آخر 10 مشاركات
الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          مصيدة الإبتزاز (77) للكاتبة: جيسيكا ستيل ... كاملة ... (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          276 - قلب فوق البركان - بيني جوردآن (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          خانني من أجلك(2) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة بين قلبي و عقلي (الكاتـب : نغم - )           »          أغدا ألقاك ؟ (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة بين قلبي و عقلي (الكاتـب : نغم - )           »          10 - تعالي إلى الأدغال - آن ويل - ع.ق (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          صفقة مع الشيطان (145) للكاتبة: Lynne Graham (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          599 - قيود امرأة - باتي ستندارد ( تحت سقف واحد ) - ق.ع.د.ن*** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-17, 02:40 AM   #1

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 595 - البرق يدوى مرتين - قلوب عبير دار النحاس ( كتابة /كاملة)**





595 - البرق يدوى مرتين - قلوب عبير دار النحاس
الملخص
لأول يوم في حياتها تعرف معنى الحب, لقد عانت على أثره يوم تعرفت إلى الشاب الرسام دومينيك ميلز.
أنكر دومينيك حبُّه لكريسيدا لغرور في نفسه وعادت هي إلى لندن لتنطلق في الحياة من جديد.
لكن شبح الماضي بقي يطاردها إلى أن تزوجت, وانعكست نتائج ذلك الحب سلباً عليها.







محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 06-02-17 الساعة 03:08 PM
samahss غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 06-02-17, 02:41 AM   #2

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الاول
كانت تمطر بغزارة ليوم بكامله في روما, تحول الصقيع والمطر الى جليد وعم البرد القارس.
وكانت هناك فتاة ترتدي سترة وقميصا اسود, كما عقدت شعرها الطويل باناقة لافتة, ثم لفت حول رأسها مشلحا حريريا اصفر اللون يقيها حدة البرد. كانت تسير على جسر سانت انجلو برشاقة وانوثة ترتجف اوصالها للريح العاتية التي تهب مزمجرة فوق الجسر. ملامح وجهها الجميل كشفت عن حزن عميق وكآبة, امسكت بمنديل ابيض تمسح به دموعها, اسرعت الخطى لاجتياز بوابة اعتلتها قنطرة.
انقطع المطر فجاة, وتحولت الغيوم الرمادية السوداء الى بيضاء, ثم انبثق نور اضاء السماء.
انها طبيعة روما كعادتها مشرقة, بدت جدران القصر العتيق باهرة وبلحظة من اللحظات تبددت الاشياء واستحال اجمل.
كانت حشود مجتمعة على امتداد الجسر نزولا حتى فيا دي تورديمونا.
وتمنت في تلك اللحظة ان تغادر بالازو حيث عاشت لفترة, غير انها على الرغم من حبها الشديد لتلميذتيها الصغيرتين فرانسيسكا وتوليا, تتوق للابتعاد ولو لسنة واحدة عن مقر عملها, حيث تجد سعادتها وحياتها مع من تحب. الحياة بكل ما فيها من عواطف جياشة احست بها في تلك اللحظة بالذات وشعورها نحوه كان دائما ولم يزل راسخا في مخيلتها.
التقته حين كانت تصفف شعر هاتين التلميذتين وتعدهما للجلوس بلباس رسمي انيق امام الرسام الانجليزي ويدعى "دومينيك", وطالما كان هذا الاسم يردد على مسامعها مرارا فتفرح. كان ذلك الرسام الماهر من اصل انجليزي غير ان امه برازيلية المنشا. درس فن الرسم في لندن ومن ثم تابع دراسته في باريس. احب الفنون على انواعها وكانت هوايته التجوال في متاحف روما بكل ما فيها من كنوز. تذوق تلك الفنون العريقة بشغف ونهم لا ينقطعان. ناهيك عن دور اعرض الفخمة التي زارها وهي حافلة بروائع لفنانين ذاع صيتهم.
لم يكن دومينيك متزلفاً يهوى الاستجداء من السيدة لورين التي تكن له مودة واحتراما عميقا, لصداقة قديمة تربطها بوالدته على الرغم من ضائقته المادية وتعسر أموره في الحياة.
عرفت السيدة لورن والتي كانت كريسيدا تعمل عندها مربية لطفلتيها بعملها الدؤوب واحتضانها لمبتدئين تمرسوا في اختصاصات وجامعات شتى, من بينهم دومينيك الذي اختارته ليكون رسام ابنتيها الخاص بعد ان طلبت منه رسم لوحات متوسطة الحجم تبرز جمال تلك الفتاتين والتركيز بريشته على وجهيهما اللذين اختصرا فتنة وروعة الجمال الايطالي, بتلك العيون الواسعة ووالملامح الجذذابة, اسرعت الفتاة الانجليزية تستعد للقائها الاول بذلك الفنان.
تصورته قادما الى غرفة الاستقبال متابطا اوراقه يختال بقامته الرشيققة ووجهه الشاحب. فكما وصفته لها لورين, يتمتع ببشرة حنطية وعينين سوداوين وشعر اسودكثيف- شاب ايطالي بكل معنى الكلمة.
كان يوما دافئا من ايام ايلول الجميلة, حين قدم الى ديل فاريس بالازو. ارتدى بنطلون جينز باللون الازرق افاتح وقميصا ازرقو وعلى كتفيه القى معطفا اسود ينم عن ذوق رفيع. التقى هناك بفتاة انجليزية اعجبت به كثيرا لكنه لفرط انغماسه في هوايته الي امتهنها لم يعط الامر اهتماما, وظهر بمظهر الشاب اللامبالي لامر احد ما جعله متميزا ومختلفا عن غيره في كل شيء.
فقد حاز على اعجابها منذ اللحظة الاولى جلست تحدق به وهو غارق في تفكيره يرسم الفتاتين الصغيرتين اللطيفتين بريشته الانيقة وبخفة اصابعه رسم لوحة فنية رائعة في دقائق معدودة. كان يبدو سعيدا باسم اللوحة وهو يقوم بعمله هذا. بعد ان فرغ اعطى اللوحة لفتاتين اللتين كانتا تنتظران بفارع الصبر, ثم قال:
"هذه لوحتكما الجميلة تبدوان فيها جميلتين!"
نظرت الى اللوحة ثم تنهدت قائلة: "يا لجمالها, تبدو مثل لوحات رفاييل أليس كذلك؟"
ضحك ساخرا: "لست رساما بمهارة رافاييل المشهور, اؤكد لك ذلك."
اجابته: "اذن بمن من الرسامين المشهورين تشبه نفسك؟"
"انا رسام فحسب." اجابها بذلك ضاحكا. باناقته المعهودة وكبريائه استطاع ان يسلب قلبها ويفتنها من اول لقاء.
لكن بوقاحته المبتذلة وحشريته العلمية كان احيانا يتركها تتارجح ما بين الشك واليقين. وبذكائها الحاد استطاعت لفت نظره اليها.
انصب اهتمامه الكامل على توفير ثقافة فنية تليق بفتاة انجليزية مثلها. كان يزور معها متاحف ومواقع اثرية في روما, ويعمل على شرح ما استطاع من افكار استحوذ عليها خلال ممارسته لتلك الهواية التي احبها كثيرا. باصغائها وصبرها تمكنت من تكوين فكرة عن فن الرسم بكل ما فيه من دقة وبراعة.
بدات القصة حين دعاها الى الاستوديو ذات مرة طالبا منها رسمها.
"الا انها اجابته بفتور: "هل انت متاكد انك تريد ان ترسم بريشتك فتاة تشبهني انا؟"
سالها للمرة الثانية وهو مرتبك بعض الشيء: "هل توافقين على مثل هذا الامر؟" وصمت منتظرا.
كان يبدو مستاء جدا وهو ينتظر ردها, وهي بدورها ساورتها بعض الشكوك وبدت مضطربة لكنها اذعنت فيما بعد. اذ تساءلت وهي تقف صامتة ان امرا كهذا ليس غريبا على الاطلاق فلورين نفسها تحبه. فتيات كثيرات قد فتنها دومينيك بجاذبيته الساحرة, وهي ليست سوى فتاة عادية بهرتها صفات رائعة في شخص دومينيك, كسرعة خاطره وذكائه المتوقد واشياء كثيرة اخرى, اضافة الى كونه رساما عظيما وهو يمتلك الكرم والشهامة ودماثة الخلق, مما حدا بها الى الوقوف عند رغبته والجلوس امامه بصبر وجلد بكل طيبة خاطر.
وهو يحاول رسمها بفن ومهارة, كان يحلو له ان يبادرها ببعض الكلمات الطريفة, فقد اعجبته كما اعجبها, وفي كل مرة كانت تحاول اثارته ببضع كلمات تنم عن شعورها وعاطفتها نحوه.
فقد قال لها: "بالنسبة لي, اعتبرك فتاة مختلفة بملامحك الفاتنة ووجهك الصغير وعينيك الخضراوين الشبيهتين بعيني قطة جميلة تنقض على من يداعبها, الا انك والصدق يقال, جلودة ولطيفة في الوقت نفسه وايضا متوقدة الذكاء.
لست كباقي الفتيات اللواتي تشغلهن مور سخيفة في الحياة كالثياب والمجوهرات الثمينة وغيرها, تجيدين التحدث بمواضيع مختلفة حتى انك تتفوقين بمقدرتك وقدراتك العقلية على لورين المحترمة التي لا تحسن الاختيار من وقت لاخر. اني حقا مستمتع ألذ الاستمتاع بحضورك الكريم."
بدا يقص عليها قصصا مختلفة تارجحت بين المزح والجد.
كان جادا فيما قال وقد حمل كلماته وعباراته اطراء ما بعده اطراء. انها ابنة الثانية والعشرين وللمرة الأولى في حياتها تقع في حب رجل لطالما انتظرته. رجل انيق تتمناه كل فتاة.
كان قد اتخذ تلك الهوايةالرائعة مهمة استحوذت على اعجاب كل من عرفه, غير انه لم يكن يحتاج الى المال, فحالته المادية جيدة, وعرفت من خلال عبارات وجيزة تلفظ بها انه مثل عصفور طيار يتنقل من بلد الى اخر يستكشف فنونا رائعة يتميز بها وينعم بحياة هادئة بكل ما فيها من مباهج ومسرات.
استطرد دومينيك في نقاشه معها حول مسائل تتعلق بما يشبه الماورائيا. الفلسفة ومذاهب متعددة لاديان مختلفة, فيما عدا السياسة التي كان يمقتها, وهي بالنسبة اليه مواضيع لا يجوز التطرق اليها. كونه فتى انجليزي من اب انجليزي الاصل تربى ونشا على عادات وتقاليد انجليزية صارمة لم ترق له في يوم من الايام. وحنينه لوالدته البرازيلية الاصل اخذ منه ماخذا, وورث عنهاعدائيته لكل ما يتعلق بالبروتوكول والاصول.
وقفت الى جانبه على شرفة اطلت على مدينة روما التاريخية, حينها اقتنعت انها لا محالة قد اسرها حسنه وطلته البهية.
كانت دائمة التفكير به وهو امامها يقوم برسمها باوضاع وتعابير مختلفة.
كانت هناك لوحة برزت فيها برداء من صوف قرمزي اللون وقد امسكت بين يديها قطة سوداء, عمل دومينيك على رسمها باتقان فبدت عيناها شبيهتان بعيني القطة الخضراوين. وقد بيعت تلك اللوحة لمدير صالة محلية تستهويه الفنون.
توقف عن الرسم للحظات وخاطبها: "ارى ان عينيك الجميلتين الشبيهتين بعيني القطة تبعثان السرور في نفس من ينظر اليهما واراك الان تماما كالقطة الصغيرة منطوية, دافئة لكن ليس مثلها مخادعة وتترقبين للانقضاض على من يراك."
اجابته: "ارى ان القطط تختلف في حبها الدائم للاستقلال والحرية أليس كذلك؟"
"اظن ان نظرة الاهل والاصدقاء مختلفة عن تلك التي يرانا بها الاخرون."
والان اختلفت الاشياء وتبدلت, اذ اصبح دومينيك جزءا من حياتها المستقلة.
كان يوما من ايام كانون الاول الشدبد البرودة, حين شعرت برغبة تجتاحها للذهاب اليه ولقائه في الاستوديو الخاص به.
في ساعات الغسق الاولى ومع افول اخر خيط من خيوط الشمس الدافئة, قصدت مكانه. شعرت بالضيق ينتابها واخذت تسمع ضربات قلبها القوية.
متى ستنتهي قصته معها؟ متى النهاية؟اوجست بخوف اذ بدات علاقتها معه تتطور يوما عن يوم, احبته بطريقة متحضرة وهي التي لا تؤمن بالارتبط بعلاقة ودية وفقا لشروط مضى عليها الزمن. ارادت ان يكون حبها له مختلفا بكل تفاصيله لكن في المقابل كانت تطمح لعاطفة نبيلة وقوية فترضى وتقتنع. لكن الامر اتخذ طابعا اخر.
عاطفتها نحوه تبدلت بعد لقائه بها. وتكررت زياراتها له يوما بعد يوم الا ان تلك العلاقة لم يعلم بها احد سواهما, حتى انها اخفت الامر عن والديها وصديقاتها. هي الان واعية ولها حق الاختيار.
احست بسعادة عارمة وخالجتها شكوك مريرة, ففي كل مرة كانت تزوره تشعر برغبة بالبقاء معه طيلة حياتها, وحين تتركه تلهب الغيرة فؤادها وتتمنى لو لم تعرفه.
كانت تنتظر تلك اللحظة الحاسمة حين يفترقان. اصبح دومينيك بالنسبة اليها مثل كابوس في ليل طويل. استبد بها ارق أضج مقعدها, ونحل جسمها, ولاحظت لورين انها لم تعد مشرقة كما في السابق الا انها لم تفقد في يوم حيويتها مع تلك الصغيرتين الرائعتين. لم يدر دومينيك كم سبب لها من الام كثله كباقي الرجال الذين يؤمنون بالحب والعواطف النبيلة. انها المرة الاولى التي تشعر بها باسلوب مختلف في تعاملها مع من تحب.
شانه شان كل الرجال لا يحب الارتباط من اي نوع, يريد التملص فجاة متى بدات العلاقة تزداد الا انها على الرغم من حبها له, ابقت الامر سرا ولم تبح بها لاحد, وهي التي حاولت اغوائه بشتى الوسائل كي يبقى لها دون غيرها, فغيرتها التي اشعلت فؤادها قد كشفت مكامن ضعفها وجعلتها فريسة للكآبة والحزن بكل معانيه.
ان اللوم يقع على عاتقها فقط, فهي على علم بتصرفاته الطائشة وانه ليس ممن يحبذون الارتباط باي شخص, وقد قال لها من قبل بانه يطير من بلد الى اخر مثل الطائر الحر.
كان ياتي الى شقته الصغيرة مجموعة من الفنانين المبتدئين, فيضج المكان بهم ويحظى الجميع بلحظات رائعة, من بينهم فتاة دومينيك التي احبت اصدقاءه واصبحت على معرفة وطيدة بهم. في المبنى نفسه تقيم عائلة ايطالية يربطها بدومينيك علاقة مودة قديمة. حيث توفيت الزوجة مخلفة ست اولاد صغار, قام دومينيك بتفقد العائلة هذه وقدم ما يستطيع من معونة من ضمنها تكاليف الدفن وما شابهها, مثل اي ايطالي محب. فقد وهب مبلغا من المال لمساعدة الرجل مع عائلته بمن فيهم زوجته الجديدة التي اتى بها لرعاية الاطفال.وقد تصرف كعادته التي داب عليها طوال حياته. فغيره من الاغنياء لا يكترثون للفقراء والمحتاجين. الا ان تلك العاطفة النبيلة التي عرف بها لم تقتصر في يوم من الايام على من عرف من فتيات وهي التي احبها حبا جما لم تحظ منه بعاطفة مقابل حبها الكبير.
تيقنت حينها ان نهاية قصتها معه قد اقتربت.
تلك الايام الجميلة الوادعة التي قضتها معه, كانت حلمها الذهبي. فقد عرفها الى اماكن لم تكن تعرفها من قبل في ديل فاريس, وزارت مطاعم ومقاه رفيعة المستوى, وفي دوامة تلك الايام السعيدة كان دومينيك يملي عليها من علم معروفة في مجاله الفني.
واتى اليوم الموعود, اذ ذات امسية امسك بيدها فاقتربت نحوه خطوة ثم بكلتا يديه رفعها عاليا وسط اللوحات الفنية المبعثرة, هامسا باذنها كلمة طالما انتظرتها. قال لها " احبك. "
"قطتي الحبيبة احبك من كل قلبي, وتعنين لي الكثير."
غمرتها سعادة لم تعرفها وتحس بها من قبل. فاحست بنبضات قلبها تطرق بشدة وتمنت او يدوم فرحها.
كانت تنظر من نافذة الغرفة تسامر النجوم المضيئة في صفحة السماء.
في تلك اللحظة تذكرت لندن حيث نشات وهي صغيرة. الا ان مكانها هنا في ديل فاريس بالازو. في روما, حيث عرفت الدفء والحنان, فهي لم تامل في يوم من الايام ان تصبح حبيبة لرجل نبيل مثل دومينيك.
من الليلة فصاعدا اشرقت شمس جديدة في حياتها, والايام الماضية التي عرفتها بتعبها وشجونها وباشيائها التي لم ترق لها اصبحت الان في طي النسيان. مبادئها القديمة التي كانت تمن بها وتسيطر على تفكيرها تبدلت تلك اللحظة اصبحت بكل كيانها ملكا لدومينيك, هام بها وعرفت سعادة لم تدرك نتيجتها.
وانقضى شهر بايامه ولياليه وساعاته القليلة التي تمخّض عنها حب جارف لا حدود له.
انقضى اسبوعان ولم تره, احست بفتور العلاقة وقررت البقاء حيث هي وعدم زيارة دومينيك. وهي غارقة بافكارها السوداء اتتها رسالة منه تقول: "قطتي الجميلة, لن استطيع ان اراك اليوم اذ يتحتم علي السفر الى باريس لاسباب مفاجئة طرات تتعلق بعملي. ساخبرك عندما اعود."
لاحظت ان اتصاله بها قد انقطع, فهو لذي لم يخط بحياته كلمة لشخص, ارسل لها بتلك الرسالة التي ضمنها حبه واشواقه.
ظللت عليها عتمة حالكة, فروما التي احبتها كثيرا اصبحت فراغا قاتلا يسودها السكون في غياب دومينيك. كان لا يقطع الصمت الرهيب سوى رن جرس الهاتف وتساؤلات الاولاد عنها وعن سبب غيابها. افكار شتى راودتها عن سفره المفاجئ وعمله في الخارج واشياء اخرى. وهي لا تملك الحق في السؤال والتدخل بحيثيات حياته اليومية. حبيبته لشهرين اثنين وكفى.
وتملكت منها كآبة عانت على اثرها الكثير, فأرق الليالي وقلة النوم, كل ذلك جعل منها فتاة نحيلة لا تقوى على شيء.
احست بغيرة قوية تنهش صدرها, تصرفاته لم تعد كسابق عهدها, لكن كل تلك التخيلات والظنون كانت تتصورها, فدومينيك محب وحنون وهي حبيبته لا غير.
اوت الى الفراش وكانت تشعر بالم لم تعرف مصدره, غير ان لورين تعرفت الى سبب مرضها واقترحت انه ما يسمى بالحمى الرومانية, وبكل حنان ومحبة حاولت الاهتمام بها ورعايتها.
ذات مساء وهي جالسة في سريرها, رن جرس الهاتف فاذا بدومينيك يتصل, فقفزت فجاة من مكانها وهتفت بفرح كبير حين سمعت صوته: "كيف حالك يا حبيبي؟ احبك."
اجابها ضاحكا:"قطتي الحبيبة." وضحك ساخرا.
قال: "ساكون في روما صباح يوم السبت المقبل."
اخذت تعد الايام التي تفصلها عن يوم السبت, ثم هتفت قائلة: "حسنا ساكون منتظرة في منزلك في الرابعة كعادتي."
اجابها: "بالطبع يا حبيبتي, كوني بانتظاري فانا باشد الشوق اليك."
ساد صمت, يبدو ان الرجال اشد حذرا من النساء هذه الايام, يقولون ما يودون قوله متى شاؤوا. رده كان مختصرا.
قالت بامل كبير: "الكل يتمتع خارج منزله وانا هنا..."
فقال: "اراك يوم السبت المقبل, الى اللقاء يا قطتي الصغيرة."
ارادت متابعة كلامها لكن الخط انقطع على الفور.
مضى وقت طويل على غيابها عن تلميذتيها فقد انقطعت عن التعليم منذ فترة وجيزة ولا تدري ما حل بهما الان. بدا قلبها يخفق بقوة وتابعت تحادث نفسها.
"الخميس, الجمعة, السبت وماذا بعد؟ اه دومينيك... دومينيك."
بقيت تراودها افكارسيئة حول ما سيحصل فيما لو تاخر دومينيك.
هل سياتي الى المنزل ام سيبقى في باريس؟ ماذا لو حدث له اي طارئ؟ ستعرف بالتاكيد من لورين صديقة والدته.
تخيلت نفسها في اول لقاء لها مع دومينيك في عناق حار, وهو يقبلها قبلا كادت لا تقوى على المقاومة, ثم وهو يمسك بيده ريشته يقول: "لا تتحركي ابقي حيث انت, تعابير وجهك الجميلة جذابة, اريد ان ارسمك كما انت الان."
كعادته في كل مرة, كان يفقدها صوابها قبل ان ياخذها بين ذراعيه.
بات عليها الان ان تلبي اوامر لورين لتاخذ ابنتيها لزيارة عمتهما في حي من احياء روما, وعليهم العودة قبل العشاء.
لاول مرة تبدو مستاءة, لا تقوم بتحقيق رغبة لورين وترفض معتذرة القيام بواجبها.
"ارجوك اعذريني لدي موعد هام..." وجهت اليها الكلام متوردة الخدين خجولة.
بدت لورين متفاجئة ومحتارة: "هل الامر هام جدا؟"
فكرت الفتاة باعتذار فقالت: "قريبة لي تنتظر في المطار, علي اصطحابها ومرافقتها الى حيث ستمكث في روما."
اخيرا, اذعنت لورين واخذت تفكر في حل للقضية, عندها تنفست كريسيدا الصعداء.
الا تاتي الى منزله يوم السبت وتكون في انتظاره امر لا تحتمله.
والان وهي في طريقها الى شقته بدات تتذكر لحظات سعيدة عاشتها في روما مدينة الضوء والارستقراطية المذهلة بكل حيويتها وضوائها, روما التي احبتها منذ زمن بعيد.
وقفت تتامل نهر التيير المتدفق تحت الجسر العتيق منسابا انسياب الذهب, ومياهه عكست لون السماء الازرق الصافي. بدات الغيوم تختفي وتفكيرها منشغل بما سيفعل دومينيك هذا المساء.
على الارجح سيرتاحان لساعات قليلة في الشقة الصغيرة ومن ثم يخرجان لقضاء امسية في احد مطاعم حي بيازا, أي في سانت ايغنازيو, حيث يتناولون وجبة فوتشيني المفضلة لدى دومينيك, وبعد طلب الفاكهة والقهوة سيمضي دومينيك بعض الوقت يرسم منزلا يتراءى له من خلف قضبان حديدية لبوابة كبيرة, او صف حجر نبت عليه العشب واشياء اخرى تثيره وتضيف الى غموضه ورومنسيته.
"اه دومينيك, دومينيك."
عادت الى المنزل الذي كان لفنان من فلورينتين صديقا له, حيث امضى فصل الخريف بكامله عنده ومن ثم رحل عائدا الى بلده.
صعدت السلم الخشبي المؤدي الى شقته بخطى سريعة وهتفت: "دومينيك, دومينيك." وهي تلهث من شدة التعب. كعادتها مشت نحو منزله غير ملمة بما يدور حولها.
منذ ثلاثة ايام اتصل بها ليعلمها انه قادم صباح هذا اليوم وسيلتقي بها بعد الظهر, لكن ما الذي حصل حتى عاد بسرعة, حزم امتعته ثم عاد ثانية دون ان يراها؟ وكانها افاقت من كابوس مخيف.
التفتت الى الظرف الملقى على الطولة وقد كتب عليه اسمها, بدا مالوفا بالنسبة لها, انه خط دومينيك الذي تميزه من بين كل الخطوط.
مزقت الغلاف بسرعة واخذت تقرا كلمات رسالته بعد ان فضتها, امعنت لوقت طويل في قراءتها للرسالة وهي تهمس: "يا له من رجل غير منظم."
بدات بالقراءة: "عزيزتي, لا ادري ما علي ان اقول, لم يتوجب علي الذهاب دون ان اودعك, اقسم اني لم احسب ان الامور ستسوء الى مثل هذه الدرجة. تعرفين اني لست من مؤيدي الزواج, لكن معك اختلف الوضع فقد عشت اجمل ايام حياتي.
اخبرتك اني احببتك كما لم احب من قبل, لكني لست من نمط اولئك الذين يرتبطون بزواج, اعترف ان الامور افلتت من يدي, احبك وتحبينني,عملت كل ما في وسعك من اجل انجاح العلاقة وكانت تضحيتك كبيرة, لكني في المقابل لا استطيع فعل شيء, اود اللقاء بك واسعادك والبقاء بجانبك كل فترة عملك فيروما.لكن ظروف طارئة حدثت بباريس بدلت كل خططيهذا الصيف, فقد زرت والدتي وقد اخبرتك ان والدي توفي مذ كنت يافعا, وتزوجت امي للمرة الثانية من رجل برازيلي يصغرها بكثير وبقيت لفترة طويلة لا اراها.
ومن ثم توفي زوج امي في حادث سيارة ومنذ ذلك القوت وهي مريضة وغير سعيدة.
كنت قد بقيت معها لو لم تتزوج, فحين تزوجت به كانت في الخمسين من عمرها وجميلة جدا, لكن الان هي في باريس حيث اتت للعلاج من مرض عضال على يد اختصاصي في الاورام السرطانية تثق به. لكن للاسف لم يستطع فعل شيء. جزعت اذ رايتها نحيلة شاحبة اللون, غير ان ممرضة خاصة تهتم بها, وعدتها بالمجيء اليها في البرازيل والعيش معها.
حان وقت الوداع عزيزتي, ولا اعتقد امما سنلتقي من جديد. اعلن لك عن جبني وخساستي, ولا اقوى على وداعك وجها لوجه, قطتي الصغيرة انت نبيلة جدا واعتقد ان الوداع سيكون مؤثرا جدا, لذا فضلت الهرب. كان يجب ان اودعك بواسطة الهاتف. اعترف انني اناني ومتوحش, رغبت حقا بالبقاء ورؤيتك مع علمي انك ستاتين لرؤيتي.
حاولي ان تسامحيني اقل ما في الامر, اني لست مغرما باحداهن, اعدك اني لن احب احدا سواك ما حييت, اشكرك واحبك باسلوبي الخاص.
كوني سعيدة في حياتك... دومينيك."
وعلى مهل بعد ان فضت الرسالة وقراتهاطوتها ووضعتها في غلافها الخاص ومن ثم دستها في حقيبة يدها. كان يلزمها بعض الوقت لتفهم مغزى الرسالة, فالشاب الذي احبته عاجز عن وداعها: "يا للهول يا له من امر مخزي."
احست بالم شديد لم تعرف مصدره اذ انتهت من قراءة سالته وشعرت بكآبة محزنة.
واستدركتسطرا قراته في تلك الرسالة: "اعدك اني لن احب سواك."
كادت تقع على الارض من فرط الضحك. هل مثل هذا الكلام يهدئ اعصابي, وما الفائدة ان هو احب فتيات اخريات غيري سواء في باريس او البرازيل او في اي مكان اخر؟ لكن ما يهون الامر علي ويخفف من حدة المي انه تركني ليعيش مع امه وليس سواها. يا له من رجل! من فرط حساسيته لم يتمكن من مواجهتها وتركها وحيدة تتلقى ضربة مؤذية ستتذكرها لمدى العمر.
رددت عبارة وردت في رسالته: "لا اظن اننا سنلتقي من جديد.ولا انا اعتقد ان لي رغبة في لقائه في اي وقت من الاوقات."
لكن الحياة تبقى مستمرة مهما تازمت الاوضاع وعليها البقاء وحيدة, هذا مستحيل من وجهة نظرها.
فجاة ارتمت على الكنبة وغمرت وجهها بغطاء مزخرف.
ثم تناولت الرسالة من حقيبتها وحملتها بقرب صدرها ثم مزقتها شر ممزق.



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 04:02 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-17, 02:43 AM   #3

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني
انتشلت كريسيدا فستانا حريريا باللون الزهري والابيض, وسترة قصيرة من علبة كبيرة. علقت الفستان بمفتاح الخزانة في غرفة نومها, ثم وقفت للحظة تنظر اليه برضى وفخر.
"يا لك من فستان جميل, اظن ولت الايام القديمة المضجرة وايام سعيدة تنتظرني. ليتك تعلم اهميتك عندي يا فستاني الزهري."
استدارت والتفتت حولها غاضبة, كانت الغرفة في فوضى تامة, صناديق وعلب حقائب سفر, ثياب غريبة الشكل, وزعت على سجادة الغرفة, الكراسي والسرير. قالت: "يا لها من فوضى عارمة."
تمنت لو انها تملك غرفة اضافية تستوعب تلك الاشياء, لكن هناك واحدة الا ا نابي يشغلها. دكتور راي لمتقاعد المقعد كان من شغل غرفة الضيوف, استعملها للقراءة حيث ينعم بقسط من الراحة بعيدا عن ضجة الاخرين المجتمعين في قاعة الجلوس وغرفة الطعام. كريسيدا لم تكن مزعجة على الاطلاق, ولكن اخاها سيمون الذي يبلغ الرابعة عشرة من عمره هو من يفسد كل شيء ويقلب الغرف راسا على عقب, هذا وبما انه من هواة الموسيقى, فقد حول المنزل بكامله الى ملهى صغير للاصدقاء من عمره.
لم تكن الحياة سهلة بالنسبة لامي, كانت تفكر كريسيدا بما عانته والدتها اثر اعاقة والدها, اذ توجب عليها تسيير دفة الامور في المنزل وعلى والدي الاهتمام باقساط المدرسة. اما الطبخ فكان من اهتمام امي... وبقية الاعمال المتعلقة بالمنزل تقوم بها سيدة في مقتبل العمر.
بعد مضي سنة على مرض جون راي توجب عليهم بيع منزلهم الكبير في هارست بياربوان وشراء منزل اخر في بريغتون. لم تعجبهم بريغتون على الاطلاق, لطنها بلدة ارخص بكثير من غيرها, وبالرغم من كل شيء اذعنوا للامر, باستثناء اعاقة والدهم التي عكرت عليهم صفو حياتهم.
فريدا راي اللبقة الملمة بالتصميم والديكور وتنسيق الالوان ومزجها مع بعضها بعضا, فقد اهتمت بالمنزل وجعلت منه تحفة للناظر. انها نمساوية الاصل وعاشت لمدة خمس وعشرين سنة في انجلترا وتتكلم الانجليزية بصعوبة.
دخلت غرفة كريسيدا تلوح بصندوق صغير بيدها: "القبعة, اللعبة الطريفة البسيها."
وقذفت صندوقا صغيرا نحو كريسيدا فالتقتطه ضاحكة: "اعجبتك أليس كذلك؟"
نسيت فريدا امر القبعة ثم التفتت الى اللباس الزهري واشارت اليه وعلى وجهها علامات تعجب: "يا للاثارة... حبيبتي... انه يناسبك."
تنهدت كريسيدا وبعد ان جلست على حافة السرير بحثت في مكان ما عن علبة السجائر الخاصة بها. اشعلت سيجارة ونظرت حزينة الى والدتها المسكينة.
تعجبت كيف انها تختلف عن والدتها اختلافا كبيرا, فتلك المراة ممتلئة عارمة الصدر, شقراء واكثر طولا من كريسيدا, في التاسعة والاربعين من العمر, غير انها فقدت بعض جمالها وانوثتها, ترتدي ثيابا واسعة لا تناسبها اثناء العمل في المنزل. غير ان كريسيدا تعتبر ان والدتها فيما لو ارتدت لباسا انيقا ستتبدل صورتها تماما. لا زالت سحنتها كما كانت سابقا, وشعرها الاشقر وان تخلله بعض الابيض الفضي فقد بدا ملتفا اذ عقدته في مؤخرة راسها.
عملت بجد ولم ترحم نفسها, لا زالت تحب ذلك الرجل الذي تزوجته يافعا في مقتبل العمر. كانت محط اعجاب الاصدقاء, لكن كريسيدا لم تشعر بحرارة والدتها التي غمرتها بحبها مع اخيها الصغير, كانت والدة محبة تقربت الى ابنها سيمون وافسدته بدلالها له, كان يشبهها في كل شيء عكس كريسيدا التي كانت تشبه والدها.
سعد والدا كريسيدا اذ احبت سام الذي يعمل في مصنع يعود لعمه ويملك بعض الاسهم فيه, شاب وسيم محترم ويحب كريسيدا حبا جما.
ذلك الصباح بدت والدة كريسيدا مسرورة وهي تنظر الى ابنتها: "متى تحزمين امتعتك؟ ليتني اساعدك."
قاطعتها كريسيدا بسرعة: "كلا اشكرك امي, اود حزم امتعتي بنفسي."
قالت السيدة راي اذ خاب املها: "اجيد حزم الامتعة."
امسكت كريسيدا بذراع والدتها بحرارة: "انت تحسنين معاملتي, يمكنك حزم حقائبي لو اردت."
"لا لن افعل ما لم ترضي انت يا حبيبتي."
وجرى خلاف بسيط بين كريسيدا وامها, انتهى باستسلام كريسيدا وانتصار والدتها.
"اعتقد انك متشوقة لحزم حقائبي. لديك متسع من الوقت من الان حتى السبت المقبل... يمكنك القيام بكل ذلك."
سالت السيدة راي: "هل سام قادم الليلة؟"
"نعم, سنخرج للعشاء, اخبرتك صباحا امي."
"اسفة حبيبتي لقد نسيت."
جلست فريدا قرب ابنتها معانقة اياها. فاحست كريسيدا بعاطفة والدتها النبيلة, وبدات تمسح خدها بكتف والدتها: "والدتي العجوز! مثل هذه المناسبة تعني لك الكثير؟"
"بالطبع, فكل الامهات تنتظرن هذا اليوم السعيد. ستكونين عروسا جميلة اعرف ذلك, الكل يوافقني الراي."
"امر غير اعتيادي أليس كذلك؟"
"سام يحبك جدا."
"وانا احب سام يا امي."
"اه سام, يا له من شاب مهذب. اتمنى لكما السعادة من كل قلبي." اجابت السيدة راي بذلك وهي تشعر باثارة غريبة تجتاحها.
"لم ادري ان هذه اللحظة ستاتي بسرعة, لكن احساس والدك لم يخب, كان يشبهك حين كان في نفس عمرك ومتطلب جدا. حياته كانت بعيدة عن لهو وطيش, حتى التقاني في مؤتمر عقده في فيينا... كانت عيناه الزرقاوان جميلتان ومشرقتان كشعاع ينفذ الى صميم القلب. رائع جدا في حبه وفي نمط عيشه. انت تشبهينه الى حد كبير كريسي."
فجاة لم يعد بمقدور كريسيدا احتمال عاطفة والدتها الودود فقامت بسرعة ووضعت ثوبها في الخزانة ثم اغلقتها. هتفت كريسيدا بافناس متقطعة: "خباته في الخزانة كي لا تضعيه سهوا في الحقيبة."
اشعلت السيدة راي سيجارة ثم تلفتت حولها.كانت الغرفة الوحيدة التي لم ترتبها وفق ذوقها الخاص, لان ابنتها لها اراء خاصة بها تتعلق بالديكوة وما شابه, فراي فريدا الام مختلف تماما عن راي ابنتها, اذ فريدا تهوى الزخرفة بلونيها الازرق والزهري الى جانب تحف مذهبة وبلور فاخر من صنع فيينا. غرفة كريسيدا عكست ذوقها السويدي الطابع بحداثته وتطوره, فارض الغرفة فرشت بسجادة لونها بني فاتح وطليت الجدران باللون الابيض وعلقت على النافذة ستائر رسم عليها خيول جميلة الشكل.
اما اثاث الغرفة فمصنوع من الخشب وقد وضع الى جانب السرير على طولة صغيرة قنديل ابيض يعكس اشعة وهاجة في الغرفة, في اعلى السرير رف خشبي وضعت عليه كتب مختلفة لكتاب مشهورين مثل جون بول ستراتس, ايريس ماردوش. على طاولة الزينة الخاصة بها صورتان متوسطتا الحجم, الاولى لسيمون والاخرى لوالديها, وكلا الصورتين تخللهما زخارف منمقة كانت تروق لكريسيدا التي لم تعد تحبذها بعد ان عادت من روما. والدتها تعلم حقا ان ابنتها يمكن الاعتماد عليها وانها اخيرا ستحظى بمن تحب, على الرغم من تكتمها فيما يتعلق بامورها العاطفية. الدكتور راي طمان زوجته الى ان ابنته قد تصل الى مبتغاها لانها تشبهه في تصرفاتها الى حد كبير.
فكرت فريدا, الام الحنون التي احبت زوجها حبا يفوق العادة: "انها تشبهه بشعرها الاشقر المتدلي على خديها, عينيها اللوزيتين الخضراوين تعلوهما اهداب سوداء طويلة, اما شفتاها تفتحتا عن ابتسامة مشرقة اختلطت بحزن عميق."
فرح الاهل عندما استملت وظيفة في بيت ارستقراطي راق يعود للسيدة لورن التي تربطها اواصر صداقة متينة بوالدي كريسيدا, وتعيش لورن في قصر فخم في حي من احياء روما المدينة العريقى, وتنتمي الى عائلة مرموقة تلقب ب: "ديل فاريس." الوظيفة كانت بالنسبة لها سلوى وابتعاد عن مشاكل تعانيها في المنزل على اثر تقاعد والدها ومرضه. كانت خير معين لوالدتها في امور المنزل, لا سيما ان اخاها كان يتردد الى المنزل في فترات متقطعة وخلال الاعياد.
درست اللغة الانجليزية لفترة وجيزة واتقنتها وها هي اليوم تدرس ابنتي لورن اللطيفتين وتتمتع باوقات مسلية بوجدها معهما.
عادت كريسيدا في علطة العي, ولم يعرف والداها سبب عودتها من روما, اذ قررت حينها البقاء للعمل في ايطاليا لمدة سنة. تفاجات والدتها غير انها شعرت بسعادة عارمة لوجود ابنتها بجانبها. اما والدها فايقن خفية حين لاحظ انها تبدلت من فتاة صغيرة عابثة الى اخرى مضطربة ومتوترة لا يحلو لها شيء. وجرى تبادل للاراء بين والدها ووالدتها. اقترحت فريدا ان التغير المفاجئ الحاصل لابنتها ليس بالامر المشين, فهي لم تعد بنظرها تلك الفتاة المراهقة واصبحت اكثر جدية.
عادات كريسيدا تبدلت كليا, فبعد ان كانت تأنس لسماع الموسيقى الكلاسيكية وتستمتع برسم لوحات تعبيرية من وقت لاخر, صار همها الوحيد التلهي مع اخيها سيمون بالاستماع الى موسيقى البوب. لم تكن تحلو لوالدها. واخيرا برز على الساحة سام بول فاغتبطت والدتها فريدا وتالقت بشرا وسرورا.
التقت كريسيدا بالشاب المناسب الذي هام بها من النظرة الاولى.
كان يوما من ايام الصيف الحارة جدا, حين شرعت فريدا بجمع العلب والاوراق واشياء اخرى مبعثرة على جوانب سرير كريسيدا, كانت تنظف غرفتها وهي غارقة في تفكيرها عن يوم زفاف ابنتها, ذلك اليوم الموعود.
رن جرس الهاتف حين كانت كريسيدا تهم بالدخول الى قاعة الجلوس حيث اشرقت شمس حزيران الحارة من خلال بلور نافذة طويلة. احست بجمال الحياة من جديد, وان الايام المقبلة ستكون مشرقة مثل نور الشمس.
بعد مضي خمس سنوات تفتح الورد الاحمر في حديقة المنزل, وعاد الطير ينقد حبات الكرز الناضجة من شجرة مستقيمة عالية, ورات والدتها في ابعد مكان في الحديقة تحاول قطف بضع ثمرات غرستها بيدها بحيوية, اما والدها فقد جلس على العشب لتشذيب احواض البنفسج.
نظرت الى الافق البعيد, فلاح طيق منزلهم القديم بكل ما حوى من ذكريات الطفولة الجميلة. استطاعت ان ترى الشاطئ ببحره الازرق الممتد من مكانها.
كانت شاردة الذهن وسرحت بافكارها الى مكان بعيد, تذكرت روما بكل عظمتها من اعمدة ضخمة منحوتة ومزخرفة واقواس النصر الحجرية بالوان مختلفة من زهري الى اخضر فابيض ومن كل الالوان, وهناك اجراف ملئت ماء يفور ويهدر بغزرةتحت اشعة الشمس الساطعة, قادها الحنين الاليم الى تلك الذكريات الغالية, فتخيلت نفسها في روما من جديد تختال في احيائها مع حب امسى سرابا.
انها ذكرى لمجرد الذكرى. الماضي برمته اصبح في غياهب النسيان. دومينيك بالنسبة اليها ذكرى جميلة فحسب, اليوم تعيش حبا اخر ذا نكهة مميزة باصرارها وعزيمتها التي لا تعرف التي لا تعرف الرضوخ تمكنت من طي صفحة الماضي وحاولت النسيان.
رن جرس الهاتف للمرة الثانية, اجابت فاذا بسام على الخط الاخر, مرت لحظات تخللها عبارات مرح وهزل كما يهواها هو.
"كم من مرة قلت فيها ان لا زواج من دون مال؟"
اجاب: "اذن انت اخترت شابا فقيرا انستي."
"اعرف من خلال حديثك انك لا تملك حتى قرشا واحدا؟"
"كلا, اني اكاد اعلن افلاسي."
"نلتقي الليلة واعيد لك خاتمي ونسوي المسالة."
"لو تدرين كم انا مشتاق لرؤيتك في هذه اللحظة."
"انت حبي... حبي الوحيد."
"وانت مميزة بالنسبة لي."
"ما الذي تراه مميزا؟" اجابته مبتهجة.
"الان ليس بوسعي التحدث في امر كهذا, غير اني اؤكد لك انك ستصبحين زوجة للسيد ريتشارد سمويل بول خلال ايام معدودة, ارجز ان تتذكري جيدا ما اقول."
رددت اسمه كاملا للحظة ثم اضافت قئلة: "شيء جميل, أمن اجل هذا اتصلت بي من المكتب؟"
"المكان خال من الموظفين, يتناولون الشاي في غرفة الاستراحة, اتيت لتوي من عمل انجزته في منسينغ لآن, والانا ني وحيد هنا... ليتك معي."
"كيف يبدو لك السوق اليوم؟"
"هل انت جادة بسؤالك لي؟"
"انا اهتم لامرك سام, واوشك ان اصبح زوجتك, اعلم انك مدمن على عملك."
"حبيبتي, انا احبك انك رائعة جدا وان كنت تريدين ان تعرفي, فالجو مشحون جدا بسبب السياسة المحلية عندنا والحرب القائمة ضد فيتنام, وحسب العم ريتشارد سنواجه مستقبلا مليئا بمشاكل مادية لا تعد ولا تحصى ما لم نتدارك الوضع. بأي حال اشكرك لسؤالك كريسيدا وماذا بعد؟"
بادرته قائلة: "عم تتحدث سام؟"
"علي ان اقفل الان, اراك لاحقا."
بعد ان قطع الاتصال, علمت بذكائها المتوقد ان العم ريتشارد قد دخل الى المكتب, وهو بطبعه الصارم الحاد لا يحب اضاعة الوقت اثناء فترة العمل بامور سخيفة.



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 04:03 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-17, 02:44 AM   #4

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
وقفت كريسيدا للحظة تقلب بخاتمها الماسي المزين بحبيبات زمرد صغيرة, وخافت ان يترك الخاتم اثر هالة سوداء حول اصبعها. في الاسبوع التالي ستتزوج وتسافر برحلة عسل الى ماجوركا مع زوجها المرتقب السيد بول, وبعد رجوعها تسكن في منزلها في كوفولد.
ان قرية كوفولد التي لا تبعد سوى اثنتي عشرة ميلا عن بريغتون مكان سكن العائلة قد تلائمها, فبذلك تكون على مقربة من والديها واخيها سيمون الذين يحتاجون اليها.
سيمون شقيق كريسيدا مغرم جدا بالرياضة ومتحمس جدا للعبة الرغبي رياضة سام المفضلة, ويعد سام مثله الاعلى وتربطهما صداقة وثيقة, فقد استقر راي الزوجين الجديدين على العيش في غوفولد عوضا عن مدينة لندن ليبقوا على اتصال بافرااد العائلة. وجد الزوجان بيتا صغيرا جميل الشكل من الخارج, طلي باللون الابيض الناصعوفقا لذوق كريسيد. وبمساعدة العم ريتشارد استطاعا ترتيب المنزل وشراء اثاث فخم بتكاليف باهظة. اما وسيلة التدفئة المنزلية فقد تم تاخيرها الى وقت لاحق. كان رايهما الاهتمام بكامل اجزاء المنزل منذ البداية بدل التاجيل والمماطلة.
جمع بين الزوجين الحبيبين وفاق تجلى في اشياء كثيرة مختلفة منها حب الحياة القروية, الحدائق والتحف القديمة. فقد ارتادوا مخازن بيع تحف قديمة في انحاء كثيرة من البلاد. والى اهتمامات كهذه اجتمعا على هوايات ثلاث, هي الطعام الفاخر ورياضة الشتاء والرقص الكلاسيكي.
اول لقاء تم بينه وبينها, كان اثر عودته من عطلة امضاها في سويسرا للتزلج. بدا فاتنا جذابا حين اطل عليها ببشرة برونزية مشرقة اضاءت وجودها. تذكرت يوم تعرفت عليه خلال حفل اقيم في منزل احدى صديقات الدراسة المتزوجة من موظف يعمل في البورصة, صديقتها المدعوة بيتي شالمر هي من عرفتهما الى بعضهما, اذ اسرت الى كريسيدا باشياء تعرفها عنه.
قالت لها هامسة: "يتمتع بالاخلاق الحسنة لكنه ليس مدعيا مثل بقية الشبان, يتحلى بخصال حميدة, فهو رجل بكل معنى الكلمة وتتمناه كل فتاة, يهاب النساء وكيدهن لذا لا يحاول التقرب منهن كثيرا, حذر وجدي مثل زوجي جيف بالطبع."
لم تكن كريسيدا تحتاج الى مثل تلك الملاحظة, فقد عرفت ساعة وقع نظرها عليه انه اعجب بها.
علمت من خلال حديثه وتصرفه انه مختلف وكلاسيكي الطبع, قبل ان يخطو خطوة يفكر بما ستؤول اليه الامور.
وعلى اثر حوار جرى بينهما تبين ان للاحترام اهمية كبرى في بناء اي علاقة زوجية تربط بين اثنين.
لكن هل يبقى يحترمها فيما لو عرف عن علاقتها السابقة بدومينيك؟ هناك العديد من الشبان الذين تزوجوا بفتيات كن في السابق على علاقة وثيقة بمن يحبون وهم اليوم يعيشون حياة هنيئة هادئة. بقيت في حوار مع نفسها لدقائق لا تعد, وتوجست خيفة من افشاء الخبر. لكن في النهاية اعتبرت الماضي بكل ما فيه قد اصبح مجرد ذكرى لا اكثر. اما الحاضر والمستقبل فهما رهن بمن تحب, والايام المقبلة خير شاهد على قرارها, سأكون زوجة مخلصة لسام مدى الحياة.
طلبها للزواج اكثر من مرة لكنها اصرت على رايها بعدم القبول لسبب بسيط, ألا وهو فتور العلاقة بينها وبينه.
لكن ذلك الشاب الوسيم الاشقر الطويل القامة لم تهن له عزيمة... بقي متابعا اخبارها ساعة بعد ساعة ويوما بعد يوم, ينهال عليها بباقات الازهار والرسائل والمكالمات الهاتفية, استمر في رسم خطته وكان يغدق عليها الهدايا الثمينة بكرم لا مثيل له.
ابتدات تكون فكرة مختلفة عن سام الذي لا يمت بصلة لدومينيك من حيث شخصه وتعامله, فهو لا يشبه دومينيك باي شكل, مع دومينيك كان عليها ان تقدم تضحيات جلى وهي المبادرة في لعبة الحب, لكن هنا على سام يترتب القيام بالمبادرة, ايقنت حينها انه يحبها امما تحبه وهذا افضل.
ارتبط سام بكريسيدا منذ شهر مضى, وقامت علاقة مبنية على اسس مينة بين الاثنين, فهو يحنو عليها ويرعاها كطفل صغير وهي بالتالي تبادله الحب والاحترام.
في ليلة من ليالي الصيف ذهب معها الى بيت والدته حيث كان ينتظرهما عشاءدسم في هامبشير حيث تم التعارف بينها وبين امه التي تزوجت للمرة الثانية من السيد غراي, ويعيش الاثنان في منزل ضخم قديم وفي اعلى المنزل هناك غرفة صغيرة خصصت لسام.
كانت قد تعرفت بوابدته في اول لقاء لها في الاسبوع الماضي فلم تعجبها كونها محنّكة جدا وتعالج الامور بدبلوماسية, وهي تشبه سام من حيث ملامحها وبشرتها البيضاء.
لا بد ان سام قد ورث طول قامته الممشوقة عن والده, علمت كريسيدا على الفور ان صفات سام ليست على الا كصفات والدته, فوالده مارتن بول رجل جذاب في حين انها هي التي تعرف بمحيطها ب" فراني " يحترمها من يتعرف اليها, الا انها ليست بسيدة سهلة ومرنة كما تبدو ويصعب التعامل معها.
ان مسالة زواج ابنها سام من كريسيدا لم تعجبها, اذ كانت تسعى له بالزواج من فتاة ثرية تدعى ديانا مارشال, وتنتمي الى عائلة كريمة. والدة سام فراني تالمت كثيرا اذ وجدته مرتبطا بكريسيدا, ولم تقبل بلقائها والتعرف اليها الا بعد الحاح من ابنها سام.
اعجبت كريسيدا بالمنزل الجميل الذي احتوى اثاثا قديما ورسومات ضخمة, فهي التي لم تنخرط في مجتمع مخملي في يوم من الايام دهشت اذ رات ما رات, لكن فضلت ذوق سام البسيط على ذوق امه الكثير التعقيد, فهي تحب المال والمظاهر الارستقراطية لذا تزوجت من رجل يكبرها بعشرين عاما, فزوجها السيد غاي انسان لطيف على الرغم من كبر سنه, وهو يلبي اوامرها بكل طيبة خاطر ويدفع فواتيرها التي لا تنتهي.
يا لها من امراة مغرورة بهرتها الحياة بكل ما فيها من مباهج وملذات, انها لا تشبه امي التي تقضي وقتها في المطبخ تحضر الوجبات الساخنة.
انها متسلطة تنهر من حولها ولا تحترمهم, حتى سام قد اشترطت عليه ان يطلق عليها لقب فراني بدل لقب امي, حبا باخفاء سنين من عمرها, احست بخيبة الامل الكبيرة التي يعانيها ولدها جراء ذلك.
فقد قالت لها بوقاحة: "فتيات كثيرات تتمنين الزواج بسام اكثر منك جمالا وثراء." ثم ضحكت باعلى صوتها وهي تتابع: "لديه صديقات اكاد لا اعرف معظمهن, احبهن الى قلبي ديانا العزيزة, عليك بلقائها ذات يوم."
تطلعت كريسيدا بسام والغيظ يتآكلها: "لماذا تبالغين يا امي؟ ما تقولينه غير صحيح."
"ديانا عزيزتي... ألا تعرفينها أليست صديقتك؟" ثم نظرت لكريسيدا منتظرة جوابا.
"فلنتكلم عن شيء اخر." اجاب سام بذلك وهو يشعر بالغضب, وهمس باذن كريسيدا بضع كلمات تطمئنها, وهو يمسك بيده سيجارا قدمه له زوج امه بعد انتهاء العشاء.
ورغم طمانتها من ناحية سام وحبه لها, الا انها لم تحس براحة وانسجام اثناء الحديث,وبدت متوترة بعض الشيء ثم قالت: "هل دياناصديقتك حقا؟"
"كلا لا تنشغلي بحديث سخيف مرسهوا." ثم امسك يدها بحنان وقبلها.
في قرارة نفسها قررت اخذ الموقف بترو وصبر.
وفي طريقهم الى المنزل تطرقت كريسيدا الى ما اشارت اليه والدته, وصرحت بانها لم تعجبها البتة.
اعتذر سام بشان ما حصل وبرر ما قالته بانه غير صحيح وتابع: "لكن والدي يقول انك اجمل الجميلات حتى بدون تبرج, لا تابهي لما تقوله فراني انها غريبة الاطوار."
اقفلت كريسيدا موضوع النقاش الدائر بينهما على الرغم من اقناعها ان فراني على خطأ.
وزيارةاثر زيارة الى ذلك البيت, تكشفت لها امور كثيرة, منها ان والدة سام قد وقفت موقفا معاديا لزوجها بسبب انتقال ميراثه لابنه. عرفت ىنذاك ان المال قد افسد العلاقة بين والديه.
رويدا رويدا بدأ سام يشعر بحاجته الى خطيبته. ذات ليلة حين كانت عائلة سام مجتمعة حول عشاء فاخرشعرت ان حبا جديدا يطرق باب قلبها, فقد ملك عليها وجدانها وحياتها وساد جو ود وحنان تلك الليلة, فبدت كريسيدا منشرحة الاسارير, دافئة وناعمة والكل في حالة مرح.
من جديدامسك يدها يقبلها ثم قال: "انت غالية على قلبي واحبك ومغرم بك الى حد الجنون, والجميع ينتظر الحدث السعيد."
وفي طريق عودتهم اوقف السيارة في مكان ما بعيد عن قارعة الطريق, ضمها اليه بحنان قائلا: "متى ستعطيني الجواب النهائي بشأن موضوعنا. اني احبك واشتاق دوما اليك حبيبتي, متى ستقولين نعم؟ نحن نعرف بعضنا منذاربعة اشهر وحتى الان لم نقم بخطوة, اريدك."
قالت في نفسها, كل تلك الوحدة والمرارة التي مررت بها اثر قدومي من روما الان تلاشت, افقت الان من كابوس, اريد اليوم ان احيا حياة مختلفة, ا ناحب واحب, لا مرارة بعد اليوم.
غمرته بعاطفة قوية, وامسكت وجهه بين يديها وهي تقول: "سام انت رائع حقا... وافضل ما عندي."
"حبيبتي لم البكاء, هل اغضبتك في شيء ام ماذا؟"
تنهدت باكية واحست انها وصلت بر الامان والسلام وما شعرت به هو الامان الذي يعني لها كثيرا.
"ابكي لاني تحققت من اني احببتك اخيرا."
"أتحبينني؟ ارى انك بدلت رايك."
"نعم احبك واريد الزواج منك."
"يا للعجب." وللحظة شعرت ان قلبها يخفق, شبح الماضي قد ولى الى ما لا نهاية, واحساس غريب يقربها من سام.
اقتربت منه واسرت ما في قلبها من حب:"لم اخترتني من بين الاخريات, لا ادري ان كنت الفتاة المناسبة لك لكن ساعوضك عن كل شيء وابقى الى جانبك لمدى العمر."
"ملكت كياني واعشق كل ما فيك."
"انتبه, لا تعشق فتاة غيري والا ندمت."
"لا تتفوهي بمثل هذا الكلام احيانا يتبادر الى ذهني انك مفرطة في تخيلاتك ولا تثقين باي رجل."
وضعت راسها على كتفه ثم اغمضت عينيها: "لن تراودني مشاعر كهذه ثانية, انت اعدت ثقتي بنفسي واثق بك كليا."
"خبر مفرح للغاية." اجاب بفرح كبير: "هذه اللحظة انتظرتها منذ زمن وظننت اني لن احظى بها ابدا. كريس اعدك باني ساجعل منك اسعد فتاة في العالم ولن اخطئ معك بشيء."
"علي ان اكتشف ذلك بنفسي."
"تعلمين ان ما اقوله ليس صحيحا, فانا شاب عادي جدا, وانت شابة فوق العادة."
"انت مثالي جدا, ارجوا لا تسيء تفسير الامور."
اجابها مقاطعا: "لا اريدك ان تخبريني بشيء باستثناء حبك لي, فانا اعرف ان احدهم قد اساء اليك من خلال علاقة في الماضي, لكن عليك نسيانها. ساثبت لك ان حبي لن يؤذيك, ستكونين حبي الوحيد الى الابد."
"لا اظن انك ستخذلني في يوم من الايام, فقد تاكدت من هذا الامر الليلة, واعتقد اني احببتك منذ دهر."
"علينا الا نهدر المزيد من الوقت ونتزوج في شهر حزيران. لا مزيد من الانتظار ارجوك."
حينها ايقنت ان بجانبها رجلا يحبها ويحميها, وافقت على اقتراحه واستدارت اليه وقبلته ثانية.
همست في اذنه: "اوافقك الراي في اي عمل تقوم به." وارتجفت شفتاها من شدة التاثر وبكت.
انها ليلة مؤثرة حقا, فقد اخذ سام خاتما من جيبه ووضعه في اصبعها, كان خاتما ماسيا مزينا بحبيبات زمرد لامعة, قدمته له والدته ليقدمه بدوره الى عروس المستقبل.
كانت ليلة لا تنسى بكل ما فيها من حب واشواق, القمر في سمائهاشهد قصة حب رائعة واثنين هائمين لا يفرق بينهما الزمن.
نهاية الفصل الثالث



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 04:05 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-17, 02:46 AM   #5

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
قام سام بكل ما عليه من جهد لتسوية امر الزواج وتحديد يوم الزفاف في نهاية شهر حزيران,احس بغبطة كبيرة اذ سارت الامور بالشكل المنتظر, وافق والدا سام على زواجه من كريسيدا, فاطلق عليه والده لقب "العاشق الكبير" وبنظرها, بدا والد سام كرياضي نمساوي بقامته الهائلة وشعره الاشقر وعينيه الزرقاوين الواسعتين نمساوي الاصل او انجليزي, الامر سيان بالنسبة اليها, ما يهم ان الحظ قد جمع بينها وبين حبيبها الذي انساها شجون حبها الاول.
بقي عليها الان ان تستجمع قواها للتغلب على حب قد اساء اليها مرة, البرق الذي لمع غضبا في لياليها الماضية سوف ينقلب ليستحيل شمسا دافئة تبسلم جراحها الثخينة.
اصابها ذهول لما حل بها على يد دومينيك, فقد فتت قلبها وجرحها ومن ثم عادسام فجمعها.
انه مثال الشاب المتفهم القوي الذي يتحلى بصبر لا يعرف فتورا.
من حين الى حين يتخيل انها ليست مشرقة كعادتها, وهذا يعود الى مزاجها الاسود الذي ياسر كيانها فتبقى وحيدة لا تنبس ببنت شفة, يتبادر اليه احيانا ان يسالها عن السبب, غر انه يتردد مفضلا التحفظ عن الغوص في مسالة شخصية تود التكتم بشانها. ذات امسية وفيما كانا يتحدثان فكر في مصارحتها بما يحس به.
لاحظ ان في حياتها شجن ناتج عن تجربة مريرة مرت بها, وان هناك رجلا اخر في حياتها. كانت تحبه باخلاص وغير قادرة على نسيانه, لاذت هي بصمت مطبق وكتمت السر في صدرها, وحيث انه احبها بحق لم يثر الموضوع بتاتا فيما بعد كي لا يعكر صفو هنائها.
تعرف كريسيدا جيدا ان سام شاب ميسور وحالته المادية على احسن حال, لكن لاكثر من مرة رددت انها على عكس والدته ليست مادية على الاطلاق, ولا يهمها المال, حتى انها حين هم باختيار هدية يقدمها لها, فضلت كوبا بلوريا قديما صنع في الصين بدل عقد ماسي.
اعجابها به تعدى ما يجنيه من مال وفير, فهو الملم بشؤون البورصة وما يتبعها, لكنه بدا لها هاو للرياضة ومشغفا بها ولا يعير اهتماما للمادة بجميع اشكالها.
من المستحسن ان يقوم ببعض الرحلات وكريسيدا الى جانبه لينعما باوقات حلوة هادئة, ضحك هازئا اذ سمع والدته تنتقده بشان خطيبته التي لا تملك سوى ثوبها,وتمنت بصوت عال كما في قرارة نفسها ان يتزوج ديانا الثرية التي تغنيه عن مشقة العمل وعذاباته. الا ان حبه لها ولوالدتها النمساوية ووالدها الطبيب الماهر قد فاق كل وصف.
ارادت والدة سام ان يقام حفل الزفاف في لندن حيث تقوم باستقبال ضيوفها وسط هالة من الابهة والفرح, لكن والدة كريسيدا رفضت ذلك وفضلت ان يعلن زواج ابنتها في بيت والدها.
وافقت كريسيدا وسام على ما ارتات السيدة راي, كان اخر ما فكرا فيه هو مسالة الاستقبال وما شابهها.
حفل الزواج تقرر في بيت العروس, وسيقتصر على بعض الاصدقاء من كلا الطرفين. الدكتور راي كان حزينا وممتعضا لانه لن يمشي برفقة ابنته ممسكا بذراعها ليقدمها الى عريسها لكن شقيقه, الطبيب الجراح الذي يسكن ستافورد شير سوف يحل محله ويقوم بما يلزم, ولحسن الحظ وافقت كريسيدا بفرح كبير لانها تحب عمها, سوف يكون من بين الحضور العم ريتشرد بول, بتي, جوفري شالمر, واصدقاء سام.
كان حفل الزواج سيتم في الساعة الحادية عشرة والنصف في اخر يوم من تموز, وكان عليها موافاة اهل العريس في كامب تاون حيث كانت فريدا على كامل استعداد, فقد جهزت عشاء غير منتظر اذ وضعت طاولات باغطية بيضاء وسط مرجة خضراء زرعت بازهار وورود مختلفة الالوان, وزين المكان بباقات الزنبق والفل فضلا عن اشياء اخرى ملفتة. الى جانب وجبة الطعام الشهية, كان ينتظر قالب من الحلوى زين باللونين الزهري والازرق وصنعت شموع طويلة عقدت بشرائط مخملية بيضاء اضاءت كل جانب.
اما عن باقي الحفلة, فابنة العم بيل, فيكي وصديقتها جوليا فقد استقر الراي على ان تقفا الى جانب العروس. تمتع سيمون شقيق كريسيدا باقوات سعيدة مع تلك الفتاتين الرائعتين, وقد هدد بافراغ زجاجة الحبر على فستان اخته ما لم يكفا عن مضايقته.
احبت كريسيدا اخاها سيمونكثيرا وتمنت عليه ان يزورها من وقت لاخر خلال عطلته المدرسية كي تسمح لوالديها بالاستمتاع ببعض الهدوء خلال غيابه.
اختارت كريسيدا ثوبي مرافقتيها بنفسها, فقد اعجبها اللون الاخضر الذي اضفى على الثوبين جمالا اخاذا اضافة الى الياقة المكشوفة والاكمام الضيقة. هذا وقد طلبت كريسيدا من صديقتيها ان تحمل كل منهما باقة من الزنبق الابيض ثم تضعان زهرة تزين شعرهما الاشقر. اما باقة العروش فقد اختارتها كريسيدا بازهار صفراء لونها المفضل. اما والدة العروس فريدا فقد ارتدت فستانا اصفر زاه بقبعة صفراء, زخرفت اطرافها بالاخضر وفقا لذوق ابنتها.
مرافق العريس كان صديق سام المقرب اليه يدعى تيم ويلسون الذي اصيب بجراح اثر حادث سيارة, ويشك في امر قدومه الى حفلة الزفاف. لكن سام انتظره.
نسيت كريسيدا وسط تلك الفرحة الكبيرة الاستفسار عن تيم بواسطة الهاتف.
عند السابعة والنصف من ذلك المساء وصل سام بسيارته الى برينغتون. كان الطقس يوحي بالمطر الغزير فتجمعت غيوم سوداء في السماء وامطرت بغزارة.
لبست كريسيدا فستانا ازرق من الصوف فبدت في اجمل حلتها. التقى بها امام المنزل. تبسمت معجبة بقامته الطويلة وحسن طلته, فنسي سام المطر المنهمر ومشى اليها مهرولا. جلسا في غرفة الاستقبال, امسك بيديها الاثنتين ناظرا اليها بحب كبير.
"تبدين جميلة جدا اليوم, تعجبني تسريحة شعرك."
بنظرة معبرة من عينيها الخضراوين اجابت ضاحكة: "قطرات مطر تنزل على وجهك الجميل وشعرك يلمع كغجري."
"تعنين ان منظرنا مختلف عن الاخرين؟"
"نعم."
"جميل جدا, لا يمكنني الانتظار اكثر حبيبتي هناك ايام جميلة تنتظرنا."
"هل احضرت معك تذاكر السفر؟"
افلت يدها واخرج تذكرتين من جيبه, نظرت اليه بسعادة ولفت نظرها ربطة عنقه التي اختارتها له سابقا, وبدت متناسقة مع لباسه الرسمي. قال لها في ذلك الحين: "انت واحدة من فتيات يعرفن انتقاء الاشياء المثيرة بذوق رفيع."
"تفضلي ها هما."
بطاقتا سفر الى لندن وماجوركا. رحلة سفر شيقة لم يحظ بها اي منهما من قبل, هناك في ماجوركا حيث الشمس الدافئة بحرارتها الساطعة سينعمان بايام حارة على الشاطئ الذهبي, ويتجولان في حدائق تفوح شذىً في احد ارقى الفنادق, وستطول اقامتهما لاكثر من اربعة عشر يوما.
شعرت كريسيدا بسعادة عارمة وهي تعيد له التذكرتين: "يا لها من رحلة ممتعة اكاد لا اصدق." قالت ذلك بدهشة.
نظر اليها حالما وقال: "سوف تصدقين ما ان تصلي الى هناك."
هزت راسها بتعجب: "لا اشكرك سام بول, انت تبالغ."
"حبيبتي هل علي ان اردد ما قلته الان, تبدين في اجمل حلة, تسريحتك الجميلة ورداؤك الازرق الصوفي وااقراط فضية, يا لروعة جمالك! ورائحتك تنعشني, ان اقتربت منك لن استطيع تمالك نفسي."
ضحكت بصوت عالٍ: "انك محتال لعوب."
"لدي خبر هام لك."
"هل تاجل الزفاف؟"
"كلا ان الحفل قائم في موعده, لكن تيم المسكين لن يكون مرافقي, فغدا تجرى له عملية جراحية لالتهاب اصاب قدمه, كلمني هاتفيا معتذرا عن عدم تمكنه حضور الزفاف. انه يرسل لك تحياته وقبلاته."
"اه خاب املي." قالت كريسيدا بجدية "يا له من صبور مسكين! يعجبني بذكائه فهو سريع البديهة وحاضر النكتة مثلك تماما. اضافة الى كونه لاعب كرة ماهر وتحبه ويحبك."
كانت كريسيدا تقف مع سام امام نافذة تطل على الحديقة, كانا يتحادثان متشابكي الايدي والمطر يهطل بغزارة ويروي الورود المنتشرة في الحديقة. وشعرت كريسيدا بحزن عميق لما اصاب تيم.
"من سيصبح مرافقا لك؟"
"كنت حائراافكر." اشعل سيجارة وصمت ثم قال: "وجدت من يحل محله."
قالت كريسيدا بغنج: "قل لي."
قال: "شاب صديق لي منذ كنت في كامبريدج, طيب وكريم, قصته اسردها عليك لاحقا, انقذني يوم كنت مدينا لشخص بمال,كنت قد هدرت حينها مالا كثيرا."
"اعتقد انك مجنون."
"كانت الاحوال يومذاك جيدة, لكل منا اخطاؤه يا حلوتي."
"افهمك, هل ساعدك بمبلغ كبير؟"
"لكان قد دعمني بشكل افضل لو لم اكن نقيضا له في تصرفاتي, انا ودوم لم نكن نتفق على شيء, بعكس تيم الذي يشبهني, كان رساما ماهرا اعجبت بلوحاته المميزة, كما كان يكن لي محبة واحتراما نظرا لتفوقي الجامعي."
وساد صمت, نظر سام الى كريسيدا بعد ان افلتت يدها من يده وبدا متعجبا: "ماذا دهاك يا حبيبتي؟ لا اظن انك تصغين الي جيدا؟"
لم تجب على سؤاله, خفق قلبها بقوة جزعا وشعرت بعدم ارتياح, تركت مكانها وجلست على كرسي صغير, وشرعت تعبث بخشبة, ثم قالت: "كنت اصغي لكل كلمة تقولها ولكن..."
قبل ان تتابع كلامها, بدا بسرد قصته: "انا ودوم كنا صديقين حميمين, فيما بعد غادر سالوين قبل مغادرتي لها بسنة قاصدا البرازيل حيث يعيش اهله, كان انجليزي الاصل من جانب امه. بعدها انفصلنا, اظن انه بعث الي ببطاقة من احد المرافئ حيث كان مسافرا. لديه مال وفير وبامكانه الحصول على اكثر مما لديه من لوحات يرسمها. انت تدركين مدى اهمية الرسم كريسيدا؟"
نظرت اليه نظرة شاردة الذهن وارتجف صوتها من الارتباك: "نعم ادرك."
شرع يقول: "حبيبتي تبدين مضطربة."
"اخبرني اكمل الحديث عن ذلك الرجل." قالت ذلك وهي منقطعة الانفاس.
"حسنا انه يدعى دومينيك ميلن, كلنا نناديه دوم, يا لها من صدفة كيف انه اختار هذه المناسبة لياتي الى لندن, يقيم في ناد او في مكان اخر لا ادري, عرف عنواني من زوج والدتي واتصل بي مباشرة, طلب مني مساعدته للتنقل في المدينة لبعض الوقت, لكني اعتذرت قائلا اني مرتبط بموعد مع خطيبتي."
شعرت كريسيدا بحرارة جسدها ترتفع, اصابها ما يشبه الذهول, فدومينيك الان في لندن, عاد الى ذاكرتها من جديد, يا للصدفة العجيبة, دومينيك صديق لسام وكانا في نفس الجامعة.
"ان الامور تسير على ما خير يرام." تابع سام كلامه قائلا وعيناه تبرقان سرورا: "وعدني ان يكون مرافقي ليلة زواجي السبت المقبل."
نظرت كريسيدا الى سام ببطء وظهر عليها الارتباك, قالت: "اذاً سيكون مرافقا لك."
اجابها: "نعم لكن ستعجبين به, اعدك ستنسجمان معا."
يا للهول, قالت كريسيدا تخاطب نفسها وهي تومئ براسها.
وافقها سام الراي دون ان يدري ما قالت.
دخلت والدتها الى الغرفة يتبعها زوجها الدكتور راي وانقطع الحديث.
نهاية الفصل الرابع



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 04:05 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-17, 02:48 AM   #6

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
بينما كان سام وكريسيدا يتناولان طعام العشاء في احد المطاعم المطلة على البحر ويستمتعان بمذاق الكركند الأمريكي, كانت كريسيدا تفكر بما ستؤول اليه الأمور. سام لا يعرف مدى علاقتها بـ دومينيك وهو صديق عزيز لخطيبها.
قال سام وهو يضحك:
"بالمناسبة, قابلت دومينيك عند الصباح وهو يرسل اليك تحياته, لكن... آه نسيت ان اخبره عن اسمك لا عليك, سألقاه غداً, على موعد عشاء وسأخبره بالأمر."
قررت ان تخبره بشأن علاقتها السابقة بدومينيك فالمصارحة افضل حل. وعليها قدر الامكان ابعاده عن حفل زواجهما. وجدت نفسها تغرق في بحر من المصاعب وعليها بالمزيد من الشرح.
قال:" عندما سمعت صوته سررت للغاية ما زلت أكن له الاحترام لانه ساعدني عندما كنت في محنة, والآن علي بعمل ما يتوجب كي اعبر له عن امتناني."
لم تعلق كريسيدا على الموضوع فشهيتها للطعام توقفت, على الرغم من حبها للمأكولات البحرية, الليلة عليها اما بالابتعاد والغاء الزواج او ان تقلق باله وتخبره بالحقيقة. لم تكن تريده ان يعلم قصتها كي لا ينزعج, فمجرد ذكر اسم دومينيك امامها قد يولد صدمة لها.
كانت قد اقسمت انها لن تهتم إلا لسام وتتناسى دومينيك وتفكر به ساعة تشاء في السر. الا ان حبها لسام اصبح مجرداً من كل غاية, فهو الحبيب والصديق لكنها لا تقبل الخداع في علاقة تربطها به وعليها بإثارة الموضوع معه.
اصر سام على تجديد الصداقة مع دومينيك, واصرت هي على فسخ تلك الصداقة الاخوية بينهما كي تبعد هاجس ذلك الرسام الذي احبته وافسد عليها حيلتها.
كان سام تلك الليلة يتفجر مرحاً وجيوية. بقي لساعات يتحدث عن العجوز دوم حسب ما لقبه. اخذ يتكلم عن صفاته وخصاله الحميدة, وهي صامتة, تنظر اليه لحظة ثم تنظر الى الطعام امامها وتعبث به بالملعقة.
شعرت انها على وشك الانهيار. فخطيبها لم يسكت لثانية بل تابع التحدث عته دون توقف.
"سأطلب منه ان يرسم وجهك, بعد عودتنا من شهر العسل." قال سام ذلك مبتسماً وتابع: "سأدعه يرسمك وانت مرتدية فستانك الاخضر السندسي تذكرين يوم زرنا قرابي. ذلك الرداء الجميل ينعكس لونه على عينيك. نسيت وقتها ان اسر اليك ان والدتي اعجبتها عيناك وقالت انهما تشبهان عيني القطة, لكن طمأنتها انك لا تشبهين القطة بشيء. لكنك في الواقع تشبهينها, انت قطتي التي احب, وضعت كريسيدا الشوكة والسكين على الطاولة امامها وارتجفت يداها من شدة التأثر. احست بغثيان جين سمعت سام يتفوه بكلام مثل الذي كان يقوله دومينيك حين كان يتغزل بها.
قال سام ممازحاً:"ايتها القطة الصغيرة. قطتي الخضراء العينين."
حقيقة سأجن ان استمر سام على مثل هذا النحو. قالت كرسيدا مخاطبة نفسها.
سام لم يكن يعلم ما يجري بالضبط. وتابع حديثه عن دوم يمدحه حينا ويتغزل بعينيها حيناً آخر.
فكرت كريسيدا الآن بات عليّ ان اقوم بعمل او قول شيء. لا يمكنني السكوت اكثر.
"حبيبي, لقد تحدثت عنه بما فيه الكفاية. هل لي بسرد اخباري عليك."
"اني آسف, لا تقدرين كم يفرحني ان اعرف ان العجوز دوم قد ظهر في حياتي من جديد. يا لها من لحظة حاسمة."
اغمضت عينيها وكادت تضحك بمرارة. لحظة جميلة.لكن لما يظهر دومينيك في هذه اللحظة بالذات بعد غياب طويل. بدا الامر واضحاً, فالمسألة ان سام عاطفي جداً لا ينسى حسنة احدهم, فكيف بصداقة عمر!؟ كيف سيلتقي الاثنان وكيف لي بلقياه بعد ان خذلني. بادلني حبه وبعد اخلاصي له تركني اتألم وحيدة واختفى من حياتي دون ان يشعر بحنين لتلك الايام الماضية. انه لا يحترم المرأة, امقته. سوف يصاب سام بالذهول لو عرف القصة.
حاولت تناسي الماضي بكل آلامه لكنها بدت متنبهة للغاية.
وقالت معترفة:
"قد يفاجئك ما سأقوله لك. التقيت دوم العجوز في روما حين كت مدرسة لغة."
لمعت عينا سام فرحاً وقال:
"ليس بالأمر الصحيح, اتمزحين؟!"
قالت بهدوء:
"التقينا في روما, وهو رسام مشهور."
"نعم! انه امر شيق. حاولت ذكر اسمك اثناء مكالمتي معه, لكن الوقت لم يكن ملائما و لاذ بالصمت وفضل مناقشة الموضوع في اليوم التالي."
اطرقت كريس تفكر, ماذا عساه فكر حين علم اني العروس... ليته يعلم بمقدار حبي له.
"قولي لي كيف ومتى التقيت دوم؟ هل هو رائع كما تتصورين؟"
"نعم, اظن ذلك."
"اذاً تعرفين انه رسام متفوق؟"
"تعرفت اليه في منزل سيدة كنت مدرسة خاصة لابنتيها. ثم زرته في محترفه."
"هل احترف الرسم؟ يبدو لي العكس."
"والدته صديقة للسيدة لورين وقد طلبت منه رسم ابنتيها."
"ظني انه لو كانت السيدة لورين شابة صغيرة لامضى معها بعض الاوقات الحلوة."
انتفضت كريسيدا لتوها, وشعرت بدوار في رأسها كانت ملمة تماماً بعبث الشبان وتصرفاتهم الصبيانية اثناء دراستهم الجامعية ودوم واحد من هؤلاء. واعتبرت انه على الارجح قد قام بمغامرة شبيهة في وقت من الاوقات.
سألها:"هل اثار اهتمامك من هذه الناحية؟"
اجابته:"كلا , لكن يبدو انه لعوب."
"هل شاهدت احد اعماله؟"
"نعم."
"ما رأيك؟"
"ارى ان رسوماته مميزة, ومن المؤسف ان يتوقف عن الرسم. عمله متقطع, احياناً يرسم برصانة, واحياناً كثيرة يلهو غير مكترث لأي شيء."
"لكنه ليس بالعابث المستهتر, اعتبره احد المثقفين القلائل. اثناء دراسته في الجامعة كان يحضر المحاضرات على جميع المستويات الثقافية كالفلسفة وغيرها, واجتماعات اخرى. تعرفين..."
سرحت بخيالها بعيدا, كانت تفكر بكل تلك الاشياء التي يتحدث وهي حزينة منكسرة.
في جعبة سام اخبار كثيرة تتعلق بزميله الجامعي, غير انه أحب معرفة اخباره عن طريق كريسيدا.
شعرت كريسيدا بضيق وحرج اذاك وقررت تغيير الحديث.
فقالت:"اخذت موعد مع الكهربائي في غولفد. سيوافينا الى هناك يوم الجمعة لاضاءة المصابيح المعطلة في غرفة الجلوس."
اجابها سام:"حسناً,سنوافيه الى هناك." ثم التفت الى الصحن امامها فوجد انها لم تقبل على طعامها بشهية بل تناولت منه القليل.
"الم يعجبك الطعام, حبيبتي؟"
"بلى,لكني لست جائعة الليلة."
"هل تتناولين الفاكهة ام قهوة؟"
"لا شيء سوى القهوة."
"سأتناول عصيرا منعشاً."
"حسناً." اجابته مبتسمة كعادتها, تأملت وجهه ملياً, واطرقت تفكر كم هو جميل بتصرفه ولبق. تمنت لو ان دومينيك لم يظهر من جديد في حياتها, فقد كرهته وفي قرارة نفسها تشتاق اليه, اتى في الوقت المناسب كما قال سام وتدخله ليس في مصلحتها هذه المرة. لن تسامحه عن تخليه عنها حين كانت في امس الحاجة اليه.
بعد ان ارتشفت قهوتها طلبت من سام العودة بها الى المنزل. وفي طريق عودتهما, جرى حديث تطرق سام خلاله الى موضوع متعلق بدومينيك.
"سيندهش حتماً حين اذكر له اسم خطيبتي."
"بالطبع." قالت كريسيدا ذلك وهي منقبضة قانطة.
بادرها قائلاً:"ليس هناك متسع من الوقت للقائكما مع بعض قبل حفل الزواج, لكن بالامكان دعوته الى العشاء ذات امسية."
اجابت بسرعة:"لا تفعل سام."
نظر اليها سام متعجباً وهو يقود سيارته بسرعة فائقة.
"لم حبيبتي؟"
فكرت قليلاً ثم قالت:"اني منشغلة, لدي الكثير من العمل حتى يوم السبت القادم. سأساعد امي في حزم حقائبي , اتمنى رؤيته في يوم الزفاف."
اجاب مسروراً:
"بالطبع حبيبتي."
احست ان عليها اخبار سام بكل ما حدث بينها وبين دوم, فهو يحبها كثيرا ولا بد ان يسامحها على هفوة قامت بها بالماضي. لن تكون نهاية العالم فيما لو عرف ان علاقة ما كانت بينها وبينه في روما. لكن, ماذا سيحصل ؟ هل علاقتي بـ سام ستنتهي اثر ذلك؟ تعرف جيدا انه يحبها وثقته بها لا حدود لها. لكن هل ستدمر تلك الثقة ان هي باحت بالحقيقة الجارحة. اضطربت وبقيت مكتوفة اليدين حيال مشكلة لا تنتهي وقررت ان تخفي سرها كي لا تؤذيه.
قررت اخيراً ان لا تخبره بشيء وتدعه يفكر في دومينيك حسب ما يشاء. فهي لن تقابل دومينيك الا ليلة زفافها قد يبدل رأيه ولا يأتي الى الحفلة وهذا افضل حل يمكن ان يحصل.
فجأة,احست برغبة بالاتصال بدومينيك قبل ان يلتقي بسام على الغداء, لا تعتقد كريسيدا ان دوم سيخذلها. على الرغم من علاقته الكثيرة والمتعدده الا انه احبها بشغف لكن لم يصارحها بخصوص زواج او ما شابه لذا قررت الابتعاد عنه. حتماً سيتفهم الموضوع جيداً . سوف تبحث عن عنوانه للالتقاء به دون معرفة سام, وشعرت انها تخون رجلاً احبها. عرفت انه عضو في نادي جامعة كامبريدج وفي جامعة اكسفورد حيث يقيم لفترة قصيرة.
قال سام ببساطة:
"اتصلي به, لا بد انه متشوق لسماع صوتك." عانقها بحرارة وقبلها من صميم قلبه وهي تذوب حباً في قبلة طويلة.
تحسرت للبؤس الذي ستخلفه ان صارحته بالحقيقة لكن لا, مثل هذا الامر لن يحصل!؟
"حبيبتي, انت جميلة جداً." وبكل قوة شدها اليه وضمها.دمعت عيناها املاً وبؤساً في آن معاً.
"احبك سام." قالت له ذلك بصوت مرتجف.
شعر ان امرا ما يزعجها لكنه اكتفى بحبها له ولم يسألها عن السبب.
صورة دومينيك لم تغب عن خيالها وظل القلق يرافقها, لم يكن لديها اي فكرة عن كيفية التصرف في حالة كهذه.
استيقظت عند الصباح باكراً وحدقت تتصفح كتابا بعينين تعبتين في انحاء غرفتها حيث تبعثرت الاشياء هنا وهناك. وقع نظرها على صورة فوتوغرافية لسام بجانب السرير, على ضوء النور القوي ظهرت ملامح وجهه جميلة جداًز فكرت قليلاً ثم قررت نهائياً ان لا تنبس ببنت شفة فيما يتعلق يتعلق بالموضوع.
خرجت الى الحديقة وهي تشعر بدوار في رأسها , الامر اصبح لا يحتمل وعليها التخلي عن التفكير به.
مشت حوالي ساعة من الوقت فوق الحشيش الاخضر المغطى بقطرات الندى وشعرت بانتعاش وتجدد وسعادة قصوى.
وعند الساعة السابعة قامت كريسيدا باحضار ابريق من الشاي الى غرفة والديها حيث كانت والدتها تنهض من فراشها فيما والدها ما زال نائما .
سألتها والدتها:"ما الذي ايقظك في مثل هذه الساعة؟"
"لم استطع النوم جيداً."
رمقتها فريدا بعين الرضى اذ كانت تبدو نحيلة رشيقة وجميلة بشعرها الطويل الذي غطى كتفيها . ورثت كريسيدا عيناها الخضراوين الرائعتين عن جدتها لامها الروسية الاصل وكذلك عن امها النمساوية اما سيمون شقيق كريسدا, فقد ورث ملامح انكليزية عن جده بشعره الاشقر المحمر وانفه المنمش.
كادت امها تهم بسؤال كريسيدا عما دهاها لكنها احجمت في آخر لحظة مداراة لعواطف ابنتها التي اصبحت فتاة مختلفة بعد قدومها من روما.
جلست الام وابنتاه لاحتساء الشاي وهما تتكلمان عن التحضيرات لحفل الزفاف وكذلك الفستان. ثم بعد ذلك عادت كريسيدا الى المطبخ لتحتسي فنجاناً من القهوة وتفكر ملياً في مما يجب عمله.
اعتراها ما يشبه الخوف حين فكرت بدومينيك. من فرط رغبتها في رؤيته مجددا وآلمها الذي عانته في الماضي, احست ان الدنيا تدور بها وبما حولها.
أحبت اثنين حباً جنونياًز والآن هي ى تدري ماذا تفعل. قالت بصوت عال:"لا لريده بعد اليوم في حياتي." ثم حركت قهوتها بغضب وجالت بنظرها في محتويات المطبخ.
شمس حزيران(يونيو) سطعت وبثت بهجة في كل ما كان في المطبخ من صور ومقتنيات باللونين الازرق والابيض.
على نافذة المطبخ وقف عصفور صغير لفت نظرها , منظر اخبته منذ كانت صغيرة واعتادت عليه.
منذ خطوبتها احست ان حياتها كلها تغيرت, فقد وجدت شخصاً بجانبها يتوق لبناء بيت سعيد معها.
قررت التشبث بـ سام لانه احبها بكل جوارحه.
ذهبت الى حيث وضع الهاتف في الصالة الواسعة, اقتربت وطلبت رقم هاتف دومينيك في النادي سمعت صوته, كأنه صدىً قد اتى من بعيد , حاولت التككلم بثقة وقوة.
"مرحباً."
"مرحباً. من انت؟"
"انا كريسيدا, القطة الصغيرة."
ارتجفت وهي تتمتم ذلك اللقب.
"نعم, اني كريسيدا."
اجابها مذهولاً:"كيف عرفت عنواني ومكاني في النادي الجامعي؟"
"اكلمك من منزلي في بريتون وعلمت بوجودك هنا من سام."
"لا تقولي, سام بول؟"
"انه هو بالذات, نحت على وشك الزواج, ويوم السبت هو موعد الزفاف."
ساد صمت مرير عقبه عتاب.
"اذاً انت عروس سام, وانا من سيصبح مرافقاً له."
هتفت قائلة:
"تماماً, وانا اتصل بك لأخبرك بأني لا احب ان تحضر حفل الزواج."
"لم لا؟"
توردت وجنتاها خجلاً وقالت:
"اعرف انك حساس وتأخذ علاقتنا السابقة بعين الاعتبار."
"اعرف ذلك حق المعرفة."
"حقاً, دومينيك!"
"على الرغم من علاقتنا السابقة في روما, سام صديقي ومعرفتي به قد سبقت علاقتي بك."
"ربما."
"طلب مني سام الحلول مكان صديقه المريض, كيف علي التملص من ذلك؟"
"صحيح ما تقوله, غير اني لا زلت مصرة على عدم حضورك."
"اسمعي عزيزتي, لا يمكننا مناقشة الموضوع على الهاتفز علينا مناقشته وجهاً لوجه."
"كلا, لا أود لقائك."
"انت تعالجين الامر بمأساوية على ما اظن."
"انت تبالغ, الا يمكنك الاحساس بما أشعر به؟"
"حبيبتي كرسيدا, ما حدث بيني وبينك قد ولى, وأصبح من الماضي."
"لا بد ان ما حصل كان مسألة لهو ومرح ليس الا, وليس حباً بالمعنى الحقيقي."
كريسيدا, دعيني اوضح لك الموقف. كنت حينها جباناً اذ لم أنهي الموضوع مواجهة معك وقد كرهت نفسي لتصرفي الاناني والجبان. وانت الآن لديك نفس الشعور, احببتك واحببتني في الماضي وانتهى الامر."
ودت لو انها تصرخ في وجهه, لكنها قالت بلهجة مضطربة:
"ما فعلته لا يغتفر لن اناقشك الآن, وكفى."
"اني جداً آسف قطتي الصغيرة." قالها بصوت مرتجف.
اجابت:"انتهى كل شيء بيننا, الآن سام هو كل شيء بالنسبة لي."
"صحيح اوافقك الرأي, سام حياتك واكثر, لكنه صديقي ويريدني ان احضر حفل زفافه."
"لكنك تستطيع الرفض."
"بالطبع, لكن سام صديق عزيز علي وانت احسنت الاختيار بزواجك من سام."
"اعرف ذلك."
"الآن, بعد ان توضحت الامور , وعرفت من هي عروس صديقي, اظن علي القيام بالواجب."
"لا افهم تماماً ما تقول."
"حبيبتي, انت تبالغين في تقدير الامور وتتصورين اوهاماً."
اصابها ما يشبه الذهول وكادت تؤذي نفسها من انقباض في يديها, وتمنت صفعه لو كان بالقرب منها.
قالت:"لا ارى اننا على اتفاق في الرأي."
اجابها:"لا بد انك تحبينه حباً لا مثيل له."
"صحيح, اظن انه اروع رجل قابلته."
"اذاً, لم انت تثيرين مفروغ البحث منه؟"
"انت لا تفهم ما اقول." قالت ذلك وقد ألم بها تعب شديد.
"انا لست مثلك."
لم تقو على التفوه بالمزيد.
باتت مترددة فيما ستفعله, يريدها ان تنسى الماضي الأليم بتجاربه المرة. وهواليوم يشكل خطراً ويهدد مستقبلها. مسألة ليست بسهلة وهل بالامكان تسويتها, باتت في شك من أمرها.
قال حين طال صمتها:"هللو كريسيدا. الا زلت على الخط؟"
"نعم."
"في الحقيقة, سعدت لسماع صوتك من جديد, إشتق اليك واريد لقائك للتحدث."
احست بان الحواجز التي بنتها لصده قد انهارت بالكامل بشكل لم تعهده من قبل وايقنت انه خدعها بمراوغته المعهودة. نسيت آلامها الماضية حيث عرفت خداعه وعدم اهتمامه بها.
سألها بود:"هل حقاً تكرهينني لما بدر مني؟"
راودها احساس ان تضع حداً لكل تلك المهزلة التي لم تعد تفيدها في شيء. قصتها معه أصبحت من الماضي وعليها بتدبر امرها والاجابة على اسئلته.
"لا اكرهك البتة, اشعر الآن بارتياح."
"قطتي الصغيرة, لم تتبدلي ابداً."
"تبدلت بما فيه الكفاية, ليتك لا تلقبني بالقطة الصغيرة."
"آسف, آنسة راي."
"انظر, فلنتصرف بخكمة. نحن كنا فقط اصدقاء في روما, وهذا ما أريدك ان تقوله لسام انت تعلم اني مقدمة على الزواج من سام."
"ارى ان نبقى صديقين وهذا افضل حل, فسام صديقي وسأصبح مرافقه على ما يبدو."
"افعل ما تراه مناسباً, لكن لا تجعل الامور تسوء بيني وبينه."
"سأتصرف بلباقة."
"اعرف ذلك."
"اعتذر عن مناداتك بحبيبتي, فقد اعتدت ذلك حين كنا في روما."
كان عليها ان تحتقره لما تسبب لها من شجون ومآسي, وهي التي ما زالت تحن الى ماض ولى وتود التخلص منه بأي وسيلة. باتت تلوم نفسها على ما حصل, وفي الوقت نفسه تتمنى الارتماء بين ذراعيه اختلطت عليها الامور وبات عليها التصرف بوعي وحكمة.
سألها باهتمام:
"هل تسير الامور على احسن حال؟ وهل انت بخير؟"
"اني بخير, اشكرك." سكتت قليلاً ثم سألته:"علمت ان والدتك قد..."
قال بنعومة:"منذ شهرين توفيت والدتي, وغير نادم على بقائي معها كل تلك الفترة التي غبتها عنك.ط
"آسفة حقاً لما جرى لوالدتك."
"بقيت في البرازيل لبعض الوقت ثم سافرت الى بلد آخر. واليوم قررت الانقطاع عن السفر ريثما انهي عملاً اقوم به لىلدو كونلتي. المخرج الايطالي المشهور الذي اجتمعت به في فلورنسا , لذا تعذر علي الرجوع الى روما حيث كنت منتظرة, وانا اعني ما اقول.
فقد اردت العودة اليك لكن ظروفي لم تسمح لي بذلك, ان صدقت كلامي ام لا , امر رهن بك لوحدك."
تأثرت وامتقع لونها ثم ردت قائلة:"لن أعود الى روما مهما حصل, اكتفيت. لقد نسيت السيدة لورين والمجتمع الايطالي."
"اجد انك ستنتظرين زياراتي المتلاحقة فور رجوعك من شهر العسل, سام سيجمعنا معاً يوماً ما في وقت قريب, اني اقيم في المدينة وعملي مع كونلتي سيستمر للموسم القادم, ولدي عمل آخر في ميلان وسأقوم برسم لوحات لمعبد تاسكو فيما بعد, وبعدئذ سأذهب في زيارة الى لندن."
"انت تجيد ما تفعل اقولها ولست ابالغ , انت رسام ماهر بالطبع وقد علمتني ما كنت اجهله من فنون, واني ممتنة لك."
"كنت تلميذة نبيهة, اعترف بذلك عزيزتي كريسيدا."
حاولت قطع حديثه المزعج والتحدث عن سام.
"كنت محظوظة جداً, كوني قد تعرفت الى خطيبي يا له من شخص رائع."
"اوافقك الرأي, انه انسان رائع فعلاً. لكنك أذهلتني."
"لماذا؟"
"لطالما ذكرت انك تستائين من الشبان الرياضيين ويعجبك الفنان الماهر."
اجابت ممتعضة:"تغيرت مع مرور الوقت."
"آه. حسناً يسرني اللقاء بك من جديد."
"قبل ان اودعك, اردت فقط ان اشرح لك سبب اتصالي بك قبل ان تجتمع بسام اليوم وتقول له ما اتفقنا عليه. كما ارجو ان لا تذكر امامه اني تحدثت اليك ولا يهمني بعد الآن ان كنت ستحضر حفل زواجنا."
"هل اقول له انك لم تعجبيني؟"
"كلا لم تفهم ما قصدت, سام لا يعلم شيئاً عن قصتنا."
اجابها:"حبيبتي اسأت فهمي على ما اعتقدز لست سيئاً كما تتصوري, سأعلن اننا صديقان فقط."
ودعته بعد ان شكرته بلطف.
قال لها:"الآن لا يسعني سوى التمني لك بحياة زوجية هانئة, ويتوجب علي الذهاب لشراء هدية الزفاف التي ارجو ان تقبليها مني قولي ليو ماذا تريدين هدية؟"
اجابته:" لا اريد شيئاً لا حاجة لك الى ذلك."
وعلى الفور وضعت السماعة بغضب , غلبها تعب شديد عقب حديثها معه وتمنت لو انها حافظت على هدوء اعصابها كما فعل هو.
آخر ما تمنته ان تراه في حفل زفافها واقفاً الى جانب سام. بعد لحظات قصيرة, دخلت والدتها تحمل صينية في يدها. قالت :
"هل هو سام الذي كان يكلمك؟"
"كلا والدتي انه شخص آخر." ثم خرجت مسرعة واختفت قبل ان تسألها والدتها مزيداً من الاسئلة المزعجة.
نهاية الفصل الخامس



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 04:07 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-17, 02:50 AM   #7

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
كان سام متجها الى برايتونتلبية لدعوة عشاء, انتظرت كريسيدا مكالمة هاتفية منه بفارغ الصبر عند الواحدة, احست بوعكة صحية لتذكرها ان الاثنين معا سام ودومينيك يتناولان الطعام.
تمنت الا يفشي دومينيك سرهما. عند تمام الثانية والنصف رن جرس الهاتف فاذا بسام على الخط.
"كان غداء رائعا مع دوم العجوز تذكرنا خلاله ايامنا القديمة في سالوين. لم يتغير كعادته وقال ان وزنك ازداد عن السابق."
قالت كريسيدا منزعجة: "اه نعم."
وتابع سام بحماسه الدائم: "حبيبتي رائع جدا ان تكوني على معرفة جيدة بالصديق دوم."
وتابع سام كلامه: "في الحقيقة, الصديق دوم يقدرك ويشيد بذكائك وانت بلا شك درة نادرة كما قال."
"اشكرك حبيبي." وحاولت ان تخفي ارتباكها وانزعاجها من كثرة التكلم عن دومينيك, محاولة الظهور مرحة ومشرقة.
"ساراك غدا سام."
"انت تحاولين التملص من رؤيتي. اربع وعشرون ساعة بعيدا عنك مزعجة كفاية. وثمان واربعون ساعة تجعلني اكاد اجن."
ضحكت مليا واشرق وجهها من جديد, مع سام لا وجود للحزن.
اتفقا على الخروج لتناول الغداء في المدينة اليوم التالي. بعد ذلك ستنطلق الى لندن للتبضع اذ تحتاج الى لباس بحر جديد ونظارات شمس.
لم تعد الاشياء ما كانت قبل ان يظهر دومينيك في حياتها من جديد, فقد اصبح من الصعب محو ذكراه من مخيلتها.
بعد ظهر ذلك اليوم تركتها والدتها ترعى شؤون والدها لانها ستخرج في موعد مع صديقة قديمة للتوجه الى هوف بهدف زيارة. كانت والدتها ترفض الخروج دائما فهي تريد البقاء مع زوجها المريض, لكن كريسيدا كانت تعترض قائلة: "حين اغادر ستبقين معه ما تشائين, اخرجي رفهي عن نفسك في كل وقت يا امي, بعد الزواج لن اتركك لوحدك مع والدي وسيمون."
قبلت فريدا ابنتها بحرارة: "انت فتاة لطيفة."
ضحكت كريسيدا منقبضة وتذكرت ما مرت بها العائلة من آلام.
واخيرا ضحكت لنا الايام, سام هو السبب.
تغيرت كريسيدا يوم تعرفت على سام, بعد ان عانت حالة اكتئاب حادة, والدة كريسيدا كانت فرحة وتستعد للزواج المرتقب, بعد الغداء اصطحبت كريسيدا والدها الى الحديقة للتنزه.
نظر الدكتور راي الى ابنته الجالسة الى جانبه بحنان وغبطة من اعلى نظارتيه, سيفتقدها بعد مغادرتها المنزل غير انه سعيد لسعادتها.
سام بول شاب طيب ويتمنى له السعادة مع ابنته كريسيدا.
سالها بحرارة: "هل انهيت استعداداتك؟"
"نعم والدي, سازور لندن غدا وبعد يومين اخرين اتزوج, هل تصدق ما يحدث معي؟"
"بكل تاكيد." اجابها جون راي بعد ان تنهد مضطربا ثم تابع: "حين يزوج الرجل ابنته يشعر بنفسه عجوزا."
"اه والدي سيبقى سيمون الى جانبك وكذلك امي في غيابي."
"لا اثق بالفتيان مطلقا وبطبعي افضل الفتيات." قل جون راي ذلك ضاحكا وهو يشعل غليونه.
"ساظل احبك يا ابي."
"ارجو ان تستقر امورك في الحياة عزيزتي."
"اجابت قلقة:"لم تقول ذلك؟"
"لا اعلم." اغمض لدكتور راي عينيه للحظة ثم نفث من غليونه دخانا غليظا على شكل متقطع: "اعتقد انك عانيت خلال فترة حياتك السابقة كثثيرا, ولذلك لست متفتحة مثلامك واخيك بل مثلي انا, تحاولين التظاهر بما لست فيه."
نظرت اليه بعاطفة, بدا عاجزا كعجوز هرم, لكنه في الواقع لا زال شابا في داخله, الا ان مرضه قد اضناه على الرغم من تطمينات الاطباء لهم. وبدات كريسيدا تتذكر حين كان والدها طبيبا دائب الحركة, منشغلا طوال الوقت ومرتبطا بعمله ليل نهار. والدها مثلها الاعلى وهو مثلها يعاني وحدة قاتلة, تحس الان بقربه احساسا لم تعرفه من قبل.
"انك على حق يا والدي, صحيح انني عانيت حتى وصلت الى ما انا عليه الان, لكن تريثت قليلا ولم اتزوج في سن مبكرة كصديقاتي المعذبات. وجدت اخيرا من استحقه ويستحقني. سام يستحق الانتظار أليس كذلك؟"
"لكن حبيبتي, اعتقد ان قصة ما حدثت معك في روما, هل توافقينني الراي؟"
سالها والدها بحنان مما جعل قلبها ينبض بقوة ووجهها يتورد خجلا: "ما الذي جعلك تفكر على هذا النحو يا والدي؟"
"احساس غريب جعلني اتنبه للامر, لم اثر القصة بوجود والدتك, وجدت انك خضت تجربة مريرة اثر قصة حب فاشلة."
عضتكريسيدا شفتها السفلى تاثرا واجابت: "والدي العزيز لطالما اخفيت ما تفكر به عن عائلتك."
"انا اشبهك الى حد كبير كريس, حاولت اثارة تلك المسالة قبل زواجك كي تنجلي الامور ولا تسبب لك الاحراج فيما بعد."
"حسنا اعترف بانه كان هناك قصة حب عشتها وانتهت, والان لم يعد هناك ما يكدرني, فلا تقلق."
"لست قلقا الان ولم اكن لاقلق عليك في يوم من الايام."
"دعنا ننسى الماضي والامه ونفكر بالحاضر الجميل."
احس والدها ان شيئا سيئا يلوح بالافق. اشعل غليونه ثاني وبدا يفكر في حل المسالة. بدت له كئيبة على اثر ما حدث, ولا زالت تلك القصة تقلقها. والدها الطبيب المحب قطع محادثته عن روما وما يدور حولها وشرع يسالها بشغف عن شهر العسل الذي ستقضيه في ماجوركا. بعد مرور بعض الوقت اتت جوليا شالمرز احدى مرافقات العروس, مع فتاة اخرى لتسوية مسالة حفل الزفاف فتنحى الوالد جانبا وبدا جدال طويل.
في غرفة نوما وفيما كانت تستعرض فساتين السهرة مع جوليا وتستمع الى رايها بهم, عادت ذكرى دومينيك الى فكرها.
بدا لها من المحال المضي على هذا النحو. لم ولن تهتم سوى ليوم فرحها. وحين ياتي يوم السبت سوف تظهر لدومينيك كم هي سعيدة بزواجها. فقدت توازنها اذ رات مع صديقتها سيارة تتوقف امام المنزل. حدقت جيدا في سيارة المرسيدس الجديدة التي تلمع تحت اشعة الشمس, واذا بشاب يرتدي قميصا رمادي اللون يترجل منها ويتجه نحوهم.
قالت جوليا بحماس: "واو! يا لها من سيارة فخمة." ماذا يحدث الان, انه دومينيك! كيف يجرؤ ا نياتي الى داري, تقدم نحوها بخطى ثابتة ثم اخرج علبة سجائر من جيب قميصه ومن الاخرى ولاعة ذهبية. وهم باشعال سيجارة. شعرت بعدم الارتياح اذ نظرت اليه, كعادته بلونه الاسمر البني وعينيه الصغيرتين السوداويننظر اليها يتفحصها بلهفة.
"كريسيدا عزيزتي كيف حالك؟"
تلكات بعض الشيءثم اجابت: "اني بخير."
"حسنا لقدتركت خطيبك منذ ساعتين من الوقت, كنت اتناول الطعام مع سام في احد المطاعم على النهر. افترقنا واتيت بسيارتي المرسيدس التي اشتريتها قبل مغادرتي الى البرازيل. هل اعجبتك؟"
"يا لها من سيارة فخمة!"
لقد ظهر بمظهر الشاب الانيق الذيعرفته, وستقوم بمعاملته بشكل طبيعي وكانهما صديقان قديمان.
"اعتقد انك لن تمانعي حضوري الى هنا, تواعدت مع سام ان ازورك في منزلك ومن ثم نذهب معا الى حيث سيقام الاحتفال بالزفاف."
"بالطبع لم لا."
"هل بامكاني التعرف على اهلك؟"
"خرجت امي الى السوق, اما والدي فهو في الحديقة. تعال معي اعرفك عليه."
اشعل دومينيك سيجارة والتفت حول المكان ثم نظر اليها باعجاب: "تسريحتك جميلة, تعجبني."
باطرائه الخفيف, حرك فيها مشاعر وذكريات جميلة, امسك يدها وطبع قبلة عليها, تمتم قائلا: "لا تغضبي يا قطتي الصغيرة."
وقاحته جعلتها ترتجف: "حقا يا دومينيك!"
"لا اريد ان اؤذيك, ارى انك في اشد غضبك وليس من مبرر لما تفعلينه, نحن عاقلين كفاية لنتغاضى عن مثل هذه الامور."
"نتغاضى!!"
"اعرف ان قصتنا انتهت عند هذا الحد, فانت ستتزوجين افضل اصدقائي."
"لا شك فيما تقول."
"حبيبتي انا اعرفك جيدا. لكني لا استطيع معرفة شعورك الحقيقي نحوي, لذا آمل ام نبقى صديقين هذا كل ما في الامر. لم ادمر حياتك كما تتصورين, اذاً لم انت غاضبة مني؟"
انها غاضبة من نفسها قبل ان تكون غاضبة منه, وحاولت الابتسام وهي تقول: "لست غاضبة منك البتة, اشكرك على زيارتك, وساحاول الذهاب برفقتك لرؤية المكان الذي سيقام فيه حفل الزفاف, كيف حال سام حبيبي؟"
"سام بخير, لقد تناولنا طعاما شهيا وانا كما تعرفين لم اذق الا القليل."
هزت راسها مفكرة: "اذكر تلك اللحظات الحلوة في المقاهي الايطاليه, واذكر ايضا كيف كنت تنظر الى الطعام بعينيك خائفا ان تبدا بلقمة وتنتهي بوجبة كاملة."
فجاة ظهرت جوليا امامهما ونظرت الى دومينيك حائرة.
"جوليا اعرفك بدومينيك انه صديق سام الحميم."
"مرحبا." ومدت يدها مصافحة.
بطبعه اللعوب نظر الى جوليا بتمعن, وكانت مرتيدة فستانا اللون. تامل عينيها الزرقاوين الجميلتين وشعرها الاشقر الطويل. كانت ملفتة بكل ما فيه من انوثة وجاذبية, فلو لم تكن كريسيدا موجودة لكان رسمها بادق تفاصيلها, لكن حبه الاول بات واضحا على قسمات وجهه فكريسدا في نظره قد نضجت واصبحت اكثر جمالا من ذي قبل. انه يحسد سام عليها واحتار في اختيارها الذي يفتقر للذوق السليم.
عرف الكثيرات لكن كريسيدا كانت الوحيدة التي حركت فيه عواطف متاججة, وجدها فاتنة جدا في امتزاج انوثتها ما بين الخجل والشغف. تمنى لو كان متزوجا منها ولديه عائلة سعيدة. وقف مندهشا حائرا في امره.
نظرت حولها فوجدت والدها متكئا على كرسيه غافيا, قالت: "لن تتعرف على والدي الان فهو نائم ويحتاج للراحة."
اجابها: "بالطبع سوف انتظره ريثما يستيقظ."
نظرت جوليا الى الزائر الجديد باعجاب, فيما كان يستاذن بالذهاب الى الحمام, بعد ذهابه قالت جوليا باهتمام: "اه كم هو جذاب!"
تعجبت كريسيدا للسؤال وبدت حائرة ثم قالت: "حقا؟"
يعجبني, هل تعرفينه منذ مدة طويلة؟ لم اتعرف اليه من قبل, اعتقد انه صديق لسام."
"نعم كان معه يدرس في كامبريدج."
"ماذا يفعل الان؟"
"يرسم لوحات فنية وفي وقت الفراغ يقوم بعمل اضافي لصالح الاوبرا, اصله برازيلي."
هزت جوليا راسها وكانها ايقنت ما في الامر, ثم قالت: "رايته يقبل يدك, اعتقد انه لا يهتم لفتيات سواك. هل تعتقدين ان لدي فرصة معه؟ سوف اذهب الى فيكي واحضر نفسي لاكون جميلة في حفل الزفاف."
اجابتها كريسيدا منفعلة: "انتظري لا تذهبي الان, ابقي لتناول الشاي. لن يتاخر دومينيك في العودة, لاننا سنذهب بعد ذلك الى مكان الاحتفال ويمكنك المجيء معنا."
"اني اتشوق للذهاب معكما." فما كان منها الا ان سرحت شعرها بسرعة البرق وتبرجت امام المرآة.
تاملتها كريسيدا وفكرت, كم هو جميل ان تكون الفتاة في عمر التاسعة عشرة, فهي تكون بسيطة وغير متكلفة, وليس لديها تجارب كثيرة في الحياة.
سالت جوليا: "هل سياتي سيمون لحضور حفل الزفاف؟"
اجابتها: "اجل سياتي غدا."
في تلك الاثناء كان اخوها يقضي عطلته الصيفية بعد انتهاء مدرسته على البحر مع بعض الاصدقاء. واخيرا عاد دومينيك.
حدق دومينيك بكريسيدا وبادرها: "لقد رايت منزلك من الداخل, انه جميل ومرتب وموقعه مميز, كما انني رايت البحر من نافذة الحمام."
هرعت كريسيدا مسرعة وقالت: "اني ذاهبة لاحضر الشاي."
حاول ابقاءها بالغرفة بقوله انه لا يشرب الشاي,الا انها غادرت على الرغم منه وتركته مع جوليا.
بعد ذلك وبعد ان استيقظ الدكتور راي من نومه, اجتمعت العائلة على فنجان شاي في الحديقة. في تلك الاثناء وصلت والدة كريسيدا بعد زيارة الى احدى صديقاتها. بعد الانتهاء من الشاي اقترح دومينيك الذهاب مع كريسيدا للاطلاع على التحضيرات الخاصة بحفل الزواج, فطلبت كريسيدا من جوليا مرافقتهما الا انها بلباقتها المعهودة رفضت جوليا الذهاب بسبب اضطرارها للعودة الى البيت.
لم يبق امام كريسيدا الا الموافقة فانطلقا بسيارته الى حيث تقع الصالة ودخلاها من باب جانبي.
استوقفهما مسؤول هناك وكان له حديث قصير مع كريسيدا بعد ان عرفته الى دومينيك.
ابتسم مخاطبا دومينيك: "لديك عمل مهم جدا."
ابتسم دومينيك هاتفا: "ستكون التجربة الاولى بالنسبة لي, ارجوا لا اوقع خاتم الخطوبة من يدي, فالعروس اسرت لي البارحة ان اتشبث بهه الى ان يحين الوقت."
"تماما تماما."
ان افكاره كشخصه مميزة ولسانه سليط ولا يتغير, ما زال كما عرفته في روما, اخيرا بدات كريسيدا تسال عن بعض تفاصيل المناسبة.
قالت: "قبل ابتداء الحفل عليك انت وسام اعتلاء المرتبة هناك, وفيما اتقدم ويدي ممسكة بيد عمي, ستقفان انتما تنتظرانني, نشير اليك بتقديم الخاتم, عليك بتلبية الامر, ثم اعتقد ان سام اوضح بان عليك الاهتمام بنا ونقلنا فيما بعد الى المطار حيث ننطلق من هناك في رحلة شهر العسل."
قال دومينيك: "سوف اقوم بدوري جيدا."
"هذا اذا كنت لا تمانع بذلك." اجابته بعصبية وحيرة.
وقف ينظر الى شكلها يتاملها بلون بشرتها البنية وعنقها الجميل الذي طالما احبه دومينيك ورسمه بدقة في اكثر من لوحة. والان شعر بخجل يعتريه اذ ظهرت على وجهه علامات التاثر من فرط حبه لها. بالطبع كان يعرف كل المعرفة ان كريسيدا ستصبح زوجة لسام بعد ايام معدودة. كان بوده ان يعرف صدق العلاقة التي تربطها بسام, وهل ما زالت تتذكر تلك الايام الخوالي معه. تمن لو انها تنسى امر زواجها منه فيخطفها بسيارته المرسيدس الى المطار, ويطير بها ليس الى شهر العسل بل الى روما حيث تبقى هناك معه في الاستوديو.
فجاة انحنى بالقرب منها ووضع يده على كتفها وهمس: "فلنخرج من هذا المكان."
استدارت ونظرت اليه, الاحاسيس التي راتها في عينيه اخافتها وجعلت قلبها ينبض بقوة. ابعدت نظرها عنه وخرجت مسرعة.
بادرها للتو قائلا: "يتراءى لي انك ستحظين بحفل زفاف موفق. اتخيلك عروسا جميلة بفستان ابيض ممسكة بباقة زهر بيضاء تقفين الى جانبه وربما ترتجفين من فرحك."
"اخرس قلت لك اخرس دومينيك, كفى مهاترة وهزءا."
"لا داعي للتوتر والعصبية, سأكف عن مضايقتك."
مشت معه الى ان وصلا الى السيارة, هناك وقفت تبكي تاثرا وتمنت لو لم تعرفه قط. وشعرت بقرارة نفسها انها تكرهه. تكره ذكراه, تكره عودته الى حياتها وتتمنى ابتعاده في اقرب وقت ممكن."
اقترب منها قائلا: "انا جد متاسف لما حصل. ألا تفهمين قصدي."
"لماذا تعذبني؟ ماذا فعلت؟" وتابعت بكاءها. فلمعت عيناها من شدة الدمع, تمنى لو انه يمسك ريشة بيده يرسمها في تلك اللحظة باللون الذي تعكسه عيناها.
قال لها: "اعتذر منك يا قطتي الصغيرة, لن اسامح نفسي لانني جعلتك تبكي."
قال تتنهد: "اولا اطلب منك ان تكف عن مناداتي قطتك الصغيرة. ثانيا لو عرف سام حقيقة ما بيني وبينك اه... ألا تفهم ما اقول؟"
"اه سام." تمتم دومينيك ساخرا: "سام!"
"اجل ولا تتلفظ باسمه بهذه النبرة. ذكرت بنفسك انك تحبه وتحترمه. هل تريد اذيته؟"
"حسنا حسنا, اهدئي ولا تجزعي حبيبتي. لن اؤذيه أتفهمين. الحظ يبدو لجانبه وسيتزوج بك. وانا لا احسده بالطبع."
حاولت التستر وراء دموع كاذبة واجابته: "كلا بالطبع ولما تحسده!"
كادت تتلاشى من شدة حبها له وتمنت لو انه لم يات الى بريتون ولم يتسبب لها بالبؤس والكآبة.
ندمت لخروجها معه الان وندمت لانها تورطت معه في علاقة حب في الماضي. تمنت لو ان الاشياء تتبدل. ولكن ما من فائدة.
ما عرفته الان هو ان زواجها من سام يبنى على الصدق والصراحة, وان فستان العروس الذي سترتديه مجرد زيف لا اكثر.
اقتنعت اخيرا ان ما تقوم به مجرد تقليد ورثته عن من سبقها وارتداء الفستان الابيض ما هو الا عادات زائفة.
لكنها استجمعت قوتها وقالت بحزم: "دعني اوضح لك امرا, دومينيك اا احب سام وارغب الزواج منه ولن اتاثر بما تود عمله."
بادرها: "حبيبتي كريسيدا, لقد اسات فهمي... لم ات الى هنا بقصد سيء."
اجابته:"اذن لا تأت على ذكر الماضي."
"سامحيني كريسيدا لكنني ما زلت احبك."
"وانا لم اعد احبك."
لم يعجب دومينيك ما صرحت به الا انه صمت على مضض.
قال: "هيا اصعدي الى السيارة, لكن لن نذهب الى منزلك الان, ساخذك الى مكان نرتاح فيه ونتناول مرطبا منعشا."
"اجابت: "كلا افضل الرجوع الى المنزل."
"حبيبتي اتيت من مكان بعيد للمكوث معك. لن نبحث امورا تتعلق بماضينا فلنتحدث عن ساماو اي موضوع اخر اذا شئت."
"لا لا زلت مصممة على رايي."
"ألا زلت مصممة على رفضي؟"
"نعم اقولها بصدق."
"اسف." وفكر انها ربما ستبدل رايها بعد عودتها من شهر العسل, واضاف: "لا تاخذي كلامي على محمل الجد, لم اكن في يوم من الايام تقليديا, وكذلك انت, اعتقد انك تغيرت."
"نعم بالفعل." اجابته بذلك وهي تهم بركوب السيارة الى جانبه. واحست بالندم على انفعالها وعصبيتها بعد ان انطلقت بهما السيارة.
بادرها دومينيك قائلا: "خجلت لاني حشرت نفسي فيما لا يعنيني."
تابع بعد قليل: "جرت الامور عكس ما نشتهي, خطيبك ارادني مرافقا له."
اختلطت الامور على دومينيك وراح يتخيل المشهد حيث يقف بائسا الى جانب العريس والعروس, أي موقف هو هذا؟ بات عليه اخذ موقف حاسم والتصرف بحكمه, عليه الهرب من مثل هذه المسالة وترك الاثنين وشانهما.ٍ
تيقنت ان دومينيك بافكاره المتجددة والعديدة استطاع ان يسلب قلبها ويجعلها في حالة اضطراب دائمة, العواطف لا تعنيه كثيرا, هاجسه تحسين نوع عمله والانطلاق من جديد في سبيل التطور.
لم تعد تدري ما تقول وخافت في لحظة ضعف ان ترتمي بين يديه من الشوق.
"قطتي الجميلة كل ما فيك فاتن ومحبب الي, ابق كما انت الان, لا تجامليني فانت محبوبتي شئت ام ابيت."
سام اين انت الان لاختبئ بين ذراعيك واتخلص من افكار سوداء تلاحقني.
وفي طريق عودتهم الى بريتون بدا نقاش بينهما حول الفن واللوحات الفنية التي تباع خارج البلاد باسعار منخفضة. كريسيدا اعترضت فيما هو لم يبال للامر لانه حسب رايه ستعرض هذه اللوحات في احد متاحف العالم ليتفرج عليها عدد كبير من المعجبين من جنسيات متعدد, لكنه علق وله انه يعجب لم يقتنيها مليونير كبير ليعلقها فقط فوق المدفاة, كان عليه استبدالها بصورة فوتوغرافية بخسة.
توقفت بهما السيارة امام منزلها والتفت دومينيك اليها قائلا: "لم لا نتناول العشاء معا, اعدك اني سابقى محايدا ما لم تبدلي رايك."
قالت بغلاظة: "سوف لن ابدله."
نظر اليها باعجاب وقال: "ارى انك استعدت ثقتك بنفسك وتتخذين قرارك بحسم."
"كما ترى."
"اه كريسيدا, لا تقسي علي. اعتبريني مجرد صديق, ساكون الى جانبك في كل وقتك."
تورد خداها وتركت السيارة بعجل. ربما كان تصرفها مجرد عبث وطيش, لم تقو على كبح عواطفها امامه وهي التي احبته في الماضي بكل جوارحها, وسام لطيف معها لا تستطيع نسيانه, كما انها تدين له بالكثير.
"الى اللقاء دومينيك, يبدو اني متوترة ومرهقة كثيرا, انت تعرف جيدا كم يتطلب الزواج جهدا وتعبا, وانت لا تعني ما قلته أليس كذلك؟"
"بالطبع, اود فقط ان ابني علاقة وطيدة فيما بيننا ومعنا سام عند عودتكم الى لندن, سوف ابقى هنا للعمل في الصيف والخريف, وسترين حتما اعمالي التي انجزتها للاوبرا."
لقد اقام علاقة وطيدة مع مخرج الاوبرا آلدو وتحسر لعدم تمكنها من الحضور في ليلة الافتتاح.
للمرة الثانية اصابها ما يشبه الهلع, فقد راق لها حديثه اللطي ومعاملته الحسنة على الرغم من جهلها لمواضيع هو ضليع بها, بموهبته الفذة طغى على كل كيانها, وبلهجته الانجليزية التي اختلطت باللهجة الايطالية.
سالها مبتسما: "هل انت سعيدة انني انجزت لوحة؟ لنت حثثتني على العمل دون تافف."
اجابته: "عمل رائع قمت به."
"هل سام مولع بالفن؟"
ترددت حائرة حين طلب منها ان تختار لوحة من لوحاته لمنزلها فقالت: "يحبذ سام الفنون, وزوج والدته السيد غاي يملك واحدة, ساام سياخذك لتراها."
"طلب سام مني مرة ان ارسم والدته فراني."
"اعرف ان رسمها سيبدو جميلا, انها امراة رائعة.
نظر اليها دومينيك يتاملها, وقال: "حسنا, هل لي بمرافقة صديقتك جوليا في نزهة ومن ثم دعوتها الى عشاء, ارى ان من واجبي فعل ذلك."
لم تكن تعني لها دعوة العشاء شيئا, ولا سبب يجعلها تغار, لكنها لا تريد من دومينيك ان يبدا بعلاقة مع جوليا, منذ دقائق حاولت اقناع نفسها ان لائق ولا يقصد اذيتها لكن الان بدا يراوغ من جديد.
سالها: "هل يمكنك ان تعطيني رقم هاتف جوليا؟"
اجابت: "اجل, لكن ارجوك دومينيك لا تفعل..."
"لا افعل ماذا؟"
قرات نظرة ذكية في عينيه السوداوين واحمرت خجلا, اضااف يقول: "هل تخافين ان اتورط مع صديقتك؟"
ارتبكت ولم تجبه, ضحك وقال بصوت خافت: "كريسيدا قطتي المدللة, انت تاخذين الامور بشكل جدي, لا تنسي اني لاتيني الاصل واقيم مسالة الحب وارفع من شانه, لكن لو اعتبرنا الجدية في علاقاتنا فقد تنغص حياتنا."
فهمت القصد من كلامه لكنها تظاهرت بعدم الفهم, وقالت حانقة: "لا ادري عم تتكلم, علي الذهاب الان, الى اللقاء وشكرا للزيارة, اراك لاحقا يوم السبت."
انطلق بسيارته باسما وتركها وحيدة مع افكارها الضائعة.
تبين لها الان انه لا مجال في اعادة الامور الى سابق عهدها, فتصرفاته اليوم ما زالت كما كانت منذ ستة اشهر في روما, فهو شاب بطبع لا يتغير. احست بارتباك وحيرة من امرها.
التقت والدتها في الصالة الكبرى التي سالتها: "يا له من شاب مهذب السيد ميلن."
"انت تتصورين ذلك امي." اجابتها بذلك وهي تسير متجهة نحو غرفتها.
لاحظت والدتها ان كآبة استبدت بها من جديد, اعتراها خوف شديد اذ سالها زوجها جون سؤالا حيرها, قال: "هل لك بمعرفة ما يدور بخلدها, تبدلت بشكل كبير منذ عادت من روما..."
اظن انها عرفته هناك المسكينة.
بقيت فريدا تفكر في امر دومينيك للحظات, اما كريسيدا فدخلت تستحم وبعد ان انتهت ساعدت امها في المطبخ بتحضير وجبة العشاء, بدت منشرحة وهي تفكر في دومنيك وجوليا, قررت ان تنبه جوليا الى عدم التورط معه كي لا تندم في المستقبل على امر فعلته بطيش.
"بدات اشعر اني كبرت سنا لاني ساتزوج." خاطبت نفسها ضاحكة.
اتصلت كريسيدا بجوليا صباح اليوم التالي فاخبرتها انها لم تكن بصحبة دومينيك على العشاء, بل دعيت لمناسبة اخرى وكانت معها زوجة اخيها. هناك تعرفت الى شاب جذاب واضافت قائلة: "لكن اوافقك الراي فصديق سام شاب رئع جدا ورجل بكل معنى الكلمة."
اجابتها بحذر: "انظري جوليا لا تتحامقي, فدومينيك ليس بالشاب السهل حسبما تظنين, عليك ان تاخذي حذرك منه."
اجابتها جوليا ضاحكة: "انت تتكلمين مثل امي تماما."
"نعم جوليا, اني اقصد ما اقول."
ثم طرقت تفكر مليا, فهي ابنة الثالثة والعشرين بدات تتصرف تماما كوالدتها بوعي وتدبر للامور, ماذا فعلت والدتها من امر حيالها؟ فقد قادتها خطاها الى ما لم يكن في الحسبان.



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 04:08 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-17, 02:52 AM   #8

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
انشغلت العائلة بحفل زواج كريسيدا, الجميع ينتظر الحدث السعيد بفارغ الصبر.
كان يوما من ايام الشتاء الدافئة حيث سطعت الشمس بإشعتها الذهبية بعد يوم ماطر بدت كريسيدا متحمسة وهي متجة الى حفل الزواج مع عمها العزيز بيل. وتراءى البحر امامها بلونه اللازوردي المنعكس رونقا على الافق.
امتلأ المكان بالحضور والمدعوين الذين تجمعوا للقاء العروسين الجميلين. بدأ عزف الاورغ يرافقه غناء شجيل إدموند الذي أدهش الجميع بغنائه وصوته الجميل.
وقفت كريسيدا امام المرآة في غرفة والدتها تتبرج بان على ملامحها ارتباك الفرح فيما والدتها تضع المسات الاخيرة على طرحة العروس وتسريحة الشعر.
بعد ان وضعت احمر الشفاه على شفتيها تأملت وجهها فوجدته أصفر ذابلا, وبلمسة من اصابعها مسحت بشرتها الطرية بمرطب ثم اضافت فوق الكريم الذي وضعته مسحة من البودرة الزهرية اللون, عليها ان تظهر جميلة فالعروس يجب ان تكون ملفتة ومميزة اطرت عليها صديقاتها نعوتاً مختلفة لما بدت عليه من فتنة وجمال, زينت فستانها بـ بروش غالي الثمن ثم وضعت في اصبعها خاتماً فيه حبة زمرد اهدته لها والدة سام بمناسبة زواجها.
الى جانب خاتم الزمرد, اهدتها السيدة فراني معطفاً من الفراء الباهظ الثمن والفاخر باللون البني الفاتح اعجبت كريسيدا به وتمنت ارتداءه في ذلك اليوم لكن الطقس كان دافئاً ولم تكن بحاجة اليه.
حملت بيدها اليمنى باقة من الازهار البيضاء التي اختلطت بأزهار صفراء وتطلعت الى ذيل فستانها بغرابة وهي تتذكر كلمات دومينيك الساخرة سترتجف اليد التي ستمسك باقة الزهر ... وعلى الارجح سيرتجف كيان العروس بأكمله.
سكنتها ذكرى الماضي بآلامه وارتجفت يداها اضطراباً فيما كانت عيناها تدمعان تمنت ان لا يحضر دومينيك.
استدرات تنظر الى والدتها الانيقة التي رمقتها بسعادة وقالت :
"تبدين جميلة بفستانك الابيض الانيق."
"بل اجمل الجميلات عمتي." اجابت الفتاتان اللتان ترافقان العروس بذلك.
بفستانها الاخضر السندسي الذي انعكس بتموجه على لون عيناها الخضراوين بدت ساحرة تلفت الانظار. وكذلك ابنة عمها فيكتوريا الرائعة الجمال بشعرها الاجعد الاشقر القصير ووجهها المتألق.
كان الجميع في حالة فرح عارمة. وسيمون شقيق العروس يتمختر ببذته الرسمية السوداء وربطة عنقه الانيقة. كان قد سرح شعره برفق ينتظر الذهاب الى الحفل. فتقدمت والدته منه نظرت اليه بحب ووضعت لمساتها الاخيرة استعداداً. اما والد كريسيدا السيد جون انتظر بفارغ الصبر حلول الساعة المرتقبة ارتدى معطفه الاسود وقطف زهرة صغيرة من باقة العرس وضعها في جيب معطفه. العم بيل شقيق السيد جون كان الى جانبه ينتظر كريسيدا لاصطحابها الى زوجها.
تأفف سيمون من انتظار اخته التي وقفت امام المرآة لساعات طويلة تتأمل فستان الزفاف وقال :
"سأحضر محبرة وسأرمي ما في داخلها على فستانك فيما لو تأخرت اكثر. تبدين جميلة جداً كريسيدا."
"افعل ما تريد وسينهال عليك سام ضرباً." اجابته شقيقته مبتسمتة.
"من؟ سام الطيب. تصوري انه يفعل؟" اجابها بذلك حيث كانت والدته ممتعضة.
"هذا يكفي هذه اختك وعليك احترامها وتذكر انها بعد ساعات قليلة ستصبح السيدة سان بول. لا يمكنك التحدث الى سيدة متزوجة كما تتحدث الى احدى زميلاتك في المدرسة."
"لا توجد معنا فتيات سخيفات في المدرسة." اجابها ساخراً.
الكل كان يضحك باستثناء كريسيدا التي توترت بعد ان احست بضيق عائلتها. لقد انتظرت تلك اللحظات السعيدة منذ وقت طويل حتى ان والدها ادخر بعض المال من اجل هذه المناسبة.
وضعت طاولات بأغطية زرقاء وبيضاء مخططة في حديقة المنزل. وشرع المدعون بالتوافد تباعاً بعد ان قام طهاة مطعم قديم بالقرب من منزلهم بتقديم الشراب والطعام.
وصل الى المنزل اعداد كبيرة من المدعوين. قام سام بتجهيز كامل الضيافة بما فيها الشراب والطعام الذي اختاره من اجود وافخر الاصناف. ولهذا وقفت كريسيدا تمدح بخصال سام الحميدة امام صديقتيها ووالدتها.
معظم المدعوين كانوا من اصدقاء سام ووالدته ومن عائلة زوج والدته.
أتت اللحظة التي تدقدمت فيها كريسيدا متأبطة ذراع عمها بلياقة وانوثة.خطت خطوة نحو الامام ونظرت امامها فإا بها تلمح سام واقفاً بلباسه الرسمي الاسود وقد وضع زهرة حمراء على جيب بزته ثم الى جانبه وقف شاب قصير ونحيل, كان دومينيك.
تجاهلت دومينيك والتفتت الى خطيبها منفعلة متوترة وعرفت حينها انها احبته كما احبها. كان ينظر اليها بترقب وعيناه الزرقاوان تحدقان بها من بعيد فيما وقف دومينيك يراقب ما يجري من حوله باعجاب وسخرية تظاهرت بعدم الاكتراث لدومينيك وركزت تفكيرها واهتمامها على رجل الدين الذي كان يعقد القران.
شعرت بعدئذ كريسيدا انها في حلم غريب ولم تعد تقوى على الوقوف, ثم استعادت ثقتها بنفسها فاستقامت في وقفتها. ضغط سام على يدها بقوة فاحست بعاطفة وهاجة على اثرها تدفقت حيوية وابتسمت من جديد. بعدما استعادت قوتها ورباطة جأشها واقسمت انها ستبقى مخلصة لسام طوال العمر.
لم تعد منتبهة لوجود دومينيك هناك, على الرغم من تلفته باتجاهها. عند الانتهاء ناول سام الخاتم وهو ينظر اليها. بدوره البس سام الخاتم في اصبعها فاحست حينها باعتزاز وافتخار. ما من خوف بعد اليوم, سام سيحميها في المستقبل من اي طارئ يستجد.
خلف العروسين وقف سيمون منتظراً انتهاء مراسيم الزواج فيما وقفت والدتها تبكي بكاء فرح مرير. اما والدها فقد جلس على كرسيه يمسح دمعتين انحدرتا على خديه.
كان سيمون يفكر بالايام المقبلة وفي صهره سام الذي سيصحبه في رحلات لحضور مباريات عالمية وسيحسده رفاقه على هذا.
السيدة فراني نظرت الى ابنها باكية واختلطت احاسيسها حين تذكرت يوم زفافها من والد سام ابتسمت لرؤية ابنها بشعره الاشقر وعينيه الزرقاوينتذكرت سبعا وعشرين سنة مرت حيث غادرت منزل الزوجية الاول على اثر خلاف مع والد سام لاساءتها تدبر الامور وعدم اكتراثها بتربية ابنها الوحيد.
انفصلت عن زوجها مارتن وتزوجت غاي المثقف المضجر, لكن عوضت ما فاتها من ايام حلوة بمال وفير. وهي حتى اليوم تعتبر نفسها مسؤولة عن مصروف ابنها وتغدق عليه الهدايا والمال على الرغم من انفراده في السكن. كان يكدر عليها عيشها ويطالبها بأشياء لا تستطيع احتمالها. من دونه لكانت عاشت حياة افضل وارقى, تمنت لو ان عروس ابنها كانت ابنة صديقتها ديانا . رأت فيما بعد ان كريسيدا جميلة بما فيه الكفاية حتى انها تفوق ديانا حسناً. وافقت على مضض على زواجه منها, واصبحت تكن لوالديها حباً واحتراماً كبيرين وتنتظر المولود الموعود.
عرفت ان امر قدوم طفل صغير سيهدد شبابها الذي تحافظ عليه. وبردائها الابيض وقبعتها المختلطة الالوان, بدت فاتنة, خلبت قلوب الناس بأناقتها.
انها سيدة بكل ما في الكلمة من معنى, مرتبة وانيقة على الدوام. كانت سعيدة لأنها اوحت لسام دعوة السيد كولن والليدي رافنغتون الى حفل زواجه, لم تكن تربط بين هذين الاثنين وفراني اواصر ود عميقة.
السيد كولن الذي كان فيما مضى حاكم ولاية في انكلترا والليدي رافنغتون التي تبدو اصغر من فراني والدة سام بعشرين سنة الى جانب لقبها الاجتماعي المرموق, كانت قد اقنعت فراني بالمثول لرغبة سام بالزواج من كريسيدا التي لم تقتنع بها كلياً حتى الآن.
وتذكرت فراني ابن صديقتها الذي تزوج ابنة البقال الفقيرة فارتاحت وقالت:
"في كل الاحوال. لست نادمة, عائلتها كريمة ووالدها طبيب مشهور."
عند انتهاء عقد القران, توجهت فراني وغاي الى حيث العريسان يوقعان على ورقة كي يحصلا على وثيقة الزواج.
عانقت فراني ابنها وزوجته بمحبة كبيرة.
"احبائي! تمنياتي لكما بالسعادة, تبدوان رائعين."
"اشكرك فراني." قات كريسيدا ذلك وتورد خداها باللون الاحمر.
قال سام حين رأى وجهها الاحمر:"لقد, حظيت بزوجة جميلة جدا."
تقدم دومينيك على الفور قائلاً:
"تمنياتي لكما بزواج موفق!" وانحنى مقبلاً يد كريسيدا ووجنتيها . جمدت كريسيدا اللحظات وشعرت بالضباب يغشى عينيها. انهما قبلتان فقط لكنهما اشعلا فيها اشواق الماضي. ابتعد عنها قليلاً ونظر في عينيها فتكدرت غاضبة.
استدارت وقلبها يخفق بقوة وتأبطت ذراع سام بسرعة.
"زوجي الحبيب." قالت ذلك بصوت مرتجف.
ضغط سام على يدها بسعادة كان قد حارب كثيراً كي يحظى بها ولم تصدق عيناه انها امامه بالفستان الابيض وانها اصبحت زوجته, والآن حان وقت الرحيل. مشى دومينيك الى جانب الشابتين مطرقاً يفكر حزيناً.
بدا دومينيك مشتت الافكار, ود لو انه العريس آنذاك, فتلك القبلتان الدافئتان على خديها المخملتين قد حركا في نفسه مشاعر قوية لن ينساها. عرفها وعرف من قبلها جميلات كثر, ومن بعد معرفته بها تعرف على شابة سمراء جذابة قام برسمها بعناية . الا ان حبه لـ كريسيدا ذو نكهة خاصة, مختلف.
انها كريسيدا وليست فتاة اخرى. اصبحت الآن زوجة سام وترتب عليه الآن الندم والبقاء وحيداً. كريسيدا بعفويتها وذكائها الحاد وسرعة خاطرها استطاعت ان تسلب فؤاده وتحرك مشاعره حتى البكاء.
تمنى لو انه يستطيع ترك المكان حالاً دون تردد.
لكن عليه واجب يجب ان ينفذه حتى النهاية.
وقف حائراً وسط جمع من الضيوف يحتسي كوباً من شراب بانتظار التقاط صور تذكارية مع العروسين وعائلتيهما ومن ثم الانطلاق في سيارة اجرة فخمة الى الفندق حيث يقام استقبال حافل.
كان دومينيك طوال الوقت يتحسر لقدومه الى حضور زفاف من احبها. في الفندق, وقفت كريسيدا الى جانب زوجها تستقبل المدعوين وتتلقى التهاني بفرحة كبيرة فيما الاحتفال بالمناسبة قائم.
وقفت والدة سام الى جانب العروسين ووالدي العروس تستقبل ضيوفها, بدت منشرحة الصدر فرحة وهي تتلقى التهاني بالعروسين الى جانب الاطراء بحسنها وجمالها وبهاء طلتها.
ابعد دومينيك افكاره عن كريسيدا وشرغ يمتدح جوليا لبعض الوقت بحيويتها وفتنتها الطاغية ثم اعتذر وانتقل الى مكان آخر حيث جرى حديث بينه وبين غاي العجوز المرح الذي افكاره مختلفة جداً عن افكار زوجته. دار نقاش طريف بينهما عن الفن والرسم, حيث وقفت الى جانبه فراني بقدها الممشوق وصورتها الجميلة تتحدث الى بعض فتيات عن آخر ما توصلت اليه دور التجميل.
وقفت كريسيدا تنظر متلفتة حولها تبحث بعينيها الزائغتين عن دومينيك الذي اختفى بين الحشود.
وقف العريسان امام قالب الحلوى وبدأ بتقطيعه وبعد ان ادلى العم بيل بكلمة شكر, تبعها بضع كلمات تفوه بها والد كريسيدا, هرع دومينيك لتقديم الحلوى للمدعوين متظاهراً بالضحك والسرور.
بعد ان قال دومينيك كلمته على عجل, تقدم من العروسين يقدم تهانيه. قال:
"كنت اود المكوث اكثر لكن يبدو ان الماً في رأسي مصر على الا يبارحني, اعتقد ان داء الشقيقة, علي الآن بالذهاب, مع اعتذاري الشديد."
اجاب سام باهتمام:
"آسف لذلك, دومينيك."
قال دومينيك مقاطعاً:
"لا عليك, سأصبح على خير ما يرام."
التفت سام الى كريسيدا سائلاً:
"سوف نشعر بالحزن لتركك الحفل, اليس كذلك حبيبتي؟"
اجابت قائلة:"بلى, بالطبع!"
عرفت كريسيدا على الفور ما كان يعنيه دومينيك باعتذاره, من نظرته اليها تكهنت ان ألم رأسه تسبب به ازعاج آت من ضجيج الحفل او لامر تعرفه دون سواها.
هتف دومينيك قائلاً:
"سأهتم بالموضوع بحذافيره. لا تجذعا سأطلب الى الشخص المسؤول هناك, اعتقد ان اسمه ميشيل, مرافقتكما الى فندق سافوي. اليس كذلك؟"
"اجل, لا تقلق لقد رتبنا كافة امورنا. اذهب واهتم بنفسك. والدتي تعاني من هذا الداء."
في تلك اللحظة تقدمت فراني من العروسين ثم اشارت الى سام قائلة:
"تعال معي حبيبي, هناك صفقة عمل سنقوم بترتيبها بواسطة السيد رافنغتون. وهي فرصتك الذهبية."
"ماذا امي! تريدينني ان اقوم بأعمال في يوم زفافي؟ حقاً!"
بدأ سام بالضحك, لكن والدته امسكت بيده وقادته الى حيث كان يجلس السيد كولن. قائلة:
"متى سنحت لك فرصة جني الاموال لا تتأخر مطلقاً." وقفت كريسيدا امام دومينيك وجهاً لوجه وبدأت تسوي فستانها بطرف اصابعها. بادرته قائلة فيما قلبها يخفق بقوة:"آسفة جداً لما اصابك من ألم في رأسك, لم اعرف انك متأثر جداً."
"لا, لا تجزعي اني بخير. كنت ابحث عن عذر كي اغادر المكان."
"اذاً, سئمت البقاء بين تلك الحشود؟"
اجابها مقاطعاً:
"جئت الى حفل الزفاف رغماً عني, فقط من اجلك والآن سئمت, هل لي بالمغادرة؟"
كادت تقع ارضا من فرط ارتباكها, على الرغم من انغامسه في فنه وعدم اكتراثه لامرها, اتضح لها بعد مرور الزمن انه غارق في حبها ويتمناها بكل ارادته صحيح انه يختلف عن سام بأسلوبه الخاص, فهو لا يتكلم عن عواطفه التي تفضحه وتظهر وتظهر على ملامح وجهه. تبين حسب اعتقادها ان امر زواجها من سام قد قضّ مضجعه واحزنه وقاد به عن الاحجام عن حضور الحفل حتى نهايته. لماذا لم تظهر هذه العاطفة قبل اليوم؟ لماذا اخفى شعوره عنها؟ لماذا لم يعترف بحبه لها قبل الآن فما كان من كريسيدا الا ان نظرت اليه تتامله وهو يحاول التملص بأي وسيلة لديه. قال ساخراً:"تهاني القلبية لكوسام." مد يده مصافحاً ثم بحركة جريئة, بعد ان لاحظ الخاتم في اصبعها, افلت يدها بعصبية ثم اضاف:
"آه, حسناً. لقد اصبحت عروساً جميلة, ترفلين بثوبك الابيض في حديقة الفندق مع زوجك السعيد تحت ضوء القمر..."
قاطعته غاضبة, بعد ان خاب ظنها حيال كذبه عن ألم رأسه.
"يكفيك سخرية! الا يكفيك ما فعلت اليوم. لقد افسدت على حفل زواجي؟!"
اجابها بهزء: "هل فعلت ذلك, حقاً؟!"
طأطأت رأسها خجلاً وعيناها تقدحان غيظاً.
اجابت: "عليك بالذهاب اذاً ... من الافضل ان تذهب."
رفع كتفيه محاولاً اظهار عدم اكتراثه للموضوع.
لقد ترك ذلك الجمال البهي وراءه ليته لم يترك روما ويفترق عنها. الآن يؤنب نفسه على ذنب اقترفه بعدم الزواج منها والسماح لصديقه بأن يخطفها منه, انها المرة الاولى التي يقع فيها بالحب, ومن هي التي احبها, زوجة احد اصدقائه الحميمين.
"الى اللقاء, كريسيدا." قال مقاطعاً: "انني مسافر غداً الى البرازيل, لدي موعد عمل طارئ مع كونلتي."
احتارت في أمرها حيال ما يحصل معها الآن, فقد حاول اغاظتها في لحظة فرحتها الكبرى وها هو الآن يغادر دون اكتراث لأمر مستقبلها الذي يسعى لتحطيمه بكلتى يديه. قالت ناهرة:
"هل عليك السفر الى البرازيل؟"
اجابها بكآبة: "لما تهتمين لأمري؟ أسافر او لا أسافر. هذا شأني يا سيدة بول."
في تلك اللحظة تمنت لو يعود الماضي ليضمها بين ذراعيه, الا انها لم تقل سوى :
"اذهب الى حيث شئت وحاول الا ترى سام, وان استطعت ان لا تراني فيكون افضل."
ضحك بكل جوارحه, وهو يكتم غضبه ثم اردف قائلاً:
"قد حطمتني فعلاً حبيبتي. دعينا لا نتشاجر. كنت احمقاً بما فيه الكفاية وانت عاقلة تزوجت من سام ولم تأبهي لحبي لك. على اي حال, اذهبي وكوني سعيدة معه ولا تفكري بي. اودعك وآسف لأني صرحت بحبي لك."
تركها ثم اختفى بين الجموع وبقيت هي تنظر اليه مندهشة حتى انها وجهها الاحمر القاني اصبح بلون فستانها الابيض. لم تصدق البتة ما رأته عيناها ولم تصدق تلك الكلمات المعسولة التي تفوه بها غير انها حاولت تناسي ما جرى وفي نفسها حسرة لانها لن تراه بعد هذا اليوم.
بادرها اخوها قائلاً:"اين سام؟ اراك وحيدة هنا؟"
وضعت كريسيدا يدها على رأس اخيها واجابته بمرح:
"مرحباً سيمون, هل تستمتع بوقتك؟"
"تناولت ست ساندويشات, ثلاث قطع من الحلوى, ثلاث زجاجات من الكولا والآن بانتظاري قالب الحلوى الكبير."
تمتمت بصوت منخفض: "يا لك من ولد شره."
عاد سام في هذه الاثناء ووقف الى جانب زوجته وطبع قبلة على خدها.
"سامحيني زوجتي الجميلة لاني تركتك بمفردك. انها غلطة والدتي التي حرمتني من المكوث مع زوجتي الحبيبة."
"حبيبي سام, كم انا مشتاقة اليك. ستكون زوجاً رائعاً, اقولها بصدق."
"سأكون عند حسن ظنك. لكن, اين دومينيك؟ هل ذهب؟ لا أراه؟"
قالت كريسيدا ببطء: "اجل, لقد غادر."
نهاية الفصل السابع



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 04:09 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-17, 02:54 AM   #9

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
اخر الاحصائيات تفيد ان عدد السياح الوافدين الى مايوركا متفوق جدا في شهر آب حيث غادر العروسان ونزلا في فندق فخم يعتبر من اهم فنادق العالم.
في تلك البلاد الجميلة وفي جزيرة مايوركا بالذات الممتدة على البحر الازرق بمناظر خلابة, شعرت كريسيدا بفرح كبير. وقفا على شرفة الفتدق ينظران الى بائعي الاسماك الذين تابطوا السلال الملأى بجميع انواع الاسماك البحرية الطازجة. استراحا لبعض الوقت في غرفتهما ثم بعد ظهر ذلك اليوم قاما بجولة في الاسواق الشعبية يجيلان النظر في محلات الباعة التي اكتظت بالناس من مختلف الجنسيات, حين شعرا بالتعب جلسا في مقهى راق, طلبت كريسيدا شرابا منعشا لتذهب عنها حر الشمس المحرقة, اما سام فاستقر رايه على فنجان شاي وقد رااقه ما راه من مشاهد لم ير مثلها من قبل. حشد كبير من الناس تجمهر يتفرج على احتفال اقيم في الهواء الطلق للترويح عن السياح. خلال تلك الفترة التي امتدت لاسبوعين لم تعكر ذكرى دومينيك صفو حياتها فقد غمرها سام بحب كبير ملأ عليها تلك الساعات السعيدة. احست بسعادة عارمة وهي الى جانبه وشعرت بفخر وامان اذ اصبحت زوجته الحبيبة.
من حين لاخر كانت تنتابها احاسيس غريبة تشعر على اثرها ان السعادة التي تملكها ستفقدها في يوم من الايام لا محالة.
تذكرت ليلة زفافها حين همس سام في اذنها وهما يرقصان رقصتهما المفضلة حبث قال: "اتمنى ان تدوم السعادة بيننا سيدة بول, تبدين جميلة يا حبيبتي."
وقفت بفستانها الحريري المطرز بازهار مختلفة تنظر اليه بحنان وقد بدت رائعة الجمال بتسريحة شعرها واناقتها, وبادرته قائلة: "اشعر وانا بقربك بسعادة عارمة لم احس بها من قبل."
"وانا يا حبيبتي ابادلك نفس الشعور."
رقصا حتى ساعة متاخرة من تلك الليلة يهمسان همسات حالمة, جلسا مها يتحدثان فيما كانا يشربان القهوة, وكانت تشعر بسعادة عارمة لا توصف حين كان يمازجها بعطف وحب وحنان ثم يرمقها بنظرة حارة من عينيه الدافئتين.
قال لها بحب: "لن انسى وجهك الجميل حين كنت تقسمين وعد الزواج, طيلة حياتي. لقد شاهدت في الماضي عدة عرائس, لكن لم يكن بمثل جمالك ابدا, فانت كنت حلم كل رجل."
"انت تقول هذا لاني زوجتك سام."
"كان هذا راي دومينيك ايضا."
"أصحيح ما تقول؟"
تابع سام قوله: "اروع ما فيك كانت نظرة عينيك."
"تماما لاني ساصبح زوجة لك."
"لم اكن اتصور اني في يوم من الايام ساتزوج عروس جميلة مثلك."
توقفت دقات قلبها على الفور وشعرت ببرودة تتسلل الى كل اعضاء جسمها. وتسمرت في مكانها من فرط دهشتها.
انه يحبني حبا لا يوصف, لم اجد في حياتي من يتدفق عاطفة مثله ويقدم حبا كحبه.
لو تستطيع ان تتكلم عن الماضي, عن دومينيك لكن ذلك صعب فهو بالطبع سيشعر بالمذلة والاذى كون دومينيك صديقه.
قررت دون تردد ترك الماضي خلفها والانطلاق من جديد في حياتها. لذا قالت لسام وهي تبتسم: "تعال يا حبيبي فلنرقص الان."
رقصا ساعات وساعات ثم بعدها تناولا عشاء فاخرا, بعدئذ عاد الاثنان الى غرفتهما منهكي القوى.
تلك الليلة لم يغمض لها جفن, باتت مستيقظة تفكر فيما آلت اليه الامور. كانت تبكي من الفرح والحزن معا وتمسك بيده تضعها فوق شفتيها ثم تقول: "احبك وسابقى احبك حتى اخر يوم في عمري, انت حبيبي وساعوضك ما فاتك من حنان."
في صباح اليوم التالي, كانت تجلس معه في غرفة الطعام يتناولان قهوة الصباح مع رقائق الجبنة الشهية ويتبادلان اطراف الحديث حول ما ينتظرهما في موطنهما.
مرت الايام بسرعة وغدت كريسيدا متلهفة للعودة الى بيتها الجديد الذي ستعيش فيه مع حبيبها سام. عرفت ان اشياء كثيرة تنتظرها من الرسائل التي كانت تستلمها من والدتها مثل الكهربائي الذي قدم ولم يجدها, ومهندس الديكور الذي تعود ان يقوم بعمله من دون ينهيه, واشياء يفتقد اليها المنزل ووالدتها التي تنتظر قدومهما بفارغ الصبر.
"انظري يا حبيبتي, حين تاخذين عطلة يوما عن العمل, يتعطل كل شيء ولا يمكنك الاعتماد على من يحل محلك, العمال والعمل اصبحا امرين في غاية الصعوبة."
"لو تعرف اني متكدرة جدا, لكن ليس بسبب اعطال في المنزل."
اقترب منها يقبلها ويضمها بحنان, كانا جالسين امام حوض السباحة التابع للفندق, فهما عادة ياتون للسباحة بعد الغداء حين لا ياتي احدللسباحة وقت الظهر, فمعظم نزلاء الفندق يستريحون في غرفهم.
استلم سام رسالة من والدته تخبره فيها متذمرة, اخبار تزعجها, فزوجها غاي لم يرض مطلقا ان يهديها هذا العام خاتما مرصعا بماسة سوداء وكتفت بخاتمها الماسي الذي اشترته في السنة الماضية, لم يهتز كثيرا لسماع ذلك الخبر لانه يعرف تماما كم من الصعب جدا جني وتوفير المال, وكم من السهل هدره. كانت الرسالة مؤلفة من صفحتين وكلها تتكلم فيها عن نفسها.
اما كريسيدا فقد قرات على مسمعه رسالة طريفة وصلتها من اخيها.
"عزيزتي السيدة بول (هاها):
ارسل لك اجمل التهاني آملا ان تكوني قد استمتعت خلال شهر العسل بشمس دافئة, والدي يعاني الزكام نظرا للبرد والرطوبة. اخبري سام ان فريق يوركشاير قد تغلب على الميدل سكس في منظقة لوردس, واذكره باني لست من هواة لعبة الكريكت, المتحمس لها, مع محبتي سيمون."
هتفت كريسيدا: "ارى انك ستصبح صديق سيمون الدائم لما يجمع بينكما من حب لهواية الرياضة, لا شيء منرسالته تفرح القلب, لم تعجبني تلك العبارة التي تتكلم عن الزكام الذي اصاب والدي."
اجابها: "لا اظن ان الامر خطير, تغيير الطقس هو السبب."
اجابته قائلة: "اشعر بحسرة حيث انعم بدفء الشمس هنا وعائلتي تعاني من البرد."
صمت سام مفكرا ثم اشعل سيجارة: "هذه احدى الاشياء التي تعجبني فيك حبيبتي, انك تفكرين في سواك وخاصة والديك."
استدارت نحوه قائلة: "لم اكن على هذا النحو في يوم من الايام, مجرد فتاة انانية لا تفكر الا بنفسها, لطالما كنت اقلق لامر سخيف ولا اعرف طاعة والدي, كما اني افتقدت للعاطفة في صغري ولم اكن ارغب حينها بتقبيل او عناق احد, لم اعرف ما كان يعتريني انذاك."
"على ما اعتقد مررت بنا يمر فيه كل مراهق من عمرك."
شعرت بانامله تداعب عنقها الطويل بحرارةوعطف: "الطقس حارهنا فلندخل ونرتاح قليلا." همس في اذنها.
فكرت وهي تمشي بجانبه انها نادمة على الوقت الضائع الذي صرفته من دون ان تكون معه.
في اخر يوم لهما على الجزيرة استقلا سيارة اجرة حيث قاما بزيارة اماكن معينة وبجولة حولها استغرقت ساعات طويلة.
"علينا القيام بجلوة للتمتع بالمناظر الجميلة التي تشتهر بها هذه البلاد كي نقص عليهم عند عودتنا قصصا عما شاهدناه. لا نستطيع القول اننا بقينا في غرفة الفندق وعند حوض السباحة لمدة اسبوعين كاملين."
وافقته الراي وانطلقا مستمتعين بجولتهما. زارا مرفا البحر حيث تجمع التاس هناك, ثم قصدا منطقة تلقب بكولوراجادا ومن بعدها الى بورتو بونسا. كان سام يعرف شخصا يسكن في نيروبي ثم بعد ذلك استقر في بولنسا مع زوجة نمساوية وابنة جميلة في منزل متواضع صغير حولاه فيما بعد الى كوخ رائع. امضيا وقتا جميلا اثناء زيارتهما لتلك العائلة. حل النساء ولم يعودا الى الفندق بعد.
انطلقا بالسيارة يتجولان في قرى تقع قريبا من الشاطئ ذكرها صديق له في مجمل حديثه. فجأة ظهر امامهما ازدحام سير, فأوقف السيارة وانتظر بعض الوقت. نظر حوله فراى امراة واقفة على جنب الطريق تبكي متكئة على كتف شرطي وتصرخ من حين الى حين.
في تلك الاثناء ترجل سام من السيارة ليستطلع الامر. وحين عاد بدت كريسيدا متوترة بعض الشيء تسأل ما الخبر.
فقال: "يبدو ان شجارا قائما بين فتاة وبعض الشبان المجتمعين هناك."
سالته: "ماذا حدث؟"
"يبدو ان الزفاف المرتقب تحول الى ماتم اثر محاولة قام بها خطيب الفتاة للنيل من شاب حاول التحرش بخطيبته فقد قام بقتل الشاب والفتاة معا. وقد حدثت تلك الماساة منذ ساعات قليلة. تلك المراة المسنة التي تبكي هناك هي والدة العروس على الارجح. تقاليد هذه البلاد غريبة وتختلف عن مفهومنا للعادات, على كل حال قتلت الفتاة وانتهى الامر."
كان احد المارة قد اخبر سام على تفاصيل الحادث المريع. نظر الى كريسيدا فوجدها تنظر حولها هائمة شفتاها ترتجفان ووجهها شاحب. بادرها: "هل ازعجتك بقصتي يا حبيبتي, تبدين مستاءة لماذا؟"
هزت راسها بامتعاض ولم تجب على سؤاله بل قالت: "اعطني سيجارة."
"انك تدخنين الكثير من السجائر يا حبيبتي."
لم تعلق على ما قاله, بل اشعلت سيجارة ثم اردفت: "على من تحزن, على الفتاة ام على قاتلها؟"
"اعترف ان الذنب يقع على الاثنين معا, هذه التقاليد البشعة ستتبدل حتما في يوم من الايام."
عادت وسالته: "هل تعتقد ان القاتل له الحق في قتل الفتاة؟"
"لا ابدا انه لعمل اجرامي بكل معنى الكلمة."
عند حلول الظلام الذي اضاءه نجوم متوهجة حيث البحر بدا ازرق فضيا هادئا, رجع سام بزوجته مخلفين وراءهما قرى صامتة ساذجة علقت في اذهان اهلها قصصا واساطير, الا ان كريسيدا بحساسيتها المرهفة احست بتوعك بعض الشيء.
جلست كريسيدا تفكر فيما حصل لتلك الفتاة المسكينة التي ماتت وانتهت حياتها, لكن سام هدا من روعها معلقا: "انظري يبدو انها لم تكن مخلصة له والا ما كان ليقتلها."
"اذاً تعني ان ما حصل كان من سوء حظها."
"لا اعني ذلك. فالشاب قد تاثر ايضا والقرية باجمعها."
امسك بيدها يضغط عليها بلطف وقال: "يداك ساخنتان يا حبيبتي, دعيني اضع يدي على جبينك لاتفقد حرارة جسمك."
"لا داعي اشعر بالبرد لا اكثر."
ثم ما كان منها الا ان افلتت يدها من بين يديه.
"حسنا دعينا لا نعود الى تلك القصة المحزنة, لم يتبق من شهر العسل سوى هذه الليلة."
وافقتعلى مضض غير ان ظنون الماضي وهواجسه بقيت تطاردها. فسالت وهي تشعر بالتوتر من جديد: "ماذا كنت فعلت لو انك وجدت عروسك مع شخص اخر؟"
نظراليها طويلا وهو يداعب اصابعها الطرية ثم اجابها بكياسة: "حقيقة, لست متاكدا من الجواب لانه تحت ظروفضاغطة كهذه لا تعرف النتائج."
"صحيح لكن في مثل هذه الحالة لا تطعن فتاة صبية في ظهرها بخنجر."
ضحك طويلا واجابها بعد قليل: "حبيبتي احسب ان القصة عبارة عن غيرة لا اكثر."
"لكن سؤالي كيف تتصرف في حالة كهذه؟"
"اقول لو ان الفتاة كانت بريئة لما كانت وصلت الى ما وصلت اليه, لكن يبدو ان في الامر مشكلة, وبالنسبة الي اعتقد ان المسالة ستؤثر علي حتما, فاغضب واكتئب."
"هل هذا كل ما في الامر؟"
"حبيبتي,حقيقة الامر اني لا افهم النساء! حين اشعر برائحة الخيانة في مسالة ما افقد ثقتي بالشخص الاخر تماما, اما في مثل هذه الحالة فقد اغضب على حظي الذي حدا بي للتعرف اليها. ما يؤلمني ان اعرف انها خدعتني وانا معها, اما ماضي الفتاة فهذا امر لا يعنيني لكن الكذب امر لا اتهاون فيه."
مسحت كريسيدا وجهها بيدها, كانت تتصبب عرقا واحست بضيق, عرفت حينها انه اذا عرف تفاصيل قصتها مع دومينيك سوف تتفاقم الاشياء فيفقد ثقته به ويحدث شرخ كبير بينهما لانها كذبت وراوغت.
"لست متزمتا الى حد الجنون لكني محافظ واتحفظ على مسائل كهذه. لو علمت ان صديقتي مثلا كانت على علاقة مع احدهم قبل ان تتعرف الي سوف انزعج, لكن افضل الزواج من فتاة ليست على علاقة سابقة بغيري."
تصورت كريسيدا ان الامر اصبح صعب المعالجة, كيف يمكنها ان تفضح سرها عن دومينيك؟ وفكرت, "سام لو انك لست صديقا لدومينيك وتحترمه الى حد كبير, ولو ان دومينيك لم يظهر في وقت غير مناسب هل كنت..؟"
من الصعب ايجاد حل لمشكلتها ولانها تحب سام اصبح متعذرا عليها البوح بحقيقة الامر وهو بدوره يعتبرها فتاة مخلصة ووفية. هنا بدات المشكلة.
اراد سام الانتهاء من تلك القصة المضجرة وانتقل للحديث عن رحلة العودة الى الوطن, كانت تستمع اليه باهتمام وبات همها الوحيد تلبية اوامره.
اخر ليلة من ليالي شهر العسل ترجت باشواق وحب كبير. غدت العواطف مشتعلة كالبركان بين عناق وقبل, لكن حين قبل كف يدها قال:
"ارثي لحال ذلك المسكين الذي لا يزال رهين السجن بسبب تلك الفتاة, يا لي من شاب محظوظ."



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 04:11 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-17, 02:56 AM   #10

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع
وعاد الاثنان من شهر العسل مغتبطين ذات صباح من شهر آب,فبدت لهما لندن حزينة كئيبة تغطيها غيوم رمادية. تذكرا حينها شمي مايوركا الدافئة بحنين وحب.
بات عليهما الان المكوث في منزل اهله ريثما يتم تجهيز منزلهما, لم ترق لكريسيدا الفكرة وفضلت البقاء في منزل اهلها, لكن نزولا عند رغبة سام وافقت على مضض.
حدق سام بها طويلا ثم طبع قبلة على يدها وقال: "لا تحزني حبيبتي, غدا نسافر الى مكان اخر ريثما تيسر الامور المادية."
بادرته: "كم تملك من المال سام؟"
اجابها: "اعتبر نفسي منتميا الى الطبقة الوسطى في المجتمع, لدي بعض المال سانفقه على مستلزمات المنزل وما شابهها من امور في اطار عملي, ستشعرين بان الامور صعبة بالنسبة اليك لكن يمكننا تدبر المسالة, انت تعملين في المنزل وانا اعمل خارجه. تعرفين هناك مصاريف كثيرة تنتظر, كاستقبالات افراح ورياضة في ناد وهدايا ودعوات عشاء, كلها تتطلب مالا."
قالت: "ساساعدك على تخطي تلك الصعاب, ساقوم بتوفير كل قرش ونبني هذا البيت معا. تبدلت تلك الايام, كانت والدتي توفر كل ما استطاعت من اجلي ومن اجل اخي. والدتك تبدو مسرفة, تهتم بالاصحاب والسهرات والماس والفراء الثمين وما الى ذلك."
اجابها قائلا: "لا تياسي سوف اعمل بجد كي اوفر لك السعادة, ساعتمد على نفسي فقط لاني لا اريد الاعتماد على امر في توفير طلباتي."
ثم عادت ذكريات شهر العسل تتراءى امام مخيلة سام وبادرها: "ألم اسعدك اثناء شهر العسل لحظات وجيزة؟"
"بلى, ايام وليال حقا جميلة, كل شيء كان رائعا,وانت ما احلاك عاشقا ولها كما زوجا حبيبا."
تنهد مرتاحا لا يصدق انه اصبح رجلا لديه مسؤولية بيت وزوجة.
في بعض الاحيان كان يحس بها كئيبة حزينة ومزاجها في اسوأ احواله. ثم م تلبث ان تصبح اكثر فرحا ولطفا, اغضبه ذلك الامر وجعله يفكر في مشاكل قديمة تراكمت منذ طفولتها وتركت اثرها في نفسها, قرر العمل جاهدا ليؤمن لها الاستقرار والرفاهية منذ تلك اللحظة.
بعد زيارة تفحص لمنزلهما توجها الى منزل والدنه, كانت تمطر بغزارة, وقفا امام الباب ينتظران وبدت كريسيدا باجمل حلتها, كانت تشع فرحا وجمالا.
استقبلتهما فتاة سمراء اللون تعمل لدى فراني, وتعجب سام اذ رآها, وافتكر والدته للتو التي تبدل خدامها كما تبدل ثوبها كل يوم.
دار حديث بين سام وتلك الفتاة, كانت تتكلم الاسبانية والانجليزية معا, وشرحت لسام ما اصاب السيد غايمن وعكة صحية بلكنة غريبة, عرف سام حينها ان خطبا ما قد حدث في المنزل.
قال: "اذهبي انت هات الحقائب وانا اتفقد عمي وامي."
وبعد ان تفقد عمه عاد الى كريسيدا حزينا وقال: "لقد تعرض زوج امي البارحة لانسداد شرياني في قلبه. وجهه اصفر شاحب وشفتاه زرقاوان وحالته لا ترضي."
في تلك الاثناء ظهرت فراني باناقتها وحسن هندامها وقد عقدت في شعرها شالا من حرير, وقامت تستقبل العروسين بالترحاب, لكن بدا على وجهها التعب. بعد ان قبلت سام بادرته:
"شكرا على قدومك بالسرعة اللازمة فقد عانيت كثيرا, وقضيت الليل الى جانبه اشعر بالقلق, لقد تم نقله البارحة الى المنزل على اخررمق, وبعد ان كشف عليه طبيب القلب اشار بوجوب نقله الى المستشفى مخافة ان يصاب بازمة قلبية اخرى, لكنه رفض مغادرة المنزل, وهو الان في سريره كما ترى."
"يسرني انك لم تنقليه الى المستشفى في سيارتك والا كان قد قضي عليه, ربما من الافضل ابقاؤه في المنزل هنا بدلا من المستشفى."
"علينا بارساله الى المستشفى للعلاج, من لصعب علاجه هنا, والخادمة قد تتعرض لمزيد من المتاعب." قالت فراني ذلك غاضبة.
اشعلت كريسيدا سيجارة واخذت تفكر في امر ذلك المسكين الذي سيقضي ضحية استهتار هذه المراة القاسية القلب.
جلسا لتناول عشاء خفيف مع والدة سام, ودارت احاديث شتى من ضمنها الحفلى التي كنت ستقام في النادي والتي الغيت بسبب مرض زوجها, وعطلة نهاية الاسبوع التي كانت الترتيبات من اجلها قد تمت للسفر الى البرتغال قد تاجلت. وان فراني بدات بالبحث بمساعدة الطبيب المعاين عن ممرضة تهتم بامور زوجها. ومن خلال حديثها تبادر الى ذهن كريسيدا كم عانت والدتها على اثر مرض ابيها وهي التي حولت المنزل الى مستشفى وتفانت في خدمته.
سال سام والدته: "هل تريدينني ان اساعدك في شيء يا امي؟"
التفتت فراني نحو كريسيدا وقالت: "تبدين سمراء يا عزيزتي بعد تلك الرحلة."
مرض زوجها لم يبدل من عاداتها واناقتها المعهودة, ثم تابعت: "هل ستبقيان هنا لمدة طويلة؟"
"ليلة واحدة امي, لا نود ان نكون مصدر ازعاج لزوجك. على كل حال سوف نذهب غدا الى كوفولد."
"متى ستعود الى مكتبك؟"
"الاثنين على ما اعتقد."
"يبدو لي ان بقاءكما هنا بضعة ايام سيريحني. زوجتك بامكانها المساعدة مع نينا هنا. تعرف سام الشغالات في مثل هذه الايام يتعذر الحصول عليهن, ونينا لديها الكثير من الاشياء لتقوم بانجازها.السيدة ايستمن لا تستطيع مساعدة نينا, فهي تقوم باعداد وجبات الطعام وتسير الامور جيدا."
"لا والدتي ظن اننا سنرجع الى منزلنا لناخذ قسطا من الراحة, ليس باستطاعة كريسيدا القيام بما تقولينه, لديك مجموعة من الخدم ويمكنك البحث عن ممرضة لزوجك."
قالت والدته بحزن: "لكن السيدة ايستمن قالت انها لا تستطيع ان تطهو الطعام للمرضة, انت تعلم ان طعام الممرضات يختلف عن طعامنا, فهن يعتمدن طعاما خفيفا للريجيم."
اجابت كريسيدا بلطف: "سنبقى ان شئت بضعة ايام, ألا توافق سام؟"
"انك متفهمة جدا." تمتمت فراني بصوت خافت. راى سام ان الامور ستنتهي فيما بعد الى اسوا, فقد فضل عدم البقاء نظرا لان عروسه قد عادت لتوها من شهر العسل, وعليهما استقبال الزوار والاقارب.
اقتربت فراني من ابنها وربتت على كتفه واصرت على موقفها, فهي تريد كريسيدا ان تبقى لتحل محلها في ادارة شؤون المنزل.
"لا عليك بني, لقد قضيتما معا اسبوعين كاملين, ان شئت اترك زوجتك هنا واذهب الى عملك."
بعد الغداء في غرفة النوم بادر سام زوجته: "ارى انك تسرعت في اتخاذ القرار, فانا لا اريدك ان تعملي في هذا المنزل, انت لا تفهمين فراني مثلي. انها تقضي الليل ساهرة قلقة تعتريها هواجس. انها لا تهتم الا بامورها الخاصة, فلتهتم بنفسها وزوجها المسكين ولو لمرة واحدة."
اجابت كريسيدا: "لا ارى من مانع في البقاء طالما الامر يعجبك."
غمرها وقبلها قائلا: "عزيزتي انت رقيقة القلب طيبة وتحبين المساعدة.اذاً سنبقى ليومين لا اكثر."
"يمكنك الذهاب غدا الى كوفولد لتهتم بامور المنزل, عندها يمكننا الذهاب الى هناك متى شئت."
اجابها مغتبطا: "اكاد لا اقوى على الانتظار."
عملت كريسيدا ما في وسعها من اجل الحفاظ على النظام في منزل فراني, حيث قامت بتنظيم وقت الطباخة والاشراف على وجبات الطعام ثم استقبال الضيوف والاهتمام ولو من بعيد بالسيد غاي المريض.
اتصلت كريسيدا بمنزل والديها واطمأت على صحة والدها وعرفت من والدتها ان اخاها سيمون بالف خير وكل شيء على احسن ما يرام.
تمنت كريسيدا مبارحة المكان باسرع وقت ممكن, لكن بعد ان اشارت عليها والدتها بعدم المثول لاوامر فراني المستبدة اطمأنت وهدا بالها.
بعد ظهر ذلك اليوم وفيما فراني تقوم بزيارة تقليدية لدار من دور الايتام, صعدت كريسيدا تتفقد غاي وتطمئن على راحته.
وفجاة اذ تطلعت وجدته مرميا على الارض وقد فارق الحياة. نادت سام على الفور, الذي اتصل بالطبيب. حين حضر الطبيب للمعاينة كان قد وصل متاخرا. حين وصلت فراني هرعت مسرعة الى الغرفة على اثر خبر وفاته.
بكت فراني تاثرا وهي تقول لسام: "يا لحظي التعيس بعد ان فقدت والدك ها انا الان امام نفس المصيبة, من سيهتم بي بعد اليوم؟"
بدات كريسيدا تهدئ من روع فراني المدللة التي ارتمت على الاريكة تبكي وتنوح ثم تهوي على كريسيدا باكية من شدة التاثر قائلة: "ليتني لم اتزوج ذلك العجوز الاحمق, ها انا قد اصبحت ارملة معدمة."
بادرتها كريسيدا قائلة: "عليك باخذ قسط من الراحة, اذهبي الى غرفتك واستريحي."
"لا استطيع البقاء في غرفتي وحدي فهي متصلة بغرفة غاي." ثم اجهشت بالبكاء.
قالت كريسيدا: "يمكنك الراحة في غرفتنا, فهي بعيدة عن غرفة غاي." وساعجت فراني على النهوض والذهاب الى غرفتهما, وساعدتها بتغيير ملابسها.
نزلت كريسيدا الى الطابق السفلي وامرت باحضار الشاي. لكنها دهشت حين رات السيدة ايستمن تبكي على السيد غاي قائلة: "اني متاكدة ان السيدة فراني تبكي الان تظاهرا بانتظار الحصول على ارث دسم."
تابعت تقول وكريسيدا تصغي باهتمام: "يا لها من امراة طائشة مجنونة, تركت ذلك العجوز ليلفظ انفاسه وخرجت مع اصحابها وهي تمتم لا استطيع البقاء اليوم مع جثة في هذا المنزل."
قالت كريسيدا: "لا يمكنك التحدث عنها بهذا الشكل يا سيدة ايستمن."
حاولت كريسيدا تهدئة السيدة ايستمن فقامت باعداد الشاي بنفسها ثم اتجهت الى غرفة فراني.
على الفور اتصل سام بطبيب زوج امه الخاص السيد كريسبن, الذي صدم لخبر وفاة غاي واكد لسام ان وفاته اتت صدمة, اذ انه لم يكن يحس بمرض في يوم من الايام, وبعد ان اخذ وصفة مسكن لوالدته جلب لها الدواء واطمأن لنومها العميق.
بعدئذ جلس مع كريسيدا يتناقشان بمجريات الامور شارحا لها ما قام به من ترتيب للمنزل من كهرباء وتصليحات وغيرها, راى زوجته متكدرة الى حد ما اذ طلبت العودة الى كوفور بعيدا عن مشاكل ذلك المنزل, لكن سام ربت على كتفه قائلا:
"لا يمكننا المغادرة الان حبيبتي, والدتي تحتاج الينا, فلنتريث قليلا."
ارتدت فراني ثوبها الاسود وقبعتها السوداء استعدادا لاستقبال المعزين, وعرفانا اهدت كريسيدا سوارا ماسيا كانت لا تزال تحتفظ به هدية لها من والد سام.
تمنعت كريسيدا عن قبول تلك الهدية بلطف ثم قبلتها فيما بعد لانها ستسعد سام.
بعد الانتهاء من مراسم الدفن عادت العائلة الى المنزل مع محامي وصديق العائلة السيد نيجونت, ودخلوا الى الصالون الكبير حيث ستتلى وصية السيد غاي.
بدا السيد نيجونت بالقراءة قائلا: "تعلمون جيدا ان غاي رجل ثري جدا, وعلى ما اظن فالسيدة فينيل ستتاثر عقب ما ستؤول اليه الامور."
نظرت اليه لسيدة فراني بتعجب وهي تقلب محرمة في يدها, اخذت نفسا عميقا ثم بادرته قائلة: "لا افهم ما تعني."
قال: "للسيد غاي فينيل شقيق اصغر منه وقد توفي منذ عدة سنوات وبعده بقليل توفي والده فحصل غاي على الارث, بعض المال المنقول وغير المنقول كان بحوزة الرجل. على الاثر تزوجت والدته من السيد جورج بيكرانغ الثري الذي كان يعمل في تجارة الخضار في موطنه ميدلاند. بقي امر زواجها سرا نظرا لما كانت تتمتع به من لقب وثراء اثناء زواجها الاول. بعد سنوات توفي السيد بيكرنغ تاركا مبلغا يسيرا من المال لزوجته وابنها غاي. وحسب الوصية القائمة على غاي بعد وفاته تجيير الثورة لعائلة بيكرانغ التي تتالف من ثلاثة اشخاص يعيشون في برمنغهام.
اثناء المدة التي قضاها السيد غاي مع زوجته فراني, لم يبح خلالها بان الثروة لن تعود اليها. لكن لم ينس قبل وفاته ان يترك لك سيدة فينيل مبلغا من المال وان كان ليس يسيرا فباعتقادي يغطي مصاريفك الشهرية."
نظر سام حائرا الىوالدته التي كانت ترتجف غضبا ورثى لامرها شاعرا بغصة حيال ما حصل. اما كريسيدا فتمنت حينها مبارحة المكان هربا مما سمعته, لكن لم تستطع الهروب بعيدا لان الواجب يحتم عليها البقاء حيث هي والمساعدة. كان قد حضر في ذلك الوقت عدد من الضيوف المعزين, من بينهم اثنين من اعمام غاي الفقيد وعدد من الاصدقاء من بينهم السيد رفينغتون وكولن اللذين ابديا اسفهما للسيدة فينيل التي لم تصدق ما فعله زوجها بحقها.
شرعت تبكي وتشرح لابنها انها تزوجته طمعا في ماله وليس حبا به, لكنه خدعها بسلبها حصتها من الثروة العائدة الى عائلة بيكرانغ.
عاد المحامي يقرا على مسامعهم ما عرفه من تلك الوصية, قال: "الوصية تقول ان الثروة هي ملك لعائلة بيكرانغ فقد لا غير, وقد استفاد منها غاي خلال فترة حياته اذ كان محظوظا جدا."
امتعضت فراني وانفجرت غاضبة: "لقد خدعني طوال فترة زواجنا, بماذا ينفعني ذلك المبلغ الضئيل؟ علي الان بيع المنزل والسيارة وكل ما املك كي افي ديوني, لم اتخيل قط ان غاي يمكن ان يفعل هذا بي."
شعر المحامي بالاسى لما حصل, خاصة انها ساعدته منذ سنين باعطائه مبلغا من المال ليس باليسير لانه كان على وشك الافلاس.
حزن سام لدى سماعه تلك الاخبار وحاول مواساة والدته, فضمها الى صدره وهو يقول لها: "ارجوك هدئي من روعك, لا اعتقد ان غاي على علم بما كان سيحصل بعد وفاته, لكن خطأه انه لم يقل شيئا عن عائلته او عن الارث."
بكت الى ان شعرت بارهاق كبير, كان ابنها يحاول التخفيف عنها بقوله ان غاي لم يقصد الاساءة اليها, دفعت ابنها عنها وهي تقول بغضب: "لا تحاول تبرير تصرفاته."
جلست كريسيدا صامتة لا تدري ما تقول تنظر الى اصدقاء فراني وهم يحاولون تهدئتها بشتى الوسائل, وهي تصرخ في وجه طبيب العائلة السيد كريسبن. في وقت متاخر من تلك الليلة وبعد ان نامت فراني, خرج سام وكريسيدا للتنزه والسير قليلا في احد الشوارع القريبة.
دار الحديث عن الذي حصل في المنزل, فقال لها معتذرا: "حبيبتي انني اعتذر منك عن الشيء الرهيب الذي حصل اليوم, انها صدمة لنا." بدا سام متوترا ومؤنبا لوالدته التي اساءت التصرف خلال السنوات الاخيرة ولم تهتم بغاي العجوز مطلقا.
تضايقني حقا بماديتها وحبها للسلطة والمال. ليت العالم يتحول الى جزيرة نائية من جديد, لكن العم غاي كان عليه مصارحتها بشان ما يملك من ثروة ويوضح لها الامور."
اجابت كريسيدا: "لكن بظني ان مبلغ الف باوند شهريا لا يستهان به, انه يعجبني, ربما لاني لست غنية مثلها وغير متطلبة."
نظر اليها نظرة اعجاب وشكرها على حسن معاملتها لوالدته, اجابها: "لكن ماذا سيحل بوالدتي الان, ستبيع كل ما تملك وتصبح بلا الماس ومعاطف فراء. ما العمل قولي؟"
"ارى ان عليها العيش معنا, فالمنزل يتسع لثلاثة."
"كلا حبيبتي دعينا لا ناتي بالمشاكل وفراني هنا. والدتي لا يروق لها العيش في الريف ولا تحبذ الحياة البسيطة."
كانت كريسيدا تفكر بالوضع الماساوي الذي توصلت اليه فراني وبمصيرها السيء, فهي حتما ستحتاج المزيد من المال كي تغطي حاجاتها وستشكل عبئا ثقيلا على ابنها سام.
طوق سام خاصرة زوجته بيديه الاثنتين وقربها منه وقال: "تعالي نذهب الى بيتنا حيث الهدوء التام. لقد تعبت كثيرا عقب قدومك من شهر العسل ويكفيك ما مررت به حتى الان."
اجابت قائلة: "يمكنني تحمل المزيد."
قال: "احبك بكل قواي."
اجابت: "وانا احبك ايضا."
وفجاة سمعته يقول: "بالرغم مما حدث علينا العودة الى منزلنا, انا اعلم ان والدتك سوف تقدم المساعدة, اما انا فسوف اتي يوما بعد يوم الى هنا, لاني ساكون منهمكا بوالدتي التعيسة الحظ. ما رايك ان نتصل بدوم العجوز نساله القدوم الى هنا كي يساعدنا في بعض امور المنزل؟ قد يطيب له ذلك."
تجمدت في مكانها وابتعدت عنه قليلا قائلة: "لا لا اريده معنا, والدتي واخي يكفيان."
لم يلاحظ سام دهشتها وتابع قائلا: "انت لا تتفهمين الامر جيدا, علي في الايام القليلة المقبلة البقاء بجانب والدتي لترتيب بعض الامور ولايجاد من يحل مكاني.
في بادئ الامر علي الاتصال بالسيدة ويلكنز ابنة عم والدتي, امي لا تستهويها لكن وجودها معها في مثل هذا الظرفالزامي... يمكن الاعتماد عليها للتكلم مع المحامي بخصوص التركة حيث يمكن الحصول على المزيد من المال بالاضافو الى التقصي عن امور اخرى منها مسالة التامين وغيرها. لان هناك فواتير مستحقة تنتظر."
اصغت كريسيدا اليه وتفكيرها منشغل بدومينيك الذي يجب التخلص منه باسرع وقت وابعاده عن منزلها. اختلطت الامور عليها وباتت لا تدري ما عليها ان تفعله,
وعاودتها الكآبة من جديد.



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 04:13 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:31 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.