آخر 10 مشاركات
وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          399 - خفقات في زمن ضائع - ديانا هاميلتون ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          396 - دموع على خد الزمن - جين بورتر ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          القبلة البريئة(98)لـ:مايا بانكس(الجزء الثالث من سلسلة الحمل والشغف)كاملة*إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          456 - حطمت قلبي - سارة مورغان ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الستائر السوداء (الكاتـب : ررمد - )           »          305 - في عينيك اللقاء - لي ولكنسون (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-03-17, 05:11 PM   #1

alamerazzm

? العضوٌ??? » 395354
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 1
?  نُقآطِيْ » alamerazzm is on a distinguished road
افتراضي حلب .....الامير فتحي عزام


حلب
عاد( توماس) في منتصف يوم دراسي من جامعة شاريتيه (برلين) بألمانيا.
أزاح الباب من أمامه حتي كاد أن يحطمه؛ ثم القى حقيبته على الأريكة المتواجدة في بهو المنزل دون مراعة لجدته العجوز التي تجلس على كرسيها المتحرك بجوار الأريكة.
فزعت الجدة ،رفعت يداها فوق رأسها ،صرخت حتي كاد جسدها أن يغادر مقعدها.
نظرت الجدة إلى حفيدها الصاعد على سلم المنزل ؛ ثم نادته بغير اسمه؛ نادته (بماجد)
توقفت قدم (توماس) عند أخر درجة من درجات السلم ؛وظل لبرهة واقف معطيا ظهره لجدته ؛ ثم استدار ونظر إلى جدته وقد ملئ وجهه بالغضب جراء سماعه لهذا الاسم بل إنه حول غضبه في إتجاه جدته قائلا:
لا أريد منك أن تناديني بهذا الإسم من جديد.
إسمي هو (توماس) ألماني الجنسية من أب وأم ألمانية ، لست بعربي ولا أنتمي لهم وليست لدي جزور عربية على الاطلاق؛ إنهم إرهاب ، قتله ؛ أرجوكي ابتعدي عن عالمي.
بصوت نحيب ممزوج بدموع سالت من عينها لتسقط في فمها تحدثت إليه وكأنها غرغرات ما قبل الموت:
هل تتبرأ مني ..؟
ما هو ذنبي كي تتحدث معي بهذه الطريقة..؟
(توماس) أنت ابني وحفيدي وظلي الذي يمشي على الأرض.
لقد تركاك أبواك بعد طلاقهما ، وذهب كل منهم في طريقه ، وظللت أنا بجوارك أرعاك .
هذه هي الأصول العربية التي تتحدث عنها بكل إفتراء، هذه هي حياتنا العربية.
لا نترك أشجارنا يرعاها غيرونا ، لابد أن نرعى أشجارنا ، أرضنا.
ماذا حدث .. ؟ ولماذا كل هذا الضجيج الأن....؟
أسرع توماس يقفذ من أعلا السلم في بضع خطوات وعلامات الأسف تملئ وجهه ليرتمي في أحضان جدته نادما على كل كلمة تفوه بها فاه ليخبر جدته وهو جالس على ركبتيه محتضنا اياها :
اليوم كانت اولي المحاضرات في مادة التاريخ ؛كان موضوعها عن (حلب) سوريا عام الفان وستة عشر .
كان الموضوع عن دور ألمانيا في مساعدة اللاجئين السورين .
عندها نظر كل الطلاب نحوى وكأنني أصبحت عاهة .
نظرات إشفاق ،وأخري إزدراء وأخرين يتأففون من وجودي.
لما كل هذا جدتي ، إن أبي ووالدتي من مواليد برلين ، عاشوا وتربوا فيها بل لم يخرجوا منها أبدا .
عندها وضعت الجدة كفيها على خديه ورفعت عينيه كي تحادثهما لتقول.
إن كان في بلادي من أفسد وظلم واستعبد ؛فهنا أيضا من قتل وحرق وشرد.
إن الظلم دائم وسيظل إلى أن تقوم الساعة؛ وليس لنا خيار إلا أن نقاوم أو نتعايش .
لذا ابني العزيز( ماجد) ؛أنت الأن في العشرين من العمر أي أصبحت رجلا ؛ وكما تقول أنت ألماني الجنسية .
إعلم أنه من نظر إليك بتأفف اليوم ما هو إلا مريض نفسي ؛لا يتذكر إلا أخر خمسون عاما مضت، ولا يريد أن يتذكر أبعد من ذلك.
هل يستطيع أن تستعيد ذاكرته النازية ..؟
هل يستطيع أن يعي الحضارة الإسلامية وماذا كانت دولته حينها؟
انظر إلي وتعلم ؛ كيف كنت صغيرة لا أفهم أي شيء ؛حتي أنني تصورت أن الدخان الناتج من قصف الطائرات لحلب في ذالك العام ما هو إلا غمام في السماء وأن المطر قادم، وأن النيران التي في السماء ما هي إلا العاب نارية للاحتفال.
أنت تعلم أنني عايشت تلك الأيام.
هل تعلم بأنني كنت سعيدة وقتها ؛ على الرغم من كم الحزن والفزع الملتف حولي من سكان حلب في ذالك العام .
هل تعلم بأن الصندوق الورقي والذي وضعت فيه من قبل امي ليقيني البرد القارص ؛كنت أظنه مجرد لعبة ألهو بها وكأنه بيتي الصغير؟
هل تعلم أن حزني الوحيد أن هذا البيت لم يكن له باب أو نافذة بل بيت بلا سقف.؟
أه لو تعلم ماذا كنت أظن عندما كانت والدتي تأتيني بالطعام الكثير والذي يفيض عن حاجتنا أنا وهي بعد مقتل كل أفراد أسرتنا؛ وغيرنا لا يجد فتات الطعام ...!
كنت أظنها قادرة على كل شيء ؛لكنني لم أكن أعلم أنها تبيع جسدها للجنود كي تطعمني.
وقف توماس أمام جدته واحتضن رأسها بداخله ؛ طالبا منها أن تكف عن البكاء.
جدتي أعلم أنها أيام وقد تعايشتي معها .
تعايشت..!!
نعم تعايشت وأصبح لدي الأن حفيد في الجامعة ، لازلت قوية متماسكة لا يقدر عليا بشر.
إن كان بشار وجنوده لم يستطيعوا أن ينهكوا عزيمتي سالفا ، فهل تعتقد أن بضع طلاب فاشلون سيقدرون ..؟
قف واستفيق واخرج من حزنك ؛ أريد أن يحكي التاريخ أنه خرج من كبد اللاجئين من يغير وجهة العالم.
إن كان العرب قديما لم يستطيعوا أن يفتحوا أوربا بأكملها؛ فأنت ومن كبد حلب من سيفتح العالم أجمع.
هذا أنت ، حفيدي ولن أرتضي بأقل من ذلك.
قبل (توماس) يد جدته ؛ ثم صعد ليغير ملبسه وعاد من جديد ليكمل يومه الدراسي ، وكله عزم على أن يصبح رجلا قائدا.
تمت
#الامير
https://www.facebook.com/profile.php?id=100011777048725


alamerazzm غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:03 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.