19-02-17, 09:52 PM | #1 | ||||
| قصة فحادثة كانت ومضت ..بقلمى الكاتبة مروة إبراهيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قصة : فحادثة كانت ومضت خيالية على شاطىء النيل تتربع الجامعة بكلياتها المختلفة ، آلاف الطلاب يخضون الإمتحانات ، منهم من إجتهد من أول العام الدراسى وآخرون لم يتعبوا أنفسهم ، مفضلين النجاح بأقل الدرجات ، لم يعرفوا أن لكل مجتهد نصيب ، فى أجواء رهبة الإمتحانات كانت قصة هبة تختلف فى تفصيل صغير عنهم ، فهى متجهدة وصبورة لكنها دائما ماتكون متوترة ، لا تعرف السبب لذلك ، ففى ثالث أيام الإختبارات ذهبت كالعادة مبكرة ساعة ونصف ، تخاف من عاقبة التأخر عن موعد الإمتحان ، أثناء جلوسها فى المواصلات العامة قررت فتح الكتاب للمراجعة ، برغم الضجيج الذى يحيط بها : لما أراجع كده كل المعلومات المهمة والله منا عارفة أراجع إيه ولا إيه ، 540 صفحة نذاكرهم ونمتحن فيهم لينا ربنا فى الكلية دى. تشتت عقلها من الخوف ، فإهتزت يدها لم يعد هناك شىء يجعلها مطمئنة سوى الإتصال بصديقتها حسناء ، إتصلت مرتين ولم تتلقى ردا فزاد القلق ، وأخذ منحنى آخر : في إيه ليكون حصل لها حاجة !! بعد محاولتين ردت حسناء : صباح الإمتحانات ياهبة ، إنتِ فى الطريق ؟؟ هبة : إيه يابنتى أنا بتصل بيكِ من الصبح قلقتينى ، ايوة قربت أوصل فاضل ربع ساعة ، نتقابل عشان نراجع مع بعض. حسناء : طيب يا أختى متزعليش مسمعتش الفون من الدوشة اللى جانبى. هبة : خلاص استنينى بقا فى نفس المكان بتاع كل يوم. عندما إنتهت المكالمة بينهما ، أغلقت هبة الكتاب ثم وضعته فى حقيبتها ، مع إقتراب شارع الجامعة بصوت عالى نطقت : هنا لو سمحت.. شارع الجامعة من فضلك . بعد إتزان أوقف السائق السيارة ذات الإرتفاع ، حيث ترتفع عن الأرض بمسافة متوسطة : يلا اللى نازل شارع الجامعة . نزلت قبلها فتاة من نفس الجامعة ، لما فكرت فى النزول من السيارة ، إرتبكت فإختل توازنها حيث سقط رأسها على سلم السيارة ، فإرتطمت بقوة أوجعتها ، مع هذا أيضا أصبح نصفها العلوى خارج السيارة ، فأمسكها أحد الشباب بسرعة من ذراعها بكل قوته ، بينما نطق آخرون : استنى ياسطا ..فيه واحدة هتموت ..لكنه لم يسمع الكلام فقاد السيارة مسرعا ، عندما رأها فى مرآة سيارته : أوقف السيارة معتذرا : معلش ماشفتهاش ..حصل خير . فغضب منه أحد الشباب : حصل خير؟!! إنتا أعمى ..كانت هتموت وهتروح السجن إنتا ، ماتفتح عينك بدل ما الناس تموت بالأونطة كده . إنشغل باقى الركاب بها فقالت لها سيدة ما : إنتِ كويسة يابنتى ، إبقى خدى بالكِ ربنا يسترها عليكِ وعلينا . أوقفها الذى أنقذها خارج السيارة على الرصيف المواجه لشارع الجامعة ثم أبعد يده سريعا من على يدها : خدى بالكِ ، حاسة بكسور ولا لأ ، تحبى تروحى المستشفى عشان تكون مطمنة. هبة والخوف والصدمة مازال على وجهها : لا أنا كويسة ، شكرا ليكِ لإنك أنقذت حياتى، مستشفى ايه بس أنا عندى إمتحان مش هقدر أروح. نفس الشاب : طيب ماحنا برضو عندنا إمتحان ، على العموم طالما إنت بخير يبقى تمام ، ألف سلامة عليكِ. كانت هبة تشعر بدوخة من أثر إصطدام رأسها وألمتها معدتها ، لكنها لم تشعر بأى كسور ولارضوض ردت عليه : الله يسلمك جزاك الله خيرا. إحدى الفتيات أوصلتها لأنها لم تكن متماسكة ، فمازال الحادث يهز كيانها . مقتربة من حسناء التى إستغربت من فوضى مظهرها : إيه البهدلة التى إنتِ فيها دى ياهبة؟ جراى لكِ إيه ؟ كنتِ بتتعاركِ مع نفسكِ! فى نفس التوقيت بدأت هبة ترتعش ومالت جانبا ، فسندتها حسناء : بت ياهبة مالك فوقى ، بترتعشى كده ليه؟ ثم أسرعت فى التحدث بصوت مرتفع : يابنات هاتولى إزازة مية بسرعة أفوق بيها هبة. تجمعت الفتيات حول هبة وحسناء على شكل نصف دائرة ، أيضا بعض الشباب بدافع معرفة مالذى يحدث ، بعد أن أعطين المياه لحسناء ، شربت هبة بضع قطرات منها وأفاقت قليلا محدثة حسناء بصوت ضعيف : كنت هاموت فى حادثة النهاردة وأنا جاية ، أنا تعبانة أوى ونسيت اللى ذاكرته ، كمان دماغى بتوجعنى من الوقعة. حسناء بوجع قلب ولهفة على صديقتها : يانهار ياهبة ربنا سترها معاكِ ، الحمد لله إنكِ ماموتيش ، فوقى كده الله يخليكِ عشان نخلص من أم الإمتحان النحس ويمر اليوم على خير. هبة : ماظنش إن هدخل أمتحن ، هسيب الورقة فاضية مش هكتب ولا كلمة يدوبك إسمى وبس وحتى رقم جلوسى إحتمال مكتبوش. هبت حسناء لتقف : نعم ياختى !!!لا طبعا هتدخلى تمتحنى أحسن ماتشيلى المادة جربى تكتبى أى حاجة . ثم وضعت حسناء يدها على رأس هبة : تمام ياهبتى. تأوهت هبة من الألم وهى مبعدة يد حسناء: طب حاسبى ياشيخة رأسى لسه بتوجعنى. حسناء محاولة تخفيف هم هبة : خلاص آسفة مش قصدى أوجع ليكِ رأسكِ ، يلا ياوحش بقا نراجع عشان فاضل نصاية وندخل الإمتحان، وبعدين إعدلى الطرحة عشان شعرك هيبان منها يافالحة. هبة بإستغراب : حاضر اقفى كده عشان أعدل الطرحة ومحدش يشوفنى تمام ، وتعالى هنا إيه نصاية دى متتكلمى زى الناس الطبيعية ، إسمها نص ساعة مش كده ولا إيه !! حسناء : حاضر حاضر يافندم إضحكى وفكى عشانى ده حتى لو ضحكتى الإمتحان هيجى سهل ومش ممتنع هههههههه. هبة : هههه طول عمركِ مش شايلة أى هم ، ورينى كده التلخيص اللى إنتِ جبتيه عشان نلم المفيد يابرنسيسة. كان باهر الذى أنقذ هبة يقف بثبات فى إنتظار صديقيه أكمل ونور اللذان تأخر كالعادة فتنهد بقوة : أنا أراجع لوحدى أحسن لى هما عيال فقر أصلا مش بتوع مذاكرة ولادياولوو. لما رفع يده لجذب كشكوله للمراجعة ، أوجعته بألم صادم : آآآه ليه الوجع ده معقول دنا ورايا إمتحان يعنى مش وقت وجع إيد خالص ! جس وجعه محاولا التخفيف عن نفسه : أنا عملت خير وأنقذت روح وبطلب من ربنا يخفف عنى ألمى ، ثم رفع يديه إلى السماء داعيا ربه : يارب إستجب لدعائى. بعدها حرك يده يمينا ويسارا فى جميع الإتجاهات ، فجأة وجد أمامه صديقه نور الذى لكمه بالكلمات : عمنا بتلعب رياضة عالصبح قبل الإمتحان ، مالدنيا ماشية معاك حلاوة مش همك أى إمتحان ياأمور. أرغم باهر نفسه على الهدوء : إيه يانور ماتهدى يابنى ، دى إيدى بتوجهنى بعد الحادثة اللى.. قاطعه نور بخضة : حصلك حادثة ياباهر طب مش كنت تقول عشان كنت أجى أوصلك بدل ماتجى الإمتحان لوحدك. باهر بنفاذ صبر : لا مش أنا ياعمى دى واحدة كانت هتموت وأنقذتها ومن ساعتها وإيدى بتوجع زى ما إنتا شايف. مع إقتراب أكمل الذى قد سمع حديثهم : ألف سلامة يامنقذ البشرية ، راجل من يومك ياباشا ، متخفش هتبقى كويس بس حط تلج على الألم وهيخف ، لأن هتلاقيه شد بس طالما بتعرف تحرك إيدك. بعد التحيات والسلامات أكملوا حديثهم فرد باهر : أجيب منين بس تلج دلوقتى وفاضل ربع ساعة على اللجنة؟ أكمل : بس سيب الموضوع عليا ، ثوانى واجيلكم متمشوش من هنا. نور : هو رايح فين بس ، كده مش هنعرف نراجع اللى ذاكرناه!! باهر بإستغراب : إيه ده هوانتا بتذاكر زينا يانور بيه؟؟ أصلك بتنجح يادوبك كده!! نور : عيب ياباهر أنا بذاكر بس عشان أنجح مش أتفوق زيك ههههه مليش خلق على المذاكرة يدوب بقرأ كلمتين للنجاح بس هههه. باهر : إيه خفة الدم دى ، يلا أديك خففت عنى التوتر بتاع الإمتحان ، بس أهو أكمل جاى هناك بيجرى ومعاه كوباية بلاستيك . أسرع أكمل فى الجرى حتى وصل لهم : خد ياعم قطعتين تلج بسرعة حطهم على إيدك قبل ماعدناش نلاقيهم. باهر: تعبتك معايا ياباشا ، نردهالك فى الأفراح ان شاء الله . أكمل : ياعم خد وخلصنى التلج هيسيح وإنتا الخسران ساعتها. بدأت xxxxب السعاة تقترب من العاشرة صباحا ، حيث يحل موعد الإمتحان ، ففتح أمن الجامعة البوابات على مصراعيها ليدخل الطلبة والطالبات ، آخر من دخلت هى هبة وحسناء التى صممت على توصيلها لمقر لجنتها فى الدور الثانى فى مبنى ج . بعد وصولهم إلى لجنة 15 وقفت هبة على الباب تستند بكل قوتها : خلاص ياحسناء روحى إنتِ عشان تلحقى لجنتكِ ، كتر خيرك ياحبيبتى أشوفكِ بعد الإمتحان بقا. حسناء : طب حلى كويس وإكتبى كل اللى فكراه ومتخوفيش نفسكِ ، عشان خاطر نفسكِ سلام مؤقت ياصحبتى. عند إنتهاء الإمتحان خرج الجميع وأولهم هبة ، بعد أن كتبت كل ماتذكرته ، خوفها من عدم النجاح أربكها حد البكاء، نزلت إلى الدور الأول لتجد حسناء بإنتظارها وعلى وجهها ضحكة ، أثناء إنشغالهم بمراجعة الإجابات ، خف ألم يد باهر الذى كتب بيده على الرغم من بقايا الألم الذى لم يشغل ذهنه، عندما رأها باهر فنطق لأصدقاءه : ثوانى وراجع ليكم ، لما أطمئن عليها فى السريع كده. نور بتفكير: هى مين دى إنتا بتحب ومخبى علينا ياسيدى !! باهر بعصبية : بحب إيه بس !! هو ده وقته ياخويا ، دى البنت اللى أنا أنقذتها قبل الإمتحان ولانسيتوا؟!! نور: آآها طيب بس متتأخرش. إقتحم باهر البهو الخارجى وهو ينظر إلى هبة : إنتِ كويسة ؟ يعنى بعد الحادثة وكده. هبة بخجل : أيوة أنا تمام شكرا ليكِ ، مش عارفة أشكركِ إزاى إلا بالدعاء ليكِ ربنا يبارك فيكِ. باهر : لا شكرا على واجب وحمدا لله على سلامتكِ ، بعد إذنكِ مع السلامة. هبة وحسناء فى صوت واحد : مع السلامة. حسناء بسرعة : بقا هو ده اللى أنقذكِ ، ههه يابختكِ ياختى . هبة بإنزعاج : إنتِ فرحانة ان كنت هاموت ، طيب ياحسناء أنا هوريكِ هههه وبعدين هو كده أحرجنى أوووى يالهوى على الإحراج اللى أنا فيه ، يلا بينا نروح عشان عايزة استريح بقا من التعب والخضة اللى عشتها اليوم ده. حسناء : طيب ياريس هبة يلابينا نجرى على البيت. هبة : مش عارفة ألفاظكِ دى بتجيبيها منين ، ها منين وإنتِ مش مصاحبة غيرى ههههه، وأنا مش بقول الألفاظ دى ههههه. حسناء: ههههه دى من خبرتى فى الحياة ياطبع الود والهنا الذى لاينتهى ، يابئر السعادة الأبدى ههههه. هبة : يارب صبرنى على القاموس المتحرك ده ، حبة ألفاظ غريبة ، وشوية كلام من كتب وروايات وحاجات كده هههههه. حسناء : ياختى يلا بدل مانتأخر وإنتِ عارفة يلا يلا ياهبة. مرت أيام الإمتحانات ومازالت ذكرى الحادثة تؤثر على هبة ، التى قصت على أختها هنا كل ماجرى ، فوبختها بشدة على توترها ثم أردفت : توتركِ ده هيموتكِ وبأبشع طريقة ممكنة ها بقا. هبة : ياساتر عليكِ معرفش أتكلم معاكِ لازم تدينى فى جنابى على طول إرحمينى يرحمكِ ربنا. هنا وقد أحست بندمها فى شدتها فى الكلام محتضنة هبة : متزعليش منى ياحبيبتى أنا خايفة عليكِ ، المرة دى حد أنقذكِ ، المرة الجاية محدش عارف إيه اللى ممكن يحصل. فى وسط الأجازة الصيفية ظهرت النتيجة ، نجحت هبة فى كل المواد وحتى المادة التى حصلت لها الحادثة وقتها ، كانت درجتين هما الفيصل بينها وبين إعادة إمتحان المادة ، فرحت جدا وركضت فى أنحاء الشقة من السعادة : أنا نجحت ياهوووو باركولى ، مش مصدقة نفسى ههههه ، هبة نجحت ياناس ياللى هنا اصحوا أنا نجحت هههههه. مامتها بفرحة : ياحبيبتى مبروك عقبال الشهادة الكبيرة . هبة : شكرا ياماما مفيش زغروطة كده نفسى تزغرطى ليا هههه يلا ياحبيبة قلب هبة. مامتها : ههههه بس عيب الجيران تقول علينا إيه ، عندنا خطوبة ولا فرح!! هبة بزعل مصطنع : إيييه يا ماما !! هو الزغاريط للأفراح والخطوبات بس مين قال؟ ، يلا بقا بدل ماعيط كده هو إهىء إهىء . مامتها : وأنا ميهونش عليا زعلكِ ياروحى وادى زغروط اهو لولوولولوى ، عقبال ماازغرط فى فرحكِ يابنتى. ضحكت هبة بقوة وإنفعال :ربنا يخليكِ ليا يامامتى أحلى أم فى المجرة كلها هى إنتِ . بعد أن تلقت التهانى من كل أسرتها ، إتصلت بحسناء وفرحت عندما عرفت إنها الأخرى قد نجحت . نجح باهر فى جميع المواد وذهب فى رحلة إلى إيطاليا وسيعود قبل العام الدراسى الجديد ، أما أكمل ونور فنجحا بأقل الدرجات ولم ذلك فهما يعيشان الأجازة بكل شغف وحرية. مر شهر على الحادثة وكلما تذكرتها هبة تنهدت وقالت : فحادثة كانت ومضت وعلمتنى الإعتناء بنفسى ورد الجميل على قدر الإستطاعة ومساعدة الغير ، وأهمية الحياة الإنسانية. تمت بحمد الله | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|