آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          96 - لحظات الجمر - مارجري هيلتون - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          1014 - معا إلى الأبد - ليز فيلدينغ . د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          خفايا الروح / للكاتبة أنجال مكتملة (الكاتـب : درة الاحساء - )           »          133 - وداعا يا حب - روبين دونالد (الكاتـب : حبة رمان - )           »          رهان على قلبه(131) للكاتبة:Dani Collins (الجزء الأول من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          طائف في رحلة أبدية *متميزه ومكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-02-17, 02:27 AM   #1

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile7 1096 - اطفال فى خياله - مارى فيراريلا - عبير دار النحاس (كتابة/كاملة)**





1096 - اطفال فى خياله - مارى فيراريلا - عبير دار النحاس

الملخص؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كان مستلقيا على العشب يفكر في شؤونه الخاصة وإذا بشيء كبير رطب يقفز فوق صدره سرعان ما تبعه شيء أنثوي دافئ وفجأة رأى انجلو ماربدو نفسه يحدق في أجمل عينين زرقاوين رآهما في حياته .ومنذ ذلك الحين وقع في الفخ وكما كان حدث مع أخيه وأخته من قبل أدرك ان الوقت قد حان ليستقر فما هو الخطأ أذن في ان يطلب من اليسون كونراد الجميلة ان تكون زوجته وأم أولاده ؟
قد يكون كلب اليسون الدانمركي الضخم قد جمع بينهما ولكن اليسون لم تشأ ان تكون جادة مع انجلو حتى ولو كان أعظم رجل شاعري كبير القلب عرفته
ولكن كيف لامرأة لم تعرف الحب في حياتها ان تقول كلا لرجل يحمل لها كل ذلك الحب ؟
المقدمة ؛؛؛؛؛؛؛؛؛
**- وألان ما رأيك في ان تكوني أم أولادي ؟ **
القي عليها انجلو هذا السؤال ببراءة فوقفت القهوة في حلق اليسون فسعلت وأخذت تحدق غير مصدقة الى الرجل الجالس أمامها فاخذ يربت على ظهرها وطلب لها كوب ماء .
ثم سألها بابتسامة عريضة – هل أصبحت مستعدة للإجابة على سؤالي ؟
فقالت له – لا أظنه يستحق جوابا .
- هل هذه طريقة أخرى للقول انك ستفكرين في الأمر ؟ واخذ يفكر في أنهما سينجبان فتاة صغيرة أولا وستشبه أمها بالضبط فقالت له – لا ادري ما اذا كنت تمزح أم انك مجنون تماما .
- اليس هناك تحليل أخر ؟
سألته بارتياب – مثل ماذا ؟
- مثل أنني وقعت في غرامك ؟
------------------------





محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 06-02-17 الساعة 01:54 PM
samahss غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 02:28 AM   #2

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الاول ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كان الكلب فيت هو الذي جمعهما معا في صباح يوم الجمعة ذاك في بيد فورد بهذا الشكل المفاجئ غير المتوقع والذي كان تأثيره على انجلو مار ينو قويا للغاية . ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كان انجلو وحده مستلقيا على العشب في الحديقة العامة رافعا بصره الى السماء الشديدة الزرقة متأملا في طبيعة حياته ووجوده . وذلك لأول مرة منذ ستة وثلاثين عاما هذا بينما كانت تتناهى الى سمعه أصوات لأولاد يلعبون بعيدا عنه تحت رقابة أمهاتهم . كان منظر وصوت أولئك الأولاد هو ما أطلق العنان لأفكاره رغم علمه بأنها كانت تعتمل في نفسه منذ وقت طويل .
ولكن سرعان ما أخرجه من أفكاره تلك دوس مخلب عريض لكلب دانمركي ضخم يزن حوالي المائة وخمسين رطلا .
كان انجيلو يحاول جهده العودة من عالم الأفكار والأحاسيس ذاك وكان على وشك النجاح في ذلك عندما قفز الكلب من فوقه جارا صاحبته في أثره وهي تصيح متوسلة – انتظر ... قف . وفيما بعد ذلك النهار عندما اخذ يستعيد تلك الكلمات في ذهنه أدرك انها لم تكن تتوسل وإنما كانت تصدر امرأ بصوت رقيق حازم صوت ارتفع فجأة محذرا عندما تعثر الكلب الضخم بانجلو فوقف فجأة بينما تابعت المرأة التي كانت تمسك بمقوده اندفاعها الى ان اصطدمت بانجلو ومن ثم وقعت فوقه وإذا به ينظر الى أجمل عينين زرقاوين رآهما في حياته إذ كان وجهها لا يبعد عن وجهه بسوي إنشات قليلة .
كان الكلب قد قفز جانبا وفجأة لم يعد سواهما هما الاثنين .
مد يده يزيح ورقة شجر من شعرها وهو يقول باسما – هل أصابك ضرر ؟ ولكنها طبعا لم تكن شعرت بأي ضرر ولم يحاول هو النهوض وهو يفكر في انه مستعد للبقاء بهذا الوضع الى العيد القادم .
انقلبت اليسون كونراد بعيدا عنه وهي تشهق مدهوشة محاولة الوقوف على قدميها كانت ساقاها ترتجفان وكذلك جسمها بأكمله لهذا الاصطدام غير المتوقع .
جذبت نفسا عميقا وهي تنفض العشب عن شعرها وثيابها لقد أدركت من رائحة العشب انه لا بد جذ حديثا ما جعل جذ أذاته تنتشر على ثيابها .
انتبهت الى ان الرجل المستلقي على العشب ينظر إليها بحدة وكثير من الهزل فتوقفت عن نفض ثيابها .
وكأنما أحس الكلب بمشاعر هذا الرجل نحو سيدته فعاد اليه يحيطه بقوائمه وكأنما يمنعه من الحركة فلم تستطع هي الا ان تضحك وهي ترى الدهشة البادية على وجه انجلو وقالت – كان علي ان أسالك اذا كنت أصبت بضرر .
كانت ضحكته رقيقة وهو يجيبها – أسالي إذن ؟
فانحنت نحوه تساله – هل انت بخير ؟
نظر إلي فم الكلب وهو يحاول أبعاده عنه فيزمجر الكلب باستياء – كان يمكن ان اكونا حسن كثيرا لو أبعدته عني .
- آسفة جدا نهضت واقفة ثم التقطت رسن الكلب وهي تصرخ به – تعال يا فيت . وإذا بالكلب يخطو فوق انجلو بخفة الى حيث وقف بجانب سيدته .
فوقف انجلو واخذ ينفض العشب عن ملابسه وهو ينظر الى الكلب قائلا – فيت ؟اهو اسمه ؟
لم يكن الرجل يبدو وهو مستلق على العشب منذ لحظة بمثل هذا الطول الفارع ولم تعرف هي السبب الذي جعلها تشعر بمثل هذا الاضطراب الذي تملكها فرفعت رأسها دون وعي محاولة التعويض عن الفرق بين طول قامتيهما وهي تقول – لقد وجدته جروا على بابي وتذكرت مبلغ استياء والدها حينذاك فقد كانت المرة الوحيدة التي طلبت منه شيئا لقد ظلت تتوسل اليه حتى لان أخيرا وسمح لها بالاحتفاظ به ولكنه لم يسمح لها قط بان تنسى ذلك وابتسمت اليسون للحيوان وهي تمر بيدها على رأسه ملاطفة وهي تقول – لقد سميته فيت ومعناه قدر كما تعلم لان القدر هو الذي أرسله إلي .
رأى نفسه يتمنى لو انها تلاطفه بنفس الشكل فقد شعر بالغيرة منه وقال – ما اغرب ما تتحدثين عنه .
فنظرت اليه مقطبة جبينها إذ تشعر بالاضطراب لما شعرت به من انجذاب نحوه واشتدت أصابعها حول الرسن بينما نظراته الحادة إليها تزيد الاضطراب في كيانها فقالت له – ماذا تقول ؟
أجاب – لا شيء ذا أهمية ولكن هل تفعلين هذا كثيرا ؟
وأشار الى ثياب الركض التي ترتديها – اعني الركض وليس الوقوع على الناس .
فانصرف تفكير اليسون الى المكتب الملئ بالأوراق الكئيبة التي تنتظرها والاجتماع الذي سيكون بعد ساعات قليلة فما أكثر المتطلبات منها وما أضيق الوقت وإجابته – ليس كثيرا. ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كانت لهجتها كئيبة وهي تقول ذلك فنظر انجلو الى ملابسها كانت ترتدي ملابس رياضية لم تكن تبدو جميلة الطراز كما اعتاد ان يراها على أجسام الكثيرات فقد كانت ألوانها حائلة الى درجة أصبح من الصعب معها تحديد ألوانها الأساسية وكان شعرها الأشقر منسدلا حول وجهها كانت كنزتها فضفاضة ولكنها كانت نحيفة الخصر .
شعرت أمامه بالتوتر دون ان تعرف السبب كانت تعلم انه لو كان يشكل خطرا عليها لاحس فيت بذلك واخذ يزمجر ومع ذلك فقد ساورها أحساس بان هذا الرجل يشكل نوعا من الخطر عليها وكلما سارعت في الابتعاد عنه كان ذلك أفضل .
نظرت الى ساعتها اذا لم تسارع الى بيتها ألان فتغتسل وتغير ملابسها فستتأخر عن موعد الاجتماع .
- حسنا من الأفضل ان اذهب . ثم استدارت تهم بمعاودة الركض مغادرة حياته بنفس السرعة التي دخلتها فيها.
امتدت يد انجلو تمسك بمعصمها – انتظري أنني لم التقط اسمك .
فنظرت الى معصمها تنتظر منه ان يتركه ولكنه لم يفعل فقالت متحدية – أنني لم الق به .
ترك معصمها وهو يراها منزعجة من أمساكه به ولكنه سد طريقها بجسمه – ولكنه ...
تنحت اليسون جانبا مصممة على الإفلات منه تملكها التوتر ما أثار عجبها كان الوقت نهارا والناس حولهما ما جعلها أكثر قدرة على حماية نفسها هذا الى ان فيت كان بجانبها فلماذا كل هذا التوتر ؟
ولكن هذا الشعور لم يفارقها وهي تنظر اليه متحدية – حسنا ما دامت ملابسك ليست برداءة ملابس ... أخذت تقول ذلك وهي تنتقل حوله فتقدم انجلو الى أمامها مرة أخرى لا يريد ان يدعها تذهب بهذه السهولة .
- آه ولكن ملابسي كذلك فعلا .
نظرت اليه بارتياب لم يكن في ملابسه اي شاهد على الرثائية فسألته – أين ؟
فوضع يده على قلبه – في قلبي.
فاخذ قلبها بالخفقان ولكنها قالت ببرودة تخفي بها مشاعرها – ظننتك جادا في كلامك .
فقال – بل أنا جاد .
عادت تسير مبتعدة مرة أخرى كانت خطواتها سريعة حازمة وهي تقول له من فوق كتفها – عليك أذن ان تستشير طبيبا نفسانيا وأرسل ألي قائمة الحساب.
فاغتنم الفرصة وصاح بها مناديا – سأفعل اذا انت أرسلت إلي اسمك لأرسل إليك القائمة.
وقفت والتفتت اليه فاتحة فمها ولكنها عادت فاطبقته لقد كاد يهزمها هذه المرة .
قالت – انه في دليل الهاتف .
فتقدم منها خطوة بسرعة وهي تقول أول شيء تبادر الى دهنها – حجر الصوان .
فوقف وقال – مثل قلبك ...؟
فجاوبته – ضحكتها ولكنها لم تبطي خطواتها – شيء كهذا . لم يكن هذا أول مرة يقوله شخص لها ولكنها اعتادت ذلك لقد كان لديها مسؤوليات تستغرق كل اهتمامها ما لم يبق مكانا لأي حياة شخصية .
لقد كانت تسارع في الخروج من حياته بمثل السرعة والفجاة التي دخلتها بهما بينما لم يعرف هو حتى اسمها .
وقف لحظة ينظر إليها وهي تبتعد ثم مزعنا لرغبة طارئة اخذ يتبعها وتابعت هي سيرها الى ان وقفت بجانب سيارة مرسيدس مقفلة كانت من الجمال بحيث بدت اليسون ملائمة لها تماما رغم ملابسها الرياضية .
فتحت بابا السيارة الذي بجانب مقعد القيادة ثم تركت من يدها مقود الكلب ... فقفز هذا الى المقعد الخلفي ورأى انجلو من حيث كان واقفا ان الكلب احتل المقعد الخلفي بكامله أما المرأة التي أثارت اهتمامه وأشعلت مخيلته فقد تنهدت طويلا قبل ان تصعد الى مقعد القيادة مغلقة الباب خلفها وبعد ذلك بلحظة كانت السيارة المرسيدس تبتعد لتتوارى عند
منعطف الشارع مخلفة انجلو وراءها .
أسرع انجلو عائدا الى شقته في الطابق الأرضي مرددا رقم السيارة مرة بعد مرة ذلك انه لم يكن يريد ان يدع الأمر ينتهي عند هذا الحد بينه وبينها .
***
استدار شاد ماكليلان على عقبيه بعد ان سمع باب المكتب يفتح ثم يغلق خلفه ثم قال – أين كنت ؟ وكان قد سبق وسال شيرلي ثلاث مرات عما اذا كان انجلو قد اتصل او ترك خبرا فهو لم يأت هذا النهار كما انه لم يتصل هاتفيا على خلاف عادته ذلك ان لديهم اجتماعا في كوستاميزا والذي كان يتطلب الرحيل بسرعة اذا كان لهما ان يصلا في الموعد المقرر .
لم يبد على انجلو انه لاحظ الاضطراب في صوت أخيه بالحضانة وهو يستدير اليه بالمقعد الدوار الذي كان جالسا عليه خلف مكتب شاد قائلا – كنت مجتمعا بفتاة أحلامي . ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
فاخرج شاد ربطة عنق من درج المكتب الجانبي ذلك ان انجلو لم يكن لديه ربطة عنق فهو دوما كان يصرخ بأنه لا يحبها ولهذا كان شاد يحتفظ بعدد منها في مكتبه لأجل أخيه في حالة كان هناك اجتماع وسال أخاه – أهي فتاة اعرفها ؟
أجاب انجلو وهو يتناول الربطة من أخيه – كلا حتى أنني أنا لا اعرفها .
فجمدت يدا أخيه عن الحركة ونظر الى الرجل الذي كان أخا وصديقا له منذ ما يزيد عن العشرين عاما منذ أكثر من أسبوعين وتصرف انجلو يتصف بالغرابة ما كان يثير اهتمام شاد شيئا فشيئا .
- انجلو إذ ذا نحن لسبب ما لم نعز بالمناقشة لإضافة ملحق للسوق فانا أريدك ان تذهب في إجازة طويلة . ثم فتح الخزانة واخرج منها سترة تتلاءم مع ربطة عنق انجلو وكانت كحلية اللون – هاك .
- فقال انجلو وهو يرتدي السترة – كف عن القلق لأجلي لقد ابتدأت تصبح كأمي .
ان هناك شركة عليهما ان يديراها وأناسا يعتمدون في معيشتهم عليهما وتابع يقول وهو يتبع شاد الى الردهة ومن ثم الى موقف السيارات بينما هو مازال يسوي ربطة عنقه تابع بحدة – اذا لم ترس علينا المناقصة فلن يكون لدينا المال الكافي للقيام بإجازة .
القي شاد بحقيبة الأوراق الى المقعد الخلفي من السيارة الجاغوار الفضية اللون كانت هذه السيارة إحدى نزعاته للتبذير والتي لا تناسب رجلا عنده زوجة وولدين كما اخذ يفكر رغم ان زوجته هي التي شجعته على شرائها وكان هذا احد الأسباب التي يحبها لأجلها فقد كانت متفهمة .
ثم قال يذكر انجلو – ان الشركة على ما يرام .
جلس انجلو بجانبه فقد كانا يستعملان دوما سيارة شاد حيثما ذهبا . فقد كان شاد يحب القيادة وكان من طبيعة انجلو ان يدع الآخرين يفعلون ما يسرهم . وعندما أصبحا في زحمة الشارع قال – حسنا ...
فالقي شاد نظرة على وجه انجلو الخشن الملامح وذلك قبل ان يحول انتباهه الى الطريق رآه وجها يوحي بالثقة والنزاهة ولكنه حاليا كان يبدو عليه الانزعاج فقال له – ولكنك على كل حال لست كذلك هل تريد ان نتحدث في هذا الأمر ؟
إثناء كل تلك السنوات التي أمضياها معا لم تكن بينهما إسرار قط حتى الكلمات لم تكن ضرورية أحيانا للتعبير عن المشاعر ولكن انجلو ألان لم يستطع ان يجد الكلمات التي يتمكن بها من التعبير عن هذا التململ والقلق الغريب الذي اخذ مؤخرا يحتل أفكاره وأحلامه التي كان يرى فيها نفسه يسبح دون هدف في بحر ليس له شاطئ وحيدا ضائعا .
- الم تتساءل قط الى أين تسير بك الحياة يا شاد ؟ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تملك شاد العجب مما أثار ذلك في نفس انجلو والذي كان في راية اصغر من ان يفكر في أزمات الحياة فضحك بمرح أملا في ان يخرج أخاه مما يزعجه وقال – لم يحدث قط ان كان لدي ما يكفي من الوقت للتساؤل .
في البداية كانت تنقلاته بين منازل الرعاية لا تنتهي وقد انشغل شاد مدة بالترفيه عن شقيقته دوني والعناية بها ثم استقر به المقام في منزل ال مار ينو الدافئ والحافل بكل ما يمكن غلاما حدثا من العمل تعبيرا عن شكره للحب الذي يتلقاه دون قيد او شرط وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية في الثامنة عشرة من عمره وهي السن التي لا يعود معتبرا فيها ابنا بالرعاية بقى مع ال مار ينو حيث اخذ يتعاون معهم في أعمال الأسرة ثم تلا ذلك زواجه من امرأة لديها طفلين . كلا لم يكن لديه وقت للتساؤل الى أين تسير به حياته كانت تسير وكفى .
ابتسم انجلو وهو يفكر في الطريقة التي سارت بها حياة أخيه – كلا . أظن ذلك ولديك زوجتك وفرانكي والطفلة الرضيعة .
كانا أكثر تقاربا من معظم الإخوة الطبيعيين فقال له شاد – ولكنك تتساءل عن ذلك .
فهز انجلو كتفيه شاعرا بالحرج من الاعتراف بما يشغل باله – في كل مرة تحدثني فيه أمي عن ضرورة الاستقرار أجيبها دوما ان ليس لدي وقت لذلك وان هذا سيحدث عندما يحين وقته ولكن ألان وأنت متزوج ولديك أسرة ودوتي متزوجة ولها طفل ...
فقال شاد مصححا كلامه – بل طفلان .
نسى انجلو همومه الشخصية والتفت الى شاد مذهولا – أتعني ؟
فارتسمت على وجهه شاد ابتسامة عريضة – نعم .
- هل انت تمزح ؟ وعادت الى مخيلته صورة دوتي تلك الفتاة ذات الجدائل والصبيانية بتصرفاتها - دوتي حامل؟
وغمرته لأجلها سعادة أخذت تتصارع مع شعوره بأنه أصبح خارج مسيرة الحياة .
لاح السوق أمامهما الى اليمين ثم اخذ بالاتساع كلما اقتربا منه. وكان شاد يثرثر قائلا – لقد اضطرت لقطع كلامها وهي تخبرني وذلك لكي تذهب وتستلقي على سريرها فقد كانت خائفة من ان تتقيا ما تناولته من فطور . وإذ انعطف بالسيارة الى اليمين . لاحظ الوجوم على ملامح انجلو ممتزجا بالكآبة .
- ماذا حدث ؟ هل ثمة ما يزعجك ؟
فهز انجلو رأسه – كلا لا شيء كل ما في الأمر هو أنني أريد ذلك أنا أيضا .
أوقف شاد سيارته في مكان قريب من مدخل السوق ثم نظر الى انجلو ويده مازالت على الكابح – أتقول انك تريد غثيان الصباح ؟
فضحك انجلو وهو يترجل من السيارة ثم نظر الى أخيه الأصغر – كلا ما أريده هو كل ما يتعلق بهذا الأمر .
أثناء سيرهما نحو المكاتب الكائنة فوق مركز السوق مباشرة مر انجلو بامرأة تدفع عربة طفل فشعر بنفس الحسد الكئيب يعود اليه مزيجا بحنين ولهفة – ولا ادري اذا كان هذا سيحدث لي يا شاد أنني أريد زوجة ... طفلا . الحلم الأميركي بأكمله أنني في السادسة والثلاثين من عمري ...
فقال شاد يذكره – واحد مالكي شركة بناء .
التفت انجلو الى شاد وهو يتمسك بحاجز السلم الكهربائي – يجب ان يكون هناك شيء أخر كان هذا كافيا عندما كنت في الخامسة والعشرين ولكنه لم يعد كافيا ألان .
فقال شاد وهو يستدير نحو اليسار ثم يسيران معا جنبا الى جنب – وما الذي يمنعك ؟
ذلك ان شاد لم يفكر في الزواج الا بعد ان حدث هذا فعلا لقد حدث كل شيء بشكل مفاجئ من دون تخطيط مسبق – لم أقابل قط امرأة شعرت برغبة في قضاء بقية حياتي معها حتى هذا النهار .
رفع يده يقرع الباب بينما وقف شاد يحدق اليه . – هل انت جاد ؟ لقد كان ذلك حدث بالنسبة اليه هو بنفس السرعة فقد القي نظرة واحدة على جاتي أدرك بعدها انها مختلفة عن غيرها ثم لم يأخذ وقتا أكثر من ذلك لكي يدرك انه يريد هذه المرأة في حياته بشكل دائم .
أجاب انجلو – ما كنت جادا في حياتي أكثر مما أنا ألان تنهد وهو يتذكر ذلك اللقاء المختصر وقال بابتسامة عريضة – انها لا تكاد تبلغ كتفي طولا شقراء بالغة الحيوية تبلغ الخمسة أقدام طولا وكان معها كلب .
نسيا الاجتماع لحظة وشاد يسأله وقد استند الى الجدار – هل ستراها مرة أخرى ؟
- كانت تركض مع كلب دانمركي ضخم فاصطدما بي لقد سقطا فوقي في الواقع .
حاول شاد ان يتصور ما حدث ثم قال – هل من الممكن ان تتضح صورة ما حدث اذا كررت القصة ؟ لكن انجلو لم يشأ ان يعاود الحديث عن ذلك خوفا من ان يتبدد سحر ما حدث فقد اثر ان يقتفي أثرها أولا وهكذا رفض قائلا – كلا .
فضحك شاد – ما اسمها ؟
فقال على مضض – لا ادري لم تشأ ان تخبرني ...
- الا تعلم شيئا عنها على الإطلاق ؟ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
فاتسعت ابتسامته مرة أخرى – لدي رقم سيارتها المرسيدس .
صفر شاد بصوت منخفض – لقد وقعت على الأقل على ابنة طبقة غنية . سنبحث في أمر اقتفاء اثر سيدتك الغامضة تلك وذلك بعد اجتماعنا بوولترز . وقرع شاد الباب ففتحته
على الفور امرأة في عقدها الخامس .
- مرحبا يا سادة انه في انتظاركما ثم سارت أمامهما متجهة نحو مؤخرة الردهة خلال ممر متألق بالأنوار . سألها انجلو بظرفه المعهود الذي يحبب الآخرين به على الفور سألها بقوله – ما رأيك يا واندا ؟ هل رست علينا المناقصة ؟
نظرت اليه المرأة وبدا وكان الخطوط حول عينيها وفمها قد تلاشت عندما استجابت لابتسامته – هذا ما يبدو لي . وغمزت بعينها بشكل واضح بينما تبادل شاد وأنجلو النظرات بسرور . لقد ابتدأ مار ينو ماكليلان طريقا طويلا منذ الأيام التي كانت لا تعرف سوى مار ينو وكانت الشركة حينذاك شركة قرميد وكان سلفا تور مار ينو قد جعل طبيعة عمله مختصة بتجديد الحمامات وقد أورث شاد مهارته وحماسته في توسيع أساس الشركة
كان سلفا تور قد اخذ اليه شاد ودوتي وأصبح بمثابة الوالد بكامل رغبته ومن كل النواحي بحيث لم يكن بينهما وبين ابنهما انجلو اي فرق في التربية والنشأة فقد كان منزل مار ينو بيتا لهم جميعا .
لكن شاد أصبح لديه أسرة ألان تضم ابن زوجته البالغ من العمر خمسة عشر عاما هذا الى طفلة رضيعة ولم يكن من العدل بالنسبة إليهم ان يعمل شاد ألان بنفس الوضع والساعات التي كان يعمل بها قبل زواجه فخمسة عشر الى عشرين ساعة يوميا كان أمرا معقولا قبل زواجه أما بالنسبة الى انجلو فلم يكن هذا يزعجه الى ما قبل فترة قصيرة ففي العام الماضي غير راية بالنسبة الى الدفء والحنان الذي كان يسود جو حفلة عشاء الأحد الذي كانت أمه تحب ان تتصدره فقد كان هو جزءا من كل ذلك ومع ذلك فقد كان يشعر بالوحدة والانفصال عن كل ذلك وكان شاد وأسرته ودوتي وأسرتها يأتون كل احد وكان هناك دوما كرسي زائد لأجل من قد يحضرها انجلو معه ولكنه نادرا ما كان يستعمل فهو لم يكن لديه من يهمه أمرها فيحضرها معه لكنه ألان قد ابتدأ يتساءل عما اذا كان سيعثر على تلك المرأة يوما ما .
عندما اقتربا من الباب المؤدي الى المكتب الداخلي في نهاية الردهة نفض انجلو عنه اكتئابه فقد كانت الشركة التي رعاها شاد وأنجلو قد سبق وبنت سوقا صغيرا في ماليبو وساعدت في بناء عدة أسواق أخرى كان شانهما يعلو في الحياة ولم يكن هذا الوقت المناسب للحزن على أشياء لم تكن تجري في حياته كما يجب
لم يستطع شاد تجاهل الاهتمام الذي شعر به نحو مزاج انجلو ما غطى على اي عقد كان يأمل في الفوز به فقد كان انجلو أكثر أهمية لديه من اي مشروع عمل وهكذا وقف قبل دخولهما المكتب – اسمع يا انجلو اذا لم تكن شاعرا برغبة في الجلوس في الداخل بإمكاني ان ...
ماذا ؟ وادعك تستولي على كل المجد لنفسك ؟ كلا إنني بخير حقا . عادت ابتسامته الى شفتيه وتألقت عيناه السوداوان بذلك الحب للحياة والذي كان يفيضه على الآخرين حتى في أحلك الأوقات فكل ما هو آت . آت لقد كان هذا أول درس علمه إياه والده والقي بذراعه حول كتفي أخيه بعفوية وهو يقول – الى داخل المكتب .
كان المكتب الرئيسي لمونتفومري ووولترز . الشركة التي كانت تراقب كل شيء كان يجري في سوق جنوب كاليفورنيا كان فسيحا أنما هادئا خافت ما يشهد لادريان وولرز بحسن الذوق وقف وولترز بحجمه الضئيل وراء مكتبه مستعدا لتحية الرجلين اللذين كان بانتظارهما كان يواجه مكتبه ثلاثة مقاعد بدا و كان شخصا ما يحتل منها المقعد الأبعد عن الباب وحيث ان المقعد كان مستديرا الى جانب لم ير انجلو سوى ساقين طويلتين رشيقتين . قال وولترز وهو يمد يده مصافحا شاد ثم انجلو – آه . لقد تأخر بنا الوقت فقد كنا على وشك الابتداء .
قال شاد وهو ينظر باتجاه المقعد المشغول – كنا ؟
أجاب وولترز وهو يومئ الى الشخص الجالس على الكرسي الذي الى يساره – نعم .
نهضت المرأة واستدارت تنظر الى الرجلين لم تتغير ملامحها ولكن عينيها اتسعتا قليلا بادراك ودهشة .
لكن انجلو لم يكن بالرجل المعتاد على مثل هذه المواقف المعقدة فقد نظر فاغر الفم الى المرأة التي كانت قفزت فوق صدره ... ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
انتهى الفصل الاول ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 05:59 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 02:29 AM   #3

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
لم يستطع انجلو ان يتذكر مرة واحدة وذلك خلال سنوات عمره السادسة والثلاثين . استعصى عليه فيها النطق كما حدث هذه المرة وهو يرى الكلمات تهرب منه .
جذبه شاد بذراعه هامسا – ما الخبر ؟ يبدو عليك وكأنك شاهدت شبحا .
فهز انجلو رأسه ببطء وعيناه لا تبارحان وجه الفتاة – انها ليست شبحا وابتسم متابعا بل هي مستقبلي .
التقطت أنفاسها بحدة من يكون هذا الرجل ؟ وألقت نظرة غيظ على وولترز راجية ان يكون الأمر كله مجرد غلطة فهذان الرجلان لابد جاءا خطا الى غير مكانهما ربما كان المفروض ان يكونا في المكان المجاور حيث متجر الألعاب العالمي .
هذا بينما ضغط شاد شفتيه معا واخذ ينقل نظراته بين انجلو وهذه المرأة وهو يتساءل عما تراه يحدث .
تقدم انجلو نحوها فإذا باليسون تشعر فجأة وكان الغرفة أطبقت عليها ما جعل تنفسها غاية في الصعوبة وهو يمد يده أليها محييا – انجلو مار ينو يبدو أننا عدنا فتقابلنا بأسرع ما كنت تتوقعين .
وإذ رأت اليسون من ملامح وولترز ان هذين الرجلين لم يخطئا في قدومهما الى هذا المكان وان المفروض ان يكونا هنا فعلا لم يكن أمامها من خيار سوى مصافحة انجلو رغم انها لم تكن تريد ذلك لم تكن تريد اى اتصال بهذا الرجل .
أجابت ببرودة الثلج – انه أسرع من المطلوب . وكذلك ترجو ان يضعه جوابها هذا عند حده .
إذن فهذه هي المرأة صاحبة الكلب الدنمركي الضخم والتي سلبت عقل انجلو ... اخذ شاد يفكر بذلك وهو يتفرس فيها بإمعان لكي يعرف السبب . وتمتم لأخيه – أراك تركت تأثيرا حسنا عليها .
فقال انجلو بابتسامة عريضة – كلا هي التي تركت تأثيرا علي او لعله كلبها في الواقع . نظر الى وولترز متابعا وهو يربت على صدره – هنا .
نظر وولترز الى الثلاثة دون ان يفهم شيئا – أذن فانتم تعرفون بعضكم بعضا .
فقال انجلو و اليسون بصوت واحد – كلا .
تضايقت اليسون من الطريقة التي اخذ انجلو ينظر إليها فقد كانت حميمة وشخصية ان مجرد وقوعها مصادفة عليه لا يعطيه الحق في أظهار كل هذه الألفة والتي لا تكون الا بين المتحابين .
ثم لماذا هذان الرجلان هنا أصلا فقد كانت ظنت ان العطاء قد رسا على شركتها . عادت فقالت لوولترز – ليس لدي فكرة عمن يكونان وأنا ... لم تكمل حديثها لان الباب خلف شاد و انجلو فتح وأطلت واندا برأسها لاحظت اليسون ان المرأة ابتسمت لأنجلو قبل ان توجه كلامها الى وولترز قائلة – أنني شديدة الأسف لمقاطعتي لكم يا سيد وولترز ولكن الناس الذين يريدونك بشان الحفلة هم هنا .
فقال وولترز وقد بدا عليه التوتر – ولكن لدي اجتماع يا واندا .
اومات المرأة المسنة قائلة – اعرف يا سيدي ولكنهم وعدوا بان لا يأخذوا من وقتك أكثر من لحظة واحدة انه بشان تغير نظام الألوان .
- لماذا لا تحدث هذه الأمور الا عندما يكون مونتغو مريض في إجازة ؟ أغمض وولترز عينيه وكأنه يبحث عن عزاء غير موجود وعندما فتحهما نظر الى الأشخاص الثلاثة إمام المكتب ثم قال محاولا الابتسام – سأعود حالا ثم اتجه نحو الباب – حيث أنكم الثلاثة تعملون في مجال البناء فانا واثق من أنكم ستجدون ما تتحدثون عنه . ثم أغلق الباب خلفه نظر انجلو الى المرأة التي بجانبه كانت ترتدي بذلة عمل اقرب الى طراز الملابس الرجالية وبدت له أجمل في ملابسها الرياضية تلك .
- هل تعملين في مجال البناء ؟ وجد من الصعب عليه ان يصدق ان فتاة في مثل رقتها هذه يمكن ان يكون لها علاقة بالبناء ربما هي سكرتيرة أرسلت لتتسلم أمرا بالتزود بمواد البناء حالما يصبح العمل فوق الأرض ولكنه ما لبث ان نبذ هذه الفكرة فهو و شاد لديهما قائمتهما الخاصة بأسماء الممولين والمتعاقدين معهم وبالتالي ليس لوولترز اي علاقة بذلك .
لم تهم الفتاة بلهجته المتشككة تلك والتي بدا فيها وكأنه يضحك منها وقالت – نعم هذا صحيح .
كان استخلاص اي معلومة منها أشبه بقلع ضرس بدت له جميلة جدا منتظمة الأسنان .
- وأنت تنوبين عن ...
بقيت نظراتها مصوبة أمامها بشكل مستقيم متمنية لو يسرع وولترز بالعودة كانت تريد ان تنتهي من كل هذا كانت تعلم انه يوم جميل رائع من أيام جنوب كاليفورنيا بينما هنا لا يوجد سوى الأثاث ورفرف الكتب . وهذا الرجل بالغ الفضول . لقد كانت نسيت تماما شريك انجلو وأجابت - كونراد ووالده .
قالت ذلك وكأنها تعلن عن سلالة ملكية كان هو قد سبق له وسمع بهذه الشركة ومن لم يسمع بها ؟ فهي شركة قديمة العهد وهي التي شيدت أروع الأبنية في المنطقة فقال بابتسامة عريضة – وأي منهما انت ؟
فاستقامت في جلستها وقالت – أنا الولد .
كان سؤاله هذا وقاحة منه . إذ لم يكن يتوقع ان تكون أيا منهما فسألها – لا بد ان هناك تفسيرا لهذا اليس كذلك ؟
مدت اليسون يدها على كره منها لتقول مقدمة نفسها – اليسون كونراد والشركة تحمل اسم أبي وهو يدعوني سوني .
أظنه يضع نظرات .
أخذت اليسون تتصور والدها بملامحه الحادة الوسيمة وعبوسه وهو يتفحص التقارير التي تأتيه بها ثم ينظر أليها بعينيه الزرقاوين بعدم استحسان وذلك من خلال نظارتيه السميكتين وأجابت – نعم هذا صحيح .
كيف يمكن لأي شخص بان يطلق لقب الابن على مثل هذه الفتاة الفياضة بالأنوثة .
قال لها – أعطيني قائمة بالأبنية التي تنشئونها وذلك لكي أضع ملاحظة بان أبقى بعيدا عنها .
كانت هذه نكتة منه مغلفة بمجاملة ولكنه رأى انها لم تفهمها بهذا الشكل ولأول مرة في حياته يشعر وكأنه يتخبط في كلامه .
- ما هذا ؟ أيظنها ستسر اذا هو طعن بسمعة عمل والدها ؟ ثم الم يدرك انها مشتركة في كل بناء ؟ قالت له ببرودة – لا ضرورة لذلك فنحن لا نستعمل سوى افخر المواد وأنا أساعد في كل منشئاتنا .
قال انجلو متراجعا – سأتذكر هذا دوما .
وجدت هي ان الغلطة هي الأنسب بالنسبة لبعض الناس فقالت – حاول أيضا ان تلتزم بالموقف المهني .
تساءل شاد عما حدث لأنجلو فهو لم يعهده قط من قبل معقود اللسان بهذا الشكل حسنا ربما ستستقيم الأمور ألان إذ يبدو انها ألزمته مكانه وجاء سؤال انجلو التالي بشكل مفاجئ ما جعل شاد يدرك خطا تخمينه .
- هل انت متزوجة ؟
فاتسعت عينا اليسون دهشة ثم ضاقتا لدي هذا السؤال هو ذا يخوض في حياتها الخاصة تبا لذلك من تراء يظن نفسه وأجابت – كلا .
مال نحوها وقد سره جوابها ثم عاد يسألها رغم وكز شاد له بمرفقه – هل ثمة متقدم لخطبتك ؟
فازداد ضيقها – كلا لم يتقدم احد لخطبتي .
ان عليها ان تجعل والدها يفهم ذلك فهو لا يراها سوى ملحق ... شخص لا ينفك يخيب رجاءه .
فتمتم شاد بصوت منخفض – ربما هم لا يجرؤون .
وعندما تحولت عيناها الزرقاوان الحادثان نحوه ابتسمت بسرعة ومالت نحو انجلو الذي سارع يقول - انه شاد ماكليلان الشريك الصامت .
اوما هو لأنجلو ثم عاد الى المراقبة كان هذا شيئا جديدا فقد كان من عادة انجلو ان يتنحى جانبا اذا كانت النساء هي الموضوع وحسب ما يتذكره شاد كان أخوه غافلا على الدوام عن اهتمامه الكامن بالأنثى لم يكن في حياته قط غرام جاد فقد كان انجلو عديم الاهتمام بالاستقرار مما كان يسبب اليأس لامه وبالتالي كان منيعا إزاء النساء اللاتي كن أكثر من راغبات في حمل اسمه وأولاده .
حتى هذا الحين كما يبدو .
مال شاد الى الخلف واخذ يتأمل في المرأة التي فتتت أخاه .
كانت صغيرة الحجم ترتدي بذلة أنيقة مؤلفة من قطعتين من قماش غالي الثمن بلون الرمال كما لاحظ شاد فقد كان شعرها معقوصا من الخلف بشكل أنيق ليس لكي تظهر تقاطيع وجهها الجميلة ولكن لكي لا يضايقها إثناء العمل كانت تبدو سيدة تقدر الكفاءة ولا تسمح لأي شيء بان يعترض طريقها .
لم يستطع الا ان يتساءل عما اذا كان انجلو قد لاحظ نزعة العناد والاستقلال التي كانت تبدو عليها كما انه تساءل عما اذا كانت مناسبة لأنجلو فقد كان في رأي شاد ان قليلات من النساء هن كذلك وذلك ان انجلو مار ينو كابية من قبله كان رجلا غير عادي وذا قلب اكبر من اي قلب يستحق هذا الاسم .
وتملكه الامل في ان لا يتحطم قلبه هذا في النهاية وكتم آهة تحرك بعدها في كرسيه ثم نظر الى الباب أملا في ان يعود وولترز بسرعة قبل ان تبدأ المفرقعات بجانبه فأنجلو ليس طفلا وبإمكانه العناية بنفسه وكل ما كان شاد يرجوه هو ان يتذكر انجلو ذلك ويبقى بعيدا عنه كان يعلم ان دوتي شقيقته كانت رفضت ذلك فالمنطق والتعقل لم يوقفا أخته عند حدها من قبل .
واخذ ينقل نظراته بين الاثنين .
هذا بينما كانت اليسون تشعر بالقلق والتوتر في داخلها وكانت تكره هذا الشعور لماذا ينظر أليها هذا الرجل بهذه الطريقة وكأنه يعرف عنها شيئا لا تعرفه هي فيجعل مثل هذا الشعور يتملكها ؟ ما أسخف هذا ولكن هذا ما يحدث فعلا وابتدأت تقول أملة بان يبدد الحديث عن العمل بعض ما تشعر به – يا سيد مار ينو ليس لدي فكرة عن سبب وجودنا هنا جميعا ...
فقال انجلو متفكها – ربما لأمور تتعلق ببناء ملحق للسوق .
انه يتهكم عليها حتما إذ يرى ان المفروض عليها بالسبب ذاك وهي قد اعتادت هذا النوع من الرجال الذي يحب ان يفرض نفسه على النساء مقللا
من شانهن فقد عملت معهم معظم حياتها وارتهم خطئهم وان بإمكانها ان تماثل الرجل في كل شيء وكذلك تري والدها انها بمثل صلاحية الرجل وهي تريد ان تمضي حياتها محاولة أثبات ذلك له
بدا شيء من الجفاء على فمها وهي تقول – أنني واثقة من ذلك أما الذي اعنيه فهو أنني لا اعرف ما الذي نفعله هنا فقد سبق وفهمت ان العطاء قد رسا على شركة كونراد وولده .
فقال هازلا – حسنا قد يكون ذلك لأجل أمر أخر .
كانت تبدو له قديرة معتزة بنفسها ولكنه كان يعلم ان ذلك النوع من السلوك هو عادة بعكس نوعا من الدفاع عن النفس او بالأحرى تغطية لضعف كامن فقد كان شاد بهذا الشكل عند أول مجيئه للعيش معهم فقد كان غلاما خشنا وقحا لا يجرؤ على أظهار حبه بسبب كل ما عاناه في حياته من نبذ واحتقار وتملك انجلو الشك في انه يواجه نفس الشيء في شخصية اليسون ألان ما عدا انها أجمل كثيرا مما كان شاد .
جعلهم صوت فتح الباب يلتفتون جميعا . ورأى انجلو نظرة الارتياح التي بدت في عيني اليسون .رغم انها ربما لم تكن تدرك ذلك .
- أسف لجعلكم تنتظرونني طوال ذلك الوقت . قال وولترز ذلك وهو يعود الى مكتبه – يبدو انه لم يعد لدينا لحظة فراغ ونظر في اتجاه اليسون ملتمسا التعاطف ولكن عبثا فتنحنح ثم اتجه نحو الموضوع الأساسي للاجتماع وذلك بقوله – حسنا يبدو أنكما تقدمتما بنفس العرض .
التفتت اليسون الى انجلو ترمقه بنظرة اتهام أرسلت التسلية الى نفسه بدلا من الاستفزاز فمال الى الأمام هامسا – أننا لم نتجسس عليك صدقيني .
لم يعجبها في تصرفات هذا الرجل شيء فقد كانت غريبة منافية لأخلاق المهنة وربما ظن ان منافسته وشركتها هي اكبر كدبة تجاهلته والتفتت الى وولترز تقول – أذن ليس علينا سوى ان نقدم عرضا آخر .
اتكأ وولترز الى الخلف مفكرا لحظة قبل ان يقول – لا أرى ثمة حاجة للاستمرار بنفس الطريقة أرى انه بما ان هذا عملا كبيرا فقد يقسم بين شركتين . لقد تحدثت بذلك الى مساعدي فوافقوني على ذلك ومال الى الأمام قائلا - وبهذه الطريقة يتم العمل بشكل أسرع .
فقال انجلو – أشبه بطريقي قطار ينطلقان من الطرفين المعاكسين فيتقابلان في الوسط قال هذا وهو يراقب وجه وولترز فقد كان ذلك درس فرانكي في الحساب أمس . وكان هو قد تقدم لمساعدة ابن أخيه في أصعب موضوع لديه.
فاوما وولترز وقد امتلأ سرورا – نعم شيء كهذا وسكت لحظة ثم أسرع يقول – اذا أنتما اقتسمتما العرض ...
نهضت اليسون واقفة قبل ان ينتهي وولترز من كلامه وهي تقول – هذا غير مقبول . كان توقعهم ان تعمل شركتها مع شركة أخرى يشكل اهانة . فقد كانوا دوما يقومون بالعمل منفردين .
فقال انجلو بلطف مكررا إحدى حكم والده – ان نصف الشيء خير من لا شيء .
نظر وولترز الى انجلو – ان أفكارك تعجبني يا سيد مار ينو.
فابتسم انجلو ببساطة وهو ينظر الى وجه الرجل المتلهف لقد أدرك بالضبط ما يريده الرجل . كان يريد منه ان يقدم عرضا أفضل وكان ذلك يناسبه هو فقال – ولكن ربما بإمكانك ان تفكر بشكل أكثر توسعا يا سيد وولترز واذر اى العبوس الذي ساد ملامح الرجل عاد يقول – فلنقل ربما خمسة أثمان أجرا لكل شركة .
اتكأ شاد الى الخلف راضيا بترك المناقشة لأنجلو من باب التغيير لقد أعجبته هذه الناحية من أخيه والتي لم تكن تنظر الى السطح الا نادرا ولكن الحب يصنع الأعاجيب كما اخذ شاد يفكر .
ازداد عبوس وولترز وقال – هذا أكثر من المجموع.
وافقه انجلو على ذلك بقوله – هذا صحيح ولكنه يضيف السرعة الى العمل وهذا كان رأيك انت . مال الى الأمام مركزا نظراته على وولترز محاولا جهده التخلص من شذا العطر الذي يفوح من اليسون وهو يضيف قائلا – كما ان لزبائن يبدؤون بالتوافد بشكل أسرع ما رأيك ؟
كان واضحا ان وولترز كان موزع الراى بين ان يوفر مبلغا ضخما من المال وبين ان تتوفر لديه المخازن لتوسيع أعمالهم بشكل أسرع وهذا سيزيد اتساع السوق بيما مقداره ثلث حجمه .
وكلما ازدادت المخازن ازداد عدد الزبائن . اخذ انجلو يراقب وولترز وهو يزن الأمور في ذهنه على المدى الطويل سيعوض ازدياد الزبائن ما يدفعونه ألان .
- لا باس سنقوم بالأمر حسب رأيكم .
كان هذا ما يزال عالم الرجال كما كان على الدوام ولكنها ستستمر في أحداث ثغرات فيه ما دامت تتنفس فقالت تصحح له كلامه – حسب رأيهما يا سيد وولترز .
فالتفت الرجال الثلاثة أليها وكأنهم تذكروا فجأة وجودها في الغرفة .
كانت تلوح بيد رقيقة خلقت للعزف على البيانو أكثر منها لأعمال البناء مشيرة الى الرجلين المنافسين لها قائلة – ان شركة كونراد وولده لم توافق على شيء . وكانت
تتوقع من وولترز ان يعاود التفكير في موقفه ذلك ان والدها لن يوافق على هذه الخطة اذا هي عادت اليه بها .
تنقلت نظرات وولترز بين انجلو و اليسون ليقول أخيرا – اذا كنت ستخرجين من المناقصة يا آنسة كونراد فهذا أذن لا يدع لي خيارا سوى التعاون مع
مار ينو ماكليلان ...
فقال شاد بسرعة – وبهذا نعود الى المناقصة الابتدائية .
فاوما وولترز برأسه – نعم بالطبع .
كانت على وشك ان تخسر المناقصة تبا لذلك الرجل على كل حال ... ووجهت نظرة اتهام الى انجلو لم يكن لديها سبب وجيه تتمسك به اذا هي شاءت ان تضمن رسؤ المناقضة على شركتها وحدها وكبتت تنهيدة كادت تفلت منها .
لم يكن هذا يعني ان شركة كونراد وولده بحاجة الى عمل فهي شركة راسخة تأسست منذ ما يزيد عن الخمسة وثلاثين عاما ولكنها بحاجة الى ان تفوز بهذه المناقصة ذلك انها اذا عادت وأخبرت والدها بخسارتها لها فسينظر إليها بتلك الطريقة التي تعني انه يتمنى لو كان له ابن يتابع أعماله بدلا منها . ولأنها كانت تكره تلك النظرة فقد قامت بكل ما في وسعها لكي تمحوها وكذلك الكلمات التي كانت دوما ترافقها كلمات ظلت تتجاوب في رأسها سنوات لولاك ... نعم لولاك ...عادت الى مقعدها ببطء . حيث بقيت جالسة على طرفه وكان التوتر كان يتملكها كما رأى انجلو ... فهي لا تعرف كيف تريح نفسها كم سيسره ان يعلمها ذلك .
قالت ترد على وولترز – لم اقل أننا لن نقوم بذلك .
فنظر إليها دون ان يفهم – ما الذي قلته بالضبط يا آنسة كونراد ؟
كانت وجهت الكلام الى وولترز ولكن عينيها كانتا على انجلو – قلت أننا سنقتسم المناقصة بالتساوي .
فقال وولترز بسرعة – طبعا .
نقلت نظرتها الى شاد اذا كان عليها ان تثق بأحد فشعورها يقول انه هو وتابعت تقول – ثم يجب ان لا يكون هناك قرار مستقل فإذا كان هنا ما يجب عمله او التصميم عليه فسنشترك جميعنا في المداولة أنني سأكون في العمل يوميا . قالت هذا لكي يدرك انجلو مبلغ ما هي عليه من جد بالنسبة لهذا الأمر .
فوضع هذا ساقا على ساق وقال بابتسامة عريضة – أنني متشوق للعمل معك.
فتجاهلته شاعرة بان هذا في أمكانها ألان ولكنه لن يكون سهلا إثناء الشهور الحافلة بالعمل التي تنتظرهما فهي لم تره من النوع الذي يمكنها تجاهله اذا شاءت . حسنا ان بإمكانها ان تعالج هذا الأمر فقد سبق وعالجته من قبل انها ليست بحاجة الى رجل يفسد حياتها .فقد أمضت حياتها بقرب عمال البناء ما تعلمت معه كيف تتجنب وضع أنا طرزان . انت جين ... هذا الى انها من الزهو بعملها بحيث لم تكن تدع شيئا يقف بينها وبينه فقد كانت تحمل مسؤولياتها بجد بالغ فهذا كل ما لديها .
استقر الأمر . وفتح وولترز التخطيط الهندسي لملحق السوق فغطى سطح مكتبه بأكمله .
- أننا سندعوه قصر الزمرد . وأشار بطرف القلم لي المخزن الضخم ذي الثلاثة طوابق والقبة والذي كان الجهة المركزية للملحق بأكمله كانت الطوابق الثلاثة ذات ثلاث اتجاهات أما الاتجاه الرابع فكان حيث يتصل الملحق بالسوق الموجود حاليا .
كانوا جميعا قد سبق لهم رؤية هذا الرسم من قبل وذلك عندما قدموا عروضهم أنما ألان عليهم ان يبنوه فكان الشعور مختلفا بشكل ما وشخصيا أيضا ... ربما أكثر مما يجب .
أدركت اليسون ان انجلو كان واقفا بجانبها فكرت في التنحي جانبا ولكنها عادت فبقيت مكانها إذ ان هذه هي أحسن الطرق لمعاملة شخص مثله . فهي لا تريد ان تدعه يعلم بان له اي تأثير عليها .
قال لهم وولترز – أريد ان يبدأ العمل في أسرع وقت ممكن فلنقل الأسبوع القادم ؟
كان انجلو وشاد قد سبق وتحدثا في هذا الأمر فقال لوولترز – يمكننا ان نحضر رجالنا يوم الاثنين . ثم نظر الى اليسون – اذا كان هذا يناسبك .
لم تعلم ما اذا كان يشجعها أم يتصرف تبعا للقوانين .لم تكن تسمح لنفسها الا بأقل ما يمكن من الراحة ... ذلك ان الحياة علمتها ذلك اذا هي سمحت لنفسها بالراحة فستنقلب الأمور ضدها .
أجابته قائلة – لا باس بذلك بالنسبة إلي يمكنني ان اجعل الرجال على استعداد في السابعة
فقال مقترحا – او الثامنة ؟
وإذ رأت انه من الرجال الذين يحبون التأخر في النوم . وقد لا يحضر على الإطلاق . تاركا شريكه يدير العمل في مركز البناء . قالت له منتقدة – هل تحب البقاء في السرير ؟
فأجاب بابتسامة بطيئة ذات معنى – اذا كانت المناسبة تستدعي ذلك . عضت شفتها وقد خاب أملها كيف بإمكانها ان تعمل مع مثل هذا الرجل المزعج ؟
قاطعهما شاد بسرعة وهو يقف بينهما – كنا في الواقع نفكر في ان الساعة السابعة قد تكون مبكرة لابتداء العمل فهذه منطقة سكنية والسابعة هو وقت مبكر لأحداث صوت الآلات المزعج .
نظر الى اليسون منتظرا منها الموافقة فقد تملكه شعور بان دوره الأساسي في هذا العمل سيكون دوما صانع سلام . جعلته هذه الفكرة يبتسم . منتظرا وصوله الى بيته ليخبر أسرته بان الحب قد عثر على انجلو مار ينو أخيرا ستتملك البهجة الأم ولكنه في أعماقه كان يشك في ان اليسون تبادله الحب .
استقامت اليسون في وقفتها فقد انتبهت الى انها تفرك أبهامها بسبابتها وهي عادة عصبية تملكتها منذ الطفولة .كم من المرات وقفت متوترة بهذا الشكل أمام والدها أثناء فترة نموها ؟ كان عد ذلك لا يحصى وصرفت هذه الأفكار عن ذهنها وهي تلتقط حقيبة أوراقها متمهلة لتتمسك لها موقفة بذلك يدها عن الحركة وهي تقول لأنجلو برزانة – لا باس يمكن للعمال ان يبدوا العمل في الثامنة ولكنني أحب ان أقابلكما في موضع العمل يوم الاثنين الساعة السابعة والنصف تماما .
فسألها متكهنا وهو يرى النظرة الصارمة – أهي مبارزة بالمسدسات ؟ تساءل عما يجعلها تشعر بالحاجة الى رؤيتهما بهذا الشكل المهدد شخصيا ؟ وكم يحتاجان من الوقت لكي يستطيعا حملها على الثقة بهما ؟ او به هو على الأخص ؟
مضت لحظة استمتعت فيها اليسون بفكرة المبارة القديمة الطراز هذه والتي تنتهي هي فيها منتصرة ما أسوا ان تكون الأمور قد تحضرت هذه الأيام .
أجابته – الخيار في ذلك هو لك يا سيد مار ينو كل ما في الأمر هو أنني رأيت ان الوقت ذاك مناسب لإيضاح بعض قواعد العمل . ونظرت الى شاد تنتظر ما سيقوله فقد رأت انه أعقل الاثنين ذلك انها لم تكن ترى تألقا غريبا في عينيه لدي النظر إليها .
أجابها شاد – هذا حسن بالنسبة إلي .
فتحت حقيبة أوراقها – هاك بطاقتي . لقد تعمدت إعطاءها لشاد وليس لأنجلو . وهي تتابع قائلة – اتصل بي اذا حدث ما يجعلك تغير الموعد .
فتح انجلو لها الباب بينما كانت تومي لوولترز بالتحية ثم خرجت دون ان تزعج نفسها بالنظر اليه وصدى وقع حذائها يتجاوب في الممر .
وحالما خرجا اخذ انجلو يصفر بفمه فسأله شاد وهو يفكر في اليسون – أراك تحب مجابهة الأمور الصعبة اليس كذلك ؟ فهو لم يعرف امرأة قط تميل الى مقاومة اهتمام رجل بها مثل هذه المرأة ربما باستثناء زوجته في البداية . ولكن ذلك كان احد الأسباب التي جذبته أليها .
جذب انجلو ربطة عنقه ثم دسها في جيبه وعاد ففتح زرين من قميصه وهو يتأوه ارتياحا فقد كان يكره الرسميات وتشعره بالاختناق وقال يجيبه – أنا دوما أحب التحدي . هذا بينما كان انجلو يحب بطبيعته الأمور السهلة ما جعل شاد يضحك قائلا – منذ متى ؟
نظر انجلو الى ساعته ثم نظر الى شاد ضاحكا – آه . فقط منذ ساعتين ونصف ... ؛؛؛؛؛؛؛
انتهى الفصل الثاني ؛؛؛؛؛؛؛؛



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 06:02 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 02:31 AM   #4

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
استغرق وصول اليسون الى مكاتب شركة كونراد وولده حوالي الخمس وثلاثين دقيقة .
كانت المكاتب والتي تحتل الطابق الرابع من البناء . تطل على منظر رائع على المحيط الباسيفيكي ولي معنى هذا ان والدها وقف مرة ينظر من النافذة حتى انها تشك في انه مايلز كونراد قد علم قط بان البحر موجود خلف نافذته . أركنت سيارتها في المكان المخصص لذلك تحت البناية كان زحام السير بالغا بالنسبة الى هذا الوقت من النهار ما جعل الرحلة أطول من المعتاد بربع ساعة ولكن هذا الوقت الزائد لم يكن كافيا لكي تجد الكلمات المناسبة التي تبلغ بها والدها عما حدث ليس عليها سوى ان تصارحه بالأمر مباشرة وبشكل فظ وتملكها الهلع وهي تفكر في ما عسى ان تكون ردة الفعل لديه .
دخلت الى المكتب الخارجي ثم اومات تحيي السكرتيرتين أمام باب مكتب والدها .
سألتها ترايسي وهي صغراهما – ماذا كانت النتيجة يا سوني ؟
فأجابت اليسون – على ما يرام وعبست وهي تنظر الى باب مكتب والدها – هل هو في الداخل ؟
فاومات فيليس سكرتيرة والدها منذ حوالي العشرين عاما – انه في انتظارك .
كانت هي تعلم ذلك . ولكنها كانت تأخذ عدة ثوان تعد نفسها فيها للمحنة التي أمامها كانت تحب والدها للغاية ولكنها تكره التعامل معه وأخذت تفرك أبهامها بسبابتها ثم قبضت يديها الى جانبيها محدثة نفسها ان من السخافة ان تشعر بكل هذا الخوف من والدها حتى ولو كان رئيسها في العمل .
تنفست بعمق ثم استقامت في وقفتها تستجمع قواها كما اعتادت على الدوام كما كانت على وشك رؤية أبيها .ثم نقرت الباب بخفة ودخلت .
كان مايلز كونراد جالسا خلف مكتبه مركزا انتباهه على عمله لم يكن مايلز يحب استعمال الكومبيوتر كغيره من الرجال الذين يعملون تحت إمرته فهذا من عمل سكرتيرتيه أما ملاحظاته فقد كانت جميعا بخط يده على الأقل لم يسلبه حادث الاصطدام ذاك فائدة يديه .
وقفت اليسون عند العتبة تنتظر . ان أول ذكرياتها عن والدها صورته جالسا وراء هذا
المكتب كانت في حوالي الثالثة من عمرها حينذاك وكانت أمها قد أخذتها لتأكل في ذلك المطعم المرسوم على جدرانه مهرجون وبعد ذلك مرتا على المكتب هذا ورغم تأنيب أمها لها فقد ركضت اليسون الى الداخل تتملكها الإثارة لرؤية والدها لم يرفع بصره إليها حينذاك أيضا وعقدت ذراعيها فوق صدرها وهي تفكر في ان هناك أشياء لا تتغير أبدا والتوت شفتاها بابتسامة ساخرة .
مرت دقائق كان يعلم أثناءها بوجودها ولكنه كان يتعمد هذا وتساءلت عما يسره في التصرف كطاغية .
وضع مايلز قلمه على المكتب ثم ثبت نظارتيه السمكتين على انفه الرائع الشكل فقد كان دوما رجلا وسيما ولعل هذا ما جذب أمها اليه في الدرجة الأولى . – لقد تأخرت .
فهمت ذلك بمثابة دعوة لها بالدخول والجلوس ولكن جلوسها كان اقرب الى الجثوم ولعلها أرادت ان تعبر بذلك عن نوع من الثقة بالنفس . فقد برعت في الظهور بذلك الدور بعد كل تلك السنوات ذلك انها منذ وفاة والدتها لم تشعر قط بالارتياح في وجود والدها ولكنها لم تجعله قط يشعر بعدم ارتياحها هذا فهذا سيجعله يشعر بالانتصار وأجابت – كان ازدحام الشوارع بالغا .
فقال بصوت جامد منخفض – كان عليك ان تحسبي حساب ذلك .
رأت على مكتبه رسالة من شركة شيريل وببطء أمسكت بطرفها تديرها باتجاهها تساءلت عما اذا كانت سلسلة الفنادق عادت للامتداد ذلك ان شركة كونراد ووالده كانت تعاملت معهم.
أجابته – لقد فعلت .
رفع عينيه الى وجهها ببطء أشبه بقاضي يستمع الى المتهم قبل إصدار الحكم ثم أعاد الرسالة نحوه وهو يقول – ماذا حدث ؟
- لقد فشلنا في الفوز بالمناقصة .
رأت من التعبير الذي بدا على وجهه انه كان يتوقع ذلك منها فهذه نظرته إليها على الدوام لم تزدها مرور السنين سوى قوة وثباتا ... كما لم يكف عن بعث المرارة والألم الى نفسها طالما عنفت نفسها على سطحيتها هذه وعدم نضجها . ولكنها ما زالت تخفي مشاعرها هذه نحو أبيها تصون بذلك كرامتها . هذا بينما في داخلها كان الألم لا يبارحها فهو هناك على الدوام .
ما كان ينبغي لامرأة ناضجة في التاسعة والعشرين ان يحبطها التماس رضا والدها لقد عنفت نفسها لوضعها هذا مرارا وتكرارا ولكن ها هي ذي ما زالت نفس
المشاعر تطاردها ربما ما كان رضاه ليعني كثيرا لو انها سبق وحصلت عليه مرة واحدة على الأقل .
ولكن مايلز كونراد لم يكن بالرجل الذي يطري أيا كان خصوصا هي فهو يتطلب الكمال على الدوام من نفسه كما من أولئك الذين يعملون معه فإذا كان ذلك فهو الراضي والذي يعتبره حقه ومنذ أصبح قعيد كرسي بعجلات أصبح أسوا من ذي قبل .
اخذ مايلز يتفرس في وجه ابنته الوحيدة بإمعان وقد بدا انعدام الصبر في عينيه الزرقاوين الفولاذيتين – هل ستخبرينني كيف حدث ذلك أم ان على ان استفهم عن ذلك كتابة ؟
ساورتها رغبة في النظر بعيدا ولكن هذا سيعد جبنا وهي لم تكن جبانة قط رغم تكهنها بان والدها ربما يريدها كذلك – سنحفر الأساس لتحقيق المشروع يوم الاثنين القادم . ضاقت عيناه – كانت نتيجة المناقصة حسنة أذن ؟
فنهضت واقفة تطرد بذلك ما يهددها من توتر – هذا ما يبدو فهي حسنة الى حد تغيرت معه مرتين .
كان بجانبه فنجان شاي كانت فيليس أحضرته لتوها فرفعه الى شفتيه واخذ منه رشفة وبصره لا يبارح وجهها ثم وضعه بشيء من العنف – ما هذا الذي تهذين به ؟
نهضت باستقامة وسرعان ما تملكها شعور بالذنب وهي ترى النظرة التي بدت في عيني والدها ذلك ان لديها ساقين يمكنها ان تقف عليهما . بعكسه هو وكان ذلك ذنبها فعادت تجلس وهي تقول – أنني لا اهدي يا أبي وإنما أحاول ان أجد الكلمات المناسبة لكي أخبرك بان المناقصة لم ترس علينا وحدنا - آه .
كانت كلمته هذه مغلفة بالثلج تبا لذلك فهي لم تعد في الخامسة من عمرها انها في التاسعة والعشرين وعندما تخرجت من كلية الهندسة كانت من الأوائل ... وذلك لكي تريه فقط لأنه كان قال ان ليس لديها الكفاءة كذلك كان بإمكانها ان تبني الأشياء وتجتاز العقبات التي تقف في طريقها وذلك منذ تعلمت المشي فلماذا تشعر دوما بعدم الكفاءة عندما تكون قريبة منه ؟
لأنه كان يريدها ان تشعر بذلك فهذا يجعله مسيطرا عليها ولأنها كانت تشعر بمسؤوليتها عن ملازمته الكرسي ذي العجلات هذا فقد تركته يفعل ذلك .
قالت – يبدو ان مار ينو و ماكليلان قد قدما نفس العرض . لقد كانت هي التي جهزت العرض وهو سيلومها لذلك تماما كما اعتاد ان يفعل إزاء كل خطا تقع فيه .
فردد يقول – مار ينو و ماكليلان ؟ يبدو ذلك وكأنه رسم فرقة هزلية من الدرجة الثانية .
شعرت بالغيظ لاستخفافه هذا انه لا يعلم شيئا عنهما فكيف بإمكانه ان يقلل من شان الآخرين بهذا الشكل وذلك بإشارة من يده ؟ ملقيا ملاحظات لا مبرر لها ؟ كانت تعرف جواب ذلك فقد رأته يفعل هذا طوال حياتها .
- أنهما ليسا من الدرجة الثانية إذ يبدو أنهما من المقاولين الأكفاء تماما . لم يكن لديها فكرة عما دفعها الى هذا القول . وربما هو الغضب من غطرسة أبيها هذه . رفع حاجبه متسائلا فقد ساءه استنكارها الى حد بالغ ولكنه كان راغبا في الاستماع اذا كان في قولها ذاك صحة فسألها – هل رأيت عملهما ؟
كان بإمكان والدها ان يعرف الكذب وهكذا جربت حظها فاجتابت دون ان يطرف جفناها – نعم .
- هكذا أذن . ودفع كرسيه ذا العجلات الى الخلف قليلا مبتعدا عن المكتب كان طراز الكرسي أخر ما وصلت اليه الحضارة في التقنية فقد كانت بشكل كرسي مكتب سوداء اللون تتحرك بلمس اليد وتتجاوب مع كل رغبة تخطر له ولكنه كان يكرهها وكانت اليسون تدرك ذلك .
- اعدي قائمة لأجلي فانا أريد ان أرى بنفسي من مار ينو . وهذا يعني الاتصال به وأخذت تفرك أبهامها بسبابتها . كان استياء مايلز واضحا من هذا الترتيب فقال
- لا أحب ان اقرن اسمي باسم شخص أخر .
بعد ان أمضت سبع سنوات في هذه الشركة مازال يقول – شركتي . وليس شركتنا . لقد كانت تضرب رأسها بجدار من الصوان وقالت – اعلم ذلك ولكن لم يكن ثمة مناص من هذا ما دمنا نريد ان ندخل في هذا المشروع .
لقد كانت تعلم ان كرامته مازالت مهمة بالنسبة اليه . كشأنه على الدوام .
- ما هو الترتيب الذي تقرر إذن ؟
كانت ماهرة في سرد التفاصيل – سنعمل معا في المشروع مناصفة ولن يصدر اي قرار بشان اي شيء دون موافقة جميع الإطراف .
فقال بغيظ – لا أريد ان ينظر احد من فوق كتفي .
- عمليا .سيكون ذلك من فوق كتفي أنا .قالت ذلك وفكرة كون انجلو هناك يوما بعد يوم لم ترق لها لم تكن تظن بعد اجتماعها الاول ذاك في مكتب وولترز لم تكن تظن ان انجلو سيكون موجودا في ناحيته الا اذا كان هناك اجتماع فهو سيكون ثانويا في الأهمية وكانت هي تعلم ذلك .
أجابها والدها يذكرها – الشيء هو نفسه وماذا عن المال ؟
- الشركتان تحصل كل منهما على خمسة أثمان العطاء . قالت ذلك وهي تنظر اليه فقد كان المال يستهويه على الدوام . فبدت عليه الدهشة – أكثر من نصف المبلغ لنصف العمل ؟ - هل هي فكرتك ؟
كانت تتمنى لو بإمكانها ان تنسب ذلك لنفسها لترى فقط ما سيقوله . ولكنها قالت – انها فكرة انجلو .
استغربت سهولة لفظها لاسم ذلك الرجل فقد كان يبعث على الغيظ ولا بد سيسبب لها صداعا أثناء عملهما معا بسلوكه الذي يحسبه ظريفا ولكنها عندما انتقده والدها شعرت بما يدفعها الى الدفاع ولكنها عللت ذلك بشعور الثورة على أبيها دون ان يكون لذلك الرجل نفسه علاقة به فجذب والدها نظارتيه ليحدق أليها قائلا – انجلو ؟ ومن هو انجلو هذا ؟
- انجلو مار ينو . واسم شريكه شاد ماكليلان .
فقال بارتياب – يبدو عليك وكأنك تعرفينه شخصيا .
رأت النظرة في عيني والدها . وربما ظن نفسه يشم رائحة مؤامرة . وأثار غضبها البالغ ان يظن بها شيئا كهذا فقالت – كلا . ولكنني انوي ذلك فالمرء يجب ان يعرف دوما بشخصية منافسه . ونهضت واقفة . ثم التقطت حقيبة أوراقها ان لديها عملا يجب ان تقوم به وهي تتابع قائلة – لقد كنت علمتني انت ذلك .
- يدهشني تذكرك لذلك .
- أنني أتذكر كل شيء . وألقت عليه نظرة ذات معنى ولكن كان واضحا انه لم يشأ ان يرى المعنى الخفي في كلماتها تلك وهو يقول – اهتمي بذلك . هل قلت خمسة أثمان ؟. – نعم .
- وما هي العقوبة اذا لم ننه كل مرحلة في وقتها .
ما زالت هي نفسها . كانت تعلم ما يفكر فيه فقد كانت العقوبة غير معقولة إذ كانت تمس الكرامة أما ألان فقد تغيرت فقد كثر المشتركون .
فهز رأسه – من حسن الحظ ان إنشات شركة ذات كفاءة مالية عالية ولو كنت تركتها بين يديك لأفلسنا في خلال شهور .
- ان خمسة أثمان العطاء لن يجعلنا فقراء .يا أبي .
لقد كان جدها هو الذي أنشا الشركة ثم ادخل فيها والدها وعمها بعد ذلك وبالتعاون معا جعلا منها هذه الشركة الضخمة الناجحة التي هي ألان لقد كان جدها توفي على مكتبه أثناء العمل وذلك بنوبة قلبية بعد ان بقى زمنا يتجاهل أعراض المرض الى ان فات الأوان عند ذلك تقاعد عمها . تحدوه الرغبة في الاستمتاع بحياته قبل ان يفوت الأوان وكان والدها قد اخذ عطلة ثلاثة ساعات ليحضر به الجنازة ثم
يعود الى العمل .
كان مايلز يكره الوقاحة فقال لها – ان لك على الدوام ألفاظا بديعة .
لم تحمل نفسها عناء التظاهر بالابتسام وهي تقول – هذا يتناسب مع الذكاء يا أبي وقد ورثت هذين عنك . وفكرت بصمت في ان القلب قد ورثته عن أمها .
انها مازالت تفتقد أمها بعد كل السنوات التي مرت فقد كانت في الخامسة حين توفيت مرغريت كونراد فقد كانت أمها تمثل لها كل ما هو دافئ ونفيس لقد كان الشك يراود اليسون بقوة أحيانا في ان أمها ذوت من نقص الحب والرعاية ذلك انه يكاد يوجد في الحقيقة ما هو بقسوة قلب أبيها .
كان هذا هو السبب في انها في نهاية كل يوم كانت تتساءل عما يدعوها الى الاجتهاد في محاولة الوصول الى قلبه ذاك ثم تفترض ان جزءا من ذلك السبب هو توق كل طفل عادة الى الحصول على حب والديه الى حد ما .
أما بقية السبب فهو الشعور بالذنب وكان هو حريصا على ان يذكرها دوما بذلك ان لم يكن بالإشارة السافرة الى أصابته بالعجز بسبب ذلك الحادث فهناك دوما الكرسي ذات العجلات يذكرها به يذكرها بتلك الليلة منذ خمس سنوات تقريبا عندما قررت ان تخبره بأنها أخيرا كفت عن محاولاتها إرضاءه وان الثقافة والنضال في سبيل دخول شركته الدفاع عن نفسها إزاء الملاحظات والمعاناة الخفية الدائمة قد أرهقها .
كانت حقيبة ملابسها في سيارتها جاهزة بعد ان فرغت من توجيه حياتها الى ناحية أخرى فقد كانت تلقت رسالة بالقبول من شركة تايلور وويلز وهكذا ستلتحق بشركة بناء في نبفادا حيث ابتدأت حركة بناء المساكن بالازدهار هناك وبالتالي الحاجة الى مهندسي بناء موهوبين .
كان هدفها بداية جديدة بعيدا عن أبيها . كانت تريد حياة خاصة بها بعيدة عن ظله ... عن عبوسه الدائم الذي لا ينفك يرى فيها نقصا .
كانت قد قطعت تذكرة سفر وحجزت في الطائرة ولم يبق سوى أخباره بنيتها فقد تركت ذلك الى النهاية متجنبة بذلك مشهد الوداع الحزين لم تكن تريد ان تمنحه فرصة يستمر فيها أياما يعيرها بنكران جميله وكل ما فعله لأجلها او الاستماع الى اتهامه بسرقة عملائه فهذا أيضا مما سيقوله فقد كانت تطوعت لتوصيله بسيارتها الى اجتماعه في فندق شار يدان كان المطر قد بدا ينهمر بغزارة اثر عاصفة ربيعية غير معتادة وكانت هي تبحث بعناية عن كلمات مناسبة تعلن بها استقلالها وعندما وجدتها لم تجد الفرصة قط لإعلانها .
ذلك ان سيارة نقل من الناحية الأخرى للشارع قفزت نحوهما ورغم محاولتها هي تفاديها الا ان تلك السيارة اصطدمت بهما بقوة وكان أخر ما تذكرته هو صرختها باسم والدها .
بقى والدها في حالة غيبوبة ما يقرب من الأسبوعين أمضت كل دقيقة منها بجانبه رافضة تركه كانت تمسك بيده تحدثه عن العمل والمشاريع وكأنه مستيقظ مستميتة في محاولة إبقائه مرتبطا بالحياة وبعد أسبوعين استيقظ وكأنما من كابوس وإذا بالرعب يتملكه ان وجد نفسه وهو الرجل الجم الحركة والنشاط والمزهو دوما بلياقته الجسدية وجد نفسه مشلول القسم الأسفل من جسمه .
هذا بينما نجت اليسون من الحادث بجروح سطحية وكدمات لأغير . . هذا جسديا أما عقليا فكانت قصة أخرى لقد أصبحت مقيدة فهي اذا لم تكن قد لامت نفسها لهذا الحادث فهناك والدها يقوم به لأجلها فهو الذي كان يعاملها من قبل بعدم مبالاة . قد اصبح الان مليئا
بالمرارة والنقد اللاذع لكل ما تقوم به وكل قرار تتخذه سواء كان شخصيا أم مهنيا . وتعلمت هي العيش بهذا الشكل نابذة الأمر من ذهنها اذا استفحل او احتماله وإمعان النظر فيه .
كان عليه ان تكون بمثابة الساقين له كما قال لها عندما كان ما يزال في المستشفى أخذا طاعتها أمرا مسلما . فليس هناك من عارضه قط ولهذا لم يتوقع ان تختلف الأمور ألان خصوصا ألان .
لم تكن هي مؤهلة بشكل جيد لمثل هذا الوضع بطبيعة الحال كما اخذ يقول على الدوام وهو يحدق إليها من فراش المرض في المستشفى ولكن رباط الدم لابد انه يفيد نوعا ما وعليها ان تقوم بذلك ما دام ليس له ابن .
وهكذا بقيت لان هذا كان واجبها وهي قد نشأت على تقدير الواجب .
وها هو ذا ألان يقول لها – من الأفضل ان تستخدمي عقلك هذا الذي تفتخرين به في العمل .
فكبتت ردا جافا على قوله هذا إذ لم تجد فائدة من أخباره بأنها كانت حشرت في ساعة واحدة بين أمرين فأما ان تكون في المكتب الساعة السادسة وأما الذهاب الى الاجتماع في مكتب وولترز بشان ملحق السوق هذا . فهي تضع في خدمة الشركة ساعات أكثر مما يضعه اي شخص أخر . هذا باستثناء ما تنفقه عليه هو من وقت ولكن لم يكن يكفيه شيء مهما كثر . ولن يكفيه .
استدارت اليسون للخروج دون ان تتفوه بكلمة دفاعا عن نفسها لم تكن تريده ان يشعر بالشماتة فيها . ولكن صوته تبعها الى الباب .
- سأراك عند العشاء .
- فوقفت ويدها على أكرة الباب لتقول دون ان تلتفت – طبعا .
لقد كانت عادت بعد حادث الاصطدام الى البيت لتساعد أدنا مديرة منزلهما وتعتني بابيها أثناء طور النقاهة وعندما تحسن اخبرها بان ليس ثمة سبب يدفعها الى ترك
البيت مرة أخرى .
لقد بدا لها ذلك منطقيا حينذاك خصوصا بعد ان كانت تركت شقتها عندما قررت السفر الى نيفادا . لم يكن لديها سبب يجعلها تبحث عن شقة أخرى . فالبيت كان أفضل مكان للعيش . بعد ان أصبحت حياتها ألان مرتبطة بابيها . فالمسالة هي مسالة تخفيف عن ذنبها .
تنفست بعمق وهي تشعر بالارتياح لخروجها من مكتبه ثم أسرعت الى مكتبها فهو سيطلب منها تلك القائمة قبل انتهاء النهار او حتى الساعة فهو ليس بالرجل الذي لا يأبه لما يجري ووقفت اليسون عند مكتب سكرتيرتها – رواندا أريد رقم هاتف مار ينو و ماكليلان انها شركة بناء . ونظرت الى ساعتها ثم اتجهت نحو مكتبها لم يبق وقت للخروج لتناول الغداء وستطلب إرسال شطيرة لحم أليها . فقالت السكرتيرة – ربما هو موجود على البطاقة .
فوقفت اليسون – اي بطاقة ؟
قالت رواندا الشاعرية الحمراء الشعر بابتسامة واسعة – البطاقة التي بصحبة الأزهار .
فحدقت اليسون إليها – اي ازهار .
وبدلا من الجواب نهضت رواندا وفتحت باب مكتب اليسون كان المكتب رغم صغره نسخة أخرى من مكتب أبيها ما عدا ان لديها جهاز كمبيوتر كما كانت الستائر مفتوحة على منظر البحر وهذا شيء كانت تصر عليه او لعله الشيء الوحيد الذي أصرت عليه .
أشارت رواندا بابتهاج الى باقة ضخمة من ازهار اسمها – لا تنسني . والتي كانت موضوعة على مكتب اليسون في سلة من القش كانت هذه الأزهار تبدو شاذة تماما عن محيطها في ذلك المكتب العملي البحث . فقد كانت أزهارا أنثوية رقيقة ناعمة ما أثار في نفسها مشاعر جعلت الحنين يتملكها لم تكن تدري لماذا .
نظرت الى رواندا – لا بد ان هناك خطا ما . هل هي لأجلي ؟
فاومات رواندا – ان اسمك عليها .
- ولكن ممن ... ؟ لم يرسل أليها احد أزهارا قط من قبل فهي لم تنشي علاقة من هذا النوع مع اي شخص في حياتها حتى الأشخاص الذين خرجت معهم في مناسبات اجتماعية لم يكونوا من النوع الذي يرسل أزهارا فقد كانوا عمليين عقلانيين .
لكن الأزهار ليست شيئا عمليا فهي تموت مخلفة شذاها ذكرى . ذكرى دائمة لا تموت .
تقدمت اليسون من المكتب ببطء . ومرت بيدها على أوراق زهرة منها . كانت ناعمة حريرية الملمس وعاد أليها الحنين مرة أخرى مزيجا بشعور بالضيق ملاها بالاضطراب .
سألتها رواندا – لماذا لا تفتحين البطاقة المرفقة فقد سبق وفعلت انا ذلك .
- نعم اعلم ذلك .
- كانت بطاقة مكتوبة باليد . ما جعلها واثقة من انها من انجلو نفسه وليس من صاحب متجر زهور تلقى أمرا بذلك هاتفيا . كانت الكتابة بخط كبير كسول ما جعلها تفكر فيه حتى ولو لم تخبرها رواندا . لم يكن على اليسون الا ان تنظر الى التوقيع لتعرف ان الأزهار منه .
وقرأت – في انتظار العمل معك – انجلو .
تحولت نظراتها الى الأزهار حيث سمحت لنفسها لحظة بتشمم شداها وإمتاع نظرها بها فالمكتب بحاجة الى شيء كهذا ثم انتبهت الى ان رواندا ما زالت واقفة تنظر أليها فألقت بالبطاقة على المكتب بإهمال وهي تسألها – متى وصلت هذه ؟ التقطت رواندا البطاقة وأعادتها الى مغلفها ثم أسندته الى السلة وهي تتنهد قائلة – منذ حوالي الخمس دقائق انه سريع العمل .
ضمت اليسون شفتيها بشدة – نعم انها تعرف هذا النوع من الرجال وقالت – سريع أكثر من اللازم .
ألقت عليها رواندا نظرة ذات معنى – أحب ان أقول ان بإمكانك ان تستعملي بعض هذا .
كانت ورواندا على علاقة قديمة جدا فهما لم تكونا رئيسة وسكرتيرة عاديتين بل كانتا اقرب ما تكونان الى صديقتين .
قالت لها رواندا وهي تعيد تنظيم بعض الزهرات – انك بحاجة الى رجل في حياتك.
أجابت اليسون – في حياتي كثير من الرجال .
- لا اعني أولئك الذين يعملون بالبناء . اعني رجلا يرسل إليك أزهارا مثل هذا وربتت على المغلف .
حدقت اليسون الى الأزهار – انه يعمل في مجال البناء هو أيضا .
فاتسعت ابتسامة رواندا – هذا أفضل .
جلست اليسون الى المكتب ثم أبعدت سلة الأزهار من أمامها – رواندا اليس لديك برنامج تديرينه ؟
فاومات رواندا تقول – نعم ولكنني أفضل ان أدير برنامج حياتك لعدة دقائق .
كانت اليسون قد فتحت ألان ملفا على الكمبيوتر – اتصلي فقط برقم الهاتف ذاك .
- سأطلب انجلو اليس كذلك ؟
كانت اليسون تعرف هذه اللهجة والتي تعني ان رواندا تقوم بدور وسيط زواج فقالت – ان لدي ما أتحدث عنه مع السيد مار ينو .
فقالت رواندا وهي تتجه نحو الباب – الحوار المفتوح بين شخصين هو دوما شيء جيد .
نظرت إليها اليسون شاعرة بما يشبه التحذير في أعماقها وفجأة شعرت بأنها لا تريد ان تتحدث الى انجلو .ان الاتصال به ألان سيبدو وكأنه عذر للتحدث اليه . فهي لا تريد ان يبدر منها اي أشارة قد يسئ فهمها فقالت – لقد غيرت رأيي . اتصلي بشريكه شاد ماكليلان على الخط
توقفت رواندا عند الباب تسألها – كيف يبدو شكله ؟
عادت اليسون الى العمل أمام شاشة الكمبيوتر وهي تقول – شكله غير مهم فهو متزوج .
عندما تصاعد رنين الهاتف بجانبها ضغطت على زر الهاتف بينها وبين رواندا لتسألها – نعم ؟
فقالت رواندا بمرح – ان انجلو مار ينو على الخط .
أمسكت اليسون بالسماعة وقد تملكها الغيظ – رواندا أظنني أخبرتك أنني أريد الاتصال بالسيد ماكليلان .
- انه مشغول .
لم تخدع اليسون لهجة رواندا البريئة لحظة واحدة وأدركت انها لم تحاول قط ان تطلب ماكليلان على الخط .
فقالت – سنرى .
كانت رواندا تعرف رئيستها بما يكفي لكي يجعلها تتكهن بما تفكر فيه فقالت – انك لا تستطيعين ان تطرديني فانا فرد في الاتحاد العمالي .
فقالت اليسون وهي تغمض عينيها – لا تحاولي أغرائي حسنا . صليني به .
فسمعت ضحكة رواندا الخافتة . ؛؛؛؛؛؛
انتهى الفصل الثالث ؛؛؛؛؛؛؛



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 06:04 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 02:32 AM   #5

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كانا في طريقهما خارجين من السوق .عندما وقف انجلو فجأة أمام مكان لبيع الأزهار قرب المخرج الخلفي فسال شاد – ان لديك بطاقتها اليس كذلك ؟
أخرجها شاد من جيبه يريه إياها – أهي هذه ؟ ؛؛؛
فاختطف انجلو البطاقة من يده وهو يقول – شكرا .
انتظر شاد باستسلام بينما اخذ انجلو في عمل قد يؤثر على بقية حياته وابتسم وهو يرى انجلو يأمر بإرسال زهور الى تلك المرأة ان لديه ما يخبر به زوجته جاني وأخته دوتي هذه الليلة ونظر الى ساعته ... هذا اذا هما خرجا قط من السوق .
كان انجلو يقول للبائع وهو يمنحه عشر دولارات أضافية – أرسل هذه الأزهار ألان حالا .
وسرعان ما اختفت الورقة المالية في جيب البائع الفتي وهو يقول – تحت أمرك .
فسال شاد انجلو – هل يمكننا الذهاب ألان ؟
- بالتأكيد .
دفع شاد الباب الزجاجي خارجا من السوق وأنجلو في أثره .
سأله انجلو وهو يدس محفظة نقوده في جيبه الخلفي – ما رأيك فيها؟
فاخذ شاد يختار كلماته بعناية فهناك مشاعر عليه ان يضعها في الاعتبار – انها تبدو غاية في الكفاءة . وكانا ألان يسيران متجهين الى سيارة شاد .
لم يكن هذا التقييم هو ما كان انجلو يتوقع سماعه فانتظر الى ان فتح شاد له باب السيارة ثم قال له – ولكن الكمبيوتر هو أيضا غاية في الكفاءة .
- هذا هو قصدي بالضبط .
كان شاد ماهرا دوما في صياغة الكلام ولكنه في هذه اللحظة لا يدري لماذا أعوزته الكلمات لكنه ما لبث ان قال – انجلو . انها جميلة جدا ولكنني دوما أتصورك مع امرأة دافئة العواطف . بينما هذه أشبه بالضربة القاضية .
فرأى انجلو شيئا من الصحة في كملاحظة شاد فقال – انها متحفظة فقط .
- بل هي صخرة . وعندما رأى الانزعاج يسود ملامح انجلو قال له – اسمع يا أخي كل ما في الأمر هو أنني لا أريد ان يصيبك أذى . ؛؛؛
- توقفا عند الإشارة الضوئية فالتفت شاد نحو الرجل الذي عرفه وأحبه أثناء أفضل أيام حياته لم تكن تجمع بينهما وحدة الدم ولكن جمعت بينهما ذكريات الحياة كلها فقد كان انجلو دوما هو الذي يتقدم لمساعدة كل إنسان ومد شاد يده يربت بأصبعه على صدر انجلو قائلا – هنالك الكثير من المحبة في هذا القلب ولا أريد ان تدوس عليه الآنسة كونراد بكعبي حذائيها البالغين عشرة سنتمترات طولا . هذا كل ما في الأمر . وتغير لون أشارة السير فاندفع شاد يشق طريقه نحو الشارع العام .
- يمكنني العناية بنفسي .
- هذا صحيح وإنما في مجال البناء فقط ان بإمكانك بعث الرهبة والخوف في قلوب أشجع رجالك . ولكن دعنا نواجه الحقيقة فأنت مع امرأة مثل هذه أشبه بصحفه هريس .
- كان هذا في رأي انجلو غير صحيح وفي الواقع فقد اعتاد انجلو على فكرة الناس عنه بأنه سهل القياد في موقف العنف . ذلك انه لم يجد قط سببا يجعله يستعمل عضلاته ولكنه اذا ما احتاج الأمر . يحصل دوما على ما يريد .
ضحك الاثنان وتذكر شاد ما اعتاد سلفا تور مار ينو ان يقوله على الدوام ( كل ما هو آت . آت )
- أرى انك وقعت في فخ هذه المرأة دون غيرها من النساء اللاتي طالما نظرن الى انجلو بأعينهن الفتية المليئة بالشوق وذلك منذ زمن لا يستطيع شاد ان يتذكره ؟
- هز انجلو كتفيه فهذا شيء لم يخطر بباله في الحقيقة ولكنه عندما رأى اليسون هذا الصباح شعر بقلبه يقفز من موضعه وكان في هذا الكفاية فقد أدرك انها هي من كان ينتظرها وقال يجيبه – سؤالك كسؤال ذلك الطفل لأبيه لماذا السماء زرقاء يا أبي ؟
- هل هذه طريقتك الفلسفية في قولك – لا ادري .
ذلك ان جواب انجلو كان عبارة عن سؤال وكان حديث مماثل قد دار بينهما منذ ثلاث سنوات فقط كان وضعهما معكوسا حينذاك .
- لماذا أصررت على الزواج من جاني ؟
- كانت جذابة ومثيرة وما زالت .
- وكذلك نساء كثيرات غيرها .
- ثم انها كانت تحبني . وكان هذا صحيحا وان لم تكن جاني تعلم ذلك حينذاك .
- و كذلك اليسون . ؛؛؛
فقال شاد – نعم لقد لاحظت ذلك .
كان انجلو يتوقع من شاد دون كل الناس التفهم وهو يقول – الأمر لا يتعلق بشيء قلته ولكنه شيء اشعر أنا به .
كان رأى ذلك في عينيها ... أحس به في سلوكها نظر انجلو الى أخيه بإمعان ثم سأله – هل تدرك ما اعنيه .
فعادت أفكار شاد الى بداية حياته مع جاني والتي لم تكن تريده هي أيضا .
كانت في البداية قد حاولت إغلاق بابها في وجهه ولكنه وضع قدمه في الداخل كانت هذه هي البداية وأجابه قائلا – نعم أنني أدرك ما تعنيه أذن فالأزهار هي لأجلها .
- ولأجل دوتي أيضا .
لم يفهم شاد شيئا – هل أرسلت زهورا الى دوتي أيضا ؟
فأدرك انجلو ان شاد قد نسى حديثهما السابق فقال – ولماذا لا ؟
فهز شاد رأسه ان لدي انجلو قلبا يسع العالم وعاوده الخوف عليه من ان يتحطم قلبه هذا .
لاحت أمامهما بناية هاوتون . وكانت هذه مؤلفة من ثلاث طوابق تحيط بها المروج الخضراء وأشجار الصنوبر من كل جانب كانت مكاتبهما في الأرض منها فأوقف شاد السيارة في الموقف وهو يسأله – هل تريد ان تأكل شيئا قبل عودتك ؟ في الحالات العادية كان جوابه نعم ولكن هذا لم يكن وقتا عاديا بالنسبة الى انجلو – كلا ان علي استيضاح بعض التفاصيل اذا كان علينا تركيز انتباهنا الكامل على بناء السوق للشهور القادمة . وترجل من السيارة ومن ثم لحق به شاد بعد ان اقفل سيارته ليسيرا معا الى داخل البناية كان بابهما هو الاول الى اليسار . قال شاد – ان دوتي تحب الأزهار يا انجلو انها لفتة لطيفة منك .
اخذ انجلو يفكر في المرأة التي كانت خرجت من مكتب وولترز مستقيمة الكتفين كجندي متقاعد .
- أرجو ان تكون شريكتنا المقاولة تحب الأزهار هي أيضا .
- مخابرة هاتفية لأجلك يا سيد مار ينو .
أعلنت شرلي ذلك حالما مرا من أمام مكتبها ثم ناولته السماعة بابتسامة مشجعة
فقال شاد يغيظه – تكلم عن الذيب . يحضر في الحال .
فقال له انجلو – هذه ليست طريقة طيبة للتحدث عن زوجة أخيك المقبلة . وكان يفكر في ان الوقت ما زال مبكرا لكي تتصل . شعر بشيء من التوتر فاعتبر ذلك دليلا على صحة تقييمه لمشاعره نحوها فهو لم يسبق له قط ان شعر بالتوتر بالنسبة الى امرأة من قبل .
رأى انجلو السكرتيرة التي تعمل لديهما وهي تنظر اليه باهتمام . انها أقاويل جديدة ستدور في المكتب ولكنه لم يهتم بمن قد يعلم بالأمر . ؛؛؛
- شكرا يا شيرلي سأتلقى المخابرة في مكتبي .
أغلق انجلو الباب خلفه ثم جلس على كرسي المكتب الكبير بكل راحة قبل ان يضع يده على السماعة وهو يسترجع صورة اليسون كيف كانت تبدو وهي تتحدث اليه بعد ان جمعتهما المناقصة معا والدهشة تسود ملامحها .
ترك السماعة وضغط على مكبر الصوت بدلا منها . كان يريد ان يملا صوتها جو الغرفة محيطا به من كل جانب وقال – مار ينو .
فسألته اليسون – لماذا أرسلت إلي زهورا ؟
آه . انه صوت الحب . ولكنها فقط لم تعلم بذلك بعد . فتبسم ضاحكا – هذه اليسون . اليس كذلك ؟
فاستغرق استيعابها للاسم لحظة ذلك ان كل شخص يناديها سوني وعادت تساله – لماذا ؟ لماذا أرسلت إلي زهورا هذا النهار ؟
فاستقام في جلسته وقوم صورة فوتوغرافية لدوتي على مكتبه عليه ان يحصل على صورة جديدة لها بعد ولادة الطفل . وتأن – لقد أرسلت باقة الى أختي فقد علمت لتوي انها حامل .
- أرسلت زهورا الى أختك ؟ بدا هذا السؤال بليدا في أذنيها . ولكن تصريحه البري هذا جعلها تتخلى عن كل حذر فهذا لم يتلاءم مع فكرتها عنه أتراه ناويا التخلص منها بسرعة ؟
- بالتأكيد . ولما لا ؟
كان قد سمع لهجة عدم التصديق في صوتها .
فتساءل عما يجعلها عديمة الثقة بهذا الشكل .
- هل اشتريتها بالجملة ؟
فقرر ان يماثلها وقاحة حاليا فأجاب – لقد جمعتها من حديقة منزلي الخلفية وكانت زهورك هي – لا تنسني . بينما اخترت لأختي ورودا حمراء .
نظرت الى الباقة على المكتب كان من الصعب ان تغضبها سلة ازهار ولكنها حاولت ذلك بقولها – آه لا أظنني سأنساك .
بدا قولها هذا كأنه تهديد ولكنه عزم على نسيان هذا الاحتمال فقال – أرجو ذلك .
لم يكن قصدها تغذية زهوه .وساروها الغيظ منه لجعلها تشعر بذلك تذكرت فجاة ما طلبه والدها منها فقالت – ان اتصالي هذا بك ليس للتسلية يا سيد ملر ينو .
اتكا الى الخلف فقد كان يعلم ان الامر لن يكون بهذه السهولة ولكنه كان مستعدا للتحدي – كلا لم اظن ذلك .
لم يعجبها ان تبدو فظة . حتى بالنسبة اليه فهي تكره الفظاظة كل ما في الامر انه يبدو وكانه يستفزها – لم اكن اقصد ان ابدو سيئة المزاج فالازهار جميلة جدا ...
- لا يمكن ان تكون بمثل جمالك ولكنني رايتها تنقل اليك ما اريد قوله وذلك بشكل افضل من الورود .
فكرت في انها لو كانت على شيء من العقل لالقت بتلك الازهار في سلة المهملات ولكن الازهار بقيت حيث هي بينما قالت تساله – وما الذي تريد قوله ؟
احب ان اتعرف اليك يا اليسون .
فتملكها الجمود – اننا سنعمل معا لمدة اربعة شهور قادمة . وتمنت فجاة لو ان هذا لا يحدث فهي لم تشأ ان تتزعزع أفكارها وهو سيسبب لها ذلك .
لكن هذا لم يكن كافيا وكانا الاثنين يعلمان ذلك .
فقال – ان الناس يعملون الواحد بجانب الأخر وذلك لسنوات ومع ذلك لا يعرف الواحد منهم الأخر مطلقا . ؛؛؛
فذهب بها الفكر الى والدها انها ابنته منذ تسعة وعشرين عاما ولكنه لا يعرف اللون الذي تحبه ... او ما الذي يجعلها تبتسم ولكن ذلك هو والدها وليس رجلا ضخما ثقيلا أحمق يظنها ستسقط في حبه اذا هو أرسل إليها بعض الأزهار وسألته – ما هو قصدك يا مار ينو ؟
لاحظ انها لم تضف كلمة سيد الى اسمه وأعجبه هذا – أنني لا اخطط لما يحدث بيننا.
يخطط ؟ أتراه يضع خططا – مار ينو . لن يكون هناك كلمة بيننا .
وراء حدتها هذه لاحظ خوفا كامنا ... مم تراها تخاف وأجاب – هذا يقرره الزمن .
يا له من رجل يثير الغيظ من تراه يظن نفسه ؟ وقالت – كلا بل هو قراري انا فانا التي أكيف حياتي .
بدت له ألان في غاية الخشونة وكان هو يعلم ان مثل هذه الخشونة في شخص ما أنما يحاول بها أخفاء ناحية ضعف فقال – ان الحظ يتدخل أحيانا .
- أتعني كلبي ؟ وما دخل كلبي في هذا الأمر ؟
- أخد يتخيلها في مكتبها مقطبة الجبين وقد لوت شفتيها الممتلئتين عابسة فقال – انه الذي عرفنا الى بعضنا البعض . ولكني كنت اعني بقولي ذاك شيئا أكثر غموضا من كلب دانمركي .
- لم تشأ ان تضيع المزيد من الوقت في الغضب فالشيء الوحيد لمعالجة هذا الأمر هو تغيير الموضوع – أنني أحب ان أتطرق الى الحديث عن العمل يا مار ينو .
- وأنا كذلك . كان يعني كل أنواع العمل . المنتج منها والشخصي .
- فتنهدت لا باس لقد اعتادت العمل مع أشخاص بطئي الفهم من قبل . ويمكنها ذلك ألان .
- أحب ان تكون لدي قائمة ببنايات قمت انت بإنشائها .
شعر برغبة في إغاظتها – اذا كنت تريدين بذلك استقاء معلومات عن قدراتي ...
فكبحت رغبة في الصراخ في الهاتف .
- ما أريده هو ما قلته ... قائمة بإنشاءاتك ان أبي مهتم بنوع عملك هذا لان اسمنا سيكون مرتبطا باسمكم ...
- نعم .
كانت تدرك انه يعني شيئا مختلفا تماما عما تعنيه هي فقالت – لا تمزح معي يا مار ينو فانا لا احي المزاح .
كانت هذه هي المشكلة في راية فقال – ربما عليك ان تبدائي بذلك .
- تبا لذلك يا مار ينو انك تتعمد إثارة أعصابي لو كنت أمامي في هذه اللحظة لألقيت على راسك أزهارك لا تنسني هذه .
فقابل كلماتها هذه بالضحك وكبحت هي كلمات أكثر قسوة تبادرت الى ذهنها فالشتائم لن تفيدها بشيء – أريد القائمة يا مار ينو . غدا صباحا وألقت بالسماعة مكانها بعنف .
ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه انجلو وهو يضع السماعة من يده ويحدث نفسه قائلا – انها تحبني .
كان شاد قد ترك الباب مفتوحا ليستمع الى المكالمة . فقد اعتادا التدخل في شؤون بعضهما البعض ما لن يجد معه سببا يجعله يكف عن ذلك ألان فقد بدا وكأنما انجلو يحتاج الى العون . عون من النوع الطبي .
فقال له – تحبك ؟ انك لم تذهب لفحص عقلك بعد ان هجرتك دانييل اليس كذلك ؟
لم يهتم انجلو بكلمات شاد هذه وقال – انه ليس عقلي يا شاد . بل قلبي .
فجاء شاد ثم قال – انها مشكلة سمع لديك اذا كنت تظن ان تلك المرأة تكن لك اي ذرة من الحب . ؛؛؛
بدت في عيني انجلو نظرة جد وهو يجيب – الناس قولون أشياء كثيرة عندما يكونون في حالة خوف .
- خوف ؟ خوف من ماذا ؟ ولم يكن شاد قد غير فكرته عن اليسون كونراد فقد بدت له أشبه بسيدة تنفث النار وقد يكون هذا حسنا ولكنه فقط لا يريدها ان تنفثه ناحية انجلو . قال انجلو وهو يشبك يديه خلف رأسه – انها خائفة مني . فهز شاد رأسه – حسنا انك مخيف في الواقع ولكن ... لكن انجلو ما لبث ان قرر عدم الاستمرار في المزح مع شاد فقال بلطف .- أظنها خائفة من توثيق العلاقة مع رجل . – هل كل هذا يحدث بعد اجتماع واحد ؟
- فرفع انجلو أصبعين – بل اثنين لا تنسى أنني التقيتها صدفة هذا الصباح ونهض واقفا وهو يتابع قائلا – حتى مرة واحدة تكفي اذا كان الشخص هو المناسب .
نهض شاد بدوره وهو يقول – انك تتكلم ألان كأمنا بالضبط .
هز انجلو كتفيه وقال مازحا – لابد من ان تكون المرأة على صواب ولو مرة واحدة كل حين .
تذكر شاد ما بدا على وجه اليسون عندما تركت المكتب ثم لهجتها ألان في الهاتف فقال له – أرجو المعذرة اذا كنت لم استأجر بذلة لحفلة العرس حتى ألان .
- مازال أمامك وقت .
قال شاد وهو يتجه نحو الباب – شكرا .
فصاح انجلو في أثره – أربعة أشهر .
فهز شاد رأسه واستمر في سيره .
*****
حدثت اليسون نفسها بان السبب الذي جعلها تهتم بأناقتها صباح الاثنين التالي هو لأنها أرادت ان تجعل ذلك الرجل الذي أرغمت على العمل معه . ان يفهم أمرا وذلك الأمر هو سيدة أعمال ذات كفاءة . ومهندسة خبيرة وبوصف أكثر دقة امرأة ستكسر ركبتيه اذا هو لم يبق بعيدا عنها أكثر من عشرة أقدام على الأقل ولأسباب غير شؤون العمل ومن الصعب ان تحصل على كل ذلك اذا هي اقتصرت في ملابسها على بنطلون رمادي وسترة واسعة .
تأملت نفسها في مرآة طويلة في غرفتها وهي تعض شفتها السفلي . ربما لون القميص الوردي أكثر لمعانا وإشراقا مما يجب فهو لا يعبر عن سلطة او نفوذ وألقت نظرة على ساعتها لم يعد لديها وقت لتغيير ملابسها وألا تأخرت . وعبست انه سيشمت بها اذا تأخرت حسنا انها لن تتأخر حتى ولو كان قميصها غير مناسب رفعت كمي سترتها الى اعلى وقد فرغ صبرها وتمنت لو بإمكانها ان تأخذ معها كلبها .
مرت اليسون بيدها على وجهها وتنفست بعمق ما الذي حدث لها ؟ انها تتصرف وكأنها ذاهبة الى موعد للنزهة وليس الى اجتماع يتقرر فيه منهاج العمل كان عليها ان ترتدي فقط بنطلون جينز وقميص عمل كما اعتادت دوما أثناء العمل .
تناهى الى سمعها صوت سيارة والدها يقودها جير يمي .
المصارع السابق والذي يزن ثلاثمائة رطلا والذي هو سائق والدها وحارسه الخاص وكان يأخذ والدها الى مكتبه تنفست الصعداء انه على الأقل لن يعطيها تعليمات أخر لحظة وكأنها ما زالت مبتدئة لقد أخذت على عاتقها خلال السنوات الخمس الماضية الكثير من الأعمال ان بإمكانها ان تشير الى أكثر من عشرة أبنية مختلفة من انجازها كما ان فنذق توباز هو من احد أعمالها كان رسم المهندس على التصميم لكن يديها هما اللتان عملتا فيه ونبوغها هو الذي وجد الطريق الى أنجاح العمل والأشياء الخيالية المدهشة التي لا تعيش الا في خيال الفنان لقد شيدت تصميمين كبيرين بشكل جعل كل إنسان يغدق عليها الثناء وخصوصا جايمس توباز . صاحب الفندق الملياردير والدي أبدى تاتره البالغ لها . والدها فقط هو الذي وجد خطا في عملها ... ولكن هذا ما كان والدها يصلح له .
كادت صورتها في المرأة تبدو متوترة قلقة وكأنما هي بانتظار هبوب عاصفة ضغطت شفتيها معا لقد كانت رفضت جايمس توباز بسهولة عندما وجدت طريقته في شكرها تتضمن قضاء عطلة نهاية الأسبوع معا في باريس بصفتها ضيفته .لماذا تشعر براكبتيها مربوطين ألان ؟وإذ نظرت إليهما أدركت انها كانت تفرك أبهامها بسبابتها . ؛؛؛
شتمت ذلك الصوت الرجالي الخشن الذي كان يتردد في ذهنها طوال الليل مسببا لها الأرق حسنا عندما ينتهي بناء هذا الملحق ستمحو كل اثر لذكر انجلو مار ينو في ذهنها وكز شاد بمرفقه انجلو وهو يرى اليسون تقترب منهما مجتازة موقف السيارات .
التقت انجلو .ثم اخدت خفقات قلبه تتسارع وهو يراقبها تتجه نحوهما نحوه هو كان يشعر بشوق بالغ أليها منذ ذلك اللقاء الاول . يوم الجمعة الذي غير حياته نهائيا .
لقد كانوا اختاروا ان يكون اجتماعهم خارج السوق على الأرض التي ستصبح في النهاية القصر الزمردي وكان انجلو وشاد قد وضعا منضدة نشرا فوقها التصاميم لم يكن ثمة ورقة شجر تتحرك حتى الرياح كانت تويدها اخذ انجلو يفكر لم تبارح عيناه اليسون وهي تقترب فألقى شاد نظرة عليه ثم قال – أظن ان السيدة تريد سلخ جلدك .
كانت منتبهة الى انه يراقب كل خطوة تخطوها ما جعل الارتباك والخجل يتملكانها بشكل لا يصدق .
لم يستخدم شخص قط من قبل ان يوثر عليها بهذا الشكل باستثناء والدها فقد كانت دوما تزهو بتمالكها لنفسها ولكن هل هو ذا انجلو يدمر هذا كله .
وضعت حقيبة أوراقها بجانب المنضدة ثم أخرجت سلة الأزهار التي كان أرسلها أليها من كرسيها الموضوعة فيه ثم دفعتها اليه بعنف وهي تقول – أظن علاقتنا ستكون أفضل اذا انت استعدت هذه .
وإذ لم يجد خيارا أخر أخذها منها وهو يقول – لم يسبق ان منحتني امرأة ازهار قط من قبل .
مضت دقيقتان لم تستطع أثناءهما النطق قبل ان تقول وهي تصرف بأسنانها – أنني لا امنحها لك بل أعيدها أليك .
لم يبد على انجلو انه سمع ذلك وهو يضع سلة الأزهار بقرب التصاميم وهو يقول – أنا لست بحاجة الى زهور لا تنسني لكي أتذكرك .
فنظرت الى شاد تلتمس العون – هل هو دوما غلظ الدماغ بهذا الشكل ؟
عقد شاد ذراعيه فوق صدره وعلى وجهه ابتسامة عريضة لم يكن ثمة خلاف في جمال تكوين هذه السيدة ما جعله يعجب بذوق انجلو اذا لم يكن معجبا بتعقله وقال يجيبها – ان لديه أغلظ دماغ في هذه الأنحاء .
وجهت اليسون كلماتها الى شاد معتمدة على واقع ان الشركة ما دامت ناجحة فاحد الرجلين على الأقل يجب ان يكون ذكيا بشكل معقول وهذا يعني انه شاد وهكذا قالت مخاطبة - أحب ان ينجح ترتيبنا هذا .
انتقل انجلو الى خلف شاد لكي يكون أمام نظرها ثم ناولها القائمة التي كانت طلبتها منه وهو يقول – لست حريصة على ذلك أكثر مني .
عادت اليسون تقول – ان شركة كونراد وولده تتمتع بسمعة طيبة عليها ان تصونها .
فمد انجلو يده متعهدا – انها لن تتعرض للشكوك وأضاف بصوت منخفض – الا اذا شئت انت ذلك .
فالتفتت اليه تقول – مار ينو . أريد منك ان تحتفظ بشيء في ذهنك .
- وما هو ؟ ؛؛؛
- فقالت بلهجة ذات معنى – أنهم الغوا عقوبة الإعدام في هذه الولاية حتى بالنسبة الى الأجرام .
والتفتت الى شاد تقول له بلهجة أصحاب الأعمال – وألان لقد أحضرت معي قائمة بالنقاط التي أريد استعراضها معك فجذب شاد أحدى الكراسي الثلاث التي تحيط بالمنضدة فجلست عليها شاعرة بالرضا لان انجلو قد فهم معنى الرسالة لأخر مرة وبصورة نهائية وتكهن شاد بذلك من التعبير الذي على وجهها وأدرك ان افتراضها هذا سببه عدم معرفتها الجيدة بانجلو .
لكنها ستعرفه يوما . واخذ شاد يحسب في ذهنه مرور أربعة أشهر ابتداء من ألان ذلك ان البذلة الرسمية التي سيستأجرها ليرتديها في عرس انجلو لا يمكن تجربتها في أخر لحظة .. ...
انتهى الفصل الرابع ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 06:06 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 02:34 AM   #6

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
أخذت اليسون تصل الى ورشة البناء مبكرة في كل صباح وذلك قبل وصول اي من عمالها فقد كانت دوما تفضل التواجد في ساحة العمل على القيام بذلك من وراء المكتب فقد كانت تحب رؤية البناء وهي يتشكل فكل مشكلة كانت تشكل تحديا لها وكل تحد هو انتصار متنكر وكان هذا يخفف من الحمل الذي تنوء به .
وفوق كل شيء كانت تراقب ما قد يحدث من مشاكل بعيني صقر كان الجدول الموضوع أهم شيء في ذهنها وكل مرحلة لا تنجز في موعدها تفرض لذلك عقوبة ضخمة ولم يحدث قط ان دفعت شركة كونراد وولده عقوبة واحدة ولهذا فقد كانت اليسون حريصة على ان يبقى سجل الشركة دون تغيير .
سارت مرحلة حفر الأساسيات دون عائق .فقد انتهت كليا بظرف أسبوعين وذلك بإبقاء فرق العمال الأربعة في العمل ساعات أضافية وأيام السبت . ثم ابتدأ بناء الهياكل .لقد تملكها السرور وهي ترى النصف الأخر من الملحق غير متأخر عنها ربما مار ينو ليس من السوء بالدرجة التي كانت تظنها مهنيا على الأقل .
كانت شركتا كونراد وولده ومار ينو و ماكليلان قد قسمتا العمل بينهما بقدر ما أمكنهما من مساواة .فقد استلمت شركتها الجناح الغربي بينما استملت شركة مار ينو و ماكليلان الجناح الشرقي وتوقعت ان تحدث المشاكل عندما يصل العمل الى القسم الشمالي ذلك أنهم كانوا ينحدرون الى الوسط فأما الظفر بالتعاون والعمل الجماعي وأما برج بابل وكانت تأمل في النصر ولكنها تتوقع برج بابل . ؛؛؛
وضعت اليسون القلم بصبر فارغ خلف إذنها فقد كانت أمضت وقتا طويلا تفكر في ما يحدث في الناحية الأخرى من البناء ... وقتا طويلا في التفكير في ذلك لكن للمشاكل اسما هو انجلو مار ينو ان كون العمل ما زال مستمرا حتى ألان بشكل حسن لا يجعلها تطمئن الى شعور زائف بالرضاء . كانت أكثر حكمة من ان تظن ذلك دون ان تعلم السبب في حدسها هذا لقد كانت كمن يتوقع سقوط قنبلة . كانت تعلم ان هذا ما سيحدث أنما فقط لا تدري أين ومتى ولكنه سيحدث وهي متأكدة من ذلك .
كانت رأت فعلا دلائل تحذيرية في البداية افترضت بسذاجة انه ما دام مهنيا وما دامت أعمال البناء تدار خلف الاسيجة التي تفصل بين مخازن السوق وملحقه فهي أمنه نسبيا ذلك ان انجلو سيمكث في ناحيته وهي في ناحيتها .
ولكن هذا خطا فقد اكتشفت اليسون أم بإمكانه ان يجد دزينة من الأعذار يوميا لكي يأتي الى ناحيتها للبحث عنها والتحدث أليها لم تكن تعلم قط متى يأتي مرة أخرى ما جعلها سريعة الإجفال خيل أليها ان السبب في هذا ضغط على أعصابها ولكن هذا لا يعني ان له اي تأثير عليها – سوني هل سمعت شيئا مما قلته لك ؟
نظرت الى وجه مساعدها والذي كان رجلا نحيلا طويل القامة تخفي عيناه الناعستان ذهنا متوقدا كانت قد سمعت نصف ما كان يقوله فقط تبا لذلك فألان قد أصبح مار ينو يتدخل في أفكارها ان علي ذلك ان ينتهي .
- طبعا سمعتك وقطبت جبينها وهي تتفحص بسرعة اللوح الذي ناولها إياه جوزيف هذا لكي تتفهم وضع العمل .
- اخبر براون ان هذا البروز غير مقبول أريد ان ينتهي تركيب الأنابيب في ذلك النصف من المخازن يوم الجمعة القادمة وليس الأسبوع الذي بعدها .
فتخلل جوزيف شعره الأشقر بأصابعه قائلا – سأخبره . ولكنني لا أظن ...
- كلا ان جوزيف لين أكثر مما يجب وكانت هي تعلم ذلك ما الذي كانت تفكر فيه ؟
- لا باس سأقوم أنا بذلك ولم يكن في كلماتها اي حدة او فروغ صبر كما لو كان والدها يقول لها نفس الشيء لم تكن منزعجة وإنما فقط تريح جوزيف من عبء أخر لتضعه على كتفيها .
- أخرجت الهاتف الخلوي الذي يلازمها أثناء العمل ثم طلبت الرقم الذي تريده كانت تختزن في ذاكرتها قائمة كاملة بأرقام الهاتف ونادرا ما كانت تعود الى الدليل للبحث عن رقم تريده .
قالت تجيب على سؤال السكرتير في الطرف الأخر من الخط – أريد ادغار براون من فضلك اخبره ان كونراد وولده على الخط .
كان هذا هو الوضع الذي رآها فيه انجلو . يد تحمل اللوح وأخرى الهاتف . كان قد وصل الى الورشة الساعة السادسة وثم أمضى ساعات الصباح في المرور على مختلف الترتيبات التي تحتاج الى تغيير وفي الحادية عشرة قرر انه بحاجة الى فترة راحة فاتجه نحو الجناح الغربي .
كانت الورشة مزيجا من ضجيج يصم الأذان وغبار ورجال ودعائم من الخشب والحديد وكانت نواح أخرى خالية تماما ما عدا من الغبار الكلسي الذي كان في كل مكان كان من الصعب ان يفكر المرء ان كل هذه الفوضى ستصبح في النهاية بناء منظما رائع الجمال يأتي اليه الناس لإنفاق نقودهم
وأوقاتهم .
كان يستمتع بالعمل بيديه وعقله وزاد من سروره وجود اليسون بجانبه ولم يتغير راية خلال الأسابيع الثلاثة التي مرت كان أول اهتمامه يتعلق بالنفقات . لم يكن في ذهنه شك في ذلك .
لم يضره كونها تزاول نفس العمل الذي يزاوله وتفهم نفس اللغة فقد كان هذا زيادة في الخير أما الناقص فهو استغراقها فيه وكان كل شيء خارجه لا معنى له وكان عليه فقط ان يجعلها تنتبه الى ان هناك عالما كاملا ينتظرها لتجربه .
كانت اليسون قد فرغت لتؤها من التوقيع باسمها على لائحة الوصول الى العمل ووضعت قلمها خلف أذنها عندما سمعت رنين الهاتف فاومات للعامل القادم بان ينتظر لحظة ثم قالت . تجيب مساعدها براون الذي كان يسألها عن صحة والدها - نعم سوني هنا أبي بخير شكرا .
لو كان والدها على فراش الموت لما جعلها هذا تقول شيئا عدا عن انه بخير ذلك ان ليس لحياته الخاصة مكان في حياته العملية وكان هذا شيئا أثبته في ذهنها هي أيضا . ؛؛؛
- أما ما ليس بخير فهي طريقتك في العمل نعم انك مشغول ولكن كذلك نحن .
ضاقت عيناها وهي تضغط شفتيها معا . لم يكن لديها صبر على البطء والتمهل عندما يمكن للمرء ان ينهي عمله بسرعة .
- اسمع اذا لم يكن بإمكانك مد مجموعة الأنابيب في ملحق صغير لسوق في خلال أسبوعين فأخشى ان علي ان احضر شخصا أخر لكي ... آه بإمكانك ذلك ... وزال التوتر عن شفتيها ليحل الرضا مكانه
كان انجلو يراقبها تتنازعه مختلف المشاعر انه يريدها وهو سيحصل عليها ولا بد ان يكون ذلك قريبا فهو لا يستطيع الانتظار أكثر من ذلك .
- فهمت حسنا . هذا حسن جدا سأراك في الورشة غدا .
وضغطت زر الهاتف تنهي المكالمة وتعيد الهاتف الى مكانه شاعرة بسرور بالغ .
تقدم انجلو إليها يقول – يبدو عليك الرضا البالغ .
- أنني كذلك فعلا . أعادت لائحة الوصول الى جوزيف واستدارت وإذا بعينيها تضيقان مرة أخرى – انت ؟
لم يكن هذا بالاستقبال الحسن تماما ولكن هذا لم يزعجه فهز كتفيه قائلا – انها ورشة عمل صغيرة .
أجابت وهي تتساءل عما يجعله يتردد عليها طوال الوقت – ليس بمقاييسي .
فقال ضاحكا – ربما علينا ان نراجع معا مقاييسك يوما ما .
أشاحت عنه بوجهها ثم سارت الى أوراق التصميم المنشورة على المنضدة وما لبثت ان التفتت اليه ويداها على وركيها – مار ينو ستسير الأمور بيسر أكثر لو انك تبقى في ناحيتك .
لكن انجلو كان قد تأكد من ان أموره تسير بغاية اليسر قبل ان يغامر بالقدوم الى ناحيتها فعمله الذي يقوم به والناس الذين يعتمدون عليه لا يمكن ان يغيبا عن دهنه أبدا . قال – أريد ان تكون لدي صورة عامة عن سير العمل ولهذا احتاج الى ان أرى كيف يسير العمل عندك ...
فرفعت رأسها بحركة دفاعية لم تكن تحب ان يراقب عملها احد لأي سبب كان فهذا يحملها على الارتباك فقالت تجيبه – ان العمل عندي ممتاز الا يحتاجك عمالك في شيء .؟
لم يتحرك انجلو وهو يجيب – ليس حاليا . ورأى النظرة التي رمقته بها من الواضح انها تظنه غير مسيطر على العمل في ناحيته فقال – أنني أثق بعمالي يا اليسون ولهذا استجارتهم فهم يقومون بعمل حسن ما يجعلني في غير حاجة الى النظر من فوق اكثافهم كل دقيقة وأشار الى الهاتف المعلق في حزامها قائلا – لقد كنت خشنة في كلامك منذ دقيقة .
أجابت ويدها على الهاتف – هكذا على المرأة التي تعيش في عالم الرجال ان تتصرف .
نعم بإمكانه ان يرى ذلك يرى انها تستعمل الخشونة فلا تعتمد على استغلال جمالها للسيطرة على الرجال انها تسير في عملها بشكل مباشر فتنافسهم في ميدانهم شعر بالإعجاب نحوها ولكن هنالك بعض المبالغة في ذلك .
- الست بهذا تنسين نفسك ؟
ليس لديها وقت للتحليل خاصة من هذا الرجل الذي لا يبدو انه يرى أعمالا أخرى عليه ان ينجزها سوى الظهور في الورشة ليبرر وجوده فأجابته – ان لدي عن نفسي صورة واضحة جدا يا مار ينو وبسطت يديها مشيرة الى ما حولها – هذه أنا .
قد تكون هذه عقيدتها ولكنها ليست عقيدته فهناك شيء أكثر رقة ورهافة وربما ضعفا وراء امرأة كفوه تلقي بأوامرها على الرجال الذين أحاطت نفسها بهم فهي ليست مجرد ولده في شركة كونراد وولده . انها أكثر من ذلك ... شخص مختلف .
لم تعجبها الطريقة التي كان ينظر بها أليها وكأنه رأى فيها شيئا لم تكن واثقة منه ... شيئا لم تكن تريد معرفته فسألته – هل جئت الى هنا لسبب
محدد .أم لتحدق إلي فقط ؟
يبدو انه كلما ازداد غضبها زادت متعته كانت تكافح مشاعرها ولكنها ستدعن في النهاية وقريبا هذا اذا لم يكن فقد بصيرته في التكهن فقال – نعم انه لسبب محدد وان يكن هذا لا يعني ان التحديق إليك غير سار .
فرفعت يده تسكته خائفة مما قد يقوله فهناك كثير من الرجال حولها قد يسمعونه . ونظرت نحو جوزيف .
كان الرجل يعرف متى ينصرف فطوي اللائحة وقال – أنني ذاهب للراحة لعدة دقائق يا سوني . وعندما ابتعد تبادل ابتسامة عريضة مع رجل كان يقف في ناحية بعيدة . ؛؛؛
كانت اليسون نسيت ان هناك رجلا أخر ينتظرها فالتفتت اليه قائلة – وأنت؟
بدا عليه شيء من الرهبة – جئت لأخبرك فقط ان قرميد الطابق الأرضي قد وصل أخيرا .
فقالت بحدة – هذا حسن وألقت على الرجل نظرة اعتذار – آسفة يا جاك فقد تأخرنا ونظرت الى انجلو بطرف عينها – ويبدو ان تأخرنا سيطول .
فضحك جاك قائلا – ليس ثمة مشكلة . ثم انصرف مسرعا أغمضت اليسون عينيها وعندما فتحتهما كان انجلو ما زال واقفا أمامها كانت تعلم هذا .
- أنني حقا أتمنى لو تبقي في ناحيتك انك تزعزع سلطتي على رجالي بتسكعك حولي بهدا الشكل . ولم نقل له انه يفسد عليها تفكيرها .
- لماذا يحدث ذلك ؟
- كانت دعامة أخرى ترفع الى مكانها ورافق ذلك دق مسامير يصم الأذان فامسك انجلو بذراعها وأشار الى مكان أخر أكثر عزلة – لماذا عليك ان تمكثي هناك ؟ هل تخافين من أنهم لن ينظروا إليك بصفتك المرأة الحديدية؟
نزعت ذراعها من يده – لا أريدهم ان يظنوا ان تمثيلية ممتعة تدور أمامهم .
- بعض الناس يدمنون على مشاهدة التمثيليات .
- ادري أنا لا أشاهد التلفزيون فليس لدي وقت له .
تساءل عما عسى ان تفعل في أوقات فراغها لا بد ان هناك شيئا ما .
- كيف تمضين أوقاتك ؟
كان يضيع وقتها ونظرت من فوق رأسه الى الدعامة وهي ترفع كان في بناء يشاد ما يبعث الحماسة والشاعرية روعة ومقدرة انه بمثابة زواج مكتمل ما الذي تطلبه أكثر من ان تكون جزءا من ذلك ؟
فأجابته – على عملي .
لكنه كان يعرف هذا – ثم ؟
فعادت نظراتها اليه ما الذي يريده منها ؟ فقالت – ليس هناك ثم .
أتراها تظن انها تبتدي وتنتهي في العمل بالبناء ؟ لقد كنت رايتك تتنزهين في أول يوم رايتك فيه .
فهزت كتفيها – هذا لإراحة أعصابي فانا بحاجة الى التعريض بانتظام .
وضع أبهامه في حزام بنطلونه واخذ ينظر إليها بإمعان هنالك الكثير خلف عينيها هاتين لم يفهمها تماما بعد – ما الذي تقومين به يا اليسون ؟
ما الذي يعنيه ذلك ؟ وأجابته – أنني مقاولة بناء هذا اذا لم تكن لاحظت ذلك.
فهز رأسه يا لها من امرأة عنيدة – اعني بالنسبة للترفيه عن الناس .
هل هذا الرجل أصم ؟ أم لعله بطيء الفهم ؟ فقالت – أنني أتمشى .
- اعني بالإضافة الى ذلك .
ففكرت لحظة كانت تحب ان تقف طويلا تحت دوش حار حيث يغمرها البخار ولكن هذا شيء شخصي جدا بالنسبة للتحدث عنه فقالت – أحب القراءة .
رفض ان يذعن فهناك خطا ما وعندما يجده سيعالجه – هل تقومين بأي عمل يشترك فيه شخص أخر ؟ فنظرت اليه بإمعان . كان هذا نوعا من التحقيق تحقيق أخذت تواجهه منذ ابتدأ هذا المشروع ولكن هذه مشكلتها الخاصة ولا حاجة به لان يعلم به . فقالت – كلا .
- هل تحبين اكتساب خبرات جديدة ؟
كانت تحاول جاهدة حمل نفسها على ان تكرهه ولكن هذا لم يكن بالسهولة التي كانت تظنها كان فيه شيء يجذبها ... بل كان جذابا جدا اذا لم يكن وسيما ولعل الرجولة التي تفيض منه هو الوصف الأصح ولكن مهما كان وصفها له فان موقفها منه سيبقى كما هو فهي سترفض اي شيء يعرضه عليها .
قالت وهي تدور حوله مبتعدة – ان ما أريده يا مار ينو ... وحدقت اليه من فوق كتفيها . – هو ان انتهى من هذا العمل في الوقت المقرر لذلك وهذا ما لن أستطيعه ما دمت تقف في طريقي .
- حسنا سأذهب . ؛؛؛
نظرت الى السماء وقد بان الارتياح في عينيها ولكنه أكمل يقول – ولكن بشرط واحد .
فأغمضت عينيها تبحث عن القوة وسألته دون ان تفتحهما – وما هو ؟
تقدم حتى أصبح أمامها مرة أخرى – ان تتناولي القهوة معي .
مع ان العمل لم يتوقف الا انها كانت متأكدة من أنهما أصبحا مركزا لاهتمام الجميع ان عليها ان تتخلص من هذا الرجل فقالت – أنا لا ...
لم يدعها تكمل كلامها – لا تخبريني انك لا تشربين القهوة فقد رايتك تضعينها بجانب الغالون.
لم تكن تريد ان يحلل الآخرون عاداتها فما تقوم به يخصها وحدها فقالت له – هل بهذا تسلي نفسك ؟ بالتجسس على النساء ؟
وجعلها اللهب الذي تألق في عينيها أكثر جاذبية فأجابها – ليس على النساء بل على امرأة عزباء هي انت .
لماذا سرت في كيانها هذه المشاعر عندما قال هذا ؟
ليس لديها وقت لعرضه الصداقة هذا حتى ولو كان صادقا وهذا ما تشك فيه فمثله لا يكون صادقا أبدا .
قالت – هل انت تتملقني بهذا ؟
فأجاب – كلا . بل أخبرك فقط .
قالت مذعنة – اذا أنا تناولت القهوة معك فهل تذهب ؟
كان قد جاء ليدعوها الى الخروج معها لتناول القهوة مبتدئا بذلك فقال لها – انك تضعين شرطا صعبا ولكن لا باس .
فانتظرت ان يذهب ولكن عندما لم يفعل سألته – ألان ؟
- هذه كانت الفكرة . ونظر الى ساعته – يبدو ان الساعة الحادية عشرة والربع هو وقت حسن لأخذ فترة راحة الا اذا كنت تريدين الغداء مبكرا – طبعا .
لم تتعود اخذ فرصة لتناول الغداء وقد رآها مرة تراجع العمل وفي يدها شطيرة منسية .
اذا لم توقفه عند حده فسيتمادى في الأمر فرفعت يدها كشرطي السير – بل قهوة ... قهوة فقط . ؛؛؛
- اذا انت تناولت شطيرة معي فهذا لا يعني أننا خطيبان .
فحملقت فيه – هل سبق وأخبرك احد قط بأنك شخص غريب حقا ؟
فقال ببساطة – أكثر أفراد أسرتي ولكنني لا اهتم لهم ثم امسك بذراعها يقودها نحو القسم المحاط بالستائر أمامه بينما السوق أصبح وراءه .
حاولت ان تجذب يدها . ولكنه لم يسمح لها بذلك فقالت – يمكنني ان أسير برغبتي يا مار ينو .
فقال – هذه أحدى المزايا التي تجذبني إليك . وعندما مرا بسقالة . نظر الى اعلى كالعادة وإذا به يطلق شتيمة وهو يدفعها بجسمه بشدة من مكانها الى حيث السياج .
صاحت به وهي تدفعه عنها بصدره بشدة وتنعته بما جاء في بالها من ألقاب لم تنتج سوى قهقهات منه .
لقد كان يرغب فيها يريدها ولكن زوجة الى الأبد . ولكن هذا يتطلب صبرا . صبرا كان لديه على الدوام ولكنه يبحث عنه ألان .
أما هي فقد ركزت ذهنها على التخلص من مشاعر سرت في كيانها فلم تجد لذلك سوى الغضب علاجا كعادتها على الدوام .
- لماذا فعلت ذلك أيها...
قبل ان تقولي اي شيء ستشعرين بالأسف الشديد لأجل ... ورجع خطوات الى الخلف ثم أشار الى حيث سقطت دعامة من الفولاذ وما زالت معلقة بشكل غير ثابت وذلك في نفس المكان الذي كانت تقف فيه منذ لحظات . وفي هذه اللحظة كانا قد أصبحا مركز الحركة حيث اندفع عمال البناء من كل صوب يحيطون بهما .
- آه ... وشعرت بالكراهية لتحمل جميله ولكنها لم تستطع المراوغة من حقيقة انه قد انقد حياتها .
قال ضاحكا – سأعتبر ذلك اعتذارا كما ان الاعتراف بالجميل لا ينتج عنه اي ضرر .
كانت ركبتاها تشعران بالضعف فقد كان بالإمكان ان تصاب بجرح بالغ اذا لم يكن أسوا من ذلك لو لم يكن موجودا وقالت – أظن علي ان اعتذر لك .
- فليكن اعتذارك ان تدفعي ثمن القهوة هذه المرة .
سألها عامل وقد بان الأسى واضحا على وجهه – هل انت بخير يا سوني ؟
وكانت مجموعة من العمال يلتفون حولها فهزت رأسها تطمئنهم – أنا بخير ونظرت الى الرجل الذي كان قد قفز من على السقالة وجاءها راكضا يتجلى الخوف في ملامحه فقالت له – رايلي حادث أخر مذل هذا و ...
تخلل الفتى شعره الأسود بأصابعه متوترا وهو يقول – اعلم . اعلم اقسم على ان لا يحدث هذا مرة أخرى يا آنسة كونراد أرجوك أنني بحاجة الى هذا العمل ...
كان لدى رايلي مشاكل في بيته وكانت تعلم انه مشغول البال – لا احد سيطردك من عملك يا رايلي . جوزيف .
لم يكن لها ان تقول شيئا أخر فقد اقبل جوزيف نحوها وهو يومئ برأسه سنقل رايلي الى عمل اقل خطرا وذلك لأجل الجميع .
أعلنت قائلة – لا باس فليعد كل الى عمله ان لدينا عملا علينا ان ننجزه في وقته . ؛؛؛
التفتت الى انجلو لترى في عينيه إعجابا هادئا وشعرت بنفسها تبتسم متجاوبة معه رغم ان ردة فعله لم تكن تهمها مهما كان نوعها .
- الى أين سنذهب لتناول القهوة علي ان اخبر جوزيف أين يجدني .
- في اي حالة ؟ الا يستطيعون الاستغناء عنك فترة عشرين دقيقة ؟
أشاحت بوجهها عنه قائلة – انك تجعلني اشعر أنني سخيفة .
- كلا بل هنالك شيء اسمه تسليم المسؤولية .
- فقالت كارهة – أنني افعل ذلك وسارت بجانبه وهي تتساءل عما اذا كانت على صواب في الخروج معه .
فتابع يقول – كما انك تجهدين نفسك في العمل .
توقفت عن السير وهي تقول – كونك أنقدتني من ان ينشق راسي لا يعني ان لك الحق في تمثيل دور الطبيب النفساني بالنسبة لما تظنه يحدث هنا .
فقال باسما – أعدك بان لا امثل دور الطبيب وألان ابتسمي ودعينا نتناول القهوة وسأعيدك الى مكانك قبل منتصف الليل مثل ساند ريلا .
كانت تسير بجانبه ولكن كلامه لم يعجبها فقالت – ان تصرفاتك لا تهمني يا مار ينو .
- لا باس ستهتمين بها فيما بعد .
فحملقت فيه - لو كنت مكانك لما كنت واثقة من ذلك .
التفت ينظر أليها كانا قد أصبحا داخل السوق ألان وكان هناك أناس يسرعون حولهما لم تزعجه مقاومتها له – هل تكهنت عندما استيقظت من النوم هذا الصباح بأنك ستتناولين القهوة معي الساعة الحادية عشرة ؟
لم تعجبها نظرة الغرور التي بدت في عينيه ولكن كان عليها ان تكون صادقة فأجابت – كلا .
- ارايت ؟
- مار ينو . أنني لا امزج المتعة بالعمل .
اوما الى اليسار فاستدارت وإذا بها ترى مقهى فرنسيا بديعا يقدم القهوة العبقة تحت مظلة كبيرة مخططة باللونين الأزرق والأبيض .
وكان هو يقول لها – إذن فقد حان الوقت الذي ترين فيه فائدة مزج العمل بالمتعة .
فكرت بحزم في ان تدعه يثرثر كما يشاء فهي تتناول معه القهوة فقط لكي تجعله يتركها ويذهب . مانعة بذلك حدوث مشهد بينهما أمام موظفيها هذا الى انه انقدها من إصابة سيئة للغاية ثم انها مديونية له بكوب قهوة .
وبالتأكيد . كان هذا كل ما تدين به له . ؛؛؛
انتهى الفصل الخامس ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 06:07 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 02:35 AM   #7

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
- وألان ما هو رأيك في ان تكوني ( أم أولادي ).
وقفت القهوة الحلوة الثقيلة في حلق اليسون رافضة الصعود او النزول . ما كاد يسبب لها اختناقا وسعلت محاولة التنفس وقد دمعت عيناها وهي تحدق غير مصدقة الى ذلك الرجل الجالس بقربها في المقهى .
احذ انجلو يربت على ظهرها وعندما توقف السعال وضع في يدها كوب ماء شعرت بالراحة بعد عدة رشفات منه ان بإمكانها على الأقل ان تتكلم مرة أخرى فهتفت بصوت متحشرج بعد ان تنحنحت مرتين .
- هتفت تقول – ماذا ؟
- ما الذي وضعوه في قهوتك ؟
وأمال الكوب نحوه متظاهرا بالنظر الى داخله ثم قال – المواد المعتادة انها ليست قهوة كابوتشينو ممتازة ولذلك سيكون علينا ان نذهب الى منزل أمي .
نظرت اليه بذهول بالغ كان يتابع الكلام وكأنه لم يقل لتؤها كثر الكلمات التي سمعتها في حياتها خبلا .
- عندما دفعتني من مكاني هناك . هل حدث وخدشت تلك الدعامة راسك بشكل ما؟
فأجاب هازلا – كلا لماذا ؟
- لماذا لأنك ... وأغمضت عينيها وهي تتنهد . ما الفائدة من ذلك ؟ ليس بإمكانها ان تتحدث منطقيا الى شخص مجنون – علي ان أعود ألان واخدت تحرك كرسيها مبتعدة عن المائدة فنظر انجلو أليها كان يتساءل عما اذا كانت تدرك ان لا شيء في الحياة أحب اليه من ان ينجب منها أولادا ... ان ينجبا معا مخلوقات صغيرة هي بنتيجة زواج اثنين يحبان بعضهما بعضا وان تحبه هي ان الشيء الذي يريده انجلو أكثر من طفل ينظر اليه ويقول – بابا . هو ان تحبه اليسون .
قال لها – انك لم تجيبي على سؤالي .
- لقد كان مجنونا حقا – لا أظنه يستحق جوابا .
نظر إليها بابتسامة واسعة ولم تستطع ان تجد سببا للغضب الذي شعرت به منذ لحظة ذلك ان الدفء شمل كيانها ربما هي المجنونة وليس هو .
سألها – هل هذه طريقة أخرى للقول انك ستفكرين في الأمر وكان مصمما على ان أول أولادهما سيكون طفلة صغيرة تشبه أمها .
قالت تجيبه – انها طريقة أخرى للقول أنني سأتحدث الى شريكك ان يحبسك في مكان ما وذلك لأجل مصلحتك ومصلحتي .
فأمال رأسه ينصت باهتمام متمعنا في ملامحها الرقيقة لم يكن يريد ان يذعن بمثل هذه السهولة فقال – هذا يعني كلا اليس كذلك ؟
لا استطيع ان اعرف ما اذا كنت تمزح أم ان الأمر مجرد جنون واضح .
أشار الى النادل فجأة هذا مسرعا فاخرج انجلو ورقة الخمس دولارات ووضعها على قائمة الحساب وهو يقول لها – اليس هناك تعليل ثالث ؟
سألته بارتياب – مثل ماذا ؟ كانت تعلم انها منطقيا ليس بإمكانها متابعة هذا الحديث ولكن شيئا ما جعلها تستمر كان الأمر وكان كل كلمة مرتبطة بأخرى ما لم يبق لها خيارا عدا متابعة الحديث الى النهاية مهما كانت ومهما خافت ان يكون هناك أجاب – مثل أنني غارق في حبك رأسا على عقب .
لا يمكن ان يكون جادا أتراه يظن انها معتوهة فارغة الرأس لتقع بحب رجل مثله ؟ آم تراه يعلم بان في نفسها رغبة خفية في ان يحبها شخص ما ؟ لكنها كانت تعلم ان ذلك ما كان ليحدث حتى ولو اختلفت الظروف ولكنها كانت لم تختلف فقد كانت مرتبطة بعهد وطريقة حياة وذلك بشكل متعذر إلغاؤه
تفرست في وجهه رافعة حاجبيها وهي تقول – ذلك بيت ردئ في قصيدة او أغنية صبيانية وليس مشاعر رجل تجاوز سن البلوغ لقد تجاوزت سن البلوغ اليس كذلك ؟
اذا كانت نيتها توجيه اهانة اليه فقد فشلت في ذلك . ذلك ان غضب انجلو لا يثار بسهولة فقال – لا تتظاهري بأنك غير معجبة بي يا اليسون .
الشخص الوحيد الذي كان يدعوها باسمها هو أمها قطبت جبينها وتلك الذكريات العزيزة تعود أليها لم تستطع ان ترى انجلو في اى ضوء أخر سوى الشخص الذي يسبب لها القلق فذلك سيعقد كثيرا من الأمور .
قالت له – لست مرغمة على التظاهر كانت ألان قد نهضت واقفة نهائيا متخذة المائدة التي بينها بمثابة حاجز . ثم أخذت تنظر اليه وقد ضاقت عيناها .
فابتسم دون ان تثبط همته – أذن فسنتعشى في الخارج ؟
اتسعت عيناها ربما مازالت الصدمة تتملكها من ذلك الحادث الذي أوشك ان يصيبها كيف بإمكانها ان تتخلص من هذا الرجل ؟ اي عشاء ؟
فانحنى نحوها يقول – العشاء معي الليلة .
كان يضع نوعا من محلول الكولونيا أعجبها لقد ملا خياشيمها ودغدغ حواسها وقاومت تأثيره المخدر لتقول – لا عشاء هذه الليلة ولا غدا ولا السنة القادمة او القرن القادم . لم يبد عليه انه اهتز لأي من هذه الكلمات وهو يقول – لم أكن اعلم ان الناس يضربون مواعيد بعيدة الى هذا الحد .
زفرت غاضبة ثم استدارت على عقبيها واندفعت مبتعدة كالعاصفة وهي تهز رأسها هذا الرجل مجنون دون أدنى شك ان عليها ان تجد وقتا تتحدث فيه الى ماكليلان عما اذا بالإمكان القيام بشيء في هذا السبيل ان بناء الملحق لن يكتمل في الوقت المعين لأقسمها ولا قسمهما اذا كان عليها ان تدفع عن نفسها باستمرار راعي البقر العاطفي هذا و الاسوا من هذا كله انه كان ينهك أعصابها.
***
- أم أولادي .
- صرفت اليسون بأسنانها وهي تاخد فترة راحة بعد ذلك بمدة طويلة كانت كلمات انجلو هذه تتردد في ذهنها مرة بعد مرة طوال عصر ذلك النهار. وقد دهشت عندما لم يسرع في أثرها عندما غادرت المقهى ليمسك بشعرها ويجرها الى كهف ما . دهشت لذلك كما شعرت بالارتياح . يا له من مغرور وهو يظن ان يجعلها تقع في غرامه لمجرد ان له مثل ذلك الجسم الضخم القوي العضلات يمنحه الحق في ان ... ان ...
ودفعها انشغال بالها الى الاصطدام بعارضة حديدية فارتطمت ذقنها بقوة .- آووه . قفزت الى الخلف وهي تدعك مكان الارتطام .
كان جوزيف قادما نحوها فرأى ما حدث لم يكن من عادة سوني الاصطدام بالأشياء فسألها – هل انت بخير يا سوني ؟
تملكها الارتباك وهي ترى ان هناك من شاهد تخبط حركاتها فكفت عن الدعك وقالت له – طبعا ما الذي تعنيه ؟
فهز كتفيه – لا ادري . يبدو عليك نوع من انشغال البال . حيث انه كان يحمل بيده ما بدا وكأنه ورقة رسمية مدت يدها تأخذها منه محاولة ان تتمالك نفسها لكي تمعن فيها النظر وهي تقول – ان انشغال بالي هو فقط خوفا من ان لا ننهي بناء الملحق هذا في الوقت المعين هذا هو كل شيء .
فردد كلامها – هذا هو كل شيء ؟
قالت وهي تدفع اليه بالورقة دون ان تقراها – طبعا وماذا يمكن ان يكون غير هذا .
اخذ جوزيف يحك رأسه وهو يقول – لقد رأيت كيف كان مار ينو ينظر إليك .
فتساءلت كم من الآخرين رأوا ذلك أيضا – أما كيف كان مار ينو ينظر إلي فهذه مشكلته وليست مشكلتي . لوي جوزيف التقرير بعناية وهو يقول – منذ متى ونحن نعمل معا يا سوني ؟
- منذ خمس سنوات . كان جوزيف قد التحق بالشركة في نفس الوقت الذي عاد فيه والدها الى البيت من المستشفى فقد كانت بحاجة الى شخص يمكنها ان تركن اليه فكان جوزيف حسب رغبتها .
- ومنذ ذلك الحين هل عرفتني قط من النوع الذي يدس انفه في شؤون الآخرين؟
- كلا وابتسمت له كان رجلا طيبا حسن النية ولكنها لم تشأ ان تكون حياتها هدفا للنوايا الطيبة وتابعت تقول – لا تفسد سجلك ذاك يا جوزيف .
لقد ابتدأ هذا وعليه ان ينهيه فقال – ان يضرك ان تمتعي نفسك قليلا فوالدك يرهقك بالعمل . كل شخص يعلم هذا .
لم تشأ ان يلوم الناس والدها لشيء تقوم هي به بكامل إرادتها فقالت – كلا أنا التي أرهق نفسي بالعمل .
نظر جوزيف أليها بعينين تفيضان رقة وعطفا وسألها ما الذي تحاولين أثباته؟
لو كان وجه هذا السؤال إليها شخص غير جوزيف لما اهتمت بالرد عليه وهكذا أجابته – هو ان بإمكاني التوقف عن هذا متى أشاء .
- الا تظنين انه كان عليك ان تبرهني على ذلك قبل ألان ؟
- فهزت رأسها لقد ظنت ذلك مرة ولكن هذا لم يتكرر لقد علمها الزمن ان ليس ثمة راحة ولا نهاية لشيء فكل شيء يتحرك الى الأمام باستمرار .
- كلا فذلك شيء ينبغي ان يتكرر مع كل عمل جديد كهذا العمل .
- قطب جوزيف حاجبيه – العمل الدائم دون تسرية عن النفس يولد البلادة في النفس .
رتبت على ذراعه فشعرت بها هزيلة لا تشبه ذراع انجلو ولكنها سرعان ما تبنت هذا التفكير من دهنها يكفي تأثيره عليها جسديا ولكن لا مكان له في قلبها .
قالت له – سأهتم بهذا الأمر .
هز كتفيه وهو يبتعد قائلا – ربما عليك ان تبدائي من ألان .
فهمست لنفسها – نعم ولكنك لست أنا .
من حسن الحظ ان انجلو لم يعد بقية هذا النهار لكي يعيد تقديم عرض الزواج هذا ولكن عدم وجوده لم يهدي من توترها وبقيت تنظر خلف كتفها متوقعة عودته في اي لحظة . في كل مرة تشعر فيها بشخص يقترب منها من خلفها يتجمد جسمها قبل ان تلتفت اليه لقد أرهقها التوقع كليا .
لكنها كانت تتنفس الصعداء في كل مرة تجد القادم شخصا أخر .
هذا مع شعور ضئيل بخيبة الامل ولكن هذا طبعا لان توقع حضوره ما زال قائما . وليس لأنها تريد ان تراه من المؤكد انها لا تريد ان تراه .
كل ما في الأمر انها تتوقع ذلك .
لقد كان يقودها الى الجنون .
***
لان الوقت كان له أهمية كبرى فقد حملت الشركتان عمالهما على العمل ساعات أضافية لذلك العمل أيام السبت وهكذا كانت أيام الآحاد هي الوحيدة التي يتوقف فيها سير العمل .
وهكذا وجدت اليسون ان يوم الأحد هو المناسب لمراجعة ما قامت به من عمل أثناء الأسبوع الماضي وذلك بكل هدوء وسلام فلا عمال يشغلونها ولا ضوضاء كذلك لم يكن هناك مار ينو .
لم يكن عليها ان تشعر بالقلق متوقعة ان تراه أمامها في اي لحظة او يقبض على ذراعها من الخلف انه ليس بحاجة لكي يفعل ذلك الى ان يسقط دعامة من السقالة ليتخذ من ذلك عذرا فمثله لا يحتاج الى عذر اذا أراد ان يمسك بذراعها خففت من سرعتها وهي تدخل سيارتها الى الموقف . انها ما زالت لم تجد فرصة تتحدث فيها الى شريكه طالبة منه ان يحبسه او يقيده فهو يسبب لها كثيرا من التوتر كما انه يوقظ في نفسها مشاعر ما كان لها ان تستيقظ .
أبرزت اليسون هويتها للحارس الموجود عند المدخل الغربي لمكان البناء فأشار إليها بالتقدم وأسرعت هي الى هيكل البناء الذي سيحتوي على عشرين طابقا أخر في المستقبل القريب ولكنه ألان يبدو أشبه بهيكل عظمي لدينا صور جاثم على الأرض .
كانت تحب هذا العمل تحب صناعة شيء من الاسمنت والفولاذ ان لديها صورا لكل ما أنجزته شركة كونراد وولده إضافة الى صور فوتوغرافية كانت التقطتها بنفسها في مراحل مختلفة للبناء وهذا أيضا كانت تقوم به أيام الآحاد وبهذا لم ير احد منها تلك الناحية العاطفية من شخصيتها كما انه لم يكن الغرور هو الذي دفعها الى الاحتفاظ بكل تلك الصور بل الزهو بمقدرتها وكان هذا يخفف من الألم الذي كان يتملكها أحيانا وكذلك الشعور بالوحدة .
سارت الى الداخل وشملت المنطقة الخالية بنظراتها – كنت قد ابتدأت اشعر باليأس من مجيئك فقد حان وقت حضورك .
انطلق هذا الصوت العميق من مكان ما بصورة مفاجئة جعلتها تقفز من مكانها مجفلة وعندما نظرت حولها بسرعة وقلبها يخفق بعنف وقع نظرها على ما بدا لها أشبه بموائد النزهات الخلوية وقد أقيمت في الناحية البعيدة على الأرض .
كانت مائدة عليها طعام وحولها مقعدان خشبيان و انجلو ...
فشعرت بطبعها يشتعل غضبا ألن ترتاح منه أبدا ؟
وتقدمت نحوه ويداها على وركيها وعيناها تلتهبان تبا له فهده منطقتها – ما الذي تفعله هنا ؟ فبسط يديه بينما بقى جالسا على المقعد الخشبي الصغير – أنني في انتظارك . – في انتظاري ؟ اليس في الرجل دم ؟اوما انجلو برأسه مشيرا إليها بان تجلس وهو يقول – لقد اخبرني مساعدك بأنك ستا تين لتفقد العمل هذا النهار .
سحقها الخبر ما تخلخلت له ركبتاها فجلست على المقعد الأخر وهي تقول ذاهلة – أخبرك جوزيف ؟ وعادت بها الذاكرة الى ذلك الحديث الذي كانت تبادلته مع جوزيف منذ أيام حين اخبرها بان عليها ان تمتع نفسها قليلا ولكن لم يخطر في بالها انه سيقوم بعمل يجمعهما هي و انجلو معا .
أجاب انجلو – نعم .
أخذت تحدق اليه وهو يسكب لها كوبا من العصير المنعش ثم عادت تساله – ولماذا أخبرك بذلك ؟
- لقد اخذ الرجل يثرثر بعد ان دعوته الى جلسة في مقهى .
- فتملكها السخط كيف يفعل ذلك ؟ كيف يتجسس عليها باستخلاص معلومات عن تحركاتها من جوزيف ؟
- يبدو انه أكثر كفاءة مما كانت تظنه فقالت له – يبدو انك تكبدت الكثير من العناء .
اخذ يمسح قطعة خبز بالزبدة لقد كان رفض تناول الإفطار لكي يشاركها الطعام بشهية كافية ثم قال يجيبها – كل شيء ذي قيمة يستحق ما يبذل لأجله من عناء وهذا يجعل النهاية أروع .
استقامت اليسون في جلستها انها لن تدع نفسها تشعر بالغرور لهذا الإطراء كلا لن تفعل ذلك وحاولت ان تبقى حازمة وهي تقول – لا ادري ما الذي سيستفيده من ذلك ...
فابتسم وهو يقدم لها الخبز – الصداقة وهي تكفي كبداية .
لكنها كانت تعتبر أنهما في طريق النهاية وليس البداية ... فقالت له – مار ينو أننا ...
فقاطعها قائلا – لقد أحضرت سمكا . وكشف غطاء الطبق الرئيسي أمامها .
تحركت شهيتها كان الأكل شيئا تقوم به لكي تبقى على قيد الحياة ولكن السمك كان يمثل نقطة الضعف فيها – سمك ؟
فاوما مجيبا وهو يقدم لها الطبق .
وحاولت ان تتذكر اذا كانت حدثت جوزيف مرة بأنها تحب السمك .
سألته – هل هو جوزيف من أخبرك بأنني أحب السمك ؟
- كلا بل رواندا .
ابتدأت الأمور تبدو لها بشكل مؤامرة فعادت تساله – وهل اتصلت بسكرتيرتي ؟
فاوما قائلا – بدا لي القيام بذلك شيئا منطقيا . أظن الأفضل ان تبداي بالأكل فقد اخذ الطعام يبرد .
لكنها كانت ما زالت تحدق اليه وكان له راسين .
لكن فضولها كان اكبر من رغبتها في الطعام فسألته – ما الذي يدفعك الى هذا العمل ؟
كان الأمر واضحا ولكنه قال على كل حال – حسنا اذا لم يأت الجبل إلي فانا اذهب اليه.
ولكنها لم تفهم شيئا على الإطلاق ككل شيء أخر قاله كما كانت ما تزال تحاول ان تفهم جملته ( أم أولادي )
سألته – ماذا تعني ؟
ناولها السمك وهو يقول – اعني انك رفضت الخروج معي لتناول العشاء وهكذا أحضرت ... أحضرت أنا العشاء إليك او بالأحرى الغداء كما تري .
- وهل تكبدت كل هذا العناء لكي تتناول الغداء معي ؟
- نعم .
- ولماذا ؟ ألقت عليه هذا السؤال مرة أخرى فهي حتى ألان لم تسمع منه ما يشفي غليلها .
اخذ يتأمل مفكرا في ان هذا ربما كان سبب جاذبيتها فقد كانت فريدة بين النساء فأجاب – ان أسئلتك كثيرة جدا بالنسبة الى امرأة خالية المعدة .
- ولكنني لا احصل على اي جواب ما الذي تريده وما الذي لا تريده ؟ قل لي الصدق .
كانت دوتي قد وضعت له معكرونة باردة مع السلطة فاخذ ألان يلح به على اليسون.
قال يجيبها – حسنا . أذن اقتراحي بان تكوني أم أولادي . لم يعجبك ففكرت في ان نسير فترة في طريق أخر .
أمسكت بطبق السلطة وهي تقلب الأمر في ذهنها بين ان تأكله او تفرغه فوق رأسه ولكن حيث انها كانت تكره التبذير فقد أكلته وهي تقول – انك مضحك .
لم يقل شيئا وتركها تستمتع بطعامها بينما هو يستمتع بالنظر إليها فترة سألها بعدها – لماذا ؟ الم يخبرك احد قط من قبل بأنه يريدك ؟
رفعت بصرها تنظر في عينيه وهي تضع الشوكة على الصحن – لماذا تحاول ان تقودني الى الجنون ؟
- أنني لا أحاول ان أقودك الى الجنون يا اليسون بل أحاول ان أجعلك ترتاحين قليلا معي. ولكنني أريد ان تكون تصرفاتك منبثقة عن إرادتك الحرة .
- لو كنت اتبعت إرادتي الحرة يا مار ينو لما أعجبك ذلك .
بدت تعني بذلك تهديدا لا شك انه نابع من الخوف ليس خوفا من ما يفعل انجلو بها شيئا بل ان تفعل هي شيئا بنفسها وذلك بمجرد وجودها معه هنا . فقد كانت ثقتها بنفسها تهتز بشكل جاد فقد كان في كل ما يحدث شيء من الجاذبية لقد وجدته جذابا حقا ولكنها لن تخضع لدافع الطبيعة المؤقت قال يجيبها – جربيني .
حاولت ان تفهم ما يقول وما لبثت ان سألته – هل انت واحد منهم ؟
- واحد ممن .
فهزت كتفيها شاعرة بالإحباط باحثة عن كلمات تقولها لو ان ذهنها أكثر صفاء وقالت له – انك تحدثت عن الإرادة الحرة فهل انت من نوع الأشخاص المقيدين بأمور وأشياء ؟
ليست قيودا جسدية بل روحية ... من النوع الحسن خفضت بصرها الى المائدة – ما الذي تعنيه بذلك ؟
فقال ببساطة – هنالك قيود معوقة هي غير تلك التي تجعل الشخص يشعر بالأمان وانه جزء من شيء ما له أرادته الحرة .
ابتلعت ريقها وقد جف فمها ثم قالت – لا أفهمك . كانت تكذب وهذه هي المشكلة فقد كانت تفهمه جيدا .
- أظنك لا تريدين ان تفهميني .
نهضت فيما كانت تشعر بالخوف وكان هو يرى ذلك في عينيها كانت تحاول ان تستعيد ثقة طفل قد سبق ان أسيئت معاملته او حيوان قد تلقى الضرب أتراها لا تثق بالحب وما الذي جعلها كذلك ؟
قال لها – ان الحارس لا يتجاوز الخمسة أقدام طولا وهو على وشك التقاعد فلو شئت لنطحته براسي وأخذت عيناه تقنعها بالبقاء وهو يقول – إنني أفضل الجلوس هنا وتناول الطعام معك يا اليسون فلا تجادليني رغم إنني أحب النظرة الثائرة في عينيك ورأى تباشير ابتسامة على شفتيها فأضاف – تحدثي ألي .
سألته بحذر – عن ماذا ؟
- عن كل شيء ما عدا البناء وهذا الملحق .
أجابت بعناد – ان البناء هو كل ما اعرف .
اخذ يمعن النظر في وجهها – ان امرأة بمثل جمالك يجب ان تعرف أكثر من هذا بكثير.
رفعت رأسها بكبرياء – أنني افتخر بعملي .
- هذا حسن ولكنه لا يجب ان يكون حياتك كلها .
كان يعطيها رأيه مرة أخرى فكرهت منه ذلك حتى ولو كان ما قاله صحيحا فهذا ما جعله أسوا – انك لا تعرف شيئا عن حياتي .
- اخبريني أذن ؟
خفضت بصرها تنظر في طبقها وقد تلاشت شهيتها – ليس لدي عادة كشف أفكاري أمام الغرباء . ولم تشأ ان تصده فأردفت تقول – الناس هم جميعا غرباء اذا أردتهم ان يكونوا كذلك .
وألقت عليه نظرة ذات معنى لابد انه فهم أخيرا ما أرادته ان يفهمه .
لكنه ضحك قائلا – من الصعب ان تنهزمي .
- هذا صحيح . يا مار ينو .
فقال وهو يلتهم الطعام – لا شيء مستحيلا اذا كنت تريده حقا .
ترددت وكأنه يوجه إليها إنذارا فتجاهلته والتفتت الى طعامها فهذا ما بإمكانها ان تفهمه على الأقل تمتمت وعيناها على الطبق – تناول طعامك . ؛؛
انتهى الفصل السادس ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 06:09 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 02:36 AM   #8

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
أخد انجلو يتأمل صامتا اليسون وهي تأكل رأى ان هذه السيدة لن تحتاج الى أكثر من قليل من الإقناع لكي تصبح كفة الميزان في صالحة كانت بحاجة الى ان ترى ما كان عرفه في أعماقه .
- اخبريني يا اليسون هل بإمكانك تأدية امتحان ؟
نظرت اليه بحذر – اي نوع من الامتحانات ؟
- حاوي ان تتجاوبي مع مشاعري نحوك .
فسقطت الشوكة من يدها محدثة صوتا وهي تقول له ذاهلة – فقد عرفت ألان انك مجنون .
- هل انت خائفة ؟
- لماذا ثاتيره عليها يستمر بهذا الشكل ؟
أجابته – أخاف ممن ؟ من شخص مجنون ؟
سكتت وهي ترى نظرة جادة في عينيه .
- حاولي ان تبادليني مشاعري فإذا لم تنجحي في ذلك علي ان تكوني صادقة فانا على استعداد لان اطوي مائدتي هذه وأتوارى عنك الى الأبد .
كانت هذه مغامرة منه ولكنه كان مصمما على ان يربح وكان واثقا من ذلك .
- لا أرى في ذلك ما يمكن ان يحل مشكلة .
رأى في عينيها و وراء كلماتها لمحة من خوف كأنها خائفة من ان تكتشف انها تحبه . انها منجذبة اليه وان مستقبلهما معا .
- انك خائفة .
- نهضت واقفة وهي تقول – وأنت بغيض صعب لا تطاق اخدت تبتعد عنه وهي تفكر في انها لن تتابع مراجعة العمل الذي كانت ستقوم به انها ستقوم بذلك غدا أما ألان فكل ما كانت تريده هو الهرب منه ومن عرض الزواج هذا .
لكن لم يكن باستطاعتها الهرب منه بهذه السهولة فهو لن يسمح لها بذلك فقد سار معها خطوة بخطوة الى المخرج وهو يقول – اعترفي بذلك انك تحبينني . اليس كذلك ؟
لكنها استمرت في سيرها بخطوات واسعة سريعة .
سأحضر كلبي معي الى العمل من ألان فصاعدا وحدثت نفسها بأنها قد تحضر بندقية أيضا .
لن يكون رجلا اذا لم يتمسك بها وهو لن يدعها تفلت من بين يديه خصوصا بعد ان وجد منها تجاوبا .
فجأة تجلت لها الحقيقة ما الذي هي بسبيله ؟ الهرب ؟
ان مطره ان تواجه الحقيقة مهما كانت فهذا ما تعودته توقفت فجأة فأخذته البغتة وتراجع كيلا يصطدم بها حاولت ان تتسلح بالغضب . منقذها الوحيد ولكن الغضب لم يسعفها لن تستطع ان تشعر به كل ما شعرت له هو غصة في حلقها تكاد تخنقها .
رأى تألقا في عينيها سرعان ما خبا انها رغبة ... فهي إذن غير منيعة منه كما تحاول ان تدعي . وكان في هذا تطورا كافيا له .
أغمضت عينيها برهة ثم عادت ففتحتهما وهي تهمس – اطو مائدتك وارحل.
فتشابكت أعينهما لحظة . كلا انه لن يدعها تفلت من بين يديه فقال لها – لا أراك ستخبرينني بأنك تشعرين نحوي بأي شيء .
متى سيعود نبضها المتسارع الى حالته الطبيعية ؟ متى تعود ساقاها ثابتتين كعادتهما .
- هذا صحيح فانا لا اشعر نحوك بشيء .
هز رأسه ببطء – كلا فأنت لست من النوع الذي يكذب .
غصت بريقها ولكن الجفاف ما زال هناك .
- ما الذي يجعلك تظن أنني كاذبة ؟
- عيناك .
- انك مغرور .
- ليس هذه المرة في الواقع ما كنت مغرورا قط وبإمكاني ان احضر لك من يشهد بذلك .
ها هو ذا يتباهى بمن يعرف من النساء فقالت – اعرف ان بإمكانك إثبات هذا الشيء .
أدرك ما يدور في ذهنها لقد أساءت فهمه فتملكته الغيرة وسره هذا إذ معناه انها تكن له بعض المشاعر حتى ولو لم تدرك هي ذلك .أولا تريد ان تعترف به .
فقال – ان أيا من إفراد أسرتي يمكنه ان يخبرك بأنني رجل متواضع غير مغرور.
شعرت بالارتياح أنما للحظة قصيرة فقد انتبهت الى نفسها ما زالت واقفة هناك مستمتعة بمبادلته النظرات .
فقالت – الرجل غير المغرور لا يترصد النساء لم يكن صوتها بقساوتها المعهودة فهنأ نفسه على دلك وأجاب – هذه ليست عادتي ولكنني أريدك .
كان في عينيه ما جعلها ترى صدقه رغم انها كانت تعلم ان قوله هذا سخيف منطقيا أتراه يحبها ؟
لكن ما هذا الذي تفكر فيه ؟ انها تدع نفسها تذهب بعيدا الى حيث لا مكان لها وكانت تعلم هذا فهذا هو وجه الحياة ألخاف حيث الوحدة في كل مكان كل شخص هو وحيد في هذه الحياة إذ لا يوجد ما يسمونه حبا كلا هذا غير صحيح ما يسمونه حبا ان هو الا تخيلات الفجر فالحياة خافه وعلى الإنسان لكي يعيش ان يكون قاسيا وقويا فقد علمها والدها ذلك بمختلف الطرق .
عادت الى المائدة حيث كانت نسيت في اضطرابها حقيبة يدها فالتقطتها وهي تقول له – اسمع أنني لست كمن عرفتهن من النساء .
فقال – أنني أول من يوافقك على هذا .
لابد انه يلعب بالألفاظ فقالت – ان لدي مسؤوليات يا مار ينو وواجبات وهي أشياء يبدو انك لا تفهمها .
كان شاعرا بالتعب من هذا الوضع الذي جعلته فيه دون ان تحاول تحري ما اذا كان ما تظنه فيه حقيقة قال – هذا ليس عدلا فأنت تصدرين علي أحكاما دون أساس تعرفينه أنني من أسرة علامتها الفارقة هي الشعور بالمسؤولية فهذا جزء من المحبة عندما تحبين تشعرين بالمسؤولية وتكون تصرفاتك تبعا لذلك فهي والمحبة أمران لا يفترقان لقد كان دوما ملبيا لحاجات أسرته حتى حين لا يكونون بحاجة اليه لقد كان هذا أيضا جزءا من المحبة وهو أيضا يشعر بالمسؤولية تجاهها هذا اذا توقفت عن الشعور بالخوف منه لكي ترى ذلك . فكرت بالفكرة التي تتملك والدها عنها رغم كل جهودها مهما حاولت ان ترضيه او ان تتحبب اليه بصفتها ابنته ولكن الوقت الوحيد الذي ترى فيه نتيجة لجهودها هو عندما تبني شيئا فالبناء . وليس القرابة هو صلتها الوحيدة به .
أجابته وهي تقاوم رغبة من البكاء – ليس دائما فحيث يمكن للشخص ان يعيش دون شخص أخر ما الذي وجده انجلو في أعماقها بكلماته هذه ؟ لقد كانت دوما متمالكة لنفسها بحيث لم ير احد قط هذه الناحية منها لا احد رأى الفتاة المحتاجة في أعماق المرأة المتزنة رابطة الجأش هذه تبا له لماذا لا يتركها وحدها ؟ واستطردت تقول – يمكن للشخص أحيانا ان يشعر
بالمسؤولية دون ذرة من المحبة في الموضوع .
لم يكن هو يريد شيئا أكثر من ان تسمح له بمشاركتها العبء الذي تحمله أم يجعلها تعلم انه سيكون موجودا كلما احتاجت للمساعدة .
قال لها – اخبريني عن وضعك يا اليسون .
ساورها الإغواء في ان تخبره ان تتخلص مما يعتمر في نفسها الى الأبد ربما ما زال يكمن في أعماقها ان الشعور بأنها منبوذة وأنها لم تكن محبوبة قط من أبيها قد يجعله يجلس معها مدة كافية ربما كل ما في الأمر هو انها بحاجة الى اتصال بالآخرين .
لكنها لم تستطع ان تخبره بكل هذا كان من الصعب ان تتجاوز سنوات الكتمان و الانغلاق في لحظات قصيرة حتى لو أرادت ذلك .
وبدلا من ذلك حاولت ان تلفت انتباهه الى شيء أخر فقالت – كل إنسان يدعوني باسم سوني .
- لا أريد ان أكون مثل اي احد أخر في حياتك يا اليسون .
يم يكن ثمة فائدة من كل هذا فقالت له – ان لدي عملا يا انجلو وأكون شاكرة لو تركتني أقوم به .
لقد دعته باسمه الاول وهذه خطوة الى الإمام ان بإمكانه ان يحقق مثل هذا في كل مرة فقال – لا باس اخذ يضع الأطباق في السلة ذلك ان دوتي سيغمى عليها اذا هو وضعها هنا فكل الأشياء هي لها وتابع يقول – هل تمانعين في ذهابي ؟
- وهل ستبقى هنا اذا قلت لك ذلك ؟
نظر أليها بابتسامة عريضة – كلا ولكنني وجدت من التهذيب اخذ إذن منك .
ضحكت وهي تهز براسها كان صعبا للغاية ولكنها ألان لم لا لم تجد في هذا صفة سيئة كما اعتادت وعادت بأفكارها الى رأيها الاول في إمكانياته فقالت – أظن علي ان أكون شاكرة لك ان لم تجرني من شعري الى كهفك .
قال وهو يطوي غطاء المائدة – هذه ليست من صفاتي هذا الى انني لا املك كهفا وانما املك بيتا جميلا يحتوي على ثلاث غرف نوم وهو ما احب ان اريك اياه يوما ما .
فقالت ضاحكة – حقا انك مجنون . ولم يكن في لهجتها الان اي اتهام كالعادة . ما راى هو فيه خطوة اخرى الى الامام مفكرا في انه مجنون حقا وانما بها .
عندما سارا معا نحو المبنى الضخم كانت هي تفكر في ان ليس ثمة جدوى من مخاصمته فهو يبدو عديم الاذى . ولكن لا ... هذا غير صحيح فالرجال عديمو الاذى
لا يحدثون في المرأة مثل هذا الاضطراب والمشاعر التي تحس بها .
لكنها تعلم ان بعض الرجال يعيشون من اجل التحدي وهي منهم فاذا قاومته بعنف . فهي تدفعه بذلك الى مقاومة ذلك بعنف اكثر . من الافضل اذن ان تستعمل معه المودة بجعله راضيا عن نفسه وبالتالي يدعها وشانها .
كانت هذه فلسفة حسنة في نظرها وقد تنجح اما ما لم تستطع فهمه فهو السبب الذي منعها من ان تبتهج لهذه الفكرة من كل قلبها .
كان يعرف الكثير عن العمل كما ادركت مؤخرا وهذا يعني ان نجاح شركته لم يكن عائدا الى مقدرة شريكه ذلك ان انجلو كان فطنا داهية ... داهية للغاية ولكنه فقط يحب المباهاة .
عندما أخذا يراجعان أعمال الأسبوع الماضي مما تأكد لها بشكل عفوي بعض اختصارات طرق العمل والتي توفر المال ولا تقلل من نزاهة العمل نفسه تملكها من الارتياح أكثر مما شعرت به عندما علمت بأنه لا يؤمن بانجاز عمل ردئ دون المستوى المطلوب أما بالنسبة لعمله فكان مزهوا به قدر ما هي مزهوة بعملها ولكنها كانت تعد انجازاتها بمثابة إشارة .برهانا على جدارتها بينما كان هو يعتبر انجازاته أثباتا طبيعيا لذاته .
انها لم تعرف رجلا مثله قط من قبل .
***
اعتاد الثلاثة هي وشاد و انجلو الاجتماع كل صباح اثنين لمقارنة الملاحظات ورؤية مدى تقدم العمل ونوعيته .
كانت المشكلات تحلل بدقة والحلول تناقش ولأول مرة أخذت تشعر بنفسها جزءا من فريق اكبر أما الأكثر أهمية فهو انها لم تعد تشعر وكان كل شيء ملقى على كتفيها وكان هذا يدعو الى السخرية حيث ان شركتهما كانت اصغر من شركتها بكثير وحيث انها اعتادت ان يكون كل شيء تحت سلطتها لقد كان عليها ان تبذل بعض المجهود في سبيل ان تالف العمل المشترك ولكن النتيجة كانت تستحق ذلك .
اخذ جناحا الملحق يرتفعان معا فقد كان انجلو أوضح لها أنهما لا يريدان مواجهة العقوبة التي ينص عليها العقد إزاء اي إخلاف في الموعد المتفق عليه وذلك أكثر مما هي تريده فبالنسبة إليها كانت مسالة كرامة أما بالنسبة إليهما فالخسارة التي تلحق بهما اذا هما تجاوزا الموعد المتفق عليه . الخسارة تلك هي غير مرغوبة .
وهكذا أخذت مخاوفها تتبدد .
- حسنا أظن هذا كل شيء حاليا . الا اذا كان لدى اي منكما ما يقوله واخذ شاد ينقل نظراته بينهما وكان ذلك في احد تلك الاجتماعات .
فهوت رأسها وهي تنهض واقفة من أمام المنضدة التي ذكرتها بتلك المنضدة التي كان انجلو قد أقامها في تلك النزهة .
قرع الباب شخص ما . ثم دخل حيث قال ان انجلو مطلوب للذهاب الى قسم أخر فغادرهما انجلو كارها ولكنه بادلها النظرات قبل خروجه مباشرة .
طردت نظرات اليسون في البداية . كان في عينيه شيء ما ... وعد دفء . أشياء كثيرة لا تستطيع ان تحمل نفسها على تصديقها لأنها اذا فعلت فسيفسد ذلك كل شيء إذ سيحطم عزيمتها وكل ما بنته أثناء كل تلك السنوات من وسائل الدفاع لقد كاد يفسد عليها كل ذلك أمس وهذا ما لا ينبغي ان يحدث مرة أخرى مهما كان مقدار استمتاعها به .
أخذت تنظر الى شاد مترددة وهي تجمع أوراقها ولكنها ما لبثت ان حزمت أمرها . اذا لم يحدث هذا ألان فلن يحدث أبدا .
قالت له وهي تبلل شفتيها – أحب ان أتحدث إليك يا سيد ماكليلان على انفراد .
نظر إليها باسما محاولا ان يخفف من توترها الذي بدا عليها بوضوح ثم قال – قد تجدين من الأسهل لكي تتحدثي إلي ان تدعيني باسم شاد ونظر إليها مرة أخرى نعم انه يرى السبب الذي جعل انجلو يقع في غرامها فقد كانت امرأة رائعة الجمال ولكن عليه ان يعلم ما اذا كان هذا الجمال ينعكس على المنطقة الأكثر أهمية ... على داخلها .
قال لها – انك تريدين ان تحدثيني عن انجلو ... اليس كذلك ؟
- نعم هل بإمكانك ان توقفه عند حده بالنسبة إلي ؟
أتراها تظن ان الأمر بهذه السهولة ؟ اخذ يفكر في ذلك وهو يقول لها – انه ليس ربيبي الذي يأخذ إرشاداته مني يا انسه كونراد .
فقالت له بشكل آلي – بل سوني . شعرت بأنها معجبة بشاد الى الحد الذي لم تشأ معه ان تستمر الرسميات بينهما ثم تابعت تقول – اعرف ذلك ولكنك شريكه ورأيت انه قد يستمع إليك وأخذت تعبث بورقة أمامها .
أجاب – أنني أكثر من ذلك فانا أخوه ولكنه مع ذلك لا يستمع إلي . أضاف برقة أنما بحزم – ومع ذلك فانا لا أجرؤ على ان افرض عليه ما يجب ان يفعله .
حدقت الى شاد لم يكن ثمة شبه بينه وبين انجلو بالرغم ان بشرتهما السمراء كانت ملامح انجلو أكثر خشونة واتساعا وقوة بينما كانت ملامح شاد ارستقراطية ضامرة .
- أخوة ؟ أنا آسفة فأسماؤكما مختلفة ما جعلني أظن ...
فأسرع شاد الى التوضيح – انه أخي بالحضانة اذا شئت الدقة فقد حضنتني أسرته أنا وأختي دوتي منذ عشرين عاما فنشانا معا أظنني اعرفه أكثر من اي شخص أخر في العالم عندما يقرر انجلو شيئا فليس هناك من يستطيع ان يحمله عن تغييره .
جذبت نفسا عميقا لم تكن تريد ان تكون موضوع انتباه فيما بعد فهذا يشعرها بالضعف .
- يبدو لي الحق في أبدا رأيي ؟
تفرس شاد في وجهها لحظة كان في اليسون أشياء ذكرته بزوجته وكيف كانت قبل ان تسقط الحواجز بينهما .
أجابها – أظن ان الرأي رأيك على الدوام .
فنظرت اليه بحدة أترى انجلو اخبره عما حدث بينهما أمس ؟
سألته – ما الذي تتحدث عنه ؟
كان قد لاحظ الطريقة التي كانت تتحدث بها لم تكن المسالة انها غير معجبة بانجلو كما كان يظن وإنما المسالة هو انها كانت خائفة من ان تحبه فقد لاحظ كيف كانت تنظر الى
أخيه هذا الصباح وكيف كانت تستمع اليه وهو يتحدث . فسألها – هل قرأت مسرحيات شكسبير يا سوني ؟
ما علاقة ذلك بما يحدث ألان ؟ وأجابت – نعم طبعا في المدرسة الثانوية وفي الجامعة ... ولكنني لا أرى ...
- هل تتذكرين ذلك السطر عن السيدة الكثيرة الاحتجاج .
فقالت تصحح كلامه وهي تنهض واقفة – السيدة تحتج وإنما فقط غير مهتمة كان عليها ان تعلم انها لن تحصل على مساعدة وبالتالي عليها ان تعود الى محاولة مقاومة ذلك بنفسها . أما المشكلة فهي ان سلاحها لم يعد حادا على الإطلاق .
قالت له – ظننتك الشخص الأكثر عقلانية .فنهض واقفا دون ان يبدو عليه الاستياء وهو يقول – وأنا كذلك .
- ولكنك تقف بجانبه وتؤيده .
فابتسم قائلا – ان القرابة تستدعي ذلك .
تنهدت ان الأسرة باجمعها مجنونة حسب رأيها .
مجنونة ومتساندة سارت مبتعدة وهي تتساءل عما عسى ان يكون شعورها وهي تنشا في أسرة كهذه .بدلا من ان تكون غنية ووحيدة . .
انتهى الفصل السابع ؛؛؛؛؛



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 06:10 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 02:41 AM   #9

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن ؛؛؛؛؛؛؛؛؛
في يوم الجمعة التالي كانت اليسون تجول بين اسطوانات الأسلاك الكهربائية وقد بان العبوس على وجهها بشكل بالغ في كل مكان في المنطقة كانت نظراتها تقع على نفس الشيء قالت لمساعدها – هذه غير مقبولة يا جوزيف فهي ليست الأسلاك التي طلبناها .
كان جوزيف قد أسرع بإحضار هذه لتراها حالما تفحص أخر شحنة بالسفينة.
أجابها – نعم اعرف ذلك سمعت ان هذا ما قالاه هما أيضا حاولت ان تزيح واحدة منها وقد تملكها الغضب جانبا قال لم استطيع لثقل وزنها والغضب لا يحل مشكلة على كل حال لماذا لم تحل المشكلة بسرعة فسيتأخر عملهم والوقت الاحتياطي الذي لديهم يتبخر بسرعة وعندما فاستوعبت فجأة كلام جوزيف التفتت تنظر اليه – من هما ؟ فاوما ناحية المنطقة الشرقية يقول – مار ينو و ماكليلان المقاولان القادمان من الوادي كما تسمينهما . كان ذلك أثناء الأسبوع الاول وذلك نتيجة توترها وسوء مزاجها . أما ألان فقد اختلفت القصة فقالت – أنني اعرف ماذا كنت اسميهما ولم أكن اعلم إنهما يستعملان نفس العقد المتفرع .
- ان شركة ميلر وجونز هي الأكبر .
- نعم كانت تعلم ذلك يبدو ان ميلر وجونز يريدان ان يتوسعا أكثر وذلك من اقصر الطرق وأشارت الى اسطوانات الأسلاك الكهربائية – لن استعمل هذه ومدت يدها الى الهاتف .
- فهز جوزيف رأسه يمنعها من ذلك – لقد سبق وجربت أنا ذلك فهو لديه اجتماع طوال النهار ولا يمكن الوصول اليه .. – اجتماع في مكتبه ؟
- هذا ما قالته السكرتيرة .
لقد أعملت ذهنها ان على ميلر ان يسلم الأسلاك الصحيحة وألا ستخنقه بها .
- حسنا ان عليه ان يحضر اجتماعا أخر لم يسبق ان خطط له هذا النهار وناولت جوزيف هاتفها لكي تمر بيدها على شعرها ان ملابسها وهي بنطلون جينز وقميص عمل لم تكن مناسبة لحضور اجتماع ولكنها لن تسمح لذلك بان يمنعها خصوصا والزمن يمر بسرعة .
- هل ستذهبين لرؤيته ؟
ضاقت عينا اليسون وهي تفكر في هارلي ميلر بوجه المستدير الصغير القائم على قمة جسد صغير انه نوع الرجل الذي يظن ان بإمكان المال ان يشتري كل شيء بما في ذلك التعاون كما يبدو انه لا يساوي نصف الرجل الذي كان هابوه وعجيب كيف بإمكان شريكه ان يصبر عليه ذلك ان هنري جونز كان دوما مضرب المثل بالاستقامة .
قالت – أنني اعرف أسرع طريقة لحل هذه المشكلة انه منذ أخد مكان والده في العمل يحاول ان يجد طريقة للكسب السريع حسنا انه لن يحصل على ذلك من وراء تركيب أسلاك رديئة النوع في اي من بناياتي .
- ابتسمي وأنت تقولين ذلك يا شريكتنا .
استدارت على عقبيها وقد أدركت انه انجلو كانت الساعة الثالثة تقريبا وكانت تتوقع قدومه طوال النهار وها هو ذا يأتي في أسوا الأوقات ليهزل معها .
- ليس في هذا الأمر ما يضحك .
كان انجلو وشاد قد فرغا لتوهما من مناقشة أمر الأسلاك الكهربائية هذه التي تسلماها فجاء انجلو ليسألها رأيها في هذه القضية وقال يجيبها بلهجة جادة – كلا انه أمر غير مضحك مطلقا أظنك ستذهبين لرؤيته .
- نعم لم يكن هناك ما يجلب السرور الى نفسها حاليا .أكثر من ان ترى هارلي ميلر مدهونا بالقطران ومقيدا بأسلاكه هذه فهي لم تكن تطيق اي إنسان محتال.
نظر أليها والنار تنبعث من عينيها – أتريدين مرافقا ؟
نظرت اليه وهي تلتقط قطعة من السلك كان جوزيف قد فتحها ليتفحصها جيدا أتراه يظنها غير قادرة على معالجة هذا الأمر بنفسها ؟ وقالت له –لا أريد مساندة من احد .
كان انجلو قد سبق واخبر شاد انه سيذهب ليرى ميلر بنفسه بعد ان لم يستطع الاتصال به هاتفيا فجاءته فرصة الذهاب مع اليسون بمثابة منحة فقال – ان كل إنسان يحتاج الى مساندة أحيانا أنا نفسي كنت أفكر بطلب المساندة منك .
نظرت اليه بارتياب – ليس لدي وقت لأناضل لأجل شخص أخر .
فقال وهو يقودها نحو ممر ضيق – إذن فلا تناضلي وألان سآتي معك يا اليسون سواء أعجبك هذا أم لا أننا لن نتصرف برقة نحو من يحاول غشنا .
- حسنا بإمكانك ان تأتي . كانت تعلم ان ليس هناك من يستطيع منعه اذا هو أراد ان يرافقها ولكنها فقط أرادته ان يعلم ان هذا ليس ضد إرادتها .
ومع انها كانت قادرة تماما على معالجة هذه الأمر بنفسها فقد سرها ان ليس عليها ان تواجه الأمور وحدها .
سارا بسرعة نحو موقف السيارات دون وعي منها الى سيارتها ثم نظرت اليه أتراه سيأتي معها أم سيستقل سيارته ؟ وسألته – هل ستقود سيارتك ؟
فهز رأسه قائلا – من المخجل ان نذهب الى نفس المكان بسيارتين ان الاشتراك بسيارة واحدة يبشر بما سيكون عليه المستقبل .
فأشارت الى المقعد بجانبها – اصعد .
قادت السيارة شاعرة بجفاف في فمها كان وجوده بجانبها يطغى على مشاعرها رغم انه لم يكن يفعل سوى البحث في محطات الراديو تبا له ما الذي أعطاه الحق في ان يقتحم حياتها ليقلبها رئسا على عقب بهذا الشكل ؟
نظرت اليه بعد ان وجد أغنية يبدو انها أعجبته ثم استند الى الخلف فقالت تساله – لماذا تفعل هذا معي ؟
أدار عينيه نحوها – افعل ماذا ؟ما الذي افعله معك ؟
كان صوته منخفضا جذابا ونضحت الرطوبة من راحتيها وهي تمسك بعجلة القيادة لم يعد ثمة مجال للإنكار وهي بحاجة الى المكاشفة التامة هذا اذا شاءت ان تنتهي من هذا الأمر .
قالت وهي تتنفس بعمق – انك تدمر قدرتي على التركيز .
رغم ما كانت تظنه لم يكن غروره هو الذي سره منها هذا الاعتراف . بل قلبه فقال – هل إنا افعل بك هذا حقا ؟
فصرفت بأسنانها ما كانت لتعترف بذلك لأي إنسان في العالم ولكنها كانت بحاجة الى التفاهم وأجابت – انك تعلم ذلك .
فقال برقة – ربما السبب هو مقاومتك لهذا الأمر بهذا العنف .
لم يعجبها تأثير صوته على نفسها لم تشأ ان تشعر بمثل هذا الضعف .
فسألته بحدة – اي أمر ؟
نظر الى الاحمرار الذي صعد الى وجنتيها وهو يجيب – هذا التجاذب بيننا .
- ليس هناك اي تجاذب .
- لم يكن جوابها منطقيا بصفتها مهندسة حسب رأي انجلو الذي أجابها قائلا – لو لم يكن هناك تجاذب لما أفسدت عليك قدرتك على التركيز حسب قولك .
ربما اذا وافقته على هذا سيدعها في سبيلها فأجابت - حسنا هنالك تجاذب .
كان هذا أكثر مما كان يرجو منها فقال – وستجدين أكثر من ذلك في الأيام المقبلة رأى فكها يتوتر فقال الأمر هو نفسه بالنسبة إلي أنا .
لم تشأ ان تدعه يؤثر عليها بكلامه هذا فقاومت هذه المشاعر وقد شعرت فجأة بالخوف ... الخوف مما تشعر به ... الخوف مما ينتظرها وقالت تساله – هل هكذا ترهق صديقاتك ؟
- ليس لدي صديقات كثيرات ولم يحدث ان أرهقت واحدة منهن حسب تعبيرك .
فقالت منهكة – إذن فتصرفاتك معي جديدة عليك .
أجاب وهو يفكر في ما تبعثه فيه من مشاعر – نعم هذا صحيح . وسكت برهة ثم قال يسألها – لماذا تشعرين بكل هذا الخوف من مشاعرك يا اليسون ؟
- أنا لست خائفة من مشاعري .
- بل انت خائفة .
- ولكنك تثير حنقي . لماذا عليها ان تشرح له كل شيء اليس باستطاعته ان يقرا بين السطور فيتوقف عن إغاظتها بهذا الشكل .
- اسمع ليست لي الحرية في ان اشعر كبقية النساء... ذلك ان علي نذرا .
كان يعلم انه اذا سكت ألان فلن تعود الى الحديث مطلقا .بعد ذلك – الا يمكن تغيير هذا النذر ؟
- حسنا لا أظنني استطيع الخلاص من هذا النذر .
فحملق فيها – لماذا لا ؟
ما كان لها ان تعترف بذلك . ذلك انه لم يكن يعلم بذلك احد وتمنت لو كانت قطعت لسانها قبل ان تقول ذلك .
حاول ان يجد تعليلا لما سمع فلم يستطع ما الذي كانت متلهفة اليه ما جعلها تأخذ على نفسها نذرا كهذا بدلا من ان تعتمد على طاقتها ؟ هذه ليست شخصيتها التي يعرفها . وعاد يسألها – وما هذا النذر ؟
لم تجد سوى ان تكمل اعترافاتها الى النهاية ما دامت وصلت الى هذا الحد ... فأجابت – نذرت إنني اذا بقى والدي على قيد الحياة فسابقي الى جانبه واعمل في الشركة وأكرس حياتي لأبي ...
تلاشى صوتها وساعات العذاب الطويلة في ممر المستشفى دون ان تعلم ان كان والدها سيعيش أم يموت تعود إليها وارتجفت .شعرت بغصة في حلقها وهي تحدق أمامها تذكرت حادث الاصطدام . السيارة التي اندفعت صوبهما . ما مكان ما الاصطدام بسيارتهما ... صرخة أبيها وشعرت بالدموع في عينيها وهي تقول – كان الذنب ذنبي على كل حال .
- أوقفي السيارة .
أعادها صوته أمرا واضحا الى وعيها .
- ماذا ؟
- قلت أوقفي السيارة ووضع يده على عجلة القيادة . مؤكدا كلماته . ان حالتك لا تسمح لك بالقيادة والحديث قي نفس الوقت خصوصا عن موضوع كهذا .
ماذا يظنها لكي يأمرها بما عليها ان تفعله ؟ قالت – سأسكت أذن لا ادري ما الذي حدث لي ...
فقال – يل انت بحاجة الى أخراج بقية هذا يمكنك ان تصفي السيارة هنا .
فعاد طبعها – ومن انت لكي تخبرني بما أنا بحاجة اليه ؟
وضع يده بلطف على يدها التي تقود عجلة القيادة يحولها الى اليمين وهو يقول – شخص يهمه أمرك .
أخذت تقاومه وتعدل عجلة القيادة قائلة – آه اهكذا ؟
لم يحاول ان يحرك العجلة مرة أخرى ولكنه قال – نعم ماذا ؟
اغرورقت عيناها بالدموع تبا له انها ستنهزم ألان في اي وقت أخذت تشتمه لذلك وهي تحول السيارة الى جانب الطريق بينما تحاول جاهدة ان تمنع الدموع من التدفق – لا أريد ان يهتم بي احد .
تبا لعدم رغبتك بذلك . كان يريد ان يكون صديقها بقدر ما يرغب في ان يكون حبيبها وتابع يقول – كل شخص يحتاج الى الآخرين فالعزلة تشوه نظرتك الى الأشياء انك بحاجة الى الإفضاء لشخص يهمه أمرك مثلي أنا وألان حدثيني وألا سنبقى هنا طوال النهار والليل أيضا اذا احتاج الأمر وجذب بيده الأخرى مفاتيح السيارة من مكانها وأطبق عليها أصابعه .
ابتعدت عنه قدر أمكانها وهي تقول – لا يمكنك ان تحتجزني في هذه السيارة ان علينا عملا يجب انجازه .
تنهد متسلحا بالصبر وهو يقول – لا اهتم حاليا بآي شيء عداك وماذا كنت لم تلاحظي فانا اكبر حجما منك بكثير .شبكت اليسون يديها في حجرها وأخذت تحدق أمامها الى حركة السير ما ان أخذا هو يظن انها ستلوذ بالصمت اذا بها تبدأ الحديث بصوت جامد لا حس فيه .
لقد كانت تعرفه جيدا وتعرف ما هو عليه من إصرار. وانه سيبقيها هنا كما قال.
- كنت في الخامسة من عمري عندما ماتت أمي .ان أبي لا يتحدث عنها مطلقا وهذا ما لا استطيع فهمه أبدا ان يكون له زوجة ثم لا يأتي على ذكرها على الإطلاق وكأنها لم تكن موجودة وسكتت لحظة أخذت تمر فيها بأصابعها على عجلة القيادة – كانت ذات يوم تملا حياتي . تمسك بيدي تجعل الأشياء رائعة الجمال ... وفي اليوم التالي اذا هي في المستشفى .
أغمضت اليسون عينيها ولكن دموعها سالت من بين أهدابها لقد بقيت طوال تلك السنوات يغمرها الحزن لذلك الشباب الذي انقصف . ولخسارتها هي – ثم اذا بها تغيب عن حياتي لقد ماتت بسبب اشتراكات حدثت لها اثر التهاب رئوي وبعدها عشت وحيدة باستثناء خدم المنزل .
- أما أبي فكان دائم الانشغال والغياب عن المنزل . . حاولت اليسون وهي تقول ذلك ان لا تبدي انتقادها لذلك ولكن الألم كان يتجلى في صوتها – وهكذا فكرت في أنني اذا اجتهدت في دروسي واشتغلت معه في الشركة فقد ينتبه إلي ويتحدث معي .
رأى انجلو ابتسامة حزينة فوق شفتيها فشعر بالكراهية لذلك الرجل الذي سبب لها مثل هذا الحزن هذا بينما كانت هي تتابع قائلة – لم يكن يتحدث إلي قط كلمات قليلة فقط هنا وهناك هي عادة انتقاديه . وأخيرا قررت ان هذا يكفي وان علي ان انفرد بحياتي وجدت وظيفة في شركة في نيفادا وقبل رحيلي بيوم واحد كان أبي قد تأخر للالتحاق باجتماع له .
اخذ صوتها بالانخفاض وهي تتذكر – لم أكن قد وجدت فرصة اخبره فيها بأنني سأسافر فقد كان مشغولا عن الاستماع إلي كان سائقه مريضا وهكذا تطوعت لتوصيله مفكرة في ان بإمكاني ان اخبره أثناء الطريق وانهي الأمر .
جذبت نفسا عميقا قبل ان تتابع قائلة – كان المطر ينهمر وفجأة اندفعت تلك السيارة نحونا حاولت الانحراف عن طريقها ولكن لم يكن هناك مكان يسمح لي بذلك .
كانت دموعها تنهمر ألان فلم تعبا بمسحها – مكث أبي غائبا عن الوعي مدة أسبوعين وعندما استعاد أخيرا وعيه كان قد أصبح مشلولا .
نظرت الى انجلو وقد تألقت عيناها بالدموع – هذا الرجل القوي الملئ بالحيوية والذي اعتاد الاندفاع من مكان لأخر تاركا طابعه على الحياة قد أصبح مشلولا وأنا من فعل ذلك به . كانت ما تزال تسمع صوته في أذنيها يتهمها .
اخرج انجلو منديله من جيبه واخذ يمسح به دموعها ما هذا الذي تفكر فيه ؟
- اليسون لا ذنب لك فيما حدث .
لكنها هزت رأسها بعناد – لو لم أكن متوترة بذلك الشكل ... لو لم أكن أحاول ان أجد الطريقة الفضلى لأخباره بأنني راحلة بينما ربما كنت أرجو سرا ان يطلب مني البقاء لولا كل ذلك ربما ما كان حدث ما حدث .
كانت قلبت ذلك الأمر في ذهنها مئات المرات لتخرج دائما بنفس النتيجة وهي انها المسؤولة عما حدث .
امسك بكتفيها يهزها محاولا ان يجعلها تهدا وهو يقول – مهما كان أمرك فتلك السيارة كانت ستندفع وتصدمكما . كرت بيدها على وجهها ما هذا الذي تفعله بجلوسها هنا تبكي ؟ لو كنت منتبهة كما يجب . أرايتها قادمة فتجنبت الحادث .
وضع منديله في جيبه وهو يقول – ربما كان ذلك وربما لم يكن فهناك ألف شيء مختلف يوضع في الحسبان ووضع مفاتيح السيارة في يدها ثم ضغط عليها مشجعا ما جعلها تشعر بالمساندة بالحنان . بالقوة – كان بإمكان أبيك ان يلغي الذهاب الى ذلك الاجتماع او ان يأخذ سيارة أجرة لا يمكنك السيطرة على كل شيء يا اليسون فالأمور تحدث في هذا العالم دون خطا منا لا يمكنك ان تستمري في لوم نفسك لهدا الحادث بقية حياتك كلها .
قالت وهي تضع المفتاح في مكانه – ربما ما تقوله صحيح ولكن بإمكاني ان أصلح الآمر بالنسبة اليه .
أدرك ما تعنيه بذلك فقال – كيف ؟ بتضحيتك بنفسك ؟ لا أظنه يريد ذلك منك.
بانت على شفتيها شبه بسمة خالي من البهجة – انك لا تعرف أبي انه يتذكر كل شيء ولا يسمح بشيء .
فاوما يوافقها على ذلك فكرر قوله – قدميني اليه فانا أحب ان أتعرف عليه كان يريد ان يعرف نوع هذا الرجل الذي يكبل ابنته بشعور الذنب بهذا الشكل .
هزت رأسها بحزم ثم أدارت المحرك ووقفت تنتظر مفتاح حركة السير وهي تقول – لا أظنها فكرة حسنة . – لما لا . الا يهتم بالأشخاص الذين يدخلون حياتك ؟ فأجابت – انه لا يهتم بي أنا فلماذا يهتم بالناس الذين يدخلون حياتي ؟ سكتت وقد أدركت ما كانت تقول – هذا الى انك لم تدخل حياتي .
- آه . بل دخلت .
شعرت به يبتسم دون ان تنظر اليه .
- اسمع يا انجلو ليس من الصواب لك او لي ان نبدأ شيئا فانا لست حرة بمشاعري بعد ان ...
- ذلك الالتزام ؟ نعم اعلم هذا فقد تحدثنا ألان عن كل ذلك . كان صبره لا ينفد ولكنها جعلته كذلك ذلك انه لم يعرف أنسانا قط بمثل عنادها هذا وتابع يقول – وماذا عن التزامك نحو نفسك ؟
- فهزت كتفيها – أنني مهندسة ومقاولة عامة فانا أقوم بالعمل الذي أحبه .
- ولكن ماذا عندما يتلاشى ضوء النهار ؟
أجابت بعناد – اذهب للنوم .
- أذن فقد حان الوقت لكي تستيقظي يا اليسون استيقظي للأشياء التي تعدها الحياة لك .
فألقت عليه نظرة جانبية ذات معنى .
- هل تعني نفسك ؟
- انها البداية .
كانت خائفة . خائفة من تقديم مودتها خائفة من المجازفة في السير على ذلك الممر المتخلخل فإذا كان والدها لا يستطيع ان يحبها فكيف يحبها شخص أخر ؟ لكن الأمر كان وكأن ليس أمامها خيار أخر . ان عليها ان تسير على هذا الممر ولو خطوة على الأقل ... خطوة واحدة . وألا فستندم الى الأبد .
- لا باس بعد هذه الزيارة الى ملير سأتناول العشاء معك .
اه ... ما الذي تراها فعلت ؟ ولكن هذا كل شيء عشاء فقط هل فهمت ؟
فقال وهو يومئ نحو عجلة القيادة – فهمت وألان هل تريدينني ان استلم قيادة السيارة أم ان بإمكانك متابعة ذلك ؟
شعرت بالارتباك لما كان تملكها من ضعف .حين سمحت لمشاعرها بان تهزمها وان تدعه يراها بهذا الشكل فقالت – ولكنني أقود فعلا اليس كذلك ؟
- نعم هذه صحيح .
شعرت بحدثها في قولها ذاك فهو لم يكن يستحق ذلك خصوصا بعدما رأت من عطفه فقالت بلهجة رقيقة – انجلو .
- نعم ؟ ..
- شكرا لك .
لم يكن عليها ان تقول أكثر من ذلك فقال وهو يستند الى الخلف – لا باس فلنتحدث في موضوع بهيج .
ضحكت وهي تهز رأسها . يا له من رجل .
كانت الزيارة الى مقر شركة ميلر و جونز قصيرة فقد كان هارلي ملير يحضر
اجتماعا . حسب ادعاء سكرتيرته عندما دخل انجلو و اليسون حاولت تلك المرأة المخيفة ان تقطع عليهما الطريق ولكن انجلو أزاحها جانبا بسهولة ليس بقوته الجسدية ولكن بظرفه وتملكت الحيرة اليسون صحيح انه ليس أكثر من رأت من الرجال وسامة ولكن الجاذبية في شخصيته لم تكن عادية .
كما انه كان قد بتدا يدخل قلبها لرقته أكثر مما هو لجاذبيته الكبيرة .
بعد ان هدأ انجلو سكرتيرة ميلر الى حد يكفي لكي يجعلها تعود الى مكانها خلف المكتب التفت الى اليسون وأشار نحو الباب غامزا بعينه وعندما دخلا الغرفة رفع هارلي بصره مجفلا ومنزعجا لهذه المقاطعة وسألهما – ما الذي تفعلانه هنا أنني في اجتماع .
قالت اليسون بحلاوة وهي تزيح بمرفقها الرجل الذي كان جالسا أمامه – أننا لن نتأخر طويلا . ووضعت قطعة السلك الكهربائي أمامه على مائدة المفاوضات المصقولة وهي تقول – فسر لنا هذا فقط . فنغادر حالا .
نظر هارلي الى السلك ثم الى اليسون وهو يقول – هذا ؟
دفعتها الى أمام عينيه وهي تقول – انها دون المواصفات القانونية يا هارلي هذا اذا أزعجت نفسك بالنظر اليه .
اخرج منديله واخذ يمسح جبينه – اهو كذلك ؟
كانت تكره الغش أكثر من اي شيء أخر ما عدا .ربما نظرة أبيها وهو يقيم بها عملها .
- انها كذلك وأنت تعرف هذا لا أريدك ان تستعمل هذه فانا أريد النوع الذي اتفقنا عليه فإذا لم تستبدله غدا فنحن لن نلغي طلبنا هذا فقط ولكنني سأسرد قصتي عن احتيالك هذا وكيف أبدلت النوعية المطلوبة المرفقة بالطلب وبعد ذلك لن يكون بإمكانك ان تبيع من الأسلاك ما يكفي لإنارة كعكة عيد .
اخذ هارلي ينقل نظراته من وجه اليسون الى وجه انجلو فلم يجد مجالا فيهما لأي صفقة فقال – ستحصلين على أسلاكك المطلوبة .
لم يكن هذا كافيا بالنسبة الى انجلو فقد كان يعرف جيدا هذا الطراز من الرجال إذ رغم ان شركته كانت صغيرة فقد أمضى في دنيا الأعمال مع آبيه اكسر مما أمضت اليسون . فقال لهارلي باتزان – غدا الساعة التاسعة .
اوما هارلي برأسه – بالضبط . وأطلق ضحكة متوترة . ...
انتهى الفصل الثامن ؛؛؛؛؛؛؛



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 06:12 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 02:44 AM   #10

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاســـــع ؛؛؛؛
عندما عادا الى موقف السيارات أمام مكتب ميلر دار انجلو حول السيارة الى حيث صعد الى مقعد القيادة في سيارة اليسون .
نظرت اليه بحيرة – ما الذي تفعله ؟
- حسنا بما انك لا تعلمين الى أين نحن ذاهبان بينما أنا اعلم فعلي ان أتولى القيادة . وبسط يده يطلب المفتاح – الا اذا كنت طبعا حريصة على سيارتك فانا متفهم لذلك فهي رائعة الجمال .
فمدت يدها اليه بالمفاتيح .
أخد يجيل أنظاره في السيارة وهو يستقيم خلف عجلة القيادة وفكر في أخيه – ان شاد سيسر جدا اذا اخذ هذه السيارة في جولة قصيرة اذا لم يكن لديك مانع.
- ليس لدي مانع ثم أنني لست حريصة على سيارتي ان ما أنا حريصة عليه هو شخصي . ...
فرمقها بنظرة عاد بعدها ينظر الى الطريق – وهذا ما يجب عليك ولكن هناك ما يجب قوله بالنسبة لسماحك للرجل المناسب بمشاركتك فيه .
مدت يدها تتمسك بمقبض الباب تحفظ توازنها عندما اندفع بالسيارة حالما تغير لون أشارة السير – انك سريع جدا .
لم تكن تتحدث عن سرعة السيارة وكان هو يعلم ذلك – يمكنني الإبطاء . وخفف ضغط قدمه فتناقصت السرعة .
أدركت انه يسير متجها الى الناحية المضادة لناحية السوق فقد كانا ذاهبين جنوبا وليس شمالا فسألته – السنا عائدين الى حيث البناء ؟
فأجاب ضاحكا – كلا بل الى العشاء . هل تتذكرين ؟
عاد إليها شعور التشكك ذاك فقالت – حسنا ربما كنت قلت شيئا يقودك الى الاعتقاد ...
كان قد اعتاد على ذلك ألان خطوتان الى الأمام وخطوة الى الوراء ولكن هذا مازال معتبرا تقدما فقال – أنني اتدكر كل كلمة ذهبية قلتها .قلت انك ستهربين معي لتناول العشاء معا على شاطئ ويكيكي .
استقامت في جلستها – أنا لم اقل ذلك قلت فقط أنني سأتعشى بعد انتهاء المقابلة مع ميلر التفت إليها وعندما التقت عيناها بعينيه أدركت خطاها .
- إذن فقد تذكرت ؟
- ركز عينيك فقط على الطريق أرجوك .
ضحكت وهي تهز رأسها كانت معجبة به ما منعها من ان تستمر بالإنكار قائلة
بأنها كانت مخطئة .
عندما اتجهت بهما السيارة نحو شاطئ نيويورك نظرت الى سرعتها مازال لديها بقية عمل عليها ان تقوم به وكانت تريد ان تمر على مكتبها لتنجز بعض الأوراق قبل ان تذهب الى بيتها .
- انه لن ياخد وقتا طويلا اليس كذلك ؟ اعني العشاء .
كان قد انعطف بالسيارة الى بولي فار هاربر فنظرت الى ساعتها وما لبثت ان أدركت ان هذه هي المرة الثالثة التي افعل فيها ذلك .فقد كانت متوترة الأعصاب – أريد فقط ان القي نظرة أخرى على تصميم القبة فهنالك شيء فيه يقلقني . كلا اذا شاءت ان تكون صادقة تماما فالبقاء معه منفردين هكذا هو الذي يقلقها وليس القبة .
نظر انجلو الى ساعته وقال – لقد تجاوزت الخامسة .
- نعم اعلم ذلك وما دخل هذا في الأمر ؟
- الا تحبين قضاء وقت سار ؟
- ولكنني لا أتناول اجري في العمل على الساعة كما تعلم .
فضحك – لو كان ذلك لما استطاع احد ان يوفيك أجرك . وتغير ضوء إشارة السير فانطلق بالسيارة – الم يخبرك احد بها حتى ألان ؟
- يخبرني بماذا ؟ ...
- بان عقد الثمانينات قد انتهى لم يعد علينا ان نكون أبطالا فوق مستوى البشر فلا باس في ان نخرج للترفيه عن أنفسنا مرة كل حين .
- لا أريد ان ارفه عن نفسي يا مار ينو فهذا أنا وهكذا خلقت .
لم يهتم بكلامها فهو لم يسبق ان فعل ذلك من قبل ولن يفعله طبعا ألان خصوصا بعد ان كشفت له منذ قليل عن أعماقها فقال – آه كلا فهناك بالنسبة إليك أكثر من دعامات الفولاذ والأخشاب والمسامير يا اليسون كونراد .
لم تكن تريد ان تجادله فقد علمت مسبقا عبث ذلك فقالت – هذه بلاد حرة يمكنك فيها ان تعبر عن أفكارك كما تشاء ولكن بما انها بلاد حرة ليس علي ان استمع وهكذا أرجو ان تنزلني عند موقع البناء .
أجاب بهدوء – كلا .
فرددت غير مصدقة – كلا ؟
- كلا .
أخذت تحدق اليه لحظة قالت بعدها – انك تعلم ان الخطف ما زال مسالة يعاقب عليها القانون .
- لا اظن ان اخذ امراة لتشاهد فيلم ذهب مع الريح هي جريمة تؤدي الى السجن.
كان الان قد اقترب من المطعم الذي يقصده فقالت – ذهب مع الريح ؟
فاوما مجيبا وهو يركن السيارة على بعد قليل من المطعم – انه يعرض قريبا من هنا . الم تشاهديه قط ؟
- طبعا ... كانت مندفعة اليا للقول نعم ... ولكنها ما لبثت ان سكتت ما الداعي الى الكذب ؟
- الم تشاهديه ؟
كان يعلم جوابها قبل ان تقوله فتابع يقول – ربما انت الوحيدة في اميركا التي لم تشاهده . اوما راسه محاولا ان يتصور نوع الحياة التي عاشتها لا بد ان هذا التقشف هو الذي كؤن لديها هذه النظرة عن الحياة وعاد يسال – ما الذي كنت تفعلينه في طور نشاتك ؟
- كنت اجتهد في دروسي ثم كنت اقرا كثيرا . قالت ذلك بزهو .
- تصورها فتاة صغيرة شقراء في غرفة نوم فسيحة جميلة تجلس وحدها – لابد انك كنت تشعرين بالوحدة .
فتح لها باب السيارة فترجلت وهي تساله – ما الذي حدث للعشاء ؟
قال بابتسامة عريضة – فكرت في ان ناخذ عشائنا معنا ساورها شعور بالامان معه وان لا شيء يمكن ان يؤذيها ابدا ولكن هذا طبعا غير صحيح هذا الى انها كانت ما تزال تراه مجنونا فسالته – هل ستاكل في السينما ؟
قادها نحو مطعم صغير ذي باب احمر وهو يجيبها قائلا – وماذا في ذلك ؟
يا له من رجل لا يفكر في كل شيء – اولا هو شيء مربك يوسخ الايدي والملابس . ...
حالما فتح لها باب المطعم فاحت روائح الطعام الشهية حولها تذكرها بان ما كانت تناولته من غداء لا يعدو ثلاث قطع بسكويت بالشوكولاته وكان هو يقول لها – ان العلب الكرتونية التي توضع فيها الاطعمة حصينة ضد تسرب السوائل .
حمل انجلو كيس الاطعمة الى دار السينما حيث هربه الى الداخل بتغطيته بسترته وشعرت اليسون برغبة في الضحك لم تستطع مقاومتها تصورت نفسيهما اشبه بمراهقين يتسللان الى السينما بفاكهة ممنوعة . وكانت اللائحة الموجودة فوق شباك قاطع التذاكر تمنع منعا باتا احضار اي طعام او شراب.
لقد جعلها انجلو تشعر وكانها طفلة او هي طفله للحظة وامراة في اللحظة التالية .وكان في هذا ما يكفي من تشوش الذهن لاي انسان.
وجد مقعدين حيث كانت السينما شبه خالية وقال وهو يناولها منشفة ورقية – عندما كنت صبيا صغيرا كانت النقود لدينا قليلة .
في تلك الايام كانت السينما رخيصة ومع ذلك فقد كان نادرا ما نذهب اليها وقد اعتادت امي ان تاخذني اليها كلما بقى لديها مبلغ كاف .كانت عند ذاك تصنع زادا من الدجاج المقلي والخبز ثم نذخل فنجلس في الصف الاخير فنتفرج وناكل .
راى رغم العتمة ما ساد ملامحها من كابة لاحت على وجهها لحظة فسالها – ماذا حدث ؟
حاولت تركيز اهتمامها على الموسيقى الرائعة التي كانت تتجاوب في اجواء الدار وهي تقول – لا شيء .
ولكنه لم يشا ان يسكت – كلا هيا اخبريني . هل ذلك بسبب شيء قلته انا ؟
فابتسمت قائلة – نعم فقط اخذت اتساءل ما كنت ساشعر به لو كنت انا وامي نفعل الشيء نفسه .
فابتسم لها قائلا – كنت مثلي في ذلك الحين ما عدا انك كنت اقصر مني كثيرا اتريدين بيضة مسلوقة ؟
فكبحت دمعة كادت تسيل وتناولت منه الكيس الذي كان قدمه اليها .شاكرة انه لم يلح عليها بالاسئلة كان طيبا نحوها رغم زمالتهما الطويلة في العمل وساورها شعور بان الامور بينهما ستبقى بهذا الشكل وكان في شعورها هذا قدرا كبيرا من الراحة النفسية .
لم يكن لدى اليسون وقت مطلقا للسينما وذلك اثناء سنوات المراهقة فقد كانت حياتها تسير في نظام صارم دقيق تحت اشراف مربيات كان يختارهن لها والدها وعندما كبرت لم يشد اهتمامها السينما وما اشبه وذلك في الوقت الذي كان العمل وما تدين به لابيها يحتل تفكيرها وكيانها باجمعه . وها هي ذي الان تتوقع الملل والسام في التفرج على فيلم عمره خمسون عاما .
لكن الفيلم لم يلبث ان سحرها وشد اهتمامها قوة سكارليث ازهارا وشخصيتها ... تلك المراة التي شقت طريقها خلال الاحداث الغريبة ما اشبهها هي اليسون بسكارليث تلك المكافحة والمنتصرة بالطريقة الوحيدة التي تعرفها .
وعندما اضيئت الانوار اخيرا بقيت اليسون في مقعدها هادئة تماما ومازالت تمسك بالشواء كما لاحظ انجلو بشدة دون ان تمسه .
كان بقية الموجودين في دار السينما قد ابتداوا يخرجون ولكنها بقيت في مكانها وقد
استولى عليها التاثر العميق كان انجلو قد اخذ بالنهوض ولكنه عندما راها ما زالت جالسة عاد فجلس وهو يقول – كان فيلما رائعا اليس كذلك ؟
ادارت عينيها اليه فالتقت نظراتهما وعند ذلك راى دموعها وهي تساله – هل تحب هذا النوع من الافلام ؟ ...
لم يكن واثقا مما كانت تتوقع منه ان يجيب فلم يكن باستطاعته الا ان يكون صادقا فيقول – نعم احبه .
نهضت وهي تتنهد يا لها من حمقاء اذ تتاثر لفيلم سينمائي بهذا الشكل البالغ ولكن هذا ما حدث لقد استعادت سكارليث كل شيء واكثر من ذلك ولكنه خسرت اهم شيء في الحياة وهو الحب وقالت له – ان نهاية الفيلم غير سعيدة . اهذا هو السبب اذن ؟
وشعر بارتياح وخرجا معا من الصالة وهو يقول – هذه حال بعض الاشياء اما بالنسبة الي فانا احب ان اضع نهاياتي بنفسي .
- وكيف بامكانك ان تعاود كتابة قصة هذا الفيلم .
- كان هذا سهلا بالنسبة اليه فقد سبق ان قام بذلك منذ راى الفيلم اول مرة فقال وهو ياخذ مكانه في السيارة بجانبها – حسنا كان علي سكارليث ان تمضي بعض الوقت في منزلها بالندم واصلاح سلوكها لكي تعود بعد ذلك للبحث عن رايت ثم تسمع طرقا على الباب ففتحته واذا بها ترى رايت يتلر حبيبها .
وسر اذ راها تستمع اليه باهتمام فقال وقد غير صوته متخيلا شخصية سكارليث – اه رايت ... ها قد عدت الي ثم ان رايت ...
وسكت انجلو اذ تصاعدت قهقهة اليسون فقال يلومها متصنعا الاستياء – ما هذا ؟ ان الضحك ممنوع هنا فالموقف جاد .
رفعت اليسون يدها – انتظر اعدك بان لا ... وعادت الى الضحك وبجهد بالغ تمالكت نفسها فقد بدا مضحكا جدا بدور سكارليث وظريفا للغاية .
قال بصبر – هل انت مستعدة ؟
فاجابت محاولة التظاهر بالعبوس – مستعدة .
- لقد قال لها رايت وقد تالقت عيناه حبا بصراحة يا عزيزتي لا يهمني احد .
- كان من المفروض ان تكون هذه كلمات رايت فقد كان كل ما يريده انجلو هو ان يعطي اليسون نهاية سعيدة للفيلم . ولكن بعد تفوه بتلك الكلمات ادرك انه وان كان يقلد صوت
الممثل كلارك غايبل الا انه كان يبوح لها بما في قلبه هو. قال لها بصوته الطبيعي – ها رايت ؟ انني احب النهايات السعيدة .
دوما كانت اليسون فتاة مغلقة تكثم كل شيء وكل شعور وكل فكر في اعماقها فما لا يعلمه الناس عنها لن يستطيعوا استعماله ضدها .
وما دامت لا تدع اباها يعلم بانا تتالم فلن يكون بامكانه ان يعلم بانه سبب لها الالم انما الان قد انتهى كل ذلك . لن يكون هناك مخبا في داخلها تلجا اليه بمشاعرها والالمها فقد دمره بعد ان حرك مشاعرها فادركت انها تريده ... تحبه .
لكنها حتى وهي تشعر نحوه بكل ذلك الشوق كان الياس يتملكها .
تنحنحت شاعرة بالتوثر ثم قالت – لقد تاخرنا علي ان اعود الان .
لكنه لم يكن يريد لهذا اليوم ان ينتهي فقال – اليس هناك مكان اخر نذهب اليه هذه الليلة ؟ هل نذهب لنتناول الايس كريم ؟ او ...
فقاطعته – كلا لقد اخذتني الى ما يكفي من امكنة في يوم واحد سكتت وهي تنظر في عينيه – انجلو ؟
- نعم . ...
- لقد امضيت وقتا طيبا هذه الليلة .
- نعم وانا كذلك . اذن فلن ترفعي علي دعوى بالخطف ؟
- ليس هذه المرة .قالت ذلك ضاحكة .لقد كانت تشعر وهي بجانبه بالمرح والخفة والحرية كما لم تشعر به منذ وقت طويل ولكن المساء قد انتهى واستدارت تصعد الى مقعد القيادة في سيارتها وهي تقول – ساخذك الى حيث سيارتك . رفعت عينيها اليه وقد تملكتها الدهشة اذ راته يمسك بيدها يمنعها من قيادة السيارة .اتراه يريد ان ياخذها الى مكان اخر ؟
كان يشعر وكانه يريد ان يسبح في عينيها هاتين وهي ترفعهما اليه ربما ستسنح له الفرصة لذلك في وقت اخر وقال لها – بل افضل ان اوصلك انا الى بيتك .
لم يكن كلامه عقلانيا – ولكن سيارتك في الموقف فهز كتفيه دون اهتمام – يمكنني ان استاجر سيارة قرب منزلك فانا اريد ان ارى بيتك وهذا هو الطريق الصواب للقيام بالامور .
فكرت في والدها انه سيكون في المنزل الان وهي لا تريد ان تفسد الامور فقد كان هذا المساء رائعا – لم اكن ادرك انك كنت تسلك الطريق الصواب للقيام بالامور . فضحك قائلا – ان هنالك الكثير من الامور التي تتعلق بي لا تعرفينها.
فقالت – انك تعني تلك الامور التي يجب على ان اولادك ان تعرفها اليس كذلك؟
- ها انك فهمت الموضوع الان .
تملكها شعور دافئ لسماعها كلماته هذه ولكنها لم تشا ان تسمح لنفسها بتصديقها وبان المستقبل سيكون مختلفا عن ماضيها فقالت – انجلو ان هذا موضوع غاية في الاهمية . كيف يجعلها تصدق ؟
- هل انت واثق من انك لا تريدني ان اوصلك الى سيارتك ؟ . – كل الثقة .
- فالقت اليه بالمفاتيح على سطح السيارة مذعنة قد لا يطلب منها ان تذخله المنزل على كل حال –يبدو اننا سنواجه كثيرا من المتاعب .
قال وهو يصعد الى السيارة – ليس لدي ما اقوم به هذه الليلة هذا الى انني اريد التعرف الى والدك .
تلاشت الابتسامة عن شفتيها وهي تصعد الى جانبه كانت ترجو ان يقنع بتوصيلها فقط الى عتبة بيتها ثم ينتظر بينما تطلب له سيارة اجرة وقطبت جبينها وهي تفكر في تلك المقابلة – لا اظن ...
ادرك مت ستقوله فقاطعها بقوله – فقط بصفتي مقاولا .
لم تشا ان يتعرض انجلو لتدقيق والدها الجامد فقالت – ان ابي ليس حسن التصرف مع الناس يا انجلو .
- لقد ادركت ذلك مسبقا . ...
شعرت بجفاف في فمها وهي تتصور الاثنين معا في غرفة واحدة وتملكها احساس وقائي قوي وشعرت بالدهشة لمشاعر كهذه تمتلكها نحو انجلو – انها ليست فكرة حسنة .
لاحظ القلق في صوتها فتساءل عما اذا كانت تظنه يضرب اباها فقال – لماذا لا تدعينني احكم على الامور يا اليسون .؟
فاعتدلت في جلستها محاولة ان تواجه الوضع بهدوء – لا باس ولكن لا تقل انني لم احذرك .
ابتسم وهو يسلك الطريق المؤدي الى بيتها فقد كان اخرج العنوان من دليل الهاتف بعد معرفته باسمها – سيدتي لم تكوني تفعلين سوى اصدار التحذيرات الي منذ مقابلتنا الاولى ولم استمع الي أي منها بعد .
- كلا انك لم تفعل ذلك لقد وافقته على ذلك ولم يصحب اعلانها هذا نفس الانزعاج الذي كانت تظن في البداية انها ستشعر به .
وفي الواقع لم يصحب ذلك أي ازعاج.
كانت عينا مايلز كونراد صغيرتين ثاقبتين بالنسبة لجسمه الكبير .
كانت زرقاوين باردتين حذق الى انجلو من خلال نظارتيه السميكتين وقد بدا ان استياءه الواضح لاقتحام هذا الرجل الذي امامه لعزلته بدا وكانه يلهب عدستيه هاتين .
استدار بكرسيه يواجه اليسون سادا بذلك طريق الدخول الى انجلو بشكل جزئي – اراك احضرت الى البيت عامل بناء ؟
شعر انجلو بوضوح ان لويس الرابع عشر كان سيقول لابنته نفس الكلمات وبنفس اللهجة مبدلا كلمة فلاح بكلمة عامل بناء ادركت انها اخطات وتمنت لو كانت اصرت على بقاء انجلو في الخارج ولكنها اصبحت الان في قلب الموضوع وبالتالي عليها ان تتابعه الى النهاية – ابي هذا انجلو مار ينو انه وشقيقه يقومان ببناء القسم الثاني من الملحق معنا .
تجاهل كونراد كليا يد انجلو الممدودة اليه وساله – هل هناك امور تجري بشكل غير سليم يا مار ينو ؟
اجاب انجلو وقد ارخى يده الى جانبه – كلا .
راى ان بامكان هذا الرجل ان يجمد بحيرة وذلك في وسط الصيف وانقبض قلبه وهو يتصور اليسون تنشا في هذا البيت وتابع يقول – لقد اردت فقط ان اتعرف اليك .
فازداد عبوس مايلز وهو يستقيم في كرسيه – هل جئت لتكون رايا عن المنافس ؟
وضع انجلو ابهاميه في حزامه وقد بدا عليه منتهى الارتياح في نظر اليسون فهي لم تنتبه الى ومضة الانزعاج التي بدت في عينيه وهو يقول – لم اكن افكر بك بصفتك منافسا يا سيدي . ...
فشخر مايلز ساخرا وعاد الى قراءة صحيفته وهو يقول – حسنا على الاقل لديك من الذكاء ما يجعلك تدرك ان تجهيزاتك لم تذخل في تحالفنا .
... بعد
رفع مايلز راسه بعنف واشتدت اصابعه على الصحيفة – ما معنى هذا ؟
لم تر اليسون أي فائدة في هذا فقالت – انجلو ووضعت يدها على ذراعه تستعجله – اظن عليك ان تذهب الان فقد استدعيت ادنا سيارة اجرة لك . وهي ستكون هنا في اية لحظة فلماذا لا ... ولكن انجلو لم يتزحزح رغم انه كان دوما سهل القياد ولكن هذا لا يعني ان يسمح للاخرين بان يطردوه او ينتصروا عليه فقال مكررا قوله –
لقد قلت ما معناه ( لم يحدث بعد ) واظن ان عملنا في ملحق السوق هذا ليس سوى لوح القفز الذي تحتاجه شركتنا لكي تذخل الى التحالف معك .
القى مايلز الصحيفة من يده – كيف تجرؤ ؟ ان عدم تمكنها من الفوز بالعطاء وحدها ...واشار بيده باستخفاف نحو اليسون وذخولك على اكتافنا لا يجعلك كفوءا .
لو كان لوح بعلم احمر امام ثور لما كانت ردة فعل الحيوان ازاء هذا لكثر عنفا كان على انجلو ان يكبح شتيمة غضب يا للعجوز الاحمق فهو بجملة واحدة استطاع ان يهين مار ينو وماكليلان واليسون جميعا فاقدا بذلك مودتهم .
يا له من جحيم هذا البيت الذي نشات فيه اليسون .
استطاع انجلو ان يحتفظ بصوته هادئا وهو يقول – ان شركة مار ينو وماكليلان لا تصعد على اكتاف احد يا سيد كونراد فعملنا يتحدث عن نفسه . واستدار نحو اليسون – ساراك غدا يا اليسون .
لم يتضمن صوته أي اشارة الى انه يريدها ان تتبعه فاخدت تنظر اليه وهو يخرج وقد تملكها غضب وياس بالغان .
واعادها الى وعيها صوت والدها – ما الذي قصدته باحضارك رجلا كهذا الى بيتي .
لشد ما تكره الطريقة التي يفرق فيها بين الناس وقالت له – انه منزلي انا ايضا يا ابي كما انك لا تعرف شيئا عن هذا الرجل .
فقال لها مزمجرا – يجب ان يكون كلامك مهدبا حين تتحدثين الي .
جعلها الغضب تقول بجمود – ارجو المعذرة يا ابي . شعرت فجاة بعدم الرغبة في ان اكون مهذبة هذه الليلة واستدارت خارجة من الغرفة بسرعة متجاهلة الكلمات التي صاح بها في اثرها ... ...
انتهى الفصل التاسع ؛؛؛؛؛



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 06:14 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:56 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.