آخر 10 مشاركات
انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          436 - سراب - كارول مارينيللي ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          1-لمن يسهر القمر؟-آن هامبسون -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          لآلىء الغيرة " قصة قصيرة " للقاصة أروع إحساس.. كاملة** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين..المفتش تيك (الكاتـب : بلا عنوان - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-17, 02:17 AM   #11

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل العاشر
يبدو ان الرياح والامطار قد تواعدت مع عطلة عيد القوات المسلحة , كان مارك يتأمل من مكتبه بنظرة كئيبة اهتزاز الاوراق الميتة على
خضرة الحديقة , شعر بعمق كآبة هذا المنظر الريفي وقت الخريف.
بعد ان ان فحص ملفاته, استمع الى الموسيقى متأملاً لوحة ليونارد دافنشي , محاولاً إقناع نفسه بأنه في قمة السعادة , هاهو الآن في
هذا المنزل الكبير الفارغ يواجه الوحدة.
لم يقابلها حتى هذا اليوم , لقد سمعهم يتحدثون عنها , لكنه كثيراً ماكان يردد انه يتمنى الحصول ولو لمرة في حياته على ثلاثة ايام
يكرسها لنفسه , حينئذ يتمكن من القيام بالعديد من الاشياء .
وهاهو بعد ثلاثة ايام وهو على انفراد مع هذه الوحدة التي طالما تمناها , ينتقل من حجرة الى حجرة في حال يرثى له.
اقشعر عندما سمع رنين الهاتف, قد تكون ستيفاني ؟ هل عادت ستيفاني قبل موعدها وهي التي تطلبه؟ إنه صوت مرح الذي سمعه من
الطرف الآخر للخط.
- تحية طيبة ياصاحبي ! لم اتوقع وجودك في المنزل , هل في إمكاني مقابلتك؟
- مستحيل ! جيل...
- نعم! انا في باريس لمدة ثمان وأربعين ساعة .
- تعال لأني في غاية الشوق لرؤيك.
- وأنا كذلك , سآخذ تاكسي واحضر.
-----------------------------------
انه أقدم زميل دراسة له في المرحلة الثانوية والـ سابليك, درسا معاً, ولم يفترقا إلا عندما سافر جيل الى الولايات المتحدة حيث قام ببداية
عمل لامع , وهو شاب لطيف , ذكي , ذو طابع هادئ يتمتع بروح الدعابة, لقد اتي هذا الصديق في حينه , في وقت مناسب , ولما كان
مارك مترقباً التاكسي, اسرع تحت المطر لكي يفتح , ثم اسرع الشابان الى المنزل حيث تعانقا بحرارة , إذ إن لهما ثلاث سنوات لم يلتقيا
خلاهما , ثم اخذ جيل يعطس بشدة.
- المعذرة , لقد اصبت بنوبة زكام حادة في هذا البلد.
- تعال معي الى المطبخ , سأحاول ان اعد لك مشروباً دافئاً مع قرصي أسبرين.
- انت مفردك ؟ آنا ليست موجودة؟
- لحسن الحظ! لقد سافرت مع زوجها عند اسرتها , إنهما من بوردو, ومن البديهي انها اعدت لي بعض الأطعمة الباردة قبل رحيلها.
وفي المطبخ بينما كانا يتناولان مشروباً ساخناً تبادلا سرد الاحداث التي مربها كل منهما منذ ان افترقا , فتكلم مارك عن مصنعه الجديد
في بورنريكو , الامر الذي سر له صديقه كثيراً وجيل وضح له المستقبل اللامع الذي ينتظره في الجانب الآخر من الاطلنطي.
- إنك تعمل هناك, ألديك مشروع ؟.
- نعم, خذا بالإضافة الى اجمل مغامرة صادفتني هناك, اعد لي كوباً آخر من هذا المشروب وانا سأحكي كل شيء بالتفصيل.
من شدة فضوله , اسرع مارك بإعداد المشروب لصديقه وصبه قبل ان يقول له:
- احكِ.
- اسمع ياصديقي , إني عاشق وسأتزوج خلال شهر.
توقف لحظة قبل ان يواصل:
- اجمل وأكثر الفتيات نضارة في نفس المسكن , إنها من تكساس واتت الى نيويورك لكي تعمل , كانت ترغب في الاستقلال, عندما قررنا
الارتباط اصطحبتني الى اسرتها , ولم تخبرني بأن والدها من اكبر اثريا تكساس, فهو يمتلك أراضي تمتد الى مسافات بعيدة وثروة هائلة ,
انه رجل خارق رزين, يرتدي طراز الـ كاوبوي ذي القبعة العريضة , جعل لنفسه إقامة في قصر على طراز الـ لوار وهو يكدس فيه منحوتات
ولوحات من كل القرون, هناك تشاهد لوحة لـ رجاس لـ بيكاسو , ايقونة روسية .. إلخ.. لديه عدد يكاد لايصدق!.
توقف لحظة عندما رأى ان مارك يبتسم دون ان يتكلم, وواصل :
- على أي حال لقد شاهدت مجموعات سواء من الاثاث او اللوحات الفنية في الولايات المتحدة , وكذلك في المتاحف اكثر من
تواجدها عند الافراد , وانت من تتردد على صالات البيع, لابد انك على علم بذلك! المشترون الاميريكيون دائماً هنا.. والآن معهم الأمر
على مايبدو..
- نعم , بالتأكيد , لكن ليس دائماً, اذ يحدث ان تظل لوحة ما جميلة نادرة في اوروبا, اذا كنت انتهيت من تناول مشروبك , اتبعني وتوقع
الحصول على صدمة , هنا ايضاً!.
ابتلع جيل ماتبقى من كأسه وتبع صديقه الذي فور دخوله الى مكتبه اضاء المصباح الذي ينير لوحة العذراء والطفل.
لم تكن الستائر قد فردت امام النوافذ , ولما كان الليل قد اقبل وكان الظلام يسود الحجرة , تألقت اللوحة بنور المصباح الموضوع تحتها
, ذهل جيل , عندما شاهد هذا العمل البارز النادر.
فإذا بـ مارك يسأله :
-مارأيك في وجود ذلك عندي؟
اقترب جيل في بساطة من اللوحة وهو مستمر في صمته, ثم تطلع اليها طويلاً قبل ان يلتفت الى صديقه الجالس بالحجرة المظلمة وقال
متردداً:
- إنها .. مقلدة. أليست كذلك؟
-------------------------------
هنا فزع مارك:
- انت مجنون ! أن الذي امامك إنتاج اصلي! تقليد عندي أنا؟
وقد تكدر , أضاء مارك المصابيح الاخرى وشد الستائر , بدا جيل مرتبكاً:
- آسف , لم تكن لي نية جرح شعورك , لكن...
ولماتردد في مواصلة حديثه , دفعه مارك الى ذلك بأسلوب جاف :
- لكن , لكن ماذا؟ ماذا تقصد؟
ثم اقترب جيل مرة اخرى من اللوحة ونظر اليها عن قرب.
- لقد رأيت مثلها بالضبط منذ فترة ليست بعيدة في الولايات المتحدة.
- واين إذن ؟ في إمكاني معرفة ذلك؟ من فضلك!.
- عند من سيكون حماي في المستقبل, صدقني لقد اشتراها منذ عام بمبلغ ضخم.
جلس مارك في مقعده المفضل و بإشارة عين لصديقه مقعداً آخر واشعل سيجارة في غضبه.
- لقد عمل حموك على تقليدها.
- هذا يدهشني ! لأنه عندما يشتري بمثل هذا المبلغ الخيالي, لابد انه يحصل على الضمانات الممكنة!
- من اين اشتراه؟ وممن؟
- في ايطاليا, عن طريق وسيط , لكن التفاصيل التي لدي قليلة , لقد تمت مفاوضات سرية والبائع يضمن كتمان والد خطيبتي.
حينئذ صمت مارك , عجز صديقه عن الكلام بعد مشاهدته لما اصبح عليه مارك من توتر واضح , وماكان من هذا الاخير في النهاية إلا انه
نهض وخرج , وبعد هذا الفحص الاخير , بدأ الشك يتسلل اليه بعد قليل عاد مارك ومعه زجاجة شراب وكوبان وقطع ثلج.
- بعد ان شاهدت لوحتك اصبحت عاجزاً عن التفكير.
- استرح, صب لنفسك كأساً وامنحني اكبر قدر من التفاصيل, أفي استطاعتك ذلك ؟ لأني تخيل , قد دفعت فيها انا ايضاً ثروة.
- كما ذكرت لك, ليست لدي تفاصيل كثيرة , إن الشخص الذي من تكساس يعرف منذ عام او عامين وسيطاً يدعى كونتيني...او بونتيني ,
متردد قليلاً في الاسم , كان قد سبق ان باع له لوحتين من المدرسة الفلورنتبة للقرن السابع عشر , واذا بهذا الشخص يأتي ويخبره بأن
أسرة عريقة إيطالية أفلست وترغب في بيع لوحة لـ ليونارد دافنشي , وكان الشرط الاساسي هو السرية التامة وعدم ذكر الاسم , اسم البائع
حتى لا يكشف لقبه , وكم كان سرور حمي عندما شعر بأنه سوف يقتني إنتاجاً لـ دافنشي , وكان يقول اصبحت مساوياً للمتاحف , وفي
الحال اخذ الطائرة الى ايطاليا ومعه خبير متاحف نيويورك .
هذا بالإضافة الى ان هذه اللوحة معروفة في الوسط الفني كله , وتمت العملية واللوحة انتقلت الى الولايات المتحدة , هذا كل ماأعرفه.
تقلصت يدا مارك على مساند مقعده, ألح:
- وكيف , او اي حال , كانت هذه الأسرة؟
- اخبرتك بأني لا أعلم شيئاً ! غاية مافي الأمر لقد تأثر لأنها أسرة تدهور بها الحال, لم يحدثني إلا عن الزوجة التي بدت له مؤثرة جداً,
قال لي إنها مازالت شابة تلبس السواد , تتكلم قليلاً , هادئة, لكنه لم يحدثني عن بقية افراد الأسرة ...
- وهل للأسرة بقية ؟ وهل كان هناك شخص آخر من افرادها؟
- نعم اعتقد.
فكر مارك في ان هذا الوصف لا يتفق مع الكونتيسة ماركتيني , لكن اذا قصدت السيدة الاحتيال , ففي وسعها العمل على تغيير مظهرها .
هكذا حدث نفسه .
- واين كانت تسكن الأسرة؟
- في فينيسيا.
--------------------------------
ساد صمت ثقيل لا يقطعه سوى حفيف اغصان الاشجار التي يحركها الريح , قطع مارك هذا الصمت بإسقاط قطع من الثلج في كوبه, ثم
صب المشروب فيه وضغط عليه بشدة الى ان اصبحت اصابعه بيضاء , ومن شدة قلقه خشى جيل من ان يكسر الكوب.
وفي صباح اليوم التالي وكان الثلاثاء , كان مارك يرن جرس باب الكونتيسة, كانت الساعة العاشرة , فتحت له كترين العاملة بالمنزل . وكم
كانت دهشتها لرؤيته! ازدادت هذه الدهشة عندما طلب منها ان تخبر الكونتيسة بأنه يرغب في التحدث معها للأهمية , سألته وهي تسمح
له بالدخول الى الصالون:
- هل انت على موعد معها ياسيدي؟
- لا, لكن لابد ان يكون لي لقاء معها.
- آه ياسيدي إن السيدة بالحمام وأشك في أنها..
قاطعها:
- اخبريها بأني سوف انتظرها مهما طال الوقت, واني لن اغادر هذا المنزل دون ان آراها.
بعد لحظة قضاها في التفكير اضاف :
- وضحي لها انه بشأن ما اشتريته.
خرجت السيدة , وعندما عادت كان مارك , يذهب ويجيء في الغرفة بخطوات عصبية.
- سيدتي تخبرك بأنه إذا كان لديك صبر لذلك , فعليك بالانتظار. لقد فوجئت لأنها سألتني إذا كان التليفون غير معطل.
- لم أتصل هاتفياً, في إمكانك ان تخبريها بذلك, من جانب آخر, هل تعلمين في أي ساعة سوف تعود الآنسة ستيفاني من مارسيليا؟
- سوف نتساءل عن ذلك ياسيدي بعد أخبار هذا الصباح الجديدة .
- أي اخبار ؟
- ألم تسمع النشرة؟
- لا.
- هناك إضراب على الخطوط الداخلية , بعض الرحلات سوف تتم وغيرها لا , بأي حال هناك ارتباك.
ودون ان ينطق مارك بكلمة , جلس مارك في مقعد عميق , شبك ساقيه وبدا وكأنه لن يتحرك طوال اليوم إذا لزم الأمر , ثم بمرور الوقت
تذكر نهاية السهرة مع جيل الذي كان قد حكى له قصة كسبه دون ذكر ستيفاني التي لم يشأ إدخالها في هذه القصة , إذ كان لا ينبغي ان
تتدخل ستيفاني الوديعة في امور هذه الكونتيسة , ومع كل , هو الذي الح في الحصول على اللوحة , إنها خدعة محبوكة قد دبرت لهذا
الامريكي التعيس.
كان لايزال يسمع صوت جيل يقول له : ياصاحبي وإن كان هذا يضايقني ان اعمل على إزعاجه سأتصل به بالتليفون, إنها السابعة مساء ,
أي ان هناك الساعة صباحاً , رائع سأطلبه.
وعندما اتصل جيل بالقاطن في تكساس شرح له قصة اللوحتين الاتين لـ دافنشي , انتفض مارك وكان قد امسك بالسماعة عندما سمع
محدثهما ينطق بأسم الخبير الأمريكي, فهو قطب عالمي في مهنته , اراد حمو جيل إلقاء ضوء على الأمر لكنه رفض ذكر اسم الباعة , ومع
ذلك ابدى استعداده لإرسال كل الأوراق الخاص بالجمرك .
قضى مارك ليلة صعبة , قلقة , اخذ خلالها يدير الموضوع على كل جوانيه , لكي يتحقق منه , وفي النهاية قرر انه لابد من مقابلة الكونتيسة
والحصول منها على تفسير لهذا الموقف.
ولما كان متعمقاً في مقعده, غارقاً في افكاره , لم يسمع الباب عندما فتح , وفجأة رآها امامه , في فستان منزلي ابيض , وشعرها الاسود
مسترسل على كتفيها.
------------------------
- صباح الخير ياسيد دي موجاندر , -ولما هم بالوقوف - ابق كما انت , يبدو انك ترغب في مقابلتي؟ وفي ساعة مبكرة هكذا , أمر
يدهشني , لاشك انه أمر مهم , ما الأمر؟
كانت رائعة في حركاتها وكلماتها , اتخذت لها مكاناً , عملت على ضم كلبها على ركبتيها في حركة رشيقة , ثم اخفضت رأسها أبدت
ابتسامة رقيقة وأعلنت:
- إني في الانتظار.
وكان مارك ينظر اليها , هل السيدة التي تجلس امامه ممثلة بارعة , ام سيدة صادقة , دهشة لمجيئه المبكر في ساعة تكرسها لزينتها .
لقد عجز عن إيجاد اسلوب للبدء في الكلام , فماكان منه إلا ان فضل ان يسرد في بساطة زيارة صديقه له والمكالمة التليفونية التي تلت
ذلك, وكانت أورور تصغي اليه وذقنها مستند الى يدها , مرفقها على مسند المقعد , ورأسها مائل كماهو, لكن شفتيها الآن ابدت حركة
اشمئزاز , وعندما انتهى مارك من سرد هذا الامر نهضت ببطء واتجهت نحو الباب.
- اسمح لي وانتظر لحظة قصيرة هذه المرة ياسيدي, الوقت اللازم لإحضار الدفتر الخاص بي للشيكات , من المفهوم اني لا اعرف لا
هذا الخبير الايطالي ولا صديقك الأمريكي, واذا كانت هذه نسخة مقلدة للوحة العذراء والطفل , تجوب العالم , لا استطيع معرفة شيء
عن ذلك , الآن ماعليك إلا اعادة اللوحة مقابل الشيك , لأني لست قادرة على مقاومة شكك في نزاهتي.
ولما تظاهرت بالخروج , احتجزها.
- ارجوك ياسيدتي , عودي واجلسي ولنتكلم في هدوء كأصدقاء , يجب إلقاء الضوء على هذه القصة الغامضة , وللبدء في ذلك, علينا
باستدعاء خبير , وأنا اعرف تاجراً خبيراً في اللوحات القديمة , شارع أوتوريه , وهو من افضل الخبراء الفرنسيين , ثم إني في انتظار خبير
التأمين الخاص بي, لقد تسرعت بل تهورت عندما تأخرت في استدعائه قبل عطلة نهاية الاسبوع إذ كان المسؤول قد رحل , ولم يكن
هناك احد بالمكاتب.
امام صمتها واصل:
- لكن كيف تمكن احد المزيفين , وللأسف يوجد منهم عديدون , من تقليد لوحتك؟
- ليست لدي اي فكرة , ربما عندما كانت في بنك التسليف ؟
لكنها كانت في صندوق مغلف , من الممكن احتمال التواطؤ في هذه الأماكن , اترك لك ياسيد دي موجاندر حق التصرف في كل
شيء, المعذرة - رفعت يدها الى جبينها - أشعر بالتعب , لقد ارتبكت , عندما افكر في ان صغيرتي ستيفاني ستصل والسعادة تغمرها لفكرة
انها ستقضي سهرتها عند ماكسيم , هذا المكان الذي كثيراً ماتناولت فيه العشاء مع زوجي.
هكذا اضافت وفي صوتها حنين للوطن.
مرة اخرى, اصبحت أورورا السيدة التائهة , الفزعة تماماً كما في يوم البيع .
والآن وقد اقتنع مارك بأن الشخص الساكن تكساس وقع فريسة عصابة , امسك بيدها وقال:
- اهدئي , لاداعي لأن نزعج ستيفاني , لن نحكي لها إلا المضمون اللازم , هل في إمكان استخدام دليل التليفون .؟
اشارت له - بحركة ستراخية - الى اثاث موضوع عليه الهاتف , وفي الوقت الذي اخرج منه مارك مايرغبه , فتح باب الصالون , القت
أورورا نظرة من تحت اصابعها التي تسند جبينها المتألم او الذي كانت تبدي انه كذلك , وبعد ان حصل مارك على رقم , طلب الخبير
الذي يقصده , ردت عليه سيدة ذات صوت مرح:
- صباح الخير ياسيد دي موجاندر , آسفة جداً , لأنه لا يبدو لي انك لن تتمكن من مقابلته اليوم, لأنه في تيس حيث كان قد توجه في
مهمة , وهاهو قد احتجز بسبب الإضرابات , لقد اتصل بي منذ قليل .
-----------------------------------------------
وهو يأمل الحصول على قطار مساء اليوم, وبأي حال سيكون هنا غداً , سوف يتصل بك فور وصوله.
اخفض مارك سماعة الهاتف واحاط الكونتيسة علماً بمضمون المكالمة.
- ليس لدينا مانقوم بتنفيذه اليوم ياسيدتي , ليس في استطاعتنا إلا الانتظار الى الغد, والتذرع بالصبر وربأطة الجاش - هاكذا اضاف
عندما رآها في حالة فزع - والآن اتركك, وعندما تصل ستيفاني اطلبي منها ان تتصل بي في مكتبي , اتعشم انها تعود من اجل سهرة
هذه الللية , إن هذا الإضراب اربك كل خططنا, الى اللقاء ياسيدتي.
وعندما غادر المسكن , كانت أورورا قد وصلت الى اقصى حدود الثورة , وحينئذ دخل فيتوريو وابتسامته الساخرة بادية في زواية فمه
كعادته.
- وكنت ترغبين في ان أسافر , يجب ان تسري لتواجدي هنا..
- هل سمعت كل شيء؟
- نعم, لقد رأيت الباب عندما ابتعد هذا الشخص السخيف لكي يتصل بالخبير الذي يعرفه , إني اعرف هذا الشخص لأنه مشهور , انه
شخص واثق بنفسه , فهو كثراً مالا يحتاج الى اشعة إكس لفحص اللوحات , وكأنه يشتم المزيفة منها , مباركة هذه الموجة من الإضرابات
التي منحتنا ليلة كاملة للتصرف.
اخذ يتجول في الحجرة وهو يعض على ابهامه , وهي حركة مألوفة لديه عندما يفكر , وكانت أورور تنظر اليه , وقد عاودتها حالة الاستقرار
, كانت قد خشيت ماهو أسوأ , واخيراً توقف.
- هكذا ينبغي ان تتصرفي , اولاً اسحبي مبلغاً ضخماً من البنك , وحولي ماتبقى على حسابي في بنك إيطالي, اخرجي مجوهراتك من
خزانتك , المرحلة الثانية , اعملي على ملء العربة بأكبر عدد من الحقائب, ثالثاُ لا تتحركي من هنا بعد عودتك من البنك , تصرفي
بحيث الا تلمح الغبية الاخرى شيئاً إذا عادت قبل الليل , لا تحديثها عن رحيل مفاجئ, إذ قد تكون كفيلة باسراع بنقل المعلومة الى
صديقها , ضعي الحقائب في حجرتي , بحسب رأيي قد تأخذ القطار إن لم تجد طائرة, وبذلك تصل الى هنا نحو منتصف الليل على
الاكثر.
- هل ترغب في اصطحابها؟
- من البديهي!
- لكنها لن تقبل ذلك ابداً !
- بلى, سوف تقبل , لن يكون في وسعها التصرف بخلاف ذلك,
قال هذا وهو يضحك ساخراً ثم اضاف :
- وستكون لي هذه الجميلة الودعية التي كثيراً ماتحتقرني!
اقشعرت أورورا امام النظرة الهادئة التي تقست فجأة .. ثم متجها نحو الهاتف , اضاف:
- لحسن الحظ اني أعرف بعض الخبراء ذوي خبرة في باريس لكن في مجال بعيد عن الرسم..
------------------------------------



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 03:51 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-17, 02:20 AM   #12

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الحادي عشر
إن الرياح المطر تركا المجال لبرد قارس في هذه الفترة من العام , وكانت النساء هن اللاتي يبتهجن لهذا الفصل من السنة , إذ إن في
إمكانهن التدثر بفرائهن الفاخر , ربما من اجل مظهرهن اكثر من ان يكون من اجل راحتهن ودفئهن, كان جمهور غفير يتزاحم امام
السينما حيث كان فيلم جيلبير سيعرض للمرة الاولى , وكان رجال الشرطة يقومون بالخدمة والمتسكعون يتزاحمون حول النجوم
وشخصيات العرض وهو يدخلون الى الصالة الفاخرة المزدانة بالنباتات الخضراء والزهور.
كان مارك وستيفاني يسرعان الخطى , ولما كان قد وجد مكاناً بعيداً يركن فيه سيارته في شارع مجاور لـ الشانزليزيه , اصبح الطريق الذي
سيقطعانه طويلاً , امسك بذراعها , لكن بالرغم من جاكيت الفراء الطويل الذي كانت ترتديه , كانت تشعر بالبرد فضمها اليه.
------------------------------------------
تذكرت الفتاة حينئذ الثنائي الذي تتبعت خطواته على نفس هذا الشارع عند خروجها من بينالي كانت تحب مارك سراً في هذا المساء
وكانت تحلم بالتنزه هي ايضاً بالقرب من الشاب الذي لم تكف عن التفكير فيه , وهاهو حلمها قد اصبح حقيقة ! ولماشعرت بأن قلبه يفيض
حناناً التصقت به اكثر , وهي تتأمله, وتسير الى جانبه , عندما شعر مارك بأنه مراقب حول وجهه نحوها وابتسم ضاغطاً اكثر على ذراعها.
كانت ستيفاني قد استفادت من مناقشة بين المضربين والنقابات في مطار مارسيليا حيث لم يصل احد الى اتفاق , وهناك قامت بعض
الطائرات برحلات, وبذلك وجدت مكاناً في طائرة هبطت في مطار أورلي في الساعة الخامسة من بعد الظهر , وبعد ذلك اسرعت الى
العودة لكي تستعد , ثم اصطحبها لتناول وجبة خفيفة قبل العرض , وكان منها ان سألته حينئذ مزيداً من التفاصيل عن انتاج دافنشي لأنها
لم تفهم تفسير أوروا المشوش, كما ان زوجة ابيها كانت قد بدت مضطربة وحزينة.
وبالرغم من ان الكونتيسة لم تبد في ضيق منذ فترة طويلة ولم تكن ستيفاني تهتم كثيراً , لذلك كانت الفتاة في هذه المرة تشعر بأنه لابد
ان يكون قلق زوجة ابيها مرتكزاً على امر مهم.
وكان مارك قد اسرع الى طمأنتها , مؤكداً لها انه لابد ان يكون في الأمر شيء غير واضح , وان الخبراء سيكشفون عن الموقف من صباح
اليوم التالي, ومع كل , لم يكن في وسعهما - هذا المساء - إلا الاستسلام الى متعة اللقاء وقضاء سهرة ممتعة , هكذا ختم وهو يقبل
اطراف اصابعها في حرارة , وبالرغم من كل هذه العبارات المطمئنة , كانت ستيفاني تشعر بضيق لا يوصف وكأن امواجاً شريرة تحوم من
حولها.
قال الفيلم إعجاب المشاهدين الذي صفقوا له طويلاً , كما انه قد التقطت صور عديدة لـ جالان من كل الزوايا قبل ان يختفي محبوه ,
لكي يلتقوا على العشاء الذي عمل على تقديمه لهم , وكان معطعم ماكسيم ذا سحر يأسر رواده منذ دخولهم, كانت المائدة المحجوزة
مزدانة بباقات زهور فاخرة وعشرات المدعوين كانوا في انتظار الممثل الذي وصل اخيراً مع ليديا محاطاً بالصحفيين الذين قاموا بالتقاط
اكبر عدد من الصور قبل ان ينسحبوا.
كانت السهرة سارة وانتهت في ساعة متأخرة من الليل. ثم قبل ان يتفرقوا , هنأ الجميع جيلبير الذي أعلن :
- إنكم حقاً غاية في الطف , لكن بالنسبة لي , انا في انتظار الصحافة وعدد العروض منذ اليوم الاول , لكي ابتهج!
قال مارك مؤكداً:
- سيكون نجاحاً اكيداً.
- بالنسبة لك, أراك ترى الامور من الجانب المشرق منذ ان عرفت الحب!
واذا بأحد الاصدقاء يصيح عندما سمع هذه الكلمات :
- آه. هذا هو سر اختفائك في الاسابيع الاخيرة!.
حينئذ تحولت انظار المدعوين نحو الثنائي , وكان مارك وهو ممسك دائماً بذراع ستيفاني - يبدي ابتسامة تدل على الزهو والسعادة.
هاهما الآن في طريقهما الى حي تروكاديرو وكان الفجر قد بدا يلوح وإن كانت الليلة مازالت مظلمة.
وكانت المدينة تستيقظ ببطء , اراد مارك ان يركن سيارته بجوار سور منزل ستيفاني, ولكن كان المكان قد شغل , تقدم قليلاً وركنها.
تعرفت ستيفاني على الـbmw التي لـ فيتوريو وكانت تظنه بعيداً عن باريس , فاعتراها الضيق الذي كانت تعاني منه في بداية السهرة,
احست بالحاجة الى حماية , فالتصقت بحاستها بـمارك.
مال هذا الاخير على وجهها , ثم قبلها , عمق النظر في عينيها وقال اخيراً:
------------------------------------
- لقد شعرت في الايام الاخيرة هذه بأني كم أرغبك كثيراً , وليس ذلك فقط بل أني احبك ياحبي, وياوديعتي , ياجميلتي ستيفاني,
أترغبين في ان تتزوجيني؟
أمالت رأسها على كتفه , اقشعرت وهي تتمتم:
- إني يا مارك ملك لك منذ اللحظة الاولى التي رأيتك فيها.
في غمرة سعادته عمق الشاب رأسه في شعر الفتاة , وضمها اليه بحرارة.
وعندما افترقا , لم يكن النهار قد اشرق بعد , عمق النظر في عينيها ثم قال لها:
- ادخلي الآن ياعزيزتي, استريحي, لدي اليوم امور كثيرة في حاجة الى تنظيم.
ولما كان صعبا عليه ان يتركها , رافقها الى بابها وتبادلا قبلة اخيرة وقبل ان يركب سيارته , لمح ان بالـ bmw حقيبة سفر وحقيبة اخرى
تحتلان المقعد الخلفي , ثم قاد ببطء , وهو يفكر في المستقبل الذي يتطلع اليه تحت افضل تمنيات , دار حول منزلها كما سبق ان قام
بذلك, في تلك الليلة التي كان يسعى فيها - بدافع رغبة ملحة- الى مشاهدة نافذتها وهو يسخر من تصرفه الرومانسي هذا, لم تكن الستائر
قد فردت بعد وكان النور يغمر الحجرة, من البديهي إنها ولجت اليها , وما رآه جعله يسرع الى سياج الحديقة , لقد تقلصت يده على
قضيب صغير , لقد رأى شاباً على مايبدو, انه كان ممددا على السرير, نهض اخذ ستيفاني بين ذراعيه, وقادها بعيداً عن النافذة التي عاد
اليها في الحال , ميز مارك حركة الكلمات على شفتيه وفجأة رآه يلقي بنفسه الى الخلف وكأنه يهتز من تأثير ضحكات مجنونة , ثم اسدلت
الستائر الثقيلة.
وقف الشاب مذهولاً واخيراً بخطى مترددة عاد الى سيارته والقى بنفسه على مقعده.
نهض فيتوريو عن سرير ستيفاني حيث كان ممدداً قائلاً:
- لقد حان الوقت لعودتك.
وقد عقدت الدهشة فسألها وقفت الفتاة في مكانها امام النافذة , هاهو نور الفجر قد أيقظ الايطالي الذي كان ينعس في انتظارها , امسك
بكتفيها بشدة ودفعها نحو صوان كبير.
- اعدي حقائبك, اثنين ليس اكثر وبسرعة .
- لكي نتوجه الى اين؟
عاد الى النافذة وهو يواصل كلامه:
- الى بلجيكا اولاً , إنها اقرب حدود وبعد ذلك نعمل على التوجه الى ايطاليا, قبل ان نذهب الى أبعد منذ لك.
- إنك مجنون تماماً, اخبرك بأني مخطوبة , واذا ماواصلت ملاحقتك لي اعلنك بأني سأغادر هذا المنزل اليوم ذاته.
- مخطوبة؟
واطلق إحدى ضحكاته الساخرة العنيفة , شد الستائر بحركة جافة , في نفس اللحظة دخلت أوروا وكانت ترتدي تايير للسفر.
- والآن استمع لي يا فيتوريو, لقد تأخرنا يجب ان نرحل , لقد تمت الامور على خير وجه, والآن هأنت تفقد وقتك هباءً, لقد اخبرتك
بأنها لن تقبل اتباعاً, ثم هاهي مخطوبة!
اجابب فيتوريو :
- لن يطول مدة خطوبتها , انتظري قليلاً الى ان يوجه خطيبها الى نفسه عدة اسئلة بشأن عائلة ماركتيني دي بروسو, الأسرة العريقة ذات
الاصل الإيطالي .. وسرعان ماستهتز تلك الخطوبة!
ثم ملتفتا الى الفتاة التي كانت تتفرس فيه, شاحبة غير مدركة شيئاً من الموضوع :
- يجب ان تتبعينا ياقلبي وبسرعة , امامك ثلاثون دقيقة , ساعتي بيدي.
صاحت بصوت مرتجف, كانت تعمل على جعله قوياً:
- لا! سأمكث هنا! لقد قمتما بحركة جرئية لا ادرك تفاصيلها ولكني بدأت استنتجها, سأتفاهم مع مارك.
عندما تحقق الايطالي انها لن تقنع بأي حجة قذفها قائلا وقد شحب وجهه:
- حسناً, امكثي هنا ياغبية! لكن صدقيني سوف تندمين وسوف تبكين دوماً لأننا سنبتعد عنك بعيداً جداً! وبما اننا في غاية الظرف فسنترك
لك اللوحات المعلقة على الحائط كلها , وهأنا اخطرك : كلها مزيفة مثل لوحة دافنشي , لقد قمنا ببيع اللوحات الاصلية , لحسن الحظ , لقد
وجدت وساماً ذا مهارة جهنمية في التقليد والتزييف وللأسف لقد توفي مبكياً عليه من رجال الاعمال مثلي.
قبل ان تغادر الكونتيسة , التفتت نحو ستيفاني التي كانت لا تزال واقفة امام خزانة الملابس , القت نظرة خاطفة , اخفضت رأسها
وتمتمت:
- الوادع ياصغيرة اغفرلي لي و .. حظ سعيد.
بالقرب من املاك مارك كان كودون من رجال الشرطة يقطع الشارع المحيط بغاية بولونيا وكانت سيارة رجال مطافئ تشق لها طريقاً في
لحظة وصوله, واذ فوجئ توقف وعندما ابتعدت عربة النقل الحمراء واصل طريقه واذا برجل يوقفه بإشارة من يده ومال على الزجاج
مشيراً له الى بطاقة ضابط شرطة سأله:
- هل انت تسكن هذا الشارع ياسيدي؟
- نعم, انا مارك دي موجاندر منزلي الخاص هنا , ماالذي يحدث؟
لم يجبه الرجل , بل تفرس في مارك لحظة , انتصب واشار الى رجال الشرطة الذين تفرقوا , تقدم الشاب , كان سور المنزل مفتوحاً ,
اشخاص عديدون يدرسون الخضرة المغطاة بحطام زجاج يصدر صوتاً تحت الاقدام اثناء السر عليها , وكانت سيارة شرطة سوداء وسيارة
اخرى تركنان امام المدخل.
نظر المفتش العام مونيه الى الشاب الذي يتقدم نحوه بسرعة , وكان المعطف الذي يضعه على كتفيه لا يخفي جيداً بدلة سموكينج أنيقة
وإيشارب حريرياً ابيض واضحاً في الضباب .
وبعدها قدم له بطاقته , سأله:
- السيد دي موجاندر , على ما أعتقد؟
- نعم .
- مفتش مباحث مونيه.
بدا مارك وكأنه لم يسمعه , كان ينظر الى واجهة منزله وفجأة انصرف جرياً ودار حول المبنى , لانه فزع إذ شاهد - ليس فقط عدم وجود
الالواح الزجاجية - الحائط المحيط بنوافذ مكتبه قد علاه السواد إثر بداية حريق , استمر في عدوه , ثم عاد الى المدخل الذي دخله
بأسرع ما يمكن , تقابل مع آنا وهي غارقة في دموعها في الصالة .
- آه , سيدي مارك ! شيء فظيع , إنها غلطتنا , لم نعد في وقت مناسب لحراسة المنزل..
مسحت عينيها.
- انه بسبب الاضرابات و..
كف عن الاستماع اليها , واسرع الى اعتلاء درجات السلم الرخامي ودخل الى الدهليز , توقف دهشاً , مكتبه خال من كل الاثاث الذي
كان به, وجزء من حجرته مهدم , اما عن لوحة ليونارد دافنشي فلقد اختلط رمادها , من البديهي بالرماد الذي يكتسحه الريح.
ثم لحق المفتش بالشاب الذي وقف صامتاً جامداً في مكانه وقد سحقه الأسى , امسك بذراعه وقاده نحو الصالون الصغير.
- إن هذه الحجرة سليمة , لم يمسها سوء , لقد سمحت لنفسي بالجلوس فيها مع زميلي , لقد ادركت ماقد حصل , أليس كذلك. انها قنبلة
صغيرة زمنية هي التي ادت الى هذا العمل , لحسن الحظ لقد وصل الخدم في بداية الحريق , ومن المحتمل , وهو امر بديهي , ان
بدونهم لتهدم الxxxx كله او على الاقل جزئياً.
---------------------------------
صمت لحظة قصيرة : سيد هذا المكان صامت , جالس في مقعد ذي مساند ويبدو انه لا يسمعه .
- ومع ذلك منزلك تحت الحراسة , لاشك في ان القائم بهذا العمل على دارية تامة بنظام الحجرات , ولابد من انهم اتجهوا مباشرة نحو
باب مكتبك بالرغم من انه مخفي, الحجرات الاخرى لم تفتح , هذا ماشاهدته في البداية , آه تفصيل آخر , لقد قطع خط هاتفك,
اخبرني , هل كان بمكتبك وثائق مهمة؟ هل لك اعداء سياسيون او آخرون؟
وهكذا واصل الاستجواب في هدوء وصبر منتظراً في كل مرة رداً ولا بحدة لأن مارك مازال تحت تأثير الصدمة , فهو يخبئ وجهه بين
يديه, انتصب عندما سمع صوت آنا , لقد دخلت حاملة زجاجة شراب وكوب , حاولت مرة اخرى ان توضح موقفها.
- سيدي عندما فهمنا اننا لن نحصل لا على طائرة ولا قطار من بوردو اصطحبنا شقيق زوجي بالسيارة , لقد وصلنا الى باريس حوالي
الساعة الواحدة صباحاً, رأينا اللهب و..
- اهدئي , اهدئي ياآنا , إنك غير مسؤولة عن شيء في هذا الأمر , اعلم ذلك تماماً , احضري كوبين آخرين للسيدين وكفى عن البكاء.
ارتشف رشفة من المشروب وشعر بأنه استعاد الى حد مارابطة جأشه ثم نهض موضحاً لرئيس المباحث:
- إني اكرس اكبر فترة وقتي لمصانعي , انا لا اهتم بالسياسة , كما اني على علاقة طيبة مع نقابات العمال , ولا وجود للمظاهرات عندنا
ودائماً استمع الى تصحيح الادعاءات.
ليس لي اعداء , وكان لي في هذا المكتب عمل فني كنت اعتبره نادراً غير اني لاقيت شكا في قيمته , لم يكن الخبير قد فحصه بعد , ولا
يبقى منها سوى قليل من الرماد وللأسف لقد حملته الريح , اضاف ذلك بابتسامة مرة.
- هل تشك في شخص ما ياسيد موجاندر؟
لاشك في ان رجل الشرطة لاحظ محدثه قبل ان يجيبه:
- هبه..لا..
وفي هذه اللحظة , دخل ضابط شرطة:
- سيدي معلومة بالراديو من السيارة إن محاولة الاعتداء تمت المطالبة بحقها من اخبار الحرية والمساواة للجميع.
اتسعت حدقتا عيني السيد مونيه:
- ماهذا؟ ماحدث ينهض بأعلى مستوى الرفاهية ! شكرا على أي حال . هل تعلم يا سيدي ان هذه الجميعات المستترة عملية جداً من
اجل المسيئين , إنهم يلصقون أي شيء على ظهر اي شخص كان ويعملون على التشويش على بداية البحث, ليتنا نحاول إلقاء ضوء على
الأمور, لنرى...
اضطر الى التوقف عندما شاهد الصحفيين والمصورين الصحفيين الذين اقتحموا المنزل الخاص.
--------------------------------



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 03:52 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-17, 02:22 AM   #13

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني عشر
عندما سمعت ستيفاني الباب يغلق بشدة ظلت جامدة لم تحرك ساكناً, وكأن الصدمة التي لاقتها قد شلت حركتها.
ثم رفعت يدها الى جبينها ببطء رافعة شعرها النازل على جبينها وتوجهت مثبتة النظر الى الصالون , هناك رفعت سماعة الهاتف وكونت
رقم مارك , ولصقت أذنها على السماعة.
اجابها صمت رهيب .. اخفضت السماعة , اعادت الارقام مرة اخرى على القرص وانتظرت وقلبها يخفق .. الصمت دائماً.
ماالذي يحدث؟
اعادت الآلة في مكانها من جديد وكأن بداية خوف بلا سبب تملكها, ذهبت الى حجرتها والقت بنفسها على سريرها . بدا لها وكأن
الحجرة تدور بها , كل شيء كان يتحرك من حولها حتى سحقها التعب, ثم غفت وراحت في حالة أشبه ماتكون بعدم الوعي , لقد راحت
في نعاس عميق.
-----------------------------
صوت قرع على باب المدخل جعلها تقشعر , فتحت عينيها , استيقظت بصعوبة.
الآن هاهو احدهم يقرع الباب بشدة قبل ان يرن الجرس , جلست على السرير , نظرت الى ساعة يدها , هل هي حقاً الثامنة صباحاً؟
نهضت , شدت فستانها المكرمش وواسرعت لفتح الباب.
انه مارك الواقف على العتبة , وقف ينظر اليها دون ان يبدي ابسط حركة , وكان واضحاً انه لم ينم طوال ليلته لأنه كان لايزال لابساً الـ
سموكينج , وكذلك لم يحلق ذقنه , كان شاحباً , وفجأة ابعد الفتاة ودون ان يترك لها الوقت لكي تنطق بكلمة دار حول المسكن , تبعته
دون ان تفهم , شاردة , وعندما دخل الى حجرتها , اسرعت اليه فاتحة له احضانها , غير ان نظرته الجامدة الثلجية , القاسية اوقفتها . ابدي
ابتسامة عصبية وقال بنبرة مرة:
- عصفوران من ثلاثة طارا , لاشك في انهما تركاك هنا, , لكي تهدئي الشخص السخيف الذي انا هو؟ غير انك اخطأت ياجميلتي اذ إنك
لم تغلقي ستائرك فور دخولك الى هنا , لقد قمت بالمرور حول منزلك مثل طالب مراهق في المرحلة الثانوية , لكي ألمح نافذتك للمرة
الاخيرة ولسوء حظك , رأيتك بين ذراعي عشيقك , لقد شاهدته يضحك , هذا النذل , لاشك انه يسخر مني ! وهو على حق فهناك ما
يسخر منه!
- مارك! اسكت ارجوك , اتوسل اليك دعني اوضح لك الأمر! اسمعني ...
- آ.. لا ! انت من ينبغي ان تصغي اليّ , إنكم موهوبون انتم الثلاثة , اكاد اعجب بفريقكم : الفتاة الوديعة الطاهرة التي تستخدم كطعم ,
الكونتيسة الايطالية الشاذة غريبة الاطوار, والاخ الصغير الظريف , لأن الغبي الذي هو انا ياصغيرتي يدعى الحمامة...
حمامة تدعهم يصورون اركان منزلها .. وممن؟ من الفتاة الرائعة , حمامة تشتري وتحمل اللوحة الثمينة قبل وصول خبير التأمينات , تاركاً
بذلك فرصة التصرف للأشرار المتشردين, كما اني ارى في زوجة ابيك , هذه العنكبوت التي تنسج خيوطها حولها لكي تمسك بحشرة ما!
وهاهي قد نجحت هذه السيدة الشريرة !
- مارك , ارجوك , دعني اتكلم...
هكذا توسلت ستيفاني , المسكينة وفي صوتها نحيب. لكنه اخذ يصيح:
- اسكتي . اسكتي , إذن ايتها البريئة, من نشأت في مدراس الداخلية الراقية , لكنه شيء مضحك! شيء لا يصدق ّ ان ادعهم يخدعونني,
من اجل ذلك لا يسعني إلا ان اصفك بأنك ممثلة بارعة .
ثم ممسكاً بكتفيها جذبها اليه وكان بالرغم من كل ذلك يرتجف من الرغبة والحب وقبلها بعنف , ثم ضاغطاً على ذراعها ابعدها عنه وقال
في ازدراء:
- كان في وسعي ان اجعلك لي لأني دفعت فيك مبلغاً كبيراً.
لكني كنت سأحتقر نفسي اكثر من احتقاري لك!
ثم هزها بلا شفقة , وفجأة دفعها بشدة , تراجعت المسكينة الى الخلف وهي في شبه غيبوبة , تعلق كعب بفستانها الطويل , فتعثرت
وانهارت ووقعت امام سريرها أشبه بحيوان جريح موشك ان يموت , اما مارك فقد غادر المكان دون ان يلقي اليها نظرة.
***
وكان قد حدث في هذا الصباح ان كاترين عندما وصلت كعادتها لمزوالة عملها وجدت باب الشقة موراياً , كم كانت دهشتها التي تحولت
الى قلق امام منظر الحجرات والسكون السائد فيها, على المقاعد ملابس متناثرة , الدواليب مفتوحة , حقيبة فارغة ومفتوحة وموضوعة في
احد أركان الغرفة , أوراق ممزقة تملأ سلة مهملات , أواني وجبة تملأ حوض المطبخ , كل ذلك كان يمنح إحساساً بالإهمال والهرب
الفجائي على عجل.
-----------------------------
وبواصلتها تفحص الشقة اطلقت صرخة عندما دخلت الى حجرة ستيفاني ووجدتها ملقاة امام السرير , جثت على ركبتيها , حوطتها
بذراعيها , وعندما عملت على ابعاد شعرها الكستنائي الجميل الذي كان يخفي وجهها , افاقت ستيفاني في أنين , غير ان عينيها كانتا
مغلقتين , والقت برأسها على كتف كاترين .
- آنسة ستيفاني , ماذا حدث ؟ ماذا بك؟
ولما لم تحصل منها على إجابة , عملت كاترين على إسنادها الى السرير و أسرعت الى المطبخ , وماهي إلا لحظات وعادت ومعها قدح
من القهوة الساخنة.
- اشربي هذه القهوة يا آنسة, لكي تستردي صوابك , ماذا بك؟ أي جزء من جسمك يؤلمك كلميني, إنك تبعثين بالخوف في نفسي!
اخيراً فتحت ستيفاني عينيها بنظرات زائغة قبل ان تنزل منهما دمعتان على وجنتيها , ليس من نحيب يطمئن , ولا من دموع منهمرة تهدئ
, فقط دمعتا يأس ودون ان تتكلم , وجهت الى السيدة نظرة عرفان بالجميل وتناولت القدح .
بدأت تشرب على جرعات صغيرة وهي تثبت النظر امامها, وكانت كاترين تراقبها في صمت , تناولت القدح الفارغ واتجهت نحو دورة
المياه وفتحت الحنفيات , ثم عاونت الفتاة على خلع ملابسها والدخول الى الحمام , ثم بعد فترة قضتها في حمام ساخن , قالت كاترين
بصوت خافت وهي تناولها برنساً
- آنستي .. ماذا في إمكاني ان اقدم لك؟
ابدت لها ستيفاني ابتسامة ضعيفة .
- شكراً يا كاترين, لقد منحتني الدفء والصداقة , في الوقت الذي كنت اتمنى فيه ان اموت وحيدة مع آلامي, لقد منحتني ايضاً شجاعة,
ساعديني على مغادرة البلد , عليك اثناء ما أعد حقائبي , ان تتوجهي الى إحدى وكالات السفر , لكي تبحثي لي عن مكان في قطار
المساء المتجه الى فينسيا , وعندما تعودين, سنعمل على مشاهدة مابقي في الشقة.
عندما انصرفت الفتاة نظرت الى دليل الهاتف وطلبت احد تجار الاشياء القديمة لكي يأتي على الفور لشراء كل ماهو قابل للبيع , بما فيها
آلات التصوير الخاصة بها , كما انها طلبت ايضاً مدير الxxxx , اخبرته برحيلها.
وعند عودة كاترين كانت حياتها مع باريس قد انتهت , لقد اعدت حقيبتين ضخمتين.
- اعيدي المفاتيح الى المدير ياكاترين وكل الملابس التي تركتها وكذلك ملابس زوجة ابي التي بالدواليب فهي لك مع كل الفراء
الموضوع على السرير.
- آه.. شكراً, يا آنستي..
- لا تشكريني, إنك الصديقة التي تبقت لي هنا.
فوجئت الفتاة بتغير صوت ستيفاني التي كانت تتكلم غير مبالية
- الساعة الآن الثانية عشرة , ليتني احضر ما أتناوله للغداء.
هكذا اقترحت .
- إذا شئت.
وإذا بـكاترين تعود ومعها صحف وضعتها امام ستيفاني الجالسة امام مائدة المطبخ , عناوين ضخمة في الصفحة الاولى بالتأكيد : تدمير
بالبلاستيك في هذه الليلة ف منزل خاص لأحد رجال الصناعة الاثرياء الشهير ف باريس يليه المقال : لم يؤد الانفجار الى خسائر في
الاوراح , لكنه تسبب في خسائر مالية ضخمة , لقد دمر مكتب مارك دي موجاندر تماماً مع بداية حريق إذ الآلة المستخدمة كانت ذات
قوة هائلة .
ولم يعثر على أي آثار ولا أي كتابة على اماكن الانفجار الذي تم دحضه عن طريق زمرة صغيرة من رجال الشرطة وبات الفاعل مجهولاً
حتى يومنا هذا .
------------------------------
وكانت تزين القال صورة كبيرة لـ مارك , ساحراً , مبتسماً, انيقاً كعادته , كان في الصورة بصحبة فتاتين جميلتين على مساحة سباق دوفيل ,
كانت الصورة التي للشاب الثريا الذي يتردد على جميع الاماكن الحديثة , فحصتها ستيفاني طويلاً قبل ان تضع الجريدة وبدون تعليق .
ثم اردفت:
- اجلسي ياكاترين, إني في انتظار مشتر لأثاثي , في الثانية بعد الظهر.
وصل البائع بعد ما تناولتا الغداء, قبلت ستيفاني عرضه دون اي مساومة , وقام التاجر مع مساعده بنقل الاثاث , وكانت هي في هذه الاثناء
جالسة على مقعد بلا مسند, تنظر الى ساعة يدها من حين لآخر , كان الرجلان يلقيان من حين الى آخر نظرة خاطفة على هذه الفتاة
الجميلة التي لا تتحرك , ذات الوجه الشاحب والعينين المحاطتين بالهالات السوداء وقد بدت كمن تحمل اثقال العالم على كتفيها.
رافقتها كاترين الى محطة ليون , اشترت ستيفاني كل الصحف اليومية التي صادفتها وكان الطقس بارداً والرياح كانت تهب قوية , كان من
الممكن قراءة : ميلانو , فيرون , فينيسيا, تربيست, زاجريب على العربات غير المضاءة بالقدر الكافي , اسماء وان كانت جذابة للسياح في
الصيف إلا انها لاتوحي في سهرة نوفمبر (تشرين الثاني ) إلا برحلة شاقة.
هاهما الفتاتان واقفتان وجها لوجه على الرصيف الذي يكاد يكون خالياً تماماً من الناس, كانت ستيفاني تتفرس في رفيقتها وهي جميلة
ذات عينين عسليتين تتلألآن في مكر ولطف مع من تآلفت معها بسرعة , هاهو الرحيل قد اعلن .
- الى اللقاء ياآنستي, اشكرك على هداياك واتمنى لك ان ..
قاطعتها:
- لا, لا تتمني لي شيئاً , لأنه ليس مايمكن ان يحدث لي في الحياة بعد الآن, انا التي اشكرك ياكاترين, لأني بدونك ماكنت ساتمكن من
البقاء طوال هذا اليوم , الوداع...
تعانقتا, وكانت كاترين تحبس دموعها , ثم التفتت عندما همت بالخروج لكي ترى القطار وهو يختفي , وهي تفكر لأول مرة في حياتها في
انه من الممكن ان يقسو القدر احياناً , كانت فينيسيا غارقة في ضباب الخريف..
ثم اشرقت شمس باردة على ركاب قطار الليل , رفعت ستيفاني ياقة معطفها الفرو واشارت الى احد الحمالين , تركت امتعتها في
الاستعلامات , وخرجت من الحطة حقيبة سفر.
عليها ان تنزل بضع درجات سلم , ان تخترق ميداناً لكي تجد الـ جراند كانال امامها, مرت من على معدية وانتظرت السفينة البخارية,
وصل الأتوبيس النهري ووجدت ان هذه الموصلة النهرية فريدة في العالم : مدينة بلا سيارات , نزلت في محطة ريالتو, انقبض قلبها عندما
رأت عن بعد منزل اسرتها , رأت السلم الحجري لهذا القصر الصغير الذي يرجع الى القرن الثامن عشر , ينزل في عظمة الى الماء حيث
كان الزوارق فيما مضى تنتظر في هدوء , تهدهدها الامواج , متعة اصحاب هذا المسكن.
اجتازت دون ان تدري , لأنها كانت ساهمة السوق الذي يقام كل يوم بالقرب من ريالتو , ممايعرضه من اسماك وجمبري وام الخلول,
اسرعت الخطى وصلت الى المنول حيث اقامت , هناك اخذت حماماً , ثم استلقت على السرير وفرزت الوثائق التي اخرجتها من حقيبتها
, قضت الفترة الصباحية في التفكير واخيراً اتصلت بالموثق الذي اعطاها موعداً في الساعة الثانية.
- لم اتوقع لقاءك اليوم ياآنسة ماركتيني , لكني كم سررت لرؤيتك!
إن الرجل الذي استقبلها وهو في رداء داكن اللون يبدو في الستين من عمره , لقد كان هو المهتم دائماً بشؤون اسرة ماركتيني وكان
قد تابع المراحل المختلفة التي مربها افراد هذه الاسرة , خاصة .. منذ زواج الكونت للمرة الثانية ووفاته .
--------------------------------
جلست ستيفاني في المقعد المواجه للمكتب وسألت في هدوء:
- أمن الممكن يا استاذ ان توافيني تقريباً بقيمة xxxx والدي وهو ملك لي الآن , والذي اكلفك ببيعه بمافيه من اثاث ولوحات .. اي ما
تبقى به..
هكذا اضافت في مرارة.
رفع الموثق حاجبا وتطلع الى الفتاة الواقفة امامه منتصبة. ولما كان معتاداً بحكم مهنته التكتم , لم يبد اي تعليق بل اكتفى بالبحث عن
ملف السيد ماركنيني .
- منذ ثلاث سنوات كنت قد منحت توكيلاً للكونتيسة ياآنسة اليس كذلك؟ للأسف لقد اساءت زوجة ابيك التصرف في اموالك ..
قاطعته:
- ارجوك يا استاذي , ليتنا نتكلم بالأرقام , لو كان عليّ ديون فسأعمل على تغطيتها عن طريق البنك الذي تعامل معه , اما بالنسبة
لمجواهرتي فسأسافر الى روما صباح غد , هناك سأتقابل مع جواهرجي , لابد لي من سداد مبلغ ضخم.
- حسن جداً, الآن نقوم بالتقدير , وبالتأكيد تقريباً كما اشرت منذ قليل.
اختارت ستيفاني في روما , فندقاً بسيطاً وبحثت عن عمل , اعادت العلاقات مع اصدقاء والدها , هناك تعرفت الى مدير شركة طيران
ايطاليا , وهو رجل طيب يدفع من يتعامل معه الى مصارحته بما يعاني , شرحت له الفتاة موقفها ووضحت له انها تبحث عن عمل , وانها
تتحدث الفرنسية والانجليزية والإسبانية , وخاصة انها ترغب في مغادرة اوروبا, ثم بعد خمسة عشر يوماً من لقائهما, عرض عليها عملاً في
مكتب الشركة في مكسيكو, ابتداء من الشهر القادم, وافقت في غير تردد.
اتصلت بمحامي الاسرة , لكي يسرع بعملية البيع , ثم بعد اسبوع , اعلن لها ان الامور قد وضعت في نصابها وعادت الى فينيسيا .
ولما كان البيع اي بيع الxxxx قد تم على عجل فلم يتمكن رجل القانون من الحصول على المبلغ الذي كان قد قدره .
- لابأس .هكذا اعلنت ستيفاني , لأنه يلزمني مال في الحال.
ثم توجهت الى مكتب صرافها الخاص , أردف هذا الاخير مخاطباً إياها:
- آنسة ماركنيني.. هاهو رصيدك بعد بيع سنداتك .
ومد لها ورقة , لم يكن هناك وقت للمساومة. قاطعته :
- أضف شيكين ببيع المنزل وقيمة مجوهراتي, هاهما.
تناولهما منها الموظف, اضافهما الى حسابها ومنحها ورقة الحساب , سألته :
- أمن الممكن تحويلها الى عملة فرنسية؟
- سهل جداً.
حسب بسرعة , بعد ان تحقق من السعر الحالي.
- عشرة ملايين وخمسمائة فرنك ياآنسة.
- اي اكثر قليلاً من خمسة آلاف فرنك قديم؟
- بالتأكيد .
- هل تقومون بتحويل الحساب الى الخارج ؟
- بالتأكيد .
- ابإمكاني ان ان اسحب منه.
- طبعاً.
عادت الى المحامي الذي كان متأثراً, ينظر الى الفتاة الجالسة امامه, صامتة مبدية ابتسامة فاترة , ثم فجأة تذكر والدها الكونت وما كان
عليه من اعتزاز , عندما كانت الفتاة الرشيقة تأتي مع والدها امام مكتبه , وقفت ستيفاني وناولته الشيك.
- أعهد لسيادتك به والآن اطلب منك خدمة , هناك ايضا علبة صغيرة , هل تسمح بإرسال كل ذلك خلال ثماني ساعات الى العنوان
المدون على هذه البطاقة؟
انتفض الاستاذ المحامي عندما رأى المبلغ المذكور على الشيك.
- لكنك بذلك يا آنسة تفلسين.
- إني غير مبالية بذلك , سأغادر خلال ايام , الوداع يا استاذ وشكراً من اجل اتعابك.
تساءل اذا كان ينبغي ان يحتجزها , لكن امام اصرارها انحنى امامها ممسكاً بيدها بين يديه لفترة طويلة.
------------------------------------



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 03:53 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-17, 02:23 AM   #14

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث عشر
ما إن وصلت الطائرة الى بورتريكو , إذا بـ مارك يشير الى المضيفة الجوية , طالباً شراباً, كان قد قضى شهراً في مصنعه الذي سوف ينتهي
عن قريب , كانت مساكن العاملين قد انتهت وكذلك منزل ابيض على شاطئ البحر كان قد احتجزه لنفسه منذ فترة طويلة وهاهو الآن
يتساءل في حيرة بشأنه : ماذا يفعل به؟ إنه منزل فسيح جداً لإقامته وليس معه سوى ملفاته ...
اوشك على النعاس , لكن عينيه انفتحتا رغماً عنه , إذ انه كالمعتاد حالياً , كلما داعب النعاس جفونه كانت تتملك عليه اصوات : آنا ,
مأمور الشرطة , الضبابط, واخيراً محاميه الخاص الاستاذ ديربيه مكرراً بالا انقطاع :
" ياصديقي العزيز, ليس من مثيل لقصتك ! , إني عاجز عن التصرف لأنك تفتقر الى دليل او مايثبت صحة قصتك ,لأن القطعة موضوع
القضية تفحمت تماماً, وشهودك غير نافعين, حقاً لقد شاهد جالان وصديقك جيل لوحتك, لكهما ليسا خبيرين لمعرفة وتأكيد انها نسخة
مقلدة ام انها اصلية , كما ان رجال التأمين لم يحضروا قبل الحادث عندك , هذا بالإضافة الى حصولك على اللوحة ليلة عطلة نهاية
الاسبوع بلا ضمانات , هذا تهور!
وهل معك على الاقل وصل من الكونتيسة الشهيرة يثبت بيع لوحة دافنشي ؟ لا! لقد اصبحت عاجزاً عن الدفاع , نعم اعلم هذا لأنك
كنت تعتزم قضاء الايام الثلاثة في مشاهدة هذا العمل الفني البارز مع صغيرتك الايطالية , والتي بالمصادفة اضطرت الى الرحيل الى
مارسيليا وهناك كانت الاضطرابات ..
ياصديقي العزيز , لقد تناولت موضوعك من كل الجوانب وهأنا اقف مكتوف الراعين , عاجزاً غير قادر على التصرف.
كانت هذه الكلمات ترن في أذنيه وتؤلمه , كما ان وجه ستيفاني كان يتبادل الظهور امامه مع تلك اللوحة المشؤومة , كان لا يزال يرغب
في الفتاة بالرغم من إحساسه بالازدراء منها بسبب ما اكتشفته بأنه خدع من آل ماركتيني , فتح عينيه واشار الى المضيفة :
- أريد كأساً من فضلك يا آنسة .
كانت الرحلة طويلة وتغيير المواقيت بين البلاد متعب , وصل منهمكاً الى باريس استقبلته آنا كعادتها بالترحاب :
- صباح الخير ياسيد مارك, إننا سعداء لرؤيتك ثانية, لقد اعددت لك الحمام , سأعد لك وجبة شهية حالاً.
- شكراً يا آنا , لا.. الافضل زجاجة شراب في حجرتي.
قطبت حاجبيها ! اذ قلقت:
- أليس من الافضل لك قدح شاي او قهوة؟
ربت كتفها في مودة:
- لا تشغلي بالك بهذا الامر, واحضري لي ماطلبته منك الى حجرتي.
واثناء ماكان يأخذ حماماً ساخناً , كانت آنا تمنحه كل الاخبار وهي تحل امتعته.
------------------------------------------
- لقد وضعت كل الخطابات على مكتبك , يوجد ايضاً طرد موصى عليه قد وصل منذ عدة ايام.
التف مارك بالبرتس, ثم امسك بزجاجته , ودخل الى مكتبه قاصداً الطرد الصغير , انتفض وهو يقرأ اللغة صادرة من فينيسيا.
ولما كان يشعر بأن شيئاً ماسيحدث , فتحه وهو يرتجف, سقط منه ظرف وكاسيت , اتسعت حدقتا عينيه من الفزع عندما فتح الظرف ورأى
الشيك بـ عشرة ملايين من الفرنكات, تحمل توقيع ستيفاني ماركتيني دي برويو هاهو يحمل الآن الكاسيت.
وقف يتأمله مبهوراً , وضعه في الجهاز , كان في حالة توتر جعلته ينهار ويجلس على الاريكة, واذا بصوت رقيق , هادئ مع نبرات يائسة
على لحظات , ترتفع في السكون .
- احبك يامارك, وإنك ستظل دائماً حبي الوحيد, سأعيش على ذكراك , لأني أعلم ان لن يكون لي سواها.
إني عاجزى عن التخلص من حسي لك . ويبدو اني احببتك منذ اللحظة التي قابلتك فيها عند تاجر شارع الـ سين , لقد شعرت حينئذ
بالسرور يدب في قلبي , اشكرك , الى النفس الاخير من حياتي سأفكر فيك , وكل ما أرغب فيه ان اسمع عنك انك تحيا سعيداً , احلف
لك بأني لست على علم بهذا العمل الحقير الذي لحق بك , الوداع ياحبي , لا تسع الى لقائي , لقد افسدت العلاقة تماماً , احبك , احبك
.
ثم انخفض الصوت في نحيب مر .
وعندما دخلت آنا حاملة وجبة خفيفة , توقفت مذهولة , وجدت مارك جامداً ودمعتان تلمعان في عينيه, وضعت الصينية بسرعة واسرعت
اليه, حوطته بذراعها في حركة حانية , لأن الموقف في هذه اللحظة لم يكن بين خادمة وسيد , لكن ببساطة سيدة طيبة تساند شاباً وصل
الى أعمق حالات اليأس.
ولما كان مارك معتاداً استخدام وصيفه بيبير كسائق , قال له في ذلك اليوم :
- الى قسم الشرطة يا بيبير !.
جلس على الاريكة الخلفية وفتح الحافظة المحتوية على ملفاته , اخرج منها احدها , تصفحه وهو يفكر في شيء آخر.
هاقد مرت ثلاثة اشهر منذ ان أرسلت له ستيفاني رسالتها الاخيرة , وفي صباح اليوم التالي لاستلامه هذه الرسالة كان مارك قد رحل الى
فينيسيا بعد ان سجل عنوان راسل الطرد , قاصداً المحامي , فما كان من هذا الاخير إلا ان سرد له زيارة زبونة ثم اعطى تعليماته الاخيرة
, ثم بعد ان بحثا معاً عن وسيلة للعثور عليها , وضعا آمالهما في زيارة للمدرسة الداخلية حيث كان من الممكن ان يكون للفتاة صديقة هناك
توافيها بأسرارها , توجه مارك الى سويسرا .
حرصت مديرة المدرسة في بدء الأمر على سرد حياة الفتاة الخاصة ثم وقد تأثرت ليأس هذا الشاب الجميل , ولكي تخمد شكوكه ,
قالت:
- انا شخصياً لا اعرف شيئاً عن أمر الآنسة ماركتيني , لكن في وسعي ان اخبرك بأنها كانت على صلة صداقة متينة بالآنسة إسلوي إذ انها
كانت تواصل التردد عليها بعد ان تركتنا للتوجه الى فيفي لدراسة التصوير ,هذه المرأة متزوجة الآن , ومعي عنوانها.
وكان مارك وقتئذ قد توجه لزيارة هذه السيدة الشابة التي تقطن منزلاً محاطاً بحديقة جميلة خارج المدينة , استعمت في بدء الأمر بأذن
مصغية مرحبة الى قصتهما المؤثرة .
ثم اردفت:
- لقد كانت ستيفاني افضل صديقة لي , ولكن كانت تقضي معظم اوقات الإجازة الصيفية بمفردها , كان والدي يدعوانها , فهي وديعة ,
لطيفة لكنها كتوم , وكل فرقتنا كانت تحبها الى حد الهيام, كنا نرقص معاً ونقوم بممارسة رياضة ركوب الخيل والتزحلق على الجليد , ومن
المفهوم ان معظمنا كان يتغازل عدا هي , كانت دائماً تردد : لا شك في ان هناك الرجل الذي من نصيبي وانا في انتظاره في ثقة , لدي
خطابات منها سوف اطلعك عليها....
-------------------------
وكان مارك قد قرأ وقلبه يتمزق من الاسى : عزيزتي نيكول لقد قابلته وانا احبه , وهأنا اتقدم ببطء نحو هذا الحب الذي أشعر به ينمو
بداخلي . لأنه يخيفني.
وهناك خطاب آخر كان يقول : يا نيكول إنه يحبني , وأنا واثقة بذلك ومازلت خائفة , السعادة تغمرني ! وتلت هذه السطور تفاصيل عن
خروجهما معاً في باريس , ثم ترددت السيدة قليلاً قبل ان تمد يدها بالخطاب الثالث الى زائرها.
إنها ورقة موجزة: نيكول , لم أعد خائفة , لأنه لن يلحق بي شيء سوى الموت , والموت لا يخيفني, لقد رحل , لن أراه بعد اليوم , اقول
لك الوداع واشكرك على صداقتك التي لم تحرميني منها قط ستيفاني.
كان زوج نيكول قد دخل في اللحظة التي كان مارك يغادر فيها المنزل وكان قد فوجئ بهذا الشاب الأنيق الذي مر بالقرب منه دون ان
يراه, وقد بدا الحزن على محياه , كان قد التفت الى زوجته التي كانت تبكي وهي ممسكة بالخطابات.
كان مارك قد توجه ايضاً لمقابلة قنصل ايطاليا الذي لاشك في ذلك , كان لايعرف شيئاً عن الامر , كان غابة مافي الأمر قد أشار اليه بأنه
قد تم الحصول على معلومات من قبل خدمة التجارة الخارجية .
كان فيتوريو رينالدي مجهولاً هناك , وعلى عكس ذلك كان هناك شخص ملقباً بـ رينالدي كان قد وقع في خلاف مع الشرطة الايطالية
بسبب قيامه عدة مرات بحالات نصب واحتيال قبل ذلك بخمس او ست سنوات قبل الآن , ومنذ ذلك الحين لم يسمع عنه شيء.
توقف بيبير امام قسم الشرطة , اشار اليه مارك الى المكان الذي ينبغي ان ينتظره فيه , ثم عمل على البحث عن مكتب البحث عن
المفقودين.
لم تكن الساعة قد بلغت الثانية عشرة بعد ورئيس المكتب كان قد فكر في وجبته التي كان يعتزم تناولها مع زميله في مطعم صغير في
ميدان دوفين , دخل مارك وقدم له بطاقته , طلب منه المأمور ان يجلس , ثم استمع الى المظلمة المقدمة اليه .
كان مستنداً الى مرفقيه على مكتبه , مشبكاً يديه, ثم ملقياً نظرة على الورق الموضوع امامه , اجاب:
- سيدي ..دي .. موجاندر , بالرغم من رغبتي في تقديم خدماتي لك , اجد اني عاجز عن ذلك , لماذا تقوم بالبحث عن شخصية ليس
لدينا إدانة عليها؟ إنها لم ترتكب اي خطأ, من جانب آخر , فهي سائحة ومزودة بجواز سفر سياحي , ولها الحق في العودة الى بلدها او
التوجه الى أي بلد آخر , كما يحلو لها , كما انه ليست لها أي صلة قرابة بك.. هذا ما اخبرتني به ! غاية مافي الأمر أنك ترغب في
مساعدتها.
لكن سيدي العزيز, إذا كلفنا موظفي هذا المكتب بالبحث عن الفتيات اللاتي يرغب العديد من الشبان مثلك في لقائهن , فسنعمل على
إرهاقهم, إذن أنصحك بالتوجه الى وكالة خاصة ..
تحقق مارك فجأة انه أساء التصرف , خرج خافضاً رأسه , بعد ان تمتم ببعض عبارات الاعتذار .
وبعد لحظة تفكير , توجه المأمور الى مرؤوسه:
- إن مايطالب به أولئك الناس أمر غير معقول , هيا بنا نتناول الغداء!
واثناء ماكان يرتدي معطفه القى نظرة اخيرة الى البطاقة.
- شاب جميل ولقبه دي موجاندر , خسارة .. إنه يشرب.
- هل هو يشرب ياسيدي؟
- نعم منذ فترة طويلة.
- كيف عرفت ذلك؟
- إنها مهنتي! لأن له بعض الشرايين الدقيقة حمراء على بياض عينيه..
- وهذا لأنه صدم , بحسب رأيك؟
- من البديهي.
------------------------------
تجرأ الزميل على إبداء الرأي:
- اذا كان بالمصادفة , يبحث عن فتاة ففي إمكاني ان أعرض عليه بوليت.
سأله رئيسه في فضول:
- هل مازالت تتردد عليك؟
- نعم, لقد اخبرتني بأنها لن ترحل ابداً وبأنها سوف تدفنني وتستفيد من معاشي!
سأله المفتش وهو يفتح باب المكتب :
- من معاشك ! وكيف يحدث ذلك؟
اعترف الآخر في حرج:
- لأني .. لأني تزوجتها منذ أقل من شهر.
حينئذ قهقه رئيسه حتى إن صدى صوته كان يرن في الدهليز.
***
هاهو مارك ممدد على الاريكة وبجواره زجاجة على مائدة منخفضة , يستمع مرة اخرى الى الكاسيت , واذا برنين جرس قوي يجعل آنا
, وقد دهشت لأنه لم يعد أي زائر يتردد على الدار , تفتح الباب.
- آه ! الآنسة كورين ! يالسروري بقائك!
- مساء الخير يا آنا , هل هو هنا؟
- نعم .. في مكتبه.
صعدت السيدة السلالم أربعاً أربعاً , مصدرة صوتاً بكعب حذائها , فتحت الباب, وصاحت في مرح :
- كوكو , مارك ! إنه أنا ! لقد أتيت لكي احركك وارفعك., لقد افتقدناك, هل تعلم ذلك ! إن الاستاذ ديرييه يستقبل اصدقاءه , ولقد
كلفوني بجرك إذا لزم الأمر لذلك..
نهض مارك بصعوبة , وقبل السيدة على وجنتيها وقال:
- هذا كرم منكما ان تفكرا فيّ , لكن هأنت ترين ياكورين أني اكثر من العمل وعندما يأتي المساء اجد نفسي متعباً ,انك تسرد لي قصصاً
لا افهم منها ولا اصدق منها كلمة واحدة!
وجلست على الاريكة.
- تعال هنا. اجلس بالقرب مني.
وخلال ساعة تقريباً, حاولت بكل مالها من لطف طبيعي مألوف عندها , ان ترفع من روحه المعنوية , لكن كان ذلك عبئاً , إذ كان مارك
يسمعها وذهنه بعيد عنها جداً, ادركت ان محاولتها غير مجدية , فغادرت المكان مغمومة, وهي تفكر : ياإلهي لا تجعلني اعشق ابداً! ربما
سأحرم من اشياء جميلة لكني سوف أتفادى آلاماً جسمية.
كان مارك قد بدأ ينعس , وساعد على ذلك الشراب , تسلل القط ميتشو , لأنه وجد الباب موارياً عندما دخلت كورين , ثم قفز الى الاريكة ,
جلس على احدى الوسائد واخذ ينظف نفسه , وبالرغم من ان هذا الحيوان الأليف كان لا يفارق المطبخ إلا انه اعتاد قضاء سهراته في
المكتب منذ ان عاد مارك اليه , دخلت آنا ومعها مشروب ساخن , فهي دائماً متفائلة هذه الـ آنا وهي تعلم انها ستجد القدح مليئاً في اليوم
التالي.
ارادت ان تطرد القط.
- دعي صديقي الصغير وشأنه يا آنا , هكذا أردف الشاب وهو يلاطف رأس الأتجورا الرمادي الذي بدأ يقر في الحال , يحدث ان أتبادل
معه حديثاً طويلاً , احياناً , أليس كذلك ياميتشو؟
وبالمصادفة حرك القط أذنيه , لأنه كان يألف نبرة الرجل , عادت آنا في الليل وفي ساعة متأخرة , هاهي تجد مارك نائماً والزجاجة فارغة
, فردت عليه غطاء من الفراء.
***
اما جليبير جالان فكان يعد حقائبه , كان اكبر جزء من أمتعته على السرير وقمصانه تملأ المقاعد.
----------------------------
دخل مارك في هذه الاثناء .
- صباح الخير ! ماالذي يحدث ؟ هل تعزل؟
- سأسافر , وفي هذا المنزل ليس سواي من هو كفيل بإعداد أمتعتي , لأني اجيد معرفة لون القميص ورباط العنق المناسب لكل بدلة ,
وكذلك الجورب والمناديل, ابعد ماهو على احد المقاعد لكن , قبل ذلك اذهب واحضر لنفسك كأساً لابد انك ظمآن؟
- بالضبط.
هز جيلبير كتفيه , إنه مازال يتألم اكثر فأكثر بسبب صديقه , لقد عاد الى ذهنه الحديث الذي دار بينه وبين ليديا في لحظة محاولة
الاعتداء , مارأيك في هذه الموضوع . هكذا كان قد سألها , وكانت وقتئذ , قد فكرت زوجته لحظة , قبل ان تجيب :
- اعتقد ان هذه الفتاة بريئة , وانها ستظل معذبة طوال حياتها و.. هو ايضاً , كان قد تذكر هذه الكلمات عندما اسمعهما مارك الكاسيت
الذي ربكهما كليهما.
عاد الشاب وبيده الكأس , جلس على المقعد ومد ساقيه على زاوية السرير.
- الى اين تذهب ؟
- الى المكسيك.. بوبيلا, مكسيكو , وفي النهاية أكابولكو تخيل .. إن احد المخرجين قد حصل على موضوع من إحدى الروايات يصلح
لأن يكون فيلماً رائعاً, هناك لي في هذا الفيلم دور عند الهنود وفي بئر بترولية .. كما ان معي شريكة في الفيلم رائعة.
- وليديا ؟
- إنها ترافقني , وهذا وضع طبيعي.
ظل مارك ساهماً قبل ان يصيح وكأنه معاد :
- إنك سعيد على الاقل !.
- هل تلومني ؟! نعم إننا سعيدان .
أفرغ الشاب كأسه دون ان يجيب وحيئنذ انفجر جيلبير :
- اسمع ياصديقي, تصرف بأي شكل ! هل ستواصل حياتك غارقاً في اليأس ؟ إنك تفسد صحتك بهذا الشراب .. ولماذا ؟ إنك شاب .
جميل وثري..
- آه , المال !
- نعم. نعم في كل مرة يبادرني احدهم بقوله : آه المال , مبدياً النفوره والتقزز , فهو دائماً شخص صاحب رصيد ضخم في احد البنوك .
هكذا أردف جالان الذي لم ينس قط بداية حياته التي اكثر ماتكون متواضعة .
ثم ندم في الحال على ماصدر منه من كلمات لاذعة عندما شاهد وجه صديقه , لقد نحف , كما ان ملابسه قد اتسعت عليه, ووجهه قد
شحب والتجاعيد بدأت تظهر حول فمه .. مظهرة مرارة حياته.
ثم رق قلب جبلبير وقال:
- هل لديك اخبار عن محاولاتك الخاصة؟
وضع مارك رأسه بين يده وهو يتمتم:
- نعم , لم يجدوا شيئاً .
ثم اضاف :
- لماذا رحلت دون ان تترك عنواناً اتمكن من لقائها فيه؟ ياوديعتي , ياجميلتي .. ستيفاني , لماذا تخليت عني؟ لماذا ياحبي الوحيد,
لماذا؟
-------------------------------------------



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 03:55 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-17, 02:24 AM   #15

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع عشر
عندما وصلت ستيفاني الى مكسيكو , شعرت بالوحدة في هذه المدينة المزدحمة التي يسكنها شعب غير متجانس . استقبلت الفتاة بمزيد
من الترحاب من موظفي شركة اليطاليا , لم يكن عددهم كبيراً, وكانوا يشكلون فريقاً من الاصدقاء اكثر من ان يكونوا موظفين , تحت
إدارة لويجي سيكا , وهو ايطالي ظريف في الثلاثين من عمره , مرح ودائماً ذو مزاج حسن وسرعان ماوجد لها احد الزملاء ستديو مؤقتاً
ربما كان متواضعاً , لكن بإيجار مناسب , واستقرت في حياتها الجديدة , غير مهتمة بكل ماهو خارج عن العمل الذي كانت مكلفة بإتمامه
.
---------------------------------
سر لويجي سيكا في الحال بهذه الفتاة الجميلة المتحفظة التي لم يكن ينال منها سوى ابتسامة مؤدبة , سرعان ما تختفي , كان يراقبها
وهي منهمكة في العمل, كانت تجلس امام المكتب وامامها لوحة نحاسية تشير الى انها تتحدث الفرنسية والانجليزية والايطالية , كانت
تقابل الزبائن بمودة , تشير اليهم بالرحلات الجوية المختلفة وتحجز لهم الاماكن , وهي بسيطة في هندامها ولكن جمالها وسحرها يجذبان
انظار الجميع, لكن عينيها الواسعتين كانتا تلاحظان الفراغ , وبذلك تخيب ظن اكثر الشبان جرأة , وعندما ينتهي يومها , فهي تعمل على
تحية زملائها في العمل , وهي ترفض دعوتهم بكل لطف, وتعود الى الاستديو بعد القيام بشراء بعض المؤن.
كانت الفتاة ايضاً قد منحت حجرتها العادية طابعاً شخصياً ببضعة امتار من النسيج ذي الرسوم وبعض الوسائد واثاث من الباميو , واشترت
ايضاً بعض الأعمال الحرفية الهندية .
كانت تعد وجبة تضعها على المائدة المزدانة بالزهور , تغلق الستائر وحياتها تبدأ: سوف تعثر على مارك , كانت تحل شعرها , وتدعه يتحرر
على كتفيها , ثم ترتدي فستاناً كانت قد ارتدته للخروج معه , وكانت ستيفاني قد احتفظت من مهتنتها القديمة كمصورة, تلك المهنة التي
لا ترغب في ذكرها ولا سماع الكلام عنها, ببكرة افلام , كانت قد عملت على تحميضها فور وصولها الى المكسيك.
كان الحائط المواجه للمكتب مكسواً بالصور الفوترغرافية في منزله الخاص , مارك عند آل مارفي , واخيراً مارك في بلوفر ابيض امام
جواده عند صديقه جالان , يوم ان احتواها بين ذراعيه للمرة الاولى.
واعتادت ان تضع اسطوانة وتبدأ في تناول وجبتها كفتاة وحيدة , في أغلب الاحيان , كانت سيمفونيا رقم 2 لـ براهام , ثم بعد ان ترفع
ما على المائدة , تتمدد على الاريكة وتتأمل الشاب الذي تحبه مستعيدة في ذهنها الطريق الذي قطعته منذ اول لقاء لهما , وهاهي كفت
عن البكاء لأن هناك آلاماً تتجاوز مرحلة الدموع, كما كان النعاس يغلبها احياناً وهي في فستان الحفل, ويحدث ان تستسلم له غيرقادرة
على الحركة , اشبه بمريض يخشى الحركة لئلا يحرك آلامه.
***
لكن دولوريه زميلتها في العمل , وهي مكسيكية نجحت في جعلها تتآلف , كانت هذه الزميلة شخصيتة لطيفة , تزوجت قريباً من مهندس
وهو خريج جديد في الجامعة , اعتادت ستيفاني الخروج معهما مرة كل اسبوع.
ذات مساء , كان ينبغي ان يتقابل هذا الثنائي مع بعض الاصدقاء في في احد المطاعم , وسرعان ما تآلفت الفتاة , فكانت تتوجه معهما
الى المسرح والى سينما والى أي حفل غنائي , وخاصة حضورها هذه المشاهد المتواجدة في شوراع مكسيكو وبالتحديد في حي
ميدان جارينا ليدي , حيث تتكون هذه الـ ماريا شبس وهي مجموعة من الموسيقيين المتجولين .
ولما كان لويجي سيكا قد انجذب للفتاة فقد عمل على التقرب من دولوريه وزوجها , وبذلك تمكن من ان يعرض عيلهما رحلة الى
كانكان.
- دولوريه وانت كذلك يا آنسة ماركتيني , عندي فكرة أود ان أوافيك بها , لقد اقترب عيد الميلاد المجيد وسنكون في إجازة طويلة
بعض الشيء , مارأيك في رحلة صغيرة على شاطئ البحر الكاريبي؟
وهاهو المشروع يشير مناقشات عدة , إذ إن موظفتين آخرتين ابديتا الرغبة في الانضمام الى الفريق , امتنعت ستيفاني في البداية , ثم ما
لبثت ان وافقت.
------------------------------
وفي الطائرة , مال عليها لويجي:
- هل تسمحي لي بأن أدعوك ستيفاني؟
اجابته في بساطة :
- بالتأكيد يا لويجي.
وإذا بالشاب يبدي ابتسامة عريضة , كان الطقس حاراً جميلاً في كانكان , والبحر يتموج في روعة , واغصان شجر جوز الهند تصدر صوتاً
مع الرياح.
قال المهندس ضاحكاً وهو يحتضن زوجته :
- بلد احلام بالنسبة للعاشقين.
التفت لويجي نحو ستيفاني , لم تسمع مايقال من حولها , لأنها كانت تسير على الشاطئ على الرمل الابيض وهي تشعر بالوحدة اكثر
فأكثر.
وهاهو عيد الميلاد قد أقبل , وكانت سهرته من أنجح السهرات , وستيفاني رفضت , عندما عادوا الى مكسيكو , كانت روابط الصداقة بين
اعضاء فريق أليطاليا قد توطدت ولويجي سيكا يغذي أملاً واهياً في قلبه.
وذات مساء سألت دولوريه الفتاة :
- أترغبين يا ستيفاني في القيام معي بجولة الى المحلات ؟ لأني أرغب في التجول في الـ زونا روزا بين الخياطين وصناع الأحذية .
واثناء ماكانتا تتجولان في شوراع هذا الحي الجميل , حاولت دولوريه الوصول الى اعماق الفتاة .
- مارأيك في رئيسك في العمل ؟
- ان العمل معه ممتع.
- اقصد : كشاب؟
- ظريف.
- سيحصل قريباً على مركز مرموق .. هل تعرفين ذلك؟ من البديهي مركز إداري.
ستيفاني لم تجبها , فألحت:
- وهو يأمل في ان ان يعيش في باريس خلال عام , هل تعرفين باريس؟
- نعم.
- لابد انه بلد رائع , هل تحبيه؟
- لن أعود الى هناك , لكني احبه.
فماكان من دولوريه إلا ان غيرت مجرى الحديث , لما شاهدته من تغير على وجه ستيفاني.
وخلال شهر يناير ( كانون الثاني ) , توجهوا جميعاً معاً لزيارة مدينة الآلهة التي تدعى تيوثيوكان وهي فخر الحضارة الهندية , كم اعجبت
ستيفاني بجمال المكان بماله من اهرامات شامخة , ولما كانت تشرك لويجي في انطباعاتها , سعد هذا الاخير لاهتمامها به , اخذ يشرح
لها بالتفصيل عن الثقافة الهندية في العصور الأولى.
واستمرت الحياة : العمل في النهار وفي المساء ذكرياتها , ومن حين الى آخر مع الاصدقاء الجدد.
وذات صباح اعلنت دولوريه , والسعادة تطل من عينيها , انها تستعد لاستقبال طفل, وللاحتفال بهذه المناسبة السعيدة , دعت كل افراد
الوكالة الى حفل عشاء مرح يوم الاحد التالي , وللمرة الاولى اشتركت ستيفاني في تلك اللية وكانت مرحة جداً , الأمر الذي بعث
بالسرور في نفس لويجي , وعندما اوصلها بالسيارة الى منزلها توقف لكنه منعها من فتح باب السيارة .
- لا تخرجي يا ستيفاني , لأني أريد ان اتحدث معك.
عندما التفتت نحوه , لاحظت انه اخفض الرأس مثبتاً نظره على عجلة القيادة وقد بدا محرجاً , أو متضايقاً .
- ها.. ما أريد ان اخبرك به.. إني منجذب اليك , أراك جميلة , وديعة , جذابة , لك كل مايرضي الرجل, لابد أنك عانيت من حزن
عميق قبل ان تزحفي الى مكسيكو , لن أسعى الى معرفة ماضيك .
----------------------------
إنك تستحقين حياة اخرى , تختلف عن هذه الحياة وكل ما أرغب فيه هو ان أعيد إليك طعم الحياة والضحك , إنك تعلمين اني اتمتع
بمركز متميز ولي آمال عريضة , هل تقبلين ان تكوني زوجة لي ؟ لا تجيبيني في الحال , فكري , سأعلمك كيف تحبيني , على أي حال ,
من جانبي فإني أحبك.
تأثرت ستيفاني وأمسكت بيده قائلة :
- شكراً يا لويجي, سأفكر في كل ما اخبرتني به , لكن حالياً اجد نفسي عاجزة عن الرد , أترغب في الانتظار الى الغد؟
تبادلا الابتسام وذهبت ستيفاني الى الاستديو الخاص بها , وخلال خمسة عشر يوماً لم يتبادلا الحديث إلا في بعض المواضيع العادية
لكن لويجي دعاها ذات مساء الى العشاء واثناء إعادته لها الى مسكنها , كرر لها طلبه.
- إنك شابة صغيرة ياستيفاني , فلا ينبغي ان تنعزلي هكذا عن العالم , لقد خلقت لكي يكون لك زوج و أبناء .. فكري , سأنتظر ردك في
حب وصبر.
عندما عادت ستيفاني الى منزلها , جلست امام المائدة , أراحت ذقنها على يديها المشبكتين واخذت تفكر , لن ترى مارك ابداً بعد الآن ,
كيف ستكون حياتها ؟ أنها غير قادرة على توقع مستتقبل إلا ويكون مظلماً , فارغاً وبلا أمل .
رأت نفسها وقد اصبحت عانساً في منزل صغير , تهتم بقطتها وزهورها, وحينئذ شعرت بالخوف , لويجي شاب ذكي , جذاب , وهو يحبها ,
ولم لا؟ سوف تحصل على اطفال تعمل على تربيتهم ونموهم , لن أكون اول ولا آخر من تشارك رجلاً في حياته , هكذا حدثت ذاتها ,
رجلاً يجد فيه الرأي العام زوجاً مناسباً , وكذلك والداً طيباً , إن في قلبها جرحاً يلتئم بصعوبة....
ابعدت الفتاة مقعدها , اقتربت من الحائط واغلقت عينيها وهي تشعر بالارتباك والتردد , ثم اغلقت عينيها لفترة طويلة.
وعندما فتحتهما ثانية , رفعت الصور عن الحائط , الواحدة بعد الاخرى, لقد اتخذت قرارها , وضعتها على المائدة ومزقتها .
عملت منها اكواماً صغيرة , تناولت إحداها , ثم دخلت الى المطبخ الصغير وفتحت باب سلة المهملات وهي أفخر مافي المنزل من اثاث
متواضع , وهاهي الصور الممزقة اختفت في الثقب المظلم .
كانت صورة مارك وهو امام الحصان , مازالت معلقة , وفي لحظة انتزاعها, القت اليها نظرة اخيرة ومدت يدها , لكن يدها سقطت ثانية
خاملة , شعرت بأصابع مارك , ممسكة بكتفيها , احست من جديدبالأسى والسعادة صوته وهو يتمتم : وديعة وجميلة ياستيفاني , لقد
انجذبت لك منذ اول لقاء , لكنك الآن تسحرينني .
شعرت وهو يضمها اليه ومحاولاً ان يقربها منه لكي يقبلها , حينئذ صاحت :
- لا, لا!
ثم القت بنفسها على السرير, اخذت تعض وتقبض بشدة على الوسائد وهي تهتز من شدة النحيب مرددة:
- مارك ياحبي .. لست قادرة على ان أكون لغيرك ياحبي ! يا حبي!.
------------------------------



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 03:57 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-17, 02:26 AM   #16

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 03:58 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-17, 02:30 AM   #17

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 03:59 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-17, 02:32 AM   #18

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تمت بحمد الله
قراءة ممتعة للجميع


samahss غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 07-02-17, 04:43 PM   #19

Hibazwina

? العضوٌ??? » 391176
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » Hibazwina is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

Hibazwina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-17, 05:39 AM   #20

azure

? العضوٌ??? » 120969
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 42
?  نُقآطِيْ » azure is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

azure غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:04 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.