الفصل التاسع ،،،،،،،،،،،،
قال ليون وهو يحيط كتفيها بذراعه ليثبت يدا على عجلة القيادة –استرخي ... استرخي فقط .
لزدردت كاسي ريقها وهي تومي براسها شاعرة بالالم وهي تراه بجانبها يلامسها عند الضرورة.
عاد يقول امرا – ارخي قبضتك قليلا فعجلة القيادة لن تذهب الى أي مكان من دونك .
تحرك نيوت في المقعد التالي لها ثم اخذ يحدق فيها شعرت هي باللون يصبغ وجنتيها لماذا وافقته على ذلك لقد امضيا الان اياما على هذه الحال ما كان يرهقها تماما نيوت على الاقل كان عليه ان يبقى في الخلف الى ان يحين دوره للقيادة عند ذلك لا يكون ليون مرغما على الالتصاق بها ما يلهيها عن استيعاب الدروس وتنفست بعمق . .
تخلل ليون شعره بيده وهو يقول لها – هل لك ان تسترخي من فضلك ؟
اشتعل غضبها ما جعل دموعها تنهمر وهي تقول – كيف يمكنني ان استرخي وانت تصيح بي بهذا الشكل ؟
انحرفت الشاحنة الى اليسار بشكل خطر فتمسك بعجلة القيادة بينما كانت هي تصلح المسار ما جعل الشاحنة تندفع على الرمال الى اليمين خارج الطريق وصرخت كاسي بينما تمسك نيوت يمنع نفسه من الاصطدام بما امامه وضغط ليون على المكابح ثم توقفت الشاحنة وهي ترتج بعنف .
صرخ ليون – اخرجا ... اخرجا ... اخرجا .
وبسرعة فك نيوت وكاسي الاحزمة ثم اندفعا الى الخارج ووضع ليون راسه الى اسفل واخذ يعمل بيديه وهو يشتم بالاسبانية الى ان عاد الى هدوئه عند ذلك انزلق الى اسفل العجلة ثم خرج الى الارض الرملية حيث اخذ يتفحص العجلات .
اخيرا قال – لا باس يا نيوت عليك ان تبقى هنا لعدة دقائق بينما نسوق انا وكاسي السيارة الى نهاية الطريق ثم نعود ربما هي تستطيع من دون احد يراقبها ان ...
قالت كاسي وهي تتصور مبلغ التاثير الذي سيحدثه وجوده بقربها على مشاعرها قالت تعترض – كلا لا اريد ان اتعلم القيادة لا استطيع ذلك .
قال – ليس لديك خيار في هذا يكفي المخاطر التي تصادف من يعيش هنا ومحاولة العيش دون تعلم القيادة هو طيش بالغ وتهور .
كان الحق معه وكانت هي تعلم ذلك لكن اعصابها كانت مرهقة حساسة فوق العادة وكان قلبها ما يزال يخفق اغمضت عينيها تقول – لا استطيع القيام بذلك . .
مال براسه الى جانب قائلا ببرودة – لا تستطيعين القيام بذلك ؟ الست انت المراة التي نزلت الى الاخدود لاطلاق الثور ؟ اتذكرين ؟ الست انت المراة التي اخرجت ابنها واشقائها الصغار من غرب فرجينيا الى حياة جديدة المراة التي جعلتني اتزوجها في اقل من اسبوعين فقط اظن بامكانك ان تتعلمي قيادة شاحنة صغيرة .
كانت تنظر اليه وقد فتحت فمها ذاهلة لكن الغضب سرعان ما تبع الذهول فقالت تتهمه – لقد اردت انت ان تتزوجني بقدر ما اردت انا ان اتزوجك .
قال بحدة – ربما هذا صحيح ولكنك لم تجعليني ارغب في البقاء زوجا لك .
قالت بنعومة – كنت سافعل هذا لو انك سمحت لي بذلك .
حدق اليها وقد اخذت ملامحه تلين لكن وجهه عاد يقسو مرة اخرى وقال بحدة
- اسمعيني جيدا اذا اردت ان تمكتي في بارادايس فتعلمي القيادة والا فسانقلك الى المدينة . حملقت فيه ثم رفعت ذقنها وهي تندفع نحو الشاحنة – هذا حسن . جلست تشد الحزام حولها وبقى هو واقفا في مكانه لحظة محاولا السيطرة على طبعه ثم نظر الى نيوت اخيرا – انتظر هنا . وسار نحو الشاحنة حيث جلس بجانب كاسي ثم ابتدا يقول – والان اول ما عليك ان ...
- ابتعد عنك . قاطعته بذلك بحزم .
حولت نظراتها عنه – قلت ان تبتعد عني فانا لا استطيع ان افكر بينما انت ملتصق بي هكذا .
القى عليها نظرة طويلة متسائلة ثم ابتعد قليلا وهو يسالها متهكما – اتريدين شيئا اخر يا اميرتي ؟
استدارت اليه غاضبة – اقفل فمك الان وابتدي بتعليمي .
تمتم يقول – من الصعب علينا نحن الاثنين ان نقوم بذلك .
لكنها تجاهلته وهي تقول – ثم شد الحزام حولك لانني اذا كنت ساقتلك فانا افضل ان افعل ذلك بخنقك بيدي هاتين .
اخذ يشد الحزام حوله حانيا راسه ولكنها لاحظت شبح ابتسامة يحاول ان يخفيها فجاة استقام الامر معها حسنا انها ستتعلم القيادة فاذا كان سينقلها الى المدينة فعليه ان يبحث عن عذر اخر لذلك فهي الان ستوفر له كل الاسباب التي تجعله يبقيها معه هنا ومن ضمن ذلك تعلمها القيادة ووضعت قدمها عابسة على دواسة الوقود وذلك دون ان تلقي نظرة على ليون قبل ان تنساب بهما الشاحنة في طريقها . .
بعد ذلك بنصف ساعة كان نيوت خلف عجلة القيادة وجلس ليون بجانبه يعطيه تعليماته بهدوء بينما كانت كاسي تنظر من نافذة السيارة متاملة لقد قامت بانجاز كاف في التعلم ولم يعد ليون الى تهديده بنقلها الى المدينة فكرت بمرارة ان كان كل اشقائها سيرافقوها في انتقالها الى المدينة اذا حصل هذا لكنها ما لبثت ان اعترفت لنفسها بان نيوت غير ملام في مشاكلها مع ليون فليس هناك من تلومه سوى نفسها لماذا ؟ لماذا لم تقم بترتيب وضعها منذ البداية كما كانت تنوي ؟ يا ليتها لم تقع في غرامه منذ اللحظة الاولى التي راته فيها لكانت توصلت الى تفاهم كامل بهذا الشان دون خيبة امل وقد يصبحون جميعا سعداء بعد ذلك . الان ليس هناك ما تراه سوى مستقبل قاحل جاف للغاية الا اذا استطاعت اقناعه بان مشاعرها نحوه صادقة ... الا اذا جعلته يحبها ولكن كيف ستتمكن من ذلك ؟ اخذت تقلب هذا السؤال في ذهنها ولكن الاجوبة كانت مزعجة فهي تطيح بكرامتها ومع ذلك فقد وضعتها قيد الاعتبار . وما فائدة الكرامة اذا كانت ستجعلها تفقد اهم شخص في حياتها ؟ لم يكن غريبا ان يصبح ليون بهذه الاهمية بالنسبة اليها فهو رقيق مستقيم كريم ومجد في عمله كانت فيه كل صفات جوزيف ولكن ما جذبها الى ليون كان زخم العواطف التي يملكها هذا الرجل عواطف افرغها عليها
بسخاء ودون مناقشة الى ان اوجدت له سببا لمناقشتها في عواطفها نحوه والان عليها ان توجد له سببا يجعله زوجا لها ... هذا اذا كان وضعها المضطرب هذا يمكن تسميته زواجا لشد ما هي بشوق اليه قد يبطل زواجهما ولكن كيف بامكانها ان تتخلص من هذه المشاعر ؟ ربما اذا هو فعل معها ما فعلته هي معه ... كلا لا يمكنها حتى ان تتصور ذلك . ذلك ان ليون اصدق واعدل واكثر كياسة من ان يفعل فعلتها حسنا من الان فصاعدا عليها ان تكون مثله في الصدق والعدل واللطف والجد في العمل والرقة والسخاء والحب ... انها ستصبح كل شيء قد يرغبه فيها ... حتى ولو ارادها في النهاية ان ترحل .
تقدم نيوت في تعلم القيادة بشكل جيد الى حد جعل ليون يقول مازحا انه سيرسله الى الباسو مع كاسي وبارت وطبعا لم يكن هذا ممكنا حيث ان نيوت ليس لديه رخصة للقيادة واعطت كاسي الغلمان تعليمات صارمة عما عليهم ان لا يفعلوه في غيابها مع ليون ثم اعطاهم ليون تعليمات محددة عما عليهم ان يفعلوه فيما بعد وهما في طريقهما الى المدينة اخبرها بانه من الاسهل عليهما ان يتاكدا من ان الاولاد سيتجنبون القيام بما هو محظور عليهم اذا هم شغلوا انفسهم بالقيام بما هو مطلوب منهم عمله وكان هذا منطيقيا تماما .
قالت – هذا ذكاء بالغ انك والد طبيعي عندما راته يحملق فيها بضيق قالت محولة وجهها نحو النافذة –لا باس يمكنك ان تتعلم . .
استمر الصمت بينهما فترة ولكنهما عندما وصلا الى الطريق الرئيسي فتح ليون جهاز الراديو عند ذلك ابتدا بارت في القاء الاسئلة عما يمرون به في طريقهم ونظر ليون اليها متفكها ثم اخد يختلق له قسسا خيالية عما يمرون به ... هنا جياد ذوات اشكال غير عادية وافاع تنساب ثم تختفي في حجورها وسحالي ذوات قرون وضفادع برية يكان الدم يتفجر من اعينها .
هذا بينما كانت كاسي لا ترى سوى الصحاري الفسيحة والجبال هذا الى اسيجة لا نهاية لها . بقى يسلي بارت باقاصيص كهذه الى ان اصبح الامر سجالا بينهما كل يروي ما عنده من اساطير ما جعل صبر كاسي ينفد فتهددهما بان تلقي بهما هما الاثنين من السيارة .
عند ذلك اخد ليون يصاحب الراديو في الغناء مضيفا كلمات من عنده كلما كانت الاغنية رزينة او جادة فاخد ضحك بارت يتعالى الى ان دمعت عيناه وفجاة كانوا قد اصبحوا في المدينة . كانت هذه اسرع ثلاث ساعات سفر عرفتها كاسي في حياتها .
سار ليون بالسيارة مباشرة الى مطعم في الناحية الشرقية وبعدما طلب لثلاثتهم الطعام توجه الى الهاتف ليطلب من العامل عنوان اقرب عيادة لفحص العيون في ظرف ساعة واخذ اسم طبيب يمكنه ان يفحص عيني بارت اثناء فرصة الغداء وهكدا اخد الثلاثة غداءهم وخرجوا الى حيث امضوا ثلث ساعة في البحث عن عيادة الطبيب وعندما وصلوا كانوا قد تاخروا خمس دقائق فقط .
كتب الطبيب وصفتين طبيتين لنظارات لبارت واحدة منهما يمكن احضارها بسهولة وتساعد بارت على ان يفعل ما يريد اما الثانية فهي اكثر دقة في المساعدة على الرؤية حتى مسافات البعيدة ولكن هذه سيستغرق صنعها وقتا اطول عندما اخد المساعد يعد الملف ويلقي باسئلة كان جواب بارت عن الاسم انه بارت بارادايس وتبادل ليون وكاسي النظرات داهلين لكن هندما همت بان تصلح من الامر منعها ليون من دلك بلكزة من يده على ذراعها وامتزج ذهولها بعرفان جميل صامت بدا في عينيها اخذ بعد ذلك يتجنب نظراتها ولكنه اخذ يتصرف مع بارت وكان ليس ثمة شيء غير عادي قد حدث .
غمرها شراء النظارات تملك كاسي القلق بالنسبة الى ثمن الاطار بينما اصر ليون على النوع الجيد اما بارت فكان كل ما يهمه هو مظهره في المراة بعد دلك
ليون كاسي وبارت الى متجر البقالة حيث تبضعوا من مختلف انواع البقالة هذا الى عدد من المجلات والكتب الهزلية .
عندما هادوا الى متجر النظارات اصر بارت على الجلوس على مقعد طالبا من كاسي ان تقرا له في احد الكتب الهزلية تلك طلب ذلك من كاسي اولا وبعد دلك من ليون الذي قام بهذا العمل بشكل يدعو الى الاعجاب من حيث الالقاء والتعبير بصوته لم تر كاسي من قبل رجلا يتصرف مع ولد بهذا الشكل فوالدها لم يكن يزعج نفسه بالاولاد كما ان بيتي كان صغيرا جدا عندما مات والده .
تملكت كاسي الحيرة ولم تكن وحدها كذلك فقد كان بارت منجدبا الى هذا الرجل بشكل غريب كان اكبر من ان يعبر عن مشاعره نحوه بالعناق والضم وهكذا جلس بقربه واضعا ذراعه حول كتفيه بينما وضع ليون ذراعه حول عنق الغلام متصنعا العنف جاذبا اياه نحوه بان السرور البالغ على وجه الغلام ولكن ما هز مشاعر كاسي هي السعادة التي كست وجه ليون لم تكن مخطئة فقد كانت الابوة شيء طبيعي فيه لقد راته يمنح بارت شيئا هي نفسها لم تكن تامل في منحه له او لاشقائها حتى لابنها بيتي ورات كم كانت على صواب حين حضرت الى تكساس واحضرت اشقائها رغم تصرفها الخاطئ من هذه الناحية عاهدت نفسها مجددا على ان تقوم بكل ما يمكنها من جهد لكي تبقي هذه الاسرة متماسكة معا .
الاسرة هل كانوا اسرة حقا فكرت في بارت وهو يعطي اسمه لمساعد طبيب العيون ربما ليس لهم جميعا نفس الاسم العائلي ولكنهم بشكل ما كانوا جميعا اشبه باسرة ويوما ما سيكون لديهم فردوس ارضي .
وهو ما يعنيه اسم باراديس وذلك في تلك المزرعة البالغة عشرين الف فدان والتي هي الان بيتهم فقط لو ان زوجها يعود الى التفكير فيها ... ومعاملتها بصفتها زوجته . .
كان بارت لا يعرف الملل ولم تكن كاسي تستطيع جعله يمكث في البيت حتى اثناء الليل فالان بعد ان اصبح يرى بوضوح مرة اخرى اراد ان يخرج ليرى الريف والسماء وكل ما بينهما وعندما تصل تلك العدسات الاكثر دقة ربما سنضطر لشراء مرصد فلكي له هدية العيد فبامكانه ان يرى بواسطته على بعد اميال .
العيد ؟ هل قال انهم سيكونون هنا عندما ياتي العيد ؟ امتنعت عن السؤال عما اذا كان يعني هذا حقا لكنها قررت ان تقوم بشيء كانت اخذت تفكر فيه منذ تلك الرحلة الى الباسو لقد اصبح الان يتناول طعامه معهم حتى انه اخذ يطوف حول البيت طوال المساء الى ان يحين وقت نومه كانت اكثر توترا مما كانت عليه ليلة الزفاف . فهي تريد التقرب اليه في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة اذا قررت ان تسعى لذلك .
اخذت تعتاد السير معه في الامسيات عندما كان يذهب الى فراشه في المخزن وكانا يتبادلان احاديث قصيرة بشان الاسرة . ذات مساء اخبرته كاسي كيف ان بارت اخذ ذلك النهار يقرا المجلات الهزلية لبيتي بنفس الطريقة التي كان هو ليون قد قراها لبارت .
قالت له – انك ممثل جيد لكنه تجاهل ذلك واخذ يتحدث عن مقدار ما اخذ اشقائه الاكبر منه يتعلمونه عن تربية المواشي خصوصا نيوت وعندما قالت انها مسرورة لتمكن نيوت من ان يكون مساعدا حقيقيا له واثناء ذلك يتعلم مهنة مفيدة اوما ليون براسه – على ذلك الفتى ان يكون في الجامعة .
ذهلت لقناعته العميقة هذه – الجامعة ؟
قال – انه فنان حتى انه يرسم على التراب اذا لم يجد ادوات رسم انها موهبة يا كاسي وقد عرفت ذلك من قبل عندما ارسلت الي ذلك الرسم التخطيطي الذي صنعه لك . لكن هذه الاسابيع الاخيرة ... رايت نيوت يصنع صورا محيرة للغاية وذلك على الضخور بادوات حادة يجب ان يجد فرصة الذهاب الى الجامعة .
كانت تستمع اليه مصعوقة – انني ... انني لا اظنه فكر في ذلك .
اجابها بغضب – انه فكر طبعا في هذا يا كاسي لكنه لا يقول وارى ذلك في عينيه كلما ذكرت الامر.
فجاة شعرت بالخوف . الجامعة ... كيف بامكانها ان تفكر في وسيلة يدخل فيها نيوت الجامعة بعد ان استنفد ايواؤه واطعامه كل ما كان لديها ؟ انها بالطبع لا تتوقع من ليون القيام بذلك بعد كل الذي قدمه اليهم جميعا فهذا كثير كثير جدا لذا قالت – لايمكنه الذهاب انه فقط لا يمكنه الذهاب .
التفت ليون اليها وعيناه تلتمعان ثم قال متحديا بعنف – اخبريه انت اذن . انك انت التي احضرته الى هنا ولهذا اخبريه بانه لا يمكنه الذهاب والا فانا الذي ساخبره حتى ولو لم يات ذكر هذه الامر الا ترين انك جعلته مسؤوليتي يا كاسي ؟ الامر الان راجع الي في تحقيق احلامه او تدميرها وهذا ليس ذنبي ليس ذنبي . اغمض عينيه وهو يضغط على صدغيه باصابعه متابعا – لم يكن الذنب ذنبي ولكنني تركتك تجعلينني مسؤولا واظن علي ان اجد جوابا لذلك . تاوه وكانه يحمل العالم كله على كتفيه كان محقا في ذلك كانت تعلم انه على حق .
قالت باسف – انني ... اسفة لم ادرك ابدا ...
قاطعها بحدة – انك لم تريدي ان تدركي .
اخذت شفتاها في الارتجاف – ليون لم تكن الجامعة يوما جزءا ... لم اقصد بتاتا ... كل ما كنت اريده لهم ... اكمل كلامها – الامان . .
حذقت فيه مدهوشة ثم اومات – نعم اردت لهم الامان لكنني حصلت على اكثر من ذلك بكثير فهم لم يحصلوا عندك على الامان فقط بل على المحبة ايضا لقد كانت والدتي هي الشخص الوحيد الذي عرفته مليئا بالمحبة للاخرين ...
الى ان عرفتك لم اكن اعرف ان الرجل يمكن ان ينجح في ذلك يا ليون الى ان اريتني ذلك بنفسك اه لقد حصلوا على اكثر من مجرد الامان يا ليون ولا تظن انني لا اعرف هذا . اطبقت فمها كيلا تقول اكثر من هذا كيلا تتفوه بكلمات قد لا يكون مستعدا بعد لتصديقها ان تمنع نفسها من ان تقول له انها تحبه اكثر من حياتها ان تمنع نفسها من ان تتوسل اليه في ان يمنحها جزءا من المشاعر التي يحسها نحو الغلمان وقفت في ذلك السكون تحدق فيه متسائلة عما اذا كان يمكنه ان يقرا في عينيها كل ما تشعر به الى ان هز راسه ثم قال – تبا لك تبا لك .
ثم استدار مسرعا متواريا في ظلام الليل .
لم يكن ثمة من فائدة كان يخوض معركة خاسرة وكان يعلم هذا استلقى في الظلمة الحالكة يحدق في السواد ثم حاول ان يفكر في وسيلة تخرجه من مشاعره محاولا ان يعرف ما الذي عليه ان يفعل لكن لم يكن ثمة من فائدة لقد كانت كاسي على حق فهو لا يجد طريقة يمتنع فيها عن حب الاخرين مهما اجتهد في محاولة ذلك ليس لاجل نيوت ليس لاجل أي من الاخرين وليس لاجلها انه يحب كاسي وهذا شيء عليه ان يتعلم كيف يعيش معه لانه لم يعد يستطيع التصرف حتى بينه وبين نفسه بان لديه نية العيش من دونها لقد قالت انه لم يسمح لها بان تعطيه اسبابا تجعله يظل زوجا لها وربما كانت على حق ربما كان عليه ان يمنحها فرصة ربما كان هذا كل ما يعنيه الزواج .
توقف عن التفكير في وسيلة للخروج واخذ يفكر في وسيلة للدخول لقد تعب من النوم في هذا المخزن اللعين تعب من النوم وحده بينما زوجته تعاني نفس الشيء كان في الحقيقة يظن انها كانت تنام مع بيتي بينما ينام بارت وفريدي معا في السرير الصغير في الغرفة الاخرى فاذا انتقل الان الى المنزل سيكون على واحد منهم ان يعود للنوم على الارض وهو لا يستطيع القبول بذلك فكر في وضع سرير اخر في المنزل لكن لا يوجد ماكن له فقد كان المنزل صغيرا جدا لمثل هذه الاسرة الكبيرة حتى المائدة لا تسعهم جميعا الا اذا وضع بيتي على ركبته ومع ان ليس لديه مانع من ذلك الا ان الامر سيصبح صعبا متى كبر الصبي من المفروض ان يضعوا لوحا من الخشب بين الكراسي لكنه لم يكن يريد ذلك لاسرته . اسرته ... ؟ وشعر لهذه الكلمة بغرابة في نفسه لكنه لم يستطع القول بانه لا يحبهم فكر في بارت وهو يخبر مساعد الطبيب بان اسمه بارت بارادايس وابتسم لقد احبهم منذ اللحظة التي حشرهم فيها جميعا في شاحنته عائدا بهم الى بيته لم يعد يحدث نفسه بانه كان عليه ان يتركهم جميعا واقفين في الشارع في مدينة فان هورن دون أي مكان يذهبون اليه لكن كان لديه خيارات عديدة كان بمكانه ان يستدعي مكتب الميرات الخيرية كان بمكانه ان يرسلهم الى دولوريس كاتر كما كانت تطوعت ان تفعل مع كاسي عندما جاءت حتى انه كان بامكانه ان ياخذهم مباشرة الى الباسو فيستاجر لهم شقة ويعطيهم ما يكفيهم من النقود الى ان تجد كاسي عملا ثم يذهب لرؤية محام لانجاز طلاق سريع لكنه لم يفعل ايا من كل هذا وهو لن يفعل ايا منها الان .
فكر في الثمانية الاف فدان التي كان سيشتريها لكنه حدث نفسه ان بمكانه توسيع مزرعته في أي وقت او بامكانه اخذ قرض والقيام بذلك الان بمكان كاتر ان يعطيه المال مقدما وربما من دون التعليق على كيفية تحمله عبء تربية ستة غلمان لكن شقيقه ديل سيفعل ذلك عندما يكتشف الامر ولكنه سيكتشفه كل اسرة بارادايس ستعلم سواء عاجلا ام اجلا .
قرر ان يكون ذلك اجلا بعد ان يصل وكاسي الى اتفاق ملائم .
عندما بزع الصباح كان قد وضع خطة لكنه قرر ان قلة الكلام عنها قد يكون الافضل لا شك ان كاسي ستمنعه من انفاق المزيد من النقود بينما هو لا يرى حلا عمليا اخر تناول الافطار معهم في المنزل ثم اخبر نيوت بانهم سيستعملون الشاحنة لهذا النهار شعر شعر نيوت بخيبة امل فهو يعشق ركوب الخيل ولكن خيبة امل نيوت لم تكن لتقاس بخيبة امل التؤامين عندما تركهما ليون في المنزل مغادرا بالشاحنة .
لم تقل كاسي شيئا عندما لاحظت انه لم يرتد ثياب العمل في المزرعة وهو يغادر المنزل عندما تحركت به الشاحنة نظر في المراة الى الخلف فراى كاسي واقفة عند مدخل البيت تراقبه ادرك انها سرعان ما ستعرف انه ليس العمل اليومي المعتاد الذي هو ذاهب لاجله لكنه حدث نفسه بانه في سبيل عمل افظل وعندما غابا عن الانظار التفت نيوت اليه سائلا – ما الذي انت بصدده ؟ .
اشرق وجه ليون بالابتسام – ما الذي جعلك تظن انني بسبيل عمل شيء .؟
- هيا تكلم يا ليون منذ متى تغادر الى المدينة بهذا الشكل هذا اذا لم اكن مخطئا .
فقال ليون – انك غير مخطئ .
تنفس ليون بعمق وقال – هنالك امران سنقوم بهما الاول هو زيارة لصديق اعرفه من ايام الدراسة . هل هناك ضرر في هذا ؟
قال نيوت وهو ينظر اليه بارتياب – هذا يعتمد عما اذا كان دلك الصديق امراة .
نظر ليون الى الفتى ذاهلا – من اين اتيت بهذه الفكرة الحمقاء ؟
بدا الخجل على وجه نيوت – حسنا انكما انت وكاسي لا تعيشان معا ... بالضبط .
اجاب ليون – هذا صحيح . ولكنني قررت بان يتغير هذا الوضع وهذا يقودني الى الغرض الاخر من مجئنا اليوم نظر الى الفتى الذي كان ضاحك الاسارير ثم رفع حاجبيه متابعا – اننا ذاهبان الى حيث نشتري ادوات البناء ... فذلك المنزل لا يسعنا جميعا .
هتف نيوت مبتهجا بينما قهقه ليون وهو يهز راسه .
اخذت تجادل وتجادل حتى احمر وجهها مرددة مرة بعد اخرى انها لم تقصد ان يضيع فرصة الحصول على الثمانية الاف فدان تلك وحاول هو ان يخبرها بانه لم يفعل هذا لكنها بحثت عن الوصل بادوات البناء في جيب قميصه واختطفته قبل ان يستطيع منعها من ذلك شحب وجهها وهي تقرا الارقام المكتوبة فيه ولم يخفف عنها ما اخد يقوله عن القروض وما اشبه حتى يئس اخيرا فتركها وذهب الى عمله عندما وقفت في طريقه حملها بين يديه ووضعها جانبا اخيرا جلست على عتبة الباب واخذت تبكي لكنه هز راسه وتركها تبكي متشبثا برايه يبدو ان نيوت ساوره القلق فتقدم خجلا الى ليون وهما في العمل ونظراته على كاسي بينما هي تجلس على العتبة تخبئ وجهها بين ذراعيها المتكئتين على ركبتيها ثم همس باهتمام – اذا كانت تتصرف بهذا الشكل بالنسبة الي اضافة بناء الى المنزل فما الذي ستفعله اذا هي اكتشفت الامر الاخر ؟
قال ليون وكان سبق وتناقشا في هذا الامر – انه مجرد امتحان لدخول الجامعة يا نيوت ثم انك سمعت ما قاله داتش ستكون لديك فرص تؤهلك لكل انواع الفنون وما اشبه وهو يعرف بهذه الشؤون حيث انه مدير مدرسة . همس نيوت – ولكن الجامعة ... انني لم اتعلم ايه ماذة من مواد الجامعة .
تمتم ليون – فليكن ولكن دع كاسي لي ايك ان تقول لها كلمة الى ان تسنح لي فرصة التكلم معها هل فهمت .؟
اوما نيوت براسه لكن مشكلة اخرى خطرت بباله او لعلها اثنتان .
سال كول وهو ينظر متوترا في اتجاه كاسي – ليون اظن انني وكيلر اذا شاءت كاسي يمكننا بدلا من بناء ملحق للمنزل يمكننا ان ننام تحت النجوم .
اضاف كيلر يقول – لقد اعتدنا على ذلك .
لم يشا ليون ان يجرح شعورهما فتوقف عن حفر الاساس لكي يربت على كتفيهما قائلا – ان كاسي سترضى والبناء هو الافضل ثقا بكلامي اتفقنا ؟ .
لم يمض ليون وقتا طويلا في العمل على كل حال فلا هو ولا نيوت ينبغي ان يرهقا نفسيهما في عصر هذا اليوم على الاخص وهكذا نادى بالتوقف عن العمل ثم ارسل التؤامين لاسراج حصانين وهمس ببعض التعليمات لنيوت ما ان ذهب هذا اليهما حتى توجه ليون نحو كاسي .
اخرج مندلا قدمه اليها فاخذته صامتة لتمسح به وجهها وهي تشهق بالبكاء – لم اقصد ان اكلفك كل هذه النفقات يا ليون اقسم على ذلك صدقني .
اوما قائلا – انني اعلم هذا يا كاسي ولكنني فكرت في الامر كثيرا هذا الى ان الامر انجز وانتهى ولا فائدة من البكاء .
تنهدت ثم قالت بهدوء – لا استطيع منع نفسي من التفكير بانك في اعماقك لن تصفح عني ابدا .
اوما براسه قائلا – كاسي الامر لا يتعلق بالصفح وانما بامور ليست كما كنت اظنها .
سالت وقد ضاقت عيناها كانما تريد ان ترى ما بذاخل نفسه – ماذا تعني ؟
كاد ان يخبرها بانه يريدها ان تحبه كما كانت تحب جوزيف لكن ذلم بدا له نوعا من الحقد التافه فهز راسه قائلا – فلندع هذا المهم هو ما نفعله الان يا كاسي وانا لن اتحدث عن اضافة بناء الى البيت انني اتحدث عني وعنك .
رددت تقول بغباء – عني وعنك ؟
اخفض نظراته نحو يديه كانتا ترتجفان فعاد ينظر اليها قائلا – اظن بامكاننا ان نضع حلا نهائيا للامور بيننا فان علينا ان نؤسس بيتا حقيقيا للاولاد على كل حال .
رددت كلمته بضعف – علينا ؟
نظر اليها نظر اليها حقا وذلك لاول مرة منذ زمن طويل ثم قال برقة – كاسي هل لك ان تمضي الليلة معي وحدنا هناك في المزرعة تحت النجوم ؟
تدفقت من عينيها دموع جديدة واخذت ترتجف . اخيرا اومات براسها وعندما اغمض عينيه وفتح يدها وضعت يدها فيها .
آخر 10 مشاركات
20-04-17, 06:10 PM
11Likes
العرض العادي
