آخر 10 مشاركات
أردت الرحيلا (48) -ج1 من سلسلة المحكمة- نوفيلا للرائعة:اروى بدر *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : اروى بدر - )           »          لمن يهتف القلب -قلوب زائرة- للكاتبة : داليا الكومى(كاملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          3-لقاء العشاق -روايات الأمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          3-ليلة ساحرة-كاترينا بريت- روايات أحلام عبير (الكاتـب : Just Faith - )           »          5- ربيع الحب -روايات الأمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          5- عيون الحب -كنوز عبير جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          4-شباك امرأة -روايات عبير جديدة (( أحلام عبير )) (الكاتـب : Just Faith - )           »          4- الحب وخداع المظاهر -كنوز عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          4 - المنتقم والحب - دار الأمين ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : عيون المها - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

Like Tree18Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-04-17, 06:48 PM   #11

MINA REGINA

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ،وقاصةبمنتدى قلوب احلام وعضو بفريق الكتابة للروايات الرومانسية المتنوعة وكنز سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية MINA REGINA

? العضوٌ??? » 312714
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,372
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » MINA REGINA has a reputation beyond reputeMINA REGINA has a reputation beyond reputeMINA REGINA has a reputation beyond reputeMINA REGINA has a reputation beyond reputeMINA REGINA has a reputation beyond reputeMINA REGINA has a reputation beyond reputeMINA REGINA has a reputation beyond reputeMINA REGINA has a reputation beyond reputeMINA REGINA has a reputation beyond reputeMINA REGINA has a reputation beyond reputeMINA REGINA has a reputation beyond repute
افتراضي


آه قلبي الصغير لا يتحمل من وصف البطل الاول لحبه ههههههه هاد خلص واقع من ساسه لراسه يا ابني شو تنتظر يلا انهض و صلح الوضع و الثاني ويلي يا ويلي بيموت على العنف ليش ما تعترف بس انك وقعت فيها عوض هالللف و الدوران ، تعبييرات و وصفك عميييق كتييير حبيبتيي شوقتيينيي للباقي اكثر و اكثر ، رح اعمل جهدي مشان كون بتنزيل الفصول بالتوفييق امووووووووه .



MINA REGINA غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-17, 07:27 PM   #12

امونتى المسكرة

? العضوٌ??? » 311411
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,005
?  نُقآطِيْ » امونتى المسكرة is on a distinguished road
افتراضي

كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟ شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

امونتى المسكرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-17, 09:33 PM   #13

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مقدمة مشوقة
يبدو ان البطل يتعذب لانه احب
والثانى لا يدرك انه وقع وما حدا سمى عليه
بكلامه حطمها
متابعاكى
وبانتظار الفصل الاول
بالتوفيق


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 30-04-17, 02:12 AM   #14

Märäĥ sämį

كاتبة في منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Märäĥ sämį

? العضوٌ??? » 334943
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 553
?  مُ?إني » عمان _الاردن
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Märäĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
ذات يوم .. لم يكن أجمل من عينيكِ سوى عينيكِ .. فما أشقاني وما أسعدني بهما !هل تغيّرت عيناكِ ايضا .. أم أن نظرتي هي التي تغيّرت .؟!
20

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mina regina مشاهدة المشاركة
يا هلا يا هلا بالرواية لي نورت القلوب و الرواية لي كنت بنتظرها بشووووق كبييير مبروووك مروحتيي لمولودتك الثانية احم احم يلا بقرء المقدمة و بخبرك رايي فيها امووووووه .
ههههههههه النور نورك يا روحي ويا رب تعجبك المقدمة


Märäĥ sämį غير متواجد حالياً  
التوقيع
تنزل في قلوب أحلام


رد مع اقتباس
قديم 30-04-17, 02:14 AM   #15

Märäĥ sämį

كاتبة في منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Märäĥ sämį

? العضوٌ??? » 334943
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 553
?  مُ?إني » عمان _الاردن
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Märäĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
ذات يوم .. لم يكن أجمل من عينيكِ سوى عينيكِ .. فما أشقاني وما أسعدني بهما !هل تغيّرت عيناكِ ايضا .. أم أن نظرتي هي التي تغيّرت .؟!
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mina regina مشاهدة المشاركة
آه قلبي الصغير لا يتحمل من وصف البطل الاول لحبه ههههههه هاد خلص واقع من ساسه لراسه يا ابني شو تنتظر يلا انهض و صلح الوضع و الثاني ويلي يا ويلي بيموت على العنف ليش ما تعترف بس انك وقعت فيها عوض هالللف و الدوران ، تعبييرات و وصفك عميييق كتييير حبيبتيي شوقتيينيي للباقي اكثر و اكثر ، رح اعمل جهدي مشان كون بتنزيل الفصول بالتوفييق امووووووووه .
ههههههههههه أبطال مجانين بدي عاقبهم ههههههههه اصبري بس ناويه عليهم شر ههههههههههه
بس جد فرحت أن عجبتك وفعلا تواجدك لوحده دعم نفسي لي


Märäĥ sämį غير متواجد حالياً  
التوقيع
تنزل في قلوب أحلام


رد مع اقتباس
قديم 30-04-17, 02:15 AM   #16

Märäĥ sämį

كاتبة في منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Märäĥ sämį

? العضوٌ??? » 334943
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 553
?  مُ?إني » عمان _الاردن
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Märäĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
ذات يوم .. لم يكن أجمل من عينيكِ سوى عينيكِ .. فما أشقاني وما أسعدني بهما !هل تغيّرت عيناكِ ايضا .. أم أن نظرتي هي التي تغيّرت .؟!
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
مقدمة مشوقة
يبدو ان البطل يتعذب لانه احب
والثانى لا يدرك انه وقع وما حدا سمى عليه
بكلامه حطمها
متابعاكى
وبانتظار الفصل الاول
بالتوفيق
منوره حياتي...
أبطال صنعوا عذابهم بأنفسهم... نشوف شو الجاي مخبي


Märäĥ sämį غير متواجد حالياً  
التوقيع
تنزل في قلوب أحلام


رد مع اقتباس
قديم 03-05-17, 10:22 PM   #17

Märäĥ sämį

كاتبة في منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Märäĥ sämį

? العضوٌ??? » 334943
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 553
?  مُ?إني » عمان _الاردن
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Märäĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
ذات يوم .. لم يكن أجمل من عينيكِ سوى عينيكِ .. فما أشقاني وما أسعدني بهما !هل تغيّرت عيناكِ ايضا .. أم أن نظرتي هي التي تغيّرت .؟!
افتراضي

بإذن الله الفصل الأول بتمام الساعه 11 مساء بتوقيت السعوديه
انجوي بنات ....


Märäĥ sämį غير متواجد حالياً  
التوقيع
تنزل في قلوب أحلام


رد مع اقتباس
قديم 03-05-17, 10:31 PM   #18

Märäĥ sämį

كاتبة في منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Märäĥ sämį

? العضوٌ??? » 334943
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 553
?  مُ?إني » عمان _الاردن
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Märäĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
ذات يوم .. لم يكن أجمل من عينيكِ سوى عينيكِ .. فما أشقاني وما أسعدني بهما !هل تغيّرت عيناكِ ايضا .. أم أن نظرتي هي التي تغيّرت .؟!
افتراضي

[B][COLOR="DarkRed"] و لأول مره اجربها ولكن فعلا الصور تأثر ... لذا هي صور تعبر عن الفصل ...


[IMG][/IMG]


[IMG][/IMG]



Märäĥ sämį غير متواجد حالياً  
التوقيع
تنزل في قلوب أحلام


رد مع اقتباس
قديم 03-05-17, 11:11 PM   #19

Märäĥ sämį

كاتبة في منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Märäĥ sämį

? العضوٌ??? » 334943
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 553
?  مُ?إني » عمان _الاردن
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Märäĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
ذات يوم .. لم يكن أجمل من عينيكِ سوى عينيكِ .. فما أشقاني وما أسعدني بهما !هل تغيّرت عيناكِ ايضا .. أم أن نظرتي هي التي تغيّرت .؟!
افتراضي

ألفصل ألأول :
(خيـــــــــط بدايــــــــة ..)
************************************************** **********
" عد لمنزلك ضرار .. ارتح يوم تأخير لن يضر العمل ... "

لم يرفع عيناه عن الأوراق التي أمامه متجاهلاً السؤال بينما أصوات السيارات المجاورة لهم لم تزد عبد الباري إلا توتراً وحنق تجاه أخيه ليكرر رجائه بإصرار ....
" عد وارتح ... سأحل عنك اليوم .. عد لزو .."
قاطع ضرار كلام عبد بحدة :
" عبـــد "
رد عليه عبد بملامح ممتعضة :
" بالله عليك ! زوجتك تعاني هذه الفترة يجب أن تكون بجانبها لا أن تأتي لتنظر بأمور يمكن أن توكل غيرك بها .. وكأن العمل سيهرب منك .."
حدق ضرار بعبد بسوداوية مزاج مرتفعة :
" إلى هنا وانتهى النقاش ... ما يخصني لا شأن لأي كان به وحتى ولو كنت أنت يا أخي ..." وشدد على آخر كلمة بحزم مذكرا إياه انه أخوه ..
غمغم عبدا منهيا النقاش بهدوء :
" مثلما تريد يا أخي .."
تجاهل ضرار الأخذ بالموضوع أكثر , مكتفيا بحزمة أوامر حازمة نطقها وعيناه تقلب الورقة بين يديه :
" أريد قوائم بإمكانيات وخبرة وانجازات كل موظف إداري هنا .. وقائمة أخرى بأعداد العمال ووظائفهم في المعامل والمخازن وكذلك عدد مهندسي وعمال الأراضي الزراعية ... وكل صغيرة وكبيرة عن حسابات الشركة منذ سنتين .. وأخبر مسئول شؤون الموظفين أن يبلغ جميع مسئولي الأقسام باجتماع لمناقشة الوضع الجديد ..."
رد عبد مستهزئاً وهو يكتف ساعديه :
" يبدو انك تريد دفن نفسك بالورق لا محالة !!! .."
رفع ضرار عيناه عن الأوراق ليجابه عيني عبد وصوته الخطير قد خرج من تحت أسنانه بعنف هادر :

" إياك واختبار صبري يا عبد . أبـــداً . نفذ ما طلب منك أو استدعي لي ما أن نصل جاد لينفذ ما طلبته .."
صمت عبد لمرأى رد فعل أخيه الحاد فآخر ما يريد هو استفزازه ... عالما انه رغم رغبته بأن يلتفت ضرار لزوجته الموجودة في المنزل بعد خروجها من المستشفى آثر انهيار عصبي حاد ولكن في النهاية ضرار أخوه ...
************************************************** **********************
لعنت داخلها بصمت الوضع المزري الواقعة به ... مؤسسة الغذاء الخاصة الوحيدة في البلاد تعلن قيام عجزها نتيجة الاختلاس مما جعل شريك جديد يدخل سادا العجز ليمتلك الكم الأكبر من أسهم المؤسسة ... ... أي أنها معرضه للطرد إذا ما رأى الكادر الجديد أن هنالك من كادرهم من هو أفضل , خاصة مع عدم أقدميتها مقارنة مع غيرها هنا ... نظرت لنفسها عبر المرآة مغمغمة :
"أنت الأفضل غازية ...أنت الأفضل غازية ..."
كررت الكلمة كتعويذة محاربه لاضطرابها الناتج عن هروموناتها اللعينة ... وعيناها تتأمل وجهها المتقن الزينة عبر المرآة محاولة اخذ شهيق وزفير متتاليين وببطئ .. بينما تتكئ بأصابعها على أطراف المغسلة ... منهكة ورافضة لـ (اضطرابات المزاج)التي ترافقها كالعلقة في مثل هذه الفترة من الشهر ..... تتحول في مثل هذه الفترة الى النقيض تمام لشخصيتها الواثقة .. لتغدو عاطفية انفعالية مهزوزة من اقل كلمة كما كانت قبل زمن ..... تناقضات ربما لا تظهر على محياها أبدا فليست غرة لتظهر ضعفها ولكن داخلها يجيش الضعف ويخرج من محبسه ......
مرت الدقائق عليها طويلة الى ان شعرت بنفسها أفضل ، عدلت حجابها العسلي ثم خرجت من حمام السيدات متوجهة نحو مكتبها ... تستمع لقلق الموظفين و هلعهم من فقد وظائفهم ...وحدهن "مجموعة الأنس" من كن يتجادلن بشأن أصحاب المؤسسة الجدد وهوياتهم ، رفعت غازية حاجبها بعنجهية واضحة وهي تمر من عندهن .. بحركة مقصودة رغم الإرهاق الذي تعانيه .. غمغمت لنفسها وهي تغلق باب مكتبها خلفها :
"أشتي عقولاً يا الله !!"

جلست خلف مكتبها الصغير بإنهاك وهي تمرر كفها على بطنها محاولة تخفف الانقباضات المصاحبة لآلام ظهرها المبرحة .... ... صوت العاملين والآلات يدوي داخل رأسها مضيفا توتر غير مرغوب .....
تفاصيل مكتبها واضحة عملية نوعا ما ومبسطة نتيجة صغر حجم المكتب ... في نهايته يوجد مسخن ماء وبعض أكياس (النسكافية) الجاهزة والقهوة السريعة وكرسيين أمام طاولة مكتبها المتوسطة الحجم ، إضافات بسيطة مميزة للمستها الخاصة ...
لمعت فكرة داخل رأسها وهي تحرك يديها على بطنها لتفتح منضدة مكتبها باحثة عن قطع ( الشوكلاته ) التي دائما ما تزود بها درج مكتبها :
"اللعنة لم تنفذ إلا في اليوم الذي احتجتها فيه .. "
على صوت رنين هاتفها لتمتعض ملامح وجهها وكلها يخبرها بأن تتجاهل الاتصال ولكن النغمة المميزة لمكالمة فضة حفزتها للنهوض من مكانها ... ملتقطة الهاتف بخفة :
"يوم تعيس يا صديقتي لذا أي خبر يزيد تعاستي لا تضيفيه ليومي ابدااا "
ردت عليها فضة بنبرة مرحة ومغضية :
"بما أن مزاجك متعب , حسنا إذن لن أخبرك عن الدكتور محمد الذي طلبني لمكتبة فقط ليطمئن على مكان عملك الجديد بشوق ولهفة مراهق لا يتناسب مع الشيب الذي غزا شعيرات رأسه الوقورة .."
"انتظري انتظري انتظري هيا أعيدي ما قلت مره أخرى "
قهقهت فضة بصوت مرتفع نسبيا وهي تتطلع بطرف عينيها للواقف أمامها مع مجموعة أصدقاءه المعتادة ثم غمغمت تمهل مستفز وتسلية تقطر قطراً من نبرتها :
" لقد استدعاني الدكتور محمد النزال لمكتبة في نهاية محاضرة العاشرة .. وسألني عنك وعن أحوال عملك الجديد .. بعيون تلمع بشوق يا غازية خانم .."
ابتسمت غازية بمكر وهي ترفع حاجبها بثقة قائله :
"قلتي لي بعيون تلمع بشوق "
واتبعتها بقهقهة ماكرة وأكملت :
" الم اقل لك يا ابنتي إن الرجال أكثر المخلوقات ألفة إذ ما عاملتهم بترفع ... يصبحون كالكلاب اللاهثة لرضاك "
عقدت فضة حاجبيها وهي تضم كتبها لحضنها بغضب ناري من ضرار .. يمسك بيد فتاة ما غير واضحة المعالم لها .. يمازحها بصوت مرتفع وحميمة واضحة للعيان .. أبعدت عيناها عنه بقهر وهي تعود لتجيب غازية :
" أنت تبالغين بمصطلح الكلاب يا صديقتي .. الرجل قمة في التهذيب مع كل الطالبات .. بل ولا تنكري أثناء فترة تدريسك هنا لم يبدر منه اي خطأ تجاه أي أنثى .. لبق محترم .. انه عريس لقطة إذ ما تمسكت به "
" لن نتجادل بهذا الشأن فهو عريس لقطة حقاً لكن الان لا نقاش اكثر بهذا الشأن , انا متعبة بحق اليوم موعد دورتي ووضعي من سيء إلى أسوء .."
ردت فضة بتعجب محولة سياق حديثهم :
"لما لا تعتذرين عن العمل اليوم... وعودي للمنزل كي ترتاحي ..."
"لا استطيع , اليوم سيحضر الكادر ألتقييمي الجديد للمؤسسة وربما يتم شمل المصانع معها إذ هنالك احتمال لتواجد الممول الجديد مما يعني أن وجوب وجودي هو إلزامي كي لا اخسر الوظيفة .. "
زفرت بتعب وهي تغمض عيناها من شدة الانقباضات التي زاد ألمها , متابعة حديثها :
" دائما كنت مؤمنة بالحظ النحس المرافق لي وها هو أتي .. فاليوم الذي تركت به التدريس بالجامعة تم رفع مرتبات المعيدات اللواتي يعملن على درجة الماجستير مثلما كنت !!!! والمؤسسة التي توسط لي بها رفيق والدي للعمل بمرتب مجزي لم يمضي على عملي بها سوى ستة أشهر و تم إعلان عجزها.. حسنا ونعم الحظ الجميل .."
"يقولون الحظ السيئ يرافق الجميلات .."
ابتسمت غازية بخفة وهي تتطلع للساعة أمامها تود لو تمضي الساعات بها كي تعود للمنزل ..وترتاح داخل سريرها الأثير ... تنهدت بصوت مسموع لفضة التي بادرتها بمحاولة رفع معنويات :
"هاي ارفعي روح التفاؤل لديك, الطاقة السلبية لا تناسبك أبدا , على الأقل قلبك خالٍ وليس كحالة العشق المستحيل الذي أتعايش معه واراه أمامي ألان يمازح كل أنثى بعينيه العابثتين وأنا هنا بلا أي حول أو قوة .."
أجابتها غازية بحدة واضحة مبعدة الخمول على صوتها نتيجة غضبها من نظرة صديقتها لنفسها بدونية :
" نفذي ما أخبرتك به وأثيري انتباهه مره واحد ة يا فضة ، أؤكد لك سيغازلك بعينيه.. الرجال مخلوقات تعشق من يدهسها بالضبط كالسجاد الإيراني كلما دهسته كلما أزادت لمعته، ولا تنسي انك جميلة .. داخليا وخارجيا لذا ابعدي تلك العقد التي ستضيف التجاعيد المبكرة لوجهك ... "
ردت عليها فضة بيأس وهي تتلاعب بأظافرها المطلية ..:
" غازية .. وضعي لا يسمح بتطلعات منيرة .. أنا من فئة وهو من فئة أخرى تماما ... شخصيتي لا تتلاءم معه أبدا ، ولنفرض مثلا أن معجزة تحققت واقتربت منه ، بماذا سنتحدث مثلا .. لا عامل مشترك بيننا أنا وهو مختلفان عن بعضنا ... لذا أنا مكتفية بما أعيش علي يوما استيقظ واجد كل ما اشعر به قد زال .."
ردت عليها غازية بتقريع :
"غبية .. كل مره تعيدين نفس الاسطوانة ... اتركي العنان لمشاعرك واجعلي التفكير لأوانه فربما يكون نسيان حبه بالتقرب منه .. فيزول سحره الذي أغرقك لأخمص قدميك إذ ما اكتشفت شخصيته .. "
ردت فضة باستكانة وتفكير :

" انسي هذا الموضوع ألان .. واشربي كوب من الشاي الساخن أو حبة من (الشوكلاته) "
" انتبهي لنفسك فضة , واخبريني بما يستجد بشأن دكتور محمد ."
ابتسمت فضة بهدوء قائله :
"حسناً, إلى اللقاء غازية( خانم ).."
ردت عليها غازية باستفزاز مرح :
" إلى اللقاء فضة خاتم .."
قهقهت غازية وهي تغلق الهاتف متمنية الراحة لفضة ...صديقتها الأثيرة ..
********************************************
دخلت قاعة المحاضرة تضم بيديها كتبها ... وعيناها تتبع رقم مقعدها متوجهة إليه .. حقيبتها السوداء المفضلة تزين وسط جسدها بطريقة مائلة و بنطال جينز كلاسيكي ضيق من الأعلى و واسع من الأسفل بحجم متوسط يلتف حول ساقيها بينما سترة صوفية مقلمة بالأسود والأبيض تغطي أفخاذها ،يلتف حول رأسها حجاب بسيط ذو لون نبيذي خالص . ملابس عملية ليوم جامعي بارد .....
أخرجت هاتفها متصفحه حسابها على (الفيس بوك) بهدوء محاولة منها لتمضية الوقت إلى إن يأتي المحاضر وتبدأ محاضرتها إلا أن صوت صاخب بدا يعلو عند مدخل القاعة قاطع تصفحها ، معلمها إياها بوصوله كالعادة مع زمرة أصدقائه لترفع عيناها بخفة متطلعة لهيئته المهلكة لدقات قلبها , بنطال جينز باهت اللون وسترة جلدية كسترات كسائقي الدرجات .. بينما خاتم فضي لا يخلعه يزين كفه الخشن ....تنبهت بفطنة للفتاة التي تقف محاذية وخصلات شعرها السوداء تغطي هيئتها إلا انه سرعان ما حركت شعرها لتصاب بصدمة ورجفة عنيفة داخل أوصالها وهي تتطلع لملامح الفتاة ما أن استدارات " آسيا " شتمت بعنف داخلها ... ( آسيا العلوي ) تعرفت عليها أثناء أخذها لمتطلبات الجامعة الإجبارية ... لتكتشف إنهن يدرسن في نفس الكلية ، إنما كل واحدة ولها تخصص مختلف .... تاهت أفكارها بجنون وهي تتطلع لهما بطرف عين ، وهي تحدث نفسها ..
( رباه ما الذي جمعه بها آسيا ليست بنمطه ،حسب ما تتذكر فإنها فتاة بريئة هادئة عفوية وخجول .. ولكن ألان تحادث أرقم براحة .. وتقترب منه وتمازحه وكأنهما عشرة )
صدمت بشدة وهي تراها تحرك أصابعها بخفة على عضده ليبادلها ضرار نظرات أثارت الغثيان والألم داخل أحشائها ...أنزلت عيناها لهاتفها مخفية الدموع التي تجمعت داخل عيناها عن مرأى الجميع مخافة الذل .. مخافة إدراك جميع من حولها حبها المستحيل، تلوى قلبها بين أضلعاها بألم وهي ترفع عنياها من جديد لعينيه تتبع النظرات المثيرة للغثيان من جديد , إلا أن دخول المحاضر للقاعة أعادها لرشدها مبعدة عيناها عنهما من جديد ..بينما كلمات المحاضر أجبرت الجميع على الجلوس ، لتشعر بالنيران مستعرة وهي ترى أرقم يشير لكرسيٍ ما لأجل أن تجلس بجانبه أسيا ... بينما جلس أصدقائه الشباب بجانب بعضهم ...
**************************
(حسنا الوضع لا يحتمل .. كاد لها فقط ان تنام بين احضانه )
غمغمت كلماتها الحانقة بصوت منخفض ..بينما تتلاعب بأظافرها بتوتر واضح ،عيناها تتبع آسيا التي مالت بحركة مقصودة على عضد أرقم ... وما كادت ترتاح وهي تراها تبتعد عنه حتى فاقت على غضب وغل متصاعدين وهي ترى ابتسامته لها ... لآسيا ... ينظر لها بطرف عين متلصصة ...غمغمت بغضب أهوج وكلها يود لو يرسل كل واحدٍ منهم لقارة عل جحيم ما تشعر يهدأ
(الحقيران .. )
أفكار جنونية بدأت داخل رأسها الصغير بالنمو ، إلا أن صوت الدكتور قاطع كل أصواتها مخبرا الطلاب بصوت مرتفع :
"الاختيار سيكون بتاريخ ( 6-3 ) الرجاء الانتباه للهويات الجامعية وعدم نسيانها و التزام قواعد الاختبارات الالكترونية ... رافقتكم السلامة نراكم يوم الثلاثاء طلابي الأعزاء .."
بدأ الطلاب بمغادرة القاعة عدا فضة التي بقيت تراقب أرقم يمازح أسيا بخفة وعيناه تتطلع لها بنظرات خاصة ...
نهضت من مكانها بقلب يغلي بغضب لأول مره .. يغلي ليس لأنه تواجد مع أنثى ما ! لا فهي اعتادت ذلك ولكن لأنها تختلف عن الجميع فعيناه تبتسم وهو يتطلع لها ، مزقت اضافرها باطن كفها بغضب لتلمع داخل رأسها فكرة بسيطة وهي تمسك كتبها .. تضع حقيبتها بحزامها الطويل على جانبها الأيسر ..متعمدة المرور من الجانب الذي سيقف به أرقم وآسيا ما أن يغادرا المقاعد مما يؤدي إلى اصطدام حقيبتها بكتف من ينهض منهما أولا وكم تمنت لو كانت آسيا عل كتفها يخلع من حجم الكتب الموجودة او حتى عيني ضرار عل عيناها تفقئ وترتاح ...
تقدمت بغل وعيناها تطالع الأرض بغضب أعمى إلا أنها لم تعي إلا حقيبتها تخبط بصاحب المقعد المقابل لها ألا وهو صديق أرقم .."حازم " ..
" اللعنة "
التفت بوجه متجهم لها لتشعر بجسدها يتصلب جراء المصيبة التي وقعت بها .. فحازم عبارة عن بؤرة من البذاءة المتحركة ...
"هل أنت عمياء يا هذه .."
صوته المرتفع جعل كل من هاجر وضرار والباقي منهم تتواجه عيناه لفضة الواقفة بلا أي حركة وعيناها بالأرض ..
نهض حازم من مكانه واقفا وهو يصرخ بغضب :
" هاي هل أنت صماء كذلك .."
ارتفع الغضب داخلها صوت ضحكات خافتة تصل لأذنها .. وعيناها تتخيل أرقم يتطلع لها بتسليه لتجيب الشاب وهي ترفع تعدل حقيبتها لتصبح بشكل مائل كما كانت قبلا من كتفها الأيسر إلى نهاية خصرها الأيمن .. بينما عيناها ارتفعت بجمود له :
" ما حصل لم يكن متعمدا .. لذا هلا سمحت لي بالمرور "
نظر لها حازم بعنجهية :
" متعمد أم غير متعمد , أريد اعتذارا لي أمام الحاضرين يا عمياء .."
صرت على أسنانها وغضب أهوج ارتفع دالها لترد عليه بوقاحة غير عابئة بأي شيء :
" إياك ثم إياك أن تسيء لي .. مهارة رفع الصوت والعنجهية مارسها على غيري .. هيا ابتعد عن طريقي ألان .."
تصلب حازم من شدة أللجمة .. فلأول مره يجد من يجيبه بهذه الوقاحة وليس أي كان بل أنثى عادية جدا ... مما سمح لفضة باستغلال صدمته الواضحة والمرور بجانبه خارجة من القاعة وهي تلعن أرقم وآسيا داخلها ...
************************************************** **
جلست داخل مكتبها بعد رحلة متعبة نوعا ما (لكافتيريا) المعمل مترافقة مع ضوضاء الآلات ولكن نتائجها مربحة .. فحبة المسكن بدأت تأخذ مفعولها و حبات الشوكلاتة المتراصة أمامها تثير داخلها راحة لمجرد رؤيتها ... بدأت بأول حبة متناسية أي شعور بالذنب تجاه السعرات الحرارية العالية , فقد اختارت( شوكلاتة) مليئة بالمكسرات والزبيب متجاهلة الصنف المخصص للحمية الغذائية "الداكنة الخالية من السكر" ... تقضمها مبتلعة إياها بشراهة .. فالتلذذ والبطء بأكل القطع اللذيذة لا يتناسب مع وضعها الحالي أبدا ...سرعان ما أنهت ثلاث قطع لتسمع صوت طرق بسيط على باب مكتبها ، مسحت فمها بمنديل ورقي وخبأت (الشوكولاته) داخل درج المكتب مسرعة ... ثم غمغمت بجدية وهي تتكئ بكوعيها على طاولة المكتب :
" تفضل .."
تعجبت هبة ما أن فتحت الباب هيئة غازية المتعبة بوضوح ..من اصفرار لون بشرتها و اختفاء الق عيناها الحادة ...
"مرحبا.."
لم تستطع هبة إلا أن ترضي فضولها مغمغمة :
" هل هنالك خطب وجهك اصفر كحبة الليمون "
ردت غازية بهدوء :
" مجرد عارض لا أكثر "
" فهمت ... حسنا المهم ألان غداً سيتم لقاء خاص بيننا وبين الكادر ألتقييمي الجديد وقد تم أخبارنا بإعلام الجميع ... اليوم الجزء الإداري وغداً العمال وموظفي المصانع .."
أومأت غازية بالإيجاب مغمغمة :
"حسنا .."
لتخرج هبة راكضه مكملة نشر الخبر ..
************************************************** **
يتحرك غاضبا أمام الجالسين ونيران غضب تخرج من عينيه ...
"أنا حازم العماني تأتي فتاة كهذه المقيتة وتتحدث معي بل وترفع صوتها بوجهي ... حثالة لا ترقى حتى لكلمة أنثى ... "
عقصت آسيا حاجبيها لهجوم صديق أرقم اللفظي على فضة ، لتسارع الرد عليه وساعدها يلتف حول عضد أرقم .. بينما رأسها يتكئ على كتفة بينهما تستنشق رائحته الممزوجة مع السجائر الخاص به بترحاب وهيام :
" أنت تبالغ ... فضة فتاة حادة الطباع .. لا تقبل بتنازلات أو حتى تفتح مجالا لأي كان لذا كان ردها صلفا هكذا وليس لأن أنت حازم .. اشك أن الفتاة أصلا تعرفك ... تعاملت معها شخصيا .. ليست وقحة ولكن تحب وضع الحدود لأي كان وهذه مشكلتها .."
كان أرقم يستمع لكلمات آسيا بلا مبالاة وهو ينفث دخان سجائره .. متطلعا لحازم الحانق أمامه بتسلية ...
توقفت حركة حازم مغمغما لآسيا :
" هل تعرفينها ؟ هل هي زميلتك ؟! "

ردت عليه آسيا بتلقائية :
"نوعا ما , لقد ساعدتني الفصل الماضي بدراسة إحدى المواد ... فضة فتاة مهذبة وربما انفعالك أخرجها عن طورها لا أكثر "
تمتم حازم بينه وبين نفسه متطلعا لهاجر الملتصقة بأرقم :
( لا بأس إذن الوقحة اسمها فضة )
ثم غمغم باستهزاء مقيت :
" يقولون عادة أن كل شخص له من اسمك نصيب ولكن يبدو أن لا تفصيل فيها يشابه اسمها ابتداءً من شكلها إلى ردها على من هم أعلى شأنً منها ..."
لم تعجب إجابة حازم آسيا إلا أنها لم ترد عليه مفضلة الاتصال لاحقا بفضة وتنبيهها منه بصفتها زميلة لها وقد ساعدتها فضة أثناء فترة الامتحانات بلا اي مقابل وما تراه بعيني حازم من غضب لا يبشر بخير ...
غمغم أرقم وهو ينفث دخان سيجاره ..
"حازم ... ما رأيك أن تفارقنا ألان أريد الجلوس مع فتاتي وليس الحديث عن مناوشاتك ..."
نظر حازم لأرقم رافع الحاجبين لثوانٍ بحنق .. إلا انه سرعان ما استدار تاركا صديقة يمرح بالعسل وغادر عنهما يتمتم بأفظع الشتائم ...

"إذن يا جميلتي .. إلى متى التغالي ؟! .."
احمرت وجنتي آسيا وهي تبتعد عن كتفه ..
"أرقم ألم نتفق على إنهاء الحديث بالأمر .."
رد عليها رافعا حاجبه بمكر ليظهر أعلى حاجبة من خلف نظارته الشمسية الحاجبة لنظراته :
" لم نتفق يا جميلتي .."
ثم امسك ذقنها بحنو وهو يخلع نظارته كي تقابل عيناها الخجلة نظرته الحادة مكملاً بنبرة تذيب الصخر ..:
"آسيا أريد البقاء قربك أكثر لنتعرف براحتنا كما ينبغي .. لقاء ألجامعه لبضع ساعات لا يكفيني .. ومكالماتنا ليست بقادرة على تهدئة أشواقي .. ارغب بان امسك يديك لساعات وليس لدقائق وفي مكان شبه معزول عن الطلاب أو محاضرة مكتظة في نهاية الصفوف كي لا ينتبه لنا الدكتور ... ارغب بالنظر لعينيك كما أشاء .. والاستمتاع بخفة دمك لساعات وساعات "
التفت آسيا بخجل عنه والارتباك يشتعل داخلها فما بين ما تربت عليه وما بين حبها الوليد لأرقم ...
"لا اعلم .. ولكن والدي لن يقبلا ابد بمثل هذا الأمر مجرد تأخري عن الجامعة أخافهما فما بالك برحلة لمنتجع خاص , بحر مع وجود مخاطر كبيرة قد تؤرق قلبهما علي .."
نظر لها مستوعبا لكمية الأشياء الجديدة التي بدأ يتعرف عليها مع هذه الفتاة .. ربما لم تكن من نوعه المفضل إلا انه أحب التجربة وهو يرى تصادفهما بالعديد من الأماكن مع حدوث مواقف محرجة لها أمامه .. جذبته بخفة روحها ..تفاصيل عفوية تبدر منها وهو متأكد من هذا ...عناقها المرتبك له وكأنها تبحث فيه عن من يغني جانبها العاطفي الغر ... خجلها و كلماتها ..إنها ورقة بيضاء ممدودة أمامه ليرسم عليها ما يشاء لذا يهادنها ... لا يعلم حقا لما يورطها معه ولكن يعلم يقينا انه مستمتع معها لا أكثر .. مستمتع بردود أفعالها كثيراً.
غمغم وهو يراها تنظر له بعيون قطط متألمة لمجرد انزعاجه منها ...
" لا بأس يا جميلتي .. لن اضغط عليك أكثر من هذا .. انتبهي لنفسك نلتقي نهاية الدوام .."
أنهى كلماته بمداعبة انفها بإبهامه بخفة ثم التفت وغادر دون أن ينتظر ردها .. لتبقى هي وحدها تنظر لجسده الذي يبتعد بخوف من أن يتركها بعد أن كان قلبها حديقة مغلقة ..وحده من فتحها ليجعل الربيع يزهر فيها ...
عدل نظارته و رسم معالم الوجوم على وجه مفكرا بما حصل قبل قليل .. فقد أعطى للفتاة فرصة الهرب ..منه ..وهذا لم يحصل من قبل ... لم يحصل أبدا ..أن أعطى لأيهن فسحة كي تقبل .. دائما ما كان يستمل العواطف بكلماته حتى تقع صريحة هواه ثم (بوم) ينتهي الأمر ما ان يكتفي ....

************************************************** ****
خارجة من الحرم الجامعي بغضب يعصف داخلها ... والمنظر الشنيع لهما لم يفارق مخيلتها بعد ... ألم الشقيقة عاد لها مع الغضب والخوف اللذين رافقاها بعد أن خرجت من المحاضرة الصباحية ... بسبب آسيا ..أرقم و ذلك المخبول الخطير حازم ..... لتكمل يومها الجامعي مضطرة كمن ينكأ الجرح برغبة مازوشية خالصة برش الملح عليه , مع كل دقيقة تكمل بها دوامها .... فإن عادت للمنزل بمنظورها فهذا يعني انها ستستلم لهذا الحب الهادم لذاتها .. فمهما بلغ عنان الألم والحاجة بمنظورها فبالنهاية يجب أن يتضاءل كل ما تشعر به ليغدو مجرد ذكرى تؤلم إنما ليس بذات قدر بداية الألم هذا ما اعتادت ان تتعايش معه وهذا ما تتبعه بحبها المستحيل لأرقم ...
"فضة ..."
التقت للنداء الناعم الصادر من خلفها لتشعر بسيل من النيران تشتعل داخلها وهي ترى آسيا تقترب منها مهرولة , شعرها الأسود يتطاير خلفها واحمرار واضح على بشرتها البيضاء لتتنفس بألم مستعدة لمواجهة جارحة لذاتها فأن ترى شخصيه كآسيا كانت بالنسبة لها مجرد كيانٍ عاديٍ وأمسى يملك الحق بقرب حبها المستحيل ..فهذا يمسى بالنسبة لها "هدم ذات " ....
"بالله عليك لما تسيرين بهذه السرعة يا فتاة .."
عقصت فضة حاجبيها بتسال لتجيبها آسيا بعفوية :
" لقد كنت اتبعك منذ أن خرجت من باب الحرم الجامعي .. "
غمغمت فضة بتعجب واضح ... !! :
"لماذا !!"
" من اجل ما حصل صباحا ...."
تصلبت فضة وعيناها تتطلع لآسيا بهلع من أن تكون قد شعرت مسبقا بإعجابها بأرقم و ألان تريد أن تعتذر أو بالأصح تعطيها بعض الشفقة المصحوبة بنصائح عن الحب ...
"ما بالك ؟هل نسيتي ؟ أم كل يوم تردين كلماتك بوجه رجل محيلة إياه لجدار بلا أي حراك ؟ "
تلعثمت فضة قليلا إلا أنها ركزت قليلا مدعية السذاجة بحرفية :
" أتقصدين بشأن ذلك الشاب الذي حدثت بيني وبينه المشادة الكلامية صباحا ؟؟! , ولكن كيف عرفت ؟؟!!"
"في الواقع ...."
صمتت آسيا لثوانٍ واحمرار واضح يغزو وجنتيها ...
" حسناً أنا أثق بكِ فضة رغم قصر المعرفة لكن أنت أهل للثقة ... ففي الواقع هنالك شخص ، بل تحديدا صديق الشاب الذي تصادمت معه صباحا .. يدعى أرقم ونحن سويا منذ مدة ولكن قد قررنا إعلان علاقتنا وهي بالمناسبة جادة جدا جدا و قد ساعدني بتقديم طلب نقل داخلي للشعب ولذا اليوم كانت أول محاضرة لي في نفس توقيت محاضرتك ... فهو فهو ...."
صمتت والاحمرار قد بلغ منتهاه عندها ..:
" هو لا يحبذ بقائي بعيدا عنه او اقتراب اي شاب مني لذا آثر ان نعلن ما بيننا , على كلن ليس هذا موضوعنا .. أردت فعلا إخبارك عبر الهاتف وتحذيرك ولكن ما ان لمحتك حتى فضلت الحديث وجها لوجه "
كانت كلمات آسيا على قلبها كالسكاكين النازية القديمة تماما ... ترى نفسها فعليا بلا أي حول أو قوة ومقلتيها تتبعان احمرار آسيا أمامها , كلماتها الخجلة وعيونها المشعة عشقا جارفا وكلماتها المليئة بتلميحات تملكيه .. تعلم جيدا أن أرقم بشكل أو بآخر عناها فكم تتبعت عيناها وإذنها حكايات غرامياته ولكن كلهن اجتمعن على مبدأ واحد أرقم يفضل الصنف المجرب .. فلم يسبق له أبدا أن اقترب من فتاة بريئة أو غرة طوال فترة مراقبتها إياه منذ سنه ونصف تقريبا .. فدائما اختياره (واضح ومحدد فتاة متحررة .. فتاة معطاءة شكل مبالغ به ... فتاة ذات علاقات سابقة) ... وآسيا ليست أي منهم ، الفتاة تنافي كل ما كان قبلا من شروط حفظتها داخلها من كثرة رؤيتها له مع تلك النوعية من الإناث ولكن !! ما تراه بعيني آسيا حب وليس بأي حب .. تمتمت بصوت منخفض وهي تزدرد ريقها بهلع من حديث نفسها :
"أيعقل أنه ! ؟! .."
لتجيبها آسيا وقد وصلت لها تمتمت فضة وملامحها الشاحبة بصورة عفوية ..:
" لا تخافي فضة أنا معك حسنا ً ؟!"
أومأت فضة لتتابع آسيا بعملية :
" ذآك الشاب العريض واقصد حازم فهذا اسمه ، انه مجرد تافه يستعرض عضلاته بمبالغة ... لذا حتميا هو سينتوي الشر لك .. ولأعرفك به فهو همجي وقح يظن نفسه مسيطرا على الجميع بأن يفرد عضلاته بتصرفات عنجهية ... لذا سيسعى لسد ضربتك بمرمى كرامته .... كنصيحة سلمية مني لك أن تعتذري منه قبل حدوث اي من هذا الجنون ... "
لملمت شتاتها بثوانٍ معدودة وكلها يذوي ألما وحيرة من تعامل آسيا البريء معها ومن وجود فتاة عفوية لطيفة مع أرقم .. فتاة لم تتوقع يوما ان تكون ضمن إطار نظره ..فتاة لابد انه يكن لها الكثير ..!! .. وعند نقطة الألم هذه استوقفت نفسها مغمغمة بحدة محاولة انهاء الحديث ..
"لن اعتذر و لست خائفة لكن مقصدي واضح أيعقل ان رجل مثله طول بعرض يغضب بسبب نقاش حاد هو كان السبب فيه بغبائه .."
"شحوب وجهك وأنتِ تستمعين لكلماتي المذكرة بما جرى صباحا وبهوية الشاب واضح فضة أنا اعرف انك قد لا تعلمين ماهية الشاب وحقيقة أفعاله ولكن سأخبرك بأمر واحد هو يتوعد لك بكل شر ... وان أردت تنبيهك فلا ينسى المعروف سوى ابن الحرام ... كنتِ نعم العون لي سابقا وما اقترحه عليك هو حل لأمر قد يؤذيك لاحقا .. "
نظرت فضة لعيني آسيا والقهر يأكلها أمام تصرفات الفتاة التي يظهر انها لم تنسى المعروف السابق ... غمغمت ببضع كلماتٍ وكلها ينتوي الهرب بعيدا جدا في هذه اللحظة عن كل ما يجري ...
"لا عليك آسيا , وشكرا لك لتنبيهي ... ولكن لا تقلقي ابدا انا أعرف كيفية التصرف مع هذه الاشكال .."
وودعت فضة آسيا ملتفتة عنها بألم ... وقلب تتقطع نياطه ودموعه متغلغلة بأسى داخل زمردتيها السوداء ... عالمة ان تلك الفتاة مشروع ناجح لعلاقة حب جدية .. فتاة مناسبة له من كل الجهات ... عكسها هي تماما ...


************************************************** ***
تطلع ضرار للأوراق المكومة حوله بإنهاك نفسي قبل ان يكون جسدي , تتبع الساعة أمامه مكتشفا ان موعد اجتماعه مع الكادر الإداري قد اقترب .. لكن ألان جسده ينازع مطالبا بفنجان قهوة سوداء بدون قطرة سكر لتريح جسده بعد خمسة ساعات عمل متواصلة ...فهو أحوج الناس بما يعدل مزاجه ... لم يكد يضغط زر الاتصال بالسكرتيرة حتى سبقه دخول مساعدة للمكتب بعد ان طرق الباب :
"سيدي زوجتك هنا ..تتساءل إن كنت متفرغا ؟! .."
صدم لبرهة لم تتجاوز الثانية إلا وسرعان ما استدرك قائلا بحدة موجهة داخليا ناحية زوجته :
" ادخلها ... بسرعة .."
شعره بالضيق يكتسحه وهو يبعد ربطة عنقه بخفة محاولاً التخفيف من حدة مزاجه ... فإن هرب منها لا تسمح له وان بقي جانبها محاولا رمرمة الجبال الفاصلة بينهما تشبعه كمدا وحسرة ....
تقدمت ريفا بخطوات مترددة تضم حقيبتها السوداء لفستانها الأسود وحجابها الذي يماثله سواداً وكأنها خرجت من عزاء مناقضة بلباسها ملامحها بشرتها البيضاء مع شامة (حبة خال) شرقية تتربع على خدها بوضوح بعض الخصلات التي أظهرت خصلات شعرها العسلي ....ليكتمل مظهرها الملائكي للناظر لها للوهلة الأولى بمقلتين من نتاج خلية نحل صافية ..
تتطلع له بجوع كان واضحا لعيناه المتتبعة لمشاعرها المتلاحقة على وجهها ...
تداهمها رغبتها قربه عيناها تمسح تفاصيله بحرفية ابتداءً من البذلة السوداء التي تحدد معالم جسده .. أكتافه المتخاذلة وكأنه يتعرض لأمر لم يمكن بالحسبان، الى التجاعيد البسيطة التي بدأت بالظهور أسفل حنجرته ... وكسرة العين الواضحة بألق معطيه إياه رونقا عمريا يتناسب مع وقار شخصه المعروف ... وكأن كل تفصيل فيه خلق ليهز أركان سكينتها ... ويثير زوابع الغيرة داخل نفسها ....
مشاعر كثيرة اكتسحته وهو يرى نظراتها له منها الشوق الجسدي الذي أظناه كرجل له احتياجات معتاد على تلبيتها ومنها الاسى لمعرفته انه مع انتهاء زوبعة الرغبة والمشاعر المتلهفة سيبدأ فيلم ريفا المعتاد وكان تواجدهما مع بعضهما يحتم حدوث صراع رغبات منتهي بعبارة ... "هذا الموعد مناسب للإنجاب .. الطبيب الفلاني اخبرني بذلك .. "
وكل مره تضيف اسم طبيب جديد وتزداد معه معاناته ... كرجل لم يتوقع يوما ان يصل به الحال بطلب يتمثل بمشاعر او حديث جانبي او حتى ملاطفة كلامية او جسدية حتى غير منتهية بأهداف ومواعيد محدده ... غمغم باستهزاء منقطع النظير مانحا لملامحه بالامتعاض جراء أفكاره بلا أي محاولة لإخفائها عنها :
" من الطارئ الذي أتي بك ريفا ؟ هيا اخبريني أم أن هنالك المزيد من الدراما ؟! "
لم تجبه مباشرة إلا أنها شعرت بشرارة حاجته لها .. لما جعلها تتوجه مباشر بخطوات بطيئة متعمدة نحو مكان جلوسه مغمغمة له ما ان اقتربت متكئه على جانب الطاولة المقابل له :
"اشتقت لنا ضرار ... أعلم آخر فترة بيننا كانت سيئا ولكن قدر حاجتي للطفل ..
رد عليها بعنف مقاطعا إياها :
"ولما هذا الجنون ريفا ؟؟ لما بالله عليك ؟؟ رغبتك بطفل فهمتها ولكن مضلة الشك والغيرة والنكد والأسى والحزن التي تحيطين أجواء المنزل بها بعد وقبل كل محاولة ..."
لم تجبه ليزفر بغضب متطلعا لها ...
" غادري ريفا , لم يعد بمقدوري تحمل المزيد ... حقا لم يعد .. لدي عمل وهو الأولى ألان "
لم تعلم كيف خرجت الكلمات منها الا أنها خرجت باندفاع وشراسة :
" افهمني أنا خائفة من ان تتزوج غيري هلع يصيبني مجرد تفكيري بهذا الاحتمال .."
مسح بكفه معالم وجهه بمحاولة لاستدعاء صبره فلم يعد يتحمل مقدار ذرة واحدة من الاسطوانة التي تعيدها عليه كلما شعرت بخطاها ...
"وهل الخوف من زواجي سبب لتحولي حياتنا لجحيم ، أنا وابنك ..ابننا لمدة أربع سنين كاملة ؟؟!! "

غمغمت مقتربة منه بكفها :
"ولكن انا .."
"هدر بعنف وهو ينهض من مقعده بعد ان فاض به الصبر :
" ولكن أنتِ ماذا ؟! أنت اعظم مستهترة رأيتها بحياتي تخرجين من المشفى بعد انهيار عصبي ولكن لترضي رغبة جنونية بالصلح طرأت لك تأتين لمؤسسة لم استلمها ، الا اليوم مع السائق لمسافة تقارب 40 كيلو مترا وحدك ..."
"الأمر ليس هكذا افهمني لقد اتصلت بعبد وهو من اخبرني مكان تواجدك وانا أردت الاعتذار فقط الاعتذار .."
لعن الساعة التي أفسح لعائلة مساحة لتتدخل في حياته ..وها هي النتائج امامه ... أخ نصب نفسه مستشار العلاقات الزوجية .... و زوجه تحولت بفضل تدخل والدته وأخواته لآلة معنية بالإنجاب فقط متناسية ابنها .. متناسية ان زوجها بحاجتها كأنثى بروح تشعر به أكثر من حاجته لطفل ....
)
تناهى له صوت بكائها محملا بغمغمة آسيّه :
" آسفة .. اقسم لك أن كل ما يبدر مني خوفا من أن تأخذك مني الحياة .... وان تتزوج أخرى .. انت الابن الأكبر لعائلتك ضرار رجل العائلة بحاجة لسند لأطفال يحومون حولك وأنا لست بقادرة على مدك بهذا .. افهمني أرجوك "
هتف بنزق وألم داخلي على ما تفعله بنفسها وبه من جنون معيدة نفس الشريط المشروخ :
" بالله عليكِ الم تكتفي دموعا ... هربت من الجنون الحثيثي الذي أصبح جزء رسمي من يومي وألان تأتين لتكملي مشاهد الدراما داخل الشركة ..يا امرأة بالله عليك غادري وأكملي بكائك لوحدك دون فضائح واشكري الله على الطفل الذي منحنا إياه ....لا تتكبري على النعمة محيلة حياتنا لمسلسل مكسيكي شنيع وإلا اقسم لك ان تري ضرار جديد لم تعرفيه طوال سنوات زواجنا العشر "
وأشار بيديه لها بالخروج منهيا النقاش وهو يستدير بجسده عنها متطلعا عبر النافذة الزجاجية الممتدة من سقف المكتب الى الأرض مظهره زحمة السيارات نتيجة انتهاء فترة دوام الموظفين في اغلب الشركات عدا شركته نتيجة للاجتماع المتأخر ...
تصلب جسدها أثر قسوته وتوقفت شهقاتها عن الخروج مكتفيه بسقوط دموعها نحيبا على ما أوصلت زواجها إليه فها هو ضرار أكثر الناس صبرا عليها تحول الى النقيض تماما ولأول مره ترى النتائج السوداء التي حذرتها منها والدتها ...
الا أنها لم تكترث لقسوته وهلع من ان يتركها تملكها مما جعلها تقترب من أكتافه الشامخة معانقه جسده بعنف ،وكلها يتجاهل تصلب جسده رفضا لقربها :
"أنا احبك ..أحبك .... أرجوك سامحني .. أعدك لن يتم فتح موضوع الإنجاب من جديد . وسأكتفي بما يقسمه الله .. ولكن لا تحرمني منك انا لست بأهل لمثل هذا الأمر "

انهى تصلب جسده بحركة كانت بادرة شفقه أكثر منها قناعة بأحاديث ريفا فأي قلب حجر يملك حتى يزاحم توسلاتها ويرفضها ... ليلتفت معانقا إياها بهدوء زارعا رأسها داخل تجويف رقبته سامحا لها بإكمال دمعاتها الباقية ... وكله يئن رفضا لما فعل .. فتماشيه معها لم يعد ناتجا عن رغبته بإنجاح زواجه لا بل ناتجا شعور شفقه أصبح يكنه لمن أضحت سراب زوجه لا اكثر ...

************************************************** *****
فتح باب المصعد لتخرج عالمة أن حاجتها للهدوء في الساعات السابقة بسبب الآمها وتوترها قد تلاشت ما ان شعرت بنسمات الهواء تداعب حجابها لتعود غازية عاشقة الصخب كعادتها متمتعة بالضجة التي صدحت حولها فجأة فلكم تكره الهدوء والصمت ... الاصوات حولها متزاحمة عمال يتحدثون وعاملات تتضاحك في نهاية يوم عمل متعب مع التطورات الجديدة فكل منهم لا يعلم القادم .. سيارات مزدحمة نتيجة الوقت الموحد لنهاية الدوام ... طالما كان الصخب يجذبها أكثر وكانها ولدت لتحيا في مثل هذا الجو ......
تقدمت وهي تضم حقيبة العمل المستطيلة بيد وباليد الاخرى تحمل حقيبتها الشخصية ...حجابها ذو اللون العسلي يستكين مغطيا شعرها بينما ستره زيتية اللون صوفية طويلة تتناسب مع برودة الجو تلف قدها مغطية كامل جسدها الى أسفل الركبة بقليل بينما بنطال (كولدروي) عملي بلون عسلي غامق ... فتح باب مصف السيارات لتتقدم بخطوات هادئة نحو سيارتها ... وعيناها تترصد الموظفين وهم يحركون سيارتهم بخفة ... ليأتي لأذنها غمغمات ناتجة غالبا من "مجموعة الأنس " فأذنها لا تخيب ..
" سمعت من أحد الموظفين ان زوجة المدير الجديد قد أتت لفرع المؤسسة اليوم .."
ردت الأخرى بحاجب مرفوع ونبرة متعجبة:
"كيف علم ذلك الموظف ؟! "
رد الأخرى عليها بتفسير :
" يقول انه قد أتي ليسلم وجبات الغذاء كعادته للقسم الإداري .. وهناك سمع همهمات من احد الموظفين بشأن تواجدها .."
لترد أخرى منهن :
"لما أتت المرأة ولم يكد يمضي الرجل اول يوم في المؤسسة ؟؟! "
"ربما ليست زوجته ؟! "
" لا لقد تأكدت إنها زوجته الرجل متزوج وزوجته من نفس بلادة امرأة محجبة من القرى "
"هل هو من القرى ؟! "
"أجل كما وسمعت انه من عائلة كبيرة هناك , ولكن شكله غالبا لا يوحي بذلك ... "
"حسنا من القرى او لا غداً سنقيمه جيداً ونرى اذ كانت زوجته غيور ... او أن السيد رجل لعوب يجب ان تراقبه باستمرار .."
واستمر الحديث بينما معالم وجهها مليئة بالاستهزاء من الوضع ككل متسائلة داخلها عن كم الفضول الهائل التي تمتلكها تلك النساء ليستطعن معرفة أخبار المؤسسة وهي تبعد المعامل مسافات شاسعة ... تجاهلت كل هذا وهي تسرح عيناها بشعاع الشمس الذي قارب على الخفوت رغم أن الساعة لم تتجاوز الخامسة ولكن تحديدا التوقيت من هذه السنة معروف بقصر نهاره ....
بدأت تنساب حولها التفاصيل بتباعيه ما ان دخلت بسيارتها الازدحام وتجمع البشر ..الحوارات الجانبية بين بعض المشاه والصراخ بين بعضهم الاخر ..اطفال يعبرون الشوارع تفاصيل كثيرة كانت عيناها تلتهما كالعادة ... لتتوقف عند إشارة المرور بروية بينما أصابعها تقترب من المذياع منتظرة حلول برنامج المساء الإذاعي الفكاهي كالعادة ....
***********************************************
دقق عبد بالاسم المصفوف أمامه مرات ومرات بتعجب من الصدفة الغريبة العجيبة ...
"غازية منذر عبد القادر النسور .."
لم يملك عبد الا ان يشد عودة وهو يقرأ الاسم مرارا وتكرارا بعدم تصديق ، عالما ان ضرار يجب ان يعلم , رغم أن مثل هذا الاسم في مثل هذا الوقت من زواجه هو ريفا لن يكون عاملاً ايجابيا لزوجة اخوه ولكن لا يستطيع إخفاء الأمر فضرار سيكتشف الاسم مع الكشوف المرسلة إليه منذ قليل ....
تحرك بخطوات رشيقة متوجها نحو ضرار القابع في المكتب الرئيسي .. الا انه سرعان ما استدرك حركته وهو يرى ريفا تخرج من مكتب ضرار متأبطة ذراعه ، ليأخذ نفسا عميق يحاول به التريث قليلا وعيناه تتطلع مجددا للإسم متذكرا صاحبة العيون العيون السوداء الحاده... القزمة المراهقة ... صديقة الطفولة ...غازية منذر النسور زوجة اخية السابقة .... وابنة عم ريفا ...



التعديل الأخير تم بواسطة noor1984 ; 03-05-17 الساعة 11:49 PM
Märäĥ sämį غير متواجد حالياً  
التوقيع
تنزل في قلوب أحلام


رد مع اقتباس
قديم 04-05-17, 03:47 AM   #20

باسم محمد ابراهيم

? العضوٌ??? » 360279
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 965
?  نُقآطِيْ » باسم محمد ابراهيم is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
Märäĥ sämį likes this.

باسم محمد ابراهيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:54 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.