عندما كان ماكس مع تيسا ورايان يجوبون انحاء المحطة , لم يقل الشيء الكثير , وتيسا لم تحب سكوته فهي تكره فترة السكوت بينهما لانها تخلق قلقاً بداخلها مشكوك فيه. ولكنها ايضاً تعلم ان ماكس سيقول لها مايدور في خاطره عندما يستعد هو لذلك.منتديات xxxxx
توقفوا ليتناولوا الغداء في مطعم المأكولات السريعة وكان رايان يثرثر طوال الوقت عما رآه في محطة التفلفزيون , وعند عودتهم الى البيت وبينما كانت تهم لدخول غرفتها لتغير ثيابها ناداها ماكس" هناك اتصال لك على آلة الرد" كان متحكماً بنبرة صوته وملامح وجهه هادئة , ولم تظهر لها حقيقة مشاعره, ولكن عضلة وجنته كانت تعمل.
" ربما عليك اخذها الآن " قال لها ونبرة صوته لم تتغير.
وليعطيها المجال لتنزل الدرج ابتعد عنه.
" تيسا انا دان , هناك حريق في ادغال كاليفورنيا ولم يستطيعوا حتى الآن السيطرة عليها . انا سأذهب الليلة واريدك معي نيوز اوف ذا ويك , تتعهد السفر وسيدفعون لك ايضاً اذا اردت الذهاب , لا تخذليني , تيسا ان طائرتنا تغادر الساعة الثامنة وستكون مدة الرحلة اربعة ايام على الاكثر , اعدك , اتصلي بي بأسرع مايمكن" وردد لها رقم الهاتف.
----------------------------
" اعتقد انه يجب عليك الذهاب"
وضع ماكس يديه في جيبي سرواله واجاب " انت تودين الذهاب وانا اعرف ذلك لقد فوت عليك رحلة البرازيل , لقد اعطيتنا ستو اسابيع من حياتك ونحن لا نريدك ان توقفي عملك من اجلنا"
مسحت يدها على وجهها " لا اعرف ماكس"
" من الافضل للجميع ان تذهبي فحياتنا كلنا يجب ان تعود الى طبيعتها "
إذا كان ماكس لا يريدها هنا وهو يفكر ان هذه الطريقة الاحسن من اجل رايان .. حسناً , وهي تريد بعض الوقت لوحدها حتى تفكر فيما تريد.
وقبل ان تفكر بالامر اطول حسم ماكس الموقف وقال " سأذهب واخبر رايان وانت اتصلي بـ هولواي"
" ربما علي ان اخبر رايان"
سحب ماكس يديه من جيبيه من دون ان ينظر اليها وتوجه ناحية السلم" اذا بقي عندك الوقت فبامكانك ان تتكلمي معه ولكنني اتصور انه يجب عليك التوجه الى نيويورك " قال ذلك وهو يصعد الى الطابق الثاني . ماذا دهى ماكس ؟ ماذا قالت لتجعله .. يبتعد ؟ او ربما لاحظ واخيراً انه لديها وظيفة يجب ان تؤديها ولن تكون المرأة التي يريدها , مثل ما كانت ليسلي.
جهزت تيسا حقيبتها عند الباب ولكن وزنها اخف من الحمل على صدر ماكس. حرائق الادغال . وهي ذاهبة لتغطيها لماذا شجعها على الذهاب ؟ لانها ارادت ذلك. لقد رأى ذلك في عينيها فحب السفر عند تيسا لم يستطع ان يلجمه ولن يستطيع احد ان يفعل ذلك, فمقابلتها التلفزيزنية وضحت ذلك.
ارادت ان تكون حرة ولكن ماهي طبيعة العلاقة بين شخصين عندما يكون واحد منهما كثير الترحال؟ وكيف ستتمكن من تربية ابنها او اولادها ؟
عندما شاهد عيني رايان البنيتين في حيرة , شك ماكس ان ابنه رايان ليس مرتاحاً لسفر تيسا ولكن يجب ان يعتادا على فكرة ان غياب تيسا مؤقت .ريحانة
نزلت تيسا الدرج حاملة معطفها والحيرة تبدو عليها وجلس رايان على الكنبة بقرب ماكس قلقاً ويبدو ذلك من حركات يديه العصبية حتى عندما سمع تيسا تنزل لم يتحرك, فاتجهت تيسا نحوه وجثت بقربه مقبلة يديه وقالت له " سوف اغيب لبضعة ايام فقط"
نظر اليها بعينيه الحزينيتن ولم يقل شيئاً فوقفت تيسا مستعدة للرحيل, نهض ماكس وقال لها " سأرافقك الى السيارة"
وعندما كانا يتجهان الى الخارج وضعت يدها على كتفه وقال " ماكس .. ربما لن اذهب"
بدت لمسة يدها صادقة ونابعة من قلبها " ولكن ما سيغير هذا في الوضع ... سوف تذهبين لتغطي مؤتمر القمة يجب ان يتقبل فكرة انك لن تبقين معه"
" لكن ربما لم نحضر جيدا للموضوع.. ربما كانت هذه الاحداث سريعة "
فتح الباب فجأة وظهر رايان راكضاً بسرعة.
" تيسا تيسا ماذا فعلت لك؟ ارجوك لا تذهبي"
تساقطت الدموع على وجنتيه. انفطر قلب ماكس حمل رايان بين ذراعيه. وقال له " لم تفعل شيئاً لها , لماذا تفكر هكذا؟"
احنى رايان رأسه ولم يجب فنظر ماكس الى تيسا للمساعدة, فرأى ذراع تيسا باليد الاخرى فناداها " تيسا..."
حاولت ان تجيب وقالت له " لنرجع الى الداخل"
" لنذهب الى الداخل" اجابت تيسا مرة اخرى.منتديات xxxxx
عندما دخلوا الى المنزل , جلست تيسا على الدرجة الثانية ومدت يدها لرايان وقالت له " اجلس بقربي حبيبي"
تركه ماكس ولم يتردد رايان من التوجه اليها . جلس على الدرجة بقربها . ضمته اليها وسألته " هل تعرف كيف ماتت امك؟"
بدا على ماكس انه سيعترض على السؤال ولكن رايان قاطعه وقال " لقد مرضت جداً, وذهبت الى المستشفى ولم تعد... عندما امرض اذهب الى الطبيب واعود الى البيت"
شدت تيسا يدها على كتفيه وقالت " كانت امك تحمل مرضاً لا يشفى منه ولكنها ارادت ان تعود الى البيت .. بصدق ارادت ان تعود" اختنق صوت تيسا وهي تكمل" لقد احبتك كثيراً ولكن المرض جعلها ضعيفة ومتعبة جداً, واخذها الموت منا . فموتها ليس له علاقة بك ولو استطاعت ان ترجع ستبقى معك حتى آخر العمر"
ركز رايان على نقطة واحدة وقال " هل لا تزال تحبني بعد ان رحلت؟"
اجابت تيسا " نعم فعلت ذلك , وماتزال تحبك فالامهات يحببن اطفالهن الى الابد حتى عندما يجب عليهم ان يرحلوا " ربتت تيسا على كتفيه واردفت " لم تفعل شيئا خاطئاً , فمرضها ورحيلها صعباً عنك ليس له علاقة بك ولكنه كان شيئا صعباً حصل معها"
نظر رايان الى شريط حذائه وقال " لكن احد الاطفال في المدرسة قد رحل والده ولم يعد وقال لانه كان سيئاً وكان والداه يتعاركان بسببه كل الوقت. فكرت انني كنت السبب في رحيل امي"
فوضعت تيسا رأسها على رأس رايان وعانقته وقالت له " انت افضل صبي يمكن لشخص ان يحصل عليه ولكن يحصل اشياء في بعض الاوقات لا يمكننا السيطرة عليها"
جلس ماكس بقرب رايان وقال له " بماذا تعتقد انك اخطأت؟"
---------------------------
هز رايان كتفيه وقال " فكرت كثيراً ولكنني لم استطع ان اتذكر امي"
رفعت تيسا وجه رايان وقالت له " رايان ان قلت لك انني سأعود هل تصدقني؟"
نظر الى يديه اليها وقال " هل تعدينني؟"
عندما احست ان قلبها ارتاح قليلاً, ابتسمت وقالت له " اجل اني اعدك , وبامكاني ان اتصل بك من كاليفورنيا , لا اعدك بأنني سأتصل بك كل ليلة لانه ربما لن اكون قرب الهاتف ولكن سأتصل بك قبل ان اعود الى المنزل وان استطعت الاتصال بك بين هذين الوقتين سأفعل هل تصدقني؟"
تردد قليلا وبعدها هز برأسه .
فقالت " جيد, ولكنني اريدك ان تفعل من اجلي شيئاً, في كل يوم وانا غائبة ترسم لي صورة عما فعلته ذاك اليوم وتحدثني عنه عندما اعود"
ظهرت ابتسامة كبيرة على وجه رايان , ومسد ماكس شعره عن جبينه وقال له " اننا نحبك يا رايان لا يهم ماذا تقول او ماذا تفعل سوف نحبك دائماً"
عانق ماكس ابنه ومسحت تيسا دمعة نزلت على خده , فنهض رايان وطلب منها " لا تذهبي قبل ان ارجع اريد ان اعطيك شيئاً"
نهض وصعد الدرج . قالت تيسا لماكس بصوت خافت " كان يجب ان اعرف"
فعبس وسأل " كيف كان يمكنك ان تعرفي"
نظرت في عينيه ورأت الألم فيهما وقالت "لانني تساءلت عن الشيء نفسه لسنوات عدة , لتتركني امي وحيدة فلانني فعلت شيئاً فظيعاً . ابي رحل وامي رحلت ايضاً فكيف كان بامكاني ان افكر انني لم اخطئ بشيء. شعرت ان هناك شيئاً خاطئاً بي ولم يكن لدي اصدقاء ايضا. كنت اخاف ان اتعلق بهم. كنت اخاف ان احب. اعتقد انه لهذا السبب لا يملك رايان الاصدقاء, ولكنه متعلق بنا نحن نقطة الارتكاز في حياته وكما قلت سابقا فأنا بالنسبة له كرجل العيد ولكن هذه المرة بقيت مدة اطول وتعلق بي. في بعض الاوقات لا يمكننا ان نتعلق بشيء بالرغم اننا نحاول ان نحمي انفسنا منه"
تشنجت يدا ماكس وقال بصوت هادئ " يبدو انه يفكر بهذا منذ مدة , ربما هذا ما حول انتباهه عن دراسته سوف اتكلم مع السيدة باريت حتى تعرف ماذا يحدث"
سمعا صوت ركض اقدام على الدرج مما جعل تيسا تنهض فجأة من مكانها فقفز رايان الدرجة الاخيرة وفتح يد تيسا ووضع فيها سيارته المفضلة الفيراري الحمراء وقال لها " سوف تأخذين هذه معك حتى لا تنسيني"
لاحظت تيسا ان رايان يحاول ان يطمئن نفسه , وربما افضل شيء ممكن ان تفعله هو الرحيل ثم العودة كما قالت له . فسوف يثق بها , اخذت السيارة ووضعتها في حقيبتها وقالت :
--------------------------
" سوف اهتم بها" ثم انحنت وقبلته على وجنته وعانقته للمرة الاخيرة .
لم تحب ان ترحل ... لم تحب ذلك على الاطلاق...
بعيداً عن الحرائق وعن حركة مساء الجمعة المليئة بالحركة والارتباك .. اتصلت تيسا من هاتف غرفتها في الفندق بماكس ورايان.
وايضا اتصلت بهما من محطة اطفاء النيران ليلة الاربعاء ثرثر معها لمدة ربع ساعة واخبرها عن المدرسة و الكلب سكروفي.منتديات xxxxx
اما ماكس فهو موضوع ثان . فقد كان لبقاً ومهذباً كأنه لم يحدث شيء بينهما في الاسابيع الستة الماضية. الم يهتم ابداً بما كانت تفعله ؟ الن يهتم عندما تعود ؟ فقد بدا لها واضحاً انه لن يفعل.
لقد تغير كثيراً عما كان منذ سكنها معه . ولقد تغيرت هي ايضاً, لانها لم تعد تهتم بحرائق الغابات او اي سطر في رأس المقالة التي تشير اليها . كل ما كانت تهتم به هو العودة الى ماكس ورايان.
فالحرائق وصور دان و المقابلات كل هذه لم تعد تولد لها الحماس كما في السابق. شعرت انها انسان آخر. حتى دان لاحظ ذلك وعلق على قلة حماستها حيال القصة التي قد تلفت الانظار الى عملهما.
وعندما كانت تطلب رقم ماكس انتظرت تيسا ان يرد عليها بشوق ولكن صوت صبي في الثامنة من عمره فاجأها.ريحانة
" هاي, فطيرتي , ماذا يحصل؟"
ثرثر وشرع بوصف العرزال ( بيت الشجرة ) الذي كان يبنيه والد جيمي له. وعندما انتهى سألها بخوف " متى ستعودين الى المنزل ؟"
كلمة المنزل بدأت تأخذ معنى جديداً, اجابته " غداً"
وبشعور مغمور بالرضى سألها " هل تريدين ان تتكلمي مع ابي الآن؟"
" طبعاً , طبعاً" سمعت رايان يقول لماكس" ستعود غداً"
بدا صوت ماكس بعض التأثر " هل انتهيت من عملك؟"
" هل ستتعودين انت وهولواي ؟"
" كلا, سوف يبقى عدة ايام اخرى "
" انه بنفس الفندق , نعم" هل كان ماكس يشعر بالغيرة ؟ فالفكرة جعلتها تبتسم ... وتأمل " هل ستتسابق مع والد جيمي؟" .
--------------------------85
سألته بنعومة محاولة ان تعود الى سهولة الحديث معه" في بناء عرزال؟ اعتقد بناء غرفة رياضية في الغابة اسهل. تناقشت بالامر مع رايان . وسنرى في الربيع ماسيحدث؟"
الربيع .. وفكرت ماسيحدث من الآن للربيع.
" هل ستكون بانتظاري غداً عند عودتي في المنزل؟ ستصل رحلتي الساعة الحادية عشر. وسأكون هناك غداً بعد الظهر "
" ليس لدينا اي مشاريع , وانا اكيد ان رايان سيحب ان يكون في المنزل لينتظرك"
وماذا عنك انت؟ ارادت ان تسأله ذلك.
وعندها قررت ان تأخذ المجازفة وخطت خطوة كبيرة الى الامام وقلبها يدق.
قالت له " لقد اشتقت اليكما انت ورايان"
لم يجب وعندما عاد وتكلم كان صوته اجش وقال " اتاك اتصال من جاسون فانديمير"
كان اسم فانديمير مهماً في عالم الصحافة . وكان هناك اقاويل في انه سيفتح دار صحافة جديد" هل قال ما يريد؟"
" لا, فقط انه من المهم ان تتصلي به وهذا رقمه"
كتبته تيسا على دفترها , وكان رمز المنطقة نفسه لمنطقة جينكينز نيو هافن.منتديات xxxxx
" هل تريد ان تخبرني شيئاً آخر ؟" وهي تحاول استدراج ماكس ليتكلم معها .
" لا سأراك غداً ورايان يريد ان يودعك "
امضت عدة دقائق تتكلم مع رايان واقفلت الخط. كانت تريد ان تقول لماكس انها تحبه ومتعلقة فيه ولكنها لم تكن تعرف اذا كان يريد ان يسمع ذلك, ولا تعرف اذا كان بأمكانها تحمل النبذ مرة اخرى في حياتها.
التوتر بينها وماكس كان ملموساً. لقد عادت منذ ثلاثة ايام وكل شيء لا يزال على حاله . اذا حاولت التقرب منه , يبتعد , تدخل الغرفة فيخرج الا عندما يكون رايان متواجداً فهو يعاملها كغريبة. والمنافشة المثمرة الوحيدة التي جرت بينهما كانت بخصوص اجتماع ماكس السيدة باريت , وهي توافق مع تيسا ان هذا هو السبب في مشكلة رايان , والآن بما ان المشكلة بدت واضحة فبامكانهم منحه الاطمئنان الذي يريده.
بحلول نهار الاثنين بدأت تيسا تشعر بالغضب , والالم وحبها لماكس يسحقها مثل تصرفاته تجاهها.
حاولت الاتصال بجايسون فانديمير طوال نهاية الاسبوع ولم توفق. واخيراً , صباح يوم الاثنين اجاب بنفسه, وفضل ان لا يتكلم في الاعمال على الهاتف دعاها لتقابله في مكتبه في نيوهافن بعد ظهر ذلك اليوم.منتديات xxxxx
انتظرت تيسا في غرفة الاستقبال المترفة , شاكرة الهائها عن مشاكلها مع ماكس . فهي ستغادر لتغطية القمة نهار السبت ولم تعرف ماذا ستفعل مع ماكس.
-----------------------------
هل هو ينتظر منها المغادرة وعدم العودة ؟ هل يريد منها تمضية العيد معهما؟ اذا كان لا يحبها فهي لا تريد ان تجبره في حضورها. وان كان يحبها الن يسألها ان تبقى ؟ وماذا ستقول ؟ سأتخلى عن وظيفتي من اجلك ورايان ؟ هل بامكانها فعل ذلك؟
التفتت لتجد رجلاً كهلاً , ذو شعر رمادي , يلبس النظارت , يشير اليها لتدخل الى مكتبه . تأملها بدقة وعندما وصلت اليه مد يده ليصافحها " انا جايسون فانديمير"
هزت تيسا رأسها وصافحته " انا مسرورة لمقابلتك"
ادخلها قبله الى مكتبه وجلس بقربها على كرسي من الكرسيين الموجودين امام المكتب. وسألها " هل انت فضولية لتعرفي لماذا ارسلت وراءك؟"
" لقد اثرت اهتمامي بالفعل, هل هو صحيح انك ستبدأ بفتح دار للصحافة ؟"
ابتسم واجاب" ليس هناك شيء سري في مجال هذا العمل , اليس كذلك؟"
" وهل تريد ان تبقيه سراً؟"
" فقط حتى وجدت رأسمال والدعم الكامل. ونحن مستعدين الآن , نشرنا الخبر اليوم"
" هل تريد مني ان اعمل لديك كمراسلة امدك بنتاج قلمي على طريقة المحررين غير الرسميين ؟"
" لا, اريدك ان تكوني رئيسة التحرير"
قالت وهي مندهشة " انت تمزح"
" انا جيد, آنسة كاهيل , هل بإمكاني مناداتك تيسا؟"
هزت رأسها موافقة لأنها لم تستطع النطق بحرف .ريحانة
" اعلم انك مازلت فتية ولكن ذلك سيتغير بعد عدة سنوات , في الحقيقة كل ما ارغب فيه هو خبرتك ولديك الكثير منها, فلقد عملت مع محررين, وصحفيين آخرين , ومصورين , وتعرفين العمل المهم اكثر مني"
تلاقت عيناه بعينيها وتأكدت من نظرته انه قيّم شخصيتها بالكامل كما قيّم عملها الصحفي " انا اعرف عن عملك منذ بعض الوقت , وعندما رأيت مقابلتك تأكدت انك انت من اريد, ومنذ ذلك الحين تكلمت مع رئيس التحرير في مجلتك و زملائك و الآن تأكدت اكثر, السؤال هو , هل بامكانك التخلي عن نوع التشويق لنوع آخر ؟ في هذا العمل ستكونين بجينكينز اكثر الاوقات , ولكن اعتقد التحدي لتجميع المجلة سيكون مثيراً ايضاً"
" وستكون هنا انت ايضاً؟ وليس في نيويورك؟"
" هناك افضلية في المصلحة والاهم منها عملية الانفاق , وبوجود ماكينات الفاكس و الاجتماعات فينو هافن مثالية لذلك"
" رئيسة التحرير ! " قالت ذلك بصوت عال لتصدق ذلك.
" اعلم انك ستغطين القمة. و احب ان اعرف ردك عندما تعودين " وتابع وهو يبتسم اليها بخبث" ولا اعتقد انه بامكانك اجابتي الآن ؟"
" هذه خطوة كبيرة وايضاً تغيير جذري , ولن يكون لدي الوقت لاكون مراسلة حرة "
ماذا سيكون رد فعل ماكس عندما يعلم بوظيفتها الجديدة في نيوهافن؟ هل سيدرك بأنها ستكون قريبة منه؟ وهي سيتقبل هذه النقلة في الوظيفة كتسوية؟ هل سيدرك انها تريد ان تكون قربه وتحبه؟
كانت تيسا قررت ان تتكلم مع ماكس عن وظيفتها الجديدة ولكن بعد وضع رايان بالسرير . توقفت في غرفتها لتسرح شعرها وعندما خرجت كان اختفى , هرعت وراءه الى غرفة الجلوس ولم تجده وذهبت باتجاه غرفته فوجدت الباب مفتوحاً وعندما اختلست النظر الى داخلها شعرت بأنها تتعدى على خصوصياته .منتديات xxxxx
اجبرت نفسها على سحب نظرها, وذهبت في اتجاه المطبخ, اين في امكانه ان يختفي ؟ وسمعت ضربات الكرة . توجهت الى باب المطبخ وفتحته ورأت ضوء الكاراج ينير على الفناء , رأت ماكس يضرب الكرة مرة بعد مرة .
اغلقت الباب وراءها وتوجهت صوبه فشعرت بالبرد يهزها فلفت يداها على وسطها للحرارة وهي تفرك فوق كوعيها , لم يلاحظ ماكس وجودها , فوقفت تراقبه وهو يلعب.
فجأة توقف عن توجيه الكرة نحو الهدف بترتيبات صغيرة التف ورمى باتجاه السلة. امسك بها ماكس وهو يضربها على الطريق المرصوفة بالحصى على نفس الايقاع . لم تدر تيسا كم بقيت واقفة تتأمله .
ماكس لم يتمكن من رمي همه الذي اصبح غضباً وغيرة وقلق على كل يوم مر وتيسا في كاليفورنيا . ماذا كانت تفعل؟ هل كانت في خطر؟ هل كان دان هولواي يلاطفها؟ وعندما عادت بدت وكأنها لم تغادر وابتسامتها ونظراتها تدعوانه للكلام وان يكونا اصدقاء وان ينسيا انها ستغادر بعد ايام وهذه المرة لمدة طويلة . لديها حياتها , لقد خصصت قسماً من وقتها من اجله ورايان . لماذا لا يكتفي بذلك؟
لانه لا يريدها ان تغادر , رمى الكرة بكل قوته على باب الكاراج وراقبها تتوجه صوب البيت.
وعندها رأى تيسا تضع يديها حولها من البرد. لم يشعر هو بالبرد فقط شعوره بالحرارة منذ عودتها. حرارة حارقة وملتهبة تتحدى حياة لا يمكنها مقاسمتها.منتديات xxxxx
تمتم " ماذا تفعلين في الخارج ؟"
" ابحث عنك" ونظراتها على يديه وهو يرتب قميصه من الخلف الى الامام .
اجاب بصوت اجش " لقد وجدتني , ماذا تريدين؟"
" اردت ان اتكلم معك ولكن ذلك في امكانه الانتظار , مارأيك مشاطرتي اللعبة؟"
-----------------------------88
انها تفاجئه دائماً, وقال لها " هل عندك حظ بالفوز؟"
" لا اجد الضرر من ذلك فأنا بحاجة للتمرين"
" ربما تريدين تغيير ثيابك..."
تناولت الكرة وابتدأت بتوجيه الكرة بترتيبات سريعة " انا مرتاحة لنبدأ"
تعجب من سرعتها وان لم تعجبه لياقتها البدنية وكانت ذكية برمياتها تمر من تحت ذراعه متوجهة الى جانبه وترمي وتحصل على الرمية. كان في امكانه ان يتناول الكرة من حولها او من فوقها . لكن مشكلته كانت رائحة عطرها.
كانت تركز نظراتها على الكرة وهي تقفز امامه محاولة التقاط الكرة لكن خدها تلامس مع صدره وطوقتها ذراعيه وقدميها تشابكت ووقعا على باب الكاراج, فضرب كتفه بالخشب ولكنه حافظ على تيسا بين ذراعيه ليقيها من الاذى.منتديات xxxxx
وعندما استعادا روعهما شعر بها تأخذ نفساً عميقاً. خفف من شدة ذراعيه واحنى رأسه , ولكن تيسا لم تخفف شدها عليه ورفعت نظراتها الى وجهه ليرى شوقها اليه. المنطق و الواقع والافكار الواقعية جعلته في دوامة عندها سيطر الشوق عليه. فقبلها . استجابت لرغبته بضغطه عليها . وتأوهت بين ذراعيه تطلب المزيد وعندما رفع رأسه قالت له" احبك ماكس"
هذه تيسا جديدة لا يعرفها. انها فتاة اخرى كان يحلم بها , بدت متجاوبة ومحبة وحرة , حرة؟
لا, لم تكن حرة, فهي مرتبطة بعملها الذي يتطلب السفر من بلد الى بلد بسبب الحرائق والحروب والفيضانات , فحبه لا يمكن ان يؤمن لها الإثارة مثل عملها. حبه وحب رايان سيخذلونها وستستاء منهما وسيخسرها كما خسرها منذ سنوات بعيدة.منتديات xxxxx
لم تستطع كبت تلك الكلمات ولم تقدر فحبها له غمر قلبها حتى اصبحت الكلمات تكملة لحبها له وحقيقي كلمساته وقبلته وتجاوبها معه , هل سمعها؟ هل ادرك حقيقة شعورها وانها اخذت اكبر مجازفة في حياتها؟
عندما ابتعد عنها شعرت في انه سيجيبها وستعرف اخيراً حقيقة مشاعره تجاهها ...ولكنه تراجع الى الوراء كأنها ألد اعدائه ةاخر امرأة يريد لمسها وتساءلت اين ذهب الرجل الهائم الذي كان يحرقها بشوقه.
" ماذا نفعل في بعضنا تيسا؟ خمسة ايام وسترحلين , لماذا كنت اجنبك ؟ حتى امنع حصول هذا الامر "
حاولت ان تلمس ذراعه لكنه تراجع.
-------------------------89
" لا تلعبي بالنار تيسا فأنا لم اعد اتحمل . اذهبي الى الداخل تيسا قبل ان انسى انني رجل محترم واستفيد من وضعي" وعندما لم تتحرك قال بصوت اعلى" اذهبي ارجوك وجدي شيئاً يلهيك غير هذا لتمرير الوقت لتصلي الى نهار رحيلك"
كلماته آلمتها مثلما آلمها رفضه لها . لقد سلمته قلبها ولم يقبله ويريدها ان ترحل , لقد كانت مجرد اغراء بالنسبة له .. كم مرة مرت بنفس هذا الشعور في الماضي, لو احبها ماكس لتقبلها كما هي ولتقبل عملها وحاول ان يتوصل الى تفاهم , لقد قالت له انها تحبه وهو لم يهتم, ولماذا سيهتم اذا اخبرته عن عملها الجديد في نيوهافن؟ فليس في امكانها ان تكون مايريده . ولقد تعلمت هذا الدرس منذ وقت طويل.
ان لم تكن نفسها فهي لا احد . انه يريدها ان تتركه لوحده وستتركه. نهضت متغلبة على دموعها وتفادت نظرات ماكس وتوجهت الى المنزل , متمنية لو كان منزلها ولو ماكس ورايان كانا حياتها.
آخر 10 مشاركات
21-04-17, 03:48 AM
العرض العادي
