وجوه الشك * مميزة ومكتملة *

[أميرة الوفاء]

"لماذا؟.... لماذا لم تخبرني الحقيقة كاملة؟..... كنت تراسل خالتي و تبعث لي بالمال؟........ ادفعت لها مقابل على زواجي من يوسف؟...... رسمتما الخطة معا و انا جئت كالغبية البلهاء معتقدة انني وافقت بمحض ارادتي ﻻني احببت ابنك و حفيدك و اردت ان اخرج يوسف من ازمته لم اعلم اننا كجنود على رقعة شطرنج تحركنا اصابعك و تضعنا بالمكان الذي خططت له مسبقا مع شريكتك سماح......

دليل براءة ميرا يا يوسف سمعته بأذنيك ، هي لم تتزوجك طمعا في المال بل لحبها لك ورغبتها في مساعدتك حتى تتجاوز الماضي وتشفى من عقدك .. لكن ماذا قدمت لها أنت في المقابل للأسف ذل وإهانة وقسوة واتهام و... .. هاهي الحقيقة أمامك فماذا ستفعل ..؟ا


إذن ميرا مصرة على الاجهاض .. لازال لدي أمل أن هذا لن يحدث .. ممكن هي ماتقدر ويأنبها ضميرها لأن الجنين ليس له ذنب تكون سبب حرمانه من الحياة وبذلك تتراجع في اللحظة الأخيرة ،أو ربما نادين تتصل بيوسف وتخبره ويصل بالوقت المناسب قبل فوات الأوان ..

شكرا لك .. بانتظار القادم إن شاء الله ..

[Topaz.]

مسائكم دعوات تحلق الى السماء
وتعود باستجابة باذن الله 💭

بارتات جميلة هند

سماح كانت تخدع ميرا
وتستغلها حتى تحصل
على المال وبالبداية
استغلتها حتى ترجّع
علاقتها بباهر 😕

رفضها ليوسف هل
لأنها ما كانت تعرف
بموضوع الزواج او
لأنها اختلفت مع باهر
على المال ؟

فيروز معها حق برفض
ميرا .. اكيد انها هَم كانت
تخاف ميرا تطلع نفس
امها وخالتها

يوسف هل راح يصدّق
ميرا او ح يشك ان هذي
هَم خطة منها ومن ابوه

ميرا بعد كلام فيروز
ومعرفتها بالحقيقة زاد
اصرارها ع الاجهاض

اكو احتمالين .. لو يوسف
لحقها وراح يعرف بالّي
ناوية عليه او نادين تخبره
بهالشي ، اني اتمنى انها
هي الّي تتراجع قبل ما
يعرف يوسف وتقرر تحتفظ
بابنها

مشكورة قلبي وتسلم
ايدچ

[زهرة الغردينيا]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أدرك يوسف الآن أن ميرا بريئة ولم تأخذ
أموال من والدة .
ميرا تسرعت بإجراء العملية
أعتقد أنها ستغير رايها فى اللحظة الأخيرة
و تحتفظ بالطفل
بإنتظار الفصل الأخير
شكرا على الفصل
💚💛💙💜💖

[Roqaya Sayeed Aqaisy]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 8 والزوار 1)
‏Roqaya Sayeed Aqaisy, ‏Roselle, ‏نفحات الزهر, ‏rasha shourub, ‏rahaf_1, ‏hedoq, ‏فتاافيت22, ‏مذكرات

[rasha shourub]

فعلا الخداع صعب جدا وخاصة ممن تثق بهم ميرا عندها حق يا رب يلحق يوسف قبل الإجهاض . غريبة أم ميرا انها كانت بتساعد أختها على خطف رجل من مراته وخراب بيتها تسلم ايديك بانتظار الجزء الثاني

[Roqaya Sayeed Aqaisy]

شبسرعة النهاية الرواية كانت روووووعه بكل معنى الكلمة انت دائما متميزة بأفكارج هنودة
المسكينه فيروز هسه عرفت القصة والله حقها تطرد ميرا الي صار بيها مو قليل .
اتمنى يوسف يلحك على ميرا قبل العمليه ... عاشت ايدج هنودة وانتظر الجزء الثاني بشوق
راح اشتاق للابطال هواي

[أميرة الوفاء]

مساااااء الخير ... تسجيل حضووووووور ...

[انجوانا]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 25 ( الأعضاء 18 والزوار 7)
‏انجوانا, ‏قمر الليالى44, ‏samiataha, ‏صمتي اجابتي, ‏الياقوته الحمراء, ‏timo_antimo, ‏ovis, ‏زهرة الليلك4891, ‏همس البدر, ‏رؤى حميد, ‏hidaya 2, ‏whiteduck, ‏أميرة الوفاء, ‏prue, ‏اجمل غموض, ‏Mat

[قمر الليالى44]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزء جميل ومؤلم بالنسبة لميرا التى اكتشفت حقيقة خالتها الطماعة
فيروزة معها حق لتكرههن لانهن السبب فى دمار زواجها
فيروزة تحملت الكثير من سماح واختها
لكن ميرا ما لهاش ذنب
نادين اتمنى لو اخبرت يوسف ينية ميرا الاجهاض
اتمنى يصل يوسف قبل ما تجهض فعلا ويخسرها
يسلموو يا هند
وبانتظار القادم

[هند صابر]

وجوه الشك

الفصل الثاني و العشرون و الاخير ج2...........


(اريد اثبات)




لم تتوقع ابدا ان اجراء العملية صعبا هكذا و مؤلم ....... كما انها تأخرت كثيرا فقد خرجت من المنزل باكرا و الان تبلغ الرابعة عصرا... بعد اجراء العملية اصابتها بعض المضاعفات و اضطرت ان تبقى و تتلقى عناية خاصة.

عندما دخلت مع نادين الى حديقة القصر ابيضت الدنيا بعينها و كادت ان تقع لولا يد نادين التي اسندتها..... لاقاهما راجح الذي كان خارجا و قال بتعجب: "ميرا؟...... يالك من شاحبة انت مريضة جدا...... "
هي و ببهوت: "لا عليك انا جيدة"

تركهما و خرج و هو يتلفت نحوهما و بدى مستغربا.

في الداخل استندت ميرا على الجدار قائلة بانهيار: "لا استطيع الصعود على السلم ..... ارجوك ساجلس هنا... اريد ماء.... احضري لي شيئا.... مرارة قوية بفمي"

اسرعت نادين و سارت هي ببطء الى الكرسي القريب من باب حديقة الظل و احواض الاسماك الداخلية و استغربت بابها المفتوح كأن فخرية تروي النباتات الان ..... جلست على الكرسي بصعوبة و لما اسندت رأسها على الجدار واغمضت عينيها فتحتهما بسرعة عندما سمعت صوت لبنى داخل الحديقة و هي تقول بنبرة خافتة: "تمكنت و لم يعد ينفع شيء"

ديما و بسرعة: "بالعكس انها تمر بمرحلة سيئة الان..... علاقتهما شبه منتهية..... كل ما خططنا له جاء بنتيجة جيدة و كدنا ان ننتصر لولا انسحاب غسان و انشغال زياد بتلك الغبية قريبتها"

لبنى و باستخفاف: "ما به زوجك صحى ضميره فجأة؟.... ماذا فعلت له تلك الساذجة هو الاخر حتى يتعاطف معها؟"

ديما و ببرود: "لا اعلم كأنه تقبلها زوجة لاخيه "

لبنى و بانفعال: "تقبلها؟.....اليست هي التي كانت تهدد بزواجها من يوسف مستقبله و قرر ان يضع يده بيدك ليبعدها بعد ان عرف قرار والده بضمها الى الوصية ..... ما الذي تغير الان؟"

ديما و بغيظ: "انها صلة الدم يا اختي.....كأنه حن اليها"

لبنى و بغضب: " الم تعديني انت و هو بانني الزوجة المناسبة ليوسف؟... تلك ستشارك بالتركة و كل تلك الثروة؟....... كل الذي فعلناه هباء؟..... زياد الغبي ما به؟..... لما لم يوقعها لحد الان... كيف سيصدق يوسف انها سيئة و"

قاطعتها ديما و اشارت ميرا الى نادين التي اتت مسرعة و بيدها كأس لتتوقف و لا تحدث صوتا عندما قالت ديما بهمس: "اششششش اسكتي الان لئلا يسمعك احدهم لنفكر برويه اكثر"
عضت ميرا على اصبعها بقوة حتى كادت ان تدميه و نهضت قائلة بدموع و همس: "خذيني من هنا ارجوك "

جذبتها من يدها و اتجهت بها قائلة: "تعالي الى غرفتي استريحي"

دخلت معها و اجلستها على السرير وهي تتطلع بها بحزن و شفقة ..... قالت ميرا بحسرة: "يالك من مسكين يا يوسف....الكل مشترك لتحطيمك.... الكل يظلمك ... يا ويلي لقد وقعت ضحية لمؤامرة كبيرة يا نادين..... انها غابة ..... الكل وحوش..... لقد افسدوا حياتنا....... وضعوا الف عثرة بيني و بينه و زرعوا الشك بقلبي و قلبه .... اوهموني انه مختل و مجنون و خائن و اوهموه اني سيئة اوصلوه للطلاق و اوصلوني لقتل طفلي..... قتلت طفلي من اجل هؤلاء؟... يحفرون لنا و نحن غافلون .... غسان ايضا؟..... انا ابنة عمه!.... ديما و زياد و لبنى و بشرى! ...... انهم عصابة... عصابة و ما خفي كان اعظم" و تطلعت بنادين بنظرات الاسف و هي تتذكر خالتها و خداعها و زيفها.
بعد ان ارتاحت قليلا نهضت قائلة: "علي ان اذهب الى غرفتي لا اريد ان يشعر احدا بشيء"

صعدت السلم ببطء شديد و هي تشعر بوخزات الالم حتى انها لم ترى يوسف الذي كان ينزل السلم ببطء و هو يراقبها بتفحص و دهشة و عندما رفعت بصرها والتقت عينيهما تهاوت الى الوراء و اسرع ليمسكها..... ارتمت بجسدها عليه و احاطها بقوة حتى اوصلها الى الغرفة و قال و هو يدخلها باهتمام: "لم صحتك متدهورة هكذا؟...... اين كنت؟... ماذا جرى لك اخبريني؟"

تمنت ان لا يتركها و يبتعد فقد شعرت بدفأ صدره انها بحاجة اليه اليوم بشدة..... بقيت صامتة و جال بصره بوجهها و قال بنبرة حازمة و قوية: "اين ذهبت مع قريبتك كل هذه الفترة؟...... اخبريني ماذا تخبئين ايضا؟..... مرتين خرجت ابحث عنك.... اين امضيت النهار بطوله؟"

ابعدت بصرها و قالت: "لا يهمك امري لذلك لا احب ان ازعجك بحالي"

قال و هو يمسك وجهها: "كيف تقولين ذلك؟..... كيف لا اهتم لامرك؟....... ان كل تفاصيلك تهمني..... اين كنت ميرا؟.... ما الامر؟ لقد تماديت بغيابك عن المنزل بين الحين و الاخر؟"

قالت بضعف: "كنت بعيادة الطبيب"


ابعد يده عن وجهها بسرعة و قال بقلق: "لماذا؟..... تعانين من مشكلة ما؟... لما لم تخبريني لكنت جلبت لك الطبيب الى المنزل؟"

جلست ببطء على السرير و قالت بصوت خافت: "ليس بالامر الهام... كنت متعبة قليلا"
هو و بملامح صارمة: "قولي الحقيقة..... اعرفك عندما تخفين امرا"

قالت بانفعال: "كنت حامل و"

ولم تكمل عندما لاحظت التغيير الذي طرأ على ملامح وجهه ثم اقترب منها و هو مركزا بشفتيها منتظر ان تتحدث و قال بذهول: "كنت؟"

ابتلعت ريقها و قالت بانفاس متقطعة: "تخلصت من الجنين.. اجريت عملية اجهاض.... لا تقلق انتهى كل شيء لم يعد هناك ما يربطنا و سأرحل "
سحابة قاتمة من الغضب غطت ملامحه و ضغط على اسنانه و بدأت انفاسه تضطرب و قال بنبرة غيظ: "عملية اجهاض؟"
و عضت على شفتها عندما ضرب بقبضته الجدار بعنف شديد صارخا: "غبية....... غبية"

سال الدم من جرح يده و لم يأبه و قال و الشرر يتطاير من عينيه: "كيف فعلت ذلك؟... كيف تجرأت؟.. اود ان اقتلك الان....... كيف تخلصت من الجنين دون ان تسأليني ان كنت موافق ام لا؟.... الست ابوه؟ لقد تلاعبت بحقي..... غيبتني تماما و كأني اي رجل بحياتك لا اهمية له"

امسك يده المصابة كأنها بدأت تؤلمه و هز رأسه بأسف قائلا باستنكار: "عبثت بنفسك و كدت ان تخسرين حياتك.. اي طبيب غبي احمق فعل ذلك؟.... انظري كيف حالك الان؟...... تكادين ان تموتين الا يراعي صحتك؟ انت لا تعلمين شيئا عن مخاطر تلك العمليات كل يوم نسمع كوارث عنها .......كان على الاقل اخبريني "

استغربت من كلامه.... لما كل هذا الغضب؟... ماذا يقصد بذلك؟...... قالت و العبرة تخنقها محاولة ان تحبس دموعها امامه و تبدو قوية: "كيف اخبرك يوسف؟.... الم ينتهي كل شيء بيننا؟..... اعرف ردك و متوقعة ردة فعلك و خائفة من كل شيء.... انه التصرف المثالي لمثل ظروفنا"

قال بانفعال: "تصرف مثالي؟.... انه تصرف غبي "

ثم وضع يده على رأسه و ابتعد و هو غير متمالك عصبيته ثم خرج من الغرفة وصفق الباب خلفه.

فكرت بكلامه و استغربت ردة فعله!....... كانت تتوقع منه ان يرتاح و يفرح عندما يعلم انها تخلصت من الطفل الم يطلقها؟...... ماذا يتوقع منها اذن؟

ربما هو غاضب لانها حملت اساسا.... لا تستطيع ان تفهمه ابدا.


فوجئت عندما دخلت فيروز و بملامح قلقة و قالت لها بسرعة: "صحيح ما فعلته بنفسك؟.... ان تصرفك كان مجنونا...... لما فعلت ذلك بدون استشارة ؟....... يوسف يكاد يجن"

هي و بفتور: "كيف يريدني ان احتفظ بالطفل؟... يعتقد انني ساترك الطفل له كفيرا المسكينة....... مستحيل"

دخل باهر بخطى واسعة و قال بتأنيب: "لقد خيبت ظني بك ميرا..... ان تصرفك غير معقول.... اذيت نفسك و اذيتنا جميعا"

خفضت بصرها و عذرتهما انهما لا يعلمان ما حدث لا يعرفان ان يوسف طلقها ...

بعد قليل فتح يوسف الباب قائلا: "الطبيب وصل من فضلكم"

خرجوا جميعا و قال الطبيب و هو يمسك معصمها ليقيس نبضها و بابتسامة: "لن آتي لالومك فمازلت صغيرة و الشباب دائما مندفعين باتخاذ القرارات "

و رمقها يوسف بنظرة استياء و حيرها موقفه و لا تعلم ان كان مهتم بها شخصيا و قلق عليها؟... ام شيء اخر لا تدركه؟
واصل الطبيب معاينته حتى قال: "انت الان بحاجة الى علاج ..... اياك و الاجهاد عليك ملازمة السرير يومين على اقل تقدير"

بقيت في غرفتها ساعة تقريبا بعد انصراف الطبيب مع يوسف حتى فاجئتها فخرية بوجبة طعام متنوعة قائلة: "كل ذلك ستأكلينه.... عليك تعويض ما فقدته"

هزت رأسها نفيا و قالت بنبرة واهنة: "اريد النوم فقط..... ليس لي طاقة على تناول الطعام"

توسلت فخرية الا انها اصرت ....... خرجت بالطعام و اذا بها تعود اليها و خلفها يوسف الذي قال بحزم: "ضعيه هنا"

وضعت فخرية الاطباق على المنضدة و قربتها من السرير و خرجت ........ جلس قربها و بوجه جامد التعابير قال بلهجة امر: "تناولي الطعام امامي و كفي عن التصرف بدون رقابة و بتهور... ادركت انك مجرد طفلة حمقاء بحاجة الى رقابة مشددة"

امسك الشوكة و قرب قطعة من البطاطس المحمرة الى شفتيها و عندما ابعدت وجهها الى الناحية الاخرى ادار الشوكة معها و لما رفضت اجبرها ففتحت فمها مرغمة و اذا به يبعدها فابتسمت رغم كل ما بها من جروح لمداعبته و انزلت بصرها على يده المضمدة و فترت ابتسامتها ...... انها غير معتادة على اهتمامه بها تبدو غير مصدقة .... ربما لانه طلقها اصبح يعاملها كفتاة غريبة عنه و يجاملها.

بعد ان انتهت من تناول الشيء البسيط من الطعام من يده ....ناولها الدواء و قال لها بتأمل: "سمعت كلام الدكتور.... ملازمة السرير اسبوعين على الاقل......"

اتسعت عينيها قائلة بتذكير: "يومين على الاقل من اين اتيت بالاسبوعين؟...... على كل حال شكرا لاهتمامك "
قال بنظرات عميقة: "فعلتك لها عقوبة.... نظرا لسوء حالتك الصحية و ضعفك اجلت الحساب لاشعار اخر"

ضحكت مع نفسها انه يعتقد انها باقية حتى يتمكن من حسابها...... سترحل لم يعد هناك شيء يربطها هنا...... عليها مواجهة سماح و النظر بعينيها و عتابها ...... انها بحاجة الى ذلك.

اطفأ النور و قال: "سانام في غرفتي الخاصة ان احتجت الى شيء فقط ابعثي لي"

نامت حتى الصباح و بعمق و كأنها لم تنم دهرا.

في اليوم التالي و بعد الظهر كتبت رسالة الى باهر اخبرته بها انها عائدة الى صور لان يوسف طلقها و اعتذرت لانها لم تودع احدا مبررة ذلك بانها لا تريد ان يمنعها احدا من الرحيل لانها غير قادرة على البقاء بعد ان انتهت مهمتها في هذا القصر......

شعرت بدموعها تنساب لكنها قاومت ذلك و تسلحت بشيء من القوة ...... اتجهت الى آنية الزهور و ابتسمت بسخرية و هي تتطلع الى الزهور ثم سحبت ورود الاوركيد و تركت النرجس لوحدها...... يبدو ان النرجس فعلا يقتل من في جواره و يحب الوحدة............. ذهبت الى غرفة الصغير و قبلته كثيرا بجميع انحاء وجهه و بيديه قائلة بحنان: "اسفة.... لم اقدر.... الكل هنا غير راغب بوجودي.... تعبت لست مستعدة لمزيدا من العطاء اريد الابتعاد و المواجهة مع من خذلني"

استطاعت ان تغادر دون ان يراها احد من العائلة و من غرفة المطبخ و ودعت الخادمات فقط ....... كانن حزينات لرحيلها لكنهن احترمن قرارها و ايدنها بالابتعاد.

كانت نادين طوال الطريق مسندة رأسها على النافذة و شاردة و باهتة حتى انها لم تقابل زياد في اليومين الاخيرين.... و ميرا مكسورة القلب و تشعر باليتم كأول يوم رحلا به والديها عن هذه الدنيا...... لم تعد سماح عائلتها و مأواها كما كانت تتوقع... كانت تثق بها كثيرا حد التسليم لها بكل شيء في حياتها..........
لقد عادتا من بيروت خائبتان و كلا تركت شيئا هناك.

بعد الغروب و صلتا و كانت ميرا بحالة صحية سيئة .... تسير ببطء و ليس هناك قطرة دم ببشرتها الشاحبة و نادين صامتة طوال الوقت.

فتحت نادين باب الحديقة ........ تأملت ميرا الحديقة الصغيرة بعيون مختلفة و شعور اخر و هي تسير و تتذكر سذاجتها عندما كانت تظن ان ذلك المكان هو جنتها الصغيرة و انه يفتقر الى مظاهر البذخ و الرقي لكنه يتسم بالبساطة و غني بالحب و التفاهم و الصدق و تظن ان هنا اسرتها الحقيقية التي احتضنتها و احاطتها بالحب و الامان و عوضتها فراق و الديها... تبين لها ان كل ذلك مجرد وهم.


عندما طرقت نادين الباب تبادلت النظرات مع ميرا المتوترة المنكمشة و عندما فتحت الباب سماح ساد صمت قصير و اتسعت عيني سماح بدهشة لما رأتهما و بقيت تتطلع خلف ميرا معتقدة ان معهما احدا ..... عانقتها نادين و اثناء العناق تطلعت سماح بميرا التي رمقتها بنظرة فاترة.

و لما ارادت معانقتها تركتها ميرا و فتحت ذراعيها لفادي الذي ركض و عانقها قائلا ببراءة و لهفة: "ميرا.... ميرا......"

قبلت رأسه و لم تتطلع الى سماح التي قالت بانفعال: "لا اصدق عيني .... لماذا لم تخبراني انكما عائدتين؟"

ادخلت نادين الحقائب و قال فادي بحماس: "وحدك؟.... اين زوجك؟"

ساد القلق و قالت سماح بتوتر و تفحص: "تبدين متغيرة ميرا...... اين يوسف؟...... هناك مشكلة؟"

خفضت بصرها و اجابت نادين بهدوء: "لقد عادت ميرا نهائيا.... انفصلت عن يوسف"

شهقت سماح و تلاشت ابتسامة فادي و دخلت نادين الى الداخل .....

تهاوت ميرا على الاريكة في الصالة الصغيرة و قالت ببرود: "الذنب ليس ذنبه....... انا السبب..... مشكلتي الثقة..... اثق بمن حولي و اتعامل مع الاخرين بحسن نية"

و بقيت تنظر الى سماح مطولا حتى ارتبكت و قالت لفادي بسرعة: "اذهب حبيبي و اجلب ماء لميرا "
و عندما ذهب نظرت اليها بحرج و قالت: "كنت واثقة ان عمك سيخبرك شيء عني و ربما تشوهت صورتي امامك.......... لكن كوني واثقة انني فعلت كل شيء لمصلحتك"

ابتسمت بحزن و نهضت قائلة باستخفاف: "مصلحتي؟"

و تركتها و ذهبت الى الغرفة و تبعتها سماح و اغلقت الباب قائلة: "ميرا ...انا"

التفتت اليها قائلة بانفعال: "مصلحتي ام مصلحتك انت؟.... كنت تخدعينني طوال الوقت...... لقد خذلتني ........ و رغم تلك الحقيقة المرة لم اجد سوى هذا المنزل لاعود اليه عندما اغلقت الابواب بوجهي..... الى اين اذهب يا خالتي؟..... لم اجد الامان و الحب في بيت عمي و لم اجده هنا..... انا بين نارين..... لماذا فعلت بي ذلك ؟..... تطلعي بعيني و اخبريني لماذا؟"

سماح و بحزن: "رجعت الى هذا البيت لانه بيتك الحقيقي و انا امك ...... لا تحقدي علي ارجوك .... اعترف انني كنت انانية لكني لم اقصر معك بشيء منحتك نفس الحنان الذي اعطيته لاولادي..... كنت مضطرة ..... انا امرأة فقيرة الحال و مررت بكثير من الازمات ...... جرت علي ايام لا استطيع فيها اطعام ولداي ..... خطأي انني اخفيت عنك و"

قاطعتها قائلة بدموع: "كل ذلك ليس مبرر كل ذلك لم يجيبني على سؤالي...... ماضيك السيء صدمني لكن لا اقدر ان احاسبك عليه هذا ليس من شأني و لا من حقي ..هذه حريتك الشخصية ماضيك خاص بك لكن ان تخفي عني انك تأخذين الاموال باسمي و تتفقين مع عمي و تسيرني حسب رغباتك حتى وصل بك الامر انك تعرضين عليه صفقة الزواج و تكسبين ثمنها هذا ما لا اسامحك عليه ابدا ....... كيف استطعت كيف قدرت؟ تكذبين امامي بكل براعة و تتظاهرين انك ناصحة و رافضة لذلك الزواج ........... اشتريتني قبل سبعة اعوام بثمن يا خالتي و بعتني بعد السبعة اعوام بثمن ايضا ......... مارأيك بنفسك؟"

فركت سماح يديها ثم بدأت تنهار و تبكي و تتكلم و تبرر و تشرح وميرا تتطلع بها بأسف لانها غير مقنعة ....... انها سيئة و مذنبة و كاذبة لكنها..... تحبها...... تحبها من قلبها ... لا تسامحها لكنها تحبها.
اخيرا اعترفت قائلة بعيون حمراء: "نعم ميرا انا طرحت فكرة زواجك بيوسف لما عرفت ما يمر به من ازمة كبيرة.... قررت استغلال الموقف لصالحنا جميعا...... انا و اولادي نستفيد و ابنة اختي تستفيد لانها ستتزوج من ابن باهر الكبير الثري و ستحفل بكل شيء و يستفيد عمك باهر لانه سيحل ازمة ابنه الضائع و يستفيد يوسف ايضا لاني بعثت له ملاك ...... جمال و خلق و براءة و صدر حنون لابنه .... و يستفيد الطفل لانه سيتربى بحضن طاهر شريف..... ليست بنيتي الاساءة الى احد منكم ...... قد اكون سيئة و مذنبة لكن دافعي مصلحتنا جميعا "

ميرا و باتهام: "و بعثت نادين ورائي للسبب نفسه .... لتعلق احدهم اليس كذلك؟....... حلمك ان تتزوج من رجل غني ...... ليس هكذا يا خالتي..... السعادة و المحبة و الطموح ليس هكذا ...... انه مكر و حيلة و كذب"

ثم وضعت يديها على جبينها و شعرت بالاعياء و قالت بخيبة: "بالعكس خالتي..... لم يستفد احدا من خطتك تلك سواك ...... انت دمرتني و رددت اليك خاسرة و مجردة من كل شيء ..... زواج فاشل و طلاق سريع و حمل و اجهاض ومشاعر محطمة .....بكل الاحوال لا استطيع ان اكرهك ... لا تقلقي ...... اتركيني الان ارجوك..... ارجوك"

خرجت سماح و بدت مختنقة و حزينة.

.................................................. ........................

بعد مرور اسبوع تعافت ميرا تدريجيا و بدت افضل و اقوى بكثير و تلقت خلال الاسبوع رسائل من باهر و ليان و من خادمات القصر لكن يوسف لا....... باهر يخبرها انه سيتركها ترتاح و تستعيد عافيتها و يأتي لزيارتها و كذلك ليان و يشرحان لها مدى انزعاجهما من رحيلها المفاجيء و لا احد منهم يتكلم عن يوسف بشيء....... كأنه ارتاح لقرارها و نسيانها .......

.....................

دخلت الى المطبخ و بيدها مغلف وقالت بارتياح: "لقد تمت الموافقة على طلبي للعمل في دار الحضانة....... ساباشر من غدا"

كانت نادين تغسل الاطباق و ابتسمت لها بدون تحمس قائلة بفتور: "مبروك"

سماح و بابتسامة عريضة: "جيد جدا..... ستشغلي نفسك و لا تفكري بعد الان بما يزعجك"

انتهت نادين من عملها و تركت المطبخ و اغلقت باب غرفتها كعادتها منذ عادتا من بيروت.
تبادلت النظرات مع سماح التي قالت بقلق: "ما بها نادين؟"

اسرعت ميرا الى غرفتها و فتحت الباب قائلة: "منذ فترة و انا لم أشأ ان اتدخل بك و اضايقك بالاسئلة...... لكن الامر تجاوز عن المألوف........ ما الامر؟......... ماذا حصل بينك و بينه؟"

التفتت اليها بسرعة ثم ابعدت بصرها .... سارت ميرا و وقفت امامها و بالحاح: "قولي الحقيقة"

رفعت بصرها وا بعدت خصلاتها الفاحمة عن جوانب وجهها القمري و قالت بضيق: "اقمت معه علاقه"
اتسعت عيني ميرا و قالت بذهول و فزع: "حقا؟..... فعلت ذلك نادين؟..... نمت مع زياد؟....... لا لا لا....... اكيد تمزحين؟"

نادين و بضعف: "لم امزح ...... حصل ذلك... واخبرني انه لا يفكر بالزواج...... و ذهب"

اشتد غضب ميرا و تناولت المجلة و صفقتها بها قائلة بصراخ: "رغم كل تحذيراتي سلمت له.... غبية ماذا فعلت بنفسك...... لا اصدق انك تخسرين مع اول رجل صادفته بحياتك طهارتك و بارادتك و بهذه السرعة...... اسبوعين فقط استطاع ان يعبث بك؟....... ومع من؟..... زياد الفاسد؟... مع الاسف.... انه اخر رجل يستحق ذلك...... ما شعورك اتجاه نفسك الان؟..... نادمة ؟....... ام معجبة بحالك؟.... الحب الذي دفعك لذلك ام الطمع؟"

قالت بدموع: "ارجوك كفى اصبحت تتكلمين مثل يوسف و توجهين الاتهامات ...... لقد ضعفت امام اغرائاته ...زياد متمكن و استطاع ان يوقعني بسهولة ..... ظننت انه سيحبني و يتزوجني... اردت تجربة الحب معه لعله يعجب بي و يتعلق بي لانه الرجل الاول بحياتي... لكنه...... تركني بالاخر... جعلني افقد الثقة بنفسي كفتاة يمكن ان تعجب شاب مثله..... تناسيت كونه ذا علاقات و خبرة و لايمكن ان يتأثر بطهارتي"

اتسعت عيني ميرا و قالت بذهول: "يا الله يا الله كيف تفكرين...... غريبة انت ...... انها نهاية متوقعة لاي فتاة تمنح نفسها و بتلك السهولة لرجل مهما كان ..... زياد او غيره..... انت فرطت بعفتك في سبيل تجربة قابلة للخسارة؟"

كم تشبه افكار امها هذه الفتاة مع انها تربت معها و تعرف كيف هي محترمة و ملتزمة.... افكارها و طمعها و حبها للوصول دفعها للخسارة الفادحة ...... تبدو نادمة لكنها تكابر و لا تريد الانهيار.

حزنت جدا لفعلتها ..... اسوء ما توقعته انها منحته قبلات او لمسات لكن ان يصل الامر الى ذلك؟..... انها معضلة و لاتعرف ما نتائجها.

.................................................. ........................

قابلت المديرة و باشرت عملها و هي مسرورة جدا لانها ستقضي نصف يومها برفقة طيور الجنة ....... الاطفال....... عالم البراءة
و بعد مرور شهر استقرت في ذلك العمل و وجدت نفسها به و احبته......... زارها خلال الشهر باهر و برفقته ليان لكن ليس في البيت حتى لا يلتقيان بسماح حسب رغبة عائلته ...... قابلها في مقر عملها و تناولت الغداء معهما في احدى المطاعم و عرفت منهما ان فيروز رحلت لكنها قررت العودة النهائية الى القصر لاضطراب الاوضاع و من اجل رامي لكن بعد ان ترتب امورها و اخبروها ان يوسف مسافرا و لا يحب ان ينقاشه احدا بموضوعها و ان لا يتدخلوا بحياته..... احزنها ذلك جدا ...... يوسف اخرجها من حياته و انتهى كل شيء.
.................................................. ..................

كان هناك رفيق لها بالعمل يتودد اليها كثيرا و يبدو مهذب جدا حتى سمحت لنفسها بقبول دعوته في مقهى قريب.

تطلعت به و ابتسمت لبساطته و تلقائيته وحزنت عندما قارنته بيوسف ..... لايمكن ان يجذب اهتمامها و اعجابها رجل بعده....يوسف لديه كم هائل من الجاذبية الحقيقية الغير مصطنعة و قد ملك قلبها الى الابد........ لامت نفسها لانها وجدت نفسها لا تسمع حديث الشاب و منهمكة بذكرى يوسف.

قال بتأمل: "اراك سارحة..... أ من خطب؟.. اساعدك بشيء؟"

قالت بسرعة: "لا ابدا...... انا استمع اليك"

قال و هو يتطلع بيديها: " مرتبطة انت برجل؟...... حب او ما شابه؟"

ساد صمت و لم تستطيع ان تجيب سؤاله و نظرت الى يديها لقد خلعت خاتم يوسف بقرار نهائي لذلك عليها ان لا تتكلم عنه امام احدا و لا تذكره.

شعر الرجل انها لا تريد ان تتحدث بالامر فغير الموضوع.........

بعد ذلك عرض عليها ان يوصلها بسيارته و كأنه مصمم ان يكون قريب اكثر حتى انه قال: "اريد ان احتسي القهوة في بيتكم ..... ممكن؟"

هي و بلطف: "ممكن و ستحب عائلتي كثيرا"

هو و بارتياح: "بالتأكيد ساحبهم"

فتحت الباب نادين و حالما رأت الشاب تسمرت نظراتها و قالت برعب: "اهلا بكم"

ثم قربت وجهها من ميرا قائلة: "لديك ضيف في الداخل"

ميرا و باهتمام: "الاستاذ خولي ضيف ايضا...... تفضل "

جذبتها نادين امامه و قالت: "يوسف هنا"

تغيرت ملامحها و غاص قلبها بصدرها و شعرت بارتجافة بيديها حتى بدأت تسمع نبضات قلبها و قالت بهمس: "يوسف؟"

دخل خولي الى الصالة و اضطرت ان تدخل معه ثم ابعدت فكرة الخوف من بالها لماذا التخوف؟..... ان كانت الثقة موجودة فلا متاعب و لا شكوك.

قالت بنبرة مصطنعة الهدوء: "تفضل استاذ خولي.... نادين احضري قهوة للضيوف من فضلك"

و عندما تطلعت بيوسف الذي كان يتطلع بالمزارع خلال النافذة خفق قلبها و التفت عندما القى خولي التحية و قال و هو يتأمله و يتأملها: "الا تعرفينا ببعض؟"

يوسف هو نفسه و سيبقى هكذا نفس نبرة الاستجواب و الغرور بنظراته.

ارتبكت رغما عنها و قالت: "استاذ خولي رفيق لي في العمل..... الاستاذ يوسف"

و توقفت لكنها فوجئت بيوسف يكمل له: "زوجها"

تغيرت ملامح خولي و قال بحرج و صدمة: "زوجها؟..."

يوسف و باهتمام: "سنتناول القهوة معا و نتعرف على بعضنا اكثر"

خولي و بسرعة: "اشكرك.... سانصرف الان ...... تشرفت بمعرفتك........ حسنا الى اللقاء"

بدى خولي كالهارب عندما رحل بسرعة حتى انه ترك القهوة التي اتت بها نادين .

وضعت نادين القهوة على المنضدة و هربت هي الاخرى.

التقت عينيها خافقة الاهداب بعينيه الثابتتين النظرات بوجهها . و قال هو يقترب بخطوات واثقة كعادته و بنبرة هادئة: "استبدلتني هكذا بسرعة؟"

قالت و هي تبعد بصرها: "اعتقد انني انفصلت عنك تماما"

قال بتفحص: "انت اعتقدت ذلك وحدك..... بالنسبة لي الامر مختلف"

قالت و بدأت انفاسها تضطرب: "اعتبرك غير موجود بحياتي منذ انفصلنا...... انتهى كل شيء بيننا"

اقترب اكثر و ابتلعت ريقها عندما مرر اصابعه على خدها قائلا بتأمل: "غير موجود؟...... متوفي مثلا؟"
شهقت من عبارته رغما عنها و ابتسم و هو يداعب خدها و شعرها .......... تنفست بصعوبة من يده التي نزلت الى عنقها و ابعدت نفسها وهي تشعر بضعفها من قربه.... اشتاقت اليه كثيرا و الى عطره و لمسة يده..... امسك كفيها بيديه و قال بنبرة خافتة: "لا اصدقك.... اريد اثباتا"

قالت بسرعة: "كل ما فعلته و لم تجد اثبات بعد؟.... اجريت عملية الاجهاض و ..... ورحلت ....... الا تجده اثباتا كافيا"
ترك يديها و ابتعد و جذب فنجان القهوة و جلس قائلا بثقة: "ليس كافيا..... اجدك تحبينني"

تطلعت به بسرعة و باستنكار و غمز لها بعينه ثم وضع سيجارة بين شفتيه و بدى لها عابثا كاول مرة رأته فيها.
قالت بجفاف مصطنع: "لست العوبة ...... ما هدفك من مجيئك الان؟..... الديك مصلحة معي؟..... تريد استغلالي بشيء؟"
قال فجأة: "الم تشتاقي الى رامي؟"
اغمضت عينيها و شعرت انه يؤرجح بمشاعرها و قالت بسرعة: "جدا......... لكني لا امثل له شيئا ......... لديه والده و جده و بقية العائلة...... كنت مجرد ضيفة ثقيلة"

قال بتأمل: "بدأت تتغيرين ...... اصبحت جافة معي؟"

استدارت الى الناحية الاخرى و احاطت جسدها قائلة: "ذلك افضل لي...... ما الذي حصلت عليه عندما كنت متسامحة ؟....... تبعثرت تحت قدميك حتى كد ان تسحقني"

قال و هو ينهض و يقف خلفها ملتصقا: "لا ارجوك لا تتغيري.... لم اعتاد منك الجفاء"

قالت ببرود: "لماذا اتيت؟... لا اريد رؤيتك"

احاط جسدها بذراعيه دون ان تستدير اليه و قال بهمس: "جئت لاراك....... مشتاق اليك ان بعدك اضعفني........ جئت لاقول .....اسف"

ثم ادارها بسرعة و قال بملامح جادة: "انا بحاجة اليك ميرا....ارجوك لا تبتعدي عني"

لا تصدق ما يجري الان!...... أ هو يوسف نفسه الذي يتحدث ؟

أ هو يوسف الذي يحدثها بنبرة رجاء و ضعف شديد ......... مستحيل ان تصدق لا بد انها تحلم و انها نائمة الان....... ارادت ان تقول شيئا لكن لسانها ثقل و بقيت تتطلع به.

غمر يديه بشعرها و قال وهو يتأمل بعينيها : "ماذا فعلت بي؟... في اليوم الذي رحلت به عدت الى المنزل ودخلت الى غرفتنا و كانت نيتي ان ابوح لك بمشاعري.... كنت انوي ان اقول لك الحقيقة ..... اقول لك انك الوحيدة التي احببتها بدون ارادتي...... ولما علمت انك رحلت من بيتي ومن حياتي كدت ان اختنق..... كرهت كل شيء حولي .... اعتصرتني وحشة الغرفة بدونك ....... ان كنت عذبتك اياما فانت قتلتني مرة واحدة بذلك اليوم.... لماذا تركتني بعد ان اشعلت الحب بداخلي؟.... لماذا اجهضت الطفل؟.....استكثرت الفرحة على قلبي...... كم احببت ان يكون لي طفل منك و بقدر ما كانت رغبتي بالطفل الا ان خوفي على صحتك فاق كل شيء.... ادركت حينها انك كدت ان تضيعي من يدي ..... اكثر ما يهمني بهذا العالم انت و ان تكوني بخير"

كانت وجهها خال من التعابير....... أ هو يعبث بها ام يضحك عليها ام ماذا؟..... هو صادق بذلك؟ لن تعتاد منه الا على السخرية و القسوة و الاوامر و الان مرة واحدة يخبرها بكل هذا الكلام !
انه الان امامها رجل عاشق و يهيم بحبها....... هذا اكثر من الاحلام و اكثر مما كانت تتمنى ان تسمعه منه حتى قالت بصوت خافت و باهت: "انت تحبني؟.... صحيح يوسف؟..... تحبني؟"

احاط وجهها و قال بلهفة كبيرة: "كنت مريضا و شفيت على يديك....... يالجمالك يالطيبتك يالحبك.....اتعتقدين اني لم اشعر بمدى تضحياتك من اجلي؟...... مخطئة تماما اعلم كم تماديت معك و تجاوزت بالكلام و الفعل كنت متسامحه معي لابعد الحدود و مخلصة و اقسم بالله لم اخونك منذ تزوجتك و لن استطيع فعل ذلك ليس خوفا من احد بل احتراما لمشاعرك و براءتك"
ابتلعت ريقها و قالت بتردد: "و لبنى؟"
ابتسم وهز رأسه و قال بجديه: "اية لبنى تلك؟..... اعترف لي غسان بكل شيء... انها لعبة وسخة من زوجته و اشترك بها لكنه سرعان ما ندم لقد طردها بعد مشاجرة كبيرة و هي اليوم عند اهلها لكن ...... غسان يحبها ولا يقدر على بعدها لذلك قرر ان يسكن معها في المستقبل في منزل منفصل عنا"
ابتعدت و جلست على الاريكة و هي تشعر ان السعادة اضعفت قدميها غير قادرة على تمالك نفسها ...... انه اخر صبرها..... ان يعود اليها و يسعدها باعترافه هذا....

جلس قربها و جذبها الى صدره و اغمضت عينيها ...... اسند ظهره على الاريكة و حضنها برفق قائلا: "انا انسان جديد بفضلك لم اعد اشك بمن احب لا زياد و لا....... خولي...... صحيح من خولي هذا؟... هنا شك صغير بدأ ينمو "
تطلعت به بسرعة وابتسم قائلا: "لايهمني ابدا....... اشعر بحبك لي....... انا اسمع صوت قلبك و هو يقول..... احب يوسف يوسف فقط .. فقط يوسف"
ابتسمت و داعبت ساعة يده ...... قال وهو يمسح على شعرها : "بمناسبة ذكر زياد... انه سيأتي قريبا.... من اجل نادين يريد ان يطلب يدها"
اتسعت عينيها و تطلعت به قائلة بفرحة: "صحيح؟...... الحمد لله ... انها تحبه"
قال وهو يتطلع بشفتيها : "وانا احبك"

ابتسمت و بحث بجيب سترته قائلا وهو يخرج لها وردة الليلك الارجوانية ثم وردة الاوركيد: "لا نرجس بعد اليوم"

تناولتهما بلهفة ثم اخرج علبة وفتحها .... انهما الخاتمين!
وضع الخاتم باصبعها و قالت بغبطة: "كم اسعدتني يوسف لقد بددت كل همومي ...... كم انا احبك و احب الرجوع معك الى بيتك"
هو وبتعجب: "من قال اني جئت لارجعك معي؟ من تحدث عن هذا؟"

اتسعت عينيها ثم ابتسمت وهزت رأسها قائلة: "ستبقى هكذا دائما ؟ و كل مرة اصدقك لاني ساذجة"
هو و بتمعن: "وانا اعشق بك سذاجتك و كل صفاتك"

خفضت بصرها بحياء و وضع يده اسفل وجهها و رفعه اليه قائلا: "وذلك الحياء لا احس بصدقه الا بوجهك كأنه خلق لك وحدك"
عانقته بشدة و قال : "هيا الى بيروت لا وقت للعناق الان"
ضربت صدره برفق وضمها اليه بمحبة كبيرة.

تمت