"أنت تعتقدين أن صوتي مثير؟"
"أنت تعلم جيدا أن صوتك رائع, أخبرني المزيد عن عائلتك"
آخر شيء كان كايل يحب القيام به هو التحدث عن عائلته, لا, هذا غير صحيح, آخر شيء يحب القيام به هو أن يغادر, التحدث عن عائلته ليس بالأمر السيئ.
سأل أخيرا" ماذا تريدين أن تعرفي عنهم؟"
"آه, لا أعلم, قالت لي راين أن لدي ميتش الكثير من الأقارب. أنا لدي ستيفاني بالطبع, لكن كل أقاربي الباقيين هم, أمي التي تعيش في فلوريدا, ابن عم في تكساس, وعمتين في فرمونت. ما هو الشعور أن تكون محاطا بعدد كبير من أفراد عائلتك؟"
تراجع كايل الي الوراء قليلا لكنه لم يبعد يديه عن كرسيها, لم يفكر من قبل بذلك, فقال" في معظم الأحيان...الكثير من الضجة والصخب"
"الضجة؟"
"صحيح, كل شخص يتكلم مع الآخر في وقت واحد, أمي كانت الابنة الوحيدة لعائلتها, لكن لدي أبي ثلاثة أخوة وثلاث شقيقات, وجميعهم متزوجون وأنجبوا العديد من الأولاد وهكذا, لدي الكثير من أبناء وبنات العم"
قالت" اذا لديك عائلة كبيرة ومليئة بالصخب"
"لقد التقيت ببعض منهم في زفاف راين و ميتش, هل تذكرين العم مارتن؟"
"الرجل الذي ناداني كلارا, أري أن تصغير الأسماء أمر متوارث في العائلة"
ابتسم لها وهو يقول" أنني أشعر بالامتنان أن العمة ميلي تزوجت من داخل العائلة ,لا فكرة لديك أي احساس بالراحة لدي لأنني أعرف أنني لن أقلق أن أطفالي سيرثون أي صفات منها"
قالت" لقد تأخر الوقت"
"أنت تقولين ذلك دائما ريسا, قد يكون الوقت متأخرا لكنني لا أريد المغادرة"
"اعتقدت أنك فهمت أن كل ما يمكن أن يجمعنا هي الصداقة" وضعت قدميها علي الأرض ووقفت" ليس لدي ما أقدمه لك, لا شيء, وأنا لا أريد أن أستغلك"
أراد كايل أن يخبرها أنها مخطئة وأن هناك أشياء كثيرة تستطيع تقديمها له, وأشياء تستطيع أخذها منه, وهو لا يمانع في العطاء مادام هما الاثنان يتبادلان.
لكن مجرد النظر اليها عبر الغرفة, علم أنها ليست في حالة من التفكير لتسمع ما يريد أن يقوله, هي هكذا...تتقلب من الدفء والعاطفة الي البرودة. في لحظة كانا يتحدثان عن العائلة, وفي اللحظة الثانية تقفل علي نفسها بعيدا عنه. قال وهو يرفع معطفه عن المقعد" كلاريسا كوهاغن ,أنت امرأة معقدة, وأنا لا أستطيع أن أفهمك بصورة جيدة"
"لا تحاول كايل, لا يستحق ذلك العناء, وطالما نحن نتحدث عن الوقت, أريد أن أشكرك علي كل شيء, لأنك جعلت ستيف تضحك, وعلي الهدايا, لكن الآن عليك أن تتوقف عن ذلك كايل, حان الوقت لانهاء كل هذا للمرة الأخيرة وقبل أن يشعر أحدنا بالأسي"
ارتدي كايل معطفه وسار نحو الباب الذي كانت تمسك به وقال" ما رأيك بأغنيتنا؟"
"انها ليست أغنيتنا, وسيكون من الأفضل ألا ترسل لي أي أغنية أخري كايل, من الأفضل أن ينتهي كل شيء"
"كان يجب أن تعرفيني جيدا لتعلمي أنني لا أستسلم بسهولة, هذه طريق أخري نحن عائلة هاريس نتناولها من جيل الي جيل, لدينا عناد شديد..نتوارثه كل واحد منا"
تراجعت كلاريسا خطوة للوراء واستدارت
حدق كايل بتعابير وجهها الغامضة قبل أن يتجه نحو الباب ,غادر المنزل وتمكن من القيادة الي فلادلفيا, لم يتمكن من ابعاد نظرة كلاريسا عن مخيلته, لم يعلم سبب تلك النظرة, لكنه سبب لها الألم, ومقابل حياته كلها لن يعلم ما الذي قاله لتبدو بكل هذا الحزن.
لم يعجبه أن يري الألم في عينيها وكان مصمما علي أن يكتشف ما الذي سببه وما الذي قاله وذكرها به, حتي يجد طريقة ليخفف من ذلك الألم في قلبها.
لن يكون الأمر سهلا خاصة أنها قالت لها وداعا وأقفلت الباب وراؤه, وهي تقصد ذلك فعلا, لن تجعل الأمر سهلا عليه ليتمكن من القضاء علي كل مخاوفها لأنها لن تجعل من السهل عليه أن يتمكن من رؤيتها ثانية.




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 06:34 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-17, 02:43 AM   #10

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
"انني سعيد لتمكني من مقابلتك قبل أن تغادر,كايل"
نظر كايل الي رئيسه الذي دخل للتو غرفة الصوت,سأله" ما الأمر,ويل؟"
وليم جيمس ماكنزي مدير المحطة, ابتسم وضرب الملف الذي وضعه علي المكتب بيده وربت علي كتف كايل باليد الأخري "معدلاتك ,هذا هو الأمر, واذا كانت معدلات السمع لديك مرتفعة,فهكذا هي معدلات المحطة أيضا. انظر الي تلك الاحصاءات" وأشار بيده الي الملف قرب يد كايل اليسرى
استدار كايل وأمسك الملف" هذا رائع, ويل"
هز الرجل الآخر رأسه وقال" أنت تعلم كايل, أنني أكره أن تناديني ويل ولكن احتفظ بمعدلاتك عالية هكذا, ويمكنك مناداتي بأي اسم مزعج تريده"
"هيا ويل, حقيقة أن الاسم هذا لا يعجبك يعطيني المرح"
"سأخبرك ما هو المرح, المرح أن تتلقي اتصالا من صاحب المحطة كأول عمل لديك في الصباح,مادحا بي بسبب جهودي الخلاقة باجتذاب المستمعين, قلت له أن تلك المبادرة كانت منك كلها من مجهودك أنت وأقول لك تقديم الأغنيات القديمة عند الساعة العاشرة وثماني وأربعين دقيقة فكرة رائعة, لكن في المرة القادمة عندما تريد القيام بفكرة رائعة ,هل يمكنك أن تتحدث معي بشأنها"
أخيرا فتح كايل الملف, ونظر الي الصورة البيانية علي الصفحة الأمامية ,من المؤكد أن محطتهم تنتشر في كل مكان,مع ازدياد عدد مستمعيهم عند الصباح أكثر من أي وقت مضي, ومن ثم يأتي برنامجه المسائي في المرتبة الثانية"
"استجابة المستمعون بصورة غير معقولة طوال الأسبوع, وعلي أن أفتح خطا جديدا للهاتف من أجل تعليقاتهم فقط,هم جميعا يميزون صوتك المسجل ويريدون أن يعرفوا من هي المرأة الخاصة, وهذا هو الحماس الذي أريده. هل تذكر تلك اللوحات الاعلانية التي طلبتها العام الماضي؟"
كايل والذي كان يعاني من ايجاد جزء من هذا الحماس, لم يزعج نفسه بالاجابة فالأمر غير مهم, لكن تابع وليم ماكنزي وكأن كايل أجابه" المعتمدون الاقتصاديون للمحطة وافقوا عليها أخيرا, وستوضع تلك الاعلانات في كل مكان هذا الأسبوع, وهناك ارتفاع في مدخولك أيضا, هيا, ان انتهيت من العمل هنا, الغداء سيكون علي حسابي"
جلس بصورة مستقيمة علي كرسيه ومرر يده في شعره وقال" سآخذ العلاوة ويل, لكن سأؤجل موعد الغداء لأنني متفق مع ميتش علي مباراة في كرة السلة"
"مباراة في كرة السلة في شهر كانون الثاني؟"
"انه عمل يبعد التوتر"
"اذا كنت تقول ذلك" سار رئيسه باتجاه الباب الزجاجي واستدار وهو يتابع" اذهب اذا. لكن اعمل علي تصفيف شعرك في ذات الوقت"
"قص شعري؟"
"نعم, ان كنت ستظهر في برنامج صباح الخير فلادلفيا, فيجب أن تبدو في أفضل حالاتك"
"أنت تقصد أنك عملت علي الاتفاق معهم؟"
"لا, لقد اتصل بي أحدهم هذا الأسبوع وقال أن الضيف الذي سيظهر الأسبوع المقبل قد تعرض لألم حاد في معدته ونقل الي المستشفي ولن يتمكن من الحضور, ولذلك اتصل صاحب المحطة التلفزيونية , وبكل الأحوال ...برنامج صباح الخير فلادلفيا هو لك"
خرج ويل من الغرفة لكنه توقف متابعا" آه كايل؟ حظا سعيدا مع تلك المرأة"
"وما الذي جعلك تعتقد أنني بحاجة للحظ؟"
"لأنك تلقيت علاوة علي الراتب للتو, ومعدل مستمعيك في ارتفاع دائم وها أنت تجلس وكأنك مريض بالخدر فلابد أن السبب هي تلك المرأة ومن خلال النظر اليك يبدو أنها لا تجعل الأمور سهلة عليك"
وما أن انتهي من كلامه حتي وضع يده علي ربطة عنقه الغالية الثمن واستدار تاركا الباب مفتوحا وسار عبر الممر الطويل
أحدق كايل بالهدوء والفراغ أمامه ,كانت هناك أوقات حيث زيادة الأجر في العمل وزيادة عدد مستمعيه تجعله يطير في الهواء, أما اليوم فبالكاد شعر بالحماس, لأنه أدرك أنها ليست حقا مهمة, لم يقدم أغنية ليزيد عدد مستمعيه لقد قام بذلك ليذكر كلاريسا به كل ليلة.
وعلي ما يبدو أن نصف سكان فلادلفيا يتعمدون سماعه, كان يشعر أن تلك الأغنية هي الصلة الوحيدة له مع كلاريسا, وهو غير متأكد ان كانت تصغي اليه بعد أول مرة , فهي لم تتصل به في البيت أو المحطة, وبعد عدة أيام من الصمت اتصل بها لمنها لم ترد, ترك لها رسالة علي المجيب الآلي لكنها لم ترد اتصاله, وتصور كايل أنها لا تريد القيام بذلك وكل هذا لأنه قال لها أنه يحبها.
منذ أن التقي بها في المرة الأولي وهي ترفض أن ترقص معه,ترفض أن تخرج برفقته, ترفض حتي أن تراه, كان يعلم أنها عنيدة ومنذ البداية , عنيدة أم لا فهو يريد رؤيتها بالتأكيد, ويريد أن يكون معها ولو لم تكن عنيدة هكذا لكانت أدركت أنها تحبه أيضا,
كانت كلاريسا عنيدة صحيح لكنه يحترم قرارها, ففي النهاية هو واحد من عائلة هاريس وكل واحد منهم لديه عناد شديد وعلي ما يبدو عناده لا يقاوم, أمسك بالملف الذي تركه ويل وأخذ يقلب صفحاته حتي وصل الي موعد لقائه علي التلفزيون, نظر الي الخط الصغير ثم أغلق الملف وعاد لتحريك كتفيه ,لديه عرض عليه القيام به وامرأة يجب أن يقنعها بحبه وهناك الكثير ليحققه للقيام بذلك اذا أراد أن ينجح بالعملين معا.
راقبت كلاريسا وستيفاني من مقعدهما رجال الكاميرا وهم يتأكدون مما يفعلونه ,تأكدوا من صلاحية المذياع وتحدث المخرج مع أماندا مقدمة البرنامج وحتي الآن لم يكن هناك أي حضور ل كايل.
لم تقرر كلاريسا أن تخبر ابنتها عن دعوة كايل لحضور العرض في التلفزيون لكنها سمعت راين تتحدث عن ذلك وشعرت باحساس كثيرا كونها من المتفرجين, وببساطة لم تستطع أن تقول لا, فالعملية الجراحية ل ستيفاني تلوح في الأفق ورؤية كايل علي التلفزيون سيجعلها تتخلص من مخاوفها ولو لفترة.
صفقت ستيفاني مع الجميع عندما تم التعريف عن صاحب الصوت المثير هاريس ومنسق الأغاني الأول في فلادلفيا والرجل الذي ترغب كل النساء في الاستيقاظ علي صوته.
وصل كايل الي المسرح والتقطت الكاميرا شعره الأشقر وعينيه الزرقاوين وكتفيه العريضين ,نظر الي الكاميرا وكأنه يفعل ذلك طول عمره وكل ما استطاعت كلاريسا التفكير فيه كيف كان يبدو عندما قال لها أنه يحبها.
تمكنت أماندا من التعامل مع حماس الجمهور وسألت كايل الأسئلة المطلوبة ومرت خمس دقائق من برنامج الساعة الكاملة.
همست ستيفاني,"ألست سعيدة اننا أتينا ماما؟"
نظرت الي السعادة الواضحة علي وجه ابنتها ,ابتسمت كلاريسا وهي تهز رأسها ,لأول مرة منذ أيام تري عيني ابنتها تلمعان من السعادة ويبدو أنها نسيت أمر الجراحة وهي متوترة بسبب الأنوار المشرقة وكل ما يجري من أعمال وراء المسرح.
أصغت كلاريسا بينما كان يجيب عن سؤال ماكر عن حب حياته وعن المرأة المميزة التي يرسل لها الأغاني كل ليلة, ابتسامته الهادئة أظهرت بعض التوتر علي وجهه....فعلمت كلاريسا أن ستيفاني ليست الوحيدة المتوترة اليوم.
لقد قال لها أنه يحبها, وهي لا تريد أن تسبب له الأذي لكنه لم يقبل الرفض كجواب نهائي وهي لم تقابل يوما رجلا مثله عنيد جدا ومثير جدا ولطيف جدا.
خلال استراحة اعلانية في نصف البرنامج لاحظ كايل كلاريسا تأخذ ابنتها نحو غرفة الاستراحة, تبعها بنظراته عبر القاعة ,كان هناك عدد من الرجال ينظرون اليها ومع كل ما لديها من دقة في الملاحظة يشك كايل أنها كانت تعي النظرات من الاعجاب, هي ببساطة وبطريقة لا شعورية لا تعيرها أي اهتمام.
أخذ كوبا من الماء من أحد العمال وأخذ يراقب كلاريسا, بدون شك هي امرأة جميلة جدا, لكن بطريقة ما تمكنت كلاريسا من جعل شخصيتها قوية لدرجة أن جمالها أصبح ثانويا لديها.
تركت شعرها متدليا علي كتفها اليوم ,يلامس وجهها ويتموج علي ظهرها, كل ما فيها يتحدث عن النعومة والتميز ,بدلتها البنية ,ماكياجها, وحتي المجوهرات التي ترتديها والتي تتألف من ثلاثة خطوط من اللؤلؤ علي عنقها وخط واحد حول رسغها.
الاعلان عن انتهاء الاستراحة أتي في اللحظة التي انكشفت فيه من أمامه, جلس كايل براحة علي مقعد المسرح, وهو سعيد كيف مضي هذا الصباح.
بدأت الكاميرا تعمل ثانية ومرة ثانية وجد كايل نفسه يرد علي أسئلة أماندا بشأن امرأة حياته, نظر الي الجمهور ورأي كلاريسا وستيفاني تعودان الي مقعديهما.
رفع حاجبه ونظر الي أماندا بنظرة مشاكسة وقال" حسنا, هناك حقا امرأة مميزة في حياتي"
جواب كايل جمد حركة كلاريسا ,شعرت بالدماء تتدفق الي رأسها والشيء الثاني الذي علمته ,أن كايل يسير نحوها فجأة تبعته الكاميرا وهذا ما جعل كلاريسا تشعر وكأنها غزال وقف مكانه بسبب الأضواء المتسلطة عليه.
سأل كايل " هل تمانعين اذا جلست ستيف معي لعدة دقائق؟"
لابد أنها هزت رأسها موافقة لأن كايل وضع يديه حول خصر ستيفاني ورفعها بين ذراعيه القويتين وحملها الي المسرح. للحظة كانت تشعر بالرعب أن كايل سيعلن حبه لها علي التلفزيون لكنه أكثر تعقلا من ذلك.
شعرت بالراحة وبقيت مكانها تراقب من خلال المكان المحدد للمشاهدين, وضع كايل ستيفاني علي ركبته وكأنه حملها هكذا مئات المرات لكن كلاريسا لم يفتها ملاحظة يده التي أبقاها علي كتف ابنتها كي يحميها, تمتم وهو يبتسم" هذه هي المرأة المميزة التي كنت أخبرك عنها"
تأملت أماندا الضيفة الجديدة ونظرت ستيفاني الي الكاميرا وكأنها ولدت وهي تفعل ذلك وقالت بخجل" كايل أنت تبدو كنجم سينمائي"
هزت كلاريسا رأسها عندما حرك كايل رأسه بسبب المديح, نظر الي جهتها ولمعت عيناه كضوء القمر, أعاد انتباهه الي أسئلة أماندا لكنه مر وقت طويل قبل أن تعود أنفاس كلاريسا الي طبيعتها.
كانت تدرك تماما مدي قوته, وكذلك معظم النساء في فلادلفيا, من المؤكد أن صوته عميق ومثير,لكن ليست بدلته ولا صوته هما سبب خفقان قلبها, انها ابتسامته ونظرة عينيه ,انه الكلام الذي قاله والذي لم يقله, انها طريقته كيف بدا أمام الكاميرا وكيف نظر الي ستيف, حتي هي أصبحت تنادي ابنتها باسمها المصغر.
أخبرت ستيفاني أماندا عن أخو ايمي جو باركر وأن كايل ساعدها في صنع رجل الثلج, وبعد لحظات قالت بصوت منخفض" أريد أن أعود الي ماما الآن" وأمام ملايين المشاهدين أعطت كايل حضن وقبلة.
مع أن كلاريسا ليست من النساء اللاتي تبكين بسهولة لكنها وجدت من الصعوبة أن تري من خلال الدموع التي ترقرقت في عينيها, أخذت ابنتها الي مقعدها وهي تفكر أن لديها أجمل طفلة في العالم.
قالت أماندا الي الجمهور"أعلم أن عددا كبيرا من النساء يرغبن أن تري صاحب الصوت المثير كيف يبدو بدون قميص, والشكر يعود ال أخيه ,فقد حدث أنهما قدما لي شريطا مصورا, ضعه يا راندي"
ضحكت كلاريسا مثل كل المشاهدين عندما وضع الشريط الذي استغرق خمسة عشرة ثانية, قالت أماندا أن كايل بدون قميص وكانت علي حق لكن في الشريط كان كايل في العاشرة من عمره.
كانت لا تزال تضحك وهي تنظر الي شاشة العرض وللحظة النظرة التي في عيني كايل أبعدت الضحكة عن وجهها, كان يراقب الفيلم وأصبحت عيناه مظلمتين بسبب عاطفة قوية سيطرت عليه, تمكن من التخلص من تلك الأحاسيس بسرعة لكن كلاريسا وجدت نفسها تنظر الي الفيلم ثانية باحثة عن سبب لمعان الحزن في عينيه.
سألت أماندا" هل تريد أن تخبرنا من هؤلاء الشباب الأربعة المثيرين؟"
أجاب كايل" هذا أنا علي لوح الغطس" تساءلت كلاريسا ان كانت هي الوحيدة التي سمعت الحزن العميق في صوته وتابع" وهذان الاثنان الي يميني هما شقيقاي واللذان هما الآن في مشكلة كبيرة"
"والولد الآخر؟"
ساد لحظة من الصمت ,لحظة ثقيلة وتعجبت كلاريسا كيف لا يلاحظ أحد غيرها ذلك, قال" ابن عمي,جايسون"
غيرت أماندا الموضوع وعاد كايل الي طبيعته مجيبا علي الأسئلة بهدوء, كان كايل سيد في اخفاء مشاعره لكن كلاريسا تشك ان كانت تستطيع أن تنسي تلك النظرة في عينيه والتي رأتها وهو يراقب الفيلم, وهذا ما جعلها تفكر أنه لم يعش حياة مرحة مستهترة في النهاية
انتهت أخيرا الساعة الطويلة للبرنامج, فتنفس كايل بعمق وهو يشعر بتعب شديد, العمل في التلفزيون مرهق ومن الآن فصاعدا سيعمد علي البقاء في الاذاعة.
صفق الجمهور كثيرا وبالكاد سمع كايل ذلك, كل الذي كان يريده أن يجد كلاريسا وستيفاني والذهاب الي المنزل وقبل أن يتقدم قاطعه مديره.
قال ويل" كايل وكنت أتحدث مع السوق, الاقبال علي برنامج الصباح كان مذهلا وأعتقد أن صورتك طبعت في كل منزل في البلاد, كما وأن الفتاة الصغيرة مع القضبان المعدنية كانت مذهلة, واحد من المعلمين لدينا يريد أن يرسلها هي وأسرتها الي ديزني"
اعتبر كايل أن رد فعله البطيئة تعود لسبب أو اثنين, اما الارهاق أو ربما الصدمة التي شعر بها ورغبته في السيطرة علي أعصابه بعد رؤيته لذلك الفيلم, مما ترك رأس كايل يدوي كالرعد, كذلك اللم في معدته جعله يشعر بفقدان السيطرة علي نفسه, تقبل كايل تهنئة ويل وسلامه, أخيرا أبعد نفسه عن مديره وفي الوقت الذي وصل فيه الي المكان كان قد فقد كلاريسا و ستيف, فلم تكونا في أي مكان يستطيع ايجادهما فيه.
سأل حوله فأجابه أحد المصورين" لقد غادرتا للتو, كانت الفتاة الصغيرة مرهقة وأخذتها الأم الي البيت, المرأة جميلة جدا أليس كذلك؟ والطفلة تبدو تماما مثلها ,أمر مؤسف أنها معاقة, كان من الممكن أن تصبح غاية الجمال في يوم ما"
شد علي يديه حتي أصبحتا قبضتين وحدق بالرجل غاضبا والذي كان يشرب القهوة وكأنه لم يقل شيئا مهينا, احتاج لكل قوة ارادته ليتمكن من الاستدارة والمغادرة بينما كان يرغب أن يغير ملامح ذلك الرجل.
كان بامكانها أن تصبح غاية الحمال ,تلك الفتاة الصغيرة هي حقا جميلة, كما وأن لديها قوة شخصية وذكاء في اصبعها الصغير أكثر من جسم ذلك الرجل الأحمق كله.
وصل كايل الي منتصف الغرفة حين بدأ يهدأ ولأول مرة يفهم حقا نوع المصاعب التي واجهتها كل من كلاريسا وستيفاني في كل يوم طوال الخمس سنوات ,لا عجب أن العملية مهمة جدا ل كلاريسا ولا عجب أن ستيفاني خائفة جدا منها.
لم تذكر كلاريسا مخاوف ستيفاني مرة ثانية ولكن من الواضح أن ستيفاني لا تسهل أمر العملية علي أمها فالتوتر واضح في عيني كلاريسا.
كان كايل يعلم دائما أن عواطف كلاريسا عميقة جدا, لقد اعتقد أن بعض المرح والكثير من سحر هاريس قد يزيل كل تلك المخاوف, وحتي الأطباء قالوا لها كم هو مهم التفكير الايجابي لنجاح العملية والتمارين اللاحقة, تمني كايل لو أن هناك ما يستطيع القيام به ليساعدهما, لسوء الحظ شعر بأن سحره قليل جدا فالذي يحتاجانه أيام مليئة بالفرح والمرح.
عالم ديزني, ويل قال أن أحد المعلنين قدم لعائلة ستيفاني بطاقات للذهاب الي ديوني, أيام مليئة بالفرح وعالم ديزني متطابقان.
وسع كايل خطواته واقترب من مديره ,كانت الأفكار تتسارع في رأسه
"ويل, بشأن تلك البطاقات الي عالم ديزني ,هل تعتقد أنه بامكانك الحصول عليها لنقل في ...غضون ساعات؟"
كان علي كايل أن يتحمل بضع التعليقات السمجة من ويل ونقاش طويل عمن هو المدير هنا لكن بعد مرور ساعتين...وليم جيمس ماكنزي وضع مغلفا بين يدي كايل الممدوتين.
قام كايل هاريس تماما بما أمر به الطبيب.
كانت تشعر بدوار في رأسها ,مدت كلاريسا يدها لتحضر كوبا آخر وأمسكت بابريق العصير . مر السيد أبرناتي في وقت سابق, واتصلت راين لتسأل ستيفاني كيف تشعر الآن كونها أصبحت نجمة, ولا أحد منهما جعلها تشعر بدوار مثلما فعل كايل, كان قد وصل الي منزلها منذ بضع دقائق , وسيم جدا في بدلته السوداء مما جعل أنفاسها تحبس في حلقها, وفي لحظة بدا مرتاحا جدا في غرفة الجلوس, بينما كانت تحاول جاهدة أن تفكر بمنطق . سكبت العصير فوق الثلج في كوبين وسارت بهدوء عبر الباب.
توقفت ما أن أصبحت في غرفة الجلوس حيث كان كايل يقلب اسطوانات الأغاني بانزعاج واضح وبدلا من أن يضع أغنية ما ,أدار جهاز الراديو وأخيرا وقف مستقيما بينما سمع صوت أغنية قديمة. فالتقت عيونهما.
ابتسم لها وقال" أتعلمين ما هو سبب أهمية تلك الأغاني القديمة؟"
"ماذا؟"
"ليس عليك أن تفكري, كل ما عليك القيام به هو الاحساس"
كان قد عمل حتي وقت متأخر وقد أتي مباشرة من المحطة, كان شعره أشعث ومع أنه كلن لا يزال يرتدي بدلته الا أنه بدا متعبا وأكثر تعبا مما قد رأته سابقا.
"أنت حتي لا تفكري باقتراحي ,أليس كذلك؟"
وبينما كانت الموسيقي الحالمة تنتشر في الغرفة بهدوء, حاولت كلاريسا التفكير بطريقة لتتمكن من رفض دعوته بلطف" انها فكرة رائعة, كايل ,لكنني لا أستطيع"
لقد رفضت عرضه للعطلة الصغيرة الي عالم ديزني.
توقعت أن يجادلها بالأمر علي الأقل توقعت أن يذكرها أنها أخبرته أن أفلامها المفضلة هي من أعمال ديزني, والذهاب هناك سيكون مغامرة للتعرف علي شخصيات ديزني , وكالعادة فعل عكس ما توقعت, لم يجادلها ولم يحاول التحدث عن الرحلة.
بقي هادئا ومع أنه لم يكن غاضبا, فلقد كانت متأكدة أن ابتسامته لم تصل الي عينيه منذ أن أخبرته أن لديها زفاف تعمل علي اتمامه ولا تستطيع السفر الي فلوريدا بدون سابق انذار.
كانت قد خلعت حذائها عندما وضعت ستيفاني في الفراش ولكنها كانت مازالت ترتدي البدلة التي ارتدتها طوال النهار, هي أيضا كانت تشعر بالارهاق في كل عضلة في جسمها.
وضعت الكوبين علي الطاولة الصغيرة ,قرب بطاقات السفر التي أحضرها كايل وسارت مقتربة منه" أنت حقا لطيف جدا"
"رائع, لطيف هي الطريقة الأمثل التي أرغب في أن تصفيني بها"
ابتسمت كلاريسا من تعابير وجهه" أنت تعلم ما أقصد"
وضع يده علي كتفها وشدها اليه ببطء" لما لا تخبريني ماذا تقصدين؟"
لم تستطع أن تنسي كيف حمل ستيفاني خلال عرض التلفزيون, ولم تنس كيف بدا عندما أخبرتها أنها لا تستطيع الذهاب معه الي ديزني.
"لابد أنك مرهق جدا بعد كل هذا النهار الطويل"
خلع كايل الجاكيت وجلس براحة علي الصوفا, أخفضت كلاريسا صوت الموسيقي وشغلت الفيديو,وقالت" لقد سجل السيد أبرناتي العرض اليوم, ولقد راقبت ستيفاني نفسها عشرات المرات"
قبل ذهابها للنوم أوقفت ستيفاني الشريط في منتصفه, ومن هناك عمدت كلاريسا علي البدء به, لم تجلس علي الكرسي المقابل لكايل, بل جلست علي الصوفا علي بعد خطوات منه وابتسمت كيف أجاب علي أسئلة أماندا.
قالت" لقد تمكنت من السيطرة علي الجمهور بقوة"
صمتا معا عندما وصلت الكاميرا اليها وتذكرت كم كانت قلقة أن يضعها كايل في موقف محرج وأمام كل هؤلاء الناس, لكنه لم يفعل, والآن تدرك أنها أساءت تقديره.
تمكنت الكاميرا من تصوير ستيفاني بصورة رائعة, ووجدت كلاريسا نفسها تضحك بصوت عالي علي طريقة ابنتها بالتحدث الي الجمهور , أخيرا كايل من تحدث" انها حقا فتاة ذكية, حتي تاي لاحظ ذلك هذا النهار"
لم تعطي كلاريسا انتباهها ل كايل لكنها استمرت بمتابعة الشريط الذي يظهر كايل واخوته وابن عمهم يسبحون, وقبل أن ينتهي الشريط أخذ كايل الريموت من يدها وأوقف الفيديو.
مد ساقيه وحرك عنقه وقال" لقد رأيت ما فيه الكفاية, ماذا عنك؟"
بحثت كلاريسا في وجهه لتري أي نوعا من السخرية ,لكنها لم تجد شيئا من ذلك, كان جادا جدا, لم يكن هناك أي مكان للابتسام ولا حتي في عينيه ,لم يكن هذا كايل أبدا.
لقد تعرفت عليه لأقل من شهرين لكنها تتذكر مناسبات قليلة عندما يكون جادا عندما يلوح أمامه ذكري لا يستطيع نسيانها. وبذات الصوت الذي تستعمله مع ستيفاني عندما تكون حزينة سألته" ماذا حدث ل جايسون, كايل؟"
أبعد نظراته عنها الي مكان ما في الفراغ, أو أنه عاد الي الماضي, لم تكن كلاريسا متأكدة ولوقت طويل لم يجب وعندما فعل أخيرا كان صوته هادئا جدا مما جعلها تشعر بالتوتر وهي تسمعه يقول" لقد مات"
لعدة لحظات كانت الموسيقي الخافتة هي الصوت الوحيد في الغرفة, خائفة أن أي حركة قد تبعده عن أفكاره الخاصة, جلست صامتة منتظرة منه أن يكمل
في مخيلته كان لا يزال كايل يستطيع رؤية النمش علي أنف جايسون هاريس وابتسامته ذات الأسنان الكبيرة, ولا يزال يسمع ضحكته العالية, مازال يسمع صوت لوح الغطس وكيف ارتطم رأس جايسون باللوح الخشبي, وكيف انتشر الدم عندما سقط جسمه بالماء.
شعر كايل وكأنه يتجمد من جديد, وكأنه لا يزال يستطيع رؤية الدماء تنتشر بكل مكان وكأنه لا يزال يشعر بجسم جايسون ينزلق من بين يديه, والأهم من كل ذلك مازال يشعر بالرعب في حلقه والخوف الثقيل الذي جمده علي جانب الحوض.




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 06:36 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:02 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.