آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          بريق نقائك يأسرني *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : rontii - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-03-17, 11:58 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 كحلي / للكاتبة مَلِگة الإِحسَاس الرّاقي* فصحى مكتملة






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
كحلي
للكاتبة مَلِگة الإِحسَاس الرّاقي*



قراءة ممتعة للجميع....


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 11-10-17 الساعة 08:30 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-17, 12:08 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

رابط لتحميل الرواية

https://www.rewity.com/forum/t392803.html#post12707727



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

أما بعد :أحمد الله كثيرًا أني أتممت روايتي المتواضعة التي بدأتها بداية العام السابق
ولكنني تأخرت في وضعها هُنا ، فالعمل للكتابة عملٌ شاق وممتع بالوقت ذاته ، فإني لم أستعجل بوضعها بل صبرت لتأخذ وقتها في نضوجها .بعد أن أتممت رواية
" شظايا متناثرة " القصيرة

بدأت برواية قصيرة . . .

جديدة ومختلفة ولا يتشابهن إلا أن روح المبْتدئة
فإنها واحدة ، وقد كان الصبر خطوة قوية جدًّا بالنسبة لي مما زاد ذلك إصراري على الإكمال ، وأسعى لوقتٍ طويل إلى عملٍ دؤوبٍ ولا أكِل .
كحلي ، هو شعلة لا زال يشتعل بقلبي الصغير .مارست حياة جديدة غير حياتي كي أعيد أنفاس الرواية ، هي ومضة أحببت ملامستها عبر مخيلتي الواسعة وبعد أحلامٍ كتبتها تحت وسادتي وجمعت شعورًا باسمٍ واحد كي أكون الأحاسيس ذاتها
أولًا سأقول بأني سعيدة بأني أبدأ خطواتي الصغيرة مع دعم أهلي فهم من شجعوني وساعدوني في الكتابة وهم حافزي وهم كتلة تفاؤل عند كل حرف . .فشكرًا لكل فرد من أهلي .أعزائي القراء . . سأنزل كل يومَ خميس أو جمعة فصلًا جديدًّا حسابي على الانستغرام fayza.2001

وآخرًا أنا سعيدة ما دمت أتعلم من خطأي .ملكة الإحساس الرّاقي .












أثير فتاةٍ عسراء " القلم " كنقاخٍ بعيد وحلم ظمئ !



التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 11-10-17 الساعة 02:34 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-17, 08:06 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي










(1)" بداية العداوة "





سمع المدير خبط الباب ، أجاب بالدخول .

دخل أستاذًا متكبرًا و متعالي وبين يديه طفل .

ـ أهلًا بك يا سيدي عمت مساءً .

أومأ برأسه وأشار إليه بالجلوس :

- عمت مساءً . . ما بهذا الصغير . . ماذا فعل ؟

نظر إلى الصغير بغضب ودفعه إلى الداخل بهدوء واشمئزاز إليه وأشار إليه :

ـ سرقَ محفظة أحد زملاؤه وقام بضربه أيضًا !

التفت الصغير إلى الأستاذ و عينيه مليئة بالدموع و أشاح بوجهه إلى المنضدة ليفرغها ليهمس باندفاع :

ـ لا لم أفعل ذلك . . إنه كاذب !

صاح مباشرة :

ـ ومن علمك الصدق غيري أيها الناكر ؟

مسح دموعه بأنامله الصغيرة ونظر إليه بقوة ومن ثم نظر إلى المدير الذي يشاهد الظلم أمامه ، اقترب إلى المدير رغم غرز أصابع الأستاذ على كتفه :

ـ صدقني يا سيدي أنا لم أفعل ذلك !
أشار المدير للأستاذ بأن يخرج ، خرج و هو يحمل الحقد لهذا الصغير ، نظر إلى الصغير بشفقة :

ـ قل لي الآن هل سرقت المحفظة ؟
ـ كلا يا سيدي فلم آت لحصته لذلك غضب مني
ـ و لم لم تحضر حصته ؟
ـ لأنه يضربني ولا يحبني أبدًا و لا يعطيني فرصة لأشارك مع الطلاب درسه لذلك أهرب منه .

اندهش حين سمعه ، أومأ برأسه ليتأكد من صحة كلامه :

ـ يضربك ! !
ـ أجل . . سيدي . . أعلم أنك دُهِشت مني لكني لا أستطيع أن أتحدث غالبًا بمثل اليوم بسبب تواجده معنا في المكتب ! فاليوم عرفت حقيقة المعلم يا سيدي المدير ! أليس كذلك ؟
ـ أه ! !

نظر إلى الطفل ، كان معطفه مهترئ و شعره الأملس مبعثر على عينيه و بالكاد يرى عينيه و مسدول إلى عنقه ، كان ذكي ويتحلى بالصبر والكثير من الصفات الثمينة تتكاثر كل ما كبر ، لم يعش عيشةً هنيئة ومليئة بالخيال والمرح والسعادة والبراءة ـ كبقية الأطفال ـ بل ازدحم بين الظلم و التشرد والألم والصراع ، كان يتعرف على سلوك المعلمين ويعرف بما يفكرون به ، ويجتنبهم بذكائه منهم قدر المستطاع ، ليرجع لشبكة الظلم من جديد دون علم المدير .
قام من الكرسي ومرر شعر الطفل إلى الوراء ليرى في وجهه البراءة المسلوبة :

ـ اسمك يا صغير ؟
هز كتفيه بمعنى لا أدري :

ـ لا أعلم . . و لكن كل زملائي ينادوني كُحلي
ـ كُحلي ؟ !
ـ نعم سيدي . . ما معنى هذا الاسم ؟
ـ كُحلي ، هو لون يا صغيري . .
ـ وكيف هو ذلك اللون ؟
ـ يميل إلى السواد يا ابني !
التمس بشرته وقد شعر بالخجل ، لم يلاحظ المدير أن لون بشرته سوداء .

ـ هل لأني أسود ؟
شعر السيد بشعوره وجلس على ركبتيه :
ـ هل تعرف ( ( بلال بن رباح ـ رضي الله عنه ـ ) ) ؟
ـ نعم أول مؤذن .
ـ أجل إنه هو . . من الذي أخبرك بهذا ؟
ـ الأستاذ الذي كان في مكتبك للتو . . قال لي أنه عبدٌ ـ مثلي ـ ولكنه أفادنا ولكن أنت لن تفعل شيء

سكت السيد وانصدم من هذا المعلم ، قام بهدوء وجعل الطفل يجلس في مكتبه ، أتصل عليه و قد جاءه
بسرعة :

ـ ماذا هناك يا سيدي ؟

اقترب منه السيد وأعطاه ورقة ، قرأ الورقة :

ـ يتم فصل المدرس لعدم التزامه بالقوانين . . لِمَ ؟

ـ لم تلتزم بالقوانين أيها المحترم !

نظر إلى الطفل و صاح به :

ـ كُـحـلي ! ماذا قلت للمدير !









أتوقف هنا ، ستكون التكملة يوم الخميس ^_^


ممتنة لقراءتكم أعزائي












أثير فتاةٍ عسراء " القلم " كنقاخٍ بعيد وحلم ظمئ !


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-17, 09:55 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي












( 2 )

( اتهام )


ارتجف قلبه الصغير وهرع خلف المدير بعفوية طفولية ، دفع المدير المدرس :

ـ أنـت في مكتبي وتصيح بذاك اللقب أمامي ! لِمَ تنادي الطفل بهذا الاسم ؟

ـ لأنه فعلًا أسود البشرة وكريه اللون وبشع المنظر وسيء الخلق وكل الصفات السيئة موجودة فيه . .
أتعلم أنه يغازل البنات خارج المدرسة ؟ رغم صغر سنه إلا أنه مدرك وواعي !

قالها وهو يهز رأسه لعدة مرات بانفعال كبير

ـ لن أصدقك أبدًا أيها الكاذب . . كاذب ! هل أنت حقًّا بكامل قواك العقلية ؟ ألم تأت هنا لتعطي الأطفال الدروس ؟ ألم تأت هنا لتصبح كأبيهم ؟ ما هذه الإنسانية ؟ أتسمي نفسك إنسان ؟ ألا يكفيك أنه لن يرى يومًا والديه ؟

همَّ بأن يتحدث ، أوقفه :

ـ سلطان ! أخرج الآن دون أي كلمة !
ركز بآخر الجملة ببطءٍ تام

تراجع بهدوءٍ عجيب وقبل أن يخرج همس :
ـ سنلتقي يومًا يا ابن الكحلي !

اغمض عينيه خشية منه ، نظر إلى الصغير بشفقة وانحنى إلى مستواه هامسًا :
ـ لا تخف يا صغيري لن يؤذيك

مشى كحلي بضيق وتحدث بنفس نبرة المدير :
ـ أود هذا !

أمسك بكتف كحلي وابتسم له بحنان ، بادله الابتسامة وغادر ، شعر المدير بشيءٍ غريب تجاه هذا الولد ، دار كبيرة وفيها ثلاث مدراء عامين ، ألم يلاحظوا سلوك الأستاذ هذا ؟
أومأ برأسه باستياء لربما هناك مثله .

أعاد النظر إلى المدير وابتسم حين شعر بشعورٍ جميل يشبه لذة العسل . . لا بل أجمل من ذلك إنه شيء روحيٌّ لا يعرفه سوى الـ . . لا يعلم من الذين يتحلون بهذا الشعور ، فقط عَلِمَ بأن ذلك الشعور لا يتكرر .
تحسس ذراعًا نحيلة تطوق رقبته ، التفت إليه وأردف في نفسه . .
" ليتني أتذكر شيئًا عن الماضي آه . . "

رفع نظره إلى السماء الصافية ، تشبه قلبه الأبيض بعكس خارجه الأسود ، تنهد وكأن الحياة أصبحت سوداء كلها ، ها قد أوشك الغيم بالهبوط إليه ، نظر إلى صديقه الذي لا زال يحدق به حين مرّت عليه تلك الذكرى كان ذاك المعلم لا زال يحمل عليه الحقد .

ـ إبراهيم ؟ ما بك تحدق بي كل هذا الوقت ؟

ضرب كتفه بعنف :
ـ لا شيء يا صديقي
ـ ألن تتركني وشأني . . كسرت كتفي يا صاح !
ضحك ضحكة هزت المدرسة بأسرها ، ضرب رأسه :
ـ اصمت أيها المزعج

توقف الفتية و بدأوا يحدقون بهم .
أردف بهمس :

ـ انظر إليهم إنهم يحدقون بنا يا غبي !
صاح إبراهيم :

ـ هيا كل فتى إلى طريقه وكفوا عن التحديق قبل أن آتي لأضربكم !

وضع يده على جبينه باستياء من أسلوب صديقه ، فكان دومًا يقول له أن يكف عن هذا السلوك العنيف ، فإنه أحيانًا يجلب له المشاكل ، إنه مخيفٌ بعض الشيء لدى الصغار ، فوجهه مليء بالجروح والكدمات ، بسبب خصامه مع الكل ، لكن كان طيب القلب وحنونًا جدًّا رغم قسوته وشراسته أي كان طيب القلب ، وسريع الرضى ، يلقبونه " الطيب القاسي " .

ارتفع أنفه الطويل باشمئزاز وتأفف :

ـ اصمت !

طأطأ رأسه وهمَّ بالوقوف ، أجلسه ممسكًا بيده :
ـ ما بك يا رفيقي ؟

جلس كحلي وتحدث بحساسية :
ـ أسميتموني كحلي لأن لون بشرتي سوداء ؟

رفع حاجبه بغضب مصطنع :
ـ لا ! لم أسأل أحدًا هنا حتى !

تنهد كحلي واغمض عينيه ببراءة ، ابتسم إبراهيم وربت على رأسه إلى أن تبعثرت خصلات شعره على وجهه ، رفع رأسه لصديقه وابتسم ابتسامة يتيمة ، بادله الابتسامة وقام . .



* * * * * * *





( 3 )


بعد 4 سنوات .


( شقيقتي المدللة )



أنا أسود ، ما العيب في بشرتي ؟ هل البيض أُناسٌ مختلفون عني ؟ أم نحن لا نختلف ؟ لا أعلم لم يشمئز المعلمون مني وبالذات السيد " سلطان " . . الآن ، أبلغ الخامسة عشر من عمري . . لست صغيرًا كي أعتمد على الذين يكبروني . . صحيحٌ أني أصغر أصدقائي لكنهم جوهرٌ ثمين يضيء كلما أُظلمت حياتي ، يتظاهرون بالعنف والتسلط ولكنهم في الحقيقة أبأس مني وتعم داخلهم الكآبة ، لو بيدي لنقلت نفسي من هذه الدار ، كرهت هذه الدار وأحببتها بسببٍ واحدٍ فقط ، أراقب فتاة بدار الأيتام بنفس الحي الذي أمكث فيه . . أراقبها من بعيد . .

صدفة غريبة صحيح ، لا تستغربوا أرجوكم فلم أحبها ، لا بل أنا متأكدٌ أنها أختي ، تذكرني وأنا لا أذكرها ، ربما هذا الشيء الذي أحياني في الآونة الأخيرة فمنذ عام فكرت في الانتحار مرارًا ، حيث أني كنت سأرمي نفسي من طابق الأخير ، ولكن ولحسن الحظ أني رأيتها تبكي تحتي ، ربما كانت تبكي بسبب ظلم الدار لها ، أيظلموها كما يظلموني ؟
ضعفت واستسلمت ورجعت إلى حقل الانتقادات البائسة ، بدلًا بأن تبكي بسببي ، لا أعلم أشعر أن هناك ترابط بيني وبينها أنا واثقٌ بأنها . . شقيقتي . . !









الفصل واضح كِفاية لتعرفوا القادم إن شاء اللهآراؤكم ؟












أثير فتاةٍ عسراء " القلم " كنقاخٍ بعيد وحلم ظمئ !



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-17, 07:38 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي







(4)

( جواد ! )
ارتمت على الفراش لينتثر شعرها الكثيف على الوسادة المهترئة ، أُغرقت عيناها بالدموع بذلك الإحساس ، صماء ولكن لديها ستةَ حواس ، حاسة إضافية لا يعرفها أحدٌ سواه .

نعم هو الذي يشبهني ، يشبهني كثيرًا ، أنا متأكدة أنه أخي ، لا أعرف لمَ أشعر بالسعادة والحنين عندما أرى ملامحه .
مسحت دموعها بهدوء واغمضت عينيها ، كان كل شيء هادئًا في عالمها ، تتمنى يومًا أن تسمع ما يقوله كحلي وجميع الناس ، حاولت استراق النوم ، استرسلت في أحلامها اليقظة أفكارًا غريبة تتوالى على مدار الليل ، ريثما تشرق الشمس تصبح أسعد مخلوق لتلتقي بكحلي . . تهمس باسمه دومًا وحينها يضربنها لتتوقف عن ترديد اسمه " اصمتي أيتها الصماء ! "
كانت هذه الجملة تتردد في مسامعها دومًا ، قالتها إحدى معلماتها ، لفترةٍ قصيرة فقط أصبحت تسمع من حولها وبسرعة همّت باسمه بسعادة " جواد " ابتسمت وهمست مرةً أخرى " أمي أبي " " جواد . . جواد " . .

شدت يدًا لئيمة شعرها الكثيف دون سبب ، التفتت رغم ألمها لها ، صاحت المعلمة :
قلت لك لا تنطقي اسم ذلك الأسود وذو سمعة سيئة يا صماء . .


كل شيء من حولها ، رفعت رأسها للمعلمة فقط ترى حركة شفتيها ، بلعت ريقها وبكت بألم . .

ـ ها قد أصبحتُ صماء مرةً أخرى ، أتذكّر قبل بضعة أعوام ، جواد صديقي وأبي وأخي ، كان قد اختفى بعد يومٍ مشؤوم ، كلمّا تذكّرت ذلك اليوم . . أصاب بالصداع ، لا أدري لمَ أعيش هنا بالضبط ؟ أين أمي ؟ أين أبي . .

هذا المكان الذي أعيش فيه بيت من ؟ أصبحت يتيمة ؟ خوفي من هذا الطيف أصبح يلازمني
برد الليل ، لم أشعر يومًا بالبرد ! فعندما أرى أخي أتذكر الدفء ، أقوم من السرير لأتلمس الأرض فترعشني ، لا أريد أن أعيش هنا مطلقًا ، فالوضع ميؤوسٌ منه ، لا يطاق ، أنا فتاةٌ وردية ، لم أُخلق للكآبة الرمادية ، لمَ عليّ كل ليلة أن أبكي ؟ يجب أن أصبح قوية ! مهما فعلن لي سأبقى كالجبل ! فلتنحدر هذه الدار الظالمة إلى أسوء عقوبة ، تتوالى الأقدار وتسوء العواقب . . ها قد امطرت الغيمة التي كنت أراقبها ، فاليوم كان يومًا عصيبًا ، فبسبب عواصف الرعدية ، لم أستطع النوم مطلقًا ، ارتحت حين شعرت بالأمان وحدي ، أرى فقط الفتيات نائمات بجواري ، لا أعرفهن ، مشيت بهدوء وتقدّمتُ إلى النافذة ، شعرت بضوء أرعشني ، رفعت نظري فرأيت البرق والرعد معًا ، رغم أني لا أسمع صوت الرعد ، ولكن أعلم متى يحين أوانه ، نظرت إلى الباب ورأيت حذاءً كبيرًا خلفه ، تراجعت بسرعة وارتميت على فراشي ، بينما أنا أرى من حولي بهدوء ، دخلت سيدة المنزل لتتفقد الفتيات والتعقيب عليهن ، رأيتها تغرز مخدر لفتاة صغيرة ، تذكّرت أنها فتاةٌ حركيّة ، ولم تنم بعد هذا الوقت فقد تستيقظ بعد قليل ، اغمضت عيني بسرعة والسيدة لم تلحظ هذا ، فتحت عيني ورأيت الباب يغلق . . رجعت مرّة أخرى حينما شعرت بالأمان .

براعم الليل كلوني . . لا يتفتحون قط . . فجمالي لا يظهر سوى في ظلامٍ دامس ، ابتسم وهم نائمون ، والأغلب يبكي من همومه ليلًا ، أسمع أعذب الألحان ، والأغلب يغمض عينيه تارة لينام ، نباح الكلب أصبح شيئًا مني ، يلازمني حين أمضي وسط غابة ألواني ، أقضي طيلة ليلي أمام النافذة ، لأرى هل تفتحت تلك البراعم أم لا ؟ فهي تشبهني كثيرًا ، وأحبها كثيرًا ، سوداء اللون كبشرتي . . أغوص في عالمي باحثةً عن شيءٍ يلهيني . حتى إذا مكثت أمام النافذة . . كتابٌ مهترئ أمامي ، هو لمعلمة الرياضيات ونسته بجانبي وأحببت أن آخذه معي لأرجعه في اليوم التالي لها . . أرغمني فضولي بأن أقرأ عنوان هذا الكتاب . . فتحت أول صفحة ممزقة ، ولكني ! رأيت كلمات لم أفهمها ، لغة لا يعرفها أحدٌ من هذه الدار ! حاولت بأن أقرأ ، قلبي ! هناك سرٌ في هذا الكتاب . . وأود أن أعرفه بشدة ، كيف لها بأن تتركه بجانبي ؟ فهي دومًا تأخذه معها إلى غرفة لا يعرفها أحد . . تداركت نفسي وتراجعت ، شيءٌ صعب أن أتلقى الضرب منها فهي دومًا تحترمنا ، لا يجب عليّ فعل ذلك ! اغمضت عيني وأخذت الكتاب بفضولٍ قاتل مرة أخرى ، كانت الأحرف غريبة ، تشبه اللغة العبريّة ، حاولت فك الأحرف مكررةً ، ولكني يئستُ كثيرًا وفشلت ، ولكن لحظة ! هناك كلمات بلغة العربية ! قرأت أول كلمة . . كانت الطامة ! !

* * * * * *


( 5 )

( عودة ذاكرة كحلي )


وضعت رأسي على الوسادة ، شيءٌ منعني وجعلني أنام فاتحًا لعيني ! قمت وفتحت النافذة علّى وعسى أن أنعس ، رأيتها تمطر بغزارة ، مددت يدي للماء وغسلت وجهي به ، شعرت بالتحسن قليلًا ، كنت سأغلق النافذة إذا ما استوقفتني تلك الفتاة ، أمام النافذة تقرأ كتابًا ، لا بد أنها لا تهتم لأمري ، كم أشعر بها وكأنها قطعة مني ، أعرف متى تضحك ومتى تبكي ومتى تحزن ومتى تفرح ، شيءٌ من روحي ونبضي يوحي إلي بأنها أختي ، لا شك بأنها لا تشعر بوجودي أصلًا ، أود أن أُمنح فرصة فقط وأقول لها بأنها شقيقتي الصغيرة المدللة ، رأست قلبي حين رأيت عينيها العسليتين ، كانت تحمل معاني الألم ، رأيتها مدهوشة ومصدومة ودموعها تمطر مع المطر، ادمعت عيناي من رؤية عيناها الممتلئة بالدموع ، رِفقًا بعينيك يا صغيرتي فإنها جميلة ولا تليق بها تلك الدموع ، أظن أنها تحاول حماية نفسها ، أغلقت النافذة وأنا في حيرة من أمري ، أود أن أتذكّر شيئًا فقظ آه ! ! فتحت النافذة مرة أخرى وشعرت بالصداع ، حين رأيتها مرةً أخرى ، أنا أتذكّر !
لها ضفيرتان مسدولة إلى نهاية خصرها ، وتجري أمامي . . وأنا ! وأنا كنت ألعب معها . . يا إلهي كم نسيت أشياءً لا تحصى . . هي . .كانت تبكي هي نفسها تلك التي وقعت أمامي رمال الشاطئ !

* * * * * * *


( 6 )

( القداحة )4:00 صباحًا

ابتسم حين شعر ببرهان فكرته ، رفع جسده النحيل وخرج دون أن يُحدث ضجة ، أمسك الوقود وابتسم أكثر . . وضعه على جانب الدار ، توقف خلف كحلي مباشرةً بوقاحة ، هز كتف كحلي هامسًا ببراءة مصطنعة :
ـ أهلًا كحلي . .
انتفض بروعة وهمس بعد ثواني :
ـ ماذا تريد يا مجد ؟
ضحك مجد :
ـ فقط أردت القداحة وأظن أنها تحتك .

قام كحلي من مضجعه باستغراب :
ـ ليس معي أية قداحة !

ضحك مرةً أخرى :
ـ بالتأكيد لديك ، هلّا أعطيتني انظر إليها إن لك واحدة على المنضدة . .

أشار إليه ليؤكد ذلك ، أخذها كحلي ووقعت منه عدة مرات ، مما جعل مجد يبتسم بشدة ، وليس هناك نورًا كافيًا ليرى معالم القداحة ، أخذها مجد ونظر إليه بنظرة ذات مغزى وخرج من الدار . . نزل بهدوء , كان يملك دهاء لا يملكه أحد ولكن في أغلب دواهيه ينسى تمامًا ما كان يخطط به فيفشل ، سكب الوقود على أرصاف الدار وأشعل القداحة على ورقة ورمى بها بعيدًا ، بدأ المبنى بالاشتعال شيئًا فشيئًا ، دخل بالدار وبدأ يصرخ ، قام سكان الحي وبدأوا يصرخون ، ابتسم بخباثة ونزع القفازين عن يديه ووضعهما في جيبه بسرعة ، خرج مع مجموعة من فتيان لاهثًا وكأنه بريء . .







* * * * * * *


أراكم في الخميس المقبل ^_~
















اسعى إلى الأفضل


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-17, 10:18 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي










( 5 )( حريقٌ بالدار )

اشتم رائحة كريهة ، يا إلهي ما هذا ؟ خرجت ورأيت الجميع في الخارج ، سعلت بشدة رغم مسافة البعيدة للدار . . حريق !
خرجت بسرعة معهم ، احترقت كثيرًا في الدار لأن لي أغراضًا فيها ولكن ولحسن الحظ أن الجميع على ما يرام ، تذكرت أنه بقي أحدًا هنا وتركه المسؤولين هنا . . إنه " رائد " صغيرٌ جدًا ، دخلت بسرعة بديهة والكل يناديني ، لم أهتم لندائهم فأخي الصغير في الداخل ، رأيته يبكي ويسعل ، حملته بين ذراعي وساقيه مطوقيْن بخصري بقوة ، علمت أنه شعر بالأمان ، لم ألحظ الطريق الذي سلكت ، كانت الطرق أجمعها تحترق ، رأيت بابًا بجانبي وحاولت أن أكسره ، آخر محاولة كسر الباب ، كان هذا الباب للعبور إلى السطح ، حسبت المسافة ، يمكنني أن أقفز يمكنني هذا !
قفزت وكانت المسافة قصيرة جدًّا ، ركضت بكل قوتي ، حين حرق الدار بالكامل ، تنهدت براحة حينها ، رأيت رائد وابتسمت براحة فضيعة ، جاء إبراهيم وأمسك بكتفي :
ـ كحلي هل أنت بخير ؟
ـ نعم أنا بخير . . سعلت بقوة : هل أنتم بخير ؟

جلس إبراهيم وأخذ رائد إلى حضنه وضمه :
ـ نعم نحن بخير اجلس هنا يا كحلي . . فعلت معروفًا يا صديقي . . أشكرك على ما فعلت . . فهذا بمثابة أخينا الصغير
ـ أريد أن أعرف من فعل هذه الفعلة ؟
هز رأسه إبراهيم وكان ينتظر رجال الإطفاء :
ـ لا أعرف . . فضولي قتلني !
أتى مجد وجلس أمامهم :
ـ كحلي هل أنت بخير ؟
نظر إليه كحلي :
ـ أنا بخير وأنت ؟

مجد وبدأ يتجاهل نظراته :
ـ بخير . . أود أن أعرف من الذي حرق الدار ؟
أغمض كحلي عينيه وكأنه عَلِمَ بأمره :
ـ وأنا أود هذا !
أتى أحد الشرطيون وفي يده كيسًا صغيرًا يحمل القداحة :
ـ قلت يا مجد أنك وجدّت هذه القداحة أمام المبنى . .
أومأ بثقة :
ـ نعم حضرة الشرطي !
رفع نظره بعد أن نوّم رائد في حضنه :
ـ سيدي إذن ما الأمر هل عرفت من يكون ؟

تحدث بتفكير :
ـ لا . . أنتم الذين كنتم متيقظين أثناء افتعال تلك الجريمة ، أليس كذلك ؟
إبراهيم بتحديقٍ مستمر لمجد :
ـ نعم أظن كذلك .
أومأ كحلي :
ـ نعم سيدي أنا كنت مستيقظًا .
مجد بثقة :
ـ وأنا أيضًا حضرة الشرطي .

تحدث الشرطي ممسكًا بالكيس الصغير :
وهناك دليلٌ واحد وهي القدّاحة ! سنتأكد من بصماتكم . .

بصوتٍ واحد : حسنًا سيدي . .

قام إبراهيم وأخذ رائد إلى صديقه المقرب وذهب إلى الشرطي بهدوء ، كان كحلي قلقًا بشأن هذه الجريمة ! !


* * * * * * *



( 6 )( جوادي )

ركضت وخرجت من الدار بأسره ، لحقت بكحلي ، توقفت حين رأته بتلك الحال ، اقتربت إليهم أكثر ، تريد فقط أن تعرف ما حصل له .
" حرمني حتى من رؤيته " ، التفت إليها واتسعت عيناه حين رآها ، اقترب بهدوء وقلبه ينتفض ، أمسك بيدها وركز عينيه على عينيها محاولًا للتذكّر مرةً أخرى ، شعر بالصداع ولكن استمر في التحديق إليها ، استقر قلبه وتذكر أشياءً قليلة ، همس بهدوء : أختي !
همّت محاولةً للتحدث ، ولكن لسانها أبى ، هز رأسه ليشجعها :
قولي ماذا تريدين أن تقولي هيا !
نظرات اليأس بدأت تلتمع في عينيها ، لا تسمع ما يقول ، " هل يقول لي بأني أخته ؟ كلّا ". .
تقدم إبراهيم إليهما :
ـ كحلي ، هذه ليست أختك !
نظر إليه بفرحة :
ـ إبراهيم ! أنا أتذكر
تراجع إبراهيم وتحدث :
ـ هذه صماء ولا تسمع ما تقول !
سأله بدهشة :
ـ من قال لك هذا !
نظر إليه ومن ثم نظر إليها ، كانت تبكي بخوف ، ضمها إليه مطمئنًا لها ، تابع جملته :

ـ أنا أتذكرّك يا صغيرتي . . رفعت ذراعيها وضمته ، تراجع بعد مدّة ، وأخذ ورقة وقلم وكتب " أنتِ أختي يا لمياء " ابتسمت . . " أيعني أنه كان يظن طيلة تلك السنوات هو أيضًا بأني أخته ؟ " ابتسم وضمها إليه مرةً أخرى ، شعرت بحضنه الدافئ أخيرًا ، قفزت طوقت ذراعيها حول عنقه ، وكأن الحياة أصبحت بيضاء بناظريهما ، تراجع وقبّل رأسها ، سرعان ما رأته في سيارة الشرطي . . كان يودّعها من المرآة الجانبية ، ابتسمت وودّعته بعد أن قرأت جملة " سأعود لآخذك " . . ابتسمت حين رأت خطّه ، ضمت الورقة إلى صدرها

" هو هذا جوادي "





* * * * * *


( 7 )( ما حدث بالماضي )


دخلت إلى الدار . . دخلت إلى غرفة الفتيات بسرعة وأغلقت الكتاب بعد أن عرفت محتواه " إنه كتاب السحر ! " ماذا تستفيد من هذه الشعوذة ؟ لا أعلم ما أهميته لها ، إنه يعلّم الناس الفساد لا أكثر ! يا لهذا العار . . اغمضت عينيّ لأنام ، شعرت براحة فضيعة بعد لقاء أخي جواد ، اشتقت إليه كثيرًا ، تغير كثيرًا ، أصبح طويلًا وكثيف الشعر ، لم يقص شعره من تلك الحادثة . . نعم تلك الحادثة ، الحادثة المخيفة ، حيث أنّي نُقِلتُ إلى المشفى مع أخي ، كنا صغارًا جدًّا ، لم يبلغ أخي العاشرةَ بعد ، كنت أبلغ الثامنة ، أي كنت صغيرة في نظر أخي رغم تقارب أعمارنا ، أنا التي ناديت إحدى السيدات حين وقعت الحادثة ، السيدة الطيبة وزوجها أخذانا إلى المشفى ، بالنسبة لأبوّي . . ماتا وحُرقا في تلك السيارة ، حين أتذكر تلك الحادثة . . أبكي بشدة . . فقد حُرقا فيها وأنا أراهما بعيني . . لم يكن الموقف سهلًا على الصغير والكبير . . فوالداي اللذان ربياني إلى الثامنة يحترقا أمامي ! أن أراهم يموتان أمامي أهون علي بكثيرٍ أن أراهم . . آه يا إلهي صعبٌ شعوري يا رب !

من بعد تلك الحادثة ، أصبحت صماء . . يضحك من حولي وأنا أراهم بمليون استفهام فوق رأسي ، لا أسمع صوتي حين أتآوه ، وأغني دون أن أسمعه ، رغم ذلك فأنا سعيدة ، فأخي عاد ، فبعد تلك الحادثة لم أراه ، أخذتني السيدة الطيبة إلى بيتها ليومٍ واحد فقط . . لم يحتملني زوجها فقام بطردها بقسوة ولم يتركها بسلام ، لا أعلم لِمَ كان الرجل يكرهني ، ولكن ظلت السيدة متمسكةً بي إلى أن استسلمت وأخذتني إلى منزلٍ آخر تعيش فيه عجوز صامتة وشابتان ، قالت لي بالإشارة . . " ابنتي لم ولن أسعدك لذلك سأتركك هنا فهنا فتيات بعمرك وسيصبحن صديقاتك وأعدك أني سأبقى في هذه المدينة لأزورك كل أسبوع " . . . ولكنها لم تعد أبدًا ، بل حتى لم أعرف عنها شيئًا حتى الآن ، ونقلاني إلى دار الأيتام بسبب أني أصبحت عالة عليهن ، علمتُ وقتها الأشياء الجميلة تذهب قبل السيئة ، فالسيئة لا تزول إلا بابتسامتي ، فعندما ابتسم أنساها ، قررت بعد ذلك بأن أجمع كل ابتساماتي في وقتٍ واحد . . . في السراء والضراء . . . .







شكرًا لكم

وكما قلنا موعدنا هو الخميس

دمتم في رعاية الله



















طِفلة مدفونة بداخل كنزٍ مفقود
♪ ♥....






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-17, 10:31 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي











(8)
-
( جريمة ملفقة )

دخل مكتب الشرطي بتوتر بعكسي وإبراهيم ، تابع هز فخذه بتوتر ، نظرت إليه بنظرة حادة زاد توتره ، مسح على وجهه ويداه تتصبب عرقًا ، قمت وأحضرت إلى مجد الماء .
ـ ما بك يا مجد ؟
ـ لا شيء أنا بخير . . شكرًا لك . .
هززت رأسي وعيناي لا زالتا تراقب تحركاته الغريبة ، دخل الشرطي ، وقد انضبط ومثّل الهدوء ، استغربت حركاته ، أظن أنه هو . . لا لا ما بك يا كحلي صفِّ النية ! رأيت عيناه كانت ساكنة وتنظر إلى الشرطي بثقة ، بالنسبة لإبراهيم ينظر إليه بلا مبالاة ، قاسمت النظرات مع إبراهيم ، كانت نظراتنا واحدة ، فكل ما يقوله ليس في قاموس الواقع أصلًا ، تنهّد إبراهيم وزفر بقوة :
ـ هل يمكنني الخروج ؟
كتمت ضحكتي ، لم يكن الوقت مناسب لأضحك ، فإبراهيم لديه صفة واضحة تراها من مجرد نظرة ، إنه لا يحب شيءٌ اسمه الخيال ، و الكذب أحيانًا ، ردّ الشرطي :
ـ لِمَ ؟
حدج مجد ومن ثَمَّ التفت إلى الشرطي :
ـ أظن أن الذي يرويه حلمه وليس الذي حدث في الدار يا سيدي ما الذي يقوله ؟ لم أكن مستيقظ أصلًا الساعة 3:30 يا سيدي كيف يدخلني في قصته الطفولية هذه ؟
قام مجد بغضب :
ـ أظن الذي حرق الدار هو أنت ولا تريد أن تسجن أليس كذلك ؟
ابتسم ورفع كتفيه باستفزاز :
ـ بالطبعِ لست أنا الذي سأسجن لجريمةٍ كهذه . . أنزل كتفه وتلاشت ابتسامته الساخرة مردفًا : فلن ألوث سمعتي بسبب حشرة !
قام الشرطي بصياح :
ـ كفى !
صمت إبراهيم وأنزل رأسه وقد ظهر الشرخ العميق الموجود بجبينه ، أردف الشرطي :
ـ سأرى بصماتكم أولًا قبل أن أحكم !
كان مجد ينظر إلى إبراهيم بتحدٍّ ، اتجه نظر الشرطي إلي :
ـ عفوًا ما اسمك ؟
التفت بهدوء إلى الشرطي وفكرت بما أدعى ، أخذت وقتًا طويلًا كي أتذكر اسمي الأصلي ولكني لا أتذكر سوى شقيقتي وذكرياتي معها :
ـ بصراحة يا سيدي أُلقب بكحلي . . لا أذكر شيئًا من الماضي . .
أومأ الشرطي رأسه بأسف :
ـ حسنًا . . هل تذكر دليلًا ؟
أومأت بهدوء وأجبت وأنا أنظر إلى مجد الذي ينظر إلي بخوف :
ـ لا شيء يا سيدي . .
قام الشرطي ليحضر الحبر ، نظرت إليه مرّةً أخرى بشك ، أتى الشرطي ووضع الحبر على المنضدة :
ـ إبراهيم . . تعال . .
قام إبراهيم وبصم على الورقة ، إلى أن وصل الدور إلى مجد ، كان خائفًا بأن تطبع بصماته على القداحة ، أخذ الورقة وخرج ، كانوا ينظرون إلى بعضهما بتركيز ، بالنسبة لكحلي كان يشعر أن الجريمة لُفِقَت به ، دخل الشرطي .
ـ تعال يا كحلي . .
قام كحلي بخوف ، ابتسم بعد أن شعر أن خطته نجحت ، نظر إليه إبراهيم :

ـ لن أجعلك تعيش بسلام إذا شوهت سمعةَ أخي . . حذاري !

رد باستحقار :

ـ هه . . أتقول أخاك ؟ أعاقلٌ أنت أم مجنون ؟
نظر إليه بحدة :
ـ نعم أخي التي لم تلده أمي . . واعلم أنك معاقبٌ على ما فعلته !
تحدث مجد بحدة :
ـ لم أفعل شيء !
رفع سبابته النحيلة بوعيد :
ـ الحياة قصيرة ودورانها سريع !
ضحك مجد وأشاح بوجهه باستخفاف ، دخل الشرطي و هز رأسه :
ـ كحلي هو المجرم . .
قام إبراهيم باندفاع :
ـ كيف يا حضرة الشرطي كيف ؟ كان آخر من يخرج من الدار !
ضحك مجد بسخرية : حرق الدار ودخل إليها مرّةً أخرى هه يظن أنه سيُبرأ نفسه و سيكون نبيلًا . .
أمسك ببطنه وهو يضحك بشماتة
لكم وجهه بقوة ، سحب الشرطي إبراهيم كي لا يفتعل جريمة ، ضحك أكثر بفرحة عارمة وأنفه ينزف بشدّة ، صاح إبراهيم :
ـ قلت لك أن الحياة ستدور وستُرجع حق كحلي أيها خبيث !


* * *

صباحًا تُشرق الشمس ، إِشراق الشمس كالأمل يبرز ملامح الفِكرِ، صباحًا أرى طيورًا تُحلِق وتسبِح خالقها ، صباحًا أرى أمواج الحرية تَتَلَألأ ، صباحًا يومٌ جديدٌ لإنسانٍ متَجَدد ، صباحًا صفوًا ليومٍ أسود ، يبقى المجتمع لا يَسمحُ لك بالتطوّر ، مُنْتقدٌ لأعمالكَ الخَيريّة ، إن كُنتَ ناجحًا فارطِمَ البحر بالرمل ، واخلط الرمل بالماء بيديك . . هكذا البشر ضُعفاء الإيمان ، إن رأَوْك متضجر سعوا بالسخرية ، وإن رأوك بشُوشًا وطموحًا سعوا لتدْميرك ، باحثون . . عن الزلة بشغف ، ويكشفون الجانب السَلبي فيك . .


* * * * * *

جلس بهدوء بعد تلقّى مكالمةٍ هاتفية ، كانت من أـ سلطان ، كان كُل شيءٍ مبعثرٌ في فكره ، القى نفسه على الوسادة بتفكيرٍ مستمر ، لا حاجةً لخِداع أنفسنا ، آه يا كحلي :أودُّ أن أساعدك ولكن لا أستطيع . . لا أستطيع ! أنت مثلُ ابني تمامًا ولا شك بأن الأستاذ سلطان وراء هذه الجريمة ، أه يا بُني . . . لا أحتمل مقدار البؤس الذي وُضِعتُ فيه لأجلك . . أنت لست ابني ولكن شعرت للحظةٍ فقط أن الحياة أصبحت ضيقة ولا يعيش فيها من الأيتام سواك ، أعلم أنك أنظف بِأن تلتمس جريمة سيئةٍ كهذه ، فكفاك أنظف من هذا الذي يسمى سلطان ، عارٌ عليك يا سلطان . . عار !


* * *

(9)


( قفص العصفور )

رويت للضابط كل تفاصيل اليوم وأني بريءٌ من تلك الجريمة ، ولكنه أبى وقال لي عدة مرات بسبب إلحاحي بأن ليس هناك أدلة لصالحي ، لم أفعل ذلك أبدًا ، هناك من لفق الجريمة علي ! أنا لا أسمح لنفسي لأظلم أحدًا ، لأني تذوقت أنواع الظلم .
لمياء سامحيني فأنا لا أستطيع العيش حقًا . . هل أنت تنتظريني الآن ؟ صعبٌ ألمي يا صغيرتي صعب . . لا أريد أن أراك تبكين ولكن ماذا أفعل ؟ كل شيء صار بسرعة و لم أدرك أهميّة هذه الجريمة لحياتي . . آسف يا أغلى البشر . . فلم أستطع حمايتك . . سأبذل قصارى جهدي للوصول إليك . . فليس هناك من هو أهم منك يا ملاكي الصغيرة . . كم اشتقت إليك و إلى بكائك . . و إلى شكواك الدائم لي . . واستماعك لي بانتباه عند بوحي بأسراري . . وإلى ضحكتك وابتسامتك ورسمها لي على ثغري بسرعة . . وتصرفاتك الجميلة والمضحكة .
سأعود يومًا ولكن أريد فقط أن تسامحيني يا جميلة الروح . .
شعرت بشيءٍ يغلي داخل صدري ، ربما يسمونه الحقد والكره ، لأني ولأول مرة أشعر به ، كان مؤلمًا ويقرصني بشدة ، لا أصدق هذا . . كنت أحمقًا لا يبالي ما يدور حوله ، يا إلهي . . كم أنت وسِخٌ يا مجد . . استطعت أن تدمرني .
أخذت قلم وورقة و بدأت أكتب عمَّا يجول في خاطري لأقوله لأختي .
أختي الصغرى أنا آسف ، فلم أفي بوعدي .
. . كم كنت واثقٌ بأن الجريمة لم تُلفق بي . . أنت جميلة ونقية . . بريئةً وطيبة القلب . . سريعة السماح . . أحبك يا أغلى البشر . . لا تيأسي أبدًا ، كيف لي أن أعيش من دونك . . فمنذ أن تذكرت شعرت أنه يجب علي أن آخذك معي وأخرج من تلك الدار . . إلى أي مكان يا صغيرتي إلى أي مكان . . و لو أني أستطيع فرش قلبي لفرشته لك كي تنامي براحةً مثل أيام زمان . . حين كنتِ تنامين في حضني . . وتبكين حين أتركك . . أشعر بالصداع من أنينك . . وأرجع إليك لتصمتِي . . كانت أيامًا جميلة . . جميلةً جدًّا وتحتاج إلى من يسردها لنتناغم مع كل كلمة وهمسة . . أنت يا سميّة البراءة . . اشتقت إليك يا صغيرتي . . يا صغيرتي الجميلة .
أتذكرين . . حبستِ عصفورًا بقفص ، وقتئذٍ قلتِ لي بعدما رأيته بداخل القفص بأنك حبستيه لأنه جميل ، قلت لك حرريه فحزنتِ ولم تحرريه إلى أن فعلت ذلك بنفسي ، غضبتِ مني ولم تكلميني ، ولم تفهمي ما كنت أقصد ، أنتِ كنتِ تضحكيني حين تغضبين لأن الغضب لم يكن بمحله وكنتِ تقفزي وتصرخي وتبكي لأسباب تافهة . . .
لا تبكي لغيابي و اعتبريني أني معك . . لا تتأثري لحزني . . فالرجل لا يحزن إلى الأبد . . يعود و يبني نفسه من جديد . . سأبني نفسي من جديد أختي . . ابتسمي إذا شعرتِ بالحزن وانتصري عليه ولا تجعليه يثأر أكثر . . لأنه عدوًا لنا نحن البشر . . فإذا حزنتِ يفرح . . لا تعطيه مجالًا لا يستحقه !
و أخيرًا حلوتي أردت أن أقول لك أني بريءٌ من كل شيء حدث هنا في هذا الدار . . فإن كذب أحدًا وقال لك بأني فعلت كذا وكذا . . اعلمي أنهم يريدون إيذائك . . حذاري يا صغيرتي حذاري بأن يخدعوك . . أنت نقيّة الروح وهم . . أسوء الأرواح . . لا تشابكِي روحك مع تلك الأرواح كي لا يمزقونك يا حلوة .

. زهرتي الصغيرة .



* * * * *


( اضطراب )
بكيت حين قرأت الورقة ، رفعت نظري لأرى عينيّ صديق أخي تدمع ، لم أعرف لمَ يبكي ، ربما لأن جواد لن يخرج من السجن أبدًا ، لا لا ابعدي تلك المخيلة عن أفكارك يا لمياء ، ضممت الورقة إلى صدري وبكيت وأنا لا أسمع صوت بكائي ، رأيت عينيه كانت تحدق بي وكأنه كان يواسيني ، مسحت دموعي و استدرت لأذهب ، حاله ، قويٌّ هذا الشاب ، ربما أوصاه جواد بأن يحرص عليّ ، يا إلهي لا زال ينظر إلي ، عيناه قاسية جدًّا ، و لكن . . نظراته حنونة . . ربما لديه أخت و يشعر بأنه سيفارقها مثل أخي . . أو أنه يشعر بأني أخته فعيناه تبكي لحالي البائس . . أو أنه . . كلا كلا لا اعتقد هذا . .
تراجعت ودخلت الدار بسرية تامة دون أن ينتبهن لي ، ربما أُجن من هذا الشاب ، غريبٌ جدًّا ، فتحت النافذة ، رأيته يمشي بهدوء إلى الحي المجاور ، هززت رأسي . . لا يمكنه أن يدخل إلى قلبي بمجرد نظرة ! !



* * * * *













أعزائي القراء ، يمكنكم نقل الرواية باسمي ( مَلِگة الإِحسَاس الرّاقي* )


شاكرة لكم على القراءة

أطيب المنى




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-04-17, 12:56 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




(11)


( بهجة مؤقتة )




ـ بإمكاني تحديد مكان كحلي الآن . . إنه بجانب القضبان . . يا إلهي كم كانت المهمة سهلة . . أوه . . أوه يا إلهي سيتوقف قلبي قبل أن آخذ المال !
أخذ هاتفه ورد طرف الآخر وهو يُدندن :
ـ أهلًا . . أهلًا . .
ـ أهلًا سيدي بما أنك وثقت بي وشددت ظهرك بي . . أحم . . أين المال ؟
ابتسم الطرف الآخر براحة :
ـ فعلت أجمل شيء مرَّ في حياتي وسأعطيك ضِعف ما تستحق . .
جحظت بؤرة عينيه من الفرح :

ـ كم أنت ذكي !

قالها ليؤكد ثقته



* * * *



(12)

( ظلٌ كسرني )

عاودت القراءة بعد أن شعرت بأني شبه ميتة ، فلن أبقى هنا . . في عالم الظلم والكذب ، سئمت تلك الحال ، فلم يتبقى للإدارة أي قطرةِ دم ، فكلما أشعل قلبي بالأحاسيس ؛ يدمرنها تمامًا ، لا يحتملن ليومٍ واحدٍ فقط بأن يتركنني وشأني ، يصعب علي تجاهلهن وتجاهل ألمي . . فهن كعملية الشهيق والزفير ، متعلقات في حياتي و متزاحمات في بلعومي .
وزفرت بعمق لحالي . . البائس . . أخي لا أحتمل هذا أرجوك تعال وخذني . . أخي أريد فقط شيئًا واحد . . أن لا تتركني وحدي فأنا أخاف الوحدة . . وأخاف العتمة . . وأخاف الكثير في غيابك . . لا أريدك أن تتركني مثل قبل . . فالمرأة الطيبة تركتني هنا في هذه الدار ولم ترجع إلي . . لا أريد أن تفعل مثلها أرجوك . . فعندما فعلت هذا . . كُسر جناحي الذي كنت أرف به جسمي ، رجوتك يا الله بأن تُخرجَ أخي جواد من الظلم .
ضممتك عادت روحي وأنفاسي ، ذهبت ! عدت كما كنت ، يا قلب لمياء أشتاق كل شيء فيك .

ــ أنت !
ــ هذه لا تسمع يا صديقتي يا لحالها . . مسكينة !
ــ ماذا ؟ مسكينة ! أليس لديها صديقة ؟
ــ كلا ولا صديقة يا صديقتي هه أتعرفين لِمَ تبكي ؟
ــ لِمَ ؟
ــ لأن ؛ حبيبها الأسوّد اُعتقل هه !
ــ ماذا ؟ هذه الفتاة السوداء تحب . . هذا ظريف !
ــ لنذهب إليها قليلًا ونتحدث بصمت .
ضمت يد صديقتها بضحك ومن ثم ردّت بسخرية :
ــ حسنًا .
رفعت نظري بعد أن شعرت بتطاير شعري بسبب ركض فتاتين ، جلستا أمامي وأنا أنظر إليهن بصمت ، ماذا يردن ؟ رأيت إحداهن تشير إلي و تتحدث بإشارات وكأني لن أفهم كلامها من حركة شفتيها ، " ما اسمك ؟ " نظرت إليها ببرود ، أخذت قلم وورقة وكتبت اسمي ، أخذت الورقة مني بوقاحة ، والأخرى تريد أن تُدخل رأسها داخل الورقة ، يا لحماسهن ! ابتسمت مرغمةً بسبب حركاتهن .
ــ انظري انظري إلى خطّها
ــ يبدو أنها لا تعرف اللغة أصلًا . . ربما تكتب باللغة الأفريقية ؟
ــ أه يا بطني
شعرت أنهن يردن أن يستخففن بي ، لأني سوداء أم لأني صمّاء ؟ راجعت كل حركة فعلنها بشفاههن وكأنهن يقلن : أفريقي .
لا أدري ماذا يدور في هذا الحوار ، رأيت الفتاة قامت ومزقت الورقة إلى قطع صغيرة ، استغربت حركتها كثيرًا ، قامت الأخرى وشدت ضفيرتي ، قمت بجنون ولحقت الفتاة وبحقد شددت شعرها بقوة ، لم أعرف ما الذي حدث لي وماذا جرى لها ، لكن وفي لحظة واحدة ، شعرت أن هناك أحدًا ورائي ، ولكن لم يستقر ذاك الظل أبدًا ، بل كان يركلني ويركلني بشدة ، ضرباته كانت مؤلمة بغض النظر عن ذاك الظل ، كان مظهر رجل ، ربما يتهيأ لي لا أعرف ، ذهب الرجل بعد أن شعرت أن هناك سائلًا حول جسدي ، كان يقشعرني كثيرًا ذاك الإحساس ويداعبني ، ربما هذا المكان الذي أنا فيه هو الشاطئ ، الذي كنا نلعب فيه أنا وأخي ، فأنا الآن أنام على الرمل ، والشاطئ يداعبني ، أتذكر . . نعم أتذكر يا جسدي فأنا أعرف جيدًا بماذا أشعر . . و أشعر بجسدي يحلق بي إلى السماء ، أظن أن جناحاي عادا . .
" أخي تعال واضربه . . . "


* * * *





(13)

( ذكرى )

أنزل كم هندامه وهمس :
ـ لم أرى بوقاحة كحلي وأخته !
رفع نظره ومشى بعيدًا عن الدماء وصاح بوجه أخته :
ــ ماذا كنتِ تفعلين مع تلك السوداء ألم أقل لك أنها أخت ذاك المجرم !
ــ هي التي بدأت في الحديث والمطاولة !
صاح بغضب :
ـ كفي عن الكذب يا نهى إنها صماء !
شعرت بالخجل من أخيها مسترسلة :
ـ و كيف علمت بهذا ؟
تحدث مجد بتهديد :
ـ عندما أسألك تُجيبي وتسألي كما شئت وإلا سيحصل لكِ ما لم تتوقعيه !
تأففت نهى بضجرٍ متصنع :
ـ حسنًا حسنًا كنّا أنا وصديقتي معًا فذهبنا إليها ولكنها كانت حذرة بطريقة مستفزة فقمت وشددت ضفيرتها فقامت بشد شعري وضربي أيضًا !
هدّأ من غضبه :
ـ يعني هذا أنكِ أنتِ من بدأتِ أليس كذلك ؟
ـ نعم
ـ انتبهي عندما تتحدثين فالكذب لا يريح الشخص .
اغمض عينيه بعد تلك الجملة ، يشعر بالعار عندما ينصح أخته بأن لا تكذب وهو أكبر كاذب ، يتهيأ له كحلي في كل مرة يشتري بالثمن الذي كسبه بإجرامه ، مسح دمعته قبل تراها أخته وانصرف ، نظرت إليه بصدمة " أهذا الذي اعتقل كان أخاها ؟ يا لني من غبية ألم ألحظ التشابه بينهما ؟ ماذا أفعل الآن ؟ ظلمتها يجب أن أقول لصديقتي ، أه يا أخي ما الذي يخفيه عني أرجوك قل لي "
ــ مجد !
التفت إليها بهدوء واقتربت منه هامسة :
ـ ما الذي تخبئه عني أرجوك قل لي لا تخفي عني شيء .
نظر إليها بتمعن ، ركز عينيه على عينيها هامسًا :
ـ لا تقلقي ليس هناك شيءٌ أخفيه عنك يا نهى .
ـ كلا أنا أعرفك جيدًا أنت تخفي شيئًا عني و لا تريد أن تبوح به قط .
ـ نهى أنا إنسان صريح مستحيلٌ أن أخفي شيئًا عنك .
اصطنع ابتسامة هادئة وأغمض عينيه وفتحها بهدوء وأومأ مؤكدًا لكلامه :
ـ هيّا ادخلي إلى الدار دون أن يراكِ أحد !



* * * * *




(14)


كشف الستار

هوى جسدي . . إلى الأحلام أطير . . أطير إلى السماء مع الطير ، أُحلق به بجناحي اللتان كُسرتا يا أخي ، أرف وأرف بهما لأزيل همومي ، أمي . . أبي أنا آتية أنا آتية إلى البيت الذي ذهبتما إليه ، أنا آتية أنا آتية ! أعلم أنكم اشتقتم لي كثيرًا وأنا آتية الآن كي أروي لكم قصصي التي حفظتها كاسمي تمامًا ، أنا ذاهبة ! أنا ذاهبة يا أخي أرجو أن تدعو لي كثيرًا بعد كل صلاة يا أخي .

توقف في طريقه مشدوهًا ، وهو يرى فتاة مرمية على الأرض والدماء تحيطها ، قشعر بدنه من مظهرها ، اقترب أكثر ليرى تلك التي طرقت قلبه بنظرة واحدة ، وأحنت قلبه للإناث وكأنها أميرة ، جسد مرمي والدماء تسيل إلى قدميه ، قطع ثوبه بكامل قوته ، ورفع وشاحها ليرى وجهها ملطخ بكلٍ من وجهها ورقبتها من الدماء ، صرخ ونادى أشخاصًا يعرفهم ، مسح وجهها بملابسه الباقية على جسده وانصدم ، كانت رقبتها تنزف بشدة ، لم يستطع المقاومة ، كاد أن يقيء من الدماء ، قد تستغربون أنه شابٌ قوي ولا يشعر بشيء ، إلّا أنه حساسٌ جدًا في أوقاتٍ كهذه ، ويدوخ من لون الدم .
أتى صديقه واتصل بالإسعاف ، دُهش حين رآه متمسكًا بها بشدة ، أمسك كتفه وجرّه ، لم يستوعب أي شيء حين شعر أن هناك شخصًا وراءه ، نظر إليه بعنين حمراوين ، أوقفه و لاحظ أنه غير طبيعي :
ـ إبراهيم !
تحدث دون أن يرمش كي لا تهبط دمعته :
ـ اتصل على الإسعاف أرجوك !
ـ اهدأ اهدأ اتصلت وهم الآن آتون .
ـ مسكينة !
طارق : من هذه ؟
إبراهيم : هذه أخت صديقي ، كحلي !
طارق : يا إلهي ! !
هوى رأسه إلى أن التقطت كفه جبينه مردفًا :
ـ حسنًا إذن هم آتون ، لم أعلم أن لدى كحلي أخت .
ـ أحببتها يا طارق !
التفت طارق وكأن الذي سمعه وهم :
ـ أعد ما قلت !
ـ لا أعرف ماذا فعلت بي يا صاح .
وضع طارق يديه على عينيه وفركهما بعدم الاستيعاب ومن ثم وضع كفه على ذقنه واتكأ على الشجرة .
أتى نفس المحقق الذي كان يؤدي عمله في تلك الجريمة ، تجاهله إبراهيم وقام لأخذ لمياء للمسعفين ، اقترب المحقق بهدوء بعد أن رأى إبراهيم في حالة غريبة إلى طارق :
ـ عفوًا هل تعرف إبراهيم ؟
أجاب باندهاش :
ـ نعم أعرفه ولكن كيف عرفت اسمه ؟
حدق المحقق بعيني طارق :
ـ قال لي السيد محمد عن هذا وأنت صديقه على ما اعتقد !
أومأ إيماءة بسيطة :
ـ نعم .
ـ هل رأيت المجرم ؟
ـ كلا يا سيدي أنا أتيت حين ناداني إبراهيم لأتصل بالإسعاف .
أين هو ؟
تدخل محمد :
ـ لا عليك منه أنا سأتولى الأمر .
خرج إبراهيم من سيارة الإسعاف بعد أن طردوه منها ، نادى الشرطي إبراهيم ، التفت إليه بهدوء وعقد حاجبه واقترب بجرأته القويّة :
ـ ماذا تريد مني الآن أنت ؟

ابتسم له :
ـ ماذا أريد ؟ أعد ما قلت ؟
تحدث بضجر :
ـ قلت ماذا تريد ؟
وضع ذراعيه حول عنقه وحدق بالشارع بغموض :
ـ ألم تلاحظ أن هذا الشارع فيه جرائم تحصل بكثرة هنا ؟
ابتسم إبراهيم باستفزاز ورفع ذراعه النحيل حول رأسه :
ـ نعم أرى ذلك من أناس معينين أمامي !
تحدث الشرطي باندفاع :
ـ من تقصد ؟
ابتسم بجرأة وأنزل يده :
ـ أقصدك بالطبع .
ابتسم الشرطي ليغيظ إبراهيم ، كان الشرطي في نهايات العشرينيات أي كان سهل الاستفزاز لدى إبراهيم لصغر سنه ، استمر إبراهيم في تجاهله وعدم النظر إلى طارق أي كان مدهوشًا من تصرفات إبراهيم في هذا اليوم ، فكان مضطربًا بعض الشيء ، وكأن هذه الفتاة سحرته أو شيئًا من هذه التفاهات التي يختلقنها ربّات البيوت وذوات الألسنة الطويلة ، قضم هم صديقه وجرّه إليه و همس في أذنه :
ـ إبراهيم أرجوك ابتعد عن هذا الشاب فهذا داهية وأكيد أنه شابٌ ذو واسطة وربما يسجنك . . وأنت تعرف كيف حياة المعتقلين !
تكتف إبراهيم ببرود :
ـ خوف كحلي وخوفك يجعلني أشعر بأني لست رجلًا أرجوك لا تفعل هذا مرة أخرى .
دفعه بقوة وصاح بوجهه :
ـ فكر قليلًا أنت الآن مع شرطي وليس مع شخص عادي افهم !
هز رأسه وابتسم باستحقار :
ـ وهل الشرطي ليس شخصًا عادي ؟ هو مثلي ومثلك ولكنه يمثل العدالة لكن في الحقيقة لا !
ـ إبراهيم اسمعني جيدًا هو يعمل عمله فقط !
وضع كفه أمام وجه صديقه مردفًا :
ـ هل البصمات تتطابق مع الشخص ؟ يعني هذا أنه هو وكف عن الحديث هكذا !
مسح وجهه بهدوء وأومأ هامسًا :
ـ لا أحد يعرف إحساسي يا طارق لا أحد ! صديقي الذي بمكان أخي سجن وانظلم وسأراه كل أسبوع فقط كل أسبوع فقط . . وأنت ! تصدق بأن كحلي المجرم الحقيقي !
مسح دموعه بظاهر كفه وكأنه طفل ، أمسك كتفه و شد يديه :
ـ أنت رجل يا إبراهيم تماسك . . تماسك هناك مشاكل وهموم أكبر من هذه يا صديقي فاحمد الله على ذلك تخيله الآن أنه ميت بسبب الحريق ماذا كنت لتفعل ؟ أكيد أنك ستحزن وبشدة ، أنا معك يا صديقي ويدي في يدك أعدك بهذا إبراهيم . . وأنا من المستحيل أن أشك لمرة أن كحلي مجرم إنه إنسان نظيف وشريف !
أردف وشد على كتفه بقوة :
ـ شــريــف !
ضمه بقوة وطبطب على ظهره وأردف بهمس : أنت قوي .
كان يبكي وكأن حضنه أشفى قلبه وجعله يشكي كل همومه بضمةٍ واحدة :
ـ أفرغ دموعك يا صديقي فلا أريدك يومًا تبكي أمام أحد فأنت الأقوى .
ابتعد عن حضنه وابتسم مؤكدًا لراحته :
ـ أشكرك يا طارق .
ربت طارق على كتفي إبراهيم وابتسم :
ـ هيا لنذهب إلى المحقق .


* * * *























التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 20-04-17 الساعة 07:17 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-04-17, 07:18 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


( 15 )
( بعد جولة عَبر السماء ! )




ماذا يحدث لي ؟ أنا أهبط بشدة ، لن أذهب إلى السماء أم لا ؟ لا لا أريد أن أهبط أريد أن أطير ، فتحت عيناي ، رأيت شخصًا خلف الباب ، هبطت دمعتي وأصبحت هيئة الشخص تركض وترجع هنا وهناك ، اغمضت عيني وأنا في حيرة من أمري ، "جواد هل هذا أنت ؟ " فتحت عيناي وأصبحت أرى جيدًا ، هو هذا ، إنه صديق أخي ، يا إلهي إلى أتى هنا ، أظن أنه رآني ، آه من الذي كان يضربني ؟ اغمضت عيني حين شعرت بحرارة دموعي على أهدابي بسبب ألم جسدي ، ونمت براحة تامة من بعد جهد التأرجح من السماء إلى الأرض .





* * *





(16)

(خارج القفص )

قمت بسرعة حين سمعت صوت إبراهيم ، أتى خلف القضبان وألقى السلام للأُسارى ، خرجت من السجن ودخلت في غرفة منعزلة بعيدةً عن الضجيج ، جلست وإبراهيم واقف بجانبي بعد السؤال عن الحال ، كان غريبًا وغير مرتاح ، أمسكت كتفيه وهممت :
ـ إبراهيم . . أكل شيء على ما يرام ؟
أومأ إبراهيم باعتراف :
ـ لا
ـ ما الأمر ؟
مسح شعره الأجعد :
ـ أخي . . أختك
اتسعت بؤرة عيني بخوف وهززت كتفيه :
ـ ما بها !
رفع رأسه :
ـ اهدأ أرجوك ، بالأمس كانت مرميّة أمام الدار ، فقمت بأخذها للمشفى .
توقفت عن هزه :
ـ ما . . ما بها ؟ !
تحدث إبراهيم بصراحة :
ـ كانت الدماء تحيطها وتسيل !
رفعت ياقة ثوبه وصحت بوجهه دون وعي :
ـ من فعل بها هذا من ؟
إبراهيم : اهدأ . . اهدأ . . أظن أنها رمت نفسها من أعلى الدار !
ـ كلا كلا لا تقل هذا لا . .
استدار وركض ليذهب إلى الضابط ، أوقفه الحارس :
ـ أنت ماذا تريد ؟
اقترب إليه : أريد أن أدخل إلى الضابط ، أخبره أني أريد أن أخرج فقط لساعة أرجوك .
نظر إليه بتمعن ومن ثم دخل إلى مكتب الضابط ، خرج وأفسح له الطريق ، دخل بسرعة و إبراهيم بعجلة ، توقف إبراهيم خلف جواد ليعطيه مجالًا في الكلام وبدأ بسرعة : سيدي الضابط أتسمح لي أن أذهب إلى أختي فهي الآن في المشفى و لا أحد بجانبها فقط أريد أن أطمئن عليها !
نظر إليه : لِمَ ارتكبت الجريمة طالما أنك مسؤول بأختك . . ألم تفكر ؟
لم أكن صابرًا لأجيب على أسئلته الساذجة :
ـ سيدي فقط ساعة واحدة فقط ساعة !
ـ لم تجبني على سؤالي !
ـ سيدي في الحقيقة كنت فقدت الذاكرة سابقًا ، لا أتذكر شيئًا صدقني و لا كنت أعرف أين أختي أو أي شيء ، فتذكرت قبل أسبوعين قبل الحادثة ، وأنا الآن متهم يا سيدي فلم أفتعل الجريمة .
ـ حسنًا حسنًا كف عن الكذب فوجهك لا يقول لي هذا سأعطيك نصف ساعة فقط لتزورها ولكن سيأتي معك شرطيين .
ابتسم إبراهيم ورد عليه :
ـ هه لا تخف نحن لسنا مثلكم أيها " السيد " .
نظر إليه بهدوء :
ـ يمكنك أن تنصرف يا أسود وأنت الذي معه .
ـ و لو كان أبيضًا فهل سوف تقول له يا أبيض أيها الأبيض ؟
ابتسم الضابط بقوله :
ـ لا عليك يا أسمر !
ضحك إبراهيم :
ـ جيد لاحظت أنك تعرف الألوان كنت أريد أن أختبر مهاراتك في قول الألوان !
لم ينتهي أبدًا إذا بدأ ، جررت إبراهيم معي للخارج بقولي :
شكرًا لك سيدي .


* * *




(17)
( جئت )

أحسست بيدي تتحرك ، فتحت عيناي الساخنة والمؤلمة بهدوء ورأيت ما حولي ، قمت بهدوء والألم في رقبتي يزيد ، فتحت عيناي أكثر . . رأيت أخي بقربي ، أكنت أحلم أم ماذا ؟ رأيته يمسح على ظاهر كفي ، أطمئن قلبي ، قمت بهدوء وألم رقبتي كان حقيقيًا ، التفتت إليه كانت عيناه مغمضتان ، مسحت على يده وابتسمت براحة ، رجع ليأخذني أخيرًا ، فتح عينيه وابتسم ، قام من الكرسي وجلس على السرير ، التمس رقبتي واتسعت عيناه يرى الجروح في كل مكان في جسدي ، أحنى رأسه و طرق في رأسه يفكر . . حرك شفتيه ببطء كي أعرف ما يقول : مـ ن الـ ذي ضـ ر بـ ك ؟
نظرت إلى شفتيه وأجبت من غير أن أسمع صوتي : هو لقد ضربني .
انتظرني و هز رأسه : مـن هو ؟
كنت أتحدث بأصوات منخفضة وعالية ، ودموعي تسيل بألم ، لا أعرف بالتأكيد أن كلامي غير مفهوم ولم تصل المعلومة يومًا ؛ إني أتألم داخليًّا وخارجيًّا ، ضممت جسدي حين شعرت بقشعريرة الألم الذي رافقني وقتها ، لكني لن أنام . . لن أفعلها !
فلم أراه لأريح مقلتي !






* * * * *






قمت بعد أن غفت ، كم شعرت بالحزن حين رأيت حالتها ، لن أصمت أبدًا فقد تدهورت حالتها تمامًا ، استغربت كثيرًا معاملة الممرضة بالمرضى ، لم أرى هذا يومًا ، فكل ما أراه من الممرضات هو الكره ، لكني رأيت العكس هنا ! ربما هناك راتبًا عاليًا و لو أن المال كان غير متوفر لها لما كانت عاملت أختي بهذه الطريقة . حالة إبراهيم غير طبيعية فمنذ أن أتى إلي و حكى كل ما حدث ، ولكن هناك سرٌّ يخفيه ، تقدمت إليه وكان في حالةٍ غريبة ، جلست بجانبه وناولته الماء طالبًا له أن يهدأ فوجهه غير طبيعي ، فتحت مجالًا لنفسي وهمست :
ـ إبراهيم قل لي ماذا حدث لك ؟
تحدث إبراهيم بضيق :
ـ لست بخير يا كحلي .
رفعت حاجبي :
ـ نادني جواد .
ابتسم بوجهه المضطرب :
ـ جواد .
رفعت رأسي ونظرت إلى الفراغ مردفًا :
ـ إبراهيم . . منذ أن عرفتك وأنت أقسى البشر . . ما الذي جرى لك ؟
ـ لا لا تقلق كنت قلقًا على أختك فقط . . ثم إني لست قاسيًّا يا جواد !
ابتسمت له وربتُّ على كتفه محاولة مني لأطمئنه :
ـ هي الآن بخير يا صديقي لا داعِ لأن تقلق .
كان يحاول تفسير ابتسامتي :
ـ شكرًا لك .
ـ هيا إذن لنذهب .
تردد في الحديث : ولكن أختك . . من سيراها ؟
حاولت أن أطمئنه : لا عليك هناك ممرضات يعتنين بها .
مشى بضيق :
حسنًا هيا .
تقدم أكثر بهدوء ثم استدار حين رأى الشرطيان يشيران إليه : هيا اذهب إلى منزلك ، تبقى لي خمس دقائق فقط سأودعها وسأخرج .
أومأ برأسه و مشى بعد أن سمع أنينها الذي ألمه . .
قبلت وجنتاها وخرجت ، لم تكن مشاعري متبلدة وقتها ، شعرت بكل شعرة لامست خدي من حديقة نعيم ضفيرتها ، كانت تحاول التمسك بي ، كيف لك يا شعرة بأن تشديني ، لا أحد في هذا الكون يُجرّ من شعرة ، آسفٌ يا لمياء آسف ، فلم استطع حمايتك ، لأني ضعيف نعم أنا الآن ضعيف ، وآسف لأني لا أستطيع أن أقولها لك لكني مع الأسف عاجزٌ جدًّا ، إن استيقظتِ ولم تريني فاعلمي أني أراك . . هذا ما كانت تقوله أمي كي لا نشعر بالوحدة !
أغمضت عيناي لا أستطيع احتمال هذا الوضع قط ، إنه آتِ ، يا إلهي سيبدأ حديثه وفضفضته الآن ، لا أحتمل هذا الرجل أبدًا ، لكني أقضم كل شيء وأسمع كل حديثه إلى أن ينام ، ابتسم ابتسامته الصفراء وألقى السلام على الجميع وجلس بجانبي :
ـ أهلًا يا صبي كيف حالك ؟
ابتسمت : بخير وأنت ؟
هز رأسه :
نحمد الله ، هل زرت أختك ؟

هززت رأسي وصنعت ابتسامة : نعم .

ابتسم بألم :
ـ عندما كنت بعمرك ، لم أرى أهلي و لم يكونوا يزورني أبدًا ، لأني كنت عارًا لهم ، أتت أختي الصغرى إلى هنا بقدميها ، فلم أراها أبدًا بعد ذلك ، افتقدتها بشدة ، فتوفت قريبًا .

رفعت رأسي بهدوء وكأن شيئًا سقط فأنزل رأسي مرغمًا ، مسحت دمعتي بسرعة قبل أن يراها ، نظر إلي مردفًا :
ـ أختك يا صبي حافظ عليها حتى لو كانت بعيدة وأنت عاجز وضعيف .
رفعت رأسي وشكوت :
ـ ولكن يا عم إنها صماء . . صماء لا تستطيع السماع لما حولها يا عم ماذا أفعل ؟ لا أحد قريبٌ منها لا أحد .
ابتسم و أمسك بكتفي :
ـ خيرة يا صبي . . خيرة . . قدر !

قام الرجل لجلب الشاي ، لم أشعر بالراحة أبدًّا كهذه الراحة ، إنها تشبه رضى والداي ، أشعر أني رأيته يومًا ، أسلوبه مختلف كثيرًا عن قبل ، تذكرت أبي حين كان يتحدث معي ، وحين ينصت إلي ، يشبهه كثيرًا .





















لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-04-17, 03:24 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

























(18)( هروب وضحية )

كان يثرثر وكأن شيئًا لم يحصل ، رفع رأسه حين سمع هاتفه واغمض عينيه من الاتصال :
ـ أهلًا سلطان ماذا الآن ؟
سمع صوتًا مزمجرًا : هل أنت أحمق ، لِمَ ضربت أخت ذاك الأسود ؟
أجاب بتوتر وخوف :
ـ ماذا جرى ؟
صاح بغضب : أخت ذاك بالمشفى الآن . . ماذا فعلت !! هل أنت غبي ؟
أبعد الهاتف عن أذنه هنيهة ومن ثم مسح على وجهه بخوف ووضع الهاتف بأذنه :
ـ لم أضربها بشدة !
أعاد صياحه :
ـ يا لحماقتك . . أنت الآن مطلوب وسيداهمونك . . اخرج واختبئ في أي مكان وأنا سأدافع عنك ، ولكن اعلم أن دفاعي لن يكون سهلًا . تغير مجرى صوته إلى الخبث : لذا يجب عليك أن تطيعني جيدًا !
اغمض عينيه بسبب الغصة :
ـ حسنًا . . ولكن من الذي فعلها ؟
ابتسم سلطان بانتصار :
ـ جيد جيد . . إنه إبراهيم الأبله بالتأكيد .
رمى الهاتف بقوة وأمسك برأسه لثواني . . نظر إلى المرآة للحظات ومن ثم لكم صورته التي أمامه بقوة : ماذا فعلت ورطت نفسك مع هذا الغبي . .
انتثرت شظايا الزجاج ، صرخت بخوف وركضت إلى غرفته : أخي هل أنت بخير ؟!
نظر إلى الباب : " نعم أنا بخير أوقعت المصباح بالخطأ لا تقلقي أنا على ما يرام " .
ابتعدت عن الباب ، كان ينظر إلى يده التي تنزف بشدة وإلى عيناه القاسية تحدق إليه ، كان كل شيء سيء في مظهره عدا جسمه القوي ، أخذ ثوبه وارتداه وخرج ليهرب تاركًا خلفه فتاة صغيرة . .

* * *


#( 19 )
( بلحظة افتراق )

لم أنم أليس كذلك ؟ أين جواد لم يأتي ، لا لا أنا أتذكر كان هنا وكاد أن يأخذني ليذهب بي بعيدًا عن هذا المشفى ، رأيت رجلًا واقفًا ، يبدو عليه أنه من تلك العوائل الغنية ، يحدق بي كثيرًا ، وامرأة بجانبه قبيحة المظهر ، والممرضة تروي لهم قصة ، لا أعلم ربما أنها تروي قصتي ، دخلا معًا وجلسا أمامي ، لم أفهم أي شيء ، نظرت إلي الممرضة وكأن الذي في بالي يحدث ، تذكرت صديقةً لي ، ذهبت مع عائلة غنية من تلك الدار ، شهقت بصدمة ، سيأخذونني ! لِمَ أنا فقط ، هل لأنهم أشفقوا عليّ ؟ كانت كلتا عيني الرجل تنظر إلي بحنيّة سحرية وتتنقل بين عيناي ، شعرت بالراحة حين رأيته ، ألقيت النظرة على تلك المرأة ، كانت مشمئزةً مني ، كانت سمراء اللون وكبيرةٌ في السن ، يبدو أنها زوجته ، اغمضت عيناي ربما أنام ولا أرى أحدًا . . فتحت عيناي فرأيت مكانًا آخر ، أكنت نائمة ؟ رفعت رأسي ، أخيرًا أستطيع الحراك ، ولكن هناك صداعًا ملازمًا لي ، ألقيت نظرة على كامل الغرفة ، فدهشت ، كانت كبيرةً للغاية ويمكنني أن أشاركها مع عشر فتيات ، اقترب مني ذاك الرجل واعطاني ورقة ’ من يكون أباكِ ؟ ’ نظرت إلى الرجل وابتعدت عنه وضممت جسدي ، لوهلة شعرت أن عيناه أصبحت قاسية ، ربما يريد أن يفعل شيئًا بي ، قال لي أبي إن سألك أحدًا عني فلا تجيبيه أبدًا ، لا لا أريد المشاكل أبي قال لي لا تقولي لأحدٍ هذا ، لا أريد أن أرى الرجل أمامي لا أريد ، نظرت إلى الورقة وترددت كثيرًا في الرد أجبته بهمس : أبي محمد .

نظر إلي في صدمة وكأنه يقول : أنت تتحدثين ؟

* * *

دخلتُ المشفى على أملٍ على أن أُلاقي شقيقتي ، فاليوم استأذنت وخرجت مع جيشًا من الشرطة ، نظرت إلى العمّال وسألت شابًا :
ـ أخي من فضلك هل تعرف غرفة مريضة هنا ؟
نظر إليه ورفع حاجبه المتصل :
ـ من تقصد ؟
شعرت إني أبله في هذا الموقف فتداركت نفسي وأردفت :
ـ فتاةٌ صغيرة كبشرتي كانت غرفتها هنا هل نقلوها ؟
هزَّ رأسه : نعم تلك اليتيمة المسكينة ، أخذها رجلًا مع زوجته للتو
ـ ما أسم ذاك الرجل ؟ هل تعرفه وإلى أين ذهب ؟
نظر إليه بغرابة :
ـ لا أعلم . . ولكن الذي أعرفه من ذاك الرجل أنه من تلك العوائل الغنية

ابتعد عنه وركض خارجًا ، نظر إلى العمال باستفهام : ما به ؟

* * * *
قامت من الأريكة والتفت إلى باب حجرته بتأمل ، تقدمت بهدوء وأقربت أذنها إلى الباب لتسمع صوته أو أي كائنٍ في هذه الغرفة ، فتحت الغرفة والقت نظرة : مجد ؟ مجد ؟ مجد ! أين أنت ؟
نظرت إلى النافذة ودُهشت من تلك الفكرة : مـمممــجد !
اتسعت بؤرة عينيها حين رأت الزجاج منتثر تحت قدميها ، والدماء تحاوط مرآته المكسورة ، وخزانة ملابسه الفارغة ، جلست على الأرض باكيةً بألم : ليت ما فعلتُ بك هذا يا سوداء !

* * * *


#( 20 )
( سألتقيك . . ولو برؤية )

ليس مستحيلًا قضاء وقتًا جميلًا مع هذا الرجل ، أدركت أني كنت على خطأ حين قلت أنه رجلٌ مزعج وما يجيد سوى الثرثرة والتشاؤم ، وأدركت شيئًا واحدًا فقط أني كنت أكتظ بالهموم وأحتاج إلى شخصٍ يفهمني ويقدر كل إحساسٍ أبوحه ، اليوم أشعر بالراحة لا أعلم ما في أعماقي ، الشيء الوحيد الذي يقلقني هو صحة أختي فقط , أدرت ظهري ورأيت جميع الأُسارى نائمون ، سهرت الليل أفكر ، محاذاة الأفكار شيءٌ يستصعبه الكثيرون ، ولكن هل من مفكر ؟ والدايَّ أصبحتُ أتذكرهم ولا أشعر بالصداعِ قط ، لا أحد سمِعَ أن الموج صعد إلى السماء لأن إذا كان صاعدًا فسوف يبلل حبل أفكار البشر ، ولكن السحابة ستمطر وتكوّن بحرًا ، هذا ما يعرفه الجميع .
أدنى فكر بالنسبة للبشر هو الفكر البريء لأن البريء يُشوه البريء حقًا في أعين السيئون ! لا حاجة لتبرير شخصه فهو يعرف أنه دومًا مثل الجميع .
عبور الجسر لدى المبْتدئ صعبًا ومخيفًا خشيةِ الوقوع والانزلاق منه ، فكيف بيتيمٍ ذكر أبوه الآن بعد أن فات الأوان وسُلِبتِ الألوان وانحدرت الأكوان من عيني الحيران ؟

* * *



#



استبدال الساعة الرملية بالساعة العقرب أمرٌ فعله البشر منذ قرون ، ولكن هل سيستبدلون أرواحهم ؟


ملكة الإحساس الرّاقي .




استيقظت وأدركت كيف أعيش ، تلفتت إلى نهاية الغرفة المعزولة وشعرت بحركة سريعة تتأرجح ذهابًا وإيابًا صاعدةً وهابطة ، على ظهري المنحني ، لم أكمن لأحدٍ هنا فكل ما أراه في هذا القصر مخيف وكأنه مهجور ، قمت بسرعة والعرق يتصبب من جبيني وساعدي يرتعش ، التفتت إلى ما هو خلفي ولكن لم يكن أحدًا هنا ، عجبًا أكنت أحلم ؟ لا لا أنا أتذكر وأعلم جيدًا أن الأحلام تختلف عن الواقع ، أدرت ظهري وتعوذت ومن ثَمَّ انقلبت إلى جهتي الأخرى لربما أُبعد ضجيج نبضي ، أشعر بشوقٍ عجيب أحقًا أحببت ذلك الفتى ؟ فتًى حيّر جميع أوردتي فجعلها غير منتبهةً لي أهذا ما يسمونه الحب ؟
لا يمكن لأحدٍ معرفة سرّي فإني أجهلُ كثيرًا سبب عدم بوحي لجواد . . أرى أني خجلة !

* * * *




















لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.